الجزء الثالث … الكتاب الناطق – الحلقة ١۳٩ – لبّيك يا فاطمة ج٥٦ – فاطمة القيّمة ق٢

صور

فيديو

 

 

يوتيوب

 

 
 

اوديو

 

 

مطبوع

 

 

ملخـّص الحلقة

تاريخ البث : يوم الأربعاء 26 ذو الحجّة 1437هـ الموافق 28 / 9 / 2016م

  • وصل بنا الحديث بعد أن كملت الحلقات التي كانت تحت عنوان (ملامح المنهج الأبتر في الوسط الشيعي) وصلنا إلى هذا العنوان: فاطمة القيّمة.. والحديث في هذه الحلقة والحلقة القادمة – إن تمّ الكلام فيها – كلّها تحت هذا العنوان: فاطمة القيّمة.

  • كان الحديث عن حديث الكساء اليماني الفاطمي وما جرى على هذا الحديث من عملية إبعاد واضحة عن ساحة الثقافة الشيعية.. وقطعاً إبليس من وراء ذلك! وبقيت بقيّة ترتبط بما جرى ويجري على حديث الكساء الشريف.

  • عرض لنماذج من كتب علماء الشيعة سألقي عليها نظرة سريعة لأبيّن كيف تعاملت الرموز الشيعية مع حديث الكساء الشريف!

  • وقفة عند كتاب [حديث الكساء في مدرسة الخلفاء ومدرسة أهل البيت] لمرتضى العسكري.

