الجزء الثالث … الكتاب الناطق – الحلقة ١٢٥ – لبّيك يا فاطمة ج٤٢ – ملامح المنهج الأبتر في الواقع الشّيعيّ ق٩ – ضعف البراءة ج٣

صور

فيديو

 

 

يوتيوب

 

 
 

اوديو

 

 

مطبوع

 

 

ملخـّص الحلقة

تاريخ البث : يوم الإثنين 3 ذو الحجّة 1437هـ الموافق 5 / 9 / 2016م

  • الحديث في هذه الحلقة كالتي قبلها والتي ستأتي بعدها أيضاً في (ملامح المنهج الأبتر) الذي يتحرّك بقوّة وفاعلية شديدة ونشاط واضح في الأجواء الشيعية خصوصاً أوساط المؤسسة الدينية الشيعية الرسمية.

  • مقطع 1: إعادة عرض لمقطع المُقابلة التي أجرتها قناة البغدادية مع السيّد طالب الرفاعي والذي عُرض في نهاية حلقة يوم أمس، كي يكون البحث متواصلاً، وأعلّق عليه.

  • السيّد طالب الرفاعي أعطاكم في هذا المقطع صورة عن كيفية انغماس الشباب الشيعي والرموز الشيعية في هذه التنظيمات المُعادية والتي تُناصب العَداء لآل محمّد صلوات الله عليهم! ومرّ علينا في الحلقة الماضية أمثلة واضحة اقتطعتُها لكم مِن الكتاب المركزي لهؤلاء وهو كتاب (في ظلال القرآن) لسيّد قطب! وأعني بهؤلاء: أي هذه التنظيمات المُعادية لآل محمّد، وكذلك التنظيمات الشيعية التي تبنّت الفكر القطبي بشكل رسمي وقطعي وجدّي وبقناعة تامّة، والسبب: الرموز الكبيرة التي كانت وراء ذلك!

  • ● إذا كانت مرجعية مثل مرجعية السيّد الحكيم هو بنفسه يُرسل برقية عن سيّد قُطب!
  • ● أولاد السيّد الحكيم هم بأنفسهم الذين يُشرفون على تنظيم سياسي قطبي 100% وهو (تنظيم الدعوة)!
  • ● إذا كانت شخصيات ومرجعيات مثل الشيخ مرتضى آل ياسين يُرسل برقية بإسم جماعة العلماء في النجف إلى عبد الناصر لرفع حكم الإعدام عن سيّد قطب! والذي يكتب البرقيّة ويُرسل البيانات: السيّد محمّد باقر الصدر!
  • ● إذا كانت الأجواء في النجف تسمح بإقامة مجلس الفاتحة على روح سيّد قطب! وإذا كانت الرموز الشيعية أمثال (السيّد طالب الرفاعي، السيّد مرتضى العسكري) وأمثال هؤلاء لا يستطيعون أن يناموا وأن تغمض جفونهم في الّليلة التي سمعوا فيها صدور حكم الإعدام على سيّد قطب!!
  • ● وإذا كان مرجع ومُفكّر مثل (السيّد محمّد باقر الصدر) يُغمى عليه هو الآخر حين سمع بصدور حكم الإعدام على سيّد قطب!
  • ● إذا كانت الأوضاع بهذه الصورة، وكان السيّد محمّد باقر الصدر يُدافع بشكل حقيقي عن سيّد قطب كما مرّ في مقطع فيديو الشيخ الكوراني الذي عُرض يوم أمس، والذي يُبرّر فيه السيّد محمّد باقر الصدر لسيّد قطب، ويقول بأنّ حالة سيّد قطب في التكليف بولاية أهل البيت عليهم السلام كحال فتاة شابّة في منطقة نائية في كندا لا تعرف شيئاً عن الحجاب!! في حين أنّ السيّد الصدر حين يُرسل برقية إلى عبد الناصر يتحدّث فيها عن عالم كتب تفسيراً (في ظلال القرآن) سيكون خصيماً لعبد الناصر يوم القيامة!
  • هذا هو التنظيم الذي يتحدّث عنه سيّد طالب الرفاعي بأنّه تنظيمٌ شيعي وهو أحد مؤسسي هذا التنظيم!!
  • ● الخلايا الأولى التي تشكّل منها الحزب الكثير من أعضائها ورموزها (إمّا كانوا في حزب الإخوان المُسلمين، أو في حزب التحرير)! ولا ندري أيّ الحزبين أكثر نصباً وعَداءً لآل محمّد صلوات الله عليهم.
  • ● لا يستطيع أحد أن يُكذّب هذه الحقائق، فالسيّد طالب الرفاعي ذكر هذا الكلام بالصوت والصورة في عديد من المقابلات على القنوات الفضائية، وهناك ندوات عديدة أخرى موجودة على شبكة الانترنت! وهناك مذكّرات موجودة أملاها سيّد طالب الرفاعي على رشيد الخيّون، طُبعت عدّة مرّات!

  • وقفة عند كتاب [آمالي السيّد طالب الرفاعي] وهي المذكّرات التي أملاها السيّد طالب الرفاعي على الدكتور رشيد الخيّون.

  • (عرض لقطتين مِن هذا الكتاب فيما يتعلّق بالمشروع السياسي للسيّد محمّد باقر الصدر).
  • الّلقطة 1: حديث عن أوّل بيعة انبثق منها حزب الدعوة !
  • في هذه الّلقطة يُحدّثنا السيّد طالب الرفاعي عن أوّل بيعة انبثق منها حزب الدعوة وأنّ المُبايَع فيها – بفتح الياء – هو السيّد محمّد باقر الصدر، والمُبايِع – بكسر الياء – هو السيّد مهدي الحكيم، وأيضاً كان حاضراً في المجلس السيّد محمّد باقر الحكيم.. (فالحزب نشأ في أحضان المرجعية)!
  • ● يقول السيّد طالب الرفاعي: (في تلك الّليلة ذهب مهدي الحكيم وبايع الصدر كقائد مسيرة، وحينها لم يكن الأمر يُوصف بولاية الفقيه فهي لم تظهر آنذاك أو لم يجرِ التداول فيها، كان ذلك في مُنتصف تموز 1959…)
  • ● إلى أن يقول: (وحين بايع مهدي الحكيم باقر الصدر، كان باقر الحكيم موجوداً فبايعه أيضاً لوجوده هناك، فهما أوّل اثنين انتميا إلى حزب الدعوة، أي في مبايعة محمّد باقر الصدر كقائد لهذا الحزب الذي لم يُسمّى بحزب الدعوة..)
  • ● السيّد محمّد باقر الصدر تبنّى قيادة الحزب على أساس (نظرية الشورى) الفكرة السنيّة المُخالفة لأهل البيت! فنظرية الشورى هي الفكرة القطبية الإخوانية التي تأسّس التنظيم الإخواني على أساسها !!
  • ● الذي سمّى حزب الدعوة بهذا الإسم هو السيّد محمّد باقر الصدر. (والأدبيات الأولى والبيانات الأولى كتبها السيّد محمّد باقر الصدر بقلمه)!
  • ● ثُمّ يقول السيّد طالب الرفاعي صفحة 160: (بعد البيعة التي ذكرناها وكان أوّل المُبايعين محمّد مهدي الحكيم وشقيقه محمّد باقر الحكيم، بعد هذا بفترة قصيرة خرج ولدا المرجع محسن الحكيم من الحزب، وكذلك خرج منه الصدر نفسه، فبحسب ما حدّثني الأخير – أي السيّد محمّد باقر الصدر – أنّه بنى فكرته في تأسيس الدولة الإسلامية أو آيديولوجية الدولة على آية الشورى، ونصّها: {وأمرهم شورى بينهم}. ثُمّ حصل له تبدّل في هذا الموضوع – أي إنّ هذه الآية ليستْ حجّة في إقامة الدولة – قال لي:
  • ذهبتُ إلى سامرّاء لزيارة الإمامين، فصار عندي شكّ، أي اهتزت فكرة مشروعية قيام دولة إسلامية في عصر الغَيبة، ذهبتُ إلى سامرّاء ومكثتُ في حرم العسكريين أتوسل الله أن يجعل لي سبيلاً في أن أبقى في رأس التنظيم، فلم يفتح الله عليّ، فأعلن عن رأيه – أي السيّد محمّد باقر الصدر- وأرسل إلى مهدي الحكيم قائلاً: لا تعتبروني أنا المسؤول عن التنظيم، ورجاء أن يُدبّروا حالهم في قيادة الحزب)!!
  • ● السيّد الصدر تبنّى التنظيم، وعرض نفسه للبيعة وبايعوه وهو لم يكن قد أحكم أمره مِن الجهة الفقهية والعقائدية!
  • ● الشيء المعروف في الوسط الشيعي أنّ العلماء إذا ما وقعوا في مشكلة من هذا النوع يذهبون إلى سامرّاء، يقصدون الإمام الحجّة.. فهل كان السيّد الصدر يقصد الإمام الحجّة؟! أم أنّه فعلاً كان يقصد الإمامين العسكريين بحسب ما جاء في هذه الحكاية التي يذكرها السيّد طالب الرفاعي وهو ينقلها عن نفس السيّد محمّد باقر الصدر! ربّما ذهب إلى الإمامين العسكريين ولم يخطر في باله أن يطلب الأمر مِن إمام زمانه! وغريبٌ هذا فهو فقيه!! أليس الفقيه نائب عن الإمام الحجّة؟! فلماذا لم يطلب مِن إمام زمانه ذلك؟!
  • وربّما كان ذاهباً لطلب الحلّ مِن إمام زمانه ولكن عند الإمامين العسكريين.. (إذا كان هذا فالرجل لا يعرف الطريق، فالمفروض أن يطلب مِن إمام زمانه)! ومع ذلك لم يفتح الله عليه!! ألا تُلاحظون أنّ الفشل يُرافق الرجل في جهات مُختلفة؟!
  • ● مرّ الكلام في مشروعه الاقتصادي والعملي في نفس الوقت، وكان الحديث عن كتاب [اقتصادنا] وكتاب [البنك الّلاربوي في الإسلام]الذي كُتب برنامجاً لبنك يستثمره الإخوان المُسلمون في الكويت، وينتفعون مِن أمواله واستثمارات ونشاطاته!! فهل هناك فشل أكبر من هذا؟! وهذا ليس غريباً على رجل تشبّع بالفكر القطبي وابتدأ حياته بكتاب وصل فيه إلى نتيجة وهي: أنه حَكَم على ما قامتْ به الزهراء بالفشل!! وحَكَم على فشلها في أكثر مِن موضع مِن هذا الكتاب، وليس في موضع واحد!!
  • ● ويستمرّ الأمر إلى التنظيم السياسي الذي يُنشأ وفقاً للذوق الإخواني المُخالف لأهل بيت العصمة، حتّى حين يلتفت السيّد الصدر إلى خطئه واشتباهه فيما تبنّاه مِن نظرية الشورى في تأسيس الدولة الإسلامية في زمان الغَيبة، فبحسب هذه الحكاية سلَكَ الطريق الخاطئ! (ذهب إلى زيارة الإمامين ولم يلتفت إلى إمام زمانه)!
  • ● يستمرّ السيّد طالب الرفاعي في كلامه فيقول: (جاءني صباحاً السيّد عبد الكريم القزويني وكان السيّد باقر الصدر عندما سافر إلى مدينة الكاظمية ببغداد قد سلّمني داره بالنجف، وكنتُ أُقيم فيها طوال فترة غيابه، ولاحظتُ وجه القزويني مُتغيّراً – أي السيّد عبد الكريم القزويني، وهو مِن تلامذة السيّد محمّد باقر الصدر- فقال لي:
  • ألم تدرِ أنّ السيّد طلع؟! فقلتُ له: وإذا طلع ! ماذا يصير في الدنيا؟! واستشهدتُ حينها بمقولة أبي بكر الصدّيق: “ألا ومَن كان يعبدُ محمّداً فإنّ محمّداً قد مات، ومَن كان يعبد الله فإنّ لله حيٌ لا يموت” وأضفت: إذا كنتم تعبدون باقر الصدر فللفِكر ربٌ لا يموت، يومها كان القزويني مُنتظماً في الحزب، وهو الآن يُقيم بمدينة قم الإيرانية…)!
  • هذا حديث خاصّ بين السيّد طالب الرفاعي والسيّد القزويني (وهو شخص شيعي)، والحديث ليس في وسائل الإعلام، ومع ذلك السيّد طالب الرفاعي يستشهد بكلام أبي بكر – كجزء من ثقافته – فهو مُشبع بالفكر المُخالف!!
  • الّلقطة 2: محنة السيّد محمّد باقر الصدر مع السياسة! (وكيف تنظر عائلة السيّد محمّد باقر الصدر لمشروع السيّد الصدر الاستشهادي؟!). قبل أن أقرأ لكم ما جاء في كتاب آمالي السيّد الرفاعي بخصوص الّلقطة الثانية، أعرض بين أيديكم قبلها مقطع آخر للسيّد طالب الرفاعي.
  • مقطع 2: مقطع فيديو للسيّد طالب الرفاعي مِن مقابلة له أجرتها معه قناة العراقية، والحديث مِن قِبَل السيّد طالب الرفاعي فيما يرتبط بالسيّد محمّد باقر الصدر!
  • ● يقول السيّد طالب الرفاعي في أماليه صفحة 205 تحت عنوان: محنته – أيّ السيّد محمّد باقر الصدر- مع السياسة.. يقول:
  • (أقولها مِن خبرة والتصاق بالسيّد باقر الصدر، إنّه لم يكن كائناً سياسياً، فما دفعه إلى الشهادة هو قلّة تجربته وخبرته في السياسة، فلو كان سياسياً مُحترفاً لخرج مِن العراق إلى بلاد أخرى، فالسياسي العملاق هو آية الله روح الله الخميني، وقد خدمته الظروف وكان هو على استعداد لاستغلالها والاستفادة منها، أمّا محمّد باقر الصدر فكان يُكرّر القول: أريد أن أموت! فما هي فائدة موته؟!
  • أو يقول: قرّرتُ الشهادة، وهذه سلبيّة بحدّ ذاتها في العمل السياسي، فلابدّ مِن أن يكون لدى السياسي هدف يُحقّقه واستفادة من الظرف، فلو كان خرج إلى خارج العراق لربّما سقط النظام،
  • والسبب: أنّه بمقتله لم تبقَ قيادة في العمل الإسلامي، ولو خرج لالتفّتْ الجموع حوله، وكان يتصوّر أنّه لو ترك النجف أنّها ستخرب، أو هو لم يقدر على العيش خارجها، كتبتُ له وأنا بمصر مُوضّحاً: إنّ النجف لها ربٌ يحميها، وأنتَ لستَ أفضل مِن عبد المطّلب بن هاشم جدّ الرسول عندما اضطرته الظروف لأن يترك البيت الحرام، فقال: الكعبة لها ربٌ يحميها، فالمرجعية خرجتْ مِن النجف إلى مناطق عديدة بسبب الظروف آنذاك إلى سامرّاء والحلّة ثُمّ عادتْ إليها، فليس هناك ما يُخاف عليه…)
  • ● ثُمّ يُكمل السيّد طالب وهو يتحدّث في الأجواء الأُسريّة والعائليّة للسيّد محمّد باقر الصدر، يقول: (كان لدى باقر الصدر مُقلّدون ووكلاء، وتُجمع له الحقوق الشرعيّة (الخُمس)، لكنّه كان مُتقشّفاً، أمّا الآن حتّى ولده يُفكّر تفكيراً آخر وهو: لماذا عزم والده على الموت بهذه السهولة؟! ولماذا الإصرار وكأنّ موته سيبني الدولة الإسلامية! وها نحن ننظر مَن استفاد مِن موته ورفعه شِعاراً مِن أجل سُلطته،
  • كنت أتغدّى قبل نحو العام عند السيّد جعفر محمّد باقر الصدر ببيروت، وحضرتْ أخت جعفر العلوية (نبوغ)، قال لها جعفر: عمّك السيّد طالب هنا. فقال لي: الجماعة يُريدون رؤيتك. فرأيتها تبكي، وأنا بكيتُ معها حتّى طال بُكاؤنا على ما حلّ بالعائلة بعد مقتله، حينها التفتَ جعفر نحوي قائلاً:
  • صاحبك – يعني السيّد محمّد باقر الصدر – ما فكّر بهذهِ وأخواتها؟! كذلكَ مضتْ عمّتهم العَلَوية آمنة شهيدة ولم تتزوّج…)!!

  • وقفة عند كتاب [الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيّام الحصار- عرضٌ لسيرته الذاتية ومسيرته السياسية والجهادية] لمحمّد رضا النعماني.

  • ● قراءة مقطع مِن البيان الثالث وهو البيان الأخير الذي وجّهه السيّد محمّد باقر الصدر إلى الشعب العراقي في حصاره، وبعد ذلك أُعدم السيّد وأخته السيّدة آمنة. ممّا جاء فيه: (وأريد أن أقولها لكم يا أبناء عليّ والحسين وأبناء أبي بكر وعمر أنّ المعركة ليستْ بين الشيعة والحكم السنّي، إنّ الحُكم السني الذي مثّله الخلفاء الراشدون والذي كان يقوم على أساس الاسلام والعدل حمل عليّ السيف للدفاع عنه، إذ حارب جندياً في حروب الردّة تحتَ لواء الخليفة الأوّل أبي بكر).
  • هذه هي الّلحظات الأخيرة من حياة السيّد محمّد باقر الصدر، ورغم ذلك الرؤية لاتزال غائمة عند السيّد محمّد باقر الصدر!
  • ● لو فرضنا أنّ هذه العبارة (يا أبناء عليّ والحسين وأبناء أبي بكر وعمر) قالها السيّد للمُجاملة في الجوّ السياسي، فكيف نفهم إذن بقيّة ما جاء في البيان؟! عن أيّ إسلام وأي عدل يتحدّث عنه السيّد محمّد باقر الصدر؟! ومتى كان سيّد الأوصياء جنديّاً في حروب الردّة؟! هل هذا المنطق ينطبق مع موقف أمير المؤمنين في الخُطبة الشقشقية بل في كلّ نهج البلاغة؟!
  • هذا هو المنطق القطبي الناصبي بقي مُرافقاً له حتّى آخر أيّام حياته!!
  • ● الزيارة الجامعة تقول: (وبرئتُ إلى الله عزّ وجلّ مِن أعدائكم، ومِن الجبت والطاغوت والشياطين وحزبهم الظالمين لكم والجاحدين لحقكم، والمارقين مِن ولايتكم، والغاصبين لإرثكم، الشاكين فيكم، المنحرفين عنكم، ومِن كلّ وليجة دونكم، وكلّ مُطاع سواكم، ومِن الأئمة الذين يدعون إلى النار)
  • هكذا يُسمّي آل محمّد مرحلة الخلافة الراشدة (مرحلة الجبت والطاغوت)! هذا هو منطق آل محمّد (القول البليغ الكامل).
  • (وقفة عند صنوف الحصار التي كان يُعاني منها السيّد محمّد باقر الصدر).
  • ● وقفة عند ما يقوله الشيخ محمّد رضا النعماني في كتاب [الشهيد الصدر سنوات المحنة وأيّام الحصار] تحت عنوان: القيادة النائبة، وهو المشروع الاستراتيجي (النهائي) والخلاصة التي وصل إليها بعد كلّ ذلك الجهد العناء!
  • سُمّي المشروع بـ(القيادة النائبة) باعتبار أنّ السيّد محمّد باقر الصدر هو القائد الأصل.. ولكنّه أي السيّد الصدر كان قد خطّط لعمل استشهادي (أن يُقتل)، وبعد أن يُقتل فإنّ القيادة النائبة ستستثمر استشهاده في مواصلة الجهاد والعمل الدؤوب لأجل تغيير الواقع في العراق وتأسيس نظام وحكم اسلامي.
  • ● يقول الشيخ محمّد رضا النعماني وهو يتحدّث عن هذا المشروع وفشله:
  • (وكانت الخطوط العامّة لفكرة القيادة النائبة كما يلي:
  • 1- اختار السيّد الشهيد مبدئيّاً أربعة أشخاص مِن أجلّة العلماء – من تلامذته -، ليكونوا القيادة النائبة التي كان مِن المفروض أن يُعلن عن أسمائهم للأمّة.
  • 2- وضع رحمه الله قائمة بأسماء أشخاص آخرين، لعلّ عددهم أكثر مِن عشرة يكون مِن حقّ القيادة الرُباعية انتخاب مَن تشاء منهم، للانضمام إليها فيما إذا اقتضتْ المصلحة ذلك، أو اقتضى توسّع العمل إضافة أشخاص آخرين لها، حسب نظام كان قد كتبه.
  • 3- أن يكتب السيّد الشهيد رحمه الله رسالة مُفصّلة إلى الإمام الراحل السيّد الخميني، يشرح لهُ فيها فكرة القيادة النائبة، ويُبيّن له تفاصيلها، ويطلب منه الاهتمام بالقيادة النائبة، وإسنادها بكلّ ما يُمكن.
  • 4- تسجيل بيان بصوت السيّد الشهيد رحمه الله مُوجّه إلى الشعب العراقي يُوصيه فيه بوجوب الالتفاف حول القيادة وإسنادها، وإطاعتها، والعمل بتوجيهاتها.
  • 5- كتابة بيان مُفصّل حول نفس الموضوع مُوقّع مِن قِبَله.
  • 6- أن يخرج السيّد الشهيد رحمه الله إلى الصحن الشريف – أي صحن أمير المؤمنين في النجف – في الوقت الذي يكون فيه مملوءاً بالناس، وهو الفترة الواقعة بين صلاة المغرب والعشاء، وهناك يُلقي خطاباً على المُصلّين، يعلن فيه عن أسماء أعضاء القيادة النائبة، ويطلب مِن الناس إطاعتهم، والسير تحتَ رايتهم.
  • وقال لي رضوان الله عليه : “سوف أظلُّ أتكلّم وأتهجّم على السُلطة، وأُندّد بجرائمها، وأدعو الناس إلى الثورة عليها إلى أن تضطرَّ قواتُ الأمن إلى قتلي في الصحن الشريف أمام الناس، وأرجو أن يكون هذا الحادث مُحفّزاً لكلّ مُؤمن وزائر يدخل الصحن الشريف، لأنّه سيرى المكان الذي سوف أُقتل فيه فيقول: “ها هنا قُتِل الصدر، وهو أثر لا تستطيع السُلطة المُجرمة محوه مِن ذاكرة العراقيين”.
  • وكان (رضوان الله عليه) قد أمرني أن أخرج مِن البيت، وأشتري قطعة سلاح وهي المرّة الثانية التي خرجتُ فيها، وتمكّنتُ بمساعدة أحد الإخوة الطلبة أن أوفّر لهُ ذلك، وآتي به إلى البيت. ثم قال لي: هل أنت مستعد لتشاركني الشهادة؟ فقلتُ: نعم إنْ شاء الله.
  • فقال: إذاً نخرج معاً، فإذا حاولتْ قواتُ الأمن منعي مِن الذهاب إلى الصحن فحاول إطلاق النار عليهم، لكي يُتاح لي الوصول إليه.
  • وكان المفروض كشرط ضروري لتنفيذ الفكرة وضمان نجاحها أن يكون كافّة أعضاء القيادة الرُباعية في خارج العراق، لأنّ الإعلان عن أسمائهم وهم في داخله يعني على أقل الاحتمالات قيام السُلطة باعتقالهم إنْ لم يكن إعدامهم. وعلى هذا الأساس عرض رضوان الله عليه فكرة مشروع القيادة النائبة على أحدهم، وبعد نقاش للمشروع وشكل اشتراكه فيه اعتذر عن الاشتراك.
  • وفشل مشروع القيادة النائبة، وأصابتْ السيّد الشهيد رحمه الله، خيبة أمل قاتلة، وهمٌ دائم، فتدهورتْ صحته، وأُصيب بانهيار صحّي، وضعْف بدني، حتّى كان لا يقوى على صعود السُلّم إلّا بالاستعانة بي، وظهرتْ على وجهه علامات وحالات لا أعرفُ كيف أعبّر عنها.
  • قلتُ لسماحته: سيّدي لماذا هذا الهمُّ والحزن والاضطراب؟ فقال: لقد تبدّدتْ كلّ التضحيات والآمال). هذا هو الفشل بعينه!!
  • ● أيضاً يقول الشيخ محمّد رضا النعماني تحت عنوان (انقطاعٌ كامل لله تعالى) يقول: (وفي هذه الفترة انقطع رضوان الله عليه إلى ربّه تعالى انقطعاً كاملاً، فكان بين تالٍ للقرآن أو مُسبّحٍ حامد، وكان أكثرُ ذكره: “سُبحان الله والحمد لله ولا إله إلّا الله والله أكبر” وكان صائماً في الأيّام الأخيرة مِن الحجز، ولم يكن له مِن هم إلّا العبادة. وكنتُ في بعض الأحيان أُثير أمامه بعْض المواضيع التي تتعلّق بالعمل الإسلامي فلا يجيب بشيء ويكتفي بابتسامة بسيطة، وكأنّه لا يُريد أن يتحدّث عن شيء مِن هذهِ الأمور إذْ لا فائدة ولا أمل في ذلك.
  • لقد كان الهم والحزن ينخر في قلبه حتّى أصبح كأنّه هيكل عظمي مِن الضعف وربّما لو رآه البعض لضنه شخص آخر)!! الشيخ محمّد رضا النعماني مِن الذين رافقوا السيّد في أيّام الحصار، ولذلك ينقل لنا هذه الصور الأكيدة والموثّقة.
  • ● وهنا أطرح هذه التساؤلات:
  • — أين صاحب الأمر في المشروع الفكري والاقتصادي والعملي للسيّد محمّد باقر الصدر؟!
  • — أين صاحب الأمر مِن مشروعهِ السياسي التنظيمي الحزبي، أو مِن مُخطّطه الاستراتيجي الذي سمّاه بـ(القيادة النائبة)؟!
  • حين وقع في المُشكلة الفكرية والعقائدية قصد سامرّاء (قصد الامامين العسكريين) بحسب ما رواه السيّد طالب الرفاعي.. والسيّد محمّد باقر الصدر هو بنفسه الذي حدّث السيّد طالب الرفاعي بذلك! فلم يقصد السيّد الصدر الإمام الحجّة.. وحتّى لو قصده فقد رجع خائباً خالي الوفاض! فالسؤال هنا:
  • — هل أنّ الفقيه الذي يكون نائباً للإمام الحجّة فعلاً ويقصده في مُشكلة تتعلّق بواقع الأمّة، هل يُرجعه الإمام خائباً؟!

  • وقفة عند كتاب [الإمامة وقيادة المجتمع] لأحد التلامذة المقرّبين للسيّد محمّد باقر الصدر وهو السيّد كاظم الحائري، وهو أحد أعضاء القيادة النائبة. (قراءة سطور من كتابه تحت عنوان: فوائد وجود الإمام الحجّة تحت الستار).

  • ينقل في هذه السطور رأي أُستاذه السيّد محمّد باقر الصدر بشأن غَيبة الإمام الحجّة، ويتبنّى هذا الرأي ويُدافع عنه.. فيقول في هذه السطور أنّ أستاذه الشهيد الصدر يرى أنّ الإمام الحجّة عليه السّلام يحتاج إلى مقدّمات حتّى لا يفشل في مشروعه!! ومِن هذه المقدّمات التي يذكرها:
  • ● الإعداد النّفسي للإمام لعملية التّغيير الكبرى!!
  • ● الإعداد الفكري له عليه السلام وتعميق الخبرة القياديّة!!
  • ● وكذلك الاقتراب من مصادر الإسلام الاُولى!!
  • الذي يُفكّر بهذا المستوى أعتقد أنّه لا يعرف شيئاً عن إمامه!

  • للأمانة العلمية نعود إلى نفس المصدر الأصلي كتاب [بحث حول المهدي] للسيّد محمّد باقر الصدر (قراءة سطور من هذا الكتاب تجيب عن هذا السؤال: ما هي فائدة هذه الغيبة الطويلة وما المُبرر لها؟) يقول فيها السيّد محمّد باقر الصدر:

  • (وبكلمة أخرى ما هي فائدة هذه الغيبة الطويلة وما المُبرر لها؟ وكثير مِن الناس يَسألون هذا السؤال وهم لا يُريدون أن يسمعوا جواباً غيبيّاً، فنحنُ نُؤمن بأنّ الأئمة الإثني عشر مجموعة فريدة لا يمكن التعويض عن أيّ واحد منهم، غير أنَّ هؤلاء المُتسائلين يُطالبون بتفسير اجتماعي للموقف، على ضوء الحقائق المحسوسة لعملية التغيير الكبرى نفسها والمتطلبات المفهومة لليوم الموعود.
  • وعلى هذا الأساس نقطعُ النظر مُؤقتاً عن الخصائص – الغَيبية – التي نؤمن بتوفرها في هؤلاء الأئمة المعصومين…)
  • وبعد ذلك يُجيب، فيقول أنّ مِن فوائد هذه الغَيبة:
  • ● الإعداد النفسي لعملية التغيير الكبرى.
  • ● الإعداد الفكري.
  • ● وكذلك تعميق الفكرة القيادية!
  • هذا الكلام ذكره في المقدّمة.. ولكن حين نقرأ التفاصيل نجد الّلحن يتغيّر وكأنّه يُريد أن يقول أنّ هذا الجواب جواب حقيقي!! ومِن هنا السيّد كاظم الحائري نقل هذا الكلام بهذه الصيغة (أنّها هي الرأي الذي يتبّناه ويعتقد به أستاذه السيّد محمّد باقر الصدر).. ولم يذكر السيّد كاظم الحالة الاستثنائية التي أشار إليها السيّد محمّد باقر الصدر في أوّل كلامه.
  • وهنا يبدو أيضاً مِن كتابة تلامذتهِ الآخرين كما في كتاب [دور أهل البيت في بناء الجماعة الصالحة] للسيّد محمّد باقر الحكيم، وكذلك في كتاب [موسوعة الإمام المهدي] للسيّد محمّد الصدر حين تحدّث وقال – على نفس الذوق – أنّه لابدّ مِن غفلة تحصل للإمام عليه السلام!

تحقَق أيضاً

أسئلةٌ وشيءٌ من أجوبة … – الحلقة ٤٩ والأخيرة

يازهراء …