الثائر الحسينيّ الوفيّ المختار الثقفيّ – الحلقة ٧ Show Press Release (8 More Words) الثائر الحسينيّ الوفيّ المختار الثقفيّ – الحلقة 7 صور OverlaysPreviousNext فيديو يوتيوب اوديو مطبوع Show Press Release (6٬089 More Words) يا زهراء بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ الثَّائِرُ الحُسَينِيُّ الوَفِيّ….المُخْتَارُ الثَّقَفِيّ الحَلَقَةُ السّابِعَة 22/8/2015م سَلَامٌ عَلَيْكُم جَمِيْعَاً .. إذَا كَانَ لَنَا قِصَّةٌ فِي الحَيَاة قِصَّتُنَا الحُسَين.. لِسَبَبٍ بَسِيطٍ وَوَاضِحٍ جِدّاً عَلَى الأَقَلِّ عِنْدَنَا.. الحُسَينُ الحَقِيْقَةُ الوَحِيْدَةُ فِي حَيَاتِنَا وَالبَاقِي كُلُّهُ سَرَاب.. حَاء سِين يَاء نُون مَتْنُ الْمُتُون.. وَكُلُّنا نَحْنُ وَمَا حَوْلَنَا.. وَمَا عِنْدَنَا وَعِنْدَ غَيْرِنَا.. مِنْ حَقٍّ أو بَاطِل.. فِي حَوَاشِي الحَوَاشِي.. .. يَا حُسَينْ .. وصَلَ بِنَا الحديثُ إلى قانونِ الأصلاب وأُذَكِّرُكُم بأنَّني قد ذكرتُ هَذا الأمر أكثرُ مِن مرَّة في الحلقاتِ المُتقدِّمة، البرنامجُ يَدرسُ ثورة المختار وشخصيَّةَ المختار وفقاً لمنهجِ لحنِ القول، وتتابعَ الحديثُ في الحلَقاتِ المتقدّمة إلى أنْ وصلنا إلى هذا العنوان: ( قانونُ الأصلاب)، ومحورُ قانون الأصلاب هو الحُسينُ صَلواتُ اللهِ وسَلامُه عليه وسيأتينا الحديثُ عن مَعنى محوريةِ الحُسينِ في قَانونِ الأصلاب، لكنَّني في هذهِ الحلقة سأتناولُ تحليلَ النهضة الحُسينية، تحليلَ المشروع العاشورائي العملاق. في الثقافةِ الشيعيةِ التي نَخَرَها الفِكرُ المخالِف نَخراً بحيث باتت أهمُّ المفاصل الثقافية نَهْباً للفكرِ المخالف، والسببُ الكبير في ذلك هو المنهجُ المُتَّبعُ في المؤسّسةِ العلميةِ الدينية، المنَاهِجُ المُتَّبَعة هي مناهجُ المخالفين وتُرِكَ منهجُ أهل البيت، هذا زَعمي، قد أكون مخطئاً لكنَّني أعتقدُ ذلك، المشروعُ الحُسيني، أنا أُخاطِبُ الحُسينيين بشكلٍ خاص في هذا البرنامج، في الثقافةِ الشيعيةِ ماذا تُحلِّلُ الثقافةُ الشيعيةُ المشروعَ الحُسيني وكيفَ تُفَسِّرُهُ؟ إذا ذهبنا إلى الشعر، إلى الشعر القَريض، إلى الشعرِ بلغتهِ الفُصحى أو باللغةِ الدارجةِ بينَ الناس، باللغةِ الشعبية، إذا ذهبنا إلى فضائيّاتنا وما تُقدِّمهُ من برامج، إذا ذهبنا إلى منابرنا الحُسينيَّة، إلى خطبائنا، إلى الشُعراء، الرواديد، وسائر من يقولُ أو ينظمُ أو ينثرُ في الجوِّ الحُسيني، إذا ذهبنا إلى الكُتب التي أُلِّفت وخصوصاً في القرن الماضي إلى يومنا هذا، إذا ذهبنا إلى أحزابنا الشيعية الدينية، ماذا تعرضُ في برامجها وفي كتبها لأتباعها، في مؤتمراتها، في إعلامها؟ إذا ذهبنا إلى علمائنا ومراجعنا ماذا كتبوا في كتبهم وماذا يُسطّرون سنويّاً في بياناتهِم التي تصدرُ أيّام مُحرَّم أو في مناسباتٍ أخرى يتناولون فيها المشروع الحسيني بالذكر؟ قُتِلَ الحُسينُ لأجلِ أنْ يبقى الإسلام ولو لم يُقْتَل الحُسين لَمَا بَقِيَ الإسلام، قُتِل الحُسينُ فكانَ سَبباً لصلاحِ الأُمَّة وهِدايتها ولو لم يُقتل الحُسين لَمَا صَلُحت الأُمَّة ولَمَا اهْتَدَت، قُتِلَ الحُسينُ وبسببِ ذلك تغيَّرت الأوضاعُ في الأُمَّةِ من الأوضاعِ السيِّئةِ إلى الأوضاع الحَسَنة، أليس هذا الذي يُطرَحُ في الشعرِ الشيعي؟ ودونك موسوعة شعريّة معروفة: ( أدب الطف للسيِّد جواد شبر )، جمعَ فيها الكثير والكثير ممَّا قالهُ الشُعراء في سيِّد الشُهداء، دونَكم هذه الموسوعة التي تتألَّف من عشرة مُجلدات، اِطّلِعوا على الشعر الذي وردَ فيها، ما جاء فيها عن الحُسينِ الأعمُّ الأغلب يتضمَّن هذه المعاني، دونَكُم القصائد التي تُقرَأ على المنابر، ما يقرأه الرواديد، ماذا يقرأون؟ يقرأون الأشعار المشتملة على نفسِ هذا المضمون، دونكم الفضائيّات، دونكم البرامج الشيعية، دونكم الكُتُب المؤلّفة، دونكم البيانات الصادرة من مكاتب مراجعنا الأجلّاء، دونَكم، دونَكُم، دونَكُم… أليس الكلام يدور في هذا الجوّ وفي هذا المضمون؟ هذا هوَ تحليلُ الثقافةِ الشيعية، ابتداءً من أعلى مستوياتها، من مراجع الأُمَّةِ وانتهاءأً بكلِّ الطبقات الشيعية المختلفة، الجوِّ الشيعي العام، أليس هوَ هذا الكلام المطروح؟ لو لا الحُسين لَمَا بَقي الإسلام، لولا الحُسين لَمَا صَلُحَت الأُمَّة، مع أنَّ الواقع لا يقولُ بذلك، بعد مقتل الحُسين الأُمَّةُ ساءَت أحوالها إلى أبعدِ ما يكون، الأمويون بعد يزيد صاروا أسوأ وأسوأ من يزيد، وجاء العبّاسيون فكانوا أسوأ من الأمويين، إلى أنْ جاء العثمانيون فكانوا أسوأ من العبّاسيين والأمويين، إلى يومكِ هذا، أينَ هو الصلاح الذي حدثَ في الأُمَّةِ على مستوى الحكومات؟ على مستوى الرعيَّة؟ ازداد الحقدُ على أهل البيت وشيعتِهِم إلى عصرك هذا، إلى أنْ وصلنا إلى عصرِ الإرهاب، حتَّى في الوسط الشيعي، أينَ هو الصلاح في الوسط الشيعي؟ ما الذي يحصلُ في الوسط الشيعي من التمزُّقِ والتشتُّت، وحتَّى الحكومات الشيعية عبرَ التأريخ عبثت ما عبثت، أينَ هو الصلاح؟ إذا كانَ الحُسينُ صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه سُفِحَ دمُهُ بصلاحِ هذهِ الأُمَّة، هذهِ الأُمَّة فاسدة ما هي بصالحة، أينَ الصلاح فيها؟ حديثُ أهل البيت يُهْمَل والمنهجُ الذي يُتَّبع منهجُ أعداءِ أهل البيت، تفسيرُ أهل البيت للقُرآنِ يُترَك والتفسيرُ الذي يُعتبرُ التفسير الأفضل في الوسط الشيعي هو تفسيرُ القُرآنِ وِفقاً لذوق المخالفين، وبهذا يُمزّقُ منهجُ الثَّقْلَين أو الثَّقَلَين، فيذهبُ الكتابُ في طريق والعِترة في طريق، وهذا هو الواقعُ الشيعي فأينَ الإصلاحُ في هذه الأُمَّة؟! فهل أنَّ الحُسين صَلواتُ اللهِ وسَلامُه عليه سَفَح دمهُ الشريف وكانَ الذي كَان في عاشوراء وهو لا يدري بأنَّ الأُمَّة سيسوء حالُها وأنَّ الإسلام لا يبقى منهُ شيء، رسولُ الله خبَّرنا بأنَّه لا يبقى من الإسلام إلَّا اسمهُ ومن القُرآنِ إلَّا رسمه، أهذا هو الصلاح في الأُمَّة؟ هذا هو الواقع، الواقعُ الموجود، هلْ الصلاحُ في الأُمَّة أنْ تَذبَحَ الأئمَّة واحداً بعدَ واحد حتَّى غابَ مهديُّهم؟! هل هذا دليلٌ على صلاح الأُمَّة، أم أنَّ هذا دليلٌ على فسادها وحقارتها ووضاعتها وضلالها وشرِّها؟! إذاً ما هذا الكلام الذي يُطرَح؟! هذا الكلام هو نِتاجٌ لفهمِ المشروعِ الحسيني وفقاً للمنهج المخالف، وفقاً للمنهج المخالف لأهل البيت، للمنهج العلمي والبحثي، أنا لا أتحدَّث هُنا عن نصوص، أتحدَّث عن منهج، فيؤتى بهذه النصوص تُفهم وفقاً لهذا المنهج، يؤتى بنصوص أهل البيت لكنَّها تُبوَّب وتُدرَس وتُنْهَج بأيِّ نهجٍ؟ بالنهجِ المُخالفِ لآلِ مُحَمَّد صلواتُ اللهِ عليهم، تكون النتيجة هذه. أعرضُ بينَ أيديكم ماذا قالَ المعصومون وكيف حلَّلوا المشروع الحُسيني: هذا هو الكافي الشريف الجزءُ الثامن الروايةُ: ( عن أبي بصيرٍ عن أبي عبدِ الله عَن إمامنا الصَّادق، في قولِ الله عزَّ وجل:{ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أين ما كانوا ثم ينبّئهم بما عملوا يوم القيامة إن الله بكل شيء عليم} قَالَ: نَزَلَتْ هذهِ الآيَةُ في فُلانٍ وفُلان وأبي عُبيدَة الجَراح وعَبدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوف وسَالِم مَولَى أَبِي حُذَيفَة والمُغِيرَةِ بنِ شُعْبَة حَيثُ كَتَبُوا الكِتَابَ بَينَهُمْ وتَعَاهَدُوا وتَوافَقُوا لَئِن مَضَى مُحَمَّدٌ لا تَكُونُ الخِلَافَةُ في بَنِي هَاشِم ولا النُبُوَّةُ أبَدَاً فَأنْزَلَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ فِيهِم هَذِهِ الآيَة، قَالَ، قُلتُ: قَولُهُ عَزَّ وجَلَّ:{أم أبرموا أمراً فإنّا مبرمون، أم يحسبون أنّا لا نسمع سرّهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون} قَالَ: وهَاتَان الآيَتَانْ نَزَلَتَا فِيهِم ذَلِكَ اليَوم، قَالَ أبُو عَبدِ الله – يتحدَّث مع أبو بصير – لَعلَّكَ تَرَى أَنَّهُ كَانَ يَومٌ يَشبَهُ يَومَ كَتْبِ الكِتَاب أو يَومَ كُتِبَ الكِتَاب – تتصوّر أنَّ يَوماً في تأريخِ الأُمَّةِ بل في تأريخِ البشريَّةِ -لَعلَّكَ تَرَى أنَّهُ كَانَ يَومٌ يَشبَهُ يَومَ كُتِبَ الكِتَاب إِلَّا يَوم – أيّ يوم؟ – إِلَّا يَوم قُتِلَ الحُسَين عَلَيهِ السَّلام – يَوم كَتْبِ الكِتاب، يَوم كُتِبت الصحيفة لا يُشابِهُهُ يَوم إلَّا يوم مَقتَل الحُسَين – وَهَكَذَا كَانَ فِي سَابِقِ عِلْمِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ الَّذِي أَعْلَمَهُ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِه أَنْ إِذَا كُتِبَ الكِتَاب قُتِلَ الحُسَينْ وخَرَجَ الْمُلْكُ مِنْ بَنِي هَاشِمْ فَقَدْ كَانَ ذَلِكَ كُلَّه، إِذَا كُتِبَ الكِتَاب – إذا كُتِبَت الصحيفة – قُتِلَ الحُسَين) – مِن هُنا بدأت قِصَّتنا، ومِن هُنا بدأت الأمور تتواصلُ وتتابَع. العقيلة صلواتُ اللهِ وسلامُه عليها بعد مقتلِ سيِّد الشُهداء ماذا قالت حينَ رفعت صوتها الشريف مُستَغِيثَةً؟ ( يَا مُحَمَّدَاه بَنَاتُكَ سَبَايَا وَذُرِّيَتُكَ مُقَتَّلَة تَسْفِي عَلَيهِم رِيحُ الصَّبَا وَهَذَا حُسَينٌ مَحْزُوزُ الرَّأسِ مِنْ القَفَا – وفي نسخةٍ ( مَجْزُوز الرّأسِ مِنْ القَفَا ) – وهَذَا حُسَينٌ مَحْزُوزُ الرَّأسِ مِنْ القَفَا مَسْلُوبُ العِمَامَةِ والرِّدَاء بِأَبِي – تُشير إلى الحُسين يعني أُفدِيه بأبي – بِأَبِي مَنْ عَسْكَرُهُ فَي يَومِ الاِثْنَينِ نَهْباً – بأبي إمّا تُشير إلى الحُسَين أو تُشير إلى رَسولِ الله وعسكرُ الحُسين ومُخيَّمُ الحُسينِ هو مُخيَّم رسول الله – بِأَبِي مَنْ عَسْكَرُهُ فَي يَومِ الاِثْنَينِ نَهْباً – لم يُقتَل الحُسين في يوم الاثنين، هي تُشير إلى يوم السقيفة، الحُسين قطعاً لم يُقتل في يومِ الاثنين، كتب التأريخ موجودة، هناك من قالوا بأنَّهُ قُتِل في يوم الجُمعة، وهُناك من قالوا بأنَّه قُتِل في يوم الأربعاء، لم يُقتَل الحُسين في يوم الاثنين – بِأَبِي مَنْ عَسْكَرُهُ فَي يَومِ الاِثْنَينِ نَهْبا – يعني أنَّ الخِيام نُهِبَت في يوم الاثنين، في يوم السقيفة، كما قال سيِّد الشُهداء وهو يقول لقَتَلَتِه – إِنِّي أَرِدُ عَلَى جَدِّي رَسُولِ الله وأقول يا جَد قَتَلَني فُلان وفلان – فُلان وفلان نفسهُ الذي جاءَ مذكوراً في الرواية التي تلوتها على مسامعكم قبلَ قليل من الجزء الثامن من الكافي الشريف، قضيةُ الحسينِ من هُناك بدأت. نحنُ إذا قرأنا في دعاء الصنمين، القنوت المعروف المروي عن أمير المؤمنين والذي يذكرُ فيه عناوين عامَّة الأمور التي جرت بعدَ السقيفة، بعد شهادة النَّبي الأعظم صلّى اللهُ عليهِ وآلِه – (خَالَفَا أَمْرَك، أَنْكَرَا وَحْيَك، جَحَدَا إِنْعَامَك، عَصَيَا رَسُولَك، قَلَّبَا دِينَك، حَرَّفَا كِتَابَك، عَطَّلَا أَحْكَامَك، أَبْطَلَا فَرَائِضَك، أَلْحَدَا فِي آيَاتِك، عَادَيَا أَوْلِيَاءَك، وَالَيَا أَعْدَاءَك، خَرَّبَا بِلَادَك، أَفْسَدَا عِبَادَك، أَخْرَبَا بَيتَ النُبُوَّة وَرَدَمَا بَابَه وَنَقَضَا سَقْفَه وَأَلْحَقَا سَمَاءَهُ بأَرْضِه وَعَالِيَهُ بِسَافِلِه وَظَاهِرَهُ بِبَاطِنِه واسْتَأصَلَا أَهْلَه وأَبَادَا أَنْصَارَه وَقَتَلَا أَطْفَالَه – قتلا أطفاله، المُحسِن قُتِل بينَ البابِ والجدار، أيُّ أطفالٍ قُتلوا من غيرِ المُحسن؟ قتلا أطفالَه الإشارة إلى الحَسَنِ والحُسَين ولَرُبَّما حتَّى الإشارة إلى العقيلةِ زينب أنَّها داخلة في هذا التعبير – وَقَتَلَا أَطْفَالَه – يعني جميعَ أطفاله – وأَبَادَا أَنْصَارَه وَقَتَلَا أَطْفَالَه وَأخَلَيَا مِنْبَرَهُ مِنْ وَصِيِّهِ وَوَارِثِه وَجَحَدَا نُبُوّتَه وَأَشْرَكَا بَرَبِّهِمَا، بِكُلِّ مُنْكَرٍ أَتَوه وَحَقٍّ أخْفَوه وَمِنْبَرٍ عَلَوه ومُنَافِقٍ وَلّوه – أنا هُنا لا أقرأ كُلَّ الدعاء، أشير إلى العناوين التي وردت – بِكُلِّ مُنْكَرٍ أَتَوه وَحَقٍّ أخْفَوه وَمِنْبَرٍ عَلَوه ومُنَافِقٍ وَلّوه وَمُؤْمِنٍ أَرْجَوه – أَرجَوه أي أبْعَدُوه – وَوَلِيٍّ آذَوه وَطَرِيدٍ آوَوْه وَصَادِقٍ طَرَدُوه وكَافِرٍ نَصَرُوه وَإمَامٍ قَهَرُوه وَفَرضٍ غَيَّرُوه وأَثَرٍ أَنْكَرُوه وَ شَرٍّ أَضْمَرُوه وَ دَمٍ أَرَاقُوه وَخَبَرٍ بَدَّلُوه وَحُكْمٍ قَلَّبُوه وَكُفْرٍ أَبْدَعُوه وَكَذِبٍ دَلَّسُوه وَإِرْثٍ غَصَبُوه وَفَيِءٍ اِقْتَطَعُوه وَسُحْتٍ أَكَلُوه وَخُمْسٍ اسْتَحَلُّوه وَبَاطِلٍ أسَّسُوه وَجَورٍ بَسَطُوه وَظُلمٍ نَشَرُوه وَوَعْدٍ أَخْلَفُوه وعَهْدٍ نَقَضُوه وحَلالٍ حَرَّمُوه وحَرَامٍ حَلَّلُوه وَنِفَاقٍ أَسَرُّوه وَغَدرٍ أَضْمَرُوه وبَطْنٍ فَتَقُوه – وبطنٍ فَتَقوه إشارة إلى الذي جرى على عمّار بن ياسر حينَ فُتقت بطنه – وبَطْنٍ فَتَقُوه وَضِلْعٍ كَسَرُوه وَصَكٍّ مَزَّقُوه – ورُبّما وبطنٍ فَتَقُوه أيضاً الإشارة إلى الصديقة الكبرى، الإشارة إلى سقوطِ جنينها – وبَطْنٍ فَتَقُوه وَضِلْعٍ كَسَرُوه وَصَكٍّ مَزَّقُوه – الصكّ الذي مُزِّق هو الصكُّ الذي كتبهُ رسول الله للزهراءِ صلواتُ اللهِ عليها في فَدَك وعوالي، فمُزِّق وتُفِلَ فيه – وَصَكٍّ مَزَّقُوه وَشَمْلٍ بَدَّدُوه وَذَلِيلٍ أَعزُّوه وعَزيزٍ أَذَلُّوه وَحَقٍّ مَنَعُوه وإمَامٍ خَالَفُوه، بِكُلِّ آيَةٍ حَرَّفُوها وَفَرِيضَةٍ تَرَكُوهَا وَسُنَّةٍ غَيَّرُوهَا وَأَحْكَامٍ عَطَّلُوهَا وَأَرْحَامٍ قَطَعُوهَا وَشَهَادَاتٍ كَتَمُوهَا وَوَصِيَّةٍ ضَيَّعُوهَا وَأَيْمَانٍ نَكَثُوهَا وَدَعوىً أَبْطَلُوهَا وَبَيِّنَةٍ أَنْكَرُوهَا وَحِيلَةٍ أَحْدَثُوهَا وَخِيَانَةٍ أَوْرَدُوهَا وَعَقَبَةٍ اِرْتَقَوهَا وَدِبَابٍ دَحْرَجُوهَا – الدِّباب هي أكياس من الجلد تُملأ بالحجارة، التي وُضعت في طريق ناقة النبي حينما أرادوا أنْ يقتلوه، لَمَّا رجع من تبوك – وَدِبَابٍ دَحْرَجُوهَا وأَزْيَافٍ لَزِمُوهَا – أزياف من الزّيف، التزييف – وأمَانَةٍ خَانُوهَا – هذا الكلام بقي مستمرّاً إلى يومنا هذا، لم يتغيَّر شيءٌ من هذا، أميرُ المؤمنين في الشورى العُمريَّة حين اشترطوا عليه أنْ يعمل بسيرة الشيخين رفض، رفضَ ذلك لماذا؟ لأنَّه يرى سيرة الشيخينَ بهذا الوصف، هذا هو وصفهُ، هذه العناوين التي ذكرتُها، هذي العناوين ثمانون عنوان، ولا أعتقد أنَّ العناوين جاءت بهذا العدد جُزافاً، حينَ سألوا أمير المؤمنين عن معنى الكثرة؟ قال الكثرة من الثمانين فما فوق، حين سألوه عن ذلك قال: لأنَّ القُرآن تحدَّث عن غزوات النبي فوصفها بالكثيرة، وصفَ غزوات النبي بالكثيرة وحين عددنا غزوات النبي كانت غزوات النبي ثمانين، فلا أعتقد أنَّ الرقم هُنا جاء جُزافاً، إلى أنْ يشير إلى أعوانهم وأنصارهم ومُحبِّيهِم ومُواليهم والمُسلِّمين لهم والمائلين إليهم والناهضين باحتجاجهم، هنا مكتوب والناهِضين بأجنحتهم وفي نُسخٍ أخرى والناهضين باحتجاجهم والمقتدين بكلامهم والمُصدقين بأحكامهم، هذا الوضع كان موجوداً وبقيَ إلى زمانِ خلافةِ أمير المؤمنين صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه. في الكافي الشريف في الجزء الثامن خطبة في غاية الأهميَّة مرويَّة عن سيِّد الأوصياء – (ثُمَّ أَقْبَلَ بَوجْهِهِ – دعاء الصنَمين قرأتهُ أو استخرجتُ منها العناوين من الجزء الثاني والثمانين من بحار الأنوار طبعة دار إحياء التراث العربي، الجزء الذي بين يدَيّ من الكافي هو الثامن – ثُمَّ أَقْبَلَ بَوجْهِهِ – أميرُ المؤمنين – وَحَولَهُ نَاسٌ مِنْ أَهلِ بَيتِهِ وَخَاصَّتِهِ وَشِيعَتِه – يعني هذا الخطاب كانَ خطاباً خاصّاً لمجموعةٍ قليلة – ثُمَّ أَقْبَلَ بَوجْهِهِ وَحَولَهُ نَاسٌ مِنْ أَهلِ بَيتِهِ وَخَاصَّتِهِ وَشِيعَتِه فَقَال: قَدْ عَمِلَت الوِلاَةُ قَبْلِي – الوُلاةُ قبلَ الأمير معروفون -قَدْ عَمِلَت الوِلاَةُ قَبْلِي أَعْمَالاً خَالفُوا فِيهَا رَسُولَ الله مُتَعَمِّدِينَ لِخِلَافِهِ نَاقِضِينَ لِعَهْدِهِ مُغَيِّرِينَ لِسُنَّتِهِ وَلَو حَمَلتُ النَّاسَ عَلَى تَرْكِهَا وَحَوَّلْتها إلى مَوَاضِعِهَا وَإلى مَا كَانَتْ فِي عَهْدِ رَسُولِ الله لَتَفَرَّقَ عَنِّي جُنْدِي حَتَّى أَبْقَى وَحْدِي أَو قَلِيلٌ مِنْ شِيعَتِي الَّذِينَ عَرفَوا فَضْلِي وفَرْضَ إِمَامَتِي – لأنَّ القومَ بايَعوا عَلِيّاً على أنَّه خليفةٌ رابع، أساساً هذهِ البيعة بيعة باطلة، من أساسها، وإنّما سَيِّدُ الأوصياء أرادَ أنْ يُمهِّدَ الأمر بقدرِ ما يتمكَّن ليوضِّحَ الحقائقَ لشيعتِهِ وأنْ يخطو خطوات في طريقِ التمهيدِ لإمام زمانِنا، وأنْ يُؤسِّس الأُسس لعاصمة المهدي، أنْ يؤسِّس الأُسس ويضع الموازين والقواعد ويفتح بوابة التشيُّع في البلد الذي ستكونُ فيه عاصمةُ المهدي صلواتُ اللهِ عليه – وَلَو حَمَلتُ النَّاسَ عَلَى تَرْكِهَا – على تركِ هذهِ المخالفات لرسولِ الله – وَحَوَّلْتها إلَى مَوَاضِعِهَا وَإلى مَا كَانَتْ فِي عَهْدِ رَسُولِ الله لَتَفَرَّقَ عَنِّي جُنْدِي حَتَّى أَبْقَى وَحْدِي أو قَلِيلٌ مِنْ شِيعَتِي الَّذِينَ عَرفَوا فَضْلِي وفَرْضَ إِمَامَتِي مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَسُنَّةِ رَسُولِ الله، أَرَأيتُمْ لَو أَمَرتُ بِمَقَامِ إِبْرَاهِيم فَرَدَدتُه إلى المَوضِعِ الَّذِي وَضَعَهُ فِيهِ رَسولُ الله وَرَدَّدْتُ فَدَك إلَى وَرَثَةِ فَاطِمَة وَرَدَّدتُ صَاعَ رَسُولِ اللهِ كَمَا كَانْ – الإمام هنا يشير إلى أمثلة، القضيّة ليست محصورة بهذه الأمثلة، هذه أمثلة ونماذج، وإلَّا القضيّة أكبر كما مرَّ الأمر في دعاء الصنمين التفصيل هناك أكثر – وَرَدَّدْتُ فَدَك إلَى وَرَثَةِ فَاطِمَة وَرَدَّدتُ صَاعَ رَسُولِ اللهِ كَمَا كَانْ وَأَمْضَيتُ قَطَائِعَ أَقطَعَهَا رَسُولُ الله لِأَقْوَامٍ لَمْ تَمْضِ لَهُم ولَمْ تَنْفُذ – قطائع أَقطَعَها يعني عطايا أو عِقارات أو أراضي – وَأَمْضَيتُ قَطَائِعَ أَقطَعَها رَسُولُ الله لِأَقْوَامٍ لَمْ تَمْضِ لَهُم ولَمْ تَنْفُذ وَرَدَّدتُ دارَ جَعفَر إلى وَرَثَتِهِ – لأنَّهم غَصَبوا دارَ جعفر وألحقوها بالمسجد -وَرَدَّدتُ دارَ جَعفَر إلى وَرَثَتِهِ وَهَدَمتُهَا مِنَ المَسْجِد وَرَدَّدتُ قَضَايَا مِنَ الجَورِ قُضِيَ بِهَا ونَزَعْتُ نِسَاءأً تَحتَ رِجَالٍ بَغَيرِ حَق فَرَدَّدْتُهنَّ إلَى أَزوَاجِهِن واسْتَقْبَلتُ بِهِنَّ الحُكْمَ فِي الفُروجِ والأَحْكَام وَسَبَيتُ ذَرَارِي بَنِي تَغْلِب وَرَدَّدْتُ مَا قُسِمَ مِنْ أَرضِ خَيبَر ومَحَوتُ دَوَاوينَ العَطَايَا وَأعْطَيتُ كَمَا كَانَ رَسُولُ الله يُعْطِي بالسّويَة ولَمْ أجْعَلها دُولَةً بَينَ الأَغْنِيَاء وَأَلْقَيتُ المِسَاحَة وَسَوّيتُ بينَ المَنَاكِح – الإمام يُشير وألقيتُ المِساحة، المساحات الشاسِعة التي تملَّكها الصّحابة – وَسَوّيتُ بينَ المَنَاكِح وأَنْفَذْتُ خُمْسَ الرَّسُول كَمَا أَنْزَلَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَفَرَضَهُ وَرَدَّدْتُ مَسْجِدَ رَسُولِ الله إلى مَا كَانَ عَلَيه وَسَدَّدْتُ مَا فُتِحَ فِيهِ مِن الأَبْوَاب وَفَتَحتُ مَا سُدَّ مِنْه وحَرَّمْتُ المَسَحَ عَلَى الخُفّين وَحَدَّدْتُ عَلَى النَّبِيذ – لأنَّ الخليفةَ كان يشربُ النبيذ فشرب المسلمون النبيذ على هذا الأساس – وَحَدَّدْتُ عَلَى النَّبِيذ وأَمَرتُ بإحْلالِ المُتْعَتَين وأَمَرتُ بالتَّكْبِيرِ على الجَنَائِزِ خَمسَ تَكْبِيرَات وَأَلْزَمتُ النَّاسَ الجَهَرَ بِبْسمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ وأَخْرَجتُ مَنْ أُدْخِلَ مَعَ رَسُولِ اللهِ فِي مَسْجِدِه مِمَّنْ كَانَ رَسُولُ الله أَخْرَجَهُ وَأَدْخَلتُ مَنْ أُخْرِجَ بَعدَ رَسُولِ الله مِمَّن كَانَ رَسُولُ الله أَدْخَلَهُ وحَمَلتُ النَّاسَ عَلَى حُكْمِ القُرآن – لأنَّ العهد الذي أُخِذَ في بيعة الغدير على المسلمين أنَّ الذي يحكمُ بالقُرآن، أنَّ الذي يُفسِّرُ القُرآن عليٌّ، نحنُ في الوسط الشيعي لا نأخذ تفسير القُرآن من عليٍّ، تفسيرُ عليٍّ موجود لكنّه بحسب منهجِ المخالفين، بحسب قواعد علم الرجال طُرِحت رواياتُ عليٍّ جانباً – وحَمَلتُ النَّاسَ عَلَى حُكْمِ القُرآن وَعَلَى الطَّلاقِ علَى السُنَّة وأَخَذتُ الصَّدَقاتِ عَلَى أَصْنَافِهَا وَحُدودِها وَرَدَّدتُ الوُضوءَ والغُسْلَ والصَّلاةَ إلَى مَواقِيتِهَا وشَرَائِعِهَا ومَواضِعِهَا – الروايات في صحيحِ البخاري تُشير إلى أنَّ الصّحابة حين صلّوا خلفَ عليٍّ في البصرة قالوا: ذكّرنا بصلاة رسول الله، لأنَّ الأُمَّة ما كانت تُصلّي بصلاتهِ – وَرَدَّدتُ الوُضوءَ والغُسْلَ والصَّلاةَ إلَى مَواقِيتِهَا وشَرَائِعِهَا ومَواضِعِهَا وَرَدَّدتُ أهلَ نَجرَان إلى مَواضِعِهِم ورَدَّدتُ سَبايَا فَارِس وسَائِرَ الأُمَم إلَى كِتَابِ الله وسُنَّةِ نَبِيِّه – لأنَّ ذلك كانَ باطلاً – ورَدَّدتُ سَبايَا فَارِس وسَائِرَ الأُمَم إلَى كِتَابِ الله وسُنَّةِ نَبِيِّه – يقول لو فعلت ذلك – إِذَاً لَتَفَرَّقُوا عَنِّي واللهِ لَقَد أَمرتُ النَّاسَ أنْ لا يَجْتَمِعُوا في شَهرِ رَمَضَان إِلَّا في فَرِيضَة وأَعْلَمْتُهُم أنَّ اِجْتِمَاعَهُمْ في النَّوافِلِ بِدْعَة – في صحيح البُخاري عُمر يشير إلى بدعتِه في قضيّة صلاة التراويح وحين يراهم يُصلُّون على أساس بدعتهِ فيقول: نعمة البدعة، في صحيحِ البخاري هذهِ الروايات – واللهِ لَقَد أَمرتُ النَّاسَ أَنْ لا يَجْتَمِعُوا في شَهرِ رَمَضَان إلَّا في فَرِيضَة وأَعْلَمْتُهُم أنَّ اِجْتِمَاعَهُمْ في النَّوافِلِ بِدْعَة فَتَنَادَى بَعضُ أهْلِ عَسْكَرِي مِمَّنْ يُقَاتِلُ مَعِي يَا أَهْلَ الإِسْلام غُيِّرَت سُنَّةُ عُمَر يَنْهَانَا عَنِ الصَّلاةِ فِي شَهْرِ رَمَضَانْ تَطَوّعاً ولَقَد خِفْتُ أنْ يَثُوروا في نَاحِيَةِ جَانِبِ عَسْكَرِي مَا لَقِيتُ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ مِنَ الفُرْقَة وطَاعَة أَئِمَّةِ الضَّلالةِ والدُّعَاةِ إلَى النَّار ) والخُطبةُ مستمرّةٌ والإمامُ هنا لم يذكر كُلَّ شيء، إنَّما