الجزء الثالث … الكتاب الناطق – الحلقة ١٣٠ – لبّيك يا فاطمة ج٤٧ – ملامح المنهج الأبتر في الواقع الشّيعيّ ق١٤ – ضعف البراءة ج٨

صور

فيديو

 

 

يوتيوب

 

 
 

اوديو

 

 

مطبوع

 

 

ملخـّص الحلقة

تاريخ البث : يوم الأحد 9 ذو الحجّة 1437هـ الموافق 11 / 9 / 2016م

  • لازال الحديث في ملامح المنهج الأبتر الذي يتحرّك بفاعلية ونشاط شديدين في وسطنا الشيعي وخصوصاً في المؤسسة الدينية الشيعة الرسمية. لازال الكلام متصلاً مع الحلقة الماضية، والحديث عن ظاهرة أحمد الكاتب.

  • استعراض سريع لِما مرّ في الحلقة السابقة يُعطي صوة مختصرة عن سيرة أحمد الكاتب، ونشاطه في الجوّ الديني والسياسي والإعلامي، والمنهجيّة التي اعتمد عليها أحمد الكاتب في تغيير عقيدته وإنكاره لوجود الإمام الحجّة صلوات الله عليه.

  • وقفة عند كتاب [الإمام المهدي حقيقة تأريخية أم فرضيّة فلسفية] لأحمد الكاتب، وهو نفس الكتاب الذي وقفتُ عنده في الحلقة الماضية تحت عنوان [تطوّر الفكر السياسي الشيعي من الشورى إلى ولاية الفقيه] فإنّ عنوان [الإمام المهدي حقيقة تأريخية أم فرضيّة فلسفية] هو العنوان الرئيس، والعنوان الآخر عنوان فرعي.

