الجزء الثالث … الكتاب الناطق – الحلقة ١٢٨ – لبّيك يا فاطمة ج٤٥ – ملامح المنهج الأبتر في الواقع الشّيعيّ ق١٢ – ضعف البراءة ج٦ Show Press Release (25 More Words) الجزء الثالث … الكتاب الناطق – الحلقة 128 – لبّيك يا فاطمة ج45 – ملامح المنهج الأبتر في الواقع الشّيعيّ ق12 – ضعف البراءة ج6 صور OverlaysPreviousNext فيديو يوتيوب اوديو مطبوع Show Press Release (12٬536 More Words) يازهراء بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيم سَلَامٌ عَلَيك يَا وَجْه الله الَّذِيْ إِلَيهِ يَتَوجَّهُ الأَوْلِيَاء… بقيَّةَ الله… مَاذَا فَقَدَ مَنْ وَجَدَك وَمَا الَّذِيْ وَجَدَ مَنْ فَقَدَك؟!… الْحَلَقَةُ الثَّامنةُ وَالعُشْرُون بَعد الْمِئَة لَبَّيكِ يَا فَاطِمَة الجُزْءُ الخَامِس والأَربَعُون ملامحُ المنهج الأبتر في الواقع الشِّيعيّ ق 2 – ضَعْفُ البَرَاءَة ج6 سَلَامٌ عَليْكُم إِخْوَتِيْ أَخَوَاتِيْ أَبْنَائِيْ بَنَاتِيْ … العُنوانُ هُو العُنوانُ المتقدِّم: لبَّيكِ يَا فَاطِمَة …!! والحديثُ في ملامحِ المنهجِ الأبتر الَّذي يتحرَّك بفاعليةٍ كَبيرة ونشاطٍ شديد في وسط المؤسَّسة الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الرَّسميَّة، وصلَ بنا الحديثُ إلى الجناح الثَّاني مِن أجنحة التشيُّع في العراق كربلاء، وكان الحديثُ عن مَرجعيَّة السيِّد مُحَمَّد الشِّيرازي رحمةُ اللهِ عليه، ووصلَ الحديثُ إلى مُنظَّمة العمل الإسلامي التنظيم السِّياسي الَّذي نشأ في أجواءِ المرجعيَّة الشِّيرازية، وكَانَ الفِكُر القُطبيُّ، كما قال أحد قادتهم أحمدُ الكاتب في مُذكّراته، كان العمود الفقري لمكتبتهم الفكرية، وعرَّجتُ على ما جَاء في تَفسير الرَّجل الأوَّل في هذه المنظَّمة السيِّد مُحَمَّد تقي المدرِّسي المرجع المعاصر، حيثُ قرأتُ من تفسيره (من هُدى القُرآن) الطريقة الَّتي كَتَب بها تفسيرَهُ، وأجريتُ مُقارنةً سريعةً بين سيِّد قطب والسيِّد مُحَمَّد باقر الصَّدر والسيِّد تقي المدرِّسي. فسيِّد قطب كما يقول في مُقدِّمةِ كتابهِ: – لقد عشتُ أسمع اللهَ سُبحانهُ يتحدَّثُ إِليّ بهذا القُرآن..!! – أين عاشَ سيِّد قطب؟ قال الحياةُ في ظلال القُرآن نعمة، نعمةٌ لا يعرفها إلَّا من ذاقها، إلى أنْ يقول:- لقد منَّ عَلَيَّ بالحياة في ظلال القرآن فترةً من الزَّمن ذُقتُ فيها من نِعمتهِ ما لم أذُق قطَّ في حياتي – فلقد عاش كما يقول في ظِلال القُرآن، كان يجلسُ ويحيا ويعيش ويقوم في ظِلال القُرآن وهو يسمعُ الله يتحدَّثُ إليهِ بآيات الكِتاب الكَريم! هو هكذا يقول ولستُ أنا الَّذي أقول – لقد مَنَّ عَلَيَّ – مَنَّ الله عَلَيَّ – بالحياة فِي ظِلال القُرآن فترةً من الزَّمن، لقد عشتُ أسمع اللهَ سُبحانهُ يتحدَّثُ إِليّ بهذا القُرآن أنا العبدُ القليل الصَّغير – وكما قال أيضاً في كتابهِ (مشاهد القيامة في القُرآن)، حين يتحدَّثُ عن مراجعِ هذا الكتاب، والكلام هوَ هوَ والأسلوب هوَ هوَ، في ظِلال القُرآن أو هنا في مشاهد القيامة في القُرآن – كان مرجعي الأوَّل في هذا الكتاب هو المصحفُ الشَّريف، وقد اعتمدتُ على فهمي الخاص لأسلوب القُرآن الكريم – فهو يعيشُ في ظلال القُرآن ويستمعُ إلى آياتِ اللهِ مِن الله! هو الَّذي يقول ولستُ أنا الَّذي أقول، هكذا يُحدِّثنا سيِّد قطب:- لقد عشتُ أسمعُ الله يتحدَّث إليّ بهذا القُرآن. السيِّد مُحَمَّد باقر الصَّدر، المنطقُ هوَ هوَ (المدرسة القُرآنية)، مكتبة سلمان المحمَّدي، صفحة 33، في الدرس الثَّاني من مجموعة دروسٍ كان يُلقيها على طَلَبَتهِ في حوزة النَّجف:- يكونُ دور الْمُفسِّر – الَّذي يُفسِّر بالطريقة القطبية، ما اصطلح عليه: بالتفسير الموضوعي – يكونُ دور المُفسِّر دوراً إيجابياً أيضاً دور المحاور – يحاور القُرآن – دور من يطرحُ المشاكل، من يطرح الأسئلة، من يطرح الاستفهامات على ضوء تلك الحصيلة البشرية، على ضوء تلك التجربة الثَّقافية الَّتي استطاع الحصول عليها – في ضوء ثقافتهِ، في ضوء تجربتهِ يطرحُ الأسئلة والاستفهاهات والمشاكل على من؟ على القُرآن – ثُمَّ يتلقَّى من خِلال عملية الاستنطاق، من خلال عملية الحوار معَ أشرف كتاب يتلقى الأجوبة من ثنايا الآيات المتفرِّقة – فهو أيضاً يسمعُ القُرآنَ يحدِّثهُ، سيِّد قُطب كَان يَسمعُ الله يُحدِّثهُ بهذا القُرآن! والسيِّد محَمَّد باقر الصَّدر يتلقَّى الأجوبة من ثنايا الآيات المتفرِّقة! بعد أنْ يستنطق القُرآن الَّذي قال عنهُ أمير المؤمنين إنَّهُ لن ينطق، ولكنَّ السيِّد مُحَمَّد باقر الصَّدر مع ذلك يقفزُ على كلام سيِّد الأوصياء ويستنطق القُرآن، ويستلهم الأجوبة من الآيات!! مَن هذا الَّذي كان يُحدِّث سيِّد قطب؟ هو يقول كان يستمعُ إلى الله يُحدِّثه بهذا القُرآن، فمن هذا الَّذي كان يُحدِّثُ السيِّد قطب كي يستلهم المعاني ويُثبِّت ما ثَبَّته في كتابهِ في ظلال القُرآن؟ من هو هذا؟! فعلاً كان الله يُحدِّثُ سيِّد قطب؟! هل كان يكذب؟ لا، لم يكن يكذب سيِّد قطب، والدليل أنَّهُ كتب تفسيراً كبيراً، إذاً كان هناك من يُحدِّثه وإلَّا كيف كَتَب هذا التفسير؟! نفسُ الشَّيء السيِّد مُحَمَّد باقر الصدر كان هناك من يعطيه الأجوبة ولذلك وضع هذهِ الدروس ونقلها إلى تلامذته، فمَن هو هذا الذي كان يُحَدِّثُ ويعطي الأجوبة؟ أنتم أجيبوا على هذا السؤال؟! ثُمَّ يتلقَّى من خلال عملية الاستنطاق – الإمام قال بأنَّ هذا القرآن لنْ ينطق، فلابُدَّ أن يكون هناك من ناطقٍ آخر، النَّاطق الحقيقي عليٌّ، ولكنَّ السيِّد الصَّدر لم يأخذ من عليٍّ!! قفز على حديثهِ، فلابُدَّ من وجود ناطقٍ ثانٍ، هما ناطقان: ناطقٌ ينطق عن الله وناطق ينطق عن الشَّيطان، هكذا أخبرنا الأَئِمَّةُ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين. سيِّد قطب في بعض الحالات يبدو أنَّ الله لم يُحدِّثه حين وصل إلى الآية الَّتي تتحدَّثُ عن المحافظة على الصَّلوات والصَّلاة الوسطى في سورة البقرة، حين وصل إلى هذهِ الآية فيبدو أنَّ الله لم يُحدِّثهُ، هو قال هكذا بأنَّهُ بقي أكثر من ستة أشهر مُتوقِّفاً عند هذه الآية، ويبدو أنَّ الله لم يُحدِّثه، لماذا لم يُحدِّثه عند هذه الآية؟ لا ندري!! وطلب من الجمهور من القرّاء أنْ يُسعفوه، يبدو على طريقة [لُمّو لَخيْكم]! ولكنَّ هذه الطريقة ما أسعفت السيِّد قطب لأنَّهُ لم يقتنع إلى أنْ فتح الله عليه ففُتِحت الفتوح على سيِّد قطب وكتب. السيِّد تقي المدرِّسي، هو الآخر أيضاً يقول – كُنت آوي إلى مسجدٍ – هذا في صفحة 26، من طبعة دار القارئ، الطبعة الثَّانية، 2008 ميلادي، سماحة المرجع الدِّيني آية الله العظمى الحاج السيِّد محَمَّد تَقي المدرِّسي، هو يقول:- كُنتُ آوي إلى مسجدٍ أو مقامٍ هادئ حَاملاً مَعي القُرآن والقَلم والقُرطاس فقط، وربَّما هموماً كثيرة مِمَّا تَخصُّ الأُمَّة، فأجلسُ كالتلميذ أمام كتاب ربِّي، وأقرأ مجموعة آياتٍ وأتدبَّر فيها، وإذا لم يسعدني ذكائي لفهم أبعاد آيةٍ كريمة سألتُ الله سُبحانه أنْ يُعينني على ذلك، ثُمَّ أُسجِّلُ في البدء خُلاصة الأفكار الَّتي استوحيها منها، وبعدئذٍ أتدبَّر في آيةٍ آية وأُسجِّلُ تأمُّلاتي فيها بتفصيلٍ أكثر – وهو أيضاً لا ينسى أنْ يُذكِّر بدور تلامذتهِ – ولا أنسى – هذا في مُقدِّمة الطبعة الأولى، صفحة 25:- ولا أنسى دور أخوتي من تلاميذ درس التفسير الَّذي كُنتُ أُلقيه في بَلْوَرةِ رُؤاي وأفكاري – أيضاً على طريقة [لِمّو لَخيْكم]! على نفس الطريقة..!! هكذا هو التفسير وإلَّا فلا!! إنّها منهجيَّةٌ مخالفةٌ مئة بالمئة لمنهجيَّةِ آلِ مُحَمَّدٍ في تفسير القُرآن. نحن لو قمنا بأدنى مراجعة لأحاديث أهل البيت، فإنَّنا سنجدُ أنَّ آل مُحَمَّد صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين هكذا علَّمونا أنْ نُفسِّر القُرآن: أوَّلاً: وضعوا لنا قواعد في التفسير، والرِّوايات ذكرت تلك القواعد، وَلَكِنْ علماءُ الشِّيعةِ أعرضوا عنها، لماذا؟ لأنَّها ضعيفةٌ بحسب قذارات علم الرجال، فأهلُ البيت وضعوا لنا قواعد عامَّة في التفسير. ثانياً: بَيَّنوا لنا القراءة الصَّحيحة الَّتي نزل بها القُرآن، صحيحٌ أنّهم أمرونا أنْ نقرأ كما يقرأُ النَّاس، ولكنَّهم بيَّنوا لنا القراءة الصَّحيحة، لكي نفهم القُرآن على ضوءها، هذه هي الأُخرى رفضها عُلماء الشِّيعة، لماذا؟ لأنَّ قذارات علم الرِّجال وأوساخ علم الأصول وقُمامة قَواعد التفسير الَّتي جاءوا بها من النَّواصب ترفضُ ذلك، فماذا نصنع؟! هذا هو حظُنا العاثر قطعاً والسيّءُ إلى أبعدِ الحدود، فأهلُ البيت وضعوا قواعد التفسير فرفسوها بأرجلهم، ووضعوا القراءة الصَّحيحة للقُرآن فرفسوها أيضاً بأرجلهم. بعد ذلك فصَّلوا في معاني الآيات وجاءتنا التفاسير، تفسيرُ العياشي مزَّقوه ولم يبقَ إلَّا ربَّما الأقلّ من نصفه أو بقي نصفهُ، تفسير القُمِّي حرَّفوه، تفسير الإمام العسكريّ لم يبقَ منهُ ربَّما إلَّا أجزاء يسيرة جدَّاً ومعَ ذلك هذه الأجزاء اليسيرة حكموا عليها بالإعدام، وهكذا سائر الرِّوايات والأحاديث التفسيرية، فماذا فعلوا؟ ركضوا باتٌجاهِ النَّواصب، فركض الطوسيُّ إلى الطبري وطبَّق منهجيَّة الشَّافعي وعبّأها بأفكار المعتزلة، وراح يتتبُّع الطبري فيما يقول فيستنسخ أقواله، إلى الحدِّ الَّذي تصوَّر الكثيرون ممن يقرأون تفسير التبيان للطوسي أنَّهُ حين يتحدَّثُ عن أبي جعفر فإنَّهُ يتحدَّثُ عن أبي جعفرٍ الباقر، وهذا يومُ شهادتهِ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، وواللهِ ما هو هكذا إنَّهُ يتحدَّثُ عن أبي جعفرٍ الطبري، فحين يقول قال أبو جعفر هو لا يعني الإمام الباقر، إنَّهُ يعني مُحَمَّد ابن جرير الطبري وارجعوا إلى كتابهِ إلى تفسير الطبري، ارجعوا إلى روايات الإمام الباقر فإنَّكم لنْ تجدوا هذا الكلام الَّذي قال عنه قال أبو جعفر، ولكن إذا رجعتم إلى تفسير الطبري ستجدون الكلام بنصِّه وبعينه، أمَّا الطبرسي في مجمعِ البيان فقد ركض إلى كُلِّ كُتب المخالفين فعبَّ منها عبَّاً، وساوى في طرحهِ وفي تفسيرهِ بين ما يقولهُ آلُ مُحَمَّد وبين ما يقوله ذلك الخارجي وهذا الأشعري وذاك النَّاصبي، ساوى بينهم جميعاً وجعل الكلام رأساً برأس، هذا هو التفسير الَّذي تحدَّث عنهُ السيِّد تقي المدرِّسي وقال إنَّهُ: أكثر التفاسير اعتباراً عندي، وهذا ما هو برأيهِ لوحدهِ فقط، هذا هو رأيُ المؤسَّسةِ الدِّينيَّة بكلِّ مراجعها السَّابقين والمعاصرين الأحياء، لماذا؟ لأنَّه التفسيرُ النَّاصبي الأمثل! ولذلك حين طبعهُ السيِّد البروجردي في مصر وأُهدي إلى عُلماء الأزهر مدحوه وكتبوا فيه المقالات وقالوا فيه الخُطب، لماذا؟ لأنَّهم وجدوا أنَّ التفسير هذا هو تفسيرُهم، هو بضاعتُهم رُدَّت إليهم، وعلى هذا الديدن البقيَّة الباقية، حتَّى حلَّ بنا هذا التكوينُ القُطبي اللعين، وهؤلاءِ هم عُلماؤنا، تلاحظون، رموز من النَّجفِ ورموز من كَربلاء، الجميع على نفس الطريقة القطبية اللعينة!! هذا الكتاب: (التمهيد في علوم القُرآن)، موسوعةٌ كبيرةٌ من عشرة أجزاء كَتَبها الشَّيخ مُحَمَّد هادي معرفة، بذل فيها جهداً جباراً، هذا هو الجزء العاشر، الجزء العاشر التفسير والمُفسِّرون مناهجُ التفسير، الطبعة الأولى من مؤسَّسة التمهيد مزيدة ومنقحة 2007 ميلادي، الشَّيخ محَمَّد هادي معرفة هو من أجواء المرجعيَّة الشِّيرازية الكربلائية، ومن أجوءا المرجعيَّة النَّجفيَّة والقُميَّة، رجلٌ مخضرمٌ بين هذه الاتجاهات، ماذا يتحدَّثُ في صفحة 507 عن تفسير في ظلال القُرآن، ماذا يقول؟ – في ظلال القُرآن لسيِّد ابن قُطب ابن إبراهيم الشَّاذلي المُستشهد سنة 1386، على يد طُغاة مصر – الرَّجُل شهيد! وماذا يقول؟ – فكان تفسيرهُ هذا – تفسير في ظلال القُرآن – من خيرِ التفاسير الأدبيَّةِ الإجتماعية الهادفةِ إلى إحياء الحركة الإسلامية العتيدة، فمن أهدافهِ – من أهداف هذا التفسير – إزاحةُ الفجوة العميقة بين مُسلمي العصر الحاضر والقُرآن الكريم وتعريف المسلمين إلى المهمَّة العلميَّة السِّياسية الَّتي قام بها القُرآن وبيان الحميَّة الجهادية الَّتي يهدفها القُرآنُ الكريم، إلى جنب تربية الجيل المسلم تربيةً قُرآنيَّةً إسلاميةً كاملةً – على عداء أهل البيت، كيف يُربي هذا التفسير الأجيال؟ يربّيهم على عداءِ أهل البيت وعلى نُكرانِ حقِّهم، وعلى إلحاقِ النَّقص بهم، وعلى طمسِ فضائلهم!! هنيئاً لعلمائنا وهنيئاً لكم أنتم، أنتم تعرفون أنفسكم ما هو وصفكم الحقيقي؟ أنتم أتباع هذا الواقع، هذا الواقع المضحك المبكي في نفس الوقت – إلى جنب تريبة الجيل المسلم تَربيةً قُرآنيةً إسلاميةً كاملة – أيّ تربية إسلامية كاملة! واللهِ هؤلاء العُلماء لا يخجلون ولا يستحون – وبيان معالم هذا الطريق الَّذي يجبُ على المسلمين سلوكهُ – يعني الطريق الَّذي يجبُ علينا أنْ نسلكَه نتعلَّمُه من أين؟ من سيِّد قطب!! في صفحة 508 يقول:- ثُمَّ يُحاول تَفسير الآيات في ذوقٍ أدبيٍ خالص ببيان الأهداف الكُليَّة الَّتي تَرمي إليها الآيات – الأهداف الكُليَّة، هذا هو التفسير الموضوعي – من غَيرِ تُعرُّضٍ للجزئيات، كما يجتنبُ من ذكرِ الإسرائيليات – يعني، الكتاب جِدَّاً نزيه ونظيف ونقيّ بحيث يُعلِّم الجيل المُسلم ويُربِّي الجيل تربيةً قُرآنيةً إسلاميَّةً كاملة! – كما يَجتنب من ذكر الإسرائيليات والرِّوايات الموضوعة أو الضَّعيفة – إلى آخر كلامه. يعني أنّ هذا الكتاب نَقيّ، ما فيه إسرائيليّات، يعني أنّ هذه الرِّواية الَّتي ذكرها من أنَّ أمير المؤمنين يشربُ الخمر هذه ليست من الإسرائيليات! وليست من الرِّوايات الموضوعة أو الضَّعيفة! هو هكذا يقول:- كما يجتنب من ذكر الإسرائيليات والرِّوايات الموضوعة أو الضَّعيفة – ولم يتطرَّق إلى هذه القضيَّة لا من قريبٍ ولا من بعيد، كما لم يتطرَّق إلى باقي الموضوعات الَّتي طمسَ فيها ذكرَ أهلِ البيت! ولكن هذه القضيَّة شاخصة وواضحة وموجودة إلى يومك هذا، لم يُشر إليها بل إنَّهُ نزَّه القُرآن واعترف بها بالمجمل، حين يقول:- كما يجتنب من ذكر الإسرائيليات والرِّوايات الموضوعة أو الضَّعيفة – يعني هذه الرِّواية أنَّ أمير المؤمنين شَرِب الخمر وصلَّى وهو لا يدري ما يقول يعني هذه الرِّواية لا هي من الإسرائيليات، ولا هي من الموضوعات، ولا هي حتَّى من الرِّوايات الضَّعيفة!! لِنقُل ربَّما نسي هذا الأمر، هو لا يقصد هذا، قصدُهُ شريف، فهو نسي هذه القضية ولم يُشِر إليها لأنَّها ليست مُهمَّةً عنده، كما قال السيِّد طالب الرِّفاعي: الإمام كان يشرب الخمر مثل ما كان يشرب البيبسي [لعد على شنو خابصينها]..؟! صفحة 512، يتحدَّث عن تفسير (من هُدى القُرآن)، للسيِّد تقي المدرِّسي يقول:- تفسيرٌ تربويٌّ تحليليٌّ شامل – يعني نفس الأسلوب مثل ما تفسير سيِّد قطب يُربّي الأجيال المسلمة تربية إسلامية قُرآنية كاملة فهذا هو نفسهُ – تفسيرٌ تربويٌ تحليليٌّ شامل يبحثُ فيه المؤلف – هو السيِّد محَمَّد تقي المدرِّسي – عن الرَّبط الموضوعي بين الواقع المُعاش وبين الحقائق الرَّاهنة والدلائل البينة الَّتي أبانها القُرآن الكريم مُنذُ أربعة عشر قرناً كمنهجٍ تربويٍ وأخلاقي يستهدفُ وضع الحلول النَّاجعة لكُلِّ مشكلات العصور المختلفة حتَّى قيام الساعة، قال المؤلِّف: واعتمدتُ فيه على منهج التدبُّر المباشر انطلاقاً مِمَّا بيَّنتهُ في التمهيد أي منهج الاستلهام مباشرةً من الآيات والعودة إلى القُرآن ذاتهِ كُلَّما قصرنا عن فهمِ بعض آياتهِ وفق المنهج الَّذي علَّمنا إيَّاه الرَّسولُ الكريم وأَئِمَّة أهل البيت حيث أمرونا بتفسير القرآن ببعضهِ فكان تفسيراً – يُكمل بعد ذلك الشيخ محَمَّد هادي معرفة – فكان تفسيراً تحليليَّاً تربويَّاً لم تُوجد فيه المعنعات الجدلية ولا الخُرافات الإسرائيلية – يعني لا توجد فيه روايات أهل البيت فتفسير القُرآن هو صافي ومصفَّى! هذا هو المقصود، وهذهِ الخرافيّات الإسرائيلية التي يتحدّثُ عنها هي أحاديث أهل البيت صلوات الله عليهم في تفسير القُرآن – لم توجد فيه المعنعات الجدلية ولا الخُرافات الإسرائيلية مُعتمداً شرح الآيات وذكر مقاصدها العالية وأهدافها السَّامية ومُعالجة أدواء المجتمع مُعالجةً ناجعةً موفقة – والحال أنّ أمير المؤمنين قال بأنّه إذا استنطقتموه لن ينطق!! في صفحة 513: (من وحي القُرآن) تفسير محَمَّد حسين فضل الله على نفس هذه الشَّاكلة [وعلى هالرَّنة طحينچ ناعم] على نفس هذه الشَّاكلة – تفسيرٌ تربويٌ اجتماعيٌّ شامل – أدري، لماذا لا يوجد الجانب العقائدي؟ القُرآن كتابٌ عقائديٌّ قبل أنْ يكون كتاباً تربويَّاً، لماذا كُلُّكم واقعون على مُشكلات الأُمَّة! مشكلات الإنسان! الجانب الحركيّ! لا أدري إلى متى سنبقى نتحرَّك وننفتح! نتحرَّك وننفتح! إلى متى؟ لا أدري – تفسيرٌ تربويٌ اجتماعيٌ شامل، ويعَدُّ من أروع التفاسير الجامعة – لماذا؟ لأنَّهُ ينتقصُ من أهل البيت كثيراً، هو هذا السَّبب! لأنَّهُ يُضعِّف أحاديثَ أهل البيت، هذا هو السَّبب! ويُعدُّ من أروع التفاسير الجامعة لأنَّهُ نُسخةٌ مُشوّهة عن تفسير سيِّد قُطب، لذا صار من أروع التفاسير!! – تفسيرٌ تربويٌّ اجتماعيٌ شامل ويُعدُّ من أروع التفاسير الجامعة النَّابعة – [منين نابعة؟ بالله خل نشوف منين نابعة!!] – النَّابعة من روحٍ حركيةٍ نابضةٍ بالحيوية الإسلامية العريقة – [مو ﮔلت لكم قبل شوية، ما أدري إلى متى راح نظل نتحرَّك وننفتح وننفتح ونتحرَّك..!!] – انطلق فيهِ المؤلِّف هو السيِّد محَمَّد حسين فضلُ الله من ألْمَعِ عُلماء الإسلام في القُطر اللبناني، يعملُ في إحياء الجوِّ القُرآني في كُلِّ مجالات الحياة الماديَّة والمعنوية نظير ما صنعهُ سيِّد قُطب في تفسيرهِ في ظلال القُرآن – نفس الشَّيء هو نسخة، كما قلت هو نسخة مشوّهة عن تفسير سيِّد قُطب، لذلك هذا المدح كُلُّهُ لأنَّهُ كان نظيراً لتفسير سيِّد قُطب، وقطعاً تفسير سيِّد قطب هو النُّسخة الأصلية وهذا تقليد – نظير ما صنعهُ سيِّد قُطب في تفسيرهِ في ظلال القُرآن مُضيفاً عليه – على ما جاء في تفسير سيِّد قُطب – مُضيفاً عليه تَعاليم صادرة عن أهل البيت – [مِلخَه!!] – في تربية الجيل المسلم ومُتناسباً مع كُلِّ دورٍ من أدوار الزَّمان – هو هذا التفسيرُ القُطبيّ، التكوينُ القُطبيُّ اللَّعينُ هو هذا. نفس العملية أيضاً في صفحة 522:- وقد رجَّح الشَّهيد الصَّدر هذا اللَّون الثَّاني الَّذي هو مُحاولة لفهم وصفة القُرآن بشأنِ مُعالجة أدواء هي حاضرةُ الحياة – هو نفس الكلام الَّذي مرَّ علينا في المدرسة القُرآنية – وقد رجَّح الشَّهيدُ الصَّدر هذا اللون الثاني الَّذي هو مُحاولة لفهمِ وصفة القُرآن بشأنِ مُعالجة أدواء هي حاضرةُ الحياة – وينقل كَلام السيِّد محمَّد باقر الصَّدر – قال الإمامُ أميرُ المؤمنين وهو يتحدَّثُ عن القرآن الكريم: (ذَلِكَ القُرْآنُ فَاسْتَنْطِقُوه وَلَنْ يَنْطُق وَلَكِنْ أُخْبِرُكُم عَنْه، أَلَا إِنَّ فِيهِ عِلْمَ مَا يَأتِي وَالحَدِيثَ عَنِ الْمَاضِي وَدَوَاءَ دَائِكُم وَنَظْمَ مَا بَيْنِكُم) – لكن الأمير قال: (لَنْ يَنْطُق)، فكيف يستطيع أنْ يأتينا السيِّد محمَّد باقر الصَّدر بهذا الدواء لدائنا والقُرآن لن ينطق، من الَّذي ينطق؟ الذي ينطقُ هو عليٌّ، فالمفروض أنْ يذهب السيِّد محمَّد باقر الصَّدر إلى أمير المؤمنين وأنْ يأتينا بالدواء من عليٍّ، فالدواءُ هو عند عليٍّ، ولكنَّهُ يرفض ذلك فماذا يقول؟ – التعبيرُ بالاستنطاق الَّذي جَاء في كلامِ ابنِ القُرآن أروعُ تعبير عن عملية التفسير الموضوعي بوصفها حواراً مع القُرآن الكريم وطرحاً للمشاكل الموضوعية عليه بقصدِ الحصول على الإجابة القُرآنية عليها – خلافاً لقول عليٍّ الَّذي قال: (وَلَنْ يَنْطُق وَلَكِنْ أُخْبِرُكُم عَنْه)، فتعالوا إليّ، مثل تلك المجموعة الَّتي كانت في المدينة بعد شهادة إمامنا الصَّادق، مجموعة من الشِّيعة فشاع في الوسط الشِّيعيّ من أنَّ الإمام من بعد الإمام الصَّادق هو عبد الله الأفطح، فذهبوا إلى عبد الله الأفطح وما وجدوا عنده شيئاً، فخرجوا في حيرةٍ من أمرهم وهم يقولون: إلى أين نذهب؟ إلى الأشاعرة؟ إلى المعتزلة؟ إلى أيِّ مجموعة؟ إلى أين نُعطي وجوهنا؟ إلى الخوارج؟ إلى أين نذهب؟ إلى القدرية؟ إلى المعتزلة؟ لمن نذهب؟ وإذا بغلامٍ من بعيد يُشير إليهم أنْ اتبعوني، وأخذهم إلى موسى ابن جعفر، فحين دخلوا عليه ما إنْ ولجوا من الباب حتّى قال: إليّ إليّ، لا إلى القدرية ولا إلى المعتزلة، إليَّ إليَّ تعالوا. أمير المؤمنين يقول: (ذَلِكَ القُرْآنُ فَاسْتَنْطِقُوه وَلَنْ يَنْطُق وَلَكِنْ أُخْبِرُكُم عَنْه)، إليَّ إليَّ، استنطقوا القُرآن، لن ينطق، أين نُعطي وجوهنا؟ مثل هؤلاء ذهبوا إلى عبد الله الأفطح فوجدوه لا ينفعُ في شيء وما عندهُ شيء، ما هو بالإمام النَّاطق، استنطقوه ولنْ ينطق، الإمام يقول: ولكن أُخبركم عنه، إليَّ إليَّ، عندي عندي، إليَّ إليَّ، لكنَّ عُلماءنا الأجلاء ماذا قالوا؟ قالوا: لا، ليس إليك، الرِّوايات ضعيفة بحسب قذارات علم الرِّجال، إلى سيِّد قطب إلى القطبية إلى القطبية فذهبوا إلى هناك، ليس إليك يا عليِّ إلى سيِّد إلى سيِّد قطب فذهبوا ورتعوا هُناك وكرعوا هناك وجاءوكم بهذه الجواهر والدُرَّر..!! هو يقول في مُقدِّمة الطبعة الثانية، هكذا يقول السيِّد تقي المدرِّسي المرجع المعاصر:- لقد منَّ اللهُ سُبحانه عَلَيَّ حيثُ وفَّقني للنَّظرِ في كتابهِ العَزيز والتدبُّر في آياتهِ الكريمة واستخراج الدُرَّر المشعَّة مِن بحارهِ الواسعة – هنيئاً للشِّيعة بهذه الدُرَّر!! ماذا يقول محَمَّد هادي معرفة؟ وقول مُحَمَّد هادي معرفة هو نفسهُ قول محَمَّد باقر الصَّدر، وهو نفسهُ قول السيِّد تقي المدرِّسي، وهو نفسهُ قول السيِّد محمَّد حسين فضل الله، وهو نفسهُ قول السيِّد الخُوئي، وهو نفسهُ قول السيِّد السيستاني، وهو نفسه قول الآخرين، في نفس الكتاب في صفحة 268، سمعتم عظمة هذا التفسير!! تفسير الشَّهيد الكبير الجليل العظيم سيِّد قُطب قُدِّس سرهُ الشَّريف!! وكذلك ما جاء في تفسير السيِّد تقي المدرِّسي!! وتفسير السيِّد محَمَّد حسين فضل الله!! وما جاء في منهجيَّة التفسير عند السيِّد محَمَّد باقر الصَّدر رحمة الله عليه!! وهي المنهجيَّة المخالفة مئة بالمئة لمنهجيَّة أمير المؤمنين. صفحة 268، ماذا يقول عن تفسير البرهان؟ – وما في تفسير البرهان غير أحاديث أهل البيت في تفسير القُرآن ؛ وفي تفسيرهِ هذا – السيِّد هاشم البحراني لم يكتب شيئاً من عنده، هو جمع الحديث فقط – وفي تفسيرهِ هذا – في تفسير سيِّد هاشم البرهان – يعتمدُ كُتُباً لا اِعتبارَ بها، أمثال التفسير المنسوب إلى الإمام العسكريّ، والتفسير المنسوب إلى عليّ ابن إبراهيم ابن هاشم القُمِّي، وكتاب الاحتجاج المنسوب إلى الطبرسي ولم يُعرَف لحدِّ الآن، وكتاب سُلَيم ابن قيس الهلالي المدسوس فيه، وغير ذلك من كُتُبٍ لا اعتبارَ فيها، فضلاً عن ضعف الإسناد أو الإرسال في أكثر الأحاديث الَّتي ينقلها من هذهِ الكُتب – تفسير سيِّد قطب من أفضل أنواع التفاسير! وتفسير السيِّد محمَّد حسين فضل الله لأنَّهُ نُسخة عنه من أروع التفاسير! وتفسير السيِّد تقي المدرِّسي ومنهجيَّة السيِّد مُحَمَّد باقر الصَّدر من أفضل ما كُتِب! لأنَّ هذه التفاسير ابتداءً من تفسير سيِّد قطب والبقيَّة خليَّة من الإسرائيليات والرِّوايات الضَّعيفة!! وهذهِ الرِّواية لا بأسَ بها وليست من الإسرائيليات ولا من الموضوعات: أميرُ المؤمنين يشرب الخمر ويُصلِّي ولا يدري، ماذا يقول في تفسيرِ في ظِلال القُرآن؟! ولكن تفسير الإمام العسكريّ وتفسيرُ القُمِّي وكتاب الاحتجاج وكتاب سُلَيم ابن قيس فهي كتب غير معتبرة، وهذا الكلام هو كلام السيِّد الخُوئي، وكلام السيِّد مُحَمَّد باقر الصَّدر، وكلام السيِّد السيستاني، هو كلامهم جميعاً، جميع المراجع الموجودين الأحياء والأموات، ربَّما يخالف البعض، وهذا الَّذي يُخالف يُعَدُّ شاذَّاً، الأعم الأغلب رأيُهم هو أنّ هذه الكتب ضعيفة، أحاديث أهل البيت ضعيفة!! لنفترض أنَّ هذهِ الأحاديث قامت عليها قرائن من قذارات علم الرِّجال أو من أيِّ شيء آخر بأنّها ضعيفة، لكنْ لا يستطيع أحد أنْ يقطع بعدمِ صدورها أصلاً عن الأَئِمَّة، يبقى هناك احتمال موجود بصحّتِها، أمَّا هذا النَّاصبي الزنديق سيِّد قطب نحنُ على يقين أنَّ هذا التفسير لهُ، فهذا الزنديق كيف صار تفسيرهُ من أفضل التفاسير؟ وكيف صارت التفاسير الَّتي تُقلِّدهُ وتستنسخهُ ولكنْ يُضيفون عليها شيئاً من كلام أهل البيت فيما يرتبطُ بتربية الجيل المسلم تربيةً حركيَّة وانفتاحية، هذه الموازين أنتم تقبلون بها؟ بالنِّسبة لي أنا لا أقبلُ بهذه الموازين، لا أقبلُ بها ولا أقبلُ بالَّذي جاء بها، وهذهِ الموازين ألعنها من أوَّلها إلى آخرها، وأبرأُ إلى الإمام الحُجَّةِ منها، أنتم ماذ تقولون؟ أنتم، أنتم ماذا تقولون؟ أنتم تُسمّون أنفسكم شيعة وتتَّبعون هؤلاء العلماء والرموز، ماذا تقولون؟ هذا الكلام هل هو منطقي؟ هل هو صحيح؟ ماذا تقولون أنتم؟! الكتاب الَّذي بين يديّ هو: (مشاهد القيامة في القُرآن) أيضاً لبطلِ ساحةِ الفكر الشِّيعيّ الشّهيدُ العظيم سيِّد قُطب، رضوان الله تعالى عليه!! مشاهدُ القيامة في القُرآن، سيِّد قُطب، دار الشّروق، نفس الدار الَّتي طَبعت في ظِلال القُرآن، وهذهِ الطبعة كَما مرَّت علينا هي الطبعة الأربعون من تفسير في ظِلال القُرآن، كي تعرفوا مدى انتشار هذا التفسير، هذهِ الطبعة هي الطبعة السَّابعة عشرة لسنة 2007 ميلادي، تلاحظون كم تنتشر كُتُب هذا الرَّجل في الوسط الشِّيعيّ وفي الوسط السُنِّي، في الوسط السُنِّي لا شأنَ لنا بهِ، مشاهد القيامة في القُرآن، لو لم يُشجِّع العُلماء والمراجع على كُتُب سيِّد قُطب لَمَا انتشرت هذا الانتشار في الوسط الشِّيعيّ، لكن المشكلة أنَّ مراجعنا وأنَّ عُلماءنا يُشجِّعون على قِراءة هذهِ الكتب ويعتمدون منهجيَّتها ولا حظتم ذلك، ويمتدحونها امتداحاً كبيراً، وهذهِ الموسوعة: (التمهيد في علوم القُرآن)، ربَّما هي أكبر موسوعة عندنا في الوسط الشِّيعيّ في الفترة المعاصرة، أكبر موسوعة كُتِبت على حدِّ علمي، وقد بذل فيها الشَّيخ محَمَّد هادي معرفة بذل جُهداً كبيراً، وبغض النَّظر عن اتِّفاقي معهُ في آرائه أو عدم اتِّفاقي، لقد استفرغ جُهدَهُ في كتابة هذه الموسوعة، وطَلَبة الحوزة حينما يرجعون إلى هذا الكتاب يعتبرونه مصدراً علميَّاً أساسيَّاً في بابهِ، فحينما يُريدون معرفة آراء المؤسَّسة الدِّينيَّةِ الشِّيعيَّةِ الرَّسميَّة يرجعون إلى هذا الكتاب كي يقرأوا تقييم التفاسير والمفسِّرين، لأنَّ الشَّيخ محَمَّد هادي معرفة ثبَّت في هذا الكِتاب الآراء الَّتي عليها الاتفاق، الآراء المشهورة المعروفة، على أيِّ حال، دعوني من هذا الكتاب. أعود إلى الكتاب الَّذي بين يديّ (مشاهد القيامة في القُرآن)، سيِّد قطب هذه الطبعة طبعة دار الشروق، الطبعة السَّابعة عشرة، 2007 ميلادي، القاهرة، مصر، أقرأ ماذا جاء في الإهداء، سيِّد قطب لِمن يُهدي هذا الكتاب؟ – إهداء: إلى روحكِ يا أبي أتوجَّهُ بهذا العمل – هو لا يتوجَّه إلى أهل البيت، ويطعنُ في أهل البيت، ويطمسُ ذكرَ أهل البيت طمساً خبيثاً إلى أبعد الحدود ويُسيء إلى أمير المؤمنين، ولكنَّهُ يتوجَّه بهذا العمل إلى روح أبيه، هو يحكم بالجاهلية وبالشّرك على الجميع وما هذه الحركات الإرهابية إلَّا من نتاج الفكر القُطبيّ، وأنا هنا لا أريد الخوض في هذه القضيَّة – إلى روحك يا أبي أتوجَّهُ بهذا العمل – ولكن لقطة جانبيَّة؛ الآن في المدارس، في الدولة الداعشية الَّتي يُسمّونها بالدولة الإسلامية في الدولة الداعشية ماذا يَدرسُون في مدارسهم؟ ادخلوا على الإنترنت وتابعوا هذا الموضوع، تقارير مصوّرة من داخلهم، ماذا يُدرِّسون الأطفال والشَّباب؟ إنَّهم يُدرِّسون الأطفال والشَّباب كُتبَ سيِّد قطب..!! إهداء – أعود إلى إهداء سيِّد قطب – إلى روحك يا أبي أتوجَّهُ بهذا العمل – هو يتوجهُ إلى روحِ أبيه بهذا العمل، ومراجعنا وعلماؤنا يثنون على هذه الكُتُب! خصوصاً هؤلاء هذه المجموعة الَّتي مرَّت الإشارة إليها، ولكن حين نقول إنَّنا نتوجَّه إلى أهل البيت وتلك هي مضامينُ كلماتِهم وزياراتِهم يصبحُ هذا شركاً وغُلُواً! ما هي هذه المقاييس؟! – إهداء: إلى روحك يا أبي أتوجَّهُ بهذا العمل – ويُكرِّر هذه القضيَّة في آخر الإهداء – فإلى روحك يا أبي – مرَّة ثانية – أتوجَّهُ بهذا العمل ولعلَّهُ عندك مقبول – قبول العمل يأخذه من أبيه!! – ولعلَّه عندك مقبول وعند الله مُستجاب. ابنُك سيِّد … – لا أريد أنْ أُعلِّق أكثر من ذلك. أقتطفُ لكم صورتين من الكتاب وقبل أنْ أقتطف صورتين من الكتاب دعوني أذهب إلى الخاتمة، إلى خاتمة الكتاب، في آخر الكتاب كما قُلتُ يوم أمس المؤلِّفون عادةً يذكرون أسماء المصادر، المراجع الَّتي رجعوا إليها في تأليفهم – مراجع هذا الكتاب – فماذا يقول؟ – كان مرجعي الأوَّل في هذا الكتاب هو المصحف الشَّريف – ولكن لا أدري هل كان مثل السيِّد تقي المدرِّسي يأوي إلى مسجدٍ أو إلى مقامٍ هادئ ومعهُ المصحف والقَلم والقُرطاس حاملاً همومَ الأُمَّة ويجلسُ بين يدي كتاب الله كالتلميذ! هل كان يفعل هكذا أو أنّه كان يعمل بطريقةٍ أخرى؟! لا أدري، اللهُ أعلم!! – مراجع هذا الكتاب – هو يقول – كان مرجعي الأوَّل في هذا الكتاب هو المصحف الشَّريف – أو أنَّهُ كان يأتي حاملاً كُلَّ تراث البشرية وكُلَّ المشاكل وكُلَّ الحصيلة الثَّقافية!! ويجلسُ بين يدي القُرآن فيكون القُرآن في دور المُستَنْطَق، أمَّا هو فسيكون دورهُ دور الْمُسْتَنْطِق، ويدور الحوار فيما بين القُرآن وبين سيِّد قُطب وبعد ذلك تخرجُ الأجوبة، كما قال هو سيِّد قطب حين كان يعيشُ في ظلال القُرآن فقد عاش فترةً زمنية وهو يسمعُ الله يُحدِّثه بآياتِ القُرآن، ألا تحتاج القضيَّة هنا إلى صلوات؟! على أيِّ حال … أعود إلى الطبعة صفحة 273:- مراجعُ هذا الكتاب: كان مرجعي الأوَّل في هذا الكتاب هو المصحف الشَّريف، وقد اعتمدتُ على فهمي الخاص لأسلوب القرآن الكريم وطريقتهِ في التعبير – يعني هذا تفسير بالرأي بنحوٍ مُطلق ومن شخصٍ ناصبيّ، هو التفسير بالرأي من الشِّيعيّ إذا كان موافقاً للحقّ لا يؤجَر عليه، إذا كان شيعيّ مُوالي لأهل البيت يُفسِّرُ القُرآن برأيهِ ووافق الحقّ فإنّه لا يؤجَر، [زين] إذا كان ناصبي وألعن ناصبي في التأريخ وهو سيِّد قُطب، ويُفسِّر بحسبِ رأيهِ فماذا سيُخرِجُ إلينا بالله عليكم؟! – كان مرجعي الأوَّل في هذا الكِتاب هو المصحف الشَّريف وقد اعتمدتُ على فهمي الخاص لأسلوب القُرآن الكريم وطريقتهِ في التعبير، وإنْ كُنت قَرأتُ كثيراً من التفاسير لأعرف ماذا يُقال ولكنَّني لا أستطيع أنْ أُثبتها هنا، لأنَّها لم تكن مراجع لي في الحقيقة – المرجع هو نفسُهُ، هو رأيُه! حتَّى لاحظوا، في ترتيب السُّوَر، انتبهوا إلى كلامه – واستعنتُ في ترتيبِ السُّور وبيان الآيات المكيَّة والمدنية – يعني كيف يُرتِّب السور والآيات ويُقسِّم هذا مكي وهذا مدني – واستعنتُ في ترتيب السور وبيان الآيات المكيَّة والمدنية – على أيِّ شيءٍ؟ – بتحقيقات المصحف الأميري وبما وَرَد في بعضِ كُتُب التفسير وبخاصَّة البيضاوي وأبي السُّعود والزَّمخشري والرَّازي – وبعض الأحيان ماذا يفعل؟ – وبترجيحي الخاص في النَّادر – كيف يعرفُ ذلك؟ هل كان في زمان رسول الله؟ هو يُرجِّح، يعني حتَّى المكّي والمدنيّ جناب الأغا هو يتدخَّل في تقييمِه وهو يُشخِّصه!! حتَّى المكّي والمدنيّ!! هو يقول ولستُ أنا – وبترجيحي الخاص في النَّادر – في بعض الحالات أنا أقول هذه الآيات مكّية أو مدنيّة!! مُفسِّر من هذا اللون، ومن هذا الطِّراز، ماذا تتوقع أنْ يُقدِّم لك في هذا الكتاب؟! ونفس الشَّيء الَّذي كان موجوداً في تفسيره في ظلال القُرآن. نأخذُ مثالين: المثال الأوَّل: جاء في صفحة 106:- ثَمَّ يتوجَّه النَّظر إلى جانبٍ من السَّاحة – الكلام أين؟ الآن الحديث في سورة الأعراف، ما عندي وقت وإلَّا أقرأُ عليكم الآيات وأدخل في تفاصيلها، وقت البرنامج لا يكفي، الحديث في أجواء سورة الأعراف، في سورة الأعراف هُناك مشهد واضح وصريح من مشاهد يوم القيامة، هو الكتاب هكذا عنوانه: (مشاهد القيامة في القُرآن)، يتتبّع مشاهد القيامة في القُرآن وهو بحسبِ فهمهِ يُفسِّر ويشرح ويُبيِّن، هذا في صفحة 106:- ثُمَّ يتوجَّه النَّظر إلى جانبٍ من السَّاحة – ساحة القيامة، ساحة الحساب – ثَمَّ يتوجَّه النَّظر إلى جانبٍ من السَّاحة، ساحة العرض الفسيحة فإذا مشهدٌ آخر، مشهدُ الأعراف: ﴿وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ﴾ مشهدُ الأعراف الفاصلة بين الجنَّة والنَّار وكأنَّما هي نُقطةُ مُرور يُفرَزُ فيها أهلُ الجنَّة وأهلُ النَّار – من الَّذي يفرزهم؟ لا يُشير إلى ذلك، ولا علاقةَ لهُ بهذا الأمر!! – وكأنَّما هي نقطة مُرور يُفرَزُ فيها أهل الجنَّة وأهلُ النَّار ويُوجَّه كُلٌّ إلى مُستقرِّهِ هُنَا أو هُناك وعليها رجال يعرفون هؤلاء وهؤلاء بسيماهم فيُوجهونهم إلى حيث هُم ذاهبون، ويشيِّعون كلَّاً منهم بما يستحق من تحقيرٍ أو تكريم – لا توجد إشارة لا من قريب ولا من بعيد إلى هؤلاء الرّجال الَّذين هُم على الأعراف. لا أدري لماذا عُلماؤنا ومَراجعنا يركضون وراء هذا الكلام الموجز المختصر، بينما الكافي هكذا يقول: الكافي ماذا يقول؟ والرِّواية عن أمير المؤمنين، ابنُ الكوّا، ابنُ الكوّا هذا خارجيٌّ من أعداء أمير المؤمنين وكان يتصوَّر أنَّهُ يُمكن أن يُحرج الأمير في بعض الأسئلة، الإمام الصَّادق يقول، هذا هو الجزء الأوَّل من الكافي الشَّريف، وهذه الطبعة طبعة دار الأسوة، إيران، وهذه الصَّفحة 206، الرِّواية التاسعة، وهذا الباب هو باب معرفة الإمام والردِّ إليه، الإمام الصادق يقول:- جَاءَ اِبْنُ الكَوَّاء إِلى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِين، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِين ﴿وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ﴾، فَقَال: نَحنُ عَلَى الأَعْرَاف نَعْرِفُ أَنْصَارَنَا بِسِيمَاهُم وَنَحْنُ الأَعْرَاف – أيضاً، هذه مظاهر أهل البيت – وَنَحْنُ الأَعْرَاف الَّذِي لَا يُعْرَفُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا بِسَبِيلِ مَعْرِفَتِنَا وَنَحْنُ الأَعْرَاف – أيضاً، مظهرٌ آخر – يُعَرِّفُنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ القِيَامَة عَلَى الصِّرَاط فَلَا يَدْخُلُ الجَنَّة إِلَّا مَنْ عَرَفَنَا وَعَرَفْنَاه – بالله عليكم إذا كان المرجع يُوجِّه النَّاس إلى هذه المضامين والنَّاس تتدبَّر في هذه المضامين فماذا سيكون؟ أين هذه المضامين وهذا [الكلام الخرط] أين؟! أستمر في قراءة الرِّواية – وَنَحْنُ الأَعْرَاف يُعَرِّفُنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ القِيَامَةِ عَلَى الصِّرَاط فَلَا يَدْخُلُ الجَنَّة إِلَّا مَنْ عَرَفَنَا وَعَرَفْنَاه وَلَا يَدْخُلُ النَّار إِلَّا مَنْ أَنْكَرَنَا وَأَنْكَرْنَاه، إِنَّ الله تَبَارَكَ وَتَعَالى لَوْ شَاءَ لَعَرَّفَ العِبَادَ نَفْسَه وَلَكِن جَعَلَنَا أَبْوَابَهُ وَصِرَاطَه وَسَبِيلَهُ وَالْوَجْهَ الَّذِي يُؤْتَى مِّنِه – لا كما فعل سيِّد قطب حين يتوجَّه بعملهِ هذا إلى أبيه، إلى أبيه قطب، ومن هو قطب لا أدري؟! لا أقصد من هو قطب، لا أدري لم أكن قد قرأت عن حياتهِ، أقصد ما قيمتُه في هذا الوجود. وَلَكِن جَعَلَنَا أَبْوَابَهُ وَصِرَاطَه وَسَبِيلَهُ وَالْوَجْه الَّذِي يُؤْتَى مِّنِه فَمَن عَدَلَ عَنْ وَلايَتِنَا أَو فَضَّلَ عَلَيْنَا غَيْرَنَا فَإِنَّهُم عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُون – ثُمَّ ماذا يقول الأمير في نفسِّ الرِّواية – فَلَا سَوَاءٌ – فلا سَواء لا توجد مساواة بين شيئين ما هما؟ – فَلَا سَواءٌ مَنْ اِعْتَصَمَ النَّاسُ بِه وَلَا سَوَاءٌ حَيثُ ذَهَبَ النَّاس إِلى عُيُونٍ كَدِرَة يَفْرغُ بَعْضُهَا فِي بَعْض وَذَهَبَ مَن ذَهَبَ إِلَينَا إِلى عُيُونٍ صَافِيَة تَجْرِي بِأَمْرِ رَبِّها لَا نَفَاذَ لَهَا وَلَا انْقِطَاع – أنا أسألكم (في ظلال القُرآن) من العُيُون الصَّافية أو من العيون الكدرة؟ (مشاهدُ القيامة في القرآن) من العيون الصَّافية أم من العيون الكدرة؟ ماذا تقولون أنتم؟! هذا هو كلامُ عليِّكم، إذا كُنتم تعتقدون أنَّ عليَّاً هو عليُّكم صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه – وَلَا سَوَاء – لا توجد مساواة – حَيثُ ذَهَبَ النَّاس إِلى عُيُونٍ كَدِرَة – من هم هؤلاء النَّاس؟ مراجعُنا، مراجعُنا الكرام ذهبوا إلى هذهِ العيون الكدرة، فما هي البضاعةُ الَّتي سيأتونكم بها؟ عيون كدرة، عيون المجاري، المياه الثقيلة، فضلات النَّاس، فضلات المراحيض، هي هذه العيون الكدرة – حَيثُ ذَهَبَ النَّاس إِلَى عُيُونٍ كَدِرَة – إلى القذارات – يَفْرغُ بَعْضُهَا فِي بَعْض وَذَهَبَ مَن ذَهَبَ إِلَينَا – من هم هؤلاء؟ هؤلاء عُملاء الماسونية! والغُلاة المنحرفون! وعُملاء المخابرات! الَّذين سلَّطتهم المخابرات على تشويهِ سمعةِ المرجعيَّة الَّتي يرتجفُ منها الغرب من الصباح إلى الليل!! ومن الليل إلى الصباح!! – وَلَا سَوَاءٌ حَيثُ ذَهَبَ النَّاس إِلى عُيُونٍ كَدِرَة – هذه الَّتي سمّيتُها بقذارات علم الرِّجال، قذارات علم الرِّجال من أين جاءوا بها؟ جاءوا بها من هذهِ العيون الكدرة، هذه التفاسير القذرة من أين جاءوا بها؟ جاءوها بها من هذه العيون الكدرة – وَلَا سَوَاءٌ حَيثُ ذَهَبَ النَّاس إِلَى عُيُونٍ كَدِرَة يَفْرُغُ بَعْضُهَا فِي بَعْض وَذَهَبَ مَن ذَهَبَ إِلَينَا إِلى عُيُونٍ صَافِيَة – إلى أين؟! إلى الزِّيارة الجامعة الكبيرة، إلى هنا ذهبنا، نحنُ هكذا بين الكافي … هكذا الماسونيون هكذا يفعلون، هكذا عوّدتكم الماسونيَّة يا إخوتي الأعزاء ويا رفاق الدرب يا زُملائي، الماسونية هي الَّتي أمرتني أن أقرأ عليكم دائماً من الكافي الشَّريف ومن الزِّيارة الجامعة الكبيرة، أمَّا صاحب الزَّمان فقد أمر مراجعنا الكرام بالرجوع إلى سيِّد قطب في ظلال القُرآن وفي مشاهد القيامة وإلى كُتب الطبري!! هكذا أمر صاحب الزَّمان!! والماسونيَّة!! أمرتني بالاعتماد على روايات الكافي وعلى الزِّيارة الجامعة الكبيرة وحديث الكساء، إسرائيليات ماذا نصنع، ما عندنا ذوق، ما مُوفّقين لأنْ نستلهم الذَّوق الرفيع والأدب العالي من سيِّد قُطب هذا!! على أيِّ حال!! – وَلَا سَوَاءٌ حَيثُ ذَهَبَ النَّاس إِلى عُيُونٍ كَدِرَة – هنيئاً لكم، أنتم غارقون في هذه العُيُون الكدرة، الفضائيات تَصبُّ على رؤوسكم، الخُطباء يتقيّأون على وجوهكم، مكتباتكم ملأى بهذهِ الكُتُب، مراجعكم ما شاء الله، هنيئاً لكم، هنيئاً لكم – وَلَا سَوَاءٌ حَيثُ ذَهَبَ النَّاس إِلَى عُيُونٍ كَدِرَة يُفْرِغُ بَعْضُهَا فِي بَعْض وَذَهَبَ مَن ذَهَبَ إِلَينَا إِلى عُيُونٍ صَافِيَة – هذا كلامُ أمير المؤمنين، هذا كلامُ رسول الله، هذا كلامُ الإمام الصَّادق صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، هذا كلامُهم جميعاً، هذا كلامُ صاحبُ الأمر – وَذَهَبَ مَن ذَهَبَ إِلَينَا إِلَى عُيُونٍ صَافِيَة تَجْرِي بِأَمْرِ رَبِّها لَا نَفَاذَ لَهَا وَلَا انْقِطَاع – إنَّهم آلُ مُحَمَّد وجهُ الله الَّذي إليه يتوجَّه الأولياء. أعود إلى هذا الكتاب الجليل الكريم العظيم (مشاهد القيامة في القُرآن)!! وآخذ مثالاً آخر، صفحة 254، وقد أخذتُه مثالاً أيضاً، إذا تتذكَّرون في الحلقات المتقدِّمة حين ألقيتُ نظرةً على كتاب (في ظِلال القُرآن)، واخترتُ آياتٍ هي من الآيات الواضحة في الصدِّيقة الطاهرة ولاحظتُم كيف حرَّفها هذا الزِّنديق في تفسيره، أخذتُ آية المباهلة إذا تتذكرون وإذا كنتم تُتابعون الحلقات، وأخذتُ آية التطهير وأخذتُ كذلك الآيات الَّتي وردت في سورة الدَّهر أو الإنسان، الآن هذه اللقطة من مشاهدِ يوم القيامة، هي من سورة الدهر، لأنَّ سورة الدهر ترسم صورةً مُتكاملة من الصور الجميلة الأنيقة من صور يوم القيامة، صفحة 254، فماذا يقول سيِّد قُطب؟ هو ماذا قال في تفسيره في ظِلال القُرآن إذا كنتم تتذكرون؟ قال: إنَّ السورة ليست مدنية حتَّى ينفي القِصَّة بكاملها عن بيت فاطمة وآلِ فاطمة، قال بأنّ السورة مكية، وقال: نزلت في بواكير الوحي أي حتَّى قبل ولادة فاطمة، في بواكير الوحي. في صفحة 254:- وفي أثناء السِّياق – وهو يتحدَّث في الصور والمشاهد الموجودة في سورة الإنسان – وفي أثناءِ السِّياق يأتي ذكرُ عباد الله الَّذين يشربون من هذهِ الكأس فيستطردُ السِّياق في تَعدادِ أوصافهم فهم قومٌ يُطعِمون الطعام على حُبِّه مسكيناً ويتيماً وأسيراً، وهم قومٌ يفعلون الخير لوجه الله لا يُريدون من النَّاس جزاءاً ولا شكوراً، وهم قومٌ يخافون الله ويخشون يوماً عبوساً قمطريراً، هو ذلك اليوم الَّذي نحنُ فيه، وقد وقَاهُم الله شرَّ ذلك اليوم ولقَّاهم نظرةً وسُروراً وجنَّةً وحريراً – وعاشوا عيشة سعيدة وانتهينا!! تُلاحظون هذا اللعين، الحقدُ هو الحقد، والخبثُ هو الخُبث، في كُلِّ حَرفٍ من حروفهِ، سَواء كان الكتاب موجزاً، مُختصراً، أو كان الكتاب طويلاً مُفصَّلاً. قد تتساءلون ألا يَكفي أنْ أتحدَّث عَن تَفسير في ظِلالِ القُرآن كَي أُبيِّن صُورةً مُجملةً وقَد بيَّنتُ ذلك وتحدّثتُ فعلاً عن الفكر النَّاصبيّ لسيِّد قُطب، فما الداعي إلى هذا الكتاب: (مشاهدُ القيامة في القُرآن)، هذا الكتاب هو من الكُتُب الَّتي يؤكِّدُ عليها الدُّعاة في حزب الدَّعوة الإسلامية، ومن الكُتُب المتداولة بين أيديهم، ومن الكُتُب الَّتي أيضاً تؤكِّدُ عليها المرجعيَّة الشِّيرازية. نستمعُ الآن إلى هذا التسجيل بصوت المرجع الرَّاحل السيِّد محَمَّد الشِّيرازي رحمةُ اللهِ عليه وهو يؤكِّدُ على الَّذين يستمعون إلى حديثهِ، على مُقلِّديه، وعلى طَلَبتهِ، وعلى أتباعهِ، وعلى الَّذين يُوافقونهُ في الذَّوقِ والرأي والهوى أنْ يقرأوا هَذا الكِتاب مرَّةً ومَرَّةً ومَرَّة وأنْ يستلهموا ما يستطيعون أنْ يستلهموا من هَذا الكتاب بغضِّ النَّظر عن مؤلِّفهِ كما يقول، نستمعُ معاً إلى السيِّد الشِّيرازي: [… تلقائياً يستقيمون، شوفوا القُرآن العظيم اشكثر فيه تخويف أكو كتابان كلاهما جميلان من أجمل الكتب في الحقيقة وأنِّي أوصي الأصدقاء بمطالعة الكتابين مرةً ومرةً ومرّة وحفظ الكتابين حتى حَسب الممكن، الكتاب الأوَّل اسمهُ: (مشاهدُ القيامة في القُرآن)، هذا الكتاب يذكر الآيات القُرآنية المتعلّقة بالقيامة وبأحوال المتقين وبأحوال العُصاة وما علينا بمؤلِّف الكتاب لأنَّ عليَّاً عليه الصَّلاة والسَّلام يقول: (انظر إلى ما قال ولا تنظر إلى من قال)، شو يخصني أنا منو اللي ﮔال، أنا اللي يخصني أنّ هذا الكلام كلامٌ جميلٌ صحيح، مشاهد القيامة في القُرآن. الكتاب الثَّاني: (مواعظُ البحار)، بحار الأنوار فذ مجلَّد له اسمهُ المواعظ، في المجلد القديم جلد ليس لعلهُ في المجلد الحديث أربع خمس أجزاء، هذا الكتاب يذكر مواعظ الله لأنبيائهِ، مواعظ الله لموسى، لعيسى، لإبراهيم، لنبيِّ الإسلام، مواعظ نبي الإسلام، مواعظ عليٍّ، مواعظ الحسن، مواعظ فاطمة، يذكر مواضع الله وأوليائهُ للنَّاس أو للأنبياء يُسمَّى بالمواعظ البحار، الواقع الإنسان يجب أنْ يستوعب من هذين الكتابين قِسماً كبيراً حتَّى يخاف الله، لأنّ هذه الأمور تخوف النَّاس وتزهدهم في الدنيا وترغبهم في الآخرة وتخوفهم من النَّار وتخوفهم من القبر، أحياناً لاحظوا أنا لاحظتُ هذا الشيء ؛ أنا أتكلم في المسجد حول موضوع ثُمَّ آتي بقصَّة الموت وإذا كُلُّهم يسكتون ويصمتون لأن كُلُّ إنسانٍ يخاف الموت، وكُلُّ إنسانٍ يخاف القبر، وكُلُّ إنسانٍ يخافُ الوحدة والوحشة، وكُلُّ إنسانٍ يخاف النَّار، وكلُّ إنسانٍ يخافُ الفضيحة، وكلُّ إنسانٍ يخافُ سوء العاقبة، فإذا ذكَّرت هذه الأمور للنَّاس وذكَّرتم هذه الأمور للنَّاس وذكرتُم هذه الأمور للنَّاس من الطبيعي أنَّ قلبهم يلين، وإذا لَان قلبهم القلبُ اللَّين مبعث كُلِّ خير، قلت له زكِّي، يزكِّي، صلِّي، يصلي، كن إنساناً طيباً، يكون إنساناً طيباً، تحجبي أيتها الفتاة، تتحجب، وإلى آخر المواضيع، وأنا في كربلاء كنت أنصح بعض أصدقائي الخطباء بأن يجعلوا من عشرة أيام يوماً لهذا الشيء، وفي الحقيقة أحياناً كنت أحضر بعض المجالس الَّتي الخطيب كان يُحذِّر ويُنذر وإذا أشوف النَّاس في حالة رهبة وخوف واضح، إذا كُنت قادراً فيجب عليك كُل يوم تُدخِل هذا الشيء في منبرك، كلَّ مرَّة ولو بمناسبة صغيرة لكن هذا قلت يحتاج إلى استيعاب، يعني تحفظ مواعظ من البحار وتحفظ مشاهد القيامة في القُرآن من هذا الكتاب كتابٌ جميلٌ جدَّاً واقعاً مشاهد القيامة في القُرآن طالعتهُ وأنا في العراق مؤلِّفه أظن السيِّد قطب أظن أو محَمَّد قطب أحدهما، فمشاهد القيامة في القُرآن، لو تلاحظ القرآن من أوَّلهِ إلى آخرهِ تخويفات مركّزة أكو فيه، هُدىً للمتقين الَّذين يؤمنون بالغيب ويُقيمون الصَّلاة ومِمَّا رزقناهم يُنفقون، يؤمنون بالغيب يعني شنو، المتقين يعني شنو أصلاً؟ مُتَّقي يعني يتقي، مثلاً يتَّقي بوجههِ سوء العذاب، آيةٌ أخرى، آيةٌ أخرى، آيةٌ أخرى، في كُلِّ سورة بكلِّ مناسبة في مختلف المناسبات والاتجاهات (وَيَحَذِّركُم الله نَفْسَه إِنَّما يَخْشَى الله مِن عِبَاده العلماء)، في الحقيقة الخشية والخوف مبعث كُلَّ خير، بس يجب عليك أن تكون خطيباً مفوَّهاً ناجحاً تتمكَّن من تخويف النَّاس …]. من أجمل الكُتُب!! هكذا يصفُ مرجعنا الشِّيرازي رحمة الله عليه كتاب سيِّد قطب (مشاهد القيامة في القرآن)، لا أدري ما هي موازين الجمالِ في الكُتُب عند السيِّد الشِّيرازي؟! هذا الكتاب مشاهدُ القيامةِ في القرآن. أوَّلاً: يبتني على تفسير القُرآنِ بالرأي وبالرأي النَّاصبيّ، برأي سيِّد قطب، وسيِّد قطب أساساً لم يكن عالِماً حتَّى من عُلماء الدِّين السُنّي، كان أديباً، وشاعراً، وناقداً أدبياً، وبعد ذلك التحق بالرَّكب الدِّيني السُنَّي، فهذا الكتابُ يعتمدُ التفسير بالرأي بشكلٍ واضحٍ وصريحٍ وقطعيّ، وبالرأي النَّاصبيّ، فوجهُ الجمال أين هو؟ لا أدري، هذا أوَّلاً. وثانياً: هذا الكتابُ مُبنيٌّ على اِخفاءِ ذكرِ مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد، بشكل واضح من بداية الكتاب إلى نهايتهِ. ثالثاً: هذا الكتابُ مبنيٌّ على عدمِ وجودِ عقيدةِ الإمامة. فالقيامةُ لا يمكن أنْ نتصوَّرها بتصوُّرٍ صحيح من دون وجود الإمام المعصوم، فكُلُّ أُمَّةٍ محشورةٌ بكُلِّ شُؤونها وهي ترتبط بإمام زمانها، ولا نستطيع أنْ نتصوَّر مواقف القيامةِ بحسبِ عقيدة أهل البيت من دون الأَئِمَّة، عقيدتنا أنّ الأَئِمَّة يحضرون عند الموتى، عند كُلِّ ميت، ما من ميِّتٍ إلَّا ويراهم، والتفاصيل موجودة في الرِّوايات، لا نستطيع أنْ نتصوَّر القيامة من دون الإمام المعصوم، من دون مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد، وهذا الكتاب يُغيِّبُ هذهِ الحقيقة من أوَّلها إلى آخرها، أساسُ ديننا وأساسُ عقيدتنا في النَّجاة في يوم القيامة هو الشفاعة، وهذا الكتابُ لا شأنَ لهُ بالشَّفاعة، ونحنُ نعتقدُ بأنَّ عمل الإنسان لن ينفعهُ، من دون ولاية عليٍّ عَملُ الإنسان ليس نافعاً، وقولة الإمام السَّجاد: (اللهَ اللهَ فِي دِينِكُم ؛ الله الله فِي دِينِكُم فَإنَّ السَيِّئة فِيه خَيرٌ مِن الحَسَنَةِ فِي غَيرِه) لماذا؟ لِأنَّ السيئة فيه تغفر وأمَّا الحسنة في غيره فلا تنفع، (حُبُّ عَلِيٍّ حَسَنَةٌ لَا تَضرُّ مَعَهَا سَيِّئَة، وَبُغْضُ عَلِيٍّ سَيِّئَةٌ لَا تَنْفَعُ مَعَهَا حَسَنَة)، إمامنا السَّجاد يُشير إلى هذه الحقيقة: (الله الله فِي دِينِكُم فَإنَّ السَيِّئة فِيه خَيرٌ مِن الحَسَنَةِ فِي غَيرِه)، وهذا الكتاب مبنيٌّ على رفضِ كُلِّ هذه الحقائق، فلا إمامة ولا شفاعة وأساس النَّجاةِ هو عملُ الإنسان، أحاديث أهل البيت تُبيِّن لنا إنَّ الجميع بحاجةٍ إلى شفاعةِ مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد حتَّى الأنبياء، حتَّى الأنبياء. الرِّوايات تقول حينما يؤتى بجهنَّم: ﴿وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ﴾، حينما يؤتى بها الرِّوايات تقول: الرُّعب الَّذي سيكون يؤدي حتَّى بالأنبياء أنْ يجثوا على رُكُبهم على الأرض، وعُيُونهم شاخصة إلى مُحَمَّد صلَّى اللهُ عليه وآله، أنا هنا لا أُريد أنْ أُحدِّثكم عن القيامة كما في روايات وأحاديث أهل البيت، مشاهد القيامة عند آل مُحَمَّد هي المشاهد الحقيقية، فلماذا نذهبُ إلى سيِّد قطب؟! تفسيرُه تفسيرٌ بالرأي النَّاصبيّ،، وتفريغٌ لمحتوى القيامة من معنى الإمامة: (إِيَابُ الخَلْقِ إِلَيكُم وَحِسَابُهُم عَلَيكُم)، هذا المعنى موجود في هذه المشاهد؟! لماذا لا نعود إلى الزِّيارة الجامعة الكبيرة؟ الدستور الشِّيعيّ الكامل، القول البليغُ الكامل، إنَّها منطقُ أهل البيت، إنَّها أُصول العقائدِ الحقَّة، لا تلك الَّتي يُسمِّيها المراجع بالأصول وهم جاءوا بها من الأشاعرةِ والمعتزلة، ما الَّذي يجعل هذا الكتاب من أجملِ الكُتب في نظر السيِّد الشِّيرازي؟ لا أدري!! ما هي موازين الجمال في الكُتُبِ وفي المعارفِ وفي العقائد عندهُ؟ لا أدري! إنَّهُ يُوصي الأصدقاء بقراءةِ هذا الكتاب مرَّة ومرَّة ومرَّة، ما هو هذا الكتاب؟! ما الَّذي فيه حتّى يُوصي الأصدقاء بقراءتهِ مرَّة ومرَّة ومرَّة؟! هذا التكرار سيفرغ القلوبَ من العقيدة الحقَّة! هذا الإصرار على المنابر وعلى الفضائيات خُصوصاً بعض الفضائيات مثل قناة المعارف وغير قناة المعارف، هذا الإصرار على أنَّ الدين هو التوبة! هو الذكر! هو الصَّلاة! هو الصِّيام! هو قراءة الدعاء! بينما هذه الأمور هي من شوؤنات الدِّين، أمّا الدِّين فهو هو الإمام المعصوم، الدِّين هو مُحَمَّدٌ وآل مُحَمَّد، هذا هو الدين، أمَّا أنَّ الدين يتحوّل إلى طُقُوس فهذا دينُ النَّواصب الَّذين فرَّغوا الدِّين من مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد وجعلوا الدِّين هكذا، التعامُل مع الموت ومعَ القبر ومعَ البرزخ ومعَ القيامة بعيداً عن آلِ مُحَمَّد هذا هو الفكرُ النَّاصبي. آلُ مُحَمَّد وضعوا لنا أُسُساً كيف نتصوَّر الموت! وكيف نتصوَّرُ البرزخ! وكيف نتصوَّرُ القيامة! وكيف نتعامُل معهم ونتواصل معهم في هذا العالم كي نستطيع أنْ نتواصل معهم في تلك العوالم! التواصل مع آل مُحَمَّد في هذا العالم له طرق، هُناك طُرُق صحيحة أراد الأَئِمَّة منَّا أنْ نسلكها حتَّى نستطيع أنْ نتواصل معهم بفرحٍ وسعادةٍ وعفوٍ وشفاعةٍ في تلك العوالم! وهُناك طُرق سيئة! من هذه الطرق السيئة هو هذا الانكفاء على الفكر المنحرف عن آل مُحَمَّد، هذا فكر مُنحرف مئة بالمئة عن آلِ مُحَمَّد، هؤلاء الشَّباب حين يستمعون إلى مرجعهم، وأنا مراراً سَمعتُ هذهِ التوصيات على قناة الأنوار الفضائية، الشَّباب الَّذين لا يعرفون كيف يُميِّزون الأمور وهم يقدِّسون ويجلُّون السيِّد الشِّيرازي حينما يوصي بقراءة هذا الكتاب مرَّة ومرَّة ومرَّة، في كُلِّ مرَّة إنَّهم يبتعدون عن آلِ مُحَمَّدٍ أميال وأميال وأميال، لأنَّ الكتابَ كتابٌ شيطانيٌّ يُرسِّخُ فكرةً بعيدةً عن آلِ مُحَمَّد، لا أدري لماذا يُوصي السيِّد الشِّيرازي بقراءة هذا الكتاب مرَّة ومرَّة ومرَّة؟! البعض من أتباع السيِّد الشِّيرازي يقولون: إنَّني أُبالِغ في هذه القضيَّة! أنا لا أُبالغ، هذا هو بصوتهِ، لو كان قد ذكر الكتاب بشكلٍ عَرَضيّ ومن دون هذهِ التأكيدات لَمَا وقفتُ عندهُ طويلاً، هو يقول: أنا أوصي الأصدقاء، أوصي النَّاس بقراءته مرَّة ومرَّة ومرَّة، وبحفظهِ، بحفظ الكتاب بحسب الممكن، يعني إذا كُنت قادراً على أنْ تحفظ الكتاب بكلِّه فاحفظ منه بحسب ما تتمكن! ما الفائدة من ذلك؟ لا أدري، ما الَّذي يدفعُ السيِّد الشِّيرازي إلى هذا؟ لا أدري! القضيَّة واضحة، القضيَّة واضحة جداً فهو في ضمن هذا الجو الشَّيطاني! وهذه أيضاً دفعةٌ شيطانيَّةٌ أخرى..!! الأنكى من هذا!! يقول ما علينا بالمؤلِّف لأنَّ عليَّاً قال: (انظُر إلى ما قال ولا تنظُر إلى من قال)، سيِّدنا هذا ليس في الدين وفي المعارف الدِّينيَّة، هذا ممكن في علم الفيزياء، في علم الكيمياء، في علوم الحياة المختلفة، في التجارب الإنسانية، في المعاش اليومي، في القضايا الاجتماعية، لا في المعتقدات، لا في التصور الفكري الدِّينيّ، لا في المفاهيم الشَّرعية، أمير المؤمنين حين قال: (انظر إلى ما قال ولا تنظر إلى من قال)، إذا كنَّا نفهم الحديث بهذه الطريقة فما معنى حديث الثَّقلين؟ حديثُ الثَّقلين هو الحديث الأعلى، لا يمكن أنْ يكون هُناك انفكاك بين القُرآن وبين العترة، هذا الكتاب وتفسير في ظلال القُرآن هذه علمية انفكاك واضحة، هذا هو المنهج العمريّ، والرَّجُل يُصرِّح في نهاية الكتاب بأنَّني لم اعتمد مرجعاً من المراجع ولا من التفاسير، قال: المرجع الوحيد هو القُرآن وتفسيري برأيي الخاصّ!! هكذا قال، بالضَّبط هذه عبارتهُ الَّتي قالها: (وقد اعتمدتُ على فهمي الخاص لأسلوب القُرآن الكريم وطريقتهِ في التعبير)، على فهمي الخاص، رأيٌ شخصيٌ أصلاً لم يستعن برأي شخصٍ آخر، تفسيرٌ واضحٌ بالرأي، فهذا الكلام إنَّ عليَّاً قال كذا هذا فيه خُداع للنَّاس، إنَّ عليَّاً قال: (انظر إلى ما قال ولا تنظُر إلى من قال)، تعليم النَّاس بهذه الطريقة هذا إضلال! قطعاً هو ناجم عن عدم فهم الحديث، وهذه الظَّاهرة واضحة عند عُلمائنا، أحاديثُ المعارف وأحاديثُ العقائد علماؤنا لا خبرةَ لهم بها، علماؤنا الكبار هؤلاء الَّذين يُنقَل عنهم العلم والفضل غايةُ ماعندهم هو الأحاديث في الأحكام الفقهية، في أبواب الطهارات والنَّجاسات وما يحرُم أكلُه وما يحلّ، في هذه الأبواب، نَعم عندهم خبرة في هذه الأبواب، أمَّا في تفسير القُرآن وفي العقائد والمعارف والأخلاق والسلوكيات فلا خبرةَ لهم بهذه الأحاديث ولا يفهمون معانيها!! فأمير المؤمنين حين يقول: (أُنظر إلى ما قال ولا تنظُر إلى من قال)، هو لا يتحدَّث عن المعارف الدِّينيَّة والعقائد وعن فهم القُرآن وعن تفسير القُرآن، هذا الكلام ليس منطقيَّاً، القُرآن يقول: ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾، إذا كان أمير المؤمنين يقول أنظر إلى ما قال ولا تنظر إلى من قال، هذا الَّذي قال نَقَل عنهم؟ إذا كان نقل عنهم فهو من كلامهم إذاً، أمَّا إذا لم ينقل عنهم كحال سيِّد قطب نحنُ هنا نجعله شريكاً ثالثاً: ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾ وسيِّد قطب مثلاً!! المشكلة أنَّ هذا الكلام المسجَّل لم يكن في أوائل حياة السيِّد الشِّيرازي، هو يقول حينما كُنتُ في كربلاء، متى خرج من كربلاء؟ في بداية السَّبعينات، في الستينات كان أَوَج نشاط السيِّد الشِّيرازي في كربلاء، في السبعينات كان في الكويت، في الثَّمانينات، إلى أنْ توفي رحمةُ اللهِ عليه كان في إيران، فهو يقول حينما كُنت في كربلاء، هل هذا التسجيل كان في الكويت؟ هل هذا التسجيل كان في مدينة قم؟ لا أدري، مكتوب على مواقعهم أنَّ التسجيل في مدينة قم، لكنَّني لا أثق بالمعلومات الموجودة على الإنترنت، وإلَّا على المواقع الشِّيرازية وفي المنتديات الكربلائية والشِّيرازية هناك من يكتب على هذا التسجيل من أنَّهُ كان في مدينة قم، يمكن أنْ يكون، ولكن بالنتيجة هذا التسجيل كان بعد مرحلة كربلاء. قُلتُ بأنَّ مرحلة كربلاء وحيث كان تأسيس التنظيم السياسي الَّذي جَعَل من الفكر القُطبي عموداً فقرياً لمكتبتهم كما قال أحمد الكاتب في مذكراته وتلك هي الحقيقة ولاحظتم المنهجيَّة الَّتي يتّبعها الرَّجل الأوَّل في هذا التنظيم وهو ابن أخت السيِّد الشِّيرازي، السيِّد محمَّد تقي المدرِّسي المرجع المعاصر في تفسيره (من هدى القُرآن). ثُمَّ ماذا يقول؟ يقول: كُنُت أطلب من الخطباء أنْ يحفظوا هذين الكتابين، أنا الآن أتحدَّث عن مشاهد القيامة، أن يحفظوا هذا الكتاب وأن يجعلوا يوماً واحداً من عشرة أيَّام، مثلاً في أيَّام مُحرَّم أو في الأياَّم الأخرى، أنْ يجعلوا يوماً واحداً مخصصاً لِمَا جاء في هذا الكتاب، بعد ذلك يقول: وإذا كنتم تقدرون أنْ تتحدَّثوا عن ذلك في كُلِّ يوم فافعلوا، لماذا؟ أنا لا أدري!! والأكثر من هذا يقول من أنَّهُ لا يتذكَّر اسم المؤلف هل هو سيِّد قطب أم محمَّد قطب؟ الاثنان على حدٍّ سواء، ولكنَّهُ لا يتذكَّر اسم المؤلف، لا أدري كيف يُوصي الآخرين بحفظهِ وهو لا يحفظ اسم المؤلِّف؟! السؤال: هل أنَّ السيِّد الشِّيرازي يحفظ هذا الكتاب مثلما يوصي الآخرين؟ فهل من المعقول أنَّهُ يحفظُ الكتاب ولا يحفظ اسم المؤلِّف؟! تساؤلات كثيرة، حالة من الاضطراب الواضحة، ليس فقط في ما يقولهُ السيِّد الشِّيرازي، هذه الظاهرة عامَّة عند مراجعنا، ظاهرة عامَّة في المؤسَّسةِ الدِّينيَّة، ظاهرة من التخبُّط وعدم الوضوح، هذا الكلام ينمُّ عن عدمِ وضوحٍ فكريٍّ وعقائديّ!! أنا أعلم أنَّ أتباع السيِّد الشِّيرازي لا يقبلون بهذا الكلام ولا شأنَ لي بهم، ويشنِّون عَلَيَّ الحملات والحملات في كُلِّ مكان على الإنترنت وحتَّى على أرض الواقع!! لكنَّني أسألهم سؤالاً: هناك أربعة أشياء: هُناك سيِّد قطب، وهناك كتاب مشاهد القيامة في القُرآن وهو كتابٌ ناصبي بامتياز مئة في المئة، وهناك مرجع بغضِّ النَّظر عن اسمهِ، هذا المرجع يطلب من النَّاس أن يحفظوا هذا الكتاب النَّاصبي وأنْ يقرأوه مرَّة ومرَّة ومرة، ويطلُبُ من الخُطباء أنْ يحفظوا هذا الكتاب وأنْ يذكروا ما حفظوه ولو يوماً من عشرة أيَّام أو في كُلِّ يوم لو كانوا يستطيعون، ويقول عن هذا الكتاب بأنَّهُ من أجمل الكُتُب، ويُوصي به لسنين طويلة على هذا المنهج، من أيَّام كربلاء إلى ما بعد كربلاء في حياتهِ. ويُوجد شخص بغضّ النَّظر عن اسمه، شخص ماسوني مثلي، هذا الشخص الماسوني يقول: إنَّ سيِّد قطب ناصبيّ، وإنَّ كتابهُ مشاهد القيامة مُؤلَّف بطريقةٍ مُخالفةٍ ومنافرةٍ لآلِ مُحَمَّد، ويقول: إنَّ هذا المرجع الَّذي يُوصيكم بقراءته هذا الرجل مُشتبه، هذا الرَّجُل مُشتبه والفِكر القُطبي قد اخترقه، وهذا الأمر الَّذي يقوم بهِ هو عملٌ شيطانيّ، بغضِّ النَّظر هذا الرجل الذي يقول هذا الكلام أكان ماسونيّاً، زنديقاً، كافراً، بنفس القاعدة الَّتي قال: (انظر إلى ما قال ولا تنظر إلى من قال)، بنفسِ القاعدة التي هو قالها، ألم يقل إنَّ عليَّاً قال: (أنظر إلى ما قال ولا تنظر إلى من قال)، بنفس هذه القاعدة حاكموا هذا الواقع. أين الصَّواب هنا في هؤلاء الأربعة؟ الصَّواب عند السيِّد قطب أم في الكتاب؟ أم عند هذا المرجع الَّذي يُوصي بحفظ الكتاب النَّاصبي؟ أم عند هذا الماسوني الَّذي يرفضُ ما يقوم به المرجع من تضليل النَّاس؟ قطعاً من دون قصدٍ سيء، أنا لا أقول بأنّ السيِّد الشِّيرازي قام بهذا الأمر بقصدٍ سيّء، والله لا أعتقدُ ذلك، أقول هنا الشَّيطان يُحرّكهُ، الشَّيطان يُحرِّكنا جميعاً، الشَّيطان مُتسلِّط علينا. هذا المنطق منطق السيِّد الشِّيرازي منطق رحماني أم شيطاني؟ منطق كتاب مشاهد القيامة منطق شيطاني أم رحماني؟ منطق سيِّد قطب منطق شيطاني أم رحماني؟ منطق هذا الماسوني الَّذي يرفض سيِّد قطب ويرفض كتابه ويعترض على توصية المرجع بالفكر النَّاصبي هذا المنطق شيطاني أم رحماني؟ ماذا تقولون أنتم؟ أنتم شيعة، صاحبُ الزَّمان يؤيِّد مَن مِن هؤلاء الأربعة؟ لا أقصد يُؤيِّد الأشخاص، قلنا هذا الشَّخص ماسوني قطعاً الإمام لا يُؤيِّدُ شخصاً ماسونيَّاً، ولكن يُؤيِّد قولهُ أم لا؟ سؤال: هل صاحب الزَّمان، يا شيعة، يُؤيِّدُ سيِّد قطب؟! سؤال ثاني: هل صاحبُ الزمان يُؤيِّد هذا الكتاب النَّاصبي؟! هل صاحب الزمان يُؤيِّد المرجع بغضِّ النَّظر عن اسمه الَّذي يُوصي النَّاس بحفظ الفكر الناصبي؟! سؤال: إذاً أين تسديدُ المراجع؟ هذا التسديد المُدَّعى من أنَّ صاحب الزَّمان يُسدِّد المراجع، أين هو تسديد المراجع؟ سؤال: هذا الكلام الَّذي يقولهُ هذا الماسوني من رفضِ الفكر النَّاصبي وربط النَّاس بالكافي، بهذه الرِّوايات وبالزِّيارة الجامعة الكبيرة هل الإمام الحُجَّة يؤيِّد هذا المنطق أم لا؟ ماذا تقولون؟ أنتم من شيعة صاحب الزَّمان أم من شيعة الشِّيرازي، مِن شيعةِ مَن؟! أنتم من شيعة عليٍّ وآل عليّ أم من شيعة العُلماءِ والمراجع الَّذين يقودونكم إلى الفكر النَّاصبي؟! ها هي هذه المصادر أمامكم!! شيعةُ مَن أنتم؟ هذا السؤال وجِّهوه لأنفسكم، أنا أعرف شيعة مَن أنتم، أنتم أُناس غاطسون في الصَّنميَّة، أنا لا أتحدَّث هنا عن أتباع السيِّد الشِّيرازي فقط، خطابي مُوجَّه للشِّيعة عُموماً، أنتم شيعة العُلماء، وشيعة المراجع، وما أنتم بشيعة أهل البيت، هناك فارق واضح بين منطق أهل البيت وبين منطق المراجع، بين منطق المؤسَّسة الدِّينيَّة وبين منطق آل مُحَمَّد، أُقرِّب لكم هذا بمثالٍ ولكن بعد هذا الفاصل، نذهبُ إلى فاصل. أعرضُ بين أيديكم الآن تسجيلاً صوتياً للسيِّد محَمَّد الشِّيرازي رحمةُ اللهِ عليه وهو يُحدِّثنا عن الصَّلاة على مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد، يُحدِّثنا عن عقيدتهِ وعن فكرتهِ وعن تصوّرهِ وعن فهمهِ لمعنى الصَّلاةِ على مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد وإنْ كان ذلك بنحوٍ مُجمل نستمعُ معاً: [في الإسلام كان مشهوراً أنَّهُ النَّبيّ صلّى الله عليه واله وسلم لماذا نُصلِّي عليه هل ينفعه؟ الجواب: نعم، ينفعهُ، النَّبيّ ينفعهُ صلاتي؟ نعم، النَّبيّ ينفعهُ صلاتي، النَّبيّ لهُ في الآخرة لنفرض مليار دار، قلت اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد، الله أضاف عليهِ داراً أخرى، له مليارات من الأنوار، الله أضاف عليها نوراً آخر، في هذه الغرفة مئة بلوك مصباح كهربائي أضفنا عليه مصباحاً، الماديات والمعنويات قابلةٌ للتصاعد، حتَّى النَّبيّ يحتاج إلى التثبيت: ﴿وَقَالَوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَة كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا﴾، نحنُ الآن بحاجةٍ إلى أنْ نسكب في أنفسنا هذا النوع المتصاعد من الإيمان احنا احنا …]. لا أريد أنْ أُعلِّق كثيراً على ذلك ولكنَّني كما قُلُت لكم قبل قليل من أنَّني سآتيكم بمثالٍ أُقارن فيهِ بين ما يقوله عُلماؤنا ومراجعنا وخُطباؤنا وبين ما يقولهُ آلُ مُحَمَّد، وسوف أُدخِلُ في المقارنة أيضاً سيِّد قطب، باعتبار أنّه بطلُنا المقدام وهو أساسُ الفكر عندنا في النَّجف وفي كربلاء!! آخذكم الآن إلى فيديو لخطيبٍ ومُتحدِّثٍ من الوسط الشِّيعيّ تُؤيِّدهُ المرجعيَّة النَّجفية بقوَّة، والفضائيات، الجوّ الشِّيعيّ عموماً، وحتَّى أنتم تؤيدونهُ وتُحبُّونهُ، المثال السَّابق كان من الجو الكربلائي، مِن سيِّد الجو الكربلائي، مِن المرجع الشِّيرازي، الآن أيضاً من مُربّي يُربِّي الأجيالَ الشِّيعيّةَ بتأييدٍ ودعمٍ من مرجعيَّة السيِّد السيستاني وسائر المراجع الآخرين. نُشاهد ونستمع معاً إلى الشَّيخ حبيب الكاظمي وهو يتحدَّث عن الصَّلاة على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد على نفس هذه النَّغمة: [… نعم كيف ابتهاجه بذاته، قلتُ كلمة وأُنهيها هنا مَزالُّ الأقدام، الكلامُ خطير في هذا المقام، إذاً ربُّ العالمين أسماؤه عزيزةٌ عليه، الآن بأيِّ تعبير، التعابير لا تُسعفني الآن، المهم أنت تُقسِمُ على اللهِ عزَّ وجل بالحُسَين عليه السَّلام، وهو مخلوقٌ خَلْقٌ من خلقه، وتارةً تقول: يا ربّ أُقسم عليك بالاسم الأعظَّم الَّذي لم يخرُج منك إلى أحد …]. يبدو أنَّ الأخوة في الكنترول روم قد أخطأوا في الفيديو المنشور، فالفيديو الَّذي ظَهَر على الشَّاشة يتحدَّث فيه الشَّيخ الكاظمي عن الاِسم الأعظم، هناك فيديو وربَّما نشرناه فيما سبق للشَّيخ حبيب الكاظمي في نفس المضمون نذهب إلى فاصل وأعود إليكم بعد الفاصل. بسبب الاِنقطاعِ لمشكلةٍ فنيَّة في بعض الأجهزة كي يتواصل البرنامج ولا يكون هُناك انقطاع في تسلسل المعاني. أعرض بين أيديكم مرَّةً أخرى ما تقدَّم عرضهُ من تسجيلٍ صوتيٍ لسيِّدنا السيِّد محَمَّد الشِّيرازي رحمةُ الله عليه وهو يتحدَّثُ عن أثر الصَّلاة على النَّبيّ وآله الأطهار، أثر هذه الصَّلاة على نفس النَّبيّ صلَّى الله عليه وآله نستمعُ معاً: [في الإسلام كان مشهوراً أنَّهُ النَّبيّ صلّى الله عليه واله وسلم لماذا نُصلِّي عليه هل ينفعه؟ الجواب: نعم، ينفعهُ، النَّبيّ ينفعهُ صلاتي؟ نعم، النَّبيّ ينفعهُ صلاتي، النَّبيّ لهُ في الآخرة لنفرض مليار دار، قلت اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد، الله أضاف عليهِ داراً أخرى، لهُ مليارات من الأنوار، الله أضاف عليها نوراً آخر، في هذه الغرفة مئة بلوك مصباح كهربائي أضفنا عليه مصباحاً، الماديات والمعنويات قابلةٌ للتصاعد، حتَّى النَّبيّ يحتاج إلى التثبيت: ﴿وَقَالَوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَة كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلا﴾، نحنُ الآن بحاجةٍ إلى أنْ نسكب في أنفسنا هذا النوع المتصاعد من الإيمان احنا احنا …]. هل تنفعهُ صلاتي؟ نعم النَّبيّ تنفعهُ صلاتي!! أذهب بكم الآن إلى فيديو أيضاً لخطيبٍ ومُربٍّ لأجيال الشَّباب ومُتحدِّثٍ هو الشَّيخ حبيب الكاظمي الَّذي يَحظى بتأييد مرجعيَّة السيِّد السيستاني وسائر المراجع أيضاً وأنتم أيضاً تحبُّونه وتوالونه. نشاهد هذا الفيديو هو يُحدِّثنا عن آثار صلاتنا على النَّبيّ وآله عليهم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين نشاهد معاً: [بارك الله في المؤمنين حقيقةً هذه من دواعي الإيمان إذا رأيتُم الإنسان يرفعُ صوتهُ بالصَّلاة على النَّبيّ وآله كُلَّما ذُكِر المصطفى فاعلم أنَّ هذا الإنسان مباركٌ في إيمانه، صلُّوا على مُحَمَّد وآل مُحَمَّد، وغنيٌّ عن القول قلنا الصَّلاة على النَّبيّ وآله دعاءٌ، دعاءٌ من أفضل الدعاء، إذا ذهبت لزيارة الحبيبِ المصطفى اِرفع يديك إلى السَّماء وقُل مَرَّة واحدة: اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد، ولكن قَدِّم طلباً يا ربّ اِرفع درجة النَّبيّ وآله، لو أنَّهُ صلَّيت على النَّبيّ وآلهِ مرَّة واحدة في العمر، لا أقولا مليون مرة، لا نريد بالضَّرورة حملة صلوات مليونية، هذا شيء جيد، ولكن إنْ صلَّيت على النَّبيّ صلاةً واحدة مقبولة ماذا سيحدث؟ ماذا سيحصل؟ النَّبيّ في عالم البرزخ معَ الأَئِمَّة عليهم السَّلام احدعش إمام للإمام العسكريّ عليهِ السَّلام، يأتي الخطاب من ربِّ العالمين أيُّها المصطفى ترقَّى من هذا القصر هيَّأنا لك قصراً أوسع وأرحب وأجمل لا لك لعليٍّ وفاطمة وذُرِّيتها، يا ربِّ ولِمَا؟ يأتي النداء: فُلان عبد في على وجه الأرض صلَّى عليك صلاةً قَبلنا منهُ هذهِ الصَّلوات يا رسول الله رفعنا لك الدرجات، هذا الإنسان أليس هو رابحُ الأزلِ والأبد، هذا الإنسان هُنالك أثرى منه في عالم الوجود الَّذي بدعائهِ بصلاتهِ رَفع درجة النَّبيّ، ماذا سيتعامل معهُ الحبيب المصطفى يوم القيامة؟ ماذا ستتعامل معهُ فاطمة الزَّهراء يوم القيامة؟ القضايا خارج التصور والتفكير، المهم …]. النَّبيّ تنفعهُ صلاتي كما قال المرجع الشِّيرازي!! وأنا بصلاتي سأرفعُ درجات مُحَمَّدٍ وعليٍّ وفاطمة والحَسَن والحُسين والأَئِمَّة المعصومين من وُلد الحُسَين، وكذلك أرفعُ درجة صاحب الأمرِ والزَّمان بصلاتي!! هذا هو منطقُ المؤسَّسة الدِّينيَّة بجناحيها في كربلاء وفي النَّجف!! هذا هو منطق مراجعنا وعُلمائنا رضوان الله تعالى على الماضين وأعلى اللهُ تعالى مقام الباقين، هذا هو منطقهم، أنتم أحرار، تُريدون أنْ تتبَّعوا هذا المنطق؟ هنيئاً لكم، أم تُريدون أنْ تتبعوا منطق سيِّد قطب!! لنقارن بين منطق هؤلاء المراجع وبين منطق سيِّد قطب: هذا هو المجلَّد الخامس، دار الشروق، في صفحة 2879، ماذا يقول سيِّد قطب؟ يقول:- وأين تذهبُ صلاةُ البشر وتسليمهم – هو يتحدَّث في ذيل الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾، بعد أنْ يتحدَّث عن صلاة الله وملائكته، أنا لا أريد أنْ أقرأ كُلَّ شيءٍ ولكن ما يَرتبطُ بالموضوع بشكلٍ خاص، فيقول سيِّد قطب كما قلت صفحة 2879، يقول:- وأين تذهبُ صلاةُ البشر وتُسليمهم – يعني ما قيمتها؟ – بعد صلاة الله العليِّ وتسليمهِ وصلاة الملائكةِ في الملأ الأعلى وتسليمهم، إنَّما – هذا هو معنى الصَّلاة من قِبلنا على النَّبيّ وآلهِ الأطهار، قطعاً هو لا يتحدَّث عن آلهِ الأطهار – إنَّما يشاءُ الله تشريف المؤمنين بأنْ يقرِن صلاتهم إلى صلاتهِ وتسليمَهُم إلى تسليمه – هذا هو تشريف للمؤمنين وليس لرسول الله – إنَّما يشاءُ الله تشريف المؤمنين بأنْ يقرِنَ صلاتهم إلى صلاتهِ وتسليمهم إلى تسليمه وأنْ يَصلِهم عن هذا الطريق بالأُفق العُلويّ الكريم الأزلي القديم – فصلاة المؤمنين، صلاتنا في نظر سيِّد قطب هي ليست تشريفاً وترقيةً لمُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد، وإنَّما هي تشريفٌ لي. وأين تذهبُ صلاةُ البشر – ما قيمتها؟! – وتسليمهم بعد صلاة الله العلي وتسليمِهِ وصلاة الملائكة في الملأ الأعلى وتسليمهم، إنَّما يشاءُ الله تشريف المؤمنين بأنْ يقرِن صلاتُهم إلى صلاتهِ وتسليمهم إلى تسليمهِ وأنْ يصلهم عن هذا الطريق بالأفق العلوي الكريم الأزلي القديم – فصلاتُنا إذاً هي تَشريفٌ لنا وهي سببٌ لرفع درجاتنا – وأنْ يصلهم عن هذا الطريق بالأفق العلوي الكريم – فصلاتُنا تشريف لنا وهي تَرفعُ درجاتنا إلى الأفق العلوي الكريم، لا كما يقول مرجعنا الشِّيرازي ولا كما يقول المربِّي والمحدِّث الخطيب الشَّيخ الكاظمي. ماذا تقول الزِّيارة الجامعةُ الكبيرة؟ لنرى من هو الأقرب إلى منطق أهل البيت؟ يبدو أنَّ سيِّد قطب هنا أقرب إلى منطق أهل البيت من مراجعنا ومن علمائنا وخطبائنا، الزِّيارة الجامعة الكبيرة المرويةُ عن إمامنا الهاديّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، ماذا تقول؟ (وَجَعَلَ صَلَاتَنَا عَلَيْكُم وَمَا خَصَّنَا بِهِ مِنْ وِلَايَتِكُم طِيْبَاً لِخَلْقِنَا وَطَهَارَةً لِأَنْفْسِنَا وَتَزْكِيَةً لَنَا وَكَفَّارَةً لِذُنُوبِنَا). ماذا قال سيِّد قطب؟ سيِّد قطب هكذا قال، قال: صلاتنا على النَّبي هي تشريفٌ لنا وماذا بعد؟ وتكون سبباً لأنْ ترفع درجاتنا لأنْ تصلنا بالأُفُق العلوي الكريم. ماذا قال مرجعنا الشِّيرازي؟ الصَّلاة على مُحَمَّدٍ وآلهِ تنفعهم؟ قال: نعم تنفعهُ، صلاتي تنفع النَّبيّ؟ قال: نعم، تنفعه. وماذا قال المربِّي والخطيب الكاظمي؟ لاحظتُم التفصيل وهو يُوصي زُوَّار المدينة، زوَّار النَّبيّ أن يقول الزَّائر ولو مرَّة واحدة: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد ولكن بهذه النيَّة، بنيَّة أنَّ هذا الزَّائر يطلُب من الله أنْ يرفع درجة مُحَمَّدٍ صلَّى الله عليه وآله!! فصرت حينئذٍ أنا الشَّفيع لمُحَمَّد وليس مُحَمَّدٌ شفيعاً لي! صِرتُ شفيعاً، يعني جنابي أنا المحترم، جنابي المحترم المبجَّل الموقَّر الأجلَّ، بجلالة قدري العظيم صِرتُ شفيعاً لمُحَمَّدٍ صلَّى الله عليه وآله في أنْ يرفع الله درجة مُحَمَّد!! ما أدري، هذه تحتاج إلى صلوات ولكن على أيّ معنى؟ على المعنى الَّذي يقوله السيِّد الشِّيرازي، أم المعنى الَّذي يقولهُ الشَّيخ حبيب الكاظمي، أم المعنى الَّذي يقولهُ سيِّد قُطب؟ لا أدري!! الخيار إليكم، أنتم أحرار نحنُ في عصر الحرية عمّي والديموقراطية أحرار، اختاروا الَّذي تختارونه، هذه الخيارات أمامكم واختاروا إِمَّا أنْ تكونوا على ذوق السيِّد الشِّيرازي في الصَّلاة على مُحَمَّد وآل مُحَمَّد، أو تكونوا على ذوق الشَّيخ حبيب الكاظمي، أو تكونوا على ذوق سيِّد قطب وهو أفضل منهما مليار مرَّة في هذا المضمون الَّذي ذكرهُ في تفسيره الضال في ظلال القُرآن، أو يعجبكم أنْ تكونوا على ذوقٍ تعرفونه؟ لا أدري، على ذوقِ هذا الَّذي جاءت منه الزِّيارة واسمه عليُّ ابن مُحَمَّد الهاديّ، تعرفونه أم لا تعرفونه؟ لا أدري، القضيَّة راجعةٌ إليكم!! الإمامُ الهاديّ في الزِّيارة الجامعة الكبيرة هكذا يقول، ويُريد منَّا أن نعتقد بهذه العقيدة، وكأنَّ الإمام يقول إيَّاكم إيَّاكم أنْ تستمعوا إلى المراجع في معنى الصَّلاة، هذه صلاة بتراء! والله صلاة بتراء! لأنَّ المنهج أبتر، الصَّلاة البتراء، مرَّةً ببترِ مُحَمَّدٍ عن آل مُحَمَّد، تقول اللَّهُمَّ صلِّ على مُحَمَّد وتسكت، فتبتر مُحَمَّداً عن آل مُحَمَّد أو تبتر آل مُحَمَّدٍ عن مُحَمَّد، والصَّلاة البتراء هي الَّتي تُبتَرُ معانيها وهذهِ أخطر أخطر! حينما تبترُ المضمون، حينما تبترُ المعنى، فهذه صلاةٌ بتراء، وهذه من تطبيقات المنهج الأبتر، ونحن ُلا زلنا نتحدَّث في ملامح المنهج الأبتر. وقت البرنامج صار مُقارباً لأذان النَّجف الأشرف يُرفع الأذان وبعد الأذان أعود إليكم كي أُكمل حديثي من حيثُ انتهيت. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى فَاطِمَة وَأَبِيهَا وَبَعْلِهَا وَبَنِيهَا وَالسِّرِّ الْمُسْتَوْدَعِ فِيهَا. أنا لا أقول لكم صَلُّوا على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد بهذا العُنوان، بعنوان أنْ تنفعوا مُحَمَّداً وآل مُحَمَّد بصلاتكم، إيَّاكم أنْ تفعلوا ذلك، إيَّاكُم، إيَّاكُم، ولا أقول لكم صلُّوا على مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد بهذه النيَّة، بهذه النيَّة السيئة أنْ تتوجَّهوا إلى الله أنْ يرفع درجةَ مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد، إيَّاكُم إِيَّاكُم إيَّاكُم من إساءة الأدبِ هذه بحقِّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد، لا تستمعوا إلى هؤلاء، ولا أقول لكم صَلُّوا على مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد كما يقول سيِّد قطب وإنْ كان قولهُ أفضل وأحسن مِمَّا قالهُ المرجع الشِّيرازي والشَّيخ الكاظمي. أنا أقول لكم صلُّوا على مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد في هذا الجوّ، في هذه الأجواء، ولكن بأيِّ مضمون؟ (وَجَعَلَ صَلَاتَنَا عَلَيْكُم وَمَا خَصَّنَا بِهِ مِنْ وِلَايَتِكُم طِيْبَاً لِخَلْقِنَا وَطَهَارَةً لِأَنْفْسِنَا وَتَزْكِيَةً لَنَا وَكَفَّارَةً لِذُنُوبِنَا)، هذه آثار الصلَّوات علينا، هذه آثارُ الصلَّوات! أمَّا مضمون الصَّلاة على مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد فإنِّي لا أعرفهُ، ولا يوجد أحدٌ يعرف هذا المضمون، وهذه المعاني من أنَّ الدرجات ترتفع فهذه [خرابيط]. هُناك في الرِّوايات وفي أحاديث أهل البيت، العبد أنا وأنتم، إذا قُلنا الحمد لله عدد ورق الأشجار، الملائكة يعرفون عدد ورق الأشجار، وهناك ملائكة خاصون بذلك حتَّى إذا كان الملائكة الَّذين يُسجِّلون علينا ما يصدر منا لا يعرفون فإنّهم يسألون الملائكة الموكَّلين بالأمر، الملائكةُ يعرفون عدد ورق الأشجار، فحين أقول: الحمْدُ لله بعددِ وَرَق الشَّجر، الحَمْدُ لله بعدد ذرَّات الرَّمل والمدر، الحَمْدُ لله بعددِ قَطرات المطر، الملائكةُ يعرفون ذلك، ما يلفظُ من قولٍ إلَّا ويُسجَّل، هناك رَقيبٌ عتيد، فحينَ أقول الحَمْدُ لله، حين أقول سُبحان الله عدد قطرات المطر تُكتَبُ تلك الأعداد، ولكن حين يقول القائل: الحَمْدُ لله كما هو أَهلُه تَحيرُ الملائكة، الملائكة تحير هنا، فلا يسألون مَلَكاً وإنّما يسألون الله، ماذا نكتبُ يا إلهنا؟ قال: اكتبوها كما هي أي مثلما قالها، هذهِ ليس لها وزن، اكتبوها كما قالها، اكتبوها الحَمْدُ لله كما هو أَهلُه، فهل هناك من عددٍ أو رقمٍ يوضع في مُقابل هذه الكلمة؟ نحنُ حين نُصلِّي على مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد نُصلِّي بهذا المضمون، صَلُّوا بهذا المضمون: اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد كما هو أهلهُ أنْ يُصلِّي عليه، وكما هُم أهلٌ لأنْ يُصلِّي الله عليهم، كما هو أهله، بهذا المضمون صلُّوا على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد، (لَا فَرقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا إِلَّا أَنَّهُم عِبَادُك وَخَلْقُك)، صَلُّوا عليهم بهذه العقيدة، قولوا اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد ولكن بهذه النيَّة، وإيَّاكم وهذه النوايا هذه [الخرابيط] الَّتي مرَّت الإشارة إليها، صلُّوا بهذه النيَّة: (اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد كَمَا أَنْتَ أَهْلُه أنْ تُصَلِّي عَلَيهم، وكَمَا هُم أَهْلٌ لِأَنْ يُصَلِّي الله عَلَيهم كَمَا هُو أَهْلُه)، بهذه النيَّة صَلُّوا على مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد وهنيئاً لكم، أمَّا هذا الَّذي تتحدَّثُ عنه الزِّيارةُ الجامعة فتلك هي آثار هذه الصَّلاة، نعم هذه آثار الصَّلاة على مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد ولا تقف عند هذا الحدّ، عطاءُ مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد لا يقفُ عند هذا الحدّ، (وَجَعَلَ صَلَاتَنَا عَلَيْكُم وَمَا خَصَّنَا بِهِ مِنْ وِلَايَتِكُم طِيْبَاً لِخَلْقِنَا وَطَهَارَةً لِأَنْفْسِنَا وَتَزْكِيَةً لَنَا وَكَفَّارَةً لِذُنُوبِنَا). وعلى نفسِ هذهِ النَّغمة في هذه المعاني المقصِّرة لمعنى الصَّلاة، وهذا المعنى ليس خاصَّاً بالسيِّد الشِّيرازي أو بالشَّيخ الكاظمي، هذا منطقُ المؤسَّسةِ الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الرَّسميَّة، هذا منطقُ مراجعنا عُموماً، وإذا وجدتم مُخالفاً فذلك هو الشاذ، ربَّما تتصوَّرون أنَّ السيِّد الشِّيرازي مُشتبهٌ هنا، أبداً هذا هو الذَّوق العام في المؤسَّسة الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الرَّسميَّة ولمراجعنا الكبار، وخذو بنظر الاعتبار: أنَّ السيِّد الشِّيرازي ولائيٌّ أكثر من سائر المراجع الآخرين الَّذين عاش في عصرهم، فقد عُرِف بالميل الولائي وعُرِف بالتسليم لأخبارِهم وحديثِهم. أيضاً نستمعُ إلى هذا التسجيل على نفس هذه النَّغمة أيضاً لسيِّدنا الشِّيرازي وهو يتحدَّث عن رُقيِّ النَّبيّ في الدرجاتِ والمراتب نستمعُ معاً: [اليوم له مليار درجة على قول حديث السبزواري في المنظومة والَّذي كشفهُ قبل هؤلاء الغربيون يقول: كُلّ المراتب الاشتداد أنواعاً استنار بالمرادِ، الإيمان كالنوم، الإيمان كالمال، ألف دينار، يمر يوم، خمسة، عشرة، مليار، الإيمان نفس الشيء حتَّى الرسول يتصاعد لا شك فيه، يعني هذا ليس بعجيباً، أخذوا الماديات تمشوا بها على المعنويات نفس الشيء الرسول يتصاعد]. الرَّسول يتصاعد وأساساً يتصاعد بصلاتي، أنا أكون سبباً لتصاعدهِ، أليس تقدَّم الكلام في معنى الصَّلاة عند السيِّد الشِّيرازي وعند الشيخ حبيب الكاظمي، وهذا هو معنى الصَّلاةِ في المؤسَّسة الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الرَّسميَّة، فهو يتصاعدُ ويتصاعد بسببي، أنا أيضاً سأكون سبباً لتصاعد النَّبيّ في الدرجات، أيُّ نبيٍّ هذا!! هذا نبيٌّ مهزلة هذا!! النَّبيُّ الَّذي أعرفه هو هذا الَّذي أجدهُ في الزِّيارة الجامعة الكبيرة، هذا هو النَّبيُّ الَّذي أعتقدُ به، أمَّا هذا النَّبيّ الَّذي يُحدِّثوننا عنه لا أدري من هو!! إنَّهُ نبيٌّ مهزلة. النَّبيّ الَّذي أعرفهُ هو هذا الَّذي تُخاطِبهُ الزِّيارةُ الجامعة الكبيرة، تُخاطب أولادهُ والخِطابُ واحد: (آتَاكُم الله مَا لَم يُؤْتِ أَحَدَاً مِنَ العَالَمِين – عطاء مطلق – آتَاكُم الله مَا لَم يُؤْتِ أَحَدَاً مِنَ العَالَمِين – عطاء إلى المالا نهايات، عطاء مُطلق – آتَاكُم الله مَا لَم يُؤْتِ أَحَدَاً مِنَ العَالَمِين طَأْطَأ كُلُّ شَرِيفٍ لِشَرَفِكُم ؛ (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُك مِنْ شَرَفِكَ بِأَشْرَفِهِ وَكُلُّ شَرَفِكَ شَرِيف) من شرفك بأشرفه – طَأْطَأ كُلُّ شَرِيفٍ لِشَرَفِكُم – ما من شرفٍ إلَّا دون شرفهم، لقد بَلَغوا الكمال وانتهينا – طَأْطَأ كُلُّ شَرِيفٍ لِشَرَفِكُم – إلى أنْ تقول الزِّيارة:- وَذَلَّ كُلُّ شَيءٍ لَكُم)، كيف ذلَّت كُلُّ الأشياء لهم وهم يتصاعدون وأنا أكون سبباً في تصاعُد درجاتهم، هؤلاء ما هم مُحَمَّدٌ وآل مُحَمَّد، هؤلاء مهزلة، مُحَمَّد وآل مُحَمَّد هؤلاء، علمني يا ابن رسول الله قولاً أقوله بليغاً كاملاً إذا زُرت واحداً منكم، فقال الإمامُ الهادي ما قال، وكانت بين أيدينا الزِّيارةُ الجامعة الكبيرة، إذا أردتَ أنْ تعرف مُحَمَّداً