ذكر نماذج. هذه أمثلةٌ بسيطة وهُناك خُطَبٌ أخرى، تحدَّث عن أشياء أخرى أيضاً، لكن ما جاء في تفاصيلِ دعاء الصّنمين المعاني كانت والعناوين كانت أوسع وأوفر وأوضح لكن هُنا فَصَّلَ في مصاديق جزئيّة وكأنَّه يشرحُ بعضاً من عباراتِ دعاء الصنمين، ما كان في دعاء الصنمين عناوين عامَّة إجمالية كأنَّهُ هنا يشرحُ عنواناً أو عنوانين من العناوين الثمانين التي مرَّت في دعاء الصنمين المروي عن سيِّدِ الأوصياء صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه، نذهب إلى فاصل، ملّا باسم يُنشدنا عن فاطمة بنتِ الحُسين صلواتُ اللهِ عليهِ وعليها.. في غيبةِ شيخنا النعماني رواية في غاية الأهميّة، أميرُ المؤمنين يُحدِّث حُذيفةَ بنَ اليَمان وهو من خواصِّه، يُحدِّثُه بحديثٍ عن رسول الله صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه، اقتطعُ ما يرتبطُ بحديثي، الحديثُ طويل، النَّبيُّ الأعظم يقول لأمير المؤمنين صلّى اللهُ عليهِما وآلِهما ( يَا عَلِي كَمْ فِي وُلْدِكَ مِنْ وَلَدٍ فَاضِل يُقْتَلْ والنَّاسُ قِيَامٌ يَنْظرُونَ لا يُغَيِّرُونْ – وقُتِلَ أولادُ عليٍّ وَقُتِلَ الحَسَنُ وقُتِلَ الحُسَين وقُتِلَ المُحسِنُ قبلهُما – يَاعَلِي كَمْ فِي وُلْدِكَ مِنْ وَلَدٍ فَاضِلْ يُقْتَلْ والنَّاسُ قِيَامٌ يَنْظرُونَ لا يُغَيِّرُونْ فَقُبِّحَتْ أُمَّةٌ – أُمَّةٌ قبيحة، أيُّ إصلاحٍ؟! هذي ثقافة ما هي بثقافة أهل البيت، هذهِ ثقافة أهل البَيت – فَقُبِّحَتْ أُمَّةٌ تَرَى أَولاَدَ نَبِيِّهَا يُقْتَلُونَ ظُلْماً وَهُمْ لا يُغَيِّرُون، إِنَّ القَاتِلَ وَالآمِرَ والشَّاهِدَ الَّذِيْ لا يُغَيِّر كُلُّهُمْ فِي الإِثْمِ واللَّعَانِ سَواءٌ مُشْتَرِكُونْ، إِنَّ القَاتِلَ والآمِرَ والشَّاهِدَ الَّذِيْ لا يُغَيِّر- كُلُّهُمْ هؤلاء – فِي الإِثْمِ واللَّعَانِ سَواءٌ مُشْتَرِكُونْ، يَا اِبنَ اليَمَانْ إِنَّ قُريَشاً لا تَنْشَرِحُ صُدُورُها ولا تَرْضَى قُلُوبُهَا ولا تَجرِي أَلْسِنَتُهَا بِبَيعَةِ عَلِيٍّ ومُوالاَتِهِ إلَّا عَلَى الكُرِهِ والعَمَى والصَّغَار – الصَّغَار يعني المذلَّة بالإذلال – يَا ابنَ اليَمَان سَتُبَايِعُ قُرَيشٌ عَلَيّاً ثُمَّ تَنْكُثُ عَلَيهِ وَتُحَارِبُهُ وتُنَاضِلُهُ وَتَرمِيه بِالعَظَائِمْ – ترميه بالعظائم يعني تتهمهُ بأكبر الجرائم – وَتَرمِيه بِالعَظَائِمْ وَبَعدَ عَلِيٍّ يَلِي الحَسَنُ وَسَيُنْكَثُ عَلَيه ثُمَّ يَلِي الحُسَينُ فَتَقْتُلُهُ أُمَّةُ جَدِّه فَلُعِنَتْ أُمَّةٌ تَقْتُلُ ابنَ بِنْتِ نَبِيِّهَا ولا تُعَزُّ مِنْ أُمَّة – ستبقى ذليلة – ولَعَنَ القَائِدُ لَهَا والْمُرَتِّبُ لِفَاسِقِهَا فَوالَّذِي نَفْسُ عَلِيٍّ بِيَدِه لا تَزَالُ هذهِ الأُمَّةُ بَعْدَ قَتْلِ الحُسَينِ ابنِي – كيف؟ لا تزالُ وعليٌّ يُقْسِمُ هُنا – فَوالَّذِيْ نَفْسُ عَلِيٍّ بِيَدِه لا تَزَالُ هذهِ الأُمَّةُ بَعْدَ قَتْلِ الحُسَينِ ابنِي فِي ضَلالٍ وظُلْمَةٍ وَعَسْفٍ وَجَورٍ وَاخْتِلافٍ فِي الدِّينْ وَتَغْييرٍ وتَبْدِيلٍ لِمَا أَنْزَلَ اللهُ في كِتَابِه وَإِظْهَارٍ البِدَع وإِبْطَال السُّنَنْ واخْتِلالٍ وقِيَاسِ مُشْتَبِهَاتْ وتَرْكِ مُحْكَمَات حَتَّى تَنْسَلِخَ مِنَ الإِسْلام – فَأيُّ إسلامٍ بقي؟ عن أيِّ إسلامٍ تتحدّثُون!! هذا عليٌّ يتحدَّث ويُقسم والذي نفسُ عليٍّ بيده، هذا الذي يجري بعد قتلِ الحُسين – فَوالَّذِيْ نَفْسُ عَلِيٍّ بِيَدِه لا تَزَالُ هذهِ الأُمَّةُ بَعْدَ قَتْلِ الحُسَينِ ابنِي فِي ضَلالٍ وظُلْمَةٍ وعَسْفٍ – عَسْف بالسِّين، العَسف هو الخروج عن جادَّة الصواب – وَعَسْفٍ وَجَورٍ واخْتِلافٍ فِي الدِّين وتَغْييرٍ وتَبْدِيلٍ لِمَا أَنْزَلَ اللهُ في كِتَابِه – هذا حتَّى في واقعنا الشيعي، أهلُ البيت يُفسِّرونَ القُرآن وعُلماؤنا ومفسّرونا يفسّرونه بشكلٍ يُخالفُ أحاديث أهل البيت، وهذهِ التفاسير موجودة وأحاديث أهل البيت موجودة – وتَغْييرٍ وتَبْدِيلٍ لِمَا أَنْزَلَ اللهُ في كِتَابِه وإِظْهَار البِدَع وإِبْطَالِ السُّنَنْ واخْتِلالٍ وقِيَاسِ مُشْتَبِهَات وتَركِ مُحْكَمَات حَتَّى تَنْسَلِخَ مِنَ الإِسْلام وَتَدخُلَ فِي العَمَى والتَّلَدُّدِ والتَّسَكُّعْ مَا لَكِ يَا بَني أُميَّة لا هُدِيتِي يَا بَنِي أُمَيَّة – إذاً أينَ هو الإصلاح؟ – وَمَا لَكِ يَا بَني العَبَّاس لَكِ الأَتْعَاس فَمَا في بَنِي أُميَّةَ إِلَّا ظَالِم ولا فِي بَنِي العَبَّاسِ إلَّا مُعْتَدٍ مُتَمَرِّد عَلَى الله بِالمَعَاصِي قَتَّالٌ لِولْدِي هَتَّاكٌ لِسترِي وحُرمَتِي فَلَا تَزَالُ هذهِ الأُمَّةُ جَبَّارِينَ يَتَكالَبُونَ عَلَى حَرَامِ الدُّنْيَا مُنْغَمِسِينَ فِي بِحَارِ الهَلَكات وفِي أَودِيَةِ الدِّمَاء حَتَّى إِذَا غَابَ المُتَغَيِّبُ مِنْ وُلدِي عَن عُيونِ النَّاسْ ) يعني هذهِ الحالة مستمرّة من شهادة النبي إلى خلافة عليٍّ وحتَّى في زمان خلافة عليٍّ وبعد سيِّد الأوصياء إلى الحسينِ وبعد الحُسينِ إلى غيبةِ إمامنا وحتَّى بعد غيبة إمامنا، القضيّة مستمرّة، أينَ هو الإصلاح؟! هذه الثفافة التي تُطرَح في شِعركُم، في قصائدِكُم، في كتبكم، في بياناتكم، يا شيعة الحُسين ألا تتعارض مع ثقافة أهل البيت، تقولون حسينيون، حُسينيون ولا تعرفون الحسين، حُسينيون ولا تعرفون المشروع الحُسيني، حُسينيون ولا تعرفون ماذا قال أهل البيت عن الحُسين، حسينيون وتكرعونَ في مناهجِ المخالفين. أمَّا هُناك تحليلٌ واضحٌ صريحٌ جليٌّ قاطعٌ، هو تحليلُ إمام زمانِنا ولكنَّكم بعيدونَ عن إمام زمانِنا، بعيدونَ عن الثقافة المهدويَّة أيُّها الحُسينيون، هذه زيارةُ النَّاحية المقدَّسة، زيارة النَّاحية المقدَّسة وردَتْ عن إمام زمانِنا، بحسبِ قواعد علم الرِّجال النَّاصبي هذهِ الزيارة ضعيفةُ السَّند، هذهِ الآراءُ أنا حتَّى استكثر أنْ ألقيها في المزبلَة لأنّها ستوسخ المزبلة، لا شأنَ لي بها، هذهِ الزيارةُ عن إمام زمانِنا يُزارُ بها سيِّد الشُهداء في يوم عاشوراء، يمكن أنْ تُقرأ في سائر الأيَّام ولكنَّها زيارةٌ مخصوصةٌ للحُسين في يوم عاشوراء وردَت عن الإمام الحُجَّةِ صلواتُ اللهِ وسَلامُه عليه وهي معروفةٌ، ماذا يقول صاحبُ الأمر وهو يُحلِّلُ لنا المشروع الحُسيني؟ إلى أنْ يقول (وَالشِّمْرُ جَالِسٌ عَلَى صَدرِك – وتستمرّ العبارات – وَسُبِيَ أَهْلُكَ كَالعَبِيد – الكلام الذي أُريدهُ هُنا – فَالوَيلُ لِلْعُصَاةِ الفُسَّاقْ – هذا كلام صاحبِ الأمر – فَالوَيلُ لِلْعُصَاةِ الفُسَّاقْ لَقَدْ قَتَلُوا بِقَتْلِكَ الإِسْلام – إذاً أيُّ إسلامٍ تقولون بأنَّهُ قد احتيا بعد قتلِ الحُسين؟! أيُّ إسلام؟! هذا كلامُ صاحبِ الأمر – لَقَدْ قَتَلُوا بِقَتْلِكَ الإِسْلام – فَالوَيلُ لِلْعُصَاةِ الفُسَّاقْ – هذا تحليلُ إمام زمانِنا، أنتُم أحرار تريدونَ أن تأخذوا بتحليل الخطيب الفلاني، الدكتور الفلاني، آية الله العظمى الفلاني، خذوا براحتكم، هذا هو تحليلُ صاحب الأمر -فَالوَيلُ لِلْعُصَاةِ الفُسَّاقْ لَقَدْ قَتَلُوا بِقَتْلِكَ الإِسْلام وَعَطَّلُوا الصَّلاَةَ والصِّيَامْ وَنَقَضُوا السُّنَنَ والأَحْكَامْ وَهَدَمُوا قَواعِدَ الإِيْمَانْ وَحَرَّفُوا آيَاتِ القُرآنْ وَهَمْلَجُوا فِي البَغِيِ وَالعُدْوَانْ – الهملجة هي حركة الفرس أثناء جريه، وفي نسخةِ (وهَجَمُوا فِي البَغيِ والعُدْوَان) – فَالوَيلُ لِلْعُصَاةِ الفُسَّاقْ لَقَدْ قَتَلُوا بِقَتْلِكَ الإِسْلام وَعَطَّلُوا الصَّلاَةَ والصِّيَامْ وَنَقَضُوا السُّنَنَ والأَحْكَامْ وَهَدَمُوا قَواعِدَ الإِيْمَانْ وَحَرَّفُوا آيَاتِ القُرآنْ وَهَجَمُوا فِي البَغِيِ والعُدْوَانْ – ألا تُلاحظون أنَّ هذهِ العبارات نفس العبارات مرّت علينا في دعاء الصنمين، كلامهم واحد، هُوَ هُو – لَقَد أَصْبَحَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ مَوتُوراً وَعَادَ كِتَابُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مَهْجُورَاً وَغُودِرَ الحَقُّ إِذْ قُهِرتَ مَقْهُوراً وَفُقِدَ – يا حُسَين – وَفُقِدَ بِفَقْدِكَ التَّكْبِيرُ والتَّهْلِيلْ والتَّحْرِيمُ والتَّحْلِيلْ والتَّنْزِيلُ والتَّأْوِيل وَظَهَرَ بَعْدَكَ التَّغْيِيرُ والتَّبْدِيل والإِلْحَادُ والتَّعْطِيلْ وَالأَهْوَاءُ والأَضَالِيل والفِتَنُ والأَبَاطِيل – كُلُّ هذا ظهر بعد قتلِ الحُسين – وَظَهَرَ بَعْدَكَ التَّغْيِيرُ والتَّبْدِيل والإِلْحَادُ والتَّعْطِيلْ وَالأَهْوَاءُ والأَضَالِيل والفِتَنُ والأَبَاطِيل – وبقي هذا الأمر مستمرّاً، نحنُ إذا نذهب إلى دعاء النُدبةِ الشريف فماذا نُخاطبُ إمام زمانِنا؟ ماذا نُخاطبهُ؟ ( أَينَ المُعَدُّ لِقَطعِ دَابِرِ الظَّلَمَة، أَيْنَ المُنْتَظَرُ لِإِقَامَةِ الأَمْتِ والعِوَج، أَينِ المُرتَجَى لإزَالَةِ الجَورِ وَالعُدْوَانْ، أَينَ المُدَّخَرُ لِتَجْدِيدِ الفَرَائِضِ والسُّنَنْ -وَنَقَضُوا السُّنَنَ والأَحْكَامْ – هذا النَّقض سيبقى مستمرّاً إلى زمانِ ظهورِ إمامنا – أَينَ المُدَّخَرُ لِتَجْدِيدِ الفَرَائِضِ والسُّنَنْ، أَينَ المُتَخَيَّرُ لِإعَادَةِ المِلَّةِ والشَّرِيعَة، أَينَ المُؤَمَّلُ لإحْيَاءِ الكِتَابِ وحُدُوْدِه – الكتابُ مَيِّت، أُمِيتَ الكِتابُ بتفسيرِ المُخالِفِين، حتَّى في الوسطِ الشيعي، هُجِرَتْ روايات أهل البيت التي هي حياة القُرآن، هم يقولون، واللهِ هم يقولون، واللهِ هذه كلماتهم، )حديثنا حياة القلوب، حديثنا يُحيي القلوب، حديثنا يُزيل الرَّين عن قلوبكم كما يُزال الرَّين الصدأ عن السيف) حديثُ أهل البيت يُحيي القلوب – أَينَ المُؤَمَّلُ لإحْيَاءِ الكِتَابِ وحُدُوْدِه، أَينَ مُحِيي مَعَالِمِ الدِّينِ وأَهْلِه – الدينُ ميِّت وأهلهُ موتى لأنَّ ثقافة أهل البيت هُجِرت، ثقافة أهل البيت هُجِرت، ولا تتصوّروا بأنَّ هذهِ المقاطع تتحدَّث عن النواصب، هذهِ تتحدَّث بالدرجة الأولى عن الواقع الشيعي، ولو أنَّني بصدد شرح دعاء النُدبة الشريف لجئتكم بالأدلّةِ الواضحةِ الصريحة من حديثهِم صلواتُ اللهِ عليهم ومن كلماتهم، لكن لا أمتلكُ وقتاً الآن، في الوقت المناسب – أَينَ مُحِيي مَعَالِمِ الدِّينِ وأَهْلِه – الدينُ ميِّت وأهلهُ موتى – أيْنَ قَاصِمُ شَوكَةِ المُعْتَدِينْ، أَينَ هَادِمُ أَبْنِيَةِ الشِّرْكِ والنِّفَاقْ – إلى أن يقول – أَينَ، أَينَ، أيَنَ مُسْتَأصِلُ أهْلِ العِنَادِ والتَضْلِيلِ والإلْحَادْ – (وَظَهرَ بَعدَك التَّغْيِيرُ والتَّبْدِيل والإِلْحَادُ والتَّعْطِيلْ وَالأَهْوَاءُ والأَضَالِيل) -أيَنَ مُسْتَأصِلُ أهْلِ العِنَادِ والتَضْلِيلِ والإلْحَادْ – هذا هوَ الواقع، هذهِ زيارة الناحية مرويةٌ عن صاحبِ الأمر وهذا دعاء النُدبة مرويٌّ عن صادقِ العترةِ وعن صاحب الأمر، كلامهم هُو هو، ولكن بحسبِ قواعد علم الرجال الناصبي زيارة الناحية ضعيفة ودعاء النُدبة أيضاً ضعيف، إلى أنْ يستمر الدعاء في هذه العبارات ويربط الدعاء بينَ هذه الحقائق إلى أنْ يقول: )أَينَ الطَّالِبُ بِدَمِ المَقْتُولِ بِكَرْبَلَاء – لأنَّ هذه المعاني جُمَاعُها أين؟ خُلاصَتُها هُنا – أَينَ الطَّالِبُ بِدَمِ المَقْتُولِ بِكَرْبَلَاء) ويستمرُّ الدعاءُ الشريف في عباراتهِ وتفاصيلهِ، يُمكنكم أنْ تراجعوه وتتدبَّروا وتتفكَّروا في المضامين التي وردت وفقاً لهذا السياق الذي أشرتُ إليه وذكرتهُ. الرواية عن إمامنا الرضا صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه، ماذا يقول إمامنا الرِّضا؟ يقول: (إِنَّ يَومَ الحُسَينِ أَقْرَحَ جفُونَنَا – أقرَحَها يعني أدماها – إِنَّ يَومَ الحُسَينِ أَقْرَحَ جفُونَنَا وَأَسْبَل دُمُوعَنَا وأَذَلَّ عَزِيزَنَا – أيُّ أُمَّةٍ يُذَلُّ فيها عزيزُ آل مُحَمَّد يُقال بأنّها أمَّة صَلُحَت، أيُّ إسلام؟! – إِنَّ يَومَ الحُسَينِ أَقْرَحَ جفُونَنَا وَأَسْبَل دُمُوعَنَا وأَذَلَّ عَزِيزَنا – مَن الذي أُذِلَّ فِي أرضِ كَربلاء؟ – وأَذَلَّ عَزِيزَنا – إمامُنا السَّجاد، عقيلةُ آلِ مُحَمَّد – إِنَّ يَومَ الحُسَينِ أَقْرَحَ جفُونَنَا وَأَسْبَل دُمُوعَنَا وأَذَلَّ عَزِيزَنَا بِأَرْضِ كَرْبٍ وبَلَاء وَأَوْرَثَنَا الكَرْبَ والبَلاء – الكرب والبلاء مُصاحبٌ لهم – وَأَوْرَثَنَا الكَرْبَ والبَلاء إلَى يَومِ الاِنْقِضَاء – يَومُ الانقضاء يومُ إمامنا، يومُ الحُجَّةِ بنِ الحسن، إنَّ أُمَّةً هكذا يُعاني فيها آلُ مُحَمَّد أيُّ أُمَّةٍ هذهِ!!! أيُّ صلاح!!! – إِنَّ يَومَ الحُسَينِ أَقْرَحَ جفُونَنَا وَأَسْبَل دُمُوعَنَا وأَذَلَّ عَزِيزَنا بِأَرْضِ كَرْبٍ وبَلَاء وَأَوْرَثَنَا الكَرْبَ والبَلاء إلى يَومِ الاِنْقِضَاء). نذهب إلى فاصل عمّار الكناني وهو يُنشِدُنا عن رُقيّة وآلامها، وألامُ رقيّة يطولُ الحديثُ عنها، نذهب إلى هذا الفاصل.. الروايةُ في وسائِل الشيعة عن إمامنا الصادق صَلواتُ اللهِ وسَلامُه عليه – (لَمَّا ضُرِبَ الحُسَينُ بْنُ عَلِي بِالسَّيف فَسَقَط – سقطَ من على ظهر جوادهِ، متى سقطَ الحُسين؟ سقطَ الحُسين من على ظهرِ جوادهِ بعد السهمِ المُثلّث الذي وقعَ في قلبِ الحُسين وأخرجهُ من ظهرهِ وفاضَ الدمُ كالميزاب ثُمَّ أحاطوا بهِ من كُلِّ جهة، ضربوه بالحجارة وبالعصي وبالخشب، إمامنا الباقر هو الذي يقول لستُ أنا، يقول ضربوه بالخشب وبالعصي وبالحجارة، ما تركوا وسيلةً من وسائل الإدماءِ والإيذاءِ والإيلام إلَّا واستعملوها مع الحُسين، إلى أنْ ضُرِب على ترقوتهِ الشريفة، هذهِ الضربة هي التي آلمتهُ كثيراً، وفي روايات المقاتل الدم ينزفُ من كلِّ مكان إلى أنْ ضربوه بكعوب الرماحِ فأسقطوه من على ظهرِ جوادهِ (فَهَوَيتَ إِلَى الأَرْضِ جَرِيحاً) كما يَصِفُ صاحبُ الأمر في زيارة الناحية الضعيفة السَّند بحسبِ قواعدِ علم الرجال! – (فَهَوَيتَ إِلَى الأَرْضِ جَرِيحَاً تَطَؤكَ الخُيُول بِحَوافِرِهَا وتَعْلُوكَ الطُّغَاة بِبَواَتِرِها) – الإمام يشير بالمُجمل إلى هذهِ الصورة – لَمَّا ضُرِبَ الحُسينُ بنُ عَلِيٍّ بِالسَّيف فَسَقط ثُمَّ ابْتُدِرَ لِيُقْطَعَ رَأسُه- (والشِّمْرُ جَالِسٌ عَلَى صَدْرِك) – نَادَى مُنَادٍ مِنْ بِطْنَانِ العَرْشْ أَلَا أَيَّتُها الأُمَّةُ الْمُتَحَيِّرَةُ الضَالَّةُ بَعدَ نَبِيِّهَا لا وَفَّقَكُمْ الله لِأَضْحَى ولاَ لفِطْر، ثُمَّ قَالَ أبُو عَبدِ الله: فَلَا جَرَمَ والله مَا وُفِّقُوا وَلَا يُوفَّقُونْ حَتَّى يُثْأَرَ بِثَأرِ الحُسَينْ) – حتَّى يخرُج إمامنا صلواتُ اللهِ عليه، هذهِ الأُمَّة لا وُفِّقَت لفطرٍ ولا لأضحى، يعني لا وُفِّقَت لصيامٍ ولا لحجٍّ، هذه الفتنةُ الآن موجودةٌ في وسطنا الشيعي، فتنةُ العيدِ والهلال، ألا