مجزرةُ سبايكر – الحلقة ١٠ – المحور الثاني – وجه الإعتبار بما جرى في هذا الحدث ق٥ Show Press Release (17 More Words) مجزرةُ سبايكر – الحلقة 10 – المحور الثاني – وجه الإعتبار بما جرى في هذا الحدث ق5 صور OverlaysPreviousNext فيديو يوتيوب اوديو مطبوع Show Press Release (1 More Words) يازهراء ملخـّص الحلقة تاريخ البث : يوم الإثنين 20 رجب 1441هـ الموافق 16 / 3 / 2020م قَومِي رُؤوسٌ كُلُّهم أَرَأَيْتَ مَزْرَعَة البَصَل حوزاتنا الدينيَّة، أحزابُنا القُطبيَّة لُصوصٌ كُلُّهم، شايف ﮔـهوة النشّالة يسرقون الناس ثُمَّ يسرقُ بعضهم بعضاً .. للَّذين يرفضونَ الضَّحكَ على ذقونهم فقط هذا البرنامج: مجزرةُ سبايكر. المحور 2: وَجهُ الإعتِبار منَ الحدث (الإعتبار بكلِّ مُجريات مجزرة سپايكر): وصلَ الحديثُ بنا في أجواءِ مَرجعيّةِ الخوئي، حيثُ الحديثُ عن حالةِ الإستخذاءِ العقائدي، التي كانتْ مُستحكمةً في هذهِ المرجعيّة، السّببُ يعود إلى شخصيّة السيّد الخوئي الذي كانَ مُستخذيًا وخوّافًا بنحوٍ يتجاوَزُ الحدودَ العاديّةً والطبيعيّة. قلتُ منْ أنّني سأتناوَلُ محطّاتٍ مُهمّةً في تأريخِ هذهِ المرجعيّةِ المُستخذية، كي نَستَكشِفَ معًا الإستخذاءَ العقائديّ الواضحَ جدًا، إن كانَ في منظومةِ هذهِ المرجعيّة، أو كانَ في شخصيّة الخوئي نفسِهِ، حدّثتُكُم بعضَ الشيءِ عن تسفيرات السّبعينات، وكيفَ أنّ الحكومةَ العراقيّة وبالذّات صدّام كانَ حريصًا على سُمعَةِ مرجعيّةِ الخوئي، وعلى سُمعةِ الخوئي نَفسِهِ، حيث رتّب لهُ سفرةً إلى لندن بدعوى المرضِ والعلاج. أُشيرُ إلى ثلاثِ نُقاطٍ، مرّتِ الإشارةُ الإجماليّةُ إلى أكثرها : ● النّقطةُ الأولى: البعثّيونَ وبأمرٍ من شَخصِ صدّام، قالوا للخوئي، قبلَ أن يَخرُجَ من النّجفِ إلى بغداد، ومن بغداد إلى لندن: اكتُبْ لنا قائمةً بأسماء الأشخاص الذين تُريدهم أن يبقوا في النّجف لا نُسفّرهم، وفعلًا كتبَ لهُم قائمةً بهذهِ الأسماء ، ومِن جُملَتِهِم “السّيستاني”. قطعاً الشّرطُ الذي أُخِذ على الخوئي، في أنْ يكونَ ضامنًا أنّ هؤلاء لا يَصدُرُ منهُم ما يُخالِفُ منهجَ حِزبِ البَعث وثورة البعثيّين – ثورة تمّوز- كما تُسمّى، وهذهِ القضيّةُ معروفةُ لدى الذين عاشوا في تلكَ الفترة، وإلّا لماذا لم يُسفّروا جماعةَ السيّد الخوئي وتلامذَتهُ المعروفين ؟! لأنّ السيّد الخوئي قدّم أسماءهم في قائمةٍ للبعثيّين، الذين سُفّروا مِن مجموعة الخوئي لم تكُن أسماؤهم موجودةً في تلكَ القائمة، تُلاحظون إلى أيّ مدىً كانت الحكومةُ البعثيّةُ مُهتمّةً بشأنِ مرجعيّة السيّد الخوئي؟! لأنّها ترى مرجعيّةً مُستخذيةً تكونُ في النّجف هيَ في صالحِ النّظام البعثيّ، وهذا ما قالَهُ صداّم بنَفسِهِ بحَسَبِ ما ذَكرتُ لكُم من تفاصيل في الحلقةِ الماضية. ● النّقطةُ الثّانية: الموقفُ الغريبُ منَ السيّد الخوئي، حينما طلبَ منهُ السّيّد “صادق الطباطبائي” تفسيرًا لهذا الجواب الذي أجابَ بهِ على سؤال “علي رضا” سكرتير “صدّام حسين”، الخوئي قال من أنّ هذا الجواب لم يصدُر منّي كانَ مُزوّرًا. السيّد صادق الطباطبائي جاءَ من ألمانيا، والإيرانيّون في ذلك الوقت كثيرونَ في ألمانيا وغيرها، وكانوا يستغربونَ من موقفِ السيّد الخوئي، هل هو جاهلٌ إلى هذا الحدّ، بحيث لم يدرِ ماذا جرى على الإيرانيّين في تسفيرهِم، أم أنّهُ يَكذِبُ لصالحِ حُكومَةِ البعثيّين؟! كيفَ يُجيب بهذا الجواب وهو خِلاف الواقع في الوقت الذي كانَ البعثيّون يُسفّرونَ الإيرانيّين وبطريقةٍ مؤلمةٍ بشِعَة ! الخوئي قال: هذا الجواب مُزوّر وما صدرَ من عندي، فقالَ لهُ “سيّد صادق الطباطبائي”: إذًا فاكتُب لي ورقةً واذكُر فيها هذا الأمر، واختِمها بخَتمِك، وقد سَأَلَهُ هل زوّروا خَتمَك – باعتبارِ أنَ خَتمَ الخوئي كانَ موجوداً في الجواب- ؟ قال: نعم. قال: إذًا اكتُب لي ورقة، واذكُر فيها من أنّ الجوابَ مُزوّرٌ ومن أنّ الخَتم مُزوّر، واختِمها بخِتمِك الحقيقي، رفضَ الخوئي .. وقالَ لهُ أنتَ اذكُر ذلكَ عنّي، فأجابه: سيّدنا لا أستطيع ذلك. هذا الموقفُ موقفٌ غريبٌ من مرجعٍ أعلى للشيعة، إذاً كيفَ نَثِقُ بما يُنشَرُ عن الخوئي بخَتمِهِ؟! مثلًا إجازاتُ الاجتهاد الصّادرة عنهُ وهيَ مختومةٌ بخَتمِهِ، كإجازةِ اجتهاد السّيستاني مثلًا، والتي يَحتجُّ بها السّيستانيّون لإثبات مرجعيّةِ علي السّيستاني؟! وهذا الأمر سنُناقِشُهُ. إذا كانَ هُناكَ من يُزوّر، ويُزوّر الخَتم، والخوئي معَ ذلكَ لا يَكشفُ هذا الأمر لمُقلّديه، أساسًا كانَ الواجِبُ على الخوئي، إذا كانَ الجوابُ مُزوّرًا وكانَ الخَتمُ مُزوّرًا، أن يُبادِرَ هُوَ بنَفسِهِ إلى ذلك من دونِ أن يسأَلَهُ “سيّد صادق الطباطبائي”، الشّيعةُ حينَ وَثِقَت بهِ وقلّدَتهُ وسَلَمتْهُ زِمامَ أُمورِ دينها ودُنياها، ونقلَت إليهِ المِئات من ملايين الدولارات، والدنانيير الكويتيّة، وسائر العُملات العالميّة ،أنا لا أبالغ إذا قلتُ لكم من أنّ الأموالَ التي كانَت تَصِل إلى الخوئي سنويًّا قد تَصِل إلى خمسَة مليارات، ونحنُ نتحدّثُ عن السّبعينات والثّمانينات، في ذلكَ الوقت هُناكَ دُولٌ من الدُول الأفريقية ما كانَت خُزانَتُها تحتوي على هذا المقدار، وحتى بعض الدُول العربية مثل سوريّا مثلًا، لا أُريد أن أخوضَ في هذهِ التّفاصيل وقد يرى البعض أنّ هذهِ الأرقام مُبالَغٌ فيها، ليسَ مُهمًّا بالنّتيجة هُناكَ أموالٌ كثيرة، هذا الرّقم أنا ما ذكرتُهُ جُزافاً وبنحوٍ عفوي، هُناكَ مُعطيات لكنّني لا أدري هل هيَ حقيقيّةٌ بدرجة مئة في المئة أو أنّها دون ذلك، هُناكَ أموالٌ كثيرةٌ تُنقلُ إلى الخوئي، على أيّ أساس؟! على أساس أن يكونَ صادقًا معَ الشيعةِ، وناصِحًا ومُخلصًا لهُم، أن يكونَ مُبيّنًا لهُم الحقائق. فتُزوّر الإجابات والرّسائل والكُتب ويُزوّر الخَتم، وهوَ لا يُصارِحُ الشيعةُ بذلك هذه خيانةٌ من الخوئي، وإذا افترضنا أنّ ظرفًا مُعيّنًا يفرُض عليهِ السُّكون وألّا يبتديء، فحينما سألوه كانَ الواجِبُ عليهِ أن يُجيبَ بشيءٍ مكتوبٍ ومختوم، إنّهُ الإستخذاء العقائديّ، إنّهُ الإستخذاء المعنويّ، إنّها الخيانةُ للتّعاقُدِ معَ الشّيعةِ الذين كانوا مُستعدّينَ أن يُقدّموا أرواحَهُم قبلَ أموالِهِم في خدمةِ السيّد الخوئي. ● النُّقطةُ الثّالثة: هُوَ غباءُ الشّيعةِ الذي يُضحِكُ الثكلى، ويُضحِك الأموات في قبورِهِم، حينما تقاطروا إليهِ: (سيّدنا من غِبِت عنّا شوف البعثيين اشسوّوا بينه)، ويتحدّثون في مجالسِهِم وفي مقاهيهِم، من أنّ البعثيّين استغلّوا غياب السيّد الخوئي وسَفَرَهُ إلى لندن للعلاج، وقاموا ما قاموا في موضوع التّسفيرات وما جرّوا على الشيعةِ الإيرانيّين وحتى على غيرِ الإيرانيّين، فهُناكَ من غيرِ الإيرانيّين ممّن ابتُلوا بتلكَ البَليّة، لكنّ البلاءَ الكبير كانَ قد وقعَ على رؤوس الإيرانّيين- الذين عاشوا في تلكَ الفترة يعرفونَ ما جرى آنَذاك- والشيعةُ الأغبياء الغبران هذا هُوَ حالُهُم على طول الوقت، هَل شيعةُ العِراقِ يُفكّرون؟! وبعدما يُفكّرونَ يعتبرون؟ وبعدما يعتبرون لا أقولُ للحقّ ينصرون إنّما على الأقلّ بالحقّ ينطقون، لا بهذا الغباء، لا أعتقدُ ذلك، لماذا؟! لقد خدعوهم وضحِكوا عليهم، وسلبوهم عقولهم وإرادتهُم، من؟ أولئكَ المُعمّمون وأتباعهُمُ القطبيّون، هكذا فعلوا بالشّيعةِ، ولا زالوا يفعلون، والشّيعةُ من فَرحٍ يرقصون، يالِغبائهم، يرقصونَ ويُصفّقون، أموالَهم يُقدّمون، وبأرواحِهِم يَفدون، وباتّجاهِ ابن المَرجعِ وصِهرِ المَرجعِ يتوجّهون، ويُشكلون عليّ حينَ أقول من أنّ التوجّهَ لبقيّةِ الله الأعظم. (أكو منهج طايح صبغه او طايح حظّه .. بالله عليكم أكثر من هذا). حادثةٌ أُخرى أيضاً كانَت، تُعَدُّ مِفصليّةً، حينما بدَأَت الحكومةُ البعثيّةُ في السّبعينات أيضًا بحملةِ اعتقالاتٍ واسعةٍ ضدّ المُنْظّمينَ في حِزب الدّعوة إلى أن وصلَ الأمر أن حكمَ البعثيّون على “الشيخ عارِف البصري” من رموزِ حِزب الدّعوِة آنَذاك والّذينَ معه، المجموعة التي أُعدِمَت معَ عارِف البصري، “سيّد عزّالدّين القبّنچي” شقيق إمام جُمعة النّجف “صدر الدّين القبنچي” و”السيّد عماد الدّين التبريزي” يكونُ خالًا “لعزّالدّين القبّنچي” من أولاد المرجِع الذي كانَ في النّجف وتوفّيَ فيها “سيّد جواد التبريزي”. و “سيّد حسين جلوخان”، و”سيّد نوري طعمة” من كربلاء، جلوخان وآل طعمة من العوائل الكربلائيّة المعروفة، فمن النّجف إثنان: عزّالدين وعماد، ومن كربلاء إثنان: نوري طعمة وحسين جلوخان، ومن بغداد: شيخ عارف البصري- وأساسًا هُوَ من البصرةِ من الجنوب – والقبّنچي وسيّد عماد التبريزي الطباطبائي، هذهِ أوّلُ مرّةٍ في التأريخ الشيعي المُعاصِر، يُحكمُ على عمائِم وعلى شخصيّات من عوائل شيعيّة دينيّة في النّجف وكربلاء بالإعدام، ولَم يكُن الحُكمُ مِزاحًا واختبارًا، البعثيّون جادّون في إعدامهم، قطعًا هُناك الكثير من الذين اعتُقِلوا، وهُناكَ مجوعةٌ سُجِنَت، ومن جُملتهم “نوري المالكي” في (سجن أبي غريب)، والذين كانوا معه، وكثيرونَ فرّوا إلى الخليج وتحديدًا إلى الكويت، من الدُّعاة، ومجموعةٌ فرّت إلى إيران، حِكايةٌ مُفصّلةٌ لستُ بصددها، الحَدَثُ كانَ حَدَثًا شاغِلًا وبقُوّةٍ وحَماسٍ واضطرابٍ للنّجف، ولكربلاء، ولعموم الجوّ الدّينيّ في العراق في الوسط والجنوب، قطعًا الأنظار إلى أين تتوجّه؟ تتوجّهُ إلى المَرجِع الأعلى، ولكنّهُ جَبانٌ خوّافٌ رِعديدٌ، هُوَ هذا مَرجِعُنا الأعلى السيّد الخوئي، حِزبُ الدّعوة جَمَعوا عوائِل ونِساء المحكومين بالإعدام والمُعتَقَلين قبلَ إعدامِهِم في حافِلةٍ كبيرة، وجاؤوا بهم إلى السيّد الخوئي كي يُحرِجوه، هُم لا يستطيعون أن يذهبوا إليه وأن يتحدّثوا معه، “سيّد جمال -ابن الخوئي” سيُسلّمُهُم إلى الأمن البعثيّ، “سيّد جمال” (لا دين ولا ديانة) هذا الذي كانَ يتحكّمُ بالخوئي على المستوى الشّخصي وبمرجعيّة الخوئي، قد سَلّم كثيرين إلى البعثيّين وأُعدِموا، وكانَ أبوهُ يَعلمُ بذلك وما حرّكَ ساكِنًا، كان الطّلبة الذين يَنتمون إلى حِزب الدّعوة يأتونَ إلى مدرسة الخوئي، وكانَ “جمال الخوئي” قد أجلسَ البعثيّين وضابِطَ الأمن في مكانٍ في هذهِ المدرسة، ويُشير إلى طُلّاب العِلم الدّيني الذين يأتونَ لاستلام رواتبِهِم، فلان، فما إن يخرُج من المدرسةِ إلّا ويُلقى القبض عليه، الذين يبعثونَ بزوجاتِهِم أو أبنائِهِم ما كانَ يُعطى الرّاتِبُ لهُم بأمر “جمال الدين الخوئي” حتى يأتوا ويُلقى القبض عليهم، وهذا الأمر كانَ معروفًا في الوسط الحوزويّ، وكُنّا نسمَعُ بهذهِ التّفاصيل حينما كُنّا في العِراق، وحينما خَرَجنا من العِراق. بعض هذهِ المعلومات أنا سَمِعتُها مِنَ المشايِخِ ومن طَلَبةِ العُلوم الدّينيّة حينما كُنّا مَسجونينَ في ( أبي غريب ) . صارَ الذي صار في اعتقالات حِزب الدّعوة وحَكَموا على هذهِ المجموعة بالإعدام وجِئنَ نِساؤهُم يَبكينَ عِندِ السيّد الخوئي، فماذا كانَ ردُّ فِعله؟! إنّهُ جَلَسَ معهنّ يبكي وانتهى الأمر، ولم تَصدُر كلِمَة واحدة منه، كانَ بإمكانِهِ أن يفعلَ شيئًا، أن يتدخّل، أن يُعطي ضمانات، أن يُخفّف الحُكم، لكنّهُ ما تدخّل أبدًا ! السيّدُ الخوئي ما كان خبيثًا، ولا كانَ يُريد الإضرار بهؤلاء، أبدًا، لكنّهُ كانَ جبانًا رِعديدًا، مُستخذيًا، حالةُ الإستخذاء العقائدي هيَ الواضحة في شخصيّته وفي مرجعيّته، منذ البدايةِ إلى أن خرجَ من هذهِ الدُنيا، وهذا الأمر وَرِثَتهُ مرجعيّةُ السيّد السّيستاني، وما حالَةُ الإستخذاء العقائدي عندَ السيستاني وفي مرجعيّتهِ إلّا امتدادٌ طبيعيٌّ وشرعيٌّ لما كانَت عليهِ مرجعيّة السيّد الخوئي. الشخصُ الوحيد الذي حاولَ الاتّصال بـ”أحمد حسن البكر” هُوَ “الخُميني”، هذا الكلام الذي يتحدّثُ بهِ بعض الدُّعاة من أنّ السيّد الخميني رفَضَ أن يكون لهُ موقف أزاء هذهِ القضيّة هذا من أكاذيب حِزب الدّعوة، لأنّهُم شكّلوا وَفدًا، -بعض الدُّعاة- وذهبوا إلى “السيّد الخُميني”، كانوا يتوقّعون أنّ السيّد سيتحدّث بعصبيّةٍ بغضبٍ في بيتِهِ فقط، قالَ لهُم: جيئونا بالأكفانِ نلبسها وأنا أمامَكُم ونَنْزل إلى الشوارِع، نُخرِج الحوزة بكُلّها لابسةً الأكفان، فخافوا فخَرَجوا، فماذا يقولون؟ قالوا إنّ “السيّد الخُميني” قال: هؤلاء جواسيس وأنا لا أُدافع عن الجواسيس، هذا كَذِبٌ، كَذِبٌ، كَذِب. “السيّد الخُميني” أرسلَ رسولًا من طَرَفِهِ، إلى قائم مَقام النّجف آنَذاك، بتهديدٍ شديد، بحيث اضطرّ القائم مقام أن يأتي راكضًا فَزِعًا، وجاءَ معهُ مدير الشُرطة، ومدير الأمن، المسؤولون البعثيّون، -ما تُريد؟!