مجزرةُ سبايكر – الحلقة ٢٥ – المحور الثالث – المرجعيّة الشيعيّة عموماً ومرجعيّة السيستاني خصوصاً ق١٠ Show Press Release (16 More Words) مجزرةُ سبايكر – الحلقة 25 – المحور الثالث – المرجعيّة الشيعيّة عموماً ومرجعيّة السيستاني خصوصاً ق10 صور OverlaysPreviousNext فيديو يوتيوب اوديو مطبوع Show Press Release (1 More Words) يازهراء ملخـّص الحلقة تاريخ البث : يوم الثلاثاء 6 شعبان 1441هـ الموافق 31 / 3 / 2020م قَومِي رُؤوسٌ كُلُّهم أَرَأَيْتَ مَزْرَعَة البَصَل حوزاتنا الدينيَّة، أحزابُنا القُطبيَّة لُصوصٌ كُلُّهم، شايف ﮔـهوة النشّالة يسرقون الناس ثُمَّ يسرقُ بعضهم بعضاً .. للَّذين يرفضونَ الضَّحكَ على ذقونهم فقط هذا البرنامج: مجزرةُ سبايكر. المحور 3: المرجعيّةُ الشّيعيّةُ عموماً والمرجعيّةُ السّيستانيّةُ خصوصاً: وصلتُ إلى هذا العنوان: (أسلوبُ الـمُخاتلةِ السيستاني). سأبدأ من هذهِ النقطة: حينما أخذ إجازة الاجتهاد من السيِّد الخوئي. مَنحُ الإجازةِ – أعني إجازة الاجتهاد – أكثرُ المراجعِ، أكثرُ العلماءِ، أكثرُ المجتهدين يتصعّبون في إعطائها ..ربَّما البعضُ منهم يتصعَّبُ في إعطائها لجهةٍ دينيةٍ أو لقضيَّةٍ علميَّةٍ في ذهنهِ، ولكنَّ هناك من يتصعَّبُ في إعطاءِ إجازةِ الاجتهاد خوفاً أن يجد لهُ مُنافسين أقوياء، فربَّما يرى في تلميذهِ هذا منافسةً قويةً لهُ لو أنَّهُ منحهُ إجازة الاجتهاد واستقلَّ بنفسهِ، لذا فإنَّ الكثير والأكثر من المجتهدين يتصعَّبون في منحِ إجازةِ الاجتهاد، السيِّد الخوئي كانَ من بينِ هؤلاء كانَ يتصعَّبُ جِدَّاً ويتصعَّبُ ويتصعَّب في هذا الأمر. ● هناك قضيةٌ لابُدَّ أن نعرفها: من أنَّ بعض طُلَّاب العلم الَّذين قد يوصفون ( بالفُضلاء )، ممَّن يكونون قد حضروا دروس الخارجِ وهي أعلى مستوياتِ الدرسِ في الحوزةِ الدينية، للدراساتِ الدينية، فهناك من الفُضلاء من طُلَّاب العلمِ ممَّن حضروا سنين قد تكونُ طويلةً، وبعد ذلك يخطرُ في بالهم أن يعودوا إلى أوطانهم مثلاً إن كانوا قد جاءوا من إيران على سبيل المثال أو من الهند، فحينما يعزمون على الرجوعِ إلى بلدانهم وهم قد قضوا ردحاً طويلاً من الزَّمنِ في حضورِ دروس الخارج وصاروا على مستوىً علميٍّ لا بأس به، فيتقدَّمون لأساتذتهم، يتقدَّمُ طالبُ العلمِ هذا لأستاذهِ إمَّا بشكلٍ مباشر أو عن طريقِ وسيطٍ من الفُضلاء الآخرين طالباً منحهُ إجازة اجتهاد لأنَّهُ يُريد أن يعود إلى بلده، للتبليغِ الديني، لأن يفتح حوزةً دينيةً مُصغَّرة هناك، لأجلِ التدريسِ .. فإنَّ أستاذهُ سيمنحهُ إجازة اجتهادٍ بهذا المستوى، بمستوى أنَّهُ حاز مَلَكَة الاجتهاد، وقد مرَّ الكلامُ في هذهِ القضيةِ؛ من أنَّ الَّذي يُمنحُ هذهِ الإجازة ليس مجتهداً فعلياً.. فإنَّ المجتهد الأستاذ حينما يطمئنُ أن هؤلاء فعلاً سيسافرون يمنحهم إجازة اجتهادٍ بمستوى الـمَلَكَة لا يُصرّحُ لهم بأنَّهم صاروا مجتهدين فعليين، لماذا؟ لأنَّهُ يُريدُ أن يكونوا لهُ وكلاء في ذلك البلد الَّذي سيعودون إليه، فيمنحهم إجازة اجتهادٍ بمستوى الـمَلكَة لتقويةِ منزلةِ تمثيلهم لهُ، حتَّى يكونوا أعلى رتبةً مثلاً من وكلاءِ مجتهدٍ آخر لم يكونوا قد نالوا هذهِ المرتبة، وهو سيكون مطمئناً من أنَّهم لن يؤسّسوا لمرجعيةٍ خاصةٍ بهم، لأنَّ مستوى هذهِ الإجازة لن يسمح لهم بذلك بحسبِ الأعرافِ الحوزوية.. وهذهِ الإجازةُ تجعلُ الناس في ذلكَ البلد يثقونَ بهم أكثر، أنَّ هذا مجتهد وهو وكيلٌ للمرجع الفلاني، وكلائهُ مجتهدون، فهذا يدلُّ على عظمةِ ذلك المرجع، على أعلميتهِ، على أفقهيتهِ، هذا أمرٌ معروفٌ.. على سبيل المثال: الشَّيخ علي فلسفي، من تلامذة السيِّد الخوئي، لَمَّا أرادَ الرجوع إلى مدينةِ مشهد فطلبَ من السيِّد الخوئي إجازة اجتهاد، منحهُ السيِّد الخوئي إجازة اجتهاد بهذا المستوى، بمستوى أنَّهُ حاز مَلَكَة الاجتهاد، ما هو بمجتهدٍ فعلي، أخذ إجازتهُ وذهب إلى مشهد واستقرَّ في مشهد إلى أن توفي. عرض مجموعة من الصور للشيخ “علي فلسفي”. عرض صورة إجازةِ اجتهاد الشيخ “علي فلسفي” من جهة السيِّد الخوئي. جاء فيها: جنابُ العالِـمِ العامل، والفاضلِ الكامل، سند الفقهاء العِظام، حجّة الإسلام الحاج الشيخ ميرزا علي الفلسفي التنكابني أدام الله أفضاله وكثَّر في العلماءِ العاملين أمثاله – إلى أن يقول السيِّد الخوئي: حتَّى أدرك – من هو؟ الشيخ علي فلسفي – حتَّى أدرك والحمدُ للهِ مُناه ونال مُبتغاه وفاز بالمراد وحاز مَلَكَة الاجتهاد – وحازة مَلَكَة الاجتهاد فلهُ العملُ بما يستنبطهُ من الأحكام – وتستمرُ الإجازةُ إلى النهايةِ – في 23 / ذي القعدة / 1380 هجري أبو القاسم الموسوي الخوئي – مع ختم السيِّد الخوئي. فهذهِ إجازةُ الاجتهاد الَّتي منحها السيِّد الخوئي لتلميذهِ الشَّيخ علي فلسفي في 23 / ذي القعدة، أتمنَّى أن يبقى التاريخ في أذهانكم في ( 23 / ذي القعدة / 1380 للهجرة )، إنَّها إجازةٌ بهذا المستوى، مستوى أنَّهُ حاز مَلَكَة الاجتهاد، هو لم يكن قد صارَ مجتهداً فعلياً، فلا يجوزُ تقليدهُ، إنَّما لا يجوزُ لهُ أن يُقلّد غيرهُ، عليه أن يستنبط الأحكام الَّتي يحتاجها في حياتهِ بنفسهِ، هذهِ منظومةُ الاجتهادِ والتقليدِ بحسبِ ما هو معروفٌ في أجواءِ المدرسةِ الأصوليةِ في النَّجفِ وفي قم، هكذا هم رتَّبوا الأمور بهذهِ الطريقةِ.. الشيخ علي فلسفي رجع إلى مشهد وبقي في مشهد ما رجع إلى النَّجف إلى أن توفي في التاسعِ من شهر محرم سنة 1427 للهجرة، يعني مُنذُ سنة 