يمكن أنْ تنطبقَ هذهِ الروايةُ على هذهِ الفتنة التي تنغمسُ فيها الشيعة في كلِّ سنة، الكلامُ واضح، مَلَكٌ يُنادي من بطنان العرش ألا يا أيَّتها الأُمَّةُ المتحيِّرةُ الضالّةُ بعد نبيِّها لا وُفِّقتُم لأضحى ولا لفطر، أُمَّة ضالَّة متحيّرة، أينَ هو الإصلاح الذي يُدّعى؟! ما هذهِ الثقافة الخاطئة البعيدة عن فكرِ أهل البيت، هذه معطيات الثقافة الزهرائية المهدويَّة، قد تقول ما معنى قول سيِّد الشهداء إنَّما خرجتُ لطلب الإصلاح، هذا سنأتي عليه، أوّلاً إفهموا هذه القضيَّة وبعد ذلك نفهم تلك المسألة. أيضاً في وسائل الشيعة، الروايةُ عن إمامنا الباقر وهو يتحدَّثُ مع عبدِ الله بن ذبيان – (يَا عَبْدَ الله مَا مِنْ يَومِ عِيدٍ لِلْمُسْلِمِينْ أَضْحَى وَلَا فِطْر – بحسب نظرِهِم وإِلَّا المُسلِمون لا يُوفّقون بحسب الرواية السابقة -يَا عَبْدَ الله مَا مِنْ يَومِ عِيدٍ لِلْمُسْلِمِينْ أَضْحَى وَلَا فِطْر إِلَّا وَهُوَ يُجَدِّدُ الله لآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيهِمْ السَّلام فِيهِ حُزنَاً – فَإنَّهُم يَحْزَنُون في هذهِ الأيَّام التي هي ليست بأعياد حقيقيَّة، لأنَّ الأُمَّة لا توفَّق لأعيادها، لكنَّها تفرح وتسرح وتمرح أمّا آل مُحَمَّد يُجدَّد لهُم الحُزن – قَالَ، قُلُتُ: وَلِمَا؟ قَالَ: إنَّهُم يَرَونَ حَقَّهُمْ فِي أَيدِي غَيرِهِمْ) – إذاً العيدُ عيدٌ مهدويٌّ، العيدُ مع إمامنا صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه. في تفسير علي بن إبراهيم القُمِّي في معنى الآية {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} عن ابنِ سِنان قَالَ: قَرَأتُ عِنْدَ أَبي عَبدِ الله: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} فَقَالَ أبُو عَبدِ الله: خَيرُ أُمَّةٍ يَقْتُلُونَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينْ وَالحَسَنَ والحُسَين؟ – هي هذهِ خير أُمَّة المذكورة في القُرآن؟! كُنتم خير أُمَّة، هكذا يتحدَّثُون حتّى في وسطنا الشيعي بأنَّ الأُمَّة الإسلامية هي خيرُ الأمم، هذا كلامُ الصَّادق: – قَال: خَيرُ أُمَّةٍ يَقْتُلُونَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِين والحَسَنَ والحُسَين؟ – القارئ الذي يقرأ – جُعِلتُ فِدَاك كَيفَ نَزَلَتْ؟ قَالَ: نَزَلَت كُنْتُمْ خَيْرَ أَئِمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ- الحُسين خرج يقول لهم: إنَّما خَرَجتُ لِطَلبِ الإِصْلاح في أُمَّة جَدِّي كَي آمُرَ بالمَعْرُوف وأنْهى عَنِ المُنْكَر وأَسِير بِسيرَةِ جَدِّي وأَبِي علي بنِ أبي طَالِب، كان هذا هو النداء الحُسيني الشريف، هو الخارج كي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ليست الأُمَّة التي قتلتهُ، هذا هو منطقُ أهل البيت، ماذا يريد أنْ يقول إمامُنا الصَّادق؟ يريد أنْ يقول بأنَّ هذه الأُمَّة هي شرُّ أُمَّةٍ، ليست هي الأُمَّة التي تُخاطَب كُنْتُم خَيرَ أُمَّة كما قالَ رَسُولُ الله قَبلَ قليل في الرواية التي ذكرها النُّعماني وأميرُ المؤمنين يُحدِّث حُذيفةَ بن اليمان فَقُبِّحَت أُمَّةٌ تَقْتُلُ أولادَ نَبيِّها، قُبِّحَت هذه الأُمَّة. تلاحظون هذه الأحاديث الضعيفة، الروايات الضعيفة بحسبِ قواعد علمِ الرجال الناصبي، بحسب هذا المنهج المخالف لأهل البيت، تلاحظون هذهِ الروايات تتّفِقُ وتتّسقُ وتتعاضدُ مع آياتِ الكتاب، مع الزياراتِ، مع الأدعيةِ والأحاديثُ، يشدُّ بعضها بعضاً. رواية في غيبةِ النعماني، نفس الرواية التي قرأتُ منها قبلَ قليل الإمام يقول لحذيفة بن اليمان، ماذا يقول لهُ؟ يقول: (إِنَّ عِلْمَنَا أَهْلِ البَيتْ سَيُنْكَر وَيُبْطَلْ وَتُقْتَلُ رُواتُه – تُقْتَلُ رُواتُه، إمَّا أنْ تُقتَل جسدياً أو معنوياً، الروايات الشريفة تُحدِّثُنا عن أنَّ قتل المؤمن في سُمعتهِ أشدّ من قتل المؤمن في جسدهِ، الروايات هكذا تقول لستُ أنا – إِنَّ عِلْمَنَا أَهْلِ البَيتْ سَيُنْكَر وَيُبْطَلْ وَتُقْتَلُ رُواتُه – إمَّا أنْ تُقْتَل جسدياً كما قُتِل الميرزا الإخباري بفتوى مراجع عصره وكان أعلم منهم وأفضل منهم ولكن مراجعُ الوقت في زمانهِ أصدروا الفتاوى فقتلوه فهجَم أهلُ الكاظميةِ الشيعةُ على بيت الميرزا الإخباري المرجع الشيعي الموالي لأهل البيت فذبحوه وقطعوا رأسه وقتلوا ولده وقتلوا أضيافه وخرجوا يرفعونَ رؤوسهم على العصي يجولون في الشوارعِ والأسواق والفتوى كانت صادرة من المرجعِ الأعلى في وقتهِ، من الشيخ موسى كاشف الغطاء وقد ضَمِنَ لِقاتِلِه على الله الجَنَّة الشيخ موسى في وقته فقتلوه، فقُتِل، وسنتحدَّث عنه، سنتحدَّث عن هذه الواقعة. إِنَّ عِلْمَنَا أَهْلِ البَيتْ سَيُنْكَر وَيُبْطَلْ وَتُقْتَلُ رُواتُه وَيُسَاءُ إلى مَنْ يَتْلُوه بَغْياً وحَسَدَاً – هذه الوقائع نحنُ نلمسها في الواقع الشيعي فضلاً عن الواقع المعادي لأهل البيت، في زمانِنا هذا تُلمَسُ في الواقع الشيعي أكثرُ مِمَّا تُلمَس في الواقع الناصبي، في الواقع المعادي لأهل البيت. هذا هو كاملُ الزيارات لشيخنا ابن قولويه – (عَنْ أَبِي بَصِيرٍ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَبْدِ الله عَلَيهِ السَّلام – إمامنا الصادق – أُحَدِّثُهُ فَدَخَلَ عَلَيهِ اِبْنُه فَقَالَ لَهُ: مَرْحَبَاً وَضمَّهُ وَقَبَّلَه – يبدو إمامُنا الكاظم – فَدَخَلَ عَلَيهِ اِبْنُه فَقَالَ لَهُ: مَرْحَبَاً وَضمَّهُ وَقَبَّلَه وقَالَ: حَقَّرَ اللهُ مَنْ حَقَّرَكُمْ وَانْتَقَمَ مِمَّنْ وَتَرَكُمْ وَخَذَلَ اللهُ مَنْ خَذَلَكُمْ وَلَعَنَ اللهُ مَنْ قَتَلَكُمْ وَكَانَ اللهُ لَكُمْ وَلِيّاً وَحَافِظاً ونَاصِراً فَقَد طَالَ بُكَاءُ النسَاء وَبُكَاءُ الأَنْبِيَاء والصِّدِّيقِينَ والشُهَدَاء وَمَلَائِكةِ السَّمَاء ثُمَّ بَكَى وَقَالَ: يَا أَبَا بَصِير إذا نَظَرتُ إلَى وُلدِ الحُسَين أَتَانِي مَا لا أَمْلِكُهُ بِمَا أُوتِي إِلَى أَبِيهِم وَإلَيهِم، يَا أَبَا بَصِير إِنَّ فَاطِمَة لَتَبْكِيه وتَشْهَق – إذا كان قد حدَثَ الصَّلاح في الأُمَّة وبقي الإسلام كما تقولون بحسبِ هذهِ الثقافة السخيفة المخالفة لأهل البيت، لماذا تبكي فاطمة وتشهق؟! – يَا أَبَا بَصِير إنَّ فَاطِمَة لَتَبْكِيه وتَشْهَق – أم أنَّكم رُبَّما لا تقبلونَ بهذه الروايات وتقولون كما قال آيةُ الله في أحدِ كتبهِ، فهل من المعقولِ أنَّ فاطمة تبكي فهل هي طفلةٌ صغيرة تبكي منذُ ذلك اليوم إلى يومنا هذا!!! واللهِ مكتوبٌ في كتب علمائنا ومراجعنا هذا الكلام – يَا أَبَا بَصِير إِنَّ فَاطِمَة لَتَبْكِيه وتَشْهَق فَتَزْفُرُ جَهَنَّم زَفْرَة لَولا أَنَّ الخَزَنَةَ يَسْمَعُونَ بُكَاءَهَا وَقَد اسْتَعَدُّوا لِذَلِك مَخَافَة أنْ يَخْرُجَ مِنْهَا عُنُقٌ أَو يَشْرُرَ دُخّانُها فَيَحْرِقَ أَهلَ الأَرض فَيَكْبَحُونَها مَا دَامَت بَاكِيَة ويزْجرُونَها ويَسْتَوثِقُونَ مِنْ أَبوابِهَا مَخَافَةً عَلَى أَهْلِ الأَرْض فَلا تَسْكُنُ حَتَّى يَسْكُن صَوتُ فَاطِمَة ) – فلفاطمة شهقةٌ وشهقةُ فاطمة ليست مؤقّتةً بوقت، الحديثُ يُشير إلى حُزنها المُستديم، الروايةُ طويلة وهذا الكتاب كامل الزيارات مشحونٌ بمثل هذه المضامين كُلُّها تشير إلى أنَّ هذهِ الثقافة التي تنتشر في الوسط الشيعي لا علاقة