-، عنّفَهُم تعنيفًا شديدًا وطلبَ من القائم مقام أن يفتَحَ لهُ (خط تلفون مباشر مع أحمد حسن البكر)، اعتذرَ القائم مقام لأنّهُ يخاف أن يفعلَ هذا، فقال: أُمهِلُكَ إلى مُنتصف اللّيل، الحديث الذي جرى هذا ليلة الجُمعة، لأنّ الخبرَ وصلَ في ليلة الجُمعة من أنّ الحكومةَ ستُباشِر إعدامهم يوم غَد أو بعدَ غَد، يوم الجمعة الحوزة دُروسها مُعطّلة، والنّاس تذهب إلى المساجِد لصلاة الجماعة فلا توجد صلاة جمعة آنَذاك، “السيّد الخُميني” كانَ يُصلّي في مسجد التُرك، عطّل صلاة الجماعة احتجاجًا، وفي يوم السّبت عطّل دَرسَهُ أيضًا، وصلَ إليه خبر أنّ السيّد الخوئي في يوم السّبت لم يحضر صلاة الجماعة في مسجد الخضراء ولم يُلقِ درسًا، “السيّد الخُميني” تصوّر أنّ السيّد الخوئي فعلَ ذلك اعتراضًا على الذي جرى من الحكومةِ البعثيّةِ باتّجاه هؤلاء الذين سيُعدَمون. فأرسلَ إليهِ “شيخ حبيبُ الله الأراكي” هُوَ والد “شيخ محسن الأراكي”، شخصيّةٌ معروفة في الجوّ الإيراني وفي أجواء حِزب الدّعوة، من رموز حِزب الدّعوة وكانَ مُقرّبًا “للسيّد الخُميني”، فـأرسلهُ و”الأخوان المرعشي”، أرسلَهُم لأيّ شي؟! الأخوان المرعشي هُم أخوان، الرّسالة حَمَلَها هؤلاء بِحَسَبِ ما جاءَ في هذهِ الموسوعة: “محمد باقر الصّدر السيرة والمسيرة في حقائق ووثائق – لأحمد أبي زيد العاملي” العارف للمطبوعات، وهذا هُوَ الجُزء الثالث في صفحة 83، وهذي القضيّةُ معروفةٌ بالمناسبةِ يعرِفُها كثيرونَ ممّن عاشوا تِلكَ الأيّام، وذُكِرَت في مصادِرَ عديدة أرّخَت لتأريخ “السيّد الخُميني” باللُّغة الفارسيّة، وذَكَرها “السيّد علي أكبر محتشمي” بتفصيل، على أيّ حالٍ، أقرأُ بعضًا ممّا جاءَ في صفحة 83: “فبَعثَ إليهِ رسالةً حَمَلها الشيخ حبيبُ الله الأراكي والأخوان المرعشي، يدعوهُ فيها إلى إعلان الحِداد العام، وتعطيل الدّروس لمُدّة أسبوع، وإلباس المساجد لباسَ السّواد وإقامَةَ الفواتِح، -باعتبار أنّهُم أُعدِموا، نحنُ الآن نتحدّث ما بعدَ يوم السّبت، والحكومةُ أعلنت الخميس ليلًا أنّها سَتُباشِرُ إعدامَهُم، ماذا كانَ جواب السيّد الخوئي؟! (إنّي حينما ألغيت اليوم الدّرس وصلاة الجماعة، فقد كانَ ذلك بسبب المرض، ولم تَكُن المسألةُ مسألةً سياسيّة، وأنا في هذا الظرف لا أرى مصلحةً في الصِّدام معَ هذا النّظام، وأنا أخاف)، وعندما بلغَ ذلكَ الى السيّد الخميني علّقَ عليهِ قائلًا: لستُ أدري وهُوَ في هذا العُمر مِمَّ يخاف؟!. كُلٌّ يقيسُ على نَفسِهِ، هذا الرّجُل الخميني يقيسُ على نَفسِهِ، وذاكَ الرّجُل الخوئي يَقيسُ على نفسِهِ أيضًا، وكُلٌّ مُيسّرٌ لِمَا خُلِقَ له. قد يسأل سائل أينَ السيّد محمد باقر الصّدر؟! قضاها بُكاءًا وأغميَ عليهِ، مثلما أُغميَ عليه لمّا سَمِعَ بِخَبرِ إعدامِ سيّد قُطب، (گضاهه بواچي السيّد محمد باقر الصّدر) وأكثر من مرّة تلامذتُهُ يرشّون عليهِ الماء، يُغمى عليهِ يكاد أن يُغمى عليه، حال السيّد محمد باقر الصّدر المعروف، ولم يكُن ذلك الوقت ذا تأثيرٍ قطعًا كتأثير السيّد الخوئي. هذهِ القضيّةُ لا يتصوّر البعض لأنّها ترتبطُ بحِزبٍ سياسيّ والسيّد الخوئي مِزاجُهُ، ذوقُهُ لا يتماشى مع الأحزاب السياسيّة( إن كانَ هذا صحيحًا) القضيّةُ ليسَت كذلك، فمثلاً في الثّمانينات حدثت قضيّةُ “الشيخ محمد تقي الجواهري” هُوَ والد ” الشيخ حسن الجوهري”، من أساتذة الحوزة في النّجف، كانَ يُنقل عن السيّد الخوئي قولهُ من أنّني حينما آتي إلى الدّرس آتي لأجلِ شخصٍ واحد، هُوَ يعني بهِ “الشيخ محمد تقي الجواهري”، هكذا يُنقل، أنا لا أدري هذهِ الأكاذيب والأقوال والحكايات كثيرةٌ في الوسط الحوزوي، وكما نقول نحنُ الآخنديّون في أجواء النّجفِ وكربلاء وقُم: “والأصلُ في الأخبارِ أن تُكذّبا”، هذا يُقال في أوساط الحوزويّين في النّجفِ ، “والأصلُ في الأخبارِ أن تُكذّبا .. لا سيّما في النّجفِ وكربلاء”. مدينةُ النّجفِ، مدينةُ العُلماءِ، مدينةُ الأكاذيبِ والإفتراءاتِ والدّعاياتِ، وتشويه السُّمعة، من أهمِّ اختصاصات مراجِعِنا وعُلمائنا في النّجف: تشويهُ سُمعة الآخرين، وتضخيمُ سُمعة الآخرين أيضًا وكُلّ ذلك بالأكاذيب، على أيّ حالٍ، هذا كانَ يُنقَلُ في الأجواء الحوزويّة، هذا هُوَ نحوٌ من أنحاء (الخبن)، موجود يُنقل عن غيرهِ أيضًا، ما هُوَ يُنقل الآن عن المُعاصرين مثلًا، يُنقل عن “الشيخ حسين الوحيد الخراساني”، الذين يحضرون درسَهُ بالمئات، وربّما البعض يقول أنّ العدَدَ قد يصلُ إلى الألف وهُوَ يقول أنا آتي لأجلِ واحد أو اثنين (البقيّه شنو شغلهم؟ بيش ايْلعبون؟ يلعبون بكذا؟!) عندنا في التّعابير العراقيّة: (يگولون فلان يلعب بكذا) حينما يكون لا شُغلَ لهُ ،على أيّ حالٍ، هذا (الخبن) الحوزوي نحنُ نعرِفُهُ، تعوّدنا عليه، وعلى هذه الأكاذيب، وهذا الوضع الذي في أحسنِ أحوالِهِ هُوَ سفاهةٌ في سفاهة. السيّد الخوئي-كما ينقلون عنه -يقول: أنا آتي إلى الدّرس لأجل شخصٍ واحد، هُوَ “الشيخ محمد تقي الجواهري” -وكان الحُضّار في درسِهِ قد يصل عددهم إلى ثلاثمئة مثلًا، من طُلّاب البحث الخارج-، وكانت علاقة “الشيخ محمد تقي الجواهري” وثيقةً بالسيّد الخوئي، إلّا أنّ هذا الرّجُل كانَ جريئًا و شُجاعًا، ما أخذَ من استخذاء السيّد الخوئي، فكانَ لهُ موقف معَ البعثيّين، وقد سجّلوا عليهِ بعضَ حديثهِ وبعضَ كلامهِ مع النّاس بخصوص البعثيّين، اعتُقِل، بإمكان السيّد الخوئي أن يرفع سمّاعة التلفون ويتحدّث مع مُحافظ النّجف، وسيُطلقون سراحه، أصلًا بإمكان جمال الخوئي أن يفعلَ ذلك، ولمّا تحرّك الخوئي بهذا الاتّجاه، جاؤوهُ بالكاسيت المُسجّل، وقالوا لهُ أنّهُ هكذا يقول عن البعثيّين، فسَكَت الخوئي ولم يتدخّل. هذهِ القضيّةُ ليسَت خاصّةً بعارِف البصري لأنّهُ من حِزب الدّعوة أو فُلان من المجموعةِ الفُلانيّة. هذهِ هيَ شخصيّةُ السيّد الخوئي التي يستحكمُ فيها الخوف، والجُبن، وهذا ما اصطلحتُ عليه بحالة الإستخذاء العقائدي، مَردُّ هذا الأمر إلى قضيّةٍ عقائديّة، في التّكوين العقائدي، وفي التكوين المعرفي، فضلًا عن العوامل الأُخرى، هذهِ حقائق