  • بعد أن يُورد الروايات والأحاديث والمصادر لحديث الكساء الذي جرت تفاصيله في بيت أمّ سلمة.. يقول في السطور الأخيرة من هذا الكتاب تحت عنوان: حديث الكساء في رواية أخرى: (اتّفقت الروايات السابقة في كتب الفريقين على أنّ آية التطهير نزلت على رسول الله في بيت أم سلمة، وقد أجلس حوله أهل بيته وجلّل نفسه وإيّاهم بالكساء، وعارضت تلكم الروايات رواية واحدة غير معروفة السند تذكر أنّ القصّة وقعت في دار الزهراء بكيفية أخرى غير أنّ هذه الرواية الواحدة لا تناهض تلك الروايات الكثيرة سنداً ومتناً، ولم نرَ حاجة للتعرّض لذكرها ومناقشتها، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين..)
  • أنا لا أعترض على واقعة حديث الكساء في بيت أم سلمة، فهذه الحادثة وقعتْ أيضاً في بيت أم سلمة لتشديد الحجّة على المسلمين، ولتشديد الحجّة أيضاً على عائلة النبي من نسائه وكذلك من بني هاشم.. حديثنا هو عن حديث الكساء الفاطمي.
  • ● فمرتضى العسكري لم يذكر رواية حديث الكساء في بيت الزهراء لا من قريب ولا من بعيد.. فقط تحدّث عن سندها وقال: أنّ سندها غير معروف! ربّما مُراده من أنّ سند الرواية غير معروف هو أنّ الرواية أساساً ليستْ مذكورة في الكتب، فمِن هنا تكون مشكوكة – بنظره – ومِن هنا يكون السند المذكور في عوالم العلوم مشكوك، والمشكوك غير معروف! وإلّا فإنّ هناك سند في عوالم العلوم لهذه الرواية قرأته عليكم يوم أمس.
  • (وقفة قراءة سند حديث الكساء الفاطمي المذكور في عوالم العلوم، مع الإشارة إلى الإشكالات التي قد تُثار على السند)
  • ● ما قاله مرتضى العسكري مِن أنّ الرواية غير معروفة السند، لا أدري: هل أنّه لم يطلّع على السند؟ أو أنّه قرأ الرواية في مفاتيح الجنان أو في المنتخب للطريحي فلم يجد لها سند! لأنّها في العوالم لها سند (ربّما يُشكل عليه، ولكن بالنتيجة لها سند). ربّما هو لا يقبل السند بسبب هذه الإشكالات التي بينتُها، بحسب القواعد التي يعمل بها الرجاليون في تعاملهم مع أسانيد الحديث.
  • ● سؤالٌ هنا قد يطرح نفسه:
  • في سند حديث الكساء المذكور في عوالم العلوم، جاء ذكر لكلّ من (الشيخ الطوسي، والمفيد، وابن قولويه، والكليني، وذكر عليّ بن إبراهيم)
  • الشيخ الطوسي والمفيد والكليني وعليّ بن إبراهيم كلّهم وردتْ أسماؤهم في سند الحديث، ولكن لا أثر لهذا الحديث في كُتبهم!
  • الكليني أيضاً ورد اسمه في سند الحديث، ولكن لا أثر للرواية في كُتبه التي وصلتنا أيضاً.. لربما الشيخ الكليني أورد الرواية في كتبه التي ضاعتْ ولم تصل إلينا. أو لربّما أنّ هؤلاء المحدّثين أوردوا الحديث في كتبهم التي وصلت إلينا ولكن حذفها مَن حذفها، أو ربما هناك تفاصيل أخرى لا علم لنا بها!
  • ● مسألة لابدّ من بيانها، فقد تكون سبباً لعدم ذكر هؤلاء الأعلام لحديث الكساء هذا في كتبهم التي وصلت إلينا: وهي أنّ رواية الحديث أساساً رواية شفهية، ولا يُقال للراوي أنّه راوي إذا كان يسمع ويكتب فقط.. (فهذه رواية كتابية) إنّه يكتب الرواية وليس راوي.
  • نعم يستعين الراوي بالكتابة لأجل حفظ الروايات وضبطها كما قال الأئمة.. ولكن الراوي أساساً هو الذي يحفظ الحديث في قلبه، ويبقى مخزوناً في ذاكرته، ويتلوه شِفاهاً بشكل صحيح، وإذا رواه يرويه بشكل صحيح – إنْ كان بالألفاظ أو بالمضمون – بشرط أن يُصيب المعنى كما اشترط ذلك أئمتنا علينا في رواية الحديث. أمّا الذي ينقل الرواية كتابة فقط مِن دون أن يحفظ الروايات ومِن دون أن ينقلها شفاهاً فهذا يُسمّى (راوي) مجازاً.. الراوي الحقيقي هو الذي يروي بالكلام وبالّلفظ.
  • ● علماء الحديث كان بينهم هذا العُرف:
  • وهو أنّهم لا يكتبون بعض الأحاديث خطّاً في كُتبهم.. وإنّما ينقلها بعضهم إلى بعض (شيخ الحديث ينقل الرواية تلامذته أو إلى الراوين عنه شفاهاً، وهم يحفظون هذه الرواية شفاهاً، وينقلونها إلى جيل آخر شفاهاً ولا يكتبونها.. وتبقى بعض الروايات لها خصوصية تُتناقل في الصدور من محدّث إلى محدّث لأجل أن ينطبق عليهم وصف رواة الحديث بالمعنى الدقيق (أنّهم يروون الحديث شفاهاً).. فيختارون رواية أو روايتين، والبعض يختار 40 رواية (باعتبار وجود روايات تجعل خصوصية في الثواب لِمن يحفظ 40 رواية) فكان هذا العُرف موجوداً بين المحدّثين.. فقد يحفظ أحدهم 40 حديثاً ولا يكتبها في كتاب، وينقلها شفاهاً للأجيال التي بعده، حتّى ينطبق عليه هذا المصطلح (راوي الحديث بشكل حقيقي كامل).. وعادة إذا أرادوا أن يحفظوا رواية وينقلونها شفاهاً يختارون رواية لها خصوصية (فلربما كان الأمر هكذا مع حديث الكساء) هذا احتمال فقط.
  • وربّما كان إبليس وراء هذه الفكرة في أذهان بعضهم كي يبقى هذا الحديث بعيداً عن جوامع الحديث وعن الكتب العلمية وعن الساحة العقائدية، وبقي يُتناقل على الألسنة إلى زمان الطريحي الذي كان يذكره في مجالسه، وأثبته في كتبه (المنتخب).. كلّ هذه احتمالات.
  • ● بالنسبة لي لا شأن لي بكلّ هذه الاحتمالات، ولا شأن لي بالسند.. ولا يُهمّني أكان الكليني مذكوراً في السند أم لم يكن، فهذا لا يزيد ولا يُنقص شيئاً بالنسبة لي، فقاعدة القرآن واضحة: {إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا} أنا سأعتبر أنّ الذي جاء بحديث الكساء فاسق ومن أفسق الفسّاق.. فالقرآن يأمرنا أن نتبيّن، ولذلك أنظاري أصوّبها إلى المتن ولا أعبأ بالسند، فلا يوجد عندي أي شك في الحديث ولا بنسبة واحد إلى الترليون.
  • ● الخلاصة التي نصل إليها من كلام مرتضى العسكري: أنّ رواية (حديث الكساء الفاطمي) غير معروفة السند، ولا تقوى على مواجهة ومعارضة أحاديث المخالفين وكذلك الأحاديث وردت عندنا وجاءت موافقة لذوق المخالفين!
  • علماً أن تعبير (غير معروفة السند) هذا المصطلح غير علمي!

  • وقفة عند مجلّة [الموسم] العدد (21- 22) لعام 1995 وهي مجلّة فصليّة (وهذا العدد خُصّص بالكامل لأسئلة وُجّهتْ للسيّد محمّد حسين فضل الله وأجاب عليها (3 آلاف سؤال وجواب) فهي بمثابة رسالة عملية.

