الجزء الثالث … الكتاب الناطق – الحلقة ١٤٣ – لبّيك يا فاطمة ج٦٠ – هل من ناصر ينصر فاطمة؟ Show Press Release (19 More Words) الجزء الثالث … الكتاب الناطق – الحلقة 143 – لبّيك يا فاطمة ج60 – هل من ناصر ينصر فاطمة؟ صور OverlaysPreviousNext فيديو يوتيوب اوديو مطبوع Show Press Release (6٬212 More Words) يازهراء بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيم سَلَامٌ عَلَيك يَا وَجْه الله الَّذِيْ إِلَيهِ يَتَوجَّهُ الأَوْلِيَاء… بقيَّةَ الله… مَاذَا فَقَدَ مَنْ وَجَدَك وَمَا الَّذِيْ وَجَدَ مَنْ فَقَدَك؟!… الْحَلَقَةُ الثَّالثةُ وَالأَرْبَعُون بَعد الْمِئَة لَبَّيكِ يَا فَاطِمَة الجُزْءُ الستوُن فَاطِمَة القَيِّمَة – هَل مِنْ نَاصِر يَنْصُر فَاطِمَة؟!… سَلَامٌ عَليْكُم إِخْوَتِيْ أَخَوَاتِيْ أَبْنَائِيْ بَنَاتِيْ … هذهِ الحلقةُ هي الحلقة الستون وهي آخرُ حلقةٍ من مجموعة حلقاتِ: (لبَّيكِ يا فاطمة)، فهذه هي الحلقةُ الستّون والأخيرةُ تحتَ هذا العنوان: لبَّيكِ يا فَاطِمَة..!! البرنامجُ سيتوقَّفُ هذهِ الأيَّام، يعني هذهِ آخرُ حلقةٍ تُبَثّ ويتوقَّف البرنامج مُنذُ يومِ غد وإنْ شاء الله نعود، وسنُعلِن في الوقت المناسب، لم يَبقَ شَيءٌ كَثيرٌ من حلقاتِ برنامج: (الكتابُ النَّاطق)، ما بَقي من حلقاتٍ: مجموعةٌ من الحلقات تحت عنوان: معاني الصَّلاة، وعدَّة حلقاتٍ تحتَ عنوان: ردود، وبعد ذلك تأتي الحلقةُ الأخيرة. فلم يبقَ الشَّيءُ الكثيرُ من حلقاتِ برنامج: (الكتابُ النَّاطق)، وإذا ما تمَّ برنامج الكتاب النَّاطق نكون قد أكملنا الجزء الثَّالث من ملفِّ الكتابِ والعِترَة، ويبقى عندنا الجزء الرَّابع وهو الجزءُ الأخير من أجزاءِ ملفِّ الكتاب والعترة والَّذي سيكون عنوانهُ: (الخاتمة)، نُعلِنُ عنهُ في وقتهِ المناسب إنْ شاء اللهُ تعالى. هذه الحلقةُ تحت عنوانٍ جديد، الحلقات المتقدِّمة كانت تحت عنوان: (فاطمةُ القيِّمة صلواتُ اللهِ وسلامُه عليها)، وهذه الحلقةُ الأخيرةُ من مجموعةِ حلقات: (لبَّيكِ يا فاطمة) عُنوانها: (هَلْ مِنْ نَاصرٍ يَنْصرُ فَاطِمَة؟)، هَل مِن نَاصرٍ يَنصرُ فاطمة عنوانُ حلقتِنا هذه. هذا هو كتابُ عِقابُ الأعمال: لشيخِنا الصَّدوق، مكتبةُ الصَّدوق، طهران، إيران، بتصحيح عليّ أكبر الغفّاري، في صفحة 248، الحديث السَّادس، وهذان الكتابان للشَّيخ الصدوق مطبوعان معاً، ثواب الأعمال وعقابُ الأعمال، أنا أقرأُ من كتاب عِقابُ الأعمال صفحة 248، الحديثُ السَّادس، عن جَابر الجُعفي، عن إمامنا الباقر، وهذهِ الرِّوايةُ قرأتُها عليكم مِراراً، هذهِ الرِّواية روايةٌ مركزيّة، هناك رواياتٌ يُصطَلحُ عليها بين المحدِّثين بأُمَّهاتِ الأبواب، هذهِ الرِّواية هي من أُمَّهاتِ أُمَّهات الأبواب، روايةٌ مركزيّة، كما قُلت يرويها لنا جَابر الجُعفي عن باقر العلوم، ماذا يقول إمامنا الباقر صلواتُ اللهِ عليه؟ مَنْ لَمْ يَعْرِف سُوْءَ مَا أُتِيَ إِلَينَا مِنْ ظُلْمِنَا ؛ مَنْ لَم يَعْرِف سُوْءَ مَا أُتِيَ إِلَينَا مِنْ ظُلْمِنَا وَذَهَابِ حَقِّنَا وَمَا نُكِبْنَا بِه فَهُوَ شَرِيكُ مَنْ أَتَى إِلَينَا فِيمَا وُلِينَا بِه – الرِّوايةُ دقيقةٌ جدَّاً، الرِّواية لا تتحدَّثُ عن معرفتِنا بالظُّلمِ الَّذي جَرى على آلِ مُحَمَّد، هذا أمرٌ مفروغٌ منه، لكنَّ الرِّواية تَتحدَّثُ عن الآثار السَيِّئةِ المُترتّبةِ على الظُّلمِ الَّذي جَرى على آلِ مُحَمَّد، علينا أنْ نعرفَ ما جَرى عليهم وعلينا أنْ نتدبَّر في ذلك وأن نتفكَّرَ وأن نتفهَّم وأن نَستنبط الحِكمةَ والأسرارَ من ذلك. لاحظوا ماذا يقول إمامُنا الباقر: – مَنْ لَم يَعْرِف سُوْءَ مَا أُتِي إِلَينَا مِنْ ظُلْمِنَا – فهو بالدرجة الأولى عليه أن يعرفَ ما جرى علينا من ظُلمٍ، وبعد ذلك بالدرجة الثَّانية عليه أن يَعرف سوءَ ما أُتِي إلينا. يعني هناك نوعان من المعرفة: معرفةٌ بالظُّلم الَّذي جرى عليهم..!! ومعرفةٌ بالآثار السَيِّئة المترتّبة على ذلك الظُّلم..!! مَنْ لَم يَعْرِف سُوْءَ مَا أُتِي إِلَينَا مِنْ ظُلْمِنَا وَذَهَابِ حَقِّنا وَمَا نُكِبْنَا بِه فَهُو شَرِيكُ مَنْ أَتَى إِلَينَا فِيمَا وُلِينَا بِه – حتَّى لو كان عارفاً بالظُّلم الَّذي جَرى عليهم وكَان محزوناً لأجلِ ذلك الظُّلم لكنَّهُ لا يعرفُ الآثارَ السَيِّئة، الإمام يَعدُّهُ شَريكاً لظالمِ آلِ مُحَمَّد، هذهِ كلمةٌ خطيرةٌ جدَّاً، هذهِ الكلمةُ يرويها جابرُ الجعفي، وجابر إنَّما ينقل لنا جواهرَ أحاديثِ الأَئِمَّة، جابرُ الجعفي من خَواصِّ عُلماء آلِ مُحَمَّد، ليسَ فقط من عُلماء آلِ مُحَمَّد من علماء الشِّيعة أعني، بل هو من خواصِّ عُلماء الشِّيعة، من خواصِّ عُلماء آلِ مُحَمَّد صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم، فجابر ينقلُ لنا جواهرَ المعاني ودُررَ المفاهيم، هذهِ قضيَّةٌ خطيرةٌ بالغةُ الخطورة في المستوى المعرفيّ العقائديّ في أجواءِ أهلِ البيت. قطعاً هذا الكلامُ لِمن يهمُّهُ الأمر، هذا الكلام لِمن كَان مسكوناً بإمام زمانهِ، لِمن كَان مسكوناً بهواجسٍ تقودهُ إلى آل مُحَمَّدٍ في ليلهِ ونهاره وفي صباحهِ ومسائِه، وإلَّا هذا الَّذي هو مشغولٌ بأمورٍ أُخرى لا علاقةَ لها بآلِ مُحَمَّد وإنْ كان يَنسبُها ادِّعاءاً هكذا لآلِ مُحَمَّد، لا يُبالي حين يمرُّ على هذهِ الكلمة، كما قُلت قبل قليل المحدِّثون يُسمّون بعض الرِّوايات الهامَّة والهامَّة جدَّاً بأُمَّهات الأبواب، يعني هُناك باب لهُ عنوان مُعيَّن، تحت هذا العنوان يجمع المحدِّثون الأحاديث والرِّوايات عن المعصومين الَّتي تَقعُ تَحت عنوان ذلك الباب، من جملة هذهِ الرِّوايات الَّتي يجمعونها يمكن أنْ تكون رواية أو أكثر، هذهِ الرِّواية تكون جَامعة مَانعة شَاملة ،كُلُّ المعاني الضَّروريّة والأساسيّة في ذلك الباب تكونُ موجودةً في هذهِ الرِّواية وتكونُ شارحةً ومُبيِّنةً لِما خَفِي من مضامين وتفاصيل الرِّوايات الأخرى، تُسمَّى هذهِ الرِّواية وأشباهُها بأمَّهات الأبواب، ولكن هناك روايات مثل هذه الرِّواية، هذهِ الرِّواية أنا أُسمِّيها من روايات أُمَّهات أمَّهات الأبواب، لأنَّها تُؤسِّسُ لقانونٍ في غاية الخطورة، إمامُنا هكذا يقول:- مَنْ لَم يَعْرِف سُوْءَ مَا أُتِي إِلَينَا مِنْ ظُلْمِنَا وَذَهَابِ حَقِّنَا وَمَا نُكِبْنَا بِه فَهُو شَرِيكُ مَنْ أَتَى إِلَينَا فِيمَا وُلِينَا بِه – هذا القانون ماذا يَتَرتَب عليه من أثر؟ يترتب عليه الآتي: أنْ نندفع لمعرفةِ ظلمِهم أوَّلاً. وأن نندفعَ لمعرفةِ الآثار السيّئةِ المترتّبةِ على ذلك الظلم. وأوضحُ مثالٍ بين أيدينا هو ظُلمُ الصدِّيقة الطاهرة في الوسَطِ الشِّيعي، حين أحرقوا منزلتَها، حين أحرقوا منزلتَها أُزِيلَت المنظومةُ العقائديّةُ الشِّيعيَّةُ الَّتي مرَّ الحديثُ عنها، وجيء بمنظومةٍ عقائديّةٍ أخرى، هذا هو السوءُ المترتّبُ على ظُلمِ الصدِّيقة الكبرى، هذا مثال والقضيَّة أكبر من ذلك. وظلمُ الصدِّيقة الكُبرى ما هو بغريبٍ وأميرُ المؤمنين في نهج البلاغةِ يقول، من كلامهِ المرقّم: (202)، بعد أنْ دفنَ الصدِّيقة الطاهرة، فمن جُملةِ ما قالهُ يُناجي رسول الله: – أَمَّا حُزْنِي فَسَرْمَد وَأَمَّا لَيْلِي فَمُسَهَّد إِلَى أَنْ يَخْتَارَ اللهُ لِي دَارَكَ الَّتِي أَنْتَ بِهَا مُقِيم وَسَتُنَبِّئُكَ اِبْنَتُكَ بِتَضَافُرِ أُمَّتِكَ عَلَى هَضْمِهَا فَأَحْفِهَا السُّؤَال وَاَسْتَخْبِرهَا الحَال هَذَا وَلَم يَطُل العَهْد وَلَم يَخْلُ مِّنْكَ الذِّكْر – الخطاب مُوجَّه لسيِّد الأنبياء والمرسلين. الكلمة الَّتي أريد أنْ أُوجِّه أنظاركم إليها ما قالهُ أمير المؤمنين: (وَسَتُنَبِّئُكَ اِبْنَتُكَ بِتَضَافُرِ أُمَّتِكَ عَلَى هَضْمِهَا..!!)، أهل البيت حين يتحدَّثون عن أمَّة النَّبيّ بالدرجة الأولى يتحدَّثون عن شيعة عليٍّ وآل عليّ، وحتَّى إذا أعطينا لمعنى أُمَّة النَّبيّ المعنى العام لِكُلِّ من اتّجه إلى القبلة، فالشِّيعةُ جزءٌ من هذهِ الأُمَّة، فهم من المتوجّهين إلى القبلةِ أيضاً، تَضَافُر الأُمَّة تَوَافُق الأُمَّة على هضمِ فاطمة، والهضم أكثر من الظُّلم، الهضم ظُلمٌ مُضاعَف. وَسَتُنَبِّئُكَ اِبْنَتُكَ بِتَضَافُرِ أُمَّتِكَ عَلَى هَضْمِهَا – التضافُر الاتّفاق والاجتماع والتواصل، فكأنَّ الأُمَّة بكاملِها قد اتَّفقت، بوعيِها من دون وعيِها، اتّفقت على هضمِ فاطمة!! وهذا هو الَّذي أثبتهُ هذا البرنامج، حِين تتبَّعتُ ما جرى على الصدِّيقة الكُبرى حتَّى في الدِّيانات الأخرى، ولكنَّ الأمير هُنا يتحدَّث عن هذه الأُمَّة: – وَسَتُنَبِّئُكَ اِبْنَتُكَ بِتَضَافُرِ أُمَّتِكَ عَلَى هَضْمِهَا – إذا كُنَّا نحنُ من هذهِ الأُمَّة علينا أنْ نتفحَّص أحوالَنا، فهل نَحنُ مِن الَّذين تضافروا على هضم فاطمة أم لا؟ علينا أنْ نتفحَّص عن أنفسِنا، هذا هو كَلامُ أَمير المؤمنين، هذا الحديث ما هو بحديثي، ولا هذا الكلام جئتُ بهِ من الطبري مثلاً أو من مؤرّخٍ من المؤرّخين، هذا منطقُ سَيِّد الأوصياء، يتحدَّثُ عن هذهِ الأُمَّة وأنَّها تَتضافرُ على هَضمِ فَاطمة، علينا أنْ نتفحَّص أحوالَنا، هل نَحنُ من هؤلاء الَّذين تَضافروا على هَضمِ فَاطمة؟ خُصوصاً معَ كُلِّ تلك الوقائع والتفاصيل والكُتُب والوثائق الفيديوية والتسجيلية الصَّوتية والمخطوطة بخطِّ اليد وأمثال ذلك ما قدَّمه هذا البرنامج من حَشدٍ كبيرٍ لحقيقةٍ واضحةٍ وهي أنَّ المؤسَّسة الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الرّسميَّة ظَلَمت فَاطِمة وهَضَمت فاطمة وقَصَّرت في حقِّها وأساءت الأدبَ معها وأخرجتها من موقعِها في منظومة العقائد الشِّيعيَّة ووضعتها على الحاشية، وكلُّ هذا مرَّ بالأدلَّة والوثائقِ والحقائقِ والدقائق!! فَعلينا أنْ نتفحَّص أنفسَنا هَل نَحنُ اشتركنا مع هذهِ المؤسَّسة في ظلمها لفاطمة أم لا؟! هذا سؤالٌ علينا أنْ نطرحه على أنفسِنا. الصدِّيقةُ الكُبرى تُوجِّهُ هَذا النِّداءَ إلينا: أنا أقرأُ من خُطبتِها من الخطبة الفدكيّة، وهذا هو الجزء الثَّاني من عوالم الزَّهراء صلواتُ اللهِ عليها، هذا النِّداء لم يكن مُوجَّهاً لمجموعةٍ بعينِها سمعت هذه الكلمات، هذا النِّداء مُوجَّهٌ للجميع، خطبةُ الصدِّيقةِ الطاهرةِ خطبةٌ ليست محكومةً بزمانٍ معيّن أو مكانٍ معيَّن أو أشخاصٍ مُعيَّنين، هذا النِّداء مُوجَّهٌ لي ولكم ولجميع أفراد عوائلِنا ولِكُلِّ شيعة أهل البيت: (مَا هَذِهِ الغَمِيزَةُ فِي حَقِّي وَالسِّنَةُ عَنْ ظُلَامَتِي). مَا هَذِهِ الغَمِيزَةُ فِي حَقِّي وَالسِّنَةُ عَنْ ظُلَامَتِي..؟! – لماذا تتغافلون عن الَّذي جرى عليَّ؟ لماذا تتناومون؟ – وَالسِّنَةُ عَنْ ظُلَامَتِي – السِّنَة، تَغَافُل، تَنَاوُم – مَا هَذِهِ الغَمِيزَةُ فِي حَقِّي – حين تسكتون هَل تَعرفون ما معنى ذلك؟ حين تسكتون إنَّكم تغمزونني! تعرفون ما معنى تغمزونني؟ يعني أنَّكم تطعنون في صدقي، إنَّكم تطعنون في طهارتي وفي كمالي وفي رُتبَتي!! فحينما تقولون: إنَّكم مُؤمنون وتسكتون عن حقِّي إنَّكم تغمزونني، تغمزون حقِّي، تغمزونني يعني أنَّكم تنتقصونني، تعتقدون نقيصتي، وإلَّا كيفَ أنتم من شيعتي، كيف أنتم تُؤمنون بديني وأنتم تُشاركون مَن ظَلَمني في ظُلمي، هذا هو المراد من هذه الكلمة: – مَا هَذِهِ الغَمِيزَةُ فِي حَقِّي وَالسِّنَةُ عَنْ ظُلَامَتِي – لماذا تَتَغافلون، لماذا تَتَناومون، فأنا أُظلَم بينَكم..؟! هل تبحثون عن وثائق لظلم فاطمة؟ هو هذا البرنامج ستّون حلقة وهذه الحلقة الستّون، هذهِ الحلقات مُخصَّصة لعرض الوثائق الَّتي تتحدَّثُ عن ظُلامة فاطمة عِبر التأريخ، وبنحوٍ خاصّ في الوسَطِ الشِّيعيّ، وبنحوٍ أخصّ في وسطِ المؤسَّسة الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الرّسميَّة، وقد عَرضتُ ما عَرضتُ من الوثائقِ والحقائق الَّتي لا يستطيعُ أحدٌ أنْ يُشكِّك فيها فضلاً عن أنْ يُنكِرَها. ماذا تقولون أمام هذا المنطق؟! أمام مَنطقِ بَاقر العلوم وهُوَ يَضعُ لنا هذا القانون: (أَنَّهُ مَنْ لَم يَعْرِفْ سُوءَ مَا أُتِي إِلَيْنَا مِنْ ظُلْمِنَا فَهُو شَرِيكٌ لِظَالِمَنَا). ماذا تقولون لِمَا قَالهُ أميرُ المؤمنين برواية الشَّريف الرَّضي في نهجِ البلاغة: (وَسَتُنَبِّئُكَ اِبْنَتُك بِتَضَافُرِ أُمَّتِكَ عَلَى هَضْمِهَا)..؟! ماذا تقولون لفاطمة؟! وهي تخاطبُكم: (مَا هَذِه الغَمِيْزَةُ فِي حَقِّي وَالسِّنَةُ عَنْ ظُلَامَتِي)، ماذا تقولون..؟! أنا أخاطب الَّذي يعبأون بهذا الخطاب، أنا أخاطبُ الَّذين يهتمّون لهذهِ المعاني، وإلَّا فالنَّاسُ سَادِرون في غفلتِهم بعيدون عن هذا المنطق، أُخاطبُ الَّذين يتفاعلون ويتعايشونَ معَ هذا الذَّوقِ من الحديثِ وهذا اللون من الثَّقافة والفهم. الكتاب الَّذي بين يديّ هو كتابُ (الاحتجاج) للشَّيخ الطبرسي، مؤسَّسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان، تعليقات السيِّد محَمَّد باقر الخرسان، الطبعة الثَّانية، 1983 ميلادي، صفحة 104، كلام أبي بكرٍ مع الصدِّيقةِ الطّاهرة بعد أنْ ألقت خطبتَها المعروفة، أمرُّ مُروراً سَريعاً على بعضٍ من كلماتهِ وهو يُحاورُ الزَّهراء كي أقومَ وأتمنَّى أنَّ المشاهدين أيضاً يقومونَ بهذهِ المقارنة بين ما يتحدَّثُ بهِ أبو بكر وبين ما تتحدَّثُ بهِ المؤسَّسةُ الدِّينيَّةُ الشِّيعيَّةُ الرّسميَّة والَّتي سأذكر لكم كلامَها في شأنِ الزَّهراءِ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليها والَّذي مرَّ علينا عبر الحلقات، سأوجزُه وأختصرُهُ لكم. فماذا يقول أبو بكر؟ – يَا بِنْتَ رَسُول الله لَقَد كَانَ أَبُوكِ بِالْمُؤمِنين عَطوفاً كَريما رَءُوفاً رَحيماً وَعَلى الكَافِرينَ عَذابَاً أَليمَاً وعِقَاباً عَظيمَاً، إنْ عَزوناهُ وَجَدنَاه أَبَاكِ دُونَ النِّساء – إنْ عزوناه، يعني إنْ أردنا أنْ نَنسبه وأنْ نُعرِّفهُ – إنْ عَزوناهُ وجدنَاهُ أباكِ دون النِّساء وأخا إِلْفِكِ دُون الأخلَّاء – الإِلْف أي الأَلِيف يعني الزَّوج، يعني وأخا زوجكِ يُشير إلى أمير المؤمنين – وأخَا إِلْفِكِ دُونَ الأخِلَّاء آثَرَهُ على كُلِّ حَميم وسَاعَدهُ في كُلِّ أمرٍ جَسِيم لا يُحبُّكم إلَّا سَعيد ولا يُبغِضُكم إلَّا شَقيٌّ بَعيد، فَأنتُم عِترةُ رَسولِ الله الطَيِّبون الخِيَرةُ المنتَجَبُون، على الخَيرِ أدلّتُنا، وإلى الجنَّة مَسَالِكُنا، وأَنْتِ يَا خِيَرَة النِّساء واَبنةَ خَيرِ الأنبياء صَادقةٌ فِي قولك سابقةٌ في وُفورِ عَقلك غَيرُ مَردُودةٍ عن حقِّك ولا مَصدُودَةٍ عَن صدقك – إلى آخر كلامه، أنا هنا لا أريد أنْ أذكر كُلَّ كلامه، لكنَّ أبا بكرٍ ذَكَر هذا لمعاني لأنَّ هذه المعاني بغضِّ النَّظر عن اعتقادهِ بها أو عن عدم اعتقادهِ بها، لأنَّهُ بعد ذلك سيقول ما يقول من الكلام السَّيِّئ حين تضغطُ عليه الزَّهراء فسيُخرج سُمومهُ!! لكنَّهُ تحدَّث بهذهِ الطَريقة لأنَّ الكَلام المناسب معَ الزَّهراء هو هذا المستوى من الحديث. هذا المستوى من الحديث ليس موجوداً في جوِّ المؤسَّسة الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الرّسميَّة، لا أتحدَّث عن الكلام الانشائي وعن خطيبٍ يتحدَّثُ هُنا أو هناك، وعن مؤلِّفٍ ألَّفَ كِتاباً، إنَّني أتحدَّثُ عن كِبارِ مراجعنا وعن منهجيَّةٍ موجودةٍ مرَّ الحديثُ عنها، وسألخِّص لكم ما مرَّ الحديثُ عنه في هذه الحلقة، سأعرضُ بين أيديكم خُلاصةً لكُلِّ ما تقدَّم من حديثٍ بشأنِ فَاطمة صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليها، وأنتم قَارنوا بين هذا المنطق هذا هو منطق أبي بكرٍ بغضِّ النَّظر عن اعتقاده أو عدمِ اعتقاده، ولكنَّهُ يَرى أنَّ هذا الكلام يكونُ مُناسباً معَ بنتِ رسولِ الله. إلى أنْ يقول في صفحة 105: – وهذهِ حَالي ومَالي هِي لكِ وبَين يَدَيك لا تُزوَى عَنكِ ولا تُدَّخَرُ دُونكِ وإنّكِ – لاحظوا هذه العبارة مهمَّة جدَّاً – وإنَّكِ وأَنْتِ سَيِّدةُ أُمَّةِ أَبِيكِ – لا يتحدَّث عن أنَّها سيِّدةُ نساء العالمين، سيِّدَةُ أُمَّة أبيكِ من الرِّجال والنِّساء، فهذا المعنى كَان معهوداً في أذهان المهاجرين والأنصار وإلَّا لَمَا تكلَّم بهِ أبو بكر لو لم يكن معهوداً، إذاً هذا التصوُّر الناشئ في أذهان بعض كِبار مراجع الشِّيعة وهم يناقشون أنَّ فاطمة سيِّدةُ نساءِ العالمين وما هي بسيِّدةِ الرِّجال، وأنَّ فاطمة ليست لها الإمامة السِّياسية وأمثال هذهِ المطالب التافهة، هذا كَلام أبي بكرٍ مع بِنتِ رسول الله ولو لم يكن هذا المعنى معهوداً في أذهانِ الجميع لَمَا قالهُ أبو بكر، لأنَّه ليسَ مُضطرَّاً أن يقول هذا الكلام، وإنَّما كان عليه أنْ يقول الكلام الَّذي يكون مناسباً لمقامِها بحسب ما هو المتعارَف في جوِّ المهاجرين والأنصار. وإنَّكِ وأنتِ سيِّدةُ أُمَّة أَبِيكِ والشَّجرةُ الطيبةُ لِبَنيكِ – حتَّى هذه العبارة عبارة دقيقة: (والشَّجرةُ الطيِّبة لِبَنيكِ)، فهو يتحدَّث عن فضلِها وعن عُلُوِّ رتبتِها على بنيها!! بينما مرَّ علينا من مراجع الطائفة مَن قال ما قال من سخيفِ الكلام – وَإنَّكِ وأنتِ سَيِّدةُ أُمَّة أبيكِ والشَّجرةُ الطيِّبة لِبَنيكِ لا نُدفعُ مالَكِ مِن فَضلكِ ولا يُوضَعُ في فَرعِكِ وأصلِك – لا يوضَع، يعني لا يُوضَع من سوءٍ ومن نقصِ، من إهانةٍ ومن إساءةٍ أدبيّة – ولا يوضَعُ في فَرعِكِ وأصلِكِ، حُكمُكِ نَافذٌ فيما مَلَكت يداي – إلى آخر كلامهِ. ماذا تقولون؟ هذا كلامُ أبي بكرٍ واضحٌ وصريحٌ جِدَّاً، ماذا قال لها؟ – فأنتُم عترةُ رسول الله الطَيِّبون – وفاطمة العنوانُ الأوَّل والخطابُ لفاطمة – فأنتُم عترةُ رسول الله الطَيِّبون الخِيَرةُ المنتَجَبُون على الخير أدلّتُنا وإلى الجنَّة مَسَالكُنا – ألا تُلاحظون أنَّ هذه المضامين هي المضامين نفسُها الموجودة في الزِّيارةِ الجامعة وفي زيارة الصدِّيقة الكبرى؟ هذهِ المضامين كانت موجودةً في أجواء المهاجرين والأنصار، فما كان أبو بكرٍ بأعلم الموجودين، بأعلم الصَّحابة، أبو بكر كَان من عامَّة الصَّحابة، وكان في صحابة النَّبي مَن هو أعلم، ومَن هو أفقه، هذا يعني أن هذا المنطق كان منطقاً سائداً في أجواء المهاجرين والأنصار بحيث يعرفهُ الجميع ولذا نطق بهِ أبو بكر أمامَ الجميع، ولم يتكلَّم أحد، لأنَّ الجميع يَعرفون هذهِ الحقائق لكثرة ما بَيَّن رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم، هذا ما جاء مذكوراً في احتجاج الطبرسي. أمَّا في (دلائل الإمامة)، للمحدِّث الطبري:- فقال لها أبو بكر – صفحة 119، وهذهِ الطبعة طبعة مؤسَّسة البعثة، قُم، الطبعة الأولى، 1413 هجري قمري – فقال لها أبو بكر:- يَا بِنْتَ رسول الله أَنتِ عينُ الحُجَّة ومَنْطِقُ الحِكمة لا أُدلِي بِجوابِك ولا أَدفَعُكِ عَنْ صَوَابك – ماذا يقول لها؟ – أنْتِ عينُ الحُجَّة ومنطقُ الحكمة – عينُ الحُجَّة، يعني هي أعلى ما يُمكن أنْ يكون في مقامِ الحُجَّة، ألا تلاحظون أنَّ هذا المعنى قريبٌ من أنَّ فاطمة حُجَّةٌ على الحُجج، أليس هذهِ الكلمات تكاد أنْ تتّسقَ معَ هَذهِ المضامين؟! هذه كلماتُ أبي بكرٍ بحسبِ ما جاء في كتابِ الاحتجاج لشيخِنا الطبرسي، وفي دلائل الإمامة للمحدِّث الطبري الإمامي، لو كان هناك مُتَّسع من الوقت لوقفتُ طويلاً مع كلام أبي بكر وشرحتُهُ بغضِّ النَّظر هل أنَّ أبا بكرٍ يعتقد به أو لا، هو تكلَّم بالمستوى الَّذي كان يعرفهُ الجميعُ عن فاطمة، لأنَّ فاطمة تحدَّثت في محضرٍ عام، خطبت خطبتَها في جمعِ المهاجرين والأنصار، وبعد أنْ قالت ما قالت، كان هذا الكلامُ وهذا الحديث من أبي بكر. الَّذي أرجوه أنْ تحتفظوا بهذه المضامين ولو لفترةٍ قصيرة لأنَّني صرتُ قريباً من فاصل الأذانِ والصَّلاة بحسبِ التوقيتِ المحلّي لمدينة النَّجف الأشرف، فلا أستطيع أنْ أُكمل حديثي، أتمنَّى أنْ تُحاولوا أن تحفظوا هذهِ المعاني حتَّى أعود إليكم في الجُزء القادم من هذهِ الحلقة بعد فاصل الأذان والصَّلاة بحسبِ توقيت النَّجف، نذهب إلى الفاصل. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى فَاطِمَة وأَبِيهَا وبَعْلِهَا وبَنِيهَا والسِّرِّ المُستَودَعِ فِيَها … قبل فاصلِ الأذانِ والصَّلاة بحسبِ التوقيت المحلّي لمدينة النَّجف الأشرف آخرُ ما تحدَّثتُ بهِ أنْ قرأتُ عليكم شيئاً مما جاء في كتاب الاحتجاج للشَّيخ الطبرسي وفي كتاب دلائلُ الإمامة للمُحدِّث الإمامي الطبري، ممّا قالهُ أبو بكرٍ في محاورة الزَّهراء صلواتُ اللهِ وسلامه عليها، لا أريد أنْ أُعيدَ الكلام، أتمنّى أنْ تكون الكلمات الَّتي قالها أبو بكر وأشرتُ إلى معانيها أنْ تكون باقيةً في أذهانكم حتَّى تُقارنوا فيما بينها وبين ما مرَّ ذكرهُ في الحلقات المتقدِّمة والَّذي سألخّصه لكم بعد أنْ تُشاهدوا هذا الفيديو: [فيديو مرئي لسماحة الشَّيخ الغَزِّي من مجلس في موكب شيعة عليّ عليه السَّلام تحت عنوان: (علاقتنا بالزَّهراء): يا عبَّاس … يا عبَّاسُ … يا عبَّاس … أطفالكم في الخيام خائِفون..!! عُطاشى يرتَعبون..!! … يا عبَّاس.. إنَّها هندٌ تَأكُل أكبادَ اليتامى من جديد..!! …يا عبَّاس.. أطفالكم في الخيام خَائِفُون..!! عُطاشى يرتَعِبون..!! … يا عبَّاس.. إنَّها هندٌ تأكل أكباد اليتامى من جديد..!! صوتُ زُبيرٍ وطلحةَ ورِغاء عسكر والجموع.. عسكر اسم الجمل الَّذي ركبتهُ عائشة. صوتُ زُبيرٍ وطلحةَ ورِغاءُ عسكر والجموع.. من بعيدٍ من بعيدٍ.. نبُاح كلاب الحوأبِ وطُبُول أعراسِ النَّاكثين.. صوتُ زُبيرٍ وطلحة ورِغاءُ عسكَر والجموع.. من بعيدٍ من بعيد.. نُباحُ كلابِ الحوأبِ وطُبُول أعراسِ النَّاكثين.. ساد في الجو سُكُونٌ مُريب.. سادَ في الجوِّ سُكُونٌ مُريب.. ثُمَّ علا يصكُّ المسامع بالضجيج.. سادَ في الجوِّ سُكُونٌ مُريب.. ثُمَّ علا يصكُّ المسامع بالضجيج.. وقْعُ سياطٍ شديدةٍ مُؤلِمةٍ.. ونشيجٌ خفيٌّ عجيبٌ في وسطِ الطفوف.. سادَ في الجوِّ سُكُونٌ مُريب.. ثُمَّ علا يصكُّ المسامع بالضَّجيج.. وقعُ سياطٍ شديدةٍ مؤلِمةٍ.. ونشيجٌ خَفيٌّ عجيبٌ في وسط الطفوف.. أيُّ سياطٍ هذي يا حُسين..؟! أيُّ نشيجٍ خفيٍّ عجيبٍ هذا يا حُسَين..؟! أيُّ سياطٍ هذي يا حُسين..؟! أيُّ نَشيجٍ خفيٍّ عجيبٍ هذا يا حُسين..؟! كُلُّ جراحاتك أجابت يا سُلطان الجراح.. كُلُّ ألآمك صاحت يا سيِّد الآلام.. كُلُّ جُراحاتك أجابت يا سُلطان الجِراح.. كُلُّ ألآمك صاحت يا سَيِّد الآلام.. السِّياطُ سياط قنفذ.. والنَّشيجُ نشيجُ فاطمة.. يا خُدَّام حُسينٍ..!! ندائي إليكم جميعاً أنَّى تَسمعون.. دعوا حُسيناً يسبحُ في دمه ويغرق في جُراحتهِ.. إنَّهُ قادم … قادم … قادم … بَقيَّةُ اللهِ قادم … إنِّي أسمعُ ضُباح ذات الجناح.. ضُباح الفرسِ لُهاتها.. إنِّي أسمعُ ضُباحَ ذاتِ الجناح.. يُمزِّقُ أستار الغيبةِ والحُزنُ الطويل.. إنَّهُ قادم … قادم … قادم … بقيَّةُ الله قادم … إنِّي أسمع ضُباح ذات الجناح.. يمزِّقُ أستار الغيبةِ والحزن الطويل.. خُدَّام حُسينٍ.. دعوا حُسيناً في دماه.. دعوه.. دعوهُ في دماه.. ألا تسمعون..؟! ألا تُنصتون..؟! ماذا دَهَاكُم..؟! ألا تسمعون..؟! ألا تُنصِتون..؟! ماذا دَهَاكم..؟! وقْعُ السِّياطِ يعلو يعلو يعلو يعلو.. والنَّشيجُ هو النَّشيج.. مَا هَذِهِ الغَمِيزَةُ فِي حَقِّي وَالسِّنَةُ عن ظُلامَتي..؟! أدرِكوا أُمَّ الحَسَن.. خُدَّامَ الحُسينِ.. تَصيحُ يا فضةُ أدركيني.. فقد وربِّي قتلوا جنيني.. مزَّق المسمارُ صدري.. والنَّار تلفحُ وجهي.. والسَّطْرُ آلَمَ عَيني.. مزَّق المسمارُ صدري.. والنَّار تلفحُ وجهي.. والسَّطْرُ آلَمَ عَيني.. ونَعْلُ السيفِ شَقَّقَ جَنبي.. والمُحسِنُ المذبوحُ فَتَّتَ قَلبِي.. والعَصْرُ كَسَّر ضِلعِي.. والرَّفسُ والرَّكْلُ يُؤلِمُني.. آآآآهٍ يُؤلِمُني..!! خَاصرتي من رفسهِ مُزْرَقَّةٌ تُؤلِمُني.. والرَّفسُ والرَّكْلُ يُؤلِمُني.. آآآآهٍ يُؤْلِمُني..!! خَاصِرَتي من رَفْسهِ مُزْرَقَّةٌ تُؤلِمُني.. والقومُ تَهزَأُ بي … تَسْخَرُ منِّي … وتَشتُمُني … وقُنُفذُ بالسَّوطِ لا زالَ يَضربُني.. لا زالَ يضرِبُني … لا زَالَ يَضرِبُني … وكثيرٌ من عَمائِمكُم يا شِيعتي..!! أعني العمائم الكبيرة، الكبيرة جدَّاً لا الصَّغيرة .. وكثيرٌ من عمائمكم يا شيعتي..!! بلسانِ الجهلِ والتقصيرِ تصفَعُني.. في كُلِّ يومٍ تُشدِّدُ الصَّفع على وجهي وتَلطُمُني.. وصفعتهم أقوى وأنكى وأخزى من صَفَعةِ القومِ.. إنَّها تُؤلِمُني تُؤذيني تُؤرِّقُني..!! فالقنفذُ الشِّيعيُّ بالفكرِ… والدَّرسِ.. والتأليفِ.. وبحثِ الخارجِ.. والتقريراتِ.. والمنبرِ.. والفضائيَّاتِ.. والفتاوى العجيباتِ الغريباتِ.. وأحزابِ السِّياسة والتفاهاتِ.. لا زال يَضرِبُني.. القنفذ الشِّيعيُّ في كُلِّ يومٍ لا زال يضربني..!! يا خُدَّامَ حُسينٍ.. ما هذهِ الغَمِيزَةُ فِي حَقِّي والسِّنَةُ عن ظُلامَتِي.. فقنفذُ السَّقيفة وقَنافذُ العصرِ من شيعةٍ أو غيرها.. تحالفوا … تَضَافروا … ولا تنسوا كلمة سيِّد الأوصياء صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه حين وقف على قبرِ الصدِّيقة الكُبرى يُخاطب رسول الله: (وسَتُنَبِّئُك ابنَتُك بِتَضَافُرِ أُمَّتِكَ عَلَى هَضمِهَا)، الأُمَّة مُتضافرة مُتَّفِقة. فقنفذُ السَّقيفة وقنافذُ العصرِ من شيعةٍ أو غيرها.. تحالفوا … تضافروا … توافقوا … تهافتوا … على ضَربي وصَفعي وإهانتي وإنكارِ فضلي وحقِّي وظُلامتي.. وعانقوا أعدائي وهبّوا جميعاً للدِّفاعِ عن قَتَلَتي.. فأين حُبِّي وولايتي..؟! يا خُدَّام حُسينٍ ولدي ومهجتي.. القنفذُ الشيعي يا خُدَّام حُسينٍ بالفكرِ والدَّرس والسِّياسة والرِّئاسة الدِّينيَّة أو الدُّنيوية..!! والإعلامِ والخطابةِ والمنابرِ والاجتهادِ والفتاوى وحرب أوليائي لا زال يضربني..!! وقنفذُ السَّقيفة بالسَّوط لا زالَ يضربني..!! إنَّهُ يُوجِعُني.. يُؤلِمُني.. يشتُمُني.. برجلهِ يرفُسني.. السَّوطُ يلسَعُني.. قنفذُ لا زال يَضربني.. بقيَّةَ الله … بقيَّةَ الله … أَدرِك أدرِك بَتُولَك أيُّها الموتُورُ.. أَدرِك بَتُولَك أيُّها الموتُورُ.. السَّوط يؤلِمُها.. الضَّربُ أَنْهَكَها.. يا أيُّها المنصورُ.. الرَّكل والرَّفس أسقطها.. أرضاً وأوقعها.. الشَّتمُ والسَّبُّ يجرحها.. النَّارُ تلفحها.. يا أيُّها المذخورُ.. أَدرِك أدرِك بَتُولَك أيُّها الموتُورُ.. والأثرُ الباقي كَمِثلِ الدُّملُجِ.. فِي عَضُدِ الزَّهراء أقوى الحُجَجِ.. وَمِن سَوادِ مَتنِها اسودَّ الفضا … يا زَهْرَّاء … (هَل مِن نَاصِرٍ يَنصُرُ فَاطِمة..؟!) ]. تُلاحظون أمامي مجموعةَ أوراقٍ هذهِ الأوراقُ الَّتي على الطاولةِ بين يدي مُلاحظاتٌ كتبتها حينما أذهبُ إلى البيت بعد أنْ أُكمل عملي هنا في القناة وبعد تقديمِ كُلِّ حلقةٍ من مجموعةِ حلقات: (لبَّيكِ يا فاطمة)، أكتبُ مُلاحظةً أو مُلاحظتين بحسبِ الموضوع الَّذي طَرحتهُ في تِلك الحلقة فيما يَرتبطُ بِظلامةِ الصدِّيقة الطاهرة في الوسط الشِّيعيّ خُصوصاً بين عُلمائنا ومراجعُنا الكبار لا يرتّبون أثراً على كلِّ ذلك!! فسجَّلتُ مجموعةً من الملاحظات وصلت إلى ستّين ملاحظة، قَطعاً ليس هُناك ملاحظة عن كُلِّ حلقة وإنَّما الحلقات الَّتي تحدَّثتُ فيها وبشكلٍ خاص عمَّا جاء مذكوراً في كُتُبِ عُلمائنا ومراجعنا وما قدَّمتهُ من وثائق وحقائق عِبر الكُتُب والمصادر أو عبر الفيديوات والتسجيلات وغير ذلك، فتكوَّن هذا التقرير، هذا التقرير خُلاصة لِمَا تقدَّم ذكرُهُ في مجموعة