الجزء الثالث … الكتاب الناطق – الحلقة ٥ – علم الرّجال ج٣ الجزء الثالث … الكتاب الناطق – الحلقة 5 – علم الرّجال ج3 صور OverlaysPreviousNext فيديو يوتيوب اوديو مطبوع يا زهراء بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم سَلَامٌ عَلَيْك يَا وَجْه الله الَّذِيْ إِليهِ يَتَوجَّهُ الأَوْلِيَاء.. بَقِيَّة الله.. مَاذَا فَقَدَ مَنْ وَجَدَك وَمَا الَّذِيْ وَجَدَ مَنْ فَقَدَك.. سَلامٌ عَلَيْكُم إِخْوَتِيْ أَخَوَاتِيْ أَبْنَائِي بَنَاتِيْ.. مرَّ الحديثُ في الأسبوعِ الماضي في الحَلقةِ الأولى والثَّانية، وكان الكلامُ بمثابةِ مُقدِّمةٍ لهذا البرنامج تشتملُ على ملاحظاتٍ وتوضيحاتٍ، والحَلقةُ الثَّالثةُ والرَّابعة كان الكلامُ في أجواء المشكلة الكبيرة الَّتي ضربت ساحة الثقافة الشِّيعية!! المشكلةُ الَّتي عنوانُها: (عِلمُ الرِّجال)، حيثُ كان سيفاً مزَّقَ أحشاء أحاديثِ أهل بيتِ العصمة ومزَّق أحشاءَ زياراتِهِم وأدعيتِهِم، وعَصَفَ بثقافةِ أهل البيت ودمرَّها تدميرا..!! الحَلقةُ الخَامسةُ هي استمرارٌ للحلقتين السَّابقتين.. لا زالَ الحديثُ في أجواءِ هذه المشكلة، في أجواءِ هذه الطَّامَّة والَّتي يعتبرُها عُلماءُ الشِّيعةِ فتحاً مُبيناً كي يُميِّزوا أحاديث أهل بيت العصمة، وهم في الحقيقةِ يُدَمِّرُونها، هذه وجهةُ نظري وكلٌّ حُرٌّ في تفكيرهِ وفي قناعاتهِ..!! وأنا في هذهِ الحَلقات لا أريدُ التطويلَ كثيراً ولا أريدُ أنْ أَقِفَ طويلاً جدَّاً عند عِلم الرِّجال، لأنَّني قد تحدَّثتُ عن هذا الموضوع في برامج وملفّات سابقة، من أراد أنْ يطّلع على تفاصيل أكثر يُمكنهُ أنْ يُراجع الملفَّات والبرامج السَّابقة الموجودة على موقع زهرائيُّون، وعلى مواقع أخرى على شبكةِ الإنترنت، كلامي في هذهِ الحلقات عن مُشكلة عِلمِ الرِّجال هو لأجلِ أنْ يترابط الحديثُ في هذا الجُزء مع الأجزاء المتقدِّمة من ملفِّ الكتابِ والعِترة من جهةٍ، ومن جهةٍ ثانية هُناكَ مُشاهدون يُتابعون البرنامج لم يكونوا قد اطّلعوا على البرامج الماضية، لذا طرحتُ هذه المشكلة وهي بمثابةِ تمهيدٍ بعد المُقدِّمة الَّتي مرَّت في الحلقةِ الأولى والثانية، فحديثي هو عن مشكلةِ علمِ الرِّجال، والَّتي بدأتُ الحَديث عنها في الحلقةِ الثّالثةِ والرَّابعة، وهذه هي الحَلقة الخامسة ولا أدري هل أستطيع أنْ أُلملم أطراف حديثي أو سيستمر الحديث إلى حلقةِ يوم غد. في هذه الحلقة سألخّصُ الكثير من المطالب الَّتي مرَّ ذكرُها في الملّفات السَّابقة وفي الأجزاءِ المتقدَّمة من أجزاءِ ملفِّ الكتابِ والعترة، إذْ نحنُ الآن في الجُزء الثَّالِث. النتيجةُ الَّتي وصلتُ إليها في الحلقتين المُتقدِّمتين أعني الحَلقة الثَّالثة والرَّابعة: عِلمُ الرِّجالِ سيفٌ قاطِعٌ دمَّرَ حديث أهل بيت العصمة..!! عِلمُ الرِّجالِ مرضٌ فَتَك في ثقافةِ التشيُّع..!! عِلمُ الرِّجالِ جسرٌ واصلٌ بالفِكرِ المُخالِفِ لأهل البيت، وبوّابةٌ فُتِحت على الشِّيعةِ دخلَ من خلالها الكثير والكثير من الفِكرِ المخالف لأهل البيت، وثبتت بذلك أركانُ عقيدةِ التقصير. والمُقَصِّرون، أو المُقَصِّرَةُ هم الَّذينَ تحدَّثتْ عنهم الروايات ووصفتُهم بأنَّهم أعداءُ أهل البيت وهم من الشِّيعة. كلماتُ أهل البيت تقول بأنَّ النُّصَّابَ(الذين ينصِبُون العداء) هُم أعداءُ شيعتِنا، وأمَّا المُقَصِّرةُ فهم أعداؤنا، وهم من الشِّيعةِ وخصوصاً العُلماء والفُقهاء مِمَّن يُظهرون الولاية والبراءة ولكنَّهم يُقصِّرونَ في عقيدتهِم، وهذا واضحٌ من كلماتِ أهل بيت العصمة.. النَّواصِبُ أعداءُ شيعتنا، والمُقًصِّرةُ وهم من الشِّيعةِ أعداؤنا.. هذه هي كلماتُ إمامنا الصَّادق صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه الَّذي ثبَّت بها ركائزَ العقيدة. و”المُقَصِّرة” هو نتاجُ “عِلم الرِّجال”، فعِلمُ الرِّجال هو الأساسُ الذَّي نشأتُ عليهِ عقيدة التقصير في ساحة الثقافة الشِّيعية..!! في هذه الحلقة سأُلقي نظرةً عامَّة في جوِّ عِلمِ الرِّجالِ، في جوِّ الكُتُبِ الرِّجالية، وكذلك أُلقي نظرةً سريعةً حول ما يتعاملُ بهِ عُلماؤنا ومراجعنا وفقاً لعلمِ الرِّجال مع حديثِ أهل البيت. والآن آخُذُ أمثلةً سريعةً، إذْ أنَّني في برنامجٍ تلفزيونيٍّ وفي بثٍّ مباشرٍ لا أستطيع أنْ أُغطي كُلَّ صغيرةٍ وكبيرة، ولا أستطيع أنْ أورد الأمثلة الكثيرة جدّاً وهي فعلاً كثيرةٌ وكثيرةٌ وكثيرة..!! أبدأُ من الأصول الرِّجالية، وقبل أنْ أبدأ هُناك سؤالٌ أو طُلبٌ من المشاهدين بخصوصِ كتابِ: (روضات الجنّات)، الَّذي نقلتُ منه الحادثة الَّتي جرت بين السيِّد عليّ الطباطبائي والميرزا أبو القاسم القُمِّي، حادثة طبيخ ومرق الزَّبيب والكِشمش، يطلبُ بعضُ المشاهدين خصائصَ الطبعة الَّتي نقلتُ منها وأرقامُ الصَّفحات إذْ أنَّني ما أشرتُ إليها في الحلقة المُتقدِّمة.. وها هو البيان: (روضات الجنَّات) طبعة الدار الإسلامية، بيروت، وهي الطبعة الأولى: 1991 ميلادي، 1411 هجري، نقلتُ من الجزء الأوّل كلاماً من صفحة: 7، بخصوص مؤلّف الكتاب. ومن الجزء الرابع من نفس الطبعة صفحة: 383، رقم الترجمة: 422، نقلتُ ما ذكرهُ صاحبُ روضات الجنّات بخصوص السيِّد عليّ الطباطبائي صاحب الرِّياض “رياض المسائل”. ومن الجُزء الخامس من نفسِ الطبعة صفحة: 354 وما بعدها، والحادثة موجودة في صفحة: 357، 358، ترجمة الميرزا أبو القاسم القُمِّي صفحة: 354، الجزء الخامس، رقم الترجمة: 547، هذا بخصوصِ تفاصيلِ ما جاء مذكوراً في كتابِ روضات الجنّات. – أعودُ للحديثِ عن الأصولِ الرِّجالية: مقصودي من الأصول الرِّجالية: هو الكتب الَّتي بدأ الشِّيعةُ يُصنِّفونها في هذا العِلم، فهم في زمانِ الأئمَّةِ لم يُصنِّفوا كتاباً في علمِ الرِّجال، قد يقول قائلٌ فُلانٌ من المُحدِّثين كَتَبَ كتاباً ذَكَرَ فيهِ أسماءَ أصحابِ أميرِ المؤمنين، ولكن هذا ما هو بكتابِ رجالٍ، ولا أريد الخوض في مثلِ هذه التفاصيل الَّتي لا فائدة فيها أصلاً. كُتبُ الرِّجال الَّتي تُسمّى بالأصول الرِّجالية هي كُتبٌ أربعة: – (رِجال الكَشّي). – (رِجالُ النّجاشي). – (فهرستُ الطوسي). – (رجال الطوسي). – وهناك من يُضيف (رجال ابن الغضائري) الكتاب الَّذي لا وجود له أصلاً!! وس-أتحدّثُ عن هذه الكتب بشكلٍ مُختَصَر. في الملفّات والبرامج السّابقة تحدّثتُ عنها بشيءٍ من التفصيل وإذا سنحت فُرصة أخرى يُمكن أنْ أتحدّث بشكلٍ موسِّعٍ جدّاً عن هذه الكتب، لكنَّني هُنا في مقام الإيجاز والإختصار، أعطيكم فكرة موجزة عن هذه الكتب.. هذه هي أوّلُ الكتب الَّتي ألّفها عُلماءُ الشِّيعة في عِلم الرِّجال، بعد أنْ تأثّروا بالفكرِ المُخالفِ لأهلِ البيت ونقلوا طريقتَهم. وبدأ التراكم في التأليف على أساسِ هذه الكُتُب، فالّذين ألّفوا بعد ذلك تراهم يجمعون الأقوال من هذه الكُتُب في كتابٍ واحد، والَّذي يأتي بعد هذا الجامع أيضاً يُؤلّفُ جامعاً آخر، فيعتبر قولَ الجامع للكتُب السَّابقة قولاً جديداً ويُضيفهُ، وهكذا تراكمٌ ولكن ما هو بتراكمٍ علمي أبداً، ولا أريد الخوض في هذه القضيّة. أول هذه الكُتُب الكتاب المعروف ب (رجال الكَشّي): رجالُ الكشّي النُسخة الأصلية ليست موجودة، فالنُسخةُ الأصلية كانت أكبر من هذه النُّسخة الَّتي بين يديّ وقد وضعَ فيها الكشّي الَّذي يُعتقَد أنَّهُ توفي سنة: 386 للهجرة، الغيبةُ الصغرى متى انتهت؟ انتهت في الخامس عشر من شهر شعبان سنة: 329 للهجرة، وهذا التأريخ مهم جدَّاً لأنَّ التبدُّلات والإنحرافات في السّاحة الشِّيعية حدثت بعد هذا التأريخ، والفكرُ المخالف الذي دخل إلى السَّاحة الشِّيعية بأيدي علماء الشِّيعة وفقهائهم ومراجعهم دخل بعد هذا التأريخ. الغيبة الصغرى انتهت وفي نفس الوقت بدأت الغيبة الكبرى في الخامس عشر من شهر شعبان سنة: 329 للهجرة، والكشِّي متوفى سنة: 386، وربّما أكثر من ذلك ولكن نحنُ لا نتملكُ دليلاً قاطعاً أو واضحاً، هو بالنتيجة توفي وعاشَ بعد نهايةِ الغيبة الصُغرى. عاش في أوائل الغيبة الكُبرى، وتوفّي في أُخريات القرن الرابع للهجرة، فهناك من يقول أنَّهُ توفي سنة: 386، وهذا الكلام ليس دقيقاً ولكنَّهُ بشكلٍ تقريبي. ورِجالُ الكشي هو أقدم الكتُب، وكما قُلتُ فإنَّ النُّسخة الأصلية ليست موجودة. الشَّيخ الطوسي الَّذي تُوفي سنة: 460 للهجرة على ما هو معروف أو مشهور، عَمَدَ إلى رجال الكشي واختصره، حَذَفَ منهُ المُخالِفين، وجَمع أسماء الرّواة الشِّيعة وسمّى الكتاب: (إختيار معرفة الرِّجال)، يعني الكتاب المعروف برجال الكشي(معرفة الرِّجال) الَّذي كَتَبهُ الكشّي بنفسهِ نحنُ الآن لا نمتلك منه نُسخةً ، والنُّسخة الموجودة هي ما اختارهُ الشَّيخُ الطوسي من كتاب معرفة الرِّجال أو ما يسمّى برجال الكشّي، وكلُّ الَّذين تحدّثوا عنه وحتَّى الشيخ الطوسي وصفهُ بهذا الوصف، وهو أنَّ الكتاب كثيرُ الأغلاط فجاء الشَّيخُ الطوسي فاختار منهُ ما اختار، ولكنْ النُّسخةُ الَّتي كتبها الشَّيخُ الطوسي هل هي بأيدينا؟ من خلالِ التَتَبُّع يبدو أنَّ النُّسخة المتوفرة الآن ليست هي بالضبط النُّسخة الَّتي كتبها الشَّيخُ الطوسي. السيّد ابنُ طاووس، نحنُ عندنا أكثر من عَلَم من أعلام الشِّيعة معروف بابن طاووس وهم من أُسرة واحدة وأقرباء، السيِّد ابن طاووس الَّذي أتحدَّث عنهُ هنا هو السيِّد رَضِيُّ الدِّين عليُّ ابن موسى ابن طاووس، المتوفى سنة: 664 للهجرة، في كتابهِ: (فَرجُ المهموم)، هو يقول ويتحدَّث عن مُقدِّمة كِتاب رِجال الكشّي الَّذي اختارهُ الشَّيخُ الطوسي، فماذا في هذه المقدِّمة؟ يقول: (فَهذا لفظُ ما وجدناه أملى علينا الشَّيخُ الجليل الموفق أبو جعفرٍ مُحَمَّد ابن الحَسَن ابن عليِّ الطوسي..) إلى آخرِ الكلام، نحنُ إذا جئنا إلى النُّسخة المتوفرة الآن بين أيدينا، هذه المقدِّمة الَّتي ذكرها السيِّد ابن طاووس المتوفى سنة: 664 ليست موجودة في هذا الكتاب، وهذه النُّسخة هي النُّسخة المُتداولة الآن بين عُلمائنا، فإلى أيِّ شيءٍ وصلنا؟ أولاً-: النُّسخة الأصلية الَّتي كتبها الكشِّي بنفسهِ ليست موجودة. وهذا الكلام الَّذي ذكرَهُ السيِّد ابنُ طاووس المتوفى سنة: 664 للهجرة، من مُقدِّمة الكِتاب الَّذي كَتَبَهُ الشيخُ الطوسي ليس موجوداً في النُّسخة الَّتي بين أيدينا. إذاً هذه النُّسخة ليست هي الكتاب الأصل للكشي هذا أولاً. وثانياً-: ليست هي النُّسخة الأصل الَّتي كتبها الشَّيخُ الطوسي وأملاها على تلامذتهِ. والكتابُ الَّذي بين أيدينا هو كتابُ حديثٍ وما هو بكتاب رجال، كتابُ الرِّجال بحسبِ ما رسمَهُ الرجاليّون هو أنْ يُذكَر فيه الرُّواةُ ويُميَّزوا بأقوالِ الرِّجاليين، بأقوالِ نفس الرِّجاليّ الَّذي ألّفَ الكِتاب أو أنَّهُ ينقلُ أقوالاً عن رِجاليّين سبقوه، أمَّا رِجالُ الكشي فموجودٌ بين أيديكم وارجعوا إليه فهو كتابٌ حديثيٌّ فيه رواياتٌ وأحاديثُ، وكُلُّ روايةٍ لها سند، وأسانيدُ هذه الروايات بحاجةٍ إلى كتابٍ ثانٍ يُوثِّق أو لا يُوثِّق هؤلاء الَّذين ذُكِروا في هذه الأسانيد.. وإلَّا كيف سنتعامل مع هذه الروايات الَّتي لها أسانيد؟ هل نقبلُها هكذا من دونِ تدقيقِ أسانيدِها، أفليس عِلمُ الرِّجال هو لتدقيقِ الأسانيد؟ فرجالُ الكشّي عبارة عن كتاب حديثٍ جُمِعت فيه أحاديثُ عن أهل بيت العصمة، هذه الأحاديث لها أسانيد، فحينما تأتي مثلاً رواية عن إمامنا الصّادق رواها فُلان عن فُلان عن فُلان وأنَّ الإمام الصَّادق قال في حقِّ مُحمَّدِ ابن مُسلم كذا، عِلمُ الرِّجال أليس أساسهُ مبني على مُناقشة السَّند؟ فكيف العمل مع هذه الروايات الَّتي لها أسانيد؟ أليس المفروض أن يكون هُناك كتابٌ آخر نرجعُ إليهِ ونُحاول أنْ نعرفَ تقييم الرّواة الَّذين جاء ذكرُهم في أسانيد رواياتِ رجالِ الكشّي؟! فهل هذا الكتاب كتابُ رِجال؟! كلّا، هذا الكتاب كتابُ حديث، صحيح أنَّ الروايات الَّتي وردت في هذا الكتاب هي روايات عن الأئمَّة لتقييم أصحابهم قدحاً أو مدحاً، ولكنْ في أغلب الأحيان نجد أنَّ الروايات في نفسِ الوقت تكون قادحة ومادحة لنفس الشّخص، ولهذه الروايات أسانيد، فبحسبِ قواعد عِلم الرِّجال لابُدَّ أنْ تُشخّص هذه الأسانيد فلابدّ من كتابٍ ثانٍ يُلحق بهذا الكتاب لتشخيص الأسانيد، وبالتالي سقطَ هذا الكتابُ عن رجاليّتهِ.. فأيُّ رجاليّةٍ في هذا الكتاب؟! هذا هو رجالُ الكشي، والرِّجاليون لا يهتمّون به كثيراً، إنَّما يذكرون كلامه على سبيل الحشو في كتبهم، أي لأجلِ تكثيرِ الكلامِ والمعلومات العامّة، هذه هي الحقيقة، وذلك لعدمِ وجودِ معلوماتٍ عن رواة الحديثِ الَّذين نقلوا لنا حديثَ أهل البيت، فماذا يصنعُ الرِّجاليون؟ يجمعون كُلَّ شيءٍ فينتفعونَ من رِجال الكشّي لحشو كتبهم!! (رجال النّجاشي): ورُبّما يكون هذا الكتاب هو الكتاب المهمّ عند علماء الشِّيعة.. أولاً: دعونا نُلقي نظرة على محتويات هذا الكتاب، عدد الأسماء الَّتي وردت في هذا الكتاب: 1269، وهو عددٌ قليل، حتَّى لو نفترض أنَّ هذا العدد كُلُّه قد وُثِّق فهو لا يُشكِّلُ شيئاً من عددِ الرُّواة الَّذين رووا أحاديث أهل البيت..!! هذا هو أهمّ كتاب عند علماء الشِّيعة، ولذلك نُلاحظ أنّ علماء الشِّيعة يُمجِّدون بالنَّجاشي، لماذا؟ لأنَّهم لا يمتلكون كتاباً غير هذا الكتاب فيه توثيقٌ وقدحٌ، هذه هي الحقيقة، فرجال الكشّي كتابُ روايات، والنُّسخة الأصلية ليست موجودة، ونُسخة الطوسي أيضاً كما ذكرَ السيِّد ابن طاووس مُقدمّتها ليست موجودةً في النُّسخة الَّتي بين أيدينا، فلربّما حدث في الكتابِ تغييرٌ وتغيير..!! – العدد الكليِّ لأسماء الرّواة وأسماء الرِّجال في رجال النّجاشي: 1269. – الّذين وثّقهم: 556. – والَّذينَ مدحَهم من دون توثيق: 127. يعني عدد الموثّقين والممدوحين: 683. – الّذين لم يُمدَحوا ولم يُقدحوا 430، وهؤلاء بحسب قواعدِ علم الرِّجال لا يُنتفَع من رواياتهم. – الَّذين ضعَّفَهم: 131. – المُخالفون، أي الّذين ليسوا من الشيعة: 16. – المجهولون الَّذينَ وصفَهُم بالمجاهيل عددهم: 9. فعددُ الثِّقات وعددُ الممدوحين معاً: 683، وهؤلاء لا يُشكِّلون شيئاً في عددِ رواة حديثِ أهل البيت، هذا هو مضمون الكتاب وهذا محتواه!! ورجال النّجاشي طرأ عليهِ تحريف.. التحريفُ الأوّل: في اسمهِ “رجالُ النَّجاشي”.. هذا الكتاب حين ألّفهُ النَّجاشي [النَّجاشي متوفى سنة: 450 للهجرة، يعني بعد الكشّي، قُلنا الكشّي نهايات القرن الرابع: 450، يعني بالضبط منتصف القرن الخامس] لم يُسَمِّه الرِّجال وإنّما سمّاهُ: (الفِهرست)، وكلمةُ الفِهرست إذا كُنَّا مُدققين في العِلم فهي لا علاقةَ لها بعلمِ الرِّجال إطلاقاً، الفهرست والفهارس والفهرسة هو فنٌّ في التأليف، لأيِّ شيءٍ؟ لجمع أسماء المؤلفين وأسماء كتبهم، وهذا شيءٌ لا علاقةَ لهُ بعلمِ الرِّجال، كما هو في كتاب مثلاً: (الذّريعة إلى تصانيف الشِّيعة)، هذا الكتابُ الكبير هو فهرسةٌ لمؤلّفي الشِّيعة وكتبِهم وليس كتاباً رجاليّاً. أو كما عند السُّنة كتاب معروف: (كشف الظنون)، وهذا ما هو بكتابٌ رجاليّ. وهناك كتابٌ قديم معروف وربّما تأثرَّ بهِ النَّجاشي وهو: (فهرستُ ابنُ النديم)، فهرستُ ابنُ النّديم كتاب قديم وكان في نفس الفترة الزمنيَّة الَّتي أُلّفتْ فيها هذه الكتب، فهذا الكتاب اسمهُ الفهرست، وحين يكون اسمهُ الفهرست فليس له علاقةٌ حينئذٍ بعلمِ الرِّجال. من الَّذي سمّاه “رِجال النَّجاشي”؟ الَّذي حرَّف اسمَهُ هو العلّامة الحِليّ رضوان الله تعالى عليه وأيضاً ابنُ داوود الحلي، عَلَمان معروفان من عُلماءنا هُما اللذان غيَّرا عنوان كتاب الفهرست للنجاشي إلى رجال النَّجاشي وذاع هذا العنوان. وقضيّة العنوان في غاية الأهميَّة.. نحنُ إذا قرأنا المقدَّمة سنجد أنَّ العنوان لا ينطبق على الكتاب وأنَّ ما ينطبق عليه هو عنوان الفهرست، وبالتالي إذا كان هذا الكتاب فهرستاً فكيف أُقْحِم وجُعِلَ ضمنَ كُتبِ عِلم الرِّجال؟! وصار النّجاشيُ ذلك الخبير في الصناعة والخرّيت كما يصفونَهُ؟! السبب هو أنَّهم لا يمتلكون كتاباً آخر يطبّقون به علمَ الرجال.. ماذا يقول العلّامة؟.. (أمَّا بعد فَإنِّي وقفتُ على ما ذكرَهُ السيِّدُ الشريف أطال الله بقاءه وأدامَ توفيقَه-لا يُعرَف من هو هذا السيِّد الشريف، البعض من العلماء هكذا تخرُّصاً يقول هو السيِّد المرتضى، وإلَّا فلا دليلَ على ذلك-أمَّا بعد فَإنِّي وقفتُ على ما ذكرَهُ السيِّدُ الشريف أطال الله بقاءه وأدامَ توفيقَه من تَعيير قومٍ من مُخالِفينا أنَّهُ لا سَلَفَ لَكُم ولا مُصَنَّف أو ولا مُصَنِّف-يعني أنتُم أيُّها الشِّيعة ما عندكم مؤلِّفون وما عندكم مُؤلَّفات-وهذا قَولُ من لا عِلمَ لَهُ بالنَّاس ولا وقفَ على أخبارِهِم ولا عرفَ منازلهم وتاريخَ أخبارِ أهلِ العِلم ولا لَقي أحداً فيَعرِفُ منه ولا حُجَّةَ علينا لِمن لم يَعلَم ولا عَرَف، وقد جَمَعتُ من ذَلِك ما استَطَعتُه-ما استطعتهُ من جمعِ أسماء المؤلِّفين، هذا هو المراد فهو يتحدّث عن مؤلّفين-ولَم أبلُغ غايَتَه لعدَمِ أكثرِ الكُتُب-لأنَّ الكُتُب لم تَكُن متوفِّرة حتَّى يعرف أسماءها ويُشخِّص مؤلّفيها ويجعل أسماء المؤلِّفين وأسماء الكُتُب في هذا الكتاب-وإنَّما ذكرتُ ذَلِك عُذراً إلى مَن وقعَ إليهِ كتاب لم أذكُره-لم يعتذر عن عدم ذكرِ راوٍ من رواة الحديث، وإنّما هو يتحدَّثُ عن كتبٍ-وإنَّما ذكرتُ ذَلِك عُذراً إلى مَن وقعَ إليهِ كتابٌ لم أذكُره وقد جَعلتُ للأسماءِ أبواباً على الحروف ليهون على المُلتمِس لإسمٍ مخصوصٍ منها وها أنا أذكرُ المُتقدِّمين في التصنيف-أي التأليف-مِن سَلَفنا الصَّالِح وهي أسماءٌ قليلة، ومن اللهِ أستمدُّ المعونة، على أنَّ لأصحابنا رَحِمَهُم الله في بعضِ هذا الفَن-في فن الفهرسة-كُتُباً ليست مُستغرقةً لجميعِ ما رسمه وأرجو أنْ يأتي في ذلك على ما رُسِم وحُدّ إنْ شاءَ اللهُ تعالى، وذكرتُ لرجُلٍ طريقاً واحداً حتَّى لا تكثر الطرق فيخرج عن الغرض-ذكرتُ لرجلٍ طريقاً واحداً، لأنَّهُ ليس مُهتمّاً بالطرق والأسانيد، لو كان مُهتماً بالطرقِ والأسانيد لذكرها، وإنَّما أراد من ذكرهِ لهذ الطريق الواحد هو أن تُوثَّقَ هذه الكتب، أي ليثبت أنَّ هذا الكتاب مثلاً هو فعلاً للمؤلِّف الفُلاني-وذكرتُ لرجُلٍ طريقاً واحداً حتَّى لا تكثُر الطرق فيخرج عن الغرض-فيخرج هذا الفهرست عن الغرض الَّذي أُلِّفَ له، فما هو بكتاب للأسانيد والطرق، ولا هو بكتاب للرِّجال ولرواة الحديث، وإنَّما هو كتاب لذكرِ المؤلِّفين والكتب. فكيفَ يُقال بأنَّ النجاشي هو أكثرُ النّاسِ علماً بالرِّجال؟ من أين جاء علمهُ بالرِّجال والرَّجُلُ ألَّف الكتاب حول المؤلّفينَ والكتب؟ ومن قرأ الكتابَ من أوّلهِ إلى آخرهِ يجد أنّ النّجاشي يهتم بقضيتين: القضية الأولى: هي أنّه يُحاول أنْ يُثبِت عُروبة الكثيرين من مؤلفي الشِّيعة، بإعتبار أنَّ الَّذينَ عيّرونا من المُخالفين قالوا: لا سلفَ لكم من العرب، هو هذا المراد، فلذلك يُصِرّ على أنْ يذكر أنسابَ الرّواة إلى أبعد ما يمكن من أجدادهم العرب ومن قبائلهم، فهو يهتمّ بهذه القضية، والرجلُ يبدو عندهُ معرفة بأنسابِ العرب ولكنّه لا يمتلك معرفةً بالرِّجال، رجالِ الحديث، وهذا يبدو من سيرتهِ فهو يكتب ترجمةً شخصيّةً له ويذكرُ فيها مؤلّفاتهِ، فما هي مؤلّفاته؟ – لهُ كتاب: (الجُمُعة وما وردَ فيهِ من الأعمال). – وكتابُ: (الكوفة وما فيها من الآثارِ والفضائل). – وكتاب: (أنسابُ بني نصر ابن قُعين وأيّامهم وأشعارهم). – وكتاب: (مختصرُ الأنوار ومواضع النجوم الَّتي سمّتها العرب). هذه كتب النّجاشي، ولا علاقة لهذه الكتب بعلمِ الرِّجال فأيُّ كتابٍ من هذه الكتب له علاقة بعلمِ الرِّجال؟! هذا هو يُترجِمُ لنفسهِ، هذه الطبعة الَّتي بين يدي طبعة مؤسسة النشر الإسلامي، قم المقدّسة، صفحة: 101، رقم الترجمة: 253، النَّجاشي يُترجمُ لنفسهِ ويُعدِّد كتبهُ وما عندهُ كتاب واحد في الرِّجال، الرجل يتحدَّث عن أنسابِ العرب، وهذه القضية واضحة في كتابهِ، فهو حينما يتحدَّث عن راوٍ من رواة الحديث، أو عن مؤلِّف من المُؤلِّفين، فحينما يتحدَّث ويذكر كتُبَهُ يحاول أن ينسبهُ إلى أعمق ما يُمكن في بطونِ وأصولِ القبائل العربية، فتركيزه هو على تشخيصِ المؤلِّفين العربِ الشِّيعةِ في هذا الكتاب، وعلى ذكر الكتب والمؤلّفات. صحيحٌ أنّه يقول عن بعض الرّواة هذا ثقةٌ وذلك ليسَ بثقةٍ، ولكنْ هذه معلوماتٌ لم يُبيّن لنا مصادرَها، فكيف يُطمَئنُّ لها..؟! عجبا، علماءُ الشِّيعة يُطالبون حديثَ أهل البيت أنْ تكون له مصادر، فلماذا يأخذون بكلامِ النَّجاشي وكلامُ النَّجاشي ليست له مصادر..؟! فهو لم يذكر لنا المصادر الَّتي اعتمدها، النَّجاشي توفي سنة: 450، وهو يتحدَّث عن رواة توفّوا قبلهُ بمائتين أو ثلاثمائة سنة أو أربعمائة سنة، فمن أين جاء بهذه المعلومات والشِّيعةُ لا تمتلك كُتُباً للرِّجال، والكتب الرِّجالية الَّتي سبقتهُ أيضاً هو هذا كتابُ الكشي وقد تبيّن حالُه، إذن لا توجد كتب رجالية، فمن أين جاء بهذه المعلومات؟! أليس المفروض على علماء ومراجع الشِّيعة حين يأتون إلى أقوال النَّجاشي أنْ يتساءلوا عن مصادرها؟! لماذا يأخذون بأقوال النَّجاشي من دونِ أنْ يسألوا عن مصدرها، بينما حين يأتون إلى حديثِ أهل البيت، وهو حديثٌ محفوظٌ بحفظِهم وبرعايتِهم عليهم السلام فهم يفعلون ذلك؟!، أهلُ البيت لا يحفظونَ لنا كتاب النَّجاشي..حديثُ الثَّقلين لا يشملُ كتابَ النَّجاشي، حديثُ الثّقلين يشملُ كتابَ الكافي والفقيه والتهذيب والإستبصار وباقي الكتب الشِّيعية، أمَّا رجالُ النّجاشي فلا يدخُل تحت طائلةِ حديثِ الثقلين، فلماذا علماء الشِّيعة يأتون إلى كلام النّجاشي فيحكمون به على حديثِ أهل البيت، وهم لا يسألون عن مصادرهِ ومصادرُ النَّجاشي لا يعرفها أحد؟! وثانياً-: طريقتُه في التوثيق لا يعرفها أحد، ولم يذكُر الرَّجُل طريقته في التوثيق، لأنَّ الكتابَ ليس رجالياً فهو مجرّد فهرست، وعلماؤنا الأجلاء حرّفوا عنوان الكتاب من الفهرست إلى الرِّجال، وقرأتُ لكم في المقدمة ولاحظتُم اهتمام الرِّجُل بالمؤلِّفين والمُؤلَّفات، ولا شأن لهُ بالروايات والرّواة.. المُقدِّمة موجودةٌ اقراؤها، فلماذا يُعدُّ هذا الكتاب كتاباً في علمِ الرِّجال ويُذبَحُ بهِ حديثُ أهل البيت، لماذا؟! أنا لنْ أحكُم في هذه القضيّة، وإنْ كانت واضحةً عندي وضوحَ الشَّمس..!! ولكن أنتم احكموا..هذا منطقٌ رحمانيّ أو هو منطقٌ شيطانيّ..؟! كتابٌ هو فهرست وما هو بكتاب رجالٍ، علماؤنا يُغيّرون اسمَهُ، المقدِّمة واضحة لا علاقة للمؤلِّف بالروايات والرّواة..!! إقراؤها بدقّةٍ أنتُم وراجعوها، إقراؤها بأنفُسِكم، على طولِ الخط الكتاب يتحدَّث عن المؤلِّفين العرب، الاهتمام هو بالمؤلّفين وبالمؤلَّفات، صحيح هو يمدح أو يذمّ بعضَ الأشخاص وذكرتُ الأرقام المبيِّنة، ورغمَ أنَّ عدد المذكورين قليل جدّاً في رجال النَّجاشي، لكنْ لأنَّ علماءَ الشِّيعةِ لا يمتلكون كتاباً فيه توثيق وعدم توثيق أكثر من هذا الكتاب، لذلك عدّوهُ الكتابَ الإمامَ في هذا العلم، وبدّلوا العنوان من الفهرست إلى الرِّجال، فصار هذا الكتاب يُدعَى “رجالُ النَّجاشي”، ومع ذلك نحنُ وهذه الطبعة الَّتي بين أيدينا وهي النسخة المعروفة المتداولة بين العلماء. سؤال: هل هناك من علماء الشِّيعة من عندهُ طريقٌ صحيح إلى كتاب رجال النَّجاشي؟ لنقبل، ولنترك كُلَّ الحديث السَّابق، نحن لا يُوجد عندنا ولا عالِم واحد عندهُ طريقٌ صحيح إلى كتاب رجال النَّجاشي، لماذا تُطالبون أنْ يكونَ فيما بينكم وبينَ حديثِ أهلِ البيت طريقٌ صحيحٌ، ولا تُطالبون هذا الكتابَ أنْ يكونَ فيما بينكم وبينه طريقٌ صحيحٌ؟! يا علماء الشِّيعة لماذا..؟! منطقٌ رحماني هذا أم هو منطقٌ شيطاني، أنتم احكموا..!! يُطالب المرجعُ الشِّيعي والفقيه الشِّيعي أنْ يكون فيما بينه وبين حديثِ أهل البيت طريقٌ صحيحٌ، لكنْ لا يُطالبُ أنْ يكون فيما بينهُ وبين رجالِ النَّجاشي مثلُ ذلك!! – حديثُ أهلِ البيتِ مشمولٌ برعايةِ حديثِ الثّقلين (لنْ يفترقا..)!! – بينما النَّجاشي وأبو النّجاشي وقبيلةُ النّجاشي ورجالُ النّجاشي وما هو برجالٍ فصاحبُه سمّاه الفهرست، هؤلاء ليسوا مشمولين بحديثِ الثّقلين..!! لماذا لا تُطالبون وتبحثون عن طريقٍ صحيحٍ يُوصلكم إلى رجال النَّجاشي؟ النَّجاشي توفي سنة: 450، في نفس الكتاب صفحة: 404، الترجمة: 1070 -(مُحمَّد ابن الحسن ابنِ حمزة)-النجاشي يُترجم له ويذكر أسماءَ كُتُبهِ: (ماتَ رَحِمَهُ الله في يومِ السّبت سادس عشر شهر رمضان سنة ثلاث وستين وأربعمائة ودُفن في دارهِ)، يبدو أنَّ النّجاشي خرجَ من قبرهِ، النَّجاشي تُوفي سنة: 450، وهنا في كتابهِ هذا يقول بأنّ الرَّجُل تُوفي سنة ثلاث وستين وأربعمائة، 463، يعني ثلاث عشر سنة بعد موت النَّجاشي، فيبدو أنَّ النَّجاشي بعد ثلاث عشر سنة أخذ إجازة أو [weekend] وخرج فحضر تشييع مُحمَّد ابن الحسن ابن حمزة وحضر الدفن لأنَّه يقول: (ماتَ رَحِمَهُ الله في يومِ السّبت سادس عشر شهر رمضان)، لا ندري هل كان النَّجاشي صائماً أم لم يَكُن صائماً بعد أنْ خرج من قبره (سنة ثلاث وستين وأربعمائة ودُفن في دارهِ)، فخرج النَّجاشيُّ من قبرهِ وحضر دفن الرَّجل ولا ندري متى رجعَ إلى قبرهِ، أيُّ مهزلةٍ هذه؟! حين تُدقِّقون في كتب الحديث وتجدون اضطراباً في الحديث تقلبون الدُّنيا في التشكيك، هذا الكلام الذي مرّ ماذا يعني؟ هذا يعني أنَّ هذا الكتاب عُبِثَ بهِ، هناك من عَبثَ به، فحتَّى لو سلَّمنا أنَّ هذا الكتابَ كتابُ رجالٍ وهو كذب لأنه فهرست وما هو برجال، لكن لنتجاوز هذا الكذب، ونقول كذبةٌ بيضاء..!! نتجاوز هذا الكذب كما يقولون هم، كما يقول بعضُ العُلماء وأعتقد رأيتُم ذلك على التلفزيون كيف يكذبُ على المرجع ويقول وهو يقهقهُ “كذبةٌ بيضاء”..!! فنقول كذبةٌ بيضاء، فلنفترض هذا الكتاب كتابَ رجال، لنفترض أنَّ النجاشي عالِمٌ بالرِّجال، بل نبيٌّ من الأنبياء في علمِ الرِّجال..!! لكن يا مراجعنا هذه النُّسخة الَّتي بين أيديكم نُسخةٌ مُزوّرة، والدليل هو هذا، الدليل هو ذكرُ تأريخٍ لرجل توفي بعد النَّجاشي بثلاث عشر سنة، فماذا تصنعون، وماذا تُرقِّعون، ما هو ترقيعُكم؟ الترقيع معروف وهو الادّعاء بأنَّ بعضَ النُّساخ كتبَ هذا التاريخَ اشتباهاً، ولكنْ هذا ترقيعٌ يقبلهُ الَّذين لا يملكون عقلاً، لماذا لا تُرقِّعون لكُتُبِ حديثِ أهل البيت؟ لماذا تبحثون عن كلِّ صغيرة وكبيرة في كتبِ حديثِ أهلِ البيت لأجل التشكيك والطعنِ بها..؟! ثُمَّ إنّ هذا الكتاب يأتي إلى خيرة أصحابِ الأئمَّة المُفضَّلِ ابنِ عُمر، فيقول عن مؤلّفِه؟: (فَاسِدُ المذهَب مُضْطَّرِبُ الرِّواية) إلى آخر الكلام ، ولابدّ هنا أن نقولَ بأنّ تُرابَ حافرِ حمارِ المفضَّل أفضلُ من مليار نجاشي هو وأبيه. ونفس الشيء حين يأتي كتاب النجاشي إلى جابر الجُعفي، ماذا يقول عنه؟ حديث طويل يتحدَّث فيقول ما معناه أنَّ أفكارَهُ وعقيدتَهُ مُختَلِطةٌ بين الحقِّ والباطل: (وكانَ في نفسهِ مُختَلِطَاً…-ويتحدَّث عن كُتُبهِ وأحاديثهِ فيقول هي موضوعة-…وذلك موضوعٌ واللهُ أعلم)، الترجمة: 332 ترجمة جابر ابن يزيد الجُعفي، وجابر شأنهُ معروفٌ فهو حاملُ أسرارِ الأئمَّةِ صلواتُ الله وسلامُهُ عليهِم أجمعين. هذا هو رجالُ النَّجاشي، هذا هو أهمّ كتابٍ عند علمائِنا ومراجِعنا..؟! وهذا (فهرستُ الطوسي): هو فهرست وما هو بكتاب رجال، اسمهُ فهرست، ولكنَّهُم أقحموه فجعلوه كتاباً رجاليّاً!! والشَّيخُ الطوسي هو يقول في المُقدِّمة: (أمَّا بعد فإنَّي لَمَّا رأيتُ جماعةً من شيوخِ طائفتِنا من أصحابِ الحديث عَمِلوا فهرسةَ كُتُبِ أصحابنا:-فهرس كتب:-وما صنّفوهُ من التصانيف و رووه من الأُصُول ولم أجد أحداً استوفى ذلك ولا ذكرَ أكثرَه:-واستمرّ في الكلام وأنَّهُ ألّف هذا الكتاب يذكرُ فيه أسماءَ أصحابِ الأصول، أصحاب الأصول يعني الكتب الأصلية الَّتي جُمِعت فيها أحاديثُ أهل البيت فَنُقِلت عن الأئمَّة بشكلٍ مُباشر. ماذا يحتوي الكتاب؟ عدد الأسماء: 912، أسماء أصحاب الأصول الكتب الأصلية، والشَّيخ الطوسي توفي: 460 للهجرة يعني بعد النَّجاشي. وهذا الكتاب ليس رجالياً والطوسي ما هو برجالي. عدد الّذين وثّقَهُم من هؤلاء ال 912: 86. هذا يعني أنَّ الشيخ الطوسي لا عِلم له بالرِّجال، لو كان عندَهُ عِلم بالرِّجال لوثّق على الأقل نصف هؤلاء. والَّذين ضعَّفهم: 14. والَّذين قال هم من مذاهب مختلفة: 37. 775 شخص من مجموعة 912 لم يذكر عنهم أي شيء!! إذن فالكتاب هو عبارة عن لِسْتَة أسماء فقط، راجعوا الكتاب أنتُم بأنفُسِكم، رغم أنَّهُ في البداية أيضاً وقع في هفوةٍ كبيرة، وهفوات الشَّيخ الطوسي لا تُعدُّ ولا تُحصى، فقال-: (لأنَّ كثيراً من مُصنِّفي أصحابِنا وأصحاب الأُصُول ينتَحِلون المذاهب الفاسدة وإنْ كانت كُتُبُهم مُعتمدة..؟!) فهؤلاء الكثيرون الَّذين ينتحلون المذاهب الفاسدة، لماذا لم تُشِر إليهم إذا كُنت تعرفُ ذلك؟! كلامٌ ككلامِ الدعاياتِ الموجودِ الآن في أوساطنا، ربّما من أكثر الأماكن في العالم الَّتي تكثُر فيها الدِّعايات والتسقيط والأكاذيب وتشويه السّمعة هي المؤسّسة الدينية، وهذا يعرفهُ الَّذين يعيشون في وسط هذه المؤسّسة، الكلام هو الكلام، كما قُلت في الحلقات الماضية، النَّاس هم النَّاس والأوضاع هي الأوضاع في كلِّ مقطعٍ زمانيٍّ..!! هذا الكتاب هو عبارة عن لِسْتَة أسماء، هو فهرست فقط من دون أيّ معلومات تُذكَر، عدد الَّذين وثّقهم: 86، وهذا يدل على أنَّ الشَّيخ الطوسي لا علم له بالرِّجال وقد قال في المقدِّمة-: (لأنَّ كثيراً من مُصنِّفي أصحابِنا وأصحاب الأُصُول-: يعني النَّاس الَّذين كانت لهم صلة قريبة بالأئِمَّة ونقلوا الحديث بشكل مباشر:-ينتَحِلون المذاهب الفاسدة وإنْ كانت كُتُبُهم مُعتمدة..؟!)، فلماذا لم تُبيّن لنا من هم هؤلاء الَّذين ينتحلون المذاهب الفاسدة؟! كلامٌ مِن دونِ دليلٍ،وكلامٌ لا أصلَ لهُ ولا فصل. هذا هو كتاب الفهرست ولن ينتفع منهُ أحد لأنّه مجرّد لِسْتَة أسماء، لكن حين يكتبون كتاباً رجالياً، يقولون بملء الفم (وذكَرَهُ في الفهرست)!! وليكنْ أنّه ذَكَرَه في الفهرست، أنا ماذا أنتفع من ذلك؟! (وذكرهُ في الفهرست) هو مجرّد حشو، فقط للحشو وتكثير الكلام، فهذا الكتاب إذن لا يُفيدُنا في شيء أبداً، لأنّه مجرّد لِسْتَة أسماء.. هذا هو الكتابُ الثالث. والكتابُ الرابع: (رجالُ الطوسي)، أيضاً هو للشَّيخ الطوسي، محتوى هذا الكتاب هو أنَّهُ يُقسِّم الكتاب إلى أبواب.. الرّواة عن النَّبي، الرّواة عن أمير المؤمنين، الرّواة عن المعصومين، فيُعدِّد أسماء الرّواة من الرِّجالِ والنساء في كلّ قِسْم. – العدد الكُلّي المذكور في هذا الكتاب: 6429 إسم، هو لستة أسماء فقط، راجعوا الكتاب وأنتُم دقِّقوه العدد الكُلّي: 6429. – عدد المُوثَّقين: 157، من 6429. هذا يدلُّك أكثر على أنَّ الشيخ الطوسي لا عِلم له بالرِّجال مُطلقاً، إذا كان في الفهرست العدد: 912، والَّذين وثّقهم: 86، هنا العدد: 6429، الَّذين وثّقهم: 157. – والَّذين ضَعَّفهم: 43. – والَّذين وصفَهُم بالمذاهِب المختلفة من غير أتباعِ أهلِ البيت: 128. – والمجاهيل: 50. – البقية: 6051، فقط لِسْتَة أسماء لا أكثر. فهل هذا كتاب رجال؟ مؤلّفُه سمّاه رجال الطوسي، ولكن هذا الكتاب ما هو بكتاب رجال، هذا مجرّد لِسْتَة أسماء فقط..!! والأنكى من هذا أنّ الكتاب هو على طريقة المخالفين، فيذكر الأئِمَّة على أنّهم من جُملةِ رواة الحديث..؟! يعني الآن مثلاً: مَنْ رَوى عن النَّبِي.. فأوّلُ اسمٍ وضعَهُ: عليُّ ابنُ أبي طالب، وبعدهُ يأتي أبو بكر، وبعدَهُ يأتي عُمر، وبعدهُ عُثمان، وعبد الرحمن ابن عوف، وعبد الله ابن عبّاس، وعبد الله ابن عُمر، وعبد الله ابن مسعود، وعبد الله ابن جعفر، وعبد الله ابن الزبير.. أي أنّ أمير المؤمنين هو مجرّد راوي حديثٍ من جُملة رواة الحديث..!! أليست هذه إساءة أدب بحقِّ الأئِمَّة أنْ تُكتب أسماؤهم مع رواة الحديث..؟! إذا أردتَ أيُّها الطوسي أو أيُّ رجاليٍّ آخر، إذا أردتُم أنْ تذكروا أسماءَ الأئِمَّة فاذكروا أسماءَهم على حِدَة في أوّلِ الكتاب للتبرُّك، فالأئِمَّةُ ما هم برواة حديث. لكن لأنَّ هذه الكتبَ وهذا المنهجَ هو منهجٌ مخالفٌ لأهلِ البيت! فهؤلاء استعملوا نفسَ الطريقة الَّتي كتب بها المخالفون.. المخالفون يذكرون عليَّاً و يذكرون أسماء أهل البيت في جملة الرّواة، عقيدةُ المخالفين نحنُ نعرفها، أمَّا أنْ تُذكر أسماءُ الأئِمَّة في كتبنا مع الرُّواة فهذه إساءةُ أدبٍ من علمائنا بحقِّ أهل البيت..!! أهلُ البيت لا يُقاسُ بهِم أحد، ولا ينبغي أنْ تُوضعَ أسماؤهم مع رواة الحديث، إنّها إساءةُ أدبٍ كبيرةٌ جدّاً بحقِّ الأئِمَّة صلوات الله عليهم. على سبيلِ المثال، مثلاً هنا: في من روى عن الإمام الباقر، بابُ الجيم: جابر ابن عبد الله الأنصاري ثُمَّ يذكر جعفرَ ابن مُحَمَّد الإمام الصَّادق.. فيُقدِّم جابرَ على الإمامِ الصادق..!! فاطمة صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليها يذكرُها في آخر أسماء الرُّواة الَّذين رووا عن النَّبي صلَّى الله عليه وآله.. باعتبار أنَّ المُتعارف في كُتُبِ الرِّجال أنَّهم يذكرون أسماء النِّساء في آخر تعداد الأسماء للرُّواة أو للرّجال، باب النِّساء: فاطمة بنتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله من رواة الحديث عن النَّبي.. أيُّ أدبٍ هذا مع أهل البيت..؟! فاطمة هي القيّمةُ على الدين فكيف تُحسَب راويةَ حديثٍ؟! أيُّ أدبٍ هذا، والمشكلة هذه موجودة في كلِّ كتب الرِّجال، ليست فقط في كتاب رجال الشَّيخ الطوسي، كلَّ العلماء الَّذين جاءوا بعد الطوسي باعتبار أنَّ منهج الطوسي هو المنهج الموجود إلى يومنا هذا، أليست هذه إساءة أدب؟ في نظري أنا هذه أكبر إساءة أدب..!! إذا كنتُم تقبلون هذا التصرّف فذلك راجع إليكم، لكنَّني أقول أنتُم أحكموا هذا المنطق، أهو منطقٌ شيطانيّ أم منطقٌ رحمانيّ أنْ يُعدَّ أمير المؤمنين من رواة الحديث في لِسْتَةٍ فيها بقيّة الأسماء الَّتي تلوتها على مسامعكم، وتأتي فاطمة في آخر اللستة، كراوية حديثٍ عن النَّبي صلّى الله عليه وآله. فاطمةُ هي القيّمةُ على الدين وليست راويةَ حديثٍ.. هذه إساءةُ أدب، هذا جهلٌ، هذا عدمُ علمٍ، هذا سوءٌ في العقيدة، هذا سوءُ توفيقٍ، هذه قلّةُ أدبٍ وقلّةُ احترامٍ للمعصومينَ صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليهم أجمعين، أميرُ المؤمنين يُعدّ في الرُّواة وفاطمةُ وهكذا البقيّة صلواتُ الله عليهم!!؟؟ هذا هو عِلمُ الرِّجال، وهذه هي كتب الرِّجال!! رجالُ الكشي كتابُ أحاديث وما هو بكتابِ برجال، روايات رجال الكشي عن أهل البيت نحنُ نقبلُها ونعتقدُ بها من دونِ الخوض في قضيّة الأسانيد ومن دون الخوض في هذه الخزعبلات الَّتي سُمّيت بعلم الرِّجال، خُزُعبلات وضلالات وسوء أدب كما تُلاحظون مع أهل البيت صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليهم أجمعين. بقي عندنا ما يسمّى: (برجال ابن الغضائري)، هذا الكتاب الذي لم يرَهُ أحد!! قد تقول وما هذا الكتاب؟ هذا كتابٌ جَمَعهُ الَّذي جَمَعه، جَمَعهُ السيِّد محمَّد رضا الحسيني الجلالي من العلماء المعاصرين الموجودين الآن، نقلهُ وجمعهُ من الكُتب المختلفة، إذ لا يوجد كتابٌ اسمه كتاب ابن الغضائري..؟! وذلك لأنَّ الطوسي كان مُعاصراً له وذكرَ في الفهرست بأنَّه لابن الغضائري كتابين وأُتلفا ولم يرهما أحد، ولم يستنسخهما أحد. والنَّجاشي كان مُعاصراً لهُ، وكان تلميذاً عند والدهِ، والدِ ابن الغضائري، وذكرَ كُتُبَ أبيه وما أشار إلى هذا الكتاب، ولم يرَهُ أحد. متى توفي ابنُ الغضائري؟ يبدو أنَّهُ توفي إمَّا في نهايات القرن الرابع أو ربّما في بدايات القرن الخامس، لأنَّ الشيخ الطوسي يقول بأنَّهُ توفي وهو في سنِّ الشباب كان صغير السِّن، ولم يطّلع أحد على كتابهِ هذا، إنْ كان هناك كتاب لهٌ!! بعد وفاتهِ بأكثر من مئتي سنة السيِّد ابن طاووس، وهو غير السيِّد ابن طاووس الَّذي تحدّثتُ عنه قبل قليل، أخوهُ جمال الدين أحمد بنُ طاووس، ادّعى بأنَّهُ عثر على كتاب ابنِ الغضائري ونقل كلامهُ في كتابهِ، وحتّى كتاب السيّد ابن طاووس هذا ليس موجوداً الآن ولا يمتلكهُ أحد؟! هُناك عالِمٌ اسمهُ عناية الله القهبائي يقول بأنَّهُ كان عندَهُ كتاب السيّد ابن طاووس ونقلَ منه في كتابهِ “مَجمَعُ الرِّجال” ما نَقَلَهُ عن كتاب ابنِ الغضائري المُدَّعى بأنَّهُ عَثَرَ عليهِ بعد أكثر من مئتي سنة، وما علمنا كيف أنَّ السيّد ابن طاووس قد اطمئن إلى ذلك الكتاب. الغريب أنَّ علماء الرِّجال مثل السيِّد الخوئي يقول بأنّ هذا الكتاب ليس موجوداً ويُشكِّك في وجودهِ، ولكنّهُ يعتمد على كلِّ أقوالهِ وعلى طولِ الكتاب!!؟؟ • لا أدري هذا الكلام كيف تحكمون عليهِ؟! • منطقٌ رحمانيٌّ، أم منطقٌ شيطانيٌّ، الحكمُ إليكم..؟! كتاب ابن الغضائري ما اسمهُ؟ لا أحد يعرف، المُحقِّق السيّد الحسيني الجلالي يقول: (سُمِّي الكتابُ الجَرح وسُمّي الضُعفاء ويُعرف بالرِّجال لابن الغضائري)، لا يعرفهُ أحد، كتابٌ لم يرَهُ أحد، المعاصرون وهم بصددِ ذكرِ أسماء المؤلِّفين والمُؤلَّفات لم يذكروه، النَّجاشي كان بصدد ذكرِ المُؤلِّفين والمُؤلَّفات وما ذكرَ هذا الكتاب، والطوسي أيضاً لم يرَ هذا الكتاب..إذن: – اسمُ الكتاب ليس معروفاً..!! – البعض يقول اسمه الجَرح..!! – البعض يقول اسمه الضعفاء..!! – البعض يقول اسمه الرِّجال لابن الغضائري..!! الغريب أنّ المُحقِّق يقول-: (فَهُو مِن أرصَن كُتُبِ الرِّجال في الدِّقَة والقُوَّة في الترتيب والتعبيرِ والأداءِ والإلتزامِ بمُصطلحِ عُلماء الفهرست)، هو أين الكتاب حتّى يكون من أرصنِ كتبِ الرِّجال؟! الكتاب ليس موجود أصلاً!! لو تسأل من أين جاء بهذا الكلام؟ جاء به من مَجْمَع الرِّجال للقهبائي، وصاحب مَجمَع الرِّجال يقول بأنَّهُ كان عندَهُ كتاب ابن طاووس، وابن طاووس يقول…، ومن قال بأنَّ هذه الأقوال صحيحة؟ نفس المُحقِّق أو بقيَّة العُلماء هل يُمكن أنْ نأتِيهُم بسندات مِلكيّة لبيوتهم الَّتي يجلسون فيها ونقول لهم هذه بُيُوتنا؟! يقبلون أن تكون سندات المِلكيّة بهذه الطريقة؟ واللهِ لا يقبلون !! ولا يقبل حتَّى أيّ مجنون على وجه الأرض !! لكن حديث أهل البيت يعملون بهِ ما يشاءون!! وإلَّا هل هذه كُتُبٌ يُعتمدُ عليها وتكون أساساً لتضعيفِ حديثِ أهل البيت؟! يعني الآن لو أنّ كتاب ابن الغضائري فيهِ كلامٌ بأنَّ البيت الَّذي يسكنهُ نفسُ المُحقِّق أو أيّ عالِم من العُلماء، ما هو ببيتهِ، هل يقبلون بهذا بالكلام ؟ قطعاً لا يقبلون بهِ.. أو أنَّ حساباتُهُم الموجودة في البنوك، هذه ما هي بحساباتِهِم، هكذا جاء في رجال ابنِ الغضائري، هل يقبلون بهذا الكلام؟ حتماً لا يقبلون.. لكنْ حديثُ أهل البيت يُمزّق بأقوالِ ابن الغضائري، بأقوالِ النَّجاشي، بأقوال الطوسي، يُمزِّقُون حديثَ أهل البيت من دونِ دليلٍ، لو كان هناك دليلٌ أو نصفُ دليلٍ لصار الكلام منطقيّاً، لكنْ هذه هي الحقيقة المرّة!! هذه الكُتُب كما قُلت يأتي مُؤلِّف فيُؤلِّف كتاباً فيقول: قال الكشي، قال النَّجاشي، قال الشَّيخ في الفهرست وقال في رِجالهِ، هو لم يَقُل شيئاً، فقط ذَكَرَ اسماً من الأسماء!!.. وقال ابنُ الغضائري، وهو لم يرَ كتابَهُ!! وللعلم، هذا الكتاب طُبِع في زماننا، ولم يكن له قبلَ زماننا وجود، هذا كتابٌ مُصطنعٌ اصطُنِع اصطناعاً ولا وجودَ له، ظهر في أيَّامِنا، وهكذا تظهرُ الكتب!! كما قُلت لو أنَّ أحداً يُريد أنْ يُطالب بأموالهم وملكيّاتهم وبيوتهِم بهذه الطريقة هل يقبلون؟ والله لا يقبلون ولا يقبل أيُّ أحد، لماذا دينُ أهل البيت وحديثُ أهل البيت يُمزَّق بهذه الطريقة..؟! يأتي أحدُهم فيجمعُ هذه الأقوالَ في كتاب، ويأتي بعدهُ آخرُ فيكتبُ كتاباً آخر ويُضيفُ قولَ هذا الجامع وكأنَّه قولٌ جديدٌ، وتتراكم الكتب حتّى يصبح عندنا كتابٌ أشبه بالعمارة!! هذا هو مُعجم رجال الحديث للسيِّد الخوئي رحمة الله عليه، هذه العمارة وهذا المُلحق معها، مُعجم رجال الحديث للسيِّد الخوئي، هو جمعٌ للكلمات الموجودة هنا وهناك، وجمعٌ لكلمات الَّذين جمعوها وأضافوا أقوالاً من عندهم من دون دليل..؟! نقف عند محتوى كتاب السيِّد الخوئي رحمةُ الله عليه.. هذا هو مُعجم رجال الحديث، في زماننا هذا كُلُّ الِّذين يُضَعِّفون حديثَ أهلِ البيت، وزياراتِ أهل البيت، وأدعيةَ أهل البيت، مصدرُهم هو هذا الكتاب، من هنا تخرج فايروسات تضعيف أحاديث أهل البيت..!! هذا هو منجمٌ لفايروسات تضعيف أحاديث أهل البيت..!! خُذْ لك مثالاً.. أهمُّ مصدرٍ من مصادرنا يُحدِّثُنا عمَّا جرى في السقيفة وعن ظُلامة فاطمة هو كِتاب سُليم ابن قيس، في هذا الكتاب-معجم رجال الحديث- يُضعَّفُ كتابُ سُليم ابن قيس، وعلى هذا الكتاب استند السيِّد محمَّد حسين فضلُ الله في منهجهِ الَّذي طرحهُ، المنهجِ المُنافر غايةَ المُنافرة في كلِّ اتجاهاتهِ مع أهلِ بيتِ العصمة..!! إنّه منهجٌ مُنافرٌ يكون في بعضِ الأحيان أكثر بُعداً عن أهل البيت حتَّى من الوهابيّين أنفسِهم..!! كُتُبه موجودة، وتسجيلاتهُ موجودة ويُمكننا أنْ نتناول هذه القضية في حينها. وعلى أساسِ هذا الكتاب ألَّف أحمدُ الكاتب كتابَه الَّذي أنكرَ فيهِ ولادةَ إمامِ زماننا، بإعتبار أنّ الروايات المذكورة في الكافي وحتَّى في غير الكافي عن ولادةِ إمامِ زماننا وفقاً لهذا الكتاب رواياتٌ ضعيفةٌ لا تثبت..!! الكثير من زياراتنا، الكثير من أدعيتنا، الكثير من أحاديثِ أهل البيت، الكثير من خُطَبِهِم، وِفقاً لهذا الكتاب وَوِفقاً لهذا المنجم المُجهّز بالأسلحة لمسحِ حديثِ أهل البيت، لا يَثبُت منها شيء!! وَوِفقاً لهذا الكتاب لا يثبت من حديثِ أهلِ البيت حتى بنسبة عشرة بالمائة وربّما أقل من ذلك من كلّ أحاديثهم!! هذه الأحاديث الَّتي ضُمِّخت بدمائهم الزكيّة!! مُحتوى هذا الكتاب: هذه الطبعة هي الطبعة الخامسة: عددُ أجزاءِ هذه المجموعة مع هذه الملاحق أربعة وعشرون جزءاً، فمُعجم رجال الحديث لسيّدنا الخوئي رحمة الله عليه عدد أجزاء كتابهِ أربعة وعشرون. الآن نحنُ مع الصفحات: عدد الصَّفحات في الأجزاء العشرين والأربعة: 11639 صفحة، بحسب هذه الطبعة. في الجزء الأوّل: النظرية والمُقدِّمة، نظريّات علم الرِّجال القواعد مع مُقدِّمة الكتاب: 106 صفحة، لاحظوا عدد صفحات الكتاب: 11639 صفحة، 106 المُقدِّمة والقواعد، قواعد علم الرِّجال: 83 صفحة فقط، وفيها كلام كثير لأنَّه ليس بعلمٍ بل هو فكرةٌ ومنهجيّةٌ أُخِذت من المخالفين، عدد الصفحات: 11639، عدد صفحات المقدّمة قواعد العلم: 106، 83 صفحة قواعد العلم نظريات العلم وفيها كلام كثير خارج عن مورد الحاجة. الطبقات والفهارس: 3633 صفحة، يعني إذا تتغير أرقام الأحاديث تكون هذه الفهارس عديمة الفائدة، وفعلاً توجد طبعات تبدّل فيها تبويب الكتب وتبدّلت أرقام الأحاديث، فلا يُمكن الانتفاع من هذا التبويب الموجود، هي مجرّد فهارس. الباقي: 7900، أسماء الرُّواة وأحوالهم، يعني فعلاً ما هو فيهِ من ذكرٍ لأسماء الرُّواة هو: 7900 من مجموع: 11639، تلاحظون كم هو العدد؟! 11639 ، فقط: 7900 صفحة من هذا العدد الكبير، حشوٌ وكلام لا فائدةَ فيه!! الرُّواة: العدد الكُلّي لأسماء الرُّواة: 15706. الثِّقات كم هم؟: 700، تلاحظون، هذا عِلم رِجال، أليس المفروض أنَّ كُل هذه الأسماء يُبَيَّنُ حالهُا، معقولة من: 15706، فقط: 700 واحد ثقات..!! وبالمناسبة أكثر هؤلاء الثِّقات هم يروون أحاديث الحلال والحرام، ولا يروون أحاديثَ المعارفِ والعقائدِ. مشكلة علمائنا ومراجعنا هي مع أحاديثِ المعارفِ والمقاماتِ، مشكلتهم مع أحاديثِ تفسيرِ القُرآنِ.. العدد الكُلِّي للرُّواة: 15706، الثِّقات: 700 فقط!! الممدوحون: 1457، يعني إذا جمعنا الثِّقات مع الممدوحين: 2157، من مجموع: 15706، لاحظوا العدد كم هو: 15706، لأنَّ السيّد الخوئي كما قُلت جمع هذه الكتب، والكتب الَّتي جاءت بعدها جمعت نفس هذه الكتب وأضافت إليها، فمن مجموع: 15706، عدد الثقات والممدوحين2157. الَّذين لم يُمدَحوا ولم يُقدَحوا: 9665، يعني هؤلاء عبارة عن لِسْتَة فقط، هؤلاء لم يُمدحوا ولم يُقدحوا فقط فُلان وفُلان وفُلان، 9665. المجاهيل: المجاهيل هم نفسُ هؤلاء الَّذين لم يُمدحوا ولم يُقدحوا، فهم أيضاً مجاهيل وحالهم مجهول، لكن بحسبِ مُصطلح مجاهيل: 336. المذمومون: 419. مذاهب أُخرى: 141. مُغالون: 48. أسماء مُكرّرة: نفس الأسماء تُكرَّر بتغيير بسيط وبعض الأحيان بدون تغيير ولكن تتكرّر: 3087 إسم. يعني أسماء مُكرَّة: 3087 إسم، أسماء لا ممدوحة ولا مقدوحة: 9665، وعندنا: 3633 صفحة فهارس، تكون نافعة إذا كانت تتطابق مع النُّسخ الموجودة عندنا، هذه هي في الحقيقة الأسماء والمحتويات الموجودة في مُعجم رجال الحديث لسيّدنا الخوئي، الممدوحون والمذمومون: 2765، أمّا الباقون بدون فائدة لا نستفيد منهم: 12941، هؤلاء لا نستطيع أنْ نُشخِّص موقفاً منهم، 12941، وتُسمّون هذا عِلماً؟! هذا ما هو بعلمٍ أبداً، كما قُلتُ عِلمُ الرِّجال هو جهلٌ وما هو بعلمٍ، لأنَّ العلمَ لا يؤخذُ إلَّا من عليٍّ وآل عليّ، وهذا العلم جيء بهِ من أعداءِ عليٍّ فما هو بعلم..؟! أقف عند هذا المقطع من كلام سيّدنا الخوئي من الجزء الأوّل صفحة: 71، هو هذا فصل موجود هنا، عنوان هذا الفصل: (مناقشة سائر التوثيقات العامّة)، تحت عنوان: (وكالة الإمام)، يعني إذا نصبَ الإمام وكيلاً فهل يكونُ ثقةً؟ وكالةُ الإمام أي الإمامُ المعصوم-: (…ومن ذلكَ أيضاً…)-يعني هناك من يقول من الرِّجاليين إذا نَصَبَ الإمام وكيلاً في أموره المالية فذلك يدلُّ على وثاقتهِ، فماذا يقول السيّد الخوئي؟: (…ومن ذلكَ أيضاً الوكالةُ من الإمامِ عليهِ السَّلام فَقِيل أنَّها مُلازِمَةٌ للعدالة…)-يعني الإمام حين يُعيّن شخصاً وكيلاً على أموالهِ فذلك يدلُّ على عدالتهِ الَّتي هي فوق الوثاقة، ماذا يُعلِّق السيِّد الخوئي؟:-(…أقول: الوكالةُ لا تَستَلزِمُ العَدالة ويَجوز توكيلُ الفاسِق إجماعاً وبلا إشكال، غايةُ الأمر أنَّ العُقَلاء لا يُوكِّلونَ في الأمورِ الماليَّة خارجاً…)-يعني في الواقع الخارجي-(…من لا يُوثَق بأمَانَتِه وأين هذا من اعتبارِ العدالةِ في الوكيل…)-يعني إذا كان وكيل الإمام ليس عادلاً، وحتَّى رُبَّما ليس موثوقاً، فللإمام أن يُوكِّلَهُ، ويجوز توكيلُ الفاسقِ إجماعاً!! تُرى هذا الإجماع من أين جاء به؟! على أيّ حال الآن ليس بحثنا في الإجماع-(…ويجوز توكيل الفاسق إجماعاً…)-يعني هذا الإجماع أيضاً يَحكُمُ على الإمامِ المعصوم؟ يعني بحسب السيّد الخوئي نحنُ نحكم على المعصومين بإجماعاتنا؟! بالإجماعات الَّتي لا ندري من أين يأتي بها العلماء؟! لو بحثنا عن إجماعات العُلماء سندخل في بابٍ من المهازلِ الطويلة العريضةِ، فهناك من العلماء من ينقل إجماعاتٍ لو بحثنا وراءها لا نجد قائلاً يقول بها إلَّا هو فقط!! هو يقول بقولٍ ثمّ يقول بأنَّهُ هناك إجماع على هذا القول..!! وهناك من العلماء من ينقل في هذا الكتاب إجماعاً، وفي الكتاب الثَّاني من كتبِه ينقل إجماعاً هو بالضبط على قضيّةٍ مُناقضةٍ للقضية الَّتي نقل إجماعاً عليها في الكتابِ الأوّل!! وهذا موجود في كتب علمائنا وبكثرة، أنا هنا لا أريد الحديث عن مهزلةِ الإجماعِ ولكن السيِّد الخوئي يقول:-(…ويجوز توكيل الفاسق إجماعاً…)-فهل هذا الإجماع نحكمُ بهِ على الإمام المعصوم؟ ولنفترض ذلك، أنَّنا نحكم على الإمام المعصوم بإجماعنا وأنّ الإمام يُوكِّل الفاسقين، يعني السيّد الخوئي يقبل أن نصفَ وكلاءَه بالفسق؟ أو أنَّ الوكلاء هنا يختلفون؟ هنا القضية مختلفة؟ المَرجِع حين ينصب وكيلاً يكون مُقدَّساً والإمام المعصوم حين ينصب وكيلاً يكون فاسقاً..؟! أيُّ كلام هذا؟! سيُرقِّعون لهذا الكلام ويقولون هذا توكيل في الأمور المالية والمرجع يُوكِّل في الأمور الدينّية، تُرّهات في تُرّهات، كيف يُوكِّلُ الإمام شخصاً لا يكون موثوقاً؟! يعني حينما يُوكِّل الإمام شخصاً على أموالهِ فحينما يأتي هذا الشخص ويُخبر الإمام بأحوالِ أموالهِ يثق الإمام بكلامهِ أو لا؟ إذا وثق الإمام بكلامهِ كيف لا يكون هذا موثوقاً؟! القضية هي نفس القضية الَّتي مرَّت علينا في رجال الطوسي. هذا هو الجزء الثَّاني عشر: السيّد الخوئي في هذا الجزء أيضاً يُعدِّد في رجال الحديث-(…عليَّ ابنَ أبي طالب: 7864…)-حتَّى من دون عليهِ السَّلام، حتَّى من دون صلواتُ الله عليه وكأنَّهُ راوي حديث كبقيَّة الرُّواة، صفحة: 259، الجزء الثَّاني عشر، هذه الطبعة هي الطبعة الخامسة، 1992 ميلادي، 1413 هجري، طبعة منقّحة ومزيدة-7864(…:عليُّ ابن أبي طالب…)-أقرأ لكم نصَّاً ما كتّبَهُ-(…ابنُ عبدِ المُطّلِب ابن هاشم ابن عبد مناف ابن قُصي ابن كلاب يُكنَّى أبا الحسن أميرُ المؤمنين عليهِ السَّلام من أصحابِ رسول الله صلَّى الله عليه وآله رجالُ الشَّيخ واحد…)-مرَّ علينا-(…أقول إنَّه بمنزلةِ نفس الرّسولِ الأكرم صلَّى اللهُ عليهِ وآله وخليفتُه المنصوص عليه في حديث الغدير وغيرهِ وكتب العامّة والخاصّة مملوءة من ذكر مناقبهِ وفضائله…)-هُنا السيّد الخوئي ربّما هو أفضلُ حالاً من كتب الرِّجاليين الآخرين ومرَّ علينا الشَّيخ الطوسي كيف أنّه لم يذكر شيئاً، على الأقلّ السيِّد الخوئي ذكر شيئاً، ولكنْ تعدادُ إسمِ أميرِ المؤمنين مع الرُّواة هو إساءةُ أدبٍ واضحةٌ، هذه إساءةٌ لا تُغتَفر، ثُمَّ يُعدِّد بعد إسمِ عليّ ابن أبي طالب من دون سلام أو صلاة أو أيّ ميزة، 7864!! 7865: أيضاً راوي حديث اسمهُ عليّ ابنُ أبي طالب: هو السيّد عليُّ ابن أبي طالب الحسني الآمُلي. أيضاً 7866: عليُّ ابنُ أبي طالب الشَّيخ رشيد الدين عليّ ابنُ أبي طالب الخياري. أيضاً 7867: عليُّ ابن أبي طالب الشَّيخ شهابُ الدين عليُّ ابن أبي طالب النّرخي. بنفس الصيغة، يعني لم يُميَّز أميرُ المؤمنين بأي شيء، نفس التسميات ونفس السلسلة، قد يقول قائل لا بأس بذلك، ولكنْ بالنسبة لي وبحسب قناعتي وعقيدتي أقول لا يُقاس بآل مُحَمَّدٍ أحد..؟! (مَن أَرَادَ الله بَدَأ بِكُمْ)، من أرادَ الله بَدَأ بِهم، هذه الأسماء لو أُريد لها أنْ تُكتبَ في كتبِ الرِّجال فالواجب أن تُكتبَ في البدايةِ وبالتقديسِ والإجلالِ والإكرامِ، لا أنْ تُحشَرَ في داخل كتب الرِّجال وكأنَّهم رواةُ حديثٍ، ويبدو أنّهم رواةُ حديثٍ في نظرهم!! هذا هو الجزء الرابع والعشرون، الجزء الأخير من الكتاب، في آخر الجزء في صفحة: 227، رقم: 15691-(…فاطمةُ بنتُ مُحَمَّد…)-القيَّمةُ على الدين راوية حديث!!-(…فَاطمةُ بنتُ مُحَمَّد صلَّى الله عليهِ وآله من أصحابِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وآله…)-: فاطمة من أصحابِ رسول الله؟! فاطمة روحهُ الَّتي بين جَنبَيه، فاطمة القَيَّمة على الدِّين، فاطمة أُمُّ أبيها-(…من أصحابِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وآله نقلاً عن رجال الشَّيخ…)-الشَّيخ الطوسي-(…وعدَّ البرقي فاطمة بِنت رسول الله مِمَّن روى عنهُ صلَّى الله عليهِ وآله…)-وكأنّ البرقي قد فتح لنا القسطنطينية بهذا!!-(…وعدَّ البرقي فاطمة…)-عدّها يعني هذا إكرام لفاطمة!!-(…وعدَّ البرقي فاطمة بِنت رسول الله مِمَّن روى عنهُ صلَّى الله عليهِ وآله، أقول…)-السيِّد الخوئي يقول-(…هي معصومةٌ بضرورة مذهبنا ولولا عليٌّ لَمَا وُجِد لَها كُفء لأنَّها سَيِّدةُ نساءَ العالَمين على ما نطقت بهِ الرواياتُ من الفريقين)-مع ذلك، السيِّد الخوئي كان هنا أفضلَ من الرِّجاليين الآخرين. لذلك صاحب “كتاب المُعين”، السيِّد محمَّد جواد الحُسيني البغدادي ماذا يقول في المُقدِّمة؟: (ولنختِم الكلام بذكرِ بعضِ المواقف للبركةِ والتبرُّك…)-هذا الكتاب هو فهرسة وتنظيم وتبويب لمعجم رجال الحديث للسيِّد الخوئي-(ولنختِم الكلام بذكرِ بعضِ المواقف للبركةِ والتبرُّك الَّتي ظهرت منهُ قُدِّس سرُّه أثناء التَّراجُم…)-: قُدِّس سرُّه!!.. على أيِّ حال، يلومني البعض حين أذكر أحد العلماء فلا أقول قُدِّس سرُّه، وعُلماؤنا ومراجعنا حين يذكر بعضهم البعضَ الآخر يقول: قُدِّس سِرُّه، وهم لا يعلمون بأنَّ هذه الكلمة لم تأتِ من أهل البيت، أهلُ البيت حين يذكرون أصحابَهم يترحمّون عليهم، يقولون: رَحِمَهُ الله، أو يترضُّون عليه وفي الغالب يترحّمون عليه، هذا هو منهجُ أهل البيت، أمَّا قُدِّسَ سِرُّه فهذهِ أُخِذت من الصوفيّة المخالفين، وقُدّس سِرّه في عقيدة الصوفيّة يقولونها للصوفي حين يموت يقصدون بسرِّه قلبهُ، ويقصدون بِقًدِّس سِرُّه أنَّهُ يتَّحِدُ مع الله..؟! وهذا القول بالإتحادُ مع الله هو عينُ الكُفر في عقيدتنا..؟! علماؤنا يستعملونها وهم حقيقةً لا يعلمون معناها..!! سلوهم عنها، سلوهم عن مصدرها، تجدوهم يستعملونها وهم لا يعلمون مغزاها!!-(ولنختِم الكلام بذكرِ بعضِ المواقف للبركةِ والتبرُّك الَّتي ظهرت منهُ قُدِّس سرُّه أثناء التَّراجِم والَّتي لم نظفُر كمثلِها…)-: هذه المواقف البركة والتبرُّك، صاحب الكتاب يقول-(…والَّتي لم نظفُر كمثلِها في جميعِ كُتُب التراجّم الرِّجالية، فقد قال قُدِّس سِرُّه في حقِّ جَدِّه أمير المؤمنين إنَّه بمنزلةِ نفس الرَّسولِ الأكرم وخليفتُه المنصوص عليه في حديثِ الغدير)-وماذا يريد أن يقول السيِّد الخوئي؟! ولكن حقيقةً وقياساً بكتب الرِّجاليين فهو قد قال قولاً عظيماً، ومرَّ علينا الشَّيخ الطوسي على سبيل المثال وغيره يذكرون أسماء الأئمَّة هكذا مُجرَّدة من دون أي شيء، ونفس الشيء أيضاً: (فاطمة بنت مُحَمَّد هي معصومةٌ بضرورة مذهبنا)، الكلام الَّذي ذكرتُه قبل قليل وقرأته، ونفس الكلام يذكرهُ هنا ثُمَّ يعلق: (أقول تِلك المواقِف وغيرُها…)-يعني هذه الكلمات-(…إنَّما تُنبئُ عن حال صاحبها قُدِّس سِرُّه والَّتي هي كَحال من قال إنِّي آنَستُ ناراً نَعم هي نارُ ولايةِ الله وهي نارُ حُبِّ وصيّ رسول الله ولاية الوصيِّ المغصوب الوصيّ المظلوم)- هذا الكلام من المُؤلِّف وليس من السيِّد الخوئي، هذه الكلمات من السيِّد محمَّد جواد الحسيني، هو يقول بأنَّ المُراد من كلام السيِّد الخوئي هو هذا المعنى وهذا الاتجاه!! وقت البرنامج قارب على الانتهاء أو كاد أنْ ينتهي، بقيّةُ الحديث تأتينا في حلقةِ يوم غدٍ إنْ شاء الله تعالى، نفسُ الموعد بثٌ مباشر نفسُ الشاشة القمرُ الفضائية. أتركُكم في رعايةِ القَمَر الهاشمي.. سَلاماً يا قَمَر.. أسألكم الدعاء.. في أمانِ الله.. ملخـّص الحلقة تاريخ البث : يوم الجمعة 18 ربيع الثاني 1437هـ الموافق 29 / 1 / 2016م الحلقة الخامسة هي استمرار للحلقتين السّابقتين .. حيثُ لا يزال الحديث مُستمرّاً في أجواء المُصيبة والطّامة الكُبرى (علم الرّجال) الّذي يعتبره علماءُ الشيعة فَتحاً مُبيناً لتمييز أحاديث أهل البيت عليهم السلام وهُم في الواقع يُدمّرونها.. النّتيجة الّتي وصلتْ إليها في الحلقتين الثّالثة والرّابعة هي: ● أنّ علم الرّجال سيف قاطع دمّر حديث أهل البيت. ● علم الرّجال مرض تفشّى واستفحل في ثقافة التّشيّع. ● علم الرّجال جسر واصل بالفكر المُخالف لأهل البيت، وبوّابة فُتحت على الشيعة دخل منها الكثير مِن الفِكر المُخالف لأهل البيت، وثبتت منها عقيدة التّقصير والمُقصّرة في حديث أهل البيت. توضيح وبيان لمعنى (المُقصّرة) في كلمات العترةوالفارق بين المُقصّرة وبين النّواصب. (علم الرّجال) هو الأساس الّذي نشأت عليه عقيدة التّقصير في ساحة الثّقافة الشّيعيّة. سؤال وطَلَب من بعض المشاهدين بخصوص كتاب (روضات الجنّات). [طلب خصائص الطّبعة،، وأرقام الصّفحات]. بيان المقصود مِن (الأصول الرّجالية) .. هي الكتُب الَّتي بدأ الشّيعة يُصنّفونها في (علم الرّجال) وهي أربعة كتب: (رجال الكَشّي – رجال النجاشي – فهرست الطوسي – ورجال الطوسي).. وهناك مَن يضيف إليها كتاباً خامساً وهو (كتاب ابن الغضائري) وهو كتابٌ لا وجود له أصلاً.. موجز عن أوّل الكُـتب الّتي ألّفها علماء الشّيعة في (علم الرّجال) بعْد أن تأثَّروا بالفكْر المُخالف لأهل البيت، ونقلوا طريقتهم. أولّ هذه الكُتب كتاب (رجال الكشّي). والنُسخة الأصلية الَّتي كتبها الكَشّي غير موجودة، إنّما الموجود هو النّسخة الّتي اختصرها الطّوسي من رجال الكشّي. تأريخ انتهاء الغيبة الصّغرى وهو (329هـ) تأريخ مُهم جدّاً.. لأنّ التبدّلات والإنحرافات الّتي حدثتْ في الوسط الشّيعي، وكذلك إدخال الفكر المُخالف لأهل البيت عليهم السَّلام للثّقافة الشّيعية كُلّها حدثتْ بعد هذا التأريخ.. أي بعد نهاية الغَيبة الصُغرى.. ما قاله السيّد رضي الدّين بن طاووس في كتابه (فرج المهموم) وهو يتحدّث عن مُقدّمة كتاب (رِجال الكشّي) الّذي اختاره الشّيخ الطوسي..وهذه المقدّمة غير موجودة الآن.. كتاب (رجال الكشّي) هو كتاب حديث جُمعت فيه أحاديث أهل البيت، وليس كتاب رجال بحسب ما رسمه الرّجاليون.. وأسانيد هذه الرّوايات بحاجة إلى كتاب ثاني يُلحق بهذا الكتاب، يُوثّق هذه الأسماء الّتي ذُكرت في أسانيد روايات (رجال الكشّي)..! فأيّ رجاليّةٍ في هذا الكتاب ..؟! نظرة على كتاب (رجال النجاشي) وهو أهم كتاب رجالي عند علماء الشّيعة كتاب النّجاشي طرأ عليهِ تحريف، وكان التّحريف الأوَّل هو في اسمهِ، فالإسم الأصلي للكتاب هو (الفهرست) وهي كلمة لا علاقة لها بعلم الرّجال إطلاقاً، والّذي حَرّفَ إسمه إلى (رجال النجاشي) هُما العلّامة الحلي وابن داود الحلّي. عنوان الكتاب مسألة مهمّة جدّاً .. فمَن يقرأ مُقدّمة كتاب (رجال النّجاشي) يجد أنّ عنوان الكتاب (رجال النّجاشي) لا ينطبق على مُحتوى الكتاب، وإنّما ينطبق عليه عنوان (الفهرست) الّذي تمّ تغييره.. ِمِن أين جاء علم النّجاشي بالرّجال..! والرّجل ألّف كتابه للمؤّلفين وللكتب…؟! ومَن يقرأ كتاب (رجال النّجاشي) يجد النّجاشي مهتم بقضيّتين: ● القضيّة الأولى: يحاول أن يثبت عروبة الكثيرين من المُؤلّفين الشيعة بذكر أنسابهم. ● القضيّة الثانية: ذكر الكتب والمُؤلّفات. ولا علاقة لكتبه بعلم الرّجال .. علماء الشّيعة يُطالبون حديث أهْل البيت عليهم السَّلام بأن تكونَ لهُ مصادر، وهو محفوظ بحفظ أهل البيت ورعايتهم، فلماذا يأخذون بكلام النّجاشي، وكلامهُ ليس لهُ مصادر، ولا يشملهُ حديث الثّقلين..! سؤال إلى علماء الشيعة: هل هُناك مِن علماء الشيعة مَن عنده طريق إلى كتاب (رجال النّجاشي).؟! طريقة النّجاشي في التّوثيق لا يعرفها أحد، لأنّ كتابه بالأساس ليسَ رجالياً، وعلماؤنا حرّفوا عنوان (الفهرست) إلى (الرجال)..! فلماذا يُعد هذا الكتاب كتاب في علم الرّجال، ويُذبح بهِ حديثُ أهل البيت..؟ من المهازل في كُتب الرّجال (النّجاشي توفي سنة 450 للهجرة، ولكنه يُترجم في كتابه لمُحمد بن الحسن بن حمزة المُتوفي سنة 463 للهجرة، أي بعد 13 سنة من وفاة النجاشي)! فلماذا يقلب علماؤنا الدّنيا إذا وجدوا اضّطراباً في حديث أهْل البيت، ولا يقولون شيئاً عن المهازل الموجودة في كُتب الرّجال..؟!! وإلى أيّ شيء تُشير هذه المهزلة..؟! سؤال للعلماء: لمـاذا تُرقّعون لهفوات ومهازل وأخطاء كُتب الرّجال .. ولا تُرقّعون لكُتب حديث أهْل البيت عليهم السَّلام، وتبحثون عن كُلّ صغيرة وكبيرة للتّشكيك والطّعن بها..؟! طعن كتاب النّجاشي بـخيرة أصحاب أهل البيت وخواصّهم وحملة أسرارهم (كالمفضّل بن عمر – وجابر بن يزيد الجعفي).. (تراب حافر حمار المُفضّل أفضل من مليار نجاشي، وأب النّجاشي). الكتاب الثالث (فهرست الطوسي) .. وهو ليس بكتاب رجال، وإنّما فهرست مِن اسمه، يعني قائمة أسماء.. ولكنّ علماء الشيعة أقحموه في كُتب الرّجال.. (تعريف بكتاب فهرست الطوسي). إحدى هفوات الشّيخ الطوسي هفوة في مقدّمة كتابه الفهرستْ، حين قال: (لأنّ كثيراً من مُصنّفي أصحابنا وأصحاب الأصول ينتحلون المذاهب الفاسدة وإن كانت كُتبهم مُعتمَدة) !!! هؤلاء الكثير الّذين ينتحلون المذاهب الفاسدة لماذا لم تُشر إليهم أيّها الشيخ الطّوسي إذا كنت تعرف ذلك..؟! من أكثر الأمكنة في العالم الَّتي يكثُر فيها التَّسقيط والدّعايات وتشويه السُّمعة هي المُؤسسة الدّينية. الكتاب الرّابع: كتاب (رجال الطوسي) .. وهو قائمة أسماء فقط.. من أصل 6429 راوٍ للحديث .. وثّق الشّيخ الطوسي 157 … والّذين ضعّفهم 43، بينما 6051 اسم هي مجرد قائمة أسماء، وهذا يدُل على أنَّ الشَّيخ الطّوسي لا عِلْم له بالرّجال .. الشّيخ الطوسي يذكر أسماء الأئمة على طريقة المُخالفين، يذكرهم ضمن قائمة رُواة الحديث..! وهذه إساءة أدب كبيرة تجاه أهل البيت أن تذكر أسماؤهم في جُملة رواة الحديث، وكأنّ أهْل البيت (رواة حديث) يُقاسون بغيرهم..!! بل أنّه يُسيء الأدب مع الزهراء بذكرها ضمن قائمة رواة الحديث ويضعها في آخر القائمة وهي القيّمةُ على هذا الدّين..!! الكتاب الأخير: كتاب (ابن الغضائري) ولا يوجد كتاب بهذا الإسم.. هو كتاب لا يعرفه أحد، ولا رآه احد، وهو كتاب له أكثر مِن إسم، وكتاب مُصطَنَع لا وجود له..! السّيد الخوئي يُشكك في وجود كتاب (ابن الغضائري) .. ولكنّه يعتمد على كُلّ أقواله على طول الكتاب..!!! (هل هذا منطق رحماني .. أم منطق شيطاني)..؟! ِمِن الكُتب الرّجاليّة في زماننا هذا .. كتاب (مُعجم رجال الحديث) للسيّد الخوئي .. وهو جمْع لهذه الكلمات الموجودة في الأصول الرّجاليّة، وجمع لكلمات الّذين جمعوها وأضافوا أقوالاً من عندهم مِن دون دليل، وهو منجم تخرج منهُ فايروسات تضعيف حديث أهل البيت عليهم السَّلام. أمثلة تُبيّن لماذا كان كتاب (معجم رجال الحديث) المنجم الّذي تخرج منهُ فايروسات تضعيف حديث أهل البيت عليهم: ● أهم مصدرٍ من مصادرنا يُحدّثنا عمَّا جرى في السّقيفة، وعن ظُلامة فاطمة صلوات الله وسلامه عليها (كتاب سُليم بن قيس) .. ولكن معجم رجال الحديث يُضعّف هذا الكتاب..!! ● وعلى هذا الكتاب أيضاً استندَ السّيد فضل الله في منهجه الّذي يتنافر تماماً مع أهْل البيت.. ● وعلى أساس هذا الكتاب ألّف أحمد الكاتب كتابه الّذي أنكر فيه ولادة الإمام الحُجّة.. ● والكثير من أحاديث أهْل البيت وزيارتهم وأدعيتهم لا يثبت منها وفقاً لهذا الكتاب حتّى 10%..! عدد الرّواة في معجم رُواة الحديث هو 15706 .. فقط 700 ثقات!!!! و بالمناسبة أكثر هؤلاء الثّقاة يَروون أحاديث الحلال والحرام وليسَ أحاديث معارف العترة.. 9665 لم يُمدحوا ولم يُقدَحوا، يعني قائمة أسماء فقط .. و3087 إسم هي عبارة عن أسماء مُكررة ..!! وقفة عند مقطع مِن كلام السيّد الخوئي في كتابه (معجم رجال الحديث) تحت عنوان (وكالة الإمام).. في قوله: (يجوز توكيل الفاسق إجماعاً !!!) مِن أين هذا الإجماع ..؟ وهل يسري هذا الإجماع على الإمام المعصوم أيضاً ؟؟!! السّيد الخُوئي يُعدّد اسم سيّد الأوصياء مع قائمة أسماء رواة الحديث..! ويذكره دون السّلام والصّلاة عليه، ويذكر فاطمة صلوات الله عليها ضِمن قائمة الرّواة كذلك..!! ويقول في ترجمتها أنَّها (مِن أصحابِ رسولِ الله..!!)، ثُمّ يقول: (و عَدّ البرقي فاطمة بنت رسول الله مِمّن رَوى عنه!!).. كلمة (قُدّس سرّه) لم تأتِ مِن أهل البيت، أُخِذَتْ مِن الصّوفية المُخالفين، يقولونها للصُّوفي حِين يموت، يقصدون بـ(سِرّهُ) قلبه، ويقصدون بـ(قُدّس سرّه) أي أنَّه يتَّحدُ مع الله .. وهذا هو عَين الكُفر في عقيدتنا (الاتّحادُ مع الله).. وعلماؤنا يستعملونها وهم لا يعرفون معناها ولا مصدرها..