الجزء الثالث … الكتاب الناطق – الحلقة ٣٠ – مقتل الميرزا محمّد الإخباري (ره)

صور

فيديو

 

 

يوتيوب

 

 
 

اوديو

 

 

مطبوع

 

 

ملخـّص الحلقة

تاريخ البث : يوم الجمعة 8 جمادى الأخرى 1437هـ الموافق 18 / 3 / 2016م

  • هذه الحلقة سأجعل عنوانها: (الجريمة الّتي يُحاوَل إخفاؤها بقدر ما يمكن!!)

  • إنّها جريمة بشعة ارتُكبتْ في أجواء المؤسّسة الدّينيّة، وبإشراف المرجعيّة الشّيعية العليا في عصرها، وهي:
  • (مقتل الميرزا محمّد الاخباري رضوان الله تعالى عليه)
  • جريمة غاية في القسوة، وغاية في البشاعة، نُفّذت بإسم أهل البيت عليهم السّلام، افتراءً وكذباً، ودجلاً، نفّذتها المرجعيّة الشّيعيّة بكلّ اصرار وعناد، ووعيٍ منها بما تفعل..!!!

  • الّذي دفعني للحديث عن هذا الموضوع أمران:

  • ● الأمر الأوّل: تكملة البحث المُتقدّم، فقد صارت الصّورة واضحة لديكم مِن اختراق الفكر الشّافعي وفكر ابن عربي وسيّد قطب، لساحة الثّقافة الشّيعية، وقد حصل ذلك بأيدي مراجعنا.
  • ● الأمر الثّاني: هو سُؤال يطرح نفسه:
  • لماذا لم يتعرّض أحدٌ مِن الشّيعة عبر التّأريخ لهذه القضيّة..؟ (أن يتناول مسألة التّأثر بالفكر الشّافعي وفكر ابن عربي، و فكر سيّد قطب، ويُشير إلى اختراق هذه الاتّجاهات من الفكر المخالف لساحة الثّقافة الشّيعية؟! فقليل هم مَن تحدّثوا عن هذه القضّية..؟!)
  • الجواب : سيتّضح من معاملة المؤسّسة الدّينية لكلّ مَن يتصدّى لبيان هذا الأمر.

  • الميرزا الإخباري هو أحد الّذين تحدّثوا عن هذا الموضوع وهو تأثّر السّاحة الشّيعيّة بالفكر المخالف لأهل البيت، وبعبارة أخرى: (الصّراع الإخباري الأصولي). فالاخباريون يُشْكلون على الأصوليين أنّهم أخذوا فقههم واستنباطهم وأصولهم ورجالهم ودرايتهم أخذوها عن أعداء أهل البيت، والميرزا الاخباري رمز مِن رموز هذا الصّراع.

  • وقفة عند كتاب (قصص العلماء) للميرزا محمّد سليمان التّنكابني، فيها عرض موجز لصور ونماذج مختلفة ممّا جاء في ترجمة الشّيخ جعفر كاشف الغطاء

  • — كاهتمامه بتقييم موائد وولائم الطّعام، ومن ثمّ بيع هذه الموائد على أصحابها إذا دُعي إلى وليمة!!
  • — وظاهرة كثرة الأكل والتّلذذ بالشّهوات!!
  • — وتناول الطّعام في السّوق!! وغيرها من الصّور الّتي يعتبرها العلماء كرامات للشّيخ جعفر..!!!
  • مع عرض نماذج من بعض فتاويه الفقهية الغريبة.

  • الميرزا الإخباري كان نابغة من النّوابغ، وموسوعة في مختلف ثقافات عصره، وكان ينتقد المؤسّسة الدّينية، وينتقد الوضع الّذي عليه علماء المدرسة الأصوليّة، ويُشير إلى أنّ المجتهدين، والفقهاء الأصوليّين قد تأثّروا بالفكر المخالف لأهل البيت عليهم السّلام.

  • وقفة عند كتاب (العبقات العنبريّة في الطَّبقات الجعفرية) للمرجع الشّيعي الشّيخ محمّد حسين كاشف الغطاء، وهو كتاب يتحدّث عن أسرة آل كاشف الغطاء (عن الشّيخ جعفر كاشف الغطاء، وأولاده) ولأجل هذا جاء ذكر [الطّبقات الجعفريّة] في عنوان الكتاب.. تضمّنت الوقفة حديث عن العداء الشّديد الّذي كان عند الشّيخ جعفر كاشف الغطاء لجماعة الإخباريين، وعلى الخصوص العداء الشّديد للميرزا الإخباري.