حلقات: (لبَّيكِ يا فاطمة)، يتناولُ ظُلامة الصدِّيقة الطاهرة..!! سوف أذكرهُ لكم بشكلٍ موجز من دون ذكرِ أسماء الكُتب والمصادر ومن دونِ ذِكر أصحاب هذهِ الأقوال فَقد مرَّ تفصيلُ القول في الحلقاتِ المتقدِّمة بكُلِّ ما لهُ عَلاقةٌ بهذهِ العناوين، بهذهِ الملاحظات الَّتي سأعرِضُها بين أيديكم، هو تَذكيرٌ إجماليٌ وتَلخيصٌ لِمّا تقدَّم ذِكره بشكلٍ مُفصَّل وبالأسماء وبالوثائق وبالمصادر. المفروض مثل هذا التقرير أنْ يُرفَع إلى جهةٍ بعد هذا الجهد المقدَّم في مجموعة حلقات: (لبَّيكِ يا فاطمة)، لو طُبِع فإنَّهُ سيحتاج إلى مئات ومئات، يحتاج إلى مئات من الصَّفحات، وهذهِ خُلاصة، فلابُدَّ أنْ يُقدَّم هذا التقرير إلى جهة: الجهة الَّتي يُفترَض أنْ أُقدِّم لها هذا التقرير هي المؤسَّسةُ الدِّينيَّة الشِّيعيَّةُ الرَّسميَّة، المرجعيَّةُ العليا، مراجعنا الكرام، لكنَّني على يقينٍ لو أنَّني قدَّمتُ هذا التقرير لهم سيضحكون عَلَيّ وسيسخرون مني ومن تقريري، لذا فإنِّي أُقدِّم هذا التقرير عن ظُلامة الصدِّيقة الطَّاهرة في الوسط الشِّيعيّ، وبالذَّات في وسط المؤسَّسة الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الرّسميَّة وعلى رأسِها المراجع الكبار، سأُقَدِّمهُ إلى كُلِّ من يَهمُّهُ الأمر من شيعةِ أهل البيت من الرِّجال من النِّساء من الصِّغار من الكبار، لأنَّني لا أجد في الحقيقة جهةً رسميَّةً أو جهةً فاعلةً في الواقع الشِّيعي يمكن أن تعبَأ بمثلِ هذا الطرح وبمثل هذا الكلام. لذا أعرض هذا التقرير بين يدي الَّذين يهمّهم هذا الأمر، لا أدري مَن هُم؟! من الرِّجال، من النِّساء، من الصِّغار، من الكِبار، إلى من يهمُّه أمرُ فاطمة هذا التقرير: بشكل موجز ومُختصر: كيف هي عقيدةُ المؤسَّسةِ الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الرّسميَّة بفاطمة خصوصاً المراجع الكبار؟ وقد بيَّنتُ كُلَّ ذلك بالوثائق والحقائق: o فاطمة تسهو في صلاتها! o فاطمة تنام عن صلاتها! o عقلها ليس مكتملاً من البداية! لا أدري متى يكتمل عقلُها ولكن من عُلمائِنا مَن قال إنَّ الأَئِمَّة لنْ تكتملَ عُقولهم حتَّى يكونوا أَئِمَّة، وإنَّما يكون الإمامُ إماماً بعد شهادةِ الإمامِ السَّابق، وكذاك النَّبيّ لن يكتملَ عقلُه حتَّى يُبعَث، فاطمة متى يكتمل عقلها؟ لا أدري! ولكن بحسب ما قالوا عقلُها ليس مُكتمِلاً من البداية! o العصمةُ ليست لازمةً لها من البداية! يعني ليست معصومةً من أوَّل حياتها ولكن هناك نقطة تبدأ منها العصمة متى؟ لا أدري! باعتبار أنَّ النبي عصمتُه تبدأ وتكون لازمةً لهُ من البعثة، وكذاك الأَئِمَّة من بدايةِ إمامتِهم الفعليّة. o المحسن ليسَ معلوماً أنَّ لها ولد بهذا الاسم! وبالتالي ليس معلوماً أنَّها قد أسقطت المحسن. o الوثيقةُ الأهمّ كتاب سُليم وثيقة ضعيفة إلى أبعد الحدود! وبالتالي ما جرى على الصدِّيقة الطاهرة من قتلٍ ومن ظُلامةٍ شديدةٍ لا يوجد دليل على تَحقُّقِها، هو الأمر المشهور أنَّهم هدَّدوا بإحراق البيت وكفى، هذا سادساً. o سابعاً هي تنسى كلَّ شيء! يمكن أنْ تنسى أيَّ شيء ما زال خارج دائرة التبليغ ولكنَّني لا أدري هل أنَّ الزَّهراء تُعتبَر من أصحاب التبليغ أم لا، أنا حملتُ كلامَ علمائِنا على أنَّ الزَّهراء من أصحاب التبليغ، تُبلِّغ الدِّين. o تنسى كثيراً من مُتصرَّفاتها ومن شؤونها هذا ثامناً! o تنسى ما جرى عليها فيما مضى من الزَّمان! ومَن يعتقدُ خلاف ذلك فذلك ظنٌّ واعتقادٌ فاسدٌ، يعني من يعتقد أنَّ الزَّهراء لا تنسى ما جرى عليها فيما مضى من الزَّمان فهذهِ عقيدةٌ فاسدة، فهي تنسى كثيراً من متصرَّفاتها وتنسى ما جرى عليها فيما مضى من الزَّمان. o تنسى إلى الحدِّ الَّذي لا يكونُ عقلُها مُختلَّاً! ومن يعتقد خلاف ذلك فتلك عقيدةٌ فاسدة وآثمٌ الَّذي يظنّ من أنَّ الزَّهراء صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليها على خِلافِ ذلك، وإنَّما هي تَنسى خارج دارة التبليغ إلى الحدِّ الَّذي لا يكون عقلها مختلَّاً. o يمكن أنْ تكون مُجحِفةً في قضيّة الأموال! في التعامل مع الأموال ربما أجحفت في تعاملها أو في تقسيمها أو في أخذها للأموال. o خُمسُها لا يشترَط أنْ نصرفَه بحسب رضاها! هذا الكلام كُلُّه كلام مراجع الطائفة من الطراز الأوَّل وقد قرأتُ كلامَهم من كتبِهم، أنا الآن أختصر من دون كتب ومن دون أسماء، الكتب والأسماء موجودة أمامي، فَخُمسُها وأموالُها لا يُشترَط إذا ما تصرَّفنا بها أنْ نَصرِفها بحسب رضاها. o وهي لا تحفظُ النُّصوص كاملةً فإنَّها تحفظ الأحاديث بالمعاني! o ولا تعرفُ مِقدار الكرّ! والَّذي لا يعرفُ مقدار الكُرّ يمكن أنْ لا يعرف أشياءً أُخرى أيضاً من أحكام الشَّرع، لكن بحسبِ نَصِّ مَرجعٍ كبيرٍ من مراجعنا فهي لا تعرفُ مقدار الكُرّ، يعني لا تعرفُ أحكام الطهارة والنجاسة. o منزلتُها دون منزلة الحسن والحسين لماذا؟ لأنَّ عُمرها كان قصيراً، فعِبَادتها قليلة وآلامُها كَانت قليلة بسبب قِلَّة عمرها بالقياس إلى الحَسنِ والحُسين، فعبادتُها قليلة وآلامها وأحزانها وبلاؤها كان قليلاً، من هنا كَانت منزلتُها دون منزلة الحَسنِ والحُسين صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين، واللهِ كُلُّ هذا هو كلام كبار مراجع الطائفة من الطراز الأوَّل. o منزلتها دون منزلة جميع المعصومين فهي في آخر المراتب إذ ليس الذَّكر كالأُنثى! o السيِّدةُ مريم هي سَيِّدةُ نساء العالمين وهي أفضل من الزَّهراء والزَّهراء تأتي بعدَها! o أنا وأنتم يمكننا أنْ نكون بمرتبة الزَّهراء، كالزَّهراء في المستوى العقلي وفي العمل! فبإمكاننا أن نُدرِك ما يدركون وأنْ نعمل كما يعملون. o الزَّهراء لابُدَّ لها من غفلةٍ تُصيبها! فلا تعلم كُلَّ شيء ولا تتوجَّه لِكُلِّ شيء، لابُدَّ لها من غفلة، نعم هي إذا أرادت أن تعلم يمكن أنْ تعلم ولكن لابُدَّ من غفلةٍ تُصيبُها، ذلك أمرٌ ضروريٌ بالنسبة للزَّهراء، قطعاً هذا الكلام أساساً هم المراجع تحدَّثوا به عن عموم المعصومين، لكنَّني هنا أنا أتحدَّث عن الزَّهراء. o الزَّهراء بحاجة إلى التجارب والمعاناة في الحياة حتَّى تتكامل! ومن دون التجارب والمعاناة لا تتكامل ولا تستطيع أنْ تُدير الأمور إذا أرادت أن تُدير الأمور، فهي محتاجةٌ إلى المرور بتجارب كثيرة ومُعاناة واِبتلاءات تواجهها في هذهِ الحياة. o وهي أيضاً بحاجةٍ إلى إعدادٍ نفسي وإعدادٍ فكري! كي تتمكَّن من مواكبة مشروعِ مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين. o مثل ما النَّبي عانى من فراغ عاطفي فهي الأخرى أيضاً يمكن أنْ تُعاني من فراغ عاطفي! النَّبي عانى من فراغٍ عاطفي بسبب فقدانهِ لأُمِّه هي أيضاً يمكن أنْ تُعاني من فراغٍ عاطفي ونقصٍ في الحنان بسببِ فقدانها لأُمِّها. o الصَّلاةُ عليها منَّا حين نُصلِّي عليها فإنَّ ذلك يرفع درجتَها! بحيث أنَّ الملائكة تنقُلها يومياً من بيت إلى بيت كلَّما صلَّى المصلّون عليها، والملائكة تخبرها بأنَّه عليكِ أنْ تخرجي من هذا البيت، من هذا القصر، إلى قصرٍ آخر لأنَّني مثلاً أنا جنابي أو جناب أيّ واحد منكم صلَّى على الزِّهراء فيؤدّي ذلك إلى رفعِ درجتها فصلاتُنا عليها ترفع درجتَها. o صلاتُنا تنفعها! بحيث إذا كانت الزَّهراء تمتلك مليار دار إذا أنا صليت عليها فإنَّها ستمتلك داراً جديدة فوق المليار دار! o يتكامل إيمانُها! لأنَّ إيمانَها أساساً إيمانٌ ناقصٌ ولذلك فهو بحاجةٍ إلى تكامل! o هي بحاجةٍ إلى تثبيتِ قلبِها! فقلبُها ليس في حالةٍ من الثَّبات والاستقرار وبحاجةٍ إلى تثبيتٍ دائم. o إذا أردنا أنْ نتوسَّل الأفضل أن لا نتوسَّل بها فالتوسّل بالاسم الأعظم هو الأفضل، لأنَّ الزَّهراء ليست هي الاسم الأعظم. o حبُّ الزَّهراء ليست لهُ قِيمة ذاتيّة! بحيث أنَّ الَّذي يحبُّ الزَّهراء لا يكون هُناك فارق فيما بينهُ وبين الَّذي لا يُحبُّ الزَّهراء إذا كانا مُتساويين في العمل فحُبُّها ليست لهُ قيمة ذاتيّة. o الزَّهراء انقطعت منذ 1300 سنة عن المشروع الحسيني وعن المشروع المهدوي وهي في العالم الآخر ولا علاقةَ لها بالواقعِ الَّذي نحن فيه! o مُصيبةُ الزَّهراء هي دون ما جرى في الحروب الصليبيّة وسقوط الأندلس! هذا الكلام يتكلَّمهُ كبار المراجع وكبار العلماء وكبار المفكِّرين، وكُلُّ هذا مرَّ في حلقات البرنامج. o الزَّهراء أُميَّةٌ لا تقرأ ولا تكتب لأنَّها لم تذهب إلى المدرسة! فقد قالوا هذا الكلام عن رسولِ الله بأنّه كان أُميَّاً لأنَّهُ لم يذهب إلى المدرسة، فالزَّهراء في أيِّ مدرسة دَرَست؟ الزهراءُ أمِّيةٌ لا تقرأ ولا تكتب لأنَّها لم تذهب إلى المدرسة، نعم إذا كانت قد ذهبت بعد ذلك إلى المدرسة يمكن أن تكون قد تعلَّمت القراءة والكتابة. o الزَّهراء تخرج عن حدود الآداب في بعض الأحيان! وقد خرجت عن حدود الآداب مع أمير المؤمنين. o الزَّهراء تُغضِبُ النَّبي ويقول عنها إنَّها تلبسُ لباس الجبابرة! o الزَّهراء دكتاتورية كأبيها فأبوها كان دكتاتورياً! هذا كلام المراجع مراجع أموات وأحياء، ولا تنسوا حين نقول فلان دكتاتور يعني أنّه جَمَعَ كُلَّ المفاسد. o الزَّهراء في قبرها تُراب وعظام بالية! لذلك إذا أردنا أنْ نزورها فإنَّنا نزورُ موقفاً وإلَّا في الحقيقة هي تُراب وعظام بالية. o قَتَلَةُ الزَّهراء هُم أبناءُ عَمِّ أمير المؤمنين وهُم جَميعاً رِفاق سِلاح وهُم حَمَلة القُرآن إلى غير ذلك من هذا الهراء! o الزَّهراء ليست مُنزَّهة عن الطَّمث لأنَّ هذا يُشكِّل عيباً ومرضاً بحاجةٍ إلى علاج! فإذا كانت فعلاً مُنزَّهةً عن الطمث فهي بحاجةٍ إلى علاج وإلى مراجعة الطبيب ومع ذلك فإنَّ الاعتقاد بمثل هذا الأمر هو سخافةٌ من القول والفكر. o الزَّهراء دَمُها نجس في حياتها وحتَّى بعد شهادتها فدماؤها نجسة! هذا كلام عُلماء الشِّيعة ومراجع الشِّيعة وخُطباءُ الشِّيعة وفقهاءُ الشِّيعة، وهذا الكلامُ ليس خاصَّاً بواحد أو اثنين، أنا قرأت لكم الأسماء بالعشرات. o في قتلها، في قتل الزَّهراء رمزيّةٌ لذبحِ البهيميّة والأنانيّة! o الزَّهراء تسهو في الموضوعات الخارجية! يعني في صلاتها في صيامها في حَجِّها في كُلِّ شؤونها الدِّينيَّة والدنيوية، الزَّهراء تسهو في الموضوعات الخارجية، في مُختلف شؤون حياتها. o تدعو لأعدائِها! لذلك الإمامُ السَّجاد كان يدعو بدعاء أهل الثغور لبني أُميَّة، فهي كانت تدعو لأعدائِها، فعلى هذا ما جاء من الرِّوايات الَّتي تتحدَّثُ عن لعنِ الزَّهراء لأعدائها وعَن سَخَطِ الزَّهراء عليهم وعَن بيانها لعدمِ رضاها عليهم تكون هذه المعاني ليست صحيحة، فهي تدعو لأعدائِها مثلما يدعو الإمامُ السَّجاد بدعاء أهل الثغور لبني أُميَّة. o الَّذين قتلوا الزَّهراء ما هم نواصب وإنَّما غصبوا الخلافة! كحال بعض الَّذين حضروا كربلاء أيضاً ما كانوا نواصب، فالَّذين قتلوا الزَّهراء ما كانوا يبغضونها وكانوا يعرفون قدرها ولكنَّهم غصبوا الخلافة وغصبوا فدكاً، أمور دنيويّة، فما هم بنواصب ولا نُطلق عليهم هذا الوصف ولا نُرتِّب على ذلك الآثار. o فدك في محكمة الطاغوت تثبتُ للزَّهراء بِشهادةِ أمير المؤمنين! وهذا المعنى يُقرِّرهُ مَرجعٌ كبير من مراجعنا، فهل أنَّ الزَّهراء بحاجةٍ إلى شهادة أمير المؤمنين؟! أمير المؤمنين شَهِد لها بحسب الواقع الخارجي السياسي آنذاك. o الوثائق الَّتي تثبت الجريمة مثل كتاب سُليم ابن قيس وحتَّى الوثائق الأخرى في كُتب الحديث بحسب قواعد علم الرِّجال هذه الوثائق ليست صحيحة وبالتالي الجريمة منتفية! وحينما تكون الجريمة منتفية إذاً هؤلاء الَّذين نحن نعرفهم بأنَّهم قَتَلَة الزَّهراء هؤلاء أُناس أبرياء ونحن نتَّهمُهم ظُلماً. o ليس كُلّ ما يؤذيها داخلٌ في دائرة الحرام أو في دائرة السَّخط الإلهي! o لا يجبُ علينا أنْ نُحبَّها حُبَّاً شديداً! أساساً هذا الكلام ذكروه في شرائط مرجع التقليد، أنَّ مرجع التقليد لا يجبُ عليه أنْ يكون شديد الحبّ للزَّهراء وآل الزَّهراء، وليس لهُ ثباتٌ تامٌّ في معرفتِهم، فلا يجب على الشِّيعي أنْ يحبَّ الزَّهراء حُبَّاً شديداً ولا يكون لهُ ثباتٌ تامٌّ في أمرِها وفي معرفتِها، هذا لا يُشتَرَط. o الزَّهراء شابَّةٌ تعلّمت دروس النِّضال الإسلامي من أُمِّها وحرَّكتها الظروف النفسيَّة والأوضاع الناتجة عن المنافسات داخل العَائلة الكَبيرة للنَّبيّ صلَّى اللهُ عليه وآله! يعني ما يرتبط بشؤون النِّساء وغيرتهن فيما بينهن، وقد فكَّرت لمواجهة الظالمين حتَّى اختمرت الفكرة في ذهنها، بعد ذلك خرجت للمواجهة، وقد فشلت بسببِ ذكاءِ أبي بكر! فالزَّهراء فاشلةٌ فشلت حركتُها بسبب ذكاء أبي بكر، وإنَّ عمر فقط هدّد بالإحراق ولم يفعل وكلُّ ذلك جرى في العصر المفعم بالروحانيّة والحماس الإيماني واللون القُرآني المشعّ، هذهِ عبارات أنا أخذتُها من كتبِهم. قبل قليل أنا قلت لكم: حاولوا أنْ تحفظوا المضامين الَّتي قرأتُها عليكم من كتاب الاحتجاج للطبرسي ومن دلائل الإمامة، كلمات أخذتُها من محاورةِ أبي بكرٍ مع الصدِّيقة الطاهرة، قارنوا بين تلك الكلمات بغضِّ النَّظر هل كان يعتقد بها أم لا، ولكن تلك الكلمات هي الكلمات الَّتي كانت شائعة في الجوِّ العام للمهاجرين والأنصار، قارنوا بين تلك الكلمات وبين هذهِ الكلمات الفاسدة، هذا الكلام كُلُّه كلام مراجع من الطِّراز الأوَّل، هذا الكلام كلام مراجع كانوا هم الأرقام الأولى في زمانِهم، وحتَّى الآن من الأحياء بعض هذا الكلام كلام مراجع أحياء، والباقون الَّذين لم يتكلَّموا هم يعتقدون بنفس هذهِ العقائد وقد طَرحت كُلَّ ذلك بالوثائق والحقائق، راجعوا الحلقات إذا كان هذا الأمر يهمّكم. وصلنا إلى النقطة 48. o يجوز أنْ نقيم مجالس الرَّقص والغناء لأجل تحصيل الأموال لإحياءِ أمرِ الزَّهراء! في الوقت الَّذي نمنع إقامة المجالس في مُناسبةِ شهادتِها لأجلِ أنْ نُقيم مجالس للرَّقص والغناء نَجمع الأموال، حتَّى بعد ذلك نحيي مَجالس الزَّهراء صلواتُ اللهِ وسلامه عليها بحسب مؤسَّسة الكوثر التابعة للمرجعيَّة العليا، وإنَّما أشرتُ إلى هذا الاسم لأنَّ هذه القضية غريبة البعض قد يستغربُها، وهذا الموضوع أيضاً أثبتُّهُ بالأدلَّةِ والوثائق الصَّريحة الواضحة. نذهب إلى نقطة 49: o يجوز أن نُسيء الأدب معها وإليها بإضافة المعاصي إليها! مثل ما فعل مثلاً محَمَّد حسين فضلُ الله في كتابه في رحاب الدعاء، هنا مضطرّ أن أُشيرَ إلى الاسم، أنا ما أشرتُ إلى الأسماء ولكن كيف أقرِّب الفكرة، مثل ما نَسَب الذُّنوبَ الهائلة الَّتي تقصم الظهر إلى أمير المؤمنين، يجوز أن نسيء الأدب إليها بإضافة المعاصي إليها كما في كتاب في رحاب الدُّعاء لمحَمَّد حسين فضلُ الله على أساس أنَّ ذلك توضيح للقارئ، وتوضيح للمتلقّي، وبالنتيجة هو إساءة أدب بأيّ شكلٍ من الأشكال. o يمكن أن تقع في الأخطاء غير المقصودة! كما في معنى الآية: ﴿عَفَا اللّهُ عَنكَ﴾، فهذه أخطاء غير مقصودة فيمكن أن تقع الزَّهراء في أخطاء غير مقصودة. o يمكن أنْ تكون عبوسةً في وجوه المؤمنين ويشتبه عليها الأمر في تنظيم الوقت وتضييعه وارتباك واضطراب الأولويّات من جهة تحصيل النتائج الصَّغيرة على حساب الكبيرة! يعني هي لا تعرف ترتيب الأولويّات، بحيث تُقدِّم المهمّ على الأهمّ. o يمكن أن تخطئ في تقييم الأمور بسبب أنَّ الغيب محجوبٌ عنها وعدم وضوح وسائل المعرفة! وما ذلك بعيب فهذا يمكن أن يحدث في أحسن العائلات.!! o الزَّهراء امرأةٌ رساليّة وزوجها رساليٌّ حركيّ! هي لم تُقتَل والشكوك مُثارة حول ظُلامتِها، والظُلامة أيضاً غير ثابتة، وغموضُها، غموضُ شخصية الزَّهراء ناشيءٌ من عدم إثارة الزَّهراء بالنِّسبة لنا في الموقف، وإنّما نُثيرها دمعةً، والصَّحابة يُحبِّونها حتَّى الَّذين جاء بهم عمر لمهاجمة الدار، [بعد شيسوّون جايّين؟ المهم، والصحابة يحبّونها، أصلاً ما كانوا ينامون بالليل، والصحابة يحبّونها] حتَّى الَّذين جاء بهم عمر لمهاجمةِ الدار. المكتبة الشِّيعيَّة في أحسن أحوالها، وقد عرضت لكم ما كُتِب عن الزَّهراء في المكتبة الشِّيعيَّة، المكتبة الشِّيعيَّة في أحسنِ أحوالِها تتحدَّثُ عن شيءٍ من فضائلها بسطحيّةٍ معَ سلبٍ لموقعِها في منظومة العقيدة الشِّيعيَّة! وهناك من يخاف إظهارَ اسمِه على الكتاب والبقيَّة يُسيئون إليها بمختلف أنواع الإساءات، نعم هناك من يُدافع عن مظلوميّتها الحسيَّة التأريخية، يعني ما جرى بين الباب والجدار، أمَّا المظلومية الحقيقيَّة في إحراق منزلتِها فلن تجدوا أحداً يتحدَّث عن هذا الموضوع. o إنَّها تعتذرُ عن سوء أدبها مع أمير المؤمنين باتِّهامه أنَّهُ قصّر في إعانتِها وحمايتِها! وقرأتُ عليكم الكلام ومَن ذَكَرهُ، ولم يعترض على ذلك أحد، كبار علماء الطائفة، إنَّها تعتذرُ عن سوء أدبِها مع أمير المؤمنين باتِّهامه أنَّهُ قصَّر في إعانتِها وحمايتِها. o الاعتماد على روايات المخالفين في معرفة الزَّهراء وهذا هو أكبرُ سوءِ أدبٍ وحماقةٍ وقلَّةِ عقلٍ حين يُقَيَّم الإنسانُ من طريقِ كلامِ أعدائِه! خُلاصة نِتاج المكتبة الشِّيعيَّة: صُورة الزَّهراء العقائدية مبتورة ومرَّ هذا الكلام! صورة ظلامتها مبتورة! صورة جرائم قَتَلَتِها مبتورة! صورة فَهمِ كلامِها مبتورة! ماذا أقول أهلاً بكم ومرحباً في المنهجِ الأبتر..!! موالاة واتِّباع والدِّفاع عن سّيِّد قطب وتأسيس منهجٍ قطبيٍّ على مستوى التفسير والفكر والعمل السِّياسي وهو منهجٌ مُعادٍ للزَّهراء مئة بالمئة! بتأييد المرجعيات المختلفة في إيران والعراق وسائر مناطق الشِّيعة تبعاً للنَّجف وقم. تدمير واضح أو عدم اهتمام أو رفض لكُلّ الوثائق الَّتي تعيد فاطمة إلى موقعِها الحقيقي في العقيدة الشِّيعيَّة! كُلُّ ذلك يقود إلى أيِّ شيءٍ؟ يقود إلى إحراقِ منزلتِها صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليها. إهانة الزَّهراء عليها السَّلام وسوء الأدب بالحديث عنها! بنفس أسلوب النَّواصب عن إحصان الفرج وغير ذلك من الأساليب الَّتي استعملها النَّواصب ولم يستعملها الأَئِمَّةُ عليهم السَّلام. الخلاصة ما هي؟ الخلاصة من كلِّ ما تقدَّم: إذا كان هناك البعض من المشاهدين هذهِ أوَّل حلقة يشاهدها مثلاً، وهذهِ أوَّل مرَّة يسمع بمثلِ هذا الكلام عليه أن يرجع إلى ستّين حلقة، فصَّلتُ الكلام فيها بالوثائق، ما ذكرتُ كلمةً من كلِّ هذا الَّذي مرّ إلَّا بالوثائقِ والأدلَّةِ الدَّامغة، الخُلاصة الخلاصة: أولاً: إخراجُ الزَّهراء من منظومة العقائد الشِّيعيَّة عِبر إحراق منزلتِها فجاؤنا بأصول الدِّين من الأشاعرة والمعتزلة، وأضافوا الإمامة أصلاً خامساً، ثُمَّ قالوا: إنَّ الإمامة من أصول المذهب، عرَّفوا الإمامة بنفس الطريقة الَّتي يُعَرِّف بها عُلماءُ الكلامِ عند المخالفين، أضافوا إليها تحسيناً ما، وفاطمة في عقيدتِهم ما هي بإمام، والحديثُ عن الإمامة هو عن تشكيلةٍ واحدةٍ من تشكيلاتِ الإمامة، الأَئِمَّة الاثنا عشر، فأُخرِجَت فاطمةُ بالكامل من منظومة العقيدة الشِّيعيَّة. ثانياً: تخفيف الظلامة إلى أقصى حدٍّ ممكن. ثالثاً: تبرئةُ قاتليها وظالميها إلى أقصى حدٍّ ممكن. رابعاً: الانتقاص من مقامِها وإساءةُ الأدبِ معها. هناك ملاحظتان على هامش التقرير..!! التقرير انتهى إلى هنا وكما قلت إنِّي أرفعُ هذا التقرير إلى من يهمّه أمرُ فاطمة من شيعة أهل البيت، من الرجال، من النساء، من الصِّغار، من الكبار، ولا أعتقد أنَّ أحداً يهمُّه أمرُ فاطمة، لا أتصوَّرُ ذلك، ولكنَّني بالنتيجة رفعتُ هذا التقرير. هناك ملاحظتان على هامش التقرير، أُضيفُ إلى ما تقدَّم: إرهاب وإرعاب وإخافة وحرب من يُدافع عنها بنحوٍ حقيقيٍّ ويكتب في أجواء ظُلامتِها والبراءةِ من أعدائِها بنحوٍ صريح. النُّقطة الأخيرة: نُصرة الشِّيعة للمنهج الأبتر يُمثِّل أوضح مصاديق الظُّلم لفاطمة، والشِّيعة ما شاء الله على طول الخط مُوفَّقون لنُصرة المنهج الأبتر. ماذا أقول بعد ذلك؟! أُعيد عنوان الحلقة ولكنَّني على يقين، لنْ أُحصِّل على جوابٍ حقيقي لا على لقلقةِ لسان، على جوابٍ حقيقي: (هل من ناصرٍ ينصرُ فاطمة..؟!)، هذا هو عنوان التقرير: هل من ناصرٍ ينصرُ فاطمة..؟! الجواب: كلا، نعم هناك لقلقةٌ لسانيّةٌ. ربَّما يتساءلُ بعضُ المشاهدين عن وجود فانوسٍ على الطاولة بجانبي في هذه الحلقة؟ قصَّةٌ تُنقلُ عن فَيلسوفٍ من فلاسفة اليونان تُنقل عن (اديوجين) أو عن غيرهِ، من أنَّ هذا الفيلسوف اليوناني (اديوجين) كان يخرج يوميّاً في سوقِ أثينا وكان مُزدحماً بالنَّاس، يخرج وقت الزُّحام حينما ترتفعُ الشَّمس، وقت الظهيرة والشَّمس واضحة جدَّاً، الشَّمسُ في كبدِ السَّماء مشرقة منيرة، والنَّاس مُقبِلة على السوق، على البيعِ والشِّراء، وأثينا في قِمَّة ازدحامها، وهذا يأتي بين النَّاس يحملُ فانوساً ويتحرَّك بطريقةٍ وكأنَّهُ يُفتِّشُ عن شيء، فيسألونهُ عن أي شيءٍ تُفتِّش يا (اديوجين)؟ قال: إنِّي أُفتِّشُ عن إنسان! في وسط هذا الزحام الهائل يوميّاً هذا يخرج وقت الظهيرة، وقت الازدحام والسوق قائم، والشوارع مزدحمة وهذا يخرج بطريقةٍ بيدهِ الفانوس ويُفتِّش هنا وهنا، فحين يسألونه، يقول: إنِّي أُفتِّشُ عن إنسان..!! لقد حملتُ فانوسي هذا منذُ سِنين، هذا هو صديقي القديم، لقد حملتُ فانوسي هذا أُفتِّشُ يُمنةً ويسرة، يميناً ويساراً، أتعلمون أين أُفتِّش؟ إنَّني كُنت أفتشُ في وسطٍ يُقالُ لهُ الوسطُ الحُسيني!! خُصوصاً في الحسينيّات الكبيرة، لا تنسوا، الحسينيات الكبيرة الَّتي تُعلَّقُ في واجهاتِها الصُّورُ الكبيرة، خصوصاً في هذهِ الحسينيّات، كنتُ أُفتِّشُ في هذهِ الحُسينيات الكبيرة الَّتي تُعلَّق في واجهاتها الصورُ الكبيرة، أُفتِّشُّ عن ناصرٍ ينصرُ فاطمة..؟! كُنتُ أُفتِّشُ … وأُفَتِّش … وأُفَتِّش … الجواب الَّذي حصلتُ عليه: أنْ طردوني وجَبَهوني!! قطعاً أنا هنا لا أتحدَّث عن حادثةٍ تأريخيةٍ فيزيائيّة وإنَّما أتحدَّثُ عن مضمون، طردُوني وشتموني وجَبَهوني وقالوا: اغرب عن وُجوهِنا لقد أبرمتَنا بكثرةِ كلامِك، وأقرَفتَنا بشكلِكَ هذا وهندامِك، فاخرُج من بينِنا فما هذا بمكانك ومَقامك. وخرجتُ وأنا أحملُ فانوسي وأُتمتم فيما بيني وبين نفسي: هل من ناصرٍ ينصر فاطمة..؟! ولا مُجيب، لكنَّني أجبتُ نفسي وبهمسةٍ قُلتُ: لبَّيكِ يا فَاطِمَة..!! وتلفَّتُ يمنةً ويسرة، تلفَّت من هنا ومن هنا خوفاً من أنْ يسمعني أحدٌ من الَّذين يُسمَّون بالحسينيّين فيضحكوا منِّي! يضحكوا عَلَيَّ ويسخروا مني! هؤلاء الَّذين يلطمون أيَّاماً معدودةً على فاطمة لأنَّ السَّقيفة أحرقت منزلَها، وهم في الوقت نفسهِ يُحرِقون منزلتَها ويُدِيمون ويُداومون على ذلك ليلَ نهار في كُلِّ صباحٍ ومساء إلى آخرِ أعمارِهم. مهزلة؟!! نعم الحياة مهزلة، إنَّما الحياةُ الدُّنيا لعبٌ ولهو، هكذا تجري الأمور، أولائي قومٌ تحوَّلت عندهم الطقوس والشعائر إلى إمامٍ بديلاً عن إمامِ زمانِهم..!! الطقوس والشَّعائر هي وسائل لخدمةِ إمامِ زمانِنا لا أن تتحوَّل إلى إمامٍ بديلاً عن إمامِ زمانِنا صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، مشكلةٌ كبيرة!! وأما أنت يا صديقي القديم ستبقى معي وسأبقى معك لأنَّك تُذكِّرُني أيُّها الفانوس العزيز بما تقولهُ الزِّيارة الجامعةُ الكبيرة: (كَلَامُكُم نُور)، أنت تُنِيرُ لي طريقي وكلامُهم يُنير لي حياتي، فأنتَ تُنيرُ لي طريقي وكلامُهم يُنيرُ لي حياتي وعقلي وقلبي ووجداني وفطرتي..!! ماذا أقول في خاتمة حديثي؟! أتوجّه إلى الزَّهراء صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليها وأقول: يَا نَاصِرة الأَوْلِياء يَا مَنْصُورَة الأَرْضِ وَالسَّمَاء إِنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرِي يَا نَاصِرَةُ يَا مَنصُورَةُ يَا زَهْرَّاء … وختاماً أقول: (من أجل ثقافةٍ زهرائيَّةٍ أصيلة)، ستلاحظون هذا الشِّعار بديلاً عن الشِّعار السَّابق الَّذي نرفعهُ من أجل ثقافةٍ شيعيَّةٍ أصيلة، (من أجل ثقافةٍ زهرائيَّةٍ أصيلة)، الزهرائيُّون هُم شيعةُ الزَّهراء، وشيعةُ الزَّهراء لابُدَّ أنْ تكون ثقافتهم ثقافةً زهرائية، (من أجل ثقافةٍ زهرائيَّةٍ أصيلة، من أجل وعيٍ مهدويٍّ زهرائيٍّ راقٍ)، فماذا أقول في آخر عبارةٍ من عباراتي وأختمُ الحديث؟ أقول: هَل مِنْ نَاصِرٍ يَنْصرُ فَاطِمَة..؟! عَبْدُكِ القِنُّ أنا، زَهْرَائيٌّ أنا … لبَّيكِ يَا فَاطِمَة … أمَّا أنتم سنلتقي قريباً إنْ شاء اللهُ تَعَالى … وداعاً… ملخـّص الحلقة تاريخ البث : يوم الأحد 30 ذو الحجّة 1437هـ الموافق 2 / 10 / 2016م هذه الحلقة هي الحلقة الستّون وهي آخر حلقة من مجموعة حلقات (لبيّكِ يا فاطمة) والبرنامج سيتوقّف هذه الأيّام، وسنعود لاحقاً ونعلن عن ذلك إن شاء الله. ما بقي من حلقات تحت عنوان (معاني الصلاة) وعدّة حلقات تحت عنوان (ردود) وبعد ذلك تأتي الحلقة الأخيرة. ● إذا ما تمّ هذا البرنامج نكون قد أكملنا الجزء الثالث من ملف الكتاب والعترة ويبقى الجزء الرابع وعنوانه (الخاتمة) وسنُعلن عنه في وقته المناسب إن شاء الله تعالى. هذه الحلقة تحت عنوان جديد وهو: ((هل مِن ناصر ينصر فاطمة))؟! وقفة عند رواية مركزية وخطيرة ومهمّة جدّاً في كتاب [عقاب الأعمال] للشيخ الصدوق.. يرويها جابر الجعفي عن إمامنا الباقر عليه السلام، وهي: (مَن لم يعرف سوء ما أُوتي إلينا مِن ظلمنا وذهاب حقّنا وما نُكبنا به، فهو شريك مَن أتى إلينا فيما ولينا به) الرواية دقيقة جدّاً فهي لا تتحدّث عن معرفتنا بالظُلم الذي جرى على آل محمّد، هذا أمر مفروغ منه.. الرواية تتحدّث عن الآثار السيّئة المُترتّبة على ذلك الظلم الذي جرى على آل محمّد! يعني علينا أن نعرف الظلم الذي جرى على آل محمّد، وعلينا أن نتدبّر في ذلك وأن نتفكّر، وأن نستنبط الحكمة والأسرار من ذلك. ● فهناك نوعان من المعرفة: 1- معرفة بالظلم الذي جرى عليهم. 2- معرفة بالآثار السيئة المُترتّبة على ذلك الظُلم. يعني حتّى لو كان عارفاً بالظُلم الذي جرى عليهم، وكان محزوناً لأجل ذلك الظُلم ولكنّه لا يعرف الآثار السيّئة، فالإمام يعدّه شريكاً لظالم آل محمّد! ● هذه الرواية رواها جابر الجعفي، وجابر دائماً ما ينقل لنا جواهر حديث الأئمة ودرر المفاهيم.. فجابر من خواصّ علماء آل محمّد صلوات الله عليهم. هذه الرواية أنا أسمّيها من روايات أمّهات الأبواب لأنّها تؤسّس لقانون في غاية الخطورة! هذه قضيّة بالغة الخطورة في المستوى المعرفي العقائدي في أجواء أهل البيت، وقطعاً هذا الكلام الوارد في رواية جابر هو لِمَن كان يُهمّه هذا الأمر، وكان مسكوناً بإمام زمانه، وكان مسكوناً بهواجس تقوده إلى آل محمّد في ليله ونهاره وفي صباحه ومسائه.. وإلّا هذا الذي هو مشغول بأمور أخرى لا علاقة لها بآل محمّد وإن كان ينسبها هكذا ادّعاءً لآل محمّد فهو لا يُبالي حين يمرّ على هذه الرواية. ● أوضح مثال بين أيدينا للآثار السيّئة المُترتّبة على ظُلم آل محمّد عليهم السلام: هي الآثار السيّئة المُترتّبة على ظُلم الصدّيقة الكبرى في الواقع الشيعي! ظلامتها صلوات الله عليها حين أحرقوا منزلتها! وأمّا الآثار المُترّتبة على هذا الظلم فهو إخراجها صلوات الله عليها من المنظومة العقائدية الشيعية، والإتيان بمنظومة عقائدية لا علاقة لها بأهل البيت! وظُلم الصدّيقة الكبرى هو مثال.. وإلّا فالقضيّة أكبر من ذلك! وقفة عند مُقتطفات من كلام لسيّد الأوصياء بعد أن دفن الصدّيقة الكبرى عليها السلام، يقول وهو يناجي رسول الله: (أمّا حزني فسرمد، وأمّا ليلي فمُسهّد، إلى أن يختار اللّه لي دارك التي أنت بها مقيم، وسُتنبّئُك ابنتكَ بتظافر أمّتك على هضمها، فأحفها السّؤال، واستخبرها الحال، هذا ولم يطل العهد، ولم يخل منك الذّكر). ● أهل البيت حين يتحدّثون عن أمّة النبي فهم بالدرجة الأولى يتحدّثون عن شيعة عليّ وآل علي.. وحتّى إذا أعطينا لأمّة النبي المعنى العام (كلّ مَن اتّجه إلى القبلة) فالشيعة جزء من هذه الأمّة. ● أمير المؤمنين يقول (بتضافر أمّتك على هضمها) والهضم أكثر من الظُلم، الهضم: ظُلمٌ مُضاعف.. والتضافر: هو الاتّفاق والاجتماع والتواصل.. فكأنّ الأمّة بكاملها قد اتّفقت على هضم فاطمة (سواء حصل ذلك بوعي منهم أومن دون وعي) وهذا هو الذي أثبته هذا البرنامج. فإذا كنّا نحن من هذه الأمّة، فعلينا أن نتفحّص أحوالنا: هل نحن من الذين تظافروا على هضم فاطمة أم لا؟! خصوصاً مع كلّ تلك التفاصيل والوقائع والتفاصيل والكتب والوثائق الصوتية والفيديويّة والمخطوطات وغيرها من الوثائق، التي تُثبت تظافر المؤسسة الدينية الشيعية الرسمية على ظُلم فاطمة وهضمها والتقصير في حقّها وإساءة الأدب معها وإخراجها من موقعها في منظومة العقائد الشيعية، ووضعها على الحاشية! وكلّ لك مرّ بالحقائق والوثائق والدقائق! فعلينا أن نتفحّص أنفسنا: هل نحن اشتركنا مع المؤسسة الدينية في ظلمها لفاطمة أم لا. وقفة عند هذه الكلمة التي توجّهها الصدّيقة الكبرى إلينا في [عوالم الزهراء: ج2] تقول عليها السلام: (ما هذه الغميزة في حقّي والسِنة عن ظلامتي؟) لماذا تتغافلون عن الذي جرى عليّ؟ ولماذا تتناومون عن ظُلامتي؟ حينما تقولون أنّكم مؤمنون وتسكتون عن حقّي، فأنتم تغمزوني: أي تطعنون في طهارتي وفي كمالي وفي رُتبتي، يعني أنّكم تعتقدون نقيصتي.. وإلّا كيف تكونون شيعتي وأنتم تُشاركون مَن ظلمني في ظُلمي! وقفة مرور سريع على بعض كلمات أبي بكر مع الصدّيقة الطاهرة بعد أن ألقت خُطبتها المعروفة.. أقرؤه عليكم من كتاب [الاحتجاج] للطبرسي، كي تقوموا بعدها بمقارنة بين ما يتحدّث به أبو بكر وبين ما تتحدّث به المؤسسة الدينية الشيعية الرسمية.. يقول أبو بكر: (يا بنت رسول الله لقد كان أبوك بالمؤمنين عطوفاً كريماً، رؤوفاً رحيماً، وعلى الكافرين عذاباً أليماً، وعقاباً عظيما، إنْ عزوناه – يعني إن أردنا أن ننسبه ونُعرّفه – وجدناه أباكِ دون النساء، وأخا إلْفكِ – أي الأليف يعني الزوج – دون الأخلاء، آثره على كلّ حميم، وساعده في كلّ أمر جسيم، لا يحبّكم إلّا سعيد، ولا يبغضكم إلّا شقي بعيد، فأنتم عترة رسول الله الطيّبون، الخِيرة المُنتجبون، على الخير أدلّتنا، وإلى الجنّة مسالكنا، وأنتِ يا خِيرة النساء، وابنة خير الأنبياء، صادقةٌ في قولك، سابقةٌ في وفور عقلك، غيرُ مردودةٍ عن حقّك، ولا مصدودة عن صدقك..) أبو بكر – بغضّ النظر عن اعتقاده بهذه المعاني التي ذكرها أو عدم اعتقاده بها – فهو تحدّث عن الزهراء بهذه الطريقة لأنّ الكلام المناسب مع الزهراء هو هذا المستوى من الحديث.. وهذا المستوى من الحديث ليس موجوداً في جوّ المؤسسة الدينية الشيعية الرسمية! (وأنا هنا أتحدّث عن كبار مراجعنا، وعن منهجية بتراء موجودة مرّ الحديث عنها) وسألخّص ما مرّ الحديث عنه في هذه الحلقة.. سأعرض بين أيديكم خلاصة لكلّ ما تقدّم من حديث بشأن فاطمة، وأنتم قارنوا بين هذا المنطق الذي تحدّث به أبي بكر. وبين ما يقوله علماء ومراجع الشيعة. ● إلى أن يقول أبو بكر وهو يُخاطب الصدّيقة الكبرى عليها السلام: (وهذه حالي ومالي هي لكِ وبين يديكِ. لا تُزوى عنكِ ولا تُدّخر دونكِ وإنّكِ وأنتِ سيّدة أمّة أبيكِ والشجرة الطيبة لبنيك، لا ندفع ما لكِ من فضلكِ ولا يوضع في فرعكِ وأصلكِ، حكمكِ نافذ فيما ملكت يداي..) ● قول أبي بكر (وإنّكِ وأنتِ سيّدة أمّة أبيكِ) أي سيّدة الجميع: الرجال والنساء، وليس سيّدة النساء فقط. فهذا المعنى كان معهوداً في أذهان المهاجرين والأنصار وإلّا لَما تحدّث به أبو بكر.. فهذا التصوّر الناشيء في أذهان بعض كبار مراجع الشيعة وهم يُناقشون: أنّ فاطمة سيّدة نساء العالمين وليستْ سيّدة الرجال! وأنّ فاطمة ليست لها الإمامة السياسية! وأمثال هذه المطالب التافهة، من أين جاؤوا بهذا التصوّر السخيف وهذا كلام أبو بكر (عدوّ الزهراء) هكذا يتحدّث عن الصدّيقة الكبرى! هذا المعنى الذي قاله أبو بكر للصدّيقة الكبرى لو لم يكن معهوداً في أذهان الجميع لَما قاله أبو بكر.. لأنّه ليس مضطرّاً أن يقول هذا الكلام وإنّما كان عليه أن يقول الكلام الذي يكون مناسباً لمقامها بحسب ما هو متعارف في جوّ المهاجرين والأنصار. ● قول أبي بكر (والشجرةُ الطيّبة لبنيكِ) حتّى هذه العبارة عبارة دقيقة، فهو يتحدّث عن فضلها وعلوّ رتبتها على بنيها.. بينما مرّ علينا من مراجع الطائفة من قال مال مِن سخيف الكلام. ● قول أبي بكر (فأنتم عترة رسول الله الطيّبون، الخِيرة المُنتجبون، على الخير أدلّتنا، وإلى الجنّة مسالكنا) هذه المضامين هي نفسها الموجودة في الزيارة الجامعة وفي زيارة الصدّيقة الكبرى.. هذه المضامين كانت موجودة في أجواء المهاجرين والأنصار، وما كان أبو بكر هو أعلم الصحابة، بل كان من عامّة الصحابة، وكان فيهم مَن هو أعلم وأفق منه. وهذا يعني أنّ هذا المنطق الذي تحدّث به أبو بكر كان منطقاً سائداً في أجواء المهاجرين والأنصار بحيث يعرفه الجميع، ولذا نطق به أبو بكر أمام الجميع ولم يتكلّم أحد لأنّ الجميع يعرفون هذه الحقائق لكثرة ما بيّن رسول الله صلّى الله عليه وآله. وقفة عند كلام أبي بكر مع الصدّيقة الكبرى في كتاب [دلائل الإمامة] للمحدّث الطبري الإمامي.. يقول: (فقال لها أبو بكر: يا بنتَ رسول الله، أنتِ عين الحُجّة، ومنطقُ الحكمة، لا أُدلي بجوابك، ولا أدفعكِ عن صوابك) ● قول أبي بكر (عين الحجّة) يعني هي أعلى ما يُمكن أن يكون في مقام الحجّة.. أليس هذا المعنى قريبٌ مِن أنّ فاطمة هي حجّة على الحُجج؟ (عرض مقطع فيديو: مقطوعة أدبية للشيخ الغزّي تتحدّث عن “القنفذ الشيعي” الذي لا يزال يضرب فاطمة إلى يومنا هذا) مجموعة من الملاحظات وصلت إلى 60 ملاحظة، كنت أدّونها بشكل تدريجي بعد كلّ حلقة من حلقات (لبيّكِ يا فاطمة) الماضية.. وجمعت هذه الملاحظات فصارت بمجموعها تقرير أعرضه عليكم هو خلاصة لِما تقدّم ذكره في مجموعة حلقات (لبيّكِ يا فاطمة) عن ظلامة الصدّيقة الكبرى في المؤسسة الدينية الشيعة الرسمية والواقع الشيعي! سأعرض التقرير بشكل موجز من دون أسماء الكتب والمصادر وأسماء الأشخاص.. فقد مرّ التفصيل في الحلقات السابقة.. فهو تذكير إجمالي وتلخيص لِما تمّ ذكره وبالوثائق والمصادر . ● المفروض أن يُرفع هذا التقرير إلى جهة، والجهة التي يُفترض أن أُقدّم لها التقرير هي المؤسسة الدينية، المرجعية العليا.. ولكنّي على ثقّة أنّي لو قدّمت لهم هذا التقرير سيضحكون عليّ ويسخرون منّي ومِن التقرير.. ولذا فإنّي أُقدّم هذا التقرير إلى كلّ مَن يُهمّه الأمر من شيعة أهل البيت، لأنّي لا أجد جهة رسميّة أو جهة فاعلة في الواقع الشيعي يُمكن أن تعبأ بمثل هذا الطرح وبمثل هذا الكلام. إلى مَن يُهمّه أم فاطمة.: تقرير مُوجز تحت عنوان: هل من ناصر ينصر فاطمة؟! التقرير يُبيّن كيف هي عقيدة المؤسسة الدينية الشيعية الرسمية بفاطمة، خصوصاً المراجع الكبار ومن الطراز الأوّل. (وقد قرأت كلامهم من كُتبهم في الحلقات الماضية).. ملخّص التقرير في النقاط التالية: 1- فاطمة تسهو في صلاتها! 2- فاطمة تنام عن صلاتها! 3- فاطمة عقلها ليس مُكتملاً من البداية! 4- العصمة ليست لازمة لها من البداية، أي ليست معصومة من أوّل حياتها! 5- ليس معلوماً أنّ لها ولد اسمه: المحسن، ولذا ليس معلوماً أنّها أسقطت المُحسن أم لا! 6- الوثيقة الأهم في ظلامة فاطمة وهي (كتاب سُليم بن قيس) وثيقة ضعيفة إلى أبعد الحدود، وبالتالي ما جرى على الصدّيقة الطاهرة من قتل ومن ظلامة شديدة لا يُوجد دليل على تحقّقها، هو الأمر المشهور أنّهم هدّدوا بإحراق البيت وكفى! 7- الزهراء يُمكن أن تنسى أي شيء ما دام خارج دائرة التبليغ! ولا ندري هل الزهراء أساساً من أهل التبليغ أم لا! 8- الزهراء تنسى كثيراً مِن متصرّفاتها وشُؤونها! 9- الزهراء تنسى ما جرى عليها فيما مضى من الزمان، ونسيانها يكون إلى الحدّ الذي لا يكون عقّلها مختلّاً.. ومن يعتقد خلاف ذلك فتلك عقيدة فاسدة، وآثمٌ الذي يظنّ أنّ الزهراء على خلاف ذلك! 10- الزهراء يُمكن أن تكون مُجحفة في مقام تعاملها مع الأموال وأخذها وتقسيمها! 11- خُمس الزهراء وأموالها لا يُشترط – إذا ما تصرّفنا بها – أن نصرفها حسب رضاها! 12- الزهراء لا تحفظ النصوص كاملة، فإنّها تحفظ الأحاديث بالمعاني! 13- الزهراء لا تعرف مقدار الكرّ من الماء (يعني لا تعرف أحكام الطهارة والنجاسة)! 14- منزلة الزهراء هي دون منزلة ولديها الحسن والحسين؛ لأنّ عمرها كان قصيراً !فعبادتها قليلة وبلاؤها وآلامها وأحزانها كانت قليلة بسبب قلّة عمرها بالقياس إلى عمر الحسن والحسين! 15- منزلتها دون منزلة جميع المعصومين فهي في آخر المراتب، إذ ليس الذكر كالأنثى! 16- السيّدة مريم هي سيّدة نساء العالمين وهي أفضل من الزهراء والزهراء تأتي بعدها! 17- أنا وأنتم يُمكننا أن نكون بمرتبة الزهراء في المستوى العقلي وفي العمل! فبإمكاننا أن نُدرك كما يُدرك آل محمّد وأن نعمل كما يعملون! 18- الزهراء لابدّ لها من غفلة تُصيبها، فلا تعلم كلّ شيء ولا تتوجّه لكلّ شيء! 19- الزهراء بحاجة إلى التجارب والمعاناة في الحياة حتّى تتكامل، ومن دون التجارب والمعاناة لا تتكامل ولا تستطيع أن تُدير الأمور – إذا أرادت أن تُدير الأمور! 20- الزهراء بحاجة إلى إعداد نفسي وإعداد فكري كي تتمكّن من مواكبة مشروع محمّد وآل محمّد صلوات الله عليهم! 21- مثلما النبي عانى من فراغ عاطفي بسبب فقدانه لأمّه وهو صغير، فمن الممكن أن تُعاني الزهراء من فراغ عاطفي ونقص في الحنان بسبب فقدانها لأمّها! 22- الصلاة عليها منّا فإنّ ذلك يرفع منزلتها ودرجتها! 23- صلاتنا تنفعها بحيث إذا كانت الزهراء تمتلك مليار دار، فإنّه بصلاتنا عليها قد تمتلك داراً جديدة! 24- الزهراء يتكامل إيمانها لأنّ إيمانها أساساً إيمان ناقص، فهو بحاجة إلى تكامل! 25- الزهراء بحاجة إلى تثبيت قلبها فقلبها ليس في حالة من الثبات والاستقرار فبحاجة إلى تثبيت دائم! 26- إذا أردنا أن نتوسّل، فالأفضل أن لا نتوسّل بها، فالتوسّل بالإسم الأعظم هو الأفضل! لأنّ الزهراء ليست هي الإسم الأعظم! 27- حبّ الزهراء ليست له قيمة ذاتية، بحيث أنّ الذي يُحبّ الزهراء لا يكون هناك فارق فيما بينه وبين الذي لا يُحبّ الزهراء إذا كانا مُتساويين في العمل. 28- الزهراء انقطعت مُنذ أكثر من 1300 سنة عن المشروع الحسيني والمشروع المهدوي وهي في العالم الآخر ولا علاقة لها بالواقع الذي نحن فيه. 29- مصيبة الزهراء هي دون ما جرى في الحروب الصليبية وسقوط الأندلس! 30- الزهراء أميّة لا تقرأ ولا تكتب لأنّها لم تذهب إلى المدرسة! (فقد قالوا هذا الكلام عن أبيها رسول الله)! 31- الزهراء تخرج عن حدود الآداب في بعض الأحيان.. وقد خرجت عن حدود الآداب مع أمير المؤمنين! 32- الزهراء تُغضب النبي، ويقول عنها أنّها تلبس لباس الجبابرة. 33- الزهراء دكتاتوريّة كأبيها، فأبوها كان دكتاتورياً. (ولا تنسوا حين نقول عن شخص أنّه دكتاتور: يعني أنّه جمع كلّ المفاسد)! 34- الزهراء في قبرها تراب وعظام بالية، لذلك إذا أردنا أن نزورها فإنّنا نزور موقفاً، فهي في قبرها (المُضيّع) عظام بالية! 35- قَتَلة الزهراء هم أبناء عمّ أمير المؤمنين وهم جميعاً رفاق سلاح، وهم حملة القرآن! إلى غير ذلك من هذا الهراء! 36- الزهراء ليست مُنزّهة عن الطمث، لأنّ هذا يُشكّل عيباً ومرضاً بحاجة إلى علاج! ومع ذلك فإنّ الإعتقاد بنزاهة الزهراء عن الطمث هو سخافة من القول والفكر! 37- الزهراء دمها نجس في حياتها، وحتّى بعد شهادتها! 38- في قتل الزهراء رمزية لذبح البهيمية والأنانية! 39- الزهراء تسهو في الموضوعات الخارجية (يعني في صلاتها في صيامها في حجّها، في كلّ شؤونها الدينية والدنيوية)! 40- الزهراء تدعو لأعدائها، لذلك الإمام السجاد كان يدعو بدعاء أهل الثغور لبني أميّة! فهي كانت تدعو لأعدائها! 41- الذين قتلوا الزهراء ما هم نواصب! وإنّما غصبوا الخلافة، وفدك وأمور دنيوية! كحال بعض الذين حضروا كربلاء لقتال الحسين فهم ليسوا نواصب! 42- فدك في محكمة الطاغوت تثبت للزهراء بشهادة أمير المؤمنين! 43- الوثائق التي تُثبت الجريمة مثل كتاب سُليم بن قيس، وكذلك الوثائق الأخرى.. هذه الوثائق ليستْ صحيحة، وبالتالي تكون الجريمة مُنتفية، فهؤلاء الذين نحن نعرفهم أنّهم قَتَلة الزهراء هم أبرياء ونحن نتّهمهم ظُلماً! 44- ليس كلّ ما يُؤذي الزهراء داخلٌ في دائرة الحرام وداخل في دائرة السخط الإلهي! 45- لا يجب علينا أن نُحبّ الزهراء حبّاً شديداً ! (وهذا الكلام أساساً ذكروه في شرائط مرجع التقليد، وأنّ مرجع التقليد لا يجب عليه أن يكون شديد الحبّ للزهراء وآل الزهراء ولا يجب عليه أن يكون ذا ثبات تام في أمر آل محمّد! 46- الزهراء شابّة تعلّمت دروس النضال الإسلامي من أمّها، وحرّكتها الظروف النفسيّة والأوضاع الناتجة عن المنافسات داخل العائلة الكبيرة للنبي صلّى الله عليه وآله. (يعني ما يرتبط بشؤون النساء وغيرتهنّ فيما بينهن)! وقد فكرّت في مواجهة الظالمين حتّى اختمرتْ الفكرة في ذهنها، وبعد ذلك خرجت للمواجهة، وقد فشلتْ حركتها بسبب ذكاء أبي بكر! 47- أنّ عمّر هدّد بالإحراق ولم يفعل، وكلّ ذلك جرى في العصر المفعم بالروحانية والحماس الإيماني والّلون القرآني المُشع! 48- يجوز أن نقوم بمجالس الرقص والغناء لأجل تحصيل الأموال لإحياء أمر الزهراء، في الوقت الذي نمنع إقامة المجالس في مناسبة شهادتها لأجل أن نقيم مجالس الرقص والغناء حتّى بعد ذلك نُحيي مجالس الزهراء – بحسب مؤسسة الكوثر التابعة للمرجعية الشيعية – وهذا الموضوع أيضاً أثبتّه بالوثائق. 49- يجوز أن نُسيء الأدب مع الزهراء وإليها بإضافة المعاصي إليها (كما صنع السيّد محمّد حسين فضل الله في كتابه: في رحاب الدعاء) وهو يتحدّث عن أمير المؤمنين عليه السلام ونسب الذنوب التي تقصم الظهر إلى أمير المؤمنين – بمبرر أنّ ذلك توضيح للقارئ والمتلقّي! 50- يُمكن أن تقع الزهراء في الأخطاء غير المقصودة كما في معنى آية {عفا الله عنك }! 51- يُمكن أن تكون الزهراء عبوسة في وجوه المؤمنين، ويشتبه عليها الأمر في تنظيم الوقت وتضييعه، وارتباك واضطراب الأولويات من جهة تحصيل النتائج الصغيرة على حساب الكبيرة! (يعني أنّها لا تعرف أن تُرتّب الأوّلويات بحيث تقدّم المهم على الأهم)! 52- يُمكن أن تُخطئ في تقييم الأمور بسبب أنّ الغَيب محجوب عنها وعدم وضوح وسائل المعرفة، وما ذلك بعيب! 53- الزهراء امرأة رساليّة وزوجها رسالي حركي! وهي لم تُقتل، والشكوك مثارة حول ظلامتها، وغموض شخصيتها ناتج من عدم إثارة الزهراء بالنسبة لنا في الموقف، وإنّما نُثيرها دمعة! والصحابة يُحبّون الزهراء حتّى الذين جاء بهم عُمر وهجموا على دارها كانوا يُحبّونها ! 54- المكتبة الشيعية في أحسن أحوالها تتحدّث عن شيء من فضائل الزهراء بسطحيّة، مع سلب لموقعها في منظومة العقيدة الشيعية، وهناك مَن يخاف إظهار اسمه على الكتاب!.. أمّا البقيّة فيُسيئُون إليها بمختلف أنواع الإساءات! نعم هناك مَن يُدافع عن مظلوميّتها الحسيّة التأريخية (يعني ما جرى بين الباب والجدار) أمّا المظلومية الحقيقية في إحراق منزلتها فلن تجدوا أحداً يتحدّث عن هذا الموضوع! 55- الزهراء تعتذر عن سوء أدبها مع أمير المؤمنين باتّهامه أنّه قصّر في إعانتها وحمايتها! 56- الاعتماد على روايات المخالفين في معرفة الزهراء وهذا هو أكبر سوء أدب وحماقة وقلّة عقل حين يُقيّم الإنسان من كلام أعدائه! 57- خلاصة نتاج المكتبة الشيعية: صورة الزهراء العقائدية مبتورة، صورة ظلامتها مبتورة، صورة جرائم قتَلَتها مبتورة، صورة فهم كلامها مبتورة! 58- موالاة واتّباع والدفاع عن سيّد قطب، وتأسيس منهج قطبي على مستوى (التفسير، والفكر، والعمل السياسي) وهو منهج معادي للزهراء 100% بتأييد المرجعيّات المختلفة، في إيران والعراق وسائر مناطق الشيعة تبعاً للنجف وقم! 59- تدمير واضح أو عدم اهتمام، أو رفض لكلّ الوثائق التي تُعيد فاطمة لموقعها الحقيقي في العقيدة الشيعية! وكلّ ذلك يقود إلى إحراق منزلتها صلوات الله عليها! 60- إهانة الزهراء عليها السلام وسوء الأدب بالحديث عنها بنفس أسلوب النواصب (عن إحصان الفرج وغير ذلك من الأساليب التي استعملها النواصب ولم يستعملها الأئمة عليهم السلام)! الخلاصة من كلّ ما تقدّم: ● أولاً: إخراج الزهراء من منظومة العقائد الشيعية عِبر إحراق منزلتها! ● ثانياً: تخفيف الظلامة إلى أقصى حدّ ممكن! ● ثالثاً: تبرئة قاتليها وظالميها إلى أقصى حدّ ممكن. ● رابعاً: الانتقاص من مقامها وإساءة الأدب معها. التقرير انتهى إلى هنا.. وهناك ملاحظتان على هامش التقرير، وهما: 1- إرهاب وإرعاب وإخافة من يُدافع عن فاطمة بنحو حقيقي، ويكتب في أجواء ظلامتها والبراءة من أعدائها بنحوٍ صريح! 2- نصرة الشيعة للمنهج الأبتر يُمثّل أوضح مصاديق الظلم لفاطمة! ربّما يتساءل بعض المشاهدين عن وجود فانوس بجانبي في هذه الحلقة.. وقبل أن أبيّن سبب وجوده أذكر لكم هذه القصّة التي تُنقل عن فيلسوف من فلاسفة اليونان (اديوجين) كان يحمل أيضاً فانوساً معه حين يخرج للسوق في وقت الظهيرة، وسبب حمله لهذا الفانوس في وضح النهار)! وأنا أقول: لقد حملتُ فانوسي هذا منذ سنين أُفتّش يميناً وشمالاً في وسط يُقال له (الوسط الحسيني) خصوصاً في تلك الحُسينيّات التي تُعلّق في واجهاتها الصور الكبيرة، أفتّش فيها عن ناصر ينصر فاطمة فما وجدت!! كنتُ أفتّش وأفتّش.. والجواب الذي حصلتُ عليه هو أنّهم طردوني وجبهوني وشتموني، وقالوا اغرب عن وجوهنا لقد أبرمتنا بكثرة كلامك، وأقرفتنا بشكلك هذا وهندامك، فاخرج من بيننا فما هذا بمكانك ومقامك! (علماً أنّي هنا لا أتحدّث عن حادثة تأريخية فيزيائية، وإنّما أتحدّث عن مضمون) وخرجت وأنا أحمل فانوسي وأُتمتم فيما بيني وبين نفسي: هل من ناصر ينصر فاطمة؟! وقد أجبت نفسي، وقلت: (لبيكِ يا فاطمة).