الثائر الحسينيّ الوفيّ المختار الثقفيّ – الحلقة ٤ Show Press Release (8 More Words) الثائر الحسينيّ الوفيّ المختار الثقفيّ – الحلقة 4 صور OverlaysPreviousNext فيديو يوتيوب اوديو مطبوع Show Press Release (5٬624 More Words) يا زهراء بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم الثَّائِرُ الحُسَينِيُّ الوَفِيّ….المُخْتَارُ الثَّقَفِيّ الْحَلَقَةُ الرَّابِعَة 18/8/2015م سَلامٌ عَلَيكُمْ جَمِيْعَاً .. إذَا كَانَ لَنَا قِصَّةٌ فِي الحَيَاة قِصَّتُنَا الحُسَين.. لِسَبَبٍ بَسِيطٍ وَوَاضِحٍ جِدّاً عَلَى الأَقَلِّ عِنْدَنَا.. الحُسَينُ الحَقِيْقَةُ الوَحِيْدَةُ فِي حَيَاتِنَا وَالبَاقِي كُلُّهُ سَرَاب.. حَاء سِين يَاء نُون مَتْنُ الْمُتُون.. وَكُلُّنا نَحْنُ وَمَا حَوْلَنَا.. وَمَا عِنْدَنَا وَعِنْدَ غَيْرِنَا.. مِنْ حَقٍّ أو بَاطِل.. فِي حَوَاشِي الحَوَاشِي.. .. يَا حُسَينْ.. كانَ الحديثُ في الحلقةِ المتقدِّمة في أهمِّ مفرداتِ مَنهجِ لحنِ القَول، تحدَّثتُ عَن المجموعةِ الأولى والتي أعطيتُها عنواناً: ( أَرضِيَةُ المنَهج )، وكانَ الحديثُ عن الأدب العربي، الكِتاب والعِترة في نصوصهِما، والثقَافات الأخرى. وتحدّثتُ عن المجموعةِ الثانية التي أعطيتُها عنواناً: ( الأسيِّجة )، السِّياج، تحدَّثتُ عن الْمُفردة الأولى وهي أنَّ الحقائق تحملُ قيمتهَا في نفسهَا وأشرتُ إلى ما جَاء في سُورة الحُجرات {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا} وتحدَّثتُ حَولَ هَذه القضيّة وأوردت أحاديثَ من الكافي الشَّريف. ثُمَّ انتقلتُ إلى المفردة الثانية (قاعدةُ المعلومات)، القُرآنُ الكريم كيفَ نفهمُ تفسيرهُ، تفسيرُ القُرآنِ من عليٍّ وآلِ عليٍّ فقط صلواتُ اللهِ عليهم. المفردةُ الثالثةُ البراءةُ الفكريّة، البراءةُ الفكريةُ هي التي تُشيرُ إليها هذهِ الكلمة أو هذه المقطوعة اللفظية (الصَوابُ في خِلافِهِم ) ، ( الرَّشادُ في خِلافِهِم )، البراءةُ الفكريّةُ مفردةٌ في غايةِ الأهميّةِ من مفرداتِ منهجِ لحن القول، وهي البراءةُ التي تحدَّثت عنها الزياراتُ والأدعيةُ والروايات، ليست البراءةُ لعناً، اللعنُ اللّفظي ما هو ببراءة، اللعنُ اللّفظيُ هو مظهرٌ من مظاهرِ البراءة، مُخطِئٌ هذا الذي يتصوّر أنَّ البراءةَ لعنٌ لساني، اللَّعنُ اللّسانيُ لَيس براءةٌ، هو مظهرٌ قوليٌ من مَظاهر البَراءة، البَراءةُ لَيس ذِكراً لمطاعنِ أعداءِ أهل البيت، ذِكرُ مطاعن أعداء أهل البيت هو مظهرٌ لفظيٌ آخر من مظاهر البراءة، بُغضُ أعداءِ أهل البيت هُو جُزءٌ من البَراءة، وليست البَراءةُ بُغضاً لأعداءِ أهل البيت فقط، فما البراءةُ ببغضِ أعداءِ أهل البيت، ومَا البراءةُ بلعنهمِ باللفظِ وبالقول، ومَا البراءةُ بذكرِ مَطاعنهِم، ومَا البَراءةُ بالاحتجاجِ على أتباعهم وأشياعهم، كلُّ ذلك في جوِّ البَراءة. البَراءةُ هِي مِن مَنهجهِم الفِكري، هُناك مَنهجٌ فكريٌ عليهِ أعداءُ أهل البيت، البراءةُ تكونُ من هذا المنهج، إذا لم تتحقّق البراءةُ من منهجهم سَواء لعنَّا باللفظِ وبالقول، سَواء أَبْغَضْنَا، سَواء ذكرنا المطاعن، سَواء احتججنا أو لم نفعل ذلك لم تتحقّق البراءةُ المطلوبة، وإنَّما هذهِ العناوين: – الاحتجاجُ على أشياعهم، أشياع أعداءِ أهل البيت. – اللعنُ اللفظيُ. – ذكرُ المطاعن. – البُغض. كُلُّ هذهِ في أجواءِ البراءة. أمَّا أصلُ البراءةِ البراءةُ الفكريّة. فهل يُمكن أنْ تتحقّق البراءةُ الفكريّة والإنسانُ يعملُ بنفسِ منهجهم؟ هُناكَ من الشيعةِ من يُظهِرُ اللعن، من يذكرُ المطاعن، من يُبغضُ في داخلهِ، يُبغضُ أعداءَ أهلِ البيت، من يُصرِّحُ بالبَراءة لفظاً وقولاً، يحتجُّ على أتباعهِم، يُسقِطُ حُجَجَهُم، ولكنَّهُ يَعملُ بنفسِ منهجهم، بنفس المنهج المتقدِّم، بنفسِ منهجِ الشَّافعي، الموائمة بين المنهج الأورسطي وبينَ المنهج البَدَوي، السليقة البَدَويّة في الفهم. لم تتحقّق البراءةُ الفكريّة حينئذٍ، هُناك بُغضٌ، هناك لعنٌ، هناك ذكرٌ للمطاعن، هناك احتجاجٌ وإسقاطٌ لحجَجِهِم، ولكن أينَ هي البَراءةُ الحقيقية؟ البراءةُ الحقيقيةُ هي في مجافاةِ منهج المخالفين لأهل البيتِ صَلواتُ اللهِ وسلامُه عليهم أجمعين، أمَّا أنْ نتّبِع نفسَ المنهج، نفس الطريقة، نفس الأسلوب، ما هذه ببراءة، البَراءةُ التي تحدَّثَ عنها القُرآن وتحدَّثت عنها العِترةُ هي البَراءةُ مِن المنهجِ الفِكري. • نُعلِنُ البَراءة ونُفَسِّرُ القُرآن بِنفسِ الطُرق الَّتي يُفسِّرُ المخالفون بها، أيُّ براءةٍ هذه؟! • نُعلنُ البراءة ونستنبطُ الأحكامَ ونُفتي بنفس الطريقة التي يستنبطُ بها المخالفون لأهل البيت، أيُّ براءةٍ هذه؟! • نُعلِنُ البراءة ونلعنُ أعداءَ أهل البيت ولكنَّنا نستنبطُ عقائدنا بنفسِ الطريقةِ التي يستنبطُ بها أعداءُ أهل البيت، أيُّ براءةٍ هذه؟! البراءةُ الحقيقيةُ هي البراءةُ الفكريّةُ، كما قال إمامُ زمانِنا: ( طَلَبُ المَعَارِفِ مِنْ غَيرِ طَرِيقِنَا أَهْلِ البَيْت مُسَاوِقٌ لِإنْكَارِنَا )، طلبُ المعارِفِ من غير طريقنا، هناك طريقٌ لأهلِ البيت، هناك منهجٌ لأهل البيت، إذا لم يُتَّبَع هذا المنهج فإنَّنا نسيرُ في جهةٍ أخرى، وإن كانت عواطفنا صادقةً، وإن كانت عواطفنا مُخلصةً في حُبِّنا لأهل البيت وفي بُغضِنا لأعدائِهِم، قد تكونُ سبباً في نجاتنا في الدنيا والآخرة، هذا الحُبّ والبُغض، لكنَّني أنا لا أتحدَّثُ هنا عن نجاةٍ أو عن شفاعةٍ، أنا أتحدّثُ في قضيّةٍ علميّةٍ، أتحدَّثُ عن منهجٍ علميٍ يجب أنْ نهجرهُ وأتحدّثُ عن منهجٍ علميٍ يجب أنْ نبحثَ عنه، المنهجُ العلمي الذي يجعلُنا في دائرةٍ، في مجالٍ، أقرب ما نكون لهم صلواتُ اللهِ عليهِم. لا أزعمُ أنَّ المنهج الَّذي أتحدَّثُ عنه هو منهجٌ كامل أبداً، إنّها مُحاولةٌ لأنْ أكونَ في مجالٍ أقرب ما يكون إليهم صلواتُ اللهِ عليهم، إنَّهُ فِراراٌ من منهجِ الشافعي، إنَّهُ فِرارٌ من المنهج الرَّسمي الموجودِ في مؤسّستنا الدينية الموائمة بينَ المنهج الأورسطي والمنهج البَدَوي الذي كانَ في عصر التنزيل، الذي أمرنا النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه بتركهِ وأنْ نذهب إلى جهةِ التأويل وَأَمَرَ سيِّد الأوصياء بقتال من يبقى على ذلك المنهج، مرَّ الحديثُ في بعض جنباتهِ في الحلقات المتقدِّمة وسيأتينا كثيرٌ في برامج أخرى. البراءةُ الفكريّةُ مُفردةٌ من أهمِّ مُفرداتِ منهجِ لحنِ القول، البراءةُ الفِكريةُ هِي بَراءةٌ من المنهج، وفرِّقُوا بين الَّذي يجري في المنهج العلمي في مؤسّستنا الدينية وهو أن نأتي في حالِ تَعارُض الروايات فنجد أنَّ أحد المرجّحات لقبول هذه الرواية أو لرفض تلك الرّواية الموافقة مع المخالفين في روايةٍ أو روايتين، الأئمَّةُ ما قالوا ذلك، إنّما جاءوا بذلك مثالاً، الأئمَّةُ يتحدَّثون عن منهج، حينَ قالوا الصواب في خلافهم تحدّثوا عن منهج. • أوضِّح لَكُم الفِكرَة: نحنُ حينَ نرفضُ صحيحَ البخاري، لماذا نرفض صحيحَ البخاري؟ هل لأنَّ كُلَّ كلمةٍ في صحيحِ البخاري ليست صحيحة؟ أبداً، هُناكُ الكثير في صحيحِ البخاري ما هو صَادق وصَحيح، هُناك الكثير من الأحاديث الَّتي ذَكرها في بَابِ الأحكام، في بَابِ مَناقبِ أهلِ البَيت صَلواتُ اللهِ وسَلامُه عليهِم أجمعين وإنْ كانت قليلة، لكن هُناكَ الكثير من الحقائق موجودة في صحيح البُخاري، لا يعني أنَّ كُلَّ كلمةٍ في صحيحِ البُخاري ليست صحيحة، لكنَّنا نَرفضُ صَحيحَ البخاري بكُلِّهِ، نرفضُ صحيحَ البخاري بكلِّه لأيِّ شيءٍ؟ نرفضُ المنهج الَّذي كان عليهِ البُخاري. • أُصوِّر لَكُم الصُورَة: البُخاري ماذا صَنَع؟ أوّل خطوة قامَ بها البُخاري أنْ رفضَ وصيَّة النبي في اتباع الثَقلَين، فعَزَلَ الكِتابَ عن العِترة، وهذا هو الموجود في مَنهج البُخاري على طولِ كتابهِ الصَحيح أو على طول حياتِه الشَّخصيّة أو في بقيّة كُتبه الأخرى، أوّل خطوة اتّخذها البُخاري شقَّ حديثَ الثقلين، فهو لا يرجعُ إلى العِترة، وأدلُّ دليلٍ لم ينقل عنهم شيئاً، لا شَأن لهُ بالعِترة، فهو رفضَ هذا المنهج، منهج الكِتاب والعِترة ولن يَفترقا حتَّى يردا عَلى رسول الله على الحوض، ولن تضلَّ الأُمَّة مَا إِنْ تمسَّكت بهما، رفضَ هذا المنهج فذهب باتّجاه الصحابة، فلم ينقل الدينَ عن العِترة، نقلَ الدينَ عن الصحابة وعن نِساء النبي، ولا الصحابة من العترة ولا نساء النبي من العترة، والنبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه جَعَلَ العترة قرينةً للكتاب، رفضَ هذا المنهج وأسَّس منهجاً، المنهج المُتّبَع عند مخالفي أهل البيت، رجعَ إلى الصحابة ورجع إلى نِساء النبي، ليس كُلّ ما قالته عائشة ليس صحيحاً، وليس كُلّ ما قالهُ الصحابة ليس صحيحاً، لكن المنهج ليسَ صحيحاً. الخطوة الأخرى عند البخاري مَوضُوعَة الشرائط التي وضعها، وضعَ شرائطاً بأنَّهُ لا يقبلُ حديثاً إلَّا بشروط، ما يرتبط بالأسانيد، برواة الحديث، وربط الأحاديث بالأسانيد، هو خلافُ المنهج القُرآني ومرَّ الكَلام، فهو يُخالف القُرآنَ في هذه القضيّة، قد يتّفقُ علماؤنا معهُ في قضيّة الأسانيد لأنَّهم تأثّروا بمنهجهِ، تأثّروا بالمنهجِ المخالف في قضيّة الأسانيد، لكنَّ القُرآن واضحٌ في رفض هذهِ القضيّة، لأنَّ الحقائق تحملُ قيمتها في نفسها، ومعَ ذَلك، معَ أنَّه شَرَطَ شروطاً في قَبول الأحاديث لكنَّهُ خالفها حينما لم يروِ الكثير من الأحاديث التي فيها مدحٌ واضحٌ للعِترة وفيها انتقاصٌ مِن رموز المخالفين لأهل البيت، لم يروِ هذهِ الأحاديث، معَ أنَّ الشروط قد تحققَّت فيها، الحاكم النيشابوري، والحاكم درجةٌ علميّة هي أعلى الدرجات العلميّة في الحديثِ عندَ السُنة، عند علماء السُنّة، الحاكم النيشابوري ألّف كتابُه (المستدركُ على الصحيحين)، على صحيح البخاري وصحيح مُسلم، فإنَّه وجدَ الكثيرَ من الأحاديث التي تنطبقُ عليها شُروط البُخاري ومُسلم، لكنَّهما ما أوردا تلك الرّوايات، تلك الأحاديث في كتابيهما، فجمعَ تلك الأحاديث في كتابٍ سمّاه المستدرك على الصحيحين. انظروا إلى القضيّة هنا: مع أنَّ الحاكم النيشابوري عالِمٌ سُنّيٌ في أعلى درجاتِ العلم، بحيث أُعطي هذهِ المنزلة، هو حاكم، حاكم يعني لهُ الحاكمية، لهُ القدرة أنْ يُصنِّف الحديث، أنْ يحكمَ على الحديث، أنْ يحكمَ على المُحدِّثِين، مع أنَّهُ عالِمٌ سُنِّيٌّ لهُ هذهِ المرتبة العالية وكتبَ كتاباً صَريحاً وذكر الأحاديث وذكر شروط الشيخين البخاري ومسلم وبالدليل أثبت أنَّ هذهِ الأحاديث تنطبقُ عليها شروطُ الشيخين، لكنَّ الشيخين البخاري ومسلم ما ذكرا هذهِ الأحاديث في كتابيهما، وفي جُملةِ هذه الأحاديث أحاديث عديدة في فضلِ عليٍّ، في فضلِ العترة الطاهرة الَّتي سيِّدُها عليٌّ، سيِّدُ السَّادات صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليه، وهُناك أحاديث تتحدَّثُ عن نَقائص في رموز القَوم، نقائص واضحة، ما الذي جرى؟ الذي جرى أنَّ الحاكم النيشابوري اتُّهِم بالترفُّض، بأنَّه يميل إلى الرافضة، بأنّه رافضيٌ، اتُّهِم الحاكمُ النيشابوري بالترفُّض وكتابُه مع قيمتهِ العلمية بحسب موازينهم أُهمِل، لا يعدّونه بشيءٍ مع أنَّهُ بنفسِ مستوى البخاري ومُسلم، لأنَّه اتّبع نفس الشروط التي اشترطها البُخاري ومُسلم، القضيّة واضحة، المشكلة في المنهج، ليس المشكلة في الأحاديث، حتَّى كتاب المستدرك نحنُ نرفضهُ لأنَّ الحاكم النيشابوري اتّبع نفسَ منهج البخاري، لا شأنَ لنا بهِ، مجرّد أنْ يُورد أو أن يذكر أحاديث هذهِ الأحاديث صحيحةٌ في نفسها، لا يعني أنّنا نقبلُ الكتاب، نحنُ نرفضُ المنهج، البراءةُ من المنهج وليست البراءة من المفردات. الخطوة الأخرى التي خطاها البخاري التدليسُ في الحديث، أحاديثُ مناقب العترة إمّا أنَّه أصلاً لا يذكرها أو أنّهُ بقدرِ الإمكان يُحاول أنْ يجتزئها، وكذلك الأحاديث التي تتحدَّثُ عن مطاعن الصحابة، الرموز الأولى من الصحابة عند القوم، يُحاول أنْ يُخفي هذهِ الأحاديث بأنْ يُقطِّعها، ومقارنة بسيطة بين مجموعة من الأحاديث التي تتحدَّث في هذين الموضوعين بينَ البُخاري ومُسلم، بين الكتابين، سنجد أنَّ أحاديثَ ذُكرت في صحيح مُسلم بشكلٍ كامل البُخاري اجتزأها وقطَّعها ودلَّسَ فيها، هذا هو منهجُ البخاري، لكن لا يعني أنَّ كُلَّ كلمةٍ جاءت في كتاب البخاري ليست صحيحة. خطوةٌ أخرى، البُخاري يُصرُّ كثيراً على أنْ ينقل الأحاديث بشكلٍ عام عن أعداءِ عليٍّ، يبحثُ عنهم بحثاً دقيقاً بقدر الإمكان، يُحاول أنْ ينقل عن أعداءِ العِترة، وهذهِ القضيّة واضحة على طولِ الكتاب، نَقلَ عن أعداءِ العترة وما نقلَ عن العِترة، لا يوجَد في البُخاري حديثٌ واحد نقلهُ عن صادق العِترة، لماذا؟ يعتذرونَ عنه يقولون بأنَّ البُخاري كانَ يقول بأنَّ جَعفر بنَ مُحمَّد ما كانَ يُحسِن حفظ الأحاديث، حافظتهُ ضعيفة!!! لذلك هو لا يعتمد على ما ينقلهُ جعفرُ بنُ مُحَمَّد لهذا السبب، وبغضِّ النَّظر عن هذا الكلام الذي لا أستطيع أنْ أصفهُ بأيِّ وصفٍ، فهو في غايةٍ من السُخفِ والتفاهة. هذا هو منهجُ البخاري، لذلك نحنُ نرفضُ صحيحَ البُخاري لأنّنا نرفضُ مَنهجهُ، لا لأنّنا نرفضُ كُلَّ كلمةٍ في صحيحِ البُخاري، لا لأنّنا نرفضُ مثلاً ما جاء في صحيح البُخاري من أنَّ فاطمة يرضى الله لرضاها وأنَّ رضاها من رضا رسولِ الله ورضا رسول الله هو رضا الله، ما جاء في حديثِ المنزلة ( أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى )، هذه حقائق صحيحة موجودة في البُخاري، نَحنُ لا نَرفضُ هذهِ المفردات، نحنُ نرفضُ المنهج، الصوابُ في خلافهم، ليس الصواب في خلاف المفردات، إذا أردنا أنْ نخالفهم في كلِّ المفردات سوف لا يكون هذا الكلامُ صحيحاً، لأنَّ كثيراً من المفردات الموجودة عندنا موجودة عندهم، الجزئيات موجودة، القوم الشاغل الذي يشغلهم عليٌّ، المشكلة عليٌّ، مشكلتنا عليٌّ، مُشكلتنا عليٌّ مع أعداءِ عليٍّ ومشكلتنا عليٌّ مع شيعة عليٍّ، مشكلتنا عليٌّ صلواتُ اللهِ عليه!!! إذاً الصواب في خلافهم ليس المراد في الكلمات والألفاظ، في المنهج، يا جماعة في المنهج، الموجود في المؤسسةِ الدينيةِ الشِّيعية حينما يُؤتى إلى هذهِ القضيّة تتحوّل المسألة إلى البحثِ عن جُزئيات، القضيّة ليست في الجزئيات، القضيّة في المنهج، في أصلِ المنهج، الصوابُ في خلافهم، الصوابُ في خلاف منهجهم، المنهج العقائدي، المنهج الفكري، المنهج العلمي، المنهج الفتوائي، الطريقة التي يستنبطون بها أحكامهم وعقائدهم، قضيّة كبيرة جداً! الموضوع أيضاً في غاية التعقيد، وحتّى فهمهُ ليس بهذه السهولة، خصوصاً للذين عصفت الصنميّةُ القاتلةُ، الصنميّةُ السرطانيةُ عصفت بأدمغتهم ورؤوسهم، التقليدُ لمن سبق للسابقين، التقليدُ للعلماء السابقين، التقديسُ للنتاج العلمي البَشري، لأنُاسٍ يُخطئون ويُصيبون، ويُخطئون أضعاف أضعاف ما يُصيبون، هذا هو البَشر، لذلك علينا أنْ نَبحث في المعطيات التي وردتنا من أُناسٍ لا يُخطئون، لكنَّنا نُخطئُ في فهمها، فَهذا أفضل مِن أنَّنا نذهبُ إلى منهجٍ جاءنا من أُناسٍ يُخطِئُون ولا يُصيبون حينَ تركوا العترة، أيُّهما أفضل أنْ نذهبَ إلى منهجٍ من أُناسٍ مُخطِئِين ونأتي نُطبِّق هذا المنهج ونحنُ أيضاً نُخطئُ ونُصيب من أنْ نذهبَ للبحثِ في معطياتٍ من أُناسٍ لا يُخطِئون من العِترة ونُطبِّق بقدرِ ما نتمَّكن ونحنُ نُخطئ ونُصيب أيضا، أيُّهما أفضل؟ قَطعاً هذا أفضل، لا أعتقد أنَّ عاقلاً إلَّا إذا كانَ مُعانِداً، إلَّا إذا كانت الصنميّة قد أعمتهُ، فَحُبُّكَ للشيء يُعمِي ويُصمُّ، هذهِ قضيّةٌ أخرى، لكن المنطق والعقل والحكمة ماذا تقول؟ تقول هذا هو الصحيح، هذا هو الأفضل، هذا هو الأقرب، هذا هو الأحسن، لا يعني لا نقصَ فيها، كما قُلت نحنُ نُخطئُ ونُصيب في الفهم وفي التطبيق وفي العمل، ونُخطئ ونُصيب تارةً من دونِ قصد وتارةً بقصد، تارةً من دونِ أنْ نَشعر وتارةً نشعرُ بذلك، ولكنَّ العصبيةَ والتسويلُ للنفس بتحويل الأخطاءِ إلى صواب هو هذا الذي يُوقعُ الإنسان في المتاهة، وهذا هو البشر، نحنُ هكذا، الجميع هكذا، جميعُنا هكذا، العلماءُ، الفلاسفةُ، المراجعُ، الجُهّالُ، الرجالُ، النساءُ، الجميعُ هكذا، هذه هي طبيعةُ البشر. إذاً المراد من الصواب في خلافهم ليس المخالفة في جُزئيات، المخالفة في كُلِّ المنهج، فلماذا تّتبعون المنهج إذاً، المنهج المخالف؟! لماذا لا تبحثون عن منهجٍ في معطياتِ أهل البيت؟ سؤالٌ بحاجةٍ إلى إجابة!! قبلَ أنْ أُشير إلى ما جاء في الكافي الشريف نذهب إلى فاصل عمّار الكِناني.. رواية عُمر بن حنظلة عن إمامنا الصَّادق، رواية معروفة، معروفة عند المتخصِّصين في الدراسات الدينية الشيعية، الرّواية طويلة، لستُ بحاجةٍ أنْ أقرأ كُلَّ ما جاءَ فيها، إلى أنْ يقول عُمر بن حنظلة وهو يسألُ الإمام الصّادق صلواتُ اللهِ عليه: فَإنْ كَانَ الخَبَرَانِ – خبران يعني حديثان – فَإنْ كَانَ الخَبَرَانِ عَنْكُمَا مَشْهُورَينْ أو فَإنْ كَانَ الخَبَرانِ عَنْكُم مَشْهُورَينْ قَد رَواهُمَا الثِقَاتُ عَنْكُمْ – الموجود هُنا – فَإنْ كَانَ الخَبَرَانِ عَنْكُما – الصحيح عَنكُم – فَإنْ كَانَ الخَبَرانِ عَنْكُم مَشْهُورَين قَد رَواهُمَا الثِقَاتُ عَنْكُمْ – يعني عندنا حديثان مشهوران معروفان بين أهل الحديث، المراد من الشُهرة هُنا ليس الشُهرة بين عموم الشيعة، الحديث هنا عن شُهرةٍ بين أهل الحديث، بين رواة الحديث – فَإنْ كَانَ الخَبَرانِ عَنْكُم مَشْهُورَينْ قَد رَواهُمَا الثِقَاتُ عَنْكُمْ – خبران مشهوران معروفان بين رواة الحديث والثقات، الثقات هُم الذين رووا هذين الحديثين، ماذا قالَ الإمام؟ قَالَ: يُنْظَر فَمَا وَافَقَ حُكْمُه حُكمَ الكِتَاب والسُنَّة وَخَالَفَ العَامَّة فَيُؤْخَذُ بِه وَيُتْرَكُ مَا خَالَفَ حُكْمُه حُكمَ الكِتَاب والسُنَّة وَ وافَقَ العَامَّة، قُلتُ: جُعِلتُ فِدَاك أَرَأيتَ إنْ كَانَ الفَقِيهَان عَرَفَا حُكْمَهُ مِنَ الكِتَابِ والسُنَّة – يعني الحديثان أوّلاً: مشهوران بين أهل الحديث، وثانياً: رواهما الثقات، وثالثاً: وافقا الكتابِ والسُنَّة المُحَمَّديَّة – قُلتُ: جُعِلتُ فِدَاك أَرَأيتَ إنْ كَانَ الفَقِيهَان عَرَفَا حُكْمَهُ مِنَ الكِتَابِ والسُنَّة ووَجَدنَا أحدَ الخَبَرَين مُوافِقاً لِلعَامَّةِ والآخَر مُخَالِفاً لَهُمْ بِأيِّ الخَبَرَينِ يُؤْخَذ؟ – الخبران مشهوران رواهما الثقات، موافقان للكتابِ والسنّة، لكنَّ أحدَهُما يوافق العامّة والآخر يُخالف العامّة – قَالَ: مَا خَالَفَ العَامَّةَ فَفِيهِ الرَشَاد – مع أنَّ الخبر مشهور، راويه ثقة، موافق للكتابِ والسُنَّة، لكنَّ الإمام قال ما خالفَ العامّة فَفِيه الرشاد – قَالَ: مَا خَالَفَ العَامَّة فَفِيهِ الرَّشَاد، فَقُلتُ: جُعِلتُ فِداك فَإنْ وافَقَهُما الخَبَرانِ جَمِيعاً – الخبران مقبولان عندَ العامّة، عندَ المخالفين – قَالَ: يُنْظَر إلَى مَا هُمْ إَلَيهِ أَمْيَل حُكَّامُهُم وقُضَاتُهُم فَيُتْرَك ويُؤخَذُ بالآخَر – القضيّة قضيّة منهج، ليس أجزاء، ليس روايات، ليس أحاديث، وإلّا هذهِ الأحاديث مشهورة عند مُحدّثي الشيعة، ورواها الثقات ووافقت الكتاب والسُنَّة المعصومة ومع ذلك الإمام يقول ما زال المخالفون يقبلون هذين الحديثين انظروا إلى أيِّهما قلوبهم أميل فخذوا بالحديث الآخر الذي لا تميل إليه قلوبهم. القضيّة إذاً ليس في القضايا الجُزئية، هناك منهج، يعني أنَّ قلوبَ القوم اتّخذت منهجاً ليسَ كمنهجِ أهل البيت، هناك منهجٌ، البراءة من المنهج، الخلاف مع المنهج وليس مع المفردات، الآن الموجود في المنهجِ العلمي القضيّة مع المفردات وليس مع المنهج، لأنَّ المنهج العلمي هو هو نفس المنهج الذي عليه المخالفون. قَالَ: يُنْظَر إلَى مَا هُمْ إَلَيهِ أَمْيَل حُكَّامُهُم وقُضَاتُهُم فَيُتْرَكُ ويُؤخَذُ بِالآخَر، قُلتُ: فَإنْ وَافَقَ حُكّامُهُم الخَبَرَينِ جَمِيْعاً – يعني هذه الأحاديث، هذان الحديثان المشهوران عند رِواة الحديث الشيعة، الحديثان اللذان رواهما الثقات من الشيعة، الحديثان اللذان يوافقان الكتاب الكريم والسُنَّة المعصومة ولكن قلوب المخالفين تميلُ إليهما بنفسِ الدرجة، فماذا قال الإمام؟ – قالَ: إذا كَان ذَلِك فَأرْجِهِ حَتَّى تَلقَى إمَامَك – اترك الموضوع، اترك الحديثين – إذا كَان ذَلِك فَأرْجِهِ حَتَّى تَلقَى إمَامَك – إلى أنْ تلتقي بإمامك اترك هذه القضيّة، مع أنَّها أحاديث مشهورة عندَ الشيعة، عند علماء الشيعة عند رواة الحديث، ليس عن عامّة الشيعة، والأحاديث رواها الثقات ووافقت الكتابِ والسُنَّة المعصومة ولكنْ لأنَّ قلوب المخالفين تميلُ إليهما، وهي أحاديثُهم رُويت عنهم، السائل يسأل: فَإنِّ كَانَ الخَبَرانِ عَنْكُم مَشْهَورَين قَد رَواهُما الثِّقَاتُ عَنْكُم – يعني لا توجَد شُبهةٌ في أنَّ هذهِ الرّوايات صدرت منهم أم لم تصدر، هذهِ روايات صادرة منهم ورواها الثقات عنهم ووافقت الكتابَ والسُنَّة المعصومة، لكن لأنَّ قلوب المخالفين تميلُ إلى هذهِ الأحاديث، الإمام ماذا يقول؟ – إذا كَانَ ذَلِك فَأرْجِهِ حَتَّى تَلقَى إمَامَك – فإذا لَقِيتَ إمامك، الإمام يبيّن لك حينئذٍ، يقول لك أعمل بهما، لا تعمل، هذه قضيّة أخرى – فَأرْجِهِ حَتَّى تَلقَى إمَامَك – والإمام يُبَرِّر هذهِ القضيّة، ماذا يقول؟ – فَإنَّ الوُقُوفَ عِندَ الشُّبُهات خَيرٌ مِنْ الاقْتِحَامِ فِي الهَلَكَاتْ – يا جماعة أحاديث عن أهلِ البيت مشهورة عند رواة الحديث، رواها الثقات، موافقة للكتاب وللسُنَّة المعصومة، لسُنَّةِ مُحَمَّدٍ صلّى اللهُ عليهِ وآلِه، مع ذلك لأنَّ قُلوبَ المخالفين تميلُ إليهما، الإمام يقول: فَإنَّ الوُقُوفَ عِندَ الشُّبُهات خَيرٌ مِنْ الاقْتِحَامِ فِي الهَلَكَاتْ – يُسمِّي العملَ بهذهِ الأحاديث اقتحام في الهلكات، فما بَالُك بالذي منهجهُ العلمي من أوّلهِ إلى أخره أخذهُ منهم من المخالفين، فما بالك بمنهجٍ في تفسير القُرآن مأخوذٌ منهم، ومنهجٌ في استنباطِ الأحكامِ مأخوذٌ منهم، ومنهجٌ في الحكمِ على أحاديثِ أهل البيت مأخوذٌ منهم، ومنهجٌ في استنباطِ العقائدِ، في علم، الكلام مأخوذٌ منهم، ماذا تقولون؟!! هذه هي الحقيقة، الحقيقةُ مُرَّةٌ ولكن هذي هي الحقيقة، هذي هي الحقيقة بدون قُشور، بدون مُجاملات، بدون أغلفة، باللهِ عليكم إذا كانت أحاديثُ أهل البيت المشهورة عند رواة الحديث التي رواها الثقات، التي توافقُ الكتابَ الكريم والسُنَّة المُحَمَّديَّة المعصومة، لأنَّ قُلوبَ المخالفين تميلُ إليهما، الإمام يقول اتركوا هذه الأحاديث – فَإنَّ الوُقُوفَ عِندَ الشُّبُهات خَيرٌ مِنْ الاقْتِحَامِ فِي الهَلَكَاتْ – أتعلمون أين أنتم ذاهبون يا شيعةَ أهل البيت؟ هذا هو منطقُ عليٍّ وآلِ علي، الروايةُ قرأتها عليكم من الكافي الشريف، من الجزء الأوّل، رواية عُمر بن حنظلة عن صادق العترة الأطهر صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه. والقضيّةُ لا تقفُ عندَ هذا الحدّ، القضيّة كبيرةٌ كبيرةٌ جداً، أنا هُنا في برنامجٍ تلفزيوني وهذا البرنامج ليس مُخصّصاً للبحثِ في هذهِ القضايا، هذا البرنامج عنوانهُ: ( المختار الثقفي )، لكنّني أردتُ أن أُطبِّقَ منهج لحنِ القول في دراستي لثورةِ المختار ولشخصيَّتهِ، لذلك كنتُ مُضطراً لذكر هذهِ المطالب، وذكرتها بشكلٍ مُقتضبٍ جداً وبشكلٍ موجز، إن شاءَ اللهُ تعالى إذا سنحت لي الفرصة وجرت الأمور بأسبابها وصارَ الوقتُ مناسباً لتقديم برنامج الكتابُ الناطق سأفصِّلُ القولَ أكثر وأكثر في هذه المطالب. إذاً هذهِ المفردات هي المفردات التي عنونتها بالأسيجة، الأرضية تقدّم الكلام فيها، الأسيجة هي هذه، المفردة الأولى من الأسيجة أو من السياج، الحدود، سَمِّ ما شئت، إنّما وضعتُ هذهِ العناوين لتقريب الفكرة، لتقريب الصورة عند المتلقّي، عندَ المشاهد. – السياجُ الأوّل: أنَّ الحقائقَ تحملُ القيمة في نفسها، بعبارةٍ أخرى أحاديث أهل البيت تحملُ قيمتها العلمية في نفسها، كلامُكم نور تحملُ النوريّة في داخلها، ليست محتاجةً للبحثِ عن سندٍ وعن راوٍ روى الحديث. – المفردة الثانية: قاعدةُ المعلومات، في منهجِ لحن القول إذا أردنا أنْ نفحصَ الحديث عند شَكِّنا فيه نعودُ إلى قاعدةِ المعلومات الرئيسة، الكتابُ الكريم، ونفهمُ الكتابَ الكريم من خلالِ الأحاديث التفسيريةِ التي وردت عنهم. – المفردة الثالثة: البراءة الفكريّة، البراءة الفكريّة هي المطلوبة، وليس اللعن، وليس ذكر المطاعن، هذه في حواشي البراءة، البراءةُ الأصل هي البراءةُ الفكريّة، لا أنْ نلعن باللسان ونذكر المطاعن ونتحدَّث الأحاديث التأريخيّة ونحنُ نتّبع نفس المنهج المخالف. هذه أُمورٌ تقع في حاشية البراءة، جوهرُ البراءة البراءةُ الفكريّة، والمراد من البراءة الفكريّة البراءةُ من المنهج، من المنهج العلمي والفكري بالدرجةِ الأولى وما يتفرّع عن ذلك المنهج، هذهِ هي البراءةُ التي تُطلَبُ على الأقلِّ من العلماء، تُطلَبُ من الجميع، لكن على الأقلِّ تُطلَبُ من العُلماء، العالِم الذي لا يكونُ مُتبرِّئاً براءةً فكريّة ماذا سيقُدِّمُ لشيعةِ أهل البيت؟ كما مرَّ علينا في حديثِ إمامنا العسكري وهو يُحدِّثُنا عن صنفٍ من مراجع تقليدِ الشيعة يقول: (يتعلّمون بعض علومنا الصحيحة) وهو كلامُ إمامنا الصّادق ينقلهُ لنا إمامنا العسكري: (يَتَعَلّمُونَ بَعضَ عُلُومِنَا الصَّحِيحَة) وماذا يفعلون بذلك؟ (ثُمَّ يُضيفُونَ إليهِ أضْعَافَ أَضْعَافِه مِنَ الأَكَاذِيبِ الَّتِي نَحنُ بُراءٌ مِنْهَا) ثُمَّ ماذا يقول؟ (هؤلاء أضرَّ على ضُعفَاء شِيعتِنا مِن جَيش يَزِيد عَلى الحُسَينِ وأَصْحَابِه) لماذا؟ يقول: (لأنَّ هَؤُلاء يَسلِبُونَ الحُسَينَ وأَصْحَابَه أرْواحَهُم وأموالَهُم وأمَّا فُقهَاء السُّوء هؤلاء)، مراجعُ التقليد السوء هؤلاء ماذا يفعلون؟ (يُدخِلُون الشَّكَ والشُبهَة) يسلبون أديان شيعتنا، (يُدخِلون الشَّكَ والشُبهة على ضُعفَاء شِيعَتِنا) الشَّكَ والشُبهة من أين يأتي؟ يأتي من المنهج المنحرف، المنحرف عن أهل البيت، (يَتعلَّمونَ بعضَ عُلُومِنا الصحيحة ويُضِيفُونَ إليهِ أضعافَ أضعافهِ من الأكاذيب الَّتي نحنُ بُراءٌ منها) هذه الأكاذيب من أين تأتي؟ تأتي من المنهج المخالف، هذه الأكاذيب لا تأتي من تفسير إمامنا العسكري ولا تأتي من الكافي، الأكاذيب الموجودة في المؤسّسة الدينية الشيعية لم تأتِ من تفسير الإمام العسكري، أساساً لأنَّ تفسير الإمام العسكري مرفوض في المؤسّسة الدينية الشيعية، الأكاذيب لا تأتي من بحار الأنوار، أساساً لأنَّ أكثر روايات بحار الأنوار مرفوضة في المؤسّسة الشيعية، الأكاذيب تأتي من أين؟ تأتي من منهجِ المخالفين أوّلاً، ومن تفريعات منهج المخالفين التي تُنقَلُ من كتبِ التفسير، من كتبِ الحديث، من كتبِ العقائد، من كتبِ علم الكلام، من كتبِ الرجال، من كتبِ الأصول، أصول الفقه وأمثال ذلك. هذه هي الحقيقة، تُرفض، تُكذَّب، كُلُّ واحدٍ ينام على الجهةِ الَّتي تُريحه، وكُلُّ أحدٍ يُغَنّي على ليلاه، أغنّي على ليلاي ولا شأنَ لي بليالي قومٍ آخرين، الآخرونَ يُغنّون على لياليهم، وكُلٌّ لهُ ليلى يغنّي لها أو عليها أو لأجلها، هم يُغنّون على لياليهم وأنا أغنّي على ليلاي، ولا ندري ليلى لمن ستُقِرُّ بذاكَ. بهذا يتمُّ الحديث في المجموعة الأولى من أهمِّ مفردات منهجِ لحنِ القول التي عنونتها الأرضية، والمجموعة الثانية والتي عنونتها الأسيجة. هناك مجموعةٌ ثالثة من هذهِ المفردات التي تُشكِّلُ بمجموعها صورةً لمنهجِ لحنِ القول، هذه المجموعة من المفردات قواعدُ العقلِ والفهم، القوانين، قواعدُ العقلِ والفهم، في وصيّة إمامنا موسى بن جعفر لهشامِ بنِ الحَكَم، والكتابُ الذي بينَ يديَّ هو ( تُحَفُ العقول )، ماذا يقول إمامنا بابُ الحوائج لهشام؟ إنَّ الله تَبَارَكَ وتَعَالَى بَشَّرَ أَهْلَ العَقْلِ والفَهْم فِي كِتَابِه فَقَال فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ – هؤلاء الذين يستمعون القول فيتَّبعون أحسنه هم أهلُ العقلِ والفَهم، فحينَ نُريدُ أنْ نَستمعَ إلى حديثِ أهل البيت حتَّى نَستطيع أنْ نَصلَ إلى أحسنِ فهمٍ لابُدَّ أنْ نكون من أهلِ العقلِ والفهم، هذا هو مراد الكلام – إنَّ الله تَبَارَكَ وتَعَالَى بَشَّرَ أَهْلَ العَقْلِ والفَهْم فِي كِتَابِه فَقَال فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ – أحسنُ القول قولُهُم صلواتُ اللهِ عليهم، لكنّنا هُنا نبحثُ عن أحسنِ الفهم، كيف نصلُ إلى أحسنِ الفهم؟ لابُدَّ أنْ نكونَ مُسَلّحينَ بالعقلِ والفَهم، العقلُ والفهم تختلفُ درجاتُهُ عندَ الناس، كُلُّ إنسانٍ عندهُ درجة من العقل ودرجة من الفهم، لكن كيفَ نُفَعِّلُ ما عندنا من عقلٍ ومن فَهم؟ نُفَعِّلُه من خلال القَواعد، من خلال القوانين، من خلال الأُسس والمبادئ التي يتحرُّك فيما بينها وعلى أساسها عقلُنا ويتفعَّلُ فَهمُنا. في مقطعٍ آخر من نفسِ الوصيَّة، وصيَّة بابِ الحوائج لهشام بنِ الحَكَم – وقَالَ – يعني وقالَ الله – وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ – ماذا يقول إمامُنا باب الحوائج في معنى الحِكمة؟ – وقَالَ: وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ، قَالَ: الفَهْمُ والعَقْل – حكمةُ لُقمان عنوانها الأوّل، عنوانها الظاهر العقلُ والفهم، والعبادُ الذين يستمعون أحسنَ القول وهُم الذينَ هداهم الله وهم أولوا الألباب بصريحِ القُرآن الكريم، هؤلاء هم أهلُ العقلِ والفهم كما قال إمامُنا الكاظمُ صلواتُ اللهِ عليه في وصيّتهِ لهشام. إذاً المجموعة الثالثة من هذهِ المفردات هي مجموعة قواعد العقلِ والفهم، هي مجموعة القوانين، الأسس، الأصول، والكلامُ هُنا يكونُ في مُفردتين: – المفردة الأولى: سيرةُ المعصومين صلواتُ اللهِ وسلامُه عليهِم أجمعين، لِنُسمِّها السيرةُ المعصومة، السُنَّةُ المعصومة، ورُبّما قد يكون هناك من ترادفٍ في المعنى بين السُنّة والسيرة وقد يكونُ هناك اختلاف أيضاً، أنا هنا لا أريد أنْ أدخُلَ في كُلِّ هذه الجزئيات اللغوية، مُرادي من السيرةِ المعصومة طريقةُ عملِ المعصومين التي ساروا بها في أيّامِ حياتِهم الدنيويّة، هذا الكلام يُطرَحُ في البُحوث الدينيةِ العلمية الشيعية، السُنَّة، سُنَّة المعصوم، التي هي قولهُ وفعلهُ وتقريرهُ، لكنَّها كيف تُدرَس؟ تُدرَس بنفس الطريقةِ التي تُدرَسُ بها السُنَّةُ النبويّةُ بحسب ما يدّعي مخالفو أهل البيت، وأيضاً هذا التعريف جاء منهم (قول النبي وفعلهُ وتقريره)، هذا الكلامُ جاءنا من المخالفين (قول النبي وفعلهُ وتقريرهُ)، المخالفونَ كيف يدرسون السُنَّة؟ يدرسونها على أنّها وحدات مُتبايِنة، حينَ يأتونَ إلى الأحاديث يأخذونَ كُلَّ حديثٍ على حِدةٍ، وإذا أرادوا أنْ يدرسوا مجموعةً فإنَّهُم يدرسونَ مجموعةً محدودة، يعني لا يُوجد هناك منطق واضح وثابت في دراسة السُنَّةِ عندهُم، لا شأنَ لنا بهم. لكن الموجود في دراساتنا الدينية هو نفس الطريقةِ التي يتعاملُ بها المخالفون مع نصوص السُنَّةِ، السيرةِ سَمِّ ما شئت، يحدثُ عندنا في مؤسّستنا العلميةِ الدينية. في منهجِ لحنِ القول كما أزعمُ بأنَّ دراسة النصوص لابُدَّ أنْ تكونَ بِكُلِّها، ولابُدَّ أنْ يُستنبطَ منطقٌ قانون من هذهِ النصوص، هكذا أفهمُ ما أجدهُ في حديث أهل البيت صلواتُ اللهِ وسلامُه عليهم أجمعين، أنَّ المعصوم يُمكنني أن أقول بأنّهُ يتحرّكُ في ثلاثة اتّجاهات، المعصوم في فترة إمامتهِ بينَ شيعتهِ يتحرّك في هذه الاتجاهات: الاتّجاهُ الأول: التمهيدُ للمشروع المهدوي، يعني هناك من أقوالهِ، من أفعالهِ، من أعمالهِ، من كُلِّ ما يتعلّقُ بسيرتهِ، مُرتبطٌ بالتمهيدِ للمشروع المهدويِّ الذي هو مشروعهم جميعاً، وكلُّ شيءٌ كان تمهيداً لإمام زمانِنا الحُجَّةِ بنِ الحَسَن، ستأتينا الروايات، الله سُبحانهُ وتعالى نفسهُ يُمَهِّدُ الأمر لإمام زمانِنا، لماذا؟ لأنَّ المشروع المهدويّ هو مشروع الله سبحانه وتعالى، الله سُبحانهُ وتعالى يُمهِّدُ لإمام زمانِنا، سيأتينا هذا في الأحاديثِ والرّواياتِ الشريفة. الاتّجاه الأوّل: المعصومون كُلُّهم ابتداءاً من رسول الله وانتهاءاً بإمامنا الزاكي العسكري صلواتُ اللهِ عليهم جميعاً، الاتّجاه الأوّل الذي يتحرّكونَ فيه التمهيدُ لإمام زمانِنا. الاتّجاهُ الثاني: لكلِّ معصومٍ هو التمهيدُ للمعصوم الذي يليه، كما مَهّد خاتَمُ الأنبياء لعليٍّ، مهّدَ عليٌّ للحَسَنِ، وهكذا، ومَهّدَ الحَسَنُ للحُسَين، وهو أعظمُ تمهيدٍ مهّدَهُ لسيِّد الشُهداء. الاتّجاهُ الثالث: هو حركةُ الإمام صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه في التعاملِ مع شيعتهِ وأبناءِ زمانه، فما يَرِدُ عن كلِّ معصوم لابُدَّ أنْ يُقسَّم هذا التقسيم، لأنَّ المشروع المهدوي هو الهدف الأوّل لهم جميعاً وهو الهدفُ الأوّل في الكتابِ الكريم، فليسَ من المنطقي أنْ يكون هذا الهدف الأسمى ليس هو المخصوص بالقولِ وبالفعلِ وبالحركةِ بالدرجةِ الأولى. إذاً كُلُّ معصومٍ من المعصومين يتحرّك بهذه الاتّجاهات: أوّلاً: بالدرجة الأولى التمهيدُ للحُجَّةِ بن الحَسَن. ثانياً: التمهيدُ للمعصومِ الذي يليه. ثالثاً: التعامل مع شيعتهِ بالدرجة الأولى ومع أبناء زمانهِ من غير شيعتهِ بالدرجةِ الثانية. فلابُدَّ أنْ نأتي بأحاديثِ كُلِّ معصومٍ وما يتعلَّق بسيرته، أنْ نُبوبّها بهذه الطريقة، ثُمَّ نأتي بعدَ ذلك لِنبَوّبَ كُلَّ مجموعةٍ على أساسِ الألسنة، فللمعصوم أكثرُ من لسان، مرّةً المعصوم يتحدَّث بلسان المُشَرِّع، ومرّةً يتحدَّث بلسانِ العالِم، ومرّةً يتحدَّث بِلسانِ الإمام، صاحبِ الوَلاية المطلقة تكويناً وتشريعاً، ومرّةً يتحدَّث بلسان الأبوّة ولسانِ الرحْمَة، ومن هنا تظهر الأحاديث التي يأتي مضمونها ببشارة الشيعةِ بالنّجاةِ على كلِّ حال، هذا هو لسانُ الأبوّة، والأحاديث التي تأتي تتوعّد الشيعةَ إذا خالفوا الأحكام الشرعية، هذا هو لسانُ المُشَرِّع، وهكذا. فللمعصوم أكثر من لسان، لسانُ المُشرِّع، لسانُ العالِم حينما يأتي كلامه مُجرّداً حقائق علمية، لسانُ المُشَرِّع، لسانُ العالِم، لسانُ الإمام صاحبُ الوَلاية المطلقة، ولسان الأبوّةِ والرحمة ولسانٌ ولسان، لكن هذهِ الألسنة هي أهمُّ الألسنة التي يُمكننا أنْ نُقَسِّمَ الأحاديث على أساسها. إذاً لابُدَّ من استنباطِ ودراسةِ وتحقيقِ السيرةِ المعصومة التي نُفكِّر على ضوئها، حينئذٍ حين نُريد أنْ نفهم أحاديثهُم الشريفة، حتَّى نعرف أنَّ هذا الحديث بأيِّ لسانٍ هو، وبأيِّ اتّجاه، هل هو باتّجاهِ التمهيدِ لإمام زمانِنا؟ باتّجاه التمهيدِ للإمامِ الذي يليه؟ فَلِكُلِّ اتّجاهٍ خصوصيات، عقائديّة، زمانيّة، مكانيّة، ويأتينا قانون المداراة، وقانون التقيّة، وقانون إيّاكِ أعني واسمعي يا جارة، هذا القانون موجودٌ في الكتابِ الكريم وموجودٌ أيضاً في أحاديثهم الشريفة، فكلّ قوانين الكتابِ الكريم تنطبقُ على أحاديثهِم، لأنَّ الكتابَ الكريم صامت وهم ناطق، نفسُ القوانين، إلَّا أنّها قوانين ناطقة عندهم وهي صامتة في الكتابِ الكريم، القوانين هي هي. وهذا الموضوعُ موضوعٌ واسع، هذا الموضوع موضوع كبير جداً، أنا هنا لا أريد أنْ أخوضَ في كلِّ تفاصيلهِ، عقدٌ وعقدٌ وعقدٌ، هذا هو العقدُ الرابع من عقود عُمري أفنيتها في هذا الموضوع ولا زالَ الموضوع على أوّله، القضيّة كبيرةٌ جداً. نذهب إلى فاصل وأعود لأكملَ معكم الحديث، ملّا باسم وفاطمة العليلة صلواتُ اللهِ عليها.. كَما قُلتُ قبلَ قليل المجموعة الثالثة من مجموعةِ مفردات منهجِ لحنِ القول قواعد العقل والفهم (إنَّا لا نَعدُّ الرَّجُلَ مِن أصحَابِنا فَقِيهاً حَتَّى يَكُونَ مُحدَّثَاً، قِيلَ أَوَيَكون المؤُمنُ مُحدَّثَاً؟ قَالَ يَكونُ مُفَهَّمَاً والمُفَهَّمُ مُحدَّث) قاعدةُ هذا التفهيم هو معرفةُ سيرتهم، وإلَّا كيفَ يتحقّقُ هذا التفهيم من دون معرفةِ سيرتهم بالتفصيل الَّذي ذكرتهُ، وإن كان مُجمَلاً، أنا قُلتُ قبلَ قليل ما يقرُب من أربعين سنة أفنيتُ من العمرِ في هذا الطريق، في معانقةِ حديثهم وفي البحثِ في سيرتهم وكما قُلتُ قبلَ قليل لا زلتُ أحبو في خطواتي الأولى في هذا الطريق. المفردة الثانية وهي متفرّعة على المفردة الأولى ولا يُمكن أنْ تُفهم إلَّا من خلال فهمِ السيرةِ المعصومة، أصطلحُ عليها شَجرةُ القوانين، هناك شجرةٌ للقوانين، في فهم التكوينِ والتشريع، لابُدَّ أنْ نفهم بأنَّ التشريع لا ينفصلُ عن التكوين، وصاحبُ الوَلايةِ التشريعيّة هو نفسهُ صاحبُ الوَلايةِ التكوينيّة، لا يمكن، لا يمكن أنْ تكون وَلاية شرعيّة من دونِ وَلايةٍ كونيّة، هناك تطابق، تطابق بالكامل مئة في المئة ما بين التكوينِ والتشريع، لا أريد الخوض في هذهِ القضيّة. المفردة الثانية شجرةُ القوانين، من دونِ فهمِ هذه القوانين أعتقدُ من المستحيلِ أنْ نفهمَ حقائقَ حديثهِم صلواتُ اللهِ عليهم، من المستحيل، هذا في نظري، رُبّما أكون مخطئاً، مُصيباً، تلك قضيّة أخرى، أنا أتحدّثُ عن قناعاتي، أنقلُ لكم تجربتي العلميّة، هي تجربةٌ، تجربةٌ بشريّة، تجربةٌ شخصيّة، قد تكونُ مخطئةً بالكامل وقد تكونُ مُصيبةً بالكامل، شجرةُ القوانين من دونِ الإلمامِ بها ومن دونِ فهمها يصعبُ أنْ نصل إلى فهم أحاديثهم وإلى فهم سيرتهم أيضاً، استنباط السيرةِ كما مرَّ، من خلالهِ نستطيع أنْ نستخرج هذه القوانين ومن خلال دراسة هذه القوانين وتحليل جزئيّاتها نستطيع أنْ نفهم السيرة بشكلٍ أوسَع وأدَق وأعمَق. • ما مُرادي من شجرة القوانين؟ مجموعة كبيرة من القوانين وأنا هنا لا أريد أنْ أشيرَ إليها، أُشير إلى القوانين التي ترتبط بالموضوع الذي بينَ يديّ، ثورة المختار وشخصيّة المختار، وهذا الموضوع الذي جعلتهُ في هذا البرنامج تطبيقاً عمليّاً لمنهجِ لحنِ القول. القانون الأوسع والأعظم الذي ليسَ فوقهُ قانون إلَّا إرادة المعصوم الخاصّة، إرادتهُ، هذا القانون هو: قانون البداء، قانون يحكمُ على كلِّ شيءٍ في الوجود، ليس فوق هذا القانون إلَّا إرادةُ المعصوم، إذا شئنا شاء الله، مشيئتُهم مشيئتُه جلَّت قدرتهُ وتعالى شأنهُ وتقدَّس، قانونُ البداء القانونُ الأوسع، القانون الأُمّ، القانون الأعظم، قانون البداء في بُعدهِ التكويني وفي بُعدهِ التشريعي، هذهِ شجرة، شجرةُ قوانين، أصلُ كُلِّ القوانين قانونُ البداء، وقانون البداء تتشعّبُ أغصانهُ في الجهةِ التكوينيّة وفي الجهةِ التشريعيّة مع التعانقِ بينَ التشريعِ والتكوين. بالنسبةِ لبني البشر، وبالنسبةِ لموضوع التشيُّع والولاء، وبالنسبةِ لموضوعٍ صغيرٍ، ثورة المختار، شخصيّة المختار، القوانين التي نحتاجُها في البحث هي سلسلةُ قانون الذَر وأنا هنا لا أريد الحديثَ عن قانون الذَر، مرادي من قانون الذَر ما هو معروفٌ على الألسنة، عالمُ الذَر. قانونُ الذَر ويأتي بعدهُ في الرُتبةِ قانونُ الأصلاب، في الحلقة القادمة سأبدأُ بتشريحِ هذا القانون لأنَّني سأدرسُ ثورة المختار وشخصيّة المختار وفقاً لهذا القانون من المفردات المهمَّة في منهجِ لحنِ القول. قانون البداء لهُ بُعدٌ تكويني، قوانين تكوينيّة، وقوانين تشريعيّة، كما قُلت هي شجرة، شجرةُ قوانين، لو كان عندي هنا لوحة لرسمتُ لكم هذهِ الشجرة، شجرة القوانين، قانون البداء، هُناك حُزمة القوانين التكوينيّة وحزمة القوانين الشرعيّة التشريعيّة، قانون الذَر وبعدهُ قانونُ الأصلاب، وهناك في جوِّ هذين القانونين قانون التمحيص، قانون الاستبدال، هذه القوانين مرتبطة بنتائجِ قوانين الأصلاب، قانون الذَر نتائجهُ تظهرُ في قانون الأصلاب، وقانونُ الأصلاب تتعانقُ نتائجهُ مع