وقعَت على الأرض، وإذا ما حدّثتُكُم بشيءٍ وهُوَ ليسَ صحيحًا فأنبئوني بذلك، وأنا سأعتذرُ عن هذا في نفس البرنامج، وعِبرَ نفس الشاشة، وسأُزيلُهُ من الجوّ الإعلاميّ، من التلفزيون، من الإنترنت، وحقَّ حُسينٍ لا أُريدُ أن أغُشّكُم ولا أُريدُ أن أنقُلَ شيئاً فيما بيني وبينَ نفسي لستُ مُصدّقاً لهُ، وإذا ما نقلتُ شيئًا لستُ مُتأكّدًا منه سأقولُ لكُم من أنّني لستُ مُتأكّدًا من هذا الشيء، هذهِ الصُّور وهذه الحقائق، وأنتم تُلاحظون أنا أنقلُ لكم من مصادر، وأضع الوثائقَ بين أيديكُم بقدرِ ما أتمكّن، لا يُمكن أن تكونَ هُناكَ وثيقةٌ لكلّ حَرف، ما هيَ هذهِ القضايا تجري في كواليس الحياة، وكواليسُ الحياة لا نستطيعُ أن نَصِل إلى وثائِقها، ما هيِ بأيدينا هيَ بأيدِ غيرنا. إذا أردنا أن نَسيرَ مُتتبّعينَ أهمَّ المحطّات في حياة السيّد الخوئي، وفي تأريخ مرجعيّته، فإنّنا سنتلمّسُ هذا المعنى، معنى الإستخذاء العقائديّ. ● حادثةٌ مُهمَةٌ جدًا في حياة السيّد الخوئي وفي تأريخ مرجعيّتهِ، ترتبطُ بشؤون وتفاصيلِ الثّورةِ الإسلاميّةِ في إيران سنة 1978؛ هيَ السّنةُ التي اشتدّت فيها حركةُ الثّورةِ الإسلاميّة في إيران، كانَ الشّاه حائرًا ماذا يصنع، فلذا أرسلَ زوجَتَهُ الملكة “فرح ديبا” مع أولادهِ إلى النّجف، لأيِّ شيءٍ؟! لزيارة السيّد الخوئي، لإظهار أنّ العائلة المالِكَة على ترابطٍ مع الدّين ومع النّجفِ ومع المرجع الأعلى، ولأجلِ أن تأخذ منهُ بيانًا مُضادًا لما تأتي بهِ بيانات السيّد الخميني، وفعلًا ذهَبَتْ إلى النّجف مع أولادِها وزارَتِ السيّد الخوئي، وأمَرَت أولادها أن يُقبّلوا يدَهُ وطلَبَتْ منهُ بيانًا، وكَتبَ لها بيانًا، وقد أُلقيَ عِبرَ طائرات الهليكوبتر على رؤوس المُتظاهرين، لكنّهُ لم يُؤثّر، المُظاهرات هتَفَت بسُخريةٍ من السيّد الخوئي ومن مرجعيّتِهِ، ربّما أثّر في بعضٍ من النّاس الذين يُصنّمون الخوئي، من أتباعه، لكن بشكلٍ عام لم يترُك بيانُ السيّد الخوئي أثرًا، نعم تركَ أثرًا في الإعلام الحكومي الذي طبّلَ لهُ، من أنّ المرجع الأعلى آيةَ الله العُظمى السيّد الخوئي كتبَ بيانًا يُطالبُ الجماهير بالرّجوعِ إلى بُيوتِها، بالهدوء، وعدم مُهاجمةِ مؤسّسات الدّولة، إلى غير ذلك ممّا جاء في بيانهِ المُضاد لبياناتِ قائد الثّورةِ الخميني، لمّا كانت الملكةُ “فرح ديبا” في زيارة السيّد الخوئي أعطاها خاتَماً، من العقيق الفاخر والثّمين الغالي جدًا، وقد نُقشَ عليه” يدُ الله فوقَ أيديهم” هذهِ هديّةُ السيّد الخوئي إلى شاه إيران، ولذا حينَ وصلتِ الهديّةُ إلى الشّاه بعثَ برسالةٍ يشكُرهُ فيها، وسأعرضُها لكم ، بعد فِرار الشّاه وانتصار الثّورة الإسلاميّة، وجدوا في وثائق وأرشيف القَصر المَلكي “كاخ نياوران” نُسخةً من تِلكَ الرّسالةِ ، قطعًا يحتفظونَ بنُسخةٍ، هذهِ قضيّةٌ معروفةٌ في السّياق الإداري والرّوتين الرّسمي. هذا الكتاب الذي بينَ يدي عنوانُهُ: “مِحنةُ الهُروبِ منَ الواقِع – للسيّد حسن الكشميري”، تحدّثَ عن هذهِ المسألة في صفحة 174، 175، وما بعدها، ونقلَ ما نقلَ عن خالِ أولادهِ “السيّد فاضل الميلاني” وهُوَ حيٌّ يُرزق، من الشّخصيّات البارزةِ هُنا في الجوّ الشّيعي في لندن، ومن العُلماءِ المُعمّمين المسؤولين في مؤسّسة السيّد الخوئي، هُوَ موجودٌ وعلى حدّ عِلمي هُوَ يُتابِعُ برامجي كما تصِلُني الأخبار، هُوَ يسمَعُني الآن، إن لم يَكُن الآن ففي وقتِ الإعادة. فالسيّد حسن الكشميري ينقلُ عن خالِ أولادهِ: “طبعاً أنا لم أكُن حاضراً في إيران آنَذاك، لكنّ سماحة العَلَم السيّد فاضل الحسيني الميلاني، وهُوَ خالُ أولادي ذكرَ لنا بعضَ التّداعيات لبيان الإمام الخوئي رحمهُ الله، حينما كانَ يتحدّثُ لمجموعةٍ من الشّباب الثوريّين العِراقيّين في لندن، بأنّهُ بعدَ أن ألقَت الطّوافات -طائرات الهليكوبتر- التّابعةُ لسِلاح الجوّ الشاهنشاهيّ هذا البيان للإمام الخوئي، في “ميدان ازادى” -وهُوَ من أكبر الميادين في طهران وهُوَ ميدان الثّورة-، ثمّ عكست وسائلُ الإعلام الإيرانيّ صُورًا لزوجةِ الشّاه وهيَ تستمعُ إلى توجيهات الإمام الخوئي رحمه الله، عمّت حالةٌ من السّخط الشّديد عند الإيرانيّين وخرجَت مُظاهراتٌ شبابيّةٌ وهيَ تهتفُ بأهازيج جارِحَة، فكانوا يُردّدون باللُّغةِ الفارسيّة: “فرح جون فرح جون، غصه نخور فرح جون، شاه اگر بميرد، خوئى تو را ميگيرد” (يا حبيبتنا فرح، لا يُصيبكِ الأذى والهَم، إذا مات الشاه، الخوئي سيتزوّجكِ). سأقرأُ ما جاءَ في صفحة 174، من “مِحنةُ الهُروبِ منَ الواقِع – للسيّد حسن الكشميري”: “كان يصحبها ولداها ووفدٌ من البِلاط، ومعهم أحدُ عُلماء البِلاط وهُوَ “الشيخ محمد الغروي الكمپاني”، وحَلّت هذهِ المرّة ضيفةً على ابنة الإمام الخوئي زوجة المرحوم نصرالله المُستنبط، والذي كانً مُرشّحًا لخلافة الإمام الخوئي في عرش المرجعيّة، -لأنّها جاءت أيّام مرجعيّة سيّد محسن الحكيم، وحلّت ضيفةً على عائلةِ الحكيم، لا شأن لنا بذلكَ الوقت الذي تقدّم، نحن نتحدّث عن مرحلةِ مرجعيّة السيّد الخوئي-، وقد التقت الإمام الخوئي عصرًا بمنزلهِ في الكوفة (حي كنده)، ودفعَت بولديها لتقبيل يدَه وقدّم لها الإمام الخوئي خاتمَ عقيقٍ ثمين، مكتوبٌ عليه: يدُ الله فوقَ أيديهم، وصوّرت معهُ ونُشِرتَ الصُّور في وسائل الإعلام الإيرانيّة والمرئيّة وغيرها – وبالمناسبة وسائل الإعلام العراقيّة أيضًا نشَرَت الخبر، ونشَرَت الصُّور- وقد استطاعَت استصدار بيانٍ من الإمام الخوئي يدعو الأُمّة الإيرانيّة إلى الهدوء، واحترازِ إراقةِ الدّماء، وقد وُزّعَت صُوَرُ هذا البيان بطائرات الهليكوبتر، على رؤوس المُتظاهرين بطهران.” لما انتشرَ الخبر، كانت هُناك مواقف لبعض العُلماء والمراجع إزاء السيّد الخوئي: “الشيخ الصّدوقي” من عُلماء إيران، أرسلَ برقيّةً من إيران إلى السيّد الخوئي شديدةَ اللّهجة، وهذا يُذكّرُنا بالرّسالةِ شديدةِ اللّهجة التي وجّهها المرجع المعروف “المیرزا الذّليل المُستخذي، ما أنا قلتُ مرجعيّةُ السّيستاني المُستخذية من مرجعيّة الخوئي المُستخذية، هذهِ من تِلك. “الشيخ الصّدوقي” وجّهَ برقيّةً شديدةَ اللّهجة وافتتحها بهذهِ الآية: ﴿أَذهَبتُم طَيِّبٰتِكُم