لها بآل مُحَمَّد صلواتُ اللهِ وسلامُه عليهم أجمعين. حِينَ تُحدِّثُنا العقيلةُ، الرواية الطويلة وهي تُحدِّثُ الإمام السَّجاد – (ويَنْصِبُونَ لِهَذَا الطَّفِ عَلَماً لِقَبْرِ أَبِيكْ سَيِّدِ الشُهَدَاء لا يَدْرُسُ أَثَرُه ولا يَعْفُو رَسْمُه عَلَى كُرُور اللّيَالِي والأَيَّام وَلَيَجْتَهِدَنَّ أَئِمَّةُ الكُفْر وَأَشْيَاعُ الضَّلَالَة فِي مَحوِهِ وتَطْمِيسِهِ فَلَا يَزْدَادُ أَثَرُهُ إِلَّا ظُهُوراً وَأَمرُهُ إِلَّا عُلُوّاً – لو كانت هذه الأُمَّة قَد صَلُحَت هَل سيجتَهِدُ أئمَّتُها وكُبراؤها في محو أمرِ الحُسينِ وتطميسه، الأُمَّةُ ضالّةٌ، في آخر الحديث قالت زينب عقيلةُ الهاشميين وهي تُحدِّثُ الإمام السجاد أنَّ أميرَ المؤمنين بعدَ أنْ ضَرَبَهُ ابنُ مُلجَم كانَ يُحدِّثُ أولادَهُ يُحدِّثُ عائلَتَه – وَلَقَد قَالَ لَنَا رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِه حِيْنَ أَخْبرَنَا بِهَذَا الخَبَر أَنَّ إِبْلِيسَ لَعَنَهُ الله فِيْ ذَلِكَ اليَوم – في اليوم الذي يُقتَلُ فيهِ الحُسين – أَنَّ إِبْلِيسَ لَعَنَهُ الله في ذَلِكَ اليَوم يَطِيرُ فَرَحاً فَيَجُول الأَرْضَ كُلَّها بِشيَاطِينِهِ وَعَفَارِيتِه فَيَقُول: يَا مَعَاشِرَ الشَّيَاطِين قَدْ أَدْرَكْنَا مِنْ ذَرِّيَّةِ آدَم الطَّلِبَة وَبَلَغْنَا في هَلَاكِهِم الغَايَة وَأورثْنَاهُم النَّار – أيُّ إسلامٍ!! أيُّ أُمَّة صَلُحَ حَالُهَا!! – قَدْ أَدْرَكْنَا مِنْ ذَرِّيَّةِ آدَم الطَّلِبَة وَبَلَغْنَا فِي هَلَاكِهِم الغَايَة وَأورثْنَاهُم النَّار إِلَّا مَنْ اعْتَصَمَ بِهَذِهِ العِصَابَة فَاجْعَلُوا شُغْلَكُم بِتَشْكِيكِ النَّاس فِيهِم وحَمْلِهِمْ عَلَى عَدَاوَتِهِمْ وَإِغْرَائِهِم بِهِم وَأَولِيَائِهِمْ حَتَّى تَسْتَحْكِمَ ضَلَالَةُ الخَلْق وَكُفْرُهُم وَلَا يَنْجو مِنْهُم نَاجٍ – هذا كلام إبليس، ماذا يُعلِّق رسول الله؟ – وَلَقَد صَدَقَ عَلَيهِم إِبْلِيس وهُوَ كَذُوْبْ – لكن في هذا الكلام كان صادق – وَلَقَد صَدَقَ عَلَيهِم إِبْلِيس وهُوَ كَذُوْبْ أَنَّهُ لا يَنْفَعُ مَعَ عَدَاوَتِكُمْ عَمَلٌ صَالِح ولَا يَضرُّ مَعَ مَحَبَّتِكُمْ وَمُوالاتِكُمْ ذَنْبٌ غَيرُ الكَبَائِر، قَالَ زَائِدة ثُمَّ قَالَ عَلِيُّ بنُ الحُسَين عَليهُما السَّلام بَعْدَ أنْ حَدَّثَنِي بِهَذَا الحَدِيثْ: خُذْهُ إِلَيك أمَا لَو ضَرَبْتَ فِي طَلَبِهِ إِبَاطَ الإِبِل حَوْلَاً لَكَانَ قَلِيلَاً – يعني لو كنت مسافراً على الإبل وكنتَ تضرب آباطها كي تُسرع، سفراً سريعاً لمدّة سنة كاملة لأجلِ أنْ تصلَ إلى هذا الحديث، لاحظوا أهميّة أحاديثِ أهل البيت، ونحنُ في زمانٍ يسهُل الوصول إليها وها أنّي أعرِضُها بينَ أيديكم، تسمعونها ترونها عِبر هذه الشاشة، تُنقل عبر الإنترنت ثُمَّ توضَع على موقع زهرائيّون، هذه أحاديثُ أهل البيت، هذا حديث واحد الإمام السَّجاد يقول لزائدة – أمَا لَو ضَرَبْتَ فِي طَلَبِهِ إِبَاطَ الإِبِل حَوْلَاً – سفر على النّياق، السفر الذي في تلك الأزمنة ماذا كان يقول عنه الأئمَّة؟ يقولون: (السفر قطعة من الجحيم)، هكذا كانوا يقولون، السفر قطعةٌ من الجحيم، لصعوبة السفر في ذلك الوقت، ولذلك للسفر كانت أحكام وتفاصيل وأدعية وأحراز وإلى آخرهِ، وحينما يسافر المرء كان يكتب وصيَّته ويُودّع أهله وكأنَّ مأتماً حلَّ في دارهِ، لأنَّ كثيرين مّمن يسافرون لا يعودون، الإمام يقول: لَو ضَرَبْتَ فِي طَلَبِهِ إِبَاطَ الإِبِل حَوْلَاً لَكَانَ قَلِيلَاً – كي تسمع هذا الحديث، هذه الأحاديث حُجَّةٌ عَلَيَّ وعليكم، هذه ثقافةُ أهل بيت العِصمة صلواتُ اللهِ وسلامُه عليهم أجمعين. أيضاً في نفسِ كامل الزيارات – ( عَنْ مُحمَّدِ ابنِ سِنَان عَن رَجُلٍ قَالَ: سَألْتُ الإمَام الصَّادِق فِي قَولهِ تَعَالى: {وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف – بحسب قراءة المصحف، بحسب قراءة أهل البيت – فَلاَ يُسْرِفُ فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً} قَالَ: ذَلِكَ قَائِمُ آلِ مُحَمَّد يَخْرُج فَيَقْتُلُ بِدَمِ الحُسَين فَلَو قَتَلَ أَهلَ الأرْض لَم يَكُن مُسْرِفاً – لو قتل أهل الأرض جميعاً بِما فيهم نحنُ، حين أقول نحن يعني شيعتهم – فَلَو قَتَلَ أَهْلَ الأرْض لَم يَكُن مُسْرِفاً – الرواية لها تفصيل نأتي على هذا المضمون أيضاً في الحلقات القادمة إن شاء الله تعالى، في تفاصيلِ وشرحِ قانونِ الأصلاب. هُناك رواية عن إمام زمانِنا أنَّهُ يقتُل ولا يَرحَم، ليس الإمام يقتُل ولا يرحم الناس يقولون هكذا، الناس يقولون عن إمام زمانِنا إنَّه يقتُل ولا يرحم، وحِينَ يَقُولُ الناس عن إمام زمانِنا إنَّه يقتُل ولا يَرحم – ( يَرْتَقِي الْمِنْبَر ويُخْرِجُ نَعْلاً هِي لِسيِّدِ الشُّهَدَاء وَيَقُولْ: لَو أَنَّي قَتَلْتُ جَمِيْعَ الأَعْدَاء مَا وَفَوا بِهَذَا الدَّمْ الَّذِيْ تَلطَّخَ بِهِ سَيرُ هَذِه النَّعْلْ – يُخرجُ نعلاً لسيِّدِ الشُّهداء وقد تلطّخَ في يومِ عاشوراء سيرُ هذا النعل بدمِ الحُسين صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه، لا يعني أنَّ النَّعل كان ملطّخاً بدمِ الحُسين، دماءُ الحُسين سَكَنت في الخُلد ما بَقيت على الأرض (وأَشْهَدُ أنَّ دَمَكَ سَكَنَ فِي الخُلْد وَاقْشَعَرَّتْ لَهُ أَظِلَّةُ العَرْش) لكن حِينَ وقعت الواقعة مِثلما تلطخت ثيابُ الحسين، بدنُ الحسين، تلطَّخ نعلهُ الشريف بالدم – لَو أَنَّي قَتَلْتُ جَمِيعَ الأَعْدَاء مَا وَفَوا بِهَذَا الدَّمْ الَّذِي تَلطَّخَ بِهِ سَيرُ هَذِه النَّعْلْ، لَو أنَّي قَتَلتُ أَهلَ العَالَم أَجْمَعَهُم مَا كَانُوا عِوَضاً لِسَيرِ هَذِه النَّعْلْ). الرواياتُ كثيرةٌ، أنا في حيرةٍ من أمري، حقيقةً في حيرةٍ من أمري، هناك رواياتٌ كثيرة أعرضتُ عنها لأنَّ الوقت لا يكفي، كان في نيَّتي أن أقرأها لكنَّني أُراقبُ الساعة أمامي الوقتُ يجري يجري يجري، تَتمَّة الحديث تأتينا إنْ شاء الله تعالى في حلقةِ يوم غد. • لكن الخلاصة في هذهِ الحلقة ما هي؟ أوّلاً: أشرتُ إلى الثقافة الشائعة في الوسط الشيعي، في الوسط الشيعي عموماً في بيانات مراجعنا، في برامج فضائيّاتنا، في كتبِ علمائنا، في أشعار شعرائنا، في خُطب خطبائنا الحُسينيين، في كلِّ مكان، الحُسينُ قُتِل وبقي الإسلام وصَلُح حالُ الأُمَّة، من أينَ جئتم بهذهِ الثقافة؟!! هذه ثقافة أهل البيت أيُّها الحسينيون، أنتم أنتم أيُّها الحُسينيون، أنا لا أخاطب الشيعة عموماً، لكن أنتم أيُّها الحُسينيون كفى صنميَّةً، كفى صنميَّةً أن تنصبوا رجالاً من الشيعةِ فتجعلونهم مصادر لثقافة أهل البيت وهذه ثقافة أهل البيت، كفى صنميَّةً أيُّها الحُسينيون، أيَّةُ حُسينيةٍ هذه؟! أيُّ فكرٍ حُسينيٍ هذا؟! وهذا هو الفكر الحُسيني، ولاحظتم كلمات أهل البيت واضحة صريحة، لا أطيل عليكم، ختامُ البرنامج نذهبُ معاً لزيارة الشيبِ الخضيب مع ملّا باسم وخَدَمَة الحُسين.. (وَالشِّمْرُ جَالِسٌ عَلَى صَدْرِك – اُعيد عليكم قراءة هذه العبارات كي أُذكِّرَكُم التحليلَ المهدوي، تحليل إمام زمانكم للمشروع الحُسيني العملاق – وَالشِّمْرُ جَالِسٌ عَلَى صَدْرِك مُوْلِغٌ سَيفَهُ عَلَى نَحْرِك قَابِضٌ عَلَى شَيْبَتِكَ بِيَدِه ذَابِحٌ لَكَ بِمُهَنَّدِه قَدْ سَكَنَت حَوَاسُّكْ وخَفِيَت أَنْفَاسُك وَرُفِعَ عَلَى القَنَاةِ رَاسُك وَسُبِيَ أَهْلُكَ كَالعَبِيْد وَصُفِّدُوا فِي الحَدِيد فَوقَ أَقْتَابِ الْمَطِيَّاتْ تَلْفَحُ وُجوهَهُم حَرُّ الهَاجِرَاتْ يُسَاقُونَ فِي البَرَارِي والفَلَوَاتْ أَيْدِيهِم مَغْلُولَةٌ إِلى الأَعْنَاقْ يُطَافُ بِهِمْ فِي الأَسْوَاقْ فَالوَيلُ لِلْعُصَاةِ الفُسَّاقْ لَقَدْ قَتَلُوا بِقَتْلِكَ الإِسْلامْ وَعَطَّلُوا الصَّلاةَ والصِّيَامْ ونَقَضُوا السُّنَنَ والأَحْكَامْ وَهَدَمُوا قَواعِدَ الإِيْمَانْ وَحَرَّفُوا آيَاتِ القُرآنْ وَهَمْلَجُوا فِي البَغِيِ والعُدْوَانْ لَقَد أَصْبَحَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآلِه مَوْتُورَاً وَعَادَ كِتَابُ اللهِ عَزَّ وَجلَّ مَهْجُوراً وَغُودِرَ الحَقُّ إِذْ قُهِرتَ مَقْهُورَاً وَفُقِدَ بِفَقْدِكَ التَّكْبِيرُ والتَّهْلِيل والتَّحْرِيمُ وَالتَّحْلِيلْ والتَّنْزِيلُ والتَّأوِيْل وَظَهَرَ بَعْدَك التَّغْيِيرُ والتَّبْدِيل والإِلْحَادُ والتَّعْطِيل والأَهْوَاءُ والأَضَالِيل والفِتَنُ والأَبَاطِيل). (طَلَبُ المَعَارِفِ مِنْ غَيرِ طَرِيقِنَا أَهْلِ البَيت مُسَاوِقٌ لإِنْكَارِنَا وقَدْ أَقَامَنِي الله -:كما يقول إمامُ زمانِنا – وأنَّا الحُجَّة بن الحَسَن صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه). ألقاكم غداً إنْ شاء الله تعالى على مودَّة قلبِ الحُسين وَكَبِدِ الحُسين وَ رُوحِ الحُسَين وَمُهْجَةِ الحُسَين وَنُورِ عَينِ الحُسَين الحُجَّة بن الحَسَن إمام زمانِنا صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه. سَلَامٌ عَلَى نَحْرِكَ الدَّامِي يَا حُسَينْ… في أمانِ الله.. ملخـّص الحلقة تاريخ البث : يوم السبت 6 ذو القعدة 1436هـ الموافق 22 / 8 / 2015م تتابع الحديث في الحلقات المُتقدّمة حتى وصل بنا إلى قانون الأصلاب، وذكرت بأنّ محور قانون الأصلاب هو: الحُسين. وسيأتي الحديث عن مِحوريّة الحُسين في قانون الأصلاب. سأتناول في هذه الحلقة تحليلاً للنّهضة الحُسينيّة / تحليل المشروع العاشورائي العملاق في الثّقافة الشيعية الَّتي نَخَرها الفِكْرُ المُخالف نَخْراً. كيف تُحلّل الثّقافة الشّيعيّة المشروع الحُسيني ، وكيف تُفسّرهُ..؟ وأتحدّث هُنا عن الثّقافة الشيعيّة في كُلّ مستوياتها وطبقاتها: ● علماء الشيعة ، ومراجع الشّيعة ماذا كتبوا في كُتبهم ، وماذا يُسطّرون في بياناتهم الَّتي تصدرُ أيَّامَ المُحرّم. ● فضائياتُ الشّيعة وما تُقدّمهُ مِن برامج. ● منابرنا الحُسينيّة (الخُطباء – الشّعراء – الرّواديد – وسائر مَن يكتب وينظم وينثر في الجوّ الحُسيني) ● مَن ألّفوا الكُتب حول النّهضة الحُسينيّة.. كُلّ هذه الطّبقات كيف يُحلّلون (المشروع الحسيني العملاق)..؟ التّحليل السَّائد في الثّقافة الشّيعيّة للمشروع الحُسيني تجده في هذه العبارات: (قُتِل الحُسين لأجل أن يبقى الإسلام، ولو لم يُقتل الحُسين لَما بَقِي الإسلام) (قُتِلَ الحُسين لِصلاح الأُمَّة وهِدايتها، ولولا قَتْلُ الحُسين لَما صَلحتْ الأُمَّة، ولَما اهتدتْ) (قُتِلَ الحُسين وبقتلهِ تغيّرتْ الأوضاعُ السَّيئة إلى الأوضاع الحَسنة) أليسَ هذا ما يُطرح في الثّقافة الشّيعيّة..؟! بعد قتْل الحُسين الأمّة ساءتْ أحوالها لأبعد ما يُمكن، الأمويّون أصبح حالهم أسوأ بعد مقتل الحُسين، والعبّاسيون حالهم أسوأ وألعن من الأمويّين، والعُثمانيّون حالهم أسوأ وألعن من الأمويّين والعبّاسيين، فأينَ هو الإصلاح في الأُمّة..؟ بل حتّى في الوسط الشيعي .. أينَ هو الإصلاح في الوسط الشيعي..؟ أينَ الإصلاح في الحكومات الشّيعيّة ..؟ حديث أهل البيت يُهمل ، ويُؤخَذ بمنهج المُخالفين ، وتفسيرُ أهل البيت عليهم السَّلام يُهمل ويكون التّفسير على ذوق المُخالفين (فأينَ هو الاصلاح في الوسط الشّيعي)..؟ عرض لِجملة مِن روايات العترة الطّاهرة، وزياراتهم، وأدعيتهم الشّريفة تُبيّن لنا تحليل أهْل البيت عليهم السَّلام للمشروع الحُسيني. ماذا قال أهل البيت عليهم السَّلام في تحليلهم للمشروع الحُسيني..؟ ومـاذا قال إمامُ زماننا عليه السَّلام في تحليله للمشروع الحُسيني ، وهل يتوافق هذا التّحليل المعصومي الشَّريف الوارد عن أئمتنا مع ما هو شائع في الوسط الشيعي..؟ ● (لعلك ترى أنه كان يوم يشبه يوم كتب الكتاب إلا يوم قتل الحسين عليه السلام، وهكذا كان في سابق علم الله عز وجل الذي أعلمه رسول الله صلى الله عليه وآله أن إذا كتب الكتاب قتل الحسين عليه السلام( ● قول العقيلة عليها السَّلام :(بأبي من أضحى عسكره يوم الاثنين نهبا). الإمام الحُسين لم يُقتل يوم الإثنين، فإلى أيّ شيءٍ تُشير عبارة العقيلة عليها السَّلام ● (هكذا أكون حتّى ألقى جدّي رسولَ الله صلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ وأنا مخضوبٌ بدمي، وأقول: يا رسول الله قتلني فلان وفلان). إلى من يُشير الحُسين عليه السّلام بقولهِ : قتلني فُلانٌ وفلان..؟ ● مقتطفات مِن دعاء صنمي قُريش وهو دعاء سيّد الأوصياء في قُنوت صلاته .. ● خطبة في غاية الأهميّة لسيّد الأوصياء في كتاب الكافي الشّريف الجزءالثَّامن محتوى هذه الخُطبة كأنّه جاءَ شارحاً لعنوان أو عنوانين من العناوين الواردة في دعاء الصّنمين بإعطاء مصاديق جزئية. ● مقطع من حديث طويل لسيّد الأوصياء مع حذيفة بن اليمان (فوالذي نفس علي بيده، لا تزال هذه الأمة بعد قتل الحسين ابني في ضلالٍ وظلمة وعسف وجور واختلاف في الدين، وتغيير وتبديل لما أنزل الله في كتابه…..) ● تحليل الإمام الحُجّة الصّريح الواضح في زيارة النّاحية المُقدّسة ● مقتطفات من دعاء الندبة. ● (إنَّ يوم الحسين أقرحَ جفوننا، وأسبلَ دموعنا، وأذلَّ عزيزنا). ● (ألا أيَّتها الأمَّة المُتحيّرة الضَّالة بعْد نبّيها لا وفقكم الله لأضحى ولا فطر( ● (ما من عيد للمسلمين أضحى ولا فطر إلا وهو يتجدد فيه لآل محمد حزن) العيد عيدٌ مهدوي.. عيدٌ مع إمام زماننا عليه السَّلام. ● رواية الإمام الصّادق في تفسير القُمّي .. بشأن قوله تعالى: (كُنتم خير أُمّةٍ أُخرجتْ للنّاس). ما معنى الآية..؟ ومن هم الآمرون بالمعروف..؟ ● (إنَّ عِلْمنا أهْل البيت سيُنْكر ويُبْطَل، وتُقَتلُ رُواته، ويُساءُ إلى مَن يتلوه…). القتل قد يكون جسديّاً كما قُتِل المرجع الموالي لأهل البيت الميرزا الإخباري (وسيأتي تفصيل ذلك في محلّه).. وقد يكون قتل المؤمن في سُمعته، وقتل المؤمن في سمعته أشدّ كما تُخبرنا الرّوايات.. ● حديث الإمام الصَّادق مع أبي بصير (يا أبا بصير إنَّ فاطمةَ لتبكيه وتشهق فتزفر جهنّم زفرة…) إذا كانتْ الأُمَّة صَلح حالها بعد قتْل الحُسين .. فلماذا تزفرُ فاطمة صلوات الله عليها..؟ ● حديث العقيلة مع إمامنا السَّجاد عليه السَّلام..(أنَّ إبليس في ذلكَ اليوم- يوم مقتل الحُسين- يطيرُ فرحاً فيجولُ الأرض كلها في شياطينه وعفاريته ويقول: يا معشر الشّياطين قد أدركنا مِن ذرية آدم البغية، وبلغنا في هلاكهم الغاية وأورثناهم النار، إلا من اعتصم بهذه العصابة..) ● حديث الإمام الصّادق في تفسير قولهِ تعالى: ومَن قُتِل مظلوماً فقد جعلْنا لوليّه سُلطاناً فلا يُسرف في القتل قد يقول قائل: ( إذاً ما معنى قول سيّد الشُّهداء إنّما خرجتُ لطلب الإصلاح)..؟! الجواب سيأتي..