مجزرةُ سبايكر – الحلقة ١١ – المحور الثاني – وجه الإعتبار بما جرى في هذا الحدث ق٦ Show Press Release (17 More Words) مجزرةُ سبايكر – الحلقة 11 – المحور الثاني – وجه الإعتبار بما جرى في هذا الحدث ق6 صور OverlaysPreviousNext فيديو يوتيوب اوديو مطبوع Show Press Release (1 More Words) يازهراء ملخـّص الحلقة تاريخ البث : يوم الثلاثاء 21 رجب 1441هـ الموافق 17 / 3 / 2020م قَومِي رُؤوسٌ كُلُّهم أَرَأَيْتَ مَزْرَعَة البَصَل حوزاتنا الدينيَّة، أحزابُنا القُطبيَّة لُصوصٌ كُلُّهم، شايف ﮔـهوة النشّالة يسرقون الناس ثُمَّ يسرقُ بعضهم بعضاً .. للَّذين يرفضونَ الضَّحكَ على ذقونهم فقط هذا البرنامج: مجزرةُ سبايكر. المحور 2: وَجهُ الإعتِبار منَ الحدث (الإعتبار بكلِّ مُجريات مجزرة سپايكر): تسَلسَلَ الحديثُ إلى أنْ وَصَلنا إلى هذا العنوان “الإستِخذاء العقائدي”.. وصلتُ في الحلقة الماضيةِ إلى جانبٍ منَ الحديثِ عن مرجعيّةِ السيّد الخوئي المُستَخذِية والّتي تَتَفَرَّعُ عنها المرجعيّة المُستَخذِية الفِعليّة، تحدّثتُ عن بعض المراحلِ المُهِمّة في تاريخ مرجعيّة السيّد الخوئي، مثلاً عن تَسفيراتِ السّبعين وكيف كانَ موقف الخوئي موقِفاً إستِخذائِيّاً جَباناً قبيحاً فاشِلاً، ثُمّ بعد ذلك نَقلتُ الحديثَ إلى المُلابَساتِ والأحداثِ الّتي جَرَتْ أيّام إعتِقالِ الحكومة البعثيّةِ الكثيرَ من الحَوزَويّين وغيرِ الحوزَوِيّين في إعتِقالات تَنظيمِ حِزبِ الدّعوةِ أيّام السّبعينات إلى أن وَصلَتِ الأمورُ إلى الحُكمِ بالإعدامِ على “عارِف البصري” ومن مَعَهُ، وكان الحديثُ عن هذه المسألةِ وكيف كانَ موقِفُ السيّد الخوئي مُستَخذِياً وقبيحاً وجَباناً وفاشِلاً، وأشرتُ إلى ما يرتَبِطُ بإعتِقال “الشّيخ محمّد تقي الجَواهري” من أبرزِ تَلامِذةِ السيّد الخوئي.. ومن أنّ الموقف كان موقِفاً إستِخذائيّاً مَرَدُّهُ إلى الخوفِ والجُبنِ والهَلَعِ الّذي لا مُبَرِّرَ له إذ كانَ بإمكانِ الخوئي أن يَجِدَ حَلّاً له، ثُمَّ كان الحديثُ عن أشَدِّ الأيّام بالنّسبة للثّورة الإسلاميّة في إيران- أحداث سنة 1978 -وكيف أنّ زوجَةَ الشّاه جاءتْ إلى النَّجَف واستَخلَصَتْ بياناً من السيّد الخوئي مُعارِضاً لبيانات السيّد الخُميني وقد نُشِرت نُسَخُ هذا البيان على رُؤوس المُتَظاهرين في “مَيدان آزادي” من خِلالِ طائراتِ الهليكوبتر.. وكيفَ كان موقِفُ الخوئي مُسانِداً للشّاه وكيف أنّه أرسَلَ إليه خاتم عقيق كان ثَميناً وغالياً جدّاً، نُقِشَ عليه “يَدُ الله فوقَ أيديهم” وأبلَغَ ملكة إيران “فَرح ديبا” سلامَهُ الحارّ للشّاه ودُعاءهُ لهُ في أن يُهلِكَ أعداءَه. عرضُ صورٍ لشاه إيران وزوجته. قَفَزَ في ذاكِرَتي ما قاله إمامُنا الهادي صلواتُ الله وسلامهُ عليه، إنّها أبياتٌ فيها معنى الإعتِبار، فأين هذا الشّاه وأين الشّاهاتُ والمُلوك؟ وأين السّلاطين؟ ونحن ذاهِبون أيضاً.. وها هو الكورونا يَعصِفُ بكلّ بِقاعِ الأرض.. ما الدُّنيا إلّا وَمْضَةٌ خاطِفة.. لماذا يتَهارَشُ عليها مراجعُ الشّيعةِ تهارُشَ الكلابِ على الجِيَف؟! هذا السُّؤال يجبُ عليهم أن يُجيبوا هم عليه . يَقول إمامنُا الهادي: باتوا على قُلَلِ الأجبالِ تَحرُسُهمْ غُلْبُ الرِّجالِ فما أغْنَتهمُ القُلَلُ أينَ الملوكُ وأبناءُ الملوك؟ أينَ الأباطِرةُ؟ وأينَ الأكاسرة؟ ما هي دُنيانا كَكِتابٍ نَتَصَفّحُ أيّامها كما نتصَفّح أوراقه واستُنْزِلُوا بعد عِزٍّ عن مَعَاقِلهمْ فأُودِعُوا حُفَراً يا بِئسَ ما نَزلوا ناداهُمُ صارِخٌ منْ بعدِ ما قُبِروا أينَ الأسِرَّةُ والتّيجانُ والحُلَلُ؟ أين شاهُ إيران؟؟ وأين الخوئي؟؟ وأينَ المراجعُ الآخرون الّذين تَهارشوا على المرجعيّة تَهارُشَ الكلاب على الجِيَف؟ كما يَقول الشّلمَغاني بحسب ما نقلَ لنا الشّيخُ الطوسي في كتابه [الغيبة].. أين الملوك؟ وأين الأباطِرة؟ أينَ الوجوهُ التي كانت مُنَعَّمَةً من دونِها تُضرَبُ الأستارُ والكِلَلُ فأفصَحَ القبرُ عنهمْ حين ساءلهمْ تلكَ الوجوهُ عليها الدُّودُ يَقْتَتِل قد طالَما أكلُوا دهراً وقد شَرِبوا فأصبَحُوا بعد طولِ الأكلِ قد أُكِلوا أضحَتْ مَنازِلُهم قَفْراً مُعَطَّلَةً وساكِنُوهَا إلى الأجْدَاثِ قد رَحَلُوا} ونَقلتُ الحديثَ بعد ذلكَ من أجواءِ المُلوك والمَلِكاتِ إلى مرحلةٍ حسّاسة في تاريخ مرجعيّة السيّد الخوئي وفي تاريخ مرجعيّة النّجَف، حينمَا انتَصَرتِ الثّورةُ الإسلاميّةُ في إيران وعادَ السيّدُ الخُميني من فرنسا إلى إيران، وبدأ السيّدُ محمّد باقر الصّدر نشاطَهُ في نُصرةِ الجُمهوريّة الإسلاميّة وجرى الّذي جرى.. نَقَلتُ حادِثةً خَطيرةً من أنّ مَجلساً قد جَمَعَ بين الخوئي المَرجِع وبين وَلَدِهِ “جمال الدّين” ومُدير أمن النّجَف.. خُلاصةُ ما دار فإنّ “جمال الدّين” ابن الخوئي إنهَدَّ على مُدير أمن النّجَف: (لماذا لا تَعدُمون محمّد باقر الصّدر؟ ما الّذي تَنتَظِرونه به؟ اعدُموه وخَلَّصُونه منه، أتُريدون أن تَصنَعوا خُمَينيّاً ثانياً؟؟).. وكلّ ذلك بِمَسمَعٍ من الخوئي المرجع ولم يَنبَسْ ببنتِ شفة، وأنا قُلت وأكَرِّرُ كلامي: إنّ الخوئي لم يَكُن خَبيثاً إلى هذا الحدّ الّذي يُريدُ إعدامَ محمّد باقر الصّدر -أولادهُ نعم- السيّد جمال نعم كان يُبغض السيّد محمّد باقر الصّدر شَديدَ البُغض -حَسَداً قَطعاً- هذا هو الحَسَدُ الدّائر فيما بين المُعَمَّمين.. الأمراضُ النّفسيّةُ القَبيحة ما رأيتُ أقبَحَ منها كالأمراض النّفسيّة الموجودة في وَسَطِ الحوزة الّتي تُسَمّى بالحَوزة العِلميّة، وفي بُيوت المراجع وفيما بين المَراجع -أتَحَدَّثُ عن تجربتي لا شأن لي بالآخَرين- إذا كانوا يُحدِّثونَكم عن أجواءٍ في عالم المَلَكوت وعن حوزةٍ ملائِكيّة كحُكومة “إبراهيم الجَعفري” الّتي يَتَحَدَّثُ عنها من أنّ حكومة المَنطقة الخَضراء حُكومة ملائكيّة؟ إذا كانوا يُحدّثونكم بهذه الطّريقة هنيئاً لكم.. أنا أتَحَدَّثُ عن تَجربتي.. من أقذَر الأمكِنةِ الّتي تَنتشرُ فيها أقذَرُ الأمراضِ النّفسيّة هي المُؤسّسة الدّينيّة الشّيعيّة الرّسميّة، وهذا ليس مُختَصّاً بِمُؤسّستنا الدّينيّة الشّيعيّة الواقع هو هو بقذارَته في المُؤسّسة الدّينيّة السُنيّة وحتّى في باقي المُؤسّسات الدّينيّة الأخرى في العالم.. المُؤسّساتُ الدّينيّة هي من أقذرِ الأماكنِ في العالم، مَشحونةٌ بالصِّراعات لأجلِ المال والجِنس والسُّلطة، قباحةٌ لا تُشابِهُها قَباحة، ومكانٌ يَتَجَذَّرُ فيه الكَذِب والإفتِراء والبُهتان ومن أكثر أماكنِ الغيبةِ والنّميمة، بالنّسبة لي هذا هو الّذي رأيتُهُ.. أتَحَدّثُ عن تَجربتي وما هي بِتجرِبةٍ قصيرةٍ وأنا قد سافَرتُ ورأيتُ البُلدانَ واطَّلعتُ على الثّقافاتِ وقرأتُ الكثيرَ واطّلَعتُ على التّاريخ، ودَخَلتُ في أتُونِ العَمل السّياسي الإسلامي الشّيعي، ودَخَلتُ في أتُونِ الخِدمةِ الحُسينيّةِ على كلِّ مُستَوياتِها، ودَخَلتُ في الوَسَط الحوزوي، ودَخَلتُ في جَوِّ التَّبليغِ والإعلام في كٌلِّ مناحِي الجوِّ الشّيعي الدّيني.. الّذي خَرَجتُ به من تَجرِبةٍ أنّ أقذَرَ الأمكِنة الّتي تَجتَمعُ فيها أقذَرُ الأمراض النّفسيّة وأقبحُ الخِصال والصِّفات الإنسانيّة هو في جوِّ المُؤسّسة الدّينيّة، هذا بالنّسبة لي.. رُبّما كُنتُ سيّء الحَظّ، رُبّما كُنتُ سيّء التّوفيق.. فهذا الّذي رأيتُهُ وهذا الّذي لامَستُهُ، الكَذِبُ والدّجَلُ والغُشُّ بكُلّهِ موجودٌ هناك، نادِراً يَتَلَمَّسُ الإنسانُ الصِّدقَ و الصَّفاءَ والنّظافة في هذا المكان، هذا بالنّسبة لِتجربتي ولا أفرِضُ تَجرِبتي على أحد، إنّني أتَحدّث عن تَجرِبتي الشّخصيّة ولِكُلٍّ منكم تَجرِبَتُهُ هو حُرٌّ فيما يَبنيه من تَصَوُّرٍ عن مَرجعيّةٍ أو عن حَوزةٍ أو عن مُؤسّسةٍ دينيّةٍ أو عن حِزبٍ دينيّ، هو حُرٌّ وأنا حُرٌّ أيضاً في أن أرسِمَ الصّورة في ذِهني بحسب مُعاناتي و مُعايَشَتي و تَجرِبَتي، ولا يَستَطيعُ أحد أن يأخُذَ منّي هذا الحقّ و يُصادِرَه فتِلك قضيّةٌ في مُحتَوَياتِ ذاكِرتي، تَدورُ في خُزانةِ فِكري من خلالِ مُعايشةٍ وتَجرِبةٍ ومُعاناة.. هذا هو الّذي جرى والّذي حَدَّثتُكم عنه.. الخوئي ما كان خَبيثاً، الخُبثُ عند أولادِهِ وتَحديداً عند جَمال الخوئي.. مَرَّتِ الأيّام وإذا بـ “جمال الدّين الخوئي” يأتي إلى إيران، وكانتِ المُعارضة الشّيعيّةُ العراقيّةُ موجودةً هناك، في طَهران وفي قٌم وفي سائر المُدُن الإيرانيّة الأخرى، تلامِذة “السيّد محمّد باقر الصّدر” وحِزب الدّعوة وكلّ الّذين آذاهم “جَمال الخوئي”، قطعاً لا يَستَطيعونَ أن يَفعلوا له شيئاً لكنّ هناك من سأله: “لماذا كان هذا الموقف منك -من محمد باقر الصّدر؟”، هو لم يُنكِر ذلك، هذا السّؤال وُجّه له أكثر من مرّة: “لماذا طالبت بإعدام “محمّد باقر الصّدر”؟ أما كُنتَ تَعلم أنّكَ تَمنَحُ الإجازة باسمِ أبيك للحكومة العراقيّة أن تَعدِمَ محمّد باقر الصّدر؟؟”.. وفعلاً قد قامت بذلك، فحينما وَجَدتِ الحُكومةُ العراقيّةُ البعثيّة المُجرمةُ آنذاك أنّ المرجع الأعلى يُعطي الضّوءَ الأخضر ●هو ما أعطى الضّوءَ الأخضر بنفسه لكنّه كان جَباناً رِعديداً خَوّافاً مُستَخذِياً فما رَدَّ على وَلَدِهِ وما نَهَره- الحكومة هكذا فَهِمت أخَذَت الضّوء الأخضر من الخوئي فأعدَمَت “محمّد باقر الصّدر” وبذلك فإنّها أخَذَت الضّوءَ الأخضر في إعدام كلِّ من يُعارِض، إذا كان الخوئي يُعطي ضوءاً أخضر لإعدام “محمّد باقر الصّدر” فمن باب الأولى إنّه يُعطي ليس ضوءاً واحداً، يُعطي أضواء وأضواء وأضواء خُضر لإعدام بقيّة الشّباب الشّيعي.. وهذا هو الّذي جرى، فإنّ الحكومةَ قد استَكلَبتْ استِكلاباً شَديداً .قبل إعدام “محمّد باقر الصّدر” الحكومةُ أعدَمتْ عَدَداً محدوداً بالعشرات، لكن بعد إعدام “محمّد باقر الصّدر” الحكومةُ أعدمتْ بالآلاف -لماذا؟