  • ● الذي يقوله أحمد الكاتب أنّه مِن خلال بحثه توصّل إلى النتيجة التالية:
  • — أولاً: الإمام المهدي ليس بحقيقة تأريخية، فإنّ الوثائق والأدلّة التي يُمكن أن يكون مضمونها دليلاً على ولادته ووجوده ككائن فيزيائي وبالتالي سيكون حقيقة تأريخية – بحسب ما هو يفكّر – هذه الأدلّة والوثائق والشهادات لا قيمة لها بحسب قذارات علم الرجال.
  • — ثانياً: أنّ علماء الشيعة طبّقوا نفس المنهج ووصلوا إلى نفس النتيجة، ولكنّهم لفّوا لفة أخرى مِن خلال الدليل العقلي الذي سمّاه بـ(الفرضية الفلسفية)!
  • ● يقول أحمد الكاتب في الصفحة 51 من كتابه [الإمام المهدي حقيقة تأريخية أم فرضيّة فلسفية]:
  • (الفصل الأول: أدلة وجود الإمام المهدي “محمّد بن الحسن العسكري”- المبحث الأوّل: الإستدلال الفلسفي.. المطلب الأوّل: العقل أولاً…) فهذا الدليل الذي سمّاه (بالفلسفي أو العقلي) يرتكز على ما يلي.. يقول:
  • أولاً: ضرورة وجود الإمام في الأرض، وعدم جواز بقاء البلاد فوضى بلا حكومة.
  • ثانياً: ضرورة عصمة الإمام من الله، وعدم جواز حكومة الفقهاء العدول أو الحكام العاديين.
  • ثالثاً: وجوب حصْر الإمامة في أهل البيت وفي أبناء علي والحسين إلى يوم القيامة.
  • رابعاً: الإيمان بوفاة الإمام الحسن العسكري، وعدم القول بغيبته ومهدويّته.
  • خامساً: الالتزام بقانون الوراثة العمودية، وعدم جواز انتقال الإمامة إلى أخوين بعد الحسن والحسين.
  • هذا الدليل الذي طرحه أحمد الكاتب ليس دليل فلسفي كما سمّاه، هذا دليل مركّب مِن مقدّمات وجدانية، ومِن نقل، ومِن بديهيات عقلية.. وحتّى البديهيّات العقلية ربّما لا تكون بديهيات عقلية محضة، وإنّما أدلّة وجدانية يقرّها العقل مثل ضرورة (عصمة الإمام) على سبيل المثال.
  • ● خلاصة القول كما في عنوان الكتاب: [الإمام المهدي حقيقة تأريخية أم فرضيّة فلسفية] بحسب ما وصل إليه أحمد الكاتب: وجد أنّ علماء الشيعة لا يُثبتون ولادة الإمام الحجّة عليه السلام مِن خلال روايات الولادة وإنّما يُثبتون وجوده مِن خلال ما أسماه (الدليل الفلسفي، أو الدليل العقلي)!
  • ● ما أقوله أنا – وسيأتي بيانه في حلقة يوم غد – هو: أنّ الإمام ليس حقيقة تأريخية حتّى نُحاكمه بقواعد التأريخ، وليس فرضية فلسفية حتّى نُحاكمه بقواعد الفلسفة، الإمام حقيقة إلهية وسيأتي بيان ذلك في حلقة يوم غد.
  • ● مُشكلة أحمد الكاتب أنّه لا يستطيع أن يُثبت أنّ الحجّة بن الحسن حقيقة تأريخية بسبب ما جاء في علم الرجال! ما هو التأريخ أساساً حتّى نبني العقائد على التأريخ؟ العقائد لا تُبنى على التأريخ.. نعم يُمكن أن تكون المعلومات التأريخية في حاشية العقيدة. (هذا ما سأتحدّث عنه حينما أُبيّن لكم أنّ الإمام الحجّة هو حقيقة إلهية). فإذا كان الإمام حقيقة إلهية، فلابد إذن أن نرجع إلى المصادر الإلهية حتّى نعرف هل هذه الحقيقة موجودة أم ليستْ موجودة.
  • ● بغضّ النظر عمّا قاله أحمد الكاتب.. المؤسسة الدينية هكذا تتعامل مع آل محمّد صلوات الله عليهم على أنّهم أناس عاديون! فالمؤسسة الدينية تصرّ دائماً على إلحاق النقص بالمعصوم، لأنّهم ينظرون إليه على أنّه كائن تأريخي، كائن عادي عنده بعض المَلَكات فقط، ومن أمثلة إلحاق النقص بالمعصوم هو:
  • ● أنّ المراجع يتحدّثون عن نجاسات تخرج مِن بدن المعصوم، وقدّ مرّ الكلام كيف يتحدّثون عن نجاسة دمه! بل عن نجاسات دمه حتّى لو كان بالنحو الإعجازي!
  • ● المراجع يتحدّثون عن شخص ينسى كلّ ما جرى عليه، كما فعل الطوسي وغير الطوسي!
  • ● إنّهم يتحدّثون عن شخص يخرج عن حدود الآداب، كما فعل كاشف الغطاء مع الزهراء عليها السلام!
  • فأهل البيت في نظر المؤسسة الدينية أُناس عاديون، المراجع ينظرون إليهم على أنّهم وجودات تأريخية كأمثال جنابهم.. ولذلك حين يأتون إلى الأخماس يقولون أنّه لا يملكها، إنّما هي ملك للمنصب! وأي شخص يجلس في هذا المقام فهو يملك المال، فالمرجع لأنّه يجلس في هذا المقام فهو يملك أموال الخمس، ومن هنا يُورثه إلى أولاده!

  • جولة في عوالم التأريخ (في أهمّ وأوثق كتب الحديث السنيّة وكتب التفسير وكتب التأريخ) لنرى هل أنّ هذه الكتب تذكر الحقائق بالفعل كما هي؟ أم أنّ الحقائق فيها مُزوّرة.

  • وقفة عند كتاب [صحيح البخاري] – كتاب مناقب الأنصار: باب هجرة النبي وأصحابه إلى المدينة (مقطع من الرواية تُبيّن لنا متى كانت هجرة النبي الأعظم).