وآل مُحَمَّد فدونك الزِّيارة الجامعة الكبيرة، إنَّها كلامُ إمامنا العاشر صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه. أعتقد أنَّ الصورة اتضحت وتبيَّنت بشكلٍ جليّ، كيف أنَّ المنهج الأبتر يتحرَّكُ في الوسطِ الشِّيعيّ وخُصوصاً كان حديثي مُركَّزاً على جَناحي التشيُّع في العراق النَّجف وكربلاء، لاحظتم الملامح واضحة، أمَّا مَلْمَحُ الصَّنميَّة فهو أنتم يا شيعة، الآن سمعتُم هذه الحقائق في هذه الحلقة والَّتي قبلها ومع ذلك ستصرّون على خطأي، أنا هنا لا أريد أنْ تعتقدوا بصوابي أبداً، ولكنَّكم ستُصرّون على خطأي مع أنَّكم تتلمَّسون الصواب، ولا أعبأ أنْ تتصوَّروا أنِّي على خطأٍ أو على صواب، أنا هنا في مقام أداء وظيفتي ولا أعبأُ بالآخرين، فالصَّنميَّةُ واضحةٌ فيكم تتجلَّى، وأمَّا ضَعفُ البراءة الفكرية بل إنعدامها فهو واضح، وهذا الانكباب على الفكر القطبي أدلُّ دليلٍ على ذلك، لأنَّ البراءة ليست لعناً باللسان أو كلاماً يُردَّد، البراءة الحقيقيَّة الَّتي يُريدها آل مُحَمَّد هي البراءةُ الفكرية، لا أريد أنْ أُطيلَ أكثر من ذلك فقد بقيت مطالب كثيرة وحلقات البرنامج صارت طويلة، لكنَّ الحديث في هذا العنوان ملامح المنهج الأبتر لم ينتهِ بعد. سآخذ مثالين، آخذ مثالاً من الجوِّ الكربلائي ومثالاً من الجو النَّجفي أيضاً: من الجو الكربلائي آخذُ أحمد الكاتب: اسمه الحقيقي كما مرَّ عبد الرَّسول عبد الزَّهراء عبد الأمير الكربلائي، من قادة مُنظمَّة العمل الإسلامي، تربّى ونشأ في جوِّ المرجعيَّة الشِّيرازية، قطعاً لا ألقي باللوم على المرجعيَّة الشِّيرازية فيما آل إليه حال أحمد الكاتب، لا ألقي باللوم على المرجعيَّة الشِّيرازية بشكلٍ خاص، فأحمد الكاتب هو الابن الشَّرعيُ للمؤسَّسة الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الرَّسميَّة سواء في النَّجف أو في كربلاء على حدٍّ سواء، أحمدُ الكاتب هو نتاج المنهجيَّة الحاكمة في النَّجف وفي كربلاء، والمنهجيَّة الحوزوية الحاكمة في النَّجف وفي كربلاء هي عبارة عن منهجيَّة الشَّافعي الَّتي خُلِطت بالذَّوق المعتزلي مع عدم التجانُس بين الاثنين، لأنَّ الشَّوافع على أرض الواقع هم أشاعرة وما هم مُعتزلة، ولكنَّ العجائب عندنا نحنُ ما هي بغريبة، مثل ما لاحظتم كيف أنَّ السيِّد محَمَّد باقر الصَّدر يأتي بكلام أمير المؤمنين يأخذ كلمة ويقفز على كلمات أخرى! ويأتي بكلام سيِّد قُطب يمزجهُ بشكلٍ غريب وبالتالي يبدأ الشِّيعة يُسطِّرون آيات الثَّناء لهذا الطرح وما هو بطرحٍ صحيحٍ حتَّى وفقاً للمناهج العلمية! نصوص واضحة يأخذ كلمة منها ويقفز على الباقي ويأتي بكلامٍ غريب أجنبي يحشرهُ حشراً هكذا، ويُحمِّل النصوص ما لا تحتمل من المعاني، ولكن في الواقع الشِّيعيّ تُصبح هذهِ كرامات! وتُصبح هذه بحوث علميَّة ونظريات لم يسبق إليها أحد! وهي مُستنسخة بشكلٍ سيّء من الكُتب القطبية، فمنهجيَّةٌ شافعية مُزِجت مع الفكر المعتزلي فكانت المنهجيَّة العلميَّة في مُؤسَّستنا الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الرَّسميَّة على حدٍّ سواء في النَّجف أو في كربلاء! ترفضون كلامي؟ أنتم أحرار وأنا حرّ، عندي قناعات خاطئة؟ خاطئة ماذا أصنع؟ هذا الَّذي وصلتُ إليه، قناعاتكم صحيحة؟ هنيئاً لكم بقناعاتكم، نَحنُ بما عندنا راضون وأنت بما عندك راضٍ والرأي مُختلفُ، هذه هي الطبيعة البشرية، ثُمَّ أُضِيف إلى هذه المنهجيّة الثَّقافةُ القطبيةُ مثل ما قال أحمد الكاتب، قال: الثَّقافة القطبية كانت تُشكِّل العمود الفقري لمكتبتنا، للمكتبة الثَّقافية والفكرية، فأحمدُ الكاتب هو نِتاج طبيعي لهذه المنهجيَّة، للمنهجيَّة القُطبية الَّتي عَبثت في النَّجف وعبثت في كَربلاء، وللمنهجيَّة الحوزوية الَّتي هي شافعيَّةٌ مُضمَّخةٌ بالفِكر المعتزلي، قد تعرَّق فيها الفكر المعتزلي، هذهِ هي الحقيقة من دونِ قشور، وبإمكان الباحثين أنْ يبحثوا عن هذهِ الحقائق وسيتلمَّسون طريقَهم للوصول إلى نَفسِ هذهِ النتائج إذا ما تتبَّعوا حلقات هذا البرنامج من أوَّلها إلى آخرها، فقد مرَّت الكثير من الحقائق وستأتي أيضاً. هذه هي مُذكرات أحمد الكاتب: سآخذ لكم صوراً وللحديث بقيَّة تأتينا في حلقة يوم غد، فقد طال البرنامج، ماذا يقول أحمد الكاتب؟! عبد الرَّسول اللاري الكربلائي الأسدي سمِّ ما شئت، يقول:- وإذا كان الإمام الحُسَين – يتحدَّث عن أيَّام صباه وأيَّام شبابهِ الأولى، في أجواء كربلاء وفي أجواء أُسرتِه وعائلته – وإذا كان الإمام الحُسَين قد قُتِل قبل حوالي أربعة عشرة قرناً، فإنَّ ثَمَّة معركةٍ قادمةٍ وإمامٍ منتظَر هو الإمامُ الثَّاني عَشر الغائب مُحَمَّد ابن الحسن العسكري – الرِّوايات نهتنا عن تسميته ولكنَّني أقرأ كما كتب – الَّذي كانت أُمِّي تُعِدّني لأنْ أكون جندياً في صُفُوفه وواحداً من أنصارهِ الثلاث مئة والثلاثة عشر المخلصين الَّذين يُشكِّلون شرطاً لظهوره، وكانت تقول لي أيضاً: بأنَّ عَلَيَّ أنْ ألتزم بأرفع الأخلاقِ والآداب حتَّى أكون واحداً من أُولئك الأنصار وأحظى بشرفِ اللقاء بالإمام المهديّ الَّذي سوف يظهر قريباً ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أنْ مُلئت ظلماً وجوراً – يتحدَّث عن حالتهِ العقائدية في أيَّام صِباه وأيَّام شبابهِ والوضع العقائدي في البيئة وفي الأسرة الَّتي عاش فيها – كانت والدتي تحكي لي قصصاً عن لقاء الإمام المهديّ بالشِّيعة المخلصين من ذوي الأخلاق العالية والالتزام الدِّينيّ الدقيق – هو يقول بعد ذلك بأنَّهُ أقنع أُمَّهُ بعدم الإيمان بالإمام المهديّ، هو يقول وهو يتحدَّث، وهل جزاء الإحسان إلَّا الإحسان، والغريب أنَّه يُهدي بعضَ كُتُبه الَّتي يُنكر فيها وجودَ الإمام الحُجَّة إلى أبويه، يعني هذا [فوگ الحمل تعلاوة]! على أيِّ حال، وللنَّاس فيما يعشقون مذاهب. دخل في الحوزة من البدايات، وصار من قادة العمل الإسلامي، واشتغل في أجواء الإعلام، ودرَّس في المدارس الحوزوية، ومرَّ بتجارب، والنتيجة الَّتي وصل إليها أنْ أنكر وُجود الإمام الحُجَّة صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، فهو لا يعتقد بولادة الإمام وأنَّ الإمام، الحَسن العسكريّ خَرَج من الدنيا ولم يترُك ولداً بعده، وألَّف في ذلك الكُتُب، أقرأُ هذا الجانب من مذكراته:- أوَّلُ من حدَّثتُهُ عن الموضوع – أيّ موضوع؟ عن عقيدته الجديدة في عدم الإيمان بوجود الحُجَّة ابن الحَسن – أوَّلُ من حدَّثتهُ عن الموضوع كان والدي العزيز رحمه الله الَّذي تجاوب معي تماماً وكأنَّهُ ينتظر ما أقول – لا أدري هل هو يُبالغ؟! وإذا كان والدهُ هكذا إذاً هو مستأهل أن يهدي لهُ كتابَه الَّذي يُنكرُ فيهِ ولادة الإمام صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه – أوَّل من حدَّثتُه عن الموضوع كان والدي العزيز رحمهُ الله الَّذي تجاوب معي تماماً وكأنَّهُ ينتظرُ ما أقول، أمَّا والدتي فقد امتعضت كثيراً وحزنت وتأسَّفت على أنْ يكون ثمرةُ حياتها تأتي بهذه النَّتيجة وهي إنكار نظرية الإمامة لأهل البيت – لأنَّهُ حين نفى وجود الإمام فإنّه نفى مسألة الإمامة لهم صلواتُ الله عليهم، انتهت قضيَّة الاثني عشر، وانفرط كُلُّ شيء، وصار الحقُّ مع مُخالفي أهل البيت!! أمَّا والدتي فقد امتعضت كثيراً وحزنت وتأسَّفت على أنْ يكون ثمرةُ حياتها تأتي بهذهِ النَّتيجة وهي إنكارُ نظرية الإمامة لأهل البيت ونفي وجود الإمام الثَّاني عشر ولكنَّها بعد فترة وبعد حوارٍ طويل معي ومع والدي قَبِلت بالفكرة – هذا صار بلاءً على أُمِّه وأبيه – قَبِلت بالفكرة بعد أنْ تفهَّمتها جيدَّاً، لقد كانت اِمرأةُ مُؤمنةً جِدَّاً ومُحِبَّةً لأهل البيت ومُثقَّفةً بالثَّقافة التقليديَّة وقد رَبَّتني هي على الإيمان بوجود الإمام المهديّ وانتظارهِ ولكنَّها لم تكُن إنسانةً مُتعصِّبةً أو مُتحجِّرة، وأصبح والديَ كِلاهُما من أشدِّ المدافعين عن أفكاري والمبشّرين بها بين الأهل والأقارب والأصدقاء وتحمَّلا من أجل ذلك كثيراً من المعاناة والمقاطعة والأذى، وأبرزُ من ذهبت إليه للحوار معه كان مُؤسَّس الحركة المرجعيَّة – الحركة المرجعيَّة هي بداية تنظيم مُنظمَّة العمل الإسلامي وكانت تُسمَّى بالحركة المرجعيَّة، البدايات هي هذه. كان مؤسَّس الحركة المرجعيَّة المرجع السيِّد مُحَمَّد الشِّيرازي وكان قد سَمِع بعض الشَّيء عنِّي – سمع بعض الشّيءعنّي، مرادُه عن عقيدتهِ الجديدة، وإلَّا هو يعرفه مُنذ صِغرهِ، فهو قد تربَّى في أجواء البيت الشِّيرازي – وكان قد سَمِع بعض الشيء عني فطرح أثناء زيارتهِ في مكتبهِ في قُم موضوع المصير البائس الَّذي يتعرَّضُ لهُ من يُنكِر حقوق أهل البيت وضرب لذلك مثلاً بالشَّيخ المنتظري – الشَّيخ المُنتظري يعني الشَّيخ حسين المنتظري المرجع المعروف – الَّذي أنكر حقَّ السيِّدة فاطمة الزَّهراء في فَدك – ومرَّ ذكره في البرنامج – فأصابه ما أصابهُ من العزلِ والحِصار والضَّغط وفهمتُ ما كان يقصد، فقُلت لهُ: إنَّ موضوع فدك بسيطٌ جِدَّاً وهامشي ولا يستحقُّ التوقُّف كثيراً – هذه قضيَّة بسيطة – وهناك قضايا أساسية تمسُّ جوهر العقيدة الشِّيعيَّة مثل موضوع وجود الإمام الثَّاني عشر، فقال: إذا تُريد أنْ تعمل في السَّاحة عليك أنْ تتجنَّب الخوض في هكذا مواضيع، وقُلت لهُ: ليس مهمَّاً العمل أو عدم العمل، المهمّ التحقُّق من عقيدتنا ومعرفة الحقِّ من الباطل، وتجرَّأتُ فسألتهُ فيما إذا كان قد بحثَ موضوع الإمام المهديّ بصورةٍ مُفصَّلةٍ اجتهادية فاعترف بصراحةٍ أذهلتني قائلاً: لا، وكان من المُفترضِ بهِ كمُجتهدٍ ومرجع قبل أنْ يبحث في القضايا الفقهية الفرعية أنْ يبحث ويجتهد في أساس العقيدة الشِّيعيَّة الإمامية الاثني عشرية الَّتي يبني عليها بقيَّةَ الأمور!! وسألته سؤالاً آخر: هل قرأتَ حول الموضوع؟ قال: نعم، ولم تكن أمامنا فرصةٌ للحوار، فقلت لهُ: إذاً سوف أبعث لك بدراستي – الدراسة الَّتي طبعها بعد ذلك في كتاب: (تطور الفكر السياسي الشِّيعيّ من الشورى إلى ولاية الفقيه). فقلت لهُ: إذاً سَوف أبعث لك بدراستي لكي تُلقِي عليها نظرةً وتُعطيني رأيك حول الموضوع، الشَّخص الثالث – هو بعد ذلك جَمَع حواراتهِ ونقاشاته مع العُلماء في كتاب طَبعهُ بعد ذلك طُبِع سنة 2007، ربَّما إذا صار مجال سأتحدَّثُ عن هذا الكتاب، إذا صار مجال، البرنامج صار طويلاً – الشَّخصُ الثَّالِث المهم الَّذي قررت مُفاتحتهُ في طِهران كان هو أُستاذي السيِّد محَمَّد تقي المدرِّسي زَعيم مُنظمَّة العمل الإسلامي ومؤسَّس الحوزة القائمية – الحوزة القائمية كانت مدرسة في طهران، وكان أحمد الكاتب يُدرِّس في هذه الحوزة – والكاتِب والباحِث والمُفكِّر الإسلامي الكبير ولكنَّهُ كان يومها في نِهاية عام 1990، منهمكاً في متابعة ذيول اجتياح صدام للكويت واستطعتُ أن آخذ ساعةً واحدةً من وقته وأُحدِّثهُ بالتفصيل عن خُلاصة دراستي وطلبتُ منهُ أنْ يشرح لي كيف يُؤمِن بوجود الإمام المهديّ وأنْ يُقدِّم لي أيَّة أدلَّةٍ يملكُها ولم أطَّلع عليها حول الموضوع، فقال لي: بأنَّ هذا الموضوع من أمور الغيب، قلتُ لهُ: نحنُ المسلمين – المفروض نحن المسلمون – نحنُ المسلمون نُؤمِن بالغيب كالملائكة والجن – يعني هذه هي موضوعات الغيب – نحنُ المسلمون نُؤمن بالغيب كالملائكة والجن والجنَّة والنَّار لأنَّا نؤمنُ بالقُرآن الكريم ولا يمكن أن نقبل بأيِّ أمرٍ آخر لا يوجد في القُرآن ولم يثبُت من خلال السُنَّة – يعني سُنَّة النَّبيّ – ولا من أحاديثِ أهل البيت وإذا كان مشايخ الشِّيعة يقولون إنَّ الإيمان بوجود ولدٍ للإمام العسكريّ هو افتراضٌ فلسفيٌّ لا دليلَ عليه فكيف يمكن اعتبار ذلك من أمور الغيب؟ – باعتبار أنَّ العُلماء يسقطون الرِّوايات الكثيرة عن ولادة الإمام الحُجَّة بسبب قذارات علم الرّجال. هي هذه المشكلة الَّتي أوقعت أحمد الكاتب في هذا المأزق! لأنَّهُ وجدَ أنَّ علماء الشِّيعة لا يؤمنون ولا يصدِّقون بصحة روايةٍ واحدةٍ من الرِّوايات الكثيرة الَّتي وردت في ولادة الإمام الحُجَّة بسبب قذارت علم الرِّجال، فقال: إذا كان الرِّوايات ليست صحيحة فما هو الدليلُ على ولادتهِ؟ العُلماء يقولون الأدلَّة العقلية، لذلك هو يتحدَّث عن افتراض فلسفي – وإذا كان مشايخ الشِّيعة يقولون إنَّ الإيمان بوجود ولدٍ للإمام العسكري هو افتراضٌ فلسفيٌّ لا دليل عليه فكيف يُمكن اعتبار ذلك من أمور الغيب، قال لي وهو ينظرُ إلى ساعته – يعني السيِّد تقي المدرِّسي – قال وهو ينظرُ إلى ساعته: أرجوا أنْ ترجئ الكتابة حول الموضوع حتَّى تبذُل مزيداً من الوقتِ في البحثِ والتمحيص ولا تستعجل، ثُمَّ اكتب بحثك وقدِّمهُ لي مكتوباً حتَّى أستطيع مناقشته، قلت له: عظيم وهذا ما أدركهُ أنا جيداً، فإنَّ موضوعاً مُهمَّاً وخطيراً كموضوع وجود الإمام الثاني عشر ليس أمراً سهلاً يمكن التلاعبُ به، وأَعِدُك بأنَّي لنْ أنشره إلَّا بعد استكمال بحثي لسنةٍ أخرى، وهكذا وعدتُ عدداً صغيراً آخر من أصدقائي وإخواني ولم أنسَ المحافظة على السريَّة المطلقة وحصر البحث حول الموضوع في أضيقِ دائرةٍ من الإخوان المؤتمنين، أكملتُ كتابة المسودَّة الأولى من الكتاب في نهاية عام 1992 – يشير إلى هذا الكتاب – وأرسلتها إلى المدرِّسي كما وعدتهُ وقُمت بكتابة رسائل إلى حوالي 400 عالم ومُفكِّر من علماء الشِّيعة وقياداتهم – هل هذا الرَّقم دقيق أو غير دقيق؟! هو يقول هكذا، يقول: وقمت بكتابة رسائل إلى حوالي 300 إلى 400 عالم ومفكِّر من علماء الشِّيعة وقياداتهم أعرض عليهم خُلاصة ما توصَّلتُ إليه من عدم صحَّة نظرية الإمامة وعدم وجود الإمام الثَّاني عشر – يذكر اسم الإمام – وأطلبُ منهم الاطلاع على مسودة كتابي ومناقشته – هو ذكر ما بين 300 إلى 400، لكنَّهُ في كتابه حوارات ذكر عدداً محدوداً جدَّاً من الَّذين كتب لهم رسائل، على أيِّ حال. وتقديم ما لديهم من أدلَّةٍ وبراهين قد لم أطّلع عليها أعلنتُ للجميع استعدادي للتراجع عن النتائج الَّتي توصَّلتُ إليها فيما إذا حصلتُ على أيِّ دليلٍ مُقنِع وقُلت للكثير منهم بأنِّي على استعداد لعملِ حفلةٍ وإحراق كتابي إذا ما اكتشفتُ أيَّ دليلٍ مخفيٍّ عنِّي وأيقنتُ بصحَّة النظريَّة الإمامية وصحَّة وجود الإمام الثَّاني عشر، ووجَّهت رسالةً مفتوحةً إلى الحوزة العلمية في قُمّ بعقد ندوةٍ علميَّةٍ لمناقشة هذا الموضوع واستعدادي للمشاركة فيها ولم أتلقَّ بالطبع أي جواب، وبعد فترةٍ من المناقشةِ والحوار لمدَّة خمسِ سنوات قُمتُ بطبع الكتاب سنة 1997 في لندن، فصدرت مُنذ ذلك الحين عشرات الكُتُب الَّتي تُحاول إثبات ولادة الإمام الحُجَّة عليه السَّلام – يذكر اسمه – إثبات ولادته ووجودهِ وقد قُمت بمراجعتها والردِّ على أهمِّها في كتابٍ خاص تحت عنوان: (حوارات أحمد الكاتب مع العلماء والمراجع والمفكِّرين حول وجود الإمام الثَّاني عشر مُحمَّد ابن الحسن العسكري)، وطبعتهُ سنة 2007، وقُلتُ في ذلك الكتاب بأنَّ مُعظم الردود يؤكِّد ما وصلت من أنَّ موضوع الإمام الثَّاني عشر ما هو إلَّا افتراض فلسفي وهمي أكثر منهُ حقيقةً تأريخية، وإنَّ أغلب الردود تُحاول إثبات وجوده عن طريق الاستدلال النَّظري أو ما يُسمَّى بالدليل العقلي وتفتقر إلى الأدلَّة العلميَّة التأريخية – مُراده من الافتقار إلى الأدلَّة العلمية التأريخية أنَّ الرِّوايات ضعيفةُ السَّند بحسب قذارات علم الرِّجال، هذه النتيجة طبيعية، هذه نتيجةٌ طبيعية، والشَّيء الَّذي أقولهُ لكم: أوَّلاً: أحمد الكاتب وليدٌ شرعيٌّ من المؤسَّسة الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الرَّسميَّة. وثانياً: كان الرّجُل صادقاً مع نفسه في تطبيق منهج المؤسَّسة على هذه المسألة العقائدية. الرجل كان صادقاً في تطبيق المنهج، وأي واحد يريد أن يُطبِّق المنهج الحوزوي الموجود على هذه المسألة سيصل إلى نفس النتيجة الَّتي وصل إليها أحمد الكاتب، المشكلة ليست في أحمد الكاتب، المشكلة في المنهج، وهذا المنهج هو منهج الحوزة نفسه وبعينهِ، وهذا ما سيأتي الحديثُ عنه في حلقة يوم غد، إنَّهُ المنهج الأبتر، المنهج الأبتر الموجود في المؤسَّسة الدِّينيَّة جاء الرَّجُل فطبَّقه بصدق، كان صادقاً في تطبيق هذا المنهج فوصل إلى هذه النتيجة، وراح غائصاً في عالَم الضلال، سأتحدَّث عن هذهِ المشكلة، عن هذهِ الحقيقة، عن هذا المنهج الأبتر، هذا مِصداق واضح وصريح جِدَّاً من تطبيقات المنهج الأتبر بشكلٍ صادق، أكرِّر كلامي الرجل طبَّق المنهج الأبتر الموجود في المؤسَّسة الدِّينيَّة الرَّسميَّة بصدق، وسأبيِّن لكم ذلك، تستغربون؟! سوف يزول الاستغراب حين نتحدَّث في حلقةِ يوم غد. أَتْركُكُم فِي رِعَايَةِ القَمَر … يَا كَاشِفَ الكَرْبِ عَنْ وَجْهِ أَخِيكَ الحُسَين … يا قَمَر … يَا قَمَر خلِّصنا من هذا المنهج الأبتر … إكْشِف الكَرْبَ عَنْ وُجُوهِنَا وَوُجُوهِ مُشَاهِدِينَا وَمُتَابِعِينَا عَلَى الإنْتَرْنِت بِحَقِّ أَخِيكَ الحُسَين … مَتَى الفَرَج يا بقيَّة الله !! … متى الخلاصُ من هذا المنهجِ الأبتر ومن هؤلاء الأباترة!!