في حَياتِكُمُ الدُّنيا وَاستَمتَعتُم﴾. واستمرّ مُوبّخًا لهذا الموقف المُستخذي من السيّد الخوئي. “السيّد عبد الله الشيرازي” كانَ من مراجعِ النّجف وانتقلَ إلى مشهد، احتجّ احتجاجًا شديدًا على هذا الموقف السّخيف والضّعيف من الخوئي، لكنّ أقوى المواقف كان من المرجعِ المُعاصرِ للسيّد الخوئي في النّجف السيّد عبد الأعلى السبزواري، فقد واجهَ الخوئي وجهًا لوجه، وعنّفهُ تعنيفاً شديدا، الخوئي بلعَ لِسانَهُ وسَكَت. “السيّد محمد باقر الصّدر” أيضًا عاتبَ السيّد الخوئي، لكنّ هذا ما هُوَ بغريبٍ على السيّد الخوئي من جهةِ موقفهِ المُستخذي، ومن جهةِ خِلافهِ وعدائهِ الشّديد معَ السيّد الخُميني . هُناكَ من الأُخوةِ مَن بعثَ لي رسالةً نقلَ لي فيها معلومةً عن أُناسٍ قريبينَ من الحَدَث، وأنا أثبتُّ المعلومةَ فيما مرَّ من الأيّام- لا أقصد في هذه الأيّام– هُنا في ذَيلِ المقال الذي كتَبَهُ السيّد حسن الكشميري في كتابهِ “مِحنة الهُروب من الواقع”، المعلومَةُ تقول: من أنّ السيّد الخوئي لمّا قدّمَ خاتمَ العقيق الثّمين جدًا “لفرح ديبا” هديّةً لشاه إيران قالَ لها بالفارسي: “سلام ما را به اعلا حضرت برسان، وبگو که ما دعا می کنيم: خدايا دشمن هاى شما را هلاک کند” بلّغوا سلامنا إلى الحضرةِ العُليا، وقولوا لهُ دُعائي لهُ أن يُهلكُ الله أعداءَه. هذا هُوَ السيّد الخوئي، هذهِ مواقِفُهُ وهذهِ كَلِماتُهُ، وما هذا بغريبٍ أبدًا. صُورةَ الرّسالةِ التي بعثَ بها الشّاه من “كاخ نياوران” من القَصر المَلكي إلى السيّد الخوئي يشكُرهُ فيها على خاتمَ العقيق الثّمين موجودةٌ في العديدِ من المصادرِ التي أرّخَت للثورةِ الإسلاميّةِ في إيران باللُّغةِ الفارسيّة، وكذلك باللُّغةِ العربيّة، على سبيل المِثال هذا الكِتاب: “عِراقٌ بلا قِيادَة – عادل رؤوف” وهذهِ طبعةُ المركز العِراقي للإعلام والدّراسات، الطبعة العاشرة، ٢٠٠٦ ميلادي، أوردَ صُورَة هذه الرّسالة في صفحة ٥٧٨، وفي صفحة١١٦: ذكرَ ترجمتها باللُّغة العربيّة. هذا على سبيل الأنموذج وإلّا فالمصادر كثيرةٌ التي أوردَت ونشَرَت هذهِ الرّسالة بنُسختِها الفارسيّة، وكذلك بترجمةٍ عربيّةٍ لها. أنا أتذكّر في بدايةِ الثّمانينات، أعتقد في سنة ١٩٨١، زُرتُ في طهران مركزًا آنذَاك لوثائق الثّورة الإسلاميّة، وكانَ مِن جُملةِ الوثائق المَعروضة : النُسخةُ الأصليّة التي أُخرِجَت من “كاخ نياوران” ، وطلبتُ منهم صورةً -في وقتها كانوا يُعطونَ الزوار صورا للوثائق الموجودة- فحصلتُ على نسخةٍ مُصوّرةٍ على النُسخةِ الأصليّة التي كانت معروضةً آنذاك، لا أدري هل هذا المركزُ موجودٌ الآن، تغيّر، تطوّر، لا أدري، لكنّ هذه الوثيقةُ وثيقةٌ معروفةٌ في وثائقِ تأريخِ الثّورةِ الإسلاميّة في إيران وليسَت مُزوّرةً، هذهِ وثائق حقيقيّة. أنا سأقرأُ عليكم ترجمة الرّسالة باللُّغة العربيّة: حضرة آية الله العظمى حاج سيّد أبو القاسم الخوئي دامت بركاتُهُ، أملًا بعونِ الله سُبحانهُ وتعالى والألطاف الخاصّة لوليّ العصر إمام الزّمان عجّل الله تعالى فرجه، أن يكون جنابكم الغالي علينا بصحةٍ وعافية، شرّفني وبكلّ امتنان خاتم العقيق المُزيّن بالآية الكريمة: يدُ الله فوقَ أيديهم. إنّ اهتمامكم الخاص بي ورعايتكم بشارةُ خيرٍ كبيرةٌ وعظيمة، وإنّي إذ أشكرُ الله عزّ وجل وأئمّة الحق الذين حرسوني، وحرسوا المملكةَ طيلةَ حياتي وأيّام مُلكي، وكانوا دليلا لي في حفظي ونشري مذهب الحق، المذهب الجعفري، وحرسوا المملكة والأُمّة الإيرانيّة في كلّ الحوادث السيّئة في الماضي والحاضر. مرةً أُخرى نسأل الباري عزّوجل أن يحفظكم في كنَفهِ لكلّ الشيعة في العالم وخصوصًا في إيران ونحنُ بحاجةٍ دائمًا إلى دعائكم المبارك. قصر نياوران، بتأريخ الرابع – من شهر دي ١٣٥٧ شمسي.-بحسب التأريخ الإيراني-، محمد رضا پهلوي. إذا أردنا أن نُحوّل هذا التأريخ إلى التأريخ الميلادي: ١٩٧٨/١٢/٢٤. الشاه متى خرجَ فارّاً من إيران؟ ١٩٧٩/١/١٦، (الفارق بين تأريخ صدور الرّسالة وفرار الشاه من إيران: ثلاثة وعشرين يوم)، تُلاحظون كم هيَ العلاقةُ وثيقة وشديدة، (الجماعه دهن او دبِس مع صدّام .. دهن ودبِس مع الشاه) والضّحك على ذقوننا. متى رجعَ السيّد الخُميني إلى إيران؟ ١٩٧٩/٢/١، يعني من تأريخ الرّسالة إلى رجوع السيّد الخُميني (تسعة وثلاثين يوم)، لاحظوا أنّ السيّد الخوئي في عالَم، والشيعةُ في إيران في عالَمٍ آخر! قطعًا الرّسالة التي صدَرَت من الشّاه، يشكُرُ فيها السيّد الخوئي، لم تكُن بفترةٍ طويلة عن الفترةِ التي وصلَ فيها خاتَمُ العقيق هديةً من الخوئي إلى الشاه. فلاحظوا الفارق الكبير في الجوّ الذي كانَ يعيشهُ السيّد الخميني والشيعةُ في إيران، والجوّ الذي كانَ يعيشهُ السيّد الخوئي وهو المرجع الأعلى، وبالمناسبة أكثرُ الشيعة في إيران كانوا يُقلّدونَ السيّد الخوئي، فمرجعيّتهُ هيَ الأكبر. عرضُ فيديو بصوت السيّد الخُميني يتحدّثُ في خطابٍ من خطاباتهِ المعروفة والتي بُثّتْ عِدّة مرّات على التلفزيون وفي الإذاعةِ الإيرانيّة مع ترجمةٍ عربيّةٍ دقيقةٍ جدًا لكلامه وإذا أردتُم أن تطّلعوا على مصدرٍ مطبوع، خِطابات السيّد الخُميني جُمِعَت في كتاب باللُّغةِ الفارسيّة “صحيفه نور”، هذا الجزء الذي بين يدي بحسبِ طبعةِ وزارة الإرشاد في الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة، هو الجزء الخامس عشر. صفحة ٤٤ يبدأ خطاب السيّد الخُميني، وفي صفحة: ٤٥ في النّصفِ الثّاني الكلام موجودٌ نصّاً. وبِحَسَبِ طبعةِ “مؤسّسة تنظيم ونشر آثار امام خميني” في الجِلد الرابع عشر، يبدأ الخِطاب في صفحة: ٥١٨، ونفس الكلام موجود في صفحة ٥٢٠. وبالمناسبة “صحيفه نور” قد تُرجمَ إلى اللُّغة العربيّة بعنوان: “صحيفة النُور” وهُوَ كتابٌ كبير، أكثر من عشرين جلد، جُمِعَت فيه كُل خِطابات وبيانات السيّد الخُميني عِبرَ تأريخ الثورة الإسلامية إلى حينِ وفاتهِ. ماذا نقلَ لنا السيّد الخُميني عن السيّد الخوئي؟! هُوَ لم يذكُر اسمه ولكنّهُ تحدّث عن أوصافهِ وأشارَ إلى هذه النُّقطة المُهمّة إلى أنّهُ أرسلَ خاتمَ عقيقٍ هديّةً للشّاه لسلامتهِ، فماذا قالَ السيّد الخوئي عن شيعةِ إيران في مواجهةِ الشَاه؟! وَصَفَهُم