  • ● ممّا جاء فيها (حتّى نزل بهم في بني عمر بن عوف وذلك يوم الإثنين من شهر ربيع الأوّل) فهجرة النبي كانت في شهر ربيع الأوّل.. فلماذا المُسلمون جميعاً في السابق والحاضر مُنذ زمن عُمر وإلى يومك هذا يحتفلون بالهجرة ويُؤرّخون لها في بداية شهر المحرّم؟! أين هي الحقائق التأريخية؟! (المؤرّخ أهمّ شيء عنده الزمان، فإذا كان الزمان مزوّر والمكان مُزوّر، وإذا كان الأشخاص مُزوّرين فأين هي الحقائق التأريخية).

  • وقفة عند [تأريخ الطبري :ج1] أيضاً يُثبت نفس المعلومة أنّ هجرة النبي كانت في شهر ربيع الأوّل جاء فيه: (أنّ النبي لمّا قدم المدينة وقدمها في شهر ربيع الأوّل) فلماذا المسلمون يحتفلون في شهر محرّم؟! فشيخ المحدّثين البخاري، وشيخ المؤرّخين الطبري كلاهما يذكران أنّ هجرة النبي كانت في شهر ربيع الأوّل!

  • السنّة يأخذون مقداراً كبيراً مِن دينهم مِن عائشة، وأحاديثها تشتمل على أحداث تأريخية مهمّة جدّاً ترتبط بالعقيدة.

  • وقفة عند حديث عائشة في [صيح البخاري] – باب الرجل لامرأته والمرأة لزوجها. تقول عائشة: (عن عبيدالله بن عبدالله قال: قالتْ عائشة رضي الله عنها: “لما ثقل النبي صلى الله عليه وسلم واشتدَّ وجعُه؛ استأذن أزواجَه أن يُمرَّض في بيتي، فأَذِنَّ له؛ فخرج بين رجلين تخطُّ رجلاه الأرض، وكان بين العباس ورجل آخر “قال عبيدالله: فذكرت ذلك لابن عباس ما قالت عائشة، فقال لي: وهل تدري من الرجل الذي لم تُسَمِّ عائشة؟ قلت: لا! قال: هو علي بن أبي طالب). فهذه زوجة النبي تُخفي الحقائق، تُخفي ذكر عليّ.. فكيف نثق بها حين تُحدّثنا عن رسول الله صلّى الله عليه وآله؟! (علماً أنّ عائشة طمستْ ذِكر عليّ في مواطن عديدة في البخاري).

  • وقفة عند حديث عائشة في صحيح البخاري – كتاب الحيض- باب قراءة الرجل (القرآن) في حجر امرأته وهي حائض. تقول الرواية: (عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلم يتكئ في حجري وأنا حائض فيقرأ القرآن)!!

  • وقفة عند [صحيح مسلم] – باب حكم الفيء (ما جرى مِن كلام بين عمر وأمير المؤمنين والعبّاس عم النبي) يصف عمر رأي أمير المؤمنين والعباس في أبا بكر وعمر نفسه).

  • ● ممّا جاء في الرواية (قال عمر : فلمّا توفيّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال أبو بكر: أنا وليّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فجئتما تطلب ميراثك مِن ابن أخيك – يعني العبّأس – ويطلب هذا ميراث امرأتهِ من أبيها فقال أبو بكر: قال رسول الله ما نورث ما تركنا صدقة، فرأيتماه كاذباً آثماً غادراً خائناً، والله يعلم إنّه لصادق بارٌ راشدٌ تابعٌ للحق. ثُمّ توفي أبو بكر وأنا وليّ رسول الله صلّى الله عليه وسلمّ ووليّ أبي بكر، فرأيتماني كاذباً آثماً غادراً خائناً والله يعلم إنّي لصادقٌ بارٌ راشدٌ تابعٌ للحق..) هذا هو رأي علي عليه السلام في أبي بكر وعمر.
  • ● قول عمر (فرأيتماه كاذباً آثماً غادراً خائناً) هذا هو رأي أمير المؤمنين والعبّاس في أبي بكر، لأنّ أمير المؤمنين لم يعترض على كلام عمر حين قال هذا الكلام. يعني لو أنّ أمير المؤمنين كتب كتاباً في علم الرجال سيكتب فيه هذا الرأي عن أبي بكر وعن عمر أيضاً أنّ كلّاً منهما (كاذب آثم غادر خائن). ولو كتب عمر كتاب في علم الرجال لكتب فيه عن أبي بكر (أنّه صادق بارٌ راشدٌ تابعٌ للحق)!
  • ● علماً أنّ نفس هذا الحديث جاء أيضاً في [صحيح البخاري] – في باب فرض الخمس ولكنّ البخاري دلّس في الحديث وحذف منه رأي أمير المؤمنين والعبّاس في أبي بكر وعمر! (راجعوا الحديثين وانظروا أيّهما أصحّ)! فأين هي الحقائق التأريخية؟!