قانون التمحيص، قانون الاستبدال، قانون المكر وقوانين أخرى، لكن أكثر العناوين التي تهمُّنا قانون الأصلاب وقانون المكر، هذان القانونان لهما علاقة مباشرة بدراستي لثورة المختار ولشخصيّة المختار، وسأشرع في الحلقة القادمة إنْ شاءَ اللهُ تعالى، في حلقةِ يومِ غد في تشريحِ قانون الأصلاب، ولا أعتقد أنَّ حلقةً واحدةً ستكفي، مع أنّني سوف أتكلّمُ بإيجاز، لأنَّ هذه المطالب مطالبٌ متسِّعةٌ جداً. قد يستغربُ المتلقّي، السبب أنَّ ثقافة أهل البيت لا وجودَ لها في الساحة الشيعيّة، وستتجلَّى هذهِ الصورة جليّةً واضحةً في الأحاديثِ القادمة. إذاً هذه المجموعة الثالثة من مفردات منهجِ لحنِ القول، السيرةُ المعصومة، شجرةُ القوانين، ويوم غد إنْ شاء الله تعالى سأبدأُ بتشريحِ قانون الأصلاب. لكن هُناك مقدّمة لابُدَّ من الإشارةِ إليها. النظرة الأولى عند عموم الباحثين حينَ ينظرون إلى ثورة المختار وإلى شخصيّة المختار يتعاملونَ معها تعاملاً تأريخيّاً، في منهجِ لحنِ القول نعم، في هذا البرنامج سأتناولُ القضيَّة في بُعدها التأريخي، لكن في منهجِ لحن القول القضيّة مختلفةٌ بالمرَّة وسيتّضحُ ذلك من فهمِ قانون الأصلاب. • هُناك أمران: الأمرُ الأوّل: الموجود في كتبِ التأريخ حتَّى لو أحسنّا الظنَّ بالمؤرِّخين، مع معلومةٍ مهمَّةٍ، لا توجَد في المكتبةِ الشيعيةِ كتب واضحة مشخَّصة في التأريخ، المكتبة التأريخيّة كتبها المخالفون، كما يُقال: التأريخ يكتبهُ الأقوياء، التأريخ يكتبهُ المنتصرون، التأريخ يكتبهُ الحُكَّام، التأريخُ تكتبهُ الدنانير والدراهم، هذه هي الحقيقة، الذينَ كتبوا التأريخ وفصَّلوه حسب مقاساتهم هم الأقوياء، هم المتغلِّبون، هم المنتصرون عسكرياً ومادّيّاً، هم المتسلّطون والحُكَّام، الدنانير والدراهم هي التي كتبت التأريخ، المفروض أنْ يُسمّى بعلمِ الدنانير والدراهم وليس بعلم التأريخ، هذهِ هي الحقيقة. حتَّى لو أردنا أنْ نُحسِنَ الظنَّ بالمؤرّخ، حين يكتب أساساً هو مخالفٌ لعليٍّ وآلِ علي، أساساً هو مُخالِف، لو أردنا أنْ نُحسِنَ الظنَّ به بأنَّه ينقلُ الحقائق التأريخيّة كما هي من دونِ تحريفٍ أو تزوير، أساساً هو مُخالِفٌ لعليٍّ، المؤرّخون مخالفون لعليٍّ، وحتَّى لو لم يكونوا كذلك، ليس كلّ النَّاس يمتلكون القدرة التعبيريَّة على نقل الحقائق كما هي، وليس كلّ النَّاس يمتلكون الكاميرا التصويريّة للأحداث في أذهانهم كما هي، وليس كلّ الناس يمتلكون القدرة على فهمِ الحدث وتحليلهِ كما هو الواقع، المؤرّخونَ بشر، كُلٌّ يمتلك قدرةً على النقل والتعبير، على التصوّر والتقاط الصور، وهُنا يأتي دور الذاكرة، كم للذاكرةِ من قابليةٍ على حفظِ الصور ونقلها بدقّةٍ، ثُمَّ يأتي دور الفَهم والتحليل، لأنَّ المؤرّخ حتَّى لو كانَ يسردُ الحَدَثَ سرداً فإنَّ تحليلهُ للحدث وفهمه للحدث سيظهر في طريقة سردهِ، وهذه قضيّة لا إراديّة، شيءٌ طبيعي، حين أنقلُ حادثةً وقعت، بالنتيجةِ لي فهمي وتحليلي لهذه الحادثة، حتَّى لو لم أكن أثناء نقلها لا أتطرَّقُ لتحليلي ولفهمي، بشكلٍ غير مباشر من دون أنْ أشعر، من دون أنْ أدري، ما يُسمّى بالعامل الذاتي في الجانب البحثي والعلمي سيطغى، ما كان في الجنان كما يقول سيِّدُ الأوصياء يظهرُ على فلتات اللسان. إذاً نحنُ أمام مكتبةِ التأريخ، مكتبةٌ كتبها مخالفون لعليٍّ وآلِ عليٍّ، هذا أوّلاً. وثانياً: هُم مبتدؤون في كتابةِ التأريخ، لم يستندوا إلى تجربة مؤرّخين قبلهم، العرب ما كانوا يملكون تأريخاً، فُجأةً ظهرت طبقاتُ المؤرّخين. وثالثاً: الاختلاف في قدرات التعبير والتصوير والتحليل والفهم وهذهِ قضيّة بشريّة، هذهِ لا نستطيع أنْ نتخلّص منها، لكن الأنكى هو المنهجُ التحريفي المقصود، التأريخ كُتِب بقصد إخفاء الحقائق وتحريفِ الأمور، مثلما يجري الآن، الإعلام الذي تملكهُ الدول والحكومات، الآن وسائلُ الإعلام حتَّى التي يُقال عنها بأنّها وسائل حُرَّة، وسائل الإعلام الآن الموجودة والمتوفِّرة في عصرنا، هُناك أشياء بالغةُ الأهميَّة لكنَّهم في الإعلام يُصوِّرونها لا قيمةَ لها وتتحوَّل صورتها البالغة الأهمّية إلى شيءٍ لا قيمةَ له ويقتنع الناس بذلك، وهناك أشياء لا قيمةَ لها ولكنَّ الإعلام يُحوّلها إلى أهمِّ حَدَثٍ، إلى أهمِّ شَيءٍ في اللحظةِ الراهِنة أو ربّما لفترةٍ زمنية طويلة، الإعلام هو كتابةُ تأريخٍ، هو تسجيلُ أحداث، ما هو المؤرِّخ؟ المؤرِّخ يُوثِّقُ الأحداث، الإعلامي ماذا يصنع؟ يُوثِّقُ الأحداث، لذلك يتباهى الإعلامي الكذائي مثلاً أو الجهة الإعلامية الكذائيّة بأنّها مُحايدة، هي لا تعطي رأيها ويُعتبر هذا من احترافية الإعلام، الإعلامي الحِرَفي هو الذي ينقل الحَدَث كما هُو ولا يُوجَد على وجهِ الأرض إعلاميٌ هكذا، لابُدَّ أنْ يظهرَ تحليلهُ وفهمهُ واتّجاههُ وتعصُّبهُ وميلهُ لتلك الجهة أو هذهِ الجهة من حيث يشعر أو لا يشعر، فتلك قضيّةٌ بشريّة، سواء كانت مقصودة أو ليست مقصودة، هذه القضيّة هي هي في التأريخ، هذا مع الأمور العاديّة فما بالك بالأمور التي لها خصوصيّة كثورة المختارِ وشخصيّة المختار، على أيِّ حالٍ. القضايا الَّتي ذُكرت في كتبِ التأريخ يُمكن أنْ نُقسِّمها إلى ثلاثةِ أنواع: – هناك قضايا عقائديّة صِرفة محضة. – وهناك قضايا عقائديّة تأريخيّة. – وهناك قضايا تأريخيّة صِرفة أيضاً. تفصيلُ الكلام في هذه الأنواع الثلاثة من قضايا التأريخ، من مذكورات التأريخ يأتينا إنْ شاء الله تعالى في الحلقةِ القادمة. الفاصلُ الأخير، أذهبُ وإيَّاكم إذا كنتمُ ترغبون في زيارةٍ حُسينيَّةٍ مع خَدَمَة الحُسَين. تُرَاب ودَمّ تجَمّع فَوق نَحْرَه.. زيارة مقبولة إنْ شاء الله تعالى.. ألقاكم يوم غد على مودَّةِ قلبِ الحُسين وَسِرِّ أسرارهِ لُباب الحُسين ونُورِ أنوارهِ الحُجَّةِ بنِ الحَسَن إمام زمانِنا صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه.. سَلامٌ عَلَى نَحرِكَ الدَّامِي يَا حُسَين… في أمانِ الله .. ملخـّص الحلقة تاريخ البث : يوم الثلاثاء 2 ذو القعدة 1436هـ الموافق 18 / 8 / 2015م كان الحديث في الحلقة الماضية عن أهم مُفردات منهج (لحن القول)، مفردات الأساس لأرضية منهج لحن القول وهي: (الأدب العربي ، الكتاب والعترة في نُصوصهما، والثّقافات الأخرى) ومفردات السّياج (الأسيجة) وهي: 1- أنَّ الحقائق ونصوص الكتاب والعترة تحمل قيمتها في نفسها، 2- عند الشّك في حديث فإننا نرجعه إلى (قاعدة المعلومات) وهو الكتاب الكريم بفهم أهل البيت ويتواصل الحديث في هذه الحلقة في مُفردات مجموعة (الأسيجة).. إلى المُفردة