مجزرةُ سبايكر – الحلقة ٢٠ – المحور الثالث – المرجعيّة الشيعيّة عموماً ومرجعيّة السيستاني خصوصاً ق٥ Show Press Release (16 More Words) مجزرةُ سبايكر – الحلقة 20 – المحور الثالث – المرجعيّة الشيعيّة عموماً ومرجعيّة السيستاني خصوصاً ق5 صور OverlaysPreviousNext فيديو يوتيوب اوديو مطبوع Show Press Release (1 More Words) يازهراء ملخـّص الحلقة تاريخ البث : يوم الخميس 1 شعبان 1441هـ الموافق 26 / 3 / 2020م قَومِي رُؤوسٌ كُلُّهم أَرَأَيْتَ مَزْرَعَة البَصَل حوزاتنا الدينيَّة، أحزابُنا القُطبيَّة لُصوصٌ كُلُّهم، شايف ﮔـهوة النشّالة يسرقون الناس ثُمَّ يسرقُ بعضهم بعضاً .. للَّذين يرفضونَ الضَّحكَ على ذقونهم فقط هذا البرنامج: مجزرةُ سبايكر. المحور 3: المرجعيّةُ الشّيعيّةُ عموماً والمرجعيّةُ السّيستانيّةُ خصوصاً. سأبدأُ من نفس النقطةِ الَّتي بدأتُ الحديث عنها كي يتواصل الكلام، مع تأكيدِي على أنَّني لا أفرضُ ما أقولُ هنا في هذا البرنامجِ على أحد، ولا أدعي العصمة، لأنَّ العصمة خاصَّةٌ فقط بإمامِ زماننا الحُجَّةِ بن الحسن، فكُلُّ ما يُنقلُ في هذا البرنامج إنَّما يُنقلُ بواسطةِ إنسانٍ ليس معصوماً هو أنا، وأنا بدوري أنقلهُ عن أُناسٍ ليسوا معصومين، أكان النقلُ عن كتابٍ مُؤلَّفٍ، أم عن ورقةٍ مطبوعةٍ، أم عن شيءٍ مكتوبٍ بخطِّ اليد.. فكُلُّ ذلكَ نِتاجٌ ليسَ معصوماً، لـماذا؟ لأنَّهُ صادرٌ عن أُناسٍ ليسوا معصومين، أنا أجمعُ كُلَّ ذلك وأضعُ الحقائق الَّتي تبدو لي حقائق.. وأنتم حينما تتلقون هذا منّي فأنتم ليسوا معصومين والنتائجُ الَّتي ستصلون إليها ليست معصومة، نحنُ نتحدَّثُ في إطارِ ما يُمكننا أن نُدركه، أمَّا حقائقُ الأمور فهي عند إمامِ زماننا. قد يقولُ قائل إذا لم تكن مُتأكِّداً بهذا النحو فلماذا تتكلَّم ؟! أنا أتكلَّمُ بحدودِ ما أنا مقتنعٌ بهِ وهذا هو شأنُ البشرِ جميعاً، وإلَّا فإنَّ أبواب الحديثِ في كُلِّ شيءٍ لابُدَّ أن تُقطع، نحنُ نتحدَّثُ ويختلطُ الحقُّ بالباطل ..لكنَّني في النهايةِ أقولُ لكم: هذا البرنامجُ وصل إلى الحلقةِ العشرين وفي ساعاتٍ طويلةٍ.. لأفترض أنَّ تسعين بالمئة مِمَّا قدَّمتهُ ومِمَّا سأُقدِّمهُ ليسَ صحيحاً، ليسَ من المنطقِ أنَّ عشرةً بالمئة من كُلِّ هذا الجهد من كُلِّ هذهِ البيانات لا يُمكن أن تُوصف بالصِدقِ والصِّحة!! فإذا ثبت ذلك ثبت المطلوب، لأنَّ ما هو أقل من عشرةٍ بالمئة يُثبتُ أنَّ المؤسَّسة الدينيَّة الشيعيَّة الرسميَّة مُؤسَّسةٌ فاشلةٌ فاسدة يُهيمنُ الكِذبُ والدجلُ عليها، مُغرِّبةٌ في اتِّجاهٍ بعيدٍ عن منهج الكتابِ والعترة وإمامنا الحُجَّةُ بنُ الحسن مُشرِّقٌ، لرُبَّما بنسبةِ خمسةٍ بالمئة من كُلِّ الحقائق الَّتي بُيِّنت والَّتي ستُبيَّن، بهذهِ النِّسبةِ ستثبتُ كُلُّ الأوصاف الَّتي تحدَّثتُ بها عن المؤسَّسةِ الدينيَّةِ الشيعيَّةِ الرسميَّة وعن المرجعيَّةِ الشيعيَّةِ عُموماً وعن المرجعيَّةِ السيستانيَّةِ خُصوصاً، ولِذَا هي هذهِ المشكلةُ الَّتي تُواجهُ هذهِ المؤسَّسة وتُواجهُ هذهِ المرجعيَّة معي بالذَّات، هم لا يستطيعون الرد .. فلذا يلوذون بالصمت لا يستطيعون أن يقولوا شيئاً، يُحاولون أن يُبعدوا الناس عن مُتابعة البرامج وأن يُثيروا الغبار هنا وهناك وأن يُهاجموني شخصياً بالأكاذيبِ والدعاياتِ الَّتي هي سلعتهم الدائمة وبضاعتهم المعروفة والَّتي لا يُحسنون غيرها.. أعود لِما كُنتُ قد بدأتهُ معكم في الحلقةِ الماضية، إنَّها خارطةٌ للأحداثِ تبدأ من يوم: 8 / صفر / 1413 للهجرة: ● الخوئي توفي في 8 / صفر /1413. ● (المسائلُ الـمُنتخبة)، صدرت بختم السيستاني في فترةٍ ليست بعيدة، تاريخ الختم للإجازةِ للعملِ بالمسائلِ الـمُنتخبة الجديدة بحسبِ فتاوى السيستاني هو الخامس من ربيع الأول 1413 للهجرة. ● 26 / محرم / 1414، (المسائل الـمُنتخبة) بحسبِ الإجازةِ السيستانيَّةِ المختومة مُؤرَّخة بتاريخ: 5 / ربيع الأول / 1413. لأنَّ محمَّد تقي الخوئي مُنذُ الأيَّام الأولى عَرِف من أنَّ الروحاني لن يقبل إلَّا بشرط، والسبزواري لن يقبل إلَّا بشرط، عندهم شروط والبقيةُ كذلك، وهو لا يُريدُ مرجعيَّةً تشترطُ عليه، هو يُريدُ مرجعيَّةً خاضعةً لأوامرهِ تتحرَّكُ ضِمن مُخطَّطاتهِ وهذا ما وفَّرهُ لهُ السيستاني، كان خاضعاً لـمُخطَّطاتهِ بالكامل.. ● 26 / محرم / 1414 هجري، بعث محمَّد تقي الخوئي رسالةً إلى الـﮕـلبيـﮕـاني باعتبار أنَّهُ المرجعُ الأعلى، وقُلتُ لكم كان الـﮕـلبيـﮕـاني في حالةٍ واضحةٍ من الخرف وهذهِ أيَّامهُ الأخيرة عمره 98 سنة. هذهِ الرسائلُ موجودة، فمصدرها هذا الكتاب ( مؤسَّسةُ الإمام الخوئي الخيريَّة 1409 هجري إلى 1416 )، صفحة (165)، إلى صفحة (170)، تحت عنوان ( استمرارُ الإشراف المرجعي )، هذهِ الوثائقُ معروفةٌ وهذهِ الوثائقُ أنا شخصياً قد اطّلعتُ عليها في أكثر من مصدر. أقرأ عليكم ما جاء في رسالتهم إلى السيِّد الـﮕـلبيـﮕـاني: { بسم الله الرحمن الرحيم/ سماحة آية الله العظمى المرجع الديني الأعلى السيِّد محمَّد رضا الـﮕـلبيـﮕـاني دام ظله، بعد إهداءِ أزكى التحيّات وأخلص الدعوات لسماحتكم بدوامِ ظلِّكم الوارف على رؤوس المسلمين نودُّ أن نُحيطكم علماً بأنَّ المادة الخامسة من القانون الأساس لمؤسَّسةِ الإمام الخوئي الخيريَّة الَّتي أُنشأت من قِبل المرجعِ الراحل آيةِ الله العُظمى الإمام السيِّد أبو القاسم الموسوي الخوئي رضوانُ الله تعالى عليه – أنا اقرأ نصّ الرسالةِ كما هي – لَمَّا كانت تنصُّ على أنَّ المؤسَّسة تعملُ تحت إشرافِ المرجع الأعلى للطائفة سماحة آية الله العظمى السيِّد أبو القاسم الخوئي ما دام في قيد الحياة ومن بعدهِ المرجع الديني الأعلى الـمُعترفِ بهِ من قِبلِ أكثريَّةِ العُلماءِ الأعلام – فأنا أقول إذا كان ا الـﮕـلبيـﮕـاني هو المرجع الأعلى الـمُعترف بهِ من قِبلِ أكثريَّةِ العلماء الأعلام فلماذا لم يرجع محمَّد تقي الخوئي في التقليدِ إليه ولـماذا اتّفق مع السيستاني؟! ما هو هذا الهراءُ والكذبُ والدجل، هذهِ مُجرَّد كليشه، هذهِ الرسائل لأجل الحفاظِ على سُلطتهِ على الأموال، إذا كان الـﮕـلبيـﮕـاني هو المرجعُ الأعلى ما نحنُ كُنَّا في قم واحنا نعرف البير وغطاه، الـﮕـلبيـﮕـاني لا يُوجد اتّفاق على أعلميتهِ، ولا يُوجد اتّفاق في قم على أنَّهُ هو المرجعُ الأعلى، إلى أن مات، هذا الكلامُ لا حقيقة لهُ على أرض الواقع، والَّذين كانوا في قم ويعرفون الأوضاع في قم يعرفون مدى صدقِ كلامي ومدى مُطابقتهِ للواقع، ولكن هذا هو الخُداعُ للشيعةِ، على أيِّ حال نستمرُّ في قراءةِ الرسالة: ومن بعدهِ المرجع الديني الأعلى الـمُعترفِ بهِ من قِبلِ أكثريَّةِ العلماء الأعلام بشهادةِ ما لا يقلُّ عن ثلاثةِ أرباعِ أعضاء الهيئةِ المركزيَّةِ للمؤسَّسة – يعني أنَّ هؤلاء الأعضاء في هيئة المؤسَّسة الَّذين عَرضتُ صورهم وتحدَّثتُ عنهم بشكلٍ إجمالي المفروض ما لا يقل عن ثلاثةِ أرباعهم أن يشهدوا من أنَّ المرجع الفلاني هو المرجعُ الأعلى، هو المرجعُ الأعلم – اجتمعت الهيئةُ – استمراراً لقراءة الرسالة – اجتمعت الهيئةُ المركزيَّةُ بأعضائها الـمُوقِّعين أدناه في جلستها الاعتياديَّةِ التاسعة بتاريخ: 26 / محرم الحرام / 1414 لتتقدَّم لسماحتكم باعتباركم المرجع الأعلى للطائفة مُلتزمةً بمواد القانون الأساس آملةً الإشراف ورعايتكم الأبويَّة لهذهِ المؤسَّسة الَّتي أخذ أعضاؤها على عواتقهم مُنذُ اختيارهم من قِبلِ المرجع الراحل – يعني الخوئي – خدمة الإسلامِ والمسلمين – هكذا أخذوا على عواتقهم – خدمة الإسلامِ والمسلمين ونشرِ تعاليمِ أهل البيت عليهم السَّلام في مُختلفِ بِقاع المعمورةِ من خِلالِ المراكزِ الإسلاميَّة والمشاريع الـمُتعدِّدة في بريطانيا وأمريكا وفرنسا وكندا والهند والباكستان وتايلند وغيرها، آملين من سماحتكم التأييد والـمُباركة الَّتي ستُساعدُ على استمرارِ المؤسَّسة في مشاريعها وخدماتها من خِلالِ إشرافكم ورعايتكم الأبويَّة، راجين أن تشملونا بصالحِ دعواتكم ودمتم ذُخراً للإسلام والمسلمين – لندن في: 26 / محرم الحرام / سنة 1414 – محمَّد تقي الخوئي الأمين العام – ثُمَّ أسماء اللجنة – فاضل الميلاني / محمَّد علي الشهرستاني / محمَّد الموسوي / فاضل السهلاني / كاظم عبد الحسين / يوسف علي نفسي / محسن علي نجفي / وعبد المجيد الخوئي.} هذهِ رسالتُهم بالضبط كما هم نشروها في كتابهم من مطبوعات مؤسَّسة الخوئي، مؤسَّسةُ الإمام الخوئي الخيريَّة، هذهِ الرسالةُ إلى السيِّد الـﮕـلبيـﮕـاني. وأمَّا رسالتهم إلى السيستاني: { بسم اللهِ الرَّحمن الرَّحيم – قطعاً هذهِ بعد وفاة الـﮕـلبيـﮕـاني، وكذلك بعد وفاة السيِّد عبد الأعلى السبزواري، هذهِ الرسالة وُجِّهت للسيستاني في الثامن من شهرِ شعبان سنة 1414، أقرأ الرسالة عليكم – بسم اللهِ الرَّحمن الرَّحيم / سماحة آية الله العظمى المرجع الديني الأعلى السيِّد علي الحُسيني السيستاني دام ظله، بعد إهداءِ أزكى التحيّات وأخلص الدعوات لسماحتكم بدوامِ ظلكم الوارفِ على رؤوسِ المسلمين نودُّ أن نُحطيكم علماً بأنَّ المادة الخامسة من القانون الأساس لمؤسَّسةِ الإمام الخوئي الخيريَّة الَّتي أُنشئت من قِبلِ المرجع الراحل آية الله العظمى الإمام السيِّد أبو القاسم الموسوي الخوئي رضوان الله تعالى عليه لَمَّا كانت تنصُّ على أنَّ المؤسَّسة تعملُ تحت إشرافِ المرجع الأعلى سماحة آية الله العظمى الإمام السيِّد أبو القاسم الخوئي ما دام في قيد الحياة ومن بعدهِ المرجع الديني الأعلى الـمُعترفِ بهِ من قِبلِ أكثريَّةِ العلماءِ الأعلام بشهادةِ ما لا يقلُّ عن ثلاثةِ أرباعِ الهيئةِ المركزيَّة للمؤسَّسة – الأسماء الَّتي تلوتها عليكم- وبعد وفاةِ سماحةِ آية الله السيِّد محمَّد رضا الـﮕـلبيـﮕـاني قُدِّس سره – لَمَّا ذكروا الخوئي ( آية الله العظمى الإمام السيِّد أبو القاسم الموسوي الخوئي)، ومرتان ذُكِر الخوئي بهذهِ الأوصاف، لكن الـﮕـلبيـﮕـاني الَّذي هو كالخوئي المفروض لأنَّهم أساساً لا يعتقدون بذلك، وما يكونُ على اللسان هو تعبيرٌ عمَّا في الجنانِ وفي الأذهان، ما في الجنان كما يقول أمير المؤمنين في القلب يظهرُ على فلتات اللسان، يظهرُ فيما يسطرهُ القلم – وبعد وفاةِ سماحةِ آية الله – لا يوجد لا إمام ولا عظمى مع أنَّهم كانوا يقولون لهُ في الرسالة السابقة من أنَّهُ هو المرجع الأعلى وهو الأعلم لكنَّهم يعلمون كان الرجلُ مُخرفَّاً وتُوفي وانتقل إلى جوارِ ربِّه وخَلَص وكفيان شر مله عليوي والقضيَّة تُذكر بهذهِ الصيغة – وبعد وفاةِ سماحة آية الله السيِّد محمَّد رضا الـﮕـلبيـﮕـاني قُدِّس سره اجتمعت الهيئةُ المركزيَّةُ بأعضائها الـمُوقِّعين أدناه بجلستها الاعتياديَّة العاشرة بتاريخ / 8 / شعبان / 1414، لتتقدَّم لسماحتكم باعتباركم المرجع الأعلى للطائفة مُلتزمةً بمواد القانون الأساسي – مواد القانون الأساسي لابُدَّ أن يكون المرجعُ الأعلى مثلما قالوا: ( مُعترفٌ بهِ من قِبل أكثريَّةِ العلماء الأعلام )، مَن هم هؤلاء العلماء الأعلام وأين هذهِ الأكثريَّةُ من العلماءِ الأعلام الَّتي أقرَّت للسيستاني بأنَّهُ هو الأعلم وبأنَّهُ المرجع الأعلى، من هم هؤلاء؟! حَدِّثونا عنهم بالوثائق لا بالأكاذيب، إذا تخرجون تُكذِّبون فإنَّني سأفضحُ أكاذيبكم وسأتحدَّثُ بطريقةٍ أخرى، أنا إلى الآن في كُلِّ برامجي حديثي كُلُّهُ من الحزام فما فوق، إذا تُريدون أن تنشروا أكاذيبكم بالوثائق سأتحدَّثُ حينئذٍ من تحت الحزام، وأنتم تعرفون ماذا أقصد أنا، إلى الآن حديثي من الحزام وفوق ما نزلت تحت الحزام، وأنتم تعرفون ذلك جيداً، في أحوالكم، أحوال أسركم، أحوال القريبين منكم، بالوثائق، بالوثائق، عندكم حقائق وصدق تفضّلوا وإنَّني أقبلُ كلامكم وعلى رأسي ولا أقولُ هذا للإعلامِ أو للمُجاملةِ فأنا لستُ مُحتاجاً لا لإعلامٍ ولا لمجاملةٍ مع أيِّ أحد، إنَّما للوصولِ إلى الحقيقة، أقنعوني بالحقائق وسأكونُ في جانبكم، أقنعوني. لتتقدم لسماحتكم – الخطاب للسيستاني – باعتباركم المرجع الأعلى للطائفة مُلتزمةً – يعني هذهِ المؤسَّسة واللُّجنة – مُلتزمةً بمواد القانون الأساسي آملةً الإشراف ورعايتكم الأبويَّة لهذهِ المؤسَّسة الَّتي أخذ أعضاؤها على عواتقهم – نفس الكليشه السابقة في الرسالة الَّتي وُجّهت إلى الـﮕـلبيـﮕـاني، ما هي كليشه كما قُلتُ لكم مُجرَّد كليشه – الَّتي أخذ أعضاؤها على عواتقهم مُنذُ اختيارهم من قِبلِ المرجع الراحل خدمة المسلمين ونشر تعاليمِ أهل البيت عليهم السلام في مُختلفِ بقاعِ المعمورة من خِلالِ المراكزِ الإسلاميَّة والمشاريع الـمُتعدِّدة في بريطانيا وأمريكا وفرنسا وكندا والهند والباكستان وتايلند وغيرها، آملين من سماحتكم التأييد والمباركة الَّتي ستُساعدُ على استمرار المؤسَّسةِ في مشاريعها وخدماتها من خِلالِ إشرافكم ورعايتكم الأبويَّة راجين أن تشملونا بصالح دعواتكم ودمتم ذُخراً للإسلام والمسلمين، لندن في 8 / شعبان / سنة 1414 للهجرة، الأمين العام محمَّد تقي الخوئي – ثُمَّ أسماء اللُّجنة – كاظم عبد الحسين / يوسف علي نفسي / محسن علي نجفي / عبد المجيد الخوئي / فاضل الميلاني / محمَّد علي الشهرستاني / ومحمَّد الموسوي / وفاضل السَهلَاني.} جاء الجوابُ من السيستاني، جوابُ السيستاني هو هذا: { بسمِ اللهِ الرَّحمن الرَّحيم / فضيلة العلَّامةِ الحُجَّة السيِّد محمَّد تقي الخوئي دامت تأييداته، الأمين العام لمؤسَّسة الإمام الخوئي الخيريَّة / أصحاب الفضيلةِ أعضاء الهيئةِ المركزيَّةِ للمؤسَّسة دامت توفيقاتهم / السلام عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته، تسلَّمنا رسالتكم الـمُؤرَّخة في 8 / شعبان /1414، ووقفنا على ما جاء فيها من طلبِ إشرافنا الشرعي على مؤسَّسةِ الإمام الخوئي الخيريَّة – لاحظوا في الرسالةِ ما ورد هذا الوصف، ماذا قالوا له؟ ( من أنَّ المؤسسة واللُّجنة آملةً الإشراف ورعايتكم الأبويَّة )، فهذا الإشراف مع ذِكر الرعايةِ الأبويَّة ليس بالضرورةِ أن يكون شرعياً، مُرادي ليس بالضرورةِ أن يكون شرعياً ليس بالضرورةِ أن يعني ذلك أنَّ السيستاني يحكمُ على المؤسَّسة وإنَّما فقط تُنسبُ إليه، لأجلِ أن تكون لها شرعيَّةً اجتماعيَّةً عند الناس، بينما هو ماذا وضع في الرسالة؟ وضع وصف الشرعي، يعني لهُ الحكومة على هذهِ المؤسَّسة، من هنا بدأ السيستاني يحفرُ تحت آل الخوئي.. هو الخوئي ما كان بيدهِ شيء، الَّذي يتحكَّمُ في الخوئي وقراراتهِ هم أولادهُ جمال ومحمَّد تقي، في زمان محمَّد تقي محمَّد تقي هو الَّذي كان يتحكَّمُ بأبيه، فكيف يقبل محمَّد تقي الخوئي أن يتحكَّم السيستاني الَّذي هو من غُلمانهم وهو الَّذي صنع لهُ المرجعيَّة، لذلك المشكلة هنا بدأت، والسيستاني ما أجاب بسرعة، يبدو أنَّهُ قلَّب الأمر، الرسالة وُجِّهت إليهِ في 8 / شعبان، لا أُريد أن أقول من أنَّها وصلت في نفس اليوم فلنقل بعد أيَّامٍ قليلة، لكنَّ السيستاني متى كتب لهم الرسالة؟ 23 / شوال /1414 فأضاف وصف الشرعي للإشراف وأضاف أيضاً من أنَّهُ جعل لهُ مُمثِّلاً، في زمن الخوئي هو محمَّد تقي الخوئي هو الـمُمثِّل وهو المالك وهو الزعيم وهو الحاكم على الخوئي الكبير أيضاً على أبيه، في زمن الـﮕـلبيـﮕـاني، الـﮕـلبيـﮕـاني رجلٌ لا علاقة لهُ بالموضوع وكان على فِراش الموت وكان مخرفَّاً، وإنَّما القضيَّة رتّبها محمَّد تقي الخوئي مع ابن الـﮕـلبيـﮕـاني السيِّد جواد الَّذي هو بالضبط مثل محمَّد تقي الخوئي.. ما هي المرجعياتُ الشيعيَّةُ كُلُّها هكذا، مثل الآن محمَّد رضا السيستاني الحالُ هو هو. لَمَّا وصل الأمر إلى السيستاني أضاف صفة الشرعي للإشراف وماذا؟ وعَيَّن مُمثِّلاً عنه، والـمُمثِّل الَّذي عيَّنهُ جاء بهِ من مكانٍ بعيد، الشيخ مهدي شمس الدين، لأنَّهُ لو عيَّن مُمثِّلاً من الوسط الخوئي راح مو يطردونه أولاً يرفسون ببطنه ويصير ﭼـتله بالنعل ينعلون والديه، لكنَّ السيستاني يعرف فجاءهم بشخصٍ من بعيد، ومهدي شمس الدين ليس خوئياً إلى ذلك الحد، مهدي شمس الدين كان حكيمياً وكان مُضادَّاً للخوئي، وهو الَّذي ابتدع لقب المرجع الأعلى للحكيم كان وكيلاً لمحسن الحكيم في مدينة الديوانيَّة، وبعد ذلك لَمَّا ذهب إلى لبنان واشتغل مع موسى الصدر وغُيَّب موسى الصدر في ليبيا شقَّ طريقه الخاص بهِ، أسَّس لهُ مرجعيَّتهُ الخاصة وفقاً لـمذاقهِ لـمذاقٍ لبنانيٍّ مُعاصر، لكنَّهُ بقي على ارتباطٍ بالمرجعيات الَّتي تضخُّ لهُ الأموال فارتبط بالخوئي لأنَّهُ من طريق الخوئي يستطيع أن يُحصِّل أموالاً كثيرة، ثُمَّ ارتبط بالسيستاني كذلك، وارتبط حتَّى بالشيخيَّةِ في الكويت بميرزا حسن الاحقاقي ارتبط بهِ مع أنَّهُ في مجالسهِ الخاصة يسخرُ منه ويضحكُ عليهِ كثيراً، فأين الشيخيَّةُ في تفكيرها وأين مهدي شمس الدين الَّذي هو أسوأ مليون مرَّة من محمَّد حسين فضلُ الله ..؟! شمس الدين أسوأ من محمَّد حسين فضل الله في تفكيره وفي عقائده وفي منطقه وفي توجّهاته، أسوأ من محمَّد حسين فضلُ الله مليون مرَّة، كتبهُ دالَّةٌ على ذلك، أحاديثهُ وسيرتهُ دالَّةٌ على ذلك.. فبعث لهم بمهدي شمس الدين، هم طردوه بعد ذلك ولكن طردوه باحترام.. { تسلَّمنا رسالتكم الـمُؤرَّخة في 8 / شعبان / 1414 ووقفنا على ما جاء فيها من طلبِ إشرافنا الشرعي على مؤسَّسةِ الإمام الخوئي الخيريَّة، تنفيذاً لِمَا جاء في نصِّ وقفيتها الشرعيَّةِ في المادةِ الخامسةِ من نظامها الأساسي – مع أنَّهم في الرسالةِ ما ذكروا وصف الشرعيَّة، علماً بأنَّ المادة الخامسة من القانون الأساس لـمؤسَّسةِ الإمام الخوئي إلى آخرهِ، ما ذكروا وصف الشرعي والشرعيَّة، لأنَّ محمَّد تقي الخوئي لا يُريدُ للسيستاني أن يتدخَّل في شؤونِ المؤسَّسة، إذا يفرضهُ مسؤولاً شرعياً فهو الـمُتحكِّمُ فيها وحينئذٍ لابُدَّ أن يتسلَّط على أموالها، تلاحظون القضيَّة مثل الفار والبزّون.. تنفيذاً لِمَا جاء في نصِّ وقفيتها الشرعيَّةِ في المادةِ الخامسةِ من نظامها الأساسي، وإنَّنا إذ نستجيبُ لطلبكم الـمُشار إليه رعايةً لِمَا وردَ في النظامِ الأساسي للمؤسَّسة نُحيطكم علماً بأنَّا قد أنبنا عنَّا في هذا الأمر سماحة العلَّامةِ حُجَّة الإسلامِ والمسلمين الشيخ مهدي شمس الدين دامت تأييداتهُ لِما نعهدُ فيهِ من الأهليَّةِ والكفايةِ والمقدرة على أداءِ هذهِ الـمُهمَّةِ السامية آملين منكم التعاون التام مع سماحتهِ – في أيِّ شيءٍ؟ في النيابةِ عن السيستاني، يعني يكون هو الـمُتنفِّذ، هذا الأمر محمَّد تقي الخوئي يقوم يعفّط له هذا، وبالمناسبة هذهِ الحالات وهذهِ الأساليب هي عاديةٌ بالنِّسبةِ له، وكان معروفاً باللسان البذيء والبذيء جِدَّاً محمَّد تقي الخوئي، وأكثر أولاد المراجع هكذا ألسنتهم بذيئة، حينما يتضايقون ألسنتهم بذيئة وقذرة جِدَّاً – آملين منكم التعاون التام مع سماحتهِ ليتسنىَّ لهُ القيام بها – بأيِّ شيءٍ؟ بـمُهمَّة الإشرافِ الشرعي والنيابةِ عن الحاكم الشرعي المرجع الأعلى – ليتسنَّى لهُ القيامُ بها على أكملِ وجه ونغتنمُ هذهِ الـمُناسبة لنُشيد بالخدمات الجليلة الَّتي قدَّمتها المؤسَّسةُ إلى إخواننا المؤمنين في مختلفِ بقاع العالم مُنذُ بدء قيامها بأعمالها قبل عدَّة سنوات تحقيقاً لتطلعاتِ مُؤسِّسها الراحل سيِّدنا الأستاذ آية الله العُظمى السيِّد الخوئي رضوان الله عليه سائلين الله تعالى أن يُسدِّد خُطا العاملين فيها ويمنحهم المزيد من التوفيقِ والعونِ على السيرِ في طريقِ الأهداف النبيلة الَّتي توخَّاها الراحلُ الكبير من إنشائها نشراً للفكر الإسلامي وتعميقاً للوعي الديني وتربيةً للأجيال الطالعةِ من النشىء المسلم مُلتزمين في ذلك كُلِّهِ بهدي الكتابِ الـمُبين والسُنَّةِ الشريفة – هو هذهِ الثقافةُ النَّاصبية كتابٌ وسُنة، وليس كتاباً وعترة، هي هذهِ ثقافةُ المرجعيَّة وبالذَّات المرجعيَّة السيستانيَّة، هذهِ المصطلحات هي الشائعة على ألسنتهم وفي دروسهم وفي كتبهم – مُلتزمين في ذلكَ كُلِّه بهدي الكتاب المبين والسُنَّةِ الشريفة – سيقولون لك الـمُراد سُنَّةُ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد، لـماذا لا تستعملون المصطلح الَّذي نتميَّزُ بهِ نحنُ؟! نحنُ الَّذين نقولُ إنَّنا أتباعُ آلِ مُحَمَّد ( الكتاب والعترة )، لا ضير أنَّ الـمُراد من السُنَّةِ سُنَّةُ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد لكنَّ أهل البيت حين يتحدَّثون عن العنوان الـمُميِّز وهذهِ رسالةٌ رسميَّة وقانونيَّة مثلما تقول أنت يا سيِّدنا السيستاني إنَّها رسالة للإشرافِ الشرعي على المؤسَّسة ولتنصيبِ نائبٍ عن الحاكم الشرعي يتولَّى أمر المؤسَّسة فلابُدَّ أن تكون المصطلحات وهي رسالة مُقتضبة أن تكون المصطلحات دقيقة لكنَّهُ مُشبعٌ بالفكرِ النَّاصبي – مُلتزمين في ذلك كُلِّه بهدي الكتاب المبين والسُنَّةِ الشريفة وفي ضوءِ ما أمر الله تعالى بهِ من الحكمةِ والموعظةِ الحسنة وإنَّنا لنرجو أن تكونوا بجدِّكم وإخلاصكم مشمولين برعايةِ مولانا صاحبِ الأمر أرواحنا فداه وأن تكون أعمالكم على مستوى الثقةِ الغاليةِ الَّتي أولاكموها السيِّدُ الأستاذ قُدِّس سره – يُشير إلى الخوئي – في اختياركم لإدارةِ هذهِ المؤسَّسة جاعلين منها الأمثولة الرائدة للمؤسَّساتِ الدينيَّةِ الخيريَّة لتكون إحدى مآثر الإمام الراحل الكبير وجلائلِ أعمالهِ الصالحات وأُوصيكم في الختام بما أوصى السلفُ الصالح جمهور المؤمنين من مُلازمة التقوى واجتنابِ الهوى واستحضارِ مُراقبة اللهِ من السرِّ والعلن أو في السرِّ والعلن، والاستعانةِ بالورعِ والسداد في كُلِّ الخطواتِ والقرارات إنَّهُ جلَّ وعلا وليُّ التوفيق، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته / 23 / شوال المكرّم / 1414 / علي الحسيني السيستاني.} فهذهِ الرسائلُ الَّتي تُعتبرُ من الوثائقِ الشرعيَّةِ الأساسيةِ لمؤسَّسة الخوئي، على الأقل في فترةِ محمَّد تقي الخوئي، مُراسلة إلى الـﮕـلبيـﮕـاني، ومُراسلة إلى السيستاني، لكنَّ السيستاني بدأ يتحرَّكُ في الخفاء، ثُمَّ بعد ذلك انتقل إلى العلن، فها هو يُرسل مُمثلِّاً عنهُ كي يكون نائباً للحاكم الشرعي على هذهِ المؤسَّسة .. فمات الـﮕـلبيـﮕـاني ومات السبزواري والآن المؤسَّسة تحتاجُ إلى مُكاتبةٍ مع مرجعٍ أعلى فها هي تُكاتبُ السيستاني، فهذا اعترافٌ من المؤسَّسةِ بأنَّهُ المرجع الأعلى وبالتالي بدأوا يُثقِّفون أتباعهم على هذا الأساس، مؤسَّسةُ الخوئي لها فروع، لا أتحدَّثُ عن فروعٍ تحملُ اسم المؤسَّسة، هُناك مدارس، هناك مساجد، هناك حُسينيات، هناك الكثير من الأوقافِ والمؤسَّساتِ الفرعيَّة فضلاً عن الفروع الَّتي تحملُ اسم المؤسَّسة بشكل مباشر، كُلُّ هذا يكونُ مُغطَّأً بالعباءةِ الخوئيَّة وتحت إمرةِ محمَّد تقي الخوئي. لَمَّا استجاب السيستاني وبأسلوبٍ فيهِ ما فيهِ من الدهاء لـم يُرجِع الجواب بشكلٍ سريع، الرسالة جاءت 8 / شعبان – كُتبت لهُ – 1414، الجواب كُتب لهم: 23 / شوال / 1414.. هو ليس عندهُ من شُغلٍ أهم من هذا الشُغل، لكنَّهُ يبدو كان مُنشغلاً بترتيبِ الأمر مع شمس الدين، مع أطراف أخرى في لندن وفي أمريكا من أتباعهم إلى أن أرسل الرسالة ووضعهم في الزاوية الحرجة، إنَّهُ يتحدَّثُ عن إشرافٍ شرعي، يعني قلب عليهم، ولا يستطيعون أن يفعلوا لهُ شيئاً! نعم محمَّد تقي الخوئي بإمكانهِ أن يُؤذي السيستاني، بإمكانهِ لو بقي حيَّاً يستطيع أن يسحب المرجعيَّة منه من خِلالِ تسقيطه شيئاً فشيئاً، هم يمتلكون هذهِ القُدرة، لذلك الآن العقبة الحقيقيَّةِ محمَّد تقي الخوئي، فلابُدَّ من الخلاص من محمَّد تقي الخوئي، بحسبِ المعروف من أنَّ البعثيين قتلوه، فلنقل أنَّ البعثيين قتلوه ولا دليل على ذلك، ولكن هذا هو الشائع. لكنَّنا نتساءل: البعثيون لماذا قتلوا محمَّد تقي الخوئي وهو معهم ويعرفونهُ على هواهم مُنذُ أيَّامِ أبيه؟! والحكومةُ البعثيَّةُ ما عندها من مشكلةٍ مع الخوئي ولا مع أولادهِ، كانوا مُدلَّلين في ظلِّ حكومةِ صدَّام، أين المشكلةُ مع محمَّد تقي الخوئي؟ معَ أنَّهُ بعد وفاة أبيه قويت رابطتهُ مع البعثين لأنَّهُ كان مُحتاجاً إليهم، فلماذا يقتلهُ البعثيون؟ محمَّد تقي الخوئي، إمَّا أنَّ البعثيين قتلوه خدمةً للسيستاني بطلبٍ مُباشرٍ كما طلب جمال الخوئي إعدام محمَّد باقر الصدر، أو من دونِ طلب، إذا قلنا أنَّ البعثيين هم الَّذين قتلوه أو أنَّ طرفاً آخر وهو الطرفُ الَّذي ينتفعُ من قتلهِ، من هو الطرفُ الَّذي ينتفعُ من قتل محمَّد تقي الخوئي في مثلِ هذهِ الظروف؟! هذهِ القضيَّةُ راجعةٌ إليكم، أنا عندي قناعاتي الخاصة، قناعاتي الخاصة لا تكونُ جزءاً من هذا البحث، وإن كان هذا البحثُ أساساً هو في مستوى الفكرِ فقط، لأنَّني كما قُلتُ لكم في بدايةِ الحديث إنَّني أُشارككم تفكيري بصوتٍ عالٍ، ليس أكثر من ذلك.. لاحظوا هُناك نقطةٌ مُهمَّة: النقطةُ الـمُهمَّة: أنَّهُ السيستاني بعث بالرسالة 23 / شوال / 1414 يُريدُ إشرافاً شرعياً على المؤسَّسة، وهذا ما لا يُريدهُ محمَّد تقي الخوئي من البداية، لأنَّهُ لو كان يُريدُ إشرافاً شرعياً لاتَّفق مع محمَّد الروحاني الَّذي هو مختارُ أبيه والَّذي تتّفقُ عليه كلمةُ الخوئيَّة ولا يستطيعُ أحدُ منهم أن ينبَّس ببنتِ شفة بخصوص محمَّد الروحاني، وذهب إلى السبزواري وذهب وذهب كُلُّ ذلك لأنَّهُ لا يُريدُ إشرافاً شرعياً على المؤسَّسة، السيستاني وافق ولكنَّهُ قد بَيَّت الأمر، يعني تمسكن تمسكن أبو محمَّد رضا إلى أن تمكَّن. لاحظوا في نفس السنة يعني 23 / شوال بعث بالرسالة، ولَمَّا وصلت الرسالة حدثت ضوضاء، ضوضاء في النَّجف في أوساطهم، ضوضاء في قم، ضوضاء في لندن، الأطراف الـمُرتبطة بمحمَّد تقي الخوئي، الأطراف الـمُرتبطة بالسيستاني حدثت هناك ضوضاء، هذهِ الضوضاء يُخافُ منها أن تكبر فهنا دخل البعثيون، الرسالة متى بُعثت؟ 23 / شوال، قطعاً لم تصل في نفس اليوم كُتبت في 23 / شوال فلرُبَّما وصلت في نهاية شوال مثلاً. في الأيَّام الأخيرة من شهر ذي الحجّة يعني بعد شهرين من الرسالة، الرسالة: 23 / شوال، لنفترض أنَّ الرسالة وأثرها ظهر في أواخر شوال، فعندنا ذو القعدة وذو الحجة، أواخر ذي الحجة البعثيون تدخَّلوا على الخط ومنعوا السيستاني من الصلاة في مسجد الخضراء، مسجد الخضراء مسجد معروف وما هو بكبيرٍ جِدَّاً، من المساجد المتوسطة وقريبٌ من الحرم العلوي، هذا هو المسجدُ الَّذي كان يُصلي فيه الخوئي، وفي الأيَّام الأخيرة من حياتهِ الخوئي لم يتمكَّن من الصلاة السيستاني كان يُصلِّي فيه، المهم السيستاني كان يُصلِّي في هذا المسجد الحكومةُ العراقيَّةُ أغلقت المسجد وما منعت السيستاني مثلاً بقوَّةٍ وعُنف وإهانة، أغلقت المسجد، فلمَّا عَلِم السيستاني بأنَّ المسجد قد أُغلق هو لم يذهب إلى الصَّلاة فشاع الخبرُ من أنَّ البعثيين نكَّلوا بالسيستاني وأغلقوا المسجد و و و وصار التضخيم، ونحنُ الشيعةُ مُتخصِّصون في فنِّ رسمِ المظلوميَّة.. فلمَّا يصل الخبر إلى الشيعة من أنَّ الحكومة أغلقت المسجد ومنعت السيِّد السيستاني تُضخَّم القضيَّة، من الَّذي سينتفعُ منها اجتماعياً؟ الحكومة إذا تُريد أن تُؤذي السيِّد السيستاني لماذا لم تعتقل الـمُصلِّين الَّذين يُصلُّون في المسجد من أتباعهِ؟ لـماذا لم تعتقل أولادهُ؟ طيلة أيَّام مرجعيتهِ لم يتعرَّض السيستاني إلى أذىً من البعثيين، هي عمليَّةُ إظهارِ ضغطٍ على السيستاني وليس ضغطاً حقيقياً، لأنَّ الَّذي يُقمِعُ من قِبل الحكومةِ عند الشيعةِ هو هذا الـمُخلص، هو هذا الأفضل، ولِذَا لـم يضغطوا على محمَّد الصدر الَّذي كان يُصلِّي في الحرم العلوي لأجل أن يُشعروا النَّاس بأنَّ محمَّد الصدر مدعوم من البعثيين، أمَّا السيستاني فهو مقموع. ● مرجعيَّةُ الأعيان، وهي مرجعيَّةُ السيستاني يعني إنَّها مرجعيَّةٌ للأعيان للأشراف للكرماء للفهماء. ● ومرجعيَّة الـمِعدان وهي مرجعيَّة محمَّد الصدر. عرض فيديو يتحدَّثُ فيه السيِّد محمَّد الصدر عن منع السيستاني من الصّلاة في مسجد الخضراء. بغضِ النَّظر أنَّنا نتّفقُ مع محمَّد الصدر أو نختلف، لكنَّني أقول لغةُ الجسد طريقةُ الحديث على الأقل من وجهةِ نظري تنمُّ عن بساطةٍ وعن سلامةٍ وصدقٍ في القول، لا أدري هل تتفقون معي لا تتفقون معي، هذهِ وجهةُ نظرٍ تُوضعُ جانباً، لكنَّني أردتُ أن أُشير إلى هذهِ الحقيقة.. ● نحنُ وصلنا إلى هذهِ النقطة 23 / شوال / 1414 رسالة السيستاني وصلت إلى المؤسسة وبدأت الضوضاء، هذا السيِّد يريد إشراف شرعي ومنصب له نائب، احنا ما ردنا هذا من عنده، هذا مخلي له مُخطّط، عنده خطّة، فبدأت هذهِ الضوضاء. قطعاً الشيء الطبيعي محمَّد تقي الخوئي لابُدَّ أن يقوم بشيء، ما هو هذا الشيء؟ أنا لا أعلمهُ، لكنَّهُ لن يكون في صالح السيستاني، لأنَّهُ يجدُ نفسهُ قد وقع في الكمين، هو لن يُسلِّم للسيستاني ما يشتري السيستاني بزبانة، بالتعبير العراقي ( زبانة ).. لكنَّ السيستاني قد ثبت عرشهُ، إذا أراد محمَّد تقي الخوئي أن يُزيلهُ من عرشه يحتاجُ إلى مُدَّةٍ زمنيَّة فلابُدَّ من الإسراع بكنسهِ، ولذلك بعد فترة وجيزةٍ تمَّت عمليَّة الضغط على السيستاني بعد شهرين من بداية الضوضاء أُغلق المسجد حتَّى تُعطى صورةُ المظلوميَّة للسيستاني، وبعدها بأيَّام قلائل قُتل محمَّد تقي الخوئي، قُتل بحادث سير مُدبَّر، وقُتل معهُ شقيقُ زوجتهِ محمَّد أمين الخلخالي وابنهُ، ابن محمَّد أمين الخلخالي صغير طفل صغير اسمه محمَّد أيضاً والسائق، سائق محمَّد تقي الخوئي، قُتلوا جميعاً في الطريق ما بين النَّجف وكربلاء، خرجت عليهم سيارة قد أطفأت أضواءها وضربتهم قتلتهم، يقولون البعثيون قتلوهم! ● السؤالُ هنا يطرحُ نفسه: محمَّد تقي الخوئي مُنذُ أن فتح عينيه في هذهِ الدنيا ما عندهُ مشكلة مع البعثيين، في زمان أبيه كان مُدلَّلاً عند البعثيين، وبعد وفاةِ أبيه قويت علاقتهُ بالبعثيين لأنَّهُ كانَ مُحتاجاً لهم، وما يقولون لكم من أنَّ الخوئي كانَ مضغوطاً عليهِ من البعثيين هذا كذب، فترة الانتفاضة هذهِ فترة لها خصوصيَّة، وكان الضغط على الخوئي لكي يُؤدَّبَ الآخرون، وإلَّا كانَ بإمكانهم أن يسحقوا الخوئي سحقاً ولا يستطيعُ أحد أن يفتح فمه، إنَّما أبقوا الخوئي وحافظوا على سلامتهِ لأنَّهُ سيُحافظُ لهم على حالة الاستخذاءِ العقائدي في الجو الشيعي.. متى قُتل محمَّد تقي الخوئي؟ 12 / صفر / 1415 يعني ما بين الرسالة الَّتي وصلت من السيستاني ومقتل محمَّد تقي الخوئي ثلاثة أشهر و 19 يوم. وما بين إغلاق مسجد الخضراء ومقتل الخوئي شهر ونصف، أواخر ذي الحِجَّة، ومحمَّد تقي الخوئي قُتل يوم 12/ صفر / 1415 للهجرة. هناك من يقول من أنَّ محمَّد رضا السيستاني هو الَّذي دبَّر لهُ هذا الأمر، أنا لا أملكُ دليلاً لا أتبنَّى هذا ولا أُثبتهُ، الشيء الشائع أنَّ البعثيين هم الَّذين قتلوا محمَّد تقي الخوئي، لكن قطعاً لا تُوجد مصلحة للبعثيين في قتل محمَّد تقي الخوئي بشكل مباشر، مصلحتهم في تثبيتِ مرجعيَّةِ السيستاني الَّتي هي أكثرُ استخذاءً وأكثرُ جُبناً وهواناً من مرجعيَّة الخوئي، مثلما صدَّام حدَّثتكم كيف أنَّهُ اختار الخوئي، لا أقصد أنَّهُ هو الَّذي عيَّنهُ ولكنَّهُ دعم هذهِ المرجعيَّة.. تُريدون أن تعرفوا الحقائق اسمعوا البرنامج من أولِ حلقة إلى آخرِ حلقة حتَّى تكون الصورةُ واضحةً لديكم. ● إذاً 23 / شوال / 1414 السيستاني كتب الرسالة، لنفترض أنَّها وصلت في آخر شوال، بدأت الضوضاء في ذي القعدة، فحتَّى تُخمد هذهِ الأصوات لابُّد من شيءٍ قوي يُخمدها، فمنعوا السيستاني من الصَّلاة، فانتشر الخبر وضُخِّم في الجو الشيعي فضاعت الضوضاء تحت هذا الخبر، وترصَّدوا بمحمَّد تقي الخوئي حتَّى جاء إلى العراق وقتلوه في 12 / صفر / 1415 للهجرة، ما بين كتابة رسالة السيستاني ومقتل محمَّد تقي الخوئي ثلاثة أشهر و19 يوم، وما بين إغلاق مسجد الخضراء الَّذي تحدَّث عنهُ محمَّد الصدر ومقتل محمَّد تقي الخوئي شهر ونصف، وأنتم لاحظتم الكلام الَّذي سمعتموه مني قد قالهُ مرجعٌ مُعاصر للسيستاني ومُعاصر لتلك الفترة هو محمَّد الصدر، هذا ما هو كلامي ولا كلام محمَّد الصدر فقط، هذا كلامُ كثيرين كثيرين، تسمعونهُ مني الآن لأنَّني الوحيد الَّذي يُحدِّثكم بجرأة وبصراحة، وتسمعونهُ من محمَّد الصدر في تلكَ الأيَّام لأنَّ الرجل كان شجاعاً وجريئاً، وكانت الدعاياتُ كزخِّ المطر من طرفِ محمَّد رضا السيستاني على محمَّد الصدر، ويستدلون بهذهِ القضيَّة أنَّ البعثيين قمعوا السيستاني ومنعوه من الصَّلاة في مسجد الخضراء، ومحمَّد الصدر يُصلِّي في الحرم العلوي.. عقبةٌ هي الأعظم أمام السيستاني أُزيلت، لا أُريدُ أن أتَّهم المرجعيَّة السيستانيَّة ولكن سأذهبُ مع هذا الاتهام الشائع من أنَّ البعثيين هم الَّذي دبَّروا مقتلهُ، فأقول من أنَّ البعثيين دبَّروا مقتلهُ كي يفتحوا الطريق واسعاً أمام مرجعيَّة السيستاني الَّتي هي تسيرُ وفقاً للمذاق البعثي، إنَّها مرجعيَّةُ الجُبن والخَورِ والاستخذاء، كما هي مرجعيَّة الخوئي، البعثيون قتلوه، وهذا اتهامٌ سهلٌ لأنَّ البعثيين مجرمون ويقتلون، لكنَّنا أيضاً نعرفُ عن البعثيين أنَّهم لا يقتلون أيَّ أحد، إنَّما يقتلون الَّذين يُعارضونهم، بالعكس الَّذين يقفون معهم يُدافعون عنهم ويخدمونهم، هذا الَّذي نعرفهُ عن البعثيين، إلَّا أن يكون هناك شيءٌ آخر نحنُ لا نعرفهُ من أنَّ البعثيين يقتلون أصدقائهم، بالنِّسبةِ لي هذا الشيء أنا لا أعرفهُ ولا سمعتُ بهِ ولا قرأتُ عنه، لكن الاتهام وقع على البعثيين بما أنَّهم مجرمون، البعثيون قتلوا محمَّد تقي الخوئي، لكنَّ الـمُنتفع الأكبر ما هم البعثيون، الـمُنتفع الأكبر السيستاني، تخلَّص من قُدرةٍ هائلةٍ يُمكنها أن تُطيح بمرجعيتهِ إلى الأرض أو أن تحشرها في زاويةٍ صغيرةٍ وشيئاً فشيئاً لا يبقى لها من تأثير، محمَّد تقي الخوئي كانَ قادراً على ذلك، كان قادراً يمتلكُ أموالاً هائلة، يمتلكُ جمهوراً واسعاً هو جمهورُ أبيه، يمتلكُ مؤسَّسات، ويمتلكُ علاقات دوليَّة، بينما السيستاني إلى الآن لم تتوفَّر الأموالُ الطائلةُ بين يديه ولا يعرفُ شيئاً من العلاقاتِ الدوليَّة وبوابتهُ إلى الخارج هي مؤسَّسةُ الخوئي في لندن، فبياناتهُ وفتاواه كانت تصدرُ من هذهِ المؤسَّسة من مؤسَّسة الخوئي، ما كان عندهُ من مكاتب ومؤسَّسات تابعة لهُ، ولكن الآن صارت هناك فُسحة، فبمقتلِ محمَّد تقي الخوئي صار الطريقُ مفتوحاً خارج العراق لمرجعيَّة السيستاني وبُحريَّةٍ كاملة، جواد الشهرستاني في إيران صرف الأموال الطائلة واشترى الكثير من المسؤولين الإيرانيين، واستطاع أن ينشر مرجعيَّة السيستاني بشكلٍ مُناسب إلى ذلك الوقت، وإلَّا بعد ذلك صارت مرجعيَّةُ السيستاني مرجعيَّةً مُتسيِّدةً في إيران في الجو الشيعي بفضل جواد الشهرستاني وبفضلِ ما أنفق من الأموال الطائلةِ الهائلة بهذا الاتجاه. لكن في جهة الغرب آل الخوئي هم المسيطرون وآل الخوئي ليس فيهم إلَّا محمَّد تقي، عبد المجيد لا قيمة لهُ، شابٌ نزقٌ لا تأثير لهُ أبداً، حتَّى الخوئيون الَّذين هم في المؤسَّسة لا يحترمونهُ ولا يعبئون بهِ، أمَّا محمَّد تقي الخوئي فقد كان جبَّاراً عتريفاً طاغوت وكان مُمسكاً بكُلِّ الأمور، أُزيح من أمامِ السيستاني، صارت مؤسَّسةُ الخوئي ضعيفةً جِدَّاً لن تستطيع أن تُقاوم السيستاني، ولِذَا أخذت تلعقُ جراحها وحدثت الخلافاتُ الهائلةُ داخل المؤسَّسة، إلى الحد الَّذي آل الخوئي اختلفوا فيما بينهم، وبدأت البياناتُ والمنشوراتُ تصدرُ من داخلِ آل الخوئي ضد بعضهم البعض. على سبيل المثال: هذا الكتابُ عنوانهُ ( اغتيالُ شعب )، للسياسي العراقي المحامي فائق الشيخ علي، هذا الكتاب اغتيالُ شعب، موضوعهُ حول اغتيال محمَّد الصدر / الطبعةُ الأولى / لندن / 2000 ميلادي، إذا ذهبنا إلى صفحة (163)، نجد أنَّ فائق الشيخ علي وهو يتحدَّثُ عن مؤسَّسة الخوئي باعتبارِ أنَّ مُؤسَّسة الخوئي لها ارتباط بأجواءِ محمَّد الصدر بنحوٍ سلبي، وهو يتحدَّثُ عن مؤسَّسة الخوئي فيُشير على سبيل المثال إلى بيانٍ وزع في لندن، ومن الأماكن الَّتي وزع فيها وزع في الهايدبارك، ووزع أيضاً على المؤسَّساتِ والحسينيات الشيعيَّة في لندن. من الَّذي كتب البيان؟! أحد أحفاد السيِّد الخوئي: سعيد علي الخوئي، كتب هذا البيان يتحدَّثُ فيهِ عن الإشكالات الموجودةِ في مؤسَّسة الخوئي عن الإشكالات الشرعيَّة وعن التصرُّفات السيئةِ لعبد المجيد الخوئي، وهذا ناتجٌ طبيعيٌّ لِما خطَّط لهُ السيستاني، من مطالبتهِ بإشرافٍ شرعي ومن نصبِ نائبٍ عنه وبعد طردِ النائب ثُمَّ بعد ذلك بدأت الضوضاء في النَّجفِ وقم ولندن إلى أن قُتل محمَّد تقي الخوئي. تاريخ هذا البيان متى الَّذي وزَّعهُ سعيد علي الخوئي ؟! تاريخهُ: 6 / 7 / 1996، إنَّني اقرأ من صفحة (163)، من اغتيال شعب لفائق الشيخ علي، وقد أورد فائق الشيخ علي في صفحة (453) صورةً لهذا البيان من نفس الكتاب، صفحة (453) أورد فائق الشيخ علي في كتابِه (إغتيال شعب) صورةً للبيان الَّذي كتبهُ سعيد علي الخوئي، حفيد الخوئي والَّذي أرضوهُ بعد ذلك بالأموال وسكت، دُفعت لهُ أموال وسكت فبلع لسانهُ، أنا لستُ مُهتماً لا بعبد المجيد الخوئي هنا ولا بسعيد علي الخوئي، أنا مهتمٌ بالتاريخ، بتاريخ البيان الَّذي وزع – 6 / 7 / 1996 – هذا التاريخ الميلادي. إذا أردنا أن نعود إلى التاريخ الهجري لـ 6 / 7 / 96 هذا هو تاريخُ كتابة المنشور ونشر المنشور في لندن – 6 / 7 / 96 – في التاريخ الهجري: 19 / صفر / 1417. متى قُتل محمَّد تقي الخوئي؟! 12 / صفر / 1415. هذهِ التفاعلات – من 12 / صفر / 1415 إلى 19 / صفر / 1417، حدود سنتين، تفاعلات، حدود سنتين تتفاعلُ الأمور ومؤسَّسةُ الخوئي صارت ضعيفةً ليست قادرةً على مُواجهة السيستاني، بل ليست قادرةً على حمايةِ نفسها، لذلك ركضوا رُبَّما على إسحاق الفياض كما يُنقل، ركضوا على إسحاق الفياض كي يستظلُّوا بشرعيَّةٍ مأخوذةٍ منه على استحياء، لا شأن لي بهذا الموضوع، أنا موضوعي مع السيستاني، حديثنا عنوانهُ في المحور الثالث من محاورِ هذا البرنامج ( المرجعيَّةُ الشيعيَّةُ عموماً والسيستانيَّةُ خصوصاً )، حديثنا مع مرجعيَّة السيستاني، لا أُريدُ أن أدخل في الحكاياتِ الجانبيَّة الَّتي لا شأن لها بصُلب الموضوع الَّذي بين يدي، أنا كما قُلتُ لكم الحكاياتُ هنا كثيرةٌ مُتزاحمة. أعودُ إلى تاريخ كتابةِ المنشور وإصدارهِ والَّذي يكشفُ عن الضعفِ وعن الهُزال الَّذي صارت عليهِ المؤسَّسة فلا خطر فيها أصلاً بالنِّسبةِ للسيستاني، ولِذَا أَجهز عليها بفتوى السيستاني، أَجهز عليها، في تلك الفترة صدرت فتوى من السيستاني رُبَّما يُنكرونها الآن، سيُكذبِّونني ولكن ماذا بقي من العمر دعوني أُحدِّثكم بالحقائق.. دعوني أُحدِّثكم وأُوجِّهُ الحديث لأبنائي الشباب ولبناتي، لأبنائي وبناتي هذا الحديث، أنا لا أتحدَّثُ مع كبار السن كبارُ السن ميؤوسٌ منهم ميؤوسٌ منهم، عيونُ الواعين إليكم أنتم، وأنا أقولُ لكم: الحُجَّةُ بن الحسن عيونهُ إليكم أنتم الشباب.. نعودُ إلى حديثنا: مُؤسَّسةُ الخوئي صارت ضعيفةً هزيلةً، وهنا جاءت فتوى السيستاني، جاءت فتوى السيستاني أنا ما قرأتها لكنَّني سمعتُ عنها، وسمعتُ عنها من قنواتٍ موثوقةٍ على الأقل بالنِّسبةِ لي، فعلاً السيستاني أصدرَ فتوى بعدما يَئِس من آل الخوئي أنَّهم سيجعلون لهُ إشرافاً شرعياً على المؤسَّسة، الفلوس، القضيَّة يمَّ الفلوس من الآخر، يعني السيستاني راد يأخذ الفلوس منهم والجماعة جلقوه، أخرجوه وطردوا نائبه، فأصدر فتوىً واللندنيون في ذلك التاريخ ما بين 96 و 97 يعرفون هذا الأمر، وواللهِ، وواللهِ، وواللهِ سألني العديدُ منهم ما هو الموقف الشرعي من هذهِ الفتوى؟ لأنَّ مضمون الفتوى أنَّهُ يحرمُ الصَّلاةُ والأكلُ والشربُ وسائر التصرفات في مؤسَّسةِ الخوئي، لأنَّها مغصوبة، باعتبار أنَّها لم تخضع لنائبِ المرجعِ الأعلى، هو هذا لعب، أنا حين سألوني أجبت قُلتُ: ( لا إشكال في الصلاةِ وفي الأكلِ والشُرب آنذاك )، هذا السؤال وجِّه لي على ما أتذكَّر في الشهر السابع في أواخر الشهر السابع سنة 1997، وُجِّه لي هذا السؤال: من أنَّهُ يجوزُ لنا أن نحضر مجالس الفاتحة في مؤسَّسة الخوئي؟ فقلتُ: ولـماذا لا؟! قالوا: إنَّ فتوىً جاءت من السيستاني يُحرِّم الصلاة فيها، أنا كُنتُ قد سمعتُ بالفتوى لكنَّني كُنتُ أتحدَّث مع هذا الَّذي يسألني فأجبتهُ: قُلتُ لهُ: لا، يجوزُ لك، فأجبتهُ قلتُ لهُ: يجوز لك أن تُصلي وأن تأكل وأن تشرب، قال: ما السيستاني يقول هكذا، قُلتُ لهُ: ما هو مِلاكُ فتوى السيستاني؟ آيةٌ قرآنيَّة تقول من أنَّ الصَّلاة في مؤسِّسة الخوئي لا تجوز؟ آيةٌ قُرآنيَّة؟ حديثٌ عن العترة؟ ما نحنُ نأخذ ديننا إمَّا من القُرآنِ وإمَّا من حديثِ العترة، هل هناك من آيةٍ قُرآنيَّة تقول إنَّ الصلاة في مؤسَّسة الخوئي باطلة؟ هل هناك من روايةٍ تقول من أنَّ الصلاة ومن أنَّ الأكل والشُرب في مؤسَّسة الخوئي باطلة؟ من أنَّ الصَّلاة ومن أنَّ الأكل والشُرب في مؤسَّسة الخوئي لا يجوز؟ هل هناك من آيةٍ؟ هل هناك من روايةٍ؟ لا يُوجد، مِلاكُ هذهِ الفتوى أنَّهُ أراد السيستاني أن يتسلَّط على أموال الخوئي، أولاد الخوئي رفضوا ذلك، السيستاني يرى أنَّ تصرُّف عبد المجيد الخوئي ليس شرعياً، إذا كان مِلاكُ الفتوى هو هذا فهل أنَّ مثلاً جواد الشهرستاني أو مرتضى الكشميري أو البقية أو حتَّى محمد رضا السيستاني هل هؤلاء لهم الشرعيَّة من قِبلِ صاحب الزمان؟! من أين جاءوا بهذهِ الشرعيَّة؟! أساساً هو السيستاني على أي أساس يتسلَّط على الأموال؟! هل هناك من نصٍّ يقولُ لنا من أنَّ الأموال الشرعيَّة لابُدَّ أن يتسلَّط عليها المرجع الأعلى؟! .. قُلتُ إنَّ الأمر نفسهُ في بقية المؤسَّسات الشيعيَّة فهؤلاء الـمُعمَّمون من أين لهم الصلاحيَّةُ الشرعيَّة في التصرُّف بهذهِ المؤسَّسات؟! إذا لم تكن لمجيد الخوئي صلاحيَّة شرعيَّة، فمحمَّد رضا السيستاني ومرتضى الكشميري وجواد الشهرستاني وبقية الوكلاء هنا الموجودين للمرجعيات الأخرى ليست لهم صلاحيَّة، وحينئذٍ ستحرم الصلاةُ في كُلِّ هذهِ المؤسَّسات وهذهِ مشكلةٌ كبيرة، هذهِ مشكلةٌ كبيرة!! هو قد يكون الكلامُ صحيحاً لا من جهة السيستاني من جهةِ أنَّ هؤلاء ليست لهم صلاحيَّةٌ شرعيَّة يتصرَّفون في الأموال، الجميع شلع من أولهم إلى آخرهم من أين جاءوا بهذهِ الصلاحيَّة؟! في أي نصٍّ شرعي؟! في أي نصٍّ قرآني؟ في أي روايةٍ؟ .. هذهِ الفتوى دمَّرت مؤسَّسة الخوئي، الآن الفتوى لملموها، ورُبَّما لو سألتم عنها سيُنكرونها، ولكنَّ هذهِ الفتوى كانت ضربةً قاصمةً لمؤسَّسة الخوئي بعد الضربةِ الكبرى بعد مقتل محمَّد تقي الخوئي، ولذلك نشأ هذا الخِلاف والتمزُّق وقُلتُ لكم من الأدلَّةِ الواضحة في 19/ صفر / 1417، أحد أحفاد الخوئي يُوزِّع منشور في الهايدبارك وفي كُلِّ المراكز الَّتي يتواجدُ فيها الناس، منشور يفضح مؤسَّسة الخوئي ويفضح تصرُّفات عبد المجيد الخوئي وأنَّها خارج الإطار الشرعي ..!! قطعاً هذهِ النار من يُذكيها؟ يُذكيها السيستانيون باعتبار أنَّ المؤسَّسة صارت في مواجهةِ السيستانيين، فعلاً ضعفت مؤسَّسة الخوئي وانغلقت على نفسها وبقيت ضعيفةً إلى يومنا هذا، لا تستطيعُ أن تقاوم مرجعيَّة السيستاني وفي كثيرٍ من الأحيان تضطرُّ للانبطاح أمام هذهِ المرجعيَّة خوفاً على ما تحتِ يدها من الأموالِ والمصالحِ والمنافع الَّتي ما نال منها السيستاني شيئاً، لكنَّهُ استطاع أن يُحيّدها أن يُبعدها عن طريقهِ، فما بقيت مؤسَّسةُ الخوئي مركزاً تتوجَّهُ أنظارُ الـمُتشرِّعة إليها، وإنَّما توجَّهت أنظارُ الـمُتشرِّعةِ والـمُتدينين إلى حيثما يكون السيستانيون، لأنَّ التقليد صار للسيستاني وكُلُّ ذلك بفضلِ محمَّد تقي الخوئي وآل الخوئي ومؤسَّسة الخوئي، لكنَّ السيستاني غدر بهم وانقلب عليهم تِلك هي الحقيقةُ من الآخر من دونِ مجاملات من دونِ رتوش. في ظِل هذهِ الأوضاع وفي ظِل هذهِ الضوضاء برز محمَّد الصدر، وكانَ مُقلقاً جِدَّاً للسيستاني، وعداوة السيستاني مع محمَّد الصدر حكايتها طويلة يعرفها الصدريون أكثر من غيرهم، لأنَّهم هم الَّذين اكتووا بنارِ لؤمِ وخُبثِ ودجلِ ودهاءِ المرجعيَّةِ السيستانيَّة. ما الَّذي حدث ..؟! في مثلِ هذهِ الأجواء بدأ نجمُ محمَّد الصدر يتألَّقُ شيئاً فشيئاً، ما الَّذي حدث؟! إنَّها مسرحيَّةُ اغتيال السيستاني وولدهِ ..!! أنا أقولُ عنها مسرحيَّة هكذا أعتقد، لو كان البعثيون يُريدون أن يغتالوه لقتلوه مثلما قتلوا البقية، لِماذا نجا هو ونجا ولدهُ؟! قُتل حارسٌ وجُرح حارسٌ آخر، هذهِ النتيجة النهائيَّة، كي يشتغل الجوُ الشيعي بهذهِ المسرحيَّة كان ذلك في 11 / رجب / 1417 هجري، ذكرتُ لكم قبل قليل أنا أُؤكِّدُ على التواريخ، لأنَّ التواريخ تكشفُ لنا من قريبٍ ومن بعيد عن طبيعة مسار الأحداث. قلتُ لكم: 19 / صفر / 1417 بلغ الخِلافُ ذروتهُ في جوِّ مؤسَّسة الخوئي. ما بين 19 / صفر و 11 / رجب ما هي بمدَّةٍ طويلة، حدثت تفاعلات لا تكونُ في صالح السيستاني بسببِ مرجعيَّة محمَّد الصدر، بسببِ شيخ علي الغروي وبسببِ آخرين، وبسببِ هذهِ الضوضاء الَّتي ترتبطُ بمؤسَّسةِ الخوئي وفروعها، فنحنُ هنا بحاجةٍ إلى حدثٍ ضاغطٍ يُثبِتُ للشيعةِ من أنَّ السيستاني هو الرقمُ الأول الـمُضاد للنظام البعثي، مثلما أغلقوا مسجد الخضراء ولكن من دونِ إهانةٍ من دونِ تضييقٍ من دونِ اعتقال، وماذا كانت تُضرُّ البعثيين صلاة السيستاني في مسجد الخضراء؟ أساساً هو السيستاني ماذا يُضرُّ البعثيين بأي شيء حتَّى أنَّ صلاتهُ تُضرُّ البعثيين؟! بالعكس لو بقي يُصلِّي لرُبَّما يكونُ في مصلحة البعثيين من أنَّهم يُعطون الحُريَّة للمراجع، لكنَّ هناك أولويات، الأولويةُ أن يرتفع شأنُ السيستاني عند شيعةِ العراق فأغلقوا مسجد الخضراء ثُمَّ جاءونا بهذهِ المسرحيَّة، لو كانوا يُريدون اغتيالهُ لـماذا لم يُكرِّروا الاغتيال؟! ألم يكن بإمكانهم أن يقتلوه؟! ماذا تقولون أنتم؟! مرجعيَّةُ السيستاني مرجعيَّةٌ كان البعثيون يُريدونها أن تبقى، مثلما دافعوا عن مرجعيَّة الخوئي ومرَّ الحديثُ عن برنامج التسفيرات في السبعين وكيف أنَّهم هيَّئوا لهُ سفراً إلى لندن لكي يُحافظوا على سُمعةِ مرجعيَّة الخوئي والتفاصيل الأخرى .. ● فذُروة الخِلاف في الجو الخوئي يُمكننا أن نضع لها هذا التاريخ: 19 / صفر /1417. ● مسرحيَّةُ اغتيال السيستاني: 11 / رجب / 1417. ● وبعد هذهِ المسرحيَّة بدأت عملياتُ اغتيال المراجع في النَّجف، الجميع قُتلوا لكنَّهُ هو لم يُقتل! كُلُّ المراجع الَّذين جرت عليهم عملياتُ اغتيال قُتلوا في النَّجف..