… متَّى الخلاص!!… أَسأَلُكم الدُّعَاء جَميعاً، والملتقى غداً على الشَّاشة المشاكسة على شاشة القَمَر الفضائية … في أمَانِ الله … ملخـّص الحلقة تاريخ البث : يوم الجمعة 7 ذو الحجّة 1437هـ الموافق 9 / 9 / 2016م لا يزال الحديث في ملامح المنهج الأبتر الذي يتحرّك بفاعلية كبيرة ونشاط شديد في وسط المؤسسة الدينية الشيعية الرسمية.. أجريتُ في الحلقة الماضية مُقارنة سريعة بين سيّد قطب والسيّد محمّد باقر الصدر، والسيّد تقي المُدرّسي. (وقفة عرض إجمالية سريعة لِما مرّ في هذه المقارنة التي أجريتها في الحلقة الماضية بين منهجيّة التفاسير الثلاثة) يتبيّن من خلالها أنّ المنهجيّة التي كُتب على أساسها كتاب [المدرسة القرآنية] للسيّد محمّد باقر الصدر، وكذلك كتاب [مِن هُدى القرآن] للسيّد محمّد تقي المُدرّسي، هي منهجيّة واحدة، وهي منهجية مُخالفة 100% لمنهجيّة آل محمّد صلوات الله عليهم في تفسير القرآن! فهي في حقيقتها نسخة مُشوّهة مِن منهجيّة سيّد قطب في تفسيره [في ظلال القرآن]!! أدنى مراجعة لأحاديث أهل البيت تُبيّن لنا منهجيّة آل محمّد صلوات الله عليهم في تفسير القرآن، وهذه المنهجيّة كالتالي: — أولاً: أهل البيت وضعوا لنا قواعد في التفسير، والروايات ذكرتْ تلك القواعد، ولكنّ علماء الشيعة أعرضوا عنها لأنّها ضعيفة بسبب قذارات علم الرجال! — ثانياُ: بيّنوا لنا القراءة الصحيحة التي نزل بها القرآن، صحيح أنّ أهل البيت أمرونا أن نقرأ القرآن كما يقرؤه الناس، ولكنّهم بيّنوا لنا القراءة الصحيحة كي نفهم القراءة على ضوئها، وهذه الأحاديث التي تُبيّن القراءة الصحيحة هي الأخرى رفضها علماؤنا بسبب قذارات علم الرجال، وأوساخ علم الأصول، وقمامة قواعد التفسير التي جاؤوا بها من النواصب! — ثالثاً: فصّلوا في معاني الآيات مِن خلال الأحاديث التفسيرية للقرآن.. لكن علماءنا مزّقوا كُتب الأحاديث التفسيرية للقرآن (كتفسير العيّاشي الذي لم يُبقوا منه إلّا ما هو أقلّ مِن النصف! وتفسير القمّي حرّفوه، وتفسير الإمام العسكري علسوه، فلم يُبقَ منه سوى أجزاء يسيرة جدّاً، وحتّى هذا اليسير الذي بقي منه حكموا عليه بالإعدام! وهكذا صنعوا مع سائر الروايات والأحاديث التفسيرية فمزّقوها شرّ مُمزق وركضوا على النواصب!) ● ركض الطوسي على الطبري، وطبّق منهجية الشافعي وعبّأها بأفكار المعتزلة! وراح يتتبّع الطبري فيما يقول فيستنسخ أقواله! إلى الحدّ الذي تصوّر الكثيرون مِمّن يقرؤون تفسير التبيان للطوسي أنّه حين يتحدّث عن (أبي جعفر) فهو يتحدّث عن الإمام الباقر، والحال أنّه يعني (أبي جعفر الطبري)! وارجعوا إلى تفسير الطبري لتتأكدّوا من ذلك! ● أمّا الطبرسي في كتابه [مجمع البيان] فقد ركض على كلّ كتب المُخالفين! فعبّ منها عبّاً.. وساوى في طرحه وفي تفسيره بين ما يقوله آل محمّد وبين ما يقول النواصب وجعل الكلام رأساً برأس!! (علماً أنّ هذا التفسير هو التفسير المُعتمد والمُعتبر في المؤسسة الدينية بكلّ مراجعها السابقين والمعاصرين الأحياء، لأنّه التفسير الناصبي الأمثل!) وقفة عند كتاب [التمهيد في علوم القرآن] وهو موسوعة كبيرة من 10 أجزاء كتبها الشيخ محمّد هادي معرفة، بذل فيها جهداً جبّاراً، الشيخ محمّد هادي معرفة هو مِن أجواء المرجعية الشيرازية الكربلائية ومِن أجواء المرجعيّة النجفيّة والقمّية (فهو رجلٌ مُخضرم بين هذه الاتّجاهات). (وقفة عند الجزء (10) من هذه الموسوعة تحت عنوان: التفسير والمُفسّرون منهاج التفسير). يقول الشيخ محمّد هادي معرفة وهو يتحدّث في كتابه عن تفسير (في ظلال القرآن) لسيّد قطب، يقول: (في ظلال القرآن لسيد ابن قطب ابن ابراهيم الشاذلي المُستشهد سنة 1386 على يد طُغاة مِصر)! فهو يرى سيّد قطب شهيد!!! ● ثُمّ يقول وهو يمتدح تفسير سيّد قطب: (فكان تفسيره هذا مِن خير التفاسير الأدبية الإجتماعية الهادفة إلى إحياء الحركة الإسلامية العتيدة، فمِن أهدافه إزاحة الفجوة العميقة بين مُسلمي العَصْر الحاضر والقرآن الكريم، وتعريف المُسلمين إلى المُهمّة العِلميّة السياسيّة التي قام بها القرآن، وبيان الحميّة الجهاديّة التي يهدفها القرآن الكريم، إلى جنب تربية الجيل المسلم تربية قرآنية إسلامية كاملة، وبيان معالم هذا الطريق الذي يجب على المسلمين سلوكه..) ● الشيخ محمّد هادي معرفة يقول (إلى جنب تربية الجيل المسلم تربية قرآنية إسلامية كاملة)!! وأقول: أنّ هذا التفسير يُربّي الجيل المُسلم على عداء أهل البيت عليهم السلام، وعلى نُكران حقّهم، وعلى إلحاق النقص بهم، وعلى طمس فضائلهم! ● أيضاً يقول مُتحدّثاً عن هذا التفسير: (ثمّ يُحاول تفسير الآيات في ذوق أدبي خالص ببيان الأهداف الكليّة التي ترمي إليها الآيات مِن غير تعرّض للجزئيات، كما يجتنب مِن ذكْر الإسرائيليات والروايات الموضوعة أو الضعيفة..) يعني أنّ هذا الكتاب نقي وصافي مِن الإسرائيليات والروايات الموضوعة بما في ذلك الرواية المذكورة في هذا التفسير التي تقول أنّ سيّد الأوصياء شرب الخمر وصلّى وهو لا يدري ما يقول، فهي ليستْ مِن الإسرائيليات، وليستْ مِن الروايات الموضوعة أو الضعيفة!! ويقول في تفسيرهِ وهو يتحدّث عن تفسير(مِن هدى القرآن) للسيّد محمّد تقي المُدرّسي: (تفسيرٌ تربويٌ تحليليٌ شامل، يبحث فيه المؤلف هو السيّد محمّد تقي المُدرّسي عن الربط الموضوعي بين الواقع المُعاش وبين الحقائق الراهنة والدلائل البيّنة التي أبانها القرآن الكريم منذ أربعة عَشَر قرناً، كمنهج تربوي وأخلاقي، يستهدف وضْع الحلول الناجعة لكلّ مُشكلات العصور المختلفة حتّى قيام الساعة. قال المؤلف: “واعتمدتُ فيه على منهج التدبّر المُباشر، انطلاقاً ممّا بيّنته في التمهيد، أي منهج الاستلهام مباشرة مِن الآيات والعودة إلى القرآن ذاته كلّما قصُرنا عن فهم بعض آياته وِفْق المنهج الذي علَّمنا إيّاه الرسول الكريم وأئمة أهل البيت حيث أمرونا بتفسير القرآن ببعضه” فكان تفسيراً تحليلياً تربوياً لم توجد فيه المعْمعات الجدليّة، ولا الخُرافات الإسرائيلية، مُعتمداً على شرْح الآيات وذِكْر مقاصدها العالية وأهدافها السامية، ومُعالجة أدواء المُجتمع مُعالجة ناجعة موفقة..)!! وهو مدحٌ على نفس النَسَق الذي مدح به كتاب سيّد قطب (في ظلال القرآن)! ويقول وهو يتحدّث عن تفسير(مِن وحي القرآن) للسيّد محمّد حسين فضل الله: (تفسير تربويٌ اجتماعيٌ شامل، ويُعدّ مِن أروع التفاسير الجامعة النابعة مِن روحٍ حركيّة نابضة بالحيويّة الإسلامية العريقة. انطلق فيه المؤلف هو السيّد محمّد حسين فضل الله مِن ألمع علماء الإسلام في القطر الّلبناني يعمل في إحياء الجوّ القرآني في كلّ مجالات الحياة المادية والمعنويّة نظير ما صنعه سيّد قطب في تفسيره (في ظلال القرآن) مُضيفاً عليه تعاليم صادرة عن أهل البيت في تربية الجيل المسلم، ومتناسباً مع كلّ دور مِن أدوار الزمان..) صار مِن أروع التفاسير بنظر السيّد محمّد هادي معرفة لأنّه نُسخة مشوّهة مِن تفسير سيّد قطب (في ظلال القرآن)، وكلّ هذا المدح لهذا الكتاب لأنّه صار نظيراً لتفسير سيّد قطب!! أيضاً يقول في كتابه: (وقد رجّح الشهيد الصدر هذا الّلون الثاني، الذي هو محاولة لفَهْم وصْفة القرآن بشأن مُعالجة أدواء هي حاضرة الحياة..) ● ثُمّ ينقل كلام السيّد محمّد باقر الصدر الذي جاء فيه: (قال الإمام أمير المؤمنين وهو يتحدّث عن القرآن الكريم :”ذلكَ القرآن فاستنطقوه ولن ينطق، ولكن أُخبركم عنه؛ ألا إنّ فيه علْم ما يأتي والحديث عن الماضي، ودواء دائكم ونظم ما بينكم”. التعبير بالاستنطاق الذي جاء في كلام ابن القرآن، أروع تعبير عن عملية التفسير الموضوعي بوصفها حواراً مع القرآن الكريم، وطرْحاً للمشاكل الموضوعية عليه بقصد الحصول على الإجابة القرآنية عليها) ولكنّ سيّد الأوصياء صلوات الله عليه يقول عن القرآن (ولن ينطق)! فكيف سيُحضر لنا السيّد محمّد باقر الصدر دواء دائنا مِنه؟! لابُدّ أن يذهب إلى أمير المؤمنين حتّى يُحضر الدواء فالدواء عند عليّ. وقفة عند ما يقوله الشيّخ محمّد هادي معرفة عن كتاب [تفسير البرهان] الذي لا يشتمل إلّا على أحاديث أهل البيت عليهم السلام في تفسير القرآن، يقول: (وفي تفسيره هذا يعتمد كتباً لا اعتبار بها أمثال: التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري.. والتفسير المنسوب إلى عليّ بن ابراهيم ابن هاشم القمّي.. وكتاب (الاحتجاج) المنسوب إلى الطبرسي ولم يُعرف لحدّ الآن، وكتاب (سليم بن قيس الهلالي) المدسوس فيه، وغير ذلك مِن كُتب لا اعتبار فيها، فضلاً عن ضَعْف الإسناد أو الإرسال في أكثر الأحاديث التي ينقلها مِن هذه الكتب..)!! يعني كتاب سيّد قطب الناصبي البغيض وكُتب الذين قلّدوه في منهجيّته مِن علماء الشيعة هي مِن أفضل وأروع التفاسير، بينما الكتب التي تشتمل فقط على أحاديث أهل البيت عليهم السلام هي كتبٌ لا اعتبار فيها!! أيُّ منطقٍ هذا؟! علماً أنّ هذا الرأي الذي ذكره في كتابه بشأن [تفسير البرهان] هو رأي جميع المراجع الأحياء والأموات!! (ربّما يُخالف البعض هذا الرأي، وهذا الذي يُخالف يُعدّ شاذاً في نظر المؤسسة الدينية الشيعية الرسمية)! لو لم يُشجّع العلماء والمراجع على قراءة كتب سيّد قطب لَما انتشرتْ هذا الانتشار في الوسط الشيعي! المُشكلة أنّهم يُشجّعون على قراءة هذه الكتب، ويعتمدون منهجيّتها، ويمتدحونها امتداحاً كبيراً!! وقفة عند كتاب [مشاهد القيامة في القرآن] لسيّد قطب. ● وقفة لما كتب سيّد قطب في الإهداء: (إلى روحك يا أبي أتوجه بهذا العمل..)! هو لا يتوجّه إلى أهل البيت، ويطعن في أهل البيت، ويطمس ذكر أهل البيت طمساً خبيثاً إلى أبعد الحدود، ويُسيء إلى أمير المؤمنين.. ولكنّه في هذا العمل يتوجّه إلى روح أبيه!! سيّد قطب يحكم بالجاهلية والشرك على الجميع، ولكن حين يصل الأمر إليه يتوجّه إلى روح أبيه ولا يرى في فعله أيّ إشكال أو شرك!! ● أيضاً في آخر الكتاب يُعيد فيُكرّر هذه القضيّة، فيقول: (..فإلى روحك يا أبي أتوجه بهذا العمل، ولعلّه عندك مقبول، وعند الله مستجاب.. ابنك سيّد) ● أمّا في الخاتمة فيقول وهو يتحدّث عن مراجعه ومصادره في كتابه: (كان مرجعي الأوّل في هذا الكتاب هو المُصحف الشّريف، وقد اعتمدتُ على فهمي الخاص لأسلوب القرآن الكريم وطريقته في التّعبير، وإن كنتُ قرأتُ كثيراً مِن التّفاسير لأعرف ماذا يقال، ولكنّني لا أستطيع أن أثْبتها هنا؛ لأنّها لم تكن مراجع لي في الحقيقة)!! هذا تفسير بالرأي بنحو مُطلق من ناصبي!! التفسير بالرأي مِن الشيعي إذا كان موافقاً للحقّ لا يُؤجر عليه.. فما بالك إذا كان التفسير بالرأي للقرآن جاء مِن ألعن ناصبي في التأريخ، ماذا سيُخرج إلينا؟! ● وفي كيفية ترتيبه لسُوَر القرآن يقول سيّد قطب: (واستعنتُ في ترتيب السُوَر وبيان الآيات المكيّة والمدنيّة بتحقيقات المُصحف الأميري وبما ورد في بعض كُتب التفسير وبخاصّة: البيضاوي، وأبي السعود، والزمخشري والرازي.. وبترجيح الخاص في النادر)!! يعني حتّى المكّي والمدني يتدخّل في تشخيصه وتحديده!! مُفسّر من هذا الطراز ماذا تتوقّع أن يُقدّم لك في هذا الكتاب؟! وقفة عند صورتين من كتاب [مشاهد القيامة في القرآن] لسيّد قطب. ● الصورة 1: الحديث في سورة الأعراف.. يقول: (ثمّ يتوجه النظر إلى جانب مِن الساحة – ساحة العرض الفسيحة – فإذا مشهدٌ آخر، مشهد (الأعراف) الفاصلة بين الجنّة النار، وكأنّما هي نقطة مرور يُفرَز فيها أهل الجنّة وأهل النار، ويُوجّه كلٌ إلى مُستقره هنا أو هناك، وعليها رجال يعرفون هؤلاء وهؤلاء بسيماهم، فيوجّهونهم إلى حيث هم ذاهبون، يشيعون كلاً منهم بما يستحق مِن تحقير أو تكريم)!! فلا توجد إشارة مِن قريب أو مِن بعيد للرجال الموجودين على الأعراف! فلا أدري لماذا علماؤنا ومراجعنا يركضون وراء هذا الكلام الموجز المُختصر؟! وقفة عند بيان معنى الأعراف في قوله تعالى في حديث سيّد الأوصياء مع ابن الكوّا (رجل خارجي ناصبي)، والرواية في [الكافي الشريف :ج1] في باب معرفة الإمام والردّ إليه. ● يقول الإمام الصادق عليه السلام: (جاء ابنُ الكواء إلى أمير المؤمنين، فقال: يا أمير المؤمنين {وعلى الأعراف رجالٌ يعرفون كُلّاً بسيماهم}؟ فقال نحنُ على الأعراف، نعرفُ أنصارنا بسيماهم، ونحنُ الأعراف الذي لا يُعرَف الله عزّ وجلّ إلّا بسبيل معرفتنا، ونحن الأعراف يُعرّفنا الله عزّ وجلّ يوم القيامة على الصراط، فلا يدخل الجنّة إلّا مَن عرفنا وعرفناه، ولا يدخل النار إلّا مَن أنكرنا وأنكرناه. إنّ الله تبارك وتعالى لو شاء لعرّف العباد نفسه، ولكن جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله والوجه الذي يؤتى منه، فمَن عدل عن ولايتنا أو فضّل علينا غيرنا فإنّهم عن الصراط لناكبون، فلا سواء مَن اعتصم الناس به، ولا سواء حيثُ ذهب الناس إلى عيون كدرة يُفرغ بعضها في بعض، وذهب مَن ذهب إلينا إلى عيون صافية تجري بأمر ربها، لا نفاد لها ولا انقطاع). أنا أسألكم: كتاب [في ظلال القرآن] هل هو مِن العيون الصافية أم مِن العيون الكدرة؟! – مشاهد القيامة في القرآن من العيون الصافية أم من العيون الكدرة؟! ●الصورة 2: من كتاب [مشاهد القيامة] من سورة الدهر.. يقول سيّد قطب: (وفي أثناء السياق يأتي ذكر عباد الله الذين يشربون مِن هذه الكأس، فيستطرد السياق في تعداد أوصافهم فهم قومٌ يُطعمون الطعام على حبّه مسكيناً ويتماً وأسيرا، وهم قوم يفعلون الخير لوجه الله لا يريدون مِن الناس جزاءً ولا شكوراً، وهم قوم يخافون الله ويخشون يوماً عبوساً قمطريرا، هو ذلك اليوم الذي نحن فيه، ولقد وقاهم الله شرّ ذلك اليوم ولقّاهم نضرةً وسروراً وجنّة وحريرا)!! السبب في وقوفي عند كتاب [مشاهد القيامة في القرآن] هو أنّه مِن الكتب التي يُؤكّد عليها دُعاة في حزب الدعوة الإسلامية، وهو مِن الكتب التي تُؤكّد عليها المرجعية الشيرازية! عرض نماذج وأمثلة ممّا يقوله علماؤنا وخُطباؤنا لعمل مُقارنة بين ما يقوله سيّد قطب وبين ما يقوله علماؤنا وخطباؤنا وبين ما يقوله آل محمّد عليهم السلام! ● مقطع 1: تسجيل للسيّد محمّد الشيرازي يُؤكّد فيه على الذين يستمعون إلى حديثه وعلى مُقلّديه وعلى طَلَبتهِ وعلى أتباعه وعلى الذين يُوافقونه في الذوق والرأي والهوى أن يقرؤوا هذا الكتاب أكثر مِن مرّة وأن يستلهموا ما يستلهموا من هذا الكتاب بغضّ النظر عن مؤلّفه!! أقول: — أولاً: كتاب [مشاهد القيامة في القرآن] يبتني على تفسير القرآن بالرأي (وليس أيّ رأي وإنّما الرأي الناصبي)! أضف أنّ سيّد قطب لم يكن عالماً حتّى مِن علماء الدين السنّي، وإنّما كان أديباً شاعراً ناقداً، وبعد ذلك التحق بالركب الديني السنّي! فأين وجه الجمال الذي يراه فيه المرجع السيّد محمّد الشيرازي؟! — ثانياً: هذا الكتاب مبني على إخفاء ذكر محمّد وآل محمّد بشكل واضح مِن بداية الكتاب إلى نهايته! — ثالثاً: هذا الكتاب مبني على عدم وجود عقيدة الإمامة، فهو يُفرّغ محتوى القيامة مِن معنى الإمامة!! مع أنّه في عقيدة أهل البيت لا يُمكن أن نتصوّر القيامة بتصوّر صحيح مِن دون وجود الإمام المعصوم.. فكلّ أمّة محشورة بكلّ شؤونها ترتبط بإمام زمانها، فلا نستطيع أن نتصوّر مواقف القيامة – بحسب عقيدة أهل البيت – مِن دون الأئمة.. عقيدتنا أنّ الأئمة يحضرون عند الموتى، فكيف لا يحضرون في عرصات القيامة؟! (وهذا الكتاب يُغيّب هذه الحقيقة مِن أوّله إلى آخره). — رابعاً: أنّ أساس ديننا وعقيدتنا في النجاة في يوم القيامة هو (الشفاعة) وهذا الكتاب لا شأن له بالشفاعة! ثُمّ إنّنا نعتقد أنّ عمل الإنسان مِن دون ولاية عليّ ليس نافعاً، وإلى هذا يُشير قول إمامنا السجاد عليه السلام (الله الله في دينكم فإنّ السيّئة فيه خيرٌ مِن الحسنة في غيره). (فهذا الكتاب مبني على رفض كلّ هذه الحقائق: فلا إمامة، ولا شفاعة، وأساس النجاة فيه هو عمل الإنسان! مع أنّ أحاديث أهل البيت عليهم السلام تُخبرنا أنّ الجميع بحاجة إلى شفاعة نبيّنا صلّى الله عليه وآله حتّى الأنبياء)! فهذا الكتاب [مشاهد القيامة] كتاب شيطاني لأنّه يُرسّخ فكرة بعيدة عن آل محمّد عليهم السلام! مشاهد القيامة عند آل محمّد هي المشاهد الحقيقية، فلماذا نذهب إلى سيّد قطب؟! ● السيّد الشيرازي يُوصي بقراءة هذا الكتاب (مرّة ومرّة ومرّة)!! هذا التكرار لقراءة الكتاب سيُفرغ القلوب مِن العقيدة الحقّة! ففي كلّ مرّة يُقرأ فيها هذا الكتاب سوف يُبعد القارئ فيه أميال وأميال عن آل محمّد عليهم السلام! ● ثُمّ إنّ هذا الإصرار (مِن بعض الفضائيات مثل: قناة المعارف وغيرها) هذا الإصرار منهم على أنّ الدين هو التوبة هو الذكر هو الصلاة هو الصيام هو قراءة الدعاء.. هذا ليس دين، هذه الأمور هي مِن شؤونات الدين.. الدين هو الإمام المعصوم عليه السلام فقط. أمّا أن يتحوّل الدين إلى طقوس فهذا دين النواصب الذين فرّغوا الدين مِن محمّد وآل محمّد وجعلوا الدين أذكار وطقوس! ● التعامل مع الموت ومع البرزخ ومع القيامة بعيداً عن آل محمّد (هذا هو الفكر الناصبي)، فإنّ أهل البيت عليهم السلام وضعوا لنا أُسُساً: كيف نتصوّر الموت؟ وكيف نتصوّر البرزخ؟ وكيف نتصوّر القيامة؟ وكيف نتعامل معهم ونتواصل معهم في هذا العالم كي نستطيع أن نتواصل معهم في تلك العوالم. ● التواصل مع آل محمّد في هذا العالم له طُرق: هناك طرق صحيحة أراد الأئمة منّا أن نسلكها، حتّى نستطيع أن نتواصل معهم بفرحٍ وسعادة وعفوٍ وشفاعة في تلك العوالم، وهناك طرق سيئة ومنها هذا الانكفاء على الفكر المُنحرف عن آل محمّد! ● في منطق أهل البيت عليهم السلام لا يُوجد انفكاك بين [الكتاب والعترة] هذا هو مضمون حديث الثقلين.. في حين أنّ كتاب [مشاهد القيامة] وكتاب [في ظلال القرآن] فيها عملية انفكاك واضحة بين الكتاب والعترة!! فهذه الكُتب قد أُلّفت وفقاً للذوق العُمري، وسيّد قطب هو بنفسه يُصرّح بذلك في نهاية الكتاب حين يقول: (كان مرجعي الأوّل في هذا الكتاب هو المُصحف الشّريف، وقد اعتمدتُ على فهمي الخاص لأسلوب القرآن الكريم وطريقته في التّعبير)! فهو تفسير بالرأي الناصبي! ● أمير المؤمنين عليه السلام حين يقول (انظر إلى ما قال ولا تنظر إلى مَن قال) فهو لا يتحدّث عن المعارف الدينية والعقائد وعن فهم القرآن وعن تفسير القرآن، فهذا الكلام ليس منطقياً، لأنّ القرآن بنفسه يقول: (وما يعلم تأويله إلّا الله والراسخون في العلم) فكيف نطلب معرفة القرآن مِن غير الراسخين في العلم؟! ● مقطع 2: تسجيل صوتي للمرجع السيّد محمّد الشيرازي يتحدّث فيه عن عقيدته وعن فكرته وعن تصوّره وعن فهمه لمعنى الصلاة على محمّد وآل محمّد وإن كان ذلك بنحو مُجمل. ● مقطع 3: فيديو لأحد الخطباء المعروفين الذين تُأيّدهم المرجعية النجفية بقوّة، وتؤيّده الفضائيات والجوّ الشيعي بشكل عام، وهو الشيخ حبيب الكاظمي يتحدّث في المقطع عن (الصلاة على محمّد وآل محمّد على نفس هذه النغمة التي تحدّث بها السيّد الشيرازي). السيّد محمّد الشيرازي والشيخ حبيب الكاظمي يقولون أنّ صاتنا على النبي تُؤثّر في رفع درجته! (فنحن – بحسب هذا القول نكون شُفعاء لرسول الله في رفع درجته – لا أنّ رسول الله هو الشفيع!) وهذا المنطق ليس خاصّاً بالسيّد الشيرازي، وإنّما هو منطق المؤسسة الدينية الشيعية الرسمية! وقفة عند ما يقوله سيّد قطب في كتابه [في ظلال القرآن : ج5] وهو يتحدّث في ذيل الآية {صلّوا عليه وسلّموا تسليما} بعد أن يتحدّث عن صلاة الله وملائكته، يقول: (وأين تذهب صلاة البشر وتسليمهم – يعني ما قيمتها – بعد صلاة الله العلي وتسليمه، وصلاة الملائكة في الملأ الأعلى وتسليمهم، إنّما يشاء الله تشريف المؤمنين بأن يقرن صلاتهم إلى صلاته وتسليمهم إلى تسليمه، وأن يصلهم عن هذا الطريق بالأُفق العُلوي الكريم الأزلي القديم..) فسيّد قطب يقول أنّ هذه الصلاة على النبي مِن البشر هي تشريف للمؤمنين ورفعٌ لدرجاتهم حين يصلهم بالأُفق العُلوي الكريم.. فهي ليستْ تشريف لرسول الله كما يقول السيّد المرجع الشيرازي والشيخ حبيب الكاظمي! ● وقفة عند ما تقول الزيارة الجامعة الكبيرة لنرى مَن الأقرب هنا إلى منطق أهل البيت عليهم السلام (سيّد قطب أم علماؤنا وخطباؤنا)؟! في الزيارة الجامعة نقرأ: (وجعل صلواتنا عليكم، وما خصّنا به مِن ولايتكم، طِيباً لخلْقنا وطهارة لأنفسنا، وتزكية لنا، وكفّارة لذُنوبنا، فكنّا عنده مُسلّمين بفضلكم، ومعروفين بتصديقنا إيّاكم). هذه هي آثار الصلاة على محمّد وآل محمّد، ولا تقف هذه الآثار عند هذا الحدّ، فعطاء محمّد وآل محمّد لا حدود له.. أمّا مضمون هذه الصلاة ومعناه فإنّي لا أعرفه، ولا يوجد أحد يعرف هذا المضمون.. وقول القائلين أنّ صلاة المؤمنين على النبي وآله ترفع درجة النبي وآله هذه ترّهات من القول.. إذا أردتم الصلاة على محمّد وآل محمّد صلّوا بهذه النيّة وقولوا (الّلهم صلّ على محمّد وآل محمّد كما أنتَ أهله أن تُصلّي عليهم، وكما هم أهلٌ أن يُصلّي الله عليهم كما هو أهله). ● ما قاله سيّد قطب في كتابه الناصبي الضال بشأن الصلاة على النبي هو أفضل مليون مرّة ممّا قاله السيّد محمّد الشيرازي، الشيخ حبيب الكاظمي! ● هذا المعنى للصلاة على محمّد وآل محمّد الذي ذكره المرجع السيّد محمّد الشيرازي وكذلك الشيخ حبيب الكاظمي هو صلاة بتراء!! فالصلاة البتراء تارة تكون ببتر محمّد عن آل محمّد فتقول (الّلهم صلّ على محمّد) وتبتُر! وتارة تكون الصلاة البتراء ببتر معانيها، وهذه أخطر! حينما تبتر المضمون والمعنى، وهذه مِن تطبيقات المنهج الأبتر! ● مقطع 4: تسجيل للمرجع السيّد محمّد الشيرازي يقول فيه أنّ النبي صلّى الله عليه وآله يتصاعد ويرتقي في الدرجات والمراتب! ونحن نؤثّر في تصاعده في الدرجات بصلاتنا عليه! الزيارة الجامعة الكبيرة تتحدّث عن النبي وآله فتقول (آتاكم الله ما لم يُؤتِ أحداً مِن العالمين، طأطأ كلّ شريفٍ لشرفكم) يعني عطاء مُطلق إلى المالانهايات.. إلى أن تقول الزيارة: (وذلّ كلّ شيء لكم) فكيف يكون كلّ شيء قد ذلّ لهم وهم يتصاعدون في درجاتهم، ونحن نؤثّر في رفع درجاتهم!!! الحديث في ملامح المنهج الأبتر لم ينتهِ بعد (وقفة أعرض فيها مثالين للمنهج الأبتر أحدهما من الجوّ الكربلائي، والآخر مِن الجوّ النجفي) — المثال 1: وقفة عند أحمد الكاتب! وهو من قادة منظّمة العمل الإسلامي. أحمد الكاتب هو نتاج طبيعي للمنهجية القطبية التي عبثتْ في النجف وعبثتْ في كربلاء، ونتاج للمنهجية الحوزوية التي هي شافعية مُضمّخة بالفكر المُعتزلي. (عرض صور مِن مذكرات أحمد الكاتب تُمثّل هذه الصور مِصداق واضح وصريح جدّاً مِن تطبيقات المنهج الأبتر بشكل صادق).. وللحديث بقية في حلقة يوم غد! ● يقول في مُذكّراته وهو يتحدّث عن حالته العقائدية في أيّام صِباه وأيّام شبابه الأولى في أجواء كربلاء وفي أجواء أسرته وعائلته والوضع العقائدي في البيئة والأسرة التي عاش فيها، يقول: (وإذا كان الإمام الحسين قد قُتِل قبل حوالي أربعة عشر قرناً، فإنَّ ثمّة معركةٍ قادمة وإمامٍ منتظر هو الإمام الثاني عشر الغائب “مُحمَّد بن الحسن العسكري” الذي كانتْ أُمّي تُعدّني لأن أكون جنديّاً في صفوفهِ، وواحداً مِن أنصارهِ الثلاثمائة والثلاثة عشر المُخلصين، الذين يشكّلون شرطاً لظهوره، وكانت تقول لي أيضاً بأنَّ عليّ أن ألتزمَ بأرفع الأخلاق والآداب حتّى أكونَ واحداً مِن أُولئكَ الأنصار وأحظى بشرف الّلقاء بالإمام المهدي الذي سوف يظهر قريباً ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن مُلئتْ ظُلماً وجورا. كانت والدتي تحكي لي قصصاً عن لقاء الإمام المهدي بالشيعة المُخلصين مِن ذوي الأخلاق العالية والالتزام الديني الدقيق..) هو يقول بعد ذلك أنّه أقنع أمّه على عدم الإيمان بالإمام المهدي! والغريب أنّه يُهدي بعض كتبه التي يُنكر فيها وجود الإمام الحجّة إلى أبويه! ● أحمد الكاتب دخل في الحوزة مِن البدايات وصار مِن قادة العمل الإسلامي، واشتغل في أجواء الإعلام ودرّس في المدارس الحوزوية، ومرّ بتجارب، والنتيجة التي وصل إليها هي: أنّه أنكر وجود الإمام الحجّة صلوات الله عليه، فهو لا يعتقد بولادة الإمام وأنّ الإمام الحسن العسكري خرج مِن الدنيا ولم يترك ولداً بعده، وألّف في ذلك الكُتب!!! قراءة جانب من مُذكرات أحمد الكاتب التي يتحدّث فيها عن هذا الموضوع (عن عقيدته الجديدة في عدم الايمان بوجود الحجّة بن الحسن) يقول: (أوّل مَن حدَّثتُه عن الموضع كان والدي العزيز (رحمه الله) الذي تجاوب معي تماماً وكأنّه ينتظر ما أقول، أمّا والدتي فقد امتعضتْ كثيراً وحزنتْ وتأسّفتْ على أن يكون ثمرة حياتها تأتي بهذه النتيجة وهي إنكار نظرية الإمامة لأهل البيت، ونفي وجود الامام الثاني عشر. ولكنّها بعد فترة وبعد حوار طويل معي ومع والدي، قبلتْ بالفِكْرة بعد أن تفهمتها جيّداً. لقد كانت امرأة مؤمنة جدّاً ومُحبّة لأهل البيت ومثقفة بالثقافة التقليدية، وقد ربّتني هي على الإيمان بوجود الإمام المهدي وانتظاره، ولكنّها لم تكن إنسانة متعصّبة أو مُتحجرة، وأصبح والديّ كلاهما مِن أشدّ المُدافعين عن أفكاري والمُبشّرين بها بين الأهل والأقارب والأصدقاء. وتحمّلا مِن أجل ذلك كثيراً مِن المُعاناة والمقاطعة والأذى. أبرز مَن ذهبتُ إليه للحوار معه، كان مُؤسّس الحركة المرجعية المرجع السيّد مُحمّد الشيرازي – والحركة المرجعية هي بداية تنظيم مُنظّمة العمل الإسلامي -، وكان – أي المرجع الشيرازي – قد سمِع بعض الشيء عنّي – أي عن عقيدته الجديدة -، فطرح أثناء زيارته في مكتبه في قم موضوع المصير البائس الذي يتعرّض لهُ مَن يُنكر حقوق أهل البيت، وضرب لذلك مثلاً بالشيخ المُنتظري الذي أنكر حقّ السيّدة فاطمة الزهراء في (فدك) فأصابَهُ ما أصابه مِن العَزْل والحصار والضغط، وفهمتُ ما كان يقصد، فقلتُ له: إنّ موضوع فدك بسيط جداً وهامشي ولا يستحقُّ التوقف كثيراً، وهناك قضايا أساسيّة تمسُّ جوهر العقيدة الشيعية مثل موضوع وجود الإمام الثاني عشر، فقال: إذا تريد أن تعمل في الساحة عليك أن تتجنّب الخوض في هكذا مواضيع. وقلتُ له: ليس مُهمّاً العمل أو عدم العمل، المُهم التحقّق مِن عقيدتنا ومعرفة الحق مِن الباطل. وتجرّأتُ فسألته فيما إذا كان قد بحث موضوع الإمام المهدي بصورة مُفصّلة اجتهادية؟ فاعترف بصراحة أذهلتني قائلاً: لا . وكان مِن المُفترض بهِ كمُجتهد ومرجع قبل أن يبحث في القضايا الفقهية الفرعيّة أن يبحثَ ويجتهد في أساس العقيدة الشيعية الإمامية الإثني عشرية التي يبني عليها بقيّة الأمور، وسألته سؤالاً آخر: هل قرأتَ حول الموضوع؟ قال: نعم. ولم تكنْ أمامنا فُرصة للحوار، فقلتُ له: إذن سوف أبعثُ لك بدراستي – وهي الدراسة التي طبعها بعد ذلك في كتاب تحت عنوان “تطوّر الفِكْر السياسي الشيعي مِن الشورى إلى ولاية الفقيه” – لكي تُلقي عليها نظرة وتُعطيني رأيك حول الموضوع. الشخص الثالث المُهم الذي قرَّرتُ مفاتحته في طهران، كان هو أستاذي السيّد مُحمّد تقي المُدرّسي، زعيم مُنظّمة العمل الإسلامي ومُؤسس الحوزة القائمية – مدرسة كانت في طهران كان يُدّرس فيها أحمد الكاتب -، والكاتب والباحث والمفكّر الإسلامي الكبير، ولكنّه كان يومها في نهاية عام 1990 منهمكاً في متابعة ذُيول اجتياح صدّام للكويت، واستطعتُ أن آخذ ساعة واحدة مِن وقته وأحدثه بالتفصيل عن خلاصة دراستي، وطلبتُ منه أن يشرح لي كيف يُؤمن بوجود الإمام المهدي، وأن يُقدّم لي أيّة أدلّة يملكُها، ولم اطّلع عليها حول الموضوع. فقال لي: بأنّ هذا الموضوع مِن أمور الغَيب. قلتُ له: نحن المسلمين نُؤمن بالغَيب كالملائكة والجن والجنّة والنار لأنّا نُؤمن بالقرآن الكريم، ولا يُمكن أن نقبل بأيّ أمْر آخر لا يُوجد في القرآن، ولم يثبتْ مِن خلال السنّة ولا مِن أحاديث أهل البيت، وإذا كان مشايخ الشيعة يقولون إنّ الإيمان بوجود ولد للإمام العسكري هو افتراض فلسفي لا دليل عليه، فكيف يُمكن اعتبار ذلك مِن أُمور الغيب؟ قال لي – أي السيّد تقي المُدرّس – وهو ينظر إلى ساعته: أرجو أن تُرجئ الكتابة حول الموضوع حتّى تبذلَ مزيداً مِن الوقت في البحث والتمحيص، ولا تستعجل، ثمّ اكتبْ بحثك وقدّمه لي مكتوباً حتّى أستطيع مُناقشته. قلتُ له: عظيم.. وهذا ما أُدركه أنا جيّداً، فإنّ موضوعاً مُهمّاً وخطيراً كموضوع وجود الإمام الثاني عشر ليس أمراً سهْلاً يُمكن التلاعب به، وأعدكَ بأنّي لن أنشره إلّا بعد استكمال بحثي لسنة أخرى. وهكذا وعدتُ عدداً صغيراً آخر مِن أصدقائي وإخواني، ولم أنسَ المُحافظة على السريّة المُطلقة وحصْر البحث حول الموضوع في أضيق دائرة مِن الإخوان المؤتمنين. أكملتُ كتابة المُسوَّدة الأولى مِن الكتاب في نهاية عام 1992 وأرسلتُها إلى المُدرّسي كما وعدته، وقُمتُ بكتابة رسائل إلى حوالي ثلاثمائة إلى أربعمائة عالم ومُفكّر مِن عُلماء الشيعة وقياداتهم أعرضُ عليهم خُلاصة ما توصّلتُ إليه مِن عدم صحّة نظرية الإمامة وعدم وجود الإمام الثاني عشر (محمّد بن الحسن العسكري)، واطلبْ منهم الاطلاع على مُسودَّة كتابي ومناقشته، وتقديم ما لديهم مِن أدلّة وبراهين قد لم اطّلع عليها. أعلنتُ للجميع استعدادي للتراجع عن النتائج التي توصّلتُ إليها فيما إذا حصلتُ على أيّ دليل مُقنع، وقلتُ للكثير منْهم بأنّي على استعداد لعمل حفلة وإحراق كتابي إذا ما اكتشفتُ أيّ دليل مخفيّ عنّي، وأيقنتُ بصحّة النظرية الإمامية وصحّة وجود الإمام الثاني عشر. ووجّهتُ رسالة مفتوحة إلى الحوزة العلمية في قم بعقد ندوة علمية لمُناقشة هذا الموضوع، واستعدادي للمشاركة فيها. ولم أتلقَ بالطبع أيّ جواب. وبعد فترة مِن المناقشة والحوار لمدّة خمس سنوات قُمتُ بطبع الكتاب سنة 1997 في لندن، فصدرتْ منذ ذلك الحين عشرات الكتب التي تُحاول إثبات ولادة (الإمام مُحمّد الحسن العسكري) ووجوده، وقد قُمتُ بمراجعتها والردّ على أهمّها في كتاب خاص تحت عنوان (حوارات أحمد الكاتب مع العلماء والمراجع والمُفكّرين حول وجود الإمام الثاني عشر مُحمّد بن الحسن العسكري) وطبعته سنة 2007 وقلتُ في ذلك الكتاب بأنّ معظم الردود يُؤكّد ما وصلتُ إليه مِن أنّ موضوع (الإمام الثاني عشر) ما هو إلّا افتراض فلسفي وهمي أكثر منه حقيقة تاريخية، وإنّ أغلب الردود تُحاول إثباتَ وجوده عن طريق الاستدلال النظري أو ما يُسمّى بالدليل العقلي، وتفتقر إلى الأدلّة العلمية التاريخية). ● قول أحمد الكاتب عن روايات ولادة الإمام الحجّة أنّها (تفتقر إلى الأدلّة العلمية التاريخية) يعني أنّها ضعيفة السند بحسب قذارات علم الرجال، وهذه نتيجة طبيعة. ●الشي الذي أقوله لكم: — أولاً: أنّ أحمد الكاتب وليدٌ شرعي مِن المؤسسة الدينية الشيعية الرسمية. — ثانياً: كان الرجل صادقاً مع نفسه في تطبيق منهج المؤسسة على هذهِ المسألة العقائدية، وأيّ واحد يُريد تطبيق المنهج الحوزوي على هذه المسألة سيصل إلى نفس النتيجة التي وصل إليها أحمد الكاتب! ● المُشكلة ليستْ في أحمد الكاتب، المُشكلة في المنهج، وهذا المنهج هو منهج الحوزة بعينه، وهذا ما سيأتي عنه في حلقة يوم غد (إنّه المنهج الأبتر)! المنهج الأبتر الموجود في المؤسسة الدينية جاء أحمد الكاتب فطبّقه بصدق فوصل إلى هذه النتيجة، وراح غائصاً في عالم الضلال!! (سأتحدّث عن هذه المُشكلة، وعن هذه الحقيقة، وعن هذا المنهج الأبتر في حلقة يوم غد!)