  • من جملة هذه الأسئلة التي طُرحتْ على السيّد فضل الله في المجلّة هذين السؤالين عن حديث الكساء الشريف:
  • — السؤال 1: ما صحّة رواية حديث الكساء – أي الحديث الفاطمي بدليل ما سيأتي في السؤال الذي يليه؟
  • الجواب: الرواية مشهورة، ولكن بعض العلماء يناقش في سندها باعتبار أنّ بعض رجال السند ضعاف.
  • ● لا أدري ماذا يقصد فضل الله بتعبير (مشهورة)؟! هل يعني مشهورة بالمُصطلحات التي يعمل بها أهل الحديث والقواعد الرجالية والعلماء؟ إذا كان هذا مراده فالرواية بهذا المعنى ليست مشهورة، لأنّ السؤال هنا عن حديث الكساء في بيت الزهراء، وليس في بيت أم سلمة حتّى ينطبق عليها عنوان (المشهورة).. فهذا الجواب ينمّ عن جهل إمّا بالمصطلحات، أو جهل بشأن حديث الكساء.
  • ● وإذا كان مراده أنّها مشهورة عند عامّة الشيعة، فالرواية لم تُشهر عبر العصور الماضية وإنّما اشتهرت في العقود الأخيرة، بعد أن انتشر كتاب مفاتيح الجنان.
  • ● ملاحظة: حين ذكرت الإشكالات الموجودة في سند رواية حديث الكساء فإنّني لا أؤمن بهذه الإشكالات، وإنّما ذكرتها لأقول: أنّ هؤلاء العلماء حين يتكلّمون لابدّ أن يتكلّموا بحسب القواعد التي هم يُؤمنون بها
  • — السؤال 2: ما الهدف من حديث الكساء المروي عن الزهراء؟ وهل الهدف منه سبب نزول الرحمة والمغفرة على مَن يقرؤه؟!
  • الجواب: ربّما كان الغرض من ذلك محاولة معرفة أهل البيت. (لا أستطيع أن أقول أنّ هذا الجواب ليس صحيحاً، ولكن أقول: أنّه ليس قويّاً وليس دقيقاً) فالغرض من حديث الكساء غرض معرفي، ولكن ليس في المستوى الذي يتحدّث عنه السيّد فضل الله.

  • السيّد جعفر مرتضى العاملي أشكل على جواب السيّد فضل الله بشأن حديث الكساء في كتاب [خلفيات كتاب مأساة الزهراء: ج1] يقول: (مع أنّ حديث الكساء متواتر، وليس مشهور فقط وهذا ممّا لا يخفى على أحد من العلماء، ولا معنى لأن يُبحث في سند الحديث المتواتر، أمّا المشهور فإنّ للبحث في سنده مجال). وهذا الكلام غريب.. فإنّ حديث الكساء الفاطمي بحسب وجوده في الكتب والمصادر، وبحسب قواعد الدراية والرجال فالحديث ليس مشهور ولا متواتر.. يمكن أن يقول عنه مشهور ولكن لا بالمُصطلح العلمي، وإنّما مشهور في الوسط الشيعي في العقود الأخيرة.

  • ● حديث الكساء لا تنطبق عليه هذه المصطلحات الناصبية.. أساساً هو ليس له مصدر، فكتاب الطريحي لا يقبله العلماء، وكتاب العوالم متأخّر، والنسخة التي نقل منها البافقي غير موجودة، والنسخة التي نقلت منها مؤسسة الإمام المهدي، متن الحديث فيها موجود في الحاشية، إضافة إلى أنّ السند يُمكن أن تُثار عليه الإشكالات والإشكالات، فلا ينطبق عليه عنوان (المتواتر) بحسب قواعدهم.

  • وقفة عند كتاب [من فقه الزهراء: ج1] للسيّد محمّد الشيرازي، وهذا الجزء من أجزاء الكتاب هو شرح لحديث الكساء الفاطمي (وقد قرأ عليكم سطور من مقدّمة هذا الجزء في الحلقة الماضية).السيّد الشيرازي حشد في المقدّمة مجموعة من أهمّ النصوص والأحاديث والروايات التي وردت عنهم عليهم السلام في مقامات وشؤون الصدّيقة الكبرى.

