الجزء الثالث … الكتاب الناطق – الحلقة ١٣١ – لبّيك يا فاطمة ج٤٨ – ملامح المنهج الأبتر في الواقع الشّيعيّ ق١٥ – ضعف البراءة ج٩ Show Press Release (25 More Words) الجزء الثالث … الكتاب الناطق – الحلقة 131 – لبّيك يا فاطمة ج48 – ملامح المنهج الأبتر في الواقع الشّيعيّ ق15 – ضعف البراءة ج9 صور OverlaysPreviousNext فيديو يوتيوب اوديو مطبوع Show Press Release (11٬329 More Words) يازهراء بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيم سَلَامٌ عَلَيك يَا وَجْه الله الَّذِيْ إِلَيهِ يَتَوجَّهُ الأَوْلِيَاء… بقيَّةَ الله… مَاذَا فَقَدَ مَنْ وَجَدَك وَمَا الَّذِيْ وَجَدَ مَنْ فَقَدَك؟!… الْحَلَقَةُ الحَاديَةُ وَالثَّلاثُون بَعد الْمِئَة لَبَّيكِ يَا فَاطِمَة الجُزْءُ الثَّامن والأَربَعُون ملامحُ المنهج الأبتر في الواقع الشِّيعيّ ق 2 – ضَعْفُ البَرَاءَة ج9 سَلَامٌ عَليْكُم إِخْوَتِيْ أَخَوَاتِيْ أَبْنَائِيْ بَنَاتِيْ … العُنوانُ هُوَ العُنوان: لبَّيكِ يَا فَاطِمَة …!! ولا زال الحديثُ في مَلامِحِ الْمَنهَجِ الأَبْتَر الَّذِيْ يَتَحَرَّكُ بِنشَاطٍ شَديدٍ وفَعاليَّةٍ قَويَّة فِي الوَسط الشِّيعيّ خُصوصاً في وسط المؤسَّسةِ الدِّينيَّةِ الشِّيعيَّةِ الرَّسميَّة. أَسْعَدَ اللهُ أيَّامُكم وأَعَادهُ عَلَيكُم بالفَرجِ والفَرَحِ والرَّحمةِ والسَّلام..!! هذا هو اليومُ العاشرُ من شهرِ ذي الحِجَّة لسنة 1437 للهجرة، وهذهِ هي الحلقة 131، من برنامجنا الكتابُ النَّاطق، الَّذي هو جزءٌ ثالثٌ من برنامجٍ كبيرٍ جدَّاً عُنوانهُ: (مَلفُّ الكِتابِ والعِتْرَة)، وهَذِهِ الحَلَقةُ هي الحَلقَةُ الثَّامنةُ والأربعون في مجموعةِ حلقاتِ لبَّيكِ يا فَاطِمَة، وهي بنفسها الحَلقةُ الخَامِسَةُ عشرة من مجموعةِ حلقاتِ: (مَلامح المنهج الأبتر في الواقع الشِّيعيّ)، وهي هي الحلقةُ التاسعةُ من الحلقاتِ الَّتي تحدَّثتُ فيها ولا زِلتُ أتحدَّث عن الْمَلْمَح الثَّاني من ملامحِ المنهج الأبتر في الوسط الشِّيعيّ: (ضعفُ عقيدة البراءة)، ولا زَالت الحلقاتُ تتوالى في هذا المضمار. قبل أنْ أُكمِل حديثي وأنْ أُواصل الحديث من حيثُ انتهيت في الحلقة الماضية هُناك سُؤالٌ لبعضِ المؤمنين حول حديثٍ قرأتهُ من صحيح البخاري في حلقةِ يوم أمس الَّذي جاء مرويَّاً عن السيِّدة عائشة وهي تقول: (إنَّ النَّبيّ صلَّى اللهُ عليه وآله كان يتَّكئُ فِي حِجرِها وَهِي حَائض ويَقرَأُ القُرآن)، وسؤالُ بعض المؤمنين هو: لو أنَّ النَّبيّ فَعَل ذلك هل يُعدُّ ذلك من النَّقص الَّذي يَلحقُ بالنَّبيّ؟ الجوابُ: كَلَّا!! لو أنَّ النَّبيّ صلّى اللهُ عليه وآله وسلَّم فعل ذلك فلا يُعدُّ ذلك من النَّقص الَّذي يَعِيبُ رَسولَ الله صلّى الله عليه وآله وسلَّم، إذاً لماذا الإشكال؟ الإشكالُ على هذا المضمون لا من جهةِ أنَّ هذا الأمر يُلحِقُ نقصاً بالنَّبيّ الأعظم ولا من جهة أنَّنا نفرضُ ذوقنا على رسول الله، صحيحٌ هذا الكلامُ قد لا يأتي مُتناسباً مع ذوقي الشَّخصي أو مع ذوق الآخرين ولكنَّنا لا نقيسُ أفعال رسول الله على أذواقنا الشَّخصية!! ولا حتَّى على الذَّوق العرفي!! فما يفعلهُ رسول الله هو الَّذي نُسلِّمُ لهُ ونُسلِّم به!! الجميلُ في عين رسول الله جميل في عيوننا!! والقبيحُ في عين رسول الله قبيح في عيوننا!! هذا هو معنى (صَلُّوا عليه وسَلِّموا تسليما)، وهو أنْ نُسلِّم لهُ في الأمر، فما كان جميلاً عند رسول الله فهو عندنا جميل وما كان قبيحاً عند رسول الله فهو عندنا قبيح، وحين أَشكلتُ على هذا المضمون أشكلتُ من جهة ذوق رسول الله، ما عرفتهُ من ذوق رسول الله، من سيرتهِ، من حديثهِ، من كلامهم، ومن سيرتهم من سيرة المعصومين لأنَّهم هكذا عرفناهم: هم المثالُ الأكمل للتصرُّف المنطقي وللتصرُّف الحكيم وللذَّوق العالي وللأناقةِ الفائقة في الحديث وفي الأفعال وفي اللِّباس وفي الطعام وفي الشَّراب، وللتكامل الواضح في شؤون العبادةِ وما يتَّصلُ بِكُلّ أشكال السُّلوك والعَادات، هذهِ القضايا واضحة كما أنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله أصحابهُ يعرفونه قد مَرّ من هذا الطريق لما يبقى من طِيبِ عِطره، فطِيبُ العطرِ يفوحُ من أفعالهم، وطِيبُ العطرِ يفوح من أقوالهم، وطِيبُ العِطرِ يُواكبُهم في كُلِّ حالٍ من أحوَالهم، وفي كُلِّ شأنٍ من شؤونهم، من هَذهِ الجِهةِ كَان إشكالي وتَشكيكي في المضمون الَّذي وردَ في الحديث الَّذي نَقَلتُهُ عائشةُ عن رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلَّم، حيث يتَّكئ في حجرها وهي حائض ويقرأُ القُرآن، معَ أنَّ القضيَّة إذا أردنا أنْ نُحاكمها بالمحاكمةِ الواقعية بعيداً عن التفاصيل الَّتي أشرتُ إليها قبلَ قليل، لا أستطيع أنْ أتصورها بنحوٍ فيزيائيٍ طبيعي. يعني مثلاً أنا الآن أُريد أنْ أقرأ جَريدة، ليس قُرآناً، أُريد أن اقرأ جريدةً فآتي بجريدتي أبحثُ عَن زَوجتي في البيت في أيِّ مكان هي جَالسة آتي بجريدتي وآتي وأجلسُ في حجرها، لا أدري هل هي كرسي؟ هي مكتبة؟ لا أدري؟ هل هي قنفة، يعني أريكة، يعني أنا آتي بالجريدة وآتي أبحث عن زوجتي في أيِّ مكان تجلس فأتكئُ وأجلس في حجرها!! هل أنا صغيرٌ؟ وهذا التصرُّف هل يقبله الأطفال الصغار من أولادي ومن أحفادي؟ هل يقبلون هذا التصرُّف الصِّبياني؟ فكيف لو كان الحال أنَّني أُريد أنْ أتلو القُرآن؟! كما يقول اللبنانيون: [هلّأ حَبَكت؟! يعني ما فيه وقت وما فيه مكان] إلَّا أنْ يجلس صلّى اللهُ عليه وآله وسلَّم حين يتلو القُرآن وأنْ يتَّكئ في حِجر عائشة وهي حائض [هلّأ حبكت؟!] على أيِّ حال، أعتقد أنّ القضيَّة واضحة ولا تحتاجُ إلى نقاشٍ طويل. الخلاصةُ هي: الجميلُ في عين رسول الله جميلٌ في عيوننا والقبيحُ في عين رسول الله قبيحٌ في عيوننا، فنحنُ عبيدٌ مسلِّمون، القول منا ما قالهُ رسولُ الله، ما بلغنا عنهم وما لم يبلغنا، ما أسرَّ وما أعلن صلّى اللهُ عليه وآله وسلَّم. أعود إلى حديثي حيث كان الكلامُ في الحلقةِ المتقدِّمة فيما طرحهُ أحمد الكاتب وربَّما أيضاً آخرون يطرحون هذه القضيَّة، وهي أنّ الإمامَ حقيقةُ تأريخية؟ أم فرضيّة فَلسفيَّة؟ لا أُريد أنْ أُكرِّر ما تَقدَّم من كلام، فقد استعرضتُ بين أيديكم نماذج عديدة من أُمَّهاتِ الكُتُب وعيون المصادر ولاحظتُم المهزلة والمسخرة الواضحة في تِلك الكُتب حيثُ تضيعُ الحَقائق، فأين هي الحقائق التأريخية، إلى أنْ وصل الكلام بنا إلى كُتُب الرِّجال الشِّيعيَّة الَّتي اعتمدها أحمد الكاتب على طريقة المنهج الأبتر الَّذي تعلَّمهُ في المؤسَّسة الدِّينيَّةِ الشِّيعيَّةِ الرَّسميَّة وبالذَّات في الحوزة العلمية وفي الجوّ المرجعيّ الشِّيعيّ، حيث الكُتُب الَّتي يعتمدها مراجعنا الكرام، الأموات والأحياء، لتحطيم حديث أهل البيت وإنكارهِ والتشكيك فيه، والرجلُ قام بنفس الدور صادقاً مع نفسهِ في تطبيقِ هذا المنهج الأبتر، وعرضتُ عليكم هُزال هذه الكُتب وضحالة هذه القمامة، ولاحظتم التزوير والخَلل الواضح، يعني بمثل هذهِ الكُتب هل يقبل أحمد الكاتب أو غير أحمد الكاتب أو المراجع الكرام أنْ نَسلُبَ منهم أموالَهم وأن نَسلُبَ منهم ممتلكاتهم بوثائق ومدارك مستواها هذا المستوى الَّذي مرَّ علينا مثلاً في رجال النَّجاشي. التزوير من البداية، إذا كان التزوير في عُنوان سند الملكية من البداية، وبعد ذلك هُناك خَلل في التواريخ، هُناكَ خلل في التواريخ المثبَّتة في هذه السَّندات فما بين أنَّ النَّجاشي مات سنة 450، يعني الكتاب كُتِب قبل هذا التأريخ وبين رجلٍ يُؤرِّخُ لهُ في الكتاب ويترجم له مات سنة 463، لو أنَّ سنداً من أسناد الملكية لأحمد الكاتب أو لغيرهِ بهذا الحال ألا يعترض بدعوى أنَّ هذا السَّند مُزوَّر؟! وهذه الكُتُب هذا هو حالها، فهي كُتُب متضاربة، ومتناقضة، ومزوَّرة، فكيف يُمكن لنا من خلال هذهِ الكُتُب أن نُثبت حقيقةً تأريخية أو أنْ ننفي حقيقةً تأريخية؟ الواقع أنّ هذه صارت لعبة، وهي اللعبة الَّتي يلعبها علماؤنا ومراجعنا في تَحطيم حديثِ أهل البيت، والكاتبُ، أعني أحمد الكاتب، قد لعب نفس هذهِ اللعبة، وبنفس هذهِ الكُتُب الَّتي لا قيمةَ علميَّةَ لها في عالمِ الحقيقة لا في عالمِ الحوزةِ وعالم المرجعيَّة، ففي عالم الحوزةِ وعالم المرجعيَّة هذهِ الجهالات وهذهِ القُمامات، هذه كُتُب في أعلى مستويات القِيمةِ العلمية!! من هذهِ الكُتُب والَّتي اعتمدها أحمد الكاتب أيضاً اِقتداءً بما عليه المراجعُ العظام والعُلماءُ والفُقهاءُ الكرام: (رجالُ ابن الغضائري)، وقبل أنْ أُحدِّثكم عن هذا الكتاب المهزلة، وعن هذه الأسطورة المُضحكة كما يقولون في تعابير العلماء إنَّ هذا الأمر يُضحك الثكلى، فعلاً هذا الأمر يُضحِك الثكلى بالمنظار العلمي، وبمنظار مستوى الحقيقة، فهو كتابٌ لا وجودَ لهُ أصلاً ولم يرهُ أحد، ولكنّه ظهر فجأةً مطبوعاً في هذا العصر! والعُلماءُ عبر القرون يعتمدون عليه وهم لم يروا هذا الكتاب! إنَّني أقول للَّذين يقولون بأنَّ عصر المعجزات ولّى، أقول: لا، عصر المعجزات ما ولّى، نحنُ عندنا في المؤسَّسةِ الشِّيعيَّةِ الرَّسميَّة لا زال عصرُ المعجزاتِ يتظاهرُ ويتجلَّى ويتواجدُ بشكلٍ واضح، وإحدى هذه المعجزات هي كتاب رجال ابن الغضائري، وسترون المعجزات تترى معجزةً بعدَ معجزة، معجزات غريبة، فنحنُ في عصرِ المعجزات … نذهبُ إلى فاصل وأعود كي أُحدِّثكم عن معجزاتنا..!! أعودُ للحديثِ عن المعجزات الغضائرية: ولا أدري هل هو ابنُ الغضائري أم هو ابن القنادري؟ لا أدري حقيقةً! إنّها المعجزاتُ الغضائرية أو القنادرية سَمِّ ما شئت، الأمرُ راجعٌ إليك، هذا الكتابُ الَّذي يُقال لهُ الرِّجال لابن الغضائري، معروفٌ أنَّ النَّجاشي الَّذي توفي سنة 450، وهذا كتابهُ الَّذي زوَّرُوه سَمُّوه برجال النَّجاشي واسمهُ الفهرست، ومرَّ الحديث عن هذا الكتاب، بحسب طبعة مؤسَّسة النَّشر الإسلامي، قم المقدَّسة، هو قال في المقدِّمة بأنَّهُ سيبذل جُهدهُ في أنْ يُسجِّل أسماء المؤلِّفين وأسماء الكتب – وقد جمعتُ من ذلك ما استطعتهُ – بذل جهدهُ ثُمَّ يعتذر يقول – وإنَّما ذكرتُ ذلك عذراً إلى من وقع إليهِ كتاب لم أذكرهُ – ربَّما بعض الكتب لا أعرفها لم تصل إلى مسامعي. هم نَفس العُلماء يقولون بأنَّهُ كَان زميلاً لابن الغضائري الذي من المفترض أنْ يكون لهُ هذا الكتاب، كان زميلاً لهُ، زميلاً في أيِّ شيء؟ كان زميلاً لهُ في حُضُور الدرسِ عند والد ابن الغضائري، ابنُ الغضائري اسمهُ أحمد، صاحب هذا الكتاب الأكذوبة، ووالدهُ اسمهُ الحُسينُ الغضائري. النَّجاشي ترجم للحُسين بحسب هذه الطبعة، رقم الترجمة 166، صفحة 69، في الجزء الأوَّل، في الجزء الأوَّل الَّذي زوَّروه فسمُّوه برجال النَّجاشي، أمَّا الجزء الثَّاني فيبدو إنَّ مراجعنا الكرام لم يلتفتوا، حتَّى ما عندهم ذكاء في التزوير، زوَّروا فقط عنوان الجزء الأوَّل، وإنْ كَان هذا الأمر وراءهُ إمامُ زمانِنا حتَّى تتبيّن الفضائح والعيوب!! وليس بعيداً ذلك، نعم، الإمام هو الَّذي خذلهم. المراجع الكرام زوَّروا فقط عنوان الجزء الأوَّل صفحة 69، رقم الترجمة 166، الحسين الغضائري وهو والد أحمد، النَّجاشي هو أيضاً اسمه أحمد، النَّجاشي اسمهُ أحمد ابن عليّ ابن العبّاس، إلى آخرهِ … النَّجاشي، فالنَّجاشيُ هذا كان زميلاً لأحمد الغضائري في الحضورِ عند الحُسين الغضائري والد أحمد، حتَّى حين يذكرهُ هُنا يقول: الحُسين كذا كذا الغضائري، شيخنا رحمهُ الله، لأنَّهُ كان شيخاً لهُ، كان أُستاذا للنَّجاشي، فهل من المعقول أنَّ ابن الغضائري أحمد الَّذي كان زميلاً للنَّجاشي وكان ابناً لشيخهِ الحُسين الغضائري عندهُ كتاب في الرِّجال بهذه الأهميَّة الَّتي يضعُها العُلماء له، فالعُلماء يضعون الأهميَّة الأولى لكتاب ابن الغضائري، فهل من المعقول أنْ يكون لأحمد الغضائري هذا هذا الكتاب ولا يُشير إليه النَّجاشي الَّذي بذل تمام جهده في تقصي أسماء المؤلِّفين والمُصنِّفين؟! مُعاصرٌ له، زميلٌ له في الدرس وهو ابنُ شيخهِ، لماذا لم يُشِر إليه لا من قريبٍ ولا من بعيد؟! وأساساً لم يترجم لهُ، لا يوجد اسم أحمد الغضائري في هذا الكتاب، النَّجاشي لم يُترجم لأحمد الغضائري لا من قريب ولا من بعيد، لم يترجم لهُ، لا توجد ترجمة لأحمد الغضائري في هذا الكِتاب، هُناك ترجمة لوالده الحُسين الغضائري الَّذي هو أستاذٌ للنَّجاشي وأستاذٌ لولدهِ أحمد، ماذا تقولون أنتم؟ هذا معاصِرهُ الَّذي بَذَل جُهده لأجل أنْ يجمع أسماء المؤلِّفين وأسماء المؤلَّفات، حتَّى الَّذين قالوا إنَّ هذا الكتاب ليس لأحمد الغضائري بل هو للحُسين الغضائري، لا بأس بذلك، كُتُب الحُسين الغضائري مذكورة ولا يُوجد فيها هذا الكتاب، حتَّى على هذا القول الثَّاني، هذهِ كُتب الحُسين الغضائري مذكورة هنا، مذكورة في صفحة 69، لا يوجد فيها كتاب اسمه كتابُ الرجال، والنَّجاشي هو تلميذ الحُسين، فلا يخفى عليه، لو كان هذا الكتاب للحُسين الغضائري لذَكَرهُ في كُتَبهِ. ماذا تقولون أنتم؟ فهل هذا الكتاب لهُ وجود؟ النَّجاشي يبذل تمام جهدهِ لجمع أسماء المؤلِّفين والمؤلَّفات وأحمد الغضائري صديقهُ وهو ابن أُستاذهِ، فلا يُوجد ذكر لهذا الكتاب لا من قريب ولا من بعيد ولا توجد ترجمة، يعني أنَّ أحمد ابن الغضائري ما كان عنده تأليف ولم يكن مُؤلِّفاً، أو كان عندهُ تأليف لكن هذا التأليف لم يره أحد، فما قيمته حينئذٍ إذا لم يره أحد؟! الطوسي أيضاً، الطوسي هو الآخر مُعاصر للنَّجاشي ومعاصر لابن الغضائري، الطوسي متى مات؟ مات سنة 460، يعني بعد النَّجاشي بعشر سنوات، النجاشي توفي سنة 450، الطوسي توفي سنة 460، كان مُعاصراً للنَّجاشي وكان مُعاصراً لابن الغضائري، وهذا أيضاً الكتاب اِسمه الفهرست، مثل ما هذا الكتاب اسمه الأصل الفهرست والمراجع زوَّروه وسمّوه رجال النَّجاشي، وَلَكِنْ هذا بقي على اسمه الفهرست، هو يقول، الطوسي يقول يذكر ابن الغضائري في مُقدِّمة الكتاب يقول:- فإنَّهُ عَمَل كتابين – هذا أحمد الغضائري، هذا الكلام وصل إلى مسامع الطوسي، لأنَّ الطوسي بنفسهِ يقول بأنّه لم يرَ الكتابين، ويقول أيضاً لم ينسخهما أحد، يعني لم يرهما أحد، فكلام وصل إليه – فإنَّهُ عَمَل كتابين أحدهما ذكر فيه المصنَّفات والآخر ذكر فيه الأصول – المصنَّفات والأصول يعني كُتب، يعني فهارس، يعني ما هي بكُتب رِجال، فهذا الكِتاب الَّذي يُسمَّى كِتاب رجال كيف سمّي بهذا الاسم؟ أكاذيب، تَراكُم من الأكاذيب فيما بين العُلماء والمراجع، دعايات وأراجيف، مثل ما يُسقِّطون شخصية والجميع يُصدِّقون بذلك وهي كُلُّها أكاذيب من أوَّلها إلى آخرها، كفَّر العُلماء بعضهم البعض الآخر وبقيت هذهِ على طول التأريخ، وكلُّ ذلك التكفير يعتمد على أكاذيب وأباطيل وأراجيف ودعايات لا حقيقة لها، وبقيت تُتناقَل عبر التأريخ. هذا هو النَّجاشي لا ذكر شيئاً عن ابن الغضائري ولا عن كتابهِ، وهذا هو الطوسي يُحدِّثنا عن كتابين واحد في المصنَّفات والآخر في الأصول، المصنَّفات والأصول يعني كُتُب لا علاقة لها بعلم الرِّجال – واستوفاهما على مبلغِ ما وجده وقدر عليه غير أنَّ هذين الكتابين لم ينسخهما أحدٌ من أصحابنا – والدليل هو أنّه لا الطوسي رآهما، ولا أشار إلى ذلك النَّجاشي الَّذي كان صديقاً لابن الغضائري وزميلاً لهُ في الحضور في دروس أبيه – غير أنَّ هذين الكتابين لم ينسخهما أحدٌ من أصحابنا واختُرِمَ هو رحمهُ الله – يعني مات في شبابهِ، الاخترام يعني الموت في الشباب – واختُرِمَ هو رحمهُ الله وعَمَد بعض ورثته إلى إهلاكِ هذين الكتابين وغيرهما من الكُتب – يعني لا وجود لهذين الكتابين في المصنَّفات وفي الأصول. الكتاب المفترض والمدّعى ما هو؟ هو كتابُ الرِّجال، معَ العلم بأنَّ العُلماء لم يتّفقوا على اسم هذا الكتاب ولم يتَّفقوا على المؤلّف، البعض يقول المؤلّف أحمد الابن، والبعض يقول المؤلّف هو الحُسين الأب، البعض يقول هو الرجال، والبعض يقول هو الضعفاء، والبعض يقول قولاً آخر، فهناك أقوال عديدة، لا يوجد اتّفاق على اسم الكتاب، ولا يوجد اتفاق على اسم المؤلِّف، المعاصرون الَّذين اهتمّوا بذكر الكُتُب والمؤلّفات، النَّجاشي ما أشار إليه لا من قريبٍ ولا من بعيد، والطوسي سَمِع بأنَّ ابن الغضائري ألَّف كتابين في المصنَّفات والأصول من خلال العناوين ولا علاقة لهذه العناوين بعلم الرّجال، مثل ما ألّف الطوسي الفهرست، والفهرست لا علاقة لهُ بعلم الرجال، ولو كان كتاباً رجالياً لوثَّق ولقَدَح ومدح، وقد بيَّنتُ لكم عدد الأسماء المذكورة وهو 912، وثق 86 وضعَّف 14 فقط، من مجموع 912، ولو كان كتاباً رجاليّاً لتحدَّث عن كُلّ الأسماء الَّتي ذُكِرت أو على الأقل تحدَّث عن ثلاثة أرباعها حتَّى يقال بأنّ هذا الكتاب كتاب رجاليّ. يعني الآن حين يكتبُ إنسان كتاباً مثلاً في الفيزياء فيذكرُ فيه مجموعة قليلة من المسائل في الفيزياء والمسائل الأخرى لا علاقة لها بالفيزياء هل يقال بأنَّ هذا الكتاب هو من كُتب الفيزياء مثلاً؟ وهكذا في أيِّ علمٍ من العلوم، هذا الكتاب عبارة عن لستة وهو فهرست كما سمَّاه، أسماء مؤلِّفين ومؤلَّفات، فما علاقةُ هذا بعلم الرجال؟! لكنَّ عُلماء الشِّيعة لأنَّهم أساساً لا يملكون تُراثاً في علم الرِّجال لأنَّ علم الرِّجال علمٌ ناصبي، والأَئِمَّةُ يرفضون هذا المنهج لأنَّ القُرآن يرفضُ هذا المنهج، القُرآن يرفضُ علم الرجال، والأَئِمَّةُ يرفضون علم الرجال فما طلبوا من الشِّيعةِ أنْ يتوغَّلوا في هذا المجال، هم علماءُ الشِّيعة ركضوا وراء النَّواصب قلَّدوهم وأساءوا التقليد فوضعوا هذهِ الكُتب بمثابة فهارس للمؤلَّفات والمؤلِّفين وصارت عبر الزِّمان كتباً للرجال وما هي بكتب رجال، وهذهِ هي المعجزات الَّتي أتحدَّث عنها، كتب أُلِّفت في باب، ثمّ تحوّلت إلى باب آخر، العناوين غُيِّرت وهكذا حصل التزوير وتحوَّلت الأكاذيب والأباطيل إلى حقائق. متى ظهر إلى الواقع وجود فيزيائيّ لكتاب يقال له كتاب ابن الغضائري؟ ظهر إلى الواقع بعد موت ابن الغضائري بقرنين من الزَّمان، يعني في زمانهِ لم يَرَهُ أحد، ولذلك فإنّ النَّجاشي لم يتعرَّض للموضوع أصلاً، والطوسي صرَّح بأنَّهُ لم يرَ الكِتابين، أو لم يرَ أساساً كتاباً لابن الغضائري، وبيَّن بأنَّهُ لا يوجد أحد من الأصحاب، يعني من العلماء، قد نسخ ما كتبه ابن الغضائري، وأنَّ الورثة عمدوا إلى إهلاك تلك الكتب، وبعد قرنين من الزَّمان يأتي السيِّد جمال الدين ابن طاووس ويقول: بأنَّهُ قد عَثَر على كتاب ابن الغضائري!! النسخة هذه هل رآها أحد؟ العُلماء هكذا يقولون: بأنَّ هذه النسخة ربَّما رآها العلَّامة الحلّي، أو غير ذلك، وهم لا يملكون دليلاً على ما يقولون، كُلُّها تخرُّصات وظنون واحتمالات، يتصيَّدون كلمة هنا وكلمة هناك، ولا توجد أدلَّة واضحة وصريحة، النسخة الَّتي رآها ابنُ طاووس هل رآها أحد؟ كلّا، هل هي موجودة؟ كلّا، هو ابن طاووس قال بأنَّهُ عَثرَ على كتاب ابن الغضائري وألَّف كتاباً في الرِّجال ونَقَل ما نَقَل من كتاب ابن الغضائري وثبَّتهُ في كتابه، إذاً في زمان ابن الغضائري لا أثرَ للكتاب، بعد 200 سنة، السيِّد جمال الدين ابن طاووس ادَّعى بأنَّهُ وجد نسخةً من هذا الكتاب، نحنُ لا نُكذِّب السيِّد جمال الدين ابن طاووس ولكن نقول ربَّما كان الرجل مشتبهاً أو هناك من ضحك عليه، مثل ما ضحك السيِّد طالب الرِّفاعي في تلك الكذبة البيضاء على السيِّد محسن الحكيم وزَوَّر عليه، وأنتم شاهدتم مع أنَّنا في عصرٍ يُمكن أنْ تُكتَشف الحقائق، وزوَّر عليه من أن الَّذي ألَّف في ظلال القُرآن هو محمَّد قُطب، مع أنَّ الكتاب مشهور ومعروف، وموجود ومطبوع في المكتبات، ومرَّر هذهِ الكذبة البيضاء المحترمة على مرجع الأُمَّة وعلى مستشارهِ!! فمثل ما ضحك السيِّد طالب الرِّفاعي على السيِّد مُحسن الحكيم وهو يعترفُ بلسانهِ، جاء هُناك من ضحك على السيِّد ابن طاووس، قد تقولون ما الدَّليل على ذلك؟ مثل ما أنتم تضحكون علينا الآن، تضحكون على النَّاس وتُحطّمون حديث أهل البيت من أنَّ هذا الكتاب موجود، ولا يُوجد أحد قد رآه، نحنُ أيضاً نريد أنْ نضحك عليكم!! لماذا حينما تريدون أنْ تضحكوا علينا وتضحكوا على الشِّيعة يكون كلامكم صحيحاً مُقدَّساً، وحينما نريد أيضاً أنْ نضحك نحنُ على الشِّيعة لا يكون كلامُنا مُقدَّساً، لماذا؟! هذه هي نفس الاِحتمالات، نفس الأُسس، ونفس القواعد، أصلاً هذا الاحتمال الَّذي أنا أطرحهُ اِحتمال منطقي وواقعي جِدَّاً، لماذا؟ لأنَّ الَّذين عاصروا ابن الغضائري هم صرَّحوا، بالنِّسبة للنَّجاشي تصريحهُ عمليٌّ مع أنَّ ابن الغضائري كان صديقاً لهُ، كان زميلاً لهُ، فلم يُشِر إلى كتابه لا من قريبٍ ولا من بعيد، وأمَّا الطوسي فقد صرح بأنَّ ما كتبه ابن الغضائري قد دُمِّر وانتهى ولا تُوجد أيُّ إشارات إلى أنَّ أحداً قد نسخ ما كتبهُ ابنُ الغضائري، وبعد قرنين من الزَّمان يأتي السيِّد ابن طاووس ويدَّعي هذا الادِّعاء! هُناك من ضحك عليه، مثل ما يُضحَك على المراجع في زماننا هذا ومثل ما ضحكوا على السيِّد الحكيم في قضيَّة كبيرة ومهمَّة جدَّاً وأقنعوه بأنَّ هذا الكتاب هو لمُحَمَّد قطب، فأقنعوا السيِّد ابن طاووس بأنّ هذا الكتاب هو لابن الغضائري، ما هو الفارق؟ ما هو الفارق بين السيِّد ابن طاووس وبين السيِّد مُحسن الحكيم؟ ما هو الفارق؟ وبالمناسبة السيِّد ابن طاووس هو أيضاً سيِّدٌ حسنيّ، السيِّد مُحسن الحكيم أيضاً سيِّدٌ حسنيّ، هو من السَّادة الحسنيين، ما هو الفارق؟! هذا سيِّدٌ حسنيٌّ وهذا سيِّدٌ حسنيٌّ، هذا مرجعٌ شيعيٌّ وهذا مرجعٌ شيعيٌّ، هذا السيِّد الحكيم جاءهُ رجل من داخل الوسط الشِّيعيّ هو السيِّد طالب الرِّفاعي وهو أيضاً سيِّدٌ آخر، فجاءهُ وأقنعهُ بأنَّ هذا الكتاب الَّذي طُعِن فيه أمير المؤمنين ما هو لسيِّد قطب وإنّما هو لمُحَمَّد قطب، أمَّا كتاب ابن الغضائري فقد طُعِن فيه رواةُ الحديث وهنا القضيَّةُ أهون، فجاء من جاء إلى ابن طاووس وضحك على لحيتهِ مثل ما ضحك السيِّد طالب الرِّفاعي على لحية السيِّد محسن الحكيم، فما هو الفارق بين هذا وهذا؟ خبّرونا، أنتم خبّرونا! هذا الكلام منطقيٌّ أم ليس منطقياً؟! والمعجزة الأخرى! اسمعوا: اسمعوا المعجزة الجديدة! المعجزة هل أنّ كتاب السيِّد ابن طاووس موجود؟ كلّا، ليس موجوداً!! يا جماعة ما هذه المهزلة؟ ما هذه المضحكة، كتاب السيِّد ابن طاووس هل هو موجود الآن؟ أنتم أيّها المراجع المعاصرون هل رأيتموه؟ إنّه ليس موجوداً. هُناك عالمٌ شيعي اسمه عناية الله القهبائي يقال أيضاً بأنّه عَثَر على كتاب السيِّد ابن طاووس، نفس العملية من قال هو كتاب السيِّد ابن طاووس؟ من قال؟ نفترض هو هذا كتاب السيِّد ابن طاووس نقلهُ في كتابهِ (مَجمعُ الرجال) ونقل ما جاء فيهِ من كتاب ابن الغضائري المدّعى من قِبَل السيِّد ابن طاووس، وجاء المؤلِّف هنا السيِّد محَمَّد رضا الحُسيني الجلالي وهو عالم مُعاصر من علمائنا المعاصرين، فنقل ما في مَجمع الرجال لعناية الله القهبائي ووضع اسماً على هذا الكتاب: (الرِّجال لابن الغضائري)، وتمرّ الأجيال والعصور ويصبح هذا الكتاب هو الأساس وهو الأصل، الغريب أنّ السيِّد الجلالي في صفحة 21 يقول: وأمَّا كتابهُ – يعني هذا الكتاب – فهو من أرصنِ كُتب الرِّجال في الدقَّة والقوَّة – [هو الكتاب وينه] حتَّى صار من أرصنِ كتب الرجال؟! ما هو أنت يا سيِّدنا نقلتهُ من عناية الله القهبائي من مَجمع الرجال وهو نقلهُ من كتاب ابن اطاووس، وكتاب ابن طاووس ليس موجوداً! ومن قال من أنَّ النسخة الَّتي عثر عليها عناية الله القهبائي من كتاب ابن طاووس كانت نسخة صحيحة؟ من قال بأنّها ليست مزوّرة وأمامنا هذه الكتب مزوّرة، ثُمَّ حتَّى لو عثر على نسخةٍ صحيحة، من قال بأنَّ الَّذي ثبَّته السيِّد ابن طاووس هو فعلاً من نسخةٍ لكتاب ابن الغضائري؟ وحتَّى لو فرضتُ ذلك فهل إنَّ ابن الغضائري نبيّ حتَّى آخذ بكلامهِ؟ ما هو حالهُ حال النَّجاشي وحال الطوسي، حالهم حال المراجع الآخرين الَّذين يُضحَك عليهم ويفسِّقون النَّاس ويكفّر بعضهم بعضاً على الأكاذيب والمهاترات، وهذا واقعٌ نحنُ عشناه، والتأريخ الشِّيعيّ مشحون بمثل هذه الشَّواهد والتفاصيل، وقد مرَّ علينا في حلقات البرنامج كيف أنَّ مراجع النَّجف وكربلاء والكاظمية أجمعوا على قتلِ مرجعٍ في الكاظمية، وسفكوا دمه والمرجع الأعلى بعد ذلك تزوّج من ابنة مرجع الكاظمية وأُقيمت الليالي المِلاح ودامت الأفراح!! وهم قد قطعوا رأسَ مرجعٍ شيعيٍ وطافوا فيه في الأزقّة ودخلوا فيه حتَّى إلى حرم الإمامين صلواتُ الله عليهما، ما هو هذا الواقع الشِّيعيّ، هذا هو الواقع الشّيعيّ عِبر التأريخ، فكيف لعاقلٍ أنْ يقبل بمثل هذه الخُزعبلات؟! وأمَّا كتابهُ فهو من أرصنِ كُتُب الرجال – على أساس أنَّ الكتاب موجود! [هو الكتاب وينه؟] هذه أكذوبة، أين هو الكتاب حتَّى نقول فهو من أرصن كتب الرِّجال؟! يأتي طلبة جاهل لا يعرف وينقل هذا الكلام على المنابر وتمشي الأمور، ويأتي أحمد الكاتب ويعتمد على تقييمات ابن الغضائري ويُسقِط الرِّوايات مثلما أسقطها العلماء الآخرون وتنتفي ولادة الإمام الحُجَّة، فكما يدَّعي هو يقول: بأنَّه ليس بحقيقةٍ تأريخيّة وإنَّما الإمام هو فرضيّة فلسفيّة، وهذا هو الكلام نفسهُ الموجود بين علمائنا – وأمَّا كتابهُ فهو من أرصن كُتُب الرِّجال في الدقَّةِ والقُوَّةِ في الترتيبِ والتعبيرِ والأداء – هو الكتاب أين هو؟! – والاِلتزام بِمصطلحِ عُلماء الفَن – غريبٌ هذا الكلام، هذا الكلام لا صحَّة لهُ، لا من قريب ولا من بعيد، هذا هو الكتاب المعجزة الأكذوبة (رجال ابن الغضائري)، ما هو الشَّيء المهمّ في هذا الكتاب؟ الشَّيء المهمّ هو أنّه يُضعِّف رواة الأحاديث الَّذين ينقلون أحاديث المقامات والمعارف، هي هذهِ المسألة الموجودة عندهم، إنّه يُضعِّف رواة الأحاديث الَّذين يروون أحاديثَ ولادةِ الإمام الحُجَّة صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه! هو هذا، هذا هو الموضوع، لذلك صار ابن الغضائري مصدراً مهمّاً عندهم!! المعجزة الأخرى، وهذه تحتاج إلى صلوات!! (معجم رجال الحديث للسيِّد الخُوئي): مُعجم رجال الحديث للسيِّد الخوئي، ماذا يقول السيِّد الخُوئي عن ابن الغضائري؟ بعد أنْ يتحدَّث صفحة 96، هذا هو الجزء الأوَّل من معجم رجال الحديث للسيِّد الخوئي، هذا الكتاب المُعتمد الآن الَّذي بهِ يُدمَّر حديثُ أهل البيت، وبهِ تُضعَّفُ وتُسقَّطُ الرِّوايات الواردة في ولادةِ إمام زماننا، بهذا الكتاب، مُعجم رجال الحديث للسيِّد الخوئي، الطبعة الخامسة، طبعة منقحة ومزيدة، 1992 ميلادي، السيِّد الخُوئي في صفحة 95، يقول:- وأمَّا الكتاب المنسوب إلى ابن الغضائري فهو لم يثبت – هذا الكتاب لم يثبت – ولم يتعرَّض له العلَّامة في إجازاته – المراد من الإجازات، الإجازات الَّتي كَتَبها العلَّامة لمجموعة عُلماء بني زهرة وذكر أسماء الكُتُب الَّتي عنده والَّتي رآها وقرأها، فما ذكر اسم هذا الكتاب في تِلك الكُتب. أنا لا أُريد الآن أنْ أُفصِّل القول في كُلِّ صغيرةٍ وكبيرة، ما هي الخلاصة الَّتي يصل إليها السيِّد الخوئي في بحثه في صفحة 96: – والمُتحصِّلُ من ذلك – بعد أنْ قَلَّب الحديث يمنة ويسرة – والمُتحصِّلُ من ذلك أنَّ الكتاب المنسوب إلى ابن الغضائري لم يثبت – لم يثبُت يعني أنّ هذا الكتاب لا وجودَ لهُ – بل جَزَم بعضهم بأنَّهُ موضوع – أي هذا الكتاب ليس كتاباً صحيحاً من الأساس – وضعهُ بعض المخالفين ونَسَبهُ إلى ابن الغضائري – لماذا؟ لأنَّ النتيجة العملية لهذا الكتاب هو تحطيم روايات أهل البيت، تحطيم روايات المعارف، ومن جملتها الأحاديث الَّتي وردت في ولادة إمام زماننا، أليس الأمور تتبّين من خواتيمها، النتيجة والثَّمرة النهائية فيما لو اعتقدنا بكتاب ابن الغضائري، واحدة منها هو إلغاء روايات ولادة الإمام الحُجَّة، لأنَّ ابن الغضائري أشار إلى بعض هؤلاء الرواة من أنَّهم غلاة ومن أكثر النَّاس كذباً، ومرَّ علينا ما جاء في كتاب أحمد الكاتب وكيف قيَّم أسانيد الرِّوايات بنفس طريقة المنهج الأبتر الَّذي يستعملهُ علماؤنا ومراجعنا الكرام اعتماداً على هذهِ الكُتب القَذرة. والمُتحصِّلُ من ذلك – النَّتيجة ما هي عند السيِّد الخُوئي؟ – أنَّ الكتاب المنسوب إلى ابن الغضائري لم يثبت – والمعجزة ما هي؟ هي أنَّ السيِّد الخوئي على طول الكتاب يعتمد عليه، فلا يوجد مكان إلَّا وينقل كلام ابن الغضائري ويُرتِّب الأثر عليه، هذه هي المعجزة الكبيرة ..!! هو هذا الكتاب كتاب السيِّد الخُوئي، قطعاً هذا هو الجزء الأوَّل، وإلَّا فالكتاب يتألَّف من أربعة وعشرين جزءاً، عدد الرُّواة الَّذين ذكرهم: 15706 وهذا هو العدد الكُلِّي، 12941 منهم من دون أيّ معلومات، فقط أسماء! يعني هذهِ لستة كبيرة أيضاً، من مجموع: 15706، هناك 12941 لا توجد معلومات عنهم، عدد الَّذين ذكرهم بمدحٍ أو ذَمّ: 2765 فقط، في كُلِّ الكتاب، في أربعة وعشرين جزءاً!! تلاحظون؟ نفس القضية! فحالهُ هو من حال هذه الكتب، لأنَّهُ هو جمع الكتب في هذا الكتاب وما جاء بشيءٍ جديد، السيِّد الخوئي ما جاء بشيءٍ جديد، جمع هذه الكتب في هذا الكتاب ولم يأتِ بشيءٍ جديد، وإذا كان قد جاءنا بشيءٍ جديد أنا أقولُ لكم ما هو، يقول: – الشَّخص الَّذي يجعلهُ الإمام المعصوم وكيلاً عنهُ في الأمور المالية لا نقبل رواياتهِ – أي أنّه ليس ثقةً – الوكالةُ لا تستلزم العدالة، ويجوز توكيل الفاسق إجماعاً وبلا إشكال، غاية الأمر أنَّ العُقلاء لا يُوكِّلون في الأمور المالية خَارجاً مَن لا يُوثَق بأمانتهِ – فمن كَان وكيلاً للإمام المعصوم في الأمور المالية فهو في نظر السيِّد الخُوئي ليسَ عادلاً، وإذا كان ليسَ عادلاً فإذا روى لنا عن الإمام المعصوم شيئاً فروايتهُ ليست صحيحة، ولا تُوصف بالصَّحة، لأنَّ علماء الرِّجال يشترطون العدالة في الرواة حينما يصفون الرِّواية بأنَّها روايةٌ صحيحة. أنا أقول للسيِّد الخوئي: وكلاؤك أَيُّهَا السيِّد نحنُ نعرفهم، الكثير منهم سَفَلة! الكثير منهم ساقطون بمعنى الكلمة، سَفَلة سَفَلَة بمعنى الكلمة، نحنُ نعرفهم شخصياً، أنا أعرف الكثير منهم، وكلاء السيِّد الخوئي الكثير منهم سَفَلَة بمعنى الكلمة، وحينما جاءت المرجعيَّةُ من بعد السيِّد الخوئي أبقتهم على حالهم، بقي أولئك الوكلاء السَّفَلَة في نفس الأماكن! هؤلاء الوكلاء السَّفَلَة حينما يحملون خبراً إلى السيِّد الخوئي يأخذ به أم لا يأخذ به؟ وكلاؤه السَّفَلَة مَوثُوقون عنده، ووكلاء الأَئِمَّة على الأموال ليسوا بموثوقين!! أيّ منطقٍ هذا؟! أيّ هُزالٍ فكريٍّ هذا؟! [أي طيحة حظ هذه؟!] المنطق ماذا يقول؟! الإمام يُوكِّل شخصاً على الأموال فحينما يأتي هذا الشَّخص وينقل الأحاديث والأخبار للإمام المعصوم بشؤون الأموال، الإمام يقبل كلامه أم لا يقبل؟ إذا قَبِل كَلامه كَان موثوقاً، وكلاء الخُوئي السَّفَلَة السَّاقطون الحُقراء الَّذين نعرفهم وعايشناهم هؤلاء ثِقات، ووكلاء الأَئِمَّة لا يُوثَقُ بهم! هذا هو منطقُ معجم رجال الحديث، وهذه النُّسخة تختلف عن النُّسخ السَّابقة، لماذا؟ لأنَّ النُّسخ السَّابقة كان التوثيق والمدح والقدح فيها يختلف، فقد غيَّر السيِّد الخوئي رأيه بعد ذلك، فأين هو العِلْم؟! السيِّد حسن الكشميري في كتابهِ (خمسون عام مع المنبر): يُشير إلى أنَّ السيِّد الخُوئي رحمةُ اللهِ عليه بعد هذهِ الطبعة الَّتي غيَّر فيها رأيَه، مرَّة أخرى غيّر في آرائِه، ولكن الحاشية منعتهُ من طباعة كتابهِ بعد التغيير، وقالت: إنَّ ذلك سيسيء إلى سمعةِ مرجعيَّتك!!! إذا كانت القضيَّة بهذهِ اللعبة وبهذه الصورة، فكيف نستطيع أنْ نعتمد على منهجيَّةٍ بهذه الضَّحالة وبهذا الهزال لكي نُقيَّم أسانيد الرِّوايات، وبعد ذلك نحكم على أنَّ هذه الرِّوايات صحيحة أو ليست صحيحة؟! أيُّ هزالٍ هذا؟! ألا تُلاحظون أنَّ هذا الهُزال يصير علماً وفقاهةً وتحقيقاً، هذه معجزة أم لا؟ إنّها مُعجزة، هذه معجزة، نحن في عصر المعاجز يا جماعة، كُتب مزوَّرة تصبح كُتباً صحيحة، رجاليّ بحسب ما يقولون يموت سنة 450، ويؤرِّخ لرجل يموت سنة 463!! كتاب لم يرهُ أحد وَلَكِنْ فُجأةً [يطلع من فطر الحايط] ويقول السيِّد ابن طاووس هذا كتاب ابن الغضائري!! كتاب السيِّد ابن طاووس ليس موجوداً فُجأةً غمّض فتّح صار عندنا كتاب ابن الغضائري وصار من أرصن الكُتب!! مُعجم رجال الحديث [يومية السيِّد الخوئي مغيِّر آراءه]!! وهل أنَّ الحقائق تتغير بحسب تغيُّر آراء السيِّد الخوئي؟! لا أدري!! ماذا تقولون أنتم؟ يعني كلَّما غَيَّر السيِّد الخوئي آراءَه فإنَّ الحقائق تتغيَّر؟! كيف يكون هذا؟ وأيُّ منطقٍ هذا؟ أيُّ هُزال هذا وأيِّ ضحالة وأيَ ضحك على الذقون؟! هذا هو المنهج الأبتر. والمعجزة الأكبر: المعجزة الأكبر سيِّدنا السيستاني دام ظله الشَّريف، هذا الكتاب اسمه (الإمام السيستاني أُمَّةٌ في رجل)، مؤسَّسة البلاغ، وهذا الكتاب متبنَّى من قِبل مكاتب السيِّد السيستاني ويُوزَّع في مكاتبهِ، أساساً هذهِ النُّسخة جاءني بها من جاءني من يدِ صهر السيِّد السيستاني، من هنا من مكتبه في لندن، صفحة 79، أحدُ تلامذتهِ يُحدِّثُ عنه يقول:- ولهُ أراء خاصَّة – أي للسيِّد السيستاني – يُخالف بها المشهور، مثلاً ما اشتهر من عدم الاِعتماد بقدح ابن الغضائري إمَّا لكثرة قدحهِ أو لعدمِ ثُبُوتِ نِسبة الكتاب إليه، فإنَّ سيِّدنا الأستاذ – يعني السيِّد السيستاني – لا يرتضي ذلك بل يرى ثبوت الكتاب – [هو الكتاب وينه] حتَّى نحنُ نعتقدُ ثبوت الكتاب؟! ألا يُقال العرش قبل النقش، هيّء العرش وبعد ذلك أنقُش – بل يَرى ثبوت الكتاب – الكتاب ثابت! – وأنَّ ابن الغضائري هو المُعتمد في مقام الجرحِ والتعديل أكثر من النَّجاشي والشَّيخ وأمثالهما – يا سبحان الله! هو الكتاب أين؟ ما هو هذا كتاب النَّجاشي وهذا كتاب الشَّيخ الطوسي وهُما معاصران، لا ذكرا شيئاً عن الكتاب، ولا رأيا الكتاب، فكيف ثَبَت الكتاب؟! ويُقدِّم – السيِّد السيستاني دام ظله الشَّريف – رأي ابن الغضائري على آرائهم – لماذا؟! هذه معجزة أخرى أيضاً! ألا تلاحظون إنَّنا نَعيشُ في عصر المعجزات، هذا هو كتاب ابن الغضائري، وهؤلاء مراجعنا الكرام وهذا هو المنهجُ الأبتر، وهذا مصداق واضح، أحمد الكاتب من مصاديقِ تطبيق المنهج الأبتر على أرض الواقع، غريبٌ هذا الكلام – فإنَّ سيِّدنا الأستاذ لا يرتضي ذلك – لا يرتضي التشكيك في كتاب ابن الغضائري – بل يرى ثبوت الكتاب – [ما أدري السيِّد السيستاني إذا نحلفه بالعبَّاس يحلف بالعبّاس] أنّه قد رأى نسخةً من هذا الكتاب؟ في أيّ مكتبة؟ في أيّ مكان؟ – بل يرى ثبوت الكتاب، وإنَّ ابن الغضائري هو المعتمد في مقام الجرح والتعديل – طبعاً إذا اعتمدناه فسنُحطِّم الكثير والكثير والكثير من أحاديث أهل البيت، لأنَّ ابن الغضائري المُفترض أو هو ربَّما ابن القنادري لا أدري، لأنَّهُ لا يوجد دليل على أنَّ هذا الكتاب فعلاً لابن الغضائري، لأحمد ابن الحسين الغضائري، لا يوجد دليل على ذلك، هذا هراءٌ أقوال المراجع والعلماء، هراء من أقوالهم، وخزعبلات من أحاديثهم. بالضَّبط مثل ما ضَحَك السيِّد طالب الرِّفاعي، هذا مثال واضح ومُسجَّل على الفيديو، أمامكم المرجع السيِّد محسن الحكيم، السيِّد طالب الرِّفاعي موجود، مثل ما ضحك على السيِّد محسن الحكيم والسيِّد محسن الحكيم أصدر أوامره إلى السيِّد مُحَمَّد تقي الحكيم وكتبوا البرقية إلى عبد النَّاصر اِعتماداً على كذبةٍ كذبها السيِّد طالب الرِّفاعي وترتبت الآثار على ذلك، مثل ما خَدَع السيِّد محسن الحكيم في أنَّ هذا الكتاب وهو كتاب مطبوع وموجود، موجود في بيوت أولادهِ، يعني ما هو بنسخة مثلاً مشكوكة، سيِّد قُطب موجود والكتاب معروف ومطبوع وموجود في النَّجف وموجود في بيوت أولادهِ والقضيَّة معروفة وشائعة والحديث مُتناقل وأساساً هو سيِّد قطب نقلها من كتب أسباب النزول الموجودة عند المخالفين، وكُتب أسباب النزول موجودة عند المخالفين ومعروفة وهذه الرِّوايات عن أنَّ أمير المؤمنين شرب الخمر موجودة في كُتب المخالفين، في كُتب أسباب النزول، والسيِّد قطب نقلها من تلك الكتب، كلُّ هذا موجود ومع ذلك السيِّد طالب الرِّفاعي ضحك على السيِّد محسن الحكيم وحينما اعترض السيِّد جمال الهاشمي وكذَّب عليهم السيِّد طالب، هو السيِّد طالب في مذكراتهِ يقول: رأيت الارتياح واضحاً على وجه السيِّد محسن!! الارتياح بسبب هذه الكذبة، بأنَّ السيِّد جمال الهاشمي لم يكن متأكداً من كلامه فظهر من أنَّهُ ليس صحيحاً بينما كان كلامهُ صحيحاً، لكنَّهُ ليس متأكداً من كلامهِ. مثل ما هذه العملية تدور وتلاحظون إنَّ السيِّد طالب ضَحَك على السيِّد محسن والسيِّد محسن ضحك على نفسهِ، لو كان جاداً لقال لسيِّد طالب دعونا نتأكّد، جيئونا بالكتاب، أين هو كتاب محَمَّد قطب؟ أين كتاب سيِّد قطب؟ جيئونا بالكتب، لو كان جادّاً، فالعملية مُركبة ما بين أنَّ السيِّد طالب ضحك على السيِّد محسن الحكيم والسيِّد محسن الحكيم هو الآخر ضحك على نفسهِ، لو كان عالماً وفقيهاً محقِّقاً مثل ما يصفون وهو زعيم الأُمَّة والقضيَّة حساسة والبرقية مُوجَّهة إلى أكبر رئيس في أكبر دولة عربية، والموضوعُ عقائديٌّ مهم، المفروض أن يتأكَّد من الموضوع قبل أنْ يُصدر أمره بإرسال البرقية، فمثل ما أنّ السيِّد طالب ضحك عليهِ وهو ضحك على نفسهِ، المراجع أيضاً يأتي من يضحكُ عليهم وهم يضحكون على أنفسهم وبعد ذلك يضحكون علينا!! ما هو هذا الَّذي فعلهُ السيِّد مُحسن الحكيم، ضحك علينا حين أرسل برقيةً إلى عبد الناصر، الشِّيعةُ ماذا رأوا؟ رأوا أنَّ سيِّد قطب على حقّ، والدليل هو أنَّ المرجعيَّة تكتبُ برقيَّةً تُدافع عنه، فهذا يعني أنَّ سيِّد قُطب على حقّ، السيِّد طالب الرِّفاعي ضَحك على السيِّد محسن الحكيم، والسيِّد محسن الحكيم ضحك على نفسهِ، ثُمَّ ضحك على السيِّد محمَّد تقي الحكيم، والجميع ضحكوا علينا، هذه القضيَّةُ هِيَ هِيَ، يضحكون على العُلماء، والعُلماء يضحكون على أنفسهم، وهم يضحكون علينا بعد ذلك، والنتائج هي هذه الَّتي بين أيدينا. أعتقد صارت الصورة واضحة وجليَّة كيف تسير الأمور، عرضتُ بين أيديكم أُمَّهات الكُتُب الحديثية والتفسيرية والتأريخية والرجالية، ولاحظتم التزوير وطمس الحقائق والتحريف والتبديل والتغيير، وعرضتُ بين أيديكم الكُتُب الرِّجالية الشِّيعيَّة ولاحظتم الهُراء والضِّحكْ على العقول، لاحظتُم تخريب الدِّين وتخريب العقائد بهذه الكُتُب الهزيلة المحرَّفة الفاسدة القَذِرة، ولاحظتُم كيف أنَّ العُلماء والمراجع يُضْحَك عليهم ويضحكون على أنفسهم ويضحكُ بعضهم على بعض وبعد ذلك يضحكون علينا، يضحكون عليكم، وأنا لا أقول إنَّ ذلك يصدر منهم بسوء نيَّة، إنَّهُ الجهل المركَّب والحماقةُ الشديدة!! الأمرُ هُوَ هُوَ حين قال إمامُنا الكاظم للبطائنيّ : (أَنْتَ وأَصْحَابُك أَشْبَاهُ الحَمِير)، وقد مرَّت علينا هذه الرِّوايات. أنا اسألكم هنا: أنا أسألكم هذا الَّذي طُرِح، ما طرحتهُ أنا وما هو مُطروح في جوِّ المؤسَّسة المرجعيَّة وفي جوِّ المؤسَّسة الدِّينيَّة، أيُّ المنطقين منطقٌ زهرائيٌّ وأيُّ المنطقين منطقٌ بطائنيٌّ..؟! تلاحظون أنَّ المنهج الأبتر تمسَّك بهِ أحمدُ الكاتب وطبَّقهُ الرَّجُلُ بصدقٍ مع نفسه، يُريد أنْ يصل إلى الحقيقة، لكنَّهُ أخطأ، أخطأ الطريق! فارقٌ كبير بين من يريد أنْ يصل إلى الحقيقة ويُخطئ الطريق وبين من يبحث عن الضلال بنفسهِ!! الرَّجُل يُريد أن يصل إلى الحقيقة ولكنَّهُ أخطأ الطريق، أخطأ الطريق لأنَّهُ تمسَّك بهذا المنهج الأبتر فوصل إلى هذه النتائج البتراء!! المنهج هُوَ هُوَ، الرَّجُل لا كانت عنده مرجعيَّة ولا كان يطمح لها، ولا كان يبحث عن مُقلِّدين، ولا كان عنده مقلَّدون، ولا تجبَى لهُ الأخماس، صَدَق مع نفسهِ في تطبيق المنهج الأبتر فوصل إلى ما وصل إليه فأنكر إمامَ زمانه، وظلّ حَائراً بين الحقيقة التأريخية والفرضية الفلسفية، ومن خلالِ خُزعبلات التأريخ وقذارات علم الرِّجال ثبت عندهُ أنَّ الإمام الحُجَّة لم يُولَد!! الرَّجُلُ لم يُطبِّق البرنامج الحوزويّ بشكلٍ خاطئ، المنهجُ الأبتر هُوَ هُوَ، جاء بهِ من مراجعنا وعُلمائنا ومن كُتُبهم هذه، فطبَّقها فَوصَل إلى هذه النتيجة، هو هذا الَّذي أتحدَّثُ عنه: من أنَّ المنهج الأبتر نتائجهُ النِّهائية هي في مواجهة الإمام الحُجَّة!! الرَّجُل هنا استعجل النَّتيجة لماذا؟ لا مصلحة لهُ في تأخير الاستنتاج، يزعمُ أنَّهُ يبحثُ عن الحقيقة ويتصوَّر أنَّهُ وصل إليها فأنكرَ إمامَ زمانه. المشكلةُ الَّتي هي كَنَارٍ تحت الرَّماد في داخل المؤسَّسة الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الرَّسميَّة، المنهج هو المنهج، والنتائجُ هي النتائج، ولكنَّ القوم لفُّوا عليها بطريقٍ آخر، أنا أقول دعونا نتذكَّر البطائنيّ والَّذين معه، حينما كان الإمام الكاظم في السّجن كانوا على علاقة طيَّبةٍ بالإمام الرِّضا، وكانوا يُظهِرون الودَّ له والاحترام وكانت المرجعيَّةُ لهم، فالإمام الرِّضا كان مُتوارياً عن النَّاس، ساكناً ساكتاً في بيتهِ، لأنَّ الإمام الكاظم موجودٌ وإن كان في السّجن، الشِّيعةُ كانت تعود للبطائني وأضراب البطائني القَندِّي وأمثال القَندِّي، فكان البطائنيُ وأمثالهُ هم المراجع، والنَّاس تُقلِّدهم وتتابعهم، والأموالُ تُجبى إليهم والزَّعامةُ لهم، والأسئلةُ العلميَّةُ تُوجَّهُ لهم، فهم يُشار إليهم بالبنان، هم أهلُ العلم، وهم أهل الولاية، وهم المراجع، والأموال عندهم، والسلطةُ لهم، والنَّاسُ تقوم لهم ولا تقعد، هكذا كَانت تَجري الأمورُ في الأيَّام الَّتي كَان فيها إمامنا الكاظم مُغيَّباً في السُّجون، (السَّلَامُ عَلَى الْمُغَيَّبِ فِي قَعْرِ السُّجُونْ)، كَان مُغيَّباً وفي غيبةٍ، وإمامُ زماننا الآن الحُجَّة ابن الحسن مُغيَّب أيضاً وفي غيبة!! والمؤسَّسةُ الدِّينيَّةُ الشِّيعيَّةُ الرَّسميَّة هي الَّتي لها الأولوية في العلم والدين والزَّعامة والأموال تُجبى لها والجميع يأخذون التحيَّة ويقومون إجلالاً ولا يقعدون لها ما زال الإمامُ غائباً، وحين اِنتهت غيبةُ إمامِنا الكاظم ماذا فعل البطائنيُّ؟ طَرَح فكراً جديداً وأنكرَ الرِّوايات ووضع منهجاً للتفكير! وهو منهجُ الكلاب الممطورة! وأعلن العداءَ للإمام الرِّضا وأنكرَ إمامَتهُ، وحثَّ الشِّيعة على ذلك وأكثرُ رواة الحديث تبعوه بالمناسبة لأنَّهُ هو المرجع، مثل ما الآن الفضائيات تُثقِّف الشِّيعة، في برامج عديدة النَّاس تسأل كيف نَعرفُ الإمام إذا ظهر؟ يقولون: نعود إلى المراجع، ونفس هذهِ القضيَّة كَانت في زمان البطائنيّ، حين استُشهِد الإمام الكاظم وشُيِّع أمامَ النَّاس، وكان تشييعهُ علنيَّاً وواضحاً جدَّاً، ومع ذلك الشِّيعةُ قالت: بأنَّ الإمام لم يمت!! ركضوا في جنازتهِ وبكوا ولطموا، لأنَّ المرجع قال لهم: إنَّ الإمام قد غاب! وإنَّ الإمام الرِّضا ما هو بإمام، فإنَّهُ ليس لهُ ولد، وكأنَّ الإمامة هكذا تثبُت، وكأنَّنا نأتي نبحث هل للإمام ولد أم ليس لهُ ولد؟ الإمامةُ منصوصةٌ والنصوصُ واضحة والقضايا بيِّنة، لكن الشِّيعة تبعوا البطائني، تبعوا المرجع، وهذه الفتنةُ ستتكرّرُ في زمان ظهور الإمام، لا ندري متى في هذا العصر أم في غيره؟! ستتكرَّرُ، القضيَّةُ هِيَ هِيَ، ما دام هذا المنهج موجوداً ستكون النتائج هِيَ هِيَ، سيُنكِرُ المراجعُ الإمام، الرِّوايات تقول هذا ولستُ أنا، نعم سيقفون بوجهه! هذا هو الَّذي أقوله: يا حوزتنا، يا مراجعنا صَحِّحوا المنهج، هذا المنهج سيُنتج أجيالاً في الأيَّام القادمة، إذا لم يكن ظهور الإمام في عصرنا هذا سينتجُ أجيالاً وهذهِ الأجيال ستخرج منها الجموع البتريّة من المراجعِ والعُلماءِ والخطباءِ والقُرّاءِ ومن الشِّيعة عُموماً في مواجهة إمام زماننا، الرِّوايات تتحدَّث عن ذلك ولستُ أنا الَّذي أقول، الرِّوايات تقول إنَّهم سيفتحون أبواب النَّجف للسفيانيّ مثلما فُتِحت للفكر القُطبيّ، ومثلما ضحك السيِّد طالب الرِّفاعي على السيِّد محسن الحكيم وكتب البرقية وخرجت البرقيات الأخرى أيضاً من المراجع يُدافعون عن أعتى ناصبٍ في التأريخ وهو سيِّد قُطب!! العمليةُ ستعود مرَّة أخرى ولكن هذه المرَّة في مواجهة الإمام الحُجَّة، وإذا نجح الفكر القُطبيُّ في اجتياح العالم الشِّيعيَ، فإنَّ الفكر السفياني لن ينجح، ولكنَّهُ سيؤدّي إلى هلاك الشِّيعةِ في مواجهةِ إمامِ زمانها، فالإمامُ قادمٌ قادم، والمدُّ السفياني سينتهي..!! وأنا أقول يا شيعة العراق، يا عشائر العراق: أنتم غدرتم بعليٍّ، آبائكم وأجدادكم غدروا بعليٍّ وغدروا بالحسن وغدروا بالحُسين، فَكِّروا وفَكِّروا مليون ومليون وتريليون مرة، هذه الحقائق ما هي من عندي، هذا كلام آل مُحَمَّد، فَكِّروا في هذا الكلام، أعيدوا النَّظر فيه، لا تُكرِّروا الأخطاء مرَّةً أُخرى، غدرتُم بعليٍّ وغدرتم بالحسن وغدرتم بالحُسين وغدرتم بالأَئِمَّة، لا تُكرِّروا الخطأ مرَّةً أخرى وتغدروا بالإمام الحُجَّة، احذروا، احذروا من هذا المنهج الأبتر، هذا المنهج الأبتر إذا بقي موجوداً وبقي الفِكرُ القطبيُّ يعشعش في رؤوسكم فإنَّكم أفضلُ مشروعٍ للجموع البترّيةِ الَّتي ستناصرُ السفياني في مُواجهةِ إمام زماننا صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، حتَّى أنتم الَّذين تُسمُّون أنفسكم بِخَدَمَة الحُسين، أنتم مهزلة. خَدَمَة الحسين يحتاجون إلى وعي مهدويّ، ولا يحتاجون إلى صنميَّةٍ يعبدون بها المرجع الفلاني والعالم الفُلاني، إِنَّهُم يحتاجون إلى وعيٍ مهدويّ، أنت خادم الحُسين بهذه الصَّنميَّةِ إذا قال لك المرجع من أنَّ هذا الإمام الَّذي خرج ما هو بالإمام!! ستقفُ مع المرجع وستُحاربُ الإمام الحُجَّة!! وهذا هو الحال جرى في زمن البطائني، قارنوا بين تلك الفترة وهذه، البطائنيّ مرجع شيعيّ من الطِّراز الأوَّل، وشخصيّة علمية مرموقة في زمانه، والشِّيعةُ تعود إليه والإمامُ الكاظم حيٌّ ولكنَّهُ مُغيّب، (السَّلَامُ عَلَى الْمُغَيَّبِ فِي قَعْرِ السُّجُون وَظُلَمِ الْمَطَامِير)، حتَّى هذه العبارة في الزِّيارة عبارة الْمُغيَّب الأَئِمَّة يُشيرون فيها إشارات واضحة إلى غيبةِ إمام زماننا، هناك مقارنة واضحة، قارنوا بين غيبةِ الإمامِ الكاظم في السجن وبين غيبةِ إمامِ زماننا..؟! وقارنوا بين مراجع في ذلك العصر لهم الزعامة والأموال تُجبى لهم وبين مراجع في زماننا هذا، ما الفارق بين أولئك وهؤلاء؟! فهم أولئك شيعة وهؤلاء شيعة، أولئك ما هم بمعصومين وهؤلاء ما هم بمعصومين، ومثلما غدروا بالإمام الرِّضا سيغدر هؤلاء بالإمام الحُجَّة!! ما الدليل عندكم على أنَّ هؤلاء لا يغدرون بالإمام الحُجَّة؟ ما هو الدليل؟! هم أُناس عاديّون لا يمتلكون العصمة، ما هو الدليل على أنهم لا يغدرون؟! الدليل هو العقيدة، عقيدتهم ما هي؟ منهجهم ما هو؟ عقيدتهم واضح في المؤسَّسةِ الدِّينيَّة هُناك ضعف في البراءة الفكريَّة، بل اِنعدام للبراءة الفكرية وسآتيكم بدليلٍ واضحٍ في حلقةِ يوم غد والَّتي بعدها سآتيكم بدليلٍ واضح جدَّاً يُثبتُ ليس فقط الضَّعف في عقيدة البراءة الفكرية بل اِنعدام البراءة الفكرية!! ليس فقط في المؤسَّسة الدِّينيَّة وحتَّى عندكم أنتم الَّذي تشاهدونني الآن، سآتيكم بأدلَّة واضحة لن تستطيعوا ردَّها، بأدلَّة حسيَّة مرئيّة ومسموعة، سأسلّمها بأيديكم، لأُثبت لكم أنَّ المؤسَّسة الدِّينيَّة تنعدمُ فيها البراءة الفكرية ابتداءً من المراجع ومن المرجع الأعلى إلى كُلِّ الأساتذةِ في الحوزة العلمية، لأنَّني سأطرحُ لكم شواهد وأمثلة، والمؤسَّسةُ الدِّينيَّة بِكُلِّها تُؤيِّد هذه الشواهد والأمثلة بشكلٍ مُباشر أو بشكلٍ غير مباشر وبالصوتِ والصورة. القضيَّةُ هُنا هي في المنهج، المنهجُ الموجود منهجٌ أبتر، والمنهجُ الأبتر لا يُتوقَّع منهُ أنْ يُعطي العقائد الصحيحة، سيُعطي عقائد مُفرغة من مضامينها، ومن هنا كَانت البراءةُ الفِكريّةُ مُنعدمةً أو في أحسنِ أحوالها هي ضِعيفةٌ جدَّاً، فكيف يتوقَّع أنْ تنشأ عقيدةٌ صحيحةٌ واضحةٌ وقويَّةٌ في ظلِّ سيطرة هذا المنهج الأبتر؟! نجاتكم هي بالفِرار إلى المنهج الكوثري الزَّهرائي! الجأوا إلى الزَّهراء! تمسَّكوا بالزَّهراء! اعرفوا منزلة الزَّهراء! اقرأوا زيارتها! والوا من توالي الزهراءُ وتبرّأوا مِمَّن تتبرّأُ منه الزَّهراء! وأنتم بنفسكم دَقِّقوا وافحصوا، مَن الَّذين تُواليهم الزَّهراء ومَن الَّذين تتبرَّأ منهم الزَّهراء! أنتم تُخاطبونها في زيارتها: (وأنَّ مَنْ وَصَلَكِ فَقَدْ وَصَلَ رَسْولَ الله – ابحثوا عن معنى: مَن وَصَلكِ – وَمَنْ جَفَاكِ فَقَدْ جَفَا رَسُول الله)، ابحثوا عنها في الزيارات، في الأدعية، في الرِّوايات، دعوكم من كلامي. وحين أقول عليكم أن تتمسَّكوا بالمنهج الزَّهرائي فإنَّني لا أدعوكم إلى أنْ تتمسَّكوا بكلامي أبداً، بل أقول: اجعلوا الزَّهراءَ ميزاناً! اقرأوا زيارتَها وزِنوا النَّاس، زِنوا العُلماءَ والمراجعَ بميزانِ معرفةِ الزَّهراء، لكن بعد أنْ تعرفوا الزَّهراء، وليس الحديث هنا عن إقامة مجالس العزاء واللطم على الزَّهراء، هذه قضايا سطحية، ليس الحديث عن لعن قتلة الزهراء بالألسنة، ليس الحديث عن لبس السَّواد أو نظم الشِّعر، القضية بالدرجة الأولى هي قضية فكريّة وعقائديّة، وبعد ذلك تأتي هذه الأمورالأخرى، (يَا كُمَيل مَا مِنْ حَرَكَةٍ إِلَّا وَأَنْتَ تَحْتَاجُ فِيهَا إِلى مَعْرِفَة)، القضيَّة قضية معرفيّة بالدرجة الأولى، أمَّا أن تَلعن بلسانك أو أن تذكر المطاعن أو أنْ تُهاجم المخالفين لأهل البيت بالجَدَل وبالنِقَاش أو أن تنظم شعراً أو أنْ تبكي أو أنْ تلطم أو أنْ تُقيم مجالس العزاء فهذهِ أشياء في الحَواشي، إذا كَانت خالية من الجوهر فلا قيمة لها، والجوهر هو المعرفة، اعرفوا الزَّهراء، اجعلوها ميزاناً، وبعد ذلك زِنوا العلماء، كيف تعرفون الزَّهراء؟ اقرأوا زياراتها، اقرأوا الزِّيارة الجامعة الكبيرة، تبصَّروا في عقائدها، في عقائد الزِّيارة الجامعة الكبيرة، تبصَّروا بمضامين زيارات الزَّهراء، استمعوا إلى الَّذين يتحدَّثون عن الزَّهراء وابحثوا بأنفسكم، بوجدانكم، بفطرتكم، توجّهوا إلى إمامِ زمانكم أنْ يُرشدكم إلى المنهج الصَّحيح!! استمعوا إلى النَّاطقين وقسّموهم، هناك ناطقٌ ينطق عن الشَّيطان وهناك ناطقٌ ينطق عن الرَّحمن، قَسِّموا الناطقين، لا تُتابعوا الَّذين ينطقون عن الشَّيطان وتابعوا الَّذين ينطقون عن الرَّحمن أيَّا كانوا، من الرجالِ، من النِّساء، من الصِّغارِ، من الكبار، من أيِّ جنسيَّةٍ ومن أيِّ قوميَّةٍ. في حلقةِ يوم أمس عرضت عليكم مقطعاً من برنامج أسبوعي عُرِض على قناة العهد الفضائية، أرى من المناسبِ بعد الحديثِ عن رجال ابن الغضائري عن هذا الكتاب الأكذوبة وعن هذهِ الكُتب المهزلة أرى من المناسب أنْ أعيد عليكم عرضَه، وبعد ذلك سأُعلِّق لأجل أنْ أكسر نمط الجدّيةِ في البرنامج وقد طال على المشاهدين وبقيت عندي مطالب، بقيت عندي مطالب عديدة سأتناولها إنْ شاء الله تعالى بعد فاصل أذانِ النَّجف الأشرف. نُشاهد معاً هذا المقطع من برنامج (أموال) على قناة العهد الفضائية: [قال مصرف الرافدين العراقي إنَّهُ وضع آلية مُحدَّدة لمعرفة الموظفين المشمولين بالسلفة بعد تدقيقها واتخاذ اللازم فيها وأشار المصرف إلى أنَّهُ تمّ رفع أسماء الطلبات المقبولة بواسطة الموقع الالكتروني للمصرف وعلى شكل وجبات ليتم بعد ذلك استكمال الاجراءات الإدارية من قِبل الموظف ومنحهِ السُلفة وفي بيان (ملاءً)… من الأسماء المشمولة بسلفة الموظف أو موظفي الدولة الَّتي يتم اطلاقها مؤخراً والَّتي تبلغ عشر ملايين دينار لكل موظف أُعلنت عن طريق الموقع الالكتروني للمصرف وتسدد على شكل أقساط شهرية لمدَّة خمس سنوات من قبل الموظف بعد استلامها، لكن المشكلة وين؟ المشكلة تكمن في أن هذا القرض بعض، وأشدد على كلمة (بعض) استغلوا مكانهم داخل المصرف في الحصول على قروض وهمية بأسماء عجيبة وواضحة فكيف بهم إذا أدخلوا أسماء حقيقية بأوراق مزيفة، لنشاهد بعض هذه الأسماء هذا الاسم رقم خمسة: (سيبس ابلت بتبلاب اتبلتب) وزارة البلديات والأشغال العامة، هذا يعني يشتغل بهاي الوزارة، اسم الأم ما أعرف يعني هذا، ما أعرف اشقراه بس هذا اسم الأم، ورقم الهوية أربع واحدات!! شنهو الصدفة هاي، اسم أبوه واسمه هيﭽي واسم أمه هيﭽي وهاي أربع واحدات ومستلم قرض!! نتحوَّل للاسم الآخر اللي بعد هذا الاسم خل أول شيء نعرض الصورة: 713 اللي هو الرقم مال هذا الموظف، عندنا موظف بهالاسم هذا اسمه: (عتوي بزون جلب مسودن)، طبعاً أنا آسف على هذا الاسم وأنا أعتذر إذا أكو شخص بهالاسم هذا يعني أنا أعتذر أنه أظهرناه يشتغل بوزارة التربية هذا الموظف واسمه (ضبعة واوي ذيب) شنهو هاي حديقة الحيوانات، يعني أدري تجدبون علينا هسه ماشي، تجذبون على مدراءكم اللي أنتو مثلاً راح تنطوهم فد نسبة، تجذبون على الأشخاص اللي قاعدين على الحاسبة اللي هم راح ياخذون فد نسبة معينة، بس ياخي ما تجذبون علينا، يا خي احنا شعب واعي إعلام واعي، لذلك أنتظر رد من مصرف الرافدين على هذه العتاوي الموجودة أو الفضائح، وللعلم سأُكرِّر هذه الأسماء كُلّ حلقة، أُكرر هذهِ الأسماء كلّ حلقة حتَّى نسمع الرَّد من المصرف أو من الوزارة أو ما ينفي ذلك و يبرره يا إمَّا بخلل أو يُحاسب المسؤولين اللي قائمين على هذا واللي يسرقون قوت الشعب العراقي… ]. هذه الأسماء الَّتي تحدَّث عنها مُقدِّم البرنامج حيدر غازي، واضح من أوَّل نظرة أنّها أسماء مُفتعلة وليست حقيقية، وأنا لا شأن لي بالمصرف، ولا شأن لي بالقروض، لا شأن لي بهذا الموضوع، هذا موضوع إداري سياسي حكومي، لا شأن لي بهذا، إنَّما جئتُ به مثالاً، هذه الأسماء وهذه اللعبة وهي لعبة قذرة واضحة هي أوثقُ بكثير من رجال ابن الغضائري، قد تقولون كيف؟! على الأقل هناك أشخاص الآن إذا أرادت الدولة أنْ تُحقِّق من وراء هذه الأسماء والمسمّيات يُمكنها أنْ تصل، ولكن نحنُ إذا أردنا أنْ نُحقِّق وراء هذا الكتاب مَن هو صاحبه لا نستطيع، لا يستطيع أحد، من هو الشَّخص الأصلي الَّذي كتب هذه المعلومات؟ لا ندري، لا يعرفُ أحد، لذلك مرَّات ومرات أُكرّر وأقول: لا أدري هذا الكتاب هو لابن الغضائري أم لابن القنادري؟! هذه الظاهرة بالنِّسبة لنا نحنُ متعوّدون عليها، هذه ظاهرة الأسماء المزيفة، أذكرُ لكم حادثةً من الذاكرة، أيَّام المعارضة نفس الأحزاب والشخصيات والأسماء والعمائم هم نفسهم، كانوا في زمن المعارضة والآن هم في السلطة، عندنا مثل شعبي يقول: (خلالات العبد)، خلالات العبد في زمن المعارضة، وخلالات العبد في زمن السُّلطة والحكومة، لا شأنَ لي بهم: الزَّمان شهر رمضان، في شهر رمضان يُوزِّعون على النَّاس بعض الأشياء، العراقيون بشكل عام، أكثر العراقيين كُنَّا نعيش في قم وحتَّى في المناطق الأخرى، أكثر العراقيين أوضاعهم المعاشية ضعيفة جدَّاً، مواردهم المالية قليلة أو مُنعدمة في كثير من الأحيان، الأشخاص الَّذين أوضاعهم مرتّبة نسبتهم قليلة، بغضِّ النَّظر أوضاعهم مرتّبة بجهودهم الشَّخصية أم بحكم ارتباطهم بجهات حكومية، بجهات سياسية، على أيِّ حال، لكن الأعمِّ الأغلب من العراقيين مثلاً نحنُ كُنَّا في مدينة قم الأعمِّ الأغلب أوضاعهم ضعيفة، أوضاعهم المعاشية، أوضاعهم الاقتصادية المالية ضعيفة جدَّاً، فكانت الجهات السياسية هي نفسها نفس الجهات السياسية الآن الموجودة، نفس الأسماء، نفس المسمَّيات، لا يوجد أي تغيير، يوزّعون في شهرِ رمضان بعض المساعدات، مرَّة من المرَّات أحد الجهات وهي الآن موجودة في السُّلطة، هم المتنفِّذون في الحكم نفسُ الأشخاص، قالوا بأنَّهم سيوزّعون على النَّاس، قطعاً على الَّذين سيذهبون إلى مقرّاتهم يوزّعون عليهم علب كارتونات فيها تمر، علب صغيرة ليست كبيرة، ربَّما العلبة يعني فيها اثنين أو ثلاثة كيلو لا أكثر من ذلك، علب صغيرة وقطعاً من النوع الرديء، وأكثر من ذلك من البضائع المنتهية الصلاحية، في إيران وفي دول العالم الثالث عادةً البضائع فقط يكتبون عليها تاريخ الانتاج، بينما تاريخ انتهاء الصلاحية فراغ، أنت حرّ أكتب ما تريد، وهذا شيء معروف، البضائع الموجودة في إيران كنّا نستعملها مكتوب عليها فقط تاريخ الانتاج، وتاريخ انتهاء الصلاحية فراغ لا يوجد تأريخ، وليس في إيران بشكل عام في دول العالم الثَّالث، فهي مفتوحة إلى يوم القيامة يعني صلاحية البضائع فيها إلى يوم القيامة! أو كما يقول الإيرانيون: (تا انقلاب مهدي)، يعني إلى قيام الإمام الحُجَّة صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه. على أيِّ حال، أعود إلى أحزابنا وإلى زعمائنا السياسيين ومُنظماتنا الَّذين يوزّعون كارتونات التمر على شيعة أهل البيت كي ينالوا الثَّواب والأجر باعتبار أنَّ الَّذي يفطر على التمر لهُ أجر كبير، وهذا مذكور في الرِّوايات والأحاديث، فعلب التمر الرديء هذه والمنتهي الصلاحية تُوزَّع على النَّاس ولكنَّهم يطلبون من كُلِّ شخص ثمانية صور، أنا سألت أحد المسؤولين بعد أنْ سمعت بعض الأشخاص جاءونا إلى الحسينيَّة وبدأوا يتحدَّثون أنَّهم وزّعوا علب كارتونات تمر في هذا اليوم ويطلبون من الأشخاص ثمانية صور، خلال يومين أو ثلاثة كُنت قد التقيت بأحد هؤلاء المسؤولين الَّذين يُشرفون على هذه القضيَّة من المسؤولين الصغار، فقلتُ لهُ على سبيل الطُرفة، على سبيل الطريفة كنتُ أُمازحهُ، قُلت لهُ: الكارتون كارتون التمر إمَّا هو مكعّب أو متوازي المستطيلات، يعني الشكل الهندسي له، فهو إمَّا مكعب أو متوازي المستطيلات والمكعّب ومتوازي المستطيلات يتألف من ستة سطوح يعني ستة أوجه، فأنتم حتَّى إذا أردتم أنْ تلصقوا صورة على كُلِّ جهة من جهات الكارتون أو بعدد جهات الكارتون فإنّكم تحتاجون إلى ست صور فما الداعي إلى ثمانية؟! قال: الأوامر جاءت من فوق، أنَّ الَّذي يُعطَى علبة تمر لابدّ أن تُؤخذ منه ثمان صور!! قطعاً أنا أعرف ما هي القضيَّة، وما هي اللعبة، أنا على سبيل الممازحة سألته، أنا سأقول لكم ما هي اللعبة وراء ذلك: هذه الصور تؤخذ ماذا يصنعون بها؟ يصنعون ملفَّات أو قوائم توضع فيها الصور وأسماء وتفاصيل، أسماء مثل هذهِ يعني أسماء غير حقيقية، لكن قطعاً ليس بهذا المستوى بمستوى: (عتوي بزون جلب مسودن)، وأمه: (ضبعة واوي ذيب)، قطعاً ليس بهذا المستوى، أو بمستوى: (سيبس ابلت بتبلاب اتبلتب)، ليس بهذا المستوى، يضعون أسماء مرتبة مُنمّقة، فيضعون هذه الصور ويضعون أمامها معلومات تتناسب بحسب هذه الملفات، هذه الملفات أو القوائم ماذا يريدون منها؟ هذه الملفات والقوائم يُراد منها أنْ تؤخذ إلى الكويت، إلى الشِّيعة في الكويت، هم يعرفون النَّفَس في الكويت إذا يطرحون في المساجد، قطعاً بالتعاون مع وكلاء المرجعيَّة هناك في الكويت، وهذا الأمر يطرحهُ خطباء المنبر، قضيَّة يشترك فيها خطباءُ المنبر ووكلاء المرجعية العاملون في الحقل السِّياسي، يأخذون هذه الصور والملفات أو القوائم بشكل قوائم صورة وأمامها معلومات يعرضونها في المساجد بمساعدة وكلاء المرجعيَّة أنَّ هؤلاء شباب من النَّجف وكربلاء والكاظمية ومن البصرة من العراق شيعة العراق وهؤلاء بحاجة إلى زواج، هم يعرفون هذا الطرح في المساجد الكويتية، بعض النِّساء الكويتيات حتَّى يتبرَّعن بكلّ المصوغات، باعتبار أنَّ هذه المصوغات تُعطى لمن؟ تُعطى للزوجات المترقَّبات لهؤلاء الشَّباب الَّذين سيتزوَّجون، هم كثير منهم متزوّجون ولا علاقة هنا لموضوع الزَّواج، ولكن هذه ألعوبة لجمع الأموال! فيجمعون الأموال في الكويت بملفّاتٍ بهذا الترتيب!! وهناك ملفات أخرى، نفس الصور بأسماء أخرى تفاصيل تأريخ المواليد يختلف، وهذهِ تُؤخذ إلى عمان، أيضاً وكلاء المرجعيَّة والخطباء والبقيَّة، نفس هذه الشِّلَل هي الموجودة الآن، يقولون للناس هؤلاء أصحاب عوائل وما عندهم بيوت والإيجارات غالية في إيران، فإذا يمكنكم أن تجمعوا أموالاً كي تُبنى لهم بيوت ومساكن، أو على الأقل تضمن لهم الإيجارات الشَّهرية، هذا الموضوع يمشي في عمان، هم يعرفون القضيَّة لأنهم أصحاب صنعة، فهنا بنفس الصور لكن بأسماء جديدة، قطعاً ليس مثل هذا الاسم عتوي بزون جلب مسودن، وإنّما بأسماء أخرى. وهناك ملفات ثالثة، هذه الوجبة ثمان صور هم في كُلِّ مرة يأخذون مجموعة من الصور، لو سألتم العراقيين كم أعطوا من الصور طيلة السنين الَّتي عاشوا في إيران؟! وقطعاً العراقيون هؤلاء الَّذين يعطون هذه الصور هم لا يملكون جواز سفر حتَّى يعطون صورة لأجل الجواز، ما عندهم جوازات سفر، لا توجد جهة تمنحهم فتعطيهم جوازات سفر، ولا عندهم هوية، حتَّى الكارت الأخضر لا يملكونه، الكثير منهم لا يملكون الكارت الأخضر، ما عندهم هوية، وأساساً هؤلاء لا يملكون سيارات حتَّى تكون عندهم مثلاً إجازة سياقة فيها صورة، وهؤلاء أيضاً مثلاً لا يملكون محلات أو شركات أو مكاتب حتَّى يضعوا مثلاً صورهم على الإجازات القانونية لهذه المحلات، أصلاً لا يوجد عندهم شيء رسمي يضعون فيه صورة، إذاً هذه الصور أين تذهب؟ إنّها تذهب بهذه الاتّجاهات!! ملفات أخرى أيضاً يذهبون بها إلى أين؟ إلى التجار الشِّيعة اللبنانين في أفريقيا، يذهبون يقولون هؤلاء معوّقون بسبب التعذيب لأنّهم يعرفون هذا الموضوع، ثقوا بأنّ هذه المعلومات دقيقة، أنا حتَّى أعرف الأشخاص وأعرف وكلاء المرجعيَّة الَّذين هم وراء هذا البرنامج وأعرف خطباء المنبر الكبار، الأسماء المعروفة هي وراء هذه القضيَّة، أنا أعرف التفاصيل بكاملها، وأكثر من هذا يوجد، وجانب الفساد الأخلاقي ما ذكرتهُ ولن أذكره، أنا فقط أُريد أنْ أُشير إلى قضية التزوير، [وعلى هالرنة طحينج ناعم]، وبقيَّة الملفات أستطيع أنْ أحدِّثكم عنها لكن البرنامج ليس لهذه الحكايات. أقول: ما عُرِض في هذا الفيديو هذا كان موجوداً من أيَّام المعارضة، فنفس الفنّ الَّذي كانت تعمل بهِ المعارضة هم يعملون به الآن، وثقوا هذا الفن أصلهُ وأساسه هو من داخل المؤسَّسةِ الدِّينيَّةِ الشِّيعيَّةِ الرَّسميَّة، ومن داخل الجوِّ المرجعي، الفساد هناك موجود، وإذا لم يتمّ إصلاح الفساد داخل المؤسَّسة المرجعيَّة الشِّيعيَّة وداخل المؤسَّسة الشِّيعيَّة الدِّينيَّة الرَّسميَّة فلن يكون هناك صلاح في الواقع الشِّيعيّ خصوصاً في العراق، وهذا الفساد هُوَ هُوَ الموجود هنا في هذه المنظومة الرِّجالية. يبدو أنَّ وقت أذان النَّجف الأشرف صار قريباً، سنذهبُ إلى فاصل وقت الأذان النَّجفي وسأعود إليكم كي أُكمِل حديثي في هذهِ الحلقة، نذهبُ إلى الفاصل. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى فَاطِمَة وأَبِيهَا وبَعلِهَا وبَنيها والسِّرِّ المسْتَودَعِ فِيهَا..!! خُلاصةُ ما تقدَّم: صار واضحاً لمن تَابَع هذهِ الحلقات خُصوصاً الحلقات المتأخرة مدى الزَّيف الموجود في الواقع الَّذي نعيشهُ، على مُستوى أُمَّهات الكُتب والمصادر، وعلى مُستوى الكُتب الرِّجالية الَّتي بها يُحطَّمُ حديثُ آلِ مُحَمَّد، وعلى مستوى الواقع العملي، وعلى مُستوى واقع الأشخاص، والواقع الحياتي والحقيقي للمؤسَّسةِ الدِّينيَّةِ الشِّيعيَّةِ الرَّسميَّة. أنقلُ لكم صوراً فيما بقي من وقتِ هذه الحلقة ترتبطُ بهذا الموضوع كي تتجلَّى الصورةُ أكثر وأكثر … الكتابُ الَّذي بين يديّ اسمه: (دراسةٌ في علامات الظهور والجَزيرة الخضراء)، هذا الكتاب لعالمٍ معروف هو السيِّد جعفر مرتضى العاملي، العالمُ اللبناني الشَّهير، صاحبُ المؤلَّفات الكثيرة، وعُرِف عنه أنَّهُ مُؤرِّخ وأنَّهُ رجالي، ولهاتين الصِّفتين أنا اخترتُ كتابهُ هذا باعتبار أنَّ الحديث في هذا البرنامج، في هذه الحلقة والَّتي قبلها هو عن التأريخِ والرِّجال، فالسيِّد جَعفر مُرتضى العاملي معروفٌ بخبرتهِ في كُتب الرِّجال وبخبرتهِ في كُتب التأريخ والسِّير ومؤلَّفاته أدلُّ دليلٍ على ذلك، إذاً نحنُ أمام شخصيَّةٍ علميَّةٍ معروفة السيِّد جعفر مرتضى العاملي، وأمام شخصيةٍ متخصصةٍ بهذين الحقلين المرتبطين بحديثنا عن ولادة إمام زماننا، بحقل التأريخ وحقلِ الرِّجال، هذا كتابهُ: (دراسةٌ في علامات الظهور والجزيرة الخضراء)، الطبعة الأولى، 1412 هجري قمري الموافق 1992 ميلادي، إذا نذهب إلى صفحة 76، الموضوع الَّذي يبدأه يتحدَّث هنا في الفصل الأوَّل من القسم الثَّاني. القسمُ الثَّاني عنوانهُ: (خطبة البيان وبيان الأَئِمَّة)، خطبة البيان معروفة وهي خطبة الأمير المشهورة في علائم الظهور وفي الملاحم والفتن، خطبة البيان وبيانُ الأَئِمَّة، بيانُ الأَئِمَّة كتابٌ للشَّيخ مهديّ زين العابدين النَّجفي، كان حيَّاً، كان مُعاصراً حينما كُنت في قم، كان الشَّيخ زين العابدين موجوداً وكان حيَّاً، والسيِّد جعفر مرتضى العاملي كان موجوداً في قم ولسنين طويلة، السيِّد جعفر مرتضى العاملي هو في قم، وحينما كان السيِّد جعفر مُرتضى العاملي في قم كان الشيخ زين العابدين أيضاً موجوداً في قم، حتَّى المسافة الجغرافية ما هي ببعيدة جدَّاً بين مَسكن الشيخ زين العابدين وبين مَسكن السيِّد جَعفر مُرتضى العَاملي، ما هي ببعيدةٍ جدَّاً، بالنتيجة هما يسكنان في مدينة قُم، وعلى ما أتذكَّر كَان الشيخ مهديّ زين العابدين يسكن في مدينة العلم، وكان السيِّد جعفر مرتضى العاملي على ما أتذكر كان يسكن في منطقة صفائية، يعني ليست المسافة ببعيدةٍ جدَّاً، مدينة قم كانت صغيرة، ربَّما توسَّعت في السنين الأخيرة ولكنَّها ما كانت كبيرةً متسعةً جدَّاً إلى ذلك الحد الكبير من الاتّساع. الفصلُ الأوَّل: بيانُ الأَئِمَّة في الميزان، هو يريد أنْ يُحاكم كتاب بيان الأَئِمَّة للشَّيخ زين العابدين، بيان الأَئِمَّة هو كتاب عن علائم الظهور وعن أحداث الظهور وعن الرَّجعة، عن إمامِ زمانِنا وشؤونهِ، أنا أيضاً عندي إشكالات على هذا الكتاب، وما من كتابٍ يُكتب إلَّا وللآخرين عليه إشكالات وهذا شيء طبيعي، أنا لا أُشكل على السيِّد جعفر مُرتضى العاملي أنّه لماذا يُشكِل على كتاب بيان الأَئِمَّة، أبداً، أنا أكتب كتاباً يُشكِل الآخرون عليه هذا من حقِّهم، مثلما أنا أُشكل على الآخرين، حين أتحدَّثُ في هذا البرنامج وآخرون يرفضون قولي وينتقدونني فهذا شيء طبيعي، ولا يؤذيني ذلك، هذهِ الثقافة ربَّما قد تكون غريبةً على واقعنا بحكم الصَّنميَّة، قليلون هم الَّذين يحملون هذه الثَّقافة، مثلما لي الحقّ أنْ أنتقد الآخرين فللآخرين حقّ أن ينتقدوني وهذا شيء طبيعي، إذا كُنتُ لا أُريد أنْ أُنتقَد فعليّ أن لا أتكلَّم، الَّذي يَسكُت لا يتعرَّض لهُ أحد، وربَّما يُذكَر بالخير، الَّذي يتحدَّث هو يُعرِّض نفسَهُ للنَّقد فما بالك بالَّذي ينتقد الآخرين، أو يقدحُ في أرائهم؟! قطعاً الآخرون سوف ينتقدونهُ أو يقدحون في آرائه إذا كانوا مُنصفين، لا أنْ يذهبوا للقدح في شخصيَّتهِ. فارقٌ كبير بين أنْ نقدح في شخصية الإنسان وبين أن نقدح أو أن ننتقد أراءَه ومتبنّياتهِ، فارقٌ كبير جدَّاً، السيِّد جعفر مرتضى العاملي ينتقد كتاب بيان الأَئِمَّة، أنا أيضاً أنتقدهُ ولكنَّني أنتقدهُ في جهاتٍ مُعيَّنة، في قضيَّة التنظيم والترتيب والتبويب، في الأسلوب، أنتقد السذاجة الَّتي يكتب بها الشيخ زين العابدين في شرحه للأحاديث، لكن لا بهذهِ الطريقة الَّتي يتحدَّثُ بها السيِّد جَعفر مُرتضى العاملي وكأنَّهُ يتحدَّث عن شخصٍ في زمانٍ بعيد، بينما الشَّيخ كَانَ موجوداً، كان بإمكانك أنْ تتصل بهِ وأنْ تتعرَّف عليه عن قُربٍ إذا أردت أنْ تنكشف لك الصورة، وكُنت مُصرَّاً على تأليفِ كتابٍ بهذا الخصوص، لكن يبدو على الطريقة الرِّجالية، على التخمين هكذا تعلَّم من كُتُب الرِّجال، وهكذا هُم الَّذين يعملون في الحقل الرِّجالي، على الاحتمالات والظنون والتخمين، فماذا يقول في صفحة 79؟ وهو يتحدَّث عن المرويات الموجودة في كتاب بيان الأَئِمَّة رقم 2 : – كما أنَّهُ قد أسند قسماً آخر من منقولاتهِ الأخرى إلى كُتُبٍ غير معروفة ولا مألوفة ولا سمع بها أحد والَّذي يظهر هو أنَّها لا وجود لها إلَّا في مُخيَّلةِ مُخترِع اسمها الرنان – هو لم يُشِر إلى أنَّ الشيخ زين العابدين هو الَّذين أخترع أسماءً لكتبٍ لا وجود لها ثُمَّ بعد ذلك هذا يعني أنَّه كذَّب وافترى افتراءات – كما أنَّهُ قد أسند قسماً آخر من منقولاتهِ الأخرى إلى كُتُبٍ غير معروفة ولا مألوفة ولا سَمِع بها أحد – كتب غير معروفة نعم، الشيخ زين العابدين نقل من كتبٍ غير معروفة في الوسط العام، باعتبار أنَّ عامَّة الشِّيعة لا خبرة لهم بالكتب، المؤسَّسة الدِّينيَّة أساساً لا خبرة لهم بكُتبِ الحديث وبالكُتب الَّتي أُلِّفت عن الإمام الحُجَّة، في الأعمِّ الأغلب هم منشغلون بقضية الطهارات والنجاسات والأخماس، هم منشغلون بهذه القضيَّة – كما أنَّهُ قَد أسند قِسماً آخر من منقولاتهِ الأُخرى إلى كُتُبٍ غير معروفة ولا مألوفة ولا سَمِع بها أحد – ولا سمع بها أحد ليس صحيحاً، أنا أعرفها وسمعتُ بها وقرأتها وأمتلكها أيضاً، هذهِ الكُتب الَّتي نقل عنها الشَّيخ زين العابدين، كان عندي العديد والعديد والكَثير من الكُتُب الَّتي نقل منها في مكتبتي في قم، وهذه من بقاياها، هذه نماذج من بقاياها، لم تبَقى عندي مكتبتي، كما جار الزَّمان وأبناء الزَّمان عَلَيَّ كذلك جار الزَّمان وأبناءُ الزَّمان على كتبي ومكتبتي، ولكن هذهِ بقايا منها، هو السيِّد جعفر مرتضى العاملي ما كان مُطَّلعاً على هذه الكُتُب، صحيح الكُتب غير معروفة ولكنَّها موجودة، فالرَّجُل الشَّيخ زين العابدين نَقَل عن هذه الكُتب، هذهِ الكُتب لا قيمةَ لها، هذه الكُتب ضعيفة من وجهة نظر علماء الرِّجال، هذا ممكن، ولكن الكتب موجودة، لها وجود فيزيائي، وأنا أحدُ الأشخاص الَّذين يمتلكون نُسخاً منها، هكذا تُقيَّم الأمور!! السيِّد جعفر مرتضى العاملي عالم كبير، مُؤرِّخ، رجالي، مُحقِّق، صاحب مُؤلَّفات كبيرة،كان يعيش في مدينة قم، وكان صاحب بيان الأَئِمَّة أيضاً موجوداً وهو رجل متواضع جدَّاً، يعني كان بإمكان السيِّد جعفر مُرتضى العاملي أنْ يُخابره أنْ يأتيه، يأتيه الشيخ زين العابدين، كَان رَجُلاً دَمث الأخلاق، وكان إنساناً خَيِّرا متديِّناً، بالإمكان يمكن أنْ أقول عنهُ كان بسيطاً نعم هذا شيء، هو من تلامذة السيِّد الخُوئي وشخصيَّة علمية معروفة، لكن أنْ يُتحدَّث عنهُ بهذه الطريقة من أنَّهُ نَقَل من كُتُبٍ ليست معروفة ولا وجود لها، هذا يعني أنَّهُ كان يفتري، الرَّجُل كان يكذب، والحقيقةُ ليست كذلك، الكتب موجودة، هناك أخطاء مطبعية كثيرة جدَّاً، أخطاء مطبعية كثيرة جدَّاً في كِتاب بيان الأَئِمَّة، نعم، هذا شيء صحيح، بعض الأحيان بسبب الأخطاء المطبعية تتغيَّر أسماء الكُتب لكن الطبعة الأخيرة أفضل من الطبعات السابقة. فأقرأُ لكم ما كتب – كما أنَّهُ قد أسند قسماً آخر من منقولاته الأُخرى إلى كتبٍ غير معروفة ولا مألوفة ولا سمع بها أحد والَّذي يظهر هو أنَّها – يظهر هكذا استظهار من عندهِ، استظهار على أساس ذوقه في التعامل في أجواء علم الرِّجال، استظهارات وتخمينات وظنون لا أساس لها، هكذا كُتبت هذهِ الكُتب، وهكذا أُلِّف مُعجمُ رجال الحديث، وهكذا بنى السيِّد السيستاني رأيهُ في أنَّ رجال ابن الغضائري كتاب ثابت وأقواله مُقدَّمة حتَّى على النَّجاشي والطوسي، كُتبهم موجودة وحقيقيَّة، بينما كتاب ابن الغضائري لا وجود لهُ، والسيِّد السيستاني يُقدِّم هذا الكتاب الَّذي لا وجود لهُ على كُتبٍ موجودة!! هذه هي نفس العقول، نفس المؤسَّسة، ونفس القوانين، ونفس النتاج، هذا هو بين أيدينا – والَّذي يظهر هو أنَّها – هذه الكُتب الَّتي نقل منها الشَّيخ زين العابدين في بيان الأئمَّة – لا وُجود لها إلَّا في مُخيَّلةِ مُخترع اسمها الرَّنان – لا والله يا سيِّد جعفر مرتضى، هذه نماذج من الكتب، هذا كتاب: (علائمُ الظهور)، الَّذي نَقَل عنهُ الشَّيخ زين العابدين، هذه نُسخة من كتاب علائم الظهور، وأنا أمتلكُ هذه النسخة قبل أنْ يصدر كتاب بيان الأَئِمَّة وأطّلع عليه، هذا الكتاب كان موجوداً عندي، هذه نُسخة من كتاب: (تباشير المحرورين)، صحيحٌ في الطبعة الأولى كان مكتوباً (تباشيرُ المحرومين)، ويبدو أنَّ الاشتباه من المؤلّف، أو من النَّاسخ لا أدري، التسمية الحقيقيَّة لهذا الكتاب أنا وجدت في كتب كثيرة ينقلون عن كتاب اسمه: (تباشير المحرومين)، ولكن لا وجود لهذا الكتاب، الكتاب الحقيقي هو هذا: (تباشيرُ المحرورين)، والمؤلِّف أخذ هذا العنوان من حديث روي عن النَّبيّ صلّى الله عليه وآله: (بَشِّر المَحْرُورِينَ بِطُولِ العُمْر)، يعني تباشير المحرورين الَّذين يطول عمرهم كي يُدركوا زمن الإمام، هذا هو مُراد المؤلِّف. هذه نماذج من بقايا مكتبتي، كانت عندي كتب كثيرة، أكثر الكتب الَّتي ذكرها صاحب بيان الأَئِمَّة كانت موجودة عندي، عندي نُسخ مصوّرة، هذه صور على الكتب، لأنَّني قد بحثت في كُلِّ المكتبات وصوَّرت المخطوطات وحصلت على الكثير من الكتب، هذهِ نماذج من الكُتب الَّتي نقل منها الشَّيخ زين العابدين، وهي غير متوفّرة وغير موجودة في الأسواق، صحيحٌ أنّه لا يعرفها النَّاس، قد يقول قائل وهي ضعيفة السَّند، وهي ضعيفةُ السَّند بحسبِ قذارات هذه الخزعبلات الَّتي تُسمَّى بعلم الرِّجَال، نَعم، أنا الآن ليس حَديثي عن هذهِ الكُتُب صحيحة أو غير صحيحة، حديثي عن السيِّد جعفر مرتضى العاملي، عالم يُعاصر مُؤلِّف كتاب بيان الأَئِمَّة، وكان بإمكانهِ أنْ يزورهُ، كان بإمكانهِ أنْ يدعوه إلى دارهِ، أو إلى مدرستهِ وأنْ يطَّلع على الحقيقة، ولكن مع ذلك هذا العالم الجليل هكذا كتب، وقال: هذه كتب لا وجودَ لها، وهذا الكلام يبقى وينتقل وتتراكم عليه المعلومات وهكذا تكون الحقائق، وحينئذٍ يكون كتاب بيان الأَئمَّة أكاذيب اصطنعها المؤلّف!! نعم هكذا تجري الأمور، واللهِ هكذا تجري الأمور، وما يُسمى علماً ما هو بعلم ولا تحقيق، فهل هذا تحقيق؟ هذا لا يُسمَّى تحقيقاً!! النُّقطة الثَّالثة – بعد ما بيَّن من أنَّ هذه الكُتُب لا وجود لها – والَّذي يظهر هو أنَّها لا وجود لها إلَّا في مُخيَّلةِ مخترعِ اسمها الرنان، ثالثاً: إنَّ بعض هذه الكتب وإنْ كان يُمكن أنْ تكون حقيقيَّة – احتمالات يعني هو لا يعلم أنَّها حقيقيَّة أم لا! – وإنْ كان يُمكن أن تكون حقيقيَّة للعثور على اسمها في بطون الكُتب إلَّا أنَّنا لم نَقِفْ عليها – يعني إذا أنت لم تقف على الكتاب فهل هذا يعني أنَّ الكتاب ليس موجوداً؟! من جعلك ميزاناً؟ هذهِ مُشكلة العلماء، كُلّ عالم يجعل نفسه ميزاناً للحقائق، وهذا بسبب الصَّنميَّة، أنت ما وقفتَ عليه، ولكن أنا وقفتُ عليه – إنَّ بعض هذهِ الكُتُب وإنْ كان يُمكن أنْ تكون حقيقيَّة للعثور على اسمها في بطون الكُتُب إلَّا أننا لم نقف عليها وقد تكون ممَّا اندثر وباد ولم يصل إلينا سوى اسمه، فجاءت نسبة بعض المرويات المزعومة إليها لتعزز من الاطمئنان لدى القارئ بوثاقة النَّقل مع اطمئنان واضع الرِّواية إلى أنَّهُ ليس بمقدور أيٍّ كان التأكُّد من صِحَّة المنقول مهما نَقّب وبَحَث – يعني هذهِ كُلُّها تخرُّصات واحتمالات، قطعاً تَلامذة السيِّد جعفر مرتضى العاملي يعتبرون هذا الكلام نصوصاً قرآنية، وكذلك المعجبون به، وهكذا تجري الأمور. إذا نذهب إلى موضعٍ آخر، نفس الكلام يكاد يُردِّدهُ وحينما يتناول الرِّوايات بنفس الطريقة، مثلاً هنا في صفحة 76، في صفحة 76، يقول بعد أنْ يُقدِّم مُقدِّمة فيقول: – ولكنَّني عُدتُ فأقنعتُ نَفسي بأنَّ هذين السَّببين لا يَكفيان لذلك، أمَّا بالنِّسبة للسَّببِ الأوَّل فلأمرين: أحدهما أنَّ نَقد الكِتاب لا يَعني اتِّهام نَفس مؤلِّفه بالكَذبِ والوَضع – باعتبار أنَّ البعض قالوا: بأنَّ الشيخ زين العابدين هو رجل صالح، فكانوا يقولون للسيِّد جعفر مرتضى العاملي أنَّهُ لا تنتقد الشَّيخ، ما عنده قصد سيّء، فهو يردّ على هذه القضيَّة – أنَّ نقد الكتاب لا يعني اتِّهام نفس مُؤلِّفه بالكذب والوضع أو بالتحريف للحقائق – هو هنا قال ما هو الأنكى – إذْ من الممكن أنْ يكون بعض شياطين الإنس قد استحوذ على المؤلِّف وحاز على ثِقتهِ وصارَ يُلقي إليه بالأكاذيب ويُوهِمهُ أنَّها روايات توجد في المخطوطة الفُلانية أو في غيرها مِمَّا لا وجود لهُ أصلاً أو ممَّا كان لهُ وجود لكنَّهُ اندثر وباد، ومِمَّا يُعزِّز هذا الاحتمال ما يذكرونهُ عن المؤلِّف من طهارةٍ وبساطةِ ذاتٍ وسلامةِ قَلبٍ وظهورِ صلاح – أيُّ كلام، يعني هذهِ الفَرضيات من أين جئتَ بها؟ الرَّجُل بدأ كتابهُ من الخَمسينات، الشيخ زين العابدين بدأ كتابهُ من الخَمسينات ، وطُبعت الأجزاء الأولى في بداية الثَّمانينات، وجمع الكثير من المصادر، وكَما قُلت هذهِ نماذج من مصادرهِ، هذا التصوير من أين جاء بهِ السيِّد جعفر مرتضى أنَّهُ مجموعة من شياطين الإنس قد استحوذوا على المؤلِّف وحازوا على ثقتهِ وصاروا يلقون إليه بالأكاذيب إلى آخر هذهِ القصَّة! هذهِ المسرحية من أين جاء بها؟ هكذا يُقيَّم النَّاس، وهكذا يقيِّم الرجاليون، واللهِ هكذا، لأنَّنا نحنُ لا نعرف كيف أنَّ النَّجاشي حينما ذكر المدح والقدح على أيِّ أساس؟ مثل هذا، وهذا الهُراء مثل هذا الهُراء، هذا عالم شيعيّ، وهذا عالم شيعي، الاثنان يعيشان في زمان واحد، في زمن المواصلات، في زمن الاتصالات، وليس هذا الرَّجُل دكتاتوراً أو طاغوتاً لا يمكن الوصول إليه، ولا السيِّد جعفر مرتضى العاملي يعيش في كوكب آخر، الاثنان يعيشان في مدينة صغيرة، والاثنان يتكلَّمان اللغة العربية، هذا الرَّجُل لبناني السيِّد جعفر مرتضى العاملي، وهذا الرجل نجفي كان يعيش في العراق، صحيح أصوله إيرانية ولكنَّهُ يتكلم اللغة العربية، فلماذا لم يتحقَّق بنفسهِ من الموضوع؟ إذا كان فعلاً حريصاً على إيصال الحقيقة، أنا لا أقول بأنّ السيِّد جعفر مرتضى العاملي يحمل النية السيئة اتجاه الرَّجُل، أصلاً هو لا يعرفه كمعرفة شخصية، لكنَّني أقول هذهِ هي المنهجيَّة الَّتي يعمل بها الرّجاليون هِيَ هِيَ، فما بالك بالنَّجاشي أو الطوسي الَّذي فيما بينهُ وبين الرُّواة مئات من السنين! كيف يستطيع أنْ يصل إلى الحقائق؟ وهذا معهُ في عصره؟! إذاً ما معنى كلام الطوسي هنا حينما يتحدَّث عن أصحاب الأصول فماذا يقول؟ – لأنَّ كثيراً مِن مُصنِّفي أصحابنا – يعني من المؤلِّفين الشِّيعة في زمان الأَئِمَّة – وأصحاب الأصول – الكُتُب الأصلية – ينتحلون المذاهب الفاسدة – [انت شنو عشت ويّاهم] أيُّها الطوسي؟! كُنت مشرفاً على ولادتهم؟ أنت الَّذي زوّجتهم؟ أنت من شيوخ عشائرهم؟ كُنت مختار المحلَّة؟ ما هي مصادرك في ذلك؟ [حﭽي خرط بخرط مثل هذا الخرط نفس الخرط]!! هذا هو فهرست الطوسي. أما رجال ابن الغضائري فهذا [خرط في خرط في خرط] إلى تريليون مرَّة..!! ويأتيك السيِّد الخوئي يقول: هذا الكتاب ليس لهُ وجود، ثُمَّ بعد ذلك يعتمد عليه!! ويأتيك بعد ذلك السيِّد السيستاني، يقول: هذا الكتاب ثابت ومُقدَّم على الطوسي والنجاشي!! [وهذا الخرط مثل هذا الخرط]!! الآن عرفتم مقصودي أنَّ الَّذي عُرِض في برنامج (أموال) من هذهِ الأسماء [عتوي بزون جلب مسودن] يمكن أنْ تكون لهُ مصداقية أكثر من هذا، بالمقايسة لا على حساب الحقيقة، ممكن أن تكون لهُ مصداقية أنَّنا نعرف إذا حقَّقنا من قام بهذا الأمر، وبالمناسبة لا تستبعدوا أنْ يُوجِدوا أشخاصاً بهذه الأسماء ويُزوّروا أوراقاً ويعرضونهم على التلفزيون ويقولون هذا هو عتوي بزون جلب مسودن، موجود هذا الاستعداد ونحنُ نعرفهُ، لذلك أنا ما طوّلت كثيراً في الموضوع، وقلت هذا الموضوع سياسي وحكومي ولا علاقة لي به، وإنَّما جئتُ بهِ مثالاً تقريبيَّاً للفكرة. بعد ذلك ماذا يقول؟ – ويستدلّ – يستدل السيِّد جعفر مرتضى العاملي على أن هناك مجموعة من شياطين الإنس يُوحون إلى الشيخ زين العابدين بالأكاذيب يقول:- وممَّا يُعزِّز هذا الاحتمال ما يذكرونهُ عن المؤلِّف – هو لا يعرفهُ، لاحظوا الاستنتاجات!! هو لا يعرفهُ ويقول:- يذكرون عن المؤلِّف من طهارةٍ وبساطة – يعني هذهِ الأوصاف الحَسنة هو يستفيد منها دليلاً على أنَّ المرويات الموجودة في الكتاب هي من نتاج شياطين الإنس، هذا المنطق في أيِّ مكان تضعونه؟ – ومِمَّا يُعزِّز هذا الاحتمال – يعني احتمال أنَّ شياطين الإنس يوحون إلى الشيخ زين العابدين – ما يذكرونهُ عَن المؤلِّف من طهارة وبساطة ذات وسلامة قلب وظهور صلاح – ويستمرّ في كلامه – وثَمَّة احتمال آخر هنا – هو أنت لا رأيتَ الرجل، ولا سألتَ الرجل، ولا عرفتَ هذه الكتب موجودة أو غير موجودة – وثَمَّة احتمال آخر هنا: وهو أنْ يكون المؤلِّف نفسهُ يرى أنَّ رؤية الإمام عليه السَّلام في المنام وسُماع بعض الأمور منه أو خطور أمور على البال يحسبُها كشوفات عرفانية يُبرِّر لهُ اعتبار ذلك روايةً لهُ عن الإمام الَّذي رآه أو تخيَّلهُ حال خُطُور ذلك الخاطر لهُ وحيث أنَّهُ لا يجرؤ على التصريح بحقيقة الأمر فإنَّهُ يلجأ إلى هذا الأسلوب وهو الإحالة على مخطوطات يدّعي الفوز بالوصول إليها والاطلاع عليها – قصَّة طويلة عريضة مُخترعة، أنَّهُ يرى الإمام في المنام والإمام يُحدِّثه وهو من الَّذين يعتقدون من أنَّهُ لو رأى الإمام فإنَّهُ يعتبر ذلك الكلام رواية وبما أنَّهُ لا يستطيع أنُ يُصرِّح بأنَّهُ قد رأى الإمام فإنَّهُ يقول بأنَّ هذه الِّروايات موجودة في مخطوطات هو استطاع أنْ يصل إليها، وهذهِ المخطوطات ليست في متناول أيدي الجميع، أو ربَّما تخطر على بالهِ بعض الخواطر وهو يظن أنَّ هذه الخواطر كشوفات عرفانية، فيكتب هذهِ الخواطر على أنَّها روايات عن الأَئِمَّة، ماذا تقولون؟! هذا مؤرّخ ورجالي هكذا يتحدَّث، أنا لا أقرأ لكم مثلاً من كاتب مبتدئ، من طالب في الابتدائية، من تقرير يكتبه رجل أمن، أنا لا أقرأ لكم مثلاً من صحفي أو رياضي وجيء به فقيل لهُ اكتب عن هذا الشَّخص، اكتب في علم الرجال، أنا أقرأ لعالمٍ ومُؤرِّخٍ معروف، وصاحب موسوعات تأريخية معروفة، لعالمٍ رجاليٍّ، يتحدَّث عن عالمٍ شيعيٍّ آخر يعيش معه في نفس المدينة، في مدينة صغيرة، فكيف نثقُ حينئذٍ بالعلماء؟! ما هو الحال نفسه ما أصدرهُ السيِّد الخوئي، هذا الرجاليُّ الكبير من فتاوى في الإساءةِ إلى السيِّد محَمَّد الشِّيرازي وهي فتاوى كاذبة كان السيِّد الخُوئي يكذب فيها!! كان كذَّاباً يكذب، كان كذَّاباً يكذب في المعلومات الَّتي طرحها، هو لا يقصد الكذب!! أنا لا أقصد هذا، غرَّروه، نقلوا لهُ معلومات اعتمد عليها فكتب هذا الكذب، ولكنَّني أتحدَّث عن مرجع وعن الرِّجالي الكبير المحقِّق، فحين لا يتأكَّد وينقل الأكاذيب ألا يكون كذاباً!! من الجهة العلميَّة لا من الجهة الشَّرعية والمحاسبة على الذنوب، من الجهة العلمية هو كذَّاب!! كذّاب، كذّاب، كذّاب. وهذا أيضاً كَذِب، هذا الكلام كَذِب، السيِّد جعفر مرتضى هنا يكذب، لا بالعنوان الشَّرعي، بل بالعنوان العلمي، هذا كذب، هذه الأشياء غير موجودة على أرض الواقع، الرَّجُل نَقَل عن كتب، هذه نماذج من الكتب الَّتي نقل عنها، هكذا تُقيَّم الأمور، واللهِ هكذا هي الأمور تَسير وتَجري، السيِّد جعفر مرتضى العاملي حيّ، فليُكذِّب كلامي هذا، هذا هو كتابهُ وليأتِ بالأدلَّة على كلامهِ هذا، الأمور هكذا تجري، نَحنُ نتحدَّث في جوِّ التأريخ والرِّجال لإثبات الحقائق الَّتي يُسمِّيها أحمد الكاتب بالحقائق التأريخية، [بابا أيّ حقائق تأريخية؟ أي ملعبة؟ أي مهزلة؟] لاحظتم كيف تجري الأمور، هذهِ كُتُب الرَّجال وهذهِ الأكاذيب وهذه المهازل وهذه الترّهات، في مثل هذا الواقع هل هناك من شيءٍ يُسمَّى بحقيقةٍ تأريخية، بالله عليكم؟! هذه الأرقام أمامكم، ولو أنَّي أُريد أنْ آتيكم بأمثلةٍ أكثر من ذلك باستطاعتي أنْ أبقى معكم سنوات، أبقى معكم سنوات وأقولها عن علم لمعرفتي بأسرار الواقع الشِّيعي ولمعرفتي بما يجري في كواليس المؤسَّسةِ الدِّينيَّةِ الشِّيعيَّةِ الرَّسمية، ولاطّلاعي الواسع على المكتبة الشِّيعيَّة بكُلِّ تفاصيلها!! بإمكاني أنْ آتيكم بأمثلةٍ وأمثلةٍ حتَّى نفس المؤلِّفين الَّذين كتبوها قد نسوها، كتبوها ونسوها!! ولكنَّني ماذا أصنع وأنا مُصابٌ بهذا الهوس، بهوس الكتاب والمكتبات، بهذا المرض، ادعوا لي الشِّفاء من هذا المرض حتَّى لا أُصدِّع رؤوسكم ولا أُصدِّع رأس المؤسَّسةِ الدِّينيَّةِ الشِّيعيَّةِ الرَّسميَّةِ العزيزة بما أُخرجهُ من هذه الفضائح والقبائح، ادعو لي بالشِّفاء من هذا المرض..!! ماذا تقولون؟ هل يوجد شيء بقي يُسمَّى بحقيقةٍ تأريخية يمكن أنْ تعثروا عليها في ركام القُمامة هذهِ؟ الحقيقةُ عند آلِ مُحَمَّد، فقط عند آلِ مُحَمَّد، حديث النَّبيّ واضحٌ: (عَلِيٌّ مَعَ الحَقّ)، الحقّ يعني الحقيقة، عليٌّ مع الحقيقة والحقيقةُ مع عليّ تدورُ معهُ حيثما ما دار، لأنَّ الحقيقة عَبدٌ لعليِّ تدورُ مع عَليٍّ حيثما دار، أنتم تبحثون عن الحقيقة إذاً شدّوا الرِّحال إلى عليّ! لا أتحدَّث عن رحّالٍ جغرافي وفيزيائي، شدوا رحال القلوب إلى عليّ! شدّوا رحال العقول إلى عليّ … وعليّ هو صاحب الأمر: (أَيْنَ وَجْهُ الله الَّذِي إِلَيهِ يَتَوجَّهُ الأَوْلِيَاء). لا زال الحديثُ متواصلاً وقت البرنامج طال بنا … أَتْركُكُم فِي رِعَايَةِ القَمَر … يَا كَاشِفَ الكَرْبِ عَنْ وَجْهِ أَخِيكَ الحُسَين إكْشِف الكَرْبَ عَنْ وُجُوهِنَا وَوُجُوهِ مُشَاهِدِينَا وَمُتَابِعِينَا عَلَى الإنْتَرْنِت بِحَقِّ أَخِيكَ الحُسَين … أَسأَلُكم الدُّعَاء جَميعاً … ملتقانا غداً على نفسِ الشاشة … في أمَانِ الله … ملخـّص الحلقة تاريخ البث : يوم الإثنين 10 ذو الحجّة 1437هـ الموافق 12 / 9 / 2016م لازال الحديث في ملامح المنهج الأبتر الذي يتحرّك بنشاط شديد وفعالية قويّة في الوسط الشيعي خصوصاً في وسط المؤسسة الدينية! هناك سؤال لبعض المؤمنين حول حديث قرأته في الحلقة الماضية مِن صحيح البخاري، الحديث المروي عن عائشة الذي تقول فيه أنّ رسول الله كان يتّكئ في حجرها وهي حائض! السؤال الذي سأله بعض المؤمنين هو: لو أنّ النبي الأعظم فعل ذلك، هل يُعد ذلك مِن النقص الذي يلحق بالنبي؟! — الجواب: كلا. لا يُعدّ ذلك مِن النقص الذي يعيب رسول الله صلّى الله عليه وآله. الإشكال على هذا المضمون لا مِن جهة أنّ هذا الأمر يُلحق نقصاً بالنبي الأعظم، ولا مِن جهة أنّنا نفرض ذوقنا على رسول الله.. صحيح أنّ هذا المضمون الموجود في الحديث قد لا يأتي متناسباً مع أذواقنا الشخصية، ولكنّنا لا نقيس أفعال رسول الله على أذواقنا الشخصية ولا حتّى على الذوق العرفي، فما يفعله رسول الله هو الذي نُسلّم له ونُسلّم به.. الجميل في عين رسول الله جميل في عيوننا، والقبيح في عين رسول الله قبيح في عيوننا. حين أشكلتُ على هذا المضمون أشكلتُ عليه مِن جهة ذوق رسول الله.. ما عرفته من سيرة رسول الله وحديثه وكلامه ومِن سيرة المعصومين عليهم السلام.. لأنّهم صلوات الله عليهم هم المثال الأكمل للتصرّف المنطقي، وللتصرّف الحكيم وللذوق العالي والأناقة الفائقة في الحديث والأفعال وفي الّلباس والطعام والشراب، وللتكامل الواضح في شؤون العبادة وما يتصل بكلّ أشكال السلوك والعادات. فكما أنّ أصحاب رسول الله يعرفون أنّه مرّ في هذا الطريق لِما يبقى مِن طيب عطره، كذلك طيب العطر يفوح من أقوالهم وأفعالهم، وطيب العطر يُواكبهم في كلّ حال مِن أحوالهم وكلّ شأن من شؤونهم صلوات الله عليهم. (من هنا كان إشكالي على الحديث الذي قرأته عليكم من البخاري). كان الكلام في الحلقة الماضية عمّا طرحه أحمد الكاتب (الإمام حقيقة تأريخية أم فرضية فلسفية؟) استعرضتُ بين أيديكم نماذج عديدة مِن أمّهات الكتب وعيون المصادر، ولاحظتم المهزلة الواضحة في تلك الكتب، حيث تضيع الحقائق! إلى أن وصل الكلام إلى كتب الرجال الشيعية التي اعتمدها أحمد الكاتب على طريقة المنهج الأبتر الذي تعلّمه في المؤسسة الدينية الشيعية الرسمية وبالذات في الحوزة العملية وفي الجوّ المرجعي الشيعي! الكتب التي يعتمدها مراجعنا الكرام الأموات والأحياء لتحطيم حديث أهل البيت وإنكاره والتشكيك فيه، وأحمد الكاتب قام بهذا الدور وكان صادقاً مع نفسه في تطبيق هذا المنهج الأبتر. ● كُتب متضاربة متناقضة مزوّرة، كيف يُمكن مِن خلال هذه الكتب أن نُثبت حقيقة تأريخية أو ننفي حقيقة تأيخية! وقفة عند كتاب آخر مِن الكتب المهزلة التي اعتمدها أحمد الكاتب، وهو كتاب (رجال ابن الغضائري)! كتابٌ لا وجود له أصلاً لم يره أحد، ظهر فجأة مطبوعاً في هذا العصر، والعلماء عِبر العصور يعتمدون عليه وهم لم يروا هذا الكتاب!! ● النجاشي في كتابه الفهرست الذي يُسمّونه (رجال النجاشي) قال في المقدّمة أنّه سيبذل جهده في كتابه هذا بذكر أسماء المؤلّفين وأسماء الكتب. والعلماء هم بأنفسهم يقولون أنّ النجاشي كان معاصراً لابن الغضائري الذي ينسبون له (كتاب الرجال المفترض)، وكان زميلاً له في حضور الدرس عند والد ابن الغضائري! فوالد ابن الغضائري كان أستاذ النجاشي، ابن الغضائري اسمه (أحمد الغضائري) ووالده اسمه (الحسين الغضائري). النجاشي في الجزء الأوّل من كتابه ترجم لوالد ابن الغضائري (الحسين الغضائري).. ولكنّه لم يترجم لزميله (ابن الغضائري) لا من قريب ولا من بعيد!! فهل من المعقول أن ابن الغضائري أحمد الذي كان زميلاً للنجاشي عنده كتاب بهذه الأهميّة التي يضعها علماؤنا له، والنجاشي لا يذكر هذا الكتاب؟! مع أنّ النجاشي بذل جهده في تقصّي أسماء المؤلّفين؟ ثُمّ حتّى لو فرضنا أنّ الكتاب الذي يُسمّونه (رجال ابن الغضائري) هو لأستاذ النجاشي (الحسين الغضائري) فالنجاشي ترجم لأستاذه الحسين ولم يذكر هذا الكتاب في ترجمته!! ● الشيخ الطوسي أيضاً كان معاصر للنجاشي، ومعاصر لابن الغضائري.. وحين ترجم لابن الغضائري في كتابه [فهرست الطوسي] يقول أنّه وصل إلى مسامعه أنّ ابن الغضائري عمل كتابين، وهو بنفسه يقول في كتابه الفهرست لم يرهما أحد، يقول (إنّ هذين الكتابين لم ينسخهما أحدٌ مِن أصحابنا، واختُرم هو، وعمد بعض ورثته إلى إهلاك الكتابين وغيرهما مِن الكتب)!! أضف أنّ العلماء أصلاً اختلفوا في هذا الكتاب (حول اسم الكتاب، وحول اسم المؤلّف..) ● ظهر كتاب ابن الغضائري بعد موته بقرنين مِن الزمان.. بعد هذين القرنين من الزمان يأتي السيّد ابن طاووس ويقول أنّه عثر على كتاب ابن الغضائري! وهذه النسخة التي رآها ابن طاووس لم يرها أحد! نحن لا نقول أنّ السيّد ابن طاووس كذّاب، وإنّما نقول أنّ هناك مَن ضحك عليه كما ضحك السيّد طالب الرفاعي على السيّد محسن الحكيم. مثلما ضحكوا على السيّد الحكيم بشأن كتاب سيّد قطب الذي يُسيء لسيّد الأوصياء أنّه لمحمّد قطب، وكتاب السيّد ابن طاووس هو الآخر غير موجود!! ● ثُمّ إنّه حتّى لو فرضنا أنّ كتاب ابن الغضائري موجود وثابت، فهل ابن الغضائري نبي حتّى تأخذ بكلامه؟! ابن الغضائري حاله حال النجاشي والطوسي والبقية ● الشيء المهم في كتاب ابن الغضائري هو أنّه يُضعّف رواة أحاديث المقامات والمعارف، وكذلك روايات ولادة الإمام الحجّة! لذلك صار ابن الغضائري مصدراً مهمّاً عن علمائنا!! وقفة عند [معجم رجال الحديث: ج1] للسيّد الخوئي لمعرفة ماذا يقول السيّد الخوئي عن ابن الغضائري؟ يقول: (وأمّا الكتاب المنسوب لابن الغضائري فهو لم يثبت، ولم يتعرّض له العلامّة في إجازاته) ● الخلاصة التي يصل إليها السيّد الخوئي في بحثه هي، يقول: (والمتحصّل مِن ذلك: أنّ الكتاب المنسوب لابن الغضائري لم يثبتْ، بل جزم بعضهم بأنّه موضوع، وضعه بعض المخالفين ونسبه إلى ابن الغضائري). المعجزة هنا هي أنّ السيّد الخوئي برغم أنّه هو بنفسه يقول أنّ كتاب ابن الغضائري لم يثبت، إلّا أنّه في نفس الوقت يُورد كلام ابن الغضائري على طول الخط، ويعتمد عليه ويُرتّب عليه الأثر في تضعيف حديث أهل البيت! ● النتيجة والثمرة النهائية التي تترتّب لو اعتقدنا بكتاب ابن الغضائري، واحدة منها: هي إلغاء ولادة الإمام الحجّة! لأنّ ابن الغضائري أشار إلى أنّ بعض هؤلاء الرواة غلاة ومن أكثر الناس كذباً!! ● السيّد الخوئي في كتابه معجم رجال الحديث لم يأتِ بشيء جديد!! هو فقط جمع كتب الرجاليين السابقة التي يُعمل بها في المؤسسة الدينية.. الشيء الجديد الذي جاء به السيّد الخوئي هو أنّه يقول: أنّ الشخص الذي يجعله الإمام المعصوم وكيلاً عنه في الأمور المالية لا نقبل وكالته، فهو ليس ثقة!! يقول: (الوكالة لا تستلزم العدالة ويجوز توكيل الفاسق إجماعاً وبلا إشكال، غاية الأمر أن العقلاء لا يوكّلون في الأمور المالية خارجاً من لا يوثق بأمانته)!! ● أنا أقول للسيّد الخوئي: نحن نعرف وكلاء السيّد الخوئي، الكثير منهم سَفَلة، والكثير منهم ساقطون بمعنى الكلمة، وحينما جاءت المرجعية بعد السيّد الخوئي أبقتهم حالهم في نفس الأماكن! هؤلاء السَفَلة مِن وكلاء السيّد الخوئي موثوقون عنده، وأمّا وكلاء الأئمة على الأموال فغير موثوقين! أي مهزلة هذه؟! معجزة أخرى من المعجزات الغضائرية (السيّد السيستاني لا يرتضي التشكيك في كتاب الن الغضائري، ويُثبت كتابه ويعتمده في توثيق الروايات)!! ● وقفة عند كتاب [الإمام السيستاني أمّة في رجل] يقول المؤلف وهو أحد تلامذة السيّد السيستاني، يقول: (وله آراء خاصّة – للسيد السيستاني – يخالف بها المشهور، مثلاً: ما اشتهر مِن عدم الاعتداد بقدح ابن الغضائري إمّا لكثرة قدحه، أو لعدم نسبة ثبوت الكتاب إليه، فإنّ سيّدنا الأستاذ لا يرتضي ذلك، بل يرى ثبوت الكتاب، وأنّ ابن الغضائري هو المعتمد في مقام الجرح والتعديل أكثر مِن النجاشي والشيخ وأمثالهما ويقدّم رأي ابن الغضائري على آرائهم)!! عرضتُ بين أيديكم أمّهات الكتب الحديثية والتفسيرية والرجاليةـ ولاحظتم التزوير وطمْس الحقائق والتبديل والتحريف والتغيير، وعرضتُ ين أيديكم الكتب الرجالية الشيعية، ولاحظتم الهراء والضحك على العقول، ولاحظتم تخريب الدين وتخريب العقائد بهذه الكتب الهزيلة المُحرّفة الفاسدة القذرة، ولاحظتم كيف أنّ العلماء والمراجع يُضحَك عليهم، ويضحكون على أنفسهم، ويضحك بعضهم على البعض الآخر، وبعد ذلك يضحكون علينا.. أنا لا أقول أن ذلك يصدر منهم بسوء نيّة.. إنّه الجهل المركب والحماقة الشديدة!! الأمر هو هو حين قال الإمام الكاظم عليه السلام للبطائني: أنت وأصحابك أشباه الحمير. ● أنا أسألكم: ما طرحته أنا وما هو مطروح في المؤسسة الدينية: أي المنطقين منطق زهرائي، وأيّهما منطق بطائني؟! أنا أقول: دعونا نتذكّر البطائني والذين كانوا معه.. حينما كان الإمام الكاظم في السجن، كانوا على علاقة طيبّة بالإمام الرضا عليه السلام، وكانت المرجعية لهم، فالإمام الرضا كان متوارياً عن الناس ساكناً ساكتاً في بيته، لأنّ الإمام كان ساكتاً وساكناً في بيته، لأنّ الشيعة كانتْ تعود للبطائني وأضراب البطائني.. فكان البطائني وأضرابه هم المراجع، الناس تقلّدهم وتتابعهم! الأموال تُجبى إليهم، الزعامة لهم، الأسئلة العلمية تُوجّه لهم! فهم يُشار إليهم بالبنان، هم أهل العلم، وهم أهل الولاية، وهم المراجع والسُلطة لهم، والناس تقوم لهم ولا تقعد! هكذا كانت تجري الأمور في الأيّام التي كان فيها الإمام مُغيّب في السجون! مثلما إمام زماننا مغيّب عنّا الآن والمؤسسة الدينية الشيعية الرسمية هي التي لها الأولوية في العلم والدين والزعامة والأموال! ● حين انتهت غيبة إمامنا الكاظم عليه السلام، البطائني طرح فكراً جديداً، وأنكر الروايات ووضع منهجاً للتفكير (منهج الكلاب الممطورة) وأعلن العداء للإمام الرضا وأنكر إمامته! وحثّ الشيعة على ذلك، وأكثر رواة الحديث تبعوه على ذلك! كما أنّ الشيعة تبعتْ البطائني فيما يقول، هذه الفتنة ستتكرّر عند ظهور الإمام، مادام هذا المنهج الأبتر موجود.. النتائج تكون هي هي!! المراجع سيقفون بوجه الإمام!! في حلقة يوم أمس عرضتُ عليكم مقطع مِن برنامج أسبوعي عًرض على قناة العهد الفضائية.. (سأعيد عرض هذا المقطع عليكم لاسيّما بعد الحديث عن كتاب [ابن الغضائري] الأكذوبة، وهذه الكتب المهزلة، وبعده أعلّق). هذه الأسماء التي تحدّث عنها في المقطع مقدّم البرنامج (حيدر غازي) واضح أنّها أسماء مفتعلة ليست حقيقية من أوّل نظرة! هذه اللّعبة القذرة هي أوثق بكثير من رجال ابن الغضائري!! لأنّ هذه الأسماء المفتعلة لو أرادت الدولة أن تحقّق مَن الذي يقف وراءها يُمكن أن تصل.. لكن نحن إذا أردنا أن نحقّق وراء هذا الكتاب من هو؟ لا يستطيع أحد!! لا نعرف الشخص الأصلي الذي كتب هذه المعلومات!! (وقفة عند حادثة يذكرها الشيخ الغزّي حصلتْ أيّام المعارضة.. أيضاً تدور في هذا الفلك: فلك الكذب والخداع وافتعال أسماء وهمية لغرض جني الأموال! هذه الحادثة تتطابق في مضمونها محتوى مقطع قناة العهد الفضائية) خلاصة ما تقدّم: صار واضحاً لِمن تابع هذه الحلقات مدى الزيف الموجود في الواقع الذي نعيشه على مستوى أمّهات الكتب والمصادر، على مُستوى الكتب الرجالية التي يُحطّم بها حديث آل محمّد! وعلى مُستوى الواقع العملي للمؤسسة الدينية. أنقل لكم صوراً فيما بقي مِن وقت هذه الحلقة ترتبط بهذا الموضوع، كي تتجلّى الصورة أكثر وأكثر. ● وقفة عند كتاب [في علامات الظهور والجزيرة الخضراء] للسيّد جعفر مرتضى العاملي صاحب المؤلّفات الكثيرة، والذي عُرف بخبرته في كتب التأريخ والسِير ومؤلّفاته أدل دليل على ذلك. اخترت كتابه هذا لأنّ الحديث في هذه الحلقة في التأريخ والرجال، فهو معروف بتخصّصه في حقلي (التأريخ والرجال). ● وقفة عند كتاب [في علامات الظهور والجزيرة الخضراء] للسيّد جعفر مرتضى العاملي. الموضوع الذي يبدؤه يتحدّث هنا في الفصل الأوّل مِن القسم الثاني، يتحدّث فيه عن خطبة البيان وبيان الأئمة. خطبة البيان هي خطبة الأمير المعروفة، أمّا كتاب [بيان الأئمة] فهو كتاب للشيخ مهدي زين العابدين النجفي. ● تحت هذا العنوان: (الفصل الأوّل: بيان الأئمة في الميزان) السيّد جعفر مرتضى العاملي يُريد أن يُحاكم هذا الكتاب! بيان الأئمة هو كتاب عن علائم الظهور وأحداث الظهور، وعن الرجعة (عن إمام زماننا وشؤوناته)! ● أنا لا أشكل على السيّد جعفر مرتضى العاملي أنّه يُريد أن يُشكل على كتاب بيان الأئمة.. فأنا أيضاً عندي بعض الإشكالات على هذا الكتاب.. ولكن إشكالاتي على هذا الكتاب هي في التنظيم والترتيب والأسلوب والسذاجة التي يكتب بها الشيخ مهدي زين العابدين في شرحه للأحاديث في هذا الكتاب.. وليس بالأسلوب الذي يتحدّث به السيّد جعفر مرتضى العاملي وكأنّه يتحدّث عن شخصية من زمان بعيد!! كان بإمكان السيّد جعفر مرتضى العاملي أن يتصل بالشيخ مهدي زين العابدين ويتعرّف عليه عن قرب ويسأله عن الإشكالات التي في ذهنه حول هذا الكتاب. ولكن السيّد جعفر مرتضى العاملي بني إشكالاته على الاحتمالات والظنون والتخمين. ● يقول في صفحة 79 وهو يتحدّث عن المرويات المذكورة في كتاب (بيان الأئمة) (كما أنّه قد أسند قسماً آخر من منقولاته الأخرى إلى كتب غير معروفة ولا مألوفة، ولا سَمِع بها أحد، والذي يظهر هو أنّها لا وجود لها إلّا في مُخيّلة مخترع اسمها الرنان…)!! أمّا قوله أنّه نقل مِن كتب غير معروفة في الوسط العام فهذا صحيح، باعتبار أنّ عامّة الشيعة لا خبرة لهم في الكتب، والمؤسسة الدينية أساساً لا خبرة لها في كتب الحديث وفي الكتب التي أُلّفت عن الإمام الحجّة! في الأعم الأغلب هم منشغلون بقضية الطاهرات والنجاسات والأخماس. ● أمّا قول السيّد جعفر مرتضى العاملي أنّ هذه الكتب (ما سمع بهذا أحد)، فهذه العبارة غير صحيحة.. فأنا سمعت بهذه الكتب وقرأتها وهي موجودة عندي.. هو السيّد جعفر مرتضى العاملي لم يكن مُطلعاً على هذه الكتب! ● قول السيّد جعفر مرتضى العاملي (والذي يظهر هو أنّها لا وجود لها) هذا استظهار مِن عنده على أساس ذوقه في أجواء علم الرجال (استظهارات وظنون لا أساس لها) وهكذا كُتبتْ كتب علم الرجال!! ● أيضاً يقول السيّد جعفر مرتضى العاملي: (ثالثاً: إنّ بعض هذه الكتب وإنْ كان يُمكن أن تكون حقيقية للعثور على اسمها في بطون الكتب إلّا أنّنا لم نقف عليها، وقد تكون ممّا اندثر وباد ولم يصل إلينا سوى اسمه فجاءت نسبة بعض المرويات المزعومة إليها لتعزز من الاطمئنان لدى القارئ بوثاقة النقل مع اطمئنان واضع الرواية إلى أنّه ليس بمقدور أيّ كان التأكّد من صحة المنقول مهما نقّب وبحث..) !! هل عدم وقوفك عليها يا سيّد جعفر يعني أنّها غير موجودة؟! مَن الذي جعلك ميزاناً؟! مشكلة العلماء هي هذه أنّهم جعلوا أنفسهم ميزاناً للحقائق! وهذا كلّه بسبب الصنمية!! ● أيضاً في صفحة 76 يقول: (ولكنّي عدتُ فأقنعتُ نفسي أنّ هذين السببين لا يكفيان لذلك، أمّا بالنسبة للسبب الأوّل: إنّ نقد الكتاب لا يعني اتهام مؤلّفه بالكذب والوضع، أو بالتحريف للحقائق إذ مِن الممكن أن يكون بعض شياطين الإنس قد استحوذ على المؤلّف وحاز على ثقته وصار يُلقي إليه بالأكاذيب، ويُوهمه أنّها روايات توجد في المخطوطة الفلانية أو في غيرها ممّا لا وجود له أصلاً أو ممّا كان له وجود ولكنّه اندثر وباد، وممّا يعزز هذا الاحتمال ما يذكرونه عن المؤلف مِن طهارة، وبساطة ذات، وسلامة قلب، وظهور صلاح..). لا أدري من أين يأتي السيد جعفر مرتضى العاملي بهذه الفرضيات؟! السيّد مهدي زين العابدين بدأ كتابه في الخمسينات وطُبعتُ الأجزاء الأولى في بداية الثمانيات، وجمع الكثير مِن المصادر، وقد عرضتُ عليكم نماذج مِن مصادره التي لم يقف عليها السيّد جعفر مرتضى العاملي، وشكك في وجودها ● ثمّ مِن أين أتى السيّد جعفر مرتضى العاملي بهذا التصوير (أنّ مجموعة مِن شياطيين الإنس قد استحوذوا على المؤلّف وحازوا على ثقته وصاروا يُلقون إليه بالأكاذيب إلى آخر القصّة؟! هذه المسرحية مِن أين جاء بها؟!!) بمثل هذه الطريقة قيّم الرجاليون رواة حديث أهل البيت!! هذه هي المنهجية التي يعمل بها الرجاليون! السيد جعفر مرتضى العاملي مُعاصر للسيّد مهدي، ومع ذلك أخطأ في تقييمه!! فكيف بالرجاليون الذين تفصلهم مئات السنين عن رواة حديث أهل البيت عليهم السلام. ● ثمّ يُكمل السيّد جعفر مرتضى العاملي ويقول: (وثمة احتمال آخر هنا وهو أنّ يكون المؤلّف نفسه يرى أنّ رؤية الإمام عليه السلام في المنام وسماع بعض الأمور منه أو خطور أمور على البال يحسبها كشوفات عرفانية يبرر له اعتبار ذلك رواية له عن الإمام الذي رآه أو تخيّله حال خطور ذلك الخاطر له، وحيث أنه لا يجرؤ على التصريح بحقيقة الأمر فإنّه يلجأ إلى هذا الأسلوب وهو الإحالة على مخطوطات يدّعي الفوز بالوصول إليها والاطلاع عليها)!! ● قصة طويلة عريضة مبنية على الظنون والتخيّلات.. وهذا الحال هو نفسه الذي جرى مع السيّد الخوئي حين أصدر فتاوى يُكذّب فيها على السيّد محمّد الشيرازي .. (علماً أنّي لا أقول أنّه يقصد الكذب، ولكنّهم غرّروه فكتب هذه الأكاذيب في الفتوى دون تحقق!! هكذا تجري الأمور في المؤسسة الدينية).