بالمجانين، وماذا وصَفَ قِيادَتَهُم؟! فهُوَ يتحدّثُ بشكلٍ مُباشر عن السيّد الخُميني، فالإيرانيّون لم يكُن لهُم من قائدٍ إلّا الخُميني، حتى غيرُ المُتديّنين منَ الشيوعيّين والماركسيّين والقوميّين انضووا تحتَ رايةَ الخُميني آنَذاك. فماذا وصفَ القيادةَ الإيرانيّة؟! وصَفَهُم بالاستحمار. أنا أسألُكُم هل أنّ السيّد الخوئي أيضًا كانَ ماسونيًّا حينما يتحدّثُ عن السيّد الخميني ويصفهُ بأنّهُ حِمار، هل كانَ السيّد الخوئي عميلًا للمُخابرات الغربيّةِ لأجلِ تحطيم المرجعيّة؟! (هذا الخرط اللي يگلّولكم بيه)، حينما أنتقدُ المرجعيّةَ وأنا أنتقدُ بالأدلّة والوثائق، السيّد الخوئي ما هُوَ دليلهُ على أنّ الشعب الإيراني مجانين، وأنّ الخُميني ومن معهُ حمير؟! دليلهُ هُوَ جُبنهُ، لأنّهُ جبانٌ رعديد وخوّاف، وذَيلٌ يتملّقُ للشاه، دليلُهُ هُوَ استخذاؤهُ العقائدي والنّفسي، ما عِندهُ من دليل، السيّد الخُميني وصَفَهُ بأنّهُ بَهيمةٌ مربوطة هَمّها عَلَفُها، هل السيّد الخُميني أيضًا ماسوني؟! عميل للمُخابرات، وحرّكتهُ المُخابرات لتدمير المرجعيّة الشيعيّة في النّجف التي يَرتَعِدُ منها الغَرب (ما ندري يرتعد من فوگ لو من جوّه؟!) ما هُوَ هذا كلام المراجع فيما بينَهُم. التقيّيم الذي ذكَرَهُ السيّد الخُميني بخصوص السيّد الخوئي، هُوَ هذا الإستخذاء العقائدي الذي يتفرّع عنه الإستخذاء المعنوي، فلذلك وصَفَهُ مُستدِلّاً بكلامِ أمير المؤمنين: ” مَثَلُهُ مَثَلُ البَهيمةِ المَربوطة هَمّها عَلَفُها، أو المُرسلَة شُغلُها تَقمّمُها”، التَقمّم: هُوَ الأكلُ من المزابِل. هذا هُوَ كلامُ المراجِع ما هُوَ كلامي، ونصُّ عبارة السيّد الخوئي بالفارسيّة: “اين از خريّتشان است”، خر: باللّغةِ الفارسيّة هُوَ الحِمار، هذا من استحمارهِ لأنّهُ حِمار. هذا كلام المراجِع فيما بينَهُم، ماذا تقولون أنتم، هل قلتُ هذا عن المراجِع؟! أم أنّني حينَ أذكُرهُم أترحّم عليهم، وأذكُر حسَنَاتهِم إن كانَت، وحينما أنتَقدُهُم لا أكذِبُ عليهم، إنّما آتي بالوثائق والأدلّةِ والحقائق، لكنّنا ماذا نصنعُ ونحنُ في مواجهة سَفَلة، حتى ولو كَبُرَت عمائمهُم وطالت لَحاهُم، سَفَلة، كذّابون، ما هذا هُوَ الواقِعُ بينَ أيديكُم. هُناكَ مِفصلٌ أساسيٌّ جدًا، وهُوَ يرتبطُ بالثّورة الإسلاميّة في إيران، لكنّهُ في أجواء النّجف، موقف “السيّد محمد باقر الصّدر” من الثّورة الإسلاميّة في إيران والأحداث التي حدثَت من اعتقاله وبعد ذلك من إطلاق سراحهِ، وفرضِ الإقامة الجبريّة عليه، وحاصروه في بيته، ثمّ فكّوا الحِصار لفترةٍ وجيزة، وبعدَ ذلك حاصَروه مرّةً ثانية، ثمّ اقتادوهُ إلى بغداد وأعدموه مع شقيقتهِ “السيّدة آمنة الصّدر”، أينَ كانَ الخوئي من كُلّ ذلك؟ّ! أقبَح المواقف كانَت مواقف الخوئي، وأعودُ مؤكّدًا لا لخُبثهِ ولا لعداوةٍ في نفسهِ اتّجاه محمد باقر الصّدر، ربّما أولاد الخوئي خُبَثاء وكانوا يحمِلون العَداوةَ والكُرهَ والبُغضَ للسيّد محمد باقر الصّدر، أمّا الخوئي بشخصهِ فلَم يكُن كذلك، لكنّهُ كانَ جبانًا رعديدًا خوّافًا، بتعبيرنا الشّعبي العراقيّ: (زوربه). قضيّةٌ سَمِعتُها من كثيرين من تلامذة محمّد باقر الصّدر، وسَمِعتُها من كثيرين ممّن هُم على علاقةٍ بمحمد باقر الصّدر، قضيّةٌ حسّاسةٌ جدًا جدًا جدا، في بيت الخوئي، حادثةٌ خطيرةٌ جدًا، تُنبِؤنا عن الفسادِ واللّا دينِ واللّا تقوى، وعن الإستخذاء العقائدي في مرجعيّة الخوئي، في بيت الخوئي؛ الإمام الخوئي زعيم الحوزةِ العلميّة كانَ جالسًا في البرّاني، من الذي كانَ يُشارِكُهُ ذلكَ المَجلِس؟ّ وَلَدهُ، كما نقول في تعابيرنا الشّعبيّة العراقيّة: (التلعه)، التلعة يعني الدُرّة اليتيمة، يعني (اللّي ماكو مثله)، الخوئي معَ ولَدهِ جمال الدين، بمثلِ هذا يتجمّل الدين، والسيّد الخوئي يُكنّى بهِ، كُنيته (أبو جمال)، هُناكَ شخصٌ ثالث يَجلِسُ في المَجلِس، ولا يُوجد شخصٌ آخر، قطعًا الحاشية موجودون، قريبونَ من المجلس، يُشاهدونَ ويسمعون، وهُم الذين نقلوا ما جرى في المجلس، المجلسُ في البرّاني وهو مكانٌ مفتوح، لكن هذهِ الجلسةُ كانت لهؤلاء الثّلاثة: الخوئي، ولَدهُ جمال الدّين، وشخصٌ ثالثٌ ،إنّهُ مُديرُ أمنِ النّجف، بعبارةٍ أُخرى: (شمرُ بن ذي الجوشن)، الحكومةُ في بغداد كانت تبعثُ أقذرَ مَن عندها مِن رجال الأمن، كي يكونَ مُديرًا للأمن في النّجف، متى كانَ هذا المَجلِس؟! بعدَ انتصار الثّورةِ في الجمهوريّة الإسلاميّة، وبعدما بدأَ السيّد محمد باقر الصدر نشاطه في مُناصرة السيّد الخُميني، والتّفاصيل التي حدَثَت، (ومجيء الوفود، وخروج مظاهرات) إلى بقيّة الأمور، أنا لستُ بصددِ الحديثِ عن تلكَ الأحداث، والتي كُنتُ أنا وجيلي من الشباب جُزءًا منها، وجُزءًا من ضحاياها، وبعد ذلك عوائلُنا بسببنا ذاقَتِ الأمرّين، الحكايةُ ما هيَ بحكياتي وحِكايةِ جيلي، إنّني أتحدّثُ عن الإستخذاء العقائدي في رموزِنا التي كُنّا نتصوّرُ بأنّها رموزٌ إلهيّة، (طلعت بعدين تهي بهي) كما يُعبّر في التعابير الشّعبيّة العراقيّة، في تلكَ الفترة الحسّاسة والحَرٍجة، مُدير أمن النّجف جاء لزيارة الخوئي، هل جاءَ للمُسامرة؟! أم كانَ يُباحِث السيّد الخوئي في مسألةٍ فقهيّة أو أُصوليّة؟! قطعًا جاءَ لأمرٍ إمّا أن يُبلّغ الخوئي بشيء، وإمّا أن يَجُسَّ النّبض؛ ما الذي يجري ما هُوَ موقف الخوئي من هذا الذي يقومُ بهِ محمد باقر الصّدر، بحَسَبِ الذين يروونَ لنا الرّواية ما كانَ آتيًا ليُبلّغَ الخوئي بشيء، وإنّما جاءَ ليَجُسَّ النّبض، فماذا سَمِعَ في مجلس الخوئي؟! وإذا بجمال الدّين الخوئي ينهدُّ على مُدير النّجف ويقولُ لهُ: (إلى متى أنتُم صابرون على محمد باقر الصّدر!، لماذا لا تعدمونه وتُخلّصوننا منه، أتريدونَ أن تصنعوا خُمينيًّا ثانيًا هُنا في العِراق؟!) هذا الكلامُ واللهِ معروفٌ وأنا سَمِعتهُ من كثيرينَ جدًا، من تلامذةِ محمد باقر الصّدر، وممّن هُم قريبونَ لمحمد باقر الصّدر، لأنّ أشخاصًا من داخلِ بيت الخوئي خافوا من هذا الأمر وهانَ عليهم أن يسمعوا هذا الكلام ولا يوصلوه إلى السيّد محمد باقر الصّدر، فأوصلوه إليه ، المشكلةُ ليسَت في مُدير الأمن الذي جاءَ ليَجُسَّ النّبض، ولا في جمال الدّين الخوئي، ما نحنُ نعرفهُ ( فرد واحد سگط)، المُشكلةُ في الإمام الخوئي، لم ينبسّ -كما يقولون- ببنتِ شِفَة، وهُوَ يسمع ولَدهُ جمال الدّين يُطالب البعثيّين بإعدام محمد باقر الصّدر، رُبّما يقول البعض إنّني أفتري، لأنّني ماسوني، ووظّفتني المُخابرات الأوروبيّة البريطانيّة لتشويهِ سُمعةِ المرجعيّةِ لأنّ المُخابرات ما وجدَت طريقًا لتحطيم هذهِ المرجعيّةِ التي دوخّت الغَرب، لا أدري بماذا دوّخته؟! بسفاهَتِها، بهذا الواقع الأسود الذي تعيشهُ في كواليسِها ؟! هذا الكلامُ مُثبتٌ في كتاب “الشّهيد الصّدر، سنوات المِحنةِ وأيّامُ الحِصار – شيخ محمد رضا النّعماني”، وهو موجودٌ حيّ ، و كتابهُ معروف، وأنا أُشير إلى النُّسخةِ التي هيَ: المطبعةُ إسماعيليان – قُم المُقدّسة، الطبعة الثانية 1417 هجري قمري، 1979 ميلادي، “المؤلّف محمد رضا النّعماني”، كانَ مُرافقًا للسيّد محمد باقر الصّدر أيّام مِحنَتهِ وأيّام حِصارهِ، كانَ موجودًا في بيت محمد باقر الصّدر، وهذهِ مُذكّراتٌ يُسجّلها هُنا من أرضِ الواقع وإن أخفى كثيرًا، كانَ مُجاملًا في كتابةِ هذهِ المُذكَرات، لأنّهُ في مجالسهِ الخاصّة في بعض الأحيان تتسرّب منهُ معلوماتٌ حسّاسةٌ لم يكُن قد أثبتَها في هذا الكِتاب، في صفحة 127: “بلَغَهُ -بلغَ السيّد محمد باقر الصّدر- أنّ أحد أبناء المراجِع قالَ لمُدير أمن النّجف: (ماذا تنتظرون بالصّدر؟ هل تُريدونهُ خُمينيّاً ثانيًا في العِراق؟ لماذا لا تعدمونهُ؟). هُوَ لم يذكُر اسم الخوئي واسمَ ولدهِ جمال الدّين هُنا، لكن لو نفترض أنّهُ ما ذكرَ في موضعٍ آخر اسمَ الخوئي واسمَ ولَده، من هُوَ هذا المرجِعُ الذي يزورهُ مُدير الأمن في شأنٍ مُهمٍّ يرتبطُ بإعدام محمد باقر الصّدر، ومن ابن المرجِع هذا الذي يمتلكُ الجُرأةَ الكاملة أن يُطالبَ مُديرَ الأمن بإعدام محمد باقر الصدر؟! هل هُناكَ غير الخوئي وغير جمال الدّين والحوزةُ تعلم من أنّ أكثرَ الذين كانوا يُعادونَ محمد باقر الصّدر من جِهة الخوئي، لا من جِهةِ شَخص الخوئي الكبير وإنّما من جِهة الخوئي الصغير، من جِهة جمال الدّين، كانَ من أكثر النّاس عداوةً للسيّد محمد باقر الصّدر، هذهِ المعلومُةُ التي أثبتَها “الشيخ محمد رضا النّعماني” ذكرها أيضًا الكاتب العراقي “مُختار الأسدي” في كتابهِ “الشّهيد الصّدريينَ أزمةِ التأريخ وذِمّة المؤرّخين”، مطبعة ستارة – قُم المُقدّسة، الطبعة الأولى 1418 هجري، 1979 ميلادي. الكلامُ صفحة 169، وعلّق في صفحة 170، هُوَ في المتن نقلَ نفسَ الكلام الذي ذكَرَهُ “محمد رضا النّعماني”، ولكنّهُ أشارَ في الحاشية؛ أنّ الشيخ النّعماني حدّثَهُ بحديثٍ خاصٍّ من أن المرجعَ كان موجودًا ولم يعترِض ولم ينبسّ ببنتِ شِفَة، هذا جُزءٌ من الحكاية، أمّا الحكايةُ الكاملة فإنّها موجودةٌ في الجزء الثّالث من “موسوعةِ محمد باقر الصّدر السّيرةُ والمسيرةُ في وثائق وحقائق” العارف للمطبوعات، صفحة 129 نقلَ الحكاية كاملةً، لم ينقلها عن كتاب “الشيخ محمد رضا النّعماني” ولم ينقلها عن كتاب “مُختار الأسدي”، وإنّما نقلها مُباشرةً عن “محمّد رضا النّعماني”، صفحة 129، الهامش السّادس: “حدّثني بذلك الشيخ محمد رضا النّعماني بتاريخ 21/3/2005 ميلادي” من أنّ السيّد الخوئي كانَ جالسًا في المجلس الذي قالَ فيه جمال الدّين ابن السيّد الخوئي لمُدير أمن النّجف لماذا لا تعدمون محمد باقر الصّدر اعدموه، خلّصونا منه، أتريدون أن تصنعوا خُمينيًّا ثانيًا، وأنّ السيّد الخوئي لم يُعلّق مُطلقًا، هذهِ الحكايةُ حكاها بالأسماءِ وبالتّفصيل محمّد رضا النّعماني، وقد حكاها لمُختار الأسدي، لكنّ مُختار الأسدي ما ذكرَ الأسماء وإنّما قال من أنّ المرجِع الكبير كانَ موجودًا وما قالَ شيئًا، هذا الذي ذكرتهُ من أنّ مُذكّرات محمد رضا النّعماني ليست كاملة، لأنّهُ في بعص الأحيان تخرجُ منهُ تسريبات، وهذهِ التّسريبات المُوثّقة هُنا في هذا الكتاب، ومؤلّف هذا الكتاب حيٌّ يُرزق؛ “محمد عبدالله أبو زيد العاملي”، ومحمّد رضا النّعماني حيٌّ يُرزق، وبالمناسبة هذه المعلومةُ نحنُ نعرفها قبلَ أن يُؤلّف محمد رضا النّعماني كتابهُ هذا، نعرفها ونعلم بها أنا وغيري منذ بداية الثّمانينات، هذا الكلام أنا سمعتهُ سنة 1980، ممّن لهُ علاقةٌ بمحمد باقر الصّدر، سمعتهُ في الكويت، و في سوريّا، و في إيران، من أشخاصٍ تربطهم علاقة بأجواء الخوئي وأجواء محمد باقر الصّدر. ماذا تقولون؟! أنا لا أُسيء الظنّ بالسيّد الخوئي من أنّهُ يريدُ إعدامَ سيّد محمد باقر الصّدر، وحقّ الحُسين لا أعتقدُ ذلك، لكن أولاد الخوئي نعم، مثل هذا (السگط) جمال الدّين الخوئي نعم، هؤلاء يصدُر منهم، جمال الدّين الخوئي وبقيّة أولاد الخوئي، السيّد الخوئي أنا لا أعتقدُ بأنّهُ بهذا الخُبث، لكنّ الرّجل كانَ جبانًا رعديدًا، الرَعديدُ: هُوَ الجبان الذي ترتعدُ فرائصُهُ من أُمورٍ في الجوّ العادي النّاسُ لا يخافون منها. هذهِ الحكايةُ حقيقيّةٌ، وثِقوا هذا الكلام هُوَ الذي سهّل الطّريق للبعثيّين أن يعدموا محمد باقر الصّدر، لأنّهُم اطمئنّوا أنّ الخوئي لن ينبسّ ببنتِ شِفَة، وصدّام كانَ عارفًا بشأن الخوئي حينما اقترحَ أن يكونَ التأييد والدّعم لمرجعيّة الخوئي أيّام مرض “مُحسن الحكيم” قبلَ وفاتهِ، مثلما حدّثتُكُم فيما تقدّم من حلقات هذا البرنامج. هذا الموقف كيفَ تصِفونَهُ؟! أليسَ هذا الموقف بصوت عالٍ يرتفعُ صُراخُهُ إنّهُ “الإستخذاء العقائدي” في أحسن الحالات، أنا هُنا أحمل السيّد الخوئي على أحسن المحامل، ما أسأتُ الظنّ به وقلتُ من أنّهُ يُشارك البعثيّين في إعدام محمد باقر الصّدر بنيّةٍ خبيثة، نعم هُوَ شاركَهُم، شاركَهُم بسُكوتِهِ، شاركَهُم بعدمِ ردّ ولَدهِ جمال الدّين الخوئي، كان يُفترض بالسيّد الخوئي على الأقلّ أن يُسكتَ ولدهُ، وإلّا المفروض أن يُطرد جمال الدّين من مرجعيّة الخوئي، ولكنّ الرّجلَ كانَ جبانًا، وكانَ مُستخذيًا، ومن حقّي أن أُسيء الظنّ به لكنّني لا أُريد ، الرّجل كانَ خوّافًا. الحكايةُ لا تنتهي عند هذا الحدّ، لكنّ البعثيّين أخذوا الضّوء الأخضر من زعيم الشّيعة، من زعيم الحوزة العمليّة، من الإمام الخوئي، هذهِ المعلومات أكيدةٌ مئة بالمئة، أنا لا أنقلُ لكُم معلوماتٍ خطيرةً بهذهِ الخُطورة ما لم أكُن قد ملأتُ يدي منها، لستُ معتمدًا على هذه المصادر، أنا أعرضُ لكم هذه المصادر لا لأنّها المصادر التي أستقي منها معلوماتي، هيَ من جُملة المصادر، وليسَت بالدّرجةِ الأولى بالنّسبةِ لي، إنّما أعرضُها لكم من باب التّوثيق الإعلامي، هُناكَ حِرفيّةٌ إعلاميّةٌ وعِلميّةٌ في العمل، فهذا من شرائط الاحتراف الإعلامي والعِلمي، لابدّ أن أعرِضَ لكم كلامًا مُوثّقًا، لو كانت هذه المعلوماتُ موجودة فقط في هذه المصادر فإنّني لا أقطعُ بها، لكنّني من خلال عقودٍ من الزّمن- أنا أتحدّثُ عن فترةٍ زمنيّةٍ طويلةٍ منذ 1980وإلى الآن ونحنُ في سنة 2020 – وأنا في هذه الأجواء، وقد أحطتُ إحاطةً كاملةً بهذه التّفاصيل، القضيّةُ تتجاوزُ كلامًا ذُكِرَ في ورقةٍ أو في كتابٍ مُعيّنٍ أو في وسيلةٍ إعلاميّة، المسألةُ أكبرُ من ذلك، هذهِ الثّقةُ والقاطعيّةُ في الطّرح لم تكُن مستندةً إلى هذا الكتاب أو ذاك الكتاب، إنّما هيَ تجربةٌ ومعاناةٌ، عِلميّةٌ واقعيّةٌ دينيّةٌ، اجتماعيّةٌ سياسيّة، تستندُ إلى موسوعيّةٍ وإلى اطّلاعٍ واسعٍ في كُلّ التّفاصيل ممّا كُتب، وممّا جاءَ على الألسنةِ القريبةِ من الواقع، ومن مُعايشةٍ حقيقيّةٍ لهذا الواقع الشيعي، في مشهدهِ الظاهر وفي كواليسهِ الخفيّة. موقفُ الخوئي مع محمد باقر الصّدر من أقبح المواقف، موقفٌ قبيحٌ جدًا، ولا أعتقد أنّ قُبحًا يكون أكثرَ من هذا القُبح، أن يُطالبَ ولَدهُ بإعدام السيّد محمد باقر الصدر، حتى لو اختلفنا، حتى لو أنّ محمد باقر الصّدر يُؤسّسُ لمنهجيّةٍ يختلفُ فيها مع الخوئي لكن هل يصلُ الأمر إلى هذا الحدّ؟! ما هذا رمزٌ من رموز الشيعةِ بغضّ النظرِ نتّفقُ معه أو نختلفُ معه، ما هذا علَمٌ من أعلام النّجف، أنا أسألُ السيّد الخوئي – قطعًا هُوَ سؤالٌ افتراضي وإلّا فإنّ السيّد الخوئي (مات وشبع موت): لمّا جاء محمد باقر الصّدر إلى زيارة السيّد الخوئي في بغداد، حينما كان يستعدّ للسفر إلى لندن، السَفرة التي هيّأها صدّام والبعثيّون لهُ، ورافَقهُ فيها عددٌ من البعثيّين على رأسهم “علي رضا الفيلي” الذي كان سكرتيرًا لصدّام حسين، لمّا جاء السيّد محمد باقر الصّدر، جاء كي يضغط على السيّد الخوئي ألّا يُسافر إلى لندن، وأن يكتفي بمُراجعة الأطبّاء في بغداد، في مدينة الطّب، ولكنّ السيّد الخوئي رفَض، الحكاية ليست هُنا، كانَ السيّد الخوئي جالسًا مُستريحاً ومن دون عِمامة، فلمّا أقبلَ السيّد محمد باقر الصّدر، قامَ السيّد الخوئي وَلَبِسَ عِمامتهُ، مُستعدًّ للسّلام على السيّد محمد باقر الصّدر، بعض الموجودين قالوا لهُ: (سيّدنا خذ راحتك)، لأنّ حاشية السيّد الخوئي كانت كارهةً مُبغضةً لمحمد باقر الصّدر، وتأذَوا كثيرًا من مجيئهِ، السيّد الخوئي لَبِسَ عِمامتهُ واستقبلَ محمد باقر الصّدر، ماذا قال لهم؟! قال لهم: (كيفَ لا ألبسُ عمامتي والنّجف بكُلّها قد جاءت)، لو كانت النّجف بكُلّها قد جاءت فعلًا لأذعنَ السيّد الخوئي لما طلبهُ محمد باقر الصّدر، مِنْ أن يكتفيَ بمراجعة أطبّاء مدينة الطّب ويعود بعد ذلك إلى النّجف، كي يجدوا حلًّا لقضيّة التّسفيرات، لهذه الكارثة التي حلّت في شيعة العِراق بشكلٍ عام، وفي شيعة النّجف بشكلٍ خاص، ولكنّ البرنامج كانَ مُرتّبًا وسافرَ السيّد الخوئي، كلامي هُنا، الخوئي قال: (كيفَ لا ألبسُ العمامةَ والنّجف بكُلّها قد جاءت) يُشير إلى محمد باقر الصّدر، إذا كان فعلًا محمد باقر الصّدر هكذا في نظر الخوئي، هيَ مُجاملات آخوندية نحنُ نعرفها لا حقيقةَ لها على أرض الواقع، لكنّ الكلام يجرّ الكلام، ومعلومةٌ أردتُ أن أُضيفها إليكم، فإذا كان محمد باقر الصّدر هكذا فلماذا يا أيّها الخوئي ولدُكَ يُطالب بإعدامهِ وأنتَ ساكِت؟! هل تُريد إعدام النّجف بكُلّها؟! كما تزعمُ أنت والأمرُ ليسَ كذلك بهذا الحجم، لكنّها مُبالغات الآخونديّة في الحديث والكلام، يستسهلونَ الكَذِبَ ويضعونَ لذلكَ عناوين، يستسهلونَ المُبالغةَ ويضعونَ لذلكَ عناونين، يُحرّفونَ الكَلِمَ عن مواضعِهِ، مثلما يقول عامّةُ الشّيعة، ومثلما يقول النّجفيّون: (الموامنه يريدونها حلوه يسوّونهه حلوه ..يريدونها مُرّه يسوّونهه مُرّه)، وللطُّرفةِ حينما كنتُ أُدرّسُ أحكامَ الفقهِ في أكثر من حلقة، ذكرتُ هذا الأمر، في مدينة قُم، فحينما يأتي الكلامُ بحسَب ما يقول عُلماء المدرسة الأُصوليّة- لا شأن لي بكلامهم هُم هكذا يقولون- هذا التّفصيل الذي يذكرونَهُ من أنّ المُكلّف إمّا أن يكون مُجتهدًا أو مُقلّدًا أو مُحتاطًا، أنا على سبيل الطُّرفة كنتُ أقول: ( إمّا أن يكون مُجتهدًا أو مُقلّدًا أو مُحتاطًا أو طَلَبة)، طَلَبة: يعني طالبَ علمٍ في الحوزة الدّينيّة، يعني مُعمّمًا، فيقولون كيف؟! المُجتهد معروف، المُقلّد معروف، والمُحتاط معروف، باعتبار أنّني أتحدّث مع طلبةٍ للعُلوم الدينّية، فهُم يعرفونَ هذهِ المُصطلحات، الطَلَبة وهُوَ طالبُ العلم الدّيني، لا هُوَ مُجتهِد (الموامنه هكذا) لا هُم مجتهدون ولا مُقلّدون ولا مُحتاطون، وإنّما يلعبون بالدّين كما يشاؤون، فالأمر قد يكون في هذا اليوم حرامًا، وفي اليوم الثّاني يكون حلالًا، فكانَ المُعمّمون الجالسونَ في حلَقة الدّرس يضحكون، ويضحكون كثيرًا، لأنّهُم يعلمون أنّ هذا الذي أتحدّث عنه كان حقيقة الواقع، أصحاب العمائم يعبثون بالدّين، ويضحكون على الشيعة، ويسرقون أموالهم مثلما أقولُ في مُقدّمتي، كما يقول الشّاعرُ النّجفيُّ الشيخُ المُعمّمُ علي الشرقي، وهُوَ ابن عمّةِ الشّاعر محمد مهدي الجواهري الكبير، هذه قصيدةٌ مشهورةٌ لعلي الشرقي، وهذا البيت من الأبيات المشهورة له: (قَوْمِي رُؤوسٌ كُلُّهم، أرَأيْتَ مَزْرَعَةَ البَصل)، وأنا وضعتُ حاشيةً على هذا البيت، لأجلِ هذا البرنامج، في مُقدّمة هذه الحلقات: حَوزاتُنا الدّينيّة، أحزابُنا القُطبيّة، لُصوصٌ كُلُّهم بالتّمام والكمال، شايِفْ گهوة النشّالة؟، يَسرُقون النّاس ثُمَّ يَسرُقُ بعضُهم بعضا، واللهِ هذهِ هيَ الحقيقة وسأُثبتُها لكُم، لكن اصطبروا عليّ، الحلقاتُ القادمُةُ مُفعمةٌ بالكثير من المعلومات وبالوثائق وبالحقائق وبالدقائق، الموقفُ القبيحُ للسيّد الخوئي مع محمد باقر الصّدر لا زالَ فيهِ الكثيرُ من الكلام.