  • ● يقول السيّد الشيرازي: (وأمّا سند حديث الكساء فقد رواه والدي رحمه الله في رسالة مخطوطة له بسند صحيح متّصل الأسناد، وكلّ واحد منهم من الأعلام). ولكن السيّد الشيرازي لم يذكر هذه الرسالة التي تُحدّث عنها، ولم ينقل منها شيء ولم يذكر هذا السند الصحيح، بل قال في الحاشية: (ولهذا الحديث أسناد كثيرة، وسيأتي بعد المقدمة أول الفصل الأوّل الإشارة إلى بعض المصادر في الهامش) ولا أدري أين هذه الأسناد الكثيرة؟ أضف أنّ المصادر التي أوردها في الفصل الأوّل هي نفس المصادر التي أشرتُ إليها.
  • ثُمّ إنّ السيّد الشيرازي وصف هذا السند للحديث بأنّه متّصل صحيح الأسناد! وهذا الوصف: أنّ السند متّصل وصحيح الأسناد -بحسب القواعد التي يعمل بها الرجاليون- لا ينطبق على سند حديث الكساء الفاطمي. (وقفة لبيان هذه النقطة)
  • ● الذي أُريد أن أقوله هو: أنّه مثلما تعامل علماؤنا مع السند بهذه الطريقة وهذا التخبّط، تعاملوا مع المتن كذلك، ولكن تحوّل المتن إلى طقس من الطقوس!
  • ● قد يقول قائل من المتابعين: أنّنا لا حاجة لنا بكلّ هذا الكلام عند سند الحديث وتأريخه، لماذا لا تدخل مباشرة لمضمون حديث الكساء؟
  • وأقول: هذا الكلام ليس دقيقاً، فمالم تعرفوا ظلامة حديث آل محمّد، ومالم تعرفوا الجناية على حديث الكساء (من جهة السند، أو المتن، أو من جهة تأريخه المرير) فلن تستشعروا عظمة المعنى حين أُبيّنه وحين أتحدّث عنه.. ولذا قال الأئمة أنّ مَن لم يعرف ظلامتنا وما جرى علينا من ظلم، كان شريك لمن ظلمنا.. لأنّهم يُريدون منّا أن نعرف ظلامتهم، وحينما نعرف ظلامتهم سيكون ذلك سبباً مؤدّياً إلى أن نتذوّق معرفتهم عليهم السلام بنحوٍ آخر وشكل آخر، وحينئذ نعرف ماذا يجري حولنا، ولذا لابدّ من معرفة هذه الأمور، وبعد ذلك ستتجلّى حلاوة معاني حديثهم عليهم السلام.
  • ● السيّد الشيرازي في كتابه هذا [من فقه الزهراء: ج1] من بداية الكتاب إلى صفحة 10 يتحدّث عن السند، ومن صفحة 11 تبدأ المقدّمة إلى صفحة 54، وفيها جمع السيّد الشيرازي النصوص المهمّة في مقامات وشؤونات الزهراء.. بعدها يبدأ بشرح حديث الكساء بطريقة ساذجة وسطحية إلى حدّ بعيد، والسبب: لأنّه يستعمل نفس الأسلوب ونفس الوسائل ونفس الآليّات المُستعملة في الدراسات الفقهية!
  • ● وقفة أعرض لكم فيها أمثلة ونماذج ممّا جاء في كتاب [من فقه الزهراء: ج1] شرح فيها السيّد الشيرازي حديث الكساء بطريقة ساذجة! علماً أنّ السيد الشيرازي شرح أيضاً خطبة الزهراء في الأجزاء المتبقيّة من هذا الكتاب بنفس هذه الطريقة الساذجة والقليلة الفائدة إلى أبعد الحدود! أنا هنا لا أريد أن أنتقد السيّد الشيرازي، ولكنّي أريد أن أقول أنّ هذه الطريقة التي شرح بها حديث الكساء تُفرغ حديث الكساء من المحتوى المعرفي العميق! وهذه ظلامة أخرى من ظلامات حديث الكساء.
  • (فحديث الكساء غُيّب عن الساحة، وبعد ذلك تعرّض الحديث إلى التجريح في سنده، وبعدها شُرح بطريقة ساذجة، فغابت قيمته المعرفية والعقائدية) وكما أسلفت فإنّ هذا الحديث هو أقوى وثيقة عقائدية ترتبط بالمعرفة الزهرائية وسيأتي بيان ذلك.

  • وقفة عند أبيات مِن قصيدة للشيخ الوائلي تحت عنوان (دعاء عند الرسول الكريم) يقول عنها: (وهي قصيدة نُظمتْ أوائلها في مسجد الرسول الكريم، ثمّ أُكملت عام 1408) في هذه الأبيات يتحدّث الشيخ الوائلي عن حديث الكساء، ولكنّه يُسطّح الحديث فيُفرّغه مِن محتواه ومِن معناه، ويُحرّفه أيضاً)

  • (وقفة لقراءة أبيات مِن هذه القصيدة تُبيّن مدى التسطيح والتحريف من الوائلي لحديث الكساء)

  • وقفة عند كتاب [أمّ مقامات فاطمة الزهراء في الكتاب والسنة] تقرير أبحاث المرجع المعاصر الشيخ محمّد السند

  • (قراءة سطور من الكتاب تحت عنوان: أهل البيت نبراس في تدبير الولاية في كلّ طبقات الملكوت وطبقات الملك) وهي سطور لا تخلو مِن عمق.. وربّما هو الكتاب الوحيد من بين كلّ ما تقدّم الذي تبدو عليه سِمات من العُمق، ولكن رغمّ ذلك فإنّ كل هذا الذي كتبه الشيخ السند وكتبه بقيّة المراجع يدور في جوّ منظومة عقائدية اعتمدتْ الأصول الخمسة، والتي جيئ بها أساساً من الأشاعرة والمعتزلة!

  • نقطة مهمّة أُشير إليها بشأن حديث الكساء الفاطمي:

  • إذا أردنا أن نرسم صورة تخطيطية بشكل هندسي لحديث الكساء الشريف، فإنّ مَن يعرف مضمون الحديث سيجد أنّ مركز الحديث هو في هذه العبارة: (فقال الله عزّ وجل يا ملائكتي ويا سُكّان سماواتي…) وجبرئيل سأل: يا ربّ ومن تحت الكساء؟! فقال الله عزّ وجل: (هم أهل بيت النبوّة ومعدن الرسالة، هم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها) عين القلادة هنا، جوهر ومركز الحديث وأساسه هنا، وكلّ التفاصيل الأخرى من أوّل الحديث إلى آخره تدور حول هذه العبارة.. ومركز هذه العبارة هو (فاطمة) لأنّ الإنتساب إلى فاطمة (أبوها، بعلها، بنوها)

  • الوثيقة الثانية المهمّة التي أُبعدت عن ساحة المعرفة الزهرائية وهي قرينة ورفيقة لحديث الكساء الشريف هي (سورة القدر).