  • وقفة عند [صحيح البخاري] – باب نوم الرجال في المسجد. تقول الرواية (بسنده قال: حدّثني نافع قال: أخبرني عبد الله أنّه كان ينام وهو شاب أعزب لا أهل له في مسجد النبي) وبحسب القرآئن أنّه كان ينام في مسجد رسول الله بسبب حالة الفقر المدقع الذي يعيشه، حيث كان منزل عائلته صغير. (علماً أنّ مسجد النبي لم يكن مفروشاً ولم يكن فيه سقف).

  • ● أيضاً في رواية أخرى (في باب قيام الّليل) يقول عبدالله بن عمر (وكنت غلاماً شاباً وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله…)
  • ● وفي رواية أخرى (في باب الأخذ على اليمين في النوم) أيضاً يقول ابن عمر (كنتُ غلاماً شاباً عَزَباً في عهْد النبي وكنت أبيت في المسجد..). فهذه الروايات تُبيّن حالة الفقر الشديد التي كان يعيشها عبدالله بن عمر إلى الحدّ الذي كان ينام في مسجد رسول الله، والمسجد لم يكن مفروشاً ولا مُسقفاً.
  • ● في البخاري أيضاً – باب غزوة خيبر، يقول ابن عمر (ما شبعنا حتّى فتحنا خيبر). وخيبر فُتحتْ في عهد متأخّر! يعني أنّ ابن عمر كان يعيش الفقر الشديد والجوع قبل فتح خيبر.. فهل يُعقل أنّه كان يوجد طعام في بيت أبيه ويبقى جائعاً؟!

  • وقفة عند كتاب [الموطّأ] لمالك بن أنس الذي يقدّمه بعض علماء السنة على البخاري، وهناك مَنهم مَن يعتبره أنّه في مستوى البخاري. في مقدّمة الكتاب هناك كلام منقول عن الشافعي يقول فيه عن كتاب الموطأ (ما ظهر على الأرض كتاب بعد كتاب الله، أصح مِن كتاب مالك) أو نُقل عنه في لفظ آخر (ما وُضع على الأرض كتاب هو أقرب إلى القرآن مِن كتاب مالك)

  • ● رواية في كتاب [الموطأ] – باب ما لا زكاة فيه من الحلّي والتبر والعنبر.. تتحدّث الرواية عن ثراء فاحش عن عند عبدالله بن عمر.
  • (عن نافع أنّ عبد الله بن عمر كان يُحلّي بناته وجواريه الذهب، ثمّ لا يُخرج مِن حُليهنّ الزكاة).
  • مِن أين جاء بالجواري، وقد كان يعيش فقراً مُدقعاً؟! بل إنّه كان يُسرف بطريقة حتّى الملوك لا يفعلونها! (راجعوا التأريخ ستجدون أنّ الملوك الأباطرة والأكاسرة والقياصرة ما كانوا يُلبسون الجواري الحلّي والجواهر من الذهب)! فكم يملك عبدالله بن عمر من الأموال؟ ومن أين جاء بها وهو لم يكن يشبع؟! التأريخ الذي بين أيدينا تأريخ مزوّر.. فهذه الأموال لابدّ أن يكون قد جمعها ابن عمر في حياة أبيه، وإلى بعد وفاة أبيه مِن أين جاء بالأموال؟! فهو لم يكن في السلطة في يوم من الأيّام. فالصورة التي تُرسم عن زُهد عمر وعدم تصرّفه في الأموال صورة ليستْ صحيحة.. فهذه الحالة التي عليها ابن عمر هي صورة من صور الفساد المالي.
  • (وخلاصة ما أريد قوله أنّ التأريخ المكتوب تأريخ مزوّر، فأين هي الحقائق التأريخية؟)