  • الشّيخ جعفر كان شديد التّعصّب على جماعة الإخباريين، خصوصاً المتأخرين، ومنهم الميرزا الإخباري، مع أنّ كل الّذي فعله الإخباريون هو أنّهم دعوا للتّمسك بحديث أهل البيت -بغضّ النّظر هل نتّفق معهم أو نختلف معهم- فالإخباريون هم الّذين حفظوا حديث أهل البيت عليهم السّلام، فلو تُرك الأمر للمدرسة الأصوليّة لَما بقي شيءٌ من حديث أهل البيت؛ لأنّ الأصوليّين لا يعبؤون بحديث أهل البيت، ولا يعبؤون بجمعهِ ولا بحفظهِ، ولا يعبؤون بجميع شؤونات حديث أهل البيت.

  • سُؤال يطرح نفسه: نحن نُشكل على مُخالفي أهل البيت حينما يطرحون منهجيّة الصّحابة وعدالتهم، ويُريدون منّا أن نعود إلى الصّحابة ونأخذ الشّرعيّة من الصّحابة، فنحن نقول لهم:

  • أنّ الصّحابة لعن بعضهم بعضاً، وسبّ بعضهم بعضاً، وقتل بعضهم بعضاً، وعادى بعضهم بعضاً، فكيف تثبت لهم الوراثة والحجيّة عن رسول الله..؟ في حين أنّ الأمر نفسه ينطبق على علماء ومراجع الشّيعة أيضاً، فعلماء ومراجع الشّيعة أيضاً عادى بعضهم بعضاً، وسبّ بعضهم بعضاً، وقتل بعضهم بعضاً، فكيف تثبت النّيابة لهم عن إمام زماننا..؟!

  • لو أردنا عمل مُقارنة بين موسوعيّة الميرزا الإخباري، وبين الكتب الّتي ألّفها العلماء الّذين قتلوه، والّذين لعنوه، والّذين خالفوه، سنجد أنّ فارقاً كبيراً بين موسوعيّة الرّجل وعلم الرّجل وبين أولئك الّذين قتلوه ولعنوه وكفّروه.

  • وقفة عند ما جاء في رسالة (المسائل والأجوبة) للشّيخ جعفر كاشف الغطاء، وهو يتحدّث عن الرّسائل الّتي كتبها الميرزا الإخباري في الرّد عليه.

  • (و هذه الرّسالة هي مجموعة أسئلة مفتعلة مع الأجوبة، وكلّها تدور حول الميرزا الإخباري..)

  • وقفة عند رسالة الشّيخ جعفر كاشف الغطاء الأخرى، عنوانها (كشف الغطاء عن معائب الميرزا محمّد عدّو العلماء) وما جاء فيها أيضاً من سيل مِن الشّتائم والافتراءات على الميرزا الإخباري.

  • ● حديث عن قضيّة المباحثة الّتي حصلت بين الشّيخ جعفر، والشّيخ ميرزا الاخباري، والّتي تَفوَّق فيها الميرزا الإخباري بشكل واضح. وكيف رَقَّع آل كاشف الغطاء هذه القضّية.
  • ● حديث عن قضيّة المباهلة الّتي اتّفق عليها الشّيخ جعفر كاشف الغطاء والميرزا الإخباري، والمسرحيّة الهزليّة الّتي يذكرها الشّيخ محمّد حسين كاشف الغطاء في كتابه: (العبقات العنبريّة في الطَّبقات الجعفرية) والّتي تصف حال جدّه الشّيخ جعفر كاشف الغطاء، وحال الميرزا الإخباري ليلة المباهلة، وما كان يصنع كل منهما..!!
  • ● حديث عن المخطط الشّيطاني الإبليسي في قتل الميرزا الإخباري، كيف جرى ، وعلى يد مَن، والفتوى الّتي صدرت آنذاك من المرجع الأعلى الشّيخ موسى بن الشّيخ جعفر كاشف الغطاء في الأمر بقتله، والعلماء الّذين أيّدوا هذه الفتوى، وما اشتملت عليه القصّة مِن أكاذيب وخُرافات، والتّفاصيل المُضحكة السّاخرة الّتي رواها المرجع الشّيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء.
  • ● حديث عن الجريمة الكُبرى بحقّ الميرزا الإخباري ولكن هذه المرّة مِن لسان الضّحية، من لسان ابنه الميرزا علي وهو ممّن تبقى من عائلته، وما تحدّث به عن الطّريقة الوحشيّة الّتي قُتِل بها، وما جرى على مَن تبقّى مِن عائلته بعد الأسر، وفرارهم بعد الجريمة الكبرى إلى الأهوار..!!!