  • سورة القدر لفظاً لا يستطيعون إزالتها من المصحف – ولو كان في وسعهم إزالتها لفعلوا – ولكن معناها أُزيل!
  • معنى سورة القدر يرتبط ارتباط وثيق بمضمون حديث الكساء الشريف، وسأتحدّث عن بعض جهات ذلك في حلقة يوم غد.. ولكنّي سأستعرض لكم أيضاً كيف أخرجت سورة القدر من ساحة المعرفة الزهرائية.

  • وقفة عند ما جاء عن أهل البيت بشأن سورة القدر.

  • ● وقفة عند مقطع من رواية الإمام الصادق والتي تتحدّث عن المعراج والتشريع في العوالم العليا، في [علل الشرائع: ج2] للشيخ الصدوق، ممّا جاء فيها والخطاب من الله تعالى لنبيّه الأعظم: (فقال له: اقرأ {قلْ هو الله أحد} كما أُنزلتْ، فإنّها نِسبتي ونعتي..) إلى أن يقول: (ثمّ قال لي: اقرأ {إنّا أنزلناه} فإنّها نسبتكَ ونسبة أهل بيتك إلى يوم القيامة..)
  • الروايات تُحدّثنا أنّ ليلة القدر هي فاطمة، وسورة القدر يعني سورة فاطمة.. فكما أنّ المركز في حديث الكساء اليماني هو انتسابهم إلى فاطمة في العالم الأرضي، فإن سورة القدر هي نسبتهم إلى فاطمة في الملأ الأعلى. (فإنّ الحديث هنا عن تشريع الصلاة في الملأ الأعلى).. وهذا مُرادي من أنّ مضامين سورة القدر ومضامين حديث الكساء واحدة (فهذه إشارة).
  • ● (حديث الكساء وسورة القدر) هما الوثيقتان الأهم في المعرفة الزهرائية، وبقية النصوص تتفرّع على هاتين الوثيقتين، ولذلك الحرب الإبليسية صُبّت على هاتين الوثيقتين! ولأنّ سورة القدر لا يُمكن إبعادها من القرآن، فإنّ برنامج إبليس واضح في تغييبها وإبعادها عِبر برنامج (حسبنا كتاب الله) وهذا هو الذي جرى على القرآن على طول الخط!
  • ● قد يسأل سائل ويقول: الدين له أصل واحد هو إمام الزمان، وإمام الزمان حيّ بالحياة الظاهرة على الأرض، فأين فاطمة إذاً؟
  • فأقول: فاطمة أيضاً كذلك.
  • وقد يقول قائل: أنّ الأئمة كلّهم أحياء فهم القائلون (إنّ ميّتنا لم يمت، وإنّ قتيلنا لم يُقتل).
  • وأقول: هذا صحيح، ولكن تجلّي هذا المعنى المذكور في الحديث في فاطمة له خصوصيّته، وهذا ما سيأتي بيانه.. والخلاصة ممّا تقدّم:
  • 1- عنوان هذه الحلقات: فاطمة القيّمة.
  • 2- الدين له أصل واحد هو إمام زماننا، والقيّمة على هذا الدين فاطمة.
  • 3- أهمّ الوثائق في المعرفة الزهرائية هو: حديث الكساء الفاطمي وسورة القدر.
  • 4- الحرب الإبليسية هي التي أخرجت هاتين الوثيقتين من ساحة المعرفة الزهرائية.. علماً أنّ بقية الوثائق الأخرى المرتبطة بالمعرفة الزهرائية هي الأخرى ليست بعيدة عن سيوف المنهج الأبتر!
  • 5- مثلما أحرقت السقيفة منهج فاطمة، فالمنهج الأبتر في الوسط الشيعي أحرق منزلة فاطمة، ونحن جميعاً شُركاء في ذلك حين تمسّكنا بمنظومة عقائدية لا تمتّ إلى أهل البيت بصلة.

  • ماذا فعل المنهج الأبتر مع سورة القدر في حقيقة معناها؟

  • سورة القدر بحسب آل محمّد هي سورة فاطمة، وليلة القدر في حديث العترة هي فاطمة، والّليلة المُباركة في سورة الدخان أيضاً هي فاطمة بحسب أحاديث العترة.
  • (وقفة نتصفّح فيها كتب علمائنا لنرى ماذا فعل المنهج الأبتر بسورة فاطمة).

  • وقفة عند ما يقوله الشيخ الطوسي في تفسيره لسورة القدر في كتابه [تفسير التبيان] لم يُشر إلى الزهراء لا من قريب ولا من بعيد! وبالمثل حينما تحدّث عن معنى الّليلة المُباركة في سورة الدخان، لم يُشر إلى الزهراء لا من قريب ولا من بعيد.. وبالمثل بقيّة الآيات القرآنية التي ورد عن أهل البيت أنّها في فاطمة، فلا ذكر لها أيضاً في هذه الكتب!