  • وقفة عند [صحيح البخاري] – كتاب النكاح: باب الغَيرة

  • (عن أسماء بنت أبي بكر قالتْ تزوجني الزبير وما له في الأرض مِن مال ولا مملوك ولا شيء غير ناضح وغير فرسه، فكنتُ أعلف فرسه – تجمع العلف للفرس – وأستقي الماء، وأخرز غربه وأعجن ولم أكنْ أحسن أخبز، وكان يخبز جارات لي مِن الأنصار..)
  • ● قول أسماء (ولا شيء معه غير ناضح) أي بعير ينضح الماء لسقي البساتين، وهذه النوعية مِن البعير هي أردئ أنواع الإبل، حتّى لحمها ليس طيّباً كباقي أنواع الإبل، وليست قادرة على السفر لمسافات طويلة.. فهي إبل رديئة غير محترمة عند العرب، فكلّ ما يملكه الزبير بحسب كلام زوجته أسماء هو هذا الناضح وهذه الفرس. (فهذا هو ملك الزبير ووضعه المعيشي قبل وصوله للسلطة)! فمن أين جاء بهذه الثروة الضخمة جدّاً؟!

  • وقفة عند كتاب [مروج الذهب ومعادن الجوهر :ج2] للمؤرّخ المسعودي الشهير.. لنرى ماذا يُحدّثنا فيه المؤلّف عن أملاك الصحابة.

  • ● ممّا جاء فيه وهو يتحدّث عن ثروة الزبير: (وفي أيام عثمان اقنى جماعة من الصحابة الضياع والدور- وكان من بين هؤلاء الصحابة الزبير- بنى داره بالبصرة وهي المعروفة في هذا الوقت وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة، تنزلها التجار وأرباب الأموال وأصحاب الجهاز مِن البحرين، وابتنى دُوراً بمصر والكوفة والاسكندرية، وبلغ ماله بعد وفاته خمسين ألف دينار، وألف فرس، وألف عبد وأمة، وخُططاً – أي عقارات-)! هذه الدار بُنيت في عهد عثمان يعني في بدايات القرن الهجري الأوّل، والمسعودي يتحدّث عن عام 332 هـ وأنّ هذه الدار لازالت موجودة وينزلها التجّار وأرباب الأموال! فكم هي كبيرة جدّاً هذه الدار؟ وكم يمتلك صاحبها مِن الأموال؟! علماً أنّ الزبير لم يكن مِن أعوان السُلطة مُنذ البداية، ولم يكن مِن أقطاب السقيفة!
  • ● أيضاً يقول في ذكر أحوال طلحة وما كان يمتلك من أموال: (وكان غلّته مِن العراق كلّ يوم ألف دينار، وقيل أكثر مِن ذلك، وبناحية الشراة أكثر ممّا ذكرنا، وشيّد داره بالمدينة وبناها بالآجُرّ والجصّ والساج)هذه الغلّة اليومية لطلحة!
  • ● أيضاً يقول: (وقد ذكر سعيد بن المُسيّب أن زيد بن ثابت حين مات خلّف الذهب والفضّة ما كان يُكسّر بالفؤوس، غير ما خلف من الأموال والضياع بقيمة مائة ألف دينار) هؤلاء هم أعوان السلطة؟ من أين جاؤوا بهذه الأموال ومن أين جاؤوا بهذه القصور الضخمة، وهذه الأعداد الكبيرة من الجواري؟! من أين جاؤوا بها وهم ما كانوا يشبعون؟! وهذا يكشف لنا أن ما يُنقل مِن أخبار وأحاديث في التأريخ هذه أكاذيب.. فهذه آثار جرائمهم موجودة في كتبهم الموثّقة!!