  • كُلّ الّذي جرى على الميرزا الإخباري مِن اعتداء عليه، وعلى عائلته، وقتلهِ بطريقة وحشيّة جدّاً، والتّمثيل بجثّتهِ، ونهب ما كان في بيتهِ من كُتب وغيره، وقتل ولده وبعض تلامذته، ومُطاردة مَن تبقّى مِن أُسرته وهم نساء!!

  • كُلّ ذلك سببه الوحيد هو أنّه دعا مراجع النّجف، ومراجع الكاظميّة، ومراجع كربلاء، إلى التّمسّك بالكتاب والعترة، وإلى نبذ منهج الشّافعي، ومنهج أبي حنيفة، والعودة إلى حديث أهل البيت “صلوات الله عليهم” بشكلٍ مُستقيم دُون الإستعانة بأصول وقواعد ورجال المُخالفين..!!!

  • وقفة عند فيديو يعرض ما جرى على الشّيخ حسن شحاتة، وهجوم النّواصب عليه وقتله، من أجل عمل مقارنة بين طريقة قتلهِ وطريقة قتل الميرزا الإخباري على يد الشّيعة من مقلّدي المرجعية العليا.

  • ما جرى على الميرزا الإخباري هو أسوأ وأسوأ وأسوأ بكثير ممّا جرى على الشّيخ حسن شحاته!!!!

  • الميرزا الإخباري عنده كتاب اسمهُ (كشف القناع عن عورة الاجماع)، ولكن بعد الجريمة، قام حفيده السّيد رؤوف جمال الدّين بنشر هذا الكتاب ولكن بعد تغيير عنوانه إلى عنوان آخر وهو (كشف القناع عن حجيّة الإجماع) وذلك خوفـاً من الإثارة.. وهذا العنوان الثّاني هو نفس العنوان لكتاب كتبه الشّيخ أسد الله التّستري الكاظمي (أحد الّذين وقّعوا على فتوى قتل الميرزا الإخباري) وكتابه هذا هو ردّ على كتاب الميرزا الإخباري (كشف القناع عن عورة الاجماع)

  • طريقة المراجع في التّعامل مع الرأي الآخر الّذي ينتقدهم ويرفض طرحهم، أنّهم يحاولون أن يتجاهلوا الطّرف الآخر بقدر ما يمكن وكأنّهم لا يسمعون (مع أنّهم يسمعون ويتابعون)، وذلك حتّى لا يصل الصّوت إلى عامّة الشّيعة.. (فهم يصنعون ذلك برجاء أنّ هذا الأمر يُعينُهم بأن النّاس يتجاهلون الرأي الآخر أيضاً).. وبهذا الأسلوب كتب الشّيخ أسد الله التّستري ردّه على كتاب (كشف القناع عن عورة الاجماع للميرزا الإخباري) فكان يتجاهل ذكر الميرزا الإخباري في الرّد عليه.

  • مقارنة بين الجريمة الكبرى والفظيعة الّتي حصلت للميرزا الإخباري، وبين الجريمة الّتي حصلت للسّيد محمّد الصّدر على يد البعثيين، (البعثيين لم يقطعوا رأس الشّهيد محمّد الصّدر، ولم يُمثّلوا بجثّتهِ، ولم يُشرّدوا عائلته ولم يُطاردوهم، فعائلته موجودة إلى الآن.. وأبناؤه الّذين بقوا بعده هم الآن زعماء في السّاحة، وكذلك لم نسمع أنّ أحداً مِن البعثيين قد أقام حفلة عرس بعد مقتل السّيد محمّد الصّدر رحمة الله عليه. ولا سمعنا أنّ وفوداً جاءت تُهنئ القاتل بما صنع، بل إنّ القاتل برَّأ نفسه، واتّهم المؤسّسة الدّينية.

  • مقارنة بين الجريمة الكُبرى في قتل الميرزا الإخباري، وبين قتل السّيد مجيد الخوئي على يد الصّدريين وهم شيعة، صحيح أنّهم مثّلوا بجثّته – حسب ما نُقل – ولكن لم يُقطع رأسه، ولم تُشرَّد أسرته، ولم نسمع أنّ أحداً من الصّدريين قد أقام حفلة عرس فرحاً بذلك.

  • أيضاً قتْل الشّيخ حسن شحاتة، صحيح أنَّ النّواصب عذّبوه تعذيباً شديداً، ومثّلوا بجثّتهِ، ولكنّهم لم يقطعوا رأسه، ولم تُشرَّد أسرته، فلا زالت أسرته في مصر، ولم نسمع أنّ أحداً من الّذين قتلوه أقام حفلة عرس بهذه المناسبة.