  • وقفة عند تفسير سورتي القدر والدخان في [تفسير مجمع البيان: ج9، ج10] للطبرسي أورد مقدار كبير من الكلام في سورة القدر، ولم يُشر إلى الزهراء لا من قريب ولا من بعيد، وبالمثل في سورة الدخان، فلم يُشر للزهراء لا مِن قريب ولا من بعيد.

  • وقفة عند تفسير سورة القدر في [تفسير الميزان: ج2] للسيّد الطباطبائي، أيضاً لم يُشر إلى أيّ شيء له رابطة أو علاقة بالزهراء لا من قريب ولا من بعيد.. وحتّى في بحثه الروائي، أورد روايات من تفسير البرهان ولكنّه أورد فقط الروايات التي تُوافق ذوق المخالفين، ولم يُورد الروايات التي تفسّر ليلة القدر بالزهراء ولم يُشر لها لا من قريب ولا من بعيد!

  • وكذلك الحال في تفسيره لسورة الدخان في الجزء 18 من تفسيره فلم يُشر للزهراء لا من قريب ولا من بعيد!

  • وقفة عند [التفسير الكاشف: ج7] للشيخ محمّد جواد مغنية، وقد جئت بهذا التفسير لأنّ الشيخ الوائلي دائماً يرجع لهذا التفسير.. والشيخ محمّد جواد مغنية في هذا التفسير ينقل عن الصحف وعن المجلات، وعن بيانات وقرارات الأمم المتحدّة ولكنّه لا ينقل عن أهل البيت! في تفسيره لسورة القدر نقل عن الإمام الصادق وعن الشيخ محمّد عبده (العالم المصري السني) ولم يُشر إلى الزهراء لا من قريب ولا من بعيد.. وفي تفسيره لسورة الدخان أورد نفس المضامين التي مرّت في مجمع البيان، فلا يوجد أي إشارة للزهراء! (علماً أنّ كثير من خطباء المنبر الذين يُقلّدون الشيخ الوائلي يعتمدون عليه)!

  • وقفة عند تفسير [تقريب القرآن إلى الأذهان: ج5] للسيّد محمّد الشيرازي في تفسيره لسورة القدر لم يورد شيء له عُلقة بالزهراء لا من قريب ولا من بعيد، وبالمثل حين فسّر سورة الدخان ولم يُشر للزهراء في معنى الّليلة المباركة لا من قريب ولا من بعيد!

  • فهناك طمسٌ واضح في كتب تفاسير علمائنا لحقائق ومضامين سورة القدر التي تُشير بشكل واضح إلى مركزيّة فاطمة وموقعها في منظومة العقيدة الشيعية.
  • وقفة عند رواية الإمام الصادق التي تُمثّل النص الأهم في بيان مضمون سورة القدر.
  • (في قوله عزّ وجل {إنا أنزلناه في ليلة القدر} قال الإمام الصادق: الّليلة فاطمة، والقدر الله، فمَن عرف فاطمة حقّ معرفتها فقد أدرك ليلة القدر. وإنّما سُمّيت فاطمة لأنّ الخلق فُطموا عن معرفتها، وقوله {وما أدراك ما ليلة القدر* ليلة القدر خير مِن ألف شهر} قال: يعني خيراً مِن ألف مُؤمن وهي أمّ المؤمنين. وقوله {تنزل الملائكة والروح فيها} قال: والملائكة المؤمنون الذين يملكون علم آل محمّد صلّى الله عليه وآله، والروح القدس هي فاطمة عليها السلام، وقوله {بإذن ربهم من كل أمر*سلام هي حتى مطلع الفجر} قال: يعنى حتّى يخرج القائم عليه السلام).
  • هذا أهم نص بين أيدينا في بيان مضمون سورة القدر.. وهذا النصّ لا وجود له في تفاسير علماء الشيعة! بل لا وجود له أيضاً في جوامع الأحاديث التفسيرية! أنا قرأته عليكم من تفسير [فرات الكوفي] وهذا التفسير لا يعتمد عليه علماء الشيعة مع أنّه من التفاسير المهمّة!
  • نحن لا نقول أنّ تفسير فرات من أوّله إلى آخره صحيح، ولكن الأعم الأغلب فيه هو حديث أهل البيت، فذوق أهل البيت واضح ولحنهم وكلامهم واضح، ومع ذلك طرحوه جانباً!
  • ● هناك رواية قريبة من مضمون رواية تفسير فرات الكوفي لليلة القدر، موجودة في كتاب [تأويل الآيات الظاهرة في فضائل العترة الطاهرة: ج2]: (عن زرارة عن حمران قال: سألت أبا عبد الله عمّا يفرق في ليلة القدر..) إلى أن يقول: (وأمّا قوله {ليلة القدر خير من ألف شهر} يعني فاطمة سلام الله عليها. وقوله {تنزّل الملائكة والروح فيها} والملائكة في هذا الموضع المؤمنون الذين يملكون علم آل محمّد، “والروح” روح القدس وهو في فاطمة، سلام الله عليها {من كل أمر سلام} يقول: من كل أمر مسلمة. {حتى مطلع الفجر} حتّى يقوم القائم عليه السلام)
  • ● قول الرواية: (“والروح” روح القدس وهو في فاطمة) هذا تحريف، فإنّ الوارد في تفسير فرات (والروح القدس هي فاطمة).