  • صورة أخرى أنقلها إلى أولئك الذين يبحثون عن الحقائق التأريخية في بطون الكتب! صورة فيها تزوير واضح جدّاً.. فالتأريخ الموجود بين أيدينا تأريخ مزوّر! (ماذا قال كبار علماء المخالفين في سبب نزول هذه الآية {وأنذر عشيرتك الأقربين})

  • ● يقول الطبري في كتابه [تأريخ الطبري :ج1]: الآية {وأنذر عشيرتك الأقربين} يقول: (فأيّيكم يُؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي وصيي وخليفتي فيكم؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعاً، وقلت وإنّي لأحدثهم سنّاً وأرمصُهم عيناً، وأعظمهم بطناً، وأحمشهم ساقاً: أنا يا نبيّ الله أكون وزيرك عليّ، فأخذ برقبتي، ثمّ قال: إنّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا. قال: فقام القوم يضحكون، فيقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع).
  • ● هذه العبارة التي جاءتْ في الحديث (وأرمصُهم عيناً – أي أنّ عيني أكثر قذارة من عيونهم -، وأعظمهم بطناً، وأحمشهم ساقاً) هذهِ الأوصاف مِن إضافات الأمويين! كيف يكون أمير المؤمنين أعظمهم بطناً وهو طفل صغير في ذلك الوقت؟!
  • ● وقولهم (أحمشهم ساقاً) يعني أنّ أمير المؤمنين كان قصيراً، وهذه مِن أكاذيب الأمويين، فإنّ أمير المؤمنين ما كان قصيراً في أحاديث أهل البيت. كان أمير المؤمنين مربوعاً، ولكن بالقياس إلى رسول الله كان رسول الله أطول منه، ولذلك يُوصف بالقصر قياساً إلى رسول الله. هذه الرواية مضمونها واضح وإن أُضيف لها ما أُضيف أنّ النبي عيّن سيّد الأوصياء وصيّاً ووزيراً.
  • ● نفس هذا الطبري المُدلّس يقول في تفسيره [جامع البيان :ج19] في ذيل قوله تعالى {وأنذر عشيرتك الأقربين} يقول أنّ رسول الله قال: (فأيّكم يؤازرني على هذا الأمر، على أن يكون أخي وكذا وكذا، قال علي: فأحجم القوم جميعاً، وقلت وإنّي لأحدثهم سنّاً، وأرمصهم عيناً، وأعظمهم بطناً، وأحمشهم ساقاً: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه. فأخذ برقبتي، فقال: إنّ هذا أخي، وكذا وكذا)! الإضافات التي أضافها بنو أميّة تركها، ولكنّه نسي أن يحذف هذه الجملة (أنا يا نبي الله أكون وزيرك) فهذه العبارة تُشير إلى أن رسول الله قال أيُّكم يُؤازني على أن يكون أخي ووزيري. لأنّ جواب الأمير يقول: (أنا يا نبي الله أكون وزيرك). ولكن الطبري يُحرّف فكتب: وكذا وكذا!
  • ● وقفة عند ما يقوله صاحب كتاب [الدر المنثور] في قوله تعالى {وأنذر عشيرتك الأقربين} يقول: (فأييكم يؤازرني على أمري هذا فقلت: وأنا أحدثهم سنّاً إنّه أنا) هذا شيطان أكثر في التحريف، فقد حذف حتّى عبارة (فقام القوم يضحكون، فيقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع) لأنّها جواب عن سؤال رسول الله، فهي تُشير إلى أنّ رسول الله أمرهم بطاعة عليّ!
  • ● وقفة عند كتاب [التفسير الكبير :ج23، 24] للفخر الرازي. (وهو التفسير الأكثر شيطنة من الجميع فقد أخفى القضية بتمامها).
  • ● يقول: (أنّه لما نزلتْ هذه الآية صعد الصفا فنادى: إنّي لا أملك لكم مِن الله شيئاً، سلوني من المال ما شئتم” وروي أنّه دعاهم إلى مأدبة… وقال: يا بني عبد المطلب لو أخبرتكم أنّ بسفح هذا الجبل خيلاً، أكنتم مصدقي ؟ قالوا: نعم، فقال: إنّي نذير لكم بين يدي عذاب شديد)!!

