دردشةٌ في العيد – عيد الأضحى ١٤٣٦ﻫ – الحلقة ٢ دردشةٌ في العيد – عيد الأضحى 1436ﻫ – الحلقة 2 صور OverlaysPreviousNext فيديو يوتيوب اوديو الحلقة مع الفواصل: الحلقة بدون الفواصل: مطبوع برنامج دردشة في العيد “عيد الأضحى” 11/12/1436 هـ الحَلَقَةُ الثَّانِيَة • المقدِّم : السَّلام عليكم مشاهدينا الكرام ورحمة الله وبركاته .. أسعد الله أيامكم وأعادهُ الله عليكم باليُمن والخير والبركة .. هذا هو اليوم الثاني من عيد الأضحى المبارك وهذهِ الحلقة الثانية من برنامج دردشةٌ في العيد .. كانت الحلقة السابقة من هذا البرنامج وكان السؤال عن المظاهرات والإصلاحات وأقول الإصلاحات لأنّ هذه اللفظة وردت في السؤال وإن كان الصحيح أن نقول كما قال سماحة الشَّيخ العراق بحاجة إلى إصلاح وليس إصلاحات وها نحنُ مع جواب هذا السؤال ولكن إذا سمحتم لنا سماحة الشَّيخ نذهب إلى فاصل أو تقرير أعدّهُ لنا الأخ المخرج عن مظاهرات العراق إذا سمحتم لنا نذهب إلى هذا التقرير ونعود ، أعزائي المشاهدين نشاهد هذا التقرير ونعود للإجابة مع سماحة الشَّيخ .. • التقرير المرئي : خرجت الجالية العراقية للتظاهر أمام السفارة العراقية وسط العاصمة البريطانية لندن منددين بالفساد الكبير الذي يتمتع به السياسيين وأعضاء البرلمان العراقي مرددين هتاف : باسم الدين باقونا الحرامية .. عبدالحميد الصالح كاتب وأعلامي : هذا الشعار الان اللي ذا تسمعه أنَّهُ باسم الدين باقونا الحرامية .. هذا الشعار خطير , هذا أنا أتخيل الان الانبياء والائمَّة أرواحهم تحيط وتسمع هذا الشعار تهتز اليه تقول اشلون وصلنا الدين احنا بعد مئات السنين إلى هذه المرحلة بحيث الاطفال في المدارس تضايق من عندنا وتضايق من الرموز التي استغلت الدين للسرقة واستغلت الدين للقتل واستغلت الدين لاهانة الناس واهانة ثقافاته واهانة خبراتها هذا الذي يحدث حقيقةً .. العلوية أم ليث القزويني : والله احنا حقيقة متأذين على الاوضاع اللي ذا يشوفها الشعب وقاعد يمر بيها شعبنا العراقي المظلوم , فتوقعنا أنَّهُ راح يشارك كل الاحزاب المخالفة للدين والمخالفة للدولة اللي أكثرها أحزاب دينية , فارتأيت أنا أجي حتى أبين أنَّهُ احنا ما راضين على هذا الوضع , ومع الاسف هؤلاء الذين يمثلون الدين ويمثلون بعض الاحزاب الدينية في العراق أساءوا إلى الدين وأساءوا إلى المنصب وخانوا الله ورسوله وخانوا الامام الحجَّة مع الأسف الشديد , فأني جاية مع أنَّهُ أصلاً لا أطلع مظاهرات أبداً بس شفت واجبي أن أحضر اليوم , ومثل ما توقعت الاخوات اللي بلا حجاب وبلا دين أكثر حضور من المؤمنات .. لا ما رح تستجيب النصب عزيز مثل حالهم حال هارون الملعون اللي قال لأبنه المأمون قال له : لو نافستني على الملك لأخذت الذي فيه عيناك , فذولة الملك عقيم ما راح يتغير بس احنا نسوي واجبنا , الانسان يسوي واجبه ما عليه من الاخرين .. العلوية ام نور احدى المتظاهرات : هما قعدوا على الكراسي وشنوا يحددوا لي هدف واحد وهدفين , الشعب محتاج أهداف محتاج راحة محتاج مستشفيات محتاج رواتب محتاج مدارس محتاج ثقافة محتاج بناء مو محتاج أنا أسوي عقود ويا الخارج وكل شي ما موجود على الفاضي , انا محتاجة شعب ينبني أني قاعده أنتظر أمل بصيص أمل حتى أرجع أني وأطفالي للعراق مو أنا أنتظر هنانا , يعني عيب على الحكومة صار النا ثلطعش سنة , اثنى عشر سنه كل العالم , اني رحت للعراق شفت العوائل واقفة ساعتين ثلاثة أربع على خمسين دولار على مود ضمان اجتماعي , أكو ضمان اجتماعي خمسين دولار ينطون المرة شايلين عجوز جايبينها بعربانه حتى تستلم خمسين دولار , شتعيش بيها هاي الخمسين دولار , ياحكومة يقبل هو بهاء الاعرجي يعيش بخمسين دولار , يقبل لعبادي يعيش بخمسين دولار شهر كامل , يقبل الجعفري والا غير الجعفري كل فئات أنا احجي لزمت الحكومة كان أملنا بيها أصبح أملنا بيهم أسفل السافلين , السيسي ما أنتظر اثنى عشر سنه حتى يغير الحكومة , شعبنا تعب مو ننتظر بعد ننطي فرصة ثانية للحكومة , ما كو فرصة ثانية للحكومة , احنا مع الشعب ومع التغيير الفوري وبناء عراق جديد مو عراق واسطات وعراق أحزاب وعراق محاصاصات .. *** كما أبدى المتظاهرون أسفهم الكبير على هذه الحكومات الَّتي توالت على السلطة في العراق بعد سقوط صدام المقبور , الذين لم يقدموا للشعب أبسط حقوقهِ بل وزادوا المحرمين حرماناً وأثروا أنفسهم خير العراق وواردات نفطهِ , فتراهم أقوياء أشداء على الضعفاء والمساكين , ضعفاء أمام الإرهاب والإرهابيين !! يعقدون معهم الصفقات ويتقاسمون معهم خير العراق من خلال واجهات سياسية معروفة .. معتز موفق رابطة الطلبة : اليوم وقفة مشرفة لجميع الطلبة المبتعثين في بلدان الابتعاث المملكة المتحدة نصرة ًلإخوانهم في العز والكرامة والشرف ومظاهرات الاصلاح التي يقودها الشباب والنخب المثقفة لكي نظهر للعالم جميعاً أنَّهُ وحدة القلوب ووحدة الصف وإن شاء الله تكون هذه بداية فاتحة الخير لألفة العراقيين جميعاً .. د. سعدي النجار عضو رابطة الاكاديميين : يجب على الناس المخلصين اللي عندهم شعور قليل من الذمة والكرامة أن ينتبهوا على نفسهم قبل أن الشعب يدحرهم , أني طبعاً أشكر , أني الدكتور سعدي النجار أحد أعضاء رابطة الاكاديميين العراقيين في المملكة المتحدة وأني أشكر قناة القمر لإتاحتها الفرصة النا للتعبير وأتمنى على قناة القمر أن تنشر هذي على شكل إعلامي وأن توضح ولا تغيِّب شيء مما ذا تشوفة وشكراً جزيلاً الكم .. طالب العواد إعلامي : أعتقد الشارع الآن رايح لان الحكومة العراقية ما عندها قدرة على حل الأزمات , هاي القوة المتنفذه ما عندها رؤية , يعني ما عندها رؤية في المسألة الزراعية , لا عندها رؤية في المسألة الصناعية لا عندها رؤية في مسألة الخدمات الصحة , التعليم , أعتقد أمام مأزق حقيقي , أنا أعتقد الشارع العراقي رايح إلى التصعيد نتيجة , مو مسألة الخدمات الأداء العام بشكل عام هو أداء فاشل على كل الاصعدة السياسية والاجتماعية .. *** مرحباً بكم مجددا أعزائي المشاهدين ونعود إلى سماحة الشَّيخ مولاي نسمع جوابكم بخصوص هذا السؤال . • سماحة الشَّيخ الأستاذ عبد الحليم الغزِّي : أبدأ حديثي بسلامي وتحيتي لمشاهدينا الأعزاء وأقول أسعد الله أيّامُكم وأعادَ عليكم هذا العيد باليُمن والخيرِ والبركة .. الموضوعُ هذا الَّذي نحنُ بصددهِ الحديثُ فيه طويل وسيكون حديثي طويلاً في هذه الحلقة لكنَّني في بادئ الأمر أُريد أن أُشير إلى نقطة مهمَّة ، اهتمامنا بموضوع العراق ليسَ لأنّنا عراقيون هذهِ قضيّة قد تكون جانبية ، وأتحدَّث عن رؤيتي الشخصيَّة , اهتمامي بموضوع العراق لبُعدٍ عقائدي ، العراقُ يُشكِّلُ عنواناً مهمَّاً ومُهمَّاً جدَّاً في المشروع المهدويّ ، أميرُ المؤمنين حينَ جاء من المدينةِ إلى العراق لم يكن هذا الأمرُ جُزافاً !! وسيِّدُ الشُهداءِ حينَ جاء إلى كَربلاء لم يكن هذا الأمرُ جُزافاً !! فضلاً عن البدايات الأولى فآدمُ الأبُ الأوّل للبشريةِ نزلَ في العراق وقبرهُ في العراق ألا نزورهُ حينَ نزور أمير المؤمنين صلواتُ اللهِ عليه , والوالد الثاني للبشرية نوحٌ في العراق ، وأبو التوحيد إبراهيم عراقيٌ خرج من العراق , والقصةُ طويلة , والصراعُ الإبليسيُ بدأ في العراق فإبليسُ نزل أيضاً في العراق , نزل في جنوبِ العراق هكذا تُحدّثنا الأحاديثُ والرواياتُ عنهم ، والعراقُ مولدُ إمام زماننا صلواتُ اللهِ وسلامُه عليه في أرضهِ وعلى تُرابهِ وهو عاصمتهُ وموطنُ دولته , كلُّ هذا يشير إلى خصوصية ، كُلّ نقطة من هذه النقاط بحاجة إلى كلامٍ وبيان ، لكنَّ الحديث هُنا ليس مُنعقداً لتفصيلِ القولِ في هذا الموضوع لأجل كلِّ هذا الَّذي ذكرتهُ بشكلٍ مُجمل لأجلِ كُلِّ هذا يتشكَّلُ اهتمامنا بالعراق وليست القضيةُ قضيةً سياسية محدودة أو قضيةً اجتماعية تتخذُ بُعداً شخصياً ؟! أعود إلى موضوع السؤال المظاهرات والإصلاحات وقلت في يوم أمس إنَّنا بحاجةٍ إلى إصلاح وليس إلى إصلاحات ؟! سأجعل كلامي في أكثر من محور ، المحور الأهمّ سأتركه للأخير لأنَّه بحاجةٍ إلى تفصيل لكنَّني في البداية سأتحدَّث عن مسألةٍ يُمكن أن أصوغها بسؤال , هل أنَّ هذه المظاهرات تتمكَّن من تحقيق هدفها ؟ العنوان العام للمظاهرات هو طلبُ الإصلاحات طلبُ التغيير , هذا هو العنوان العام في المظاهرات ، هل تتمكن هذه المظاهرات من تحقيق أهدافها ؟ بالنسبة لي لا أعتقدُ ذلك , لا أعتقد أنّ هذه المظاهرات ستصلُ إلى أهدافها , قد يختلفُ معي من يسمعني وربَّما يصفُ كلامي بالتشاؤمِ أو بالسوداويةِ هو حُرّ , كما أنَّ الآخرين أحرار في قراءتهم أنا حرٌّ في قراءتي لِمَا يجري حولي ، قُلت بأنّ هذه المظاهرات لن تستطيعَ أنْ تحقق أهدافها أو أن تصل إلى ما تريد وهناك أسباب كثيرة سأشير إلى أهمِّ هذه الأسباب لن أشيرَ إلى كُلِّ الأسباب أُشير إلى أهمِّ الأسباب لأنَّني إذا أردتُ الدخول في الحديث في كُلِّ الأسباب سيطول الحديث لا تكفي الحلقة لكنَّني سأشير إلى أهمّ الأسباب الَّتي تشكّل رؤيةً توصلني إلى هذه النتيجة من أنّ هذه المظاهرات لن تصل إلى مرامها ؟! السببُ الأوّل من هذه الأسباب المهمّة -: هو قلّةُ عددِ المتظاهرين ، وبعبارةٍ أخرى هذه المظاهرات لا تمتلك قوّة ضغطٍ بدرجةٍ تجبر الحكومة على الإصلاح , التغيير , سمِّي ما شئت ، وإن كُنت أنا أعتقد أنَّ الحكومة أساساً غير قادرة على الإصلاح ولكن نتماشى مع الوضع الموجود باعتبار أنَّ المظاهرات تطالب الحكومة بالتغيير وبالإصلاح وبتحسين الأوضاع ، المظاهرات لا تمتلك قوَّة ضاغطة بدرجة تجعل الحكومة تستجيب , لأنَّ الحكومات عادةً لا تستجيب هكذا طلباً للثواب , ولا الحكومات أيضاً تقوم بأعمال خيرية , الحكومات عندها حسابات , ما لم يكن هناك ضغط وضغط قوي لن تستجيب الحكومة وهذا شيء طبيعي , وهذه القضية ليست خاصة بالحكومة في العراق الحكومات في كلِّ العالم هكذا ، المظاهرات لا تمتلك القوَّة الكافية الَّتي تُجبر الحكومة السبب هو قلِّة عدد المتظاهرين , يعني المظاهرات لم تبلغ تلك الأعداد الكبيرة جداً الَّتي تُخيف الحكومة ، الحكومة متوجسة من هذه المظاهرات لربَّما تتسع ولكن فعلاً منذُ انطلاقة المظاهرات وإلى يومنا هذا العدد قليل ، ليست تلك الأعداد الكبيرة الَّتي تُشكِّل قوَّة ضغط هائلة وكبيرة على الحكومة . ومن جهة ثانية -: الذينَ يقودون هذه المظاهرات في الأعمِّ الأغلب من الشباب ليست لهم امتدادات شعبية ، هم يقولون مثلاً بأنّ أعضاء البرلمان مثلاً في الإعلام أو بأنَّ أعضاء الحكومة أو القيادات السياسية غير معروفة هذا خلاف الواقع ، أعضاء البرلمان الكثير منهم من عوائل معروفة ولهم امتدادات شعبية ، والقيادات الموجودة في الأحزاب السياسية لها امتدادات شعبية , على سبيل المثال ؛ المالكي لهُ امتدادات شعبية الَّذي يريد أن يُنكر بأنَّ المالكي ليست لهُ امتدادات شعبية مع أنَّهُ هو الشخص الأوّل الآن الَّذي تقصدهُ المظاهرات وتنادي ضده لكن على أرض الواقع لنوري المالكي امتدادات شعبية ، كيف صارت كيف حدثت ذلك أمر آخر لكن بحسبِ الواقع لذلك هو يخطط لرئاسة وزراء قادمة المالكي ، هناك معلومة ربَّما تخفى على الكثيرين وربَّما يرفضها الآن أيضاً من يسمعها مني ولكن هي هذه الحقيقة , المالكي لهُ تأثير كبير داخل الحشد الشعبي وربَّما تأثير المالكي داخل الحشد الشعبي أكثر حتَّى من تأثير المرجعية , لذلك هو يخطط أن يكون قائداً أو رئيساً للحشد الشعبي باعتبار أنَّ الحشد الشعبي من يدخل فيه تُمسح صفحتهُ السابقة ويُنظر إليه بمنظار آخر ، هذا هو الواقع وهناك أمثلة عملية , هناك الكثير من الشخصيات الآن الَّتي تصدرت واجهة الحشد الشعبي قبل الحشد الشعبي كانت عنواناً للاستهزاء والسخرية في وسائل الإعلام ولكن بعد أن تصدرت واجهة الحشد الشعبي تبدلت الأمور , هذا هو الَّذي يجري على الأرض ، أنا هنا لستُ مع سين ولا ضد صاد وإنَّما أصف الأمور كما هي ، هكذا أعتقد إنَّني أشخِّص الواقع كما هو أصف الواقع كما هو ، فأنا واصف لست أكثر من ذلك لا مع هذا الطرف ولا ضد ذلك الطرف ، الشباب الَّذين يتصدرون المشهد في المظاهرات ليست لهم الامتدادات الشعبية والجماهيرية بخلاف الذينَ في الحكومة هم يقولون عن الذين في البرلمان أو الذين في قيادة الأحزاب هؤلاء لا يعرفهم أحد ، لا ، هؤلاء معروفون لهم تأريخ يعرفهم النَّاس أساؤوا أحسنوا ذلك أمر آخر ولكن هذه حقيقة , منهم من أولاد شيوخ العشائر وهم شيوخ عشائر في مناطقهم يُحترمون يُستقبلون بالذبائح وبالهوسات وإطلاق النار وإلى يومك هذا ، الَّذي يُريد أنْ يقوم بأمر لابُد أن يدرس الواقع حتَّى يعرف كيف يتحرك ، لذلك أقول هذهِ المظاهرات لا تمتلك قوة ضاغطة إلى الحد الكبير الَّذي يجبر الحكومة ، غاية ما تمثله هو الصدى الإعلامي فقط , أكثر من الصدى الإعلامي والحكومة بإمكانها أن تمتص الصدى الإعلامي بمرور الوقت ، وهؤلاء شباب ما عندهم خبرة يتصورون أنَّهم يمتلكون قوَّة لإجبار الحكومة ، هم لا يمتلكون ، وتلاحظون يعني أنَّه في بعض المحافظات اضطَّروا للانسحاب من أماكنهم بسبب استعمال الحكومة لقوة محدودة لا لكلِّ قوتها ، فلأنَّ المظاهرات ولأنّ النَّاس أساساً لا يمتلكونَ القوة الكافية الضاغطة على الحكومة . قلِّة العدد ، عدم وجود الامتدادات الشعبية للقيادات الَّتي تقود المظاهرات , من خلال متابعتي للأخبار المتصدون لقيادة هذه المظاهرات إمَّا من الشباب من طلبة الجامعات أو بعض الإعلاميين أو هناك من كبار السن ممن كانوا في تنظيمات وأحزاب وطنية سابقة وتقاعدوا جانباً ويبدو أنَّ الأوضاع هيَّجتهم مرَّة أُخرى ودخلوا إلى هذا المعترك ، يعني ليس لهم تأثير في الوسط السياسي والاجتماعي ، إلى الآن المظاهرات لم تقدِّم شخصاً واحداً لهُ ثقل سياسي أو اجتماعي إلى الآن ما قدَّمت المظاهرات ، مجاميع من النَّاس من حقِّهم أنْ يتظاهروا مجاميع من النَّاس ظُلموا لهم حقوق هذهِ قضية طبيعية ، لا إشكال على فكرة التظاهر ولا إشكال أنَّ النَّاس تطالب بحقوقها هذه قضايا يعني يُقرِّها المنطق يُقرّها الوجدان تقرّها الفطرة فضلاً عن الدين فضلاً عن القوانين فضلاً عن الأعراف السياسية ، لا نقاش في هذهِ القضية نحنُ لا نناقش هنا في أصل القضية , لكن هل تستطيع هذهِ المظاهرات أنْ تؤدي دورها بالشكل الكامل بحيث تستطيع أنْ تحقق أهدافها ؟ إنَّني أعتقد إنَّها غير قادرة على ذلك ، كما قلت السبب الأوّل هي لا تمتلك قوّة ضاغطة على الحكومة ، من جهةِ قلَّة العدد , قلَّة عدد المشاركين , ومن جهة عدم وجود امتدادات شعبية للقيادات المتصدية للمظاهرات فضلاً عن قضية واضحة لمن يتابع هذهِ المظاهرات أصلاً هذهِ المظاهرات لا تمتلك رؤية واضحة ، صحيح هناك غضب في هذه المظاهرات ضد النتائج الَّتي وصلت إليها الدولة في العراق ، ماذا فعلت الحكومات ، ماذا فعلت الأحزاب ، ماذا فعل البرلمان وهكذا ، لكن لا توجد رؤية وسيتضح مرادي من الرؤية ، الرؤية تكون مقدِّمة لبرنامج , الَّذي لا يمتلك رؤية هو من الضرورةِ بمكان أنَّهُ لا يمتلك برنامج , أنتَ كيف يكون عندك برنامج من دون أنْ تكون عندك رؤية مسبقة ، أصلاً المظاهرات لا تمتلك رؤية غاية ما في الأمر أنَّ النَّاس تأذوا من الأوضاع الموجودة , أمَّا ما هي الرؤية ما هي هذه الرؤية الَّتي على ضوئها يُرسم برنامج ؟ وحينما يُرسم برنامج لابدّ من وجود قيادة سواء كانت قيادة فردية جماعية , لابدّ من وجود جهة تستطيع أن تخاطب الحكومة وتستطيع الحكومة أن تخاطبها ، الحكومة تخاطبُ من ؟ من الَّذي يُخاطب الحكومة ؟ من ؟ يعني هذا الَّذي مثلاً يرفع يافطة مثلاً يُطالب بإرجاعهِ إلى الوظيفة من حقهِ أن يُطالب بذلك لكن هذا لا يستطيع أنْ يُخاطب الحكومة أو هذا الَّذي يُريد علاجاً لزوجتهِ مثلاً أو هذا الَّذي يُريد من الحكومة أن تسجل البيت الَّذي يسكنهُ باسمهِ وأعتقد أنتم سمعتم ورأيتم المظاهرات بشكل عام لا توجد رؤية واضحة ، قد يقول قائل إنَّ الأمر في بداياتهِ ، ممكن بعد ذلك لكن متى سيكون هذا ؟ هذا جيب ليل واخذ عتابه ، متى سيتحقق هذا الأمر ؟ هذي قضية طويلة ، نتحدَّث الآن على أرض الواقع لا توجد رؤية واضحة وبالتالي لا يوجد برنامج واضح وبالتالي لا توجد قيادة ، سواء كانت فردية أو جماعية بغض النظر لابُد من وجود جهة هذه الجهة تفرض نفسها على الواقع من خلال تأييد الجماهير لها وهي تخاطب الحكومة ، وإلَّا الآن الحكومة تخاطبُ من ومن الَّذي يُخاطبُ الحكومة ؟ بسبب هذه العوامل أقول بأنَّ المظاهرات من جهة قلَّة العدد ومن جهة عدم وجود امتدادات شعبية وجماهيرية لرموزها للشباب الذين يتحركون فيها , وعدم وجود رؤية واضحة ، كيف تستطيع مظاهرات بهذا الشكل أنْ تضغطَ على الحكومة وأن تمتلك قوّة ضاغطة ؟ غير ممكن هذا . النقطة الثانية -: وهي مهمَّة جداً ولا يُسلّط الضوء عليها لكن الجميع يعرفون بها ، هذه المظاهرات في الأعمِّ الأغلب هي ضد الاتجاه الديني ، أنا من خلال متابعتي للشباب الذينَ يتصدرون المشهد , الشباب الذينَ يتصدرون المشهد لا علاقة لهم بالدين ، الشعب العراقي شعب دينيُ التفكير , لابدّ أن ندرس الشعب العراقي ، الشعب العراقي شعبٌ دينيُ التفكير , يعني حتَّى الذين لا يلتزمون بالدين هم يفكرون بطريقة دينية ، يعني أنتَ يمكن , يُمكن أن تجد شابة المظهر الخارجي لها ينم مئة بالمئة أن لا علاقة لها بالدين من خلال مكياجها من خلال ملابسها من خلال عدم حجابها من خلال أُمور كثيرة , مظهر الإنسان يُخبرُ عن الإنسان ولكن حينَ تُخالطها وتعرف تفكيرها ستجد أنَّ جانباً كبيراً من تفكيرها تفكيراً دينياً , ونفس الشيء لو نذهب في الجوِّ العلماني أو الليبرالي ممن يحلو لهُ أن يسمِّي نفسه بهذه الأسماء في الجو العلماني أو في الجو الليبرالي ستجد أن التفكير الديني موجود أيضاً ، الشعبُ العراقي دينيُ التفكير , قد لا يكون متديناً لا يلتزم بالدين ، الكثير من العراقيين لا يلتزمون بالدين لكنَّهم دينيُّ التفكير , ومن الجهة الاجتماعية الشعبُ العراقي شعبٌ قرويُ الطباع عشائري الطباع لأنّنا في العراق نقرن بينَ العشيرةِ والقرية ، لأنَّ العشائر تسكن القرى وليست الصحراء مثلاً كما في الجزيرة العربية ، الشعبُ العراقي طبائعهُ الاجتماعية ربَّما يسكن في العاصمة وفي المناطق الراقية ويلبس الملابس المتحضرة جدَّاً ويأكل بطريقة متحضرة لكن حين توغل في داخلهِ النفسي ستجد مجتمعاً عشائرياً ، المجتمع العراقي دينيُ التفكير عشائريُ الطباع بشكل عام حتّى الذينَ خرجوا نحنُ خرجنا من العراق أنا خرجت من العراق بدايات الثمانين 1980 ، سنة 1980 أول سنة 1980 خرجت من العراق ما بين نهايات 79 وبدايات 1980 خرجت من العراق وكثيرون خرجوا ، هؤلاء الذينَ خرجوا منذُ ذلك الوقت عشنا عقوداً خارج العراق لكن هذه الطبيعة العشائرية الَّتي نُخفيها موجودة ، موجودة في داخل النفوس ، لأنَّها طبيعة المجتمع. هذه المظاهرات مظاهرات مُضادة للاتجاه الديني ، صحيح هم لا يُعلنون ذلك لكن إذا ذهبت في وسطِ المظاهرات وعايشتها ستجد أنّ هذه المظاهرات مُضادة للاتجاه الديني ، صحيح هي تُلبّس كما قالوا في التقرير بأنَّه باسمِ الدين باكونا الحرامية ، هو صحيح هناك حرامية وسرقوا العراق والعراقيين وتحت اليافطات الدينية هذا صحيح موجود ولكن هذا شيء والاتجاه الديني شيء آخر ، الاتجاه الديني منظومة لها تفاصيلها الطويلة العريضة هذا شيء وهذا شيء ، والشيوعيون أيضاً سرقوا الدول الَّتي حكموها أيضاً باسمِ الشيوعية , والقوميون كذلك وهذه قضيَّة موجودة على طول الخط ، لكن الموجود في المظاهرات ليس هو هذا ليس قضية أنَّهُ هناك لصوص سرقونا باسم الدين ونحنُ نرفض هؤلاء اللصوص هذا قد يُقال شعار لكن في الحقيقة هناك اتجاه قوي في هذه المظاهرات ضد الاتجاه الديني , هناك رفض بحيث حين أُتابع البرامج الإعلامية في القنوات حين يلتقون بالشباب الناشطين في هذه المظاهرات يصدف في بعض الأحيان بعض الشباب لهم ميول دينية يُحاول قدر الإمكان في حديثه أن يُبعِدَ نفسه عن الجوِّ الديني في أثناء المقابلات ، هذا ينمُّ عن أيِّ شيءٍ ؟ مع أنَّهم يحذرون هم يعرفون بأنَّ الإعلان الصريح بأنَّهم يعني ضد الاتجاه الديني بالكامل سيسبب لهم خسارة كبيرة في الشارع لأنَّهم إعلامياً ينتفعونَ من خطابات المرجعية الدينية ، وبالمناسبة المرجعية الدينية هي أيضاً عارفة بالأمر وهي أيضاً تعزفُ على وترٍ يتناسب مع هذا الوضع ، يعني المرجعية الدينية ليست مُؤيّدة لهذه المظاهرات كما يبدو من خلالِ وسائل الإعلام الَّتي تؤيد هذه المظاهرات , لو نبحث بالنتيجة الآن ليس هذا الموضوع ، يعني المرجعية الدينية مجبرة أيضاً على مماشاة الوضع خوفاً من أنْ تُفتح الأفواه ضد المرجعية في الشارع وهي موجودة ، يعني في داخل المظاهرات موجودة لكنَّها تريد أن تُضيِّق هذه الحالة أنَّ الأفواه تُفتح على المرجعية وبالتالي لا تبقى هناك حواجز , والمرجعية مهتمة بقضية الحواجز الَّتي تحمي نفسها بها وإلَّا في الحقيقة المرجعية ليست متفاعلة بشكل حقيقي مع هذهِ المظاهرات ، هذه رؤيتي ربَّما يختلف معي الآخرون لهم رؤيتهم ، لكنَّني أنا أعرف التفاصيل كيف تجري ونحن أولاد الكرية وكلمن يعرف أخيه ، فالمظاهرات هذا وضعها يعني المظاهرات أيضاً ليست صريحة وكما أنَّ المظاهرات ليست صريحة المرجعية أيضاً ليست صريحة في موقفها اتجاه المظاهرات ، صارت القضية يعني مثل الأحجية حزّورة ، صارت أحجية غير واضحة , يعني المظاهرات في الحقيقة هي ضد الاتجاه الديني هي تُطالب بدولة مدنية ، المُطالبة بدولة مدنية أمرٌ لا بأس به أمر جيد , ربّما تُحل مشكلة العراق بالدولة المدنية لا إشكال على هذا الموضوع , لكن المظاهرات تستبطن مضادة الاتجاه الديني ، لماذا ؟ هذه قضية لها أسباب ومسببات بحيث النَّاس يعني أبغضت الاتجاه الديني وهذه صارت قضية لها أسبابها ومسبباتها ولا يمكن الحديث عن كُلِّ صغيرةٍ وكبيرة في نفس الوقت ، لذلك هذه القضية تجعل من المظاهرات غير واضحة ولا موقف المرجعية واضح ، المرجعية تكتفي ببيانات في صلاة الجُمعة وبشكل تدريجي وإلى هنا وينتهي الكلام ولا يوجد شيء آخر , والمظاهرات أيضاً تخاف أن تتجرأ على المرجعية أو تُطالب المرجعية بشيء يُرفض وبالتالي يؤدي إلى ضعف موقف المظاهرات ، وما تُريد أن تقف موقفاً سلبياً من المرجعية فردود الفعل في الشارع سوف لا تكون في صالح المظاهرات , فبالتالي يعني كيف تتوقع من مظاهرات هذا هو حالها أنّها تستطيع أن تكون ضاغطة على الحكومة . النقطة الثالثة أيضاً -: أنَّ المظاهرات فوضت أمر الإصلاح إلى رئيس الوزراء الحالي حيدر لعبادي ، وكذلك المرجعية فوضت أمر الإصلاح إلى حيدر لعبادي وهذا التفويض تفويض غير موفَّق , يعني المظاهرات تطالب من الحكومة أن تغير الوضع باتجاه أن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب , وتطلب إزالة الرِّجال غير المناسبين من الأماكن المناسبة والمرجعية كذلك وهما معاً المرجعية والمظاهرات يفوضان الرجل غير المناسب في المكان المناسب نفس العملية ، ليس من المنطق أنَّ المشكلة تُحل بجزءٍ من نفسِ المشكلة !! حيدر لعبادي هو عضوٌ في حزب الدعوة وهو عضوٌ في دولة القانون وهو عضوٌ في الائتلاف الحاكم وهو عضوٌ في البرلمان وهو عضوٌ في لجان البرلمان السابقة ووزير في الحكومات السابقة وتسلَّم مسؤوليات عديدة وهو الآن رئيس الوزراء ، الإصلاح ليست عملية تأتي بالدفع , لو كان حيدر لعبادي عندهُ القدرة على الإصلاح المفروض هو يبادر بالإصلاح من دون دفع ، الإصلاح لا يأتي بالدفع ، الإصلاح وكون الإنسان يريد أن يُصلح هذا شعور داخلي عند الإنسان يدفعهُ للعمل ، فكيف من المنطق أنَّك تريد أن تحل المشكلة بجزءٍ من نفس المشكلة ، يعني المشكلة لا تُحل بالمشكلة ، المشكلة لا تُحل بنفس الأسباب الَّتي سببت المشكلة ، ما هو حيدر العبادي هو جزء من المشكلة فكيف يمكن أن يكون قادراً على الإصلاح !! هذا التفويض تفويض غير موفّق ولا يُمكن أنْ يكون حيدر العبادي قادراً على الإصلاح ، من هذه الجهة ومن جهة ثانية الذين يعرفون حيدر لعبادي على المستوى الشخصي الرجل شخصيته شخصية مسالمة لا يريد أنْ يصطدم بأي طرف وهذه الصفة معروفة عن حيدر لعبادي لذلك ما عنده مشكلة مع أي شخص داخل الحكومة ، حتى داخل حزب الدعوة يعرفون حيدر لعبادي ، بعض القضايا توكل إليهِ داخل التنظيم الحزبي فإذا كانت هذه القضية عليها خلاف فهو لن ينفذ تلك القضية وتبقى تلك القضية موضوعة على الرَّف وهذه القضية يعرفها الدُّعاة في حزبِ الدعوة ، حيدر لعبادي شخصية مسالمة بغض النظر هذه الصفة حسنة أو سيئة نحنُ هنا لا نريد أن نقيّمه تقييماً أخلاقياً لكن هذه الصفة هي أبعد ما تكون في صفات المُصلِح ، المُصلِح يحتاج إلى رغبة في المغامرة ، المُصلح يحتاج إلى مغامرة إلى مخاطرة ، المُصلح لا يعبأ بالآخرين , المُصلح يحتاج إلى إقدام ، المُسالم لا يمكن أنْ يمتلك الإقدام ، المُسالم لا يكونُ مِقداماً ، المُسالم لا يستطيع أنْ يكون مُغامراً ، الإصلاح يحتاج إلى مغامرة , يحتاج إلى مخاطرة , يحتاج إلى إقدام ، المُصلح لا يعبأ بالآخرين لا يراعي المشاعر الإنسانية للآخرين الذين يقفونَ في طريق الإصلاح لا يُراعي المشاعر العاطفية ، فكيف يمكن أنْ تجتمع هذه الصفات مع شخصية مسالمة ؟ لا يمكن ، يعني أنا لا أدري كيف يُمكن أنْ يُرشَّح شخص بهذه المواصفات للقيام بعمل إصلاح ووين ؟ في العراق ، هذه تحتاج إلى شخصية ذات مواصفات من الجُرأة العالية جداً ومن الإقدام العالي جداً ومن اتخاذ القرارات بشكل سريع وقاطع , الشخصية المسالمة تكون شخصية مترددة ، طبيعة المُسالم يكون متردداً , لأنَّهُ عند كلِّ قضيةٍ يحسب ألف حساب , بما أنَّهُ مسالم لا يستطيع أن يأخذ القرار القطعي السريع في الوقت المناسب لأنَّهُ يكون متردداً بسبب أنَّ هذا الأمر لا يرضي سين وربّما يؤذي صاد ، وهذه لا يمكن أن تكونَ في شخصية تقود عمل إصلاحي لا يُمكن ، لذلك أنتَ إذا أردتَ أن تنظر إلى الأنبياء إلى الأئمَّة إلى أوضح عنوان في الإصلاح سيِّدُ الشُهداء , سيِّدُ الشُهداء ما هي الصفة الواضحة الأولى فيه ؟ صفة الإقدام هي هذهِ الصفة ، صفة الإقدام ، لا يحسب لأيِّ طرف حساب ، الَّذي يقف في طريقه لا يحسب له حساب ، هذه صفة المُصلحين حتَّى في غير الاتجاه الديني إذا أردنا أنْ ندرس تأريخ المُصلحين في الحضارات في الأمم هذه صفاتهم ، صفة المُصلح المغامرة ، المخاطرة ، التضحية ، الإقدام ، لا يعبأ بالآخرين ، الثقة العالية بنفسهِ وإلَّا كيف يستطيع أن يُصلح وهو لا يمتلكُ ثقةً عاليةً بنفسهِ ؟ قوّة الشخصية ، كُلُّ هذه تجعلهُ يتخذ القرار القاطع في الوقت المناسب يتخذ القرار السريع في الوقت المناسب يتخذ القرار الحاسم , لا يعبأ بالمجاملات , لا يعبأ بالمشاعر العاطفية للآخرين من الذينَ يقفونَ في طريقهِ , وإلَّا يعني كيف أنا أتصوّر شخصية مسالمة قادرة على الإصلاح ؟ لا يمكن ذلك ، لذلك هذا عامل آخر وهو أنَّ المظاهرات والمرجعية فوَّضت الإصلاح إلى حيدر لعبادي وهذا أمر لا يمكن يعني أن ينجح بأيِّ وجهٍ من الوجوه ، وحتَّى لو يقول قائل ربَّما تفويض المرجعية لحيدر العبادي وتفويض المظاهرات هو الاضطرار لأنَّهُ يعني ماذا يفعلون ؟ أنسب واحد هو هذه الشخصية أقول هذا الكلام ليس صحيحاً للَّذي يتحدَّث عن الإصلاح لأنَّ الإصلاح ثورة والثورة لا تبحث عن أنصاف الحلول ، عملية الإصلاح عملية ثورية العملية الثورية لا تبحث عن أنصافِ الحلول ، إذا دخلنا في مطب أنصافِ الحلول انتهى الأمر ، لذلك لا يمكن أن يتحقق الإصلاح . النقطة الرابعة أيضاً -: وهو قدرة الحكومة على المناورة ، الحكومة عندها مجال للمناورة واسع ، من جهة أنَّ المرجعية غاية ما تقوم بهِ هو الكلام وترجع فتخفِّف وطأة كلامها بينَ حينٍ وآخر ، مرَّةً ترفع من وتيرة الكلام بما يتناسب ومشاعر المظاهرات وتعود فتخفِّف من وطأة الكلام بما يتناسب وأوضاع الحكومة أليس هو هذا الَّذي يجري في خطاب المرجعية ؟ هو هذا الَّذي يجري ، ماذا يُوحي للحكومات ؟ يوحي بأنَّ المرجعية غاية ما تفعل تتكلَّم وتتكلَّم بحساب , يعني الكلام محسوب ، ليس هكذا الكلام مفتوح على جميع الأبواب والاتجاهات الكلام محسوب ، فالحكومة من هذه الجهة عندها مساحة كبيرة للمناورة مع المرجعية والمظاهرات كما وصفتها قبلَ قليل بأنَّها لا تمتلك قوّة ضاغطة فالمساحة مع المظاهرات أيضاً للمناورة كبيرة جداً ، هم ينتظرون من المظاهرات أنْ يصدر منها شيء مخالف للقانون حتى يصلخوهم صلخ ، يعني المظاهرات إذا صدر منها شيء يخالف القانون سيسلخون سلخاً حينئذٍ ، والحكومة عندها تجربة المظاهرات السابقة أين صارت ؟ في ساحة التحرير وأكثر من تجربة لكن المظاهرات الكبيرة قلَّت قلَّت ثُمّ بقي مجموعة من الشباب في ساحة التحرير في بغداد ، إلى أين انتهى بهم الأمر ؟ آخر شيء يعني ما وجدوا يعني أي نتيجة ففكروا فيما بينهم فقرروا أن يقوموا بعملية كنس لشوارع بغداد ، الحكومة بدأت المسئولون يستهزئون بهم ، قالوا سويناهم كناسين وزبّالين ، آخر شيء تحولت هذه المجموعة من الشباب وهم في اعتقادهم يقومون بعمل إيجابي فعلاً هو عمل إيجابي , لكن ما الَّذي دفعهم إلى ذلك ؟ هو اليأس ، اليأس من الحكومة فأردوا أن يقوموا بشيء لهُ أثر فأخذوا يكنسون الشوارع وبعد ذلك انتهى الموضوع . • بالمناسبة شيخنا هاي المظاهرات أيضاً هناك ثلة من الشباب قاموا بنفس الأمر ؟ • سماحة الشَّيخ الأستاذ عبد الحليم الغزِّي : لكن لا زالت المظاهرات موجودة أنا أقول يعني تلك المظاهرات انتهت بهذا المشهد بعد مدة من الزمن انتهت بهذا المشهد ، فالحكومة عندها مساحة واسعة للمناورة والسبب هو أيضاً المقدّمات الَّتي أشرتُ إليها ، أنا أرى الوقت يجري سريعاً الأسباب الأخرى سأغض الطرف عنها هذه أهم الأسباب الَّتي تجعلني أصل إلى هذه النتيجة من أنَّ هذه المظاهرات سوفَ لن تصلَ إلى غايتها لنْ تحقق مرادها ، يمكن ، يُمكن أنَّ الحكومة تلعب على المظاهرات تلعب على الشعب تغيير بعض الأسماء تغيير بعض العناوين تقليل الرواتب من جهة وإعطاء الزيادات من جهة ثانية ونفس الشيء يعني ، يعني مَثَلَ من أمثالنا العراقية : ذاك الطاس وذاك الحمام , يعني ما راح يسوي شيء ، مو يكولون صبيها جبيها ، نفس الشيء ، يعني حتى الأمور الَّتي يمكن أنْ تحدث في الواجهة الإعلامية من التغييرات فهي بهذا المستوى بمستوى صبيها جبيها ، لا يتعدى مستوى الإصلاح ما يسمى بالإصلاح أو الإصلاحات أو التغيير هذا المستوى . • في الحقيقة شيخنا كان عندي نقطة حبيت استفهمها لكن إذا سمحت النا نذهب إلى تقرير آخر أعدّه الأخ المخرج ويعني أعود أطرح عليك هذا السؤال وهاي النقطة إذا كمل جوابك بخصوص المظاهرات لأن ما حب أفقد التسلسل كلامك كان متسلسل ؟! • سماحة الشيخ الأستاذ عبد الحليم الغزِّي : أنا بالنسبة للنقطة الأولى أكتفي بهذا , أنا عندي كلام كثير لكن الوقت ما يكفي يعني الآن تقريباً نصف البرنامج انتهى وأنا إلى الآن ما دخلت في العمق أنا أريد أن أتحدَّث عن موضوع أهمّ من هذه النقاط الَّتي أشرت إليها . • إذاً نذهب إلى فاصل وبعد إكمال حديثك كلّه أسألك عن النقطة اللي انقدحت في بالي خلال كلامك . • سماحة الشَّيخ الأستاذ عبد الحليم الغزِّي : إي تفضلوا على راحتكم . • أعزائي المشاهدين فاصل نذهب فيه إلى تقرير آخر عن المظاهرات في العراق ونعود إليكم .. • التقرير المرئي : مع ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي شعر العراقيين بالمهانة والذل على يد أصحاب القرار بجميع طبقاتهم الذين استهانوا بعقول النَّاس وبالغوا في عدم المبالات تجاههم واطمئنوا تماماً أنَّ لا ردة فعل منهم فجاءت هذه المظاهرات خلاف توقعاتهم فهل تستمر حتى تحقق الاهداف الَّتي خرجت من أجلها أم أنها ستبرد وتتلاشى مع تلاشي الحر واعتدال درجات الحرارة .. • احد المتظاهرين : راح نحاسب قاسم الفهداوي وراح تصير كل الحكومة ونحاسب وزير التجارة والصناعة والدفاع وصفقات التسليح وامليارات الراحت ما يقارب 150 مليار دولار نحاسبهم عليها بالقصاص العادل إذا مو بالقضاء الشعب يحاسبهم .. احد المتظاهرين : في رأيي كل الكتل المشاركة فاشلة ولذلك تردي الخدمات والاغرب من هذا الموضوع أنَّ من يتظاهر يعتبر مدسوس ومدفوع ودبر اليه وهذا أمر خطير .. *** هنا جاءت اللحظة الَّتي أصبح الشعبُ لا يطيق الفساد والفاسدين فعلت الحناجر بأقوى العبارات قائلين : يكفي امتصاص دمائنا وسرقة لأموالنا , وما هو آت أشد وأعظم .. احد المتظاهرين : مطالبنا بسيطة جداً أول مرة أنصاف البصرة بالكهرباء وانصاف البصرة بالماي المالح لأن قاعد البصرة كلها تشتري ماي , أربعه انصاف البصرة بالتعيينات يعني أهل البصرة شباب البصرة خريجين قاعدين ويجيبون من المحافظات وهذا غير موجود , اثنين عدم تطبيق التعريفة الجمركية لأن قاعد تتطبق بالبصرة وبكردستان ما تتطبق وهذي جريمة بحق السماء , خمسة عدم إعطاء الموانئ بالاستثمار , التشغيل المشترك تشغيل وهمي والسيد الوزير يجوز ما يدري , أنا أقل له ترى تزوير وهمي وهمي , سرقة لأموال البصرة .. أحد المتظاهرين : المظاهرة دعى إليها بعض النشطاء المدنيين للوقوف هنا هذا اليوم في ساحة ثورة العشرين من أجل دعم قرارات مجلس رئاسة الوزراء ودعم الدكتور حيدر لعبادي في خطواته الاصلاحية وحث البرلمان على التصويت على هذه القرارات .. أحد المتظاهرين : حكومة السيد لعبادي , السيد لعبادي لا يمكن أن نقول له لقد جنيت ثمار إلا بأن يتم بإصلاحاتهُ السياسية .. *** *** *** مرحباً بكم مجدداً أعزائي المشاهدين ونعود وإيّاكم إلى سماحة الشَّيخ لإكمال هذا الملف الشائك جزاكم الله خير اوضحتوا النا الكثير من الأمور اللي جانت غايبة حتى عن الاعلاميين فنعود إلى إكمال الإجابة عن هذا السؤال . • سماحة الشَّيخ الأستاذ عبد الحليم الغزِّي : أنا قلت في بداية حديثي في الإجابة على سؤالك الَّذي هو من أسئلة المشاهدين حول المظاهرات والإصلاحات بدأت حديثي بسؤال : هل أنَّ المظاهرات تصل إلى غايتها ؟ وأجبت ، الحقيقة عندي كلام كثير لكن الوقت لا يكفي أكتفي بما ذكرت وإلَّا هناك مطالب ومعلومات وتفصيلات كان بودي أن أشير إليها وكان في نيتي أن أتحدَّث عنها لكن لا أجد الوقت كافياً. أنقل حديثي الآن إلى جهة ثانية قبل أن أذهب إلى الكلام المهمّ العميق . الجهة الثانية الَّتي أريد أن أتحدّث عنها : هو أن أصف الوضع العراقي بشكل عام ، لأنَّ هذه المظاهرات لا تنفك عن الوضع العراقي بشكل عام ، ونحنُ إذا لم نفهم الوضعَ العراقيَ بشكل عام ولو في خطوطهِ العريضة ما أعتقد نستطيع أن نشخِّص حتَّى حلاً بسيطاً للواقع الموجود , وبالمختصر أقول : العراق فيه شيعة وأكراد وسُنّة وهذه القضية يعرفها الجميع ، مشكلة الوضع العراقي أين ؟ مشكلة الوضع العراقي هو في الشِّيعة , لا في الأكراد ولا في السنة ، لا يعني أنَّ الأكراد ما عندهم مشاكل ولا يُشكلون مشكلةً في الوضع العراقي لا أقصد هذا لكن أقصد المشكلة الأكبر هو في الواقع الشِّيعي ، لماذا ؟ لأنَّ الشِّيعة هم الأكثر هذا الشيء المنطقي ، الشِّيعة هم الأكثر , الأكثر تأثيراً عبر التأريخ في العراق والآن حتَّى في التأريخ ، التأثير الأكبر في العراق لمن ؟ للأكراد أم للشِّيعة ؟ التأثير للشِّيعة ، إقراء تأريخ العراق ، يعني الآن ، الآن لو نريد أن نسأل مثلاً حتَّى المثقفين في الجزائر مثلاً أو في تونس أو في أي بلد من البلدان العربية نريد أن نسأل مثلاً عن ولاة الأمويين أو ولاة العباسيين الذين حكموا تلك الأصقاع , لا أعتقد أنَّ غير المختصين يعرفون أسمائَهم ، وحتَّى لو عرف البعض أسمائهم ففي حدود تلك البلدان , لكن سَل عن الذين حكموا العراق ، سَل عن الحجّاج يعرفهُ الجميع ، سَل عن عُبيد الله ابن زياد يعرفهُ الجميع ، هؤلاء عُرفوا لماذا ؟ هل لأنَّهم حكموا السُنة أم لأنَّهم حكموا الشِّيعة ؟ الشِّيعة على طول الخط لهم الأثر الواضح في العراق تأريخياً , في الوقت الحاضر ، وأنتم تلاحظون السنة كانت لهم مظاهرات لم يكن لها أي تأثير , الآن هذي المظاهرات في المناطق الشِّيعية مع أنّها قليلة العدد وهي ضد الاتجاه الديني الشِّيعي ولكن لها هذا التأثير الكبير , لها تأثير بالنتيجة , على المستوى الإعلامي لها تأثير , أحدثت شيئاً من الحركة داخل الحكومة , ولكنَّها كما قلت لا تمتلك قدرة ضاغطة للتغيير ، الشِّيعة هم المحور الأساسي في العراق , مشكلة العراق هي الشِّيعة ، ما لم ينتظم الوضع الشِّيعي بشكل صحيح وضعُ العراق لن ينتظم ، أنتَ الآن انظر إلى العراق المناطق الخصبة هي المناطق الشِّيعية , المناطق النفطية هي المناطق الشِّيعية ، مناطق السياحة الدينية هي المناطق الشِّيعية ، حتَّى مناطق سياحة الآثار القديمة أكثر المناطق موجودة وين ؟ في المناطق الشِّيعية ، أكبر عدد من الشباب أين موجود ؟ موجود في المناطق الشِّيعية ، أبرز ثمار العراق النخيل أين موجود ؟ موجود في المناطق الشِّيعية ، المنطقة الشِّيعية هي المنطقة المستولية على العراق ، العراق في تأريخه يُشكِّل البصرة والكوفة , أينَ البصرة وأين الكوفة ؟ البصرة شيعية والكوفة شيعية ، العاصمة بغداد شيعية ، السُنة يقولون بأنَّها سُنية , ولكن اذهب إلى أرض الواقع بغداد شيعية , السُنّة لا يُشكلون فيها إلَّا شيئاً يسيراً بالقياس إلى الشِّيعة ، بغداد شيعية والعراق شيعي ما لم ينتظم الوضع الشِّيعي في العراق لن يصلُحَ حالُ العراق , والأكراد لا يُشكِّلون مشكلة للعراق ، وحتَّى السُنّة ما هم مشكلة ، الشِّيعة مشكلة الشِّيعة أنفسهم نفس الواقع الشِّيعي ، لكن مشكلة السنة الشِّيعة ومشكلة السنة قضية نفسية هم لا يستطيعون أن يتقبّلوا بأنَّ الشِّيعة يحكمون العراق ، هذه قضية نفسية ، لا يستطيعون أنْ يتكيّفوا مع هذه الحالة , والسُنّة رحَّبوا بداعش مع أنَّ الكثير من السُنّة لا تفكيرهم تفكير داعش في العراق وأصلاً حتَّى لا يحملون تفكيراً دينياً بالمُطلق ولكنَّهم رحبوا بداعش وفي أعلى مستويات الحكومة من ممثلي السُنة في العراق رحبوا بداعش بغضاً للشِّيعة ، هذا هو الَّذي يجري في العراق ، أمَّا الشِّيعة حينَ يتحدَّثون عن وحدة إسلامية عن شراكة وطنية هؤلاء يضحكون على أنفسهم إذا ما كانوا يعلمون بأنَّهم يضحكون على أنفسهم ولكن المصالح تقتضي ذلك ، الشِّيعة لو أنَّهم تكاتفوا مع الأكراد وأعطوا الأكراد ما يريدون , الأكراد شئت أم أبيت هم ماشون إلى الاستقلال ، شئت أم أبيت ، الأكراد ماشون إلى الاستقلال وهم فعلاً مستقلون الآن ، يعني الآن رئيس وزراء العراق يستطيع أن يؤثر في أيِّ شيءٍ داخل كردستان ؟ لا يستطيع ، أصلاً ربّما لو رغب في السفر إلى كردستان يتردد مليون مرَّة لأنَّهُ ربَّما لن يجدَ المجال مفتوحاً أمامهُ لو سافر إلى كردستان ، الأكراد فعلاً هم مستقلون الآن ، مستقلون مستقلون القضية بقيت بشكل شكلي ، هناك مضمون للاستقلال مضمون الاستقلال متحقِّق في كردستان بقي شكل الاستقلال وقادرون الأكراد على أنْ يُحققوا شكل الاستقلال ولكنَّهم ينتفعون من البقاء ضمن الاتحاد الفدرالي العراقي ، لكن سيبقى الأكراد حتَّى لو استقلوا سيبقون بحاجةٍ للعراق ، لأنَّ الأكراد لو استقلوا ليس مرحّباً بهم في المنطقة ، والامتداد الجغرافي والتأريخي والاجتماعي بغداد يقطن فيها الكثير من الأكراد ، وحتَّى في بقية المحافظات ولكن في بغداد هناك ثقلٌ كبير للأكراد ثقل اجتماعي كبير ويمتلكون ثروة اقتصادية واضحة في بغداد ، الشِّيعة لو أنَّهم يتحالفون مع الأكراد ويعطون الأكراد ما يريدوه السُنة سيُجبرون يأتون زاحفين على ركبهم ؟!! لأنَّ السُنَّة أيضاً ليس لهم إلَّا العراق ، الدول العربية الآن إذا تدعم السُنة فتدعم السُنة لأجل إيذاء الشِّيعة ، الآن الدول العربية تدعم السُنة لكن لا تدعم السُنة على أساس أنَّهم دولة , تدعم السُنة على أساس أنّهم أفراد شيوخ عشائر سياسيين علماء دين أمثال ذلك أسماء ومسميات ، الدول العربية تدعمهم لأنَّهم الآن شوكة مغروسة في خاصرة الشِّيعة وفي خاصرة إيران , أمَّا إذا استقلوا لا أعتقد ، أنَّ الدول العربية مشاكلها كثيرة فستبقى حاجة السُنّة للعراق وشيء طبيعي الامتداد الجغرافي الامتداد الاجتماعي اللهجة الواحدة الأعراف المتقاربة هذا شيء طبيعي ، إذا الشِّيعة اشتغلوا بهذه الطريقة وشكَّلوا حلفاً حقيقياً مع أنَّ الأكراد لم يؤذوا الشِّيعة لا في السابق ولا الآن , ما صدرت أذية من الأكراد للشِّيعة ، في زمن المعارضة كان موقف الأكراد إيجابياً مع الشِّيعة وحتَّى بعد سقوط النظام البعثي موقف الأكراد موقف إيجابي ، إذا تريد أنْ ترجع إلى الحقيقة الشِّيعة , سياسيوا الشِّيعة هم يسْتعدون سياسيي الأكراد , نفس الأكراد ما اسْتعدوا الشِّيعة ، هذه هي الحقيقة بغض النظر عن الإعلام ، ما يجري في الكواليس لو كان الشِّيعة يعقدون حلفاً حقيقياً ويعطون الأكراد ما يريدون , السُنّة سيأتون زاحفين ويقبلون بالواقع الجديد خصوصاً إذا كان الوضع السياسي الشِّيعي والحكومة الشِّيعية في العراق تُعيد منظومة علاقاتها الإقليمية والدولية , تقوي علاقتها بشكل واضح مع الولايات المتحدة الأمريكية وتقوي علاقتها مع إيران ولكن لا بالطريقة الَّتي يعمل بها سياسيوا الشِّيعة الآن , أن تكون علاقة دولة مع دولة ، دولة شيعية مع دولة شيعية أخرى في أُطُر الدولة لا في أُطُر مجموعات وأحزاب وشخصيات وعلاقات شخصية ، في هذه الأُطُر لا العراق ينتفع ولا الشِّيعة ينتفعون ، تبقى المنفعة والمصلحة وإيران سوف لن تتعامل مع العراق على أنَّهُ دولة بهذه الطريقة ، إيران دولة شقيقة وهي أنفع للشِّيعة مليون مرة من الدول العربية ، لم يأتي للشِّيعة من ضرر إلَّا من خلال الدول العربية ، الدول العربية إمَّا أضرَّت الشِّيعة وإمَّا ما نفعت الشِّيعة ، الدول الَّتي ما أضرَّت بالشِّيعة هي ما نفعت الشِّيعة بينما إيران تنفع الشِّيعة , لكن الخطأ في السياسي الشِّيعي العراقي كيف يتعامل مع الإيرانيين ولا أعتقد أنَّ الإيرانيين يمانعون أن تكون العلاقات على هذا الأساس علاقة دولة شيعية أصغر مع دولة شيعية أكبر لا أعتقد أنَّ الإيرانيين يمانعون في ذلك ، لكن المصالح الحزبية والمصالح الشخصية للسياسيين الشِّيعة هي الَّتي تدفعهم لتشكيل علاقة غير واضحة المعالم مع الجمهورية الإسلامية سوى أنَّها علاقات شخصية وهذا يجرُّ المشاكل على الطرفين حتَّى على إيران , لأنَّ هذا النوع من العلاقات سيؤدي إلى إرباك العلاقات العقائدية فيما بين شيعة العراق وشيعة إيران ، لو كانت العلاقة تكون علاقة دولة مع دولة ، , دولة شيعية مع دولة شيعية شقيقة أعتقد أنَّ الأمور ستتخذ اتجاهاً آخر ، فلو كان المسار الشِّيعي بهذه الطريقة التحالف الحقيقي مع الأكراد وإقامة علاقات قوية مع الولايات المتحدة علاقات حقيقية بحيث أنَّ الولايات المتحدة تطمئن بهذه العلاقات لا أنَّها تفرض نفسها بحكم قوتها , العراق أوّلاً وأخراً هو يسير على سكةٍ أمريكية وفي قطارٍ أمريكي شئنا أم أبينا هذا هو الواقع ، هناك سكة قطار أمريكية وهناك قطار أمريكي والعراق راكبٌ في هذا القطار ، الواقع السياسي العلاقات الدولية ما جرى على العراق بعد سقوط النظام البعثي كُل هذه المعطيات جعلت من العراق راكباً في القطار الأمريكي , ولذلك الأمريكان لا يعبئون أي شخص يأتي فيكون حاكماً الآن لأنَّ أي حاكم يأتي من حيث يشعر أو لا يشعر , بشكلٍ مباشر أو غير مباشر هو يركب في القطار الأمريكي ويسير على سكة القطار الأمريكي ومحطات الاستراحة في الطريق أمريكية ومحطات الوقود للتعبئة أمريكية والخارطة الَّتي يسير عليها هذا القطار خارطة أمريكية ، فلماذا يضحك الساسةُ الشِّيعةُ على أنفسهم تحت عناوين تارةً يُعطون لها عنواناً شرعياً دينياً وتارةً يُعطونَ لها عنواناً وطنياً يكذبونَ على أنفسهم يقيمون هم علاقات شخصية مع المسئولين الأمريكان ومع مسئولين صغار يقدِّمون لهم الهدايا ولكن حين يأتي الكلام عن خطة ستراتيجة أو عن عمل كبير تنقلب الأمور وترفع شعارات دينية كاذبة وشعارات وطنية كاذبة لا حقيقة لها على أرضِ الواقع ، أعتقد أنَّ هذهِ الصورة لو فُعلَّت يمكن أن تحل كثيراً من المشاكل خصوصاً الَّتي تأتينا من الطرف السُني , من الطرف السُني الداخلي أو من الطرف السُني الخارجي , لأنَّهُ هذهِ قضية أنَّهُ أنَّ السُنة والشِّيعة إخوان هذهِ كذبة لا حقيقة لها , هذه كذبة لا كانت في يومٍ من الأيام ولن تكون ، قد يعترض البعض فيقول بأنَّ فلان السُني وجارهُ فلان الشِّيعي علاقتهما جيدة هذه قضايا اجتماعية أنا لا أتحدَّث عن القضايا الاجتماعية , أنا أتحدَّث عن البُعد العقائدي الديني ، في البُعد العقائدي الديني لا توجد أُخُوة بين السُنةِ والشِّيعة وكتب السُنة موجودة وكتب الشِّيعة موجودة أحدهما يُكفّرُ الآخر ويُضلّلُ الآخر وهذهِ حقيقةٌ واضحةٌ من البديهيات ، ستقول لي فلان العالِم السُني قال كذا ، أوّلاً هذا الكلام من الَّذي يقول بأنَّهُ قاله بلسان الحقيقة لربَّما المجاملات والأوضاع السياسية والاجتماعية ، ثُمَّ من هم هؤلاء الذين يقولون هذا الكلام الدال على الوحدة من الشِّيعةِ أو من السُنة ؟ لا قيمة لهم في الشارع , لا أثرَ لهم في الشارع , لذلك أنت ترى في مؤتمرات الوحدة الاسلامية ماذا يجلب الشِّيعةُ من شخصيات في هذه المؤتمرات ؟ شخصيات لا يعرفها أهلُ السنة وربَّما يرفضونها , ولا أريد الخوض في هذه القضية فالوقت أيضاً قد مضى قسمٌ كبيرٌ منه ولم أصل إلى جوهر الموضوع الَّذي أنا بصدد الحديثِ عنه ، لكن أعتقد بأنَّ هذه الصورة أو هذه الرؤية تُشكِّل صورة للوضع العراقي بشكلٍ عام وأعود إليك بالحديث إذا كان هناك من فاصل حتَّى أرجع بعد ذلك لإكمال حديثي . الآن أنقل الكلام إلى الجهة الأعمق , إلى الجذور جذور المشكلة : وأبدأ حديثي بهذا السؤال , لأن الكلام المتقدِّم كان في الشطر الأوّل أو في الشطر الثاني هو لتسليط الضوء على ملابسات الموضوع ، لكن الجوهر هنا , السؤال هل يُمكن أن يتحقَّق الإصلاح في العراق ؟ هو هذا السؤال الجوهري ، الآن المظاهرات موجودة وأجواء المظاهرات ، المرجعية موجودة وأجواء المرجعية ، الحكومة موجودة وأجواء الحكومة وادعاءات الحكومة والحُزم الإصلاحات وسمي ما شئت ، السؤال هل يمكن أن يتحقق إصلاح في العراق ؟ هل يمكن أنْ يُصلَح الوضع في العراق ؟ وأعتقد هو هذا السؤال الجوهري ، أنا أتحدَّث عن رؤيتي لا شأن لي بالآخرين وكما قلت قد يصف البعض هذه الرؤية رؤية تشاؤمية سوداوية سمِّي ما شئت , رؤيا محبطة بحسب التعابير الَّتي يتداولها أهلُ السياسةِ وأهلُ الإعلام . أنا أقول : من المستحيل أن يحصل ذلك ، ليس من الصعب من المستحيل ، قد تقول كيف ؟ أقول الإصلاح ألا يحتاج إلى مُصلح , أين هو المُصلح ؟ من هو المُصلح ؟ المُصلح من هو ؟ أنتَ الآن عندك ثلاث مجموعات ثلاث جهات ، المرجعية ، الحكومة ، المظاهرات ، ويمكن أن تضيف إليها مجموعة رابعة الإعلام , لأنَّ الإعلام أيضاً جهة مؤثرة لكن لن تصل إلى ذلك الحد من التأثير الكبير ، فأنت بين المرجعيةِ والحكومةِ والمظاهرات زائداً نضيف الإعلام ، أين المُصلح من هو المُصلح ؟ أنت إذا كنت تبحث عن إصلاح فمن هو المُصلح , أينَ هو ؟ فلنفترض أنَّ المُصلح موجود لنفترض نقول المُصلح إذا كانَ موجوداً أوّل صفة أوّل صفة في المُصلح أن يكون قادراً على تشخيص المشكلة ، يعني الآن إذا كان الطبيب ليس قادراً على تشخيص المرض هل يستطيع الطبيب أن يعالج المرض ؟ لا يمكن ، أنت الآن جئني بطرف من الأطراف المتصدية لهذا الموضوع شخَّصت المشكلة , أين هي المشكلة ؟ الآن كُلّ الحديث , الحديث الَّذي يدور إن كان في بيانات المرجعية أو بشكل عام في المؤسسة الدينية لا أحصر الكلام في المرجعية فقط , في المؤسسة الدينية في بيانات المرجعية أو في سائر خطب الجمعة أو على المنابر حتَّى على المنابر الحسينيَّة يتحدَّثون ، في المؤسسة الدينية , الخطاب الموجود في المؤسسة الدينية وباعتبار أنَّ المرجعية هي رأس المؤسسة الدينية ، خطاب المؤسسة الدينية بكل مستوياته يتحدَّث عن أي شيءٍ ؟ يتحدَّث عن الفساد ، ويتحدَّث عن الفشل , ونفس الشيء الموجودون في الحكومة أيضاً حينما يتحدَّثون أيضاً يتحدَّثون عن الفساد والفشل والمظاهرات أيضاً تتحدَّث عن الفساد والفشل , والإعلام أيضاً يتحدَّث عن الفساد والفشل ، يوجد شيء غير هذا ؟ أنا لا أدري ، أنا بالنسبة لي من خلال تتبعي الَّذي أسمعهُ في خطابات المرجعية خلال , حين أتحدَّث عن خطابات المرجعية عن الشيء المعروف في الساحة العراقية خطابات الجمعة في العتبة الحسينيَّة ، هي الَّتي تعكس رؤية المرجعية ، خلال السنوات السابقة يعني الدورة الثانية لنوري المالكي هذا الخطاب كان يتردد في خطب الجمعة أيضاً عن الفساد والفشل يعني خلال سنين هذا الكلام مطروح والآن يُطرح , على مستوى الإعلام على مستوى المظاهرات ونفس البرلمانيين أيضاً يتحدثون والبقية في الحكومة يتحدثون ، أنا لم أسمع شيئاً غير هذا ، أنا أقول الطبيب الَّذي لا يكون قادراً على تشخيص المرض ويتصوَّر أنَّ أعراض المرض هي المرض هذا ما هو بطبيب ناجح هذا طبيب فاشل ، الفساد والفشل هذه أعراض مرض وليست هي المرض ، يعني الآن إذا مثلاً الإنسان يُصاب بمرض معيِّن من جملة أعراضهِ الصُداع , يأتي الطبيب فيُعالج الصُداع , هل يُعالج المرض ؟ المرض باقٍ على حالهِ ، الصُداع أحد أعراض المرض ، المرض ما هو الفساد ولا هو الفشل , وبالمناسبة الفساد موجود في كُل مكان ، موجود حتَّى في الدول المحكومة بالمؤسسات الفساد موجود , الآن في الدول الأوربية موجود الفساد لكن بأيّ مستوى بأي حد ، كم لهُ من التأثير كم لهُ من الإضرار ذلك أمرٌ آخر ، موجود ولكن لا يشعرُ به النَّاس ، موجود الفساد في كُلِّ مكان ، مثل ما الأمراض تتشابه في الأعراض يمكن أكثر من مرض أحد أعراضهِ الحُمى ، لكن إذا أُصيب الإنسان بالحمى لا يعني أنَّهُ أُصيب بالمرض الَّذي تمَّ تشخيصهُ بشكلٍ خاطئ , لأنَّهُ أكثر من مرض من جملة أعراضهِ الحمَّى ، من جملة أعراضهِ النُحول ، من جملة أعراضهِ التقيؤ ، وهكذا ، الآن موجود الفساد في كثير من دول العالم , في دول الخليج في دول المنطقة موجود الفساد ، ولكن توجد حالات فساد هنا وهناك إمَّا أنْ يُسيطر عليها أو حتَّى لو بقيَت فآثارها محدودة ، العراق مشكلتهُ أنَّ الفساد ظاهرة عامَّة , فارق كبير بين أن تجد حالات فساد تحتاج إلى إصلاحات هذا الفرق بين الإصلاح والإصلاحات ، في بلدان العالم يمكن أنْ تجد حالات من الفساد هذه الحالات من الفساد تُعالج بإصلاحات ، أمَّا الفساد في العراق الفساد ظاهرة عامَّة ، وحينَ يكون الفساد ظاهرة عامَّة فنحنُ بحاجة على إصلاح ، الفساد والفشل أعراضُ مرض وليس المرض في العراق هو الفساد ولا هو الفشل ، إلى الآن أنا لم أسمع من أحدٍ أنَّهُ شخَّص المرض ، الجميع ومنذُ سنوات يتحدَّثون عن أعراضِ المرض ، ويصفون علاجاً لأعراض المرض , أنتَ حين تذهب إلى طبيب أليس أوّل خطوة يبدأ بخطوات عملهِ لتشخيصِ المرض ويحاول أن يستكشف المرض من خلال أعراضهِ ، الأعراض أيضاً لا تشخِّص المرض بشكلٍ دقيق بشكلٍ احتمالي ، أين يذهب الطبيب ، يحاول أن يذهب إلى جذور المرض إلى أسبابهِ من أين بدأ ؟ العلاج الصحيح أن يذهب المصلح إلى الأسباب إلى الجذور ويبدأ بعلاجها , أمَّا أن يكون العلاج فقط لأعراض المرض المرض باقي ، أنا أقول لا يوجد مُصلح ، الدليل أنَّهُ لا يوجد مُصلح لا يوجد أحد شخَّص المرض ، الجميع يتحدَّثون عن أعراض المرض , يتحدَّثون عن فساد وعن فشل ، هناك واضح , هناك فساد إداري , فساد أخلاقي , فساد مالي موجود في العراق في الحكومة العراقية وهناك فشل واضح فشل حكومي , لأنَّ الحكومة ما هي وظيفتها ؟ الحكومة وظيفتها : واحد إدارة الدولة , لأنَّ الحكومة شيء والدولة شيء , باعتبار المفترض أنَّ هذا النظام نظام ديمقراطي ، في الأنظمة الديمقراطية الحكومة شيء والدولة شيء ، في النظام الديكتاتوري الحكومة والدولة شيء واحد هذا في زمن صدام ، نحنُ الآن المُفترض بحسب الدستور أنَّ النظام في العراق نظام ديمقراطي ، النظام الديمقراطي هناك فصل بين الدولة والحكومة ، الحكومة ما هي وظيفتها ؟ وظيفة الحكومة : أوّلاً -: إدارة الدولة . وثانياً -: بناءُ الدولة . يعني برامج التنمية , الحكومة العراقية من بعد السقوط وإلى يومكَ هذا ماذا كان أداؤها ؟ أداؤها الفشل ، فشلت في إدارة الدولة وفشلت في بناء الدولة وهذا هو الفشلُ الحكومي ، فهناك فساد وهناك فشل حكومي , ولكن هذه يا جماعة أعراض ، المشكلة ليست في الفساد ولا في الفشل الحكومي ، هذه أعراض ، أنا لحدِّ الآن لم أسمع أحداً من الجهات المعنية تشخِّص المرض , كُل الَّذي يُطرح هو حديث عن أعراض المرض ، فكيف أستطيع أنْ أقتنع وكيف يمكن أن أقتنع من أنَّ إصلاحاً سيحدث في العراق ولا يُوجد مُصلِح ؟ والدليل لا يُوجد مُصلح لا يُوجد أحد يُشخِّص المرض ، لذلك أقول لا يمكن مستحيل أن يتحقَّق الإصلاح . • قد تسألني تقول إذا كانت هذه الأعراض المرض أين ؟ المرض أولاً : توجد عندنا أرضية في العراق مناسبة لنشوء المرض ، المرض لا هو الفساد ولا هو الفشل الحكومي المرض شيء آخر ، المرض هو وجود بؤَر منتجة للفاسدين والفاشلين هذا هو المرض ، هناك بؤَر تنتج الفاسدين والفاشلين بؤَر موجودة في الواقع العراقي ، المرض هذا ، إذا لم تُعالج هذه البُؤَر ستخرج هذه الفايروسات , يخرج الفاسدون والفاشلون ولا يمكن العلاج ، يعني الآن أنتَ لو جئتَ إلى الطبقة الفاسدة وألغيتها بالكامل ستخرج طبقة جديدة ، نفس الذين يتظاهرون في المظاهرات لو سلمتهم الأمر ونحنُ عراقيون بعضنا يعرف البعض الآخر , لو سلمتهم الأمر لربَّما فعلوا أسوأ من الموجودين الآن في السلطة ، كتبوا على الإنترنت أحد المشاركين في مظاهرات ساحة التحرير أنا لا أريد أن أطبقها على الجميع ولكن هذه الصورة نحنُ نعرفها من مجتمعنا ، كان أحد الصبية يحمل سطلاً فيهِ قناني مياه معدنية مبردة بالثلج يبيع , أحد المتظاهرين الذين يهتفون ضد الفساد لَمَّا مرَّ هذا الصبي يحمل السطل سرق منه قنينة مياه معدنية فرآه أحدهم ، قال لهُ ماذا تفعل ؟ أنت أليس تنادي ضد الفساد وتضرب صور الفاسدين بالنعال أنت أليس هنا أفسدت نفس العملية فماذا كان الجواب ؟ كاله هي ضلت عليَّ آنا بس آنا ، هذا الجواب العراقي المعروف ، الجواب الَّذي نعرفهُ جميعاً ، كاله هي ضلّت على هذي بس عَلَيَّ آنا ، هناك أرضية ينمو فيها الفساد , هذه الأرضية من الَّذي صنعها ؟ هذه الأرضية صُنعت أيَّام الحِصار ، النظام البعثي صنع أرضية مناسبة ، قطعاً أنا هنا لا أريد أن أقول أنَّ الفساد من البعثيين والصداميين المجرمين لا أقول هذا أقول صنعوا أرضية ، البعثيون كانوا أقل فساداً , لماذا ؟ لأنَّهم يخافون من صدام ، لأن صدام يستولي على كُل شيء وأعطاهم مساحة معينة للفساد لا يستطيعون أن يتجاوزوا حدود معينة لهم قياسات في الفساد , فكان الفساد بالنسبة للبعثيين أقل من الفساد في الوقت الحاضر ، لا لصلاحٍ فيهم , لا , هم يخافون من صدام ، لأنَّ صدام استولى على كُل شيء ، وسمح لهم إلى حدٍّ ما بالفساد ، حينما جاء الحصار وطبعاً الَّذي عمّقَ قضية الحصار هو نفس صدام أيضاً ، كان مجموعة من التجار العراقيين يحملون الجنسية الأمريكية وجنسيات أخرى جنسيات أوربية ، شكَّلوا وفداً وذهبوا إلى العراق بعد انتهاء الحرب وبعد صدور قوانين الحصار على العراق ، كان عندهم مشروع أنَّهم يزودون العراق وبشكل قانوني بما يحتاج إليه مواد غذائية وأغذية وإلى آخرهِ ما يحتاجهُ النَّاس ولا يأخذون شيئاً الآن إلى أنْ يُرفع الحِصار عن العراق والعراق يفتح لهم الاستثمار بشكل واسع عندهم شروط يعني يقدِّمون هذه الخدمات بالمقابل أيضاً هم يستفيدون وذهبوا لمقابلة صدام وصدام أحالهم إلى عُدي قال لهم المسئول عن الملفِّ الاقتصادي الآن ابني عُدي وذهبوا إلى عُدي والتقوا به ، هذه قضية حقيقية نفس الأشخاص هم يتحدَّثون بهذا الموضوع , وذهبوا إلى مقابلة عُدي وطرحوا الفكرة بأنَّهم يستطيعون أنْ يجلبوا للعراق وبشكل قانوني من دون مشاكل مع الأمم المتحدة ومجلس الأمن ما يحتاجهُ العراق ، فقال لهم عُدي , قال : تتصورون نحنُ ، نحنُ الآن نعجز أن نوفر هذهِ الأمور ، نحن لا نعجز عن توفيرها ، نستطيع أن نوفرها ولكن العراقيين الذين داسوا صورة السيِّد الرئيس بالأحذية لازم ندوس خشومهم بالأحذية , ندوس أنافهم بالأحذية ، وفعلاً هو هذا الَّذي صار , لأن صدام حين استعمل الرعب الدموي لم تتغير شخصية المجتمع العراقي ، متى تغيرت شخصية المجتمع العراقي ؟ تغيرت شخصية المجتمع العراقي حينما حُورب النَّاس بلقمة الخبز ، حينما خاف النَّاس على دمائهم ما تغيروا كثيراً , لكن حين خاف النَّاس على لقمة الخبز تغير المجتمع صار بشكل آخر ، ولذلك هذه الكلمة التي تقول : أنَّهُ ضربُ الأعناق ولا قطع الأرزاق حقيقة , لأنَّ قطع الأعناق ما أثرَّ كثيراً في المجتمع العراقي بقدر ما أثرَّ قضية قطع الأرزاق ، فتشكَّلت أرضية للفساد , يعني العراقيون حتَّى الذين لم يفسدوا عملياً تولّد عندهم استعداد ، فهناك أرضية خصبة , الآن مثلاً الكوليرا في العراق لماذا كُل سنة تخرج ؟ لأنَّ للكوليرا أرضية خصبة في العراق , كما يقولون الكوليرا من الأمراض المستوطنة في العراق هناك أمراض مستوطنة كما أنَّ الملاريا مثلاً مستوطنة في أفريقيا ، كما أنَّ بعض أنواع الحمّى مستوطنة في الهند ، السل مستوطن في أوروبا لكنَّهم استطاعوا القضاء عليه ، هؤلاء يعرفون كيف يشتغلون استطاعوا القضاء على السل ، وإلَّا هو من الأمراض المستوطنة في أوروبا ، فاصطُنعت أرضية في العراق وبشكل مقصود ومدروس صار الفساد مستوطناً فيها ، الاستعداد للفساد صار موجوداً في هذه الأرضية ، مع هذه الأرضية وتأتيك بُؤَر منتجة للفاسدين والفاشلين يصبح الوضع هكذا في العراق وإلَّا هذا السؤال ليس لهُ من جواب إلَّا هذا الجواب ، يعني مئات المليارات ألف مليار كما يقولون في وسائل الإعلام ألف مليار دولار أين ذهبت ؟ ليس لها جواب إلَّا هذا الجواب ، فهناك أرضية أُنشئت أيام النظام الصدامي أصبح النَّاس فيها عندهم الاستعداد للفساد , النَّاس كانوا على درجة عالية من الاستعداد لأن يقوموا بأيِّ شيءٍ لأجل أن يؤمِّنوا لقمة الخُبز , وهذهِ القضية يعرفها الجميع ، ربَّما البعض عملياً لم يُفسد الظروف لم تسنح لهُ أو هو شخصية ضعيفة أو يُعاني من الجُبن ، في كثير من الأحيان النَّاس لا يتصرفون تصرفاً سيئاً لا أنَّ طبائعهم كذلك ما عندهم الجُرأة على أن يتصرَّفوا التصرف السيئ , وهذا الموضوع تحدَّثت عنهُ روايات أهل البيت , أنَّ الإنسان في بعض الأحيان تضعف همّتهُ فيتخذ من الدين شَرَكاً , أشراكاً ، فيتخذ من الخيرية لباساً يلبسه ويتظاهر بالخيرية , بينما لو كان يمتلك همّة عالية همّة نفسية عالية لَمَا سَلَك هذا المَسلك ولذهب يفترسُ كما يفترسُ المفترسون ويفترعُ كما يفترعُ المفترعون ، هذه قضية نفسية معقَّدة لا أريد الحديث عنها لكن هناك أرضية ، هذه الأرضية موجودة وتأتيك بؤرٌ لإنتاج الفاسدين والفاشلين ، قد تقول أين هذه البُؤَر ؟ هذه البُؤَر ستقودني إلى نفس المقدِّمة السابقة الَّتي تحدَّثتُ عنها : من أنَّ الشعب العراقي شعبٌ دينيُّ التفكير , هناك رابطة بينَ الشِّيعةِ في العراق وبين المؤسسة الدينية , إذا ما ذهبنا إلى المؤسسة الدينية ماذا سنجد في المؤسسة الدينية ؟ هناك مرض متفشي في المؤسسة الدينية مرض واضح جدِّاً متفشي في المؤسسة الدينية وحتَّى الروايات تحدَّثت عنه ، وهو مرض الولاء الشخصي ، الولاء الشخصي هذا المرض متفشي في المؤسسة الدينية ، قبل أن أذهب إلى المؤسسة الدينية إذا ما نذهب إلى كُل الدكتاتوريات في العالم وندرس كُل الدكتاتوريات في العالم , أساس الدكتاتورية هو الولاءُ الشخصي للدكتاتور ، يعني في زمن صدام كان هناك حزب , حزبُ البعث المجرم كان موجوداً , ولكن هل كان الولاء للحزب أم كان الولاء للدكتاتور ؟ كان الولاء لصدام ، ولو أنَّ شخصاً يوالي الحزب ولا يوالي صدام هل يبقى موجوداً ؟ سوف لن يبقى موجوداً ، الدكتاتوريات في العالم عبر التأريخ روحها هو الولاء الشخصي ، الولاء لشخص الديكتاتور فقط ، أعداءُ أهل البيت حين رفضوا عليّاً وذهبوا إلى غيرهِ ، قد تقول بأنَّنا نُطالب بالولاء الشخصي للمعصوم ، نعم هذا معصوم نعم نحنُ مُطالبون بالولاء الشخصي للمعصوم ونرفض الولاء للرسالة كما يُريد بعض مراجع الشِّيعة وبعض الجهات الشِّيعية تتحدَّث من أنّ الولاء للرسالة وليس للرسول ، الولاء للإمامة وليس للإمام ، الولاء للإمام وليس للإمامة الولاء للرسول وليس للرسالة ، ما قيمةُ الرسالة ؟ الرسالة لا قيمة لها ، إن لم تفعل فما بلغت رسالته ، الولاء للشخص ، لكنَّنا نحنُ نقول بالولاء الشخصي هذا معصوم ، يعني جهة آمنة مأمونة ، لا يوجد حولها نقاش بالنسبة لنا , بالنسبة لعقيدتنا لا شأن لنا بالآخرين , وما علاقتي بالآخرين فليقولوا ما يقولوا ، لكن أن يكون الولاء لغيرِ المعصوم هنا تكون الديكتاتورية والظلم والجور والفساد ، الذينَ عادوا أهل البيت على أيِّ أساسٍ ؟ على أساس الولاء الشخصي لأشخاص آخرين ، لماذا يُرفض إمامنا الصَّادق من قِبل مخالفي أهل البيت ؟ يرفضون الإمام الصَّادق لأنَّهم يُوالونَ سين , صاد , جيم , كاف , لام , ميم , نون , يوالون رموزاً ولاءً شخصياً , وذاك الولاء الشخصي قادهم إلى الضلالةِ والمتاهة , أمَّا نحنُ قضيتنا تنتهي ، نحنُ نوالي جعفر ابن مُحَمَّد شخصياً ، تُريد أنْ تطرح الكلام أقول هذا معصوم انتهى الكلام ، كما يقال في أمثالنا العراقية حين يُذكر الهاشمي , السيِّد الهاشمي حين يقولون ما نسبهُ ؟ النَّاس تسأل عن نسب فلان من أي قبيلة يقولون السيِّد نسبهُ قصير ابن الزهراء وانتهى لا حاجة للبحث هذا سيِّد ابن الزهراء نسبهُ قصير ، نحنُ أيضاً كلامنا قصير ، نحنُ نوالي جعفر ابن مُحمَّد وانتهى الكلام قصير ، كيف لماذا ؟ معصوم وانتهينا ، انتهينا إلى هنا ينتهي حديثنا ، فنسبنا قصير كلامنا ينتهي , من الآخر نوالي جعفر ابن محمَّد نوالي الحُجَّة ابن الحسن ولاءً شخصياً معصوم ، وراء هذا أنتَ لا تعتقد بعصمتهِ لكن هذه الفكرة أنِّي أوالي شخصاً معصوماً لا تعتقد أنتَ بعصمتهِ منطقية أو غير منطقية ؟ منطقية , تكون من خيالي من بُنات أفكاري , أنتَ لا تقبلها قضية أسطورية , لكن احسبها حساب رياضي ، حساب رياضي يعني وصلت إلى نهاية , أمَّا أنتَ فمفتوح على باب لا نهاية لهُ ، أنتَ توالي شخصاً ولاءً شخصياً ليس معصوماً , أنت لا تقول بعصمتهِ ، القضية مفتوحة أمامك , مفتوحة على مصراعيها مفتوحة على الضلالات وتُفتح على المتاهة , إنسان ودنيا وأموال وحكومة وشهوات ورغبات ، كيف يعني تنتهي إلى حالة من الهدى ؟! فقضية ولاء أهل البيت لا شأن لنا بها , لأن هذه قضية منتهية ونحنُ أنهيناها ، بالنسبة لنا على الأقل . الدكتاتوريات أساسها وروحها الولاء الشخصي ، الظالمون في مواجهة أهل البيت أساسُ عقيدتهم الولاء الشخصي ، نأتي إلى المؤسسة الدينية , المؤسسة الدينية القانون الحاكم فيها الولاء الشخصي ، أنت الآن تصفَّح تأريخ مرجعياتنا الشِّيعية الماضية والحاضرة , المرجع يعتمد على أولادهِ , أصهارهِ , أقربائهِ وهكذا تتشكَّل العوائل العلمية والمجموعات والواجهات العلمية الدينية المؤسسة الدينية , لا نعرفُ مرجعاً لم يعمل بهذا القانون ، نحنُ لا نريد أن نقول بأنَّهُ لا يحقُّ للمرجع أن يعتمد على أولادهِ وأصهارهِ وأقربائهِ , لكن حينما يفعل الجميع هكذا فهل هناك من ضمانٍ أنَّ جميع أولاد المراجع وجميع أصهار المراجع هم على درجةٍ عاليةٍ من الصلاح وعلى درجةٍ عاليةٍ من العلم خصوصاً وهم يتحدَّثون عن مؤسسة علمية ، وعلى درجةٍ عالية من الكفاءة , هل يمكن ذلك ؟ هل يقبل العقل ذلك ؟ أنَّ كُل مرجع يأتي فلابُدَّ أن يعتمدَ على أولادهِ وأصهارهِ وأقربائهِ !! إذا كانَ الأمرُ صحيحاً ونزيهاً ومتماشياً مع الَّذي يُريدهُ أهل البيت فلابد أنَّ المفترض هكذا ، إذاً أنَّ جميع أولاد المراجع وجميع أصهار المراجع وجميع أقرباء المراجع على درجة عالية من الديانة والنزاهة والنظافة والطهارة والكفاءة العالية والدرجة العلمية العالية ، والحال الواقع ليس هكذا , لا الواقع العملي هكذا ولا الطبيعة البشرية هكذا ، لا يُمكن أن يكون هذا الوصف ثابتاً وجارياً في جميع أولاد المراجع وفي جميع أصهارهم وفي جميع أقربائهم , لماذا إذاً يجري الأمر هكذا ؟ الولاء الشخصي ، الآن يستطيع شخص , شخص من مقلدي ومن أتباع المرجع سين ، يستطيع أن يجد لهُ مكاناً لا أقول في مكتب المرجع صاد في حُسينيةٍ صغيرةٍ تابعةٍ للمرجع صاد يستطيع أنْ يجدَ لهُ مكاناً ؟ لا يوجد لا يمكن ، لو كان الميزان الولاء لأهل البيت , لو كان الميزان العلم ، لو كان الميزان الدين لو كان الميزان الكفاءة يمكن ولكن ما زال هذا الشخص محسوباً على المرجع سين فحتَّى لو كان من أفضلِ النَّاس لا يمكن أنْ يجدَ لهُ مكاناً ولو في أبعد نقطة في ضمنِ دارةِ المرجع صاد ، وكذا بالنسبةِ للمرجع صاد مع المرجع سين , وهذه القضية بالنسبةِ لي لا أستثني منها أحداً الجميع هكذا ، بحكم اطّلاعي على التأريخ ، تأريخ المؤسسة الدينية بحكم تجربتي العملية , بحكم علاقاتي , بحكم الوضع الَّذي عشتهُ , لا أستثني أحداً من هذه القضية ، يعني الآن أنتَ أمامك عدَّة شخصيات في مواجهة المرجع الفلاني , أي مرجع من مراجع الشِّيعة , شخص يعني مستواه الديني ومستوى كفاءته ومستواه العلمي محدود لكنَّهُ يُوالي المرجع سين ولاءً شخصياً حقيقياً , يعني هو مقتنع بهِ , سيجد لهُ مجالاً في دائرةِ هذا المرجع ، شخص آخر على مستوى عالي من التدين والكفاءة والعلم والولاء لأهل البيت لكنَّهُ لا يمتلك الولاء الشخصي ليس مُعادياً للمرجع وربَّما يحبه لكنَّهُ لا يوالي المرجع ولاءً شخصياً ومعهُ شخص لا دينَ لهُ ولا يمتلك حظاً من العلم ولا كفاءة ولكنَّهُ يتملَّق بلسانهِ ويعرفونه متملِّق يُفضِّلون المُتملِّق على هذا ، وهذه القضية أنتم عشتموها وتعرفونها ولا تخفى على أحد ممن درس في الحوزات العلمية وممن عمل قريباً من المؤسسة الدينية ومن مكاتب المراجع ، يعني يُفضِّلون هذا الشخص الَّذي هو عديمُ الدين وعديمُ الضمير وعديم الأخلاق وعديم الكفاءة , مجرَّد أن يتملَّق ويعرفون هو متملِّق يُفضلونهُ على شخصٍ يحمل من المواصفات الَّتي هي أفضل من الشخص الأوّل ومن الثاني لكنَّهُ ليس متملِّقاً ولا يمتلك الولاء الشخصي , وأنا هنا لا أتكلَّم في زاوية مع شخص أنا أتكلم عبر الأقمار الصناعية وكلامي هذا سيبقى محفوظاً على الإنترنت والذين يعملون في المؤسسة الدينية وفي الحوزات العلمية يسمعون كلامي ويعرفون أنَّ هذهِ حقائق موجودة على أرضَ الواقع ، كم من الأشخاص الذين يمكن أن ينفعوا التشيُّع عُزلوا بعدمِ الولاء الشخصي ، ومنهم من دُمِّروا تدميراً كاملاً بسبب عدم الولاء الشخصي ، قانون الولاء الشخصي هو القانون الَّذي تعملُ بهِ المؤسسةُ الدينيةُ الشِّيعيةُ بامتياز , وجميع المرجعيات تعمل بهذا القانون , ولا أعتقد أنَّ إنساناً مُنصفاً يعرف الحقائق يُكذِّب هذه الحقيقة , لا أعتقد أنَّ إنساناً مطَّلعاً على مجريات الأمور في المؤسسةِ الدينية وفي مكاتب مرجعياتنا الكرام لا أعتقد أنَّ أحداً يستطيع مع الإنصاف لا معَ المكابرة والكذب يستطيع أنْ يُنكر هذهِ الحقيقة من أنَّ القانون المتفشي في المؤسسة الدينية هو قانون الولاء الشخصي , فماذا جرَّ قانون الولاء الشخصي للمؤسسة الدينية ؟ أنْ جعل الفاسدين والفاشلين هم المتصدين للأمر ، هذا هو الَّذي نحنُ عشناه ولمسناه في حوزاتنا العلمية وفي المؤسسة الدينية ، لا أريد أنْ أعمِّم على الجميع ولكن النسبة الغالبة الواضحة الذين يمسكون بالأمور على الأعمِّ الأغلب هم الفاسدون والفاشلون ، أصحاب الكفاءات أصحاب الديانة إمَّا أنْ يُقمعوا قمعاً شديداً أو أنْ يُعزلوا ، الذين يسكتون يُعزلون ، الذين يعترضون فيُقمعون قمعاً شديداً إلى أبعد الحدود ، الأحزابُ الدينية نشأت في هذه المؤسسة ، نحنُ ما عندنا حزب لم يكن قد نشأ في أحضان المرجعية أو أسسه المراجع أو يحكمه المراجع , الآن الأحزاب الدينية الفاعلة في الساحة الشِّيعية العراقية حزبُ الدعوة أين تأسَّس ؟ حزب الدعوة تأسَّس في أحضان مرجعية السيِّد الحكيم ، من مؤسسيه الذين أسسوا حزب الدعوة سيِّد مهدي الحكيم , سيِّد محمد باقر الحكيم الولدان اللذان يعتمد عليهما سيِّد محسن الحكيم في إدارة مرجعيته , سيِّد مهدي الحكيم وسيِّد محمَّد باقر الحكيم ومعهما سيِّد محمَّد باقر الصدر ، وبعلم ورعاية من جماعة العُلماء في النجف والَّتي كان يُشرف عليها أيضاً مرجع من مراجع النجف شيخ مرتضى آل ياسين هو خال السيِّد محمَّد باقر الصدر , ونشأ حزبُ الدعوة في بداياتهِ هكذا مع مجموعة آخرين في الجوِّ المرجعي وكان السيِّد محمَّد باقر الصدر في صفوفهِ وبعد أن خرج السيِّد محمَّد باقر الصدر تلامذتهُ السيِّد كاظم الحائري وغير سيِّد كاظم الحائري السيِّد محمد حسين فضل الله والبقية أنا هنا لا أريد أن أتحدَّث عن تأريخ حزب الدعوة ولكن حزب الدعوة تأسَّس في أحضان المرجعية وحكَمَهُ المراجع على طول الخط , مراجع والفقهاء وآياتُ الله ، حتَّى اللجنة الفقهية الَّتي شُكلت بعد خروج الفقيه من الحزب هم يُلقبون بلقب آيات الله , آية الله الشيخ مهدي الآصفي , آية الله الشيخ محمد عليّ التسخيري , آية الله فلان الفلاني وهكذا ، كلهم ، هذا هو حزبُ الدعوة ، في الثمانينات كان في قيادة الحزب حفيد السيِّد الخوئي سيِّد موسى ابن سيِّد جمال الدين ، صحيح أنَّ حزب الدعوة عندهُ خلاف مع جمال الدين الخوئي لكن ابن سيِّد جمال الدين سيِّد موسى كان عضواً في قيادة حزب الدعوة وهذه معلومة دقيقة أنا أعرفها في الثمانينات لا أدري بقيَ على حالهِ خرج لا أدري بعد ذلك ولكن أنا على يقين من هذهِ المعلومة ، في الثمانينات كان سيِّد موسى ابن سيِّد جمال الدين الخوئي ابن السيِّد أبو القاسم الخوئي كان في قيادة حزب الدعوة ، فحزب هو نشأ من داخل المرجعية وبقي في جوِّ المرجعية ، المجلس الأعلى هذه مؤسسة تابعة لآلِ الحكيم ، والآن الولاء فيها الولاء بشكل شخصي للسيِّد عمَّار الحكيم ، حفيدُ المرجعية , قبلهُ أبوه سيِّد عبد العزيز ، وقبل سيِّد عبد العزيز سيِّد باقر هم أولاد سيِّد محسن الحكيم ، التيار الصدري أين نشأ ؟ نشأ في رعاية السيِّد محمَّد الصدر وبعد ذلك الآن بزعامة ابن السيِّد محمَّد الصدر من داخل المرجعية ، حزب الفضيلة نفس الشيء أساساً هو من التيار الصدري والآن يتزعمه الشَّيخ محمَّد اليعقوبي وهو مرجعهم يُقلّدونه ، حتَّى منظمة العمل والَّتي الآن لا وجودَ شديد أو قوي لها هي نشأت في أحضان مرجعية السيِّد محمَّد الشيرازي ويقودها أيضاً مرجع الآن السيِّد محمَّد تقي المدرسي ، وحتَّى المجموعات الأخرى هي مرتبطة بالمرجعية ، يعني الآن المجموعات الأخرى الَّتي يصطلحون عليها ميليشيات أو غير ذلك هي مرتبطة الأخرى بمرجعيات أخرى ، فما عندنا يعني حزب سياسي إلَّا وهو قد خرجَ من هذه المؤسسة الدينية ومن أحضان المرجعية ولا أتحدَّث عن مرجعية بعينها أنا هنا , أتحدَّث عن المؤسسة الدينية , ربّما عن مراجع توفوا ربّما عن مراجع سيأتون , أنا لا أتحدَّث هنا عن مرجع بعينهِ أتحدَّث عن نظام المؤسسة الدينية , النظام الَّذي حكم المؤسسة الدينية ولا زال يحكمها نظامُ الولاءِ الشخصي نظام مَقيت إلى أبعد الحدود بحيث بسبب هذا النظام صارِ العلماء في نظرِ النَّاس في محلّ الأئمَّة صلواتُ اللهِ عليهم ، باللفظ لا يقولون ذلك ولكن في الجانب العملي أنا أتحدَّث ، سيقولون لا يقول أحد ذلك ، لا يقول أحد ذلك لفظياً ولكن عملياً هو هذا الجاري ، بحيث أنَّ النَّاس الآن في الوسط الشِّيعي يمكن أنْ تُشكك فيما يُنقل عن الأئمَّة مع وجود لهُ مصادر ولكن لا تشكك عن ما يُنقل عن المراجع وليس لذلك من مصادر ، ما سمعنا أحداً يُشكك في كرامةٍ تُنسب إلى عالِمٍ من العلماء مع أنَّكَ لو بحثت لن تجدَ لها مصدراً ولا سنداً ولكن النَّاس تُشكك في أحاديث أهل البيت ، نغض النظر عن هذهِ القضية هذهِ قضية واسعة ، المشكلة في المؤسسة الدينية هي هذه مشكلة الولاءُ الشخصي هذا المرض هو الَّذي يُشكِّلُ بؤرةً لإنتاج الفاسدين والفاشلين فتأسَّست الأحزاب في هذه الأجواء , حملت نفس الأخلاقية , أخذت معها هذه البؤَرة نفسُ الشيء ، هذه الأحزاب أيضاً حين حملت ربَّما في أيَّام النظام الصدامي بحكم الوضع السري ما كانت تتكشَّف الأمور , ولكن حين بدأت تتشكل المعارضة العراقية في إيران في سوريا وفي بريطانيا في لندن خصوصاً في إيران بدأت تتكشف هذه الحقيقة , تشكَّلت المعارضة العراقية بكُل تشكيلاتها بنفسِ هذه الروح ولذلك كانت المعارضة فاسدة وفاشلة ، لولا الأمريكان ما كان تحلم المعارضة العراقية أنْ تحكم العراق وهذه الظروف نحنُ عشناها ونعرفها ، أبسط مثال على فشل المعارضة العراقية حين حدثت الانتفاضة ما كانت القيادة الشِّيعية للمعارضة تعلمُ شيئاً ، أحد المسئولين الإيرانيين رفع التليفون واتصل بشخصية كبيرة في المعارضة العراقية يخبره بأنَّ انتفاضة حصلت في العراق ما كان يعلم , مع أنَّ العراق دخل في حرب في قضية الكويت المفروض أنَّ المعارضة تراقب تتابع , لكن هي معارضة فاسدة وفاشلة ، هو يقول بعد ذلك بلحظات طلب مني بطانيات يقول ، هو يقول : جلبنا لهُ مليون بطانية بيعت في الأسواق , وهذه القضية أنتَ تعرفها أنتَ عشت في إيران وتعرف من مثل هذه الأمور الكثيرة ، فطلب بطانيات ، يقول : أنا يعني استغربت يعني أنا أحدثه عن انتفاضة وهذا يطلب بطانيات فهل العراقيون لا يمتلكون بطانيات وهل يحتاجون البطانيات في التظاهرات سيخرجون في الشوارع ينامون يتغطون بهذه البطانيات ، المهم يقول : نحنُ أعطينا لهُ البطانيات ، البطانيات بعد ذلك بِيعت في ، كما بيعت أشياء أخرى كثيرة ، لا أُريد الآن الخوض في هذه التفاصيل ، فكانت المعارضة فاسدة وفاشلة ، أيضاً المسئوليات لمن كانت تُسلَّم ؟ تُسلَّم في دوائر المعارضة على أساس قانون الولاء الشخصي ولا يوجد قانون آخر في المعارضة العراقية غير قانون الولاء الشخصي الَّذي عزل الكثيرين من أصحاب الكفاءات عزل الكثير من المواهب ودمرها هذا القانون ، فكان الحُثالة من النَّاس لأنَّهم يمتلكون هذهِ الصفة صفة الولاء الشخصي هم الذين يكونون في المواقع المهمَّة ، فمثل ما قانون الولاء الشخصي كان بؤَرة لتزويد المؤسسة الدينية بالفاسدين والفاشلين هذا القانون هو نفسهُ انتقل إلى المعارضة العراقية فزوَّد المعارضة العراقية بالفاسدين والفاشلين ، أنا أنقل لكم صوراً سريعة وقت البرنامج يكاد ينتهي ولكن نستمر في الحديث حتَّى لو تعب المشاهدون ، يعني نكمل نكمل الحديث حتَّى لو تعب المشاهدون ، يُمكنهم أنْ يُغيّروا القناة إلى قناة أخرى ، صور سريعة من واقع المعارضة العراقية : في يوم من الأيام اتصل بي تلفونياً أحد الأشخاص في طهران أنا كُنت في قم ، اتصل بي أحد الأشخاص وهو من الموجودين في مركز القرار ، فقال لي ممازحاً بالاتصال التليفوني على سبيل الاستهزاء أو الممازحة قال لي شيخنا حدثت كارثة عظيمة في الإسلام ، فقلت ما الَّذي حدث ؟ قال يعني فلان الفلاني من القيادات الأجلاء من الحُجج من القيادات الأجلاء أخذ جرعة زائدة من أدوية الانعظاظ ، أدوية الانعظاظ أدوية معروفة يعني دواء يُستعمل لأطالة فترة الانتصاب في العضو الذكري للرجل ، يبدو أنَّ هذا الرجل كان عنده أوفر تايم أو يعني مأمورية خاصة في العمل الإسلامي فأخذ جرعة زائدة ، هو يبدو جل هو نوع جل فأخذ جرعة زائدة من هذا الدواء وصارت عنده حالة انتصاب وبقي على هذه الحالة , فبقي إلى الصباح على هذه الحالة اتصل بزملائهِ يعني من القيادة الأجلاء اتصل بهم وأسرعوا إلى أخذهِ إلى أحد المستشفيات الإيرانية فيبدو أنَّ الأطباء الإيرانيين فشلوا في إخماد نار هذه الفتنة وبقيت الفتنة قائمة يبدو لي هذه الفتنة الَّتي تُذكر في الكتب الحديث خصوصاً في كتب حديث المخالفين أنّها الفتنة الَّتي يكون فيها القاعدُ يعني خيراً من النائم والنائم يكونُ فيها خيراً من القاعد ، ففشل الطبُّ الإيراني في يعني علاج هذه القضية فماذا صنعوا لفوه بالجراجف ، شراشف لفوه بالشراشف كما نقول في لهجتنا العراقية الجراجف ، لفوه بالجراجف ووضعوه على سدية على سرير متحرك وضعوه في الطائرة وشحنوه إلى ألمانيا ولَمَّا وصل إلى ألمانيا هناك بحمد الله يعني استطاع الأطباء الألمانيون جزاهم الله خيرَ الجزاء من يعني إنامة هذه الفتنة الَّتي قامت كما قال مُحدّثي بالتلفون يعني الكارثة الكبيرة الَّتي ضربت العالم الإسلامي فلا تنسوا يعني أنتم والمشاهدين بعد البرنامج يعني أنْ نقرأ سورة الفاتحة لأموات هؤلاء الأطباء ، يبدو أنَّ مصيرنا يعني لهُ علاقة بجيرماني بألمانيا ، الآن نفس الشيء مشكلة العراقيين والمهاجرين أيضاً عادت بنا إلى ألمانيا ، وبعد ذلك رجعَ القائدُ إلى قواعدهِ سالماً غانماً معافى وارتفعت رايةُ الإسلام بفضلهِ ، هذه الصورة ما هي ببعيدة عن الأحاديث الَّتي الآن تُطرح على صفحات الإنترنت يتحدَّثون عن عناوين يتحدَّثون عن البواسير مثلاً يتحدَّثون عن تضييق بعض الأشياء الَّتي جار عليها الزمن فوسَّعها فمثل هذه الأمور الَّتي يتحدَّثون عنها في الإنترنت يعني هذه شبيهة بهذه . أنا أذكر أحد المرات طُرق باب بيتي وكنت أسكن في منطقة قريبة من حرم السيِّدة المعصومة , طُرق باب بيتي ففتحت وإذا بامرأة كبيرة في السن امرأة عجوز كبيرة في السن يبدو عليها من هندامها ولهجتها جنوبية من جنوب العراق أتوقع من العمارة مدينة العمارة ، طلبت مني المساعدة أنا قدَّمت لها ما أستطيع أنْ أقدّمه من مساعدة لها وقلت لها ، قلت لها : يمه أكو مكانات ترى أخرى يمكن تصورت مثلاً أنّها قلت ربّما امرأة كبيرة أنَّهُ لا تعرف توجد أماكن أخرى يمكن أنْ تُحصِّل منها مساعدة ، فكلت الها يمه أكو مكانات أخرى موجودة يمكن أنْ تذهبي إليها فهي أجابتني , كالت يمه آنا أدري ورحت الهم وطردوني بلهجتها أجابتني باللهجة الجنوبية العميقة ، كالت لي يمه ماينطونيش ، يا يمه ما ينطونيش طردوني ينطون بس النشيطة ، وآنا ماني نشيطة وتحياتنا للنشطاء والناشطات , أليس هي الصورة نفسها تتكرر ، الصورة هي هي. أحد الآيات يرفع تليفون على أحد الحُجج الآية في إيران والحُجّة في دمشق , مؤتمر أربيل عنوان معروف في تأريخ المعارضة , أنا أنقل صور مختلفة عن واقع المعارضة ، فكال له سيِّدنا تجي إلى أربيل المؤتمر ، كاله لا والله أنا أخذت خيرة عد أبو زينة وطلعت الخيرة كلش موزينة ما راح أجي ، أبو زينة مدير المخابرات السورية ويبدو استشارهُ يعني ، أقصد أنا أخذ صورة من طريقة الحديث والأساليب الحديث والوقائع الَّتي . في أحد الأيام خرج وزير الداخلية الإيراني كان في وقتها سيِّد عليّ أكبر محتشمي وشخصية معروفة من الشخصيات القريبة من السيِّد الخُميني كان في وقتها وزيراً للداخلية وتحدَّث لا أريد أن أذكر القصة الوقت يجري سريعاً تحدَّث عن أنَّ الأمم المتحدة منحت العراقيين اللاجئين في إيران جوازات بشكل رسمي ورواتب ، وبحسب ما ذكر كان العدد أكثر من عدد العراقيين ورواتب مُجزية بحسب ما قال كانت رواتب مجزية ، لو كان مجال لتحدثت وفصلت تتضح الصورة أكثر وهو ليس محتاجاً أن يقول هذا الكلام في التلفزيون فركض القادة العراقيون وفعلوا ما استطاعوا أن يفعلوه وجمعوا كُل جهدهم على منع هذه القضية وأقنعوا الإيرانيين بأنَّ ، مثل هذه الحوادث كثيرة لكنَّني ذكرت هذه القضية هذه القضية لا تُكذب في التلفزيون خرج سيِّد عليّ أكبر محتشمي تحدَّث والجميع شاهد ذلك ، والبرنامج أُعيد أكثر من مرّة ، فركض القادة العراقيون ومنعوا ذلك . قضية أخرى : حينما جاء وفد من الهلال الأحمر الكويتي يحمل مساعدات والقصَّة لها تفصيل , أنا أرى الوقت يجري سريعاً وبقي عندي حديث لا أستطيع أن أكمله لو فصَّلت في هذه الوقائع ، وفد من الهلال الأحمر الكويتي يحمل مساعدات للعراقيين الذين جاؤوا بعد الانتفاضة , في خوزستان صار حديث فيما بينهم وبين هذا الوفد الكويتي من أنَّهُ نحنُ إخوانكم ونحنُ هنا متأذون الأوضاع صعبة في إيران بالنسبة لنا تحدَّثوا مع الأمريكان فليفعلوا معنا كما فعلوا مع العراقيين في رفحة وعدوهم خيراً ورجع الوفد الكويتي بعد مدة كانت هناك اتصالات تليفونية طبعاً هذه القضية تتم بالسر , فقالوا لهم نحنُ لا نستطيع أن نفعل لكم شيئاً وأنتم على الأراضي الإيرانية , ماذا نستطيع أنْ نفعل لكم ؟ لكن إذا وصلتم إلى الأراضي الكويتية فنحن قد تحدَّثنا مع الأمريكان الأمريكان وافقوا على نقلكم مباشرةً وتوطينكم في الأراضي الأمريكية فأنتم وصلوا أنفسكم ، واضح الكلام يعني تعالوا بطرق يعني بطرق التهريب ، فذهبت المجموعة الأولى في اللنجات عن طريق اللنجات وكانت الحكومة الكويتية على علم لأنَّهم اتصلوا بها ، فعلاً استقبلوهم أنزلوهم في بعض المدارس كانت تلك الفترة فترة عطلة مدارس أنزلوهم في بعض المدارس وخلال اسبوعين رتبوا أمورهم وأخذهم الأمريكان إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، مجموعة مجموعتين تم هذا الأمر معها وكانت بالسرّ لَمَّا وصل الخبر إلى القيادات العراقية اتصلوا بالكويتين وقالوا لهم هؤلاء كلهم من أتباع صدام , لذلك المجموعات الَّتي ذهبت لم تستقبلهم الكويت والبعض منهم غرق لأنَّهُ لَمَّا أرادوا الرجوع فرجعوا بكميات كبيرة في نفس اللجنات , حادثة غرق فضيعة , غرقت فيها العوائل ولم يذكرها أحد , ثُمَّ اتصلوا بالسلطات الإيرانية أخبروهم بأنَّ مجموعات ستأتي تدخل بطريق غير قانوني وكانت السلطات الإيرانية الاطلاعات الإيرانية واقفة على السواحل , الذينَ وصلوا اعتُقِلوا تعرّضوا لأذىً شديد ، واحد من الذينَ اعتُقِلوا آنذاك كان طبيب عراقي وعلى ما أتذكر إذا لم تخني الذاكرة عائلتهُ كانت تتكون من أمهِ وزوجته وطفلتهِ ، فغرقن أمام عينيه لَمّا وصل إلى الحدود ، قصص صار تفاصيل فيها البعض تحدَّث أنَّهم لَمّا وصلوا إلى جزيرة وربَه بوبيان لأنَّهم كانوا يذهبون إلى هذه الجزيرة وهذه جزيرة يعني غير مأهولة ، اضطرتهم الظروف لأنْ بقوا أيّاماً فشربوا بولهم وهذه القضايا متكررة أنا ما عندي حقيقة وقت أفصل الكلام ، أقول هذه الظروف كانت موجودة العراقيون ينسون , إذا كانوا يقولون بأنَّ ذاكرة الشعوب قصيرة , الشِّيعة في العراق أصلاً ذاكرة ما عندهم ، قس إذا كان عند بقية الشعوب يقولون ذاكرة الشعوب قصيرة , الشِّيعة في العراق لا ذاكرة لهم لأنَّهم نفس الشيء رجعوا يُصفقون لنفس هؤلاء الأشخاص وهم يعرفون هذهِ التفاصيل و واللهِ هذا جزءٌ هيّنٌ يسير لو أريد أن أتحدَّث عمّا كان يجري في كواليس المعارضة العراقية من الفسادِ والفشل نحتاج إلى أشهر لكنَّني لا أجدُ فائدةً من ذلك ، أصلاً لا أجد فائدة من كُل هذا الحديث ، كُل هذا الحديث كل هذه الحلقة لا أجدُ فائدة لكنَّني أقول ربَّما هناك شاب صغيرة شابة صغيرة من أبنائنا قد ينتفعون من هذا الكلام وإلَّا الكبار وأصحاب الشأن يعني نفس الذين تأذوا لا ينفع معهم هذا الكلام ، نفس الذين وقعت المصيبة على رؤوسهم أيضاً لا يُرجى منهم الخير , لكن أقول ربَّما شاب صغير شابة صغيرة من أبنائي من بناتي ربَّما يعرفون أنَّ شيئاً ما كان قد حدث في يومٍ ما في مكانٍ ما لأشخاصٍ ما . قانون الولاء الشخصي هو الَّذي أوجد هذه الحالة وأوجد حالات أخرى كثيرة وواللهِ هناك وقائع أنا كنتُ قريباً منها لا أستطيع أنْ أصنّفها تحتَ أي عنوان لا أستطيع أن أصنفها لا أجدُ لها عنواناً أنا ما ذكرت إلّا النُتَف ، النُتَف الصغيرة أخذت صورة من هنا صورة من هناك وأكتفي بهذا ، قانون الولاء الشخصي في المؤسسة الدينية أنتج لنا فاسدين وفاشلين وهذي الروحية وهذه الصيغة من التعامل هي نفسها في أحزابنا الدينية الَّتي نشأت على تلكم الأعراف وتلكم القواعد وعلى نفسِ تلكم الروحية , فعملت الأحزاب الدينية من حيث تشعر أو لا تشعر بقانون الولاء الشخصي , فكانت المعارضة معارضة فاسدة , جاء الأمريكان أسقطوا النظام الصدامي هذه الأحزاب وصلت إلى الحكم باعتبار نظام ديمقراطي حكم ودولة , فزودت الدولة بحسب هذا القانون بالفاسدين والفاشلين من داخل أحزابهم ، هؤلاء لَمَّا وصلوا إلى الدولة أيضاً عملوا بنفس القانون ، فجاءوا بأقربائهم بأولياء بالولاء الشخصي ، قانون الولاء الشخصي هو هذا الَّذي يعمل ، قانون الولاء الشخصي ماذا يعني ؟ يعني أنّك تضع على الدين خطين متعاكسين ، لأنَّك لن تجعل الدين ميزاناً ، قانون الولاء الشخصي يعني أنَّك تضع على الكفاءات خطين متعاكسين , فأنت لا شأن لك بالكفاءات ، قانون الولاء الشخصي يضع خطين متعاكسين على النزاهة والنظافة , لا شأن لك بهذه القضية المهم أن يكون ممن يواليك ولاءً شخصياً ، قانون الولاء الشخصي يُلغي كُلَّ شيء ، قانون الولاء الشخصي يلغي النظام القضائي , يُعطّل النظام القضائي في قانون الولاء الشخصي ، الآن النَّاس صحيح يُنادون بخصوص فساد النظام القضائي ولكن النظام القضائي من الَّذي عطّلهُ ؟ الَّذي عطّلهُ قانون الولاء الشخصي ، من الَّذي جاء بالفاسدين والفاشلين ؟ قانون الولاء الشخصي ، من الَّذي يجعل هؤلاء السُراق يسرقون ولا يُحاسبون ؟ قانون الولاء الشخصي ، من الَّذي أعطى المشاريع الكبيرة الضخمة إلى أناس لا يمتلكون قدرةً ؟ قانون الولاء الشخصي . مرة في برنامج على قناة الفرات كانوا يناقشون موضوع الفساد في إكمال المشاريع والمقاولات , أحد المسئولين أحدُ المسئولين في وزارة التخطيط كان يتحدَّث يقول المشكلة أنَّ مشاريع كثيرة وُضعت ولكن هذهِ المشاريع سُلِّمت بأيدي مُقاولين لا يمتلكون خبرة ولا أموال ولا آليات ، يعني كيف يُسمَّون مقاولين ؟! المقاول أليس هو الَّذي يمتلك أموال حتَّى يبدأ بالعمل وبعد ذلك يتفاهم مع الحكومة ، المقاول أليس هو الَّذي يمتلك آليات كيف ينجز العمل من دون آليات ؟ وحينما تكون عندهُ أموال وعندهُ آليات ستكون عندهُ خبرة لأنّهُ قد أنجز مشاريع سابقاً ، فإذا كان المقاولون الذينَ يلتزمون المشاريع لا هم أهل خبرة ولا عندهم أموال ولا يمتلكون آليات ، إذاً هؤلاء ما هم بمقاولين , هؤلاء أقرباء المسئول أو هؤلاء الأشخاص الذين يوالون المسئول ولاءاً شخصياً ، قانون الولاء الشخصي هو هذا الَّذي دمرَّ الدولة ودمر الحكومة ، أنت الآن أي عضو من أعضاء البرلمان كيف يُشكّل حمايتهُ ؟ أليس على أساس قانون الولاء الشخصي ؟ الدول تُوجد عندها مؤسسة لحماية المسئولين , كل دول العالم ، نحنُ القانون الَّذي يعمل عندنا المسئول ينتخب حمايته من أقربائه أو ممن يوالونهُ شخصياً بغض النظر عن كفاءتهم , وينتخب مساعديه إلَّا السكرتيرات لا يُراعي في السكرتيرات قانون آخر ، طبعاً لا أقول عند الجميع ولكن الكثير من المسئولين يتوقف قانون الولاء الشخصي عند السكرتيرات فيشتغل قانون ثاني ربَّما يشبه المهم , يعني القانون الَّذي مرَّ الحديُثُ عنه الفتنة الألمانية ، الفتنةُ الَّتي أُنيمت في ألمانيا ، في قانون السكرتيرات باعتبار هذا جزء من البرستيج يعمل قانون آخر لا شأن لي بهذه القوانين . فقانون الولاء الشخصي أين نشأ ؟ أين ترعرع أين نما ؟ نما في المؤسسة الدينية ولا زال هذا القانون هو القانون الحاكم والنافذ في المؤسسة الدينية ، صِهر المرجع يُفسد ويُفسد والنَّاس تشتكي , النَّاس يُفسّقون أو يُطردون وصهرُ المرجع يُوثّق ويُدّعم والقضية وعلى هالرنة طحينج ناعم ومن هالمال حمل اجمال ، قضية طويلة لا تنتهي ، قانون الولاء الشخصي هو القانون الَّذي فتكَ في المؤسسة الدينية وهذا القانون زوَّد المؤسسة الدينية بالفاسدين والفاشلين , ولذلك يعني المؤسسة الدينية إذا تريد أنْ تبحث في مشاريعها لا يوجد فيها مشروع على مستوىً عالٍ من النجاح , ما هي مشاريعها ؟ لا توجد مشاريع ، المشاريع الموجودة في المؤسسة الدينية أنصاف مشاريع ميّتة ، صحيح يخرجون على المنابر يُضخمون الأمور ولكن هذا تضخيم نحنُ نعرفهُ , على أرض الواقع لا توجد مشاريع حقيقية ، فهذا القانون زوَّد المؤسسة الدينية بجموع من الفاسدين والفاشلين الذين زودوا وأفاضوا على المؤسسة الدينية بالفسادِ والفشل , وفي هذه المؤسسة نشأت هذه الأحزاب فحمَلت نفس المرض ، فشكلت معارضة فاسدة وفاشلة ، وحين وصلت إلى الحكم زوَّدت الدولة بالفاسدينَ والفاشلين , ولَمّا وصلَ هؤلاء إلى مناصبهم الحكومية وإلى وزاراتهم هم أيضاً زودوا الدولة بحسب قانون الولاء الشخصي بالفاسدين والفاشلين , والمكان الَّذي يكون فيه فاسد ماذا يكون ؟ يكون فساد , يكون فيه فاشل يكون فشل مع أرضية صنعها النظام الصدامي قضية الحصار , فأنتَ الآن عندك أرضية مستوطنة يستوطن فيها الفساد وعندك فايروسات الفساد , نفس الشيء يعني الآن الكوليرا لأنَّ العراق أرض استوطن فيها المرض مع حرارة الجو والمياه الآسنة والأطعمة الملوثة وعدم وجود عناية صحية توجد أرضية مناسبة مع الأسباب الَّتي تؤدي إلى وجود هذا المرض ، المرض ينتشر وسيبقى موجوداً والقضيةُ هي القضية في هذا الموطن , مشكلتنا في هذا المرض ، المرض الَّذي دمَّر الواقِع الشِّيعي ودمَّر العراق ، قد تقول السنة ؟ السُنة نفس الشيء ولكن الفساد في الجوّ السُني أقل من الفساد في الجوّ الشِّيعي ، أنت الآن قارن بين الوقف الشِّيعي والوقف السُني هناك فساد في الوقف السُني وفساد في الوقف الشِّيعي لكن المطّلعون على الحقائق يعرفون أنَّ الفساد في الوقف الشِّيعي أكبر بكثير جداً منَ الفساد في الوقف السُني ، السُنة يعني البعثيين فهم يُفسدون بطريقة البعثيين ولَمَّا وجدوا الشِّيعة يُفسدون السياسيون الشِّيعة يُفسدون بهذه لطريقة هم أيضاً ركبوا في القطار ، المشكلة هي هذهِ , المشكلةُ في هذا المرض الولاء الشخصي , الولاءُ الشخصي هو الَّذي يُنتِجُ لنا الفاسدين والفاشلين في المؤسسة الدينية , في الأحزاب الدينية , في المعارضة كان , في الحكومة , والآن انتقل إلى الدولة , مع أرضية فاسدة فصار الفساد ظاهرة منتشرة واضحة ، الآن ينتخب واحد من هذا الجو تنتخبه المرجعية وتفوضهُ والمتظاهرون , أنا قُلت يوم أمس بأنَّ حديثي لا يُرضي المؤسسة الدينية ولا يُرضي الحكومة ولا يُرضي المتظاهرين أيضاً ، فأين المُصلح الَّذي يُشخِّص لنا المرض ؟ هذا المرض ليس واضحاً لم يُشخصهُ أحد ، إذا لم تشخِّص المرض أنتَ كيف تستطيع أن تشخص العلاج ؟ إذا كنت تتصور بأنَّ أعراض المرض هي المرض ستعطي علاجاً لربّما يؤدي إلى زيادة المرض , لأنَّ العلاج سيكون لأعراض المرض الَّتي تصورتها أنت بأنَّها مرض , فكيف يمكن أنْ نتوقع أنْ يحدث إصلاح لا يمكن ، الكلام طويل والبرنامج طال وقتهُ إذا عندكم تعليق أو إضافة تفضلوا أنا في بالي كلام كثير لا أستطيع أن أستوفي الغرضَ من كل حديثي بهذا الوقت أحتاج إلى عشرين حلقة . • والله مولاي ينقدح في البال ألفُ سؤال وسؤال وتعليقات ولكن أفضل يعني في الحلقة القادمة أطرحهن عليك هم نستمع لأكمال الأن متأكد حتى بعض التعليقات والأسئلة راح تجي من المشاهدين. • سماحة الشيخ الأستاذ عبد الحليم الغزي : والله يا أبو حسنين أنا ما أرغب حقيقة أطوِّل بالحديث لأنّه لا أعتقد أنَّ فائدةً من هذا الحديث ، الفائدة الوحيدة أنَّهم سيشتمونني أكثر من هذا لن أستفيد أيّ شيء سأشتم وأسب لن أحصّل شيء يعني ، أنا لا أطلب شيء لنفسي ولكن النَّاس الذين يستمعون الأكثرية ستسبُّني والذين يوافقونني وأعتقد هم قلّة جدّاً قليلة فقط حتّى لا يجرؤون على التصريح بهذا الكلام ، يعني الذي سيبقى يغني فقط أنا ، أنا سأعزفُ على ربابتي وأنا سأغني أغنيتي وأسكت بعد ذلك وقد عزفتُ على ربابتي وغنيت أغنيتي لا أحتاج إلى الإطالة أكثر من ذلك . • مولاي يعني فعلاَ وضعت أيدك على الجرح على هاي المشكلة الكبيرة في العراق أما بشأن السُباب البارحة أتصل بيا اخ من العراق كال لي سبني وسبَّك محمَّد ، قال لي أني ما رحت اليوم للشغل أستمع لسماحة الشَّيخ وأنتم طولتوا بالكلام ، فقلت له ما طولت قال لا في رأيه أنه طولنا , فأنا اليوم ما راح أحجي حتى لا أنسب , سأترك الكلام لك . • المقدِّم 2: انا ما عندي شيء بس حبيت أعلّق سماحة الشَّيخ أنهُ كلامكم كان يعني جداً دقيق بقضية معينة أنّهُ وإن شاء الله بس كان أكو تحديد بتشخيص لحالة معينة احنا لمسناها كلنا نتجاهلها بدون ذكر أسماء مرت ببالي وخطرت ببالي أنّهم أحد المراجع الكرام لَمن وجّه المجتمع باتجاه شخصية معينة اليوم هو هذا المرجع الكريم ساد بابه باتجاه هذه الشخصية وأنا أعتقد لو تُعاد الكرّة مرة ثانية وتُعاد الانتخابات مرة ثانية بالعراق هو نفسه هذا لمرجع راح يوجه الناس مرة باتجاه ثاني أيضاً لنفس هذا الشخصية لأنّه ببالي صار أنّهُ أسأل لمن ذكرتوا بعيداً عن شخصية حيدر لعبادي رئيس الوزراء بعيداً عن صفاته أعتقد أنّه الأسباب اللي ذكرتوها حتى لو ما كان حيدر لعبادي لو كان شخصية ثانية داخل هذه المنظومة هي نتاج نفسها أعتقد . • سماحة الشيخ الأستاذ عبد الحليم الغزِّي : طبيعي ، نفس المشكلة ، لا المشكلة ليست في أنا كنت أتحدَّث عن بمستوى من الحديث , أنا قلت في البداية نتحدَّث عن الملابسات الظروف المحيطة بالموضوع لكن بعد ذلك نقلت الحديث إلى العمق ، نقلت الحديث إلى الجذور ، ما زال لا يوجد مُصلح لا يتم الإصلاح ، المُصلح من هو ؟ الَّذي يُشخص المرض لا يوجد أحد شخّص المرض في كلّ هذه المجموعات , فإذاً كيف يمكن أنْ يُصلح ؟! وهو لا يعرف المرض . • المقدِّم 2: عفواً سماحة الشَّيخ تعتقدون أنّهُ المجتمع العراقي بداخله يعتقد يعني مشخِّص المرض هو ؟ • سماحة الشيخ الأستاذ عبد الحليم الغزِّي : لا ، لا , أنا قلت : النَّاس الَّذين يُفترض أن يُشخصون المرض المرجعية الحكومة والمظاهرات والإعلام ما موجود لا في الإعلام تشخيص للمرض ولا في المظاهرات ولا عند المرجعية ولا عند الحكومة . • المقدِّم 1: فإذاً مولاي ما الحل يعني في رأيكم , يعني في هذا الوضع ؟ • سماحة الشَّيخ الأستاذ عبد الحليم الغزِّي : أنا أعتقد لا يوجد حل ، حقيقة لا يوجد حل ، يعني أنتَ أمامك مرض مستعصي , أمامك مرض مستعصي , والطبيب لا يُشخِّص هذا المرض ، الطبيب يريد أنْ يُعالج يعني المفروض أنت علاجك بعملية جراحية والطبيب يضع مراهم على الجلد , لأن يتصوَّر أنّ مثلاً هذا الطفح الوردي مثلاً هو فقط طفح جلدي بسبب درجة الحرارة بسبب تناولت طعاماً معيناً ولم يعلم بأنَّ هذا الطفح الوردي هو من أحد أعراض مرض عميق داخل الجسم يحتاج إلى عملية جراحية فهو يعالج الطفح الوردي على الجلد ، والمرض يأكل فيك ، أنا لا أعتقد أنَّ هناك علاج , لأنّك لا تعالج إلَّا بوجود الطبيب الحاذق والطبيب الحاذق ليس موجوداً ما عندنا طبيب حاذق ، الطبيب الحاذق يحتاج إلى أدوية علاج ، يعني ما أعتقد أنَّ علاجاً سيكون , لكن ممكن أن تكون أنصاف حلول , يعني مثلاً أن تنشأ دولة مدنية في العراق وأن تكون الأحزاب ليست دينية هذا نظرياً لكن عملياً لا أعتقد أنَّهُ يتحقق , باعتبار العلاج الأصل لابُد أن يكون في المؤسسة الدينية وهذا غير ممكن يعني ، العرب عندهم قولة , يقولون : المستحيلات ثلاثة , يقصدون بالمستحيلات الثلاثة الغول والعنقاء والخلُّ الوفي هذه المستحيلات الثلاثة , ربّما بعض المشاهدين لم يكن قد سمعَ بها ، حينما يقولون المستحيلات الثلاثة هي الغول العنقاء والخلُّ الوفي ، الغول والعنقاء حيوانات أسطورية لا أجد مجالاً للحديث عنها ، الخلُّ الوفي يعني الصديق المخلص يعني العرب تعدُّ الصديق المخلص هو أيضاً شيء أسطوري لا وجود لهُ ، باعتبار أنَّ العلاقات تُبنى على الأموال يعني , كما يعني يقول الشاعر , يقول : سلامٌ على الدنيا إذا لم يكن فيها صديقٌ صدوقٌ يصدق الوعد منصفا الغول والعنقاء والخلُّ الوفي هذه مستحيلات ثلاثة في الثقافة العربية , إذا هناك شيء يصعب تحققه يقولون هذا من رابع المستحيلات يضيفونه إلى هذه المستحيلات الثلاثة ، أنا أقول بالنسبة للإصلاح في المؤسسة الدينية ليس من رابع المستحيلات لا المستحيلات الثلاثة تتحقَّق وهذا لا يتحقَّق ، هذه قضيَّة بالنسبة لي على الأقل من وجهة نظري يعني لا شأن لي بالآخرين , الآخرون هم أيضاً أحرار وأرائهم محترمة , لكن بالنسبة لي أقول المستحيلات الثلاثة تتحقَّق والإصلاح في المؤسسة الدينية لن يتحقَّق لا يمكن ، يعني هذا ما وراء المستحيلات ، ففي مثل هذه الحالة لن تجدَ إلَّا نصفَ حل يعني لأنَّ المجتمع مجتمع ديني لا تستطيع أن تفكّك فيما بينهُ وبين المؤسسة الدينية ولا تستطيع أن تفكّك فيما بين الإنسان المتدين والفكر الديني ، فأن تكون دولة مدنية والأحزاب الَّتي تتحرَّك فيها أحزاب ليست دينية , لكنَّني لا أعتقد أنَّ هذا سيحدث ، أنا أقول هذا على المستوى النظري للحل مماشاة مع سؤالك , لكن لا أعتقد أنَّ هذا سيتحقَّق ، كيف يتحقَّق من أين تأتي بالنَّاس ؟! ما هم النَّاس هم النَّاس ، وقبل قليل قلت بأنّ يعني هذه الأحزاب والقيادات لها امتدادات شعبية لا نستطيع أنْ نتجاهل الامتدادات الشعبية ، الامتدادات الشعبية للمؤسسة الدينية , الامتدادات الشعبية لهذه الأحزاب ، يعني الآن , الآن لو تأتي الانتخابات النَّاس ستنتخبهم نفس الشيء ، عملية الانتخاب تتكرر عندهم امتدادات شعبية موجودة ، هذا واقع موجود ، أنت لا تستطيع أن تعاند الواقع ، يعني نرجع إلى نفس المشكلة ، والحقيقة هي هذه ، يعني الآن إذا تحدث انتخابات نرجع إلى نفس المشكلة , يعني سيضطر الشِّيعة أنْ ينتخبوا نفس هؤلاء , لأنَّ الشيعة سيقعون بين خيارين بين السُنة والسُنة يعني البعثيين والبعثيون يعني الدم الجريمة والقتل ، وبين هذه الجهات هؤلاء يعني ماذا تريد أن تصفهم لصوص نشالة فاسدون فاشلون قطعاً أفضل يعني ماذا تصنع !! أنت بين خيارين ، يعني أنت بين حرامي وقاتل , ماذا تختار ؟ تختار الحرامي ، يعني ما يحتاج إلى روحة للقاضي يعني ، أنت الآن أمامك طريقين هذا الطريق حرامي فيه يسرقك يبوكك بلهجتنا العراقية يبوكك حرامي يبوكك , ومجرم يقتلك , يا طريق تذهب فيه ؟ أصلاً تذهب في طريق الحرامي وتدفع فلوس من عندك حتى تخلص من هذا المجرم الَّذي يقتلك ، إذا لم يذهب الشِّيعة وينتخبوا هؤلاء سيتغوَّل السُنة ويتغوَّل البعثيون وتعاد القصة إلى سابقتها هذهِ هي القضية الحقيقية ، أنا كما قلت قبل قليل , قلت مشكلة الشِّيعة داخل الشِّيعة في الوسط الشِّيعي ، لَمّا أنا بحثت الموضوع بشكل تدريجي فقلت أن مشكلة الشِّيعة ليست في السُنة مشكلة الشِّيعة ليست في الأكراد مشكلة الشِّيعة داخل الشِّيعة هي هذه , وهذي قضية كبيرة قضية الولاء الشخصي يعني الآن أنتَ لو تريد أن تتبعها , تتبع الولاء الشخصي إن كان داخل المؤسسة الدينية داخل الأحزاب داخل الدولة أليس هو هذا السبب القاتل ؟ هو هذا السبب القاتل , المرض هنا وهذا لا يمكن أن يعالج إلَّا أنْ يعالج في أصلهِ , لأنَّهُ البؤرَة الَّتي تُنتج هذا المرض هو في المؤسسة الدينية ، وأين وكيف يقتنع الشِّيعة في العراق بأنَّ المؤسسة الدينية بحاجة إلى إصلاح ؟ القضية كبيرة هذي , قضية ميؤوس منها قضية منتهية ، لذلك أقول أنَّ هذا الكلام لا فائدة منه ، نحن نتحدَث في هذه الموضوعات لكنّني أقول ربّما هناك شاب أو شابة صغيراً من أبنائي من بناتي من طلبة الثانويات من طلبة المعاهد الجامعات يروق لهم هذا الطور من الحديث ويجدون لهُ مصداقية في الواقع وينتفعون منه أنا حقيقة أُسَّر أنْ ينتفع واحد أو ينتفع اثنان من هذا الحديث وإلَّا يعني الواقع الشِّيعي يرفض هذا الحديث بالمُجمل وبالتفصيل , لأنّ الواقع الشِّيعي واقع آخر يعني كما قُلت يوم أمس الإمام الحُجَّة مُشرِّق والواقع الشِّيعي مُغرِّب قضية كبيرة جداً هذه ، نحنُ أطلنا كثيراً على المشاهدين أنا أقول الأسئلة الباقية نتركها إلى حلقةِ يوم غد هذا إذا كفت الحلقة في يوم غد . • المقدِّم 1: فقط إذا أحببتم في الحقيقة أنا وأبو جاسم كنا محضرين بعض الأسئلة إذا انتهى هذا السؤال ولو بس فقط نعلن السؤال لأن السادة المشاهدين يتابعون . • المقدِّم 2: ….. السادة المشاهدين حول قضية الشعائر الحسينية وحقيقة سماحة الشيخ أثار يعني أحد الإخوة سؤال كلش مهم وهذا وقته ، من سمع قضية السؤال عن الشعائر الحسينية بعض الإخوة المهتمين بالشأن الحسيني من شعراء ورواديد هاي يعني أسسوا فد هيئة تحت عنوان الحشد الحسيني ، الحشد الحسيني هو اللي ينتقد الحالة الطربية داخل القصائد الحسينية وينتقد أيضاً قضية اللي معروفة الآن هي بالساحة العراقية قضية الدي جي اللي دخلت على القصائد الحسينية وبدوا الآن الشباب والرواديد والشعراء يتحضرون لتهيئة لهذه القصائد ردنا الموقف الشرعي من هذا الموضوع وأيضاً يعني تحليلكم لهاي الحالة الموجودة الآن اللي قاعدة تسري بالمجتمع مجتمع الشعائر الحسينية أنا أدري وقت البرنامج ما كو أيضاً كان أكو فد سؤال عن . • السؤال الثاني مولاي يُطرح في القنوات الفضائية وعلى لسان بعض الخطباء وهذا السؤال يعني تكرر من عدة من الإخوة وطلبوا بإلحاح أيضاً يعني إجابة وهو ذكر يعني ذم شخصية مهمة من الشخصيات الشيعية ألا وهو زوج السيّدة زينب عليها السَّلام عبد الله ابن جعفر فالسؤال يقول هل فعلاً هو تخاذُل ؟ • سماحة الشيخ الأستاذ عبد الحليم الغزي : يعني تقصد تخاذل مع سيّد الشُهداء ؟ • نعم أو تقييم شخصيته بشكل عام نحن فعلاً لا نطلب إجابة اليوم لأنّه طولنا عليك . • سماحة الشيخ الأستاذ عبد الحليم الغزي : هذا موضوع يحتاج إلى جواب طويل لا يمكن الإجابة عليه بنعم أو لا . • نتوجه إلى السادة المشاهدين إلى ختام هذه الحلقة من برنامج دردشة في العيد وحتى نلتقيكم إن شاء الله يوم غد مع أسئلة جديدة مع سماحة الشَّيخ الغزِّي حتى ذلك الحين أستودعكم الله والسَّلام عليكم ورحمةُ الله وبركاته . ملخـّص الحلقة تاريخ البث : يوم الجمعة 11 ذو الحجّة 1436هـ الموافق 25 / 9 / 2015م عنوان الحلقة : التظاهرات والإصلاحات في العراق فقرات البرنامج: تقرير مُصوّر لِتظاهُرات الجالية العراقية في بريطانيا أمام السَفَارة العراقية وسط العاصمة البريطانية لندن، مُندّدين بالفَساد الكبير الذي يتمتَّع به السياسيّين وأعضاء البرلمان العراقي. جواب سماحة الشيخ الغزّي عن سُؤال وُجّه له بشأن هذه التظاهرات التي خَرجتْ في لندن للجالية العراقية أمام السفارة العراقيّة في لندن والتي تُندّد بفساد الحُكومة والبرلمان العراقي.. ممّا جاء في جواب سماحة الشيخ عن هذا السؤال: ● اهتمامُنا بموضوع العِراق ليسَ لأنّنا عِراقيون، هذهِ قضيّة قد تكون جَانبية.. اهتمامي بموضوع العِراق لعدّة أسباب وأبعاد: — أوّلها: البُعْدٍ العقائدي، العراقُ يُشكِّلُ عنواناً مهمَّاً ومُهمَّاً جدَّاً في المشروع المهدويّ، أميرُ المؤمنين حينَ جاء مِن المدينةِ إلى العراق لم يكن هذا الأمرُ جُزافاً! وسيِّدُ الشُهداءِ حينَ جاء إلى كَربلاء لم يكن هذا الأمرُ جُزافاً! فَضْلاً عن البدايات الأولى فآدمُ الأبُ الأوّل للبشريةِ نزلَ في العراق وقبرهُ في العراق. — أيضاً الصراعُ الإبليسيُ بدأ في العراق فإبليسُ نزل أيضاً في العراق، نزل في جنوبِ العراق كما تُحدّثنا الروايات الشريفة. — العراقُ مَولدُ إمام زماننا “صلواتُ اللهِ عليه” في أرضهِ وعلى تُرابهِ وهو عاصمتهُ ومَوطنُ دولته. كلُّ هذه الأمور تُشير إلى خصوصيّة، ومنها يتشكَّلُ اهتمامُنا بالعراق.. وليستْ القضيّةُ قضيّةً سياسية مَحدودة أو قضيّةً اجتماعية تتّخذُ بُعْداً شخصياً؟! سأجعل كلامي في أكثر من محور: ● المحور (1) : عبارة عن سؤال: هل أنَّ هذهِ المظاهرات تتمكَّن من تحقيق هدفها؟ بالنسبة لي لا أعتقدُ أنّ هذهِ المُظاهرات ستصلُ إلى أهدافها، قد يختلفُ معي من يسمعني وربَّما يصفُ كلامي بالتشاؤمِ أو بالسوداويةِ هو حُرّ.. قُلت بأنّ هذه المظاهرات لن تستطيعَ أنْ تحقق أهدافها أو أن تصل إلى ما تريد، وهناك أسباب كثيرة سأشير إلى أهمِّ هذه الأسباب الَّتي تشكّل رُؤيةً تُوصلني إلى هذهِ النتيجة: مِن أنّ هذه المظاهرات لن تصل إلى مرامها. ● السببُ الأوّل الذي يجعلني أقول أنّ هذه المُظاهرات لن تَصِل إلى مُرادها هو: أنّ هذهِ المُظاهرات لا تمتلك قوّة ضاغطة على الحكومة، من جهةِ قلَّة عدد المشاركين، ومِن جهة عدم وجود امتدادات شعبية للقيادات المُتصدّية للمظاهرات.. فضْلاً عن قضيّة واضحة لِمَن يتابع هذهِ المظاهرات وهي: أنّ هذهِ المظاهرات لا تمتلك رؤية واضحة. صحيح هناك غضب في هذهِ المظاهرات ضد النتائج الَّتي وصلتْ إليها الدولة في العراق، ماذا فعلت الحكومات، ماذا فعلت الأحزاب، ماذا فعل البرلمان وهكذا.. لكن لا توجد رؤية. الرؤية تكون مقدِّمة لأي برنامج، الَّذي لا يمتلك رُؤية فهُو من الضرورةِ بمكان أنَّهُ لا يمتلك برنامج. — أضف أنّه حينما يُرسم برنامج لابدّ من وجود قيادة سواء كانت قيادة فردية جماعية، لابدّ من وجود جهة تستطيع أن تخاطب الحكومة وتستطيع الحكومة أن تخاطبها، الحكومة تخاطبُ من؟ من الَّذي يُخاطب الحكومة؟ من؟ بسبب هذه العوامل أقول بأنَّ المظاهرات مِن جهة قلَّة العَدد، ومِن جهة عدم وجود امتدادات شعبية وجماهيرية لرُموزها للشباب الذين يتحركون فيها، وعدم وجود رؤية واضحة، لا تستطيع هذهِ المُحاضرات أن تصِل لِمرادها لأنّها لا تُشكّل قوّة ضاغطة على الحُكومة. — لا إشكال على فكرة التظاهر، ولا إشكال أنَّ الناس تطالب بحقوقها، هذه قضايا يُقرِّها المنطق والوجدان والفِطرة، فضلاً عن الدين فضلاً عن القوانين فضلاً عن الأعراف السياسية. ● السبب الثاني: وهو مهمَّ جداً ولا يُسلّط الضوء عليه، وهو أنّ هذهِ المظاهرات في الأعمِّ الأغلب هي ضِد الاتّجاه الديني، هذهِ المظاهرات مُظاهرات مُضادة للاتجاه الديني، صَحيح أنّ الشباب الذين يتصدّرون المشهد في المُظاهرات لا يُعلنون ذلك، لكن إذا ذهبتَ في وسطِ المظاهرات وعايشتها ستجد أنّ هذه المظاهرات مُضادة للاتجاه الديني. صحيح هي تُلبّس باسمِ الدين – كما قالوا في التقرير بأنَّه: باكونا الحرامية – وهذا صحيح.. هناك حرامية سرقوا العراق والعراقيين وتحت اليافطات الدينية هذا صحيح موجود ولكن هذا شيء والاتجاه الديني شيء آخر. الشيوعيون أيضاً سرقوا الدول الَّتي حكموها أيضاً باسمِ الشيوعية، والقوميون كذلك، وهذه قضيَّة موجودة على طول الخط، لكن الموجود في المظاهرات ليس قضية أنَّهُ هناك لصوص سرقونا باسم الدين ونحنُ نرفض هؤلاء الّلصوص، هذا قد يُقال شعار، لكن في الحقيقة هناك اتّجاه قوي في هذه المظاهرات ضد الاتجاه الديني. — المرجعية الدينية ليست مُؤيّدة لهذه المظاهرات كما يبدو مِن خلالِ وسائل الإعلام.. المرجعية الدينية مُجبرة أيضاً على مُماشاة الوضع خوفاً من أنْ تُفتح الأفواه ضد المرجعية في الشارع وهي موجودة، يعني في داخل المظاهرات مَوجودة لكنَّها تريد أن تُضيِّق هذهِ الحالة أنَّ الأفواه تُفتح على المرجعية وبالتالي لا تبقى هناك حواجز، والمرجعية مُهتمّة بقضية الحواجز الَّتي تحمي نفسها بها. يعني المظاهرات في الحقيقة هي ضدّ الاتّجاه الديني هي تُطالب بدولة مدنية – والـمُطالبة بدولة مدنية أمرٌ لا بأس به أمر جيد- ربّما تُحل مشكلة العراق بالدولة المدنية.. لكن المظاهرات تستبطن مضادة الاتجاه الديني.. وهذه قضية لها أسباب ومسببات. — هذه القضية تجعل مِن المظاهرات غير واضحة ولا موقف المرجعية واضح، فالمرجعية تكتفي ببيانات في صلاة الجُمعة وبشكل تدريجي وإلى هنا وينتهي الكلام، والمظاهرات أيضاً تخاف أن تتجرأ على المرجعية أو تُطالب المرجعية بشيء يُرفض وبالتالي يؤدي إلى ضعف موقف المظاهرات، ولا تُريد أن تقف موقفاً سلبياً من المرجعية، فردود الفعل في الشارع سوف لا تكون في صالح المظاهرات، فكيف تتوقع من مظاهرات هذا هو حالها أنّها تستطيع أن تكون ضاغطة على الحكومة؟! ● السبب الثالث: أنَّ المظاهرات فوّضتْ أمْر الإصلاح إلى رَئيس الوزراء الحالي حيدر لعبادي، وكذلك المَرجعية فوّضتْ أمْر الإصلاح إلى حيدر لعبادي وهذا التفويض تفويض غير موفَّق. لأنّ المظاهرات تطلب من الحكومة أن تغيّر الوضع باتّجاه أن يكون الرجل المناسب في المكان المناسب، وتطلب إزالة الرجال غير المناسبين من الأماكن المناسبة والمرجعية كذلك.. وهُما معاً (المرجعية والمظاهرات) يفوضان الرجل غير المناسب في المكان المناسب.. يعني نفس الخطأ! (وقفة قصيرة عند شخصيّة حيدر العبادي لتوضيح لأيّ شيء كان تفويض أمر الإصلاح إليه تفويض غير موفّق). — الـمُصلِح يحتاج إلى مغامرة إلى مُخاطرة، إلى إقدام، ولا يعبأ بالآخرين.. لا يراعي المشاعر الإنسانية للآخرين الذين يقفونَ في طريق الإصلاح لا يُراعي المشاعر العاطفية، لا يعبأ بالمجاملات فكيف يمكن أنْ تجتمع هذه الصفات مع شخصية مسالمة؟ هذه تحتاج إلى شخصية ذات مواصفات من الجُرأة العالية جداً ومن الإقدام العالي جداً ومن اتخاذ القرارات بشكل سريع وقاطع، الشخصية المسالمة تكون شخصية مُتردّدة، لأنَّهُ عند كلِّ قضيةٍ يحسب ألف حساب، بما أنَّهُ مسالم لا يستطيع أن يأخذ القرار القطعي السريع في الوقت المناسب لأنَّهُ يكون متردداً بسبب أنَّ هذا الأمر لا يرضي سين وربّما يؤذي صاد، وهذه لا يمكن أن تكونَ في شخصية تقود عمل إصلاحي. لذلك إذا أردتَ أن تنظر إلى الأنبياء إلى الأئمَّة إلى أوضح عنوان في الإصلاح سيِّدُ الشُهداء، ستجد الصفة الواضحة الأولى فيه هي صفة الإقدام، يعني لا يحسب لأيِّ طرف يقف في طريقه أيّ حساب.. هذه صفة الـمُصلحين حتى في غير الاتجاه الديني. — قد يقول قائل: ربَّما تفويض المَرجعية لحيدر العبادي وتفويض المظاهرات هو الاضطرار لأنَّهُ أنسب واحد هو هذه الشخصية.. وأقول: هذا الكلام ليس صحيحاً للَّذي يتحدَّث عن الإصلاح؛ لأنَّ الإصلاح ثورة والثورة لا تبحث عن أنصاف الحلول.. إذا دخلنا في مطب أنصافِ الحلول انتهى الأمر، لذلك لا يمكن أن يتحقق الإصلاح. ● السبب الرابع: هو قُدرة الحكومة على المُناورة، الحُكومة عِندها مَجال للمُناورة واسع، مِن جِهة أنَّ المرجعية غاية ما تقوم بهِ هو الكلام وترجع فتخفِّف وطأة كلامها بينَ حينٍ وآخر، مرَّةً ترفع مِن وتيرة الكلام بما يتناسب ومشاعر المظاهرات.. وتعود فتخفِّف من وطأة الكلام بما يتناسب وأوضاع الحكومة.. هذا هو الَّذي يجري في خطاب المرجعية. وهذا يُوحي للحُكومات بأنَّ المرجعية غاية ما تفعل هو أنّ تتكلَّم وتتكلَّم بحساب، يعني الكلام محسوب، وليس مفتوح على جميع الأبواب والاتجاهات، فالحكومة من هذه الجهة عندها مساحة كبيرة للمناورة مع المرجعية.. والمظاهرات لا تمتلك قوّة ضاغطة – كما مرّ – فالمساحة مع المظاهرات أيضاً للمناورة كبيرة جداً. فاصل (2) : تقرير آخر مرئي عن المظاهرات في العراق ● المحور (2) : أن أصِفَ الوضع العِراقي بشكل عام، لأنَّ هذهِ المُظاهرات لا تنفكُّ عن الوضع العراقي بشكل عام، ونحنُ إذا لم نفْهم الوضعَ العراقيَ بشكل عام ولو في خُطوطهِ العَريضة فلا أعتقد أنّنا نستطيع أن نشخِّص حتَّى حَلّاً بسيطاً للواقع الموجود، وبالمختصر أقول: العراق فيه شيعة وأكراد وسُنّة وهذه القضية يعرفها الجميع، مشكلة الوضع العراقي هي في الشِّيعة، علماً أنّ هذا لا يعني أنَّ الأكراد ليس عندهم مشاكل ولا يُشكلون مشكلةً في الوضع العراقي.. لا أقصد هذا، لكن أقصد المُشكلة الأكبر هي في الواقع الشِّيعي، لأنَّ الشّيعة هم الأكثر.. فهم الأكثر تأثيراً عبر التأريخ في العراق.. مشكلة العراق هي الشّيعة.. ما لم ينتظم الوضع الشيعي بشكل صحيح وضعُ العراق لن ينتظم. — مشكلة الشيعة أنفسهم نفس الواقع الشيعي.. أمّا مشكلة السُنة فهي قضية نفسية، السُنّة هم لا يستطيعون أن يتقبّلوا بأنَّ الشيعة يحكمون العراق، لا يستطيعون أنْ يتكيّفوا مع هذه الحالة. السُنّة رحَّبوا بداعش مع أنَّ الكثير من السُنّة تفكيرهم ليس تفكير داعش في العِراق .. أساساً لا يحملون تفكيراً دينياً بالـمُطلق، ولكنَّهم رحبوا بداعش بُغضاً للشيعة، هذا هو الَّذي يجري في العراق. أمَّا الشيعة حينَ يتحدَّثون عن وحدة إسلامية عن شراكة وطنية هؤلاء يضحكون على أنفسهم. (وقفة توضيحية لهذه النقطة). وقفة عند الجهة الأعَمق مِن الحديث .. عند جذور جذور المشكلة: وأبدأ حديثي بهذا السؤال، لأن الكلام المتقدِّم هو لتسليط الضوء على ملابسات الموضوع.. هل يُمكن أن يتحقَّق الإصلاح في العراق؟ هذا هو السؤال الجوهري. وأنا أقول: من المستحيل أن يحصل ذلك.. وقد يسأل سائل كيف؟ وأقول: الإصلاح ألا يحتاج إلى مُصلح، أين هو الـمُصلح؟ ومَن هو؟ الآن عندنا ثلاث جهات: (المرجعية، الحكومة، المظاهرات) ويمكن أن تضيف إليها مجموعة رابعة (الإعلام) لأنَّ الإعلام أيضاً جهة مؤثرة لكن لن تصل إلى ذلك الحد مِن التأثير الكبير.. فأنتَ بين المرجعيةِ والحكومةِ والمظاهرات زائداً نضيف الإعلام، فأين الـمُصلح؟ لنفترض أنّ الـمُصلح موجود.. فأوّل صفة في الـمُصلح هي: أن يكون قادراً على تشخيص المشكلة، فهل يوجد طرف من هذه الأطراف قادر على تشخيص المُشكلة؟ الجميع يتحدَّثون عن أعراض المَرَض، يتحدَّثون عن فَساد وعن فَشَل، هُناك فَساد إداري، فَسَاد أخلاقي، فَسَاد مالي مَوجود في العراق في الحكومة العراقية وهُناك فَشَل واضح فَشَل حكومي، لأنَّ الحكومة وظيفتها: — أوّلاً: إدارة الدولة. — وثانياً: بناءُ الدولة. (يعني برامج التنمية) الحكومة العراقية مِن بعد السُقوط وإلى يومكَ هذا فشلتْ في إدارة الدولة وفشلتْ في بناء الدولة، وهذا هو الفشلُ الحكومي.. ولكن هذه أعراض.. المُشكلة ليستْ في الفساد ولا في الفشل الحكومي، هذهِ أعراض. لم أسمعْ أحداً مِن الجهات المعنيّة تُشخِّص المرض، كُل الَّذي يُطرح هو حديث عن أعراض المرض، فكيف أستطيع أنْ أقتنع أنَّ إصلاحاً سيحدث في العراق ولا يُوجد مُصلِح؟ أين المرض في مُشكلة العراق؟ المرض هو وجود بؤَر مُنتجة للفاسدين والفاشلين.. إذا لم تُعالج هذه البُؤَر ستخرج هذه الفايروسات، يخرج الفاسدون والفاشلون ولا يمكن العلاج.. والمُشكلة أنّ هناك أرضية في العراق مناسبة لنشوء المرض! هذه الأرضية صُنعت أيَّام الحِصار، النظام البعثي صنعَ أرضية مناسبة.. قطعاً أنا هنا لا أريد أن أقول أنَّ الفساد من البعثيين والصداميين المجرمين لا أقول هذا وإنّما أقول صنعوا أرضية ● البعثيون كانوا أقل فساداً، لماذا؟ لأنَّهم يخافون من صدام، لأن صدام يستولي على كُل شيء وأعطاهم مساحة معينة للفساد لا يستطيعون أن يتجاوزوا حدود معينة لهم قياسات في الفساد، فكان الفساد بالنسبة للبعثيين أقل من الفساد في الوقت الحاضر. ● هناك مرض واضح جدِّاً مُتفشي في المؤسسة الدينية وحتَّى الروايات تحدَّثت عنه، وهو مرض (الولاء الشخصي) هذا المرض متفشي في المؤسسة الدينية. أعداءُ أهل البيت حين رفضوا عليّاً وذهبوا إلى غيرهِ هم يعملون على أساس هذا القانون (قانون الولاء الشخصي). وقد يقول قائلٌ هُنا: بأنَّنا نُطالب بالولاء الشَخصي للمَعصوم. وأقول: نعم.. نحنُ نقول بالولاء الشخصي للمعصوم فقط، لأنّه جهة آمنة مَأمونة، لا يُوجد حولها نقاش بالنسبة لعقيدتنا، ولا شأن لنا بالآخرين.. نَحنُ مُطالبون بالولاء الشخصي للمعصوم فقط ونرفض الولاء للرسالة كما يُريد بعض مراجع الشِّيعة وبعض الجهات الشِّيعية التي تتحدَّث وتقول أنّ الولاء للرسالة وليس للرسول، والولاء للإمامة وليس للإمام.. فنقول: أنّ الولاء للإمام وليس للإمامة، والولاء للرسول وليس للرسالة.. ما قيمةُ الرسالة؟ القرآن يقول: {إن لم تفعل فما بلّغت رسالته..} أمّا حِين يكون الولاء لِغَيرِ المَعصوم هُنا تكون الديكتاتورية والظُلم والجَور والفساد.. فالذينَ عادوا أهْل البيت عادوهم على أساس (الولاء الشخصي) لأشخاص آخرين غير معصومين.. وذاك الولاء الشخصي قادهم إلى الضلالةِ والمتاهة. ● القانون الحاكم في المؤسسة الدينية هو قانون (الولاء الشخصي).. فالمرجع يعتمد على أولادهِ، أصهارهِ، أقربائهِ، وهكذا تتشكَّل العَوائل العلميّة والمَجموعات والواجهات العِلمية الدِينية، المُؤسسة الدينية.. لا نعرفُ مرجعاً لم يعمل بهذا القانون! نحنُ لا نريد أن نقول بأنَّهُ لا يحقُّ للمرجع أن يعتمد على أولادهِ وأصهارهِ وأقربائهِ، لكن حينما يفعل الجَميع هكذا فهل هُناك مِن ضمانٍ أنَّ جَميع أولاد المَراجع وجَميع أصهار المَراجع هُم على دَرجةٍ عاليةٍ مِن الصَلاح وعلى دَرجةٍ عاليةٍ مِن العِلْم؟! خُصوصاً وهم يتحدَّثون عن مؤسسة علمية، وعلى درجةٍ عالية مِن الكفاءة، هل يقبل العقل ذلك؟ إذا كانَ الأمرُ صحيحاً ونزيهاً ومتماشياً مع الَّذي يُريدهُ أهل البيت فلابد أنَّ المفترض إذاً أنَّ جميع أولاد المراجع وجميع أصهار المراجع وجميع أقرباء المراجع على درجة عالية من الديانة والنزاهة والنظافة والطهارة والكفاءة العالية والدرجة العلمية العالية.. والحال الواقع ليس هكذا، لا الواقع العملي هكذا ولا الطبيعة البشرية هكذا، لا يُمكن أن يكون هذا الوصف ثابتاً وجارياً في جميع أولاد المراجع وفي جميع أصهارهم وفي جميع أقربائهم.. فلماذا إذاً يجري الأمر هكذا؟ ● كم من الأشخاص الذين يُمكن أن يَنفعوا التشيُّع عُزلوا بسبب عدمِ الولاء الشخصي، ومنهم مَن دُمِّروا تَدميراً كاملاً بسبب عدم الولاء الشخصي! قانون الولاء الشخصي هو القانون الَّذي تعملُ بهِ المؤسسةُ الدينيةُ الشِّيعيةُ بامتياز، وجميع المرجعيات تعمل بهذا القانون، ولا أعتقد أنَّ إنساناً مُنصفاً مطَّلعاً على مجريات الأمور في المؤسسةِ الدينية وفي مكاتب المراجع، لا أعتقد أنَّ أحداً يستطيع – مع الإنصاف لا معَ المكابرة والكذب – يستطيع أنْ يُنكر هذهِ الحقيقة من أنَّ القانون المتفشي في المؤسسة الدينية هو (قانون الولاء الشخصي) ماذا جرَّ قانون الولاء الشخصي للمؤسسة الدينية؟ هذا القانون جعل الفاسدين والفاشلين هُم المتصدّين للأمر.. لا أريد أنْ أعمِّم، ولكن النسبة الغالبة الواضحة في الذين يمسكون بالأمور على الأعمِّ الأغلب هم الفاسدون والفاشلون. أصحاب الكفاءات وأصحاب الديانة إمَّا أنْ يُقْمَعوا قَمْعاً شديداً أو أنْ يُعزلوا..! الذين يَسكتون يُعزلون، والذين يَعترضون يُقمعون قَمْعاً شديداً إلى أبعدِ الحُدود،! جَميع الأحزابُ الدينية نشأتْ في المُؤسسة الدينية التي تعمل بالولاء الشخصي.. لا يُوجد عندنا حزب لم يكنْ قد نشأ في أحضان المرجعية أو أسّسه المراجع أو يحكمه المراجع. (وقفة عند حزب الدعوة كنموذج ومثال للأحزاب التي نشأتْ في أحضان المرجعيّة). ● النظام الَّذي حكم المؤسسة الدينية ولا زال يحكمها نظامُ (الولاءِ الشخصي) هو نظام مَقيت إلى أبعد الحدود.. بحيث بسبب هذا النظام صارِ العلماء في نظرِ الناس في محلّ الأئمَّة صلواتُ اللهِ عليهم، نعم هم بالّلفظ لا يقولون ذلك، ولكن في الجانب العملي هذا هو الجاري، بحيث أنَّ الناس الآن في الوسط الشيعي يمكن أنْ تُشكك فيما يُنقل عن الأئمَّة مع وجود مصادر له.. ولكن لا تُشكّك عن ما يُنقل عَن المراجع وليس لذلك من مصادر! المشكلة في المؤسسة الدينية هي هذه مشكلة الولاءُ الشخصي هذا المرض هو الَّذي يُشكِّلُ بؤرةً لإنتاج الفاسدين والفاشلين فتأسَّست الأحزاب في هذه الأجواء، حملت نفس الأخلاقية، أخذت معها هذه البؤَرة، فكان الحُثالة من الناس لأنَّهم يمتلكون هذهِ الصفة (صفة الولاء الشخصي) هُم الذين يكونون في المَواقع المهمَّة، فكما أنّ قانون الولاء الشخصي كان بؤَرة لتزويد المُؤسسة الدينية بالفاسدين والفاشلين، فهذا القانون هو نفسهُ انتقل إلى المُعارضة العراقية فزوَّد المعارضة العراقية بالفاسدين والفاشلين. صور سريعة من واقع المعارضة العراقية (تعرض نماذج وصُور مِن الفساد المُتفشّي فيها) وهذه النماذج أوجدها قانون الولاء الشخصي. قانون الولاء الشخصي في المؤسسة الدينية أنتج لنا فاسدين وفاشلين وهذي الروحية وهذهِ الصيغة مِن التعامل هي نفسها في أحزابنا الدينية الَّتي نشأتْ على تلكم الأعراف وتلكم القواعد وعلى نفسِ تلكم الروحية، فعملتْ الأحزاب الدينية مِن حيث تشعر أو لا تشعر بقانون الولاء الشخصي. فكانت المُعارضة مُعارضة فاسدة.. جاء الأمريكان أسقطوا النظام الصدامي، هذه الأحزاب وصلتْ إلى الحُكمُ باعتبار نظام ديمقراطي حكم ودولة، فزوَّدت الدولة بحسب هذا القانون بالفاسدين والفاشلين مِن داخل أحزابهم، هؤلاء لَمَّا وصلوا إلى الدولة أيضاً عملوا بنفس القانون، فجاءوا بأقربائهم بأولياء بالولاء الشخصي. ● قانون الولاء الشخصي يعني أنّكَ تضع على الدين خطّين مُتعاكسين، لأنَّك لن تجعل الدين ميزاناً، ● قانون الولاء الشخصي يعني أنَّك تضع على الكفاءات خطّين متعاكسين، فأنت لا شأن لك بالكفاءات، ● قانون الولاء الشخصي يضع خطين متعاكسين على النزاهة والنظافة! قانون الولاء الشخصي نما في المؤسسة الدينية ولا زال هذا القانون هو القانون الحاكم والنافذ في المؤسسة الدينية.. صِهر المرجع يُفسد ويُفسد والناس تشتكي، ولكن النتيجة هي أنّ الناس هم الذين يُفسّقون أو يُطردون، وصهرُ المرجع يُوثّق ويُدعم..! سؤال: ما الحل يعني في رأيكم، يعني في هذا الوضع؟ الشيخ الغزِّي: أنا أعتقد لا يُوجد حل، يعني أنتَ أمامك مرض مستعصي، والطبيب لا يُشخِّص هذا المرض. لكن ممكن أن تكون أنصاف حلول، يعني مثلاً أن تنشأ دولة مدنية في العراق وأن تكون الأحزاب ليستْ دينية هذا نظرياً.. لكن عملياً لا أعتقد أنَّهُ يتحقق، باعتبار العلاج الأصل لابُد أن يكون في المؤسسة الدينية وهذا غير ممكن يعني. فالبنسبة لي أقول: المستحيلات الثلاثة ربّما تتحقّق والإصلاح في المُؤسسة الدينية لن يتحقَّق لا يمكن.. هذا شيء ما وراء المستحيلات. لأنَّ المجتمع مجتمع ديني فلا تستطيع أن تفكّك فيما بينهُ وبين المؤسسة الدينية ولا تستطيع أن تفكّك فيما بين الإنسان المُتديّن والفكر الديني. فنصف الحلّ: أن تكون دولة مدنية والأحزاب الَّتي تتحرَّك فيها أحزاب ليست دينية.. لكنَّني لا أعتقد أنَّ هذا سيحدث.. أنا أقول هذا على المستوى النظري للحل مماشاة مع السؤال المطروح، لكن لا أعتقد أنَّ هذا سيتحقَّق. فالمرض القاتل في الساحة الشيعية هو مرض (الولاء الشخصي) وهذا المرض – كما مرّ – لا يمكن أن يعالج إلَّا أنْ يُعالج في أصلهِ، لأنَّ البؤرَة الَّتي تُنتج هذا المرض هي في المؤسسة الدينية، وأين وكيف يقتنع الشِّيعة في العراق بأنَّ المؤسسة الدينية بحاجة إلى إصلاح؟ القضية كبيرة جدّاً، قضية ميؤوس منها.. قضية منتهية.