  • وقفة عند [تفسير الصافي: ج5] للفيض الكاشاني، وقد ذكرتُ لكم قصّة هذا التفسير أكثر من مرّة وسبب تسميته بالصافي

  • في تفسيره لسورة القدر، لم يُورد فيه أي شيء يُشير للزهراء عليها السلام لا من قريب ولا من بعيد!

  • وقفة عند [تفسير البرهان: ج8] للسيّد هاشم البحراني.

  • ما أثبته صاحب البرهان هو ما جاء في كتاب [تأويل الآيات الظاهرة] أمّا الرواية المذكورة في تفسير فرات الكوفي لم يُوردها هنا.. والفارق بين تأويل الآيات الظاهرة وما جاء في تفسير البرهان هو في العبارة التي أشرت إليها وهي (والروح روح القدس وهي فاطمة) فكلمة (وهو في فاطمة) غير موجودة.. مما يُثبت أنّ هناك مُحرّفاً حرّف الكلام!

  • وقفة عند تفسير [نور الثقلين: ج8] للمحدّث الحويزي

  • لم يُورد المحدّث الحويزي فيه شيئاً عن الصدّيقة الطاهرة عليها السلام! مع أنّه ذكر الكثير والكثير من الروايات.
  • هذه هي ظلامة فاطمة في الوسط الشيعي.. علماً أنّ القضية لا تقف حديث الكساء ولا تقف عند حقيقة سورة القدر.. فالمنهج الأبتر يتتبّع كلّ صغيرة وكبيرة ترتبط بفاطمة! وهذه هي ظلامة فاطمة الحقيقة.

  • ما ذكرته ممّا أعتقده أنّ منظومة العقيدة الشيعية تتألف من أمرين:

  • ● أصل الدين وهو إمام زماننا الذي لم يعرفه مات ميتة جاهلية. (من أراد الله بدأ بكم – بدأ بالأصل- ومن وحّده قبِل عنكم -يعني الرجوع إلى الأصل – ومن قصده توجّه إليكم) هذا هو المراد من أنّ الأصل في الدين هو إمام زماننا.. وهذا التمسّك بالأصل لن يكون مقبولاً منّا إلّا بقبول القيّمة على الدين وهي فاطمة، ومن هنا وضع رسول الله هذا القانون (أنّ الله يرضى لرضاها ويسخط لسخطها)
  • علماً أنّ هذا القانون هو قانون الجميع، فكلّ أهل البيت يرضى الله لرضاهم ويسخط لسخطهم، ولكنّه جُعل علامة فارقة لفاطمة لأنّها هي القيّمة على الدين.
  • تمسُّكنا بأصل الدين وأصل الأصول وهو إمام زماننا لن يكون مقبولاً منّا إلّا إذا رضيت فاطمة بذلك، وإن لم ترضَ فاطمة سيكون الأمر ناقصاً (لنُبشّر أنفسنا بأنّا قد طهرنا بولايتكِ).
  • (((((((((((هذه منظومة العقيدة التي أبني حياتي الدينية والدنيوية عليها)))))))))))
  • ● ربّ سائل يسأل: من أين جئت بهذا المُصطلح (القيّمة)؟
  • فأقول: إنّني جئت به من قرآن محمّد وآل محمّد الذي أمروني بالتمسّك به.
  • الإمام السجاد يقول: آيات القرآن خزائن، إذا أردت أن تنتفع من كنوزها فعليك أن تفتح هذه الخزائن ففيها ما فيها من الأسرار.. وأمّا مفتاح الخزائن فهو في حديث باقر العلوم عليه السلام إذ يقول: (ذروة الأمر وسنامه ومفتاحه وباب الأشياء ورضا الرحمن تبارك وتعالى الطاعة للإمام بعد معرفته) هذه هي الشفرة والمفتاح الكبير لفتح هذه الخزائن.
  • ألم تُبايع بيعة الغدير؟! إذا بايعت بيعة الغدير فإن الشرط قد أُخذ عليك.. فهذه الخزائن لا تُفتح إلّا بشفرة علوية، فلا يُفسّر القرآن إلّا عليّ وآل عليّ.
  • ● أمّا الحاجز الذي يحول بيننا وبين هذه الخزائن: فالأوّل هو القلب (أفلا يتدبّرون القرآن أم على قلوب أقفالها) هناك أقفالٌ على القلوب وهي هذا الرين والصدأ.. وجلاء هذا الرين في حديثهم صلوات الله عليهم، فهم القائلون: (حديثنا جلاء القلوب).. فلابدّ من إزالة هذا الرين عن قلوبنا، والوسيلة التي تمكنّنا من إزالة الرين بحديثهم هي الوفاء بعهد بيعة الغدير.
  • ● سورة البيّنة هي سورة الشيعة، حتّى في كتب المخالفين.. فإنّ معنى هذه الآية من سورة البيّنة {إنّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية} تفسيرها في كتب القوم أنّ خير البريّة هم شيعة عليّ.
  • ● سورة البيّنة من اسمها (البيّنة) تعني الوضوح، والبيان وهذه السورة سورة الشيعة، والذي لا يمتلك الوضوح ليس شيعياً.. وقد عرّفتُ لكم في حلقة سابقة أنّ الزهرائي هو الشيعي الذي ترتضيه الزهراء، فالزهرائية تعني الوضوح.. والزهرائيون لا يكونون زهرائيين مالم يمتلكوا الوضوح، وشيعة الزهراء أوضح صفة فيهم هي الوضوح والبيان.
  • ● الآية 5 من سورة البيّنة تقول: {وما أُمروا إلّا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حُنفاء ويُقيموا الصلاة ويُؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة} من هنا جاء عنوان هذه الحلقات: دين القيّمة. هذا هو قرآن محمّد وآل محمّد، والآية بشكل واضح وصريح تقول: {وذلك دين القيمة} فهناك قيّمة، وهناك دينٌ ينتسب إلى هذه القيّمة.. فمن هي هذه القيّمة التي ينتسب هذا الدين إليها؟!
  • القيّمة هي فاطمة، ودين القيّمة هو دين فاطمة.. من هنا جئتُكم بهذا العنوان: أنّ فاطمة هي القيّمة على الدين.
  • ● أمّا مضمون هذا العنوان فنجده في كلمات أهل البيت عليهم السلام.

  • وقفة عند كلمات العترة الطاهرة التي بيّنت لنا معنى القيّمة في سورة البيّنة:

  • ● وقفة عند مقطع من رواية الإمام الباقر عليه السلام في [تأويل الآيات الظاهرة: ج2] في تفسير سورة البيّنة
  • (عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه السلام، في قوله تعالى: {وذلك دين القيمة} قال عليه السلام: هي فاطمة عليها السلام)
  • ● وقفة عند مقطع من حديث المعرفة بالنورانية لسيّد الأوصياء صلوات الله عليه: (سأل أبو ذر الغفاري سلمان الفارسي رضي الله عنهما يا أبا عبد الله ما معرفة الامام أمير المؤمنين بالنورانية؟ قال: يا جندب فامضِ بنا حتّى نسأله عن ذلك، قال: فأتيناه فلم نجده.
  • قال: فانتظرناه حتّى جاء، قال صلوات الله عليه: ما جاء بكما؟ قالا: جئناك يا أمير المؤمنين نسألك عن معرفتك بالنورانية قال صلوات الله عليه: مرحباً بكما مِن وليّين مُتعاهدين لدينه لستما بمُقصّرين، لعمري أن ذلك الواجب على كلّ مؤمن ومؤمنة، ثمّ قال صلوات الله عليه: يا سلمان ويا جندب قالا: لبيك يا أمير المؤمنين، قال (عليه السلام):
  • إنّه لا يستكمل أحد الإيمان حتّى يعرفني كُنه معرفتي بالنورانية، فإذا عرفني بهذه المعرفة فقد امتحن الله قلبه للإيمان وشرح صدره للإسلام وصار عارفاً مُستبصراً، ومن قصّر عن معرفة ذلك فهو شاكّ ومُرتاب، يا سلمان ويا جندب قالا: لبيك يا أمير المؤمنين، قال: معرفتي بالنورانية معرفة الله عزّ وجل ومعرفة الله عزّ وجل معرفتي بالنورانية وهو الدين الخالص الذي قال الله تعالى: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مُخلصين له حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة}).
  • ● سيّد الأوصياء يقول (مرحباً بكما مِن وليّين مُتعاهدين لدينه لستما بمقصرين) الإمام قال لهما لستُما بِمقصّرين لأنّها يبحثان عن المعرفة.. فالذي لا يبحث عن المعرفة هو مقصّر، والمقصّر عدوّ لآل محمّد حتّى ولو كان يُلبس نفسه لباس الشيعة.
  • ● سيّد الأوصياء يقول (لعمري أن ذلك الواجب على كلّ مؤمن ومؤمنة) يعني أنّ التكليف في طلب المعرفة واجب على المؤمن والمؤمنة على حدّ سواء، فلا يوجد فارق في الدين بين الرجال والنساء.
  • ● هكذا يعرّف سيّد الأوصياء المعرفة بالنورانية: أنّها معرفة الله عزّ وجل، فيقول: (معرفتي بالنورانية معرفة الله عزّ وجل ومعرفة الله عزّ وجل معرفتي بالنورانية وهو الدين الخالص)
  • فالأصل هو الإمام، والتوحيد هو الإمام.. أمّا هذه المنظومة (منظومة الأصول الخمسة) اكنسوها واتركوها إذا كنتم تبحثون عن الدين الخالص النقي من قاذورات العيون القذرة الكدرة التي جاءتنا من النواصب.. هذا هو دين القيّمة.

تحقَق أيضاً

أسئلةٌ وشيءٌ من أجوبة … – الحلقة ١٣

يازهراء …