  • وقفة عند [تأريخ الطبري: ج3] أحداث سنة 36 هـ.. جاء فيه: (أن محمَّد بن أبي بكر، كتب إِلى معاوية بن أبي سفيان لما وُلّي، فذكر مكاتبات جرت بينهما – بعد مقتل عثمان وبيعة أمير المؤمنين -، كرهتُ ذِكرها لِما فيه ممّا لا يَحتمل سُماعها العامّة..)! فالطبري لم يذكر هذه المكاتبات، وكذلك كتب التأريخ الأخرى، لم تذكر هذه المكاتبات بمبرّر أنّ العامّة لا تحتمل سُماعها!! أليستْ هذه خيانة أن لا تُذكر هذه المكاتبات؟! كيف تُعرف الحقائق التأريخية إذن.

  • ● المسعودي ذكر إحدى هذه المكاتبات – ولربّما كانت هي أهون المكاتبات – ! يقول المسعودي في [مروج الذهب ومعادن الجوهر: ج3] وهو يذكر رسالة من محمّد بن أبي بكر إلى معاوية جاء فيها: (إلى الغاوي – أي الضال الذي تبع الشيطان – معاوية بن صخر..) إلى أن يقول فيها: (وقد رأيتك تُساميه – أي تُنافس عليّاً – وأنت أنت وهو هو، أصدق الناس نيّة، وأفضل الناس ذريّة، وخير الناس زوجة، وأفضل الناس ابن عم، أخوه الشاري بنفسه يوم مؤتة -يعني جعفر -، وعمه سيد الشهداء يوم اُحد، وأبوه الذاب عن رسول الله وعن حوزته.. وأنت الّلعين بن الّلعين، لم تزلْ أنت وأبوك تبغيان لرسول الله الغوائل..) إلى أن يقول له: (فكيف – يالك الويل – تعدل نفسك بعليّ وهو وارث رسول الله ووصيّه وأبو ولْده..)
  • ● أمّا معاوية فكتب إلى محمّد بن أبي بكر: (مِن معاوية بن صخر إلى الزاري على أبيه..) الزاري الذي يذمّ أباه ويُلحق به المعايب.
  • ● وفي رسالة أخرى طويلة يقول معاوية لمحمّد بن أبي بكر: (فكان أبوك وفاروقه أوّل مَن ابتزه حقّه، وخالفه على أمره، على ذلك اتفقا واتسقا، ثُم إنّهما دعواه إلى بيعتهما، فأبطأ عنهما وتلكأ عليهما، فهمّا به الهموم، وأرادا به العظيم..) إلى أن يقول (أبوك مهَّد مهاده – أي ما نحن فيه أبوك مهّد مهاده -، وبنى لملكه وساده، فإنْ يك ما نحن فيه صواباً فأبوك استبدَّ به ونحن شركاؤه، ولو لا ما فعل أبوك مِن قبل ما خالفنا ابن أبي طالب ولسلّمنا إليه ولكنّا رأينا أباك فعل ذلك به من قبلنا فأخذنا بمثله، فعب أباك بما بدا لك أودع ذلك، والسلام على من أناب) راجعوا الرواية في الجزء الثالث من مروج الذهب فهي طويلة. هذه الحقائق هي التي طمسها الطبري والمؤرّخون الذين جاؤوا من بعده! والسبب أنّ العامّة لا تحتملها! وهذه فقط رسالة واحدة، والطبري ذكر مكاتبات عديدة بينهما!! فأين هي الحقائق وهي الحقائق قد حُذفت وطُمّست وحرّفت في أهمّ الكتب والمصادر الحديثية والتأريخية وكتب التفسير!!