  • الجريمة الأخيرة الّتي شهدناها مقتل الشّيخ النّمـر، قطعوا رأسه، ولكنّهم لم يُمثّلوا بجسده، ولم تُشرَّد عائلته، ولم نسمع أنَّ أحداً مِن قَتَلتهِ أو من الوهابيّة أقام حفلة عرس بمناسبة مقتلهِ. فقط المرجع الأعلى هو الّذي أقام حفلة عرس بعد أن قطعوا رأس الميرزا الإخباري، ومثّلوا بجسده شرّ تمثيل، وضربوا عائلته، وطاردوهم وشرّدوهم شرّ تمثيل..!!!

  • ما أريد أن أثبته هو أنّ المراجع أُناس عاديون، قد يرتكبون أبشع الجرائم، وقد يرتكبون أسوأ الأفعال، وقد يقعون في أسوأ المعاصي، فلماذا هذا التّقديس، ولماذا هذه الصّنمية..؟!

  • وأقول هذا الكلام لأنّني سأتناول في الحلقات القادمة ماذا أجرم العلماء بحق آل محمّد..؟!!
  • إذا كانت هذه الجريمة بحقّ أشياعهم (بحقّ علماء ومراجع شيعة)، فستأتينا في الحلقات القادمة جرائم بحقّ آل محمّد صلوات الله وسلامه عليهم؛ حتّى تتَّضح الصّورة جيّداً أنّنا حينما ننتقد العلماء، فإنّنا ننتقدهم على أساس، والنّاس يرفضون هذا النّقد من دون أساس.

  • وقفة سريعة عند المحقق الكركي، وكيف كانت نهايته مسموماً على يد أطراف في المؤسّسة الدّينية، وأطراف في السّلطة الصّفويّة، في يوم الغدير حينما جاء لزيارة سيّد الأوصياء عليه السّلام..!! وكان سبب قتله لأمرين:

  • ● الأمر الأوّل: سياسي.. وهو أنّ بعض السّياسيّين ما كانوا يقبلون بما يقوم به المحقق الكركي من تعيينات ومن عزل وإدارة في الدّولة الصّفويّة.
  • ● والأمر الثّاني: أنّ هناك قسم من العلماء كان يرفض المسلك والمنهج الّذي عليه المحقق الكركي، فمنهم من يُخالفونه في المسلك الفقهي، ومنهم من يخالفونه في قضيّة (إظهار البراءة). فالمحقق الكركي عُرف عنه إظهار البراءة العلنيّة من أعداء أهل البيت بشكل واضح وقوي، ومن أشهر كتبه في إظهار البراءة كتاب (نفحات الّلاهوت في لعن الجبت والطّاغوت).
  • فهذا السّبب وأمور أُخرى هي الّتي أدّت إلى قتلهِ وتصفيتهِ جسديّاً، ولا نسمع له ذكر..!!
  • بينما الّذين يُذكرون بكثرة هم الشّهيد الأوّل والشّهيد الثّاني، لأنّهما كانا من دُعاة الوحدة، ومِن الغاطسين إلى عمائمهم في الفكر المُخالف لأهل البيت؛ ولهذا ضُخّمت وأُعطيتْ لهم الألقاب.. أمّا المحقق الكركي فلم يسمع أحد بمقتله، وضاع أمره هباء منثورا.

  • جريمة قتل الشّيخ فضل الله النّوري، حين قتلوه يوم ميلاد أمير المؤمنين عليه السّلام، على خلفية تفسيق الشّيخ كاظم الخراساني (صاحب الكفاية) لــه بسبب إعراض الشّيخ فضل الله النّوري عن تأييد صاحب الكفاية..!

  • فبسبب هذا التّفسيق الّذي جاء مِن علماء النّجف، أعرضت النّاس عن الشّيخ فضل الله النّوري، لأنّ النّاس كانت تقلّد الشيخ كاظم الخراساني، فكان هذا التّفسيق سبباً إلى قتله..
  • فالمرجعيّة هي الّتي صنعتْ الأرضيّة لإعدام الشّيخ فضل الله النّوري، بدليل أنّ الشّيخ فضل الله النّوري بقي مذموماً داخل الوسط الحوزوي. ولم يُمدح إلّا بعد انتصار الثّورة الإسلاميّة في إيران.

  • حديث الإمام الجواد صلوات الله وسلامه عليه: (كأنّي بجرائد شتّى بأسماء شتّى لا أرى بهم رشداً، ولا لدينهم صيانة، كلّما مالوا إلى جانب انحدر منهم الآخر، يعارضهم رجل طبرسي فيُصلب ويقتل)

  • وكأنّها تُشير إلى حادثة الشّيخ فضل الله النّوري، فالشّيخ فضل الله النّوري من طبرستان.

تحقَق أيضاً

أسئلةٌ وشيءٌ من أجوبة … – الحلقة ١٣

يازهراء …