الجزء الثالث … الكتاب الناطق – الحلقة ١٢٩ – لبّيك يا فاطمة ج٤٦ – ملامح المنهج الأبتر في الواقع الشّيعيّ ق١٣ – ضعف البراءة ج٧ Show Press Release (25 More Words) الجزء الثالث … الكتاب الناطق – الحلقة 129 – لبّيك يا فاطمة ج46 – ملامح المنهج الأبتر في الواقع الشّيعيّ ق13 – ضعف البراءة ج7 صور OverlaysPreviousNext فيديو يوتيوب اوديو مطبوع Show Press Release (10٬865 More Words) يازهراء بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيم سَلَامٌ عَلَيك يَا وَجْه الله الَّذِيْ إِلَيهِ يَتَوجَّهُ الأَوْلِيَاء… بقيَّةَ الله… مَاذَا فَقَدَ مَنْ وَجَدَك وَمَا الَّذِيْ وَجَدَ مَنْ فَقَدَك؟!… الْحَلَقَةُ التَّاسِعَةُ وَالعُشْرُون بَعد الْمِئَة لَبَّيكِ يَا فَاطِمَة الجُزْءُ السَّادِس والأَربَعُون ملامحُ المنهج الأبتر في الواقع الشِّيعيّ ق 2 – ضَعْفُ البَرَاءَة ج7 سَلَامٌ عَليْكُم إِخْوَتِيْ أَخَوَاتِيْ أَبْنَائِيْ بَنَاتِيْ … العُنوانُ هُوَ العُنوان الْمُتَقدِّم فِيْ الحَلَقَاتِ الْمَاضِيَة: لبَّيكِ يَا فَاطِمَة …!! ولا زالَ الحديثُ في مَلامحِ المنهج الأَبتر الَّذي يتحرَّكُ في الوسط الشيِّعيّ وخصوصاً في وسط المؤسَّسة الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الرَّسميَّة..!! مرَّ الحديثُ عَنْ جَنَاحي التَشَيُّعِ في العالم، شيعة العراق وشيعة إيران، ومرَّ الحديثُ عن المدِّ الإخواني الَّذي اخترق هَذين الجَناحين، وكان الحديثُ أيضاً عن التكوين القُطبي اللَّعين وهوَ أقبحُ وجوه المدِّ الإخواني. ووصل الكلامُ إلى جناحي التشيُّعِ في العراق: النَّجفُ وكَربلاء، وكُلُّ الحديثِ كان في ملمَحين، لكلِّ ملمحٍ من هذين الملمحين تشعبات وذيول وتفاصيل: الملمحُ الأول: الصنميَّةُ المقيتة! والملمح الثاني: ضعف عقيّدة البراءة بل انعدامها في كثيرٍ من الأحيان. واعني بانعدام البراءةِ: اعني بها البراءة الحقيقية الَّتي يريدها الأَئِمَّة وهي البراءة الفكريةُ، ولا أتحدَّث عن اللَّعن وذكر المطاعن فهذا شيءٌ ظاهريٌّ وسطحيٌّ يقالُ عنهُ براءة، البراءةُ الحقيقية هي البراءةُ الفكريةُ: وتبدأُ البراءةُ من البراءةِ في المنهج، البراءةُ المنهجية: أن يكون المنهجُ بريئاً من كلِّ رائحةٍ ومن كلِّ أثرٍ ناصبيٍّ، هذه هي البراءةُ الَّتي يريدها آل مُحَمَّد. تشعَّب الحديثُ في مظاهرِ التكوين القطبي اللعين وتحدَّثتُ عن وجوه هذا التكوين وآثارهِ في النجف وعن وجوهه وتكوينه في كَربلاء، وتهادى الحديثُ شيئاً فشيئاً بتفاصيلهِ حتَّى وصَلْتُ إلى أحمد الكاتِب وهو تطبيقٌ واضحٌ جدَّاً من تطبيقات المنهج الأبتر، قرأتُ عليكم شيئاً من مذكّراتهِ، هو كَربلائيٌّ من عائلةٍ شِيعيَّةٍ في جوّ التديّن، كما يقول هو في مذكراتهِ من أنَّ أُمْه كان تحدِّثهُ كثيراً عن الحجَّة ابن الحَسن صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، نشأ في أحضان المرجعيّة الشيرازية، وترقَّى في التنظيم السياسي الدينيّ لهذهِ المرجعية حتَّى صارَ مِن قَادة مُنظمة العمل الإسلامي. هذا نصُّ الوكالة الَّتي كتبها المرجع الشيرازي لأحمد الكاتب، الوكالةُ الشرعيَّة الدِّينيَّة: بسم الله الرَّحمن الرحيم الحمدُ لله رَب العالمين والصَّلاة والسَّلام على مُحَمَّدٍ وآله الطاهرين وبعد: فإنَّ فضيلة العلامَّة الحاج الشَّيخ أحمد الكاتب دام عزّه وكيلٌ عني في تصدّي الأمور الحسبية وقبض الحقوق الشرعية – الأمور الحسبية مصطلح شرعي فيما يتعلَّق في أمر القُصَّر أو في بعض الأمور القضائية، أمرٌ شرعيٌّ ومصطلحٌ معروف في الوسط الشرعي – وكيلٌ عنّي في تصدّي الأمور الحسبية وقبض الحقوق الشرعية خاصَّةً سهم الإمام عليه السَّلام وصرفٍ – يبدو وصرفه، على أيّ حال هو مكتوب – وصرفٍ إلى مقدار الثُلث في المصارف المقرَّرة وإيصال الباقي إلينا والمرجو منه أن يهتم لنشر الإسلام وهداية الأنام ويتصدَّى للأمور الشرعيَّة بكمال الاحتياط الَّذي هو سبيلُ النَّجاة واللهُ الموفق المستعان. مُحَمَّد الشيرازي، الختم – هذه الوكالة كما يقول هو أحمد الكاتب من أنَّهُ نالها من السيِّد الشيرازي في أواسط الثمانينات، حينما كان في إيران. واضحٌ من هذه الوكالة وواضحٌ من تأريخ الرَّجُل وواضحٌ من نَشاطهِ الديني والسياسي، لم يكُن هذا الرَّجل قد خرجَ عن الجو التقليدي الَّذي عليه المؤسَّسةُ الدِّينيَّةُ الشِّيعيَّةُ الرَّسميَّة، هذا هو الواضح وهذا هو الَّذي أعرفهُ أنا شخصيَّاً عنه، وما عندي من معلومات فهو يتطابق مع هذهِ التفاصيل في خطوطها الإجمالية، هو رَجُلٌ شيعيٌّ من عائلةٍ شيعيَّة، متديّنٌ منذُ أيامهِ الأولى، نشأ في الوسط المرجعي وفي وسط العمل الإسلامي السياسي، وتدرَّج في هذهِ الأجواء حتَّى صارَ من الكوادر البارزة ومن القيادات في مُنظمة العمل الإسلامي، اشتغل في حقل الإعلام، واشتغل في الحقل الحوزوي، واشتغل في الحقل السياسي، ومنحتهُ المرجعيّةُ الشيرازيةُ الوكالةَ الشرعيَّة، الرجل كان يعيش في هذه الأجواء وهي الأجواءُ التقليديَّةُ الاعتيادية لعموم المتديّنين، والحوزويّين، والعاملين في الحقل السياسي الإسلامي في الوسط الشيِّعيّ عموماً، فما الَّذي جدَّ حتَّى أنَّ أحمد الكاتب واسمهُ الحقيقي عبد الرَّسول عبد الزَّهراء عبد الأمير أصبح اسماً شيعيّاً بامتياز؟! الَّذي جدَّ هو شيءٌ واحد أنَّ أحمد الكاتب صدق مع نفسهِ، بغضّ النظر هل كان مصيباً أم مخطئاً، وهل اهتدى أم ضلّ. في هذا البرنامج أنا لست مُناقشاً لأحمد الكاتب حتَّى وإن بدا بعضُ كلامي هكذا لأنَّ طبيعة الحديث تقتضي التعبير بأسلوبٍ قد يكون فيهِ طرح تساؤل لأحمد الكاتب، لستُ مناقشاً هنا أو مُحَاجِجَاً لأحمد الكاتب لا في هذهِ الحلقة ولا في الحلقات الآتية إن بَقِيَت بقايا للحديث، ويبدو أن الحديث يحتاجُ إلى أكثر من حلقة. قد تقول لماذا إنَّني لست مناقشاً؟ أنا رجلٌ أقفُ في نهايةِ خطّ الغلوّ بحسبِ وجهةِ نظرِ المؤسَّسة الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الرَّسميَّة والَّتي لا زال يعتنقها ويعتقدها أحمد الكاتب، أحمد الكاتب صحيحٌ أنّه أنكر وجود الإمام الحجَّة لكنَّهُ لا زال يفكرُ بنفس الطريقة الَّتي تفكِّرُ بها المؤسَّسةُ الدِّينيَّةُ الشِّيعيَّةُ الرَّسميَّة، إلى هذه اللَّحظة لم ينزع ثوبَ المؤسَّسةِ الدِّينيَّةِ الشِّيعيَّةِ الرَّسميَّة، وهذا واضحٌ من كتبه ومن أحاديثهِ، فهو يُناقشُ بنفسِ المنهج الَّذي تتحرَّك فيهِ المؤسَّسةُ الدِّينيَّةُ الشِّيعيَّةُ الرَّسميَّة في عملية استنباط الأحكام الشرعية وفي عملية استنباط العقائد وفي سائر المطالب الدِّينيَّة الأُخرى، وهو يتحرَّك ويفكِّر ويناقش بنفس المنهج، فالرجلُ إلى الآن لم يخلع لباس المؤسَّسةِ الدِّينيَّةِ الشِّيعيَّةِ الرَّسميَّة وإن أنكرَ وجودَ الإمام الحجَّة صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، وإنكارُ وجود الإمام الحجَّة يترتّبُ عليه ما يترتّب، إنَّه إنهاءٌ وإعدامٌ لكلِّ عقيدتنا! فأنا كما قلتُ قبل قليل أنا أقفُ في نهاية خطّ الغلوّ، وبعبارةٍ أخرى عندنا تعبير في اللهجة العراقية، هناك كلمة تُستعمَل يُعبَّر بها عن الشدَّة في الشيء [أَگشَر]، أنا مُغَالِي [أَگشَر] بالتعبير العراقي وبحسبِ وجهةِ نظر المؤسَّسةِ الدِّينيَّةِ الشِّيعيَّةِ المحترمة قطعاً، فأنا مغالي [أَگشَر]، إنَّني أقفُ في نهاية الخطّ، بل في أعلى القمَّة، كما يصفُ الرّجاليون المغالين بأنَّهم طيارون فأنا رجلٌ طيَّارٌ، ماذا أصنع؟ هذا هو توفيقي، فأنا طيَّارٌ أقف على نهاية القمَّة، وفي نهاية خطّ الغلوّ، وكما قلت قبل قليل: مغالي [أَگشَر]، أترصَّدُ كلَّ روايةٍ في مقامات أهل البيت تُضَعِّفها المؤسَّسةُ الدِّينيَّةُ الشِّيعيَّةُ الرَّسميَّة وخصوصاً مراجعنا الكرام، أيّ رواية يُضعِّفُها مراجعنا الكرام فإنَّني أؤمن بها، مريض ماذا أصنع؟! أطلبُ من زوَّار الحسين من كان منكم يسمعُني يوم غد يوم عرفة، وهذهِ الليلة ليلة عرفة، فأطلبُ من زوَّار الحُسين من الحاضرين في هذهِ الليلة، من الحاضرين يوم غد أن يدعوا لي بعدم الشفاء من هذا المرض، وهو مرضُ ترصُّدِ الروايات والأحاديث الَّتي تَرتبطُ بمقامات آلِ مُحَمَّد الغيبية الَّتي يُنكرها مراجعنا الكرام، خصوصاً المراجع الأعلم، المراجع في درجة الأعلم حين يشكِّكون وينكرون أحاديثَ أهل البيت في مقاماتهم الغيبية أو في ظُلامتهم ومصائبهم أو في تَفسيرهم للقُرآن أو في زياراتهم وأدعيتهم. إنَّني أتعلَّقُ أكثر كُلَّما وجدتُ إعراضاً من مراجعنا الكرام خصوصاً في الطبقة الأولى، المراجع العليا كلَّما شكَّكوا أكثر لا أدري لماذا عقلي وقلبي يتعلَّقُ أكثر بهذه الروايات وهذه الأدعية؟! وهذا مرضٌ خطير فاحذروا منه إلَّا أنَّني أطلبُ منكم أن تدعوا لي بعدم الشفاء من هذا المرض، فأنا أقفُ إذاً في هذا الموقف، وربّما هذا الموقفُ في نظركم لا أُحسَد عليه والرَّجُلُ هذا أحمدُ الكاتب هو في نظري يقفُ في نقطةٍ هي ما وراء النَّصب، فأين نلتقي وفي أيّ نقطةٍ حتَّى نستطيع أن نبدأ النقاش؟ لأنَّني أرفضُ كلّ مفرداتهِ، لماذا؟ مُفرداتهُ هي مفردات مراجعنا الكِرام رضوان الله تعالى على الماضين وأَعْلَى الله تعالى مقام الباقين، المفردات الَّتي يستعملها في نقضِ عقيدة آلِ مُحَمَّد هي مُفردات مراجعنا الكرام، وأنا أرفضُ هذه المفردات جملةً وتفصيلاً! فإذاً نحنُ في مكانين بعيدين جدَّاً، أنا في نهاية خطّ الغلوّ والرَّجُل ليس في نهاية خطّ النَّصب، إنَّهُ خارج منطقة النَّصب في نظري هذا، هذه وجهة نظري وإن كان هو يَزْعُم أنَّهُ لا زال على التشيّع! هو هكذا يقول، هو لا زال على التشيّع وتشيّعهُ هو الصحيح، وهو يدعوني ويدعو أمثالي ويدعوكم جميعاً إلى التمسّكِ بهذا التشيّع، وأنا بدوري أيضاً أدعوكم إلى التمسّكِ بهذا الغلوّ المنحرف الَّذي أنا عليه، وأنتم أحرار..!! قد يقول قائلٌ: إذا كان الأمرُ كذلك فلماذا تَطْرحُ قضيَّة أحمد الكاتب على طاولة البحث؟ إنَّني أطرحُ قضيَّة أحمد الكاتب على طاولة البحث في هذا البرنامج لأمرين: الأمرُ الأول: أجد أنَّ أحمد الكاتب مثالاً جليَّاً وتطبيقاً واضحاً تتجلَّى فيهِ ملامحُ المنهج الأبتر الَّذي أتحدَّثُ عنهُ في هذهِ الحلقات. وثانياً: أُريد أن أُشَرِّحَ هذه الظاهرة قطعاً من وجهة نظري، أُريد أن أشَرِّحَ هذه الظاهرة كي تتَّضح الفكرةُ الَّتي أتحدَّثُ عنها، من أنَّ المنهج الأبتر سيُهَيّئ الأرضيَّة في الوسط الشيِّعيّ للوقوفِ في وجه الإمام الحجَّة..!! فها هو الإمام لم يظهر بعد وهذا تطبيقٌ واضح وعمليّ ونتاجٌ شَرعيّ من داخل المؤسَّسةِ الدِّينيَّةِ الشِّيعيَّة الرَّسميَّة، الرَّجُل خَرج من هذا الجوّ، وهَذه الأقوال: إنَّ الوهابية وراءهُ، وإنَّ الجهات الاستعمارية وراءهُ، إذا كنتم تُصدِّقون بها فلا تستمعوا لهذا البرنامج ولا تشاهدوه، هذهِ أكاذيبُ وسخافاتُ أقوالِ المؤسَّسةِ الدِّينيَّةِ الشِّيعيَّةِ الرَّسميَّة على طول الخطّ. وإذا أردتم أن تعرفوا الحقيقة فإنَّني سأعرضُ الحقيقة بين أيديكم، سأناقش القضيَّة وأطرحها بشكلٍ واضحٍ وجليّ وأتناولها من عدَّة أبعاد، هذا هو السبب في طرحي لقضيَّة أحمد الكاتب، أُريد أن أدرس هذه الظاهرة أو هذا المثال كي أُقرِّب لكُم فكرَةَ أنَّ المنهج الأَبتر هو في طريقه لِتَهيِئَتكم، لِتَهْيِئَة الواقع الشيِّعيّ للوقوفِ بوجهِ الإمامِ الحجَّة..!! فكلماتُ أهل البيت تُحدِّثنا عن فقهاء ومراجع الأوساط الشِّيعيَّة بأنّهم سيقفونَ بوجه الإمام الحجَّةو وتُحدِّثنا عن الشِّيعة النَّجفيين بالذَّات، الرِّواية تقول هكذا، عن شيعة النَّجف والكوفة يجهّزون الجموع لقتلِ الإمام الحجَّة، يفتحون الأبواب للسفياني وتستقرُّ قوَّات السفياني في النَّجف، ثُمَّ يخرجون مع السفياني للوقوفِ بوجهِ الإمام ومنعهِ من دخول النَّجف، الروايات هكذا تحدَّثت، لنفترض أنَّ هذه الروايات تتحدَّث عن سيناريو محتمل، باعتبار أن الأحاديث الَّتي وردت في شؤون الغيبة البعضُ منها محتوم، والبعض ليس محتوماً، والبعضُ منها مشروط، والبعضُ منها ليس مشروطاً، إلى سائر التفاصيل الأخرى، يعني أنّ الروايات يمكن أن تعرض لنا أكثر من سيناريو، قد يتحقَّق هذا السيناريو أو قد لا يتحقَّق، متى يتحقَّق؟ إذا توفّرت مقدِّماتهُ وأسبابهُ، فإذا كان المنهجُ الأبترُ الَّذي أتحدَّثُ عنه وعنوانهُ الأول: التكوينُ القطبيُّ اللَّعين وهذهِ آثارهُ، أحمد الكاتب هو من آثار التكوين القطبي اللَّعين، قد تقولون كيف؟ سيأتي البيان، ولكن تذكَّروا كلمته بأنَّ العمود الفقري لمكتبتهم، لمكتبةِ منظمة العمل الإسلامي الفكريَّة والثقافيَّة، العمود الفقري هو الفكرُ الإخوانيّ والفكرُ القطبيّ، هذا مثبَّتٌ ومكتوبٌ في مذكَّراته، وهو قائدٌ من قادتهم وكادرٌ من كوادرهم العُليا، واستمعتم إلى مرجعهِ الَّذي كان يقلِّدهُ وكان وكيلاً عنه كيف يوصي بقراءةِ كتابٍ من كتب سيِّد قطب مرَّة ومرَّة ومرَّة، ويوصي بحفظهِ، بحفظ هذا الكتاب بقدرِ ما يُمكن، مرَّ الحديثُ هذا في الحلقةِ الماضية، هذا الرَّجلُ خرج من هذه الأجواء، خرج من أجواء الحوزةِ المشبعةِ بالفكر الشافعي والفكر المعتزلي، وأضاف إليها الأجواء السياسيَّة التنظيمية المشبعة بالفكرِ القُطبيِّ اللَّعين، فخرجَ الرَّجلُ من بين هذه الأجواء، وشيءٌ طبيعيٌّ أن تقودَهُ هذه المناهج وهذا الذوق إلى النتيجةِ الَّتي وصلَ إليها، ستقولون فما بالُ الآخرين؟! هو هذا الَّذي أنا بصددهِ، بصددِ بيانهِ وبصددِ شرحِه. فأقول ما جاء في أحاديث أهل البيت من أنَّ الشِّيعة ستقفُ مع السفياني في مواجهة الإمام الحجَّة وبالذَّات أهلُ النَّجف، وأهلُ كَربلاء، وأنَّ الفقهاء سيقفون بين النَّجف وكربلاء متأهّبين لقتالِ إمامِ زمانِهم، هَذا موجودٌ ومثبَّتٌ في الروايات ولكِن لنفرض أن هذا سيناريو مشروط، ما هي شروطه؟ شروطه أن يكون هناك منهجٌ أبتر، وهذا هو الَّذي أتحدَّثُ عنه، فإذا كان هناك منهجٌ أبترٌ فستصلُ الشِّيعةُ إلى هذهِ النتيجة، وأحمدُ الكاتب هو تطبيقٌ عمليٌّ واضحٌ لهذا المنهج الأبتر، الَّذي جمع بين الشافعيَّةِ والاعتزالِ والقُطبيَّة. أعتقد أن الصورة باتت واضحةً للسبب الَّذي حداني أن أتناول ماذا أسميه، ظاهرة أحمد الكاتب؟ ضلال أحمد الكاتب؟ مثال أحمد الكاتب؟ التعابير واحدة وتؤدِّي إلى نفس المضمونِ ونفس النتيجة، مشكلةُ أحمد الكاتب أين؟ مشكلةُ أحمد الكاتب أنَّهُ صَدَقَ مَع نَفسهِ ضِمن المنهج الَّذي تَعلَّمهُ، الرَّجُل ما فعل شيئاً، تعلَّم منهجاً داخل الحوزة، وداخل الجوّ المرجعيّ، وداخل الأجواء الدِّينيَّة، وداخل التنظيمات الإسلامية، تعلَّم منهجاً وطبَّقهُ كما هو، فكان صادقاً مع نفسه فوصل إلى هذه النتيجة، وأيّ واحدٍ منّا أنا أو أنتم إذا طبَّقنا نفس المنهج فسَنصلُ إلى نفس النتيجة الَّتي وصل إليها أحمدُ الكاتب، أيّ واحد، أنا أو أنتم، إذا آمنا بهذا المنهج وهو المنهج الحوزويّ الرَّسميّ، إذا آمنا بهذا المنهج وصدَّقنا بهِ وأردنا أن نطبِّقهُ كما هو على عقائدنا فالنتيجةُ هي النتيجة الَّتي وصل إليها أحمدُ الكاتب. قد تقولون: فما بال المراجع لا يطبِّقون هذا المنهج على عقيدتهم بالإمام الحجَّة في كتبهم أو بالشكل الرَّسميّ أو بالشكل العلنيّ؟! وإلَّا لو طبَّقوا هذا المنهج لوصلوا إلى نفس النتيجة الَّتي وصل إليها أحمد الكاتب، ولذا هذا الكلام الَّذي يقال: بأنَّ الوهابية وراء الرجل، وبأنَّ المخابرات الدوليَّة وراء الرجل، فهذا كذب، نعم، الوهابية بعد أن نشر كتبَهُ وانتشرت أفكارُهُ، روَّجت لهُ هذا صحيح، وتواصلت معه هذا صحيح، ولكن القضيَّة لم تبدأ من الوهابية، الرَّجل لا كان وهابياً ولم يكن على ارتباطٍ بالوهابية، الرَّجل لم يكن عميلاً ولم يكن مرتبطاً بالدوائر الأجنبية، هذا الكلامُ الَّذي يُطرَحُ هذا كذب، الرجل شيِّعيّ، خرج من الوسط الشيِّعيّ، غاية ما في الأمر بسببِ مشاكل عاشها، مشاكل سياسيَّة، مشاكل داخل الجوّ الديني، والجميع عاشوا هذه المشاكل في إيران، هذهِ المشاكل جَعلت عندهُ شيئاً من الجُرأة أن صار صادقاً مع نفسهِ فطبَّق المنهج كما هو على هذه العقيَّدة، فوصل إلى هذه النتيجة، لماذا؟ لأنَّ المنهج منهجٌ أبتر، والمنهجُ الأبتر لا يعطي إلَّا النتائج البتراء، هذا هو الشيء المنطقي والطبيعي، لذلك هذا المنهج هو نفسهُ الَّذي يُسقِطُ أحاديث تفسير القُرآن، لماذا؟ لأنَّ هذا المنهج منهج ناصبيّ، والمنهجُ الناصبيّ عنوانهُ وهدفهُ وطريقتهُ “حسبنا كتاب الله” وهي الطريقة العمرية!! فما يأتي من حديثِ آل مُحَمَّد لا يقبلونه، فحين نطبِّقُ منهجَهم سيُرفَضُ حديثُ آل مُحَمَّد في التفسير، وستُرفَضُ أحاديثُ مقاماتهم لأنَّهم أساساً لا يعتقدون بمقامات آلِ مُحَمَّد، سيرفضون منظُومة الأحاديث المهدويَّة بكُلِّ تفاصيلها من أحاديث الولادةِ إلى تفاصيل الرجعة، لماذا؟ لأنَّ هذه المنظومة متضادّة مئة بالمئة مع المنهجيّة العمريّة، مع فكر السقيفة، الزياراتُ وأدعيةُ التوسُّل والمناجيات ضعيفةٌ بحسبِ هذا المنهج، وظلامةُ الصديقةِ الطاهرة وما جَرى عليها، وظُلامةُ آل مُحَمَّدٍ في كَربلاء وفي غير كَربلاء، كلُّ هذا يقعُ تحت طائلة التضعيّفِ والتشكيكِ والإنكارِ والنفي من هذا المنهج، من نفس هذا المنهج، بغضِ النظرِ عن أحمد الكاتب. فهذا الدور هو الذي ينفِّذُهُ مراجعُنا في كلِّ يومٍ بتحطيم هذه العناوين، ولو أنَّهم طبَّقوا هذا المنهج بشكلٍ صريحٍ وعلني وقد طبَّقوه، مراجعنا طبَّقوه ولكنَّهم لا يعلنون ذلك، طبَّقوا هذا المنهج على أحاديث الولادةِ فلا يوجد منها حتّى حديثٌ واحدٌ عند مراجعنا الكرام، الأموات والأحياء، لا يوجد عندهم حديث واحد صحيح من أحاديث الولادة الكثيرة، لا عند السيِّد الخوئي، ولا عند السيِّد السيستاني، ولا عند السيِّد البروجردي، ولا عند السيِّد محمَّد باقر الصدر، ولا عند المراجع الآخرين، ما يوجد ولا حديث واحد من أحاديث ولادة الإمام المهديّ حديث صحيح بحسب المنهجيَّةِ الموجودةِ في الحوزة، وإذا رقَّع البعض بحسبِ المنهجيَّةِ كلاماً لتصحيح بعض الأحاديث فهو أيضاً كَلامٌ مدخولٌ ويُناقَش، هذا هو الَّذي قام بهِ الرَّجل، الرَّجُل قام بتطبيق المنهج الحوزوي هذا المنهج الأبتر الَّذي أتحدَّثُ عنه، أليس الحديث في هذهِ الحلقات في ملامح المنهج الأبتر؟! هو هذا المنهجُ الأبتر الَّذي أتحدَّثُ عنه، الرَّجُل درسهُ، الرَّجل حوزويٌّ وقد درس هذا المنهج، وكان من رجالات العمل الإسلامي وآمن به، وتشبَّع بهذا المنهج، وحين مال إلى الجانب السنيّ وجد أنَّ السُنَّة تشتغل بنفس هذا المنهج، فصار مطمئناً، فطبَّق المنهج على هذا الموضوع، على عقيدتِه بالإمام الحجَّة، فأعطاه النتيجة الصحيحة وفقاً لهذا المنهج! هذه ملاحظة مهمَّة: الرّجلُ كان صادقاً مع نفسه، هذا واحد، ثانياً طبَّق نفس المنهج الَّذي يتعاملُ به مراجعنا وعلماؤنا، وما شذَّ عن هذا المنهج خطوةً واحدة. فلا العيبُ في صدقه مع نفسه، ولا العيبُ في النتائج الَّتي وصل إليها، وإنّما العيبُ في المنهج الأبتر، ولكنَّ أحداً لا يجرؤ فيصرِّح بهذه الحقيقة، حين طرح آراءَه، مُعادو السيِّد محمَّد الشيرازي قالوا: إنَّ السيِّد مُحَمَّد الشيرازي وراءَ هذا الطرح، والكلامُ ليس صحيحاً، إذ لا علاقة للسيِّد مُحَمَّد الشيرازي بهذا الطرح، والسيِّد مُحَمَّد الشيرازي يمكن أن أقول، الرَّجل وإن كان يتظاهر بالتمسّكِ بقواعد المدرسة الأصولية، درَّس الأصول، وكتب في الأصول، وكان يحاول أن يظهر براعتهُ بنحوٍ وآخر في الأصول وفي أبحاث الخارج، ولكن في الحقيقةِ فإنَّ الرَّجل بحسب اطلاعي وتتبّعي لكتبهِ وآرائهِ وكلماتهِ، الرَّجل يحاول أن يجد منهجاً وسطيَّاً ما بين الأصوليّة والإخباريّة، وأعتقد أنَّهُ في سنواتهِ الأخيرة مال إلى الإخباريّة كثيراً خصوصاً فيما يرتبط بالجانب العقائدي، مال إلى الإخباريةِ وإلى التمسّكِ بحديث أهل البيت أكثر ممَّا كان عليه في أوّل أمرِه، وهنا مثال يمكن أن أُشير إليه: السيِّد الشيرازي هو ممَّن يقبل تفسير الإمام العسكريّ ويعتمد على مرويّاتهِ، يخالفهُ في ذلك شقيقهُ المرجع المعاصر السيِّد صادق الشيرازي ولكن السيِّد مُحَمَّد الشيرازي كان يعتقد بمرويّاتِ ما جاء في تفسير إمامنا العسكريّ وبقيَّة الكُتب من أمثال تفسير إمامنا العسكريّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، ليس الحديث الآن عن منهجيَّة السيِّد الشيرازي، لكن هذه التهمة الَّتي ألقيت في بادئ الأمر من أنَّ هذا الطرح الَّذي جاء به أحمد الكاتب من ورائِه السيِّد الشيرازي، هذا الكلامُ لا صحَّةَ لهُ أصلاً. ومن المناوئين للسيِّد تقي المدرسي أيضاً في وقتها قالوا: من أنَّ السيِّد تقي المدرسي هو وراء هذا الطرح، وهذا الكلام ليس صحيحاً فلا علاقةَ للسيِّد تقي المدرّسي بهذا الموضوع، أنا أعرض لهذه المطالب كي تتَّضح لكم الصورة وإلَّا فإنَّني لستُ في مقام الدفاعِ عن السيِّد محمد الشيرازي أو السيِّد تقي المدرّسي. لكنَّني أقول: لاحظوا أنَّ المؤسَّسة الديِنيَّة كيف تتعاملُ بالكذبِ والأراجيفِ والدعاياتِ والأضاليل، وهذا الأمر يُصَاحِبُها على طول الخطّ، بالنسبة لي أنا لا أعتقدُ مكاناً في العالم هو أكثر مكان يُستَسْهَلُ فيه الكذب في تسقيّطِ سُمعة الآخرين، لا أعتقد يوجد مكان أكثر من المؤسَّسةِ الدِّينيَّةِ الشِّيعيَّةِ الرَّسميَّة في النَّجفِ وفي قمْ، والتفاريع الأخرى المتفرِّعة عن هاتين المؤسَّستين، المؤسَّسة الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الرَّسميَّة تَستسْهلُ الكذبَ والافتراء والتسقيّط في حقِّ كُلِّ من يختلف معها برأي، فلأنَّ السيِّد الشيرازي يختلف مع الجهة (سين)، ولأنَّ السيِّد تقي المدرسي يختلف مع الجهة (صاد)، فحينما وجدوا ثغرةً، قال الَّذين يريدون النكايةَ بالشيرازي: إنَّ الشيرازي وراء هذه القضيَّة، والَّذين يريدون النكاية بالمدرّسي قالوا: إن المدرسي وراء هذه القضيَّة، بينما القضيَّةُ خالصةً خاصَّةٌ بشخصِ أحمد الكاتب فقط. بعد ذلك قالوا: إنَّ الوهابية هي الَّتي رتّبت الأمر، بل ذهبوا إلى أكثر من ذلك فقالوا إنَّ الكتاب ليس لهُ وعلماء الوهابيّة هم الَّذين كتبوا هذا الكتاب وأعطوه الأموال وقالوا لهُ أنتَ تبنَّ هذا الكتاب! ومثل هذا الهُراء هراءٌ كثير، هُم لا يريدون أن يعترفوا بأنَّ الرَّجُل قد طبَّقَ نفسَ المنهج الَّذي هم يطبِّقونهُ لتحطيمِ حديثِ أهل البيت في تفسير القُرآن، ولإنكارِ ظُلامةِ الزَّهراء، ولإنكارِ مقاماتِها الغيبية، ولإنكارِ مقاماتِ آل مُحَمَّد، ولإنكارِ زياراتِهم، وبنفسِ هذا المنهج وبنفسِ هذه الطريقة طبَّق أحمد الكاتب هذا الأمر على ولادةِ إمامِ زماننا وشؤونهِ فوصل إلى هذه النتيجة، وهم أنفسُهم العلماءُ أيضاً، طبَّقوا هذا المنهج على هذه الروايات وحكموا بعدمِ صحّتها، ولكنَّهم حاولوا الالتفافَ عليها من جهةٍ أخرى. قد يقول قائل: ماذا تقصد؟ هل أنَّ العلماء لا يؤمنون بوجود الإمام الحجَّة؟! أنا ما قلت هذا، لكنَّني على علمٍ بأنّ هناك في وسط المؤسَّسةِ الدِّينيَّةِ الشِّيعيَّةِ الرَّسميَّة أسماء ومن الأسماء الكبيرة جدَّاً، على الأقل أعرف الآن أسماء تتهيَّأ للمرجعيَّةِ في المرحلةِ القادمة، أعلمُ عنهم وأعرفُ عنهم أنَّهم يشكِّكون في وجودِ الإمامِ الحجَّة، قطعاً لا يصرِّحون بهذا وإنَّما في مجالسهم الخاصَّة، مثلُ هذا موجود، لكن الأعم الأغلب في المؤسَّسةِ الدِّينيَّةِ الشِّيعيَّةِ الرَّسميَّة مع أنَّهم يعتقدون بأنَّ أحاديث الولادة ضعيفة وليست صحيحة لكنَّهم يعتقدون بوجود الإمام الحجَّة صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه من خلال الموروثِ العقائديِّ الوجدانيّ، لا أتحدَّث عن الموروث العقائديِّ العلميّ، فإنَّ الموروثَ العقائديَّ العلميَّ يعني النصوص الحديثية، وهذه ينكرونها ويرفضونها في بابِ ولادة الإمام الحجَّة، هم يؤمنون بوجودهِ من خلال الموروث العقائديِّ الوجدانيّ، وحينما يُريدون التنظيرَ لهذهِ القضيَّة فإنّهم ينظِّرون لهذا الموضوع بشكلٍ عقليٍّ وهذا هو الَّذي قام بهِ أحمدُ الكاتب فقال من أنَّ الأدلة التأريخيَّة لا تثبتُ وجودَ الإمام الحجَّة! بحسب المنهج الحوزوي نعم هذه النتيجة صحيحة. المنهج الَّذي وضعه السيِّد الخوئي والسيِّد مُحَمَّد باقر الصدر في التعاملِ مع الحديث، وهو منهج المرجعية الشِّيعيَّة الماضية والمعاصرة، وبعبارةٍ مختصرة، منهج المدرسة الأصولية، فهذا المنهج حين يُطبَّق على أحاديث الولادة وأحاديث الشؤون المهدَّوية فإنّ هذه الأحاديث لا تثبت صحّتُها، وهذا الرَّجُل قام بهذا الدور فكان صادقاً مع نفسه وصادقاً في تطبيق المنهج الحوزوي، خرجت النتائج هكذا فالتزم بالنتائج، هذا هو المنهجُ الأبتر! المنهجُ الأبتر ماذا يعطيكم؟ يعطيكم نتائج بتراء، هناك الكوثر! وهناك الأبتر! المنهجُ الكوثر منهجٌ واضح، والمنهجُ الأبتر ماذا يفعل؟ المنهجُ الأبتر يقودكم لأيِّ شيء؟ يقودكم إلى الضلالةِ وإلى الجهل، وماذا يفعل؟ يشوُّه الحقائق، يجعلُ الأكاذيب صِدقاً ويجعلُ الصدق أكاذيب، وهذا هو الدورُ الَّذي يقومُ بهِ بالضبط وبالدقَّة مراجعُنا الكرام في تطبيقهم لهذا المنهج الأَبتر في التعامل مع حديث أهل البيت، والرَّجلُ هذا، أحمد الكاتب، قام بهذا الدور إيماناً منهُ بصحَّة هذا المنهج، ولذا فإنّ الَّذين ناقشوه كانت نقاشاتهم ضعيفةً جدَّاً، لأنَّهم يريدون أن يناقشوه بنفس المنهج، والمنهجُ نفسهُ لن يكون في جانبهم، المنهجُ هو بجانبِ أحمد الكاتب، والنتائج الَّتي وصل إليها هي نتائج صحيحة بحسب المنهج، ومشكلة أحمد الكاتب هي أنّه يعتقد صحَّةَ هذا المنهج، وَلَكِنْ هذا منهجٌ أبترٌ يوصل إلى نتائجَ بتراء..!! الكتابُ الَّذي بين يديّ (تطور الفكر السياسي الشيِّعيّ من الشورى إلى ولاية الفقيه) لأحمد الكاتب، دار الشورى، لندن، هذه هي الطبعة الأولى الَّتي صدرت سنة 1997، هذا هو أولُ كتابٍ صدر لأحمد الكاتب، وأنا هنا لا أُريد أن أناقش ما كتبه أحمد الكاتب، أُريد أن أناقش الظاهرة، هذهِ الظاهرة الَّتي هي تطبيقٌ واضحٌ للمنهج الأبتر، إذا ما ذهبتُ إلى صفحة 214 من هذه الطبعة كما قلت هذه هي الطبعة الأولى، 1997، دار الشورى للدراسات والإعلام، تطوّر الفكر السياسي الشيِّعيّ من الشورى إلى ولاية الفقيه، يمكن أن أقول هذا هو كتابه المركزيّ الَّذي تحدَّث فيهِ عن عقيدتهِ الجديدة، في صفحة 214، تحت عنوان: (المطلبُ الثاني: تقييّمُ سند الروايات التأريخية)، هو هذا الأساس والمطلب الَّذي دفعهُ إلى إنكارِ وجود الإمام الحجَّة، وباقي الحديث في الكتاب هو تفاصيل يمكن أن تكون تفاصيل من الدرجة الثانية، الجوهر هو هذا، الروايات الَّتي وردت في كتبنا والَّتي تتحدَّث عن ولادةِ إمام زماننا الحجَّة ابن الحَسن، الرَّجُل يتناولها روايةً رواية ويطبّق عليها نفس المنهج الَّذي يطبّقه مراجعنا في عملية استنباط الأحكام الشرعية ويطبّقهُ مراجعنا على زيارات الأئمَّة وأدعيتهم فينكرونها ويضعّفونها، ويخرجون لنا بطريقةٍ شيطانيّةٍ سمّوها بقضيَّة التسامح في أدلة السُنن، إلى غير ذلك ممَّا ينكرونهُ، فمراجعنا ينكرون أكثر من تسعين بالمئة من حديث أهل البيت، من جملة هذا الَّذي ينكرونه ينكرون أحاديث الولادة، جميع المرويات الَّتي وردت في ولادة الإمام الحجَّة هي ليست صحيحة بنظر مراجعنا، نعم هم يثبتون الولادة من طريقٍ آخر وليس من طريق الروايات، يثبتونها من طريقٍ عقليٍّ، وسأعود إلى هذه القضيَّةِ أيضاً. في صفحة 216، ذكر أحمد الكاتب هنا الرِّواية الَّتي نقلها الشَّيخ الصدوق في كتابه إكمال الدين عن السيّدة حكيمة بنت الإمام الجواد، الرواية المعروفة، بعد أن يعرض السند، وقطعاً على أيّ كتب؟ على رجال النَّجاشي، ورجال ابن الغضائري، وهذا الكتاب ليس موجوداً ولكن هو يعرض على رجال النَّجاشي ورجال ابن الغضائري وعلى الشَّيخ الطوسي وهي نفس المنهجيَّة الَّتي يتّبعها علماؤنا، في صفحة 217 بعد أن عرض اسماء الرواة في هذه الرواية على كُتب الرّجال مثل النجاشي والطوسي وابن الغضائري، وصل إلى هذه النتيجة: – إذاً فإنَّ رواية حكيمة عن مولد (ابن الحَسن) – ويضع هذه التسميَّة بين قوسين باعتبار أنّه لا وجودَ لهُ أساساً بحسب عقيدتهِ – إذاً فإن رواية حكيمة عن مولد (ابن الحسن) يرويها المتأخِّرون عن غُلاة – مثلي يعني، وأنا أكثر غلوّاً منهم بالمناسبة، هؤلاء الَّذين يسمّونهم غلاة، هؤلاء كلّ واحد قد حفظ مجموعةً قليلة من الروايات بحسب التتبّع في الكُتب، أمّا أنا فقد حفظتُ كُلّ روايات الغلوّ، فهنيئاً لي – إذاً فإنَّ رواية حكيمة عن مولد (ابن الحسن) يرويها المتأخّرون عن غُلاة، عن ضِعاف، عن مجاهيل، عن مختلَقين، ولا يمكنُ الاعتمادُ عليها مُطلقاً – والرَّجُل جاء بهذه الأوصاف من الكتب الرّجالية لمراجعنا ولعلمائنا وهكذا يتعاملُ المراجعُ والعلماءُ معَ هذِه الرواية. هذه الرواية لو أخذتموها إلى المرجعِ الَّذي تقلِّدونه وتقولون له: ما رأيكُ بهذه الرواية؟ سيكون رأيهُ موافقاً ومطابقاً لرأي أحمد الكاتب، لأنَّه أيضاً سيعود بهذا السند إلى هذهِ الكُتب الرّجالية الَّتي عاد إليها أحمد الكاتب والنتيجة هي نفس النتيجة. ثُمَّ ينتقل أحمد الكاتب إلى روايةٍ أخرى، تحت عنوان: (رجلٌ من أهلِ فارس) – وهذهِ الرواية ينقلها الكليني في الكافي والصدوق في إكمال الدين والطوسي في الغيبة – ماذا يُعلِّق؟ – وهذهِ روايةٌ ضَعيفةٌ جدَّاً لا حاجة للتوقُّف عندها – لماذا؟ – حيثُ لا تذكرُ اسم الراوي وتكتفي بالقول إنَّهُ رجلٌ من أهل فارس وهذا أسلوبٌ غير مقبولٍ في الحديث مُطلقاً – وهذا الكلامُ نفسهُ لو أخذتم هذه الرواية للمرجع الَّذي تقلِّدونه فسيعطيكم نفس هذهِ النتيجة، لأنَّه سيطبِّقُ هذه القاعدة، الرَّجُل هنا طبَّق نفس القاعدة الَّتي يطبّقها مراجعُكم الَّذين تقلِّدونهم. في صفحة 218: يعقوب ابن منقوش:- وأمَّا رواية يعقوب ابن منقوش الَّتي يقول فيها أنَّهُ سأل الإمام العسكري يوماً – إلى آخر الرِّواية، يقول:- فهذهِ روايةٌ ضعيفةٌ جدَّاً – وأيضاً يأتي بأقوال الرّجاليين وبنفس الطريقة الَّتي تُنَاقَشُ بها الأسانيد، وأقول مرَّة أخرى لو أخذتم هذه الرواية إلى المرجع الَّذي تقلِّدونهُ فسيعطيكم نفس هذه النتيجة – ورواية عُثمان ابن سعيد العمروي رواها الصدوق في إكمال الدين والطوسي في الغيبة، فإنَّ الصدوق والطوسي يرويانها عن جعفر ابن مُحَمَّد ابن مالك الفزاري وهو كذَّاب شهير وضَّاع للأحاديث يقول عنه ابن الغضائري – هو ابن الغضائري [وين موجود؟ ما ندري!] ولكن هي هذه الطريقةُ الَّتي تعلَّمها أحمد الكاتب من السيِّد الخوئي ومن المراجع الكرام – يقول عنهُ ابن الغضائري كذَّابٌ متروك الحديث جُملةً وكَان في مذهبه ارتفاع – [هذا مْعلِّگ فوق هذا! مُغالي يعني!] – وكان في مذهبهِ ارتفاع – بس ما أعتقد أعلى من عندي! أنا أعلى من عنده – وكان في مذهبه ارتفاع (غلوّ) ويروي عن الضعفاء والمجاهيل – قطعاً هو مغالي فهو يروي عن الغلاة، ولا يروي عن المقصّرين لأنَّ المقصّرين طايح حظهم، فماذا يفعل المغالي؟ المغالي يروي عن الغُلاة، الغُلاة [حبّابين] ينقلون الروايات المرتّبة، أمَّا غير الغلاة فهؤلاء[طايح حظهم]. ويروي عن الضُعفاء والمجاهيل وكلُّ عيوب الضُعفاء مجتمعةٌ فيه روى في مولد القائم أعاجيب ويقول عنهُ النجاشي كان ضعيفاً في الحديث – بهذه القذارات تُضعَّفُ الأحاديث! فالرَّجُل أيضاً جمع هذه القذارات من كُتب الرّجال على طريقة مراجعنا الكرام وعلمائنا الأعلام، الأجلّاء، المحقّقين، المدقّقين، الفضلاء وضعَّف الرِّواية وهكذا يفعل علماؤنا! – أمَّا رواية نسيم وطريف أبو نصر الخادمين عند الإمام العسكريّ فينقلهما الصدوق عن المظفَّر السمرقندي المهمل – مهمل هذا في كتب الرّجال – عن العيَّاشي الضعيف عن آدم البلخي الغالي المفوض، وأمَّا رواية اسماعيل النوبختي الَّتي يرويها الطُوسي عن أحمد ابن عليّ الرازي فهي ضعيفةٌ جدَّاً – لماذا؟ – لأنَّ الطوسي نفسهُ لا يوثِّق الرازي ويتّهمهُ بالضعف والغلّو إضافةً إلى اتّهام ابن الغضائري والنجاشي لهُ بذلك – ويستمرُّ الكلام على هذا الوزن إلى أن يقول عن رواية الطوسي عن جعفر ابن مُحَمَّد ابن مالك الفزاري يقول:- فإنَّها واضحةُ الضعف بعد روايتها عن الفزاري والرازي – لماذا؟ – الغاليين الضعيفين – فرواياتُ ولادة الإمام الحجَّة مرويةٌ عن الغُلاة. وما ذنبُ الغُلاة إذا لم ينقلوا كذبا … ما ذنبهم يعني؟! أبو الأديان البصري:- وأمَّا رواية أبو الأديان البصري الَّتي ينفردُ بنقلها الصدوق ويرسلها دون أي سند حيث يقول: وحدَّث أبو الأديان بالرّغم من أنَّ بينهما حوالي مئة عام ولا يعرفُ أحدٌ شخصاً بهذا الاسم ممَّا يؤكِّد اختلاقَهُ من قبل بعض الغُلاة – هذه النتيجة أنت كيف حكمتَ بها؟ الشَّيخ الصدوق نقل عن رجلٍ اسمه أبو الأديان البصري الذي لم يُذْكَر في كتب الرّجال، يعني إذا لم يُذْكَر في كُتب الرّجال إذاً هذا الرّجل ليس موجوداً..؟! أيُّ منطقٍ هذا؟ ولكن هذا هو منطقُ مراجعنا فهم بالضبط هكذا يقولون، هذا هو منطقُ المؤسَّسةِ الدِّينيَّةِ الشِّيعيَّةِ الرَّسميَّة، [والله وما طيَّح حظنا إلَّا هذا المنطق، وما طيَّح حظ الشِّيعة إلَّا هذا المنهج الموبوء النَّاصبيّ]. صفحة 219، سعد ابن عبد الله القمي:- وأمَّا رواية سعد ابن عبد الله القُمي – الرِّواية المعروفة من جملتها الشيباني – وأمَّا الراوي الخامس الشيباني فهو من الضِعَاف والغلاة المفوّضة كما يقول الكشي وابن الغضائري والطوسي والنجاشي وقد سلب العلامةُ الحلّي في الخلاصة – في خلاصة الأقوال كتابه الرجالي – الثقةَ من سعد ابن عبد الله القمّي على أثرها – هذهِ الرِّواية هي نفسها الَّتي يستهزئ بها الشَّيخ الوائلي رحمةُ الله عليه في معنى: كهيعص!! نفس هذه الرِّواية، وهي رواية طويلة من جملتها أنّ الإمام الحجَّة يحدَّث سعد ابن عبد الله القمي، كان الإمام صغيراً في بيت أبيه في سامراء فحدَّثهُ عن معنى كهيعص، هذه هي الَّتي يستهزئ بها الشَّيخ الوائلي والجُلَّاسُ في المجلس كانوا يضحكون!! يسخرون من كلام الإمام الحجَّة صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه!! هنيئاً للشيعة، وهنيئاً لأصحاب الحسينيات الَّتي يُستهزَأُ فيها بحديثِ آل مُحَمَّد، وهنيئاً لمراجعنا الكرام بسبب هذه المنهجيَّة، يضلُّ أحمد الكاتب ويضلُّ آخرون وسينشأُ المنهج البتريّ، وموفَّقين أنتم في ذلك! حتَّى تصطفَّ الشِّيعةُ معَ السُفياني،كلُّ ذلك من هذا المنهج، من هذا المنهج الأعوج. إلى أن يقول في صفحة 220:- إذاً فإنَّ الضعف الكبير في سند كُلِّ روايةٍ يُسقطها جميعاً عن الحجيَّة والوثوق – هذه هي الخُلاصة، وهذهِ الخُلاصة لن تجد مرجعاً من مراجعكم الَّذين تقلِّدونهم يختلفُ معها!! قد يلعن أحمدَ الكاتب وقد يقول لكم هذا عميل، هذا وراءهُ الوهابية، ولكن واللهِ نفسُ هذه النتيجة هم يصلون إليها، لأنَّ أحمد الكاتب لا طبَّق منهجاً وهابيّاً ولا منهجاً ماسونيّاً ولا جاء بمنهجٍ من الموساد الإسرائيلي ولم يذهب إلى الهندوس ولا إلى البوذيّة ولم يأتِ بمنهجٍ من السُنّة المخالفين لأهل البيت، طبَّق نفس المنهج الَّذي يعمل بهِ مراجعكم وألَّفوا الرَّسائل العملية الَّتي تعملون بها على أساسه، طبَّق نَفس المنهج الَّذي كتب على أساسه مُفسِّروا الشِّيعة تفاسيرَهم الَّتي تقدِّسونها، نفس هذا المنهج طبَّقهُ أحمد الكاتب بحذافيره وما خرج عن المصادر الشِّيعيَّة أبداً، نقل الروايات من كُتب الشيّعة ونَقل تقييّم الأسانيد من الكُتب الرجاليّة الَّتي يقيّم بها المراجعُ أحاديثَ أهل البيت ووصل إلى هذهِ النتيجة، ألا يدلّكُم هذا على أنَّ هذا المنهج منهجٌ أعوج، هو هذا المنهجُ الأبتر الَّذي أحدِّثكم عنه، هذه تطبيقاته، أنا ما أخذتُ أحمد الكاتب مثالاً إلَّا لأُبيّن لكم هذه الحقيقة، النتيجة الَّتي وصل إليها في صفحة 220:- إذاً فإنَّ الضعف الكبير في سند كلّ رواية يسقطها جميعاً عن الحجيَّة والوثوق …!! ولذلك السيِّد مُحَمَّد باقر الصدر في أدلّتهِ في بحثهِ المعنون: (بحثٌ حول المهديّ)، لم يستدلّ برواية واحدة على ولادة الإمام الحجَّة، أتدرون بماذا استدلّ؟ استدلّ بوثاقة النوَّابِ الأربعة، غريبٌ هذا المنهج!! روايات وأحاديث منقولة عن الأَئِمَّة، عن الإمام العسكريّ، عن حكيمة بنت الإمام الجواد، وسيأتينا الكلام من مراجعنا من أنَّ حكيمة لم توثَّق في كُتب الرّجال، [مِن طيّح الله حظكم وحظ كُتب الرّجال]، حكيمة بنت الإمام الجواد تحتاج إلى توثيق في كتبكم السخيفة [طيّح الله حظكم وحظ كتبكم]..!! إذاً لماذا تزورونها في سامراء وتطلبون منها الشفاعة، إذا كانت حكيمة بحاجة إلى توثيقها في كُتب الرّجال. على أيّ حال سأعود إلى السيِّد مُحَمَّد باقر الصدر ولكنَّني استطراقاً أشرت إلى استدلالِه، فهو استدلّ على وجود الإمام الحجَّة بوثاقة النوَّاب الأربعة، ألا تلاحظون المنهجيَّة المنحرفة الموجودة الآن هيَ هيَ، العلماء مقدَّمون على آلِ مُحَمَّد، مَن هم النوَّاب الأربعة ما قيمتهم؟! أحاديث عن آل مُحَمَّد، الأحاديث الَّتي وردت عن النَّبيّ صلَّى اللهُ عليه وآله في أنَّ الأَئِمَّة اثنا عشر والثاني عشر يولد ويغيب، هي هذه تكفي في توثيق الروايات الَّتي تحدَّثت عن ولادة الإمام الحجَّة!! فالسيِّد مُحَمَّد باقر الصدر والآن الَّذين يتحدَّثون عن الأدلةِ القوية الَّتي تثبتُ وجود الإمام الحجَّة يركضون على بحث حول المهديّ، وهو من أضعف البحوث وسأبيّنه لكم، يستدلّ بوجود النوَّاب الأربعة! كيف وهؤلاء النوَّاب الأربعة هم فروع، فكيف يُستدَلُّ بالفروع على الأصل؟! يقول هكذا، وسأعود إلى كلامهِ من أنَّ النوَّاب الأربعة استمروا لمدَّةٍ تقرب من سبعين سنة، والشّيعةُ توثِّق هؤلاء، قطعاً ليس كُل الشِّيعة توثِّقهم، الشِّيعة اختلفوا فيما بينهم والشِّيعةُ توثِّق هؤلاء. يقول: فإنَّ حبل الكذب قصير، فإذا كان حبل الكذب قصيراً فكيف يُعقَل أن تصدق الشِّيعةُ هؤلاء النوَّاب الأربعة وهم ينقلون الرسائل والأجوبة، وهم الصلة الواضحة فيما بين الشِّيعة وبين الإمام الحجَّة، إذاً الإمام الحجَّة موجود، أيُّ استدلالٍ هذا، هذا يمكن أن يصدق في دائرةٍ شيعيَّةٍ ضيقة تستدلُّ بوجدانها على ذلك، إذا كانت القضيَّة هكذا إذاً الديانات السابقة الَّتي هي قبل الإسلام وتقول بأنَّها هي الأحقّ، ولا زالت موجودة إلى يومنا هذا وأتباعها مئات الملايين بل أكثر من المسلمين، البوذيّون إذاً حبلُ الصدق عندهم اطول باعتبار أنَّهم كانوا موجودين قبل الإسلام ولا زال دينهم يُتناقَل، أيُّ استدلال هذا؟! هذهِ هي الاستدلالات القويَّة! قطعاً الَّذي يترك حديثَ أهل البيت فماذا يصنع؟ سينتقل من عثرة إلى عثرة، وهذا الموضوع سأعود إليه باعتبار أنَّ استدلالات السيِّد محمد باقر الصدر يقال عنها في الوسط الشيِّعيّ المثقّف وحتَّى في الوسط الحوزويّ بِأَنَّها هي أقوى الاستدلالات في إثبات وجود الإمام!! هو ترك الروايات لأنَّ روايات الولادة عنده ضعيفة بالمطلق، وراح يبحث في وثاقة النواب الأربعة! ماذا تقولون أنتم؟ هذه هي المنهجية الَّتي اتبعها أحمد الكاتب، فالرجلُ هو شيعيٌّ خرج من الواقع الحوزويّ التنظيمي، من واقع العمل الإسلامي، كان صادقاً مع نفسهِ، بغضِّ النَّظر أنٌه وصل إلى نتيجةٍ ضالّة أو غَير ضالّة، كان صادقاً مع نفسه، طبَّق المنهجَ الَّذي يطبِّقهُ المراجع الَّذين يقلِّدهم ويعتقدُ بهم كمراجع، الشِّيعة عموماً يطبِّقون هذا المنهج، طبَّق هذا المنهج ووصل إلى هذه النتيجة وهي : أنّ الإمامُ ليس موجوداً وأنّه لم يُولد!! هذهِ النتيجة هي نتيجةٌ طبيعية وصحيحة وكاملة إِلَّا أنّها نتيجة بتراء، لماذا؟ لأنّ المنهج أبتر يا جماعة، لكن لا يجرؤ أحد فيقول: إنَّ المنهج أبتر، أمَّا أنا فأجرؤ وأقول، المنهج أبتر، يا أيّها البُتران المنهجُ أبتر!! المنهجُ الأبتر يؤدِّي إلى هذه النتيجة البتراء وأحمد الكاتب رجلٌ صدق مع نفسه فطبَّق المنهج الأبتر فوصل إلى هذه النتيجة البتراء..!! هما منهجان: كوثريٌّ وأبتريٌّ، والخيارُ إليكم، المنهجُ الأبتر هو الَّذي حدا بأحمد الكاتب أن يصل إلى هذه النتيجة. يبدو أنَّ وقت أذان النجف الأشرف صار قريباً لذلك نذهب إلى فاصل الأذان وبعد فاصل الأذان سأعود إليكم كي أكمل الحديث. الَّلهُمْ صلِّ على فَاطِمَة وَأَبِيْهَا وَبَعْلِهَا وَبَنِيْهَا وَالسرِّ المُسْتَوْدَعِ فِيْهَا.. أعود معكم لإكمال حديثي من حيثُ انتهيت قبل الفاصل: هذا هو كتابُ الكافي الشريف: وهذا هو الجزء الأوَّل من كتاب الكافي الشريف، دار الأسوة للطباعة والنشر، إيران، الطبعة السادسة، 1428 هجري قمري، إذا ما ذهبنا إلى كتاب الحجَّة، صفحة 587، العنوان بابُ مولد الصاحب، في هذا القسم من كتاب الحجَّة الشَّيخ الكليني يجعلُ فصولاً، لكلّ معصومٍ من المعصومين فصلاً يذكرُ فيه مجموعةً من الأحاديث ترتبطُ بولادتهِ، زماناً، مكاناً، أُمَّاً، أباً، أحداثاً، وصفاً إلى غير ذلك، صفحة 587، باب مولد الصاحب صلواتُ اللهِ عليه، في البداية هو يكتبُ التأريخ من عندهِ بحسب معلوماتهِ – ولد عليه السَّلام للنصف من شعبان سنة خمسٍ وخمسين ومئتين – ثُمَّ يورد الروايات، أورد في هذا الباب من صفحة 587، إلى صفحة 600، 31 رواية، والبعض منها روايات مُفصَّلة، وهذه هي أهمُّ الروايات الَّتي ورَدت في كُتبنا الأصول في مولدِ صاحب الأمر صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، وذلك لا يعني أنَّهُ لا توجد روايات أُخرى، توجد روايات أخرى، ولكن كتابُ الكافي كتابٌ لهُ خصوصيّتهُ وأهميَّتهُ. والشَّيخ الكُليني حين يُورد هذهِ الروايات وخصوصاً في مولد الإمام الحجَّة، وكان يَعيش في زمن الغيبة الصُغرى حيثُ اشتداد الفتنِ بين الشِّيعة، قطعاً لا يُثبت أيّ رواية من الروايات من دون أن تكون عندهُ قَرائن، وهذهِ القَرائن تجعلهُ متأكِّداً من صِدقِ هذهِ الرِّواية، هو يتحدَّثُ عن مولد صاحب الأمر، والشَّيخ الكليني جعل هذا الكتاب أساساً للعمل به في الجانب العقائدي وفي الجانب الفقهي وفي الجانب الأخلاقي والسلوكي، وهذا واضح من كلماتهِ في المقدِّمة، لا أجدُ مجالاً لأن أقرأ عليكم كُلَّ شَيء، ولا أجدُ مجالاً لأن استشهد بالنصوص في كُلِّ مطلبٍ أذكرهُ، ولكنَّ الحديث بهذا الخصوص مرَّ كراراً ومرارا في الحلقات المتقدِّمة، فالشَّيخ الكيني هنا يثبت 31 رواية، البعض منها موجز، والبعض منها مفصَّل، البعض منها يتحدَّث بشكل مباشرٍ عن ولادته صلواتُ اللهِ عليه، والبعض منها يتحدَّث في الأجواء المحيطة بولادته، بالمجمل هذهِ الروايات تحدِّثنا وبشكلٍ واضحٍ وبيِّن عن ولادتهِ الشريفة، هذا هو الكافي وهذا هو مصدرنا الحقيقي، هذا هو المصدرُ الأصل، هذه أحاديث آل مُحَمَّد. الكلمة الَّتي ينقلها السيِّد الخُوئي عن أُستاذهِ الميرزا النائيني وقطعاً هو يخالفها مئة في المئة، ينقلها السيِّد الخوئي هنا في هذا الكتاب في الجزء الأول من معجم رجال الحديث، يقول: (كان شيخنا الميرزا النائيني يقول البحثُ في أسانيد الكافي حرفةُ العاجز)، لأنَّ الكافي ثابتٌ، قطعاً لا أتحدَّث عَن كُلِّ حرفٍ فيه، لكن الأصل في رواياته الصحَّة، الأصل في رواياته الصدور عَن الأَئِمَّة صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين، نعم هناك هناتٌ في نقل الراوي للحديث بالمضمون ولا يستطيع أن يُصيب كبدَ الحقيقة كما هي، وهناك هناتٌ في عملية النسخ والكتابة، فهناك تصحيف، وهناك اشتباه، وهذه القضايا طبيعية ومن لوازم الحالة البشرية، لكن الأصل في أحاديث الكافي هو الصحَّة، هذا معتقدي ومعتقد آخرين أيضاً من الشِّيعة، المدرسةُ الأصوليةُ ترفض ذلك هذا معتقدها أيضاً وهناك من يوافقها على ذلك، والنَّاس أحرار فيما يعتقدون، هذا هو الكافي، إذا لم يكن الكافي صحيحاً فأيُّ الكُتبِ يمكن أن أصفهُ بأنَّهُ صحيح؟! إذا لم يكُن الكافي صحيحاً!! وحين أقول هذه الكلمة إنَّني أقولها عن خبرةٍ وعن درايةٍ في مصادر الحديث وفي أصول الأَئِمَّةِ وفيما جاء منقولاً عنهم، لا أقولُ هذا الكلام هكذا جزافاً وما كلامي هنا بكلامٍ إنشائيٍّ للتسطير فقط، وهذا المطلب إذا أردت أن أتحدَّث عنه فإنَّني سأتحدَّثُ ليس بالأيام، بل بالشهور، في صحَّة الكافي وفي وثاقة الكافي وستثبت لكم الأيام ذلك، حينما أتحدَّث عن هذه المطالب،كما أثبتت لكم الأيام السابقة كثيراً من المطالب ستثبت لكم الأيام القادمة إن بقينا أحياء ووُفِّقنا لخدمةِ حديث مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين، هذه أحاديثهم ورواياتهم: واحد وثلاثين رواية في الكافي الشريف. في بحار الأنوار: في بحار الأنوار، في باب ولادة الإمام الحجَّة صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه في الجزء الحادي والخمسين بحسب الطبعة المتوفِّرة في الأسواق والمكتبات، في الجزء الحادي والخمسين من بحار الأنوار، إضافة إلى هذه الروايات هناك روايات أخرى، عددُ الروايات في بحار الأنوار يتجاوز الأربعين، أكثر من أربعين رواية. الكافي واحد وثلاثين رواية، في بحار الأنوار أكثر من أربعين رواية. إذا ذهبنا إلى العوالم عوالم العلوم: عوالمُ الإمام المهديّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه للشَّيخ عبد الله البحراني في باب ولادة الإمام المهديّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، الروايات تتجاوز الأعداد الَّتي وردت في بحار الأنوار، لأن الكتاب أساساً هو استدراك على بحار الأنوار، عوالم العلوم استدرك فيه المحدِّث الشَّيخ عبد الله النوراني البحراني ما لم يُجمَع في كتاب البحار، فجمع أحاديث أُخرى لم تكن قد ذُكرت في بحار الأنوار، فعدد الروايات هناك أكثر وأكثر، كلُّ هذا علماؤنا ومراجعنا الكرام يسقطونهُ، يسقطونهُ بالكامل، بالتمام والكمال، كما فعل أحمدُ الكاتب بالضبط، إذاً لماذا يُلام أحمدُ الكاتب؟ الرَّجلُ ما فعل شيئاً، الرَّجل طبَّق المنهج، لماذا لا نلوم المؤسَّسة الدينيَّة على منهجها الأبتر هذا؟ الرَّجلُ طبَّق منهجهم الأبتر فخرجَ بهذه النتيجة البتراء، وهم أيضاً خرجوا بهذه النتيجة ولكنَّهم لفوّا حولها من جهةٍ ثانية، وإلَّا فالرواياتُ هنا في الكافي، دعني من البحار كما يقولون البحار بحار، فيهِ الدُّرُ والصدف، وهذه استاذيّة لتنميق العبارات، البحار بحار فيه الدُّرُ والصدف، البحار بحار فيه الغثُّ والسمين، وأمثال هذه العبارات الشيطانية الإبليسية الخبيثة يقولونها من دون اطّلاع، هؤلاء الَّذين يردّدون هذه الكلمات والله ما اطّلعوا على كتاب البحار وما قرأوه، يردِّدون هذه الكلمات وهذه كلمات شائعة في الوسط الشيِّعيّ خصوصاً في الوسط الَّذي يُسمّي نفسَه بالمثقَّف، وأنا أسميه بالمثقَّب، هؤلاء المثقَّبون الَّذين ثقَّبهم الفكرُ القطبيُّ اللعين، هؤلاء ما هم بمثقَّفين هؤلاء مثقَّبون ثقَّبهم هذا الفكرُ اللَّعين. هذا هو صحيح الكافي: للشَّيخ مُحَمَّد باقر البهبودي بنفس الطريقة بنفس الأسلوب الَّذي عليه المراجع الكرام، السيِّد الخوئي، السيِّد مُحَمَّد باقر الصدر، السيِّد السيستاني، السيِّد البروجردي، الجميع الأحياء والأموات في المدرسة الأصولية بنفس الأسلوب، الشَّيخ مُحَمَّد باقر البهبودي، هذا هو صحيحُ الكافي، الجزء الأول، الدارُ الإسلامية، الطبعة الأولى، 1981 ميلادي، 1401 هجري، في صفحة 60، بابُ مولد الصاحب، ما الَّذي أثبتهُ في هذا الباب؟ من مجموع واحد وثلاثين رواية؟ ثبَّت الجملة الَّتي كتبها الكليني:- ولد عليه السَّلام للنصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومئتين – ثُمَّ ثبَّت روايتين، والروايتان لا علاقةَ لهما بولادة الإمام!! أقرأ عليكم الروايتين، من مجموعة واحد وثلاثين رواية ثبَّت روايتين لا علاقة لهما بولادة الإمام. القاسمُ ابن العلاء قال: ولِدَ لِي عِدَّةُ بَنِيْن فكُنْتُ أكْتُب وَأَسْأَلُ الدُّعَاء – يكتب ويسأل الدعاء أي يكتب إلى الإمام المعصوم – فَكُنْتُ أُكتب وَأَسْأَل الدُّعَاء فَلَا يُكْتُبُ إليّ لَهُم بِشَيء فَمَاتُوا كلُّهم فَلَمَّا وُلِدَ لِي الحَسَن ابْنِي – هو يوجد للقاسم ولد – كَتَبْتُ أَسْأَلُ الدُّعَاء فَأُجِبْت – أجابني الإمام – يَبْقَى وَالحَمْدُ لله – ما علاقة هذه الرِّواية بولادة الإمام الحجَّة؟! لا علاقةَ لها. الرِّواية الثانية:- الحُسَيْن ابْن مُحَمَّد الأَشْعَري قَال: كَان يَرِدُ كِتَابُ أَبْي مُحَمَّد – يعني الإمام العسكريّ – فِي الإجْرَاء عَلى الجُنَيْد قَاتِل فَارِس وَأَبْي الحَسَن وَآخَر – إجراء يعني مساعدة مالية، لأنَّ هؤلاء كانوا في ضيق وكانوا مطاردين – فَلمَّا مَضَى أَبُو مُحَمَّد وَرَدَ اسْتيْنَافٌ مِنْ الصَاحِب لِإجْرَاءِ أَبِي الحَسَن وَصَاحِبِه وَلَمْ يَرِد فِي أَمْرِ الجُنَيد بِشَيء، قَالَ: فَاغَتَمَمتُ لِذَلِك فَوَرَدَ نَعْيُ الجُنَيْد بَعْدَ ذَلِك – هذه رواية تتحدَّث عن أنَّ الإمام الحجَّة قد استأنف بعد أبيه أن يرسل المساعدة المالية لهؤلاء الأشخاص، فيُستدلُّ منها على أيّ شيءٍ؟ على وجود الإمام صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه لكنَّها لا تتحدَّث عن ولادته بشكل مباشر. كما قلت قبل قليل هذه الروايات واحد وثلاثين رواية البعض منها يتحدَّث بشكلٍ مباشر عن ولادته والبعض في أجواء الولادة وما يُحيط بها، الروايات الَّتي تتحدَّث عن ولادته بشكلٍ مباشر لم يثبت منها أيّ رواية من الروايات!! هذا هو الَّذي سماه بصحيح الكافي، لماذا؟ لأنَّ الكافي ليس صحيحاً بنظر المراجع والعلماء الكرام! فصنعوا منهُ صحيحاً بنفسِ تسمية البُخاري! وبنفسِ تسمية مسلم! صحيحُ البخاري! صحيحُ مسلم! ما هو الفارق بين مُحَمَّد باقر البهبودي هنا في هذا الكتاب حين حطَّم روايات الكافي وبين أحمد الكاتب في كتابه هذا، ما هو الفارق؟ فهو قد ألغى كلّ الروايات! على أيِّ أساس؟ بنفس الميزان الَّذي عمل بهِ أحمدُ الكاتب، الميزان الَّذي عمل بهِ أحمدُ الكاتب في كتابهِ: (تطور الفكر السياسي الشيِّعيّ من الشورى إلى ولاية الفقيه)، وفنَّد جميع رواياتِ ولادة الإمام الحجَّة صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه هو نَفس الميزان الَّذي فنَّد بهِ السيِّد الخُوئي روايات الكافي، ونَفسُ الميزان الَّذي فنَّد بهِ السيِّد مُحَمَّد باقر الصدر روايات الكافي، نفسُ الميزان، والمصداق العملي هذا، هذا صحيحُ الكافي، البهبودي عمل بنفس الموازين، فأعدم روايات الكافي الَّتي تتحدَّث عن ولادة الإمام الحجَّة صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه. وهذا الشيخ آصف محسني في كتابه (مشرعة بحار الأنوار): هذا هو الجُزء الثاني، وهو من مراجع الشِّيعة المعاصرين، من تلامذة السيِّد الخُوئي، ومن المتمسكين بمنهجية وطريقة السيِّد الخُوئي، ومن الَّذين يطبّقون قواعد وقذارات علم الرِّجال على أحاديث أهل البيت، هذا هو مشرعةُ بحار الأنوار لآية الله الشَّيخ مُحَمَّد آصف محسني، الجُزء الثاني، مؤسَّسة العارف للمطبوعات، الطبعة الثانية، 2005 ميلادي، صفحة 208، صفحة 208، يتحدَّث عن مجموعة الروايات الَّتي جاءت في بحار الأنوار – باب ولادتهِ وأحوال أُمِّهِ صلواتُ الله عليه – يتحدَّث عن الإمام الحجَّة – فيه أكثر من أربعين رواية – وبعد ذلك يقول:- والمعتبرةُ منها ما ذكرت برقم 5، إن ثبتت، كثرة ترحُّم الصدوق على ابن عصام كما قيل بها – إن ثبتت! هناك شرط لثبوتها – وبرقم 33، إن كان الخشّاب هو الحَسن ابن موسى، لكن فيه تردّد – ويستمر بهذه الطريقة فلا يثبت شيئاً من أحاديث الولادةِ بشكلٍ واضحٍ وصريح لإمام زماننا، ما هو الفارق بين الَّذي قام بهِ هذا المرجع اعتماداً على منهجية السيِّد الخُوئي ومنهجية السيِّد مُحَمَّد باقر الصدر ومنهجية سائر المراجع الآخرين، وبالأخصّ منهجية المدرسة الأصولية، ما هو الفارق بين هؤلاء وبين أحمد الكاتب في كتابه هذا؟! لماذا صار أحمد الكاتب وهابياً وعميلاً للمخابرات وهؤلاء مراجع ومقدَّسون وأجلّاء ومعصومون ولا يوجد مثلهم في العالم، لماذا؟! والحال أنّ الميزان هو نفس الميزان! والمنهاج نفسُ المنهاج! والنتيجة نفس النتيجة! لماذا صار أحمد الكاتب وهابياً عميلاً ضالاً وهؤلاء هم مركز الهداية، لماذا؟! أليس هذا هو نفسهُ المنهج الأبتر، وحينما سيحتاجون إليهِ لو ظهر الإمام الحجَّة سيفعِّلونه في مواجهتهِ، الفارق بين أحمد الكَاتب وهؤلاء أن أحمد الكاتب لا عنده مرجعية ولا عنده أخماس، فعَّل المنهج الآن فأنكر وجودَ الإمام الحجَّة، وهؤلاء عندهم مرجعية وزعامات وأموال فلم يفعِّلوا المنهج علناً وذهبوا من جهات أخرى وقالوا بولادة الإمام، وأنا لا أُريد أن أتّهمهم بشيء، ولكن هذا الاحتمال يطرح نفسه أم لا؟! المنهج هو المنهج، والنتائج هي النتائج..!! أحمد الكاتب شيعيّ؟ نعم شيعيّ! هؤلاء شيعة؟ نعم شيعة! أحمد الكاتب حوزويّ؟ نعم حوزويّ! هؤلاء حوزويّون؟ نعم حوزيّون! أحمد الكاتب من كربلاء؟ من كربلاء! هؤلاء من أين؟ إمَّا من النجف أو من كربلاء أو من سائر مناطق العالم الشيِّعيّ! أحمد الكاتب طبّق منهجاً غير المنهج الحوزوي؟ لا، نفس المنهج طبّقه! هل حرَّف روايات الولادة؟ لا، نفس روايات الولادة جاء بها! كيف ناقش الأسانيد؟ ناقشها وفقاً للكتب الرجاليةِ الشِّيعيَّةِ المعروفة ولم يرجع إلى كتابٍ سُنيٍّ واحد، نقل الروايات من الكتب الشِّيعيَّة فقط، وناقش الأسانيد من الكتب الشِّيعيَّة فقط! هؤلاء ماذا فعلوا؟ أيضاً جاءوا إلى نفس الروايات الَّتي فنَّدها أحمد المكاتب وفنَّدوها بنفس الطريقة، فذهبوا إلى السند وناقشوا السند بنفس الكُتب الَّتي ناقش بها أحمد الكاتب! أحمد الكاتب فنَّد الروايات وقال: الإمام ليس موجوداً! هؤلاء فنَّدوا الروايات وقالوا الروايات ليست صحيحة وقفزوا عليها فقالوا: إنَّ الإمام موجود! مَن هو الأكثر منطقيَّة هنا بحسب المنهج؟ أليس الأكثر منطقيَّة هو أحمد الكاتب، بالله عليكم أنتم قولوا لي، المشكلةُ إذاً أين؟ المشكلةُ هي في هذا المنهج الأبتر، الَّذي دمّر حديثَ أهل البيت، مثل ما وصل أحمد الكاتب إلى هذه النتيجة فأنكر وجودَ الإمام الحجَّة، هؤلاء، لا أعني بهؤلاء بالدقَّة الشيخ مُحَمَّد آصف محسني أو بالدقَّة الشيخ مُحَمَّد باقر البهبودي، أنا لست داخلاً في قلوبهم ولا أعرف نواياهم، أنا أتحدَّث عن منهج وعن الَّذين يتّبعون هذا المنهج ويطبّقون هذا المنهج، هذا المنهج لو يبقى إلى زمن ظهور الإمام الحجَّة ويأتي السفياني والسفياني يأتي بفكرٍ وبعقيدةٍ مثل ما جاء الفكر القُطبيّ ورحّب بهِ المراجع في النَّجف وكربلاء يأتي الفكرُ السفياني قبل أن يأتي جيش السفياني فيخترقُ الفكرُ السفيانيُّ عقولَ المؤسَّسةِ الدِّينيَّة في النَّجف وكربلاء مثلما جاء الفكرُ القطبيُّ واخترق عقولَ المراجع وهم يقبلونه، لماذا؟ يقبلونهُ لأنَّ المنهج الأبتر يقبله، هو هذا السبب، المنهجُ الأبتر. هؤلاء المراجع الَّذين مرَّ الحديثُ عنهم إن كان في النَّجف أو في كربلاء أو حتَّى في قمْ الَّذين اخترقهم الفكر القطبي لماذا قبلوا به؟ لأنَّهُ جاء منسجماً مع منطقهم، مع منهجهم، مع هذا المنهج الأبتر فقبلوا به، لم يعطهم أحدٌ أموالاً على أن يقبلوا بهذا، ولم تجبرهم حكومة، هم رقصوا وطرِبوا له وفرحوا به، لماذا؟ لأنَّهُ جاء موافقاً لنفس المنطق الَّذي يؤمنون به، لنفس المنهج الأبتر! فإذا جاء الإمامُ والفكرُ السفيانيُ قد اخترق عقولَ المؤسَّسة الدينيَّة مثل ما اخترق الفكرُ القُطبي ولا زال يخترقها إلى اليوم، وأنتم، أنتم، أنتم الَّذين تشاهدونني أنتم قُطبيون إلى النخاع وأنتم لا تعلمون، أنتم من أين تعلَّمتم؟ تعلَّمتم من الفضائيات، تعلَّمتم من الفكر الدعوتي أو من الفكر الشيرازي من فكر منظمة العمل الإسلامي، أين تعلَّمتم أنتم؟ تعلَّمتم من منبر الوائلي؟ فكرٌ قطبي، كلّ هؤلاء قطبيون، فكرٌ قطبي، فكرٌ شافعي معتزلي قطبي هذا هو الواقع، مثل ما اخترقكم هذا الفكر واقتنعتم به ولا زلتم إلى هذهِ اللحظة تدافعون عنه سيخترقكم الفكرُ السفياني بنفس هذه الطريقة، بنفسِ هذهِ المنهجية وهذا المنهج الموجود هو المساعدُ الأكبر لدخول الفكر السفياني، أحمد الكاتب ما عنده مصلحة شخصيَّة، فطبَّق المنهج ووصل إلى النتيجة الَّتي سيصلُ إليها لو كان في زمان المدّ السُفياني فهو ما عنده مشكلة لا في زعامة ولا في مرجعية ولا يبحث عن مقلِّدين ولا تُجبَى لهُ الأخماس ولا ولا، ما عنده هذه المشكلة، لذلك الرَّجل تكلَّم بصراحة وتكلَّم بجرأة وبيّن عقيدتَهُ وألَّف كُتباً في ذلك، ولاقى الرَّجُل ما لاقى من الضغوط في سبيل عقيدته هذه الَّتي يعتقدُ بها. هذا المنهج يؤدِّي إلى نفس النتيجة، نفس النتيجة، يعني لو خَرج الإمامُ الحجَّة وهناك فكرٌ سفياني يضاف إلى الفكر القُطبي، إضافة إلى هذا الفكر الشافعي المعتزلي، إضافة إلى هذه المنهجيَّة البُخارية، هذه المنهجيَّة بخارية، هذه منهجيَّة بخارية بالضبط مئة في المئة الَّتي طبَّقها الكاتب والَّتي طبَّقها الشيخ آصف محسني والَّتي طبَّقها الشيخ باقر البهبودي والَّتي طبَّقها السيِّد الخوئي والَّتي طبقها السيِّد محمد باقر الصدر والَّتي يطبِّقها السيِّد السيستاني وبقيَّة المراجع الأجلاء والَّتي تطبِّقها الحوزةُ العلمية، منهجيَّةُ البخاري، الأسانيد والرجوع إلى كُتب الرّجال، والنتيجة هذه واضحة بين أيديكم، أنا أقول إذاً لماذا يُلام أحمد الكاتب وهؤلاء يوصفون بأوصاف القداسة والنتيجةُ هيَ هيَ..؟! الاثنان قاما بدورٍ واحد، ما هو الدور؟ يعني أنت الآن، أنت الآن عندك شهادةُ ميلاد تثبتُ ولادتك، فيقول لك قائل هذه الشهادة ليست صحيحة، ما هو موقفك؟ تقبل بكلامهِ؟! أنا أقول الإمام الحجَّة ما هو موقفه؟! دعني من أحمد الكَاتب، رجلٌ ضالٌّ وتجاوز حدَّ النَّصب هذا في نظري، دعني من أحمد الكاتب لا شأنَ لي به، أنا أتحدَّث عن هؤلاء، عن هذه الطامة، هؤلاء حين يلغون شهادة ميلاد الإمام الحجَّة فهل الإمام الحجَّة يرضى عنهم؟! أنا أسألكم أنتم ماذا تقولون؟! هؤلاء مراجعكم يلغون شهادات ولادة الإمام الحجَّة، أنتم ماذا تقولون؟ لكنَّكم لا تعبأون بالإمام الحجَّة، ما علاقتكم بالإمام الحجَّة؟ ما أنتم بشِّيعة للإمام الحجَّة، أنتم شيعة لهؤلاء العلماء، يلغون شهادات ولادات الإمام الحجَّة وأيضاً تأخذون لهم التحيَّة وتصفّقون لهم، فما أنتم بشِّيعة لصاحب الزَّمان، كُلّ واحد منكم عندهُ صنم وهو شيعةٌ لصنمهِ، لهذه الأصنام البشرية، لهذه العجول الآدمية الَّتي تعبدونها دون صاحب الأمر صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، هذا هو الواقع. هذا الرّجل أحمد الكاتب رفض أن يكون عبداً لصنمٍ بشريٍّ ولكنَّهُ صار عبداً لصنمٍ آخر، للمنهج، فصنَّم المنهج وتمسَّك بالمنهج، ولذلك هناك حقيقة واضحة جدَّاً وهي أنّ الَّذين ردّوا على أحمد الكاتب في كتاباتِهم ردودُهم هزيلة، هزيلة جدَّاً، أنا اطّلعت على ردودِهم، لا أدّعي أنَّني اطّلعت على كُل ردٍّ، ولكن هناك ردود كثيرة اطلّعت عليها، ربما توجد ردود لا علمَ لي بها، ما علمته من ردٍّ على أحمد الكاتب اطّلعتُ عليه، وهي ردود هزيلة، لأنَّهم يحاولون أن يردُّوا عليه بنفس المنهج، والمنهج بجانب أحمد الكاتب وليس بجانبهم، لذلك هم يحاولون لَيَّ أعناقِ المطالب المرتبطة بهذا المنهج، ثُمَّ يفرّون يميناً وشمالاً، وما وجدت إلى الآن ردَّاً صريحاً واضحاً. ربما الردّ الوحيد الَّذي تحرَّر فيهِ صاحبهُ من هذا المنهج الأبتر هو الردّ الَّذي كتبه المفكّر العراقي عالم سبيط النيلي، عالم سبيط النيلي الرجل متحرّر من هذا المنهج الأبتر، قد لا أتّفقُ معه في منهجيته ولكن الرَّجل متحرّر من هذا المنهج الأبتر، لذلك حين ردَّ في كتابهِ: (الشهاب الثاقب للمحتجِّ بكتاب الله في الردِّ على النَّاصب أحمد الكاتب)، كتابهُ الشهابُ الثاقب ربَّما كان من أفضل الردود، ولكن هذا الكتاب لم يتناول التفاصيل الجُزئية الَّتي تحدَّث عنها أحمد الكاتب، الكتاب تناول مسألة الإمامة، تناول كليَّة المطلب، باعتبار أنَّ أحمد الكاتب حين أنكر ولادة الإمام الحجَّة ماذا يترتّب على ذلك؟ يترتّب على ذلك أنَّ العقيدة الاثني عشرية قد انفرطت! فالإمام العسكريّ هو الإمامُ الحادي عشر، فإذا لم يولد صاحبُ الأمر يَعني أنَّ الإمام العسكريّ هو الإمامُ الأخير، هو أخر إمام وهو الحادي عشر، وبذلك انفرطت العقيدة الاثنى عشرية! والعقيدة الاثنى عشرية مبتنية على العدد، على الاثني عشر ومبتنية على العصمة الملازمة لهذا العدد، وإذا انفرط العدد انفرطت العصمة! وإذا انفرطت العصمة انفرطت عقيدةُ النَّص! إذاً لا يوجد هناك نصّ من رسول الله على أمير المؤمنين ولا على الأَئِمَّة، وإذا انفرطت عقيدةُ النصّ انفرطت بيعةُ الغدير! وإذا انفرطت بيعةُ الغدير صحَّت السقيفةُ حينئذٍ!! وإذا صحَّت السقيفةُ والبيعةُ فيها فلا يبقى شيءٌ بعد ذلك!! فكلُّ شيءٍ في الكتب الشِّيعيَّةِ إذاً لا صحَّة لهُ، إذاً هذا البناء على العمودين الولاية والبراءة وكُلُّ هذا التأريخ وكُلُّ هذهِ الأحاديث لا صحَّةَ لها والشِّيعةُ قد دخلوا في معمعةٍ من التّيه والضلالةِ عبر الادّعاءات الكاذبة من قبل شخصياتٍ على طول الخط، فلابدَّ من الرجوع إذاً إلى الإسلام الأصيل، الإسلام الأصيل إسلام مَن؟ الإسلام السُنّي، وأهل البيت كانوا من علماء هذا الإسلام، وكانوا على وفاقٍ مع الخُلفاء والحكَّام والعُلماء، وعاشوا عيشة سعيدة!! هذه هي النتيجة الَّتي نصلُ إليها حين نُنكرُ صاحب الأمر، ألا تُلاحظون، ألا تلاحظون أنَّ الإعلام النَّاصبي يركِّزُ دائماً على موضوع الإمام؟! لأنَّ موضوع الإمام الحجَّة إذا ما خُدِش خُدِش كُلُّ شيءٍ معه!! فأحمد الكاتب فعل الَّذي فعل وفقاً للمنهج الحوزويّ المرجعيّ الأصيل الأبتر المشؤوم، وفقاً لهذا المنهج المرجعيّ الحوزويّ المؤسَّسيّ، وفقاً لهذا المنهج المشؤوم الأبتر وصل إلى ما وصل، فحين ردُّوا عليه كانت الردود ضعيفة، الردّ الوحيد المتحرّر من هذا المنهج لأنَّهُ لا يؤمن به هو المفكِّر العراقي عالم سبيط النيلي، لكن ردَّهُ كان في الجانب الكليّ، في كليَّة مسألة الإمامة والرَّجلُ هو يصرّحُ بذلك أيضاً، إذا ذهبنا إلى نهاية كتابه هو يصرِّحُ بذلك، منشورات الرابطة القصدية، الطبعة الأولى، 2005 ميلادي، بغداد، شارع المتنبي، آخر صفحة من الكتاب قبل الفهرس، صفحة 334، يقول الأستاذ عالم سبيط النيلي رحمهُ الله: إلى هنا فقد انتهى القسم الأولى المسمَّى الإمامةُ بين الثابت والمتحوِّل والَّذي أردنا فيه إثبات وجود الثابت في الإمامة – إلى آخر كلامه، إلى أن يقول:- على أملٍ أن نجعل القسم الثاني فيما يراه الإخوة القُرَّاء ضرورياً – فهو في ردِّه يقول: – انتهى القسم الأول ويليه القسم الثاني وهو بعنوان: الوجه الآخر للشيخين قراءةٌ جديدةٌ للفضائل – فهو في كتابه هذا تناول الكلّيات ولم يتناول القضيَّة الَّتي تثير الشبهات، وربما تقنع الَّذين يقرأون كُتبَ أحمد الكاتب، رواياتُ الولادة والبحث في أسانيدها وإن كان الرّجل عالم سبيط النيلي لا يؤمنُ بعلم الرجال ولا يؤمنُ بقضيَّة الأسانيد، ولكنهُ ناقش في كتابه هذا مسألة كلّية الإمامة كما قال. أمَّا بقيَّةُ الردود فكانت ضعيفةً هزيلة لأنَّهم لا يجرؤون، أصحابُ الردود، لا يجرؤون فيقولون من أنَّ المنهج المتّبع عند المراجع وعند العلماء هذا المنهج منهج ضالّ، منهج أبتر، لا يجرؤون لذا يحاولون أن يرقّعوا من هنا، ويرقّعوا من هناك، ولذلك كانت ردودهم هزيلةً جدَّاً وجدَّاً وجدَّاً..!! (بحثٌ حول المهديّ): للسيِّد محمد باقر الصدر رحمةُ الله عليه، المقدِّمةُ الَّتي كتبها لموسوعة الإمام المهديّ لتلميذه وقريبهِ السيِّد محمد الصدر رحمةُ اللهِ عليه، طلبة السيِّد مُحَمَّد باقر الصدر يبالغون كثيراً في هذا البحث وفي هذا الكتاب أو في هذه المقدمة، وفي الجو الحوزوي انبهاراً باسم السيِّد محمد باقر الصدر، وبحكم الصنميَّة الغالبة على الجو الشيِّعيّ فحتَّى لو كان العالمُ يخطِئ يُعَدُّ خطأهُ صواباً! ولو كان العالم يهذي هذياناً يُعَدُّ ذلك حكمةً ومنطقاً بليغاً! هناك منطق يحكم المجتمع وهو منطقُ الدرهم والدينار، هذا المنطق نفسهُ يحكمُ المؤسَّسة الدِّينيَّة في الوسَط العلميّ، على أساس الشهرةِ والأسماءِ والألقاب، منطق المال، منطق الدينار والدرهم، منطق السوق وهو منطق الدنيا، منطقُ العالم، منطق الدينار والدرهم ماذا يقول؟ منطقُ الدينار والدرهم هكذا يقول: إذا عطس المفلسُ: مفلس ويعطس، فيقال: يلعنكُ الله … [شنهي هاللغوة هاي دوّختنا]!! إذا عطس المفلسُ قيل: يلعنك الله، وإذا ضرط الموسرُ قيل: يرحمك الله. الموسر: صاحب الأموال الغني. هذا هو منطقُ الدينار والدرهم منطق السوق. ثبِّتوا هذه الملاحظة مهمَّة جدَّاً: إذا عَطس المفلسُ قِيل يلعنكَ اللهُ وإذا ضرط الموسرُ قيل يرحمك اللهُ فمضرط المفلس أين؟ في منخره، في أنفه يعني … فمضرطُ المفلسِ في منخرِه ومَعطسُ الموسرِ في دُبُرِه من أين يخرج العطاس؟ الدنيا هكذا تسير … النبيُّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم يقول: (إنَّ لِلعلْمِ طُغْيَانَاً كَطُغْيَان المال)، نفس القوانين الموجودة في عالم السوق المادّي نفس القوانين موجودة في عالم السوق العلميّ، هذا قول رسول الله صلَّى الله عليه وآله (إنَّ للعلِمِ طُغْيَانَاً كطغيان المال). في سوق المؤسَّسة الدِّينيَّة وحيث الصنمية، نفس هذه القوانين موجودة، نفس القوانين السابقة، الخطأ يصير صواباً، والعيّ يصير بلاغةً، والسيّئات تنقلب إلى حسنات والعجز يتحوَّل إلى مُعجزة، والسفاهة تتحوَّل إلى حكمة، والنَّصب والعداء إلى أهل البيت يتحوَّل إلى ولاء ومعرفة، وهكذا تسير الأمور في المؤسَّسةِ الدِّينيَّة، هكذا تجري وهذا هو الواقع، نفس هذه القوانين، يعني إذا عطس المفلسُ قيل يلعنك الله وإذا ضرط الموسر قيل يرحمك الله، نفس هذه القوانين موجودة عندنا في المؤسَّسةِ الدِّينيَّةِ الشّيِعيَّةِ الرَّسميَّة حفظها الله ورعاها. أعود إلى بحثٌ حول المهديّ لسيّدنا مُحَمَّد باقر الصدر رحمة الله عليه – المبحث الثالث: لماذا كلُّ هذا الحرص على إطالة عمره؟ – نحنُ نتحدَّث عن الولادة، فما علاقة هذا بالولادة؟ سيتّضح لكُم ذلك – المبحثُ الثالث: لماذا كلُّ هذا الحرص على إطالة عمره – السيِّد الشهيد مُحَمَّد باقر الصدر رحمةُ اللهِ عليه يقول هنا:- وبكلمةٍ أُخرى ما هي فائدةُ هذه الغيبة الطويلة وما المبرّر لها؟ – أنا أقرأ لكُم من (بحثٌ حول المهديّ)، تحقيق وتعليق الدكتور عبد الجبار شرارة، الناشر مركز الغدير للدراسات الإسلامية، الطبعة الأولى المحقَّقة، 1996 ميلادي، بعد أن يطرح السيِّد الشهيد هذا السؤال:- وبكلمةٍ أخرى ما هي فائدةُ هذهِ الغيبة الطويلة وما المبرّر لها؟ – يُعلِّق – وكثيرٌ من النَّاس يسألون هَذا السؤال وهم لا يُريدون أن يسمعوا جواباً غيبياً، فنحن نؤمن بأنَّ الأَئِمَّة الاثني عشر مجموعةٌ فريدة لا يمكن التعويضُ عن أيّ واحدٍ منهم، غير أنَّ هؤلاء المتسائلين يطالبون بتفسير اجتماعيٍّ للموقف على ضوء الحقائق المحسوسة لعملية التغيير الكُبرى نفسِهَا والمتطلّبات المفهومة لليوم الموعود – فماذا يقول السيِّد مُحَمَّد باقر الصدر:- وعلى هذا الأساس نقطعُ النظر مؤقتاً عن الخصائص الَّتي نؤمنُ بتوفِّرها في هؤلاء الأَئِمَّة المعصومين – ويستمر في الكلام، فالسيِّد الصدر هنا ماذا يريد أن يقول؟ يريد أن يقول من أنَّني سأقيم أدلّةً تتناسب معَ أولئك الَّذين لا يؤمنون بالعقيدةِ الشِّيعيَّةِ الغيبيّة، إذاً الكلام مع أناسٍ لا يؤمنون بالعقيدةِ الشِّيعيَّةِ الغيبة، هو هكذا قال ويأتي بالحديث ولا أريد أن أدخل في التفاصيل، مرادي هنا أنَّ السيِّد مُحَمَّد باقر الصدر يتكلَّم هنا بهذا المستوى بحسب ما يقول، وإن كان تلامذته يقولون غير ذلك وأيضاً يُستشعَر غيرُ ذلك من طوايا كلامهِ، ولكن بحسب ما هو موجود في هذهِ العبارات، بحسب ما هو الموجود في هذهِ العبارات أنَّ السيِّد مُحَمَّد باقر الصدر يُريد أن يغضّ النظر عن عقيدتهِ الشِّيعيَّة الغيبيّة كي يُخاطب آخرين، ومن هنا سيتحدَّث عن حاجة الإمام المعصوم للإعداد النفسي وللإعداد الفكري وللخبرة القيادية ولذلك تطول فترةُ الغيبة!! لا أُريد أن أناقش هذه القضيَّة الآن، إذاً المستوى في الخطاب هو لهؤلاء، فلماذا حينما نأتي إلى المبحث الخامس: (كيف نؤمن بأنَّ المهديّ قد وُجِد)، بماذا يستدلّ هنا السيِّد مُحَمَّد باقر الصدر؟ (كيف نؤمن بأنَّ المهديّ قد وجد)، يتحدَّث عن دليلين: الدليل الأول: يسمِّيه بالدليل الإسلامي. والدليل الثاني: يسمِّيه بالدليل العلمي. الدليل الإسلامي: يتحدَّث عن الروايات الَّتي جاءت من طرق الشِّيعةِ والسنة، الَّتي تُشير إلى أنَّ الأَئِمَّة اثنا عشر، هو يستدلّ من خلالها إذاً لابدَّ من وجوده، إذا كان الأَئِمَّةُ اثنا عشر فلابدَّ من وجودِه، فهو يقول هناك روايات كثيرة وردت من طُرق الشِّيعةِ والسُنّة. فأين روايات الولادة؟ لماذا تهربون من روايات الولادة؟ لماذا الهرب من هذه الروايات؟ إذا كانت هذه المقدِّمة صحيحة من أنَّ الأئمَّة اثنا عشر إذاً روايات الولادة صحيحة وانتهينا. وأمَّا الدليل العلمي: لماذا لا يُورد روايات الولادة؟ لأنَّ روايات الولادة بكاملها ضعيفةٌ لا يقبلها، ينكرها، هو هذا المنهج نفسهُ طبَّقه أحمد الكاتب، الرَّجل ما فعل شيئاً، بأيِّ شيءٍ يستدلّ في الدليل العلمي؟ أقرأُ لكم ماذا قال السيِّد مُحَمَّد باقر الصدر في الدليل العلمي – وأمَّا الدليلُ العلمي – صفحة 108 وما بعدها قطعاً، لا أقرأ كلَّ الكلام ولكن سأقرأ أهم العبارات الَّتي تشكِّل الركائز في البحث – وأمَّا الدليلُ العلمي: فهو يتكوَّنُ من تجربةٍ عاشتها أمَّةٌ من النَّاس – يُشير إلى الشِّيعة في زمان الغيبة الصغرى – فهو يتكوَّن من تجربةٍ عاشتها أمَّةٌ مِن النَّاس فَترةً امتدت سبعين سنةً تقريباً، وهي فترةُ الغيبة الصغرى، ولتوضيح ذلك نمهّد بإعطاء فكرةٍ موجزةٍ عن الغيبة الصغرى – ثُمَّ يتحدَّث إلى أن يقول:- وقد شغل مركز النيابة عن الإمام في هذه الفترة أربعةٌ ممَّن أجمعت تلك القواعد – القواعد الشِّيعيَّة الَّتي آمنت بولادة الإمام وغيبته – ممَّن اجمعت تلك القواعد على تقواهم وورعهم ونزاهتهم الَّتي عاشوا ضمنها وهم كما يلي: عثمان ابن سعيد العمروي، مُحَمَّد ابن عثمان ابن سعيد العمروي، أبو القاسم الحُسين ابن روح، أبو الحَسن عليّ ابن محمد السمري – إلى أن يقول في صفحة 110:- لقد قيل قديماً إنَّ حبل الكذبِ قصير – هي هذه قولة قديمة، وقطعاً كلُّ حكمةٍ قد أُخِذت من الأنبياء. لكنَّني أقول للسيِّد الصدر رحمةُ الله: أحاديث الولادة الموجودة في الكافي لا تستدلّ بها وتستدل بحكمةٍ قديمة؟! أنا لا أرفضها وهذا الكلام موجودٌ في مضامين حديث أهل البيت – لقد قيل قديماً إنَّ حَبل الكَذب قصير ومنطق الحياة يُثبت أيضاً أن من المستحيل عملياً بحساب الاحتمالات – بحسب المنطق الرياضي يعني – أن تعيش أكذوبة بهذا الشكل وكلّ هذهِ المدَّة – يعني سبعين سنة أو ما يقرب من سبعين سنة، طيلة مدَّة النوَّاب الأربعة – وضمن كُلِّ تلك العلاقات والأخذ والعطاء ثُمَّ تَكسب ثِقة جميع من حولها – فيقول بأنّه لا يمكن أن تطول مدَّة الغيبة ما يقرب من سبعين سنة وكلّ ادعاءات هؤلاء النوَّاب الأربعة وكلّ النشاطات والفعاليّات لا يمكن أن يكون هذا الكذب منطلياً على النَّاس الَّذين عاشوا تلك الحقبة من الشيعة وتواصلوا مع النوَّاب – وهكذا نعرف أنَّ ظاهرة الغيبة الصغرى يمكن أن تعتبر بمثابة تجربةٍ علميةٍ لإثبات ما لها من واقعٍ موضوعي والتسليم بالإمام القائد بولادتهِ وحياتهِ وغيبته – هل هذا الدليل يُقال لهُ دليلٌ علميّ؟ هذا دليل وجدانيّ وما هو بدليلٍ علميّ، وما هي بتجربةٍ علمية. بغضّ النظر عن المصطلحات، لكن هذا الدليل أنا لا أُنكرهُ، اتّفقُ مع السيِّد الصدر ولكن هذا الدليل يكونُ دليلاً عند خاصَّةٍ من الشِّيعة! فكيف يقول قبل قليل بأنّ مستوى البحث يكون لغير الشِّيعة؟! فجأةً ينزل ليكون لمجموعةٍ قليلةٍ من الشِّيعة! أين روايات الولادة؟ لماذا هذا القفز على الحقائق؟! أفضلُ دليلٍ نستطيع أن نستدلّ بهِ على وجود الإمام الحجَّة هو روايات الولادة، ما العلّةُ فيها؟ العلّةُ فيها أنَّ المنهج الأبتر لا يقبلُها، هذه هي المشكلة، إذا ظهر الإمام الحجَّة سوف يرفضونه لماذا؟ لأنَّ المنهج الأبتر أيضاً سوف لا يقبلهُ!! هي هذه الطامَّة الَّتي أتحدَّث عنها، المنهجُ الأبتر فعَّلهُ أحمد الكاتب فوصل إلى هذه النتيجة: إنَّ الإمام لم يولد، وهذا الرجل فعَّل المنهج فقط، ضغط على زرّ التفعيل، الجماعة يفعِّلونه [بس بسكوت، صاموت لاموت]، يعرفون أنَّ هذه الروايات كاذبة بحسب المنهج، ولكنَّهم يلفوّن من جهة أُخرى لإثبات الموضوع، مثل هذه الَّلفة، هذا الدليل مقبول أنا أقبله، الكلام الَّذي يقوله السيِّد مُحَمَّد باقر الصدر ولكن هذا الكلام يحتاج إلى أمرين: الأمر الأول: يحتاج إلى معلومات تفصيليَّة عن زمان الغيبة وعن أوضاع النوَّاب الأربعة وعن أوضاع الشِّيعة آنذاك وعن الفرق والفتن الَّتي حدثت وعن التوقيعات الشريفة الَّتي هي الأخرى ضعيفةٌ أيضاً!! هذه التوقيعات التي تتحدَّثُ عنها يا سيّدنا الشهيد الصدر، هذه التوقيعات ضعيفة وأنت أنت نفسك حين أسَّستَ حزب الدعوة كنت لا تقبل التوقيع الصادر من الناحية المقدَّسة: (وأمَّا الحوادث الواقعة …) لأنَّه ضعيف السند!! وأنت نفسك كنت لا تقبل بهذا التوقيع وهذا الأمر يعرفه تلامذتُك ويعرفه المطّلعون. والسبب في خروجك من حزب الدعوة هو اقتناعك بأن هذا التوقيع قد صدر من الإمام الحجَّة، والسبب الَّذي حداك أن تخرج من حزب الدعوة هو هذا. وهذه التوقيعات هي الأخرى ضعيفةُ السند في نظر مراجعنا، أليس العديد من المراجع يرفضون توقيعَ الإمام في إباحةِ الخمس؟ لماذا؟ لأنَّه ضعيف السند، في نفس الرِّواية: (وأمَّا في الحوادث الواقعة …) بعدها بسطرين الإمام الحجَّة ماذا يقول في رسالته لإسحاق ابن يعقوب: (وأمَّا الخُمْس فَقَد أُبِيْحَ لِشِيعَتِنَا وَجِعِلُوا مِنْهُ فِي حِلٍّ إِلَى وَقْتِ ظُهُورِ أَمْرِنَا لَتَطِيْبَ وِلَادَتُهُم وَلَا تَخْبُث)، يرفضون هذا النصّ في إباحة الخُمس، الإمام يبيح الخمس وهم يوجبون الخمس يقولون هذا توقيع، والتوقيعات ضعيفة!! بشكل عام أحاديث الشؤونات المهدويَّة ضعيفة عند مراجعِنا وعلمائِنا، الأموات منهم والأحياء. أقول للسيِّد الشهيد الصدر: يا سيّدنا هذا الدليل الَّذي سميته بالدليل العلمي ما هو بدليلٍ علمي هو دليل وجداني ولكن يحتاج إلى مقدمتين: المقدِّمة الأولى: أنَّ الَّذي يقتنع بهذا الدليل لابدَّ أن يكون ملمَّاً بكلِ تفاصيل عصر الغيبة. وثانياً: أن يكون من خاصَّة الشِّيعة، من أصحاب الوجدان الشيِّعيّ الَّذي يتناغمُ مع المضامين الغيبية، وإلَّا فلا يكون دليلاً. فأنا أقول ما حدا ممَّا بدا؟! فمستوى البحث كان قبل قليل لأناسٍ هم لا يقتنعون بالعقيدة الشِّيعيَّة الغيبيَّة، لذلك قلت بأنَّك ستقطع النظر عن هذه العقيدة وتتحدَّث بلسانٍ آخر ونسبتَ ما نسبتَ من النقصِ للإمام المعصوم، والحال أنّ البحث هو نفس البحث وأنت عبّرت عنهُ بوريقات، هو عبارة عن مقدِّمة، عن وريقات قليلة، فهناك يهبط البحث إلى مستوىً من المستويات، وهنا يصعدُ البحث إلى مجموعةٍ قليلة، وإلَّا هل تعتقد يا سيّدنا والخطاب للجميع، هل تعتقدون أنَّ هذا المنطق يقبلهُ أحد؟! بما أنَّهُ هناك مجموعة من النوَّاب تعاملوا مع الشِّيعة لمدَّة سبعين سنة، بالمثل، البوذيّة تتعامل مع أصحابها والهندوسيّة وسائر الديانات، والديانةُ اليهودية هي قبل الإسلام وقبل المسيحية، ومنهج السقيفة يتعامل منذ شهادة النَّبيّ وإلى يومك هذا ولهم الغالبيّة العُظمى من المسلمين، لهم الصولة والجولة وهم أصحاب القرار وأصحاب الحكم، فهذه الحكمة الَّتي أنت تستدل بها: (إنَّ حبل الكذب قصير)، هذا فقط ينطبق على الشِّيعة في زمان الغيبة الصغرى أم أنَّ هذه القضيَّة قضيَّة اجتماعيَّة وأخلاقية وهي جزء من تجربة إنسانيَّة؟! بهذا الاستدلال الَّذي سمَّيتهُ استدلالاً علميَّاً إنَّنا نثبت أحقيَّة الديانات الَّتي سبقت ديانة الإسلام وإن كانت وثنيَّةً، وإن كانت من الديانات الَّتي اصطنعها البشر، لماذا؟ لأنَّ حبل الصدق عندها طويل أطول من حبل الصدق عند الإسلام، لأنّه لو كان حبلها من الكذب لكان قصيراً ولما بقيت تلك الديانات، الآن عدد الهندوس هنا، عدد الهندوس أكثر من عدد المسلمين، معابدهم أفضل من معابد المسلمين، حياتهم مُنظَّمة بنحوٍ أفضل من حياة المسلمين، جمعياتهم، منظماتهم، احتفالاتهم، برامجهم، محترمة من الجميع، عقائدهم، كتبهم، احتفالاتهم الدِّينيَّة مرتَّبة على أحسن ترتيب، فكيف تطبَّق هذه القضيَّة مع هذا الواقع الإسلامي المتهرّئ، كيف يمكن يعني؟! إذا كَانت القاعدة إنَّ حبل الكذب قصير وإلى آخر الكلام، لماذا كلُّ هذا؟ لأنَّ المنهج الأبتر يضعِّف روايات الولادة وإلَّا لو أثبتنا ولادتَه من خلال روايات الولادة فلسنا بحاجةٍ إلى كلّ هذا الكلام. أتعرفون ما هو الغريب..؟! الغريب أن مؤرِّخي السُنَّة وبعض الكتب الرجالية عندهم، وبعض الموسوعات التأريخيَّة المعروفه عندهم تثبتُ ولادة الإمام الحجَّة، مصادر عديدة تُثبتُ ولادتهُ وأنَّ أباه هو الإمامُ العسكريّ، وتثبتُ اسمه، وتثبتُ كنيته، وتقول: هو الغائب الَّذي تنتظره الشِّيعة، وتثبتُ ميلاده في النصف من شعبان في سنة 255 للهجرة، البعض منها يثبت أن ولادته في سنة 256، كُتب رجالية، كتب تأريخيَّة، أنا هنا لستُ بصدد إثبات ولادة الإمام الحجَّة وإلَّا لجئتُ بالمصادر وبالكتب، لست بصدد إثبات ولادته، أنا أُريد أن أدرسَ هذه الظاهرة، ظاهرة أحمد الكاتب، لماذا وصل إلى هذه النتيجة؟ وَصَل بسبب المنهج الأبتر، وأُريد أن أفضح هذا المنهج وأن أفضح المؤسَّسة الدِّينيَّة كيف تغالط؟ وكيف تغشّ؟ وكيف تخفي الحقائق؟ وكيف تقود الشِّيعة إلى الحقائق البتراء عبر المنهج الأبتر؟ هذه هي الحقيقةُ الواضحةُ الصريحة..!! المشكلة في كلِّ هذه القضيَّة هو المنهج الأبتر فالمنهج الأبتر لا يثبتُ ولادة الإمام الحجَّة، لأنَّهُ يرفضُ الروايات والأحاديث المتكاثرة الَّتي تتجاوز الأربعين في بحار الأنوار، ويوجد أكثر وأكثر من ذلك، لنترك بحار الأنوار، الكافي فقط، الكافي فقط فيه واحد وثلاثين رواية، لو أخذنا رواية واحدة فقط من تلك الَّتي تتحدَّث عن ولادته فهذا يكفي وانتهينا! شهادةُ الميلاد هي ورقة واحدة، الإنسان لا يملك مئة ورقة كي يُثبت ولادتَهُ، ورقة واحدة، شهادة ميلاد الإمام الحجَّة صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه لمن يُريد أن يرى شهادة ميلاده رواية واحدة من روايات باب مولد الصاحب من الكافي الشريف تتحدَّثُ عن ولادته بنحوٍ مباشر وينتهي الكلام، الآخرون يرفضون، يرفضون براحتهم وإذا ما رفضوا؟! الآخرون يرفضون الله، الآخرون يرفضون محمَّداً، اليهود بكلّ قدرتهم يرفضون محمَّداً، النصارى بكلِّ سعتهم وبكلِّ هذه الحضارة الضخمة يرفضون محمَّداً، البوذيّون بكلِّ هذهِ الكثرة المتكاثرة، أكثر مجموعة دينية في العالم هم البوذيّون وهم يرفضون محمَّداً، الله يُرْفَض، مُحَمَّد يُرْفَض، القرآن يُرْفَض، نحنُ يرفضوننا جملةً وتفصيلاً، ونحنُ كذلك نرفضهم، النَّاس هم هكذا، الدنيا هي هكذا تمشي، ونحنُ ما علاقتنا بأنَّ الآخرين يقبلوننا أو يرفضوننا؟! نحنُ نبحثُ عن الحقيقة، الحقيقة تثبتها رواية واحدة ولسنا بحاجة إلى أكثر من روايةٍ واحدة، رواية حكيمة، هذه حكيمة بنت الإمام الجواد، أنتم الشِّيعة حينما تزورونها تضحكون على أنفسكم يا أبناء الحلال!! حينما تذهبون إلى سامراء يا شيعة تضحكون على أنفسكم حينما تزورون السيّدة حكيمة!! حتَّى يأتون ويقولون: من أنَّ حكيمة لم توثَّق في كُتب الرّجال!! فهل حكيمة بحاجة إلى توثيق؟! يا جماعة الخير أفتونا مأجورين رحمة على والديكم؟! حكيمة بنت الإمام الجواد بحاجة إلى توثيق؟! والخبر الَّذي نقلتهُ حكيمة تناقلتهُ الشِّيعه ووصل إلى الكليني الَّذي كان يعيش في بغداد وثُبّتَت هذه الروايات وثُبّتَت هذه الأخبار، خبر حكيمة وغير حكيمة وروايات أخرى، ثُبّتَت هذه الروايات في كتب الصدوق، وفي كُتب علمائنا، ونُقِلت، بغضَّ النظر نتّفقُ معهم في رأي، نختلف معهم في رأي، لا يوجد عالم يُقْبَل كلُّ كلامه، ولكنَّنا نثقُ بنقلِهم، ونثقُ بكتبهم الَّتي ينقلون فيها أحاديث أهل البيت. ملاحظةٌ لابدَّ أن أُشير إليها: وأنا أتحدَّث قبل قليل ذكرتُ من أنَّ رواية حكيمة وردت في كتاب الكليني، رواية حكيمة لم ترد في كتاب الكيني وإنَّما وردت في كتاب الشَّيخ الصدوق رضوان الله تعالى عليه ولكنَّهُ سبقٌ في الحديثِ وفي الكلام. فالمشكلةُ إذاً أين؟ المشكلةُ في هذا المنهج الأبتر والمشكلةُ في تطبيقهِ على أحاديث ولادة الإمام صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، وهذهِ الحالةُ مستمرَّةٌ على طول الخط، ولا أدري ما هي مشكلتهم مع الحجَّة ابن الحَسن؟! هذا كتاب: (منتخب الأدعية) صادر عن المجمع العلمي الإسلامي، السيِّد مرتضى العسكريّ، هذا الكتاب فيه زيارات المعصومين، ويعطى لطلبة الحوزة الدارسين في هذا المجمع العلمي الإسلامي، ويوزّع على الآخرين أيضاً، يُعدِّد أسماء المعصومين، هذا في الفهرست: زيارةُ النَّبيّ، زيارةُ الزهراء، زيارةُ الأمير، زيارة الإمام الحسن، زيارةُ الحُسين، زيارة أئمة البقيع، زيارة الجوادين، زيارة الإمام الرضا، زيارة الإمامين العسكريين، ثُمَّ الزيارة الجامعة، ولا يوجد ذكرٌ للإمام الحجَّة..!! حين طُبع هذا الكتاب كنتُ في إيران، واتّصلتُ بمكتب السيِّد مُرتضى العسكريّ، أنا كُنتُ على علم بأنَّ الكتاب ليسَ مُحرّفاً، لكنَّني أردتُ أن أسمع الكلام منهم، قلت لهم: هذا الكتاب فيه نقص؟ لا توجد فيه زيارات للإمام الحجَّة، قالوا: لا، الكتاب ليس فيه نقص والسيِّد مرتضى العسكري هو الَّذي أمر بعدم إثبات زيارات للإمام الحجَّة لأنَّها ليست ثابتةً عنده!! وهو قد تحدَّث عن هذا المضمون في المقدِّمة، وأشار إلى قضيَّة السرداب، هو مرتضى العسكريّ تحدَّث في المقدِّمة، فحين تتفحَّصون الكتاب لن تجدوا ذكراً للإمام الحجَّة ولن تجدوا زيارةً ولا دعاءاً للإمام الحجَّة صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، مع أنَّهُ ماذا قال؟ لاحظوا معَ مراعاة هذه القضيَّة، بأنَّ الأدعية والزيارات المثبَّتة هنا على أيّ أساس تثبَّت؟ هو قد شكَّل لجنة لهذا الأمر، فهذه اللجنة ماذا تفعل؟ – بأن تجد الدعاء أو الزِّيارة المنتخبة في واحدٍ من كُتب الحديث الشهيرة مَرويةً عن أحد المعصومين عليهُم السَّلام دون أن تَنظرَ بَعد ذلك في سَند الحديث ودرجتهِ من الاعتبار في علم الدراية – إلى أن يقول:- وإنَّما تمسَّكتُ في ذلك بالتسامحِ في أدلّة السُنَن – يعني مع التسامح بأدلة السنن، والتسامح بأدلَّة السُنن يعني أن لا يُنظَر إلى الأسانيد، حتَّى لو كانت الأسانيد ضعيفة فهم يذكرون الزيارات والأدعية، وَلَكِنْ ما ذكروا ولا زيارة واحدة للإمام الحجَّة! لماذا؟ لا أدري! هذا السؤال أنتم أجيبوا عنه، لماذا؟! كتاب منتخب الأدعية صادر عن المجمع العلمي الإسلامي بإشراف السيِّد مرتضى العسكري، بمقدِّمة السيِّد مرتضى العسكري ولجنة هو أعدّها تنتخب أدعية وزيارات ولا يُشترَط في هذه الأدعية والزيارات أن تكون عالية الأسانيد، وإنَّما تُختار على أساس التسامح في أدلَّة السُنَن، مع ذلك لا توجد ولا زيارة ولا دعاء من أدعية الفرج في هذا الكتاب، لا توجد زيارة للإمام الحجَّة، لماذا؟! ما هي المشكلة مع هؤلاء؟! السيِّد مرتضى العسكري هذا هو الَّذي لم يستطع أن ينام حينما بلغهُ من أنَّ الحكومة المصرية، القضاء المصري، قد أصدر حكم الإعدام على حبيبه وعزيزه الغالي سيِّد قطب، حينما يصدر كتاب عن مؤسَّسةٍ تابعةٍ لهُ وبإشرافهِ، وعلى أساس التسامح بأدلَّة السُنَن ولا يذكر الإمام الحجَّة، هذا الأمر ألا يكون مدعاةً لأن يبقى مستيقظاً طيلةَ عمرهِ، كتاب باسم آل مُحَمَّد لا يُذكَر فيه صاحب الأمر صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، أيّ قطبيَّةٍ هذه؟! وأيُّ ضلالٍ هذا؟! وأيُّ منهجٍ أبترٍ هذا؟! هذه تطبيقات واضحة وتلاحظون كيف يتحرَّكُ المنهجُ الأبتر وبنشاطٍ وفعاليةٍ عاليةٍ جدَّاً..!! وقتُ البرنامج صار طويلاً والحديثُ لم ينتهِ بعد … الحديثُ طويل … أَتْركُكُم فِي رِعَايَةِ القَمَر … يَا كَاشِفَ الكَرْبِ عَنْ وَجْهِ أَخِيكَ الحُسَين إكْشِف الكَرْبَ عَنْ وُجُوهِنَا وَوُجُوهِ مُشَاهِدِينَا وَمُتَابِعِينَا عَلَى الإنْتَرْنِت بِحَقِّ أَخِيكَ الحُسَين … أَسأَلُكم الدُّعَاء جَميعاً … ملتقانا غداً على نفسِ هذه الشاشة … في أمَانِ الله … ملخـّص الحلقة تاريخ البث : يوم السبت 8 ذو الحجّة 1437هـ الموافق 10 / 9 / 2016م لازال الحديث في ملامح المنهج الأبتر الذي يتحرّك في الوسط الشيعي، وخصوصاً في وسط المؤسسة الدينية الشيعية الرسمية. 1- الصنمية المقيتة الشديدة. 2- إنعدام البراءة الفكرية في الواقع الشيعي (وأعني بالبراءة الفكرية أن يكون المنهج بريء مِن كلّ رائحة ومِن كلّ أثر ناصبي) هذه هي البراءة التي يُريدها أهل البيت. تشعّب الحديث في مظاهر التكوين القطبي الّلعين، وتحدّثتُ عن وجوه هذا التكوين وآثاره في النجف وعن وجوهه وتكوينه في كربلاء، وتهادى الحديث شيئاً فشيئاً حتّى وصل الحديث إلى أحمد الكاتب (وهو تطبيق واضح جدّاً مِن تطبيقات المنهج الأبتر) وقد قرأتُ عليكم شيئاً مِن مُذكراته. ● فهو كربلائي مِن عائلة شيعية في جوّ التديّن – كما يقول هو في مُذكّراته أنّ أمّه كانت تُحدّثه كثيراً عن الحجّة بن الحسن! – نشأ أحمد الكاتب في أحضان المرجعية الشيرازية، وترقّى في التنظيم الديني لهذه للمرجعية حتّى صار مِن قادة مُنظّمة العمل الإسلامي! (قراءة نصّ الوكالة التي الشرعية الدينية التي كتبها المرجع السيّد محمّد الشيرازي لأحمد الكاتب). وهذه الوكالة نالها أحمد الكاتب مِن السيّد الشيرازي في الثمانينات كما كتب في مُذكّراته. واضح مِن هذه الوكالة ومِن تأريخ الرجل ونشاطه الديني والسياسي أنّ الرجل لم يكن قد خرج عن الجوّ التقليدي الذي عليه المؤسسة الدينية الشيعية الرسمية. ● صحيح أنّ أحمد الكاتب أنكر وجود الإمام الحجّة، ولكنّه لايزال يُفكّر ويناقش بنفس الطريقة التي تُفكّر بها المؤسسة الدينية الشيعية الرسمية، فهو إلى هذه الّلحظة لم ينزع ثوب المؤسسة الدينية الشيعية، وهذا واضح مِن كتبه ومِن أحاديثه.. وأنا في هذا البرنامج لا أُناقش أحمد الكاتب لأنّني بحسب ما تقول المؤسسة الدينية أقف في نهاية خطّ الغلو! وأحمد الكاتب يقف في نقطة هي ما وراء النصب، فلا يُوجد أي نقطة التقاء بيننا حتّى نبدأ النقاش، فأنا أرفض كلّ مفرداته التي يستعملها في نقض عقيدة آل محمّد جملةً وتفصيلاً، ومُفرداته هذه هي مفردات علمائنا ومراجعنا !! لذلك أنا هنا لا أناقشه في هذه الحلقات. ● قد يقول قائل: إذا كان الأمر كذلك فلماذا تطرح قضيّة أحمد الكاتب على طاولة البحث؟! وأجيب: أنّني أطرح قضيّة أحمد الكاتب لأمرين: — الأوّل: أنّني أجد أنّ أحمد الكاتب مثالاً جليّاً وتطبيقاً واضحاً تتجلّى فيه ملامح المنهج الأبتر الذي أتحدّث عنه في هذه الحلقات. — ثانياً: أريد أن أشرّح هذه الظاهرة (ظاهرة أحمد الكاتب) كي تتضح الفكرة التي أتحدّث عنها مِن أنّ المنهج الأبتر سيُهيّئ الأرضية في الوسط الشيعي للوقوف في وجه الإمام الحجّة! فها هو الإمام لم يظهر بعد، وهذا تطبيقٌ واضح وعملي ونتاج شرعي مِن داخل المؤسسة الدينية الشيعية! ● هذه الأقوال التي تقول أنّ الوهابية والجهات الإستعمارية وراء أحمد الكاتب، هذه ترّهات وسخافات وأكاذيب المؤسسة الدينية على طول الخط! (إذا أردتم أن تعرفوا الحقيقة فإنّني سأعرض الحقيقة بين أيديكم، سأناقش القضيّة وأطرحها بشكل واضح وجلّي وأتناولها مِن عدّة أبعاد، هذا هو السبب في طرحي لقضيّة أحمد الكاتب، أريد أن أدرس هذا المثال وهذه الظاهرة كي أقرّب لكم فكرة أنّ المنهج الأبتر في طريقه لتهيئتكم للوقوف في وجه الإمام الحجّة! فروايات أهل البيت تُحدّثنا عن فقهاء وعلماء شيعة سيقفون في وجه الإمام الحجّة، وتحدّثنا عن الشيعة النجفيين بالذات (شيعة النجف والكوفة) يُجهّزون الجموع لقتل الإمام الحجّة! يفتحون الأبواب للسُفياني وتستقرّ قوّات السفياني في النجف، ثُمّ يخرجون مع السفياني لمنع دخول الإمام إلى النجف! فالروايات إذن تُحدّثنا أنّ الشيعة ستقف مع السُفياني في مُواجهة الإمام لحجّة وبالذات شيعة النجف وكربلاء! ولو فرضنا أنّ هذا السيناريو الذي تتحدّث عنه الروايات (سيناريو مشروط) فإنّ شروط هذا السيناريو هو أن يكون هناك منهج أبتر يتحرّك في الواقع الشيعي، هو الذي سيقود الشيعة إلى هذه النتيجة! وأحمد الكاتب تطبيق عملي واضح لهذا المنهج الأبتر الذي جمع بين الشافعية والقطبية! (هذا هو السبب الذي حداني لدراسة ظاهرة ومثال أحمد الكاتب!) مُشكلة أحمد الكاتب أنّه صدَقَ مع نفسه ضِمن المنهج الذي تعلّمه.. هو تعلّم منهج داخل الحوزة، داخل الجوّ المرجعي، وداخل الأجواء الدينية والتنظيمات الإسلامية، وطبّق هذا المنهج الذي تعلّمه كما هو، وأيّ واحد منّا إذا آمن بهذا المنهج وصدّقه وأراد أن يُطبّقه كما هو على عقيدته ودينه فإنّه سيصل إلى نفس النتيجة التي وصل إليها أحمد الكاتب! ● قد يقول قائل: فلماذا المراجع إذن لم يُطبّقوا هذا المنهج على عقيدتهم بالإمام الحجّة في كتبهم أو بالشكل الرسمي أو بالشكل العَلَني كما صنع أحمد الكاتب؟ وأقول: هم طبّقوا بالفعل هذا المنهج الأبتر على أحاديث ولادة الإمام الحجّة، فلا توجد عندنا – وفقاً لهذا المنهج أي رواية صحيحة عن ولادة الإمام الحجّة – ولكنّهم لا يُعلنون ذلك! وإذا رقّع البعض – بحسب المنهجيّة – كلاماً لتصحيح الأحاديث فهو أيضاً كلامٌ مدخول ويُناقش! علماً أنّ هذه النتائج التي وصلوا إليها (مِن نسف الروايات المُتعلّقة بولادة إمام زماننا ونسف ظلامة الصدّيقة الكبرى، ونسف أدعية أهل البيت وزياراتهم، ونسف الأحاديث التفسيرية للقرآن، وغيره) هذه النتائج هي شيء طبيعي لأنّ هذا المنهج الأبتر الذي تعمل به المؤسسة الدينية الشيعية الرسمية في التعامل مع الروايات هو منهج ناصبي! فلابدّ أن يقود المنهج الناصبي لمثل هذه النتائج! وأحمد الكاتب كان صادقاً مع نفسه في تطبيق هذا المنهج، فلا العَيب في صدقه مع نفسه، ولا العَيب في النتائج التي وصل إليها.. إنّما العَيب في المنهج الأبتر المعمول في المؤسسة الدينية! ولكن لا يوجد أحد يجرؤ فيُصرّح بهذه الحقيقة! فهم لا يُريدون أن يعترفوا بأنّ أحمد الكاتب قد طبّق نفس المنهج الذي هم يُطبّقونه لتحطيم حديث أهل البيت في تفسير القرآن، ولإنكار ظلامة الزهراء وإنكار مقاماتها الغَيبية، وإنكار مقامات آل محمّد الغَيبية وإنكار زياراتهم.. فأحمد الكاتب طبّق نفس هذه المنهجيّة التي يعملون بها في المؤسسة الدينية، طبّقها على ولادة إمام زماننا وشؤونه ووصل إلى هذه النتيجة! ● ما يُشاع في الوسط الشيعي مِن أنّ هذا الطرح الذي جاء به أحمد الكاتب (بشأن إنكاره لوجود الإمام الحجّة) يقف وراءه السيّد محمّد الشيرازي كما يقول البعض، أو يقف وراءه السيّد محمّد تقي المُدرّسي كما يقول بذلك آخرون.. فهذا الكلام لا صحّة له أصلاً! إنّها أكاذيب ودعايات تصدر مِن المراجع في جوّ الصراع بينهم ! فالمؤسسة الدينية الشيعية الرسمية تستسهل الكذب والإفتراء والتسقيط في حقّ كلّ مَن يختلف معها في رأي! (فالسيّد محمّد الشيرازي لأنّه يختلف مع الجهة (ٍس)، والسيّد محمّد تقي المدرّسي لأنّه يختلف مع الجهة (ص) لذلك حين وجدوا ثغرة قال الذين يُريدون النكاية بالمرجع الشيرازي أنّه خلف هذه القضيّة، والذين يُريدون النكاية بالسيّد محمّد تقي المدرّسي قالوا بأنّه هو مَن يقف وراء هذا الطرح، وكلّ ذلك أكاذيب لا حقيقة لها! فالقضيّة خاصّة بشخص أحمد الكاتب فقط). حين أقول أنّ أحمد الكاتب عمل بنفس منهجيّة المؤسسة الدينية في إنكاره لوجود الإمام الحجّة، باعتبار أنّ هذه المنهجيّة تنسف أحاديث ولادة الإمام الحجّة، فهذا لا يعني أنّي أقول أنّ علماءنا ومراجعنا يُنكرون وجود الإمام الحجّة.. ولكنّي على علم أنّ هناك في المؤسسة الدينية الشيعية الرسمية أسماء كبيرة جدّاً تتهيأ للمرجعية في المرحلة القادمة هؤلاء يُنكرون ولادة الإمام الحجّة، ولكنّهم لا يُصرّحون بهذا وإنّما يذكرون ذلك في مجالسهم الخاصّة، لكن الأعمّ الأغلب في المؤسسة الدينية مع أنّهم يعلمون بأنّ أحاديث الولادة ضعيفة وليست صحيحة ولكنّهم يعتقدون بوجود الإمام الحجّة عليه السلام مِن خلال الموروث العقائدي (الوجداني).. أمّا الموروث العقائدي العلمي (يعني نصوص أحاديث ولادة الإمام الحجّة) فهذه النصوص – بحسب المنهجيّة المعمول بها في المؤسسة الدينية – نصوص غير معتبرة عندهم في ولادة الإمام الحجّة، وهم لا يقبلونها! وحينما يُريدون التنظير لهذه القضيّة فهم يُنظّرون لهذا الموضوع بشكل عقلي.. وهذا هو الذي قام به أحمد الكاتب فقال: أنّ الأدلّة التأريخية لا تُثبت ولادة الإمام الحجّة. (وهذا الكلام صحيح). فالمنهج الذي تعمل به المؤسسة الدينية إذا طبّقناه على أحاديث ولادة الإمام الحجّة فهذه الأحاديث لا تثبتْ! ● المنهج الأبتر يقودكم إلى الضلالة والجهل، فيجعل الأكاذيب صدقاً، ويجعل الصدق أكاذيب، وهذا هو الدور الذي يقوم به مراجعنا في تطبيقهم لهذا المنهج الأبتر في التعامل مع حديث أهل البيت! وأحمد الكاتب قام بنفس هذا الدور إيماناً منه بصحّة هذا المنهج! ولذا الذين ناقشوه كانت نقاشاتهم ضعيفة جدّاً لأنّهم يُريدون أن يناقشوه بنفس المنهج! والمنهج نفسه لن يكون بجانبهم، وإنّما بجانب أحمد الكاتب.. ومُشكلة أحمد الكاتب أنّه يعتقد بصحّة هذا المنهج! وقفة عند كتاب [تطوّر الفكر السياسي الشيعي مِن الشورى إلى ولاية الفقيه] لأحمد الكاتب، وهو أوّل كتاب صدر لأحمد الكاتب، وهو كتابه المركزي الذي تحدّث فيه عن عقيدته الجديدة! أنا لا أريد أن أُناقش أحمد الكاتب هنا، وإنّما أُريد أن أُناقش ظاهرة أحمد الكاتب (التي هي تطبيق واضح للمنهج الأبتر)! ● أحمد الكاتب في كتابه هذا يتناول الروايات التي وردتْ في كتبنا والتي تتحدّث عن ولادة إمام زماننا، يتناولها رواية رواية ويُطبّق عليها نفس المنهج الذي يُطبّقه مراجعنا في عملية استنباط الأحكام الشرعية ويُطبّقونه على زيارات الأئمة وأدعيتهم فيُضعّفونها ويُنكرونها، إلى غير ذلك ممّا يُنكرونه من أحاديث أهل البيت، ومنها أحاديث ولادة الإمام الحجّة! — تحت عنوان: (المطلب الثاني – تقييم سند الروايات التأريخية) ذكر أحمد الكاتب الرواية التي نقلها الشيخ الصدوق في كتابه [إكمال الدين] عن السيّدة حكيمة بنت الإمام الجواد عليهما السلام (الرواية المعروفة في ولادة الإمام الحجّة). بعد أن يعرض سند الرواية على رجال النجاشي ورجال ابن الغضائري (الغير موجود أصلاً) وعلى الشيخ الطوسي.. بعد أن عرض أسماء الرواة في هذه الرواية على كتب الرجال وصل إلى هذه النتيجة، يقول: (إذن فإنّ رواية حكيمة عن مولد (ابن الحسن) يرويها المتأخرون عن غلاة، عن ضِعاف، عن مجاهيل، عن مُختلَقين، ولا يُمكن الاعتماد عليها مُطلقاً). والرجل جاء بهذه الأوصاف مِن الكتب الرجالية لعلمائنا ومراجعنا! هكذا يتعامل العلماء والمراجع مع هذه الرواية.. فلو أخذتم هذه الرواية إلى المرجع الذي تقلّدونه وسألتموه عن رأيه في هذه الرواية، سيكون رأيه موافقاً ومُطابقاً لرأي أحمد الكاتب، لأنّه أيضاً سيعود بهذا السند إلى هذه الكتب الرجالية التي عاد إليها أحمد الكاتب، فخرج بهذه النتيجة! — ثُمّ ينتقل أحمد الكاتب إلى رواية أخرى تحت عنوان (رجلٌ مِن أهل فارس) وهي رواية ينقلها الكليني في [الكافي] والصدوق في [إكمال الدين] والطوسي في [الغَيبة] فيُعلّق أحمد الكاتب على الرواية ويقول: (وهذه رواية ضعيفة جداً لا حاجة للتوقّف عندها حيث لا تذكر اسم الراوي وتكتفي بالقول: أنّه (رجلٌ مِن أهل فارس)!.. وهذا أسلوب غير مقبول في الحديث مطلقاً) – أيضاً يقول أحمد الكاتب، وهو يناقش رواية أخرى، يقول: (وأمّا رواية يعقوب بن منقوش التي يقول فيها أنّه سأل الامام العسكري يوماً… إلخ) يقول: (فهذه رواية ضعيفة جداً).. (ثُمّ يأتي بأقوال الرجاليين ويناقش سندها ويُبيّن أسباب ضعفها – بحسب أقوال الرجاليين). — أيضاً يقول متحدّثاً عن رواية أخرى وهي رواية عثمان بن سعيد العمري التي رواها الصدوق في [إكمال الدين] والطوسي في [الغيبة]، يقول: (فإنّ الصدوق والطوسي يرويانها عن جعفر بن محمد بن مالك الفزاري، وهو كذّاب شهير وضّاع للأحاديث، يقول عنه ابن الغضائري: كذّاب متروك الحديث جملةً، وكان في مذهبه ارتفاع (أي غلو)، ويروي عن الضُعفاء والمجاهيل، وكلّ عيوب الضعفاء مجتمعة فيه، روى في مولد القائم أعاجيب ويقول عنه النجاشي: كان ضعيفاً في الحديث..) — أيضاً يقول مُتحدّثاً عن رواية أخرى: (أمّا رواية (نسيم) و(طريف أبو نصر) الخادمَين عند الإمام العسكري، فينقُلُهما الصدوق عن المظفّر السمرقندي (المهمل) عن العيّاشي (الضعيف) عن آدم البلخي (الغالي المفوّض) واما رواية إسماعيل النوبختي التي يرويها الطوسي عن احمد بن علي الرازي، فهي ضعيفة جداً؛ لأن الطوسي نفسه لا يوثق الرازي ويتهمه بالضعف والغلو، إضافة الى اتهام ابن الغضائري والنجاشي له بذلك..)! ويستمرّ الكلام والنقاش على هذا الوزن في بقيّة الروايات التي ناقشها والتي تتحدّث عن ولادة إمام زماننا عليه السلام، وخرج بنتيجة تضعيفها جميعاً! فقال في خلاصة كلامه: (إذن فإنّ الضعف الكبير في سند كلّ رواية يسقطها جميعاً عن الحُجيّة والوثوق .. وإذا ما جمعنا الضعف في السند الى الضعف في المتن .. والى تناقض الروايات مع نفسها، وتناقضها مع الرواية الظاهرية .. فانها تصبح مجرد اشاعات وهمية اسطورية، لا تثبت مولد انسان عادي .. فكيف يمكن ان نعتمد عليها في إثبات مولد أمام من الأئمة وبناء عقيدة دينية على اساس ذلك؟). بمثل هذه القذرات والنجاسات والأوساخ تُضعّف الأحاديث! وبمثل هذه المنهجية البتراء يضلّ أحمد الكاتب ويضلّ آخرون وسينشأ المنهج البتري حتّى تصطفّ الشيعة مع السفياني بسبب هذا المنهج الأعوج. وهذه الخلاصة التي خرج بها أحمد الكاتب لن تجد مرجعاً مِن المراجع الذين تُقلّدونهم يختلف معها، حتّى لو وجدّتموه يلعن أحمد الكاتب ويصفه بالعمالة! ولذلك السيّد محمّد باقر الصدر في بحثه المعنون بـ (بحثٌ حول المهدي) لم يستدلّ برواية واحدة على ولادة الإمام الحجّة (لأنّ هذه الروايات عنده ضعيفة)! فراح يستدلّ على ولادة الإمام بوثاقة النوّاب الأربعة!! النوّاب الأربعة فروع.. فكيف يُستدلّ بالفروع على الأصل؟! ألا يدلّكم هذا على أنّ هذا المنهج الذي تعمل به المؤسسة الدينية منهج أعوج؟! (وقفة عند روايات ولادة الإمام الحجّة في كُتب الحديث الشيعية، وكيف تعامل مراجعنا مع هذه الروايات؟!) ● وقفة عند كتاب [الكافي الشريف: ج1] – كتاب الحجّة (باب مولد الصاحب) في هذا القسم مِن كتاب الحجّة الشيخ الكليني يجعل لكلّ معصوم مِن المعصومين فصْلاً يُدرج فيه مجموعة الروايات التي ترتبط بولادته. ● أورد الشيخ الكليني في باب ميلاد الصاحب 31 رواية، والبعض منها روايات مُفصّلة، وهذه هي أهمّ الروايات التي وردتْ في كتبنا الأصول في مولد صاحب الأمر عليه السلام. هناك روايات أخرى ولكن كتاب [الكافي] له خصوصيته وأهميّته.. ويقول الشيخ الكليني في بداية هذا الباب قول أن يُورد الروايات، يقول: (ولد عليه السلام للنصف مِن شعبان سنة 255هـ) ثُمّ بعد هذه العبارات يُورد الروايات. ● الشيخ الكليني كان يعيش في زمان الغَيبة الصغرى (زمن اشتداد الفتن بين الشيعة) والشيخ الكليني قطعاً لا يُثبت أيّ رواية من الروايات مِن دون أن تكون عنده قرائن تجعله متأكدّاً مِن صدق هذه الرواية.. أضف أنّ الشيخ الكليني جعل هذا الكتاب أساساً للعمل به في الجانب العقائدي والجانب الأخلاقي والسلوكي وهذا واضح من كتابه في المقدّمة. ● بعض الروايات التي أوردها الشيخ الكليني في (باب مولد الصاحب) بعضها موجز وبعضها مُفصّل، وبعضها يتحدّث بشكل مُباشر عن ولادته صلوات الله عليه، وبعضها يتحدّث في أجواء ولادته.. بالمُجمل: هذه الروايات تُحدّثنا وبشكل واضح وبيّن عن ولادته الشريفة عليه السلام. ● الكلمة التي ينقلها السيّد الخوئي في [معجم رجال الحديث: ج1] عن أستاذه المرجع الميرزا حسين النائيني.. يقول فيها: [أنّ البحث في أسانيد الكافي حرفة العاجز] وهو مُصيبٌ في عبارته، لأنّ الكافي ثابت. (وأنا هنا لا أتحدّث عن كلّ حرفٍ فيه، ولكن الأصْل في روايات الكافي الصحّة والصدور عن الأئمة) نعم هناك هناة في نقل الراوي للحديث بالمضمون فلا يستطيع أن يصيب كبد الحقيقة كما هي.. وهناك هناة في عملية النسخ والكتابة فهناك تصحيف واشتباه وهذه القضايا طبيعية فهي من لوازم الحالة البشرية، ولكن الأصل هو أنّ أحاديث الكافي صحيحة.. ثُمّ إذا لم يكن الكافي صحيحاً فأيّ الكُتب يُمكن أن أصفه أنّه صحيح؟! ● في كتاب [بحار الأنوار] – في باب ولادة الإمام الحجّة عليه السلام، في الجزء 51 إضافة لروايات الكافي هناك روايات أخرى. فعدد الروايات التي ذكرها الشيخ المجلسي في هذا الجزء من بحار الأنوار في مولد الإمام الحجّة أكثر مِن 40 رواية. ● في كتاب [عوالم العلوم] – عوالم الإمام المهدي.. للشيخ عبدالله البحراني، في باب ولادة الإمام المهدي عليه السلام: عدد الروايات التي تتحدّث عن ولادة إمام زماننا عليه السلام في كتاب العوالم تتجاوز العدد الموجود في بحار الأنوار، لأنّ كتاب عوالم العلوم هو استدراك على كتاب [بحار الأنوار]، عوالم العلوم استدرك فيه المحدّث البحراني ما لم يُجمع في كتاب البحار، فجمع أحاديث أخرى لم تُذكر في بحار الأنوار، ولذلك عدد الأحاديث فيه أكثر وأكثر! وكلّ تلك الروايات مراجعنا يُسقطونها بالكامل بالتمام والكمال، كما فعل أحمد الكاتب! فلماذا يُلام الرجل وهو قد طبّق منهج المؤسسة الدينية الأبتر فخرج بهذه النتيجة البتراء! وهم أيضاً خرجوا بنفس هذه النتيجة البتراء ولكنّهم لفّوا حولها من جهة ثانية! ● وقفة عند كتاب [صحيح الكافي] للشيخ محمد باقر البهبودي.. بنفس الطريقة والأسلوب الذي عليه مراجعنا (كالسيّد الخوئي، والسيد محمّد باقر الصدر، السيّد السيستاني والسيّد البروجردي، والجميع (الأحياء والأموات) في المدرسة الأصولية هم بنفس الإسلوب! ● في باب مولد الصاحب.. البهبودي أثبتَ الجملة التي كتبها الشيخ الكليني في إفتتاحية هذا الباب في كتاب الكافي، ثُمّ ثبّت روايتين لا علاقة لهما بولادة الإمام الحجّة! ● الرواية 1: (القاسم بن العلاء قال: وُلد لي عِدّة بنين فكنتُ أكتب – أي إلى الإمام المعصوم- وأسأل الدُعاء فلا يُكتب إليَّ لهم بشيء، فماتوا كلّهم، فلمّا وُلد لي الحسن ابني كتبتُ أسأل الدعاء فأُجبتْ يبقى والحمد لله)! ما علاقة هذه الرواية بولادة الإمام الحجّة؟! ● الرواية 2: (الحسن بن محمد الأشعري قال: كان يرِدُ كتاب أبي مُحمّد – أي الإمام العسكري – في الإجراء – أي المساعدة المالية – على الجُنيد قاتل فارس بن حاتم بن ماهويه وأبي الحسن وآخر. فلمّا مضى أبو مُحمّد ورد استيناف مِن الصاحب بالإجراء لأبي الحسن وصاحبه ولم يرد في الجنيد شيء، قال: فاغتممتُ لذلك فورد نعي الجنيد بعد ذلك)! هذه الرواية تتحدّث عن أنّ الإمام الحجّة عليه السلام قد استأنف بعد أبيه أن يُرسل المساعدة المالية لهذه الأشخاص، فهم يستدلّون منها على ولادة الإمام الحجّة عليه السلام.. لكنّها لا تتحدّث عن ولادته بشكل مباشر. الروايات التي تتحدّث عن ولادة الإمام بشكل مُباشر لم يُثبتْ منها أيّ رواية! علماً أنّ البهبودي أطلق على كتابه عنوان “صحيح الكافي” لأنّ الكافي بنظر المراجع والعلماء ليس صحيحاً، فصنعوا من [الكافي] صحيحاً بنفس تسمية البخاري، فأطلقوا عليه [صحيح الكافي]!! ● ما هو الفارق بين محمّد باقر البهبودي هنا في هذا الكتاب حين حطّم الروايات، وبين أحمد الكاتب في كتابه؟! لا يُوجد فارق، فكلاهما ألغيا أحاديث أهل البيت بنفس الميزان والمنهجيّة المعمول بها في المؤسسة الدينية الشيعية الرسمية في التعامل مع روايات أهل البيت! ● وقفة عند كتاب [مشرعة بحار الأنوار] للشيخ محمّد آصف محسني وهو من تلامذة السيّد الخوئي، ومن المُتمسّكين بطريقة السيّد الخوئي في تطبيق قواعد علم الرجال على حديث أهل البيت. يقول الشيخ محمّد آصف محسني وهو يتحدّث عن مجموعة الروايات التي جاءتْ في [بحار الأنوار] – باب ولادته وأحوال أمّه صلوات الله عليه، يقول: (فيه أكثر مِن أربعين رواية..) ثُمّ يقول: (والمعتبرة منها ما ذُكرت برقم خمسة إنْ ثبتتْ كثرة ترحم الصدوق على ابن عصام كما قيل بها، وبرقم ثلاثة وثلاثين إن كان الخشّاب هو الحسن بن موسى لكن فيه تردّد)! ويستمرّ بهذه الطريقة فلا يُثبتْ شيئاً مِن أحاديث الولادة بشكل واضح وصريح لإمام زماننا!! فما هو الفارق بين ما صنعه هذا المرجع محمّد آصف محسني وبقيّة المراجع وبين ما صنعه أحمد الكاتب في نسف أحاديث الإمام الحجّة؟! الجميع استخدموا نفس الميزان ونفس المنهجيّة، والجميع وصلوا إلى نفس النتيجة وهي تضعيف الروايات! لماذا صار أحمد الكاتب وهابياً عميلاً.. وهؤلاء المراجع هم مركز الهداية؟! ● الفارق بين أحمد الكاتب وهؤلاء المراجع أنّ أحمد الكاتب ليس عنده مرجعية ولا أخماس.. ففعّل المنهج الأبتر الآن، ونسف روايات ولادة الإمام وأنكر وجوده! أمّا هؤلاء المراجع فعندهم زعامات وأموال، لذلك لم يُفعّلوا المنهج عَلَناً، وذهبوا إلى جهات أخرى لإثبات الولادة! لو يبقى هذا المنهج الأبتر إلى زمان ظهور الإمام الحجّة عليه السلام، ويأتي السُفياني. مثل ما جاء الفكر القطبي بفكر وعقيدة ورحّب به المراجع في النجف وكربلاء، فإنّ الفكر السفياني أيضاً سيأتي بفكر وعقيدة قبل أن يأتي جيش السفياني! وسيخترق هذا الفكر السفياني عقول المؤسسة الدينية في النجف وكربلاء مثلما جاء الفكر القطبي واخترق عقول المراجع! والمراجع يقبلونه لأنّ المنهج الأبتر يقبله! يعني أنّه مُنسجم مع منطقهم ومنهجهم!! هناك حقيقة واضحة جدّاً وهي: أنّ الذين ردّوا على أحمد الكاتب ردودهم هزيلة جدّاً، لأنّهم يُحاولون أن يردّوا عليه بنفس المنهج الأبتر، والمنهج بجانب أحمد الكاتب وليس بجانبهم! لذلك هم يُحاولون ليّ أعناق المطالب المُرتبطة بهذا المنهج ثُمّ يفرّون يميناً وشمالاً! ربّما الرد الوحيد الذي تحرّر فيه صاحبه من هذا المنهج الأبتر هو الرد الذي كتبه المفكّر العراقي (عالم سبيطي النيلي) هو الوحيد الذي تحرّر مِن هذا المنهج الأبتر لأنّه لا يؤمن به. (قد لا أتّفق مع عالم سبيطي النيلي، ولكن الرّجل مُتحرّر من هذا المنهج الأبتر، ولذلك حين ردّ في كتابه [الشهاب الثاقب للمحتجّ بكتاب الله في الردّ على الناصب أحمد الكاتب] هذا الكتاب ربّما هو مِن أفضل الردود، ولكن هذا الكتاب لم يتناول التفاصيل الجزئية التي تحدّث عنها أحمد الكاتب، وإنّما تناول مسألة الإمامة (تناول كليّة المطلب) باعتبار أنّ أحمد الكاتب حين أنكر ولادة الإمام الحجّة فإنّ الذي يترتّب على ذلك هو أنّ العقيدة الشيعية قد انفرطتْ! فالإمام العسكري هو الإمام الحادي عشر!! فإذا لم يُولد الإمام الحجّة فهذا يعني أنّ الإمام العسكري هو الإمام الأخير، وآخر إمام هو الإمام الحادي عشر! وبذلك انفرطتْ العقيدة الإثنا عشرية، لأنّ العقيدة الإثني عشرية مُبتنية على العدد (على الإثني عشر) ومُبتنية على العصمة الملازمة لهذا العدد.. فإذا انفرط العدد انفرطتْ العصمة، انفرطتْ عقيدة النصّ ! إذن لا يوجد هناك نصّ من رسول الله على أمير المؤمنين ولا على الأئمة! وإذا انفرطت عقيدة النصّ انفرطتْ بيعة الغدير! وإذا انفرطتْ بيعة الغدير صحّت السقيفة حينئذٍ! وإذا صحّت السقيفة والبيعة فيها فلا يبقى شيءٌ بعد ذلك!! (يعني أنّ كلّ شيء في الكتب الشيعية إذن لا صحّة له)!! الإعلام الناصبي دائماً يُركّز على موضوع الإمام الحجّة، لأنّ هذا الموضوع إذا خُدِش، خُدِش كلّ شيءٍ معه!! عالم سبيطي نيلي حين ردّ على أحمد الكاتب في كتابه [الشهاب الثاقب…] كان رده في الجانب الكلّي – كما أشرت -، كان رده في كليّة مسألة الإمامة، وهو بنفسه يُصرّح بذلك في نهاية كتابه فيقول: (إلى هُنا فقد انتهى القسم الأوّل المُسمّى الإمامة بين الثابت والمتحوّل والذي أردنا فيه إثبات وجود الثابت في الإمامة…) إلى أن يقول: (على أمل أن نجعل القسم الثاني فيما يرآه الإخوة القرّاء ضروريّاً). فهو في رده يقول: انتهى القسم الأوّل، ويليه القسم الثاني وهو بعنوان الوجه الآخر للشيخين قراءة جديدة للفضائل! فهو في كتابه هذا تناول الكليّات، ولم يتناول القضيّة التي تُثير الشبهات وربّما تُقنع الذين يقرؤون كُتب الكاتب وهي (روايات الولادة والبحث في أسانيدها) وإنْ كان عالم سبيطي نيلي لا يُؤمن بعلم الرجال ولا يُؤمن بقضية الأسانيد، فقط ناقش في كتابه مسألة كليّة الإمامة. في الجوّ الحوزوي هناك انبهار بإسم (السيّد محمّد باقر الصدر)، وبحكم الصنمية الغالبة على الجوّ الشيعي فحتّى لو كان العالم يُخطىء يُعد خطؤه صواباً! ولو كان العالم يهذو هذياناً فإنّ ذلك يُعدّ حكمةً ومنطقاً بليغاً! هناك منطق يحكم المجتمع وهو منطق (الدرهم والدينار).. هذا المنطق نفسه يحكم المؤسسة الدينية في الوسط العلمي على أساس الشهرة والأسماء والألقاب! منطق (الدينار والدرهم) هو منطق المال، منطق السوق، منطق الدنيا، منطق هذا العالم.. هذا المنطق (منطق الدينار والدرهم) يقول: ● إذا عطس المُفلس قِيل: يلعنك الله، وإذا ضرط المُوسر (أي الغني) قيل: يرحمك الله! (هذا هو منطق الدينار والدرهم، منطق السوق، ثبّتوا هذه الملاحظة فهي مهمّة جدّاً)! فمضْرَط المُفلس في مِنخره (أي في أنفهِ)، ومعْطَس المُوسر في دُبُره (الدنيا هكذا تسير). ● النبي صلّى الله عليه وآله يقول: (إنّ للعلم طُغياناً كطغيان المال) فنفس القوانين الموجودة في عالم السوق المادّي نفسها موجودة في عالم السوق العلمي! في سوق المؤسسة الدينية وحيث الصنمية معشعشة، نجد نفس هذه القوانين موجودة (فالخطأ يصيرُ صواباً، والعيّ يصيرُ بلاغة، والسيّئات تنقلب إلى حسنات، والعجز يتحوّل إلى معجزة، والسفاهة تتحوّل إلى حكمة، والنصب والعَداء لأهل البيت يتحوّل إلى ولاء ومعرفة)!!وهكذا تسير الأمور في المؤسسة الدينية نفس هذه القوانين (قوانين المال والدرهم التي أشرتُ إليها). وقفة عند كتاب [بحث حول المهدي] للسيّد محمّد باقر الصدر، وهذا الكتاب يُمثّل المقدّمة التي كتبها السيّد محمّد باقر الصدر لكتاب [موسوعة الإمام المهدي] لتلميذه وقريبه السيّد محمّد الصدر. ● تحت عنوان (المبحث الثالث: لِماذا كلّ هذا الحرص على إطالة عمره؟) يقول السيّد محمّد باقر الصدر بعد أن يطرح السؤال التالي (ما هي فائدة هذه الغَيبة الطويلة وما المُبرر لها؟) فيعلّق ويقول: (وكثير مِن الناس يَسألون هذا السؤال وهم لا يُريدون أن يسمعوا جواباً غيبيّاً، فنحنُ نُؤمن بأنّ الأئمة الإثني عشر مجموعة فريدة لا يمكن التعويض عن أيّ واحد منهم، غير أنَّ هؤلاء المُتسائلين يُطالبون بتفسير اجتماعي للموقف، على ضوء الحقائق المحسوسة لعملية التغيير الكبرى نفسها والمتطلبات المفهومة لليوم الموعود. وعلى هذا الأساس نقطعُ النظر مُؤقتاً عن الخصائص – الغَيبية – التي نؤمن بتوفرها في هؤلاء الأئمة المعصومين…) فالسيّد الصدر هنا يُريد أن يقول أنّني سأقيم أدلّة تتناسب مع أولئك الذين لا يُؤمنون بالعقيدة الشيعية الغَيبية. (يعني أنّ هذا الحديث موجّه لأولئك الذين لا يُؤمنون بالعقيدة الشيعية الغَيبية). فمرادي هنا أنّ السيّد محمّد باقر الصدر يتكلّم هنا بهذا المستوى – بحسب ما يقول – وإن كان تلامذته يقولون غير ذلك، وكذلك يُستشعر مِن طوايا كلامه غير ذلك، ولكن بحسب ما هو موجود في هذه العبارات فإنّ السيّد محمّد باقر الصدر يُريد أن يغضّ النظر عن عقيدته الشيعية الغَيبية كي يُخاطب آخرين. فإذا كان مستوى كلام السيّد الصدر يتناسب مع الذين لا يُؤمنون بالعقيدة الشيعية كما يقول، فلماذا حينما نأتي إلى المبحث الخامس الذي يحمل عنوان: (كيف نؤمن بأنّ المهدي قد وجد؟) نجد السيّد محمّد باقر الصدر يتحدّث عن دليلين: ● الدليل 1: يُسمّيه (الدليل الإسلامي)، وفي هذا الدليل يتحدّث عن الروايات التي جاءتْ من طُرق الشيعة والسنة التي تشير إلى أن الأئمة إثنا عشر، فهو يستد من خلالها على وجوده، فهو يقول هناك روايات كثيرة وردت من طرق الشيعة والسنة. وأقول: أين روايات الولادة لإمام زماننا؟ لماذا تهربون منها؟! إذا كانت هذه المقدّمة صحيحة مِن أنّ الأئمة إثنا عشر فإنّ روايات الولادة صحيحة.. ولكن السيّد الصدر لا يستدلّ بروايات الولادة لأنّها ضعيفة السند عنده بحسب قذارات علم الرجال والمنهجية البتراء! ● الدليل 2: يُسمّيه (الدليل العلمي)، وفي هذا الدليل يستدل بـ بوثاقة النوّاب الأربعة للإمام الحجّة على ولادة الإمام! (وقفة عند أهمّ العبارات التي جاءت في كلامه والتي تُشكّل الركائز في البحث) ● يقول تحت هذا العنوان (الدليل العلمي) : (وأمّا الدليل العلمي، فهو يتكون مِن تجربة عاشتها أمّة مِن الناس فترة امتدت سبعين سنة تقريباً وهي فترة الغيبة الصغرى – يشير إلى الشيعة في زمان الغَيبة الصغرى-، ولتوضيح ذلك نُمهّد بإعطاء فكرة موجزة عن الغَيبة الصغرى…) إلى أن يقول: (وقد أشغل مركز النيابة عن الإمام في هذه الفترة أربعة ممّن أجمعتْ تلك القواعد – الشيعية التي آمنت بولادة الإمام وغَيبته – على تقواهم وورعهم ونزاهتهم التي عاشوا ضمنها وهم كما يلي: 1– عثمان بن سعيد العمري. 2– محمّد بن عثمان بن سعيد العمري. 3– أبو القاسم الحسين بن روح. 4– أبو الحسن علي بن محمد السمري). ● إلى أن يقول: (لقد قيل قديماً أنّ حبل الكذب قصير، ومنطق الحياة يُثبت أيضاً أن مِن المُستحيل عملياً بحساب الاحتمالات – أي بحسب المنطق الرياضي – أن تعيش أكذوبة بهذا الشكل وكلّ هذه المدّةِ وضِمن كلّ تلك العلاقات والأخذ والعطاء، ثمّ تكسب ثقة جميع مِن حولها. وهكذا نعرف أنّ ظاهرة الغيبة الصُغرى يُمكن أن تُعتبر بمثابة تجربة علمية لإثبات ما لها مِن واقع موضوعي والتسليم بالإمام القائد بولادته وحياته وغيبته، وإعلانه العام عن الغيبة الكبرى التي استتر بموجبها عن المسرح ولم يكشف نفسه لأحد). ● أقول للسيّد الصدر: أحاديث الولادة الموجودة في الكافي لا تستدلّ بها، وتستدلّ هنا بحكمة قديمة وهي (حبل الكذب قصير)!! (علماً أنّني لا أرفض هذه الحكمة فمضمونها موجود في كلمات أهل البيت، ولكنّي أقول ذلك لأبيّن ظلامة حديث أهل البيت وبأيّ أسلوب ومنهجيّة يتعامل معه علماؤنا؟! ● وأقول أيضاً : هل هذا الدليل الذي استدلّ به السيّد الصدر هنا دليل علمي؟! إنّه ليس بدليل علمي وإنّما هو دليل وجداني! (علماً أنّني لا أنكر هذا الدليل، بل أتّفق فيه مع السيّد الصدر، ولكن هذا الدليل يكون دليلاً عند خاصّة مِن الشيعة (يعني مجموعة قليلة من الشيعة).. فكيف كان يقول في السطور السابقة أنّ هذا الحديث هو لمِن لا يؤمن بالعقيدة الشيعية الغَيبية؟!) أين هي روايات الولادة؟! لماذا هذا القفز على الحقائق. ● هذا الدليل الذي أورده السيّد محمّد باقر الصدر تحت عنوان (الدليل العلمي) وهو ليس بدليل علمي وإنّما هو دليل وجداني.. هذا الدليل يحتاج إلى أمرين: ● الأمر الاول: أنّ الذي يقتنع بهذا الدليل لابدّ أن يكون مُلمّاً بكلّ تفاصيل عصر الغَيبة، (فيحتاج إلى معلومات تفصيلية عن زمان الغَيبة وعن أوضاع النوّاب الأربعة وعن أوضاع الشيعة آنذاك، وعن الفِرق وعن الفِتن التي حدّثتْ، وعن التوقيعات الشريفة التي هي الأخرى (ضعيفة) بحسب المنهجية البتراء! والسيّد الصدر نفسه كان ممّن لا يقبلون هذه التوقيعات، وتلامذته يعرفون ذلك! (وبشكل عام أحاديث الشؤونات المهدوية ضعيفة عند علمائنا ومراجعنا الأحياء منهم والأموات)! ● الأمر الثاني: لابدّ أن يكون مِن خاصّة الشيعة، مِن أصحاب الوجدان الشيعي الذي يتناغم مع المضامين الغَيبية وإلّا لا يكون دليلاً! ● بهذا الاستدلال الذي استدلّ به السيّد الصدر وسمّاه (استدلال علمي) إنّنا بهذا الاستدلال نُثبت أحقيّة الديانات التي سبقت ديانة الإسلام وإن كانت ديانات وثنية صنعها البشر! لأنّ حبل الصدق عندها طويل، أطول مِن حبل الصدق عند الإسلام!! لو كان حبلها من الكذب لكان قصيراً ولَما بقيت تلك الديانات! ● إذا ظهر الإمام الحجّة فسوف يرفضونه أيضاً لأنّ المنهج الأبتر لا يقبله!! وهذه هي الطامّة التي أتحدّث عنها. الغريب أنّ مؤرّخي السنّة وبعض الكتب الرجالية وبعض الموسوعات التأريخية عندهم تُثبتْ ولادة الإمام الحجّة عندهم، وأنّ أباه هو الإمام الحسن العسكري! وتُثبت اسمه وتُثبت كُنيته، وتقول هو الغائب الذي تنتظره الشيعة، وتُثبت ولادته في شهر شعبان سنة 255 وبعضها يقول عام 256 هـ!! وقفة عند كتاب [منتخب الأدعية] وهو كتاب صادر عن المجمع العلمي الإسلامي بإشراف مرتضى العسكري، هذا الكتاب فيه زيارات المعصومين، ولكن لم يذكر في هذا الكتاب ولا سطر واحد عن الإمام الحجّة!!! حتّى الزّيارات فيه إذا رجعنا إلى الفهرستْ نجدها تتوقّف عند زيارة الإمامين العسكريين، والزيارة الجامعة، ولا ذكر للإمام الحجّة! وهذا الكتاب يُعطى لطلبة الحوزة الدارسين في المجمع العلمي الإسلامي، ولبقية الناس أيضاً !! ● وحين كنت في إيران اتصلتُ بمكتب السيّد مرتضى العسكري وسألتهم (رغم أنّني أعرف الجواب، ولكن لأنّي أريد أن أسمع الجواب منهم) سألتهم: هل هذا الكتاب فيه نقص؟! فهو لا يشتمل على زيارات الإمام الحجّة؟! فقالوا لي: لا يوجد فيه نقص، والسيّد مرتضى العسكري هو الذي أمر بعدم إدراج زيارات الإمام الحجّة لأنّها ليستْ ثابتة عنده!! وهو بنفسه مرتضى العسكري أشار لذلك في مقدّمة هذا الكتاب! والغريب أنّه يقول في نفس المقدّمة أنّ حتّى الزيارات التي أدرجوها في هذا الكتاب لم يُؤخذ بعين الاعتبار إثباتها مِن طريق السند، وإنّما أثبتوها تمسّكاً بقاعدة التسامح في أدلّة السنن!!