  • تبيّن من خلال النماذج والأمثلة التي طرحتها بين أيديكم أنّ ما يُسمّى بالحقيقة التأريخية لا يُمكن أن نصل إليه ونحن نستمدّ المعطيات من هذه الكتب المشحونة بالأغاليط والأكاذيب والأراجيف، كتب يسودها التدليس والغش والخداع!! فأين هي التي يقولون عنها حقائق تأريخية يا مَن تبحثون عن الحقائق التأريخية؟! المضامين والوقائع التي أُشير إليها في هذه الحلقة تتحدّث عن أمّة عاشت بالكذب وعلى الكذب كبارها قبل صغارها.. ولذلك رفع الله من هذه الأمّة البركة كما تُحدّثنا الروايات فتقول: (لمّا ضُرب الحسين بن علي بالسيف فسقط رأسه ثمّ ابتُدر ليقطعَ رأسه نادى مُنادٍ مِن بطنان العرش ألا يا أيّتها الأمّة المُتحيّرة الضالة بعد نبيها لا وفّقكم الله لأضحى ولا لفطر، قال: ثمّ قال أبوعبدالله: فلا جرم والله ما وفقوا ولا يوفقون حتّى يُثأر بثأر الحسين)

  • وقفة عند نموذج آخر مِن الكتب التي يتصوّر أحمد الكاتب وغيره أنّها تكشف الحقيقة، وهي في حقيقتها كتب مهزلة!! إنّها كُتب ما يُسمّى بـ (علم الرجال) التي يعتصم بها علماؤنا بدل الاعتصام بآل محمّد صلوات الله عليهم، والتي حكمتْ بالإعدام على الكثير من روايات أهل البيت عليهم السلام، بما في ذلك الروايات التي تحدّثت عن ولادة إمام زماننا عليه السلام) (وقفة عند أهمّ هذه الكتب الرجالية لدى المؤسسة الدينية وهما: رجال النجاشي، وكتاب الفهرست للشيخ الطوسي) الوقفة تُسلّط الضوء على التدليس والكذب والتحريف الذي طال هذا الكتب، وكذلك على بعض ما جاء فيها من مهازل!! وهل هي حقّاً كتب رجالية كما يُقال عنها؟! علماً أنّ كتاب [رجال النجاشي] هو أهمّ الكتب الرجالية عند علمائنا ومراجعنا.. فإذا كان هذا الكتاب فيه ما فيه من المهازل والكذب والتدليس.. فإنّ بقيّة الكتب الرجالة قطعاً هي أسوأ!

  • ● (حلّي حلقك بنعال) عبارة كان يُردّدها بائع المُثّلجات في العراق أيّام الحصار. (وقفة عند قصّة هذه العبارة.. ولماذا أوردها الشيخ الغزّي في طوايا حديثه عن كتب الرجال؟!)

  • مقطع فيديو من برنامج أسبوعي يُعرض على قناة العهد الفضائية، اسمه [أموال] البرنامج يُقدّمه أحد إعلامي القناة وهو: حيدر غازي.. هذا البرنامج يرصد ما يجري في الواقع العراقي! المقطع يعرض نموذج مِن نماذج الفساد في المؤسسة الحكومية العراقية وهو [التزوير والتدليس] حيث أنّ مصرف الرافدين قام بتزوير بعض الأسماء المشمولة بمنحها سُلفة العشرة ملايين دينار لموظفي دوائر الدولة! (مع بيان السبب الذي جعل الشيخ الغزّي يُورد هذا المقطع في طوايا حديثه عن كُتب علم الرجال)!

  • ● الفساد الموجود في المؤسسة الحكومية العراقية هو نابع من الفساد الموجود في المؤسسة الدينية! وقد جئتُ بهذا المثال لأبيّن لكم كيف تُزوّر الحقائق! مع الأخذ بعين الاعتبار الفارق الكبير بين هذا العصر الذي نعيشه وما فيه من وضوح بسبب التطوّر في التكنلوجيا ووسائل التواصل والاتصالات.. وبين العصر الذي عاش فيه النجاشي!! فهل من المنطقي أن يكتب النجاشي معلومات صحيحة عن أشخاص هو لا رآءهم ولا سمعهم وبينهم وبينه 200 أو 300 سنة؟! فكيف تكون كتبه وكتب الرجاليين مصادر لمعرفة الحقائق؟!

تحقَق أيضاً

أسئلةٌ وشيءٌ من أجوبة … – الحلقة ٤٩ والأخيرة

يازهراء …