الثاَّلثة وهي : [البراءة الفكرية] 3- [البراءة الفكرية] وهي البراءة التي تحدّثت عنها الروايات والأدعية والزيارات. (الَّلعن الَّلفظي والَّلساني، وبغض أعداء أهل البيت، وذكر مطاعن أعداء أهل البيت، وإسقاط حججهم) .. كل هذه الأمور هي مظهر من مظاهر البراءة وجزء من البراءة، وليستْ هي البراءة الحقيقية البراءة الحقيقية هي (البراءة الفكرية) .. في مُجافاة منهج المخالفين وطريقتهم وأسلوبهم. ما الفائدة حينما نُعلِن البراءة ، ونحن نُفسّر القرُآن بنفس الطُرق الَّتي يُفسّر بها المخالفون القرآن ..؟! ونستنبط الأحكام والعقائد بنفس الطريقة الَّتي يستنبط بها المخالفون أحكامهم وعقائدهم..؟! صحيح أنَّ حُبّ أهل البيت وبغض أعدائهم قد يكون سبباً لنجاتنا في الدنيا والآخرة بالشفاعة.. ولكن الحديث هنا ليس عن هذه الجهة، وإنّما أتحدّث عن منهج علمي يجعلنا في دائرة تجعلنا أقرب ما نكون من أهل البيت عليهم السَّلام. البراءة الفكرية من أهمّ مُفردات منهج (لحن القول)، والمراد منها براءة من المنهج ، وعبارات أهل البيت (أنّ الصّواب في خلافهم ، وما خالف العامّة ففيه الرّشاد) وغيرها من العبارات هو حديث عن هذا المنهج. بيان السَّبب في رفضنا لكتاب البخاري بالكامل رغم اشماله بعض الأحاديث والحقائق الصّحيحة (وإن كانت قليلة). ما هو منهج البخاري الذّي اعتمده، والخطوات التي قام بها في منهجه، فجعلتنا نرفض صحيحه وجميع كتبه بالكامل..؟ بيان السَّبب في اتّهام (الحاكم النيشابوري) بالتّرفّض .. وبيان السَّبب لماذا نحن نرفض كتاب المُستدرك للحاكم النيشابوري مع ماله من قيمة عند القوم؟ أيّهما أفضل: ● أن نأخذ منهجنا من أشخاص يُخطؤون ويُصيبون ونحنُ نُخطىء ونُصيب أيضاً. ● أم نبحث في المعطيات الّتي وردتنا من أُناسٍ لا يُخطؤون، ونُطبّق بقدر ما نتمكّن (ونحنُ نخطىء ونصيب أيضاً). قانون (الصَّواب في خلافهم) لا يعني الخلاف في المُفردات وفي الجزئيات، وإنّما المُخالفة في المنهج. وقفة عند رواية عُمر بن حنظلة مع الإمام الصَّادق صلوات الله عليه الَّتي تُبيّن المنهج الّذي وضعهُ أهل البيت عليهم السَّلام لشيعتهم إذا وردَ عليهم حديثين مشهورين عن أهل البيت عليهم السَّلام، وكلا الحديثين رَواهما الثّقات وكلاهُما حُكمهُ وافق الكتاب والسُّنة .. فماذا يصنعون وكيف يتعامل الشيعة مع هذين الخبرين..؟ البراءة الحقيقية وهي (البراءة الفِكريّة) هي الَّتي تُطلب على الأقل من العلماء.. فالعالم الّذي لا يكون مُتبرأ بـ “البراءة الفكرية” ماذا سيُقدّم لشيعةِ أهل البيت..؟ الأكاذيب في المؤسسة الشّيعية لا تأتي من تفسير الإمام العسكري(المرفوض في المؤسسة الدّينية) ولا من تفسير البرهان، ولا من كتاب الكافي، ولا تأتي من كتاب بحار الأنوار…. وإنّما تأتي من كُتب المخالفين، ومن تفريعات كُتب المخالفين. ((المجوعة الثالثة من المفردات الَّتي تُشّكل بمجوعها صورة لمنهج لحن القول هي : مجموعة قواعد العقل والفهم)) وقفة عند هذا المقطع من وصيّة الامام الكاظم عليه السلام لهشام بن الحكم لبيان معنى (قواعد العقل والفهم) .. وكيف نصل إلى أحسن الفهم (يا هشام إنَّ الله تبارك وتعالى بشَّر أهلَ العقل والفهْم في كتابه فقال: فبشّر عبادِ الَّذين يستمعون القولَ فيتبعون أحسنهُ أولئكَ الَّذين هداهُمُ اللهُ وأُولئك هُم أولو الالباب). الكلام في هذه المجموعة (مجموعة قواعد العقل والفهم) في مُفردتين: 1- المفردة الأولى: سيرة المعصومين صلوات الله عليهم (السيرة المعصومة أو السّنة المعصومة) أي طريقة عمل المعصومين الَّتي ساروا بها في أيَّام حياتهم الدّنيوية .. وهذه الطريقة تختلف عن الطريقة التي عليها المخالفون في تعاملهم مع نصوص السيرة (والموجود في مؤسستنا الدّينيّة هو نفس طريقة المخالفين) 2- المفردة الثَّانية : ( شجرةُ القوانين) .. من دون فهم هذه القوانين والإلمام بها، يكون من الصّعب جدّاً فهم سيرتهم صلوات الله عليهم الاستنباط منها (توضيح لمعنى شجرة القوانين) القانون الأعظم الَّذي يحكم على كُلّ شيء في الوجود إلَّا إرادة المعصوم الخاصّة هو قانون (البَداء) في بُعده التّكويني والتّشريعي، وهو أصلُ كل القوانين، وتتشعّب أغصانه في الجهة التّكوينيّة والجهة التّشريعيّة (مع التّعانق بين التكوين والتشريع) القوانين الَّتي نحتاجها في هذا البحث (فيما يتعلّق بشخصيّة المختار وثورة المختار) هـي : 1- قانون الذّر [المعروف على الألسنة بعالم الذّر] 2- قانون الأصلاب (هذا القانون من المفردات الهامة في منهج لحن القول، وسأبدأ بتشريحهِ في الحلقة القادمة). وهناك في جو هذين القانوين يوجد: (قانون التّمحيص – قانون الاستبدال – قانون المكر…) وأكثر القوانين الَّتي تُهمّنا في هذا البرنامج (قانون الأصلاب، وقانون المكر) في ثقافة أهل البيت عليهم السَّلام، المعصوم في فترة إمامته بين شيعته يتحرّك في ثلاثة اتّجاهات: 1- الاتّجاه الأوّل : التَّمهيد للمشروع المهدوي الَّذي هو مشروعهم جميعاً. 2- الاتّجاه الثَّاني : تمهيد المعصوم للمعصوم الَّذي يليه. 3- الاتّجاه الثَّالث : هو حركة الامام في التّعامل مع شيعته وأبناء زمانه. (لابد في دراسة سيرة المعصومين أن نأتي بأحاديث كُل معصوم وسيرته، ونُبوّبها بهذه الطّريقة على ضوء هذه الاتّجاهات الثلاثة.. ومن ثمّ نرتّبها على أساس الألسنة (لسان المُشرّع، لسان العالم، لسان الامام صاحب الولاية المُطلقة، لسان الأُبّوة).. وكذلك تشخيصها هل هي (بلسان التّمهيد لإمام زماننا، أم بلسان المُداراة، أم بلسان التّقية، أم بلسان إيّاكِ أعني واسمعي يا جارة) قبل الشّروع في تشريح قانون (الأصلاب) لابدّ من مُقدّمة.. تُبيّن أن عموم الباحثين إذا نظروا إلى ثورة المُختار يتعاملون معها تعاملاً تأريخياً.. بينما في منهج لحن القول القضيّة مُختلفة تماماً.. وسيتّضح ذلك من خلال قانون الأصلاب. لا توجد في الكُتب الشّيعيّة كُتب تأريخيّة واضحة، ويعود هذا الأمر لعدّة أسباب، منها: ● أنّ التأريخ يكتبهُ المُنتصرون ، يكتبه الحُكّام، تكتبه الدّنانير والدّراهم، والكُتب التأريخيّة الّتي بين أيدينا كتبها مُؤرّخون مُخالفون لعلي، حتَّى لو لم يكن المُؤرّخون مُخالفون لعلي، فليسَ لكلّ النّاس القدرة على نقل الأحداث كما هي. ● المؤرّخون الّذين كتبوا هم مُبتدؤون في كتابة التأريخ. ● وجود اختلاف في قدرات التّصوير والتّحليل والفهم. ● المنهج التّحريفي في كتابة التّأريخ. القضايا التأريخيّة الَّتي كُتبتْ في كُتب التأريخ على ثلاثة أقسام: ● قضايا تأريخيّة صرفة. ● قضايا عقائديّة صرفة. ● قضايا عقائديّة تأريخيّة.