- لأنّها أخَذَتِ الضّوء الأخضر من المَرجع الأعلى، لا بسبب خُبثِهِ، وبسبب أنّه يُريد لِشباب الشّيعة أن يُعدموا وإنّما بسبب جُبنِهِ، وخوفه، وإستِخذائِهِ، هذا هو الّذي جرى، لذلك دائماً كنتُ ولازِلتُ أطالِبُ بمركزٍ للدّراساتِ الإستراتيجيّة أو بمراكز كي نَدرُسَ التّاريخ الشّيعيّ على الأقلّ في القرن العشرين، أن نُسَلِّطَ الضّوء على تاريخ المرجعيّة الشّيعيّة وكيف عَبَثتْ بالواقعِ الشّيعي، القضيّة ليست مُنحَصِرةً بالخوئي، منذ بداياتِ القرنِ العشرين والمرجعيّةُ في النَّجف عَبَثَتْ في الشّيعة شَرَّ عَبَث، جَعَلونا حَقلاً للتّجارب مثلما السّيستاني.. في بياناته الّتي تُقرأ في صلاة الجُمعةِ في كربلاء يقول من أنّ “المُجَرَّبَ لا يُجَرَّب”.. ما أنتَ صَنَعت منّا وإلى الآن -يا أيّها السيستاني- حَقلَ تَجارُب، جَرَّبتَ فينا “الجَعفري”، وجَرَّبتَ فينا “المالكي” مرّتين وكُلُّ ذلك بأوامِرِك.. وهكذا إلى يومك هذا أنت تُجَرِّبُ في رُؤوس الشّيعة.. أليسَ الأولى أنّ هذا الكلامَ يَنطَبِقُ عليك؟ ما نحنُ جَرَّبناك وجَرَّبنا آراءكَ الّتي نِهاياتُها معروفة، آراءٌ فاشِلةٌ ، قادتِ العراقَ إلى الّذي هو فيه الآن وسأثبِتُ ذلك بالوثائق والأدِلّة في الحلقاتِ القادِمة حين يَصِلُ الحديث إلى فساد وكذبِ ودجلِ مرجعيّة السّيستاني.. والله سأثبِتُ ذَلك لكم بالأدِلّة والوثائق.. المرجعيّات الشّيعيّة مُنذُ بدايةِ القرنِ العشرين وإلى الآن صَنَعتْ مِنّا حَقلاً لِتَجارِبها.. وكلُّ مرجعٍ يموت يأتي مرجعٌ جَديد فيأتينا بأولاده وأصهاره وهم في الأعمّ الأغلبِ سَفَلةٌ وساقِطون، لا علم، لا دين، لا كفاءة، لا ذَوق، لا أدَب، لا أخلاق.. يَندُرُ أن تَجِدَ في أولاد المراجع وفي أصهارهم من لا يَتَّصِفُ بهذه الأوصافِ الّتي أشَرتُ إليها، مُشكِلتُنا تَبدأ من هنا وتَنتهي هنا أيضاً وإلى يومك هذا، لأجل أهدافِ أبناءِ وأصهارِ المراجعِ في سبيل عداواتهم ومشاكلهم نحن الّذين نَكون الضّحيّة.. فحينما سألوا “جمال الخوئي”: لماذا فَعَلت أنت وأبوكَ هكذا؟ لماذا كُنت تُطالب بإعدام محمّد باقر الصّدر؟ ولماذا كنت تُسَلِّمُ طُلّاب الحوزة للسُّلطة الأمنيّة؟ حينما تَشتَرطُ عليهم أن يأتوا إلى مدرسةِ أبيك كي يَستَلِموا الرّاتب وهم مَطلوبون من قِبَلِ الدّولة ورِجالِ الأمن، تُجلِسُهم في غُرف المَدرسة وبعد ذلك تُشيرُ إليهم بأنّ هذا هو الّذي تَبحثون عنه؟؟ لماذا قَطَعتَ الرّواتب عن الّذين ما جاؤوا إلى المدرسة خوفاً من أن يُلقى القَبض عليهم وأرسَلوا نِساءهم وأولادهم وطرَدتَ نِساءهم وأولادَهم؟؟ لماذا فَعَلت كلّ هذا؟؟ جواب “جمال الخوئي” كان هكذا: من أنّنا ما كُنّا نَعرِفُ مدى سوء البَعثِيّين.. وأيُّ جوابٍ هذا؟؟!! وما علاقة هذا الموضوع بالمُطالبة بإعدام “محمّد باقر الصّدر”؟ وما علاقة هذا الموضوع بعدم إعطاء الرّواتب لطُلّابٍ في الحوزةِ الدّينيّة ليسَ لهم من مصدرِ رزقٍ إلّا هذا الرّاتب وهم لا يَستَطيعون أن يأتوا بأنفُسِهم!! وإذا جاؤوا فأنت تُسَلِّمُهم لرجال الأمن.. هل هذا جواب!! من أنّنا ما كُنّا نَعرف سوء البعثيّين؟؟!! ومرجعيّة (أمِّداها) إذا كانت لا تَعرف ماذا يجري في زمانها!! (أمِّداكم وطيّح الله حظكم).. أيّةُ مرجعيّةٍ هذه الّتي لا تعرف زمانها ولا تعرف ما يجري في وقتها؟؟ لكنّه كذِبٌ ودَجَل.. وماتَ “جمال الخوئي” وذَهَبَ إلى مَصيره.. وحينما ماتَ أمرَ السيّد الخمينيّ بأن يُقام له تَشييع مُحتَرم، ويُدفَن في حَرم السيّدة المعصومة، هذه أخلاقُ الكِبار.. الّذي شاعَ في حينها -أنا كُنتُ في حينها في مدينة قم وسَمعت هذا من كثيرين- من أنّ جمال الخوئي ما مات حَتفَ أنفِهِ وإنّما سَمَّمَهُ وُكَلاء الخوئي.. من نفسِ الكَأس الّذي سَقَى الآخرين سُقِيَ بها، إذا صَحَّتِ الرّواية.. فإنّ “جمال الخوئي” جاء إلى إيران كي يَجمَعَ الأموال الّتي يُسَمّونها بالأموال الشّرعيّة.. وكانتِ الأموالُ تُحسَبُ بمئات الملايين -إنّني أتحدّث عن الدّولار لا أتحدّث عن التّومان- فلمّا أحَسَّ الوُكلاء وخُصوصاً الكبار من أنَّ ضَرراً سيلحقُ بهم إذا كانتِ الأموال ستُجمع في مكانٍ واحد في قُم، ويُشرف على ذلك إبن الخوئي فأقاموا له وليمةً وقَتلوه بالسَّم ثمّ شَيّعوه ولَطَموا عليه وناحوا وبكوا على العَلّامة المِفضال “السيّد جمال الخوئي” قدّس سرّه الشّريف.. بالنّسبة لي أصَدِّقُ هذه الوقائع لأنّني أعرفُ مدى السّوء والإجرامِ والخُبث، خُصوصاً في بُيوت المراجع وفي الوسط المرجعي -أتحدّثُ عن تجربتي أنتم لكم تجاربكم، أنتم أحرار بأنفسكم وتجاربكم وأنا حُرٌّ في نفسي وتجاربي- ما أعرفه في هذا الجوّ فإنّني لا أعرف شيئاً حسناً إلّا ما نَدَر، عنهم من الإستِعداد أن يَقتُلوا وأن يذبحوا وأن يُدَمِّروا في سبيلِ مصالحهم الشّخصيّةِ الدّنيئة، ولا تقولوا لي الحواشي -أبداً- الرُّؤوس، المراجعُ بأنفُسهم وإذا أردتُ ان أفتحَ هذا الموضوع فبإمكاني أن آتيكم بأمثلةٍ عبرَ التّاريخ الشّيعي وبالأدلّة وبالكُتب وبالمصادر الّتي كَتَبوها هم، وبالفتاوى منذ بداياتِ عصرِ الغيبةِ الكبرى وإلى يومنا هذا لكنّهم يُغطّون هذه الأمور بالدَّجَلِ، والحيلة، والمكيدة، ونحنُ أغبياءُ يضحكونَ علينا، هذا بالنّسبةِ لي لا شأنَ لي بكم كيف تُفَكِّرون لكنّني حينما أتحَدّث، أتحدّث وأنا أضعُ الأدلّة بين أيديكم.. فأين تَضَعون هذه الواقِعة؟؟!! وإبن المرجع الشّخص المُتَحَكّم الأوّل في مرجعيّة الخوئي هو “جمال الدّين الخوئي” يُطالبُ مدير أمن النَّجَف بإعدام “محمّد باقر الصّدر” والخوئي جالسٌ مُنصِتٌ لم يَنبسّ ببنتِ شفة؟؟!! في أيّ زاويةٍ في أيِّ جهةٍ تَجعلون هذا؟؟!! في الحَجز الأوّل، في الإقامة الجَبريّة الأولى، حينما وَضعوا “محمّد باقر الصّدر” وعائلته في ذلك الحِصارِ المُؤلم، كانت تَمُرُّ عليهم أيّامٌ لا يَجدونَ الخُبز، لا يجدون الطّعام، أيّام مُؤلمة مَرّت على “محمّد باقر الصّدر” وعلى عائلته، وطالت أيّام الحِصار، كثيرونَ من أصحابِ الغيرةِ في النَّجَفِ وغير النّجف، راجعوا “السيّد الخوئي” وتَوَسّلوا إليه أن يَذهبَ لزيارة “محمّد باقر الصّدر” كي يكسرَ الحِصار فإنّ الحكومة لا تَتَجَرّأ على السيّد الخوئي. إذا ما ذَهَبَ لزيارة “محمّد باقر الصّدر” فإنّ الباب سيُفتَح، وفعلاً هذا كان بالإمكانِ أن يكون، وكان بالإمكان أن يُكسَرَ الحِصار الّذي ضُرِب حول “محمّد باقر الصّدر” وعائِلته ووالدتهِ الكبيرة وأطفاله. كثيرون ألَحّوا على الخوئي وكانوا يُجابَهونَ بالرّفض من قبل الخوئي نَفسه، أو بالكلام الشّديدِ والتّوبيخ والطّرد، إن كان الحديثُ مع أولاد الخوئي، خُصوصاً مع “جمال الدّين الخوئي”.. مُحاولاتٌ كثيرةٌ ومن شخصيّاتٍ بارِزة، رُبّما وَصَلتْ إلى العشرينَ مُحاولةً أو أكثر والخوئي يرفُض، منَ المُحاولاتِ المعروفةِ مُحاولة “السيّد جابر الصرّاف” وهو من وُجهاءِ النّجَف، وتُجّارِهم، ولهُ علاقاتٌ واسعةٌ مع المراجعِ، مع رجال الدّين.. “السيّد جابر الصرّاف” ذَهَبَ إلى المرجع “عبد الأعلى السّبزواري” وطَرَح عليه فكرةَ أن يجتمع المراجعُ ويذهبوا لزيارةِ “محمّد باقر الصّدر”، ويتَكَرَّر هذا الأمر حتّى يُكسرَ الحِصار، وبعد ذلك عامّةُ النّاسِ تَذهب إلى زِيارته فتكون السُّلطة أمامَ أمرِ الواقع وحينئذٍ سَيُكسَرُ الحصار وفعلاً لو حَصَل هذا لكُسِرَ الحصار، وكان الهدفُ من كَسر الحِصار عند البعض لأجل إيصال الطّعام إلى أسرَته، وفَكِّ العناء والقَهر والألم والعذاب الّذي صُبَّ على رأسِ عائلة “محمّد باقر الصّدر”، وآخرون كانوا يُخَطِّطون لإخراج “محمّد باقر الصّدر” خارج العراق، وتلك قضيّةٌ فيها تفصيل.. حتّى أنّ مُحاولةً من قِبل “السيّد الخميني” كانت لأجلِ هذا الغرَض.. “السيّد جابر الصرّاف” ذَهَبَ إلى “السيّد عبد الأعلى السّبزواري” وذَهبَ أيضاً إلى “نصر الله المُستَنبط” الّذي كان صِهراً للخوئي، كان زَوجاً لإحدى بناته، فذَهَب إلى شخصيّاتٍ أخرى، فوافقوا وقالوا بشرط أن يأتِيَ معنا السيّد الخوئي، لأنّ الحكومةَ لا تَعبأ بنا من دونهِ، الحكومة تحتَرِمُ السيّد الخوئي لأنّ المراجع يعرفون مدى إهتِمام صَدّام بِمرجعيّة الخوئي، هذه القضيّةُ ما كانت خافية، ولذلك “السيّد عبد الأعلى السّبزواري” اشتَرَطَ هذا الأمر، و”نصر الله المُستَنبط” اشتَرَطَ هذا الأمر والآخرون.. فقالوا لـ “السيّد جابر الصرّاف”: إذا استَطَعتَ أن تُقنِعَ الخوئي أن يأتِيَ معنا فنحنُ مُستَعِدّون، وحينئِذٍ يكونُ كَسرُنا لهذا الحِصار مُجدِياً نافِعاً، ومع ذلك “السيّد عبد الأعلى السّبزواري” ذَهَبَ إلى زِيارة “السيّد الصّدر” حينما كان في الحِصار ولكنّهُ ما استَطاع أن يَفعل شيئاً، زارَ السيّد وحينما خَرَج اعتُقِلَ وأخِذَ للتّحقيق مع أنّهُ رجلٌ كبيرُ السِنّ ولا شأن له بالجوّ السّياسي العراقي فهو إيراني وأجواؤهُ فارِسيّة وكان ضَريراً.. لكنّ الرّجل كان شُجاعاً ليس كهذا المرجع الجبان، فلمّا ذَهَب “السيّد جابر الصرّاف” وكان مُتَوَقِّعاً أنّ السيّد الخوئي سيُبادرُ وبسُرعةٍ وسيكون مُشَجِّعاً له وشاكِراً لكنّه جُوبِهَ بالرّفض من السيّد الخوئي وبالطّرد من قِبل “السيّد جمال الدّين الخوئي”، الحكايةُ طويلةٌ يعرِفها كثيرون.. فباءت هذه المُحاولة بالفشل مثلما باءت أكثر من عشرينَ مُحاولةً بالفَشَل، كان الخوئي يرفض، حتّى الشّيخ “ماجد البدراوي” وبالمناسبة هذه الحكاياتُ موجودةٌ في الكُتب وينقُلها “السيّد محمّد باقر النّاصِري”، “الشّيخ طالب السّنجَري”، وبعض الحكايات ينقُلها محمّد باقر الحكيم .. بعض الحكاياتِ أنا سَمِعتُها حينما كُنّا في قُم من “الشيخ حسن فرج الله” الّذي كان وَكيلاً للخوئي في البصرة وهو شَخصيّةٌ معروفة على المُستوى الدّيني والإجتِماعي، وموجودةٌ في الكُتُب ومن هذه المصادر: [محمّد باقر الصّدر السّيرةُ والمسيرة في حقائق ووثائق-ج4] دار العارف للمطبوعات، أحمد أبو زيد العامِلي، صفحة (244،245): ونقل عن عِدّة مصادر أشار إليها في الحاشية، ونقل عن عِدّة شَخصيّات.. بنحوٍ موجزٍ أتحدّثُ عن هذه القضيّة: “الشّيخ ماجد البدراوي” من الشّخصيّات المُقرّبة للسيّد الخوئي، وقد ألَحَّ عليهِ أن يَذهَبَ لكسر الحِصار عن “السيّد محمّد باقر الصّدر”، وقال له من أنّ النّاسَ في النَّجَف يَتَكَلَّمون، ليس من المَعقولِ أنّ أطفال “السيّد محمّد باقر الصّدر” يَتَضوّرونَ من الجوع، والسيّد الخوئي موجودٌ بإمكانه أن يذهبَ إلى زيارته، وحينئِذٍ السّلطةُ ستَسكُت إكراماً للسيّد الخوئي، لأنّ هناك من النّاسِ من كان يعرِف من خلالِ علاقاتهِ بالبعثِيّين من أنّ السّلطة مُحرجةٌ من هذا الحِصار، لكنّها أيضاً لا تُريد لِكرامَتِها أن تُداس، باعتِبار أنّ “محمّد باقر الصّدر” في نَظَرِ السُّلطة كان وَقِحاً إتّجاهها، هكذا كانوا يَرَونَهُ بسبب صُموده وثباتهِ ومُعارضتهِ للسُّلطة فكان البعثِيّون يرون أنّه كان وَقِحاً، ليس مُؤدَّباً مع السُّلطة فلابُدَّ أن يُؤَدّب، لكنّهم في الوَقتَ نَفسِهِ هناك منهم من يرى إحراجاً في هذا الموضوع، فلو أنّ الخوئي تَحَرَّكَ فحينئِذٍ تَكونُ السُّلطةُ بسبب وَساطَةِ الخوئي وإكراماً لهُ قد تَنازَلت عن حَقِّها، فسَتَكون قد حافَظتْ على كَرامَتِها، لكن ماذا كان جَواب السيّد الخوئي؟.. -سأنقُل لكم من نفسِ الكتاب- السيّد الخوئي رَفَضَ إقتِراح “السيّد ماجِد البدراوي” وماذا قال له؟.. بأنّه لا يَفهمُ بالسِّياسة!! وما علاقة فهمِكَ بالسّياسة في أن تَذهَبَ كي تَكسِرَ الحِصار عن محمّد باقر الصّدر؟!! ويبقى هو مع شأنه السِّياسي.. هذه مسألة مُروءة، مسألة أخلاق!! السيّد الخوئي هكذا قال: بأنّه لا يَفهمُ بالسّياسة، وبأنّه لا يَعرِفُ ماذا تُريد السُّلطة من السيّد الصّدر، ولا يَعرِفُ أيضاً ماذا يُريدُ السيّد الصّدر من السُّلطة.. والله كَذّاب!! إذا كان لا يَعرِفُ هذه المعاني، فماذا يَعرِف؟ ما هذه الأمور حتّى البَقّال والحَمّال في النَّجَف يعرِفُها -أنا هنا لا أنتَقِصُ من مِهنةِ الحَمّال أو البَقّال، لكنّ هؤلاء ليسوا من أهل الإختِصاص في تَتَبُّعِ ماذا تُريد الحُكومةُ من المرجعِ الدّيني، وماذا يُريد المرجع الدّيني حينما يكون مُعارِضاً لها، وحتّى النّاسُ الأمِيّون يَعرِفونَ ماذا تُريدُ السُّلطةُ من محمّد باقر الصّدر، وماذا يُريد محمّد باقر الصّدر من السُّلطة- كَذّابٌ هذا المرجع، والله كذّاب، أنا أقول هو بِسببِ جُبنِهِ وخوفِهِ وحَقارةِ نَفسِهِ يَلجأ إلى الكَذِب، مثلما لجأ إلى الكذب على “الدّكتور صادق الطّباطبائي” في قضيّةِ جَوابه على سؤال (سكرتير) صدّام “علي رضا”، فمثلما كذبَ هناك كَذَبَ هنا، كَذّابٌ هذا المرجع!! يكذِبُ لا لأنّه يُحِبُّ الكَذب، لأنّه جَبانٌ خَوّاف مثلما نقول في تعابيرنا الشّعبيّة العراقيّة لأنّه (زوروبه)، فهذا جواب السيّد الخوئي.. فباءت محاولة “الشّيخ ماجد البَدراوي” بالفشل أيضاً، دَخَل على الخطّ “الشّيخ حسن فرج الله” وهو شيخٌ كبيرُ وشخصيّةٌ معروفةٌ على مُستوى البصرة، ووكيلٌ للمرجعيّةِ من أيّام “محسن الحكيم” وكان وكيلاً للخوئي، دَخَلَ على الخَطّ وطَلَبَ بشكلٍ مُباشِر، وبأسلوبٍ عشائِري- لأنّ الرّجل كان عشائريّاً وليس آخُونديّاً، وإن كان من أصحاب العمائم – أن يتَحَرَّكَ الخوئي لزيارة “محمّد باقر الصّدر”، وتَحَدّثَ معه بأسلوبٍ حاصَرَ الخوئي بحيث لم يستَطِع أن يَرفُضَ مثلما رَفضَ مع “السيّد جابر الصرّاف”، فذلك رجلٌ نجفيٌّ يتحَدّثُ بصيغةِ شخصيّةٍ تابعة للمراجع، و “ماجد البدراوي” آخُوندي في أجواء الخوئي، يتَحدّثُ بلسان الآخُونديّة، لكن “شيخ حسن فرج الله” تحَدَّثَ باللّسان العَشائِري، فَخَرج لهُ الخوئي بحيلةٍ غريبةٍ، اشتَرَطَ على “شيخ حسن فرج الله” أن يَذهَبَ مجموعة من آل الحكيم مع الخوئي، وما علاقة آل الحكيم بهذا الموضوع؟!! -لماذا؟- لأنّ الخوئي يعلمُ بأنّ آل الحكيم أصلاً هم شامِتون باعتِقال “محمد باقر الصّدر”، وشامِتونَ باثنين من أفراد الأسرة، بـ “محمّد باقر الحكيم” و”عبد العزيز الحكيم”، لأنّهما مَحسوبان على “محمّد باقر الصّدر”، وآل الحكيم قد قاطعوا هذين الإثنين منذُ زَمَنٍ بعيد، وكانوا مُحتَقَرَين في أجواءِ أسرة آل الحكيم، وهذه حكايةٌ لها تفصيلها.. حتّى تعرِفوا كيف تجري الأمورُ في النّجف وفي عوائل العُلماء، هذه العوائل الّتي تُصنَعُ حولها بالأكاذيب هالاتٌ من التّقديسِ والكرامات، إلى الحدّ الّذي تُقَدِّسُ الشّيعة أبناءَ المرجع، وأحفادَ المرجع، وجميعَ أقرِباء المرجع.. المرجعُ نفسُهُ لا يَستَأهِلُ التّقديس، في أحسنِ أحواله هو شيعيٌّ يستَحِقُّ الإحتِرام، هو إنسانٌ وشيعيٌّ.. أمّا التّقديس فهو لصاحبِ الأمر فقط للإمام الحُجّة صلوات الله وسلامه عليه. هذه حيلةٌ شيطانيّةٌ من الخوئي، أساساً الخوئي عداؤهُ مع بيت الحكيم وعداؤهُ مع “محسن الحكيم” معروف، والخِلافات كانت قائِمةً فيما بينهما، هو يشترط على أنّ مجموعة من آل الحكيم تأتي معهُ لعلمهِ من أنّ آل الحكيم لن يأتوا مع السيّد الخوئي، وما اشترط أن يأتي مثلاً معه “السيّد محمّد باقر” مع أخيه “عبد العزيز”.. اشترط شخصيّات من آل الحكيم، السيّد الخوئي كان عالِماً من أنّهم يرفضون هذه القضيّة، بل يضحكون عليها، لأنّهم أساساً كانوا في حالِ شماتةٍ من “محمّد باقر الصّدر” ومن عائلته، فباءت هذه القضيّة بالفشل لأنّ “الشّيخ حسن فرج الله” ذَهَبَ إلى آل الحكيم وجُوبِهَ بالردّ، تَكَرَّرتِ المُحاولاتُ وتَكرّرت مع الخوئي وكان الخوئي يرفضُ ذلك.. أنا أسأل أبناء الوَسطِ والجنوب، أسأل أبناء البصرة، والنّاصريّة، والعمارة، والسّماوة: لو أنّ هذا الأمر طُلِبَ من أحدِ شيوخِ عشائِرنا، الّذين ما هم بمُتديّنين أصلاً، ماذا سيكون موقفه؟؟ سيَبَادِرُ مسرعاً على رأسه قبل قَدَمه.. هذه مرجِعيّاتٌ لا تَملِكُ ديناً، ولا أخلاقاً، ولا مُروءة، وبعد ذلك يفرضون عليّ أن أعتَقِد بأنّه نائِبُ صاحب الزّمان!! كان السيّد الخوئي يرفض، ويرفض، ويرفض.. بعد ذلك السّلطة هي الّتي فَكَّتِ الحِصار بنحوٍ من الأنحاء عن “محمّد باقر الصّدر” وعن عائِلته -لماذا؟- هناك من يقول بأنّ الضّغط الشّبابي في مدينةِ النّجف وحتّى في سائرِ مُحافظاتِ العراق، هناك كلامٌ كثير، هناك منشورات تُوَزَّع، إرتَفَعَ صوتُ النّاس في محافِلِهم يتَحدَّثون عن هذا الموضوع، الحكومةُ في حرجٍ من هذا الأمر الذي يحدثُ لأوّلِ مرّةٍ في النَّجَف، فيقولون لهذه الأسباب الإجتِماعيّةِ السُّلطةُ فَكَّتِ الحِصار، وهناك من يقول مجيء وُفودٍ -وُفود زُوّار- يزورون العراق، يزورون العتبات، ثمّ بعد ذلك يتَوَجّهون لزيارةِ “محمّد باقر الصّدر”، من لبنان، من دُول الخليج، من مناطق أخرى.. فحينما يأتونَ فإنّ الحكومة لا تَملِكُ سُلطةً على هذه التّجَمُّعات، فحينما يتَوَجّهون لزيارة “محمّد باقر الصّدر” يضطَرّون حينئذٍ لفتح الباب، فبسبب بعض الشّخصيّات الّتي جاءت للزّيارة وبعض الوُفود يقولون فُتِحَ الباب، ولكن هناكَ أيضاً من يقول -ورُبّما هذا القولُ هو الأرجح لا أملكُ دليلاً على ذلك- من أنّ السُّلطة تَصِلُ إليها الأخبار، هناك كثيرونَ يضغطون على “السيّد الخوئي” في أن يسعى لِفكِّ الحِصار عن “محمّد باقر الصّدر” لكنّه يرفُض، السُّلطة تعرفُ أنّ الخوئي جبان، فهم فهِموا القضيّة من أنّ الخوئي خوفاً من الحكومة لا يَتَحَرَّك، بسبب خوفه، بسبب جُبنه، بسبب هَلَعِهِ الّذي لا مُبَرِّرَ له، فَفكّوا الحصار عن “محمّد باقر الصّدر” كي يُعطوا مجالاً للخوئي أن يَزور “محمّد باقر الصّدر” ويُفَكُّ الحِصار بعد ذلك، بحسب هذا التّحليل، هذه ليست معلومات، هذا تحليل رُبّما يَستَنِدُ أصحابهُ إلى معلوماتٍ في ذلك الوقت، من أنّهم حَصَّلوا على هذه المعلومات من علاقتِهم مع البعثيّين أو مع رِجال الأمن، الحكومة فَكَّت الحِصار كي تُسَهِّلَ الأمرَ على زعيم الحوزة العلميّة الّذي يَضطربُ خوفاً وجُبناً.. النّاس لمّا رأوْا أنّ الحِصار قد فُكَّ عن “محمّد باقر الصّدر” ركضوا على السيّد الخوئي، نفس الّذين قَدَّموا الإقتِراحات سابقاً رَكضوا عليه، قالوا: سيِّدَنا الآن الباب مفتوحٌ تعالَ وزُرْ “محمّد باقر الصّدر” حتّى تَرفع الحكومة يَدَها بالكامِل، لأنّ الحكومة حين رَفعت يَدها عن مُحاصَرة “السيّد محمّد باقر الصّدر” رَفعتها بنحوٍ جُزئي، فقد بقِيَت نُقطةُ رِجال الأمن والمُراقبة قريبةً من بيت “محمّد باقر الصّدر”، وإن كانت هناك أكثر من نُقطة أزيلت، لكن بقِيَت هناك نُقطةُ مراقبة.. فقالوا: يا سيّدنا تعالَ وزُرْ “محمّد باقر الصّدر” حتّى يَثبُتَ فَكُّ الحِصار بشكلٍ رَسمي، ألحّوا عليه كثيراً والخوئي يرفُضُ رفضاً شديداً.. أنا لا أدري هل أبقى أحمِلهُ مَحمَلاً حَسَناً على أنّهُ لم يَكُن خَبيثاً وإنّما كان جَباناً فقط؟؟ أم أنّه جبانٌ وخبيث؟؟ لا أدري.. إذا كانَ الجُبنُ والخَوفُ والهَلَعُ يَمنَعهُ قبل فَكِّ الحِصار، فما الّذي يَمنعه الآن وقد فُكَّ الحِصار؟؟ وذهب كثيرونَ من عامّة النَّجَفِيّين لزيارة “محمّد باقر الصّدر”، رفَضَ الخوئي ذلك.. بعد الإصرارِ الشّديد عليه -أتَدرون ماذا فعل؟- أرسَلَ وَلده “جمال” الّذي يُطالِبُ بإعدام “السيّد محمّد باقر الصّدر”، أصحاب هذا التّحليل يقولون: السّلطة ما إن رأت “السيّد الخوئي” بَعَثَ بولده “جمال”، فهم قد وَصلت إليهم رسالة: من أنّني لا أعبأ بـ “محمّد باقر الصّدر” فَدونكم إيّاه.. فلذلك مُباشرةً بعد زيارة “جمال الخوئي”، مسألة أيّام قليلة، أعادوا الحِصارَ وبنحوٍ أشَدّ على “السيّد محمّد باقر الصّدر” وبعد ذلك أعدِم.. تُلاحِظون الحكاية كيف تَتَحَرّك؟؟ هذا تحليل، لكنّه تحليلٌ منطِقيّ، يَعتَمِدُ على معلوماتٍ صحيحة.. ما ذكرتُهُ قبل التّحليل: معلومات، لكن هذا البيان هو تحليل لأناسٍ كانوا يَعيشون تِلك الفترةِ في النّجَف وهم على اطِّلاعٍ بالوقائع السّياسيّة والإجتِماعيّة آنذاك.. بدأ الحصارُ الثّاني وكان ثَقيلاً على “محمّد باقر الصّدر” وعائلته، أقرأ عليكم ما جاء في كتاب [محمد باقر الصّدر السّيرة والمسيرة في حقائق ووثائق] صفحة 267، تحت عُنوان: “السيّد الصّدر يَعِدُ بنت الهُدى بأن يُوصي السيّد الخوئي بعِيالِهِ”، وأنتم تعرفون هذا لقبٌ لشقيقته “آمنة”.. وهي الّتي أصَرّت عليه وإلّا “محمّد باقر الصّدر” ما كان راغِباً أن يَطلُبَ من “الخوئي” رعاية عائلته، لأنّه يعرفُ “الخوئي”.. وفي هذه الفترةِ كان رجالُ الأمنِ- الّذينَ يُطوّقونَ بيت محمّد باقر الصّدر-حينما يَسمعون حركةَ وأصوات الأطفال-جعفر وأخواته- من خلال واجِهةِ غُرفةٍ مُطِلّة على الزُّقاق، يَقتَرِبون من المكان .. وأنا لا أحدّثُكم في غرفةٍ سِريّة يا أيّها الشّيعة، أنا فلانُ الفلاني تعرفونني بإسمي، أحدّثكم بشكلٍ مباشر من قناة القمر الفضائيّة.. أنا هنا في مدينة لندن وجعفر الصّدر الّذي أتحدّثُ عنه موجودٌ في لندن هو سفيرُ العراقِ هنا في لندن، إن لم يُشاهد هذا البرنامج ستَصلُ إليه المعلومات.. مؤسّسة الخوئي موجودة هنا في لندن، وأولادُ الخوئي وأحفاد الخوئي موجودون هنا، مكتبُ السّيستاني الّذي يُشرفُ عليه صهر السّيستاني موجودٌ هنا.. أنا لا أتحدّثُ في غرفةٍ مُظلمة، هذه حقائق وإن لم تكن حقائق فليَرُدّوا عليها، وهم يمتلكون من الأموال والسّلطة والنُّفوذ ووسائل الإعلام ما لا أمتلك أنا منه حتّى بنسبة 1 إلى التِّرليون. أعودُ إلى ما جاءَ مذكوراً بخصوصِ الحِصار الثّاني لمحمّد باقر الصّدر وعائلته: (صفحة 267): { وفي هذه الفترةِ كان رجالُ الأمنِ حينما يَسمعونَ حركةَ وأصوات الأطفال من خلال واجِهة غُرفة مُطِلّة على الزُّقاق، يَقتَرِبون من المكان، ثُمّ يُطلِقون عِبارات تهديد بانتِهاك العِرض والإعتِداء ليُرعِبوا مَنْ في البيت -ما هذا هو أسلوب البعثيّين- وكانت السيّدة بنت الهدى سَمعتهم كَرّاتٍ ومرّات يُهَدِّدون ويَتَوَعّدون، وكانت لا تَدري كيف تُعالِجُ هذه المُشكِلة } إذ كانت خائِفةً، رُبّما يفعلون هذا الّذي يَقولونهُ من الإعتِداء على أعراضِ النِّساء وأن يفعلوا ما يُهدِّدون به، لذلك هي أصَرّتْ على محمّد باقر الصّدر أن يَتَّصِلَ بالسيّد الخوئي كي يَرعى العائِلة إذا ما أخذوهُ للإعتقال أو للإعدام لأنّهم كانوا مُتأكِّدِين، العائلة كانت مُتأكِّدة، محمّد باقر الصّدر لابُدَّ أن يُعتقل.. أو رُبّما يُعدَم، فكان هذا الإلحاح، وهذه الواقعة لها مصادِرُها، المُؤلّف هنا ذكر المصادر والجهات الّتي حَدَّثتهُ بذلك، ومن أهمّ الشّخصِيّات الّتي حَدَّثته هو “الشّيخ محمّد رضا النُّعماني” يقول: { أخبَرني بتاريخ (3 شعبان 1422هجري).. (صفحة 270): لمّا جاؤوا لإعتِقال محمّد باقر الصّدر، يوم السّبت (19 جمادى الأولى 1400هجري- 05/04/1980ميلادي) وفي السّاعة الثّانية والنّصف بعد الظُّهر، جاء مُدير أمن النّجف ومعهُ مُساعِدُهُ “أبو شيماء”، فإلتَقى بالسيّد الصّدر، وقال له: إنّ المسؤولين يَوَدّون لِقاءَكَ في بغداد. فالسيّد الصّدرُ قال له: إذا أمَروك باعتِقالي فنعم، أذهَبُ معك إلى حيثُ تَشاء. مديرُ الأمن: نعم هو إعتِقال. السيّد الصّدر: إنتظِرني دقائق حتّى أغتَسِل وأبَدِّلَ ملابِسي وأوَدِّعَ أهلي. مديرُ الأمن: لا حاجةَ لذلك ففي نفس هذا اليوم أو غداً ستَعود. السيّد الصّدر: وهل يَضُرّكم أن أوَدِّعَ أطفالي وأهلي؟ مديرُ الأمن: لا، ولكن لا حاجةَ لذلك، ومع ذلك فافعلْ ما تشاء. فوَدَّعَ عائلته.. وهنا جاء دور “آمنة الصّدر” أن ذَكَّرتهُ من أنّه قد وَعَدها أن يَتَّصِلَ بالسيّد الخوئي كي يَطلُبَ منه رعاية العائلة من بعده، لأنّ العائلة كانت خائِفة من تهديد البعثيّين، من الإعتِداء على أعراضِهم. المؤلّف يقول: حدّثني بذلك “الشّيخ محمّد رضا النّعماني” بتاريخ (3 شعبان 1422هجري).. ثمّ مرّةً ثانيةً حَدَّثهُ بنفس الواقعة بتاريخ (21/03/2005ميلادي) وذكرَ مصادرَ لهذه الواقعةِ التي يعرفها تلاميذ “محمّد باقر الصّدر”، ويُرَدِّدونها دائِماً في جَلَساتهم.. مؤلّفُ هذا الكتاب حيّ، المصادرُ الّتي نَقل عنها مؤلّفوها أحياء، و “الشّيخ محمّد رضا النّعماني” الّذي حَدّثهُ مرّتين بتاريخينِ مختلفين عن نفس الواقعةِ هو حيٌّ يُرزَق، وأنا أحَدِّثُكم بحديثٍ مباشرٍ عبر الاقمارِ الصّناعيّة، وإذا كانَ من شخصٍ له صِلةٌ بهذا الأمر فهو “جعفر الصّدر” سفيرُ العراق في لندن، هذه الحقائقُ بين أيديكم.. ما الّذي حدث؟ إتّصلَ محمد باقر الصّدر بالسيّد الخوئي، هذه اللّحظاتُ الأخيرةُ الّتي خَرج بعدها “محمد باقر الصّدر” وأعدِمَ في بغداد.. سأقرأ ما جاء في الكتاب: فاتّصلَ بالسيّد الخوئي وأخبره بأنّه اعتُقِل، وطلبَ منه حِماية عائِلتهِ لأنّ رِجال الأمن يَتَوَعَّدونهم بالإعتِداء عليهم بينَ حينٍ وآخر. جواب السيّد الخوئي: لَمْ أتَدَخَّل ولن أتَدَخَّل.} لم: لنفي الماضي، لن: لنفي الحاضر والمُستَقبل للنّفي التّأبيدي. “لَمْ أتَدَخَّلْ ولن أتَدَخَّل” والخوئي هو يعلمُ مع من يتكلّم، فحينما يستعملُ (لم ولن) الدِّلالة واضحة.. أين تُصَنِّفون هذا الموقِف؟ بالله عليكم؟؟ إذا كانتِ المشكِلةُ مع “محمّد باقر الصّدر”، المشكلة مع عائِلة “محمّد باقر الصّدر” ما هي؟؟!! وبالمناسبةِ بعد ذلك السُّلطةُ غَضّتِ النّظرَ نوعاً ما عن عائلةِ السيّد كي تخرجَ من البيت، وخرجوا من البيت وذهبوا إلى الكاظِميّة.. أنا أقول وكلامي لا أقوله هنا جُزافاً، لو أنّ “محمّد باقر الصّدر” اتّصَلَ بأيِّ شخصٍ نَصِفهُ في البصرة، في العمارة، في النّاصريّة، في السّماوة -نحن المِعدان كما هم يُسَمّوننا هؤلاء المراجع- لو اتّصلَ بأيّ شخصٍ نَصِفهُ بأنّه (سَرسَري، ساقط) لو اتّصل بـ (قوّاد) في هذه المناطِق، لاستجابَ مُسرِعاً لِحمايةِ ورِعايةِ عائلة “محمّد باقر الصّدر”، لكنّه اتّصَلَ بزعيم الحوزةِ العلميّةِ وهذا هو الجواب.. هذا ما أعتَقِده أنا ولا أعتَقِد أنّكم تختلفونَ معي إلّا أن تكونَ الصّنميّةُ والدّيخيّةُ حاجزاً يطمِسُ عقولكم، أين تُصنّفون هذا الموقف؟ أين المروءة؟ مرجعيّةٌ من دونِ مروءة، مرجعيّةٌ من دونِ كرامة، مرجعيّةٌ من دونِ أخلاق.. “محمّد باقر الصّدر” يَقودونهُ للإعدام لا شأن لنا به، فليذهب إلى إعدامه، عائلته ما ذنبها؟؟ أطفالهُ ما ذنبهم؟؟ ما ذنب بناته؟؟ هؤلاء هم نُوّابُ صاحبِ الزّمان؟؟ تفرضونَ عليّ أن أعتَقِدَ في أنّ هؤلاء نُوّابُ صاحب الزّمان؟؟!! إذا كان صاحبُ زَمانِكم يَنصِبُ نُوّاباً كهؤلاء؟ لا مروءة، لا أخلاق، لا كرامة.. فإنّي أبرأ من صاحبِ زمانكم هذا.. صاحبُ الزّمان الّذي أعتَقِدُ فيه هو الّذي تُحدّثني عنه الزّيارةُ الجامعةُ الكبيرة.. إذا كنتم تقولونَ عن هؤلاء من أنّهم نُوّابٌ لصاحب الزّمان، فإمّا أن يكون صاحبُ الزّمان كِذبةً من الأساس، وإمّا ان يكون صاحبُ زمانكم أخرقٌ، جبانٌ، بلا غيرةٍ بلا حَمِيّة، أثول، غبي، حتّى ينصُبَ نُوّاباً كهؤلاء.. صاحبُ الزّمان الّذي أعتقدُ به شيءٌ آخر، إنّهُ وجهُ الله الّذي إليه أتَوَجّه، إنّه مُعِزُّ الأولياء، ومُذِلُّ الأعداء.. لا كهؤلاء (الخرطي).. أنا لستُ مُؤرِّخاً هنا، وإنّما عَرَضتُ لكم ما عرضتُ من الوقائع والأحداثِ الّتي تُثبِتُ ما أشرتُ إليه من مسألة “الإستِخذاء العقائدي” الّذي يَجُرُّ معه “الإستِخذاء النّفسي”.. لابُدَّ أن أشيرَ إلى نُقطةٍ هنا، إذ رُبّما يتصوّرُ الّذي يُتابعُ حديثي من أنّني من أنصار “محمّد باقر الصّدر”، لستُ من أنصارِهِ -كنتُ أيّام الشَباب، حينما كُنتُ مضحَكةً- أنا الآن أرفُضُ منهجه 100%، فمنهجهُ منهجٌ قُطبيّ لكنّه رمزٌ من رُموز الشّيعة، فإنّني أتَحَدَّثُ هنا في مقامِ المُرُوءة والأخلاق، والكرامة، والجيرة، إنّني أتَحَدّثُ عن بيتنا الشّيعي في مُواجهة أعدائه، “السيّد محمّد باقر الصّدر” -لا شأن لي بما يَقوله حِزب الدّعوةِ من أكاذيب – لكن عائِلته هي الّتي تُشكِلُ عليه ما كان قد صَدَرَ منه في تِلكَ الفترة، ولَدهُ “سيّد جعفر” هو يُشكلُ على أبيه، وأقربُ النّاس منه “السيّد طالب الرِّفاعي” من مُؤسّسي حِزب الدّعوة، هو الآخر يُشكِلُ عليه وصريحاً يقولُ من أنَّ الرّجُلَ قد أخطأ في موقِفه، وتلك هي الحقيقة، جَرَّ على نفسه الويل، وجَرَّ على أسرته الويل، لقِيَتْ أسرَتهُ ما لقيتْ من الوَيلات، وجَرَّ على الشّيعةِ الوَيلات وإلى يومِنا هذا، العراق منذ 2003 يحكُمُهُ حِزب الدّعوة، فماذا فعل حزب الدّعوة في العراق؟؟ هذه آثار “محمّد باقر الصّدر”.. “المالكي” هو الّذي يُرَدِّدُ دائِماً من أنّهُ إبن “محمد باقر الصّدر”.. ماذا فعلَ “المالكي” في العراق؟ وماذا فعل أشباهُ المالكي؟؟ عرضُ فيديو يتحدّثُ فيه “السيّد طالب الرّفاعي” عن موقف “محمّد باقر الصّدر” (قناة العراقيّة). “سيد طالب الرفاعي” حيٌّ يُرزق من مُؤسِّسي “حزب الدّعوة”، يتحدّثُ عن عائلة “محمد باقر الصدر”، “سيد جعفر” ولده في لندن هنا، إنّهُ سفيرُ العراقِ في المملكةِ المُتّحدة، وبقيّةُ أفرادِ عائلةِ السيّد موجودون. هذه الحقائقُ والمطالبُ ليست خاصّة بـ “السيّد طالب الرفاعي” وليست خاصّة بي.. هذه المعلومات وهذهِ التّفاصيل يعرِفها كثيرون، وكثيرٌ منها مُثبَّتٌ في الكُتبِ وموَثّق.. أنا لا أعرِضُ بين أيديكم أيَّ كلام، مثلما وعدتكم لن أضحكَ عليكم، ولن أغُشّكم ولن أكذِبَ عليكم، وإذا كان هناكَ من كلامي ما ليسَ صحيحاً نَبِّهُونِي، فأنا لستُ مُتعَمِّداً، سأُصَحِّحُهُ وسأرفعُ الخطأ من الجوِّ الاعلامي بقدرِ ما أستطيع.. خلاصةُ ما نَقلهُ عن عائلةِ الصّدر وعن تَقييمِه هو، الخلاصة لخَّصَها في هذه الجملة حين سألهُ المُحاوِر: هل أنّ “محمد باقر الصّدر” فشل فشلاً سِياسِيًّا؟ قال: إنّه فشل فشلاً ذريعاً. الخلاصةُ هي هذه: “محمد باقر الصدر” فشل فشلاً سِياسيّاً ذريعاً.. هذا تقيِّيم عائلة الصّدر، وهذا رفيق الصّدر، لا شأن لي بـ “حزب الدّعوة”، “حزب الدّعوة” يُقَيِّمُ نَفسَه بِنفسِه. عرض فيديو لـ “عِزّت الشّابندر” من كوادِر “حزب الدّعوة” ومن سِياسِيِّ حكومة “المالكي”، يُقَيِّمُ فيه “حزب الدّعوة”. عرض فيديو لـ “الدّكتور محمد توفيق علاوي” وهو يُحَدِّثُنا عن رئيس “حزب الدّعوة” كيف أنّه يَتَجَسَّس على الوُزراء وعلى المَسؤولين عِبر أجهزةٍ جِيءَ بها من الولايات المتّحدة الأمريكية للتّجَسُّسِ على الإرهابيّين وأعداءِ العراق. يَتَجَسَّسُ بها على هؤلاء كَيْ يَضبُطَ فَسادَهم وتَكون الوَثائِق بِيَدِهِ كيْ لا يَتَمَكَّنُوا من الإعتراضِ على فسادِهِ هو، تِلك هي الحَقيقة، إنه يَتَحَدّثُ عن وِلائِهم.. لماذا يُريد وَلاءَهم؟ كي يَسكُتوا عن الفَساد الكبير الّذي يُمارِسُه “المالكي” وأمثالُ “المالكي”.. إلى هنا أكون قد حدّثتُكم عن المَفاصِل المُهِمّة في تأريخ مرجعية الخوئي: ● المفصلُ الأوّل: تَسفيرَات السّبعين. ● المفصلُ الثّاني: أحداثٌ مُهِمّةٌ في النّجف نَتَج عنها إعدَامُ “عارف البصري” ومن معه. ● المفصلُ الثّالث: أحداثُ الثّورة الإسلامية سنة 1978 وزِيارة زوجة الشّاه.. ● المفصلُ الرّابع: ما يَرتبط بـ “محمد باقر الصدر”، إن كان من جِهة المُطالبةِ بإعدامِه من قِبَل ابن الخوئي بمحضرِ الخوئي، أو كان ما يرتبط بِفَكِّ الحِصارِ عنه، أو بطلب “محمد باقر الصدر” الرّعاية لعائلتهِ وما كان من جوابٍ قاسٍ وخالٍ من المُرُوءة والكرامةِ مطلقاً: “لم أتَدَخَّل ولن أتَدَخَّل”.. في أحرَجِ لحظةٍ من لحظاتِ حياة “محمد باقر الصدر”، الحكايةُ لا تنتهي عند هذا الحَدّ.. وقد تحّدثتُ عن موقف “الخوئي” من إعتِقال أبرز تلاميذه وأهمِّ تلاميذهِ “محمد تقي الجواهري” الّذي كان يقولُ عنه من أنَّنِي آتي للدّرس من أجلِ شخصٍ واحد، يشيرُ إلي “شيخ محمد تقي الجواهري”..