الجزء الثالث … الكتاب الناطق – الحلقة ١٣٣ – لبّيك يا فاطمة ج٥٠ – ملامح المنهج الأبتر في الواقع الشّيعيّ ق١٧ – ضعف البراءة ج١١ – الشيخ الوائلي ق١ Show Press Release (29 More Words) الجزء الثالث … الكتاب الناطق – الحلقة 133 – لبّيك يا فاطمة ج50 – ملامح المنهج الأبتر في الواقع الشّيعيّ ق17 – ضعف البراءة ج11 – الشيخ الوائلي ق1 صور OverlaysPreviousNext فيديو يوتيوب اوديو مطبوع Show Press Release (17٬473 More Words) يازهراء بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيم سَلَامٌ عَلَيك يَا وَجْه الله الَّذِيْ إِلَيهِ يَتَوجَّهُ الأَوْلِيَاء… بقيَّةَ الله… مَاذَا فَقَدَ مَنْ وَجَدَك وَمَا الَّذِيْ وَجَدَ مَنْ فَقَدَك؟!… الْحَلَقَةُ الثَّالِثَة وَالثَّلاثُون بَعد الْمِئَة لَبَّيكِ يَا فَاطِمَة الجُزْءُ الخَمسوُن ملامحُ المنهج الأبتر في الواقع الشِّيعيّ ق 2 – ضَعْفُ البَرَاءَة ج11 – الوائلي ق1 سَلَامٌ عَليْكُم إِخْوَتِيْ أَخَوَاتِيْ أَبْنَائِيْ بَنَاتِيْ … عُنواننا هُوَ العُنوان المحبَّبُ إلى قلوبِنَا: لبَّيكِ يَا فَاطِمَة …!! والحديثُ لا زال في مَلامح المنهج الأبتر الَّذي يتحرَّكُ في الوَسط الشِّيعيّ بفعّاليةٍ شديدةٍ ونشاطٍ قويٍ جِدَّاً خُصوصاً في العقود المتأخِّرةِ مُنذُ الخمسينات وإلى يومنا هذا، لا أُريدُ أنْ أُكرِّر مَا تقدَّم من حديثٍ حينما حدَّثتُكم في الحلقاتِ المتقدِّمة عن أهمِّ مَلْمَحَين من ملامحِ المنهجِ الأبتر وهما يظهرانِ بوضوح في الوسط المرجعي الشِّيعيّ والوسط الحوزوي الشِّيعيّ وفي المنبر الحُسينيّ الشِّيعيّ، وبعد ذلك تَظهرُ هَذهِ الملامح في وسائل الإعلام وفي معاهد التعليم وفي سَاحةِ الثَّقافةِ الشِّيعيَّة بنحوٍ عام. الْمَلْمَحُ الأوَّل: الصَّنميَّة المقيتةُ المشؤومة، وقد تحدَّثتُ عن هذا الْمَلْمَح وعن شُعَبِهِ وذُيُولِه. والْمَلْمَحُ الآخر: ضعفُ عقيدة البراءة، بل اِنعدامُ عَقيدةُ البراءة الفكرية خُصوصاً في المؤسَّسة الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الرَّسميَّة في كثيرٍ من جِهاتها وأنحائها، وعندَ الكَثيرِ من رموزها ومراجعها وقادتها، ومرَّت الأدلَّة والشَّواهدُ والْمَشَاهدُ بنحوٍ مُتدفِّقٍ واضحٍ وصريحٍ جليّ. في هذهِ الحلقة والحلقات الَّتي تليها أُريد أنْ أقف عند مثالٍ هو في الحقيقة مثالٌ نموذجيٌ لِمن يُريد أنْ يتحدَّث عن المنهجِ الأبتر يجمعُ ما بين الصَّنميَّةِ حيثُ الشِّيعةُ تُصنِّمهُ، وحيثُ اِنعدام البراءةِ الفكرية في طَرحهِ في أكثرِ ما يقول، في أحسن الأحوال هُناك ضعفٌ واضحٌ شَديدٌ في هذا الطرح المذكور، إنَّهُ خَطيبُ الشِّيعةُ الأوَّل في الوسط العربي، شيخنا الوائلي رحمةُ اللهِ عليه. في هذه الحلقة وفي الحلقات الَّتي تَليها سأعرضُ بين أيديكم مدرسة الشَّيخ الوائلي الَّتي هي أكثرُ تأثيراً من كلِّ الجهات المؤثِّرةِ في الوسط الفكري الشِّيعيّ عُمُوماً، الشِّيعةُ أخذوا عقيدتهم وثقافتهم من مِنبر الشَّيخِ الوائلي من نهاية الخمسينات حتَّى وفاتهِ رحمة الله عليه سنة 2003، جيل الستينات وجيل السَّبعينات وجيلُ الثَّمانينات وجيلُ التسعينات، أربعةُ أجيال تثقفت تحَت مِنبر الوائلي، ومن هُنا كانت الثَّقافة البَتراء العَوراء الحولاء هي الَّتي تنتشرُ اليوم في فضائيَّاتنا وفي حُسينياتِنَا وعلى منابرنا. السؤال الَّذي يطرحُ نفسه وهو سؤالٌ كبير: مع كُلِّ هذا الوضوح في الطرح الأبتر الَّذي طرحهُ شيخنا الوائلي وقد يجد لهُ البعضُ عُذراً، وهل كَان معذوراً أم لا؟ بغضِّ النَّظرِ عن هذه القضيَّة لماذا تُصرُّ المرجعيَّات الشِّيعيَّة خُصوصاً سيِّدنا السيستاني دام ظله الشَّريف، لماذا هذا الإصرار من قِبَل السيِّد السيستاني على توجيه النَّاس وتوجيه الخُطباء وتوجيه الشِّيعة باتِّجاهِ مِنبر الشَّيخ الوائلي؟! لماذا تتَّفقُ كلمة مراجعنا في النَّجف وخارج النَّجف، الأربعة الكبار، والمراجع من الطبقة الثَّانية، ومن الطبقة الثَّالثة، لماذا تتفق كلمة الحوزةِ والأساتذة فيها؟! لماذا تتفقُ الفضائيَّات والحُسينيات؟! لماذا يتراكضُ أهلُ الحسينيات على خطيبٍ يُقلِّدُ الشَّيخ الوائلي في صوتهِ أو في نعيه؟! أو يستنسخُ حديثهُ بشكلٍ خاطئ في كثيرٍ من الأحيان؟! لماذا يتراكضون على هؤلاء الخُطباء الَّذين يحاولون أنْ يتشبَّهوا بالشَّيخ الوائلي حتَّى بمظهره، وبلفِّ عِمّتهِ وغير ذلك؟! لماذا هذا التسابق والتراكض على منبر الشَّيخ الوائلي، المنبرُ الأبتر؟! ترفضون كلامي هذا؟! سأعرض بين أيديكم العشرات والعشرات من الوثائق من مجالسهِ، تسجيلات صوتية، فيديوات، مُقابلات تلفزيونية، ندوات، لقاءات، من كتبهِ، من شعرهِ، الكُتب الَّتي يقرأُها، الكُتب الَّتي يُوصي بقراءتها، سأعرض لكم الشَّيخ الوائلي في هذهِ الحلقة وفي الحلقات التالية بالوثائقِ والحقائقِ والدقائق. سأعرضُ بين أيديكم مجموعةً من الوثائقِ الَّتي يدورُ مضمونها في منهجيَّةِ مدرسةِ الشَّيخ الوائلي رحمةُ اللهِ عليه، الشَّيخُ الوائلي يُحدِّثُنا في الوثيقةِ الأولى، تسجيل صوتي يُحدِّثنا عن مكتبتهِ وأنَّ نسبة كُتُب المخالفين لآل مُحَمَّد يعني كُتُب أعداءِ الزَّهراء وآل الزَّهراء تصلُ إلى نسبة تسعين بالمئة، عجيبٌ هذا أم لا؟! مصادر فِكرهِ ومصادر مجالسهِ الَّتي يُقدِّمها لكم تسعون بالمئة من هذهِ المصادر هي من كُتُبِ أعداء الزَّهراء وآل الزَّهراء..!! نستمع إلى شيخنا الوائلي وهو يُحدِّثنا: [أنا الآن عندي مكتبتي وأعتقد مكتبة كل واحد من الجالسين تسعين بالمئة منها من كُتب المذاهب الأربعة، زين، وفرد عشرة بالمئة افرض من كتبنا، زين، أنا ليش أهضم أن كتابك ايطب وأتصفحه وأقراه بكل إمعان وبكل موضوعيَّة، وإذا أكو به دليل قيّم أعتز به وأباركه، ليش أنت كتابي ما تخليه يدخلك ليش شنو المانع، هاي مسألة فكر، الفكر ما بيه عدوى أبداً، الفكر خلّيه يدخل وأقرأ انت اقرأ الزم الكتاب واقرأ]. يتحدَّث عن مكتبته وأنَّ نسبة الكتب فيها من كُتُب أعداء الزَّهراء تصل إلى تسعين بالمئة، ثُمَّ بعد ذلك يتصوَّر أنَّ الجُلَّاس كذلك، وفعلاً ربَّما الكثير من الجُلاس كذلك لأنَّ هذه الثَّقافة هي الثَّقافةُ الَّتي تريد مرجعيَّتُنا الشِّيعيَّة لها أنْ تنتشر، ومن هنا يأتي إصرارُ مراجعنا الكبار في النَّجف وعلى رأسهم السيِّد السيستاني دام ظلُّه الشَّريف، هذا الإصرار على نَشرِ ثقافة الشَّيخ الوائلي هذهِ الثَّقافةُ البتراء، سؤالٌ كبير وعلامة استفهام لماذا؟! ثُمَّ بعد ذلك يقول من أنَّهُ يعتزّ ويُبارك ويفتخر بما يجدهُ في كُتُب القوم، بينما الأَئِمَّة يُحدِّثُوننا بشكلٍ آخر وسيأتي حديثهم، فهذا المنطقُ الذي عليه الوائلي منطقٌ مخالِفٌ ومُعادٍ لإمام زماننا مئة بالمئة، وهذا ما تُبيِّنهُ آيات الكتاب الكريم وأحاديثُ أهلُ بيت العصمة، وستأتي البيانات. في هذا التسجيل كُتُب أعداء فاطمة في مكتبة الوائلي تصل إلى تسعين بالمئة، يبدو أنَّ الرجل في تطور، من تساوى يوماه فهو مغبون، يبدو أنَّ الرجل في تَقدُّمٍ ليس إلى الإمام وإنَّما في تقدُّمٍ إلى الوراء وإلى الانحطاط..!! في التسجيل الآتي يُحدِّثنا أنَّ نسبة الكُتُب المعادية لآل مُحَمَّد في مَكتبتهِ تَصل إلى خَمسةٍ وتسعين بالمئة..!! الوثيقة الثَّانية نستمع معاً: [وحياتك أنا اجتمعت لي بعالم، رجل أزهري كبير اجتمعت بيه ودار بيني وبينه حديث، قال لي: انتوا شتدرِّسون عندكم في النَّجف؟ اذكرت له من جملة ما ندرّس، قلت له: ندرِّس الفقه المقارن، فقه المذاهب الأربعة إلى جانب فقه الإمام الصَّادق، قال لي: عجيب، تدرسون الفقه المقارن؟! ليش لا، شو المانع، فقه الإمام أبو حنيفه ندرِّسه، فقه الإمام الشَّافعي ندرِّسه، فقه الإمام مالك ندرِّسه، فقه الإمام أحمد ابن حنبل ندرِّسه، إلى جانب فقه الإمامية، وندرِّسه بكل موضوعية ونناقشة بكل روح، قالي: هكذا؟ قلت له: بلي هكذا، قلت له: حجي غريب عليك، انت الأزهر في بدء تأسيسه، الأزهر لَمَّا تأسَّس في بدء تأسيسه اشكم مدرِّس كان أكو بيه؟ مو خمسة؟ قال لي: نعم خمس، قلت له: مو كان يدرِّس الشّافعي والحنبلي والمالكي، نعم، والمذاهب الأربعة، والإمامي، كلَّ المذاهب الخمسة تُدرَّس في الأزهر الشَّريف مو هكذا؟ قال لي: بلى، عندنا الآن يُدرَّس هذا المعنى وموجود في كليَّة الفقه يُدرَّس، قالي: زين الكتب اللي تعتمدون عليها؟ قلت له: الكتب تفضل أنا أروايك أدخِّلك إلى مكتبتي خمسة وتسعين بالمئة من مكتبتي من كتب المذاهب الإسلامية الأخرى وخمسة بالمئة من كتب الإمامية، بس أنا أطب وياك إلى مكتبتك الآن إذا لقيت عندك كتاب شيعي الك حقّ، سَكت هو، قلت له: ليش تسكت، ليش، أنت ليش ما تنفتح، اشدعوة هالبعبع، شايف انت شنو، احنا شنو، فقهنا منين ماخذينه؟ ماخذيه من الحسن والحسين، الحسن مو ابن كسرى ولا ابن هرقل الحسن والحسين أولاد رسول الله]. ولا ندري بعد ذلك كم تطوَّرت هذه النِّسبة، فهل وصلت إلى مئة بالمئة، في الحقيقة إذا أردنا أنْ نتتبَّع مجالس الشَّيخ الوائلي، هُناك الكثير مِن مجالسهِ إذا حذفنا منها النَّعي وليس المصيبة، المصيبة أيضاً ينقلها من كُتب المخالفين في كثير من الأحيان، النَّعي الشعر، إذا حذفنا الشِّعر في بعض الأحيان يكون من شعره في بعض الأحيان يكون من شعر ابن نصار وغير ابن نصار من الشُعراء، إذا حذفنا الشِّعر الَّذي يُقرأ بعد ذكر المصيبة والَّتي في الغالب أيضاً ينقلها من كُتب المخالفين، وحذفنا المقدِّمة صلَّى اللهُ عليك يا أبا عبد الله يبقى المضمون من أوَّلهِ إلى آخره مئة بالمئة مأخوذ من كُتب المخالفين، وهذهِ القضيَّة بإمكاني أنْ آتي بمجالس كثيرة وكثيرة جدَّاً من مجالس الشَّيخ الوائلي أضعها بين أيديكم وسأشير إلى نماذج وعناوين يمكنكم أنْ تراجعوها بأنفسكم وتدققوا في ذلك، ما يوجد فيها ولا شيء عن أهل البيت أبداً، وإذا نقل شيئاً فيها عن أهل البيت فهو ينقلهُ عن المخالفين وهو مما يرفضهُ أهلُ البيت، فعلى أرض الواقع هُناك من مجالسهِ ما تصل النِّسبة فيه بغضِّ النَّظر عن النَّعي، وبالمناسبة هو قد نَدَم على النعي في آخر أيَّام حياته، ولذلك المجالس الأخيرة في أيَّام حياته ما كان يقرأ فيها نعي، وهذا الأمر تحدَّث عنهُ في كتابهِ (تجاربي مع المنبر)، ذكر هذا الأمر الشَّيخ الوائلي رحمةُ اللهِ عليه بأنَّهُ قد نَدَم على ما كان يُمارسه في مجالسهِ من قِراءة النَّعي، وسأقرأُ ذلك عليكم من كتابهِ حينما نتسلسل في الحديث، لأنَّني سأتناول كُتُبه بعدَ أنْ أُنهي عرضَ الوثائق بالتسجيل الصَّوتي، وبالتسجيل الفيديوي، سأتناول كُتبهُ وسأعرضَ لكُم أمثلةً ونماذج مما جاء في هذه الكُتب. أعتقد أنّ الصورة واضحة: المكتبة كُتب المخالفين فيها تصل إلى تسعين بالمئة، بعد ذلك تتطور إلى خمسة وتسعين بالمئة، وهذه النسبة خمسة بالمئة من كُتب الإمامية هي من كُتب العلماء في الغالب إنْ لم تكن بالكامل، لأنَّ الشَّيخ الوائلي سأثبتُ لكم بأنّه يجهلُ جَهلاً مُطبقاً حديثَ أهلَ البيت، وسيتضحُ ذلك من خلال العشرات والعشرات من الوثائق الَّتي سأعرضها بين أيديكم، فهو يجهلُ جَهلاً مُطْبَقَاً ومُطْبِقاً وفاضحاً وواضحاً بحديثِ أهلِ البيت ودائماً يُردِّد ويذكرُ ما يحفظهُ من حديثِ المخالفين، وينسبُ ذلك افتراءً، قطعاً لا بسوء النِّية، هو يذكر مُفتريات أعداءِ أهلِ البيت على أهلِ البيت وينسبها إلى أهل بيت العصمة، والشِّيعةُ تحفظُ ذلك من الوائلي، وتُردِّدُ هذهِ الاِفتراءات، أيُّها الشِّيعة المفترون على أهل البيت المكذّبون على العِترَة الطاهرة بسببِ ما تحفظونه من الأكاذيب والمفتريات الَّتي ينقلها لكُم عميد المنبر الحُسيني كما تُسمّونه، سأذكرُ لكُم ذلك وبالأدلَّة والوثائق، اِصبروا عَلَيَّ وتابعوا هذهِ الحَلقة والحَلقَات القادمة وسأضعُ تَمام الحقَائقِ بين أيديكم على الطاولة، ويبقى سؤالي لماذا، لماذا، لماذا؟! لماذا المرجعيَّةُ الشِّيعيَّة تُصرُّ على أنْ تبقى مجالسُ الوائلي ومَدرسةُ الوائلي رائجة بَين جمهور الشِّيعة، لماذا؟ ما وراء ذلك بالنِّسبة لي إنَّهُ المشروع الإبليسي الدجّالي الَّذي تقوم المؤسَّسة الدِّينيَّة بتنفيذه من دونِ سوءِ نيَّةٍ ومن دون وعيٍ في ذلك، إنَّهُ الإصرارُ على الخَطأ، وإلَّا ما معنى هذا؟! ما معنى الإصرار على هذا المنهج الأبتر وعلى هذه الثَّقافةِ البتراء؟ لماذا يصرون على حديث رجلٍ هذهِ مكتبته وهذهِ مصادره؟ وستأتي التفاصيل. واضحٌ هذا الأمر يتجلّى وهو يُحدِّثنا عن معنى الاجتهاد وكيف أنَّ المجتهد إذا أصاب فإنَّه سينال أجرين وإذا أخطأ فأنَّهُ سينالُ أجراً واحدا، إنّه منطقٌ مخالفٌ لمنطق آل مُحَمَّد مئة في المئة، الشِّيعةُ كُلُّهم يُردِّدون هذا الكلام وهم لا يعلمون أنَّهم يسلُّون سيوفهم على صاحب الأمر بهذا المنطق، بهذا المنطق سُلِبت الخلافةُ من عليٍّ! بهذا المنطق اغتُصِبت فدك! بهذا المنطق قُتلت فاطمة! بهذا المنطق قتل الإمامُ الحسن! بهذا المنطق قتلوا الحسين! بهذا المنطق، هذا المنطق ما هو منطق العترة الطاهرة وإنْ ردَّده من ردَّده من الرموز الشِّيعيَّة، هؤلاء جهالٌ لا يعرفون منطق آل مُحَمَّد. نستمع إلى شيخنا الوائلي في الوثيقة الثَّالِثة: [إذا لا والله ما لقى، إله أجر على تعبه على جهده إن أصاب اله أجرين وإن أخطأ اله أجر واحد، هو كل ما عنده عنده الحكم الظاهري اللي يحصله عن طريق استقراء الأدلة إلى أنْ يوصل إلى الحكم يدور عالمسألة الشرعية يطلعها من دليلها، أما راح يصيب الواقع يو لا؟ لا، كل واقعة من الوقايع الها حكم عند الله الها حكم واقعي، لكن أنَّ الفقيه دائماً يصيب الواقع؟ لا، يخطئ نعم، وجايز عليه الخطأ وجايز عليه الإصابة]. هناك نفس المضمون يعرضه لنا الشَّيخ الوائلي في الوثيقة التسجيلية الرابعة: [أعود للموضوع، إذاً القياس احنا ما مضطرين إله، ما محتاجين إله حتَّى ندور قياس لا، الأحكام كافية في تغطيتها، أي مسألة تتصوَّرها هي الها حكم، ولذلك المجتهد عليه أن يدور عن هذا الحكم، إذا أصاب الله يعطيه أجرين، أجر على تبعه وأجر على إصابة الحكم الواقعي وإذا لا والله أخطأ الحكم الواقعي يأخذ أجر لأنَّه تعب الدليل وصله لهنا، هسه ما أدري الله عزّ وجل أعلم بأحكامه، الواقع هو عند الله، المجتهد عليه أنْ يهيء أدواته الفنية ويبحث إلى أنْ يتعب يوصل إذا وصل الله يثيبه على ذلك، بس بشرط كما سيمر علينا إن شاء الله بشرط أن يكون مجتهد ]. هذا المنطق: (المجتهد إذا أصاب له أجران وإذا أخطأ له أجر)، السؤال هل هذا منطق آل مُحَمَّد؟ الجواب كلَّا، هذا منطقُ أعداء آل مُحَمَّد، أساساً هذا المصطلح: (الاجتهاد)، (المجتهد)، هل هو في أجواء آل مُحَمَّد؟ الاجتهاد والمجتهد جاء بهِ مراجعنا الكرام من أعداءِ آل مُحَمَّد، هذهِ الكلمات حتَّى لو أرادوا أنْ يقولوا من أنَّهم وضعوها لدلالةٍ أُخرى، فهي تحملُ معها ما تحملُ من بُغضِ أهل البيت لها، وتحمل معها ما تحمل من آثارِ دماء فاطمة!! لأنَّ فاطمة قُتلت بهذه المصطلحات، وبهذه المنهجيَّة، فما الحاجة لأن نركض وراء هذه المصطلحات؟! هذا هو كتاب (الرِّسالة): أوَّلُ كتابٍ في علمِ الأصول ومنهُ أخذ الشِّيعة علم أصول الفقه، الرِّسالة للشَّافعي، لمحَمَّد ابن إدريس الشَّافعي، أوَّل كتابٍ في علم الأصول عند السُنَّةِ والشِّيعة، الشَّافعي متوفى سنة 204، وقبل الشَّافعي لم يكتُب أحدٌ من السُنَّة مِن المخالفين كِتاباً في علمِ أصول الفقه، هذا هو أوَّل كتاب، بقيَّة المذاهب السُنِّية المخالفة لأهل البيت أخذت من هذا الكتاب، ومراجعنا الكرام أيضاً أخذوا من هذا الكتاب، هنيئاً لكُم بالثَّقافةِ الأصولية الشَّافعيَّة، هذا هو كِتابُ الرِّسالة، دارُ العقيدة، تحقيق أحمد محَمَّد شاكر، الطبعة الأولى، 2009 ميلادي، جمهورية مصر العربية، إذا نذهب إلى صفحة 381 – قال: فتذكر حديثاً في تجويز الاجتهاد – حديث عن النَّبيّ يعني – قلت: نعم – إلى أنْ يقول بسندهِ – عن عمر ابنِ العَاص – حديث منقول عن عمرو ابن العاص – أنَّهُ سَمِع رسول الله يقول: إذا حَكَم الحاكم فاجتهد فأصاب فلهُ أجران وإذا حَكَم فاجتهد ثُمَّ أخطأ فلهُ أجر – أصلُ الفكرة مأخوذةٌ ومأخوذٌ من هذا الحديث، من الحديث الَّذي اِفتراهُ عَمرو ابن العاص على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، حديثٌ مُفترى من عمر ابن العاص على رسول الله يجعلهُ الشَّافعي أساساً يستدلُّ بهِ في أوَّل كتابٍ أُلِّف في علم الأصول، من هُنا جاءت هذهِ الثَّقافة، فهذهِ المضامين في فكر أهل البيت لا عين لها ولا أثر، وسأقرأُ لكم في طوايا حديثي ما جَاء عن آلِ مُحَمَّدٍ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين بهذا الخصوص، إذاً أصل الفكرة من هنا نبحثُ عن تطبيقات هذه الفكرة!! من تطبيقات هذه الفكرة، ما جاء مذكوراً في تأريخ الطبري، هذا هو المجلَّد الثَّاني، دار صادر، صفحة 592، وهذه الطبعة هي الطبعة الثَّانية، 2005 ميلادي، أبو بكر عند موتهِ في اللحظات الأخيرة، يقول:- فأما الثَّلاث اللاتي وددتُ أنِّي تركتهن فوددتُ أنِّي لم أكشف بيت فاطمة عن شيء، وإنْ كانوا قد غلقوهُ على الحرب – بغضِّ النَّظر، هذه الكلمة بالضَّبط هكذا قالها أبو بكر، حرُّفت، أضيف إليها ما أضيف، غُيِّرت، ولكن هذه الفكرة، هذه الصورة حينما يقفون عليها ماذا يقولون؟ يقولون: إنَّ الخليفة على فرضِ أنَّه قال ذلك كان قد اجتهد فأخطأ فله أجرٌ في ذلك! يعني إحراق بيت فاطمة وضرب فاطمة وإسقاط المحسن والَّذي جرى كان اجتهاداً خاطئاً!! وقطعاً المجتهد حين يُخطئ بحسب هذه المنهجيَّة فلهُ أجر، فإنَّ أبا بكرٍ مأجورٌ على ما فعلهُ بفاطمة، هذا هو المنطق!! هذا هو المنطق الَّذي يتحدَّث عنهُ شيخنا الوائلي وبالمناسبة هُناك في حوزتنا من يتحدَّث عن ذلك أيضاً ولذا شاعت هذه الثَّقافة في الوسط الشِّيعيّ من أنَّ المجتهد إذا أصاب ينال أجرين وإذا أخطأ ينال أجراً واحداً كما هو الحال مع أبي بكرٍ حين فعل ما فعل مع فاطمة فإنَّهُ قد نال أجراً بذلك، هذا في أسوأ الأحوال بالنسبة لهم وإلَّا فهم يعتقدون أنَّ أبا بكر كان مُصيباً في اجتهادهِ، فأبو بكر لم يكن نبيَّاً وإنَّما كان خليفةً مجتهداً، هكذا هم يعتقدون. هذا ابن تيمية يُحدِّثنا عن اجتهاد أبي بكر وعن صوابيَّتهِ في اجتهادهِ، في (منهاج السُنَّة)، الجُزء الثَّامن، صفحة 291، الناشر مؤسَّسة قُرطبة، تحقيق الدكتور محمَّد رشاد سالم، تاريخ الطبع 1406، ابن تيمية توفي سنة 728، فماذا يقول في منهاج السنة: – وغاية ما يُقال إنَّهُ كَبَس البيت – كبس البيت يعني جاء بقوَّته وفعل ما فعل – وغاية ما يُقال إنَّهُ كَبَسَ البيت لينظر هل فيه شيءٌ من مال الله الَّذي يقسمهُ – يقسمه بين المسلمين – وأنْ يُعطيه لمستحقهِ، ثُمَّ رأى أنَّهُ لو تركهُ لهم لجاز فإنَّهُ يجوز أن يعطيهم من مال الفيء وأمَّا إقدامهُ عليهم أنفسهم بأذى فَهذا ما وقعَ فيه قط باتفاق أهل العلم والدين – هو فقط كبس البيت كان يتوقع أنَّ هناك مالاً للمسلمين، مَن الَّذي سرقهُ ووضعهُ في بيت فاطمة؟ ربَّما سرقهُ أمير المؤمنين صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه وبعد ذلك تغيَّر اجتهادهُ ثُمَّ رأى أنَّهُ لو تركهُ لهم لجاز!! هكذا تسير العملية هذا هو منطق الاجتهاد إذا أصاب فلهُ أجران وإذا أخطأ فلهُ أجر واحد كما يقول شيخنا الوائلي، والشَّيخ الوائلي كثيراً ما يُصرّ على هذا الفهم، هناك مجالس أُخرى أنا لا أستطيع أنْ أعرض لكم كُلَّ شيء وكل المجالس، هناك مجالس أُخرى يردُّ فيها على أبي حامدٍ الغزّالي الَّذي يقول: إنَّ الشِّيعة ترفض هذا المنطق، فالغزَّالي أكثر علماً من الوائلي ومن العُلماء الَّذين يُوافقون الوائلي في هذا الطرح، هو أكثر عِلماً بما يقوله أهل البيت، فإنَّ الغزَّالي يقول من أنَّ الشِّيعة ترفض هذا المنطق، أي منطق؟ أنَّ المجتهد إذا أصاب فلهُ أجران وإذا أخطأ فله أجر، الغزّالي يقول: إنَّ الشِّيعة ترفض هذا المنطق!! الشَّيخ الوائلي في مجالسه يردُّ عليه، يقول: لا، الشِّيعة تقبل ذلك، منطق أهل البيت يرفض ذلك، والحقُّ هنا مع الغزّالي، لكن ماذا نصنع لعميد المنبر وهو يجهلُ ماذا قالَ أهلُ البيت، وماذا نصنع للمراجع وللعُلماء الَّذين يُصرِّون على بثِّ مجالس الوائلي، ويُصرِّون على خُطباء المنبر أن يتَّبعوا طريقة الوائلي في منهجهِ الأبتر؟! هذا الكتابُ: (تطهير الجنان واللسان عن الخطور والتفوه بثلب سيِّدنا معاوية ابنِ أبي سفيان)، هذا هو اسم الكتاب تطهير الجنان واللسان عن الخطور، حتَّى خطور، أن لا يخطر في البال، والتفوّه بثلب سيِّدنا معاوية ابن أبي سفيان، لمن؟ لأحمد ابن حجر، أحمد ابن حجر هو نفسهُ صاحب كتاب الصواعق المحرقة، وهذا الكتاب هنا ألحق بكتاب الصَّواعق المحرقة، إلحاق من جهة الطباعة وإلَّا فهو كتاب لوحدهِ، دار الكُتب العلمية، بيروت لبنان، ماذا يقول في صفحة 25 من هذا الكتاب ابن حجر؟ يقول:- ومنها ثناءُ عليٍّ – يعني أنَّ أمير المؤمنين قد ثنا على معاوية – ومنها ثناء عليٍّ كرَّم الله وجهه عليه بقوله قتلاي وقتلى معاوية في الجنَّة – أمير المؤمنين يقول هكذا؟ يعني أنّ الَّذين قُتلوا في صفِّين في جيشِ مُعاوية وفي جيشِ الأمير الطرفان في الجنَّة، لماذا إذاً تقاتلا؟ يبدو كي يذهبا جميعاً إلى الجنَّة، يبدو هكذا!! ومنها ثناءُ عليٍّ كرَّم اللهُ وجهه عليه – على معاوية – بقوله قتلاي وقتلى معاوية في الجنَّة، رواه الطبراني بسندٍ رجالهُ موثَّقون على خلافٍ في بعضهم – هو يقول – فهذا من عليٍّ صريحٌ لا يقبل تأويلاً بأنَّ معاوية مُجتهد توفَّرت فيه شروط الاجتهاد الموجِبة لتحريم تقليد الغير – فمعاوية لا يُقلِّدُ شخصاً آخر – إذ لا يجوز لمجتهد – ولا ندري الحقيقة ما هو عنوان الرسالة العملية لآية الله العظمى معاوية ابن أبي سفيان..؟! لحدِّ الآن أنا ما سمعت ما هي رسالتهُ العملية – فهذا من عليٍّ صريحٌ لا يقبل تأويلاً بأنَّ معاوية مُجتهدٌ توفَّرت فيه شروط الاجتهاد – هل كان عنده كتابٌ في علم الرجال أم لا؟ لا أدري! ولكن يبدو أن شروط الاجتهاد قد اجتمعت في معاوية كما يقول! – توفَّرت فيه شروط الاجتهاد الموجبة لتحريم تقليد الغير، إذْ لا يجوز لمجتهد أنْ يُقلِّد مُجتهداً بالاتفاق سواء خالفهُ في اجتهادهِ وهو واضح أم وافقهُ، لأنَّ كُلَّاً إنَّما أخذ ما قالهُ من الدليل لا غير – وهذا المنطق ستسمعونه أيضاً من الشَّيخ الوائلي، نفس هذا المنطق في قضيَّة علماء المذاهب وأنَّهُ علماء المذاهب لا توجد مشكلة في وجود هذه المذاهب وإنَّما القضيَّة أنَّ هؤلاء الفقهاء كُلّ واحد تمسَّك بالدليل الَّذي يراه دليلاً! المنطقُ هو المنطق – إذ لا يجوز لمجتهدٍ إنْ يُقلِّد مجتهداً بالاتفاق سواء خالفهُ في اجتهادهِ وهو واضح أم وافقهُ، لأنَّ كُلَّاً إنَّما أخذ ما قالهُ من الدليل لا غير وذلك يسمّى موافقاً لا تقليداً – إذاً فمعاوية مجتهد وعليٌّ هو أيضاً مجتهد، وستسمعون أيضاً من الشَّيخ الوائلي عن اِجتهاد عليٍّ، ستسمعون ذلك أيضاً!! أنا لا أقول إنَّ الرجل يعتقد ذلك ولكنَّهُ لأنَّهُ يقرأ دائماً في كتبهم، ولأنَّ كُلَّ دراستهِ هي في مدارسهم، ولأنَّهُ مُشبع بهذا الفكر النَّاصبي، ففي كثيرٍ من الأحيان يقعُ في غفلةٍ عن أبدهِ البديهيات فيتحدَّث باللسان النَّاصبي بنحوٍ صريح!! مع أنَّ الرجل في مكنون ضميره قد لا يعتقدُ بذلك، فإنَّني لا أشك في تشيُّع الشَّيخ الوائلي رحمةُ اللهِ عليه. هذه الأمثلة وهذا المنطق هو منطقُ أعداءِ آلِ مُحَمَّد، ربَّما يناسبُ المقام أيضاً ما مرَّ علينا وعرضتهُ بين أيديكم مقطع من مُقابلة مع السيِّد طالب الرِّفاعي على قناة العراقية وهو يتحدَّثُ عن أنَّ السيِّد مُحَمَّد باقر الصَّدر قد اجتهد فأخطأ في الاِجتهاد!! نشاهد معاً هذا المقطع من مُقابلة السيِّد طالب الرِّفاعي على قناة العراقية: [المُقدِّم: حياكم الله، نرحب بكم كثيراً في الجزء الثَّاني من حوارنا مع سماحة آية الله الدكتور السيِّد طالب الرِّفاعي، أُرحِّب بكم كثيراً مرَّةً أخرى سماحة السيِّد. السيِّد طالب الرِّفاعي: أهلاً ومرحباً بك يا ولدي العزيز. المُقدِّم: حياكم الله، سماحة السيِّد في كتاب الأمالي تذكر في أكثر من مكان جُملة أو وصف ونحنُ نتحدَّث كُنَّا عن السيِّد باقر الصَّدر، تقول مثلاً في صفحة 205، صفحة 271: بأنَّهُ كان قليل الحيلة في السياسة، وتقول أنَّ الصَّدر لم يكن كائناً سياسياً، وتقول: ما دفعهُ إلى الشَّهادة هو قلَّة تجربتهُ في السياسة، وسؤالي هنا سماحة السيِّد: من جملة الصفات الكبيرة الَّتي تُذكر عن السيِّد باقر الصَّدر أنَّهُ ما دخل معتركاً أو علماً إلَّا وتميَّز بهِ وكان على رأسهِ، أليس من القسوة أنْ نقول أنَّهُ كان لم يكن قليل الدراية أو قليل التجربة في السياسة ولم يكن محنَّكاً سياسياً؟ السيِّد طالب الرِّفاعي: يعني أنا أكثر النَّاس اطلاعاً ومعرفةً بإمكانات السيِّد مُحَمَّد بَاقر الصَّدر، وكُنتُ أضعهُ في الصفِّ الأوَّل من العُلماء المعاصرين مِن ناحية الفِكر والعِلم، ولكن السياسة في عصرنا تختلف عن السياسة في العشرينات، السياسة علم وخبرة، وأهمّ المهمّات في السياسة في تصوري المقولة الَّتي تكاد أن تكون من أوليات سياسة الوضع.. المُقدِّم: فنُّ المُمكن!! السيِّد طالب الرِّفاعي: فنُّ المُمكن، أنت تقرأ أفكاري؟!! تقرا أفكاري. المُقدِّم: لا سياق الكلام يُريد أن يصل إلى هذه النقطة. السيِّد طالب الرِّفاعي: فنُّ المُمكن، فإذا أقول أنَّ السيِّد الصَّدر رضوان الله عليه قليل الدراية في السياسة، عدمُ استيعابهِ لفن المُمكن. المُقدِّم: يخطر في ذهني قول للإمام علي عندما يقول: (لولا كَراهةُ الحِيلة لكُنتُ أدهى النَّاس)؟ السيِّد طالب الرِّفاعي: الإمام عليّ يقول ايه شسمه: (وَالله مَا مُعاويةُ بِأدهَى مِّنِّي وَلَكِنَّهُ يَغْدُرُ وَيَفْجُر وَلَولَا مَخَافَةُ ذَلِك لَكُنْتُ منْ أَدْهَى النَّاس)، في مُقابل معاوية وسياسته سياسة الخداع والمكر، فنّ المُمكن ليس خُداعاً ومكراً. المُقدِّم: إلى درجة كبيرة هو خداعٌ ومكر!! السيِّد طالب الرِّفاعي: في الحفاظ على النَّفس خداع ومكر؟ فنّ الممكن، أنا أحمي نفسي!! المُقدِّم: إذا في هذه النقطة نعم. السيِّد طالب الرِّفاعي: هو هذا انا، هي مسألة كل واحد مثل ما قريت فكري يقرأ فكري، شريد أقول، أنا ما أقول سيِّد باقر صفر في السياسية وإنَّما أقول في هذه النقطة هو ضعيف. المُقدِّم: في أنَّهُ أصرَّ على الشَّهادة؟ السيِّد طالب الرِّفاعي: كانت فلسفة الموت مُتغلغلة في فِكرهِ ووجدانه، وأنا الَّذي أراه أنَّ السيِّد مُحَمَّد باقر كانت الأُمَّة الإسلامية والعراق بالذَّات كان في حاجة إلى استمرارية بقائه، لو كان بإمكانهِ أنْ يتلافى ما وقع فيه!! المُقدِّم: سيقول قائل إنَّ الأُمَّة الإسلامية كانت بحاجة إلى بقاء الإمام الحسين سنة 61 للهجرة؟ السيِّد طالب الرِّفاعي: الإمام الحُسَين يا سيِّدي يختلف عن سيِّد باقر وغير سيِّد باقر، الإمام الحكيم، الإمام الحسين ينظر بنور الله، الواقع مُنكشف أمامه، نحنُ مجتهدون والمجتهد ما بين الخطأ والصواب، تخطئ وتصيب الاجتهاد، الحُسين ما كان مجتهداً، كان يرى الواقع كما هو، وكان مُحاصراً بالشَّهادة، لابُدَّ أن يقوم بهذا الشَّيء مُحاصر، السيِّد باقر ما كان محاصر!! إلَّا أنْ يُستشهد، قد ركز بين اثنتين إمَّا السِلَّة والذلَّة وهيهات منَّا الذِلَّة، الحسين كان في هذا الموقف. المُقدِّم: مما يذكرهُ السيِّد كاظم الحائري في الأصول في مقدمة الأصول، يقول: أنَّ السيِّد باقر الصَّدر قال لي هذا الكلام: أنَّ زماننا هذا يشبهُ زمان الإمام الحُسَين فعلينا أنْ نقوم بذات العمل الَّذي قام به الإمام الحسين، بالتالي كان.. السيِّد طالب الرِّفاعي: الاجتهاد، أنا أقول أنَّ السيِّد مُحَمَّد باقر في هذا الجانب اجتهد فأخطأ. المُقدِّم: جميل، سماحة السيِّد في قصّة مشهورة.. تفضل.. السيِّد طالب الرِّفاعي: لأن احنا في حالة، الأُمَّة في حاجة اله، العراق كان في حاجة اله، عائلته في حاجة اله، هذا ما حدَّثني بهِ ولدهُ سيِّد جعفر حينما التقيت بإحدى أرملات سيِّد، الأرملات من بناتهِ وكانت تبكي وحتَّى أنا اضطررت للبكاء معها، وبعد أنْ خرجت قال لي: صاحبك ما فكَّر في هذه وأمثالها من بناتهِ؟! المُقدِّم: هذه عاطفة أبناء!! السيِّد طالب الرِّفاعي: أنا قلت: لا تخلونا نكشف القضايا، أنا على رأيي هذا ومصرّ على رأيي وأنَّ السيِّد باقر كان خسارة كبيرة ولو كان بالإمكان أنْ أفتديه بنفسي أنا سيِّد باقر، وهو يعلم ذلك منِّي أنَّ السيِّد باقر كان أعزُّ عَلَيَّ من نفسي، مش أنا رجل يعني أريد أنْ أنال من سيِّد باقر أو أنتقص من سيِّد باقر لا]. بحسب ما يقول السيِّد طالب الرِّفاعي وهو من أكثرِ النَّاس خبرةً ودرايةً بأحوال وأوضاع السيِّد مُحَمَّد باقر الصَّدر رحمةُ الله عليه إنَّهُ اجتهد فأخطأ، وتحدَّث عن نفسهِ وعن السيِّد الصَّدر وعن الواقع الشِّيعيّ من أنَّنا مجتهدون ما بين التَخطئة والتصويب، وهذا المنطق هو بالضَّبط منطقٌ مُخالفٌ لآلِ مُحَمَّد، هذا هو المنطق الَّذي يتحدَّثُ عنهُ الشَّيخ الوائلي، هذا هو منطق المؤسَّسة الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الرَّسميَّة الَّتي أخذت هذا المصطلح من أعداء أهل البيت، ثُمَّ جَاءت بِوسائل الاجتهاد مِن علمِ الرِّجال والدراية والأصول وسائر المطالب الأُخرى، جاءت بها من أعداءِ أهل البيت أيضاً، ثُمَّ مارست عملية الاستنباط وفقاً لمنهجيَّة الشَّافعي فِي كتابه الأمّ في الفقه الاستدلالي، وفي كتابهِ الرِّسالة في تأسيس علم الأصول والحقائق واضحةٌ شاخصةٌ، فَتَح هذهِ الأبواب للشِّيعة ولمراجع الشِّيعة الشَّيخ الطوسي شيخُ الطائقة وقد مرَّ الحديثُ في هذهِ المسألة في الحلقات الأولى من حلقات هذا الرنامج. فكما يقول السيِّد طالب الرِّفاعي: إنَّ السيِّد محمَّد باقر الصَّدر اجتهد فأخطأ، حينما كان يُفكِّر بأنْ يخرج إلى الصَّحن العلوي الشريف ويخطبُ في النَّاس وطلب من الشيخ مُحَمَّد رضا النعماني أن يشتري مُسدساً وأن يصطدم مع رِجال السُلطة، وكَان يُخطِّط أنَّهُ سيُهاجم السلطة هناك حتَّى يقتلوه كي يصبح دمهُ باعثاً للثورة أو للوقوفِ في وجه البعثيين، ولكنْ لم يستطع السيِّد محمَّد باقر الصَّدر أنْ يُنفِّذ ذلك، هذا أين يُوضع؟ إنَّهُ في نَفس السياق، في نفس سياقِ موقف المجتهد ما بين التخطئة والتصويب، الأُمَّةُ وهي تَسير خلف هذهِ المواقف وتدفع الدماء وتخسر الطاقات وتخسر الأموال إلى غير ذلك، هل هي معذورةٌ في ذلك؟ ليست معذورة؟ ما هي النتائج الَّتي حصدتها الأُمَّة؟ هل البرقيات الَّتي كتبها مراجع الطائفة يطالبون بتغيير الحكم بخصوص سيِّد قطب النَّاصبي الأوَّل، والمعادي الأوَّل لآلِ مُحَمَّد، هل تلك البرقيات الَّتي كُتِبت ووجِّهت من السيِّد محسن الحكيم ومن السيِّد محمَّد باقر الصَّدر كانت اجتهادات خاطئة؟! واضح أنَّ السيِّد محسن الحكيم خدعهُ السيِّد طالب الرِّفاعي بمقدِّمات على ضوئها اجتهد فأرسل البرقية، كانت المقدِّمات خديعة! كانت المقدِّماتُ ضحكاً على الذقون! كانت المقدِّمات غشّاً في النصيحة من المستشار! واتَّخذت المرجعيَّة موقفها وأرسلت البرقية! وبالتالي انعكس هذا على واقع الشِّيعة وأعطى صورةً طيِّبةً لسيِّد قطب، فمراجع الشِّيعة يرسلون البرقيات دفاعاً عن هذا النَّاصبي!! هذه الاجتهادات الخاطئة ماذا جرَّت على الشِّيعة؟! وهل القضيَّة تقف عند هذا الاجتهاد أو عند ذلك الاجتهاد فقط؟! والحال أنّ هذه المسألة مُتَّصلةٌ ومتواصلة إلى يومنا هذا، فالمواقف الَّتي يتَّخذها مراجعُ الشِّيعةِ في الوقت الحاضر، تحت أي عنوان نضعها؟ في الاجتهادات المصيبة؟ في الاجتهادات الخاطئة؟ أم تبقى الشِّيعة في حيرتها؟ مثل ما قال السيِّد طالب الرِّفاعي بين التخطئة والتصويب، إذاً أين تسديد إمام زماننا هنا؟! أين هذا الَّذي يُتحدَّث عنه حينما يُراد أنْ تُسبغَ الأوصافُ الكاملةُ على المراجع والعُلماء، هذ القضايا كُلُّها بحاجةٍ إلى بحث وإلى مناقشة وإلَّا سيبقى الواقع الشِّيعيّ يتردّى يوماً بعد يوم حتَّى يقفُ الشِّيعة جنباً إلى جنب مع السُّفياني في مواجهة الإمام الحُجَّة كما تُحدِّثنا الرِّوايات بذلك، وستأتينا الرِّوايات. الكتاب الَّذي بين يديّ: (أمالي السيِّد طالب الرِّفاعي)، أقرأ لكم وأتساءل هل هذه اجتهادات؟ وهل هي مُصيبة أم خاطئة؟ في صفحة 217 تحت عنوان: (يمكن استخدام صدام) – أتذكرُ أنَّي أخبرت محمَّد باقر الصَّدر بما نقلهُ لي الملحق العسكري العراقي بالقاهرة خضيَّر الغضبان بأنَّ صدَّام حسين عرف بقدومي إلى العراق فأمر أنْ تُعطى لي أرقام تلفوناته وإنَّهُ أوصى أن أدخل عليه متى شئت – هذا السيِّد طالب هو يقول – إلَّا إنَّ موقف الصَّدر قد فاجأني عندما قال لي لماذا لا تذهب إليه؟ فقلتُ لهُ: وماذا أفعل به؟ قال: نقضي أشغال كثيرة بواسطة هذه العلاقة، فأجبتهُ إذا صار الأمر معكوساً ستقولون السيِّد طالب عملها، لا لم أذهب إلى صدام، عُموماً كان السيِّد باقر قليل الحيلة السِّياسية – هذه القصَّة لم يُشِر إليها مجري البرنامج، فقط اقتطع هذه الكلمة حين تحدَّث يُسائلُ السيِّد طالب الرِّفاعي من أنَّك قُلت كذا وكذا عن السيِّد محَمَّد باقر الصَّدر وذكر فقط هذهِ الكلمة بينما هذه القصَّة مهمّة أنْ تُذكر في هذا السياق، ثُمَّ هذه القصَّة لابُدَّ أنْ يأخذها أيضاً السيِّد طالب الرِّفاعي في نظرهِ وهو يتحدَّث عن فنِّ الممكن، أليس هذا من أجزاء فنِّ الممكن – كان السيِّد باقر قليل الحيلة السياسية فقد وجدت في تصرُّفه هذا تناقضاً – هو يقول – كيف يعادي صداماً وكيف يقبل التعامُل معه. في صَفحة 218 يقول:- اللقاءُ الأخير أخبرني السيِّد محَمَّد باقر الحكيم الَّذي دعاني والصَّدر وطُلّابه أنَّ الصَّدر يريد رؤيتي غداً وحدي وقد أَخذت والدة السيِّد باقر خَبراً بالجفوةِ الَّتي بيننا، فلمَّا ذهبتُ إلى الصَّدر وعرفت بوجودي صاحت ولدي سيِّد طالب باقر أخوك، ثُمَّ صاحت محمَّد باقر سيِّد طالب ولدي وإن لم ينزل من بطني، عندها شكا لي من تصرُّف السيِّد عبد الرزاق الحبوبي – يعني محَمَّد باقر الصَّدر يشكو للسيِّد طالب – عندها شكا لي من تصرف السيِّد عبد الرزَّاق الحبوبي مُحافظ كربلاء معهُ وأنَّهُ يزور المراجع ولم يخصّه بزيارة – هذا من فنِّ الممكن أم لا؟ على أيّ حال – فقلتُ لهُ: سيأتيك وهو الممتَّنُ منك، وبالفعل اتصلت بالحبوبي وكان يُكنَّى بأبي آلاء وسألتهُ عن غدائه ذلك اليوم للميانة الَّتي بيننا، فقال: تعال إلى الدائرة ونذهب معاً إلى البيت، آثرتُ أنْ لا أُشغله في الدائرة فسبقتهُ إلى بيته، عاتبتُ المحافظ لاعتقال كاظم القزويني لأنَّهُ كان يرسل كتب شيعيَّة إلى الخارج فوعدني أنْ يُطلق سراحه غداً وبالفعل أُطلق سراحهُ، ثُمَّ أخذتُ أُنوِّهُ له عمَّا تصرَّف بهِ مع محمَّد باقر الصَّدر وما هي علاقتهُ بي، وقلت: لماذا لا تزور الصَّدر بينما تحرص على زيارة الآخرين؟ فقال: سنذهب غداً معاً لزيارتهِ، فاقترحت عليه أن يزوره وحده، فإذا ذهبت معه سيقال أنَّ سيِّد طالب أتى بهِ، كان المحافظ طيب السريرة معي، فما أنْ رآني في مرَّةٍ من المرات قرب مرقد العباس بكربلاء أخذ يدي وقبَّلها وهو المحافظ، وقد فعل فعلهُ مدير شرطة كربلاء وآخرون كانوا معه، بعدما ذهبت إلى دار باقر الصَّدر وهناك وجدت السيِّد محَمَّد رضا النعماني – يقصد الشَّيخ مُحَمَّد رضا النعماني ويبدو أنَّ الاشتباه من رشيد الخيّون – فقلتُ لهُ: سآتيك غداً كي يكون الحديث بيننا فقط، فقال مازحاً ماذا عندك معي هل من شتائم وعتب وغيره؟ فقلتُ: لا، لدي خبر، أُريد أنْ أُخبرك به، أقصد ما جرى بيني وبين محافظ كربلاء من حديث، كان ذلك آخر عهد لي بالسيِّد محمَّد باقر الصَّدر فقد قتل في نيسان 1980، عدت من العراق إلى مصر وكانت تلك آخر رحلة لي إلى العراق في عهد النِّظام السَّابق – إلى آخر ما ذكره. هناك مقطع من مُقابلة أُجريت للسيِّد طالب الرفاعي على قناة البغدادية، نُشاهد هذا المقطع من هذه المقابلة: [المُقدِّم: قُلت كنتم في مواجهة مع الشِّيوعيين في تلك الفترة. السيِّد طالب الرِّفاعي: بلا شك. المُقدِّم: طيب ولكن هُنالك أيضاً منافسين للشيوعيين موجودين يعني بالحياة السياسية، البعثيين، القوميين، كثير ناس، كيف طريقة تصرفكم وياهم هل هم أيضاً أعداء أم؟ السيِّد طالب الرِّفاعي: أمَّا البعثيون والقوميون في تلك الفترة المظلمة وفي يعني تفرعن الحزب الشيوعي وظهوره في الساحة وانتشاره في القِطر العراقي كنا متضامنين وفي خندقٍ واحد مع القوميين على اختلافهم ومع البعثيين بالذَّات، كنَّا في خندق واحد، وكانت بيننا صلات وصلات معارف، مع بعضهم صداقات يعني. المُقدِّم: يعني هذي شنهو؟ السيِّد طالب الرِّفاعي: شتفسرها فسرها انتَ، عدوّ عدوّي داخل في صداقتي. المُقدِّم: بس أكو قطيعة ايدولوجية تكاد تشبه قطيعتكم مع الشيوعيين. السيِّد طالب الرِّفاعي: تكتيك هذا، تكتيك مرحلي]. هل هذا التكتيكك من الاجتهاد المصيب؟ من الاجتهاد المخطئ؟ الشِّيعةُ أين؟ الشِّيعةُ حين يُتابعون العُلماء والمراجع والقادة السياسيين، هل يعلمون ماذا يجري؟! هل أنَّ هؤلاء القادة حين يتَّخذون موقفاً قد تأكَّدوا من المقدِّمات الصَّحيحة؟! أم هي كما يقول الشَّيخ الوائلي: المجتهد إذا أصاب ينال أجرين وإذا أخطأ ينال أجراً واحداً!! فهم مطئمنون حتَّى لو أخطأوا فإنّهم سينالون الأجر والثواب في الدنيا!! النَّاس تركض وراءهم وتدفع الأموال وترفعهم على رؤوسهم، أي أنَّ النَّاس يرفعونهم على رؤوسوهم، على رؤوس النَّاس، يتصرفون في الأموال وفي كُلِّ شيءٍ من دونِ حسابٍ وسؤال، ومع ذلك حين يخطئون فهم ينالون أجراً، ما هذا المنطق؟! أيُ منطقٍ هذا؟! هذا المنطقُ منطقٌ بالموازين الإلهية؟! بالموازين البشرية..؟! في صفحة 172، وهو يتحدَّثُ عَن تَواصل الشَّيخ الوائلي في هذه الأجواء وفي أجواء هذا التكتيك الَّذي تحدَّث عنهُ مع حزب الدعوة ومع التيار القُطبي، في صفحة 172، من أمالي السيِّد طالب الرِّفاعي – كُنَّا بحاجةٍ إلى طابعة رونيو لطباعة مناشير الحزب، فقال السيِّد عدنان البكَّاء – شخصيَّة معروفة – هذا الأمر أنا أتكفَّل به وله صداقة مع الشَّيخ الوائلي، فقلت: كيف تتكفَّل به؟ قال: إنَّ الشَّيخ أحمد الوائلي يذهب سنوياً إلى الكويت في شهر محرم للقراءة أو الخطابة هناك وسأُكلِّفهُ بجلبِ الطابعة معه، كان الشَّيخ الوائلي خطيب المنبر الحسيني الشَّهير مُؤيِّداً ومُباركاً لحزب الدعوة لكن بلا انتماء، وبالفعل عاد وجلب معه جهاز الرونيو خلال أيَّام – الجميع يتحرَّكون في هذا الإطار القُطبي وفي أجواءِ هذا المنهج، أيُّ منهجٍ؟ إنَّهُ المنهجُ الأبتر، منهجٌ أبتر لماذا؟ لأنّه لا صلةَ لهُ بآلِ مُحَمَّد، لذلك صار منهجاً أبتراً، فهناك الكوثر وهناك الأبتر ..!! ماذا يقول آل مُحَمَّد؟ هذا هو الجزء الأوَّل من: (تفسير البرهان)، وهذهِ الطبعة مؤسَّسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1999 ميلادي، صفحة 47، الرِّواية التاسعة – عَنْ هِشَام اِبْنِ سَالِم، عَنْ أَبِي جَعْفَر – عن إمامنا الباقر – مَنْ فَسَّرَ القُرْآن بِرَأيِه – سواءً كانت عندهُ مُقدِّمات صحيحة، أم غير صحيحة، ولكنَّهُ فَسَّر القُرآن برأيه – مَنْ فَسَّرَ القُرْآن بِرَأيِه فَأَصَاب – مُرادي لمُقدِّمات صحيحة من وجهةِ نظرِ الجوِّ العلمي الَّذي ينتمي إليه – مَنْ فَسَّرَ القُرْآن بِرَأيِه فَأَصَاب – إذا أصاب – لَم يُؤْجَر – أليس هذا اجتهاداً منهُ في تفسير القُرآن؟ إذا أصاب لم يؤجَر لماذا؟ لأنَّهُ لم يرتبط بآلِ مُحَمَّد – مَنْ فَسَّرَ القُرْآنَ بِرَأيِهِ فَأَصَاب لَم يُؤْجَر – إذا أصاب لم يُؤجَر – وَإِنْ أَخْطَأ – أمَّا إذا أخطأ – كَانَ إِثْمُهُ عَلَيه – كان مأثوماً، هذا هو منطق آل مُحَمَّد، حتَّى الصَّواب إذا لم يكن مرتبطاً بآلِ مُحَمَّد فإنّه لا يُؤجَرُ عليه – مَنْ فَسَّرَ القُرْآن بِرَأيِه فَأَصَاب لَم يُؤْجَر – تُلاحظون أنتم إلى أيِّ اتِّجاه ذاهبون؟! هذه الثَّقافة ثقافة بتراء، وهذه ثقافة آل مُحَمَّد – مَنْ فَسَّرَ القُرْآن بِرَأيِه فَأَصَاب لَم يُؤْجَر وَإِنْ أَخْطَأ كَانَ إِثْمُهُ عَلَيه. رواية ثانية عن إمامنا الصَّادق – مَنْ فَسَّرَ القُرْآن بِرَأيِهِ إِنْ أَصَابَ لَم يُؤْجَر وَإِنْ أَخْطَأ فَهو أَبْعَدُ مِن السَّمَاء – هذا في جوِّ تفسير القُرآن. في جو الفتوى والفقه والأحكام وتشخيص موقف الأُمَّة – عَنْ أَبِي بَصِير، قَال: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله – هذا هو الكافي، الجُزء الأوَّل، دار الأسوة للطباعة والنَّشر، إيران، 1428 هجري قمري، هذهِ هي الطبعة السَّادسة، صفحة 77، رقم الحديث 11 – عَنْ أَبِي بَصِير، قَال: قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ الله: تَرِدُ عَلَينَا أَشْيَاء لَيسَ نَعْرِفُهَا فِي كِتَابِ الله وَلَا سُنَّةٍ فَنَنْظُرُ فِيهَا، قَال: لَا، أَمَا إِنَّك إِنْ أَصَبْتَ لَم تُؤْجَر وَإِنْ أَخْطَأتَ كَذَبْتَ عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ – هذا هو منطق أهل البيت، هذا منطقهم، منطق آل مُحَمَّد هو هذا..!! والصَّواب يكون معَ آلِ مُحَمَّد..!! هذا الَّذي يتحدَّث عنه الشَّيخ الوائلي من أنَّ المجتهد إذا أصاب فله أجران وإذا أخطأ لهُ أجر واحد، لهُ أجر عملهِ وسعيه، كيف كان عمله وكيف كان سعيه؟! والكلام هُوَ هُوَ الَّذي تحدَّث عنه السيِّد طالب الرِّفاعي، هذا هو الموقف الَّذي اتَّخذهُ السيِّد محَمَّد باقر الصَّدر والَّذي قال عنهُ السيِّد طالب الرِّفاعي من أنَّهُ اجتهد فأخطأ في الاِجتهاد، وهذا الموقف ينطلق من نفس الجذر الَّذي انطلق منهُ السيِّد محمَّد باقر الصَّدر وهو يكتب برقيَّةً للدفاعِ عن سيِّد قُطب!! ويقول لعبد النَّاصر من أنَّ تفسير في ظلال القُرآن سيكون خصيماً لك يوم القيامة بين يدي الله!! وهذا المنطق نفسهُ هو الَّذي دَفَع بالسيِّد طالب الرِّفاعي أنْ يضحك على مرجع الطائفة في وقتهِ السيِّد مُحسن الحكيم وأنْ يخدعهُ في أنْ يكتب برقيةً إلى عبد النَّاصر، وهو نفسهُ السيِّد مُحسن الحكيم اجتهد فأخطأ معتمداً على مقدِّماتٍ من الخديعة والضحك على ذقنهِ!! هكذا تجري الأمور؟! فماذا تقولون أنتم؟ هذا هو منطق أهل البيت: (من فسّر القرآن برأيه وإنْ أصاب لم يؤجَر)، الأحكام الشَّرعية من أين تُستنبط؟ أليس تستنبط من الكتاب؟ أليس استنباط الأحكام الشَّرعية هو تفسير للكتاب الكريم؟ ويكون تفسيراً بالرأي حينما نعتمد على قواعد جئنا بها من أعداء الله؟! قواعد علم الرِّجال وعلم الأصول وغير ذلك! هذا هو منطقُ آل مُحَمَّد: (إنْ أصاب لم يؤجَر). قد تقول: فهل يعني أنَّ الفقيه الشِّيعيّ إذا حاول أنْ يصل إلى الحكم وأخطأ هل يُؤثم؟ الكلام ليس كذلك، من هو الفقيه الشِّيعيّ؟ من هو هذا الفقيه الشِّيعيّ الَّذي يريد الأَئِمَّة من الشِّيعة أنْ يتَّبعوه؟ هل هو الفقيه الَّذي يتحدَّث بهذا المنطق؟! بمنطق الشَّيخ الوائلي! بمنطق السيِّد طالب الرِّفاعي! بمنطق السيِّد محَمَّد باقر الصَّدر! بمنطق التخطئة والتصويب هل هو هذا الَّذي يريدهُ أهل البيت؟! وقت أذان النَّجف الأشرف حان، نذهب إلى فاصل وبعد الفاصلِ أعودُ إليكم. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى فَاطِمَة وَأَبِيهَا وَبَعْلِهَا وَبَنِيهَا وَالسِّرِّ الْمُسْتَودَعِ فِيهَا..!! أكملُ كلامي من حيثُ انتهيت قبل الفاصل، كانت بدايةُ الحديثِ في هذه النُّقطة عند المبدأ الَّذي يُؤمن بهِ الشَّيخ الوائلي: (من أنَّ المجتهد إذا أصاب ينال أجرين وإذا أخطأ ينالُ أجراً واحداً)، هذا المنطق النَّاصبي مئة بالمئة، المنطقُ المُنافرُ والمُناقضُ لمنطقِ الكتابِ والعترة! لكنَّ المُصيبة أنَّ هذا المنطق هو الَّذي حَكَمَ الواقع الشِّيعيّ! حتَّى وإنْ رُفِض لفظياً من البعض لكن بشكلٍ عملي هو المنطقُ الحاكم! مُشكلتنا أين؟ مشكلتنا أنَّ المؤسَّسة الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الرَّسميَّة عبر القرون الماضية وإلى هذه اللحظة هجرت منطق الكتاب والعترة، وركضت وراء منطقٍ أسَّسهُ عُلماءُ الشِّيعة في بدايات عصر الغيبة الكُبرى استوردوهُ من أعداءِ آلِ مُحَمَّد وصار منطقاً ثابتاً وميزاناً قائماً وأساساً بنى عليه الجميع!! ومن هنا تأصَّلت الأصول وتفرَّعت الفروع في واقع المؤسَّسة الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الرَّسميَّة، وفي الواقع الشِّيعيّ عُموماً، فكان الَّذي كان، فصار من البديهة أنَّ الشِّيعيّ يقول إنَّ المجتهد إذا أصاب ينالُ أَجرين وإذا أخطأ ينالُ أجراً واحداً، وهذا هو منطق السَّقيفة المشؤومة وما هو بمنطق الكتاب والعِترَة، هذا المنطق منطقٌ يناقض بيعةَ الغدير مئة بالمئة، فكذابون أنتم الَّذين تقولون من أنَّنا نُعاهد عليَّاً ونبايع عليَّاً بيعة الغدير بدمائنا وأرواحنا، كذَّابون أنتم، أنتم تتمسّكون بمنطقٍ يُناقضُ مئة بالمئة بيعةَ الغدير، هذه هي الحقيقة، نعم أنتم مخدوعون، كُلُّ ذلك يجري بحسن نيَّة منكم، تتصوَّرون أنَّكم تُحسنون صنعاً، ولكن في الواقع العملي ما هي النتائج، وما هي الآثار؟ في الواقع العملي إنَّكم تسيرون في طريقٍ إلى هاويةٍ تقودكم إلى مجمع النَّصبِ والعَداء لإمام زمانكم، النتيجة هي هذه في آخر الطريق، فالواقعُ الشِّيعيّ يخلو من الفُقهاء الَّذين يُريدهم أهلُ البيت، وهذهِ القضيَّة ليست في زماننا هذا، ما يحصلُ في زماننا هذا هو تراكم عِبر القُرون، ومن القُرون الماضية. المستوى الأول من الفقهاء الَّذين تحدَّث عنهم أهل البيت: أنقل لكم ما جاء مذكوراً في كتاب: (مفتاح الكرامة في شرحِ قواعد العلّامة)، الجزء العاشر، صفحة 17، عن أهل بيت العِصمة ماذا يقولون عن صادق العترة:- لَا تَحلُّ الفُتْيَا لِمَن لَا يَسْتَفْتِي مِن الله بِصَفَاءِ سِرِّه وَإِخْلَاصِ عَمَلِه وَعَلَانِيَتِه وَبُرْهَانٍ مِنْ رَبِّه فِي كُلِّ حَال – برهان من رُبِّه في كُلِّ حال!! هذا المعنى لا وجود لهُ على أرض الواقع، لا نعرفُ فقيهاً لا من الماضين ولا من المعاصرين بهذا المستوى – لَا تَحلُّ الفُتْيَا لِمَن لَا يَسْتَفْتِي مِن الله بِصَفَاءِ سِرِّه وَإِخْلَاصِ عَمَلِه وَعَلَانِيَتِه وَبُرْهَانٍ مِنْ رَبِّهِ فِي كُلِّ حَال – برهان، برهان، برهان ربَّاني، من أين يتأتّى؟! سلمان كان مُحدَّثاً؟ نعم، كان مُحدَّثاُ عن إمامه، عن إمام زمانه، هذا اللون لا يوجد لا في الماضي ولا في الحاضر. لَا تَحِلُّ لَهُ الفُتْيَا – للفقيه، هذا كلامهم صلواتُ اللهِ عليهم – لَا تَحِلُّ لَهُ الفُتْيَا فِي الحَلَالِ وَالحَرَام بَيْنَ الخَلْق إِلَّا لِمَن كَانَ أتبع الخَلْق مِنْ أَهْلِ زَمَانه بالنَّبيّ وَوَصِيِّه – هذا المنطق لا وجودَ لهُ!! فُقهاء من هذا اللون، الشِّيعة لا تملك أحداً منهم بهذا الوصف لا من الماضين ولا من المعاصرين!! هذه هي المرتبة الأولى من الفقهاء الَّذين يقودون الأُمَّة إلى الهُدى بحسب ما يُريد أهل البيت، ولكن لا وجودَ لفقهاء بهذا الوصف، لذا الأَئِمَّة لم يتحدَّثوا عن أنَّ المجتهد، أنَّ الفقيه إذا أصاب ينالُ أجرين وإذا أخطأ ينال أجراً واحداً، لأنَّ الفقيه الَّذي هو بهذهِ الصِّفة لن يُخطئ، إنَّهُ على تواصلٍ مع إمام زمانه ولكن هل هُناك من فقيهٍ بهذا الوصف؟ لا وجودَ لهُ بيننا، وهذا المعنى يمكن أنْ أتحدَّث عنهُ بالتفصيل من خلال الرِّوايات نظرياً فقط، وَلَكِنْ عملياً لا وجودَ لهُ. المستوى الثَّاني من الفقهاء: هذه الرِّواية أقرأُها من رجال الكشي، عن إمامنا الصَّادق:- اِعْرِفُوا مَنَازِلَ شِيْعَتِنَا بِقَدْرِ مَا يُحْسِنُون مِنْ رِوَاياتِهِم عَنَّا، فَإِنَّا لَا نَعدُّ الفَقِيه مِّنْهُم فَقِيهَاً – الارتباط بالرِّوايات، يُحسنون من رواياتهم عنَّا، وأحد وجوه الإحسان هو كثرة الحفظ للنصوص أو للمضامين، أحد وجوه الإحسان هو التَّسليم لحديث آلِ مُحَمَّد، لا التشكيك والطعن في حديثهم، أحدُ وجوه الإحسان الملازمةُ الطويلةُ لحديثهم، إلى حدِّ الاستئناس الكامل حتَّى يستشعر ذوقَهم ولحنَهم في الحديث – اِعْرِفُوا مَنَازِلَ شِيْعَتِنَا بِقَدْرِ مَا يُحْسِنُون مِنْ رِوَاياتِهِم عَنَّا، فَإِنَّا لَا نَعدُّ الفَقِيه مِّنْهُم فَقِيهَاً حَتَّى يَكُونَ مُحَدَّثَاً – إذاً المقدِّمة هي الموسوعية في الرِّوايات، هي الحفظ للرِّوايات، هي الاطلاع على الرِّوايات، ثُمَّ يأتي الفهم – فَإِنَّا لَا نَعدُّ الفَقِيه مِّنْهُم فَقِيهَاً – يعني إذا وجدتم مرجعاً أو فقيهاً لا يحفظُ حديث أهل البيت فما هو بفقيهٍ عند أهل البيت، هذا ما هو بفقيه – مَا يُحْسِنُون مِنْ رِوَاياتِهِم – الرَّاوي يروي، لا يكتب، والكتابة حالة ثانوية، الرَّاوي يروي، يروي بلسانهِ، إذا وجدتم المرجع أساساً لا يحسن العربية فكيف يحسن نقلَ الرِّواية؟ إذا كان المرجع لا يحفظ الرِّوايات ولا يُحسِن نقلَها وهذه مقدِّمة، أهل البيت لا يُسمُّونه فقيهاً، أنتم الشِّيعة تُسمُّونهُ فقيهاً، تلك القضيَّة راجعة إليكم، أنا أتحدَّث عن فقهاء عند أهل البيت، الطبقة الأولى لا وجودَ لها! والطبقة الثانية أيضاً لا وجودَ لها! – فَإِنَّا لَا نَعدُّ الفَقِيه مِّنْهُم فَقِيهَاً حَتَّى يَكُونَ مُحَدَّثَاً، فَقِيلَ لَهُ: أَوَيَكُون الْمُؤْمِنُ مُحَدَّثَاً؟ – فقهاء من فقهاء الشِّيعة يكونون بهذه المرتبة؟! – قَال: يَكُونُ مُفَهَّمَاً – هناك تسديد، تسديد في الفهم، وهذا ينتج لا من خلال جانبٍ غيبي ولا مانع من ذلك ولكن ينتج من خلال المعايشة الطويلة مع حديثِ أهلِ البيت، وأهل البيت هم نسجوا الحديث بطريقةٍ لو تعامل الشِّيعةُ مع الحديث بشكلٍ صحيح لوصلوا إلى الحقائق من خلال نفسِ حديثهم، لأنَّ الرِّواية هنا تتحدَّث عن روايات أهل البيت والالتصاق بها وعن عملية التفهيم من داخل هذه الرِّوايات – اِعْرِفُوا مَنَازِلَ شِيْعَتِنَا بِقَدْرِ مَا يُحْسِنُون مِنْ رِوَاياتِهِم عَنَّا، فَإِنَّا لَا نَعدُّ الفَقِيه مِّنْهُم فَقِيهَاً حَتَّى يَكُونَ مُحَدَّثَاً، فَقِيلَ لَهُ: أَوَيَكُون الْمُؤْمِنُ مُحَدَّثَاً؟ قَال: يَكُونُ مُفَهَّمَاً وَالْمُفَهَّمُ مُحَدَّث – يعني احتمال الخطأ ليس وارداً هنا، لذلك لا يوجد هذا المعنى بين التخطئة والتصويب. هذا المضمون الوارد في التوقيع يتحدَّث عن هؤلاء: (وَأَمَّا فِي الحَوَادِثِ الوَاقِعَة فَارجِعُوا إِلَى رِوَاة حَدِيثِنَا فَإِنَّهُم حُجَّتِي عَلَيكُم)، لو كانوا يُخطئون هل يقول الإمام عنهم بأنَّهم حُجَّةٌ عليكم، لابَّد أنْ يُصيبوا، ولكن أين هؤلاء؟ لا وجودَ لهم، لماذا؟ لأنَّ المقدِّمات الَّتي تصنعُ هؤلاء لا وجودَ لها، المقدِّمات الموجودة تصنع فقهاء مثل ما قال قبل قليل السيِّد طالب الرِّفاعي بين التخطئةِ والتصويب، ومثل ما قال الشَّيخ الوائلي: إذا أصاب فله أجران وإذا أخطأ فله أجر، وهذه هي منهجيَّة عمرو ابن العاص! منهجيَّة أبي بكرٍ الصديق! منهجيَّة الشَّافعي! نفس المنهجية، هي هذه الَّتي مرَّت علينا، منطق أهل البيت هذا، وإلَّا كيف يقول إمامُ زماننا من أنَّ هؤلاء حُجَّة عليكم وهم يُخطئون! فهل يُتوقَّع في الحُجَّة أنْ يكون حُجَّةً وهو يخطئ! صحيح هذه الحُجِيَّة حُجِيَّة عَرَضيَّة راجعة إلى خبروية الشَّخص، إلى خبرتهِ، ولكن الإمام بعد ذلك ماذا يقول؟ (وَأَنَا حُجَّةُ الله عَلَيهِم)، هناك تسديد، هل يوجد فقهاء بهذا المستوى عندنا؟ لا يوجد، والدليل هو التخبُّط والخرابيط الموجودة، في الماضي وفي الحاضر، نحنُ جميعاً أنا وأنتم كُلُّنا في هذا الواقع الشيعي في حالةٍ من التخبُّط وهذا التخبُّط هو الَّذي سبَّبتهُ لنا المؤسَّسة الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الرَّسميَّة، بسبب وضعها ما بين التخطئة والتصويب، والشِّيعةُ يُطبِّلون للأخطاء فيجعلونها صواباً، فضلاً عن أنَّ المؤسَّسة تعتقد بأنَّها إذا أخطأت فإنَّها ستنالُ أجراً..!! أنا أتذكَّر حينما أمر صدام أنْ يكتبوا القُرآن بدمه، فكتبوا المصحف الشَّريف كما يقولون كانوا يأخذون مقداراً من دم صدام وكتبوا المصحف بتلك النَّجاسة المضاعفة، الدَّم أساساً نَجس ودم صدام أنجس وأنجس، بتلك النَّجاسة المضاعفة كتبوا المصحف، فلمَّا أكملوا كتابة المصحف بنجاسات صدام عقدوا احتفالاً مُصغَّراً وكان صدام يرأس الجلسة وقد نُقِلت عبر التلفزيون العراقي، أنا شخصياً شاهدتها، من جملة ما تحدَّث به صدام تحدَّث عن آثام السُّلطة، من أنَّ الحُكّام تلحق بهم آثام السُّلطة، وآثام المُلك، ما يُسمَّى بآثام المُلك، كَان هناك بعض رجال الدِّين، هؤلاء حين تحدَّثوا فإنّهم كما نقول باللهجة العراقية لغمطوا الكلام، ولكن الَّذي أخذ الحديث وتصدَّر هو الرفيق عزَّت الدوري، فالرفيق عزَّت الدوري ماذا قال لصدام؟ قال لهُ: حتَّى لو أخطأتَ يا سيادة الرئيس، حتَّى لو أخطأتَ وأنت ما أخطأتَ ولكن حتَّى لو أخطأتَ فأنت مأجور، لماذا؟ قال في الحديث عندنا المجتهد إذا أصاب لهُ أجران وإذا أخطأ فله أجر، فأنت يا سيادةَ الرئيس حتَّى لو كُنت مخطئاً وأنت ما أخطأت، لكن لو كنت مخطئاً على هذا الفرض، فإنَّك مأجور ولا توجد هُناك آثام للسلطة..!! هذا المستوى من الفقهاء حيث الأَئِمَّةُ لا يَعدّون الفقيه منهم فقيهاً من فُقهاء الشِّيعة حتَّى يكون مُحدَّثاً، أي حتَّى يكون مُفهَّماً، وهذا المستوى لا وجودَ لهُ بيننا، لا وجودَ لمثل هذهِ المستويات. حتَّى المستوى الثَّالث: الَّذي يتحدَّث عنه تفسير الإمام العسكريّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، المستوى الثالث هذا الَّذي يتحدَّث عنه تفسيرُ إمامنا العسكري:- فَأَمَّا مَنْ كَانَ مِن الفُقَهَاء صَائِنَاً لِنَفْسِه حَافِظَاً لِدِينِه مُخَالِفَاً لِهَوَاه مُطِيعَاً لِأَمْرِ مَوْلَاه فَلِلْعَوَامِّ أَنْ يُقَلِّدُوه – هنا الإمام ماذا قال؟ قال – فَلِلْعَوَامِّ أَنْ يُقَلِّدُوه – جعل لهم خياراً، لأنَّ الفقهاء بهذا الوصف هم دون الفقهاء في المراتب السَّابقة، في المراتب السَّابقة الإمام ماذا قال عنهم؟ قال: إنَّهم حُجَّتِي عَلَيكُم! إذا كانوا حُجَّةً من قبل الإمام المعصوم فيجب أنْ يُتَّبعوا، ويجب أنْ يُطاعوا، كما هو حال النُواب الأربعة، النواب الأربعة يجب أنْ يُطاعوا إذا أمروا، إذا أمروا بأمر الإمام الحُجَّة يجب أن يُطاعوا، طاعتهم واجبة، بينما الرِّواية هنا – فَأَمَّا مَنْ كَانَ مِن الفُقَهَاء صَائِنَاً لِنَفْسِه حَافِظَاً لِدِينِه مُخَالِفَاً لِهَوَاه مُطِيعَاً لِأَمْرِ مَوْلَاه فَلِلْعَوَامِّ أَنْ يُقَلِّدُوه – لهم الخيار في تقليدهِ، وحينما يُقلِّدونهُ عليهم أن يتَّبعوا أمره، ولكن هذا المستوى من الاتِّباع ليست كمستوى ما جاء في التوقيع – (وَأَمَّا فِي الحَوَادِثِ الوَاقِعة فَارْجِعُوا إِلَى رِوَاة أَحَادِيثِنَا فَإِنَّهُم حُجَّتِي عَلَيكُم) – الحُجَّة إذا ثبتت وهي من قِبَلهِ صلواتُ اللهِ عليه حينئذٍ لا تجوز مخالفة الحُجَّة، هذا المستوى الثَّالث من الفقهاء، الإمام ماذا قال؟ قال:- وَذَلِكَ لَا يَكُونْ إِلَّا بَعْض فُقَهَاء الشِّيعَة لَا جَمِيعَهُم – يعني أنّ المستوى الثَّالث وجوده قليل، يمكن أنْ يوجد في زمان الغيبة، لأنَّ الإمام يتحدَّث عن زمان الغيبة من خلال تفاصيل الرِّواية. الرِّواية عن إمامنا الصَّادق يرويها إمامنا العسكريّ في التفسير، ومرَّت علينا مِراراً في هذا البرنامج، وتحدثتُ عن كثيرٍ من جهاتها في الحلقات المتقدِّمة، هذا المستوى الثَّالث من الفقهاء الإمام يقول يمكن أنْ يكونوا في الوسط الشِّيعيّ، ولكنَّهم قليل، كما قال – وَذَلِكَ لَا يَكُونْ إِلَّا بَعْض فُقَهَاء الشِّيعَة – البعض أي القلة – لَا جَمِيعَهُم – لماذا؟ لأنَّ الأكثر يتجهون باتِّجاه النَّواصب! واضح هذا الكلام، الأكثر يتّجهون باتجاه النواصب ويحملون الفكرَ الناصبيّ..!! نفس الرِّواية تقول – وَمِّنْهُم – من فقهاء الشِّيعة – قَوْمٌ نُصَّابْ لَا يَقْدِرُون عَلَى القَدْحِ فِينَا – داخل الوسط الشِّيعيّ وهم نُصَّاب، أذهانهم معبَّأة بالفكر الناصبيّ – يَتَعَلَّمُونَ بَعْضَ عُلَومِنَا الصَّحِيحَة فَيَتَوجَّهُونَ بِهِ عِنْدَ شِيْعَتِنَا وَيَنْتَقِصِون بِنَا عِنْد نُصَّابِنَا – من أمثالهم داخل الوسط الشِّيعيّ – ثُمَّ يُضِيْفُون إِلَيهِ – يُضيفون إلى هذا الَّذي تعلَّموه من علومنا، ماذا قال الإمام؟ يتعلمون بعض، بعض أي شيء قليل، بعض علومنا الصحيحة – ثُمَّ يُضِيْفُون إِلَيهِ أَضْعَافَهُ – إذا نفترض النِّسبة المئوية هنا نأخذ المسألة بلحاظ النِّسبة المئوية – يَتَعَلَّمُونَ بَعْضَ عُلَومِنَا الصَّحِيحَة – فلنفترض أنَّهم يتعلَّمون بنسبة عشرة بالمئة، ماذا يقول الإمام؟ – ثُمَّ يُضِيْفُون إِلَيهِ أَضْعَافَهُ – الأضعاف أقلها ثلاث مرات، يعني إذا أردنا أن نضيف أضعاف العشرة فنضيف ثلاثين إلى العشرة، يعني عشرة من علوم أهل البيت يُضاف إليها ثلاثين من الأكاذيب – ثُمَّ يُضِيْفُون إِلَيهِ أَضْعَافَهُ – هذه ثلاثون – وَأَضْعَاف أَضْعَافهِ – أضعاف أضعافهِ أيضاً يعني ستين، أضعاف الأضعاف يعني الثَّلاثون سَتُكرَّر مرتين بعد المرة الأولى فتكون النسبة هكذا تسعون بالمئة أكاذيب على أهل البيت وعشرة بالمئة من حديث أهل البيت. الإمام يقول ولستُ أنا الَّذي أقول – يَتَعَلَّمُونَ بَعْضَ عُلَومِنَا الصَّحِيحَة فَيَتَوجَّهُونَ بِهِ عِنْدَ شِيْعَتِنَا وَيَنْتَقِصِون بِنَا عِنْد نُصَّابِنَا ويُضِيْفُون إِلَيهِ أَضْعَافَهُ وَأَضْعَاف أَضْعَافهِ مِن الأَكَاذِيبِ عَلَيْنَا الَّتِي نَحنُ بُرَاءٌ مِّنْهَا – هذه التسعون بالمائة نحن بُراءٌ منها، هذه من أين جاءت؟ جاءت من مكتبة الوائلي بنسبة تسعين بالمئة، أو بنسبة خمسة وتسعين بالمئة، ومكتبة الوائلي مثال، مكاتب العلماء والمراجع هي كذلك، الوائلي مكتبتهُ كمكتبة بقيَّة العلماء، هذا هو الواقع الشِّيعيّ، من أين تأتيكم المعلومات؟ من هذه المكتبات النَّاصبية، هذهِ الرِّوايات تتحدَّث عن أرقام حقيقيَّة، هذا هو الشَّيخُ الوائلي وهذه أحاديثهُ أنتم سمعتموها وهذا هو النَّاطق الرَّسمي باسم المرجعيَّة، لماذا يُصرُّ السيِّد السيستاني وبقيَّة المراجع على أنَّ الخطباء والفضائيات وأنَّ الشِّيعة يتعلَّمون دينَهم من الوائلي، لماذا هذا الإصرار؟! لأنَّ المؤسَّسة الدِّينيَّة الشِّيعيَّة، ولأنَّ المرجعيَّة الشِّيعيَّة بكاملها هي كذلك، هذا هو الواقع الشّيعيّ على أرض الواقع. يَتَعَلَّمُونَ بَعْضَ عُلَومِنَا الصَّحِيحَة فَيَتَوجَّهُونَ بِهِ عِنْدَ شِيْعَتِنَا وَيَنْتَقِصِون بِنَا عِنْد نُصَّابِنَا ثُمَّ يُضِيْفُون إِلَيهِ أَضْعَافَهُ – هذه الثَّلاثون تُضاف إلى العشرة – وَأَضْعَاف أَضْعَافهِ – هذه ستون – مِن الأَكَاذِيبِ عَلَيْنَا الَّتِي نَحنُ بُرَاءٌ مِّنْهَا فَيَتَقَبَّلهُ المُسَلِّمُون مِن شِيْعَتِنا عَلَى أَنَّهُ مِنْ عُلُومِنَا فَضَلُّوا وَأَضَلُّوهُم – هذه نسبة تسعين بالمئة من الأكاذيب من أين تأتي؟ تأتي من هذه المكتبات الَّتي هي بنسبة تسعين بالمئة إلى نسبة خمسة وتسعين بالمئة كتبُها من كتب المخالفين. هذا هو الواقع العملي، هذه المجموعة القليلة من الفقهاء: (فَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ الفُقَهَاء صَائِنَاً لِنَفْسِهِ حَافِظَاً لِدِينِه)، الإمام يقول هم قلَّة، مراجع الشِّيعة ماذا يقولون؟ يقولون: أصلاً لا وجودَ فيما بيننا لفقهاء من هذا النوع! وقد قرأتُ عليكم كلامَ السيِّد الخوئي من كتابهِ من الجزء الأوَّل من كتاب التنقيح في شرح العروة الوثقى، وكيف أنَّ السيِّد الخوئي وحتى باقي المراجع يقولون نفسَ القول من أنَّ فقهاء بهذا الوصف لا وجوَد لهم، ولو كانوا موجودين فإنَّ وجودهم نادر والنَّادر كالمعدوم حالة شاذة، يعني مراجع الأُمَّة هم بأنفسهم يقرّون بذلك أنَّ فقهاء بهذا الوصف لا وجودَ لهم، مع أنَّ الإمام يقول بأنّه يمكن أنْ يُوجَدوا. والصنف الأوَّل: هذا الَّذي لا يحلّ لهُ أنْ يُفتي النَّاس إلَّا ببرهانٍ من ربِّه في كُلِّ حال هذا هو سلمان الفارسي وأمثال سلمان الفارسي وهؤلاء لا وجودَ لهم..!! الصنف الثَّاني: المفهَّم والمحدَّث أيضاً لا وجودَ له، أين هو في واقعنا..؟! الصنَّف الثالث: فأمَّا من كان الفقهاء، والَّذين قال عنهم إمامنا الصَّادق من أنَّهم قِلَّة لا جميع فقهاء الشِّيعة، نفس مراجع الشِّيعة، نفس السيِّد الخوئي وأضراب السيِّد الخوئي من الفقهاء يقولون: من أنَّ هؤلاء الفقهاء لا وجودَ لهم بيننا..!! إذاً هذه المستويات الثلاثة من فقهاء أهل البيت لا وجودَ لهم، ماذا بقي فيما بيننا؟ بقي فيما بيننا فُقهاء الشِّيعة سمَّتهم فقهاء، المؤسَّسة الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الَّتي انتهجت منهج المخالفين وضعت قواعد لتسميتهم بالفقهاء، أنا لا أعترض هنا على أنَّ الشِّيعة ترجع إليهم في أمور دينها، وإلّا فماذا يصنعون؟ هذا هو الموجود، وربَّما ينطبق المضمون الوارد في الرِّوايات على الشِّيعة أن يتمسَّكوا بما في أيديهم حتَّى تتضح الصورة، وحتَّى تتبيَّن الأمور، ماذا يصنعون..؟! في مثل هذه الحالة وهذا الواقع، هؤلاء الفُقهاء لا يعدُّون نُوّاباً عن الإمام الحُجَّة، ولا يعدُّون حُجَّةً من قِبَله، وإنَّما هؤلاء فقهاء ارتضتهم الشِّيعة وعلى الشِّيعة أنْ تُدقِّق فيما يقولون..!! لأنَّ الصنف الأوَّل لا وجودَ لهُ بيننا! والصنف الثَّاني لا وجودَ له! الصنف الأول: الذي لا يُفتي إلَّا ببرهانٍ من ربِّه في كلِّ حال لا وجودَ له..!! والصنف الثَّاني: إنَّا لا نعدُّ الفقيه منهم فقيهاً حتَّى يكون مُحدَّثاً لا وجودَ له..!! والصنف الثَّالث: بإقرار نفسِ المراجع يقولون: لا وجودَ له، فَأمَّا من كان من الفُقَهَاء..إلخ. إذاً الموجودن مَن هم؟ الموجودن لا تنطبق عليهم هذه الأوصاف، الموجودون هم فقهاء ارتضتهم الشِّيعة، في مثل هذه الحالة يجب على الشِّيعة أنْ يتأكَّدوا مِمَّا يقوله هؤلاء الفقهاء، وحينئذٍ لابُدَّ أنْ تكون هنا مؤسَّسات تُحقِّق وتُدقِّق في الأطروحات الَّتي تُطرَح، وإلَّا ستكون لعبةً حينئذٍ، مثل ما قال السيِّد طالب الرِّفاعي عن موقف السيِّد محَمَّد باقر الصَّدر فقال: بأنَّهُ قد أخطأ، وآخرون يقولون: بأنَّهُ قد أصاب الَّذين يتعصَّبون له ولكن هذا من أقرب النَّاس إليه، عائلته، ابنه، ولده، يرى بأنَّ أباه قد أخطأ ولدهُ السيِّد جعفر، والسيِّد طالب الرِّفاعي أشار بكلمة سريعة قال: لا تخلّونا نتكلَّم ونذكر الأمور الَّتي هي مخفية عن النَّاس، في مقابلته على العراقية، قال: لا تجعلونا نتكلَّم ونقول ما نقول، فإذا كان الموقف يستند إلى اجتهاد خاطئ، فهذا الموقف موقف يجرّ ما يجرّ على النَّاس وتفاصيلهُ كثيرة، وهذه القضيَّة ليست خاصَّةً بالسيِّد الصَّدر فقط، هذه القضيَّة تتعلَّقُ بالجميع. فإلى أين أنتم ذاهبون؟ أمورُ دينكم بُنِيت على آراء عُلماء هُم لا يعرفون أنَّهم على الصَّواب أم ليسوا على الصَّواب!! قد يقول قائل إذاً ماذا؟ هل تدَّعي من أنَّك لست كذلك؟ أبداً، أنا لا أدَّعي شيئاً، أنا لا أدَّعي شيئاً، أنا لا أؤمن بالاجتهاد أساساً، ولا أؤمن بهذه المنهجيَّة الموجودة في المؤسَّسةِ الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الرَّسميَّة، كُلُّ الَّذي أقولهُ لقد شخَّصتُ المصيبةَ في الواقع الشِّيعيّ، كيف تعمل؟ أعود إلى حديث أهل البيت، وبحسب ما عندي من إمكانات أتعامل مع هذا الحديث، وأنا أبذل جهدي، لا أنا من الصنف الأوَّل من الفقهاء، ولا أنا من الصَّنف الثاني، ولا أنا من الصنف الثالث، أنا شيعيٌّ ما وجدتُ صنفاً من هذه الأصناف، ولو وجدتُ صنفاً من هذه الأصناف لاتبعتهم، لو وجدت الصنف الأول الَّذي لا يفتي إلَّا ببرهان من ربه لاتّبعتُه، ولو وجدت الصنف الثاني ذلك الفقيه المحدَّث المفهَّم لاتّبعتهُ، ولو وجدت الصنف الثالث هذا الَّذي قال عنه إمامنا الصَّادق فأمَّا من كان الفقهاء لاتّبعتهُ أيضاً، ولكن الواقع العملي يقول لا وجودَ لهذه الأصناف الثلاثة، فما الَّذي يجبرني على أنْ اتَّبع فقهاء يكرعون في الفكر النَّاصبي إلى عمائمهم الطابقية، ما الَّذي يجبرني على ذلك؟ هناك ما هو أفضل، هناك حديثُ أهل البيت، وهناك وسائلُ الفهم الَّتي وضعها أهل البيت أتعامل معها حتَّى تنكشف الحقائق، لو ظهر إمامُ زماننا وكُنَّا قد أدركنا ظهورهُ، أو أبقى على هذا الحال حتَّى أموت، ما أستطيع أنْ أصل إليه هو هذا الَّذي استطعت أنْ أصل إليه، فإذا أصبتُ فالصواب والفضل لحديث أهل البيت، وإذا أخطأت فالخطأُ والقبحُ مني، ولا أقول: إنَّني سأؤجر، إنَّني أرفع عيني إلى إمام زماني لعلَّي أُعْذَر وربَّما أؤثَم لأنَّني أخطأتُ في المقدِّمات، بسببٍ مُتقدِّم، بذنبٍ سابق، لا أدري وأخطأتُ في المقدِّمات، أطلبُ العُذر من الإمام إذا ما أخطأت، لعلَّهُ يُعطيني العُذر، إذا كُنتُ معذوراً، وإلّا فإنِّي ألجأ إلى لُطفهِ، هذا هو منطقي الَّذي أتحدَّث بهِ والَّذي عرفتهُ وفهمتُه من كتابهم ومن حديثهم إنَّهُ منطق الكتاب والعترة، ففقهاء الشِّيعة كما يقولون بين التخطئة والتصويب، ويُثقِّفون النَّاس بهذه الثَّقافة الضالَّة، هذا هو ناطقهم الرَّسمي، هذا هو الشَّيخ الوائلي. على نفسِ هذه النَّغمة وبنفسِ الإيقاع، إيقاعُ الكُتُب النَّاصبية في المكتبات العُلمائية! وإيقاع الاِجتهادِ ما بين التصويبِ والتخطئة والمجتهدُ إذا أصاب ينالُ الأجرين وإذا أخطأ ينال الأجر اتباعاً لمنهجيَّة عمرو ابن العاص، هنيئاً للَّذين يعتنقون ويُطبِّلون لهذه المنهجيَّة وهنيئاً للشِّيعة الَّذين تعلَّموا في مدرسة الوائلي هذا الفكر وهذه الثَّقافة المنحطة، هنيئاً لكم جميعاً!! على نفس هذا الإيقاع وبنفس هذه الدقَّات والرنَّات نستمعُ إلى الوثيقة الخامسة: [المفسرين اللِّي عندكم من عنده إذا واحد عندكم عنده الفخر الرازي زين، أو عنده مجمع البيان أو عند كتب التفاسير الكثيرة بالذَّات خل يرجع للفخر الرَّازي ]. الفخرُ الرَّازي الشَّافعي، المتعصِّب جِدَّاً للمذهب الشَّافعي، حبيبُ الوائلي، مجالسُ الشَّيخ الوائلي ثمانون بالمئة منها مأخوذة من الفخر الرَّازي، هنيئاً لكم أيُّها الشِّيعة، هنيئاً لكم بثقافة الفخر الرَّازي الشَّافعي، لقد ملأ الوائلي رؤوسكم من كتاب الفخر الرَّازي، لقَد غَدرَ ببيعة الغدير حين فسَّر القُرآن بتفسير الفخر الرَّازي..!! ولاحظتم أنّه ذَكَر تفسير الفخر الرَّازي ومجمع البيان، على أساس أنَّ مجمع البيان تفسير شيعي، وَلَكِنْ تفسير مجمع البيان ما هو بتفسير شيعي، صحيح أنّ المؤلف شيعي، وصحيح أنّ المؤسَّسة الشِّيعيَّة هي الَّتي تتبنّاه، وصحيح أنّ مفسّري الشِّيعة يعدّونه، يعدّون المؤلّف الطبرسي إمامَ المفسرين في الوسط الشيعي، وصحيح أنّ تفسيرهُ مجمع البيان يُعَدُّ في ساحة الثَّقافة الشِّيعيَّة النَّاصبية، وفعلاً الشَّافعية القُطبيّة، هو التفسير المركزي، صحيحٌ كُلُّ ذلك ولكن الحقيقة: أنَّ تفسير مجمع البيان تفسيرٌ ناصبيٌّ بامتياز!! ولذلك الشَّيخ الوائلي يُرجعكم إليه، إنّه تفسيرٌ مُخالفٌ لأهل البيت بكُلِّ القياسات، بقياسات آلِ مُحَمَّد لا بقياسات الحوزة الشِّيعيَّة والمؤسَّسة الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الرَّسميَّة، ولا بقياسات المرجعيَّة الشِّيعيَّة الغاطسة في الفكرِ المخالف لأهل البيت، بمقاييس آلِ مُحَمَّد، بمقاييس الزيارة الجامعة الكبيرة وهي القول البليغ الكامل، بمقاييس أحاديث الكافي الشَّريف، بمقاييس أحاديث تفسير الإمام العسكريّ، بهذه المقاييس تفسير مجمع البيان تفسيرٌ ناصبيٌّ بامتياز، لا يعني أنَّهُ يخلو من حديث أهل البيت، فيه شيءٌ من حديث أهل البيت، لكنَّني أتحدَّث عن المنهجيَّة وعن الأعمِّ الأغلب مما جاء في هذا التفسير، ولاحظتم مرَّتين الشَّيخ الوائلي يُشير إلى تفسير الرَّازي، الَّذين يعرفون الشَّيخ الوائلي عن قرب يعلمون بأنَّ طريقتهُ في إعداد المجلس أنْ يأخذ آيةً من الآيات وفي الأعمِّ الأغلب يأخذ الآيات الَّتي تتحدَّث عن قضيَّةٍ أخلاقية أو اقتصادية أو إجتماعية فيذهب إلى تفسير الفخر الرازي فيجعل المحاور الرئيسة في مجلسهِ من تفسير الفخر الرَّازي، ثُمَّ يأتي بمطالب أخرى يجعلها بمثابة الحشو وإلَّا جوهر المادة الَّتي تُطرَح مأخوذ من تفسير الفخر الرازي، وتلامذة الشَّيخ الوائلي يعرفون ذلك، والقريبون من الشَّيخ الوائلي يعرفون ذلك، والمتتبّعون لمجالسه يعرفون ذلك، المصدر الأول والأخير عندهُ هو تفسير الفخر الرَّازي الشَّافعي، وأعتقد أنَّ كلامهُ كان واضحاً جدَّاً. وسيأتينا في الحلقات القادمة من جملة الوثائق ما سيطرحهُ مُتهكِّماً وساخِراً فيما كَتَبهُ في مؤلّفاته أو فيما ذكرهُ على المنبر ساخراً بالتفسير المرويّ عن إمامِ زماننا مُعتمداً في ذلك على تفسير الفخر الرَّازي، يسخرُ من كلام إمامِ زمانِنا، ومن الَّذين كانوا حُضَّاراً في المجلس يُحدِّثون من أنَّ بعض الحاضرين كانوا يضحكون وهم يستمعون إلى ما يذكرهُ الشَّيخ الوائلي من سُخريةٍ واستهزاءٍ بحديث الإمام الحُجَّة في تفسير كهيعص، وهو قد أخذ ذلك من تفسير الفخر الرَّازي، عِلماً أنَّ الفخر الرَّازي لم يسخر في كتابهِ من أحاديث أصحابهِ وقومِه، لكنَّ الشَّيخ الوائلي كان مُتبرِّعاً كي يسخر من حديثِ إمامِ زمانِنا الحُجَّةِ ابن الحسن وسنعرض ذلك في الحلقات القادمة إنْ شاء الله تعالى. نذهب إلى الوثيقة السَّادسة: وهو أيضاً يُحدِّثنا عن مُفسِّرٍ آخر من مُفسِّري المخالفين: [ إلى الآن تسمع لك كاتب يوﮔف هالكاتب ويقرر أنَّ الحُسين ليش هيجي يطلع يقاتل؟ حتَّى الغريب أنا استغربت من القُرطبي، القرطبي عملاق هذا الرجل ومُفسِّر محترم جدَّاً محترم ومالكي، القرطبي من الموالك، بس أنا الواقع ما شفت بالمفسرين واحد موضوعي كثر القرطبي، يعني أقولها للحق وللتأريخ، الرجل أولاً عالم، زيادة على عالم واسع الأفق موسوعي ]. هذه طريقةُ الشَّيخ الوائلي على طول الخط.. مديحٌ وثناءٌ لأعداء آل مُحَمَّد، بيعةُ الغدير ما مضمونها؟ ونحنُ في أيَّام بيعة الغدير، هذا هو كتاب: (إقبالُ الأعمال)، وهذه الطبعة مؤسَّسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1996، صفحة 767، ماذا جاء في بيعة الغدير، في خطبة النَّبي الأعظم صلَّى الله عليه وآله وهو يشرحُ للنَّاس مضمونَ بيعةِ الغدير: – مَعاشِرَ النَّاس تَدبَّروا القُرآن وافهموا آياتهِ ومُحكمَاتِه ولا تَتَبِّعوا متشابِهه فوالله – النَّبيُّ هنا يقسم – فَواللهِ لَا يُوضِّحُ تَفسيرَهُ إِلَّا الَّذي أنَا آخِذٌ بِيَدِه وَرَافِعُها بِيَدي – من هو؟ – وَمُعَلِّمُكُم – ماذا علَّمهُم؟ – إِنَّ مَنْ كُنْتُ مَوْلَاه فَهُو مَوْلَاه وَهُو عَلَيّ – هذا هو مضمونُ بيعة الغدير، أنَّ التفسير يُؤخذ من عليٍّ لا من الرَّازي ولا من القُرطبي، هذا المديح للرَّازي وللقُرطبي ولفلان ولعلّان يقود الشِّيعة إلى هذه الكُتُب وإلى هذه المصادر، وهو الوائلي نفسهُ غاطسٌ في هذه الكُتب، هذه كُتب مكتبتهِ، إنَّهُ هنا في هذهِ الأحاديث يُحدِّثُكم عن كُتُب مكتبته الَّتي يرجع إليها، وستأتينا كُتُبٌ أخرى وعناوين أخرى تُبعدكم عن آل مُحَمَّد ينصحكم بقراءتها ومُطالعتها!! هذا هو المنهج الأبتر الَّذي تصرُّ المرجعيَّة الشِّيعيَّة المعاصرة وحتَّى الَّذين رَحلوا من مراجع الطائفة يُصرِّون على أنَّ الشِّيعة يتعلَّمون من منبر الوائلي الأبتر..!! هذا المنبرُ الأبتر، فيسمّونهُ كما في بعض القنوات بالمنبر العميد!! عميدٌ على ماذا؟! إنَّهُ عامدٌ في معاندة منهج عليٍّ وآلِ عليّ!! نذهب إلى الوثيقة السَّابعة: ولاحظوا كيف يتحدَّث عن تفسير القُمِّي، هذا هو تفسير القُمِّي، مثل ما تفسير الفخر الرَّازي لا يستطيع الوائلي أنْ يقول بأنَّ كُلَّ شيءٍ ذُكِر في تفسير الرَّازي فهو صحيح، ومثل ما يمدح القرطبي ويمدح تفسيره، لا يستطيع أن يقول الوائلي عن تفسير القرطبي بحسب وجهة نظره أنَّ جميع ما في تفسير القرطبي هو صحيح، فلماذا هذه الحملة الشعواء على تفسير القُمِّي المنقول عن الأَئِمَّة المعصومين..؟! وهذا مصداق واضح وواضح جدَّاً على مُخالفة مضمون بيعة الغدير الَّذي يبدو أنَّ المؤسَّسة الدِّينيَّة بعلمائها ومراجعها ومفسِّريها وخُطبائها مع الشِّيعة اتَّفقوا على مُخالفة مضمون بيعة الغدير ولكنَّهم فقط يلقلقون بالألسنة إنَّهم يُبايعون عليَّاً!! نستمع إلى الوثيقة السَّابعة: [هو التفسير المن؟ تفسير ينسبوه إلى واحد نسبة، هاه، ومو صحيح، وحتَّى هذا المو صحيح تدري شيﮕول؟ ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم ۞ إنَّ الله لا يَستَحي أنْ يَضْرِب مَثَلاً مَا بَعُوضَة فَمَا فَوْقَهَا﴾، تدري شيﮕول؟ البعوضة عليّ ابن أبي طالب، وما فوقها رسول الله، زين أرجوك هذه الشِّيعيّ اللي يﮕول عن عليّ ابن أبي طالب ذبانة، هاه، ذولا ما أدري، بس يريد يحجي بس هذا هو، أرجوك يا أخي أنت واحد من هالنوع، لَمَّا تلﮕى واحد من النوع هاه، أوَّلاً: يروى التفسير يُروى يُنسب إله، تفسير علي ابن إبراهيم يُنسب، نسبة إله ومو معلوم هو اله صح، وبعدين هذا حتَّى لو ثبت مو لعلي ابن إبراهيم، لعشرة مثله احنا نقذف بيه عرض الجدار …]. على سبيل الاستهزاء هو يقول: أرجوك أنت تقبل تفسير واحد يقول إنَّ عليّ ابن أبي طالب ذبّانة، هو أساساً في النَّص الَّذي ذكرهُ من أنَّ البعوضة عليُّ ابن أبي طالب وأنَّ الذبابة رسولُ الله، فلم يكن الشَّيخ الوائلي دقيقاً في نقل الكلام الَّذي نقلهُ قبل قليلٍ حتَّى في حال استهزائهِ وسُخريته من تفسير القُمِّي، هذه الهجمة المتكرِّرة من قِبَل الشَّيخ الوائلي على كُتُب حديث أهل البيت دائماً على تفسير القُمِّي وعلى غيره من كُتب الحديث، هذهِ الهجمة يُقابلها مديحٌ وإعلاءٌ ورجوع إلى كُتُب أعداءِ أهل البيت، وذلك أيضاً يكشفُ عن جهلٍ مُطبقٍ بحديث أهل البيت، هذهِ المسألة صحيح ذُكِرت في تفسير القُمِّي ولكنَّ الوائلي يجهل أنَّ أهل البيت حين يتحدَّثون يتحدَّثون في أكثر من أُفق. على سبيل المثال ما جاء في تفسير إمامنا العسكريّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، وهذا هو تفسير إمامنا العسكريّ، منشورات ذوي القربى، الطبعة الأولى، إيران، قم المقدَّسة، في صفحة 183:- فَقِيلَ لِلْبَاقِر عَلَيهِ السَّلام فَإِنَّ بَعْضَ مَنْ يَنْتَحِلُ مُوالَاتِكُم يَزعُم أنَّ البَعُوضَة عَلِيٌّ – الحديث عن أيّ آية؟ عن الآية الَّتي تقول: ﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا﴾، إلى آخر الآية من سورة البقرة – فَقِيلَ لِلْبَاقِر عَلَيهِ السَّلام فَإِنَّ بَعْضَ مَنْ يَنْتَحِلُ مُوالَاتِكُم يَزعُم أنَّ البَعُوضَة عَلِيٌّ وَأَنَّ مَا فُوقَهَا وَهُو الذُّبَاب مُحَمَّدٌ رَسُولَ الله، فَقَال البَاقِرُ: سَمِع هَؤُلاء شيئاً ولم يَضَعُوه عَلَى وَجْهِه، إِنَّما كَانَ رَسُولُ الله قَاعِدَاً ذَاتَ يَوم هُو وَعَلِيّ إذْ سَمِع قَائِلَاً يَقُول: مَا شَاءَ الله وَمَا شَاءَ مُحَمَّد وَسَمِعَ آخَر يَقُول: مَا شَاءَ الله وَشَاءَ عَلِيّ، فَقَال رَسُولُ الله: لَا تَقرنوا مُحَمَّداً ولا عَلِيَّاً بالله عَزَّ وجَلَّ، ولَكِن قُولُوا مَا شَاءَ الله ثُمَّ شَاءَ مُحَمَّد، مَا شَاءَ الله ثُمَّ شَاءَ عَلِيّ، إِنَّ مَشِيَّة الله هِي القَاهِرَة الَّتِي لَا تُسَاوَى وَلَا تُكَافَى وَلَا تُدَانَى وَمَا مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله فِي دِينِ الله وَفِي قُدْرَتهِ إِلَّا كَذُبَابَةٍ تَطِيرُ فِي هذهِ الْمَمَالِك الوَاسِعة، وَمَا عَلِيٌّ فِي دِينِ الله وَفي قُدْرَتِه إِلَّا كَبَعُوضَةٍ فِي جُمْلَةِ هِذِه الْمَمَالِك، مَعَ أَنَّ فَضْلَ اللهِ تَعَالَى عَلَى مُحَمَّدٍ وعليٍّ هُو الفَضلُ الَّذي لَا يَفِي بِهِ فَضْلُهُ عَلَى جَمِيع خَلْقِه مِن أَوَّلِ الدَّهْر إِلَى آخِرِه – إلى آخر ما جاء في الرواية، هذا أفقٌ من الآفاق الَّتي تحدَّثت عنها كلمات المعصومين، وهناك أفقٌ وأفق، هناك أُفق آخر. هناك مصطلحاتٌ عند أهل البيت خاصَّةٌ بثقافتهم، على سبيل المثال لو أنَّ أحداً رجع إلى كتاب: (معاني الأخبار) للشَّيخ الصَّدوق وإلى كتاب (علل الشرائع) للشَّيخ الصَّدوق أيضاً، لو رجع إلى هذين الكتابين واطّلع على الأحاديث الموجودة في هذين الكتابين لوجد الكثير من المصطلحات الخاصَّة بأهل البيت الَّتي يكون مضمونها مُخالفاً للغةِ أو يكون مضمونها مخالفاً للأعراف والتقاليد، فهناك كلماتٌ في الأعراف والتقاليد لها دلالات، وعند أهل البيت لها دلالات أُخرى! وهناك كلماتٌ وألفاظ لها مضامين في اللغة، وعند أهل البيت لها مضامين أخرى! لو أنَّ الوائلي كان عارفاً بهذه الحقائق وكان مُطِّلعاً على الأحاديث التفسيرية، لو رجع إلى الرِّوايات في معنى دابَّة الأرض؟! في معنى بهيمة الأنعام؟! في معنى النَّحل؟! ﴿وَإِذْ أَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْل﴾، في معنى النَّحل؟! لوجد أنَّ هذه المعاني تتّسق مع هذه المصطلحات، وأنا هنا لا أريد أنْ أقف طويلاً عند هذه القضية لكنَّني فقط أريد أنْ أُشير إلى جهل هذا الرجل بحديث أهل البيت، وجهل هذا الرجل هو عنوانٌ واضحٌ لجهل المؤسَّسة الدِّينيَّة ولجهل العلماء والمراجع والفقهاء بحديث أهل البيت، فهم قد انكبُّوا على أحاديث الحيض والاستحاضة والنفاس، وتركوا أحاديث المعارف وأحاديث التفسير، لماذا؟ لأنَّها ضعيفةٌ بحسب قذاراتِ علم الرجال. وذهب الوائلي مُسرعاً إلى الرازي وإلى القُرطبي وإلى الطبري وإلى غيرهم فكرع ما كرع، وثقّفكم بهذهِ الثَّقافة الناصبة البتراء، وإلَّا ما معنى هذا المديح للفخر الرَّازي وتفسيره وللقرطبي وتفسيره، وهذا الهجوم على تفسير أهل البيت في هذا التفسير المعروف بتفسير القُمِّي!! لو افترضنا أنَّ هذا التفسير تعرَّض للتحريف، ولو افترضنا أنَّ ما يُسمَّى بالقواعد الرِّجالية هذهِ صادرة عن أهل البيت، لنفترض هذه الفرضيات، وَلَكِنْ تبقى هذه الأحاديث مُحتملة بين الصحة وعدم الصحة، كما هو حال الفُقهاء والمراجع بين التصويب والتخطئة، لماذا آراؤهم تكون بين التصويب والتخطئة ولابُدَّ أنْ تكون حُجَّةً علينا، ولماذا روايات أهل البيت لا تكون بين التصويب والتخطئة على الأقل، لماذا؟! ماهذا المنطق الأعوج؟ إنَّه منطق إبليس بعينهِ! إنَّهُ منطقُ السَّقيفة! هذه هي العمالة الواضحة لإبليس! هؤلاء العلماء والخطباءُ إنَّهم ينفّذون مرادَ إبليس في حديث مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد! هذه هي الحقائق وأمامكم هذه الوثائق وإلَّا كيف تُفسِّرون ما يجري من حولنا..!! لنذهب إلى الوثيقة الثَّامنة: [ولا كل ما فيه صحيح، مثل ما عندنا احنا الكافي زين، الكافي يُعتبر من صحاحنا أو الصحيح الأول، تقريباً ثُلُث روياته احنا نطرحها ما نأخذ بيها، وفعلاً بدأوا الآن ينتخبون يعني بدأت الآن بعض الكتب تُطبَع، يُنتخبُ الصَّحيح من الكافي ويُطبَع، تنبّهلي، ما عندنا قداسة لكتاب]. المعلومات يطلقها على عواهنها! سأُثبِت لكم من أنَّهُ لم يقرأ الكافي ستأتينا معلومات ومن أقواله، سيتحدَّث بعد قليل عن روايةٍ موجودةٍ في الكافي ويصف تلك الرواية بأنَّها زُبالة، سيأتي الكلام، هو يقول: بأنَّ ثُلُث روايات الكافي ضعيفة هكذا قال، وبأنَّهُ الآن بدءوا يُؤلِّفون كُتُباً ينتخبون فيها الصَّحيح من الكافي، يتكلَّم من دون أنْ يتأكَّد. الصَّحيح من الكافي: هذا هو الجزء الثَّالث، يتألف من ثلاثة أجزاء لمحَمَّد باقر البهبودي، هذا هو الجزء الثالث، الكافي الشريف فيه أكثر من ستة عشر ألف حديث، ربَّما في بعض النُّسخ في بعض الطبعات بعض الأحاديث تُجمع مع بعضها فيكون العدد أقلّ، لكن عدد أحاديث الكافي هو هذا: ستة عشر ألف حديث، ربَّما يكون العدد أكثر من ذلك بقليل، البهبودي ماذا فعل؟ طبَّق هذه القواعد: القذارات الرّجالية، ونسف كتاب الكافي! هذا هو الجزء الثالث، الجزء الأخير، ما هو رقم آخر حديث؟ (4428)، 4428، اختارها من أكثر من ستة عشر ألف حديث، يعني ثلاثة أرباع الكافي ليست صحيحة، الوائلي ليس دقيقاً في النَّقل، إذا كان يتحدَّث عن كتاب انتُخِب فيه صحيح الكافي فهو هذا، ولا يوجد غيره، هو هذا صحيح الكافي للبهبودي، بحسب قذارات علم الرِّجال ثلاثة أرباع الكافي ليست صحيحة!! يعني خمسة وسبعين بالمئة. نستمع الآن إلى الوثيقة التاسعة: [احنا الآن لَمَّا نجي إلى كتاب الكافي للكليني جملة كبيرة من المرويات، يعني تﮕدر تقول أنَّهُ ثلاثين بالمئة، من المرويات ما نأخذ بيها، ما نأخذ بيها أبداً]. نفس الكلام جملة كبيرة من المرويات [تگدر تگول] ثلاثين بالمئة هو نفس الكلام السَّابق المعروف بين العُلماء خمسة وسبعين بالمئة، ثلاثة أرباع الكافي بحسب قذارات علم الرجال، هكذا يتعامل مع الكتب الشِّيعيَّة لأنَّها أساساً ليست موجودة في مكتبتهِ فخمسة وتسعين بالمئة من الكُتُب هي كتب مخالفة لأهل البيت، حين يتكلَّم عن الكافي بهذا اللسان يبدو أنَّه قد اطَّلع على الكافي ولكن سيتَّضح لكم من أنَّه لم يطلع على كتاب الكافي ومن لسانهِ هو، سيأتي، سيأتي الكلام ونحنُ في هذه الحلقة. نذهب إلى الوثيقة العاشرة وهي فيديو نشاهد ونستمع معاً: [المقدّم: شيخنا يخطرني أنّهُ كان هناك لديكم توجه نحو إنشاء مركز أو مجمع للتقريب بين المذاهب هل كنتم من الرُّواد في هذا المجمع؟ الشَّيخ الوائلي: الحقيقة الفكرة هي ليست لي وإنّما هي للجمعية بالذات وقد جسدتها في خطوةٍ أولى في كلية الفقه، لأنَّنا في كلية الفقه كُنَّا ندرِّس فقه أبي حنيفة وفقه الشَّافعي وفقه أحمد ابن حنبل وفقه مالك وفقه جعفر بن مُحَمَّد الصَّادق على صعيدٍ سواء، في كتاب الفقه الْمُقارن لأحد أساتذة الحوزة أو أحد أساتذة الكلية المرحوم الشَّيخ مُحَمَّد تقي آل السيِّد سعيد الحكيم تغمّدهُ الله برحمته، الَّذي توفي في هذهِ السنة، تغمَّده الله برحمته وهو من اللامعين ومن الذهنيات الحادّة الَّتي أصّلت وأعطت وأبدعت، ففي جمعنا لآراء المذاهب الإسلامية وأخذ آراء المذاهب الإسلامية بدون حسَّاسية، بالإضافة إلى استعراض جملة من العقائد الَّتي كُنَّا نستعرضها وجملة من المسائل الفقهية في مؤلَّفات فقهائنا، كالخلاف للشَّيخ الطوسي وأمثال الخلاف ممَّا كنَّا نقرأُه من كُتب أخرى للمذاهب الإسلامية، كُلُّ ذلك كان يُشكِّل منهجاً عندنا للجمع بين الأمزجة المختلفة للمذاهب الإسلامية في الاتجاهات العلمية، فنحنُ نشأنا في هذهِ الأجواء ونكاد نقول: أنَّ هذهِ الأجواء تربّينا وتَرعرعنا عليها، فلا يُقال أنَّ عِندنا توجُّه أو ميل إلى ذلك بل كنّا في الصَّميم من ذلك]. كان الشَّيخ الوائلي وأضرابهُ في الصَّميم، في صميم الفكرِ النَّاصبي، ما معنى أنَّهم يَدرسُون ويُدرِّسون آراء المخالفين لأهل البيت معَ الإمام الصَّادق على صعيدٍ واحد؟ هؤلاء يَعيشون في هذهِ الأجواء فماذا تكون النتائج؟ تكون النتائج هي هذه الَّتي بين أيدينا، كيف يُمكن أنْ يكون الهُدى والضلال في صعيدٍ واحد، ما معنى المقارنة في الفقه بين منطق آلِ مُحَمَّد وبين منطق أعدائهم؟ ما هو الوجه في ذلك؟ هناك هُدى وضَلال، النَّبيّ ماذا قال؟ قال: إن تمسَّكتم بهما، بالكتابِ والعترة لن تضلوا بعدي، أولئك ما تمسَّكوا فضلوا، وجه المقارنة هنا ما معناه؟! ما معنى المقارنة بين مُحَمَّدٍ وبين الكُفَّار والمشركين؟! ما معنى المقارنة بين عليٍّ وبين فلان وفلان؟! ما وجهُ المقارنة بين الصَّادقِ وبين غيرهِ، هؤلاء ترعرعوا ونشأوا في هذهِ الأجواء القذرة، أجواء قذرة هذه، في هذه الأجواء الوسخة، فماذا تكون النتائج؟ تكون النتائج هي هذه الَّتي بين أيدينا، وهذا التسجيل وهذا التصوير، هذا الفيديو في الأيَّام الأخيرة من حياة الشَّيخ الوائلي رحمةُ اللهِ عليه، والفيديو واضح لا يحتاج إلى إثبات ولا إلى أدلَّة، والقضيَّة ليست خاصَّةً بالشَّيخ الوائلي، تلاحظون أنَّ الشَّيخ الوائلي تحدَّث عن الواقع النَّجفي، ولذا الواقع النَّجفي يعتبر أنَّ الشَّيخ الوائلي هو الَّذي يُمثِّلهُ خيرَ تمثيل، لذلك كان ناطقاً رسميا حقيقيَّاً على طُول الخطّ وإلى يومك هذا المرجعيَّةُ الشِّيعيَّةُ تحثُّ الشِّيعة على التعلُّم من منبر الوائلي، أنتم ماذا تقولون؟ هذه الحقائق بين أيديكم، ما هو موقفكم من إمام زمانكم؟! وأنتم تجعلون هذهِ الرموز بوابةً تُوصلكم لا أدري إلى أين؟! أنتم اختاروا النتيجة!! نذهب إلى الوثيقة الحادية عشرة: [ترى ما يعني ما كو فقيه يفرق عن فقيه، فقيه مسلم يعني احنا ما عندنا مذهب منصوص عليه من السماء، لا يعني كون فلان، فأبو حنيفة فقيه، الإمام مالك فقيه، أحمد ابن حنبل نعم محدث، زين و هسّه بعد كل واحد يعني يوصلك للإسلام، يعني طريق توصل عن طريقه للإسلام وإلّا ما عندنا، مو غاية المذاهب، مو غايات، وسائط توصّلك إلى الحكم الإسلامي ]. أولاً: ما عندنا مذهب منصوص عليه، هذا الكلام ما معناه؟ المذاهب مو غاية وسائط! الفقهاء كُلُّهم على حدٍّ سواء! هل هذا منطقُ أهل البيت؟! ماذا تقولون أنتم؟! أنتم تقبلون بهذا المنطق، هذا المنطق هو الَّذي تُروِّج لهُ المرجعيَّة الشِّيعيَّة المعاصرة، تُريد من الشِّيعة أنْ يتعلَّموا من هذه المدرسة هذه الأضاليل وهذه الأباطيل الَّتي تبعدهم عن أهل البيت، أنتم ماذا تقولون؟! وأكثر من ذلك إنَّها ترفض انتقاد هذا المنطق الأبتر، هذا المنطق الأعوج..!! هذا المنطق أنا أسألكم أنتم، أنتم الحسينيون، ووالله ما أنتم بحسينيين، أنتم هكذا تُسمّون أنفسكم، أنتم الحسينيون، هذا المنطق يتماشى مع زيارة عاشوراء؟ (اللَّهُمَّ اِلْعَن أَوَّلَ ظَالِمٍ ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد وآخِرَ تَابِعٍ لهُ عَلَى ذَلِك، اللَّهُمَّ اِلْعَنْهُم جَمِيعَاً)، هذا المنطق يتماشى معَ زيارة عاشوراء الَّتي يَطلب الأَئِمَّة من شيعتهم أن يقرأوها في كُلِّ يوم؟ ويطلبون منهم أنْ يردِّدوا ذلك مئة مرَّة، هذا المنطق يتماشى مع منطق زيارة عاشوراء؟ يتماشى مع منطق الزيارة الجامعة الكبيرة؟! يتماشى مع منطق دعاء الندبة؟ يتماشى مع منطق أدعية التوسّل؟ مع أي منطقٍ يتماشى هذا؟ ماذا تقولون أنتم؟! إلى أين أنتم ذاهبون؟! ثُمَّ لماذا ترفضون أنْ يقال أن هذا المنطق منطق أعوج، هذا منطق أبتر، والَّذي يتمسَّك بالمنطق الأبتر هو أبتر أيضاً!! هذا منطق الأكاذيب على أهل البيت، هذا كذب وافتراء على آل مُحَمَّد..!! نشاهد هذا الفيديو الوثيقة الثَّانية عشرة: [وزوجة النَّبيّ من أمهات المؤمنين وجديرةٌ بالاحترام وجديرةٌ بالتقدير وقد افتات علينا البعض فزعم أنَّنا نرمي أُمَّ المؤمنين بأنَّها ارتكبت البهتان، حاشا لله، ولا يقول ذلك منَّا أحدٌ قط، وإذا أحببت بوسعك الرجوع إلى آيات الإفك النازلة في القُرآن الكريم لترى تَفاسير الشِّيعة كيف تقفُ من أم المؤمنين؟! كيف تحترمها وتُنزِّه ساحتها؟! وتقول بأنَّها عُرس رسول الله يجب أنْ تُصان كرامتها وتصان سُمعتها، وإمامنا الإمام عليّ يقول للنَّبي إنَّ الله طهّر نعلك فكيف لا يُطهِّر عرضك]. كبرت كلمةً تخرج من أفواههم!! هذه الكلمة الَّتي يُردِّدها الوائلي مِراراً وكِراراً من أنَّ أمير المؤمنين قال لرسول الله صلَّى الله عليه وآله: (إنَّ الله طهَّر نعلك فكيف لا يطهِّر عرضك)، والله هذا كذب وافتراء على أمير المؤمنين، وحقِّ ضلع الزَّهراء هذا كذب وافتراء على أمير المؤمنين! وحقِّ رأس الحسين وحقّ دماء نحر الحُسين هذا كذب وافتراء على أمير المؤمنين! لم يقل أمير المؤمنين ذلك، واتحدَّى الَّذين يدافعون عن الوائلي أنْ يأتوني بمصدر واحد من مصادر أهل البيت أنَّ أمير المؤمنين قال ذلك..؟! ولو جئتموني بمصدرٍ واحد من مصادر أهل البيت فإنِّي سأغلق فمي وأغلق هذه القناة!! مصدر واحد عن الأَئِمَّة من مصادرنا يقولون إنَّ أمير المؤمنين قال ذلك، حتَّى المصادر النَّاصبية المعروفة عندهم بالوثاقة والاعتماد لم تذكر هذا الكلام، هذا افتراء على أمير المؤمنين وافتراء صريح جدَّاً، وهذا نقض واضح لبيعة الغدير، قرأنا مضمون بيعة الغدير من أنَّ التفسير لا يؤخذُ إلَّا من عليٍّ، تفسير آيات حديث الإفك بهذهِ الطريقة نقضٌ لبيعة الغدير، لأنَّ الأَئِمَّة ما فسَّروا الآيات في عائشة، الآيات لا علاقة لها بعائشة ولا موضوع عائشة، الآيات تتحدّث عن ماريا القبطية، الَّتي اتهمتها عائشة بحسب أحاديث أهل البيت، ولكن ماذا نصنع لهذه المؤسَّسة الدِّينيَّة الشِّيعيَّة البتراء؟! مؤسَّسة بتراء، مؤسَّسة تُعاندُ أهل البيت ماذا نصنع لها، وهذا نتاجها، هذا رمزها الشَّيخ الوائلي، وهو مُحِقٌّ حين يقول: اذهبوا إلى تفاسيرنا الشِّيعيَّة. هذا هو تفسير التبيان: هذا هو تفسير التبيان سيِّد التفاسير الشِّيعيَّة وهو الَّذي فتح باب مدرسة التفسير بين علماء الشِّيعة، تفسير التبيان للشَّيخ الطوسي، هذا هو المجلَّد السَّابع، منشورات ذوي القربى، الطبعة الأولى، 1431 هجري قمري، قم المقدَّسة، كما قُلت هذا هو الجزء السَّابع، نذهب إلى صفحة 414، الآيات من سورة النور: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ﴾ … إلى آخر الآيات، يبدأ الحديث من صفحة 414، إلى صفحة 419، الحديث الموجود هنا هو نفس الحديث الموجود في كُتب المخالفين، الآيات في عائشة لا يوجد أي ذكر لا من قريب ولا من بعيد لِمَا جاء عن آل مُحَمَّد في قصَّة ماريا القبطية، هذا هو تفسير التبيان للشَّيخ الطوسي، هذا نقض لبيعة الغدير أم لا؟ الأَئِمَّة يفسرون الآيات في ماريا القبطية، وهذا شيخ الطائفة الشَّيخ الطوسي يُفسِّر الآيات في عائشة، نقض هذا لبيعة الغدير أم لا؟ هذا آخر كتاب ألَّفه الشَّيخ الطوسي، ماذا تقولون أنتم؟! هؤلاء علماؤكم ومراجعكم، وبهذه الكُتب يستدلّ الشَّيخ الوائلي، حين يقول عندي خمسة بالمئة من كتب الشِّيعة من هذه الكتب، هذه كتب هي الأخرى ما هي بكتب شيعية، هذا ما هو بكتاب شيعي، هذا كتاب ناصبيّ معادي لأهل البيت، هذا هو تفسير التبيان. وهذا تفسيرُ مجمعِ البيان: الَّذي هو أفضل التفاسير وقبل قليل سمعنا الشَّيخ الوائلي يرجع النَّاس إلى تفسير الفخر الرَّازي وإلى مجمع البيان ولكنَّه بعد ذلك فضَّل تفسير الفخر الرازي! هذا مجمعُ البيان وهذا الجزء السَّابع، تلاحظون الجزء السَّابع لأنَّهُ تقريباً نسخ ما في كتاب التبيان، هذه الطبعة مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان، والَّذي قدَّم لهُ السيِّد محسن الأميني العاملي، الطبعة الأولى 1995، السيِّد محسن الأميني العاملي هو الآخر ذوقهُ كهذا الذوق أيضاً، لا يبعد كثيراً عن هذا الذوق، صفحة 227 أيضاً الآيات: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ﴾، نفس الكلام، نفس الحديث الَّذي مرَّ في تفسير التبيان للشَّيخ الطوسي، المضامين الموجودة في كتب المخالفين والنواصب، أيضاً الحديث عن السيِّدة عائشة والحال في حديث أهل البيت أنّ هذه الآيات لا علاقةَ لها بالحديثِ عن عائشة. هذا هو التبيان وهذا هو مجمعُ البيان، هذه كُتبُ مراجعنا، هذهِ كُتب علمائنا وهذا نقضٌ واضحٌ لبيعة الغدير، تفسيرٌ للقُرآن بغير الَّذي جاء عن عليٍّ وآل عليّ. وهذا تفسير الميزان: تفسير الميزان، دار الكتب الإسلامية، وهذا المجلَّد الخامس عشر، صفحة 96، أيضاً في صدد الآيات: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ ﴾، من سورة النور، ماذا يقول السيِّد الطباطبائي صفحة 96 – الآيات تشير إلى حديثِ الإفك وقد روى أهل السُنَّة أنَّ المقذوفة في قصة الإفك هي أم المؤمنين عائشة وروت الشِّيعة أنَّها ماريا القبطية أم إبراهيم الَّتي أهداها مقوقس ملك مصر إلى النَّبيّ – ماذا يُعلِّق الطباطبائي؟ يقول:- وكُلٌّ من الحديثين لا يخلو عن شيء، على ما سيجيء في البحث الروائي الآتي، فالأحرى أنْ نبحث عن متن الآيات في معزلٍ من الرِّوايتين جميعاً – يعني لا الرِّواية السُنِّية صحيحة، ولا الرِّواية الشِّيعيَّة صحيحة، والطوسي لم يُشر إلى رواية أهل البيت أصلاً، والطبرسي لم يُشر إلى رواية أهل البيت أصلاً، الطباطبائي قال: هناك رواية في الجو السُنِّي، ورواية في الجو الشِّيعيّ، الرِّواية في الجو الشِّيعيّ من أين جاءت؟ جاءت عن آل مُحَمَّد، لكنَّهُ يرفض الرِّوايتين، ماذا يقول؟ – فالأحرى أنْ نبحث عن متن الآيات في معزلٍ من الرِّوايتين جميعاً، غير أنَّ من المُسلَّم أنَّ الإفك المذكور فيها كان راجعاً إلى بعض أهل النَّبيّ – من هي؟! لا ندري، هناك شيء قد حصل، بالله عليكم هذا الكلام منطقي، ماذا تقولون أنتم؟! هذا منطقُ العقل؟ منطق العلم؟ منطق أهل البيت؟ [هذا منطق الخرط هذا يسمّونه، هذا منطق الخرط!]. وحينما يتحدَّث في صفحة 112 وما بعدها، فإنَّه يُثير من الإشكالات على ما جاء عن أهل البيت أكثر مما يُثيره من الإشكالات على ما جاء عن المخالفين، بحيث أنّ ما كتبه من إشكالاتٍ على ما وَرَد في الرِّوايات يصل إلى عِدَّة صفحاتٍ والسطور كثيرة والمطلب بحاجةٍ إلى قراءةِ عددٍ كثير من السُّطور مِمَّا كَتَبه ولا أجد وقتاً كافياً لذلك، لذلك أكتفي بما ذكرت، خُلاصة الكلام أنَّ السيِّد الطباطبائي يقول: من أنَّ السُنَّة يقولون هذه الآيات في عائشة، والشِّيعة يقولون هذه الآيات في ماريا القبطية، والرِّوايتان ما هما بمورد اعتمادٍ عند السيِّد الطباطبائي، يقول: إنَّني أُفسِّر الآيات بمعزلٍ عمَّا قالته السُنَّة وعمَّا قالته الشِّيعة، هناك شيءٌ حَدَث بخصوص بيت النَّبيّ صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم، هذا هو تفسير الميزان وهو تفسيرٌ مُناقضٌ لآل مُحَمَّد، وناقضٌ لبيعة الغدير هو الآخر..!! وهكذا تفسير من وحي القُرآن: مُحَمَّد حسين فضلُ الله، هذا هو الجُزء السَّادس عشر، دار الملاك، وهذه هي الطبعة الثَّالثة مزيدة ومُنقَّحة، 2007 ميلاي، صفحة 245: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ﴾، الآيات من سورة النور – وإنَّنا نتحفَّظ على صدق هذه الرِّواية – أي رواية؟ الرِّواية الَّتي يذكرها المخالفون لأهل البيت في أنَّ الآيات تتحدَّث عن عائشة، ثُمَّ بعد ذلك في صفحة 254، يُشير إلى الرِّواية الَّتي تتحدَّث عن ماريا القُبطية، الرِّواية عن الأَئِمَّة، يقول:- وهذه الرِّواية – في صفحة 255 – أكثرُ إثارةً لعلامات الاستفهام من الأولى – يعني يمكن الأولى أنْ تُقبَل، تطوّر! هو هذا التطوّر! هذا هو التطوّر وهذا هو الانفتاح! في صفحة 256 – وقد تكون مثل هذه الرِّوايات جزءاً من تراث الوضع في الحديث الَّذي كان يكثرُ فيه الكذب على النَّبيّ مُحَمَّد وعلى أهل البيت مِمَّا أتقنَ فيه الوضَّاعون طريقة ترتيب الأحاديث بحيث تُصبح موضعاً للثقة باعتبار وثاقة رواتها – إلى آخر الكلام. إذاً نحن مع الشَّيخ الطوسي أساساً لم يُشِر إلى قضية مارية القبطية! والطبرسي كذلك! السيِّد الطباطبائي نفى الرِّوايتين السُنِّية والشِّيعيَّة! السيِّد فضل الله أشكل على الرِّواية السُنِّية وأشكل على الرِّواية الشِّيعيَّة لكنَّهُ يرى أنَّ الرِّواية الشِّيعيَّة هي أكثر إشكالاً من الرِّواية السُنِّية! تقريب القُرآن إلى الأذهان: للسيِّد مُحَمَّد الشِّيرازي، وهذا هو المجلَّد الثالث من طبعة دار العلوم، الطبعة الثَّانية، 2011 ميلادي، هذا هو الجزء الثامن عشر من المجلَّد الثَّالث، صفحة 684، السيِّد محَمَّد الشِّيرازي ذكر القصتين، ذكر القصة الشِّيعيَّة وذكر القصة السُنِّية، أشار إلى القصتين من دون أنْ يُعلِّق، قال: بأنَّ الخاصَّة رووا هكذا والعامَّة رووا هكذا، فذكر القصتين من دون تعليق ومن دون بيان أي القصّتين هي الَّتي يجب أنْ يُؤخذ بها. هذا هو الموجود في كُتُب علمائنا، وهذهِ الكُتُب لا يوجد فيها ذكرٌ لِمثل هذا القول وإنْ كانت هذهِ الكتب هي أقرب إلى التسنُّن منها إلى التشيُّع!! حتَّى ما جاء في تفسير السيِّد محَمَّد الشِّيرازي كان من المفترض أنْ يشير أيُّ الرِّوايتين هي الَّتي تُتَّبع، أمَّا أنَّ الشِّيعة تقول هكذا والسُنَّة تقول هكذا، ويترك الكلام هكذا على عواهنه هذا هو الآخر مخالفٌ لمضمون بيعة الغدير، نحنُ نُريد تفسيراً يقول بأنَّ المخالفين قالوا بأنَّ الآيات في عائشة وانتهينا، وإذا أردنا أن نذكر الرِّواية كاملةً علينا أنْ نُناقشها وأنْ نُبَيِّن مواطن ضعفها وأنْ نقول الصَّحيح ما قالهُ الأَئِمَّة والأَئِمَّة قالوا إنَّ هذه الآيات في السيِّدة ماريا القبطية، لابُدَّ أن يكون المنطق هكذا وهذا ما كان عليه تفسيرُ القُمِّي. إذا نذهب إلى تفسير القُمِّي نجد:- فإنَّ العامة رووا أنَّها نزلت في عائشة وما رُمِيت به في غزوة بني المصطلق من خُزاعة – وانتهينا – وأمَّا الخاصَّة فإنَّهم رووا إنَّها نزلت في ماريا القبطية وما رمتها به عائشة – إلى آخر التفاصيل الَّتي وردت مع أنَّه واضح من النص أنّ هُناك تحريفاً فيه ولكن التفصيل جاء مذكوراً في تفسير القُمِّي، وهذه الطبعة طبعة مؤسَّسة الأعلمى، الطبعة الأولى 2007 ميلادي، في آيات حديث الإفك من سورة النور. هذا هو الموجود في كتب العلماء، نقضٌ واضح لبيعة الغدير، لم يتحدَّث أحد بشكلٍ واضح وصريح وبَيِّن من أنَّ المخالفين كَذبوا في هذهِ القضيَّة وأنَّ أهل البيت قالوا كذا وكذا، هذا هو منطق الكتاب والعترة، وهذا هو تفسير القرآن عن عليٍّ، وهذا هو تطبيق مضمون بيعة الغدير، أمَّا هذهِ الأحوال الَّتي رأيتموها في أهمِّ التفاسير وبقيَّة التفاسير الَّتي لم آتِ بها هي على هذا الحالِ والمنوال، وأنا جئت بنماذج مختلفة من اتجاهات مختلفة، الشِّيرازي لهُ اتجاههُ، فضلُ الله لهُ اتجاههُ، والطباطبائي لهُ اتجاههُ، والتفسيران المركزيان عند الشِّيعة التبيان ومجمعُ البيان. هذا هو صحيح البخاري: دار صادر للمطبوعات، صفحة 853، باب: (لولا إذ سمعتموه ظنَّ المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً)، الحديث المرقم هنا 4750، حديث طويل ما يتعلَّق بحادثة الإفك بحسب رواية المخالفين لأهل البيت، ما هو موقف أمير المؤمنين بحسب رواية البخاري؟ – وأمَّا عليُّ ابن أبي طالب فقال: يا رسول الله لم يُضيِّق الله عليك والنِّساءُ سواها كثير – يعني طلِّق عائشة، هذا هو المراد، هو البخاري حرَّف الكلام ولكن هو هذا المضمون فأمير المؤمنين لم يقل هذا الكلام، لو كان أمير المؤمنين قد قال هذا الكلام بحسبهم لذكروه، هذا ما ذكره البخاري عن أمير المؤمنين في قضيَّة عائشة، بحسب روايتهم، وإنْ كانت القضيَّة أساساً لم تقع ولا توجد قصة من هذا النوع، ولكن بحسب روايتهم – وأمَّا عليُّ ابن أبي طالب فقال يا رسول الله: لم يُضيِّق الله عليك والنِّساءُ سواها كثير – هذا الَّذي قالهُ أمير المؤمنين، وهذا هو الكلام الَّذي يردِّدهُ الوائلي دائماً والشّيعة خصوصاً في الخليج حفظوا هذه الكلمة ويُردِّدونها، هو يكذب على أمير المؤمنين والشِّيعة أيضاً يكذبون على أمير المؤمنين، هذا هو صحيح البخاري. صحيح مسلم: هذه الطبعة أيضاً طبعة دار صادر، صفحة 1031، الباب العاشر: (باب في حديث الإفك وقبول توبة القاذف)، نفس الكلام: – وأمَّا عليُّ ابن أبي طالب فقال: لم يُضيِّق الله عليك والنِّساءُ سواها كثير – نفس الكلام الموجود في صحيح البخاري، ما قال أمير المؤمنين إنَّ الله طَهَّر نعلك فكيف لا يُطهِّر عِرضك، فمن أين جاء بهذا الكلام؟ إنّه كذب وافتراء على أمير المؤمنين من دون أن يخجل الرجل، قطعاً من دون سوء نية. وهذا الدر المنثور: من أهم كتب التفسير عندهم وبحسب نظرهم فيه الغثّ والسَّمين يعني الرِّوايات الموجودة في هذا الكتاب لو أردنا أنْ نحتجَّ ببعضها خصوصاً ما جاء في فضل عليٍّ وآل عليّ قالوا هذه الرِّوايات ضعيفة، يعني هذا الكتاب يجمع كل شيء ما جاء من أحاديث عندهم في تفسير القُرآن للسيوطي، الدر المنثور في التفسير بالمأثور، الطبعة الَّتي صحَّحها الشَّيخ نجدت نجيب، وهذا المجلَّد السَّادس، دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، صفحة 131، إذا أردنا أن نتتبع الرِّوايات الَّتي وردت من صفحة 131، وما بعدها وتستمر إلى صفحات عديدة ربما إلى 140، وما بعدها لا يوجد أي ذكر لهذا الكلام عن أمير المؤمنين، وهذا الكتاب جامع للأحاديث التفسيرية بحسب طريقتهم ومنهجيَّتهم. حتَّى التفسير الكبير للفخر الرازي: التفسير الحبيب للشَّيخ الوائلي، وهذه الطَّبعة طبعة المكتبة التوفيقية، المجلَّد الثَّاني عشر، المشتمل على الجزأين ثلاثة وعشرين وأربعة وعشرين، إذا نذهب إلى صفحة 165، الآيات آيات حديث الإفك، الكلام الَّذي ذكرهُ عن أمير المؤمنين: – وأمَّا عليٌّ فقال: لم يُضيِّق الله عليك والنِّساء سواها كثير – نفس الكلام الموجود في صحيح مسلم وصحيح البخاري، فلا يوجد أي أثر أو عين لهذا الكلام الَّذي ذَكَرهُ الشَّيخ الوائلي من أنَّ أمير المؤمنين صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه قال: (إنَّ الله طَهَّر نعلك فكيف لا يُطهِّر عرضك)، هذا كذب وافتراء، هذا هو صحيح البخاري، وهذا صحيح مسلم، وهذا الدر المنثور، وهذا تفسير الفخرا الرَّازي، وهذه نماذج وبقيَّة الكتب هكذا. من أين جاء بهذا الكلام؟ هذا هو التفسير الكاشف: وكثيراً ما يعتمد عليه الشَّيخ الوائلي ولكنَّهُ لا يُصرِّح بذلك، التفسيرُ الكاشف للشَّيخ محَمَّد جواد مغنيه، والشَّيخ محمَّد جواد مغنيه أسوأ من مُحَمَّد حسين فضلُ الله بألف مرَّة، وهذه القضية واضحة في تفسيرهِ وفي كتبهِ، ولذلك الشَّيخ الوائلي يُلقي دائماً بنفسه على هذا التفسير، هذا هو المجلَّد الخامس من التفسير الكاشف، مؤسَّسة دار الكتاب الإسلامي، الطبعة الثَّالثة، 2005 ميلادي، نذهب إلى الآيات: ﴿إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ﴾، صفحة 401، في صفحة 403 يقول:- مُلخَّص قصة الإفك – ما هو مُلخصها؟ – اتفق المفسِّرون والرُّواة من جميع الطوائف والمذاهب الإسلامية إلَّا من شذَّ – من شذَّ هم أهل البيت، الأَئِمَّة المعصومون، هؤلاء هم الشاذّون عند محمَّد جواد مغنية – اتفقوا على أنَّ هذه الآيات نزلت لبراءة عائشة من تهمة الزّنا – والحال أنّ أهل البيت يقولون بأنّ الموضوع لا علاقة له بعائشة أساساً، هذهِ القصَّة لا وجودَ لها، القضية مرتبطة بماريا القبطية، ماذا يقول؟ اتفق المفسِّرون والرُّواة – ووالله كذَّاب، هذا الرجل، كذاب، لأنَّ الرواة لم يتفقوا على هذا، عندنا رواة عن أهل البيت رووا في كتبنا روايات عن الأَئِمَّة أنَّ الآيات وأنَّ حديث الإفك في ماريا القبطية، في أُمِّ إبراهيم – اتفق المفسِّرون والرُّواة من جميع الطوائف والمذاهب الإسلامية إلَّا من شذّ – هذا الكلام يذكّرني بكلمة ابن خلدون في كتابهِ المُقدِّمة وهو يتحدَّث عن المذاهب والفرق ويقول: (وشذَّ أهل البيت!!) أهل البيت شذّوا بمذاهب ابتدعوها – إلَّا من شذ اتفقوا على أنَّ هذه الآيات نزلت لبراءة عائشة من تُهمة الزِّنا – إلى أنْ يقول في صفحة 404 – هذا إلى أنَّ هُناك رواية ثانية تقول: إنَّ الإمام قال لرسول الله: إنَّ نعلك مُنزَّهٌ من النَّجاسة فكيف بزوجتك وإنَّ النَّبيّ سُرَّ بذلك، قال إسماعيل حقِّي في تفسيره روح البيان – هذه الرِّواية ينقلها عن إسماعيل حقي صاحب تفسير روح البيان، من التفاسير السُنِّية المتأخرة – استشار النَّبيّ عليَّاً في أمر عائشة فقال: يا رسول الله إنَّها بريئة وقد أخذتُ براءتها – يعني أنا أعتقدتُ ببراءتها – من شيءٍ حدث معك وهو أنَّنا كُنَّا نصلي خلفك في ذاتِ يوم وأنت تُصلِّي بنعليك، ثُمَّ إنَّك خلعت إحداهما فقلنا ليكن ذلك سُنَّةً لنا، فقُلت: لا، إنَّ جبرييل قال لي إنَّ في تلك النعل نجاسة وإذا لم تكن النجاسة في نعلك فكيف تكون بأهلك، فسُرَّ النَّبيّ بذلك – ترّهات في ترّهات، كلام منقول عن إسماعيل حقي، هذا الكلام يرفضهُ مُحدِّثوا المخالفين ومُفسِّروهم، هم ما ذكروا هذا الكلام، وذكره مُحَمَّد جواد مغنية، ومع ذلك علَّق عليه – ولم نذكر هذه الرِّواية إيماناً بها – يعني مُحَمَّد جواد مغنيه هو الآخر يقول: ولم نذكر هذه الرِّواية إيماناً بها بل لنعارض بها رواية النُّصح بالطلاق – رواية أُخرى ذكرها في السَّابق أنَّ أمير المؤمنين نصح رسول الله بأنْ يُطلِّق عائشة، ذكر رواية سابقة هو، فيقول: إنَّني ذكرتُ هذه الرِّواية لا إيماناً بها، فحتَّى مغنية ما ذكر هذهِ الرِّواية إيماناً بها، وإنَّما ذكرها لأجلِ أنْ يُعارض بها رواية أُخرى لأجل النقاش، ومع كُلِّ ذلك هذه الرِّواية في كتابٍ سنيٍّ لا قيمة لهُ عند أهل السُنَّة، هذا الكلام افتراء على أمير المؤمنين صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، ولكن ماذا نصنع وهذا أيضاً هو مِمَّن نقض بيعة الغدير فلقد فسَّر الآيات في عائشة، إذاً هذا التفسير أيضاً هو من التفاسير الناقضة لبيعة الغدير كبقية التفاسير الأخرى. ما شاء الله مراجعنا وعلماؤنا يتسابقون إلى الغدر ببيعةِ الغدير!! بيعة الغدير نقضها علماؤنا بطريقةٍ أسوأ من طريقة السَّقيفة!! أهلُ السَّقيفة كانوا يعترفون بعلم عليٍّ وبفضل عليٍّ ولكنَّهم غصبوا الخلافة من عليٍّ وناصبوا له العداء، علماؤنا يُعلنون الولاء لعليٍّ وينقضون بيعة الغدير بشكلٍ سرّي، لا بشكل عَلَني، ينقضونها بشكلٍ خبيث حين يفسِّرون القُرآن بمنطق النواصب، بمنطق السَّقيفة ويعرضون عن حديث آل مُحَمَّد، هذه تفاسيرهم وهذه كتبهم وهذا ناطقهم الرَّسمي هذا هو الشَّيخ الوائلي، يتحدَّثُ بلسان الاِفتراء والتزوير والكذب، أنا لا أقول الرجل يتعمَّد الكذب ولكنَّ الرجل يجهل بحديث أهل البيت، يجهل بمنطق الكتابِ والعترة، الرجل معبَّأ من عمامتهِ الطابقية الصغيرة إلى أخمص قدمه بالفكر النَّاصبيّ من دراسته الناصبيّة ومن مكتبته النَّاصبيّة، ومن تفاسيره النَّاصبية الَّتي يعتمد عليها إنْ كانت من تفاسير السُنَّة أم من تفاسير الشِّيعة هذهِ، من تفاسير النَّصبِ والنقض لبيعة الغدير والنقضِ لمنطقِ حديث الثَّقلين، هذه هي الحقائق بين أيديكم، ماذا تقولون أنتم؟ أنتم شيعة؟! هذه كُتبكم، شيعة أنتم؟! من أي ملَّةٍ أنتم؟ هذه هي كتبكم، هل وفيتم لعليٍّ في بيعة الغدير؟ أنتم الآن في أيَّام بيعة الغدير، فهل وفيتم لعليٍّ في بيعة الغدير؟ لماذا تدافعون عن هذا المنهج الأبتر، عن منهج الشَّيخ الوائلي وأضراب الشَّيخ الوائلي..؟! لماذا تفتحون حسينياتكم للفكر المخالف..؟! لماذا تدفعون الأموال لهذه الفضائيات الَّتي تنشر الفكر الأبتر؟ لماذا؟! هذا هو واقعكم كذِّبوا هذه الحقائق، ردُّوا على هذه الحقائق. أسألكم أنتم الَّذين تحفظون هذه الكلمة، هل تستمرّون بالكذب على أمير المؤمنين وتقولون أنَّ أمير المؤمنين قال لرسول الله هكذا؟! إلى متى تبقون تكذبون على أهل البيت، لا شأنَ لي بالمؤسَّسة الدِّينيَّة، أنتم، أنتم الَّذين تتابعون مجالس الشَّيخِ الوائلي الَّذي يُعلَّمكم الافتراء والكذب على أمير المؤمنين إلى متى تبقون تكذبون على أمير المؤمنين؟! هناك الكثير من الأشياء الَّتي تعلّمتموها من الشَّيخِ الوائلي وحقِّ الحُسين هي أكاذيب على أهل البيت، افتراءات على أهل البيت، وأنتم تُردِّدونها على ألسنتكم، سأبيِّن لكم الكثير في هذا البرنامج، سأعرض لكم الكثير والكثير من هذه الأكاذيب والترّهات الَّتي شُحِنت بها رؤوسُكم وأنتم تتصوّرون أنَّكم على فهمٍ وعلى علمٍ أيُّها الأذكياء. في أجواء هذا الكذب، في أجواء الكذب على أمير المؤمنين كذبٌ آخر أيضاً على آل مُحَمَّد وعلى كتاب الله العزيز وهذا الكذب موجود في المؤسَّسة الدَّينيَّة وحتَّى عند مراجعنا الكبار والشَّيخ الوائلي هنا يُردِّد هذا الكذب من داخل المؤسَّسة الدِّينيَّة. الوثيقة الثَّالثة عشرة: [﴿بسم الله الرحمن الرحيم ۞ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً﴾، إلى آخر الآية كأن الآية تﮕلي إذا واحد فاسق يجي ينقل لك خبر، لا تاخذ خبره لأن هذا فاسق، زين، معناه إذا واحد يجيك عادل موفاسق أخذ خبره]. كلامٌ هراء من الشيخ الوائلي، ومخالفة صريحة للآية القُرآنية، الآية هي الآية السَّادسة من سورة الحجرات ماذا قال؟ قال: الآية تقول إذا جاءك فاسق بخبر لا تأخذ بخبرهِ، معنى ذلك أنَّنا نأخذ بخبر العادل الَّذي ليس بفاسق، الآية ما قالت هكذا، المشكلة هذا الكلام هو كلام المؤسَّسة الدِّينيَّة، هذا هو كلام المراجع، هذا هو كلام علم الأصول، بهذا الفهم الخاطئ للآية يؤسِّسون لعلم الرجال ويخدعون النَّاس، الآية واضحة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ﴾ ما قالت لا تردّوا خبره، قالت: ﴿فَتَبَيَّنُوا﴾، تأكَّدوا من مضمون الخبر، يعني لا علاقةَ لكم بالمخبِر، وهذا نقضٌ لعلم الرِّجال من أساسهِ، مفهوم الآية أنَّه إذا جاءكم غير فاسق اقبلوا خبره، ولكن في نفس الوقت اقبلوا خبره إذا كان هذا النَّاقل للخبر مِمَّن يُوثَق بهِ بنقلِ الخبر بشكل صحيح، وإلَّا فلابُدَّ أن نتبيّن أيضاً، لأنَّ الآية هذا هو منطوقُها، والأصوليون يقولون: المنطوق أعلى حُجَّةً من المفهوم! يعني الآية بالدرجة الأولى لا تريد أنْ تتحدَّث عن العادل الَّذي ينقل الخبر، الآية تتحدَّث عن الفاسق الَّذي ينقل الخبر، واضح هذا هو منطوق الآية: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ﴾ أم إن جاءكم عادل؟ منطوق الآية هو الفاسق، ومنطوق يعني النطق ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا﴾، أي لا تردّوا خبر الفاسق، إذاً ما قيمةُ علم الرَّجال؟ لا قيمةَ لعلم الرجال، فهذا الفهم السائد مخالفٌ للقُرآن ومخالفٌ لمنطق أهل البيت! أهل البيت ماذا قالوا؟ هذا هو الكافي الشريف، هذا هو الجزء الأوَّل (باب الأخذ بالسُنَّة وشواهد الكتاب)، صفحة 89، رقم الحديث 2، ابن أبي يعفور يقول: – سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله – يعني الإمام الصَّادق – عَنْ اِخْتِلَافِ الحَدِيث يَرْوِيه مَنْ نَثِقُ بِه وَمِنْهُم مَنْ لَا نَثِقُ بِه – يعني رواة ثقاة ورواة ما هم بثقاة، الإمام ما قال لهُ ارجع إلى كتب الرجال، ولا قال لهُ خذ برواية الثقة واترك رواية الَّذي ليس بثقة، ماذا قال له الإمام؟ لاحظوا السؤال، السؤال ما هو؟ السؤال هكذا:- سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ الله عَنْ اِخْتِلَافِ الحَدِيث يَرْوِيه مَنْ نَثِقُ بِه وَمِنْهُم مَنْ لَا نَثِقُ بِه – بحسب جواب الوائلي الَّذي نثقُ به نأخذ بروايته والَّذي لا نثقُ به لا نأخذ بروايتهِ، وبحسب جواب المراجع هو نفس هذا الجواب، الإمام الصَّادق ماذا يُجيب؟ هُم يُخالفون أهلَ البيت في كلِّ شيء، الإمام الصَّادق هكذا يقول:- إِذَا وَرَدَ عَلَيكُم حَدِيث فَوجَدْتُم لَهُ شَاهِدَاً مِنْ كِتَابِ الله أو مِن قَولِ رَسُولِ الله – هذا خذوا به – وَإِلَّا فَالَّذي جَاءَكُم بِهِ أَوْلَى به – كان ثقة أو غير ثقة، من خلال هذه الرِّواية إذاً حتَّى المفهوم لا قيمةَ لهُ هنا، إذاً هذا المفهوم الَّذي افترضوه سقطت حُجِيَّتهُ بحسب هذه الرِّواية، تلاحظون أنتم كيف ماشين أعوج؟! المنطوق يُفسَّر بالأعوج، والمفهوم الَّذي تسقط حُجِيَّته بهذه الرِّوايات، مفهوم هذه الآية يسقط بهذه الرِّوايات ويسقط بأسباب النزول!! إذا أردنا أنْ نذهب ونبحث عن سبب نزول هذه الآية، قطعاً هم ينكرون هذا الأمر، يُنكرون سبب نزول الآية، هذه الآية نزلت مرَّتين، مرَّة في حادثة الوليد ابن عقبة ومرَّة وهي المرَّة الأصل نزلت في حادثة الإِفك، حينما اتَّهمت عائشة ماريا القبطية..!! هذا هو تفسير عليّ ابن إبراهيم القُمِّي: هذا تفسير عليّ ابن إبراهيم القُمِّي، مؤسَّسة الأعلمي، الطبعة الأولى 2007 ميلادي، بيروت، لبنان، صفحة 656: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ﴾، إلى آخر الآية ماذا يقول تفسير القُمِّي؟ – فَإِنَّها نزلت في ماريا القبطية أُم إبراهيم وكان سبب ذلك أنَّ عائشة قالت لرسول الله: إنَّ إبراهيم ليس هو منك وإنَّما هو من جُريح القبطي – في بعض النُّسخ جُريج – وإنَّما هو من جريحِ القبطي فإنَّه يدخل إليها في كلِّ يوم – إلى آخر الكلام. إذاً الرِّواية الَّتي وردت في تفسيرِ هذه الآية وفي سبب نزولها تتحدّث عن واقعة، ما هي هذه الواقعة؟ عائشة اتهمت ماريا القبطية، النَّبي ماذا قال لأمير المؤمنين؟ قال: اذهب وجئني بجريح القبطي هذا، فلمَّا ذهب أمير المؤمنين والقصَّة فيها تفصيل فرَّ من بين يدي أمير المؤمنين ووقع على الأرض وانكشفت عورته فليس لهُ ما للرجال، بعد أن سقط على الأرض وانكشفت ثيابه، فالواقعة تتحدَّث عن أيِّ شيءٍ؟ تتحدَّث عن جهةٍ ليست صادقة في الإخبار، النَّبيّ رتَّب على ذلك ماذا؟ رتَّب أن تبيَّن الحال! هذا هو سببُ النزول وسببُ الواقعة، ولا أريد أن أُفصِّل أكثر من ذلك، إذاً الآية في منطوقها واضحة جدَّاً أنَّهُ إذا جاءكم فاسق بنبأ لا تردّوا خبره، النَّبيّ رتّب أثراً على الخبر وأرسل أمير المؤمنين كي يتثبَّت وكي يتبيَّن، إذاً الآية لا تتحدَّث عن المفهوم هنا، واضح أنّ المنطوق هو المطلوب، لماذا؟ لأهميَّة الحدث. فزوجة النَّبي عائشة اتهمت زوجة النَّبي ماريا القبطية بالزِّنا بحسب رواياتنا، بحسب روايات أهل البيت، وهذا هو المنطق الَّذي تحدَّث عنهُ إمامنا الصَّادق في هذه الرِّواية ومثلها كثير عندنا، (إِذَا وَرَدَ عَلَيكُم حَدِيث فَوجَدْتُم لَهُ شَاهِدَاً مِنْ كِتَابِ الله أو مِن قَولِ رَسُولِ الله – هذا خذوه – وَإِلَّا فَالَّذي جاءَكُم بِه أوْلَى بِه)، كان ثقةً أم لم يكن ثقةً، منطقُ آل مُحَمَّد هو هذا، هذا المنطق الَّذي يتحدّثُ به الشَّيخ الوائلي ما هو بمنطق أهل البيت، هذا منطقُ المراجع، منطقُ العلماء، الآية واضحة وصريحة: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ﴾، وفاسق بعلم الله لا بعلم الرّجال، الله يصفهُ بأنَّهُ فاسق، فهو فاسق حقيقي، لا الَّذي يصفهُ الرِّجاليون بأنَّهُ فاسق، الَّذي يصفهُ الرِّجاليون بأنَّهُ فاسق حتَّى لو كانوا قد صدقوا في نيَّتهم وصدقوا في نقلهم فهذا الكلام احتماليّ وظنّي، الله هنا يتحدّث عن فاسق حقيقي، لو جاءكم بنبأ فتبيَّنوا، فعلم الرجال تسقط فيه هذه النظريات والأقوال الموجودة، تسقط ولا قيمةَ لها، المفهوم إذا جاءكم عادل ليس بفاسق هذا المفهوم نحنُ نقبله ولكن بشرط أن يكون هذا العادل دقيقاً في نقلهِ للخبر، إذا لم يكن دقيقاً فعلينا أن نتثبَّت وهذا هو منطق حديث الإمام الصَّادق مع ابن أبي يعفور، قال: إذا ورد الحديث عليكم فإذا وجدتم لهُ شاهداً من كتاب الله أو من حديث رسول الله فخذوا به وإلَّا فالَّذي جاءكم به أولى به، سواء كان موثوقاً، عادلاً، فاسقاً أو أي وصف ينطبق عليه، هذا هو منطقُ القُرآن ومنطقُ أهل البيت. أمَّا منطق الشَّيخ الوائلي الَّذي هو منطقُ الحوزة العلمية هذا منطق الشّيطان، هذا منطق إبليس، هذا منطق البخاري، البخاري هكذا يقول، البخاري يقبل الأخبار على أساس وصف الرجال، شروط البخاري التوثيق في الأسانيد، أهل البيت لا يعبأون بالأسانيد ولا يعبأون بالرجال ولا بالرواة، أهل البيت يعبأون بالمتونِ والحقائق، هذا هو منطق العقل ومنطق الحكمة، أمَّا الشَّيخ الوائلي، أدنى مراجعة للآية القُرآنية يبدو الخطأ والاشتباه والضلال والانحراف عن منهجِ الكتابِ والعترة في حديثهِ ومنطقهِ، وكما قلت هذا ما هو بمنطقهِ إنَّهُ منطق مراجعنا الكرام ومنطق الحوزة العلمية إنَّه المنطق الإبليسيُّ بامتياز..!! نذهب إلى الوثيقة الرابعة عشرة: [وأنا والله إذا ألﮕي لي نظرية، شهيد الله إذا ألﮕي لي نظرية عد أي مذهب من المذاهب الإسلامي والنظرية ناهضة عليم الله موضع فخري، لأن هاي مثل النقد اللي أنقله من هالجيب إلى الجيب افتخر بيها لأنها نظرية إسلامية وأرحّب بيها بغضِّ النظر عن مصدرها منين ما كان، لأن المفروض الإسلام ثروة للمسلمين]. (طَلَبُ الْمَعَارِفِ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِنَا أَهْلِ البَيْت مُسَاوِقٌ لإِنْكَارِنا)، هذا هو منطقُ صاحب الأمر صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، أمَّا هذا منطقُ الضلال! هذا منطقُ الضلال بعينه، سيرقّعون لكم، يقولون لكم: إنَّ الحكمة ضالّة المؤمن، ولكنْ هذا ليس في الدين، إن الحكمة ضالّة المؤمن وهو أحقُّ بها وهو أهلُها، أو خذوا الحكمة من فم الكافر أو من فم المجنون، أو لا تعبأ بمن قال واعبأ بما قال، أو لا تنظر إلى من قال وأنظر إلى ما قال، هذا المنطق منطقٌ صحيح، ولكن ليس في حقائق الدين، حقائقُ الدين لاتؤخذُ إلَّا من عليٍّ وآل عليّ وهذا هو مضمون بيعة الغدير، أمَّا هذه الرِّوايات هذه الرِّوايات تتحدّث عن الحكمةِ الَّتي ترتبطُ بسائر شؤون الحياة بسائر شؤون الوجود، ما يرتبطُ بعالم الدين وعالم العقيدةِ وبعالم الغيبِ لابَّد أن يؤخذَ من مصدر الغيب، أمَّا المطالب الَّتي تخضع للبحث الرياضي وللبحث الحسي والتجربي وللمشاهدة والرصد، الجهات الَّتي تمتلك هذه الإمكانات هي الأحرى أن تُصدَّق، هذا معنى خُذ الحكمة من فم الكافر، أو من فم المجنون، أنَّ المؤمن يبحث عن الحكمة وهي ضالّتهُ وهو أحقُّ بها وهو أهلها. أمَّا منطق أهل البيت في علم الغيب فذلك خاصٌّ بهم، خاصٌ بمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد، وإنَّ هذا القُرآن لا يفهمهُ إلَّا من خُوطِب به، هذا هو قرآنهم وهذا هو دينهم، حقائق الدين منهم فقط، أمَّا هذا المنطق هذا منطق أغبر، هذا منطق أثول، هذا منطق الأغبياء الَّذين لا يعرفون، الأغبياء من الشِّيعة الَّذين لا يعرفون حقيقة التشيُّع، هذا منطق الثولان، هذا هو المنهج الأبتر بعينهِ مئة بالمئة، المنهج المخالف لآل مُحَمَّد صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين، وعلى نفس هذه النَّغمة [وعلى هالرنّة طحينچ ناعم]. نستمع إلى الوثيقة الخامسة عشرة: [احنا لو نتحلى بروح رياضية أُقسم لك أنا الآن لَمَّا اقرأ لي نظرية لأحد المذاهب الإسلامية والنظرية ناهضة يعلمُ الله أعتز بها غاية الاعتزاز لأن أعتقد أنَّها جُزء من ثروتي كمسلم، حصيلة من ثروتي كمسلم]. ما أدري أين هي هذه الروح الرياضية؟! ويبدو أنَّ الروح الرياضية ستتجلى كثيراً في الوثيقة السادسة عشرة: [فمثل هالحالة أنا شفت جملة من غير فقهاءنا يﮕولون: يتعيّن ترك الحقّ إذا أدّى إلى ضررٍ أكبر، في الواقع ما لاحظت رأي فقهائنا في الموضوع على عُجالة زين]. زين هو يتابع آراء المخالفين ولكنَّهُ ما لاحظ آراء فقهائنا، هو يُتابع آراء المخالفين وهذا الكلام مأخوذ من مجلس طويل، وقد هيَّأ واستعدّ وحضَّر كلاماً لمحاضرة ولمجلس مُفصَّل، راجع كتب المخالفين وفصّل القول في ذلك ولكنَّهُ لم يُراجع كتب فقهاء الشِّيعة، القضية واضحة وطبيعية، الرجل ذوقه ذوق مخالف لأهل البيت، أنت تتحدّث مع شيعة فلماذا تُراجع كتب المخالفين ولا تراجع كتب فقهاء الشِّيعة؟ أنت مع من تتحدَّث أيُّها الشَّيخُ الوائلي؟ ألا تُلاحظون أنَّ هذا المنطق على طول الخط منطق ناصبيّ، ماذا تريدون أن تقولوا؟ نحنُ مع الوثيقة السابعة بعد العاشرة نُشاهد هذا الفيديو: [الرأي الثاني لا هذا ينسبوه إلى من؟ إلنا، هم اش اكو عندهم الحقيقة شكو زبالة يذبوها عالشيعة، شايف، في كل شيء، أيش تصور أكو زبالة، أحياناً زبالتهم الهم هاه، مع الأسف، ليش، هذا ظلم، شايف هذا الواقع يقول الشيعة يقرون الآية هكذا: فإذا فرغت فانْصِب، يعني انصب الإمام رأساً مباشرةً انصب الإمام، زين أنا قرأت الرِّواية، قلت خل أرجع لتفاسيرنا الله يعلم، قلت خل أرجع لتفاسيرنا أدورها أشوف أكو عندنا هيجي راي ولو رأي مخرف، أرد أشوف هالرأي هذا موجود عندنا، أجيت إلى تفاسيرنا تفضل عندنا أمهات، التبيان للشَّيخ الطوسي، مجمع البيان للطبرسي، مثلاً، أفرض تفسير السيِّد الطباطبائي، مثلاً تفسير الكاشف أفرض من التفاسير المحدثة، تفاسير الأخ مريت بما تيسر عندي من التفاسير، أبداً الله وكيلك ولا إلى أثر الحجاية بالمرَّة، منين ما أدري]. يتكلَّم بكلّ عنجهيَّة وثقة من أنَّهُ يبحث عن رأيٍ مخرِّف، بينما هذا الرأي المخرّف هو موجود في الكافي، قبل قليل كنَّا نستمع إلى الشَّيخِ الوائلي وكيف يتحدّث عن الكافي وكأنَّهُ مُطلعٌ عليه، هذا هو الجزء الأوّل من كتابِ الكافي، الَّذي يقرأُ كتاباً أوّل شيء يقرأ الجزء الأول وهو أهم الأجزاء في الكافي، هذا المجلَّد الأوَّل من الكافي الشَّريف، وهذه الطبعة دار الأسوة للطباعة والنشر، صفحة 326، باب الإشارة والنَّص على أمير المؤمنين، الرِّواية الثَّالثة عن إمامنا الصَّادق: (فَقَالَ اللهُ جَلَّ ذِكْرُه: ﴿فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ ۞ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ﴾ يَقُول: إِذَا فَرَغْت فَانْصَب عَلَمَك وأَعْلِن وَصِيَّك فَأعْلِمهُم فَضْلَهُ عَلَانِيَةً، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآلِه: مَن كُنْتُ مَولاَه فَعَلِيٌّ مَولَاه اللَّهُمَّ وَالِ مَن وَالَاه وعَادِ مَن عَادَاه ثلاث مرَّات) إلى آخر الرِّواية، الرِّواية طويلة ومفصَّلة، الرِّواية موجودة في الكافي الشريف، وهذا المضمون جاء مذكوراً في العديد والعديد والعديد من مصادرنا الحديثية، لكن الرّجُل لا يملك هذهِ الكُتب في مكتبتهِ، يا جماعة الرّجُل فكرهُ فكر مخالف لأهل البيت. هذا هو تفسير البرهان وأنا في البرامج السَّابقة جئت بمصادر كثيرة لهذه الرِّواية ولهذا المضمون، هذا هو تفسير البرهان، المجلَّد الثَّامن، منشورات مؤسَّسة الأعلمي، هذا المضمون ينقلهُ في روايات عديدة، صفحة 315، وما بعدها، نقل عن بصائر الدرجات، ونقل عن تأويل الآيات، ونقل عن المناقب مناقب آل أبي طالب وعن كلِّ كتاب نقل عدّة أحاديث، ونقل عن الكافي، ونقل عن تفسير القُمّي، نقل مجموعة واضحة من الرِّوايات والأحاديث تشير إلى هذا المضمون. هناك عِدَّة ملاحظات هنا: أولاً: الكلام ماذا يشعرك؟ يشعرك أنَّ السُنَّة أكثر علماً من الوائلي وغير الوائلي بما جاء في أحاديث أهل البيت، لذلك يقولون من أنَّ الشيعة يقولون كذا وكذا ونقلوا كلام الأئِمَّة، وهذا واضح هو يعترض على كلام السُنَّة والسنَّة ما قالوا كذباً، السنَّة صدقوا، السنَّة صدقوا نقلوا الأحاديث الواردة وهي كثيرة كثيرة وردت عن الأَئِمَّة في معنى هذه الآيات في بيعة الغدير، يرفضونها لا شأنَ لنا بهم، لكنَّهم صدقوا في نقلهم، نحنُ نعتقد بهذا، الأَئِمَّة قالوا هذا الكلام، فهذا أوَّلُ شيء يدلّك على أنَّ علماء السنَّة هم أعلم من علماء الشِّيعة بحديث أهل البيت، لماذا؟ لأنَّ عُلماء الشِّيعة تركوا حديث أهل البيت وركضوا وراء علماء السنَّة وكتبهم. ثانياً: الشَّيخ الوائلي يتحدَّث بعنجهيَّة وبجرأة كاملة ويصف هذا الكلام بأنَّهُ زُبالة، وهذا يكشفُ عن جهلهِ المُطبَق بحديث أهل البيت وإلَّا لو كان يعلم أنَّ هذا الحديث ورد عن الإمام الصَّادق وعن سائر الأَئِمَّة لَمَا وصفهُ بأنَّه زُبالة، الزبالة هي في حديث الشَّيخِ الوائلي، الزبالة هي في حديث التفاسير الَّتي ذكرها، هذه التفاسير زبالة، حديث الشَّيخ زبالة، ما هو بحديث الإمام الصادق يقال لهُ زبالة، هل سمعتم مرَّةً يقول عن أحاديث المخالفين المعروفة في كتبهم من أنَّها زبالة؟! نعم، ربَّما يُشكِل عليها، ربَّما يُشكِل عليها لكنَّهُ هنا يتحدّث فيقول بأنَّ هذا الحديث زُبالة، صحيح هو يقول: إنَّهم يرمون علينا زبالتهم يعني، ولكن هذا الَّذي رموه علينا هذا هو حديثنا، هذا هو حديث أهل البيت صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين، وهذا يكشفُ عن جهلِ الرَّجل بحديث أهل البيت، ويكشف عن عدم صحَّة أقوالهِ في الكافي، فهو يتحدّثُ عن الكافي من دونِ أن يطّلع عليه، وهذه الرِّواية قرأتها عليكم هي من الكافي من الجزء الأوّل، فكيف يحكم على الكافي وهو لم يطّلع على هذه الرِّوايات؟! قد يقول لي قائل: من أنَّهُ لا يعتقد بصحَّة هذه الرِّواية، بينما هو يقول إنَّهُ يبحث عن رأيٍ مخرّف، يعني أي كلام، وهذا هو الرأيُ المخرّف، رأيُ الإمام الصَّادق، كلامُ الإمام الصَّادق. ذكر مجموعةً من التفاسير، ذكر تفسير التبيان، قبل قليل نحن نتحدث عن هذا التفسير، وذكر مجمع البيان قبل قليل كنَّا نتحدّث، وذكر الميزان وذكر الكاشف، وأنا جئتُ بهذه التفاسير متعمِّداً لأنَّ الوائلي ذكرها وإلَّا بقيَّة التفاسير الشِّيعيَّة هي أسوأ من هذه، الواقع الشِّيعيّ هو هذا، أنا جئت بهذه التفاسير متعمِّداً، لأنَّ الوائلي ذكرها ولأنَّ الوائلي يجعل من هذه التفاسير مصادراً، قال: أنا رجعت إلى كتبنا إلى التبيان ومجمع البيان والميزان والكاشف وما وجدتُ شيئاً، الجواب لأنَّ هذه التفاسير ما هي بتفاسير شيعيَّة، لا تتحدّثُ عن أهل البيت، لا تفسِّرُ القُرآن بحديث أهل البيت، هذه تفاسير نقضت بيعةَ الغدير! كما أنَّ الوائلي قد نقض بيعةَ الغدير في كلِّ مجلسٍ يتحدَّث به! والشِّيعة الَّذين يجلسون في مجالسهِ ويُصدِّقون كلامه في كلِّ مجلسٍ يجلسون تحت منبرهِ إنَّهم ينقضون بيعةَ الغدير! إي والله ينقضون بيعةَ الغدير! لأنَّهم يعتقدون بصحّةِ كلامهِ، وكلامهُ مخالفٌ لأهل بيت العصمة. حديث الإمام الصَّادق في الكافي زبالة، وحديث الوائلي ما هو بزبالة؟! الزبالة حديثُ الوائلي! الزبالة حديث الطوسي في التبيان! الزبالة حديث الطبرسي في مجمع البيان! الزبالة حديثُ الطباطبائي في الميزان! الزبالة حديث محمَّد جواد مُغنيه في الكاشف! هذه هي الزبالة، أمَّا حديث الصَّادق في الكافي هذا هو الَّذي نحن نتحدّثُ عنه في الزيارة الجامعة الكبيرة: (كَلَامُكُم نُوْر)، هنيئاً لكم بهذه الزبالة!! رؤوسكم ملأى وملأى بالزبالة، أكنسوا هذه الزبالة من رؤوسكم وقلوبكم يا شيعة، أكنسوها أنتم، أنتم الَّذين تقولون نحنُ حسينيّون ومن حُضّار المجالس، وهؤلاء الخطباء الَّذين هم على منهج الوائلي إلى يومكم هذا يتقيّأون الزبالة في رؤوسكم، هي هذهِ الزبالة ترونها أمام أعينكم، ردّوا عليَّ إنْ كنتم رجالاً، ردّوا عَلَيّ، هذه الحقائق هل تستطيعون أنْ تُكذِّبوها؟ يُمكنكم أن تسبّوني، أن تشتموني، أن تقولوا ما تقولون، ولكن كذّبوا هذه الحقائق!! نستمع إلى الوثيقة الثامنة عشرة: [وأنا رسالتي في الماجستير بالسجون أحكام السجون بين الشريعة والقانون، تفصيلاً أنا شارح نظرية الإسلام خمس آيات بالقُرآن الكريم تشرّع السجن، خمس آيات تشرع السجن، وعشرات الأحاديث، والسُنَّة العملية، النَّبي أسَّس سجن، الخليفة الثَّاني أسَّس سجن، الخليفة الثَّالث أسَّس سجن، الإمام أمير المؤمنين، بس السجون اللي أسّسها الإمام أمير المؤمنين قامت على أساس نظرية الفكرة الجزائية الإصلاحية وما يتسع لي مجال أشرح بيها أكثر، نظام السجون صورة كاملة مغطى وألفت نظرك إلى ما كتبه المرحوم عبد القادر عودة في كتابه العقوبات الجنائية، تفصيلاً كتب فصل ممتع عن السجون أرجو الرجوع اله]. الشَّيخ الوائلي أولاً: يتحدّث عن رسالة الماجستير لأحكام السجون والَّتي أخذها، أخذ شهادة الماجستير من كلية الشريعة في جامعة بغداد، كلية الشريعة ماذا تُدرِّس؟! وأحكام السجون ما علاقتها بمعارف أهل البيت؟! هذه رسالة الماجستير، أمَّا البكالوريوس فقد أخذهُ من كلية الفقه، كلية الفقه مرَّ علينا قبل قليل ماذا كان يقول؟! أعيدوا علينا الوثيقة العاشرة رجاءاً الوثيقة العاشرة: [المقدّم: شيخنا يخطرني أنّهُ كان هناك لديكم توجه نحو إنشاء مركز أو مجمع للتقريب بين المذاهب، هل كنتم من الرُّواد في هذا المجمع؟ الشَّيخ الوائلي: الحقيقة الفكرة هي ليست لي وإنّما هي للجمعية بالذات وقد جسدتها في خطوةٍ أولى في كلية الفقه، لأنَّنا في كلية الفقه كُنَّا ندرِّس فقه أبي حنيفة وفقه الشَّافعي وفقه أحمد ابن حنبل وفقه مالك وفقه جعفر بن مُحَمَّد الصَّادق على صعيدٍ سواء، في كتاب الفقه الْمُقارن لأحد أساتذة الحوزة أو أحد أساتذة الكلية المرحوم الشَّيخ مُحَمَّد تقي آل السيِّد سعيد الحكيم تغمّده الله برحمته، الَّذي توفي في هذه السنة، تغمَّده الله برحمته وهو من اللامعين ومن الذهنيات الحادّة الَّتي أصّلت وأعطت وأبدعت، ففي جمعنا لآراء المذاهب الإسلامية وأخذ آراء المذاهب الإسلامية بدون حسَّاسية، بالإضافة إلى استعراض جُملة من العقائد الَّتي كُنَّا نستعرضها، وجملة من المسائل الفقهية في مؤلَّفات فقهائنا، كالخلاف للشَّيخ الطوسي وأمثال الخلاف ممَّا كنا نقرؤه من كُتب أخرى للمذاهب الإسلامية، كلُّ ذلك كَان يُشكِّلُ منهجاً عندنا للجمع بين الأمزجة المختلفة للمذاهب الإسلامية في الاتجاهات العلمية، فنحنُ نشأنا في هذهِ الأجواء ونكاد نقول أنَّ هذهِ الأجواء تربّينا وتَرعرعنا عليها، فلا يُقال أنَّ عِندنا توجُّه أو ميل إلى ذلك بل كنّا في الصَّميم من ذلك]. بل كُنَّا في الصَّميم من ذلك في أجواء الشَّافعي وأبي حنيفة وأحمد ابن حنبل مع الإمام الصَّادق على حدٍّ سواء، هذه هي مرحلة البكالوريوس..!! مرحلة الماستر أحكام السجون في كلية الشريعة في بغداد!! مرحلة الدكتوراة: اعرضوا لنا رجاءاً الصور الصورة الأولى للشَّيخِ الوائلي في وقتِ مناقشة رسالة الدكتوراة: هذه الصورة تلاحظون مكتوب عليها اسم الرسالة الشِّيخ أحمد الوائلي وهو يُناقس أطروحة الدكتوراه والموسومة استغلال الأجير وموقف الإسلام منه في قسم الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم في جامعة القاهرة بتاريخ 20 أيلول 1972، هذهِ رسالة الدكتوراه: (استغلالُ الأجير وموقف الإسلام منه). الصورة الثَّانية: واضحة حيث أنَّ الشَّيخ الوائلي يرتدي روب المناقشة أو روب التخرُّج، الروب الجامعي أثناء مناقشة رسالة الدكتوراه سنة 1972. فهذا هو الَّذي درسهُ الشِّيخُ الوائلي: o في مرحلة البكالوريوس غطس في الفقه السُنِّي في النجف في كلية الفقه. o وفي مرحلة الماستر في أحكام السجون. o وفي مرحلة الدكتوراه وهو بنفسه يتحدّث عن أنَّهُ لم يُكمل الدراسات الحوزوية بشكل كامل، هي الدراسات الحوزوية أساساً هي سُنِّية شافعية، ولكن مع ذلك فيها نَفَسٌ شيعي بدرجةٍ وأخرى. وهذا كتابهُ (تجاربي مع المنبر): وكتبهُ في السنوات الأخيرة من حياتهِ، دار الزَّهراء، بيروت، الطبعة الأولى، 1419، 1998، يعني هذه الطبعة قبل وفاتهِ بأربع خمس سنوات تقريباً، في صفحة 146، وهو يتحدّث عن أمورٍ، يقول:- وسأبدأُ بالقسم الأوّل الَّذي ندمتُ على عدم فعلهِ – أمور ندم على عدم فعلها – الأوّل: هو أنّي لم أُكمل الدورات الدراسية المتعلقة بالعلوم الإسلامية – يعني في الحوزة – الفقه وأصول الفقه والفلسفة وكلَ مشتقات العربية، إلى آخرهِ، فقد كان ينبغي عدم الاكتفاء بدورات عادية غير مكثفة بل لابُدّ من أحاطة تامة بتلك العلوم الَّتي تعتبر أساساً ضرورياً للمنبر، خصوصاً وأنا يومها في دور الصبا ومعهُ تسهل الصعاب ويستوعب الذهن وترتفع الهمّة وليس هناك شواغل ممَّا جدَّ بعد ذلك – إلى آخرِ الكلام، هذا الكلام ذكرهُ في صفحة 146، وذكرهُ أيضاً في صفحة 122، وذلك لأنَّ الأمر قد بقي مؤثراً في نفسهِ – وقد عانيتُ كثيراً مِمَّا أسعى الآن إلى تلافيهِ – متى؟ هذا الكتاب في آخر عمرهِ، متى يسعى إلى تلافيه – وهو عدم إكمال دورات كاملة في الفلسفة وأصول الفقه وقواعد الفقه – ومن هنا فإنّ هذهِ الفكرة الشائعة من أنَّ الوائلي مجتهد وفقيه لا قيمةَ لها!! هو يصرِّح عن نفسهِ من أنَّهُ لا درس أصول الفقه ولا قواعد الفقه ولم يكن مطّلعاً على تفاصيلها الكاملة الَّتي تؤهّلهُ لمستوى الاجتهاد بحسب قواعد المؤسَّسة الدِّينيَّة!! هناك الكثير من الأفكار الشائعة الَّتي لا أصلَ لها! هذا هو كلام الوائلي بنفسهِ في صفحة 122 – وقد عانيت كثيراً مما أسعى الآن – هذا الكتاب طُبع قبل خمس سنوات أو أربع سنوات من وفاتهِ – مِمَّا أسعى الآن إلى تلافيه وهو عدم إكمال دورات كاملة في الفلسفة وأصول الفقه وقواعد الفقه وذلك لتعذر التوفر على إكمالها – إلى آخر الكلام، فمرحلة البكالوريوس هو غاطس في الفقه النَّاصبي! مرحلة الماستر كذلك! ومرحلة الدكتوراه! لم يكمل الدراسات الحوزوية! مكتبته بنسبة خمسة وتسعين بالمئة من كتب المخالفين! الكتب الَّتي يقرأُها ويُفضِّلها هي هذه! جهلهُ الفاضح والواضح بحديث أهل البيت! المنطق الذي يتكلم به ما هو بمنطق يمتُّ إلى أهل البيت بصلة، إنَّهُ منطقُ المخالفين مئة في المئة! هذهِ هي الملامح الواضحة في منهجيَّة مدرسة الشِّيخِ الوائلي!! أنتم ماذا تقولون؟ كلُّ الحقائق وضعتُها بين أيديكم، ما هو موقفكم؟ ستُساءَلون عن هذا يوم القيامة، وخصوصاً المراجع، أربعة أجيال وأنتم حين أتحدَّث عن المراجع لا بشخصٍ معيّن سواء الأحياء أو الأموات الَّذين نشروا فكر الوائلي بتشجيعهم وحثِّهم للنَّاس ومدحهم لمدرسة الوائلي، أربعة أجيال جنى عليها الوائلي جناية كبيرة والسّبب الرئيس هم المراجع، المراجع هم الَّذين وجّهوا النَّاس للوائلي، جيل الستينات والسبعينات والثمانينات والتسعينات وهذه أجيال مهيَّأة الآن للوقوف مع السفياني في وجه الإمام الحُجَّة!! بسبب هذا الفكر الأعوج وهذا الفكر الأبتر. وقت البرنامج صار طويلاً وأتعبتكم كثيراً والحديث طويل طويلٌ طويل مع الشِّيخ الوائلي هذه مصاديق وسيأتيكم الكثير والكثير في لحلقات القادمة. أعتقد صارت عندكم الآن صورة إجمالية عن مميزات أو ملامح منهج مدرسة الوائلي البتراء، المدرسة البتراء، الَّتي تتحدّثُ عن المنهج الأبتر، هذا المنهج الّذي تؤيّدهُ مرجعياتنا الشِّيعيَّة المعاصرة وتدفع الشِّيعة للتمسّك بهِ، فتلاحظون الشَّيخ الوائلي في كلِّ مكان، ثقافة الوائلي محيطة بكم من جميع الجهات، هنيئاً للشيعة بثقافتها البتراء..!! وأعوذُ بوجه إمام زماني من كلِّ فكرةٍ بتراء ومن كُلِّ قولٍ أبتر … وأعوذ بوجه إمام زماني من شرِّ كُلِّ شخصٍ يحملُ في طيَّاتِ قلبِه حُبَّاً لهذا المنهج الأبتر … أَتْركُكُم فِي رِعَايَةِ القَمَر … المُلتقى غداً إنْ شاء الله تعالى … يَا كَاشِفَ الكَرْبِ عَنْ وَجْهِ أَخِيكَ الحُسَين إكْشِف الكَرْبَ عَنْ وُجُوهِنَا وَوُجُوهِ مُشَاهِدِينَا وَمُتَابِعِينَا عَلَى الإنْتَرْنِت بِحَقِّ أَخِيكَ الحُسَين … يا قَمَر .. نعوذُ بوجهك الكريم يا أبا الفضل من هذا المنهج الأبتر ومن هَذهِ المدرسة البتراء ومن كُلِّ أبتر .. نلتقي غداً والحديثُ لا زال طويلاً نحنُ في بداية المسير … أَسأَلُكم الدُّعَاء جَميعاً … في أمَانِ الله … ملخـّص الحلقة تاريخ البث : يوم الخميس 20 ذو الحجّة 1437هـ الموافق 22 / 9 / 2016م لايزال الحديث في ملامح المنهج الأبتر الذي يتحرّك في الوسط الشيعي بفاعليّة شديدة ونشاط قوي جدّاً خصوصاً في العقود المتأخّرة مُنذ الخمسينات وإلى يومنا هذا! في هذه الحلقة والحلقات التي تليها أُريد أن أقف عند مثال هو في الحقيقة مثال نموذجي لِمَن يُريد أن يتحدّث عن المنهج الأبتر، مثال يجمع ما بين الصنمية (حيث الشيعة تُصنّمه) وحيث انعدام البراءة الفكرية في طرحه في أكثر ما يقول، في أحسن الأحوال هناك ضعف واضح شديد في هذا الطرح المذكور.. إنّه خطيب الشيعة الأوّل (الشيخ الوائلي)! ● في هذه الحلقة والحلقات التي تليها سأعرض بين أيديكم مدرسة الشيخ الوائلي التي هي أكثر تأثيراً من كلّ الجهات المؤثّرة في الوسط الفكري الشيعي عموماً! فالشيعة أخذوا عقيدتهم من منبر الشيخ الوائلي من نهاية الخمسينات حتّى وفاته سنة 2003. ● أربعة أجيال (جيل الستينات، والسبعينات، والثمانينات، والتسعينات) تثقّفتْ تحت منبر الشيخ الوائلي، ومِن هنا كانت الثقافة البتراء الحولاء العوراء هي التي تنتشر في فضائيّاتنا وعلى منابرنا. ● السؤال الذي يطرح نفسه هو: مع كلّ هذا الوضوح في هذا الطرح الأبتر الذي طرحه الشيخ الوائلي، لماذا تصرّ المرجعيات الشيعية خصوصاً السيّد السيستاني على توجيه الخطباء والشيعة باتّجاه منبر الشيخ الوائلي؟! لماذا تتفق كلمة المراجع الأربعة الكبار في النجف، وخارج النجف أيضاً، وتتراكض الفضائيات على كلّ خطيب يُقلّد الشيخ الوائلي (في نعيه، في حديثه، بل وحتّى في مظهره!) لماذا هذا التراكض نحو منبر الوائلي (المنبر الأبتر)؟! إنّه المشروع الإبليسي الدجّالي الذي تقوم المؤسسة الدينية والمرجعية الشيعية بتنفيذه مِن دون سوء نيّة، ومن دون وعي في ذلك! إنّه الإصرار على الخطأ وهذا المنهج الأبتر والثقافة البتراء. عرض مجموعة من الوثائق التي يدور مضمونها حول ملامح ومميزات مدرسة الشيخ الوائلي ومنهجيّته البتراء. الوثيقة 1 للشيخ الوائلي، مقطع 1: تسجيل صوتي للشيخ الوائلي يُحدّثنا فيه عن مكتبته، وأنّ نسبة كتب المخالفين في مكتبته تصل إلى 90% (مصادر فكره ومجالسه التي يُقدّمها لكم 90% من هذه المصادر هي من كتب أعداء الزهراء وآل الزهراء)! هذا المنطق الذي تحدّث به الشيخ الوائلي في المقطع منطق مخالف ومُعادٍ لإمام زماننا عليه السلام 100%، وهذا ما تُبيّنه آيات الكتاب الكريم وأحاديث العترة وسيأتي الحديث. الوثيقة 2 للشيخ الوائلي، مقطع 2: تسجيل آخر للشيخ الوائلي يُحدّثنا فيه أنّ نسبة الكتب المعادية لأهل البيت في مكتبته يصل إلى 95% (فالرجل في تطوّر ولكن نحو الوراء!). ● إذا تتبعنا الكثير مِن مجالس الشيخ الوائلي وحذفنا منها الشعر الذي يُقرأ بعد ذكر المصيبة، وحذفنا المُقدّمة (صلّى الله عليك يا أبا عبدالله) يبقى المضمون مخالف لمنهج أهل البيت 100%، وسأشير إلى نماذج من هذه المجالس.. علماً أنّ الشيخ الوائلي ندم على النعي في آخر أيّام حياته، وقد ذكر هذا الأمر في كتابه [تجاربي مع المنبر] وسأقرأ عليكم ذلك حين نصل إلى كتبه! ● أضف أنّ هذه النسبة (نسبة الـ 5%) من كتب الشيعة الموجودة في مكتبة الشيخ الوائلي، النسبة الغالبة فيها إن لم تكن كلّها هي مِن كتب العلماء وليست كتب حديث أهل البيت.. لأنّ الشيخ الوائلي يجهل جهلاً مُطبَقاً وفاضحاً وواضحاً بحديث أهل البيت، وسأعرض لكم ذلك بالأدلّة والوثائق. الوثيقة 3، مقطع 3: تسجيل للشيخ الوائلي يتحدّث فيه عن معنى الاجتهاد وكيف أنّ المجتهد إذا أصاب فإنّه سينال أجرين، وإن أخطأ فإنّه سينال أجر واحد! الوثيقة 4، مقطع 4: تسجيل صوتي للشيخ الوائلي يتحدّث فيه أيضاً عن الاجتهاد، وأنّ المجتهد إن أصاب له أجران، وإن أخطأ له أجر! هذا المنطق (أنّ المجتهد إذا أصاب فله أجران، وإذا أخطأ فله أجر) هذا منطق أعداء أهل البيت عليهم السلام! منطق ناصبي 100%! ولكن هذا هو المنطق الذي يحكم الواقع الشيعي، والشيعة كلّهم يُردّدونه وهم لا يعلمون أنّه منطق ناصبي، وأنّهم يسلّون سيوفهم على صاحب الأمر بهذا المنطق! فبهذا المنطق سُلبتْ الخلافة من عليّ، وبهذا المنطق اغتصبت فدك، وبهذا المنطق قُتلت فاطمة، وقتل الأئمة عليهم السلام! ● هذه المصطلحات (الاجتهاد والمجتهد) جاء بها علماؤنا ومراجعنا من أعداء آل محمّد! وحتّى لو قالوا أنّ هذه المصطلحات وضعوها لدلالة أخرى فإنّ هذه المصطلحات تحمل معها ما تحمل من بغض آل محمّد لها! وتحمل معها ما تحمل من آثار دماء فاطمة! لأنّ فاطمة قُتلتْ بهذه المصطلحات وهذه المنهجية! (فما الحاجة لأن نركض وراء هذه المصطلحات؟!). ● وقفة عند كتاب [الرسالة] للشافعي.. وهو أوّل كتاب في علم الأصول عند السنة، وعند الشيعة أيضاً! بقية المدارس السنية أخذتْ مِن هذا الكتاب، ومراجعنا أيضاً أخذوا من هذا الكتاب! ممّا جاء في هذا الكتاب، يقول: (فتذكرُ حديثاً في تجويز الاجتهاد؟ قلتُ: نعم..) إلى أن يقول: ( بسنده عن عمرو بن العاص أنّه سمع رسول الله يقول: إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثمّ أخطأ فله أجر)! فأصل هذه الفكرة مأخوذ من هذا الحديث الذي افتراه عمرو بن العاص على رسول الله! الشافعي يجعل هذا الحديث المفترى أساساً يستدلّ به في أوّل كتاب أُلّف في علم الأصول! من هنا جاءتْ هذه الثقافة البتراء! ● ومن تطبيقات هذه الفكرة ما جاء مذكوراً في كتاب [تأريخ الطبري: ج2] عمّا قاله أبو بكر في الّلحظات الأخيرة قبل موته، إذ يقول: (فأمّا الثلاث الّلاتي وددتُ أنّي تركتهن: فوددتُ أنّي لم أكشف بيت فاطمة عن شيء، وإن كانوا قد غلقوه على الحرب…) هذه الكلمة لأبي بكر – بغضّ النظر هل حرّفت أم لا- حين يقفون عليها يقولون: إنّ الخليفة على فرض أنّه قال ذلك، فهو قد اجتهد فأخطأ، فله أجر في ذلك! يعني أنّ إحراق بيت فاطمة وضرب فاطمة وإسقاط المحسن، والذي جرى يوم الدار كان اجتهاد خاطئ، والمجتهد الخاطئ له أجرٌ واحد.. يعني أنّ أبا بكر كان مأجوراً في ما صنعه بالصدّيقة الكبرى! (علماً أنّ هذا الرأي هو في أسوأ الأحوال بالنسبة لهم.. وإلّا فهم يعتقدون أنّ أبا بكر كان مُصيباً في اجتهاده!). ● وقفة عند ما يقوله ابن تيمية في كتابه [منهاج السنة] وهو يُحدّثنا عن اجتهاد أبي بكر وعن صوابيّته في اجتهاده حين هجم على دار الزهراء.. يقول: (وغايةُ ما يُقال: إنّه كبس البيت لينظر هل فيه شيءٌ مِن مال الله الذي يَقسّمه – بين المسلمين – وأن يُعطيه لمستحقّه، ثمّ رأى أنّه لو تركه لهم لجاز، فإنّه يجوز أن يُعطيهم مِن مال الفيء، وأمّا إقدامه عليهم أنفسهم بأذى، فهذا ما وقع فيه قط باتفاق أهل العلم والدين)! ● هناك مجالس أخرى يردّ فيها الشيخ الوائلي على أبي حامد الغزالي حين يقول (أنّ الشيعة ترفض هذا المنطق أنّ المجتهد إن أصاب له أجران وإن أخطأ فله أجر). فالغزالي – وهو من علماء المخالفين- أعلم من الشيخ الوائلي بما يقوله أهل البيت عليهم السلام عن المجتهد والاجتهاد، وأعلم من العلماء الذين يوافقون الشيخ الوائلي في هذا الطرح، فهو يقول أنّ الشيعة ترفض هذا المنطق الذي يقول أنّ المجتهد له أجران، والشيخ الوائلي يرد على الغزالي في كلامه هذا، ويقول: لا. الشيعة تقبل ذلك! والحال أنّ منطق أهل البيت يرفض ذلك، فالحقّ مع الغزّالي فيما قال. ● وقفة عند كتاب [تطهير الجنان والّلسان عن الخطور والتفوّه بثلب سيّدنا معاوية بن أبي سفيان] لأحمد بن حجر. يقول فيه: (ومنها ثناء عليّ كرّم الله وجهه عليه – أي على معاوية – بقوله: قتلاي وقتلى معاوية في الجنّة، رواه الطبراني بسند رجاله موثّقون على خلاف في بعضهم، فهذا من عليّ صريح لا يقبل تأويلاً بأنّ معاوية مجتهد توفّرت فيه شروط الاجتهاد الموجبة لتحريم تقليد الغَير، إذ لا يجوز لمجتهد أن يُقلّد مجتهداً بالاتّفاق سواء خالفه في اجتهاده وهو واضح، أم وافقه لأنّ كلّاً إنّما أخذ ما قاله من الدليل لا غير، وذلك يسمّى موافقاً لا تقليداً)! إذاً معاوية مجتهد، وعليّ مجتهد! هذه الأمثلة وهذا المنطق هو منطق أعداء آل محمّد! ● مقطع 5: مقابلة مع السيّد طالب الرفاعي على قناة العراقية وهو يتحدّث عن أنّ السيّد محمّد باقر الصدر اجتهد فأخطأ. بحسب ما يقول السيّد طالب الرفاعي وهو من أكثر الناس خبرة بالسيّد محمّد باقر الصدر، يقول عن السيّد الصدر أنّه اجتهد فأخطأ وتحدّث عن نفسه وعن السيّد الصدر وعن الواقع الشيعي من أنّنا جميعاً مجتهدون ما بين التخطئة والتصويب! هذا هو منطق المؤسسة الدينية، ومنطق الشيخ الوائلي، وهو منطق مخالف لمنطق أهل البيت 100%! ● هل البرقيات التي كتبها علماء الطائفة يُطالبون بتغيير حكم الإعدام عن سيّد القطبي الناصبي الأوّل المعادي لآل محمّد عليهم السلام.. هل كانت اجتهادات خاطئة؟! المواقف التي يتّخذها مراجع الشيعة في الوقت الحاضر، تحت أيّ عنوان نضعها (اجتهادات مخطئة أم مصيبة)؟! وماذا جرّت هذه الاجتهادات على الشيعة؟! ثُمّ أين هو تسديد إمام زماننا للمراجع الذي يُتحدّث عنه دائماً حينما يُراد أن تُسبغ الأوصاف الكاملة على المراجع والعلماء؟! ● وقفة عند ما يقوله السيّد طالب الرفاعي في كتابه [آمالي السيّد طالب الرفاعي] – تحت عنوان: يمكن استخدام صدام! يقول: (أتذكّر أنّي أخبرتُ محمّد باقر الصدر بما نقله لي المُلحق العسكري العراقي بالقاهرة خضيّر غضبان، بأنّ صدام حسين عرف بقدومي إلى العراق، فأمر أن تُعطى لي أرقام تلفوناته، وأنّه أوصى أن أدخل عليه متى شئت، إلّا أن موقف الصدر قد فاجأني عندما قال لي: لماذا لا تذهب إليه؟ فقلتُ له: وماذا أفعل به؟ قال نقضي أشغال كثيرة بواسطة هذه العلاقة، فأجبتُه: إذا صار الأمر معكوساً ستقولون سيّد طالب عملها، لا لم أذهب إلى صدام، عموماً سيّد باقر قليل الحيلة السياسية فقد وجدتُ في تصرّفه هذا تناقضاً، كيف يعادي صدّاماً وكيف يقبل التعامل معه..) ● أيضاً ممّا جاء في هذا الكتاب، تحت عنوان: اللقاء الأخير، يقول: (أخبرني السيّد محمّد باقر الحكيم الذي دعاني والصدر وطلابه أنّ الصدر يُريد رؤيتي غداً وحدي، وقد أخذت والدة السيّد باقر خبراً بالجفوة التي بيننا فلمّا ذهبتُ إلى الصدر وعرفتْ بوجودي، صاحت: ولدي سيّد طالب باقر أخوك، ثمّ صاحتْ: محمّد باقر، سيّد طالب ولدي وإن لم ينزل مِن بطني، عندها شكا لي كم تصرّف السيّد عبد الرزّاق الحبوبي محافظ كربلاء معه وأنّه يزور المراجع ولم يخصّه بزيارة، فقلتُ له: سيأتيك وهو المُمتن منك، وبالفعل اتصلتُ بالحبوبي وكان يُكنّى بأبي آلاء، وسألته عن غدائه ذاك اليوم للميانة التي بيننا، فقال: تعالى إلى الدائرة ونذهب معاً إلى البيت، أثرتُ ألّا أشغله في الدائرة فسبقته إلى بيته، عاتبتُ المحافظ لاعتقال كاظم القزويني لأنّه كان يرسل كتب شيعية إلى الخارج، فوعدني أن يُطلق صراحه غداً، وبالفعل أطلق صراحه، ثُمّ أخذتُ أنوّه له عمّا تصرف به مع محمّد باقر الصدر وما هي علاقته بي، وقلت: لماذا لا تزور الصدر، بينما تحرص على زيارة الآخرين؟ فقال: سنذهب غداً معاً لزيارته، فاقترحت عليه أن يزوره وحده، فإذا ذهبتُ معه سيُقال أنّ سيّد طالب أتى به، كان المحافظ طيّب السريرة معي، فما إن رآني في مرّة من المرّات قرب مرقد العبّاس بكربلاء أخذ يدي وقبّلها وهو المحافظ، وقد فعل فعله مدير شرطة كربلاء وآخرون معه.. بعدما ذهبت إلى دار باقر الصدر وهناك رأيت محمّد رضا النعماني فقلت له: سآتيك غداً كي يكون الحديث بيننا فقط، فقال مازحاً: ماذا عندك معي؟ هل من شتائم وعتب وغيره؟ فقلتُ: لا. عندي خبر أريد أن أخبرك به، أقصد ما جرى بيني وبين محافظ كربلاء من حديث، كان ذلك آخر عهد لي بالسيّد محمّد باقر الصدر، فقد قُتل في نيسان 1980 عدت من العراق إلى مصر، وكانت تلك آخر رحلة لي إلى العراق في عهد النظام السابق..) ● مقطع 6: فيديو مقتطع من مقابلة أُجريت مع السيّد طالب الرفاعي على قناة البغدادية.. يقول فيه أنّه كانت هناك صداقات بينهم وبين البعثيين أطلق عليها مُصطلح (التكتيك المرحلي)! فهل هذا التكتيك من الاجتهادات المخطئة أم المصيبة؟! ● أيضاً يقول السيّد طالب الرفاعي في كتابه [الأمالي] وهو يتحدّث عن تواصل الشيخ الوائلي في هذه الأجواء (أجواء هذا التكتيك مع حزب الدعوة ومع هذا التيار القطبي)يقول: (كنا بحاجة إلى طابعة رونيو لطباعة مناشير الحزب، فقال السيّد عدنان البكاء هذا الأمر أنا أتكفّل به، فقلت كيف تتكفّل به؟ فقلت: إنّ الشيخ أحمد الوائلي يذهب سنوياً إلى الكويت في شهر محرّم للقراءة أو الخطاب هناك، وسأُكلّفه بجلب الطابعة معه.. كان الشيخ الوائلي خطيب المنبر الحسيني الشهير مؤيّداً ومباركاً لحزب الدعوة لكن بلا انتماء، وبالفعل عاد وجلب معه جهاز الرونيو خلال أيّام)! فالجميع يتحرّكون في أجواء هذا المنهج القطبي الأبتر! ● وقفة عند ما يقوله آل محمّد صلوات الله عليهم في [تفسير البرهان:ج1] عن الاجتهاد، والتفسير بالرأي ● رواية الإمام الباقر (مَن فسّر القرآن برأيه فأصاب لم يُؤجر، وإنْ أخطا كان إثمه عليه)! ● رواية الإمام الصادق (مَن فسّر القرآن برأيه إنْ أصاب لم يُؤجر، وإنْ أخطا فهو أبعد من السماء)! هذا في جوّ تفسير القرآن. مُشكلتنا في الواقع الشيعي أنّ المؤسسة الدينية عِبر القرون الماضية وإلى هذه الّلحظة هجرت منطق الكتاب والعترة، وركضت وراء منطق أسسه علماء الشيعة في بدايات عصر الغيبة الكبرى استوردوه من أعداء آل محمّد، وصار منطقاً ثابتاً وميزاناً قائماً وأساساً بنى عليه الجميع، ومن هنا تأصّلت الأصول وتفرّعت الفروع في واقع المؤسسة الدينية وفي الواقع الشيعي عموماً فكان الذي كان فصار من البديهي أنّ الشيعي يقول (أنّ المجتهد إذا أصاب له أجران، وإذا أخطأ له أجر واحد)! وهذا هو منطق السقيفة المشؤوم .. وهو منطق يُناقض بيعة الغدير 100%! أمّا قول أهل البيت في جوّ الفتوى والفقه والأحكام وتشخيص موقف الأمّة، فهناك ثلاثة مستويات للفقهاء تحدّث عنها أهل البيت عليهم السلام ● المستوى 1: في هاتين الروايتين لإمامنا الصادق عليه السلام في كتاب [مفتاح الكرامة في شرح قواعد العلامة:ج10] للسيد محمّد جواد العاملي. — الأولى: (لا تحلُّ الفُتيا لمَن لا يستفتي من الله بصفاء سرّه وإخلاص عمله وعلانيته وبرهان من ربّه في كلّ حال) — الثانية: (لا تحل لهُ الفتيا في الحلال والحرام بين الخلق إلّا لمَن كان أتبع الخلق من أهل زمانه بالنبي صلّى الله عليه وآله ووصيّه). وهذا الّلون والمستوى مِن الفقهاء لا يُوجد لا في الماضي ولا في الحاضر.. الواقع الشيعي يخلو من الفقهاء الذين يُريدهم أهل البيت! ● المستوى 2 مِن الفقهاء الذين: هو ما تتحدّث عنه الرواية التالية في [رجال الكشّي]: (اعرفوا منازل شيعتنا بقدر ما يحسنون من رواياتهم عنّا، فإنّا لا نَعدُّ الفقيه منهم فقيهاً حتّى يكون مُحدَّثاً، فقيل له: أو يكون المؤمن مُحدَّثاً ؟ قال: يكون مُفهَّماً والمُفهَّم مُحدَّث) أحد وجوه الإحسان هو كثرة الحفظ للنصوص والمضامين، وأحد وجوه الإحسان هو التسليم لحديث آل محمّد، وليس الطعن والتشكيك في حديثهم، وأحد وجوه الإحسان هو الملازمة الدائمة لحديثهم إلى حدّ الاستئناس الكامل حتّى يستشعر ذوقهم ولحنهم في الحديث. (فالمقدّمة هي: الموسوعية في الروايات والحفظ للروايات، والاطّلاع على الروايات، ثمّ يأتي الفهم.. يعني إذا وجدتم فقيهاً لا يحفظ حديث أهل البيت فهو ليس بفقيه!) ● راوية الحديث في ثقافة العترة هو يروي الروايات بنفسه، وليس يكتب، الكتابة حالة ثانوية، فهذه الطبقة أيضاً لا وجود لها ● وقفة عند (قصّة صدّام حينما أمر بكتابة المصحف بدمه، والحفل الذي أقيم بمناسبة تنفيذ أمره.. كان مِن جملة ما تحدّث عنه صدّام في الحفل هو حديثه عن [آثام السُلطة] وأنّ الحكّام تلحق بهم آثام السُلطة والملك.. ولكن الرفيق عزّت الدوري قال لصدّام: حتّى لو أخطأت يا سيادة الرئيس – وأنت ما أخطأت – ولكن حتّى لو أخطأت فلك أجر، فإنّه في الحديث عندنا أنّ المجتهد إذا أصاب له أجران، وإذا أخطأ فله أجر)!! ●المستوى 3 من الفقهاء: هو الذي جاء في رواية الإمام الصادق في تفسير الإمام العسكري عليه السلام، حين قال: (فأمّا مَن كان مِن الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه، وذلك لا يكون إلّا بعض فقهاء الشيعة لا جميعهم) هنا الإمام قال (فللعوام أن يقلّدوه) يعني أعطى للشيعة الخيار في تقليدهم.. أمّا المستويات السابقة من الفقهاء وهي الأعلى فالإمام جعلهم حجّة على الناس، يعني يجب أن يُطاعوا وليس للناس أن يُخالفوهم (كما هو الحال مع النوّاب الأربعة، فهم يجب أن يُطاعوا إذا أمروا). وهذا المستوى يُمكن أن يُوجد في زمان الغَيبة ولكنّه قليل جدّاً، فالإمام يقول (وذلك لا يكون إلّا بعض فقهاء الشيعة لا جميعهم) أمّا الأكثر فهم يتّجهون باتّجاه النواصب. علماً أنّ هذا الصنف الثالث من الفقهاء، هم المراجع أنفسهم يقولون أنّه لا وجود لفقهاء بهذه المواصفات، وقد قرأت عليكم في الحلقات السابقة ما يقول السيّد الخوئي بشأن هذه المجموعة من الفقهاء.. وأمّا الفقهاء الموجودون في الساحة الشيعية فهؤلاء فقهاء ارتضتهم الشيعة! الوثيقة 5، مقطع 7: تسجيل للشيخ الوائلي يُرجع فيه الشيعة إلى تفسير مجمع البيان وإلى تفسير الفخر الرازي (التفسير المفضّل والمحبّب للشيخ الوائلي)! مجالس الشيخ الوائلي 80% منها مأخوذة من الفخر الرازي الشافعي! فقد غدر الشيخ الوائلي ببيعة الغدير حين فسّر القرآن بتفسير الفخر الرازي! تفسير مجمع البيان تفسير ناصبي 100%وفقاً لمقاييس أهل البيت عليهم السلام! هذا لا يعني أنّه يخلو من حديث أهل البيت، ولكن الأعمّ الأغلب في هذا التفسير هي مضامين ناصبية! الذين يعرفون الشيخ الوائلي عن قرب، يعرفون أنّ طريقته في إعداد المجلس هي أن يأخذ آية من الآيات وفي الأعمّ الأغلب يأخذ الآيات التي تتحدّث عن قضيّة (أخلاقية أو اقتصادية أو اجتماعية) فيذهب إلى تفسير الفخر الرازي فيجعل المحاور الرئيسية في البحث من تفسير الفخر الرازي، والمطالب الأخرى بمثابة الحشو! الوثيقة 6، مقطع 8: تسجيل صوتي للشيخ الوائلي يمدح فيه أحد علماء المخالفين وهو القرطبي! وهذه هي طريقة الشيخ الوائلي على طول الخط.. مديح وثناء لأعداء آل محمّد! ● وقفة عند خُطبة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله في بيعة الغدير وهو يشرح للناس فيها مضمون هذه البيعة، يقول: (معاشر الناس تدبّروا القرآن وافهموا آياته ومُحكماته ولا تتّبعوا مُتشابهه، فو الله لا يُوضّح تفسيره إلّا الذي أنا اخذ بيده ورافعها بيدي، ومُعلّمكم إنّ مَن كنت مولاه فهو مولاه وهو علي) فمضمون وشرط بيعة الغدير هو هذا: أن لا يُؤخذ تفسير القرآن إلّا مِن عليّ وآل عليّ صلوات الله عليهم. الوثيقة 7، مقطع 9: تسجيل للشيخ الوائلي يتحدّث فيه عن تفسير القمّي، ويحمل عليه حملة شعواء في تفسير آية مِن آيات سورة البقرة وهي قوله تعالى: {إنّ الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضةً فما فوقها} وهذا مصداق واضح على مخالفة بيعة الغدير! لم يكن الشيخ الوائلي في المقطع في نقله لما جاء في تفسير الآية، لم يكن دقيقاً في نقله للكلام الذي نقله حتّى في استهزائه بتفسير القمّي! هذه الهجمة على كتب حديث أهل البيت، يُقابلها مدح وإعلاء لكتب أعداء أهل البيت! ● الشيخ الوائلي يجهل أنّ أهل البيت عليهم السلام يتحدّثون في أكثر مِن أُفق. (وقفة عند أُفق من الآفاق ووجه مِن الوجوه للآية الكريمة {إنّ الله لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة فما فوقها} في تفسير الإمام العسكري عليه السلام، – وهو الوجه الّلفظي والظّاهري) (قيل للباقر عليه السّلام: فإنّ بعض مَن ينتحل موالاتكم يزعم أنّ البعوضة علي، وأن ما فوقها – وهو الذّباب – محمّد رسول الله فقال الباقر: سمِعَ هؤلاء شيئاً ولم يضعوه على وجهه. إنّما كان رسول الله قاعداً ذاتَ يوم هو وعليٌ إذ سمع قائلاً يقول: ما شاء الله وشاء محمّد، وسمِعَ آخر يقول: ما شاء الله، وشاء علي. فقال رسول الله: لا تقرنوا محمّداً ولا عليّاً بالله عزّ وجل ولكن قولوا: ما شاء الله ثُمّ شاء محمّد، ما شاء الله ثمّ شاء علي. إنّ مشية الله هي القاهرة الّتي لا تساوى، ولا تكافأ ولا تدانى، وما محمّد رسول الله في دين الله وفي قدرته إلّا كذبابة تطير في هذه الممالك الواسعة، وما علي في دين الله وفي قدرته إلّا كبعوضة في جملة هذه الممالك. مع أنّ فضل الله تعالى على محمّد وعلي هو الفضل الّذي لا يفي به فضله على جميع خلقه مِن أوّل الدّهر إلى آخره..) هذا أُفق من الآفاق التي تحدّثتْ عنها كلمات المعصومين عليهم السلام، وهناك أُفق آخر. هناك مصطلحات بأهل البيت عليهم السلام خاصّة بهم، الوثيقة 8، مقطع 10: تسجيل للشيخ الوائلي يشنّ فيه حملة شعواء على كتاب [الكافي] للشيخ الكليني، ويقول فيه أنّ ثُلث روايات الكافي نحن نطرحها! وهو في هذا المقطع يُطلق الكلام على عواهنه ويتحدّث دون أن يتأكّد! فهو كلام غير مسؤول.. فبحسب قواعد المراجع والعلماء فإنّ ثلاثة أربع الكافي ليس صحيحاً! وهذا يكشف أنّ الوائلي يتحدّث مِن عنده، فهو غير مطلّع على الكافي، وغير مطّلع على منهجية المؤسسة الدينية في التعامل مع حديث العترة. (وقفة سريعة عند كتاب: صحيح الكافي للبهبودي، تُبيّن أنّ ثلاثة أرباع كتاب الكافي للشيخ الكليني ليستْ صحيحة بحسب قذرات علم الرجال!) الوثيقة 9، مقطع 11: تسجيل للشيخ الوائلي يتحدّث فيه عن كتاب الكافي، ويقول بأنّ نسبة كبيرة من مرويات [الكافي] نحن لا نأخذ بها.. حوالي 30% من الروايات لا نأخذ بها! (هكذا يتعامل الشيخ الوائلي مع الكتب الشيعية لأنّها أساساً ليست موجودة في مكتبته!). الوثيقة 10، مقطع 12: تسجيل فيديو للشيخ الوائلي يتحدّث فيه عن مرحلة البكالوريوس في كليّة الفقه.. ويصف فيه الواقع النجفي، وأنّه وأضرابه كانوا في الصميم من الفكر الناصبي، بحيث كانوا يدرسون ويُدرّسون آراء المخالفين لأهل البيت مع حديث الإمام الصادق على صعيد واحد!! وهذا التسجيل هو في الأيّام الأخيرة من حياة الشيخ الوائلي. الوثيقة 11، مقطع 13: تسجيل للشيخ الوائلي يقول أنّه ليس عندنا مذهب منصوص عليه من السماء، وأنّ المذاهب ليست غاية وإنّما وسائط توصلك إلى الحكم الإسلامي، وأنّ الفقهاء جميعاً على حدّ سواء! هل هذا المنطق يتماشى مع منطق زيارة عاشوراء، ومنطق الزيارة الجامعة الكبيرة، ومنطق دعاء الندبة، ومنطق أدعية التوسّل؟ هذا هو المنطق الذي تروّج له المرجعيّة الشيعية المعاصرة، وترفض انتقاد هذا المنهج الأبتر! هذا منطق الافتراء والكذب على آل محمّد صلوات الله عليهم. الوثيقة 12، مقطع 14: فيديو للشيخ الوائلي يتحدّث فيه عن عائشة ويُدافع عنها، ويقول بأنّ الكتب الشيعية تُدافع عن عائشة وتُنزّه ساحتها من ارتكاب الفاحشة.. ويذكر في المقطع كلمة وهي حديث مُفترى على سيّد الأوصياء عليه السلام، يقول فيه أنّ سيّد الأوصياء يقول لرسول الله (أنّ الله طهّر نعلك، فكيف لا يُطهّر عرضك)! ● هذه الكلمة يُردّدها الشيخ الوائلي دائماً، وهي افتراء على أمير المؤمنين عليه السلام، وأتحدّى الذين يُتابعون الشيخ الوائلي ويقبلون كلامه ويُدافعون عنه أن يأتوا بمصدر واحد من كتب حديث أهل البيت عليهم السلام تقول هذا الكلام! علماً أنّ الشيخ الوائلي مُحقّ في كلامه حين قال بأنّ تفاسير علمائنا تُبرّئ عائشة! وقفة استعراض سريع لِما جاء في تفاسير علمائنا من تفسير للآيات من سورة النور التي تناولت حادثة الإفك {إنّ الذين جاؤوا بالإفك عُصبة منكم..}. ● في [تفسير التبيان: ج7] الحديث الذي ذكره الشيخ الطوسي هو أنّ الآية نزلتْ في عائشة لتنزيه ساحتها من ارتكاب الفاحشة، ولا يُوجد لا عين ولا أثر لأحاديث أهل البيت عليهم السلام التي تُفسّر الآية في مارية القبطية! ● في [تفسير مجمع البيان: ج7] الذي هو نسخة من تفسير التبيان.. أيضاً في آيات الإفك يذكر الشيخ الطبرسي نفس الحديث الذي مرّ في تفسير التبيان للشيخ الطوسي مِن أنّ الآيات نزلتْ في عائشة! ● في [تفسير الميزان: ج15] في آيات الإفك في سورة النور، السيّد الطباطبائي يقول أنّ هناك رواية في الجوّ السنّي، ورواية في الجوّ الشيعي وردتْ بشأن سبب نزول آيات الإفك، ثُمّ يعلّق فيقول: (وكلّ مِن الحديثين لا يخلو عن شيء على ما سيجيء في البحث الرّوائي الآتي، فالأحرى أن نبحث عن متن الآيات في معزل من الرّوايتين جميعاً، غير أنّ من المسلّم أنّ الإفك المذكور فيها كان راجعاً إلى بعض أهل النّبي..)! فهو يرفض كلا الروايتين.. ثُمّ إنّه حينما يتحدّث في صفحة 112 وما بعدها، فهو يُثير مِن الإشكالات على ما جاء عن أهل بيت العصمة أكثر من الإشكالات التي يطرحها على ما جاء عند المخالفين! ● في تفسير [من وحي القرآن: ج16] للسيّد محمّد حسين فضل الله في آيات الإفك في سورة النور يرفض الروايتين معاً ويقول: (وإنّنا نتحفّظ عن صدق هذه الرواية – أي الرواية التي يذكرها المخالفون في أنّ الآيات تتحدّث عن عائشة – ) ثُمّ بعد ذلك يُشير إلى الرواية التي وردتْ عن أهل البيت من أنّ الآيات في مارية القبطية، ويقول أنّ الرواية التي وردتْ عن أهل البيت بشأن حادثة الإفك هي أكثر إثارة لعلامات الاستفهام من الأولى التي وردت عن المخالفين! ● في تفسير [تقريب القرآن إلى الأذهان: ج3] للسيّد محمّد الشيرازي، ذكر السيّد الشيرازي القصّتين (الشيعية والسنيّة) مِن دون أن يُعلّق، ومِن دون بيان أيّ القضيّتين التي يجب أن يُؤخذ بها! وقفة سريعة عند بعض كتب المخالفين لمعرفة مصدر الرواية المفتراة التي نسبها الشيخ الوائلي لأمير المؤمنين مِن أنّه قال (أنّ الله طهّر نعلك، فكيف لا يُطهّر عرضك) ● في [صحيح البخاري] – باب: لولا إذ سمعتموه ظنّ المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً إلى قوله الكاذبون يذكر البخاري حديث طويل يتبيّن منه موقف أمير المؤمنين عليه السلام، ممّا جاء فيه يقول: (وأمّا عليّ فقال: يا رسول الله لم يُضيّق الله عليك والنساء سواها كثير). ● في [صحيح مسلم] – باب في حديث الإفك وقبول توبة القاذف، أيضاً يورد حديث طويل يقول فيه: (وأمّا عليّ فقال: لم يُضيّق الله عليك، والنساء سواها كثير) ● في كتاب [الدر المنثور في التفسير بالمأثور: ج6] أيضاً لا يوجد ذكر للرواية المكذوبة المفتراة التي يذكرها الشيخ الوائلي وينسبها لسيّد الأوصياء من أنّه قال للنبي (أنّ الله طهّر نعلك، فكيف لا يُطهّر عرضك)! بل إنّ هذه العبارة ليست موجودة حتّى في تفسير الفخر الرازي المحبّب للشيخ الوائلي! ● وقفة عند ملخّص قصّة الإفك في [التفسير الكاشف] للشيخ محمّد جواد مغنية، يقول: (اتّفق المُفسّرون والرواة من جميع الطوائف والمذاهب الاسلامية إلّا مَن شذّ، اتفقوا على أنّ هذه الآيات نزلتْ لبراءة عائشة مِن تهمة الزنا) إلى أن يقول: (هذا إلى أنّ هناك رواية ثانية تقول: أنّ الإمام قال لرسول اللَّه: إنّ نعلك مُنزّه مِن النجاسة فكيف بزوجتك، وأنّ النبي سرّ بذلك. قال إسماعيل حقّي في تفسيره روح البيان: «استشار النبي علياً في أمر عائشة، فقال يا رسول اللَّه إنّها بريئة، وقد أخذتُ براءتها مِن شيء حدث معك، وهو أنّنا كنّا نُصلي خلفك في ذات يوم، وأنت تصلي بنعليك، ثمّ إنّك خلعتَ إحداهما، فقلنا ليكن ذلك سنة لنا، فقلت: لا، إنّ جبريل قال لي: إنّ في تلك النعل نجاسة، وإذا لم تكن النجاسة في نعلك، فكيف تكون بأهلك ؟ فسرّ النبي بذلك». ولم نذكر هذه الرواية إيماناً بها بل لنعارض بها رواية النصح بالطلاق) ترهات في ترّهات.. فهو كلام منقول عن إسماعيل حقّي، حتّى المخالفون يرفضونه! بل إنّ حتّى الشيخ محمّد جواد مغنية يقول أنّه لم يذكر الرواية إيماناً بها! والشيخ الوائلي يكرّرها دائماً وكأنّها صحيحة! الوثيقة 13، مقطع 15: تسجيل للشيخ الوائلي يتحدّث فيه عن قوله تعالى {إنْ جاءكم فاسقٌ بنبأٍ فتبيّنوا} يقول في المقطع أنّ الآية تقول: لا تأخذ بخبر الفاسق، يعني خُذ بخبر العادل! وهذا مخالف لمضمون الآية.. (وقد وقفت عند منطوق ومفهوم الآية بشكل مفصّل في حلقات سابقة). ● وقفة عند حديث الإمام الصادق مع ابن أبي يعفور في [الكافي الشريف: ج1] والتي تُبيّن موقف أهل البيت في كيفية قبول الخبر أو ردّه، وهي منهجية لا علاقة لها بعلم الرجال. (عن ابن أبي يعفور عن الإمام الصادق عليه السلام: قال: سألته عن اختلاف الحديث يرويه من نثق به ومنهم مَن لا نثق به، قال: إذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهداً من كتاب اللّه أو مِن قول رسول اللّه، وإلّا فالذي جاءكم به أولى به). الوثيقة 14، مقطع 16: تسجيل للشيخ الوائلي مضمون كلامه أنّه لا يرى بأساً أن يستقي علمه مِن أيّ جهة كانت! فهو يفتخر بأيّ نظرية (ناهضة) يأخذها من أيّ مذهب من المذاهب الإسلامية، لأنّه يرى أنّها نظرية إسلامية.. وهو يخالف بذلك منطق إمام زماننا عليه السلام الذي يقول: (طلب المعارف من غير طريقنا أهل البيت مساوق لإنكارنا). الوثيقة 15، مقطع 17: تسجيل للشيخ الوائلي على نفس النغمة في المقطع السابق، يقول بأنّه يعتزّ بأي نظرية ناهضة يقرؤها بغضّ النظر من أيّ مذهب من المذاهب أخذها! فهذا من الروح الرياضية! الوثيقة 16، مقطع 18: تسجيل للشيخ الوائلي يتجلّى فيه الروح الرياضية التي تحدّث عنها (فهو يلاحظ ويتابع آراء المخالفين، ويقول بأنّه لم يُلاحظ ولم يراجع آراء علمائنا!). فذوقه واضح أنّه ذوق مخالف لأهل البيت! الوثيقة 17، مقطع 19: تسجيل فيديو للشيخ الوائلي يصف فيه حديث أهل البيت في تفسيرهم للآية الكريمة {فإذا فرغتَ فانصب} وأنّها في الغدير، يصف هذا الحديث بأنّه (زبالة)! الشيخ الوائلي يقول في المقطع أنّ هذا الحديث – الذي وصفه بالزبالة – غير موجود في كتب الشيعة، وأنّه يبحث عن رأي مخرّف يقول هذا الكلام.. والحال أنّ الحديث موجود في [الكافي الشريف: ج1] وهذا يُثبت أنّ الشيخ الوائلي جاهل بكتاب الكافي، وبكتب حديث أهل البيت. ● ممّا جاء في رواية [الكافي الشريف]: (فقال الله جلّ ذكره: {فإذا فرغتَ فانصب * وإلى ربّك فارغب} يقول: إذا فرغتَ فانصبْ علمك، وأعلنْ وصيّك، فأعلِمهُم فضله علانية، فقال صلّى الله عليه وآله: مَن كنتُ مولاه فعلي مولاه، الّلهم وآلِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه – ثلاث مرات..) ● وقفة عند [تفسير البرهان: ج8] فيها إشارة للمصادر التي نقل منها صاحب تفسير البرهان الروايات التي جاءتْ عن أهل البيت في تفسير آية {فإذا فرغت فانصب} وأنّها في الغدير. ● ملاحظات على مقطع الشيخ الوائلي الذي وصف فيه حديث أهل البيت بالزبالة: 1- كلام الشيخ الوائلي يُشعرك أنّ علماء السنّة أعلم بحديث أهل البيت من علماء الشيعة! 2- الشيخ الوائلي يتحدّث بعنجهية وثقة، ويصف حديث أهل البيت بالزبالة، وهذا يكشف عن جهل مُطبق بحديث أهل البيت! الوثيقة 18، مقطع 20: تسجيل للشيخ الوائلي يتحدّث فيه عن رسالته الماجستير في أحكام السجون، والتي أخذها من كليّة الشريعة في جامعة بغداد.. ولا علاقة لأحكام السجون بمعارف أهل البيت. وأمّا البكالوريوس أخذه من كليّة الفقه كما أشار في مقطع (الوثيقة العاشرة). عرض مجموعة مِن الصور للشيخ الوائلي أثناء مناقشته لأطروحة الدكتوراه. وقفة عند كتاب الشيخ الوائلي [تجاربي مع المنبر] (قراءة سطور من كتابه يتحدّث فيها عن الأمور التي ندم على عدم فعلها، ويذكر مِن بينها: عدم إكمال دراسته الحوزوية، ويكرّر هذا الأمر في أكثر مِن موضع في كتابه، لأنّ هذه القضيّة أثرّت فيه كثيراً)!