1380 للهجرة الرجل بقي في مشهد، إلى أن توفي في 9 / محرم / 1427، حين أقول بقي في مشهد لا يعني أنَّه لم يُسافر مرادي أنَّهُ حينما خرج من النَّجف لم يعد إلى النَّجف كي يستقرَّ فيها، فمثلما قال للسيِّد الخوئي وأخبرهُ من أنَّهُ ذاهبٌ إلى مشهد فمنحهُ إجازة الاجتهاد، السيستاني في نفس الفترة.. ● إجازةُ اجتهاد الفلسفي ( 23 / ذي القعدة / 1380 )، وهذهِ الإجازةُ نحنُ استخرجناها من الموقع الرسمي الإلكتروني لمؤسسة الخوئي في لندن.. ● في نفسِ هذهِ الفترة السيِّد السيستاني أيضاً أخبر الخوئي من أنَّهُ يُريد الرجوع إلى مشهد، وتاريخُ إجازة اجتهادهِ هي بعد إجازة اجتهاد الفلسفي، إجازةُ اجتهاد الفلسفي ( 23 / ذي القعدة / 1380 )، إجازة اجتهاد السيستاني من الخوئي ( 4 / ذي الحجة / 1380 )، في نفس الفترة.. هل صارت الفكرةُ في ذهنهِ بعد أن رأى ما رأى من الفلسفي وكيف أنَّ الخوئي منحهُ إجازة الاجتهاد أم، أم؟! هذا أمرٌ نحنُ لا نعلمهُ، لكنَّ الحقيقة أنَّ إجازة الفلسفي هي في ( 23 / ذي القعدة / 1380 )، وهي في مستوى حيازةِ مَلَكَةِ الاجتهاد وليست في مستوى الاجتهاد الفعلي، وكذاك بالنسبةِ للسيستاني فإنَّ تاريخ اجازتهِ من الخوئي ( 4 / ذي الحجة / 1380 للهجرة )، وهي في نفس المستوى، بل لو قارنا بين الجُمل الَّتي جاءت في إجازة الفلسفي والجُمل الَّتي جاءت في إجازة السيستاني لوجدناها مُتشابهةً إلى حدٍ كبير بل تتطابقُ في كثيرٍ من العباراتِ والألفاظِ والجُمل، بالنتيجةِ الجهةُ الَّتي صدرت منها الإجازتان واحدة، إنَّهُ السيِّد الخوئي.. القضيةُ غير الواضحة هي أنَّ السيستاني في بداية (1381) بدأ يُدرّسُ دروس الخارج في النَّجف واستقل عن الخوئي، مُرادي استقل عن الخوئي أنَّهُ بدأ يُدرِّسُ الخارج ويطرحُ أرائهُ لا يعني أنَّهُ عادى الخوئي، لا يعني أنَّهُ ترك درس الخوئي بالمطلق، هو لم يخرج عن عباءة الخوئي إلى آخرِ أيام حياة الخوئي، لكنَّهُ في بدايةِ (1381) في بداياتها بدأ يُدرّسُ الخارج، إذاً هل ذهب إلى مدينةِ مشهد؟! فعلاً كان يُريدُ الذهاب إلى مدينةِ مشهد وذهب إلى مشهد وبقي أياماً قلائل فقط ورجع كي يُدرّس الخارج؟! لأنَّ تاريخ إجازة الاجتهاد الَّتي مُنحت لهُ من الخوئي ( 4 / ذي الحجة / 1380 للهجرة ).. بداية تدريسهِ للبحث الخارج كانت في بدايةِ (1381)، فهل أنَّ السيستاني فعلاً كان يُريد الذهاب إلى مشهد وذهب إلى مشهد ولكن تغيّر رأيهُ ورجع إلى النَّجف وباشر تدريس الخارج، أم أنَّهُ أساساً لم يُسافر إلى مشهد وإنَّما تغيّر قرارهُ وهو في النَّجف لكنَّهُ أخفى وجههُ أياماً ثُمَّ ظهر في بداية (1381) كي يُدرِّس درس الخارج؟! أم أنَّ القضية كانت خدعةً للخوئي من أنَّهُ سيذهبُ إلى مشهد مثلما رأى الفلسفي قد مُنح هذهِ الإجازة لأنَّهُ يُريد الرجوع إلى مشهد فنال الإجازة وأخفى نفسهُ أياماً أو سافر أياماً إلى مشهد ورجعَ بعد ذلك كي يُدرِّس الخارج كخطوةٍ ثانية باتجاه المرجعية؟! إنَّهُ تخطيطٌ طويلُ المدى!! كتاب [المطارحاتُ الإسلامية] للسيّد علي الحسين البغدادي ينقل عن الغروي من أنَّهُ كان يتحدَّى السيستاني أن يفهم عبارات كتاب المكاسب، صفحة (151) يقول: ( وقد سمعتُ هذهِ الكلمة منهُ – من الغروي – قبل استشهادهِ بسنتين أو أقل )، حيثُ كان يتحدَّى السيستاني أن يفهم عبارات كتاب ( المكاسب )، بغض النظر عن مطابقةِ ما يقول الغروي للواقع أو أن ذلك لا يُطابقُ الواقع لا شأن لي بآراء الغروي.. أنا أُناقشُ في الأسلوب، في أسلوبِ حصول السيستاني على إجازةِ الاجتهاد إنَّهُ أسلوب الـمُخاتلة.. وفي صفحة (299) يقول: ( بل إنَّ أصل صدور الإجازة قد ناقش فيهِ شيخنا الشهيد الغروي قدّس سره ).. عرض فيديو للدكتور “محمَّد حسين الصغير” يتحدَّث فيه عن مدى علاقتهِ الوثيقةِ بالسيستاني وأنَّهُ حينما أراد الخروج من العراق السيستاني أمسكَ بهِ وأراد منهُ أن يبقى قريباً منه (قناةANN الفضائيَّة). كتاب [الإمام السيستاني أمَّةٌ في رجل] في هذا الكتاب هناك مقالان هما من أهمِّ ما كُتب عن السيستاني عن حياتهِ وتاريخه، ولذا وُضعا في مقدمةِ الكتاب: ● المقال الأول: لم يُذكر اسم كاتبه وإنَّما كُتب باسمِ أحد تلامذتهِ. ● والمقال الثاني: كتبهُ صديقٌ مقربٌ للسيستاني، إنَّهُ الدكتور محمد حسين الصغير. المقال الأول: والَّذي كتبهُ أحدُ تلامذتهِ، هذا المقال نشر ووضع إجازات السيِّد السيستاني، فوضع أولاً الإجازة الَّتي نالها من السيِّد الخوئي، ثُمَّ من الشيخ حسين الحلي، ثُمَّ من أغا بُزرك الطهراني، والإجازاتُ بين يدي: ● على صفحة (92) صورةُ إجازةِ السيِّد الخوئي. ● على صفحة (93) صورةُ إجازةِ شيخ حسين الحلي. ● وعلى صفحة (94) صورةُ إجازةِ أغا بُزرك الطهراني. الحديث عن إجازةِ السيِّد الخوئي الَّتي تُعتبرُ الأساس وإن كانت كُل الإجازاتِ في تاريخٍ مُتقارب. عرض صور للإجازات التي نالها السيّد السيستاني. إجازةُ السيِّد الخوئي وقد قرأتُ عليكم منها ما يرتبطُ بالسيِّد السيستاني في أنَّهُ قد حاز مَلَكَة الاجتهاد.. هكذا قال السيِّد الخوئي وتذكَّروا العبارات الَّتي مرَّت في إجازة الشيخ علي الفلسفي: (حتَّى أدرك والحمد لله مُناه، ونال مُبتغاه، وفاز بالمراد، وحاز مَلَكَة الاجتهاد)، أقرأ عليكم من إجازةِ الاجتهاد للشيخ علي الفلسفي: حتَّى أدرك والحمد لله مُناه، ونال مُبتغاه، وفاز بالمراد، وحاز مَلَكَة الاجتهاد، فلهُ العملُ بما يستنبطهُ من الإحكام – هذا في إجازة علي الفلسفي الَّتي أشرتُ إليها.. في إجازة السيستاني: حتَّى أدرك والحمد لله مُناه، ونال مُبتغاه، وفاز بالمراد، وحاز مَلَكَة الاجتهاد، فلهُ العملُ بما يستنبطهُ من الإحكام – وكذلك بقيةُ العبارات أيضاً. لا يخطرُ في ذهن أحدٍ أنَّ الإجازة مزوّرةٌ على أساسِ الاجازة السابقة أبداً، إجازةُ الخوئي للسيستاني إجازةٌ صحيحةٌ وقد دقّقتها وتتبّعتها تاريخياً وحتَّى حسيَّاً فهي إجازةٌ حقيقية، الكلامُ في الـمُخاتلةِ في الـمُخادعةِ الَّتي قام بها فنال إجازة الاجتهاد.. ● صفحة (74) من المقال الأول: وفي أواخر عام (1380) عزمَ على السفر إلى موطنهِ مشهد الرضا عليه السلام وكان يحتملُ استقرارهُ فيه – يحتملُ!! إذا كانَ يحتملُ استقرارهُ فيه صدقوا فإنَّ الخوئي لن يكتب لهُ إجازة اجتهاد، هذا ما أظنهُ هذا الكلامُ هو ظني بحسبِ معرفتي بالذوق الحوزوي وبأوضاع الخوئي وبالتفاصيل الَّتي أعرفها أنا، هذا بحدودِ ما أعرفهُ أنا ليس بالضرورةِ أن يكون صحيحاً – وكانَ يحتملُ استقراره فيه فكتب لهُ أستاذهُ آيةُ الله العظمى السيِّد الخوئي وأستاذهُ العلَّامةُ الشيخُ الحلي قدّس سرهما شهادتين ببلوغهِ درجة الاجتهاد – حاز مَلَكَة الاجتهاد – كما كتب شيخ مُحدِّثي عصره الشَّيخ أغا بُزرك الطهراني صاحب الذريعة – كتاب الريعة الموسوعة المعروفة في ذكرِ أسماءِ الكُتبِ والمؤلِّفين – كما كتب شيخ مُحدِّثي عصره الشَّيخ أغا بُزرك الطهراني صاحب الذريعة شهادةً أخرى يُطري فيها على مهارتهِ في علمي الحديث والرجال. ● صفحة (75): وعندما رجع إلى النَّجف الأشرف في أوائل عام (1381) ابتدأ بإلقاءِ محاضراتهِ ( الدرس الخارج ) في الفقه في ضوءِ ( مكاسب )، الشيخ الأنصاري – ولاحظوا ما كان يقولهُ الشَّيخ الغروي من أنَّهُ يتحدَّى السيستاني أن يفهم عبارات ( المكاسب )، وأول بحث خارج كان للسيستاني هو في ( مكاسب ) الشيخ الأنصاري، وهذهِ الكلمة نقلها السيِّد علي الحسني البغدادي في الـمُطارحات الإسلامية عن الغروي – وعندما رجع إلى النَّجف – فهو إلى تاريخ ( 4 / ذي الحِجَّة / 1380 )، هو موجود في النَّجف، لأنَّ الخوئي منحهُ الإجازة في هذا التاريخ ( 4 / ذي الحجة / 1380 )، كم من الأيام بقي إلى نهاية السنة وبعدها سافر السيِّد السيستاني إلى مشهد؟ وكم من الأيام بقي في مشهد ورجع؟ – وعندما رجع إلى النَّجف الأشرف في أوائل عام (1381) – ولا يوجد تصريح في الكلام من أنَّهُ سافر! الكلامُ خليٌّ من ذلك، لاحظوا ماذا قال؟: ( وفي أواخر عام 1380 عزمَ على السفر – هل سافر؟ – عزم على السفر وكان يحتملُ استقرارهُ فيه )، هو عزم على السفر وكان يحتملُ استقراره فيه، هل سافر؟ لا يُوجد ذكرٌ لسفرهِ إلى مشهد!! ولذا يُشكّك المشكّكون في أنَّهُ ما سافر إلى مشهد وإنَّما بقي في العراق ضيّع وجههُ، هذهِ شكوك، أنا لا أملكُ دليلاً على ذلك، وهذهِ الشكوك ليست مني، من الَّذين يشكّكون في تفاصيلِ نيلهِ لإجازةِ الاجتهاد من السيِّد الخوئي، ( وعندما رجع إلى النَّجف )، من أيِّ مكانٍ رجع؟ من مشهد من غيرِ مشهد الكلامُ ليس واضحاً! هنا يقول: في أواخر عام (1380) عزمَ على السفر وكان يحتملُ استقرارهُ فيه – في مشهد وانقطع الكلام وانقطع الخطابُ، سافر لم يُسافر، فلنقل من أنَّ قصوراً في التعبير إنَّهُ سافر إلى مشهد ورجع في بدايةِ 1381 أي بقي أياماً قلائل مدة محدودة أسابيع قليلة ورجع كي يُدرِّس الدرس الخارج في النَّجف، هذهِ القضيةُ إذ ما جمعناها إلى قضايا كثيرة من هذا النوع تُثير الشك أو لا؟! ● كتب الدكتور محمَّد حسين الصغير في صفحة (108)، يقول: ولم يُبارح – من هو؟ السيستاني – ولم يُبارح النَّجف الأشرف طيلة اثنين وخمسين عاماً إلَّا فترةً قصيرةً قضَاها في موطنهِ مشهد الإمام الرضا لا تتجاوز الشهور الستة – متى؟ – عام 1380 هجري – يعني قبل أن يُفاتح الخوئي، تاريخ الإجازة ( 4 ذي الحِجَّة )، بحسب الكلام الشهور الستة الَّتي قضاها في مشهد سنة (1380) وهو يتكلَّمُ بلسانٍ قاطع هنا، لا أدري كقاطعيتهِ وهو يتحدَّثُ عن فصلهِ من الجامعة في الفيديو أم كقاطعيتهِ وهو يتحدَّثُ عن إحالتهِ على التقاعد كما في هذا الكتاب؟ بالنتيجةِ هو هكذا يقول: ( ولم يُبارح النَّجف الأشرف طيلة اثنين وخمسين عاماً إلَّا فترة قصيرةً قضَاها في موطنهِ مشهد الإمام الرضا عليه السَّلام لا تتجاوز الشهور الستة عام 1380 هجري )، فإذا كان قد قضى شهوراً ستة في سنة 1380 في مشهد، هذا يعني في النصف الأول من السنة، ورجع بعد ذلك وأخذ الإجازة في ( 4 / ذي الحِجَّة / 1380 )، إذا كان هذا الكلامُ دقيقاً هذا يُثير الشك أكثر من أنَّهُ كان يُخطّطُ لموضوعٍ مُنذُ بداية (1380) بحيث قضى فترةً طويلة ستة أشهر كي يكون الأمر مُقنعاً للخوئي إذا كان هذا الكلامُ دقيقاً وصحيحاً!! ● في صفحة (109) وهو يستمر في الحديث تحت عنوان: ( السيستاني في بحثهِ الخارج )، فماذا يقول؟ يقول: وخامرت، وخامرت السيِّد السيستاني فكرةُ العودة إلى رحابِ الإمام عليِّ بن موسى الرضا عليه السلام في مشهد – حتَّى هذه التعابير ( عزم على السفر ) ، ( احتمل أن يستقر ) ، ( خامرت السيِّد السيستاني فكرة العودة )، تعابير فضفاضة ما هي قضية سفر إمَّا سافر أو لم يسافر! – وخامرت السيِّد السيستاني فكرةُ العودة إلى رحاب الإمام عليِّ بن موسى الرضا عليه السلام في مشهد بعد أن أتقن مُتطلبات الفُنون الشرعية والمعارفِ الإلهية وبعد أن حصل على العُدَّة الكافية في معرفة الرجال واستقراء أحوالهم فما يمنعهُ من العودة وقد بلغ مرتبة الاجتهاد، ولكن السيِّد السيستاني ما اكتفى ببلوغهِ هