الجزء الثالث … الكتاب الناطق – الحلقة ١٢٤ – لبّيك يا فاطمة ج٤١ – ملامح المنهج الأبتر في الواقع الشّيعيّ ق٨ – ضعف البراءة ج٢ Show Press Release (25 More Words) الجزء الثالث … الكتاب الناطق – الحلقة 124 – لبّيك يا فاطمة ج41 – ملامح المنهج الأبتر في الواقع الشّيعيّ ق٨ – ضعف البراءة ج2 صور OverlaysPreviousNext فيديو يوتيوب اوديو مطبوع Show Press Release (9٬013 More Words) يازهراء بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيم سَلَامٌ عَلَيك يَا وَجْه الله الَّذِيْ إِلَيهِ يَتَوجَّهُ الأَوْلِيَاء… بقيَّةَ الله… مَاذَا فَقَدَ مَنْ وَجَدَك وَمَا الَّذِيْ وَجَدَ مَنْ فَقَدَك؟!… الْحَلَقَةُ الرَّابعةُ وَالعُشْرُون بَعد الْمِئَة لَبَّيكِ يَا فَاطِمَة الجُزْءُ الحادي والأربعون ملامحُ المنهج الأبتر في الواقع الشِّيعيّ ق 2 – ضَعْفُ البَرَاءَة ج2 سَلَامٌ عَليْكُم إِخْوَتِيْ أَخَوَاتِيْ أَبْنَائِيْ بَنَاتِيْ … لا زِلنا بعد أربعين حلقة، لا زِلنا نطوفُ حَول هَذا العُنوان: لبَّيكِ يا فَاطِمَة …!! وسَنبقى نَطوفُ حَول هَذا العُنوان إلى آخرِ نَفَسٍ مِنْ أَنْفَاسِنَا: لبَّيكِ يا فَاطِمَة …!! وحديثي في هذه الحلقةِ، كما هو في الحلقاتِ المتقدِّمة، لا زالَ في ملامحِ المنهجِ الأبتر الَّذي يتحرَّكُ بقوَّةٍ وبِسرعةٍ وبِنشاطٍ شديدٍ وفعاليَّةٍ كبيرةٍ في المؤسَّسةِ الدِّينيَّةِ الشِّيعيَّةِ الرَّسميَّة، عِبر المرجعيَّات الشِّيعيَّة، وعِبر الحوزات العلميَّة الدِّينيَّة، وعِبر المؤسَّسات الأُخرى مِن الحُسينيَّاتِ والمساجدِ والمراكز والفضائيات وغيرِ ذلك، وحتَّى في الوسط الشِّيعيّ العام، كانَ الحديثُ في حلقةِ يوم أمسٍ عن أنَّ التشيُّع لهُ جناحان، شِيعةُ إيران وشيعةُ العراق، وتبيَّن لنا كيف أنَّ المدَّ الإخواني قد اخترقنا اختراقاً عظيما، وألعَنُ مَا فِي المدِّ الإخواني كما بيَّنتُ لكم هو التكوين القُطبي، بسببِ مدخليَّتهِ مِن الجِهة الفِكرية في تكوين العَقل الجَمعي الشِّيعيّ، قطعاً السَّببُ في ذلك يعود إلى مراجع شيعة وعُلماء شيعة تبنَّوا هذا التوجُّه، وإلَّا فالقطبيون أنفسُهُم السُنَّة لا يستطيعون اختراقنا، الَّذي اِخترقنا بالفكر القُطبي هي المؤسَّسةُ الدِّينيَّةُ الشِّيعيَّةُ الرَّسميَّة ومِن أعلى طبقاتها، من مراجعنا من الدرجةِ الأولى، والكلامُ هذا في إيران وفي العراق على حدٍّ سواء. فكما قُلتُ من أنَّ التشيُّع في العالَم لهُ جَناحان: شِيعةُ إيران وشيعةُ العراق، وبيَّنتُ أنَّ شِيعة العراق برغم تخلُّفِهِم وبرغم كُلِّ الظروف إِلَّا أنّ لهم التأثير الأكبر في السَّاحة الشِّيعيَّة في جميعِ أنحاء العالم. كذاك هو التشيُّع في العراق لهُ جناحان: النَّجفُ وكربلاء!! سأعطِفُ الحديث إلى الاِختراق الإخواني المتمثِّل بالتكوين القطبي اللَّعين الَّذي ألقى بِكُلِّ كَلاكلهِ في واقعنا الشِّيعيّ النَّجفي والكربلائي، إذاً هناك للشِّيعة جناحان: شيعة العراق، وشيعة إيران، والشِّيعتان قد اختُرِقتَا، وشيعةُ العراق لهم جناحان: النَّجف وكربلاء وكلتاهما قد اختُرِقتا أيضاً. في الحلقةِ الماضية عرضتُ عليكم مقطعاً فيديوياً من مقابلةٍ أجرتها قناة العربية مع السيِّد طَالب الرِّفاعي، أحد المؤسَّسين الكبار لحزب الدَّعوة، وتحدَّث عن خَباثةٍ قام بها وعَن كِذبةٍ بيضاء وتفاصيل أُخرى هو تحدَّث عنها بنفسهِ وبلسانه، لم أستطع أنْ أُكْمِل التعليق على هَذا المقطع لأنَّ وقَت البرنامج كان قد اِقترب من وقت أذانِ العشاءين بحسبِ توقيت النَّجفِ الأشرف، لذا ختمتُ حديثي وأنهيتُ الحلقة. سأُعيدُ عليكم عرض هذا المقطع من مُقابلة تُركي الدخيل في قناة العربية مع السيِّد الرِّفاعي، نحنُ وإيَّاكم وهذا المقطع من المقابلة: [المُقدِّم: حضرتكم لكم علاقة جيدة مع الإخوان المسلمين لدرجة أنَّكم حاولتم أنْ تتوسطون لسيِّد قُطب رحمهُ الله من اِغتياله فوسطتم السيِّد الحكيم ليكتب إلى جمال عبد النَّاصر رسالةً. السيِّد طالب الرِّفاعي: أنا بنفسي رحت للسيِّد أنا خاطبت السيِّد بنفسي. المُقدِّم: لماذا ما هي القِصَّة؟ السيِّد طالب الرِّفاعي: نحنُ رُفقاء طريق مع الإخوان المسلمين، والإخوان المسلمين سبقونا في الدَّعوة. المُقدِّم: أنتم في حزب الدعوة؟ السيِّد طالب الرِّفاعي: واحنا في حزب الدعوة نعتبر نفسنا رفقاء طريق مع حزب التحرير مع الإخوان المسلمين. المُقدِّم: استفدتم من أنظمتهم من تنظيمهم؟ السيِّد طالب الرِّفاعي: بلا شك، أسبق من عدنا هُمَّ أسبق من عدنا. المُقدِّم: وكانوا يعطونكم مثلاً تنظيماتهم ويتعاونون معكم؟! السيِّد طالب الرِّفاعي: كنا نلتقي، يعني أنا قبل بداية حزب الدعوة لَمَّا تشكَّل، اجا عندي إلى غرفتي في مدرسة القوام رعيل من المسلمين منهم من حزب التحرير ومنهم من الإخوان، ونحنُ أيضاً التقينا معهم أنا والسيِّد سيِّد مهديّ الله يرحمه والسيِّد محمَّد باقر الحكيم رحمةُ الله عليه. المُقدِّم: السيِّد مهديّ الحكيم؟ السيِّد طالب الرِّفاعي: السيِّد مهدي الحكيم وأنا التقينا بيهم وأخبرناهم وباركوا لنا وكانوا على علم مِمَّا نعمل يعني. المُقدِّم: ولذلك لَمَّا قرَّر جمال عبد النَّاصر أنْ يُقيم، أنْ يغتال سيِّد قُطب وأردتم أنتم أنْ تُوقفوا هذا الحكم، فَرُحت للسيِّد الحكيم وطلبت منه؟ السيِّد طالب الرِّفاعي: أقدر أﮔلَّك يعني ليلة إذاعة البيان في الحكم بإعدام سيِّد قطب أﮔدر أﮔلك ما نمنا تلك الليلة. المُقدِّم: وين كنتوا ذاك الوقت؟ السيِّد طالب الرِّفاعي: كنا موجودين يعني كل واحد في مكانه، أنا أتذكر أنَّ السيِّد مرتضى العسكري إلي قال لي، ﮔال لي: سيِّد طالب أنا البارحة ما نمت بعد أن سمعت هذا الحكم. المُقدِّم: لم تنفع وساطة السيِّد الحكيم عند عبد النَّاصر؟ السيِّد طالب الرِّفاعي: ايه فبقينا شنسوي ما عندنا، شنسوي ما عندنا أنهَّ غير أن السيِّد الحكيم هو الرمز الإسلامي الموجود بين أيدينا، فجاءني سيِّد مهديّ ابنه حدثني، ﮔال لي: احنا قررنا أنهُ السيِّد يبرق برقية جمال عبد الناصر والسيِّد لهُ كلمة مسموعة ومكانة محترمة عند عبد الناصر. المُقدِّم: بسبب موقفهُ من عبد الكريم قاسم؟ السيِّد طالب الرِّفاعي: يعني، هذا وقبل ذلك كان، لا السيِّد أقدم من عبد الكريم قاسم مكانته، ﮔلت له: شنو اللي قررتوه؟ أنا ما كنت معاهم في تلك الليلة لَمَّا قرَّروا، ﮔال: تقرر أن السيِّد يبعث برقية استرحام بالنِّسبة إلى السيِّد قطب لتخفيف الحكم أو البراءة أيُّهما يحصل فتحٌ، ﮔلت له: اي وأنا شنو بالموضوع؟ ﮔال: تقرر أن أنتَ تواجه السيِّد، ﮔلت له: ليش آنا وانت ابنه روح واجهه؟ ﮔال: أنا ما أقدر، أنا ما أقدر أواجه والدي، انت أجرؤنا ولك مكانة عند السيِّد يستمع الك أنا إذا أروح له ما أقدر. المُقدِّم: رُحت أنتَ؟ السيِّد طالب الرِّفاعي: فذهبت إلى السيِّد وهو في بيتهِ العامر في الكوفة، وفُسِح لي المجال التقيت به شخصياً وحدَّثتهُ بهذا الموضوع، حدَّثته في هذا الموضوع، ﮔلت له: سيِّدنا أنت أبو الأُمَّة الإسلامية وهذا شخص من رموز الإسلام وأنتَ يعني تتحمل مسؤولية إذاً إنْ لم تفعل شيء بالنِّسبة لهذا الرجل، وهذا وراه تيار إسلامي كبير يُعدّ بالملايين ﮔلت له، ﮔال لي: ماذا أفعل؟ ﮔلت له: برقية ترسل، ﮔال: هيﭽي، أنت ترى هكذا؟ ﮔلت له: مو أنا، الواقع يرى هكذا مو أنا، مكانتك ترى هكذا، ﮔال: زين، ركبنا بالسيارة، لَمَّا ركبنا بالسيارة كان أكو السيِّد من العلماء أيضاً رحمةُ الله عليه اسمه السيِّد محمَّد جمال الهاشمي، فكنت أنا جالس عن يسار السيِّد وهو جالس عن يمينه، والسيِّد بالوسط بالسيارة مالته، فسمع حديثي معاه فاتَّجه إلي بكلمة يعني شديدة، سيِّد طالب تريد السيِّد أن يتوسَّط بهذا الَّذي يقول عليُّ ابن أبي طالب يشرب الخمر..!! المُقدِّم: اللي هو السيِّد قطب؟ السيِّد طالب الرِّفاعي: راح يسقط كل ما عندي يعني موجود هو سيِّد قطب ذاكره، يعني قبل التحريم يعني، هو عمر كان يشرب يكرع كرع بالخمر مو يشرب، هو صاحب كلمة انتهينا انتهينا فهل أنتم مُنتهون، يعني ما عادي مثل واحد يشرب ماي يشرب بيبسي يشرب شاي مُباح يعني، الخمر كان داخل تحت الإباحة لم يصدر فيه تحريم. المُقدِّم: آنذاك؟ السيِّد طالب الرِّفاعي: آنذاك، فأنا أسقط ما في يدي شسوي السيِّد راح يمتنع إذا سمع بهاي القصَّة، ﮔلت له: سيِّدنا انتَ متأكد؟! يعني هنا عملت خباثه، ﮔلت له: سيِّدنا انتَ متأكد هو سيِّد قطب وإلا أخوه محمد قطب؟ مو قطب اثنين وكلاهما إسلامي، ﮔال: ها، ما أدري، ﮔلت له: آنا أدري أنَّهُ محمَّد وليس سيِّد، هاي كذبة بيضاء، فسكت. المُقدِّم: فكتب برقيةً للسيِّد. السيِّد طالب الرِّفاعي: فالسيِّد ﮔال لي بعث، أنا انتهى دوري أخبرت السيِّد مهدي، ﮔلت له: آنا السيِّد هيأته لأن يبعث البرقية فأنت اتصل به، فراح له السيِّد مهدي قال له: روح للسيِّد محمَّد تقي الحكيم خله يكتب البرقية وأنا أوقعها، سيِّد محمَّد تقي الحكيم أديب وعالِم ومُفكِّر، رجل يعني مواصفات كبيرة وعظيمة عنده، وأستاذنا هو، أستاذي وأستاذ سيِّد مهديّ وأستاذنا يعني، ربَّانا تربية، يعني، السيِّد محمَّد تقي الحكيم هو الَّذي كان يقول لي: سيِّد طالب اقرأ كُلَّ شيء لتكون شيئاً، ما يتوقف، أقول له: ما تخاف عَلَيَّ أروح منا منا؟ قال: لا، الآن ما ينخاف عليك. المُقدِّم: فكتب الرِّسالة وبُعثت إلى عبد الناصر. السيِّد طالب الرِّفاعي: فكتب الرسالة، فراح السيِّد مهدي بأمر والده كَتَب السيِّد محمَّد تقي الحكيم البرقية وأخذها السيِّد مهدي أبرقها، أنا دوري تهيئة السيِّد فقط …]. ونعم الدَّور يا سماحة السيِّد طالب الرِّفاعي، كما يقول: كان دوره تهيئة السيِّد!! فهل كان السيِّد بحاجةٍ إلى تهيئة؟! سؤالٌ يحتاجُ إلى جوابٍ، أترك الجواب إليكم للمُشاهدين، أسئلةٌ كثيرة تطرحُ نفسها حينما نطَّلعُ على هذهِ الأحوال السيئة للمرجعيَّة الشِّيعيَّة!! مرجعٌ يجهل بما حوله، ويجهلُ بأهمِّ ما كان يدور في السَّاحة السِّياسيَّة وفي المنطقة العربيةِ والإسلامية! بل إنَّهُ يجهلُ بهذا المدّ الثقافي الَّذي غزا النَّجف إلى الحدِّ الَّذي لا عِلمَ لهُ بآثارِ سيِّد قُطب الفكرية حتَّى على أولادهِ، ومُستشارهُ الآخر الهاشمي الصُّورة ليست واضحةً عنده ويبدو أنَّهُ قد سمع فقط، ولو كان قد قرأ واطلع لَمَا حيَّرهُ السيِّد طالب الرِّفاعي الَّذي كان على علمٍ ووضوحٍ في الرؤية وكان قد اطّلع على كتاب سيِّد قطب، عُلماء دين وشخصيات هي الَّتي تقود الحِراك السياسي والاجتماعي الإسلامي أمثال السيِّد طالب الرِّفاعي يكذبون على المرجع كِذبةً بيضاء، يخدعونهُ، يستلّون منهُ برقيةً في موضوعٍ في غاية الأهميَّة، لا أُريد أنْ أثير التساؤل وأقول أين تسديدُ صاحب الأمر هذا الَّذي تدَّعيه الشِّيعةُ لمراجعها، وأين تدخُّل صاحب الأمر في قضيَّةٍ مثل هذه القضيَّة؟! هذا الواقع يُمكن أنْ يتكرَّر في كُلِّ لحظة مع الأخذ بنظر الاعتبار أنَّ السيِّد الحكيم كان مرجعاً مُميَّزاً بالقياس إلى المراجع الَّذين سبقوه أو إلى الَّذين جاءوا من بعده، المراجعُ المعاصرون الآن الَّذين يعيشون في عصرنا خصوصاً في النَّجف، كِبارُ المراجع الشِّيعة لا يصيرون خُيُوطاً في أذيالِ عباءةِ السيِّد مُحسن الحكيم، من جميع الجهات، فإذا كان السيِّد مُحسن الحكيم بهذا الوضع فما بالُ البقيَّةِ وماذا نقول عنهم..؟! أقول هُنا: الآن قضية بهذا الحجم، شخصية مُهمّة مثل سيِّد قطب والأمر يرتبط برئيس أكبر دولة في المنطقة العربية مصر، وهو عبد النَّاصر، وتأثيرات عبد النَّاصر في زمانهِ والأوضاع الَّتي كانت موجودة، أنا هنا لا أريد أنْ أُعيد التأريخ، لو أنَّ قضيَّةً مثل هذه القضيَّة تُعرَض على أوباما هل يستطيع أحد أنْ يخدع أوباما أو أي رئيس من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية أو من رؤساء الدول الأوربية وحتَّى من رؤساء دول العالم الثالث؟ هل يستطيع أحدٌ من حاشية الرئيس أنْ يضحك عليه أو أنْ يخدعهُ؟ أساساً هل يُفكّر في قضيَّةٍ علنيةٍ سياسيةٍ إعلامية؟ ولو حَدَثُ مثل ذلك ماذا يترتَّب على هذا الأمر؟ تترتب آثار سيئة على الرئيس وتترتب آثار سيئة على ذلك الشَّخص ويكون مُعرَّضاً للمساءلة القانونية والمحاكمة. السؤال هنا: السيِّد طالب الرِّفاعي بعد هذه الكذبة هل حاسَبتهُ المرجعيَّة؟ هل ساءلتهُ؟ بالعكس رفعت من شأنهِ وأرسلتهُ إلى مصر، أرسلتهُ وكيلاً عنها إلى مصر، فذهب وكيلاً عن المرجعيَّةِ الشِّيعيَّة، وكان يُسمَّى في مصر بإمام الشِّيعة، فصار إماماً للشِّيعة بعد أن كذب وضحك على ذقن المرجعيَّة..!! أنا أقول: هل يمكن أنْ يكون هذا الأمر مع البابا في الفاتيكان؟ هل يمكن أنْ يكون هذا الأمر مع شيخ الأزهر؟ هل يمكن أنْ يكون هذا الأمر مع زعيم البوذيّين؟ هل يمكن وهل يمكن؟ لماذا فقط يحدث هذا في ساحتنا الشِّيعيَّة البائسة..؟! السَّبب هو الصَّنميَّة، لأنَّ الشِّيعة لا تُسائِلُ مراجعها، ولا تنتقدُ مراجعها ولا تفسحُ مجالاً لانتقادهم حتَّى لو غطسوا في العيوب وهم غاطسون فعلاً إلى عمائمهم الطابقية الإبليسية!! لستُ أنا الَّذي أصفُ هذهِ العمائم، أحاديثُ أهل البيت في الكافي الشريف وفي غيره تتحدَّثُ عن هذه العمائم الَّتي يعتمرها علماء الشِّيعة من أنَّها عمائم إبليس لأنَّها من دون ذؤابتين كما سنَّ رسولُ الله ذلك صلَّى الله عليه وآله. هذا الأمر لا يُمكن أنْ يحدث عند أوباما، ولا يمكن أن يحدث عند بابا الفاتيكان، ولا يمكن أنْ يحدث عند شيخ الأزهر، ولا يُمكن أنْ يحدث عند أيِّ زعيم طائفةٍ من الطوائف الدِّينيَّة في العالم، قلَّ عددهم أم كَثُر، لماذا نحنُ هكذا؟ هذه القضيَّة ثِقوا بأنّها تتكرَّر دائماً، صحيحٌ أنّ السيِّد طالب الرِّفاعي جريء وصريح فتحدَّث بهذه الجُرأة وبهذه الصراحة، ولكن أمثال هذه القضايا كثيرةٌ جدَّاً، يخدعون المراجع في ذَمِّ أشخاصٍ وهؤلاء المراجع يتَّخذون مواقف مُضادَّة ومُنافرة، قطعاً الَّذي يفعل هذا الأمر لا يُصرِّح، مَنْ مِن داخل الوسط الحوزوي تُجرى معهُ مقابلات ويتحدَّث عن مثل هذه الأسرار الَّتي تجري في الكواليس، هذهِ حالة نادرة بالنِّسبةِ للسيِّد طالب الرِّفاعي، وهناك حالات بالآلاف أسوأ من هذهِ الحالة، في المراحل السَّابقة، مع المرجعيَّات السَّابقة، ومع المرجعيَّات اللاحقة المعاصرة، هذه القضيَّة مُتكرِّرة دائماً، أنا شخصياً أحفظ العديد والكثير من مثل هذه القضايا، لكنَّني لا أستطيع أنْ أبوح بها لأنَّني لا أمتلك عليها دليلاً حسيَّاً، أمَّا هذهِ القضيَّة لا تحتاجُ إلى إثباتات، هذهِ القضية موجودة بالصوتِ والصورة وموجودة أيضاً بالتصريح الواضح في هذا الكتاب (أمالي السيِّد طالب الرِّفاعي). الأنكى من كُلِّ ذلك كما بيّن السيِّد طالب الرِّفاعي، أنَّ السيِّد الحكيم لَمَّا كَذَب السيِّد طالب الرِّفاعي عليه وعلى السيِّد محَمَّد جمال الهاشمي ظهرت بوادرُ الارتياح على وجهه كما يقول السيِّد طالب في كتابه الأمالي، ظهرت بوادر الارتياح على وجههِ، فهل هذا يكشفُ عن التسديد؟ هذا يكشف عن التوفيق حينما تظهر بوادر الارتياح على وجهِ شخصٍ بعد أنْ يُخدَع وأنْ يُكذَب عليه؟! هل هذه علامة للتوفيق؟! أنتم سلوا أنفسكم، أنا لا أريدُ منكم جواباً فالقضيَّة واضحةٌ عندي، أنا فقط أريد أنْ أُثير هذه الأسئلة أمام أذهانِكم، وهناك أسئلةٌ، وأسئلةٌ، وأسئلة. الصورة السيئة جدَّاً: حينما كان يتحدَّث السيِّد طالب الرِّفاعي مُبرِّءاً وعاذراً لسيِّد قطب في أنَّهُ كتب في تفسيرهِ أنَّ عليَّاً كان يشربُ الخمر قبل التحريم، فيأتي بسيرة عمر ابن الخطّاب!! وما علاقة سيرة عمر ابن الخطاب بهذا الموضوع أنَّهُ كان يكرعُ في الخمر، وما علاقة هذا الموضوع بسيرةِ أمير المؤمنين؟! ثُمَّ بعد ذلك يبرِّرُ الأمر بتبريراتٍ واهيةٍ سخيفةٍ إلى أبعدِ الحدود حين يقول: إنَّهُ كان يشرب الخمر مثل ما الإنسان يشربُ الشاهي أي يشرب الشاي، وهو يستعمل الشاهي هنا باعتبار أنّه موجود في دول الخليج فيستعمل كلمة الشاهي وإلَّا نحنُ في اللهجة العراقية لا نستعمل هذه اللفظة، فهو استعملها لأنَّهُ كان في دول الخليج،كان في دبي في الإمارات، ويقول كما أنَّ الإنسان يشرب البيبسي! هكذا هو حال أمير المؤمنين صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه؟ ماذا تقولون أنتم عن هذه الصورة؟ هذه الصورة ترونها صورة رحمانية أم شيطانية؟ هذا الجوّ بكاملهِ الَّذين اجتمعوا فيه، السيِّد محَمَّد باقر الصَّدر، السيِّد مُرتضى العسكريّ، السيِّد مهديّ الحكيم، اجتمعوا وقرَّروا أنْ تُبعَث برقية ودفعوا بسيِّد طالب إلى السيِّد مُحسن الحكيم، وهذا المجلس السيِّد طالب والسيِّد مُحسن الحكيم والسيِّد محَمَّد تقي الحكيم هذا التجمع، هذهِ الأسماء اللامعة البارزة في السَّاحة الشِّيعيَّة، هذه الأسماء، هذا هو الاجتماع وهذا النتاج الَّذي خرج منه! فهل كان نتاجاً رحمانيَّاً أم شيطانيَّاً؟ ماذا تقولون أنتم؟! هذه هي الرموز الأولى الَّتي قادت الشِّيعة في العقود السَّابقة المتقدِّمة، ولا زالت آثارُها وتفاريعها، ولا زال تلامذتهم وأبنائهم إلى هذه اللحظة يقودون المسيرة، والَّذين جاءوا من بعدهم كانوا أسوأ منهم في هذه الجهة، أي في الجانب العقائدي، أنتم ماذا تقولون؟ أنتم تُسلِّمون أنفسَكم وأديانَكم بيد هؤلاء، ماذا تقولون؟! هذهِ منهجيَّةٌ رحمانيَّة أم شيطانيَّة؟! أنتم أجيبوا أنفسكم، هذا الجو المُشبَع بالكذب الأبيض وبالخباثة وبالخُداع بهذهِ الطريقة ثُمَّ بعد ذلك المرجعيَّةُ ماذا تفعل؟ تُكافئ السيِّد طالب الرِّفاعي بأنْ تدفع بهِ إلى مصر كي يكون في أحضان أحبَّتهِ هناك، في أحضان الإخوان المسلمين هناك، هذه الصورة كيف تستطيعون أنْ تُفسِّروها لأنفُسكم وكيف تستطيعون أنْ تتعايشوا معها؟! وثِقوا بأنّ الصورةُ الآن هي أسوأ بكثير، بحيث لا يستطيع أصحابها أنْ يتحدَّثوا عنها، هذه الصورةُ الَّتي تحدَّث عنها السيِّد طالِب الرِّفاعي ليست سيئةً إلى حدٍّ بعيد كالصور الموجودة الآن، لذلك السيِّد طالب تحدَّث عنها، وعند السيِّد طالب ما هو الأسوأ من ذلك ولكنَّهُ ما أفصح عنه، هناك مطالب نحنُ نعرفها، أنا شخصياً على اطِّلاعٍ بتفاصيلها، لكنَّها ما ذُكِرت ولا أستطيع أنْ أذكرها أنا لأنَّني لا أمتلك عليها أدلَّةً حسيَّة، هذا هو الواقعُ الشِّيعيُّ الَّذي أُطالب أنا الماسوني بتصحيحهِ وإصلاحه! فلماذا ترفضون أنتم؟! لماذا ترفضون؟ لماذا ترفضون تصحيح الواقع الشِّيعيّ وإصلاح الواقع الشِّيعيّ..؟! وهذه الصورة الَّتي رسمها لنا السيِّد طالب الرِّفاعي ما هي بأسوأِ صورةٍ، هذه صورةٌ من الصُّوَر!! لقلَّة الاِطلاع ولقلَّةِ الثَّقافة والعلم يتصوَّرُ البعض إنَّ المشكلة في تفسير سيِّد قطب: (في ظِلال القُرآن) الَّذي اتَّخذهُ على سبيل المثال حزب الدعوة الإسلامية، اتَّخذهُ كتاباً مركزيَّاً للتثقيفِ وللفكرِ والاعتقاد ولفهمِ القُرآن، وبقيَّة التنظيمات الشِّيعيَّة مثل مُنظَمَّة العمل الإسلامي، حزبُ الدَّعوة من جهة النَّجف، ومُنظمَّة العمل الإسلامي من جهة كربلاء، كما قُلت التشيُّع في العراق لهُ جناحان: النَّجف وكربلاء. هؤلاء يتصوَّرون إنَّ المشكلة في تفسير سيِّد قُطب هي حديثهُ عن أمير المؤمنين وأنَّهُ قد شَرِب الخمر قبل التحريم، حينما جاء القُرآنُ يَنهى الَّذين آمنوا أنْ يقربوا الصَّلاة وهم سُكارى، فإنَّ أميرَ المؤمنين كان قد شَرِب وأصابهُ السُّكْر وثَمُل وصلّى وهو لا يدري ما يقول، يتصوَّرون إنَّ المشكلة هي هذه، بينما المشكلةُ في تفسير سيِّد قطب هي في كُلِّ حَرفٍ من حروفهِ، هذه قضيَّة من القضايا، تفسير سيِّد قطب في كُلِّ حَرفٍ من حُروفهِ يُمثِّلُ الضلال في أتعسِ صُوَرهِ، أزعمُ، على الأقلّ لنفسي، أنَّي على خبرةٍ بالكُتُبِ والمؤلِّفين والمناهج العلميَّة والتفسيرية، أزعمُ أنَّي على اطلاعٍ واسعٍ، هذا ما أعلمهُ من نفسي، فلقد رافقتُ الكتاب والمكتبات مُنذُ أنْ كُنتُ في السَّابعةِ من العُمْر، رافقتُ الكُتُب مُنذُ أنْ كُنتُ في السَّابعة من العُمْر وإلى هذهِ اللحظة، فأزعم على الأقلّ لنفسي أنَّي على خبرةٍ واسعةٍ في عالم الكُتُبِ والمكتباتِ، لا أتحدَّث عن المكتبات التي في السوق، أتحدَّث عن المكتبات الفكرية، هناك مكتبةٌ شيعيَّة، وهناك مكتبةٌ سُنّية، وهناك مكتبةُ مسيحية، أتحدَّث عن هذه المكتبات، ربَّما يُوافقني البعض على هذا الزَّعم نتيجة هذهِ البرامج، ومع ذلك لا يهمّني أيوافقني من يوافقني أو يُخالفني من يخالفني، لكنَّني على أساس زعمي هذا أقول استناداً إلى خبرتي بأنّي لا أعرفُ في عالَم الكُتُبِ وفي عالم المؤلِّفين، لا أعرفُ كِتاباً أشدّ نصباً من هذا الكتاب..!! هذهِ أجزاء من تفسير سيِّد قطب (في ظلال القُرآن)، هذه الطبعة تتألَّف من ستة أجزاء، هذه أجزاء ثلاثة، لا أعرف كتاباً إلى الآن أشدَّ نُصباً وعداءاً لآلِ مُحَمَّد من هذا الكتاب، ولا أعرفُ كِتاباً يُبعِدُ الإنسان، أيّ إنسان من الشِّيعة أو من غير الشِّيعة، يُبعدُ الإنسان عن آلِ مُحَمَّد مثل هذا الكتاب، ولا أعرفُ كتاباً أخطر على العقيدة الشِّيعيَّة من هذا الكتاب، ولا أعرف ناصبيَّاً عبر التأريخ بهذا الخُبْث والحقد والحسد وبكلِّ الأمراض الخبيثة كما هو الحال في سيِّد قطب، لا أعرف أحداً..!! هذه هي معرفتي وكلُّ إنسان يحاسب على حسب معرفتهِ، فهذا الضلال بكلِّهِ هو الَّذي تُدافع عنهُ المرجعيَّةُ الشِّيعيَّة، وتُبرِقُ البرقيات دعماً له!! أنا لا أريد أنْ أتحدَّث هنا عن هذا الكتاب (في ظِلال القُرآن) لسيِّد قطب، لكنَّني سآخذ لكم مثالاً واحداً، آخذ لكم مثالاً واحداً: أمير المؤمنين سكران، يُصلِّي وهو ثَمِل، لا يدري ما يقول، صحيح قبل التحريم كأنَّهُ يشرب بيبسي أو شاهي كما يقول سيِّد طالب الرِّفاعي، قبول، قبلنا بذلك، إنَّ عليَّاً كان خمِّيراً سِكِّيراً قبل أنْ يصدر التحريم، قَبِلنا بهذا الكلام، لخاطر سيِّد قطب، ولخاطر المرجعيَّة الشَّيعيَّة، ولخاطر حزب الدعوة، ولخاطر السيِّد طالب الرِّفاعي، ولخاطر السيِّد مرتضى العسكريّ [الَّلي ما نام ذيﭻ الليلة]، ولخاطر السيِّد محمَّد باقر الصَّدر الَّذي أُغمي عليه، لخاطر هذه الأسماء والمسمَّيات نحنُ نقبل، كان عليٌّ خِمِّيراً سِكِّيراً قبل أنْ يصدر التحريم، [ايه ما بيها شي، كان يشرب بيبسي]، هذا قبلنا به، ويمكن أنْ نجد عُذراً لسيِّد قطب ولأمثالهِ فعليٌّ يُمثِّلُ مُشكلةً للقوم، ومُشكلتنا دائماً مع عليٌّ، عليٌّ هو مشكلتنا، عليٌّ مشكلتنا مع الأعداء وحتَّى مع الأصدقاء، عليٌّ يُمثِّل مُشكلةً للقوم، فحينما يُريدون أنْ ينتقصوا منه لهم الحقّ ولهم العُذر في ذلك، فاطمة صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليها هل عندهم مُشكلة معها؟ صحيح كَانت هُناك مشكلة ولكنَّ فاطمة ما عاشت طويلاً في الدنيا كأمير المؤمنين، وفاطمةُ ما زاحمتهم في الكراسي والمناصب، ما هذا العداء معَ فاطمة؟ وأنا اخترت فاطمة لأنَّ فاطمة هي العنوان، هي الميزان الَّذي أزِنُ به الأشياء، هي ميزانُ مُحَمَّدٍ الَّذي تَركهُ لنا فاطمة، قال: (إِنَّ فَاطِمَة يَرْضَى الله لِرِضَاهَا وَيَغْضَبُ لِغَضَبِهَا)، هذا هو الميزان، لذا أزِنُ العُلماء، أَزِنُ الأصدقاء، أَزِنُ الأولياء، أَزِنُ الأقرباء، أَزِنُ الأعداء، والميزان فاطمة، ما هو الموقفُ من فاطمة، ولأجل هذا كانت هذهِ الحلقات، أريدُ أنْ أزِنَ نفسي وأَزِن غيري بميزان فاطمة!! أريدُ أنْ أَزِن المؤسَّسةَ الدِّينيَّةَ والمرجعيَّةَ الشِّيعيَّةَ والوجودَ الشِّيعيَّ، أنتم أنتم الَّذين تقولون إنَّنا خَدَمةُ الحُسَين، أُريد أنْ أَزِنكُم بهذا الميزان وأريد أنْ أُعلِّمكم ميزاناً كي تزنوا به، والميزان هو فاطمة. تعالوا معي نُلقي نظرةً على هذا التفسير المشؤوم البغيض، القُرآنُ كُلُّهُ في فاطمة، أنا لا أريد أنْ أتعامل مع سيِّد قطب بهذا المنطق لأنَّ هذا المنطق يرفضهُ مفسرو الشِّيعة، ومراجع الشِّيعة يرفضونه، هُناك آياتٌ في القُرآن، أيّ كلب ابن كلب، أيّ ابن زانية، إذا أراد أنْ يُفسِّر القرآن ولا حاجة لهُ بحديث أهل البيت وإنَّما يذهب إلى حديث المخالفين، سيجد أنَّ فاطمة هي العنوان الأوَّل في هذهِ الآيات..!! أُريد أنْ أتصفَّح هذا التفسير الَّذي تُدافع عنهُ المرجعيَّاتُ الشِّيعيَّة وتتبنَّاهُ الأحزابُ الشِّيعيَّة، أريد أنْ اتصفَّحهُ كي أعرف هذهِ القضيَّة، الآياتُ في شأنِ فَاطمة كثيرةٌ جدَّاً ولا أريدُ أنْ أتناولها، أساساً التفاسير الشِّيعيَّة لكبار مراجع الطائفة لا يتناولونها وينكرونها، ولكن هُناك آيات، هناك ثلاث آيات لا يستطيع أحد أنْ يُنكرها، إلَّا إذا كان حاله كما يُبرِّر السيِّد محمَّد باقر الصَّدر أنَّ سيِّد قُطب حاله حال بنت شابَّة تعيش في قرية من قُرى كندا النَّائية أو في مدينة نائية فهي لا تعرفُ حكمَ الحجاب، فسيِّد قُطب كذلك!! الآية الأولى هي آية المباهلة: آية المباهلة فاطمةُ سيِّدةٌ مُشرقةٌ واضحةٌ فيها: ﴿وَنِسَاءَنَا﴾، مَن هؤلاء النسوة اللاتي تتحدَّث هذهِ الآية عنهن؟ كما قُلت قبل قليل [أيّ كلب ابن كلب، أيّ ابن زانية، أيّ مأبون] إذا اراد أنْ يرجع إلى كُتُب السِّيَر، وكتب التأريخ، وكتب الحديث، وأراد أنْ يكون عنده واحد بالمئة من الحِياد العلميّ سيجد أنَّ فاطمة مذكورةٌ هناك. لنذهب إلى هذا اللعين في تفسيرهِ: في ظِلال القُرآن، سيِّد قُطب، دار الشروق، هذا هو الجزء الأوَّل، صفحة 405، في بيانِ ما يتعلَّق بآية المباهلة وهي الآيةُ الحادية والستون من سورة آل عمران، سأقرأ لكم كُلَّ ما ذكرهُ عن آية المباهلة، في صفحة 405، وهذا هُوَ الجُزء الأوَّل من طبعة دار الشروق – وهنا وقد وَضَحت القضيَّةُ وظهر الحقُّ جليَّاً يوجَّه اللهُ تعالى رسوله الكريم إلى أنْ يُنهي الجَدَل والمناظرة حول هذهِ القضيَّة – باعتبار أنّه ماذا قالت الآيات؟ ﴿فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾ – وهُنا وقد وَضَحت القضيَّةُ وظَهرَ الحقُّ جليَّاً يُوجِّه الله تعالى رسوله الكريم إلى أنْ يُنهي الجَدَل والمناظرة حول هذه القضيَّة الواضحة – حول قضيَّة عيسى، لأنَّ المباهلة كانت حول قضيَّة عيسى – وحول هذا الحقِّ البّيِّن وأنْ يدعوهم إلى المباهلة كما هي مُبيَّنةٌ في الآية التالية: ﴿فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ﴾ وقد دعا الرَّسول صلَّى اللهُ عليه وسلّم من كانوا يُناظرونه في هذهِ القضيَّة إلى هذا الاجتماع الحاشد ليبتهل الجميع إلى الله أن يُنزل لعنتهُ على الكاذب من الفريقين فخافوا العاقبة وأبوا المباهلة وتبيَّن الحقُّ واضحاً – هذا كُلُّ الَّذي ذَكَرهُ في قصَّة المباهلة، ليس هُناك من ذكرٍ لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ لأهل البيت عموماً ولفاطمة خصوصاً!! أنا لا أفهم هؤلاء المراجع يُدافعون عن هذا المنطق، ويريدون للشِّيعةِ أن يتعلَّموا هذا المنهج، لماذا؟ لماذا مراجعنا يتكالبون على الدِّفاع عن هذا المنهج الأعوج؟ لماذا أحزابُنا الشِّيعيَّة؟ لماذا قادتنا السياسيون؟ ما هي مشكلتكم مع فاطمة؟ ما هي مشكلتكم مع فاطمة تُدافعون عن أعدائها دائماً!! الَّذين قتلوها تُخفِّفون جريمتَهم!! الَّذين ينتقصون منها تجدون لهم تبريراً!! الَّذين يطمسون ذكرَها ترسلون البرقيات وتدافعون عنهم، وتُعلون من شأنهم لماذا؟ ما هي مشكلتكم مع فاطمة؟ هذا مثال، هذهِ آيةُ المباهلة،كما قلت هذه الآيات [أيّ كلب ابن كلب، أي ابن زانية أي واحد مأبون] لو أراد أنْ يرجع إلى المصادر المخالفة لأهل البيت سيجد القرائن والنُّصوص والأحاديث والوقائع الَّتي تتحدَّث عن هذهِ التفاصيل ولابُدَّ أنْ تُذكَر فاطمة، هذه آية المباهلة وهناك آية أخرى. هناك آية أخرى: الآية الأخرى هي آيةُ التطهير: وهذا هو المجلَّد الخامس من كتاب في ظِلال القُرآن لسيِّد قطب، طبعة دار الشُّروق، في صفحة 2861، لماذا؟ لأنَّ الصَّفحات مُتسلسلة في كُلِّ الأجزاء، يعني ليس كُلّ جزء وتنتهي أرقام الصَّفحات فيه، وإنَّما هي مُتَّصلة في كُلِّ الأجزاء، في صفحة 2861، كما قُلت من الجزء الخامس من تفسير سيِّد قطب في ظِلال القُرآن، الكلام هنا والسياق هنا في ذيل آية التطهير، في سورة الأحزاب، الحديث كلُّه في هذهِ الصَّفحات عن نِساء النَّبيّ، لم يُشِر لا من قريبٍ ولا من بعيد إلى أنَّ هذا المصطلح (مصطلح أهل البيت)، يتجاوز نِساءَ النَّبيّ، لم يُشِر إلى ذلك، حَصَر هذا العنوان بنساء النَّبيّ، وجعل الموضوع داخل إطار العلاقة الزوجية للنَّبي بنسائهِ، ص 2861 – ومن ثُمَّ كَان الأمرُ بإقامة الصَّلاة وإيتاءِ الزكاة – الآيات الَّتي تُخاطب نساء النَّبيّ – وطاعة الله ورسوله هو خاتمةُ التوجيهات الشعورية والأخلاقية والسلوكية لأهل البيت الكريم – الحديث عن النِّساء باعتبار أنّ هذهِ التوجيهات وَرَدت في هذه الآيات: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ﴾ … إلى أنْ تقول الآية: ﴿وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ﴾ – ومن ثُمَّ كان الأمرُ بإقامة الصَّلاة وإيتاءِ الزكاة وطاعة الله ورسوله هو خاتمةُ التوجيهات الشعورية والأخلاقية والسلوكية لأهلِ البيتِ الكريم – أي لنساء النَّبيّ – لأنَّهُ لا يقومُ شيءٌ من تِلك التوجيهات بغيرِ العبادة والطاعة وكُلُّ ذلك لحكمةٍ وقصدٍ وهدف ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّه﴾ – هو هذا الهدف، هذه التوجيهات والأوامر لنساء النَّبيّ الهدف منها هو هذا – ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾. في صفحة 2862 – وأخيراً فإنَّهُ يجعلُ تلك الأوامر والتوجيهات وسيلةً لإذهاب الرِّجس وتطهير البيت، فالتطهيرُ من التطهُّر وإذهابُ الرِّجس يتم بوسائل يأخُذ النَّاس بها أنفسَهم – يأخذ النَّاس بها أنفسَهُم أو يأخُذ النَّاسُ بها أنفسُهُم، هم الَّذين يقومون بهذا الأمر – وإذهابُ الرِّجس يتمُّ بوسائل يأخذُ النَّاس بها أنفسُهُم ويُحقِّقونها في واقع الحياة العملي وهذا هو طريق الإسلام، شعور وتقوى في الضمير وسلوك وعمل في الحياة يتمُّ بهما معاً تمام الإسلام وتتحقَّقُ بهما أهدافهُ واتِّجاهاتهُ في الحياة، ويختمُ هذه التوجيهات لنساءِ النَّبيّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بمثل ما بدأها به – ثُمَّ بعد ذلك ينقل الكلام إلى أنَّ الجماعة الإسلامية هي بحاجة إلى تطهُّر، وانتهى الموضوع – وفي صددِ تطهير الجماعة الإسلامية وإقامة حياتها على القِيم الَّتي جاء بها الإسلام الرِّجال والنِّساء في هذا سواء – يُشير إلى الآية: ﴿إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾، إلى آخر الكلام، هذا كُلُّ ما ذكره بخصوص آية التطهير!! هل هناك من آيةٍ أوضح من هذه الآية ترتبطُ بفاطمة؟! بخبثٍ ولؤمٍ وحِقدٍ وحقارةٍ ودنَاءةٍ ونَجاسةٍ حَصَر الحديثَ فقط في زوجات النَّبيّ صلَّى اللهُ عليه وآله، ماذا تقولون أنتُم؟ أنتم ماذا تقولون؟! مراجعكم وعلماؤكم لا ينامون الليل لأنَّهم سمعوا أنَّ أذىً سيلحق بسيِّد قطب، ماذا تقولون أنتم..؟! الآية الثَّالثة: الآية الثَّالثة، هذا هو الجزء السَّادس من تفسير سيِّد قطب في ظِلال القُرآن، دارُ الشروق، الآية الثَّالثة بالحقيقة هي ليست آية وإنَّما سورة، سورة الدهر أو سورة الإنسان: ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ۞ هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ﴾، السورة المعروفة في الواقعة المعروفة في قضيَّة المسكين واليتيم والأسير ﴿إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُوراً﴾، القصَّة المعروفة وهذه قِصَّةٌ مذكورةٌ في كُتُب القوم، لاحظوا هذا الخبيث، هذا الخبيث ماذا يقول وأنتم احكموا هل يوجد شخص أخبث من هذا، أنتم احكموا، في صفحة 3777، القِصَّة أنتم تعرفونها، هذه القِصَّة تدور حول مَن؟ عليّ، فاطمة، حسن، حُسين، ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً﴾، مَن هم هؤلاء؟ تعرفونهم أم أنتم أيضاً لا تعرفونهم؟ ﴿ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ ﴾ مَن هم هؤلاء الَّذين يُطعمون الطعام؟ عليٌّ، فاطمةُ، حسنٌ، حسينٌ، هذه القضيَّة واضحة. قالت ففي مَن أتى في هل أتى شرفٌ؟ (القصيدة الجميلة للصَّاحب ابن عبَّاد) قالت ففي من أتى في هل أتى شرفٌ؟ فقلتُ أبذلُ أهلِ الأرضِ للنَّفلِ ذاك هو عليٌّ …!! وهذا المضمون معروفٌ عند المسلمين في كتبهم، لاحظوا هذا الخبيث ماذا يقول؟ بعد أنْ يُورد الآيات من سورة الإنسان ومن سورة الدهر يقول:- في بعض الرِّوايات أنَّ هذه السورة مدنيَّة – قطعاً هي مدنية، قطعاً مدنية، عليٌّ فاطمةُ حسنٌ حسينٌ أين كانوا؟ كانوا في المدينة، متى اقترن عليٌّ بالزَّهراء؟ في المدينة، أين وُلِد الحسنُ والحسين؟ قطعاً السورة مدنية لا غبارَ عليها – في بعض الرِّوايات أنَّ هذه السورة مدنيَّة – لكن هو جناب الأغا ماذا يقول؟ يقول:- ولكنَّها مكيَّة – أيُّ خُبثٍ هذا!! حتَّى تُلغَى القصَّةُ أساساً!! يعني هو اللعين يعرف هناك روايات أنَّ هذه السورة مدنيَّة، ولكن لا يطيبُ لهُ ذلك، هنيئاً لمراجعنا هنيئاً، وهنيئاً لكم أنتم، أنتم المضحكة هنيئاً لكم – في بعض الرِّوايات أنَّ هذه السورة مدنيَّة – وهو يُعلِق يقول:- ولكنَّها مكيَّة ومكيَّتُها ظاهرةٌ جدَّاً – ابن ال …!! كيف مكيَّتها ظاهرة جدَّاً؟ أبو ال …!! – في بعض الرِّوايات أنَّ هذه السورة مدنيَّة ولكنَّها مكيَّة ومكيَّتُها ظاهرةٌ جدَّاً في موضوعها وفي سياقها وفي سماتها كُلِّها لهذا رجَّحنا الروايات الأخرى القائلة بمكيَّتها، بل نَحنُ نَلمحُ من سياقها أنَّها من بواكير ما نَزل من القُرآن المكّي – حتَّى قبل ولادة الزَّهراء هذا، حتَّى قبل ولادة الزَّهراء أيضاً، باعتبار أنَّ الزَّهراء وُلدت بعد البعثة بخمس سنوات – بل نحنُ نَلمحُ من سياقها أنَّها من بواكير – من بدايات – ما نَزلَ من القُرآن المكي – وذلك لإخراج فاطمة من السورة …!! ماذا تقولون أنتم؟ هذا الخبث يوجد لهُ خُبث مماثل؟ ووالله لو أريد أنْ أتتبَّعَ لكم هذا الكتاب من أوَّلهِ إلى آخرهِ لأريتُكم ما هو أخبث وأخبث وأخبث وأخبث من هذا، لكنَّني لستُ بصددِ الحديث عن هذا الكِتاب وإنَّما عرضتُ لكم هذا مثالاً، مثالاً على النَّصبِ والحقد والعَدَاء لآلِ مُحَمَّد، هذهِ الآيات آيات واضحة، آية المباهلة، آيةُ التطهير، وسورة الدهر، الآيات واضحة هذه لابُدَّ أنْ تُذكَر عندها فاطمة، أنا ما ذهبت إلى آيات أُخرى فَقط هذهِ الآيات المعروفة، لابُدَّ أنْ تكون فاطمة جزءاً منها، لاحظوا الخبيث كيف أنَّ السورة نفاها بشكلٍ كامل، أخرجها من العصر المدني وذهب بها إلى العصر المكيّ، وذهب بها بعيداً فقال: إنَّها من بواكير ما نزل، عمَّن تتحدَّث؟ مَن هم هؤلاء الَّذين كانوا في بواكير عصر البعثة يُوصفون بهذهِ الأوصاف، مَن هم هؤلاء؟ التفاصيل الموجودة في الواقعة هذهِ تفاصيل تتحدَّث عن شخصيات في أعلى المراتب ﴿وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً﴾ السَّاقي هو الله، هذه المنازل وهذه الأوصاف لِمَن؟! وحقِّ الزَّهراء البتول ما ضربتهُ لكم من مثال في هذا الكتاب فيهِ مثلهُ مئات ومئات أسوأ مِن هذهِ الأمثلة الَّتي أشرتُ إليها، كما قلت: إنَّني لا أعرفُ كتاباً أكثر حِقداً وسُوءاً ورِجسَاً ودَنَساً ودناءةً ونصباً ضدَّ آل مُحَمَّد لا أعرف كتاباً مثل هذا الكتاب!! لماذا يقتلُ علماؤنا أنفسَهم على هذا الكتاب؟ لا أدري لماذا! ما سوءُ التوفيق هذا؟! أين تسديدُ الإمامُ الحُجَّة إذاً لهؤلاء العُلماءِ والمراجع..؟! لا أُريد أنْ أُعلِّق أكثر من ذلك لأنَّني لو فتحتُ باب التعليق وأردتُ أنْ أخوض في تفاصيل هذا الكتاب فإنَّ حديثي سيطول، وإنما أعرض بين أيديكم فيديو يتحدَّث فيه الشَّيخ الكوراني عن الأجواء القطبية في النَّجف الأشرف نحنُ وإيَّاكم مع الشَّيخ الكوراني: [الشَّيخ الكُوراني: ولا تنسوا أنَّهُ في فترة عبد الكريم قاسم كان يُريد يغيض جمال عبد النَّاصر كان ضد الوحدة عبد الكريم، والإخوان المسلمين مُعارضين لعبد النَّاصر، فكان كُتُب الإخوان المسلمين كلّها نشرها عبد الكريم في العراق، كلّها أكو كتب ما توجد الآن بس بالنَّجف كون تجدها كلها واحنا نقراها، فانتشرت ثقافة الإخوان المسلمين وكانت تجي الكُتُب المطبوعة في مصر إلى مكتبة قاسم الرَّاشد مكتبة المثنى، وبعضها يُحوَّل رأساً إلى النَّجف كاملاً لهالحد، فكان هناك تأثُّر وكلنا متأثرين، الله يرحمه سيِّد مُحَمَّد باقر الصدر كنت أنا مرة قلت لهُ أبي كتاب معالم بالطريق لسيِّد قطب اكو عنده خط الانحراف، كاتب أنَّهُ بعد النَّبيّ صلّى الله عليه وآله صار انحراف فكأنَّهُ كاد يصل، فقال لي: لا، هو شرعاً ما مُكلَّف بولاية أمير المؤمنين عليه السَّلام لأنَّه ما يخطر بذهنه ويمثله يقول هو كيف البنت الَّتي تعيش في مدينة كندية نائية ما يخطر في بالها أنَّهُ وجوب الحجاب فساقط عنها، لأن ما يحتمل، هو سيِّد قطب من هالنوع بالنسبة لولاية أهل البيت عليهم السلام، ولَمَّا توفى سيِّد قطب كان ضجة في النَّجف، ضجة يعني في هذه الأوساط. المُقدِّم: نعم نحنُ سمعنا أنهُ صارت فاتحة كبيرة جدَّاَ.. الشَّيخ علي الكوراني: أقيم له فاتحة نعم، بس أنا ما كنت بس سمعت، كانوا مُهتمين بيه، وأنا كنت أناقش لكنّي مُطيع، مطيع لأساتذتنا ولأبو عصام لكنَّه كنت أشعر بأنَّهُ متمنينه أكثر من اللزوم سيِّد قطب، هذا موجود هذا أمرٌ موجود. المُقدِّم: شيخنا كيف كان ردَّة فعل يعني في النَّجف بعد سماع خبر وفاة سيِّد قطب؟ الشَّيخ علي الكوراني: على مضض كانوا يقبلون، شوف كان يعني انتقاد عبد النَّاصر الحكومة تقبله، عبد الكريم تقبله، مثلاً جماعة العُلماء، جماعة العُلماء من اللي يُصدِّر رسائلها؟ الشَّيخ مرتضى آل ياسين رئيسها، بس من يكتبها؟ السيِّد محَمَّد باقر الصدر الله يرحمه، خوب من اللي أثَّر على السيِّد باقر؟ أبو عصام، هذه واضحة، فلمَّا كتب له برقية لجمال عبد النَّاصر باسم جماعة العلماء ؛ أنَّ هذا عالِم مُفسِّر تفسيرهُ سيكون خصيماً لك عند الله يوم القيامة، هذا منو اللي كَتَبه؟ اللي كتبه السيِّد الله يرحمه، وأرسلوها باسم جماعة عُلماء النَّجف، تفسير سيِّد قطب فيه هذه التُّهمة لأمير المؤمنين سلامُ الله عليه وأنَّهُ شَرِبَ الخمر يريدون يشيلوها عن فلان رموه بها أمير المؤمنين سلام الله عليه، نحنُ ما نقبلها ما يمكن قبولها أبداً، المهم كان هذا الجو، فالجو أنَّهُ عَمل الحكومة العراقية عبد الكريم قاسم يُريد من علماء النَّجف يوقفون ضد عبد النَّاصر، ليش يريد يعدم قادة الإخوان المسلمين؟! وبعد حتَّى بعد عبد الكريم قاسم أيضاً عبد السَّلام عارف وهؤلاء كانوا ضد إعدام الإخوان المسلمين، ضد مُحاكمتهم، ضد عبد النَّاصر، وحتَّى أنَّ عبد السلام دز شسمه، دز وفد، رشيد خطاب، راح وفد إلى عبد النَّاصر، إذاً كان هذا الجو، فمراجع النَّجف ما مقتنعين والله يرحمه السيِّد محسن الحكيم كانوا يضغطون عليه، وبعضهم اللي حواليه مثل الله يرحمه سيِّد مُحَمَّد جمال قال مو هو اللي كاتب هالشكل في تفسيرهِ عن أمير المؤمنين، السيِّد طالب الرِّفاعي يقوله يمكن أخوه مو هو ما شابه، يحاولون يميِّعون القضيَّة حتَّى السيِّد الحكيم متخذّ موقف الله يرحمه. المُقدِّم: زين شيخنا السيِّد الحكيم يعني ما ﭼان يدري أنَّه هو لو أخوه اللي صاحب التفسير، يعني السيِّد الحكيم مرجع ﭼبير أكيد يعرف؟! الشَّيخ علي الكوراني: لا ماكان قارئ. المُقدِّم: ما يقتنع بكلام ال….. الشَّيخ علي الكوراني: ما كان قاري الموضوع. المُقدِّم: ودز برقية. الشَّيخ علي الكوراني: أي نعم. المُقدِّم: وبالنسبة لسيِّد مُحَمَّد الصَّدر يعني احنا سمعنا أنَّهُ كاد أنْ يغمى عليه من سمع خبر إعدام سيِّد قطب. الشَّيخ علي الكوراني: أنا سمعت بس ما رأيته، كان هُوَ طبيعته إحساسه عالي رحمةُ الله عليه متأثر، مثلاً في وفاة أخوه السيِّد إسماعيل مرتين أُغمي عليه، تصير له قضيَّة كذلك ويتأثَّر حتَّى قريب الإغماء أيضاً، فهذا يصير بس، بسيِّد قطب أنا سمعت ما رأيت …]. مرجعٌ شيعي يُغمى عليه!! الشَّيخ الكوراني خفَّف في الحديثِ في بعض الجهات، خفَّف في الحديث حينما تحدَّث عن نفسهِ وقال: أنا كُنت أُناقش لكنَّني كُنت مُطيعاً، فيبدو أنَّ الشَّيخ الكوراني كان حبَّاباً إلى حدٍّ بعيد في تلكم الأجواء، وكذلك حين تحدَّث عن السيِّد الحكيم وأنَّهم كانوا يضغطون عليه، ما كانوا يضغطون على السيِّد الحكيم، لماذا لم يتَّخذ موقفاً السيِّد الحكيم من الَّذين ضحكوا عليه بعد أنْ تبيَّنت الأمور بعد ذلك بفترةٍ زمانية..؟! بالعكس السيِّد طالب الرِّفاعي كُرِّم وكوفئ من قِبل مرجعيَّة الحكيم ولم يتخذ السيِّد مُحسن الحكيم موقفاً سلبياً أو موقفاً رادعاً ضدّ السيِّد طالب الرِّفاعي، بعد أنْ ضَحك عليه وخَدَعه. هذا الكتاب الَّذي بين يدي (محَمَّد باقر الصَّدر السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق): أحمد عبد الله أبو زيد العاملي، هذا هو الجُزء الثَّاني، دار التعارف للمطبوعات، صفحة 78، البرقية الَّتي بُعِثت من قِبَل جماعة العُلماء، غير البرقية الَّتي بعثها السيِّد مُحسن الحكيم والَّتي تولى كتابتها السيِّد محمَّد تقي الحكيم وبعد ذلك مهرها بختمهِ السيِّد مُحسن، هذي برقية أخرى أرسِلت من قِبَل جماعة العُلماء والَّتي يترأسها أيضاً مرجع من مراجع النَّجف الشيخ مرتضى آل ياسين، الَّذي كان يكتُب الرسائل والبيانات والبرقيات كما بيَّن الشَّيخ الكوراني والسيِّد محمَّد باقر الصَّدر ابن أخت الشيخ مرتضى آل ياسين، الشيخ مرتضى آل ياسين هو نفسهُ الَّذي مرَّ الحديث عنه يومً أمس والَّذي طلب من السيِّد طالب الرِّفاعي أن ينهض وأنْ يذهب إلى اجتماع الحزب الإسلامي، حين قال لهُ: (سيِّد طالب هذا مو مكانك، مكانك في الحزب الإسلامي في الأعظمية)، مرَّت هذه الحادثة علينا في الحلقة الماضية، ومِمَّا جاء في هذه البرقية الَّتي كَتَبها السيِّد محَمَّد باقر الصَّدر نيابةً عن الشيخ مرتضى آل ياسين ووُجِّهت إلى عبد النَّاصر باسم جماعة العُلماء في النَّجف الأشرف: لو لم يكن لهذا العالم – هذا كلام السيِّد محَمَّد باقر الصَّدر، صفحة 78، الجزء الثَّاني من مُحَمَّد باقر الصَّدر السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق – لو لم يكن لهذا العالم – صار عالِماً هنا! قبل قليل كان حاله كحال بنت شابة في منطقة كندية نائية!! – لو لم يكُن لهذا العالم إلَّا تفسيرهُ في ظِلال القُرآن لكفى بهِ خَصيماً لك عند الله يوم القيامة – هذا الخطاب لعبد النَّاصر، هذا خطاب يصدر عن جماعة العُلماء في النَّجف الأشرف، وجماعة العلماء في النَّجف الأشرف الَّتي يترأسُها مرجع كبير مثل الشيخ مرتضى آل ياسين، أعضاؤها كانوا بهذا المستوى، بمستوى الشَّيخ مرتضى آل ياسين، وكاتبها الَّذي يكتب الرسائل والبرقيات هو السيِّد محمَّد باقر الصَّدر، وهو يُوجِّه هذا الكلام لعبد النَّاصر – لو لم يكُن لهذا العالم – يعني سيِّد قطب – إلَّا تفسيرهُ في ظِلال القُرآن لكفى بهِ خَصيماً لك عند يوم القيامة – أيُّ عقيدةٍ هؤلاء العُلماء يحملون؟! أيُّ عقيدة؟! ما هي عقيدتهم بأهل البيت؟! ما هي عقيدتهم بالصدِّيقة الطاهرة؟! لذا ليس غريباً حين يكتب السيِّد محَمَّد باقر الصَّدر في كتابهِ: (فدكٌ في التأريخ)، حين يُقيِّم ما قامت به الصدِّيقةُ الطاهرةُ من اعتراض في وجهِ السَّقيفة، وهذه الطَّبعة (فدكٌ في التأريخ)، هذه الطبعة المحقَّقة في المؤتمر، المؤتمر العالمي للإمام الشَّهيد الصَّدر، المطبعة شريعت قم، تاريخ الطبع 1427 هجري قمري، في صفحة 48:- وقد شاء القَدَرُ لكلتا الثائرتين أنْ تفشلا – يتحدَّث عن الثائرتين: الثائرة الأولى: فاطمة! والثائرة الثَّانية: عائشة! – وقد شاء القَدَرُ لكلتا الثائرتين أنْ تفشلا مع فارقٍ بينهما – إلى آخر الكلام، لا شأنَ لنا بعائشة، الحديثُ عن فاطمة، فاطمة فشلت، هذا في صفحة 48. في صفحة 96:- وقد فشلت الحركة الفاطمية بمعنىً ونجحت بمعنىً آخر، فشلت لأنَّها لم تُطوِّح بحكومة الخليفة – إلى أنْ يقول:- ولا نَستطيع أنْ نتبيَّن الأمور الَّتي جَعلت الزَّهراء تخسرُ المعركة غيرَ أنَّ الأمر الَّذي لا ريب فيه أنَّ شخصية الخليفة من أهمِّ الأسباب الَّتي أدَّت إلى فشلها لأنَّهُ من أصحاب المواهب السياسية – ففشلُ فاطمة هو هذا السَّبب فيه – غير أنَّ الأمر الَّذي لا ريب فيه أنَّ شخصية الخليفة من أهمِّ الأسباب الَّتي أدَّت إلى فشلها لأنَّهُ – لأنَّ أبا بكر – من أصحاب المواهب السياسية – هذا هو المنطق القطبيّ!! هذا هو المنطقُ الأعوج!! هذه هي العقائد الضالَّةُ المنحرفةُ عن منطقِ الكتاب والعترة، والَّذي ينظر إلى هذا التفسير الضالّ بأنّه سيكون خصيماً لعبد النَّاصر الذي حكم بالإعدام على سيِّد قطب، ليس غريباً أنْ يقولَ هذا الكلام أو أنْ يقولَ غيرَه! فاطمةُ فاشلة! وحركتُها فشلت! هل تقبلون بهذا الكلام؟ هذهِ هي كُتبُ مراجعكم! وهذه هي برقياتُهم! وهذه هي تصريحاتُهم! هذه الثَّقافةُ القطبية هي الَّتي جعلت من المشروع الاقتصادي، المشروع الفكري الاقتصادي وحتَّى العملي للسيِّد الصدر مشروعاً فاشلاً بمنظورِ منطقِ الكتابِ والعِترَة، لا بالمنظور القطبيّ لا شأنَ لي بالمنظورِ القطبيّ، ولا شأنَ لي بالمنظور الأكاديمي الدنيوي، لا شأنَ لي بأي منظور، فقط بمنظورِ آلِ مُحَمَّد، هذا الكتاب: (اقتصادنا)، الَّذي قيل ما قيل عنه، الَّذي يمثل المشروع الفكري الاقتصادي للسيِّد محَمَّد باقر الصَّدر، ضُخِّم وقيل ما قيل عنه، لا شأنَ لي بما قالوا وبما قيل عنه، إنَّني آخذ هذا الكتاب وأعرضهُ على ميزانِ آلِ مُحَمَّد، هذا الكتاب حينما أَسَّس فيهِ السيِّد محَمَّد باقر الصَّدر المنهجيَّة الإسلامية الاقتصادية فإنّه اِعتمد على كُتُب النَّواصب بشكلٍ واضحٍ جدَّاً!! وقد أشرتُ في الحلقاتِ المتقدِّمة إلى العديد والعديد من المواطن ومن الموضوعات ومن الصَّفحات في هذا الكتاب اعتمد فيها السيِّد محَمَّد باقر الصَّدر على الفكر النَّاصبيّ، وتعامل مع الفكر النَّاصبي على حدٍّ سواءٍ كما تعامل مع حديثِ مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد!! الكتاب موجود وأنا لا أكذب عليكم، على سبيل المثال أذكر لكم من أرقام الصَّفحات الَّتي اعتمد فيها ونقل فيها من كُتُب أعداء أهل البيت، موجودة أسماء الكُتُب ومضامين الموضوعات، ولكن الوقت لا يكفي، فقط أقرأ عليكم أرقام الصَّفحات، بحسب هذه الطبعة، هذه الطبعة هي طبعة دار التعارف للمطبوعات، بيروت، لبنان: أرقام الصَّفحات فيها – 443، 445، 446، 449، 450، 456، 458، 459، 462، 465، 466، 467، 474، 475، 479، 498، 499، 500، 501، 502، 505، 510، 511، 512، 514، 517، 523، 535، 543، 576، 578، 579، 589، 601، 603، 604، 605، 606، 612، 642، 643، 686، 687، 688، 714، 727. عدد هذه المواطن الَّتي اخترتها 46 موطن، وبقي الكثير وهذهِ أمثلة، هذه أمثلة ونماذج، قد ترون أنَّ الصَّفحات بدأت من 443، باعتبار أنَّ البحث في الكتاب كان في الشَّطر الأوَّل هو مُناقشة الاقتصاد الماركسي والرأسمالي، ولَمَّا وصلنا إلى الاقتصاد الإسلامي فجميع الصَّحفات، جميع الموضوعات مشحونة بالنصوص المأخوذة عن كُتب النَّواصب، وهو يتعامل معها كما يتعامل مع حديثِ مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد، هذه الموارد على سبيل المثال 46 مورد، 17 مورد منها نقلها من كُتب الشوافع، باعتبار أنّنا نحنُ شوافع، وفي الحقيقة نحن شوافع!! 17 مورد منها من هذه الموارد ال 46، مأخوذة من كتب الشَّافعي، ككتاب الأم، من المصادر الأصلية، وبقيَّة كتب الشَّوافع الأخرى، هذا هو كتاب اقتصادنا. السؤال هنا يطرح نفسَه: إذا كان المرجع الشِّيعي يُعدُّ برنامجاً لدولةٍ إسلامية، ولمجتمعٍ مسلم، هذا البرنامج كيف يُعدُّهُ؟! مُحَمَّد باقر الصَّدر مرجع من مراجع التقليد وليس أُستاذاً في الجامعة تأثَّر بفكرٍ مُعيَّن، هو فعلاً غاطسٌ إلى عمامته في الفكر القطبيّ، ولكنّ المفترض حين يُريد أن يكتب منهجاً اقتصادياً لمجتمعٍ مُسلم، المفترض أن يكون هذا المجتمع مجتمعاً شيعيَّاً، باعتبار أنّ هذا المرجع مرجع شيعي، فحينما يُريد أن يكتب منهجيَّةً اقتصادية لمجتمعٍ شيعيّ، المفروض أن يكون منطقهُ منطقَ الكتاب والعِترة، أميرُ المؤمنين حينما عُرِضت عليه الخلافة في الشورى العُمَريّة واشترطوا عليه أنْ يسير بسيرة الشَّيخين رفض! رفض هذا الأمر،كان بإمكانهِ أنْ يقبل وبعد ذلك يستطيع أنْ يفرض ما يُريد، ولكنَّهُ إذا قَبِل بذلك فقد وَضَع منهجاً يُقِرُّ بأنَّ سيرتهم صحيحة، ويكون بذلك قد فتح باباً، فالمنهج هو الأساس، أمير المؤمنين رفض لماذا؟ لأنَّهم اشترطوا عليه في منهجيَّة الحُكم أنْ يُدخِلَ سيرةَ الشَّيخين، فرفض الخلافة، قال: لا أريدهاً. إذاً هذا المرجع الَّذي يُفترَض فيه كما تقول المؤسَّسة الدِّينيَّة من أنَّ المرجع ينوب عن الإمام المعصوم، حينما ينوب عن الإمام المعصوم أليس المفروض أنْ يسير بسيرة الإمام المعصوم أو بأقربِ ما يمكن؟! هذا المنطق أنْ نُؤسِّس منهجيَّةً اقتصادية للمجتمع المسلم بهذه الطريقة النَّاصبية، هذه المنهجية ناجحة أم فاشلة؟ بحسب منطق أمير المؤمنين هذه منهجية فاشلة، وهذا الكتاب فاشل بحسب منطق عليٍّ وآلِ عليّ، الَّذي يقول عن فاطمة بأنّها فاشلة لابُدَّ أنْ يكون هو فاشلاً!! هذا شيء طبيعي، من يقول عن أنَّ فاطمة أنّها فشلت لابُدَّ أنْ يكون هو فاشلاً!! وهذا كتاب اقتصادنا الَّذي ضُخِّم في الذهنية الشِّيعيّة، وسيُقال بأنَّ الأستاذ الجامعي الفلاني قال عنهُ كذا، والشخصيَّة الأوربية الفلانيّة قالت كذا، وكثير من هذا الكلام قطعاً ليس صحيحاً، وحتَّى لو كان صحيحاً فما شأني بذلك؟! أنا أريد أنَّ أقيِّم الحقائقَ وفقاً لموازين آلِ مُحَمَّد، أنتم ماذا تُريدون؟ تُريدون الموازين الَّتي يَزِنُ بها أستاذٌ في الجامعة يَزنُ الأمور بموازينِ المنطقِ الأكاديميّ الغربيّ أم تريدون أنْ تزنوا الأمورَ بموازينِ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد؟ موازينُ مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد أنّ أميرَ المؤمنين رفض الخلافة حين اشترطوا عليه أنْ يلتزم بسيرة الشَّيخين مع أنَّهُ كان قادراً على أنْ يقبل وبعد ذلك لا يلتزم، ولكنَّهُ لو قَبِل فقد أقرَّ بهذه المنهجية، مع العِلم أنَّ الشَّيخين كانا قدر الإمكان يحاولان أن يتشبَّها برسول الله أمام النَّاس، أمَّا هؤلاء الفقهاء النَّواصب الَّذين أخذ عنهم فهؤلاء كانوا في زمنٍ بعيد، فهي قضيّة مبنيّة على عبثيّة كاملة وعلى بِدَع واِفتراءات وقياسات واستحسانات خرقاء، أمير المؤمنين مع كُلِّ ذلك ورفض، والمرجعُ الشِّيعيّ يأتي فيكرع كروعًا ثُمَّ بعد ذلك يُطلُبُ منِّي أنْ أُمجِّدَ مثلَ هذه الكُتب! هذه كُتب فاشلة، هذهِ كُتب ضَلال، حينما تقول للشاب المسلم إنَّ المنهجيَّة الإسلامية الاقتصادية هي بهذه الصيغة وأنت تُغذّيه بالفكر النَّاصبي، هذا هدى أم ضلال؟! لذلك ماذا كان الناتج العملي؟ الناتج العملي هو أيضاً فاشل، وهذا هو النتاج الفكري لاقتصادنا!! (البنك اللاربوي في الإسلام): سؤال يوجههُ الإخوان المسلمون في الكويت إلى النَّجف، لا أعتقد أنَّكم تستغربون بعد أن مرَّ علينا في الحلقة السَّابقة أنّ (الإخوان المسلمون) يُرشِّحون مرجعاً شيعيَّاً إيرانيَّاً لزعامتهم، ويُرشِّحون مُعمَّماً هاشمياً شيعيَّاً من حوزة النَّجف ليكون رئيساً للحزب الإسلامي في العراق، فليس غريباً حينئذٍ أنْ يُوجِّهوا سؤالاً إلى النَّجف، لأنَّهم يعرفون بأنَّ الجواب سيأتي وفقاً لِمَا يُريدون هم، فقد اطّلعوا على كتاب اقتصادنا فوجدوا أنَّ المنهجيَّة الاقتصادية منهجيَّةٌ مُخالفةٌ لأهل البيت وأنّها أقربُ ما تكون إليهم، وجدوا أنَّ المصادر النَّاصبية موجودةٌ بقضِّها وقضيضها في هذهِ المنهجيَّة، فحينئذٍ لا توجد هُناك مُشكلة، وإلَّا لو كان (الإخوان المسلمون) في الكويت يعتقدون بأنَّ النَّجف شيعيَّةٌ فعلاً وأنّها تُفتي بمنطق الكتاب والعترة فهل كانوا يرسلون لها سؤالاً وبعد ذلك يتبنّون جوابها؟! أنتم ماذا تقولون؟! هذا السؤال مُوجّه إليكم ماذا تقولون؟! لو أنَّ الإخوان المسلمين في الكويت والكثير منهم ما هم بكويتيين هم مصريون وفلسطينيون ومن دول أُخرى، حين وَجَّهوا سؤالاً إلى النَّجف هل كانوا يعتقدون بأنَّ النَّجف ستُجيب على سؤالهم وفقاً لمنظورِ جعفر ابن مُحَمَّدٍ الصَّادق؟! لو كانوا يعتقدون ذلك هل يُوجِّهون سؤالاً؟! ماذا تقولون أنتم؟ إنَّهم وجَّهوا السؤال إلى النَّجف: لأنَّهم على يقينٍ من أنَّ النَّجف ستفتي بالطريقة الشَّافعيَّة وهذا هو ديدنها، لذلك وجَّهوا السؤال إلى النَّجف، فجاء الجواب في هذا الكتاب، السيِّد مُحَمَّد باقر الصَّدر كتب الجواب في مجموعةٍ من الأوراق وبعث بها إلى الكويت وكان الشَّيخ عليّ الكوراني وكيلاً لهُ في الكويت، وهو تبنَّى طباعة هذا الكتاب، وحين وصل إلى الإخوان المسلمين هناك أسَّسوا البنكَ الخاصَّ بهم، وقطعاً هم سيموّلون الشَّعائر الحسينيَّة! وسيموّلون البرامج الممهِّدة لظهور الإمام الحُجَّة صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه! هم مراجعنا يمنعون طباعة كُتب الحديث!! مراجعنا بأنفسهم الآن الأحياء، السيِّد السيستاني، وسمعتم من وكيلهِ أنّهم ينفقون الأخماسَ لحمايةِ النَّواصبِ في البصرة..!! هذا هو (البنك اللاربوي في الإسلام)، دار التعارف للمطبوعات، بيروت، لبنان – وفضلُ التسبيبِ في هذا البحث – هذه هي المقدِّمة الَّتي كتبتها دارُ النَّشر – وكتابُ البنك اللاربوي في الإسلام الَّذي يُشرِّفُ مكتبتنا أنْ تقوم بنشرهِ هو جُزءٌ من جهود جامعة النَّجف على يد أحد أكبرِ فُقهائها – إلى أنْ يقول:- وفضلُ التسبيبِ في هذا البحث للجنة التحضير لبيت التمويل الكويتي – بيت التمويل الكويتي يعرفه الكويتيون، ربَّما في السنوات المتأخرة سيطرت عليه الحكومة الكويتية، ولكن من البدايات هذا الكتاب متى طُبع؟ طُبع هذا الكتاب سنة 1388 للهجرة، ونحنُ الآن في سنة 1437 للهجرة، الكتاب طبع سنة 1388، ومُنذ ذلك الوقت اتُّخذ منهاجاً لبيت التمويل الكويتي، والإخوان المسلمون ينتفعون من هذه الأموال الطائلة ببركات النَّجف وبركات السيِّد محَمَّد باقر الصَّدر، إلى سنوات قليلة حيثُ سيطرت عليه الحكومة الكويتية بحسبِ ما أعلم، لا علم لي بكُلِّ التفاصيل وبكُلِّ الدقائق، ولكن بحسب ما أعلم قبل فترة زمانية ليست بعيدة يعني خلال سنتين أو ثلاث سنوات خلال هذه الفترة سيطرت الحكومة الكويتية على هذا البنك، وإلَّا في السنين الكثيرة السَّابقة كان هذا البنك يُنفق أموالهُ ويُقدِّم خدماتهِ للإخوان المسلمين الَّذي يسعون ليلاً ونهار في إحياء أمر أهل البيت صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين!! هذا فشلٌ عمليٌّ! ليس فقط فشل عملي بل هو أكثر من فشل! هذا نشرٌ للضلال!! الَّذي يقول عن فاطمة إنَّها فشلت، هو الذي فشل مشروعهُ الاقتصادي النَّظري وحتَّى على المستوى العملي..!! ماذا نقرأُ في الزيارة الجامعة الكبيرة الَّتي هي القولُ البليغُ الكامل، هي دستورُ آلِ مُحَمَّد في معرفةِ عقيدتنا، ماذا نقرأ في الزيارة الجامعة الكبيرة؟ وهذا هو مفاتيح الجنان – وَقَلْبِي لَكُم مُسَلِّم وَرَأيِي لَكُم تَبَع – هل هذا المعنى ينطبقُ على هذا السلوك الَّذي كان عليه السيِّد مُحَمَّد باقر الصَّدر، والسيِّد مُحسن الحكيم، وسائر المراجع الآخرين الَّذين كانوا يُدافعون عن سيِّد قطب والَّذين يتبنّون مناهجَه؟! – وَقَلْبِي لَكُم مُسَلِّم – وهل هذا المعنى ينطبق على حالة السيِّد طالب الرِّفاعي وهو لا يستطيع أنْ ينام الليل، أو السيِّد مرتضى العسكري الذي لم ينم إلى الصَّباح حينما سمع بخبر إصدار حكم الإعدام على سيِّد قطب، أو السيِّد مُحَمَّد باقر الصَّدر الذي أُغمِى عليه أو كاد أنْ يغمى عليه، هو فعلاً قد أُغمي عليه ولكن البعض يُزيِّن هذا الوضع فيقول كاد أنْ يُغمى عليه!! – وَقَلْبِي لَكُم مُسَلِّم وَرَأيِي لَكُم تَبَع – إذا كان رأيي لهم تبعاً فهل ينطبقُ هذا الكلام على هذهِ المنهجيَّة الَّتي رُسِم فيها كتاب (اقتصادنا) أو (البنك اللاربويّ في الإسلام)؟! هذه المضامين اعرضوها على نفوسكم، اعرضوها على قلوبكم، اعرضوها على عقولكم، ماذا تقولون؟ هذا هو منطقُ آل مُحَمَّد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. إلى أن تقول الزيارة:- وَبَرِئتُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ أَعْدَائِكُم – وإلى أنْ تقول:- وَمِنْ كُلِّ وَلِيجَةٍ دُوْنَكُم – من كُلِّ وليجة – مِنْ كُلِّ وَلِيجَةٍ دُوْنَكُم – من كُلِّ جهةٍ ومن كُلِّ مجموعةٍ ومن كُلِّ شخصيةٍ لها مسارُها ومنهجُها دونَكم، إيَّاكم وأنْ تتَّخذوا الولائج، الَّذين يتخذون الولائج، في أحاديث أهل بيت العصمة هم الَّذين يُنافرون آلَ مُحَمَّد – وَمِنْ كُلِّ وَلِيجَةٍ دُوْنَكُم – إنَّني أبرأ إليكم من كُلِّ اتِّجاهٍ، ومن كُلِّ مجموعةٍ، حتَّى لو كانت على مستوى الصَّداقة الاجتماعية!! لأنَّ الولائج لا تتحدَّث فقط عن الجانب العقائدي، خاصَّةُ الرَّجُل هم وليجتهُ، فلربَّما يكون من خاصَّة الرَّجُل مَن هو على دينٍ آخر ومن مجموعةٍ أخرى، ربّما يكون من خاصَّة الرَّجُلِ الوجيهِ رجلٌ على دينِ النَّصارى مثلاً وهو يعتمد عليه لِحُسنِ سيرته ولأمانتهِ! الزِّيارة واضحة وهي تتحدَّث عن المصاديق وعن العناوين الَّتي يجب علينا أنْ نتبرّأ منها، قطعاً العنوان الأوَّل للبراءة هو البراءةُ الفكرية، وتُلاحظون بعد هذا العرض وسيأتينا الحديث في حلقة يوم غد كي تتّضح الصورة من أنَّ المؤسَّسة الدِّينيَّة تُعاني من ضَعفٍ شديد وشديدٍ جِدَّاً ربَّما يصلُ إلى حَدِّ العَدَمِ في كثيرٍ من الجهات والأحيان فيما يتعلَّق بالبراءة الفكرية. هذه الكلماتً، الثَّلاثة ضعوها ميزاناً وزنوا بها هذهِ الأحوال الَّتي أعرِضُهَا بين أيديكم: الكلمة الأولى: (وَقَلْبِي لَكُم مُسَلِّم وَرَأيِي لَكُم تَبَع)، هذه الأوضاع الَّتي عُرضت في الحلقة الماضية وفي هذه الحلقة ما يتعلَّق بأجواء المؤسَّسة الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الرَّسميَّة، اعرضوها على هذا الميزان: (وَقَلْبِي لَكُم مُسَلِّم وَرَأيِي لَكُم تَبَع)، هذه الكلمة الأولى. والكلمة الثَّانية: (فَمَعَكُم مَعَكُم لَا مَعَ غَيْرِكُم)، معكم معكم لا مع غيركم هذا الوصف هل ينطبق على الأحوال الَّتي نحنُ فيها؟ (فَمَعَكُم مَعَكُم لَا مَعَ غَيْرِكُم)، هذا الوصف هل ينطبقُ على هذه الأحوال والأوضاع الَّتي نحنُ بصددها ويدور الحديثُ حول شؤوناتها وتفاصيلها..؟! والكلمة الثَّالثة: (وَبَرِئتُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ – حين نقف على هذهِ الكلمة – وَمِنْ كُلِّ وَلِيجَةٍ دُوْنَكُم) – من كُلِّ وليجةٍ، أي من كُلِّ شخصيَّةٍ، ومن كُلِّ مجموعةٍ، ومن كُلِّ حزبٍ، ومن كُلِّ اتِّجاهٍ مخالِفٍ لكم. هؤلاء رسموا لهم برنامجاً ومِنهاجاً من دونكم وبعيداً عنكم، هذهِ هي البراءةُ الَّتي أتحدَّثُ عنها، وحينما قُلت: إنَّ ضعف عقيدة البراءة في المؤسَّسة الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الرَّسميَّة هو من أوضحِ ملامح المنهج الأبتر أعتقد أنَّ الصور والمصاديق أصبحت واضحة وجليَّة بين أيديكم. هذا هو (الكافي): كُنتُ أقرأ عليكم من الزِّيارة الجامعة الكبيرة، وهذا الكتاب هو مفاتيح الجنان المتوفِّر في بيوتكم، وهذا هو الجزء الأوَّل من كتاب الكافي الشَّريف، فقط أُذكِّركُم بمقطعٍ من روايةٍ طويلة رواها عمر ابن حنظلة عن إمامنا الصَّادق وقد مرَّت الإشارة إلى هذه الرِّواية وإلى هذا المقطع أيضاً في طوايا الحلقات السَّابقة من هذا البرنامج، عُمر ابن حنظلة يقول للإمام الصَّادق:- فَإِنْ كَانَ الخَبَرَانِ عَنْكُمَا مَشْهُورَين – حديثان من أحاديث أهل البيت، انتبهوا لكلمات عمر ابن حنظلة وكيف يصف هذين الحديثين – فَإِنْ كَانَ الخَبَرَانِ عَنْكُمَا مَشْهُورَين – أخبار مشهورة ومعروفة في الوسط الشِّيعيّ – قَدْ رَوَاهُمَا الثِّقَاةُ عنْكُم – والرُّواة ثِقاة، أي أنّه لا توجد مشكلة في السَّند، والمضمون مشهور ومعروف، هذا ما يتعلَّق بالمتن، والسَّند موثوق ماذا تريدون أكثر من ذلك؟ انتبهوا إلى كلمات عمر ابن حنظلة يقولها للإمام الصَّادق:- فَإِنْ كَانَ الخَبَرَانِ عَنْكُمَا مَشْهُورَين قَدْ رَوَاهُمَا الثِّقَاةُ عنْكُم – يعني الأخبار مشهورة، ومضامين المتون مشهورة ومعروفة في الوسط الشِّيعيّ والأسانيد موثوقة – فَإِنْ كَانَ الخَبَرَانِ عَنْكُمَا مَشْهُورَين قَدْ رَوَاهُمَا الثِّقَاةُ عنْكُم – ماذا قال الإمام الصَّادق؟ لأجل أنْ نختار حديثاً من الحديثين باعتبار أنَّ هذين الحديثين قد تعارضا – قَالَ: يُنْظَر فَمَا وَافَقَ حُكْمُهُ حُكْمَ الكِتَابِ وَالسُنَّة وَخَالَف العَامَّة فَيُؤْخَذُ بِه ويُتْرَكُ مَا خَالفَ حُكْمُهُ حُكْمَ الكِتَابِ والسُنَّة وَوَافقَ العَامَّة – العامَّة يعني النَّواصب، فما وافق العامّة يُترَك وما خالفهم يؤخَذُ به، ماذا قال الإمام؟ – يُنْظَر فَمَا وَافَقَ حُكْمُه حُكْمَ الكِتَابِ وَالسُنَّة وَخَالَف العَامَّة فَيُؤْخَذُ به – وافق حكمهُ حكم الكتاب والسنَّة ولكن مع هذا الشرط – وَخَالَف العَامَّة فَيُؤْخَذُ به ويُتْرَكُ مَا خَالفَ حُكْمُه حُكْمَ الكِتَابِ والسُنَّة وَوَافقَ العَامَّة، قُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاك أَرَأَيتَ إِنْ كَانَ الفَقِيهَان عَرَفَا حُكْمَه مِن الكِتَابِ والسُنَّة وَوَجَدْنَا أَحَد الخَبَرَينِ مُوافِقَاً لِلْعَامَّة والآخَر مُخَالِفَاً لَهُم بِأَيِّ الخَبَرَين يُؤْخَذ؟ قَال: مَا خَالَف العَامَّة فَفِيهِ الرَّشَاد – حينما تُخالفون العامَّة فإنَّكم تصيبون الرّشاد – فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاك – الكلام هنا، القضيَّة الخطيرة هنا – فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاك فَإِنْ وَافَقَهُمَا الخَبَرَانِ جَمِيعَاً؟! – ما هي أوصاف هذين الخبرين؟ مضامين الخبرين مشهورة بين الشِّيعة والأسانيد موثوقة، ثمَّ ماذا يجري؟ مع أنَّ المضامين مشهورة والأسانيد موثوقة فهما موافقان للكتاب والسُنَّة، تُريدون أكثر من ذلك في هذه الأحاديث؟! أحاديث عن أهل البيت مروية ومضامين الأحاديث مشهورة ومعروفة في الوسط الشِّيعي، معروف أنّ هذا الكلام هو كلامهم صلواتُ اللهِ عليهم، والأسانيد موثوقة، مع ذلك الرِّوايات مُوافقة للكتاب والسُنَّة – فَقُلْتُ: جُعِلْتُ فِدَاك فَإِنْ وَافَقَهُمَا الخَبَرَانِ جَمِيعَاً؟! – إذا كان هذان الخبران مع كُلّ هذه المواصفات موافقين لحديث النَّواصب؟ – قَالَ: يُنْظَر إِلى مَا هُم إِلَيهِ أَمْيَل حُكَّامُهُم وقُضَاتُهُم فَيُتْرَك وَيُؤْخَذُ بِالآخَرَ – إذا كان الخبران المشهوران اللَّذان رواهما الثِّقاة والموافقان للكتاب وللسُنَّة المعصومية يوافقان العامَّة، الإمام ماذا قال؟ – قَالَ: يُنْظَر إِلى مَا هُم إِلَيهِ أَمْيَل – قلوبهم إلى أي حديث تميل، اتركوه وإنْ كان من حديث أهل البيت ورواه الثقاة ويوافق الكتاب والسُنَّة، لكن قلوب العامَّة تميل إليه، اتركوه – قُلْتُ: فَإِنْ وَافَقَ حُكَّامُهُم الخَبَرَينِ جَمِيعَاً – إذا كان المخالفون يقبلون الخبرين، يقبلون المعاني الموجودة في الخبرين، تُلاحظون؟! أخبار، معانيها مشهورة ومعروفة في الوسط الشِّيعيّ، وأنَّ هذه المعاني جاءت عن أهل البيت، والأسانيد موثوقة، والأخبار هذه موافقة للقُرآن، وموافقة للسُنَّة المعصومية ولحديث المعصومين، ولكنْ المخالفون يقبلون هذه الأخبار، الإمام ماذا يقول؟ – قَالَ: إذَا كَانَ ذَلِك فَأَرْجِهِ – اترك، اترك هذه الأحاديث – إذَا كَانَ ذَلِك فَأَرْجِهِ حَتَّى تَلْقَى إِمَامَك – اترك، اترك هذه الأحاديث، اتركها، ثُمَّ ماذا يقول الإمام الصَّادق؟ – فَإِنَّ الوُقُوفَ عِنْدَ الشُّبُهَات – أحاديث عن أهل البيت، مشهورة في مضامينها، يرويها الثِّقاة عنهم، مُوافقة للكتاب والسُنَّة، وَلَكِنْ لأنَّ قلوب النَّواصب تميل إليها فالإمام يقول:- فَإِنَّ الوُقُوفَ عِنْدَ الشُّبُهَات – يُسمِّي حديثَهم الَّذي وافق الكتاب والسُنَّة يُسمّيه شُبهات! فماذا سيسمّي الإمام الصَّادق هذا الكتاب في (ظلال القُرآن)؟! أو ماذا سيُسمّي هذا الكتاب (اقتصادنا)؟ ماذا سيسمِّيه وهو مشحون بالفكر النَّاصبي؟! إذا كانت أحاديث مضامينها مشهورة عن أهل البيت، وأسانيدها موثوقة، وموافقة للكتاب والسُنَّة، لكن لأنَّ العامَّة قلوبُهم تميل إليها، فالإمام يقول: فَإِنَّ الوُقُوفَ عِنْدَ الشُّبُهَات خَيْرٌ مِنْ الاِقْتِحَامِ فِي الْهَلَكَات – يسمّي أحاديثهم هلكات، ماذا تقولون أنتم؟! هذي أحاديثُ آلِ مُحَمَّد وهي مشهورة، يرويها الثِّقاة، وموافقة للكتاب والسُنَّة، لكنَّ قُلُوب العامَّة تميل إليها، الإمام يسميها هلكات وهي أحاديثُ آل مُحَمَّد – فَإِنَّ الوُقُوفَ عِنْدَ الشُّبُهَات خَيْرٌ مِنْ الاِقْتِحَامِ فِي الْهَلَكَات – يُسمِّيها شُبُهات، يُسمِّيها هلكات!! فماذا تسمُّون هذه الضلالة بِكُلِّ ما فيها من جهلٍ وحِقدٍ وحسدٍ على آل مُحَمَّد؟! هذه هي موازينُ آلِ مُحَمَّد، تُريدون أنْ تقبلوها أنتم أحرار، لا تُريدون أنْ تقبلوها أنتم أحرار أيضاً. أعرض عليكم هذا المقطع من مقابلة أجرتها قناة البغدادية مع بطل مُقابلاتنا في هذا البرنامج السيِّد طالب الرِّفاعي، مقطع من مقابلة أُجريت في قناة البغدادية، نُشاهد ونستمع معاً: [المُقدِّم: مولانا يعني أيضا أيضاً هنالك ومن سبقوكم أحزاب دينية على السَّاحة سُنِّية، الإخوان يعني كما أشرت أنت في حديثك وكما هو معروف وربَّما يلتقون معكم كثيراً في بعض الأفكار يعني بشأن ثورة عبد الكريم قاسم، بشأن الشيوعية، هل كنتم على تنسيق تنظيمي مثلاً معهم؟ السيِّد طالب الرِّفاعي: نعم، على وفاق، وعلى تنظيم وهم يعلمون ونُطلعهم على كُلِّ حركاتنا بالكامل. المُقدِّم: طيّب، هل هذا من جانب مبدئي إسلامي وحدوي أم على طريقة عدو عدوي صديقي؟ السيِّد طالب الرِّفاعي: لا أبداً ابداً من طريقة بوحيٍ من التكليف الشَّرعي، وهم إخواننا ويعملون، ولو أنَّهم انتصروا لانضممنا إليهم احنا، وبالعكس لو انتصرنا نَحنُ لكان انضموا إلينا، لأنَّهُ قضيَّتنا مو قضية يعني ما عدنا فد ما عندنا هاي الحزازات المذهبية والطائفية في العمل الإسلامي. المُقدِّم: دائما مولانا يعني هُنالك جدلية الحكم والسَّعي للحكم، السَّعي للسلطة، الموقف من الحكم، الموقف من الدولة، الموقف من العمل السياسي وضوابطهِ وآلياتهِ، وأيضاً الجانب الشَّرعي، يعني كما تُشير، هل هذا ينطبق فقط عن العِراق، يعني باختصار هل حزب الدعوة أُسِّس كحزب عراقي أم هو حزب شيعي؟ السيِّد طالب الرِّفاعي: أُسِّس حزب الدعوة لا على أساس أنَّهُ عراقي ولا شيعي على أساس أنَّهُ إسلامي ولكُلِّ المسلمين شيعةً وسُنَّة.. المُقدِّم: بس كيف السني يدخل بحزب يعني رؤسائه شيعة وبالعكس يعني؟! السيِّد طالب الرِّفاعي: هذا اللي نتكلم عنه احنا، احنا ما عدنا هاي الحساسية، نحن كحزب دعوة.. المُقدِّم: اكو احد منكم راح للإخوان المسلمين قال لهم أنتمي الكم..؟ السيِّد طالب الرِّفاعي: أعرض لكم بمجرد أنْ تأسَّس الحزب.. المُقدِّم: حزب الدعوة؟ السيِّد طالب الرِّفاعي: ايه، أعلمنا محَمَّد هادي السُّبيتي وكان من الأعضاء النَّشطين في الحزب يعني وكانت له، مخضرم هو كان في حزب، أوَّل مرة كان في الإخوان المسلمين قيادي، ثُمَّ انتقل إلى حزب التحرير وصار قيادي قطري، ثُمَّ انفصل عن حزب التحرير لأسباب ربَّما نذكرها في لقاء آخر، فطلبنا منه أنْ يجمع لنا أقطاب الحركات الإسلامية والأحزاب الإسلاميه في بغداد، وكان الاِجتماع في غرفتي في مدرسة القوام، في سرداب غرفتي في نفق، فحضر من بغداد من حزب التحرير ومن الإخوان مجموعة أذكر منهم فاضل السويدي أذكر منهم أبو عليّ الدبُّولي.. المُقدِّم: يعني يعني أنا أستميحك العذر بس حتَّى نستغلّ الوقت، يعني هل تأسَّس بالعراق حزب إسلامي؟ السيِّد طالب الرِّفاعي: كان الإخوان حزب إسلامي.. المُقدِّم: لا لا حزب إسلامي يعني شيعي سُنِّي بيه سُنَّة وشيعة.. السيِّد طالب الرِّفاعي: حزب التحرير كان جملة كبيرة منه من الشِّيعة، مُحَمَّد هادي كان شيعي.. المُقدِّم: بس هو حزب سُنِّي.. السيِّد طالب الرِّفاعي: مُحَمَّد هادي شيعي وأبوه شيخ .. المُقدِّم: بس هو حزب سُني. السيِّد طالب الرِّفاعي: حزب التحرير سُني. المُقدِّم: أيه شفت، لا أنا أقصد أقصد مولانا يعني في تاريخ الحركات السِّياسيَّة احنا بعدين راح نرجع للإسلام السِّياسي عموماً، بس في ما شهده الإسلام السِّياسي، هل تأسَّس حزب إسلامي وحدوي ضمَّ الجميع؟ السيِّد طالب الرِّفاعي: لا لا لا ما تأسَّس، بس حزب التحرير لَمَّا تأسَّس انضم إليه شيعة. المُقدِّم: طيب اذاً احنا نعود إلى جدليتنا.. السيِّد طالب الرِّفاعي: والحزب الإسلامي يا مولانا يعني حزب الإخوان المسلمين أيضا انضم لهُ شيعة كثيرون، جابر العطا كان من الإخوان المسلمين، مُحَمَّد هادي السُّبيتي كان من الإخوان المسلمين، مجموعة، وبعدين لَمَّا اجى حزب التحرير انتقلوا إلى حزب التحرير وبقى مجموعة شيخ عارف البصري رحمةُ الله عليه شيعي وياه رفقاء كثيرون في البصرة انتموا إلى حزب التحرير، شسمه هذا بالنَّاصرية أيضاً غني شُكر من الشِّيعة ومن الشَّباب المتدين أيضاً انضم إلى حزب التحرير …]. وقتُ البرنامج انتهى لأنَّنا قد قاربنا وقت الأذان بحسب التوقيت المحلّي للنَّجف الأشرف، التعليق على هذا الفيديو سأتركهُ إلى حلقةِ يوم غد، ألتقيكم غداً عِبر هذهِ الشَّاشة، كي نُكمل الحديث في ملامحِ المنهج الأبتر، ونلجأ بِكُلِّ عُقُولنا وقُلُوبنا إلى الكوثر فِراراً من المنهجِ الأبتر …!! ألا تُلاحظون أنَّ المنهج الأبتر يَشْنَأُ فاطمة …؟! حين يَصِفُها بأنَّها قد فَشَلَت!! فالمنهجُ الَّذي يصل إلى هذهِ النتائج إنَّهُ يَشْنَأُ فَاطمَة!! نعوذُ بالكوثرِ مِن المنهج الأبتر. أَتْركُكُم فِي رِعَايَةِ القَمَر … يَا كَاشِفَ الكَرْبِ عَنْ وَجْهِ أَخِيكَ الحُسَين إكْشِف الكَرْبَ عَنْ وُجُوهِنَا وَوُجُوهِ مُشَاهِدِينَا وَمُتَابِعِينَا عَلَى الإنْتَرْنِت بِحَقِّ أَخِيكَ الحُسَين … أَسأَلُكم الدُّعَاء جَميعاً … في أمَانِ الله … ملخـّص الحلقة تاريخ البث : يوم الأحد 2 ذو الحجّة 1437هـ الموافق 4 / 9 / 2016م لازلنا – بعد 40 حلقة – نطوف حول هذا العنوان [لبيّكِ يا فاطمة]، وسنبقى نطوف حول هذا العنوان إلى آخر نَفَس من أنفاسنا. لازال حديثي في هذه الحلقة والحلقات المُتقدّمة في ملامح المنهج الأبتر الذي يتحرّك بقوّة وبسرعة ونشاط شديد وفعاليّة كبيرة في المؤسسة الدينية الشيعية الرسمية عِبر (المرجعيات الشيعية، والحوزات الدينية العلمية، وعِبر المؤسسات الأخرى : مِن الحُسينيّات، والمساجد، والمراكز، والفضائيات، وغير ذلك.. وحتّى في الوسط الشيعي العام)! كان الحديث في حلقة يوم أمس عن أنّ التشيّع له جناحان: شيعة إيران، وشيعة العراق. وتبيّن لنا كيف أنّ المدّ الإخواني قد اخترقنا اختراقاً عظيماً.. وألعن ما في المدّ الإخواني – كما قلت يوم أمس – هو التكوين القُطبي، بسبب مدخليّته مِن الجهة الفكرية في تكوين العقل الجمعي الشيعي، قطعاً السبب في ذلك يعود إلى مراجع وعلماء شيعة تبنّوا هذا التوجّه، وإلّا فالقطبيون أنفسهم (السنّة) لا يستطيعون إختراقنا.. الذي اخترقنا بالفكر القُطبي هي المؤسسة الدينية الشيعية الرسمية (ومِن أعلى طبقاتها : من مراجعنا مِن الدرجة الأولى) وهذا الكلام في إيران وفي العراق على حدّ سواء! كما قلت أنّ التشيّع في العالم له جناحان (شيعة إيران – وشيعة العراق)، وكذلك التشيّع في العراق له جناحان (النجف – وكربلاء). وبيّنتُ أنّ شيعة العراق برغم تخلّفهم وبرغم كلّ الظروف، لهم التأثير الأكبر في الساحة الشيعية في جميع أنحاء العالم. ● سأعطف الحديث إلى الاختراق الإخواني المُتمثّل بالتكوين القطبي الّلعين، الذي ألقى بكلّ كلاكله في واقعنا الشيعي (النجفي والكربلائي). ● إذن للشيعة جناحان (شيعة العراق، وشيعة إيران) والشيعتان قد اختُرقتا!! ● وشيعة العراق أيضاً لهم جناحان (النجف وكربلاء) وكلتاهما قد اختُرقتا أيضاً !! ● مقطع 1: إعادة عرض مقطع فيديو للسيّد طالب الرفاعي مُقتطع مِن مُقابلة أُجريتْ معه على قناة العربية في برنامج [إضاءات] مع الإعلامي تركي الدخيل.. في هذا المقطع يُحدّثنا كيف أنّه عمل خباثة مَع المرجع الشيعي الأعلى آنذاك، وكذب عليه كذبة بيضاء – كما يقول – وضحك عليه! أسئلة كثيرة تطرح نفسها حينما نطّلع على هذه الأحوال السيّئة للمرجعية الشيعية: ● مرجعٌ يجهل بما حوله، ويجهل بأهمّ ما كان يدور في الساحة السياسية وفي المنطقة العربية والإسلامية!! بل إنّه يجهل بهذا المدّ الثقافي الذي غزا النجف إلى الحدّ الذي لا يعلم بآثار سيّد قطب الفكرية حتّى على أولاده! ● مُستشاره الآخر (الهاشمي) الصورة ليستْ واضحة عنده! (فالذي يبدو أنّه سمِع فقط ولم يقرأ بنفسه.. لو كان قرأ واطّلع لَما حيّره السيّد طالب الرفاعي الذي كان على علم وعلى وضوح في الرؤيا وكان قد اطّلع على كتاب سيّد قطب)! ● علماء دين وشخصيات هي التي تقود الحِراك السياسي والاجتماعي الإسلامي (أمثال سيّد طالب الرفاعي) يكذبون على المرجع كذبة بيضاء فيخدعونه ويستلّون منه برقيّة في موضوع في غاية الأهميّة؟! هذا مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ السيّد الحكيم كان مرجعاً مُميزاً بالقياس إلى المراجع الذين سبقوه أو إلى الذين جاؤوا مِن بعده! فإذا كان حال السيّد مُحسن الحكيم بهذا الوضع (يُخدع ويُضحك عليه ويُكذب عليه)، فما حال بقيّة المراجع إذاً؟! ماذا نقول عنهم؟! ● ثُمّ أين هو تسديد صاحب الأمر (هذا الذي تدّعيه الشيعة لِمراجعها)، وأين هو تدخّله صلوات الله عليه في قضيّة هامّة مثل هذه القضيّة التي حصلت مع السيّد محسن الحكيم؟! (قضيّة بهذا الحجم: شخصيّة مهمّة مثل سيّد قطب، والأمر يرتبط برئيس أكبر دولة في المنطقة العربية: مِصر) لو أنّ قضيّة كهذه القضيّة تُعرض على أوباما – مثلاً – أو أي رئيس مِن رؤساء الدول الأوربيّة أو دول العالم.. هل يستطيع أحد مِن حاشية الرئيس أن يضحك عليه أو أن يخدعه؟! ولو حدث مثل هذا الأمر تترتّب آثار سيّئة على الرئيس وتترتّب آثار سيئة على ذلك الشخص، ويكون معرّضاً للمُساءلة القانونية والمُحاكمة. ● فالسؤال هنا: هل حاسبتْ المرجعية السيّد طالب الرفاعي وساءلته؟! الجواب: لم تُحاسبه، بل بالعكس رفعتْ مِن شأنهِ وأرسلته وكيلاً عنها إلى مِصر! فذهب إلى مصر وكان يُسمّى بـ(إمام الشيعة)!! فصار إماماً للشيعة بعد أن كذب وضحك على ذقن المرجعية!! علماً أنّ أمثال هذه القضايا كثيرة جدّاً.. فهناك مَن يخدعون المراجع في ذمّ أشخاص، وهؤلاء المراجع يُرّتبون الأثر، ويتّخذون مواقف مُضادة ومُنافرة! ولكن هؤلاء الأشخاص الذين يخدعون المراجع لا يتحدّثون في وسائل الإعلام كالسيّد طالب الرفاعي. بل إنّ هناك حالات بالآلاف أسوأ بكثير مِن هذه الحالة التي حصلتْ بين السيّد الحكيم والسيّد طالب الرفاعي (سواء مع المرجعيات السابقة أو المرجعيات الّلاحقة المعاصرة) ولكن لشدّة سوئها لا يستطيع أصحابها أن يتحدّثوا عنها!! وحتّى السيّد طالب الرفاعي عنده ما هو الأسوأ مِن ذلك، ولكنّه لم يُفصح عنه! ● والأنكى مِن هذا أنّ السيّد طالب الرفاعي يقول في كتابه الأمالي أنّه بعد أن كذب على السيّد محسن الحكيم وخدعه وخدع السيّد محمّد جمال الهاشمي بشأن سيّد قطب، ظهرتْ بوادر الارتياح على وجه السيّد محسن الحكيم!! فهل هذا يكشف عن التسديد والتوفيق أن تظهر بوادر الارتياح على وجه شخص بعد أن يُخدع ويُكذب عليه؟!! ● والصورة السيّئة جدّاً حينما كان يتحدّث السيّد طالب الرفاعي مُبرّئاً وعاذراً لسيّد قطب، في أنّه كتب في تفسيره أنّ عليّاً كان يشرب الخمْر قبل التحريم! فيأتي بسيرة عمر بن الخطاب أنّه كان يكرع في الخمر، ويبرر بعدها بتبريرات واهية جدّاً!!! ● أنا أقول: هل هذا الذي جرى مع السيّد محسن الحكيم (من خديعة وكذب عليه) هل يُمكن أن يكون هذا الأمر مع البابا في الفاتيكان؟! هل يُمكن أن يكون مع شيخ الأزهر؟! هل يُمكن أن يكون مع زعيم البوذيين؟! لماذا فقط يكون في ساحتنا الشيعية البائسة؟! الجواب: بسبب (الصنمية القويّة) الموجودة في الواقع الشيعي، لأنّ الشيعة لا تُسائل مراجعها ولا تنتقدهم، ولا تفسح مجالاً لانتقادهم حتّى لو كانوا غاطسين في العيوب!! (وهم بالفعل غاطسون إلى عمائمهم الطابقية الإبليسية)! هذا هو الواقع الذي أُطالب (أنا الماسوني) بتصحيحه وإصلاحه.. فلماذا ترفضون تصحيح وإصلاح الواقع الشيعي؟! لقلّة الاطّلاع ولقلّة الثقافة والعلم يتصوّر البعض أنّ المُشكلة في تفسير سيدّ قطب [في ظلال القرآن] – الذي اتّخذته التنظيمات الشيعية (كحزب الدعوة، ومنظّمة العمل الإسلامي) اتّخذوا منه كتاباً مركزياً للتثقيف وللفكر والاعتقاد ولفهم القرآن- يتصوّرون أنّ المُشكلة في هذا التفسير هي حديثه عن أمير المؤمنين وأنّه قد شرب الخمر قبل التحريم، حينما جاء القرآن الكريم لينهى الذين آمنوا أن يقربوا الصلاة وهم سُكارى، فإنّ أمير المؤمنين كان قد شرب الخمر وأصابه السُكْر وثمُل، وصلّى وهو لا يدري ما يقول!! فهؤلاء – لجهلهم وقلّة اطّلاعهم – يتصوّرون أنّ المُشكلة في تفسير سيّد قطب هي هذه.. والحال أنّ المُشكلة في تفسير سيّد قطب هي في كلّ حرفٍ مِن حروفه! فكلّ حرف مِن حروف تفسير سيّد قُطب يُمثّل الضلال في أتعس صوره!! أقول مِن خلال خبرتي واطّلاعي: لا أعرف في عالم الكتب وفي عالم المؤلّفين، لا أعرف كتاباً – لحدّ الآن – أكثر حقداً وسوءاً ورجْساً ودَنَساً ودناءةً وأشدَّ نصباً وعَداءً لآل محمّد من كتاب [في ظلال القرآن] لسيّد قطب! ولا أعرف كتاباً يُبعد الإنسان عن آل محمّد مثل هذا الكتاب! ولا أعرف كتاباً أخطر على العقيدة الشيعية من هذا الكتاب! ولا أعرف ناصبياً عِبر التأريخ بهذا الخُبث والحقد والحسد وبكلّ الأمراض الخبيثة كما هو الحال في سيّد قطب!! فهذا الضلال بكلّه هو الذي تُدافع عنه المرجعية الشيعية وتُبرِق البرقيّات! (وقفة عند مثال مِن تفسير سيّد قطب [في ظلال القرآن] يُبيّن لكم شدّة نصب هذا الكتاب وعدائه لآل محمّد صلوات الله عليهم). هناك 3 آيات في القرآن أي كلب ابن كلب، وأي ابن زانية وأي مأبون إذا أراد أن يُفسّرها – بدون الحاجة لحديث أهل البيت وإنّما يذهب إلى مصادر المخالفين فقط – سيجد أنّ فاطمة هي العنوان الأوّل في هذه الآيات. ● الآية (1): آية المُباهلة: {فمَن حاجّك فيه مِن بعد ما جاءكَ مِن العلم فقلْ تعالوا ندعُ أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءَكم وأنفُسنا وأنفُسكم ثمّ نبتهل فنجعل لعْنة الله على الكاذبين}. هذه الآية الزهراء واضحة ومُشرقة فيها فهي المقصودة في تعبير الآية (ونساءنا). ماذا يقول الناصبي البغيض سيّد قطب في تفسيره لآية المُباهلة في كتابه [في ظلال القرآن]، يقول: (وهنا – وقد وضحتْ القضية وظهر الحق جليّاً – يوجّه الله تعالى رسوله الكريم إلى أن يُنهي الجدل والمناظرة حول هذه القضيّة الواضحة – حول قضيّة عيسى – وحول هذا الحق البيّن، وأن يدعوهم إلى المباهلة كما هي مُبيّنة في الآية التالية: {فمَن حاجّك فيه مِن بعد ما جاءكَ مِن العلم فقلْ تعالوا ندعُ أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءَكم وأنفُسنا وأنفُسكم ثمّ نبتهل فنجعل لعْنة الله على الكاذبين}. وقد دعا الرسول صلّى الله عليه وسلّم مَن كانوا يُناظرونه في هذهِ القضيّة إلى هذا الاجتماع الحاشد، ليبتهل الجميع إلى الله أن يُنْزلَ لعنته على الكاذب مِن الفريقين. فخافوا العاقبة وأبوا المباهلة. وتبيّن الحقّ واضحا)!! هذا كلّ الذي ذكره في معنى آية المُباهلة، وليس هناك مِن ذكر لأهل البيت عموماً ولفاطمة خصوصاً – لا مِن قريب ولا مِن بعيد!! فلماذا عُلماؤنا، وأحزابنا الشيعية، وقادتنا السياسيّون يتكالبون على الدفاع عن هذا المنهج الأعوج؟! ما هي مُشكلتكم مع فاطمة حتّى تدافعوا عن أعدائها دائماً ؟! الذين قتلوها تُخفّفون جريمتهم! والذين ينتقصون مِنها تجدون لهم تبريراً! ، الذين يطمسون ذكرها تُرسلون البرقيات وتُدافعون عنهم، وتعلون شأنهم! لماذا؟! ● وقفة عند الآية (2): آية التطهير: {وقرنَ في بيوتكنَّ ولا تبرجنَّ تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله إنّما يُريد الله ليُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويُطهّركم تطهيرا} — ماذا يقول الناصبي الّلعين البغيض سيّد قطب في ذيل هذه الآية مِن سورة الأحزاب في كتابه [في ظلال القرآن]، يقول: (ومِن ثمّ كان الأمر بإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وطاعة الله ورسوله، هو خاتمة التوجيهات الشعوريّة والأخلاقيّة والسلوكيّة لأهل البيت الكريم – يعني نساء النبي – لأنّه لا يقوم شيءٌ مِن تلك التوجيهات بغير العبادة والطاعة، وكلّ ذلك لحكمة وقصْد وهدف : {إنّما يُريد الله ليُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويُطهّركم تطهيراً}..) يعني أنّ هذه الأوامر والتوجيهات لنساء النبي الهدف منها هو هذا {إنّما يُريد الله ليُذهب عنكم الرجس أهل البيت ويُطهّركم تطهيراً}. — إلى أن يقول: (وأخيراً فإنّه يجعل تلك الأوامر والتوجيهات وسيلة لإذهاب الرجس وتطهير البيت. فالتطهير مِن التطهّر، وإذهاب الرجس يتم بوسائل يأخذ الناس بها أنفُسُهم، ويُحقّقونها في واقع الحياة العملي، وهذا هو طريق الإسلام: شعور وتقوى في الضمير، وسلوك وعمل في الحياة، يتمّ بهما معاً تمام الإسلام، وتتحقّق بهما أهدافه واتجاهاته في الحياة. ويختم هذه التوجيهات لنساء النبي صلّى الله عليه وسلّم بمثل ما بدأها به..). — ثُمّ بعد ذلك ينقل الكلام بعد ذلك إلى أنّ الجماعة الإسلاميّة هي بحاجة إلى تطهّر. وانتهى الموضوع! فيقول: (وفي صدد تطهير الجماعة الإسلامية وإقامة حياتها على القِيَم التي جاء بها الإسلام، الرجال والنساء في هذا سواء..) هذا كلّ ما ذكره بشأن آية التطهير! فالحديث كلّه في هذه الصفحات عن نساء النبي، ولم يُشرْ لا مِن قريب ولا مِن بعيد إلى أنّ هذا المُصطلح (أهل البيت) يتجاوز نساء النبي، وإنّما حصر هذا العنوان بنساء النبي، وجعل الموضوع داخل إطار العلاقة الزوجيّة للنبي بنسائه! هل هناك آية أوضح مِن هذه الآية ترتبط بفاطمة؟! فهو بكلّ خُبث ولؤم وحقد وحقارة ودناءة ونجاسة حصرَ الحديث فقط في زوجات النبي صلّى الله عليه وآله!! فماذا تقولون.. ومراجعكم لا ينامون الّليل لأنّهم سمعوا أنّ أذىً سيلحق بسيّد قطب! ● وقفة عند الآية (3): وهي سورة وليستْ آية – هي (سورة الدهر/سورة الإنسان) السورة التي نزلتْ في الواقعة المعروفة إطعام آل محمّد (عليّ وفاطمة والحسن والحسين) للمسكين واليتيم والأسير – وهي قصّة معروفة في كتب القوم: {ويُطعمون الطعام على حبّه مسكيناً ويتيماً وأسيرا * إنّما نُطعمكم لوجه الله لا نُريد منكم جزاءً ولا شُكورا}. — وقفة عند ما يقوله الناصبي الّلعين البغيض سيّد قطب في هذه الآية مِن سورة الإنسان في كتابه [في ظلال القرآن]، يقول: (في بعض الروايات أن هذه السورة مدنية، ولكنّها مكيّة، ومكّيتها ظاهرة جداً في موضوعها وفي سياقها وفي سماتها كلّها، لهذا رجّحنا الروايات الأخرى القائلة بمكيتها، بل نحن نلمحُ مِن سياقها أنّها من بواكير – أي البدايات – ما نزل مِن القرآن المكي..) سورة الإنسان سورة مدنيّة لا غُبار عليها، فسيّد الأوصياء اقترن بالزهراء في المدينة، والحسن والحُسين وُلدا في المدينة، فالسورة مدنية دون أدنى شك.. ولكن هذا الّلعين البغيض يعاند الحقيقة بكلّ خبث ويُصرّ على أنّها مكيّة حتّى ينفي القضّية بكاملها!! فهذا الّلعين يعرف أنّ هناك روايات تقول بأنّ هذه السورة مدنية ولكن لا يطيب له ذلك، لشدّة نصبه وعدائه لفاطمة وآل فاطمة صلوات الله عليهم، فهو يُريد إخراج الزهراء من السورة بأيّ شكلٍ كان!! ● يقول هذا الناصبي البغيض (بل نحن نلمحُ مِن سياقها أنّها من بواكير ما نزل مِن القرآن المكّي) وأقول: مَن هم هؤلاء الذين كانوا في بواكير عصر البعثة يصفُهم القرآن بهذه الأوصاف؟! التفاصيل الموجودة في الواقعة تتحدّث عن شخصيات في أعلى المراتب حين تقول {وسقاهم ربّهم شراباً طهوراً} فالساقي هو الله.. فالآيات تتحدّث عن شخصيات في أعلى المراتب، فمَن هم هؤلاء الذين كانوا في بواكير عصر البعثة ويصفُهم القرآن بهذه الأوصاف التي تُشير لِمراتب عالية جدّاً ؟! (علماً أنّني لو أردتُ أن أتتبّع هذا الكتاب مِن أوّله إلى آخره لأخرجتُ لكم ما أخبث وأخبث وأخبث مِن هذا ! ولكنّني لستُ بصدد الحديث عن هذا الكتاب وإنّما عرضتُ لكم مثالاً على النصب الشديد والحقد والعداء البغيض الواضح لفاطمة وآل فاطمة الأطهار)!! ● مقطع 2: فيديو للشيخ الكوراني يتحدّث فيه الأجواء القطبية في النجف! الشيخ الكوراني خفّف في الحديث في بعض الجهات: — خفّف في الحديث حينما تحدّث عن نفسه وقال (أنا كنت أُناقش لكنّني كُنت مُطيعاً)!! — وكذلك حين قال الشيخ الكوراني أنّهم كانوا يضغطون على السيّد الحكيم، والحال أنّهم ما كانوا يضغطون على السيّد الحكيم.. لو كانوا يضغطون على السيّد الحكيم فلماذا لم يتّخذ السيّد الحكيم موقفاً مِن الذين ضحكوا عليه بعد أن تبيّنت الأمور بعد ذلك بفترة زمانية؟! بل على العكس، نجد السّيد طالب الرفاعي بعد خداعه للمرجعية وضحكه عليها كُرّم وكُوفئ مِن قِبل مرجعية الحكيم، ولم يتّخذ السيّد محسن الحكيم موقفاً سلبياً أو رادعاً مِن السيّد طالب الرفاعي بعد أن ضحك عليه وخَدَعه! وقفة عند كتاب [السيّد محمّد باقر الصدر السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق : ج2] لأحمد عبدالله أبو زيد العاملي يقول وهو يتحدّث عن البرقية التي بُعثتْ لعبد الناصر مِن قبل جماعة العلماء والتي كتبها السيّد محمّد باقر الصدر بعد صدور الإعدام بحقّ الناصبي سيّد قطب، وهي غير البرقية التي أرسلها السيّد محسن الحكيم لعبد الناصر، يقول المؤلّف: (على إثر ذلك أقنع السيّد الصدر خاله الشيخ مرتضى آل ياسين رئيس (جماعة العلماء) بإرسال برقية إستنكاريّة إلى جمال عبد الناصر، وقام بكتابتها بنفسه، وممّا جاء فيها: لو لم يكن لهذا العالم إلّا تفسيره في ظلال القرآن لكفى به خصيماً لك عند الله يوم القيامة)!! ● في مقطع الفيديو للشيخ الكوراني، السيّد محمّد باقر الصدر يقول عن سيّد قطب أنّ حاله كحال بنت شابة في منطقة كَنَدية نائية، فهو غير مُكّلف بولاية أمير المؤمنين.. أمّا هنا في البرقية فصار عالماً ! والسيّد محمّد باقر الصدر يُمجّد في هذه البرقية تفسير [في ظلال القرآن] للناصبي البغيض سيّد قطب! فأيّ عقيدة يحملها هؤلاء العلماء؟! عقيدة علمائنا في أهل البيت وفي الصدّيقة الكبرى عقيدة سيئة جدّاً، وأحد الشواهد على ذلك ما يقوله السيّد محمّد باقر الصدر في كتابه [فدك في التأريخ] وهو يُقيّم ما قامت به الصدّيقة الكبرى مِن اعتراض في وجه السقيفة، يقول: (وقد شاء القدر لكلتا الثائرتين أن تفشلا مع فارقٍ بينهما..) وهو يعني بالثائرتين : الثائرة الأولى فاطمة صلوات الله عليها، والثانية : عائشة!! فهو يصف الصدّيقة الكبرى بالفشل!! ● أيضاً يُكرّر نفس هذا المضمون في صفحة أُخرى مِن كتابه فيقول: (وقد فشلت الحركة الفاطمية بمعنىً ونجحت بمعنىً آخر، فشلتْ لأنّها لم تطوّح بحكومة الخليفة)! إلى أن يقول: (ولا نستطيع أن نتبيّن الأمور التي جعلت الزهراء تخسر المعركة، غير أنّ الأمر الذي لا ريب فيه أنّ شخصية الخليفة من أهمّ الأسباب التي أدّت إلى فشلها، لأنّه – أي أبا بكر – مِن أصحاب المواهب السياسية)!! هذا هو المنطق القطبي الأعوج.. وهذه هي العقائد الضالة المُنحرفة عن منطق الكتاب والعترة!! ● هذه الثقافة القطبية هي التي جعلتْ مِن المشروع الاقتصادي (الفكري والعملي) (اقتصادنا) للسيّد محمّد باقر الصدر يُضخّم ويُمدح بشكل كبير جدّاً! هذا الكتاب حينما أسّس فيه السيّد محمّد باقر الصدر المنهجية الإسلامية الاقتصادية اعتمد على كُتب النواصب بشكل واضح جدّاً! وقد أشرتُ في الحلقات الماضية إلى العديد مِن المواطن ومِن الموضوعات ومِن الصفحات في هذا الكتاب اعتمد فيها السيّد محمّد باقر الصدر على الفكر الناصبي، وتعامل مع الفكر الناصبي على حدّ سواء كما تعامل مع حديث محمّد وآل محمّد! فهو كتابٌ فاشل بمنطق الكتاب والعترة، ولا غرابة في ذلك.. فالذي يقول عن الصدّيقة الكبرى أنّها فشلتْ لابدّ أن يكون فاشلاً! (وقفة أعدّد لكم فيها نماذج من أرقام الصفحات التي نقل فيها السيّد محمّد باقر الصدر مِن المخالفين في كتابه : اقتصادنا)!! 46 موطن أذكرها لكم وهي نماذج فقط وليستْ جميع المواطن!! ● السؤال هنا: إذا كان المرجع الشيعي يُعدّ برنامجاً اقتصادياً لدولة إسلامية ومجتمع مُسلم.. فكيف يُعدّ هذا البرنامج؟! المُفترض أن يكون هذا المجتمع مُجتمع شيعي باعتبار أنّ المرجع مرجع شيعي.. فحينما يُريد أن يكتب منهجية اقتصادية لمجتمع شيعي، فالمُفترض أن يكون منطقه منطق الكتاب والعترة. ● أمير المؤمنين صلوات الله عليه حينما عُرضتْ عليه الخلافة في الشورى العُمرية واشترطوا عليه أن يسير بسيرة الشيخين، لكنّ رفض الإمام هذا الأمر! مع أنّه كان بإمكانه أن يقبل وبعد ذلك يستطيع أن يفرض ما يُريد، ولكنّه إذا قبل بذلك يكون قد وضع منهجاً أنّ سيرة الشيخين صحيحة، وأقرّ بهذه المنهجيّة فيكون قد فتح باباً للعمل بها ! فالمنهج هو الأساس في منطق العترة، ولذلك الإمام رفض الخلافة لأنّه رفض العمل بسيرة الشيخين التي اشترطوها عليه. والمراجع هم أولى الناس بالإقتداء بسيّد الأوصياء لأنّهم أعطوا أنفسهم لقب (النيابة عن المعصوم).. فالذي يضع نفسه في موقع النيابة عن المعصوم يُفترض فيه أن يسير بسيرة الإمام المعصوم بأقرب ما يُمكن.. ولكنّنا نجد على أرض الواقع أنّ المراجع يكرعون كروعاً في الفكر الناصبي! ثُمّ يأتي مِن يأتي ويُطالبنا أن نُمجّد في هذه الكُتب!! ● فهذا النتاج الإقتصادي (الفكري) للسيّد محمّد باقر الصدر المُتمثّل في كتابه [اقتصادنا] هو نتاج فكري فاشل!! والنتاج الإقتصادي (العملي) أيضاً هو كتاب فاشل وهو كتاب [البنك الّلاربوي في الإسلام]. ● كتاب [البنك الّلاربوي في الإسلام] ألّفه السيّد محمّد باقر الصدر كجواب على رسالة أرسلها جماعة الإخوان المسلمين في الكويت إلى النجف، حين عزموا على إنشاء بنك إسلامي يُموّلون به نشاطاتهم ! ولا غرابة أن يُوجّه جماعة الإخوان سؤالهم إلى النجف، لأنّهم يعرفون أنّ الجواب سيأتي وفقاً لِما هم يُريدون! فقد اطّلعوا على كتاب [اقتصادنا] فوجدوا أنّ المنهجية الاقتصادية فيه منهجية مُخالفة لأهل البيت! ولذلك لم يكن عندهم مُشكلة في توجيه السؤال إلى النجف! لو كان الإخوان المسلمون في الكويت يعتقدون أنّ النجف شيعية فعلاً، وتُفتي بمنطق الكتاب والعترة، وستُجيب على سؤالهم وفقاً لمنطق أهل البيت، فهل كانوا يُوجّهون سؤالهم للنجف؟!! إنّهم وجّهوا سؤالهم إلى النجف لأنّهم على يقين أن النجف ستُفتي بالطريقة الشافعية، وجاء جواب السؤال في هذا الكتاب: [البنك الّلاربوي في الإسلام]. والمقدّمة التي كتبتها دار النشر تُشير إلى ذلك، فقد جاء فيها: (وكتاب البنك الّلاربوي في الإسلام الذي يُشرّف مكتبتنا أن تقوم بنشره هو جزء من جهود جامعة النجف على يد أحد أكبر فقهائها..) إلى أن يقول: (وفضل التسبيب في هذا البحث للجنة التحضير لبيت التمويل الكويتي)! في الزيارة الجامعة الكبيرة – التي تُمثّل دستور آل محمّد صلوات الله عليهم” نقرأ : (وقلبي لكم مسلّم، وأمري لكم تبع). هذا المعنى الوارد في الزيارة هل ينطبق على هذا السلوك الذي كان عليه السيّد محمّد باقر الصدر، السيّد محسن الحكيم، وسائر المراجع الآخرين الذين كانوا يُدافعون عن سيّد قطب ويتبنّون مناهجه؟! وهل ينطبق هذا المعنى على السيّد طالب الرفاعي والسيّد مرتضى العسكري الذينِ لم يتمكّنا مِن النوم ليلة سمعا بصدور حكم الإعدام على سيّد قطب؟! وهل ينطبق على السيّد محمّد باقر الصدر الذي أُغمي عليه حين سمِع بصدور حكم الإعدام على سيّد قطب؟! إذا كان رأيي لأهل البيت عليهم السلام تَبَع، فهل ينطبق هذا الكلام على هذه المنهجية التي رُسِم بها كتاب [اقتصادنا] وكتاب [البنك الّلاربوي في الإسلام]؟! ● إلى أن تقول الزيارة : (وبرئتُ إلى الله عزّ وجلّ مِن أعدائكم…. ومِن كلّ وليجة دونكم) أي من كلّ جهة وكلّ مجموعة وكلّ شخصية لها منهجها ومسارها دونكم. الذين يتّخذون الولائج في أحاديث أهل بيت العصمة هم الذين يُنافرون آل محمّد صلوات الله عليهم! اجعلوا هذه الكلمات الثلاث مِيراناً : 1- (وقلبي لكم مسلّم، وأمري لكم تبع) 2- (معكم معكم لا مع غيركم) هذا الوصف هل ينطبق على هذه الأحوال والأوضاع التي بصددها ويدور الحديث حول شؤوناتها وتفاصيلها؟ 3- (وبرئتُ إلى الله تعالى مِن أعدائكم… ومِن كلّ وليجة دونكم) وقفة عند مقطع مِن حديث الإمام الصادق عليه السلام مع عمر بن حنظلة في [الكافي الشريف :ج1] والذي يتحدّث عن موازين أهل البيت عليهم السلام في التعامل مع حديثهم.. وقد وقفتُ عند هذه الرواية في الحلقات الماضية، يقول عمر بن حنظلة للإمام عليه السلام: (فإن كان الخبران عنكما مشهورَين قد رواهما الثقات عنكم؟ قال: ينظر فما وافق حُكمه حُكم الكتاب والسنّة وخالف العامّة فيُؤخذ به ويترك ما خالف حكمه حكم الكتاب والسنّة ووافق العامّة، قلت : جعلتُ فداك أرأيتَ إن كان الفقيهان عرفا حكمه من الكتاب والسنّة ووجدنا أحد الخبرين مُوافقاً للعامّة والآخر مُخالفاً لهم بأي الخبرين يؤخذ؟ فقال: ما خالف العامّة ففيه الرشاد، فقلتُ: جعلتً فداك فإنْ وافقهما الخبران جميعاً ؟ قال: يُنظر إلى ما هم إليه أميل حُكّامهم وقضاتهم فيُترك ويُؤخذ بالآخر، قلتُ: فإنْ وافق حكّامهم الخبرين جميعاً ؟ قال: إذا كان ذلك فارجئه حتّى تلقى إمامك فإنّ الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في الهلكات). ● مقطع 3: مقطع فيديو مُقتطع من مُقابلة أجرتها قناة البغدادية مع السيّد طالب الرفاعي. أترك التعليق على المقطع لحلقة يوم غد.