الجزء الثالث … الكتاب الناطق – الحلقة ١٢٦ – لبّيك يا فاطمة ج٤٣ – ملامح المنهج الأبتر في الواقع الشّيعيّ ق١٠ – ضعف البراءة ج٤

صور

فيديو

 

 

يوتيوب

 

 
 

اوديو

 

 

مطبوع

 

 

ملخـّص الحلقة

تاريخ البث : يوم الثلاثاء 4 ذو الحجّة 1437هـ الموافق 6 / 9 / 2016م

  • لازال الحديث في ملامح المنهج الأبتر لذي يتحرّك في الوسط الشيعي وخصوصاً في المؤسسة الدينية الشيعية الرسمية.

  • مرّ الحديث في ملمح الصنمية البغيضة وتفاريعها، ووصل الحديث إلى ضعف عقيدة البراءة، بل ربّما هناك انعدام في كثير مِن الجهات للبراءة الفكرية (خصوصاً في الأجواء المرجعية والحوزويّة)! وقلت أنّ للتشيّع جناحان: شيعة العراق، وشيعة إيران.
  • وقد اخترق المدّ الإخواني هذين الجناحين، وتطوّر هذا الاختراق إلى (التكوين القطبي الّلعين)! وتسلسل الحديث حتّى وصلنا إلى جناحي التشيّع في العراق (النجف – وكربلاء)، وكان الحديث في أجواء النجف والرمز الكبير المرجع: السيّد محمّد باقر الصدر.
  • ● كان الحديث في المشروع الفكري والاقتصادي والعملي كذلك.. وكان الحديث في المشروع السياسي التنظيمي والمُخطط الاستراتيجي للسيّد محمّد باقر الصدر، وكذلك الحديث في الجانب الفكري والعقائدي وما يرتبط بهذه العناوين.

  • وقفة عند كتاب [المدرسة القرآنية] للسيّد محمّد باقر الصدر، وهو عبارة عن دروس كان يُلقيها السيّد الصدر على تلاميذه، وهو يُبيّن في هذا الكتاب منهجيّته التفسيرية في فهم القرآن وفي تفسير القرآن.

  • ● يقول السيّد محمّد باقر الصدر وهو يتحدّث عن منهجيته في التعامل مع القرآن الكريم، يقول:
  • (قال أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام وهو يتحدّث عن القرآن الشريف: “ذلك القرآن فاستنطِقوه ولن ينطق، لكنْ أُخبركم عنه، ألا إنّ فيه علْم ما يأتي، والحديث عن الماضي، ودواء دائكم، ونظْمَ ما بينكم”.
  • التعبير بالاستنطاق الذي جاء في كلام ابن القرآن (عليه السلام) أروعُ تعبيرٍ عن عمليّة التفسير الموضوعي بوصفها حواراً مع القرآن الكريم، وطَرْحاً للمشاكل الموضوعيّة عليه، بقصد الحصول على الإجابة القرآنيّة عليها..)
  • الاستنطاق هو أن نطلب من القرآن أن ينطق، فحين أستنطق شيئاً فإنّي أبذل جهدي كي أدفعه للنطق.. فسيّد الأوصياء يقول لنا: حاولوا أن تستنطقوا القرآن، ولكنّه يُكما كلامه فيقول: ولن ينطق!
  • و(لن) تُفيد النفي التأبيدي! يعني لا يُمكن بأيّ حال مِن الأحوال أن ننجح في مُحاولتنا لاستنطاق القرآن!
  • ● إذا كان القرآن لن ينطق حين نستنطقه، فكيف نتعامل مع القرآن إذاً؟!
  • الجواب في نفس كلام سيّد الأوصياء، حين يقول: (أنا أُخبركم عنه).
  • — فعليٌ هو الذي يُخبرنا عن القرآن، وهذا هو العهد المأخوذ علينا في بيعة الغدير (أن لا نأخذ تفسير القرآن إلّا مِن عليّ)
  • — وهذا هو معنى حديث الثقلين (لن يفترقا)!
  • — وهذا هو معنى (أنّ القرآن مع عليّ، وأنّ عليّاً مع القرآن)
  • — وهذا هو معنى أنّ عليّاً هو الكتاب الناطق، والكتاب بين الدفّتين كتابٌ صامت.
  • ● في أحاديث أهل البيت عليهم السلام أنّ هذا القرآن لن يفهمه إلّا مَن خُوطب به، والذين خُوطبوا بهذا القرآن بنحوٍ مُباشر هم مُحمّد وآل محمّد صلوات الله عليهم، ولذلك رسول الله أخذ العهد على الأمّة في بيعة الغدير أن يأخذوا تفسير القرآن إلّا مِن عليّ
  • ● سيّد الأوصياء يقول (ألا إنّ فيه علْم ما يأتي)، إذا أردنا أن نستنطق القرآن فكيف نعرف علم ما يأتي؟! مَن الذي يستطيع أن يُخرج لنا مِن الكتاب علم ما يأتي؟! بل حتّى ما يرتبط بالماضي، فإنّ القرآن الذي هو بين الدفّتين تحدّث عن الماضي بالمُجمل بأسلوب مُقتضب بل مُقتطع! فهناك الكثير مِن التفاصيل المُهمّة لم يُشر إليها القرآن الذي بين الدفّتين لا مِن قريب ولا مِن بعيد!
  • ● قول الأمير صلوات الله عليه عن القرآن (ألا إنّ فيه دواء دائكم).. مَن الذي يُشخّص الداء؟! لابُدّ مِن طبيب يُشخّص الداء، وفي نفس الوقت يمتلك الخبرة لتشخيص الدواء. (والحديث هنا عن القرآن، فلابُدّ مِن تشخيص الداء بشكل دقيقي لا على أساس الاحتمال، ولابُدّ مِن تشخيص الدواء أيضاً بشكل دقيق لا على أساس الاحتمالات).
  • ● السيّد الصدر يعتبر سيّد الأوصياء (ابن القرآن) وهذا التعبير خاطئ، هذا تعبير قُطبي بامتياز! عليٌ هو القرآن الناطق، وليس ابناً للقرآن. تعبير (ابن القرآن) أو (أخاً للإسلام) هذه التعابير من وحي التعابير الإخوانية القُطبية!
  • ● عملية التفسير الموضوعي التي يتحدّث عنها السيّد الصدر في هذا الكتاب (وهي منهجيته في التفسير) هي بالضبط منهجية سيّد قطب 100% في تفسيره (في ظلال القرآن)!! وهذه المنهجية التي سار عليها سيّد قطب يُمكن أن نقرأها مِن خلال عنوان تفسيره (في ظلال القرآن)! فسيّد قطب يُصوّر نفسه بهذه الصورة:
  • أنّه يجلس في ظلال القرآن يتبصّر فيه ويغوص كغائص صوفي في طوايا معانيه، ويُحاول أن يفهم الحياة مِن خلال رُؤيته، ومِن تجاربه في الواقع الذي يعيشه يستلهم مِن القرآن معانٍ يُحاول على أساسها أن يُمازج بين فهم الواقع العملي وبين التعاليم الدينية وبين المفاهيم التي استلّها مِن خلال تدبّره ومِن خلال تفكّره في آيات القرآن الكريم، ويُحاول أن يستجمع كلّ المضامين المُتشابهة.
  • ولذلك إذا رجعنا إلى تفسير سيّد قطب للقرآن سنجد أنّ أجزاء التفسير مشحونة بموضوعات وعناوين كليّة جمع فيها ما استطاع أن يجمعه مِن الآيات المُتشابهة في نفس الموضوع، كي يستلّ منها نتيجة، وهذا الذي يُسمّى التفسير الموضوعي، وهو نفسه الذي يتحدّث عنه السيّد محمّد باقر الصدر في هذا الكتاب! (وهو بالضبط معارض 100% للاستنطاق الذي تحدّث عنه أمير المؤمنين عليه السلام).
  • ● قول السيّد الصدر عن عملية التفسير الموضوعي (بوصفها حواراً مع القرآن الكريم، وطَرْحاً للمشاكل الموضوعيّة عليه، بقصد الحصول على الإجابة القرآنيّة عليها). هذه هي المنهجية العُمرية بامتياز! بل إنّ سيّد قطب ذهب بعيداً وابتعد أكثر وأكثر حتّى عن المنهجية العُمرية، وغالى كثيراً في المنهجية العُمرية!
  • ● الذي أريد أن أقوله : أنّ منهجية السيّد محمّد باقر الصدر منهجية قطبية بامتياز، والمنهجية القطبية هذه هي منهجية عُمرية ولكن في درجات عالية مِن الغلو في الاعتماد على رأي الإنسان وعلى تجاربه لفهم كتاب الله!!
  • ● ثُمّ يقول السيّد الصدر: (إذن، فأوّل أوجه الاختلاف الرئيسيّة بين الاتجاه التجزيئي في التفسير، والاتجاه الموضوعي في التفسير:
  • — أنّ الاتجاه التجزيئي يكون دورُ المفسّر فيه دوراً سلبيّاً، يستمِع ويسجّل.
  • — بينما التفسير الموضوعي ليس هذا معناه، وليس هذا كُنْهَهُ، وإنّما وظيفة التفسير الموضوعي دائماً وفي كلّ مرحلة وفي كلّ عصر: أنْ يحمل – أي المُفسّر – كلَّ تُراث البشريّة الذي عاشهُ، يحمِل أفكار عصره، يحمِل المقولات التي تعلَّمها في تجربته البشرية ثمّ يضعُها بين يدي القرآن، بين يدي الكتاب الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا مِن خلْفه؛ ليحكُمَ على هذه الحصيلة بما يُمكن لهذا المفسِّر أن يفهمه، أن يستشفّه أن يتبيّنه مِن خلال مجموعة آياته الشريفة.
  • إذنْ فهنا يلتحم القرآن مع الواقع، يلتحم القرآن مع الحياة، التفسير يبدأ مِن الواقع وينتهي إلى القرآن، لا أنّه يبدأ مِن القرآن وينتهي في القرآن، فتكون عمليّة مُنعزلة عن الواقع، منفصلة عن تراث التجربة البشرية، بل هذه عمليّة تبدأ مِن الواقع وتنتهي بالقرآن القيّم، بوصفه المصدر الذي يُحدّد على ضوئه الاتجاهات الربانيّة بالنسبة إلى ذلك الواقع)!
  • ● قول السيّد الصدر (التفسير يبدأ مِن الواقع وينتهي إلى القرآن) كيف يكون ذلك؟!!
  • الزيارة الجامعة الكبيرة: (مَن أراد الله بدأ بكم) والذي يُريد الله لابُدّ أن يفهم كلام الله، وفهم القرآن لابدّ أن يكون مِن خلال العترة.
  • ● منهج أهل البيت عليهم السلام هو أن نبدأ مِن العِترة وننتهي إلى القرآن.. وأمّا قول السيّد الصدر (لا أنّه يبدأ مِن القرآن وينتهي في القرآن) فهذه المنهجية التي أشار إليها بأنه لا يعمل بها هي المنهجية العُمَرية.. والسيّد الصدر ذهب إلى ما هو أبعد منها (وهي المنهجية القطبية)!!
  • ● هذه المنهجية في فهم القرآن عند السيّد محمّد باقر الصدر تُخالف منطق أهل البيت عليهم السلام 100%، وثانياً تُوصلنا إلى نتائج خاطئة، كما وصل السيّد محمّد باقر الصدر إلى نتائج خاطئة! هذه المنهجيّة تركتْ آثارها عليه في سائر مشاريعه الأخرى العلمية والفكرية وحتّى السياسية!

  • يقول السيّد الصدر في كتابه [المدرسة القرآنية]: (في منهج التّفسير الموضوعي لأنّنا نستنطق القرآن، وأنّ في القرآن علم ما كان وعلم ما يأتي، لأنّ في القرآن دواء دائنا، لأنّ في القرآن نظْم ما بيننا، لأنّ في القرآن ما يُمكن أن نستشفّ منه مواقف السّماء اتجاه تجربة الأرض)!!

  • ● السيّد الصدر يأتي إلى كلام أمير المؤمنين عليه السلام فيبتره ويأخذ منه فقط عبارة (فاستنطقوه) فقط ثُمّ يقفز على الحقائق الموجودة في كلام الأمير حين قال (ولن ينطق، لكنْ أُخبركم عنه) ويذهب مُباشرة لهذه العبارات (ألا إنّ فيه علْم ما يأتي، والحديث عن الماضي، ودواء دائكم، ونظْمَ ما بينكم) ويُضيف إليها ما أخذه من سيّد قطب!!! هذا هو المنهج الأبتر الذي أتحدّث عنه، المنهج الذي يبتر الحقائق! فهو هنا يأخذ كلمة (فاستنطقوه) من كلام الأمير عليه السلام، ويحذف ما بعدها وهو الأساس، ثُمّ يبني على هذه الكلمة ما فهمه مِن سيّد قطب!!
  • المُشكلة أنّ السيّد الصدر مُطّلع على كلام أمير المؤمنين، وقد أورده كما هو في بداية كتابه، فهو غير غافل عنه.. ولكن رُغم ذلك يبتر كلام سيّد الأوصياء، ويأخذ منه كلمة (فاستنطقوه) وعلى أساسها يُشرعن شرعنة فكرية للتفسير الموضوعي الذي أخذه عن سيّد قطب!! (اقرؤوا الصفحات الأولى من الجزء الأوّل من تفسير سيّد قطب ستجدون هذا المعنى وهذه المنهجيّة أنّه يستلهم المعاني من القرآن!!)
  • ● قول السيّد الصدر (لأنّ في القرآن ما يُمكن أن نستشفّ منه مواقف السّماء اتجاه تجربة الأرض) هذه تعابير قُطبية بامتياز!!
  • في منهج أهل البيت الربط يكون دائماً بالإمام المعصوم، وليس الربط بالسماء.. فإنّ مُصطلح السماء والربط بالسماء هذه مُصطلحات غائمة وعائمة. (إذا استُعملت فإنّها تستعمل في الجوّ الأدبي، لا أن تكون أساساً فكرياً على طول الخط!)
  • هذه المُصطلحات القُطبية جاء بها السيّد الصدر وأقرانه وتلامذته وأقحموها في الثقافة الشيعية بسبب تشبّعهم بالفكر المُخالف، وإلّا فهي لم تكن موجودة قبل ذلك! أضف أنّ الأمور الغَيبيّة لا تُستشفّ ولا تستنطق.. وتعبير (نستشف) هو تعبير سيّد قطب، فهو الذي يقول أنّه يُمكننا أن نستشفّ المعاني من القرآن، أمّا سيّد الأوصياء فيقول: فاستنطقوه ولن ينطق!

  • أيضاً يقول السّيد الصدر في كتابه [المدرسة القرآنية] في الدرس الثاني:

  • (أنّ التّفسير الموضوعي كما شرحنا بالأمس يبدأ بالواقع الخارجي بحصيلة التجربة البشريّة، يتزوّد بكلّ ما وصلتْ إلى يده مِن حصيلة هذه التجربة ومِن أفكارها ومن مضامينها ثمّ يعود إلى القرآن الكريم ليُحكّم القرآن الكريم، ويستنطق القرآن الكريم على حدّ تعبير الإمام أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، ويكون دوره – أي دور المُفسّر – دوراً مُستنطَق، دور الحوار، يكون دور المُفسّر دوراً ايجابياً أيضاً، دورُ المُحاور، دورُ من يطرح المشاكل مَن يطرح الأسئلة، مَن يطرح الاستفهامات على ضوء تلك الحصيلة البشريّة على ضوء تلك التجربة الثقافية التي استطاع الحصول عليها، ثمّ يتلقّى من خلال عملية الاستنطاق، مِن خلال عملية الحوار مع أشرف كتاب يتلقى الأجوبة مِن ثنايا الآيات المتفرقة..)!!
  • أمير المؤمنين يقول القرآن (لن ينطق) فكيف نُحكّم القرآن إذاً ؟! وكيف نتلقّى مِنه الأجوبة وهو لن ينطق!! هذه الأجوبة التي يتلقّاها مَن يستنطق القرآن هي أجوبة مِن الشيطان وليس مِن الرحمن!
  • ثُمّ إنّه إذا كان دور المُفسّر دور المُحاور للقرآن وأنّه يتلقّى الأجوبة مِن خلال الآيات.. فأين هو دور الإمام المعصوم إذاً ؟!

  • (وقفة عند نماذج من أحاديث أهل البيت عليهم السلام تُبيّن منطقهم مع القرآن الكريم).

  • ● أيضاً يقول سيّد الأوصياء صلوات الله عليه في إحدى خُطبه في [نهج البلاغة] وهو يصف القرآن، يقول:
  • (هذا القرآن إنّما هو خطٌ مستورٌ بين الدفتين، لا ينطق بلسان، ولا بدّ له من تَرجُمان. وإنّما ينطق عنه الرجال. ولمّا دعانا القوم إلى أن نحكم بيننا القرآن لم نكن الفريق المتولي عن كتاب الله تعالى. وقد قال الله سبحانه ” فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول). فالقرآن كتاب رمزي مستور.. والّلغة فيه لا تنسجم مع الطبيعة البشريّة، فلابدّ له مِن ترجمان.
  • ● وقول الأمير عليه السلام (وإنّما ينطق عنه الرجال) هذه العبارة نفهمُها إذا رجعنا إلى زيارات أهل البيت عليهم السلام.. على سبيل المثال زيارة آل ياسين، حين تقول الزيارة: (السلامُ عليكَ يا داعي الله وربّانيّ آياته، السلام عليك يا باب الله وديّان دينه.. السلام عليك يا تالي كتاب الله وترجمانه) الذين يتلون الكتاب حقّ تلاوته هم آل محمّد عليهم السلام.
  • وهؤلاء الذين وصفتهم الزيارة الجامعة بهذه الأوصاف العليّة هم تراجمة وحيّ الله.
  • ● وقفة عند رواية سيّد الأوصياء عليه السلام في [تفسير البرهان : ج1]: (عن أبي معمر السعداني أنّ رجلاً قال له أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب: إيّاك أن تُفسّر القرآن برأيك حتّى تفقهه عن العلماء، فإنّه رُبّ تنزيل يُشبه كلام البشر وهو كلام الله وتأويله لا يشبه كلام البشر، كما ليس شيءٌ من خلقه يشبهه، كذلك لا يشبه فعله تبارك وتعالى شيئاً مِن أفعال البشر، ولا يشبه شيء مِن كلامه كلام البشر، وكلام الله تبارك وتعالى صفتُهُ وكلام البشر أفعالهم، فلا تشبّه كلام الله بكلام البشر فتهلك وتضل..)
  • ● قول الإمام عليه السلام (حتّى تفقهه عن العلماء) الأئمة يقولون: نحن العلماء وشيعتنا المُتعلّمون.. فوصف (العلماء) لا ينطبق حقيقة إلّا عليهم صلوات الله عليهم.
  • ● وقفة عند حديث الإمام الصادق عليه السلام مع جابر الجعفي في [تفسير العيّاشي]: (يا جابر، إنّ للقرآن بطناً وللبطن ظهراً، وليس شيءٌ أبعد مِن عقول الرجال منه، إنّ الآية لينزلُ أوّلها في شيء وأوسطها في شيء، وآخرها في شيء، وهو كلامٌ متصرّف على وجوه)!!
  • ● وقفة عند رواية أخرى لإمامنا الصادق عليه السلام أيضاً في [تفسير العيّاشي]: (عن القاسم بن سليمان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما ضربَ رجلٌ القرآن بعضه ببعض إلّا كفر). ضرب القرآن بعضه ببعض : أي فسّر القرآن بعضه ببعض! (يعني جمع الآيات المُتشابهة على أساس وحدة المُصطلح ووحدة الكلمة وفسّرها ببعضها).
  • ● قد يسأل سائل هنا: وهل طريقة جمع الآيات المُتشابهة على أساس وحدة الكلمة وتفسير بعضها بالبعض آخر طريقة خاطئة مُطلقاً؟!
  • وأقول: ليس الأمر كذلك، هذه الطريقة تكون صحيحة ضمن قواعد أهل البيت في التفسير، وضمن رؤيتهم في التفسير.. أمّا وفقاً للرؤية العُمرية فهي خاطئة 100%.
  • ● وقفة عند حديث الفضيل بن يسار مع الإمام الباقر عليه السلام في [تفسير العيّاشي]: (عن الفضيل بن يسار قال: سألتُ أبا جعفر عليه السلام عن هذه الرواية: “ما في القرآن آية إلّا ولها ظهرٌ وبطن، وما فيه حرف إلّا وله حد، ولكلّ حد مطلع” ما يعني بقوله: لها ظهر وبطن؟ فقال: ظهره تنزيله وبطنه تأويله، منه ما مضى، ومنه ما لم يكن بعد، يجري كما تجري الشمس والقمر، كلّما جاء منه شيء وقع، قال الله تعالى: {وما يعلم تأويله إلّا الله والراسخون في العلم} ثُمّ قال الإمام الباقر عليه السلام: نحن نعلمه).

  • إنّني أقطع أنّ الكثيرين من المُعجبين بفكر السيّد محمّد باقر الصدر – إن لم يكن الكل – يعتبرون هذا الحديث تسقيطاً وتنقيصاً للسيّد محمّد باقر الصدر.

  • وأنا أقول لهم: إنّني أكثر معرفة منكم بتأريخ السيّد محمّد باقر الصدر وأكثر معرفة منكم بنتاجه العلمي والفكري.. وأنا مِن جيل كان مُعجباً شديد الإعجاب بالسيّد محمّد باقر الصدر.
  • وحين كنت في سنّ السابعة عشرة كُنت أدرّس وألقي محاضرات على الشباب مِن جيلي أُدّرس فيها فِكره مِن خلال كُتبه مثل كتاب [فلسفتنا]، وكتاب [الأسس المنطقية للإستقراء] فأنا على اطّلاع بما كتبه السيّد محمّد باقر الصدر.. ودخلنا السجون لأنّنا محسوبون على السيّد محمّد باقر الصدر!!
  • أنا لا أريد أن أقيّم السيّد محمّد باقر الصدر مِن خلال موازيين الحوزة لأنّي لا أُؤمن بها.. ولا أريد أن أتحدّث عن مشروعه الفِكري المهم جدّاً الذي تجلّى في كتابه [الأسس المنطقية للاستقراء]، فالموازيين التي أُؤمن بها هي موازيين محمّد وآل محمّد فقط.
  • أنا هنا أريد أن أتحدّث عن هذا المدّ القطبي الضال الذي أُدخل إلى الواقع الشيعي بسبب السيّد الصدر وتلامذته وأقرانه.. أنا أتحدّث عن هذه القضية وأزنُ ما كُتب بموازيين أهل البيت عليهم فقط.
  • ● الذي يعترض على كلامي بشأن السيّد الصدر ويرفضه، عليه أن يُثبت أحد أمرين:
  • — الأوّل: عليه أن يُثبت أنّ ما نقلته من كلام مِن كتب السيّد محمّد باقر الصدر ليس موجوداً في كُتبه.. يعني يُثبت أنّني افتريتُ عليه فيما نقلت من كتبه.
  • — الثاني: عليه أن يُكذّب الموازيين التي ذكرتُها ووزنتُ بها كلام السيّد الصدر.. فإنّي ما وزنتُ كلامه بموازيين مِن عندي، وإنّما وزنتُ كلامه بمنطق الزيارات والروايات والأحاديث المعصومية الشريفة. وبعد ذلك يحقّ له أن يقول ما يقول.

  • وقفة عند دراسة كتبها أحد الجزائريين المُتخصصين في الدراسات القرآنية في الجزائر اسمه (فتحي بودفلة)

  • في هذه الدراسة هناك مسألة مهمّة أشار لها الكاتب.. يقول وهو ينقل كلام سيّد قطب الموجود في الطبعة الأولى من تفسيره والذي يتحدّث فيه عن منهجيّته في فهم القرآن: (فانظر مثلاً إلى تفسير قوله تعالى} حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى{ يقول – أي سيّد قطب – في طبعة الظلال الأولى:
    “أشهد أنّي وقفتُ أمام هذه النقْلة طويلاً، لا يفتح عليَّ في سِرّها، ولا أريد أنالها، ولا أقنَع كلّ القناعة بما جاء في بعض التفاسير عنها: مِن أنّ إدخال الحديث عن الصلاة في جوّ الحديث عنها إشارة إلى الاهتمام بأمرها..) إلى أن يقول:
  • (لقد بقيتُ ستّة أشهر لا أُجاوز هذه النقلة، ولا أمضي – في التفسير -، لأنّ سرها لم يُكشف لي كشفاً يستريح ضميري إليه، وأشهد أنّه لم يسترحْ بعد لِما اهتديت حتّى الّلحظة إليه)!!
  • ● إلى أن يقول: (ولكنّني ـ كما قلتُ مُخلصاُ ـ لا أستريحُ الراحة للذي اهتديتُ إليه، فإذا هُديتُ إلى شيء آخر فسأبيّنه في الطبعة التالية، وإذا هدى الله أحداً مِن القرّاء فليتفضّل فيُبلّغني بما هداه الله)!!
  • ● إلى أن يقول: (وفي الطبعة التالية بعد طول تأمّل وإمعان نظر دام السنين الطوال عاود الوقوف عند مُراسلات القرّاء واستجابتهم لدعوته، ثمّ بيّن أنّه لم يطمئن لشيء ممّا ذكروه ولا لشيء ممّا قرأه حتّى فتح الله عليه بما في الطبعة المُنقحة مِن الظلال…)!!
  • هل هذه المنهجية البائسة هي التي يُفسّر بها القرآن؟!!

  • كما قلت في بداية حديثي: التشيّع في العراق له جناحان (النجف وكربلاء)

  • (وقفة أعطف فيها الحديث إلى الجناح الثاني للتشيّع في العراق وهو : كربلاء) وأبرز رموز كربلاء: هو المرجع السيّد محمّد الشيرازي. هناك تشابه واضح بين حركة المنهج الأبتر في النجف وفي كربلاء (على مستوى التنظيم السياسي) ففي كربلاء نشأتْ منظّمة العمل الإسلامي في أجواء السيّد محمّد الشيرازي وتحت رعاية مرجعيّته وبإشرافه (فهي نشأتْ في أجوائه مُنذ البداية)،
  • وبعد ذلك ابتعدتْ منظمّة العمل الإسلامي عن السيّد الشيرازي خصوصاً في إيران، بعد الخلاف الذي نشب بين المسؤول الأوّل في منظمة العمل الإسلامي: السيّد محمّد تقي المُدّرسي ابن أخت السيّد محمّد الشيرازي وبين أخواله! إلى الحدّ الذي وصلتْ فيه هذه الخلافات إلى حدّ الصفْع على الوجوه – كما ينقل المطلّعون!!

  • حزب الدعوة هو النسخة القطبية الإخوانية الشيعية النجفية.. ومنظّمة العمل الإسلامي هي النسخة عن (حزب الدعوة)، أُسّست على غِرار حزب الدعوة، (فهي تقليدٌ عن التقليد) ولذلك هي نسخة مُشوّهة!!

  • وأحمد الكاتب الذي أنكر ولادة الإمام الحجّة هو أحد قادة منظّمة العمل الإسلامي.. علماً أنّ (أحمد الكاتب) هو اسمه المُستعار، أمّا اسمه الحقيقي هو: عبد الرسول عبد الزهرة عبد الأمير (اسم شيعي مكعب بامتياز) وهو من كربلاء!

  • قراءة سطور من مذكّرات كتبها [أحمد الكاتب] والتي تُبيّن أنّ أحمد الكاتب كان قائداً في مُنظّمة العمل الإسلامي.. وأنّه صار قائداً للمنظّمة بعد خروج السيّد محمّد الشيرازي مِن العراق، حيث ذهب إلى الكويت! يقول في مذكراته:

  • (وهكذا وجد السيّد محمّد الشيرازي نفسه يتعرّض لجملة مِن الضغوط – من البعثيين – في قلّة مِن الأعوان، فهاجر مِن العراق في نهاية عام 1971، وترك في محلّه السيّد كاظم القزويني الذي كان يحمل الجنسية العراقية، ثمّ ذهب الى الكويت. وخرج معه السيّد محمّد تقي المدرسي وإخوانه، فقرّر التنظيم ترفيعي الى مستوى قيادة عام 1972 وشكلنا لجنة مِن خمسة أعضاء بقيادة المرحوم الحاج علي محمّد…)
  • ● إلى أن يقول وهو يتحدّث عن تأسيس منظّمة العمل الإسلامي: (كان التيار الشيرازي تيّاراً نشِطاً يعمل منذ بداية الخمسينات، ولكنّه كان يرفض فكرة التحزّب والتنظيم الحزبي، ولكنّه أدرك بعد الضربة الّتي وُجّهتْ له باعتقال السيّد حسن الشيرازي حاجته الى التنظيم، وهنا قرّر أركان التيار مثل السيّد محمّد الشيرازي والسيّد كاظم القزويني والسيّد محمّد تقي المُدرّسي البدء في تنظيم الشباب، وأوكلوا مُهمّة إدارة التنظيم الى السيّد المُدرّسي بشرط التأكيد على التبعيّة للمرجعية الدينية، وقد كنتُ مُنخرطاً في التنظيم مِن حيث لا أدري بوجوده، بل يُمكن القول أنّي وُلدتُ ونشأتُ في أحضان الحركة المرجعية.
  • وقد علمتُ بالتنظيم رسميّاً في نهاية عام 1969 بعد إطلاق سراح السيّد حسن الشيرازي ووفاة السيّد الحكيم، وذلك عندما حوّلني أستاذي السيّد مجتبى الشيرازي إلى ابن أختهِ السيّد هادي المدرّسي العائد لتوه من لبنان، وأوكل اليه مُهمّة الإشراف على قيامي مع مجموعة مِن الزملاء هم: الشيخ صاحب الصادق، والشيخ كاظم السباعي، والشيخ محمّد أمين الغفوري بتأليف كتب إسلامية…)
  • ● إلى أن يقول: (وبالرغم مِن أنّنا كنّا نحمل فكراً شيعياً إمامياً قويّاً، إلّا أننا لم نجد مانعاً مِن الانفتاح على الفكر الإسلامي (السني) العام، وبالخصوص كتابات قادة الأخوان المسلمين مثل: سيّد قطب ومحمّد البهي، ومحمّد جلال كشك ومحمّد قطب وغيرهم، التي كانتْ تُشكّل العمود الفقري لمكتبتنا).
    الذي يقرأ أدبيّات منظّمة العمل الإسلامي مِن كتابات السيّد محمّد تقي المدّرسي، ومِن كتابات السيّد هادي المُدرّسي وغيرهما، والذي يستمع إلى مُحاضراتهم (في الثمانيات وما قبل الثمانينات) سيجد النَفَس القطبي واضح جدّاً !!
  • ● وقوله عن كُتب القطبيين أنّها (التي كانتْ تُشكّل العمود الفقري لمكتبتنا) هذه المعلومة صحيحة ودقيقة 100%.
  • ● مثلما اختلف حزب الدعوة مع السيّد محمّد باقر الصدر.. اختلفتْ قيادات منظّمة العمل مع السيّد الشيرازي!!
  • ● مقطع 1: مقطع فيديو من مقابلة أجرتها قناة النعيم مع السيّد طالب الرفاعي وهو يُحدّثنا عن الحاجة إلى الكتب الإخوانية وإلى الفكر القطبي!!
  • ● بالمُجمل أقول: هذه بضاعتهم رُدّت إليهم.. وأكمل الحديث في حلقة يوم غد!!

تحقَق أيضاً

أسئلةٌ وشيءٌ من أجوبة … – الحلقة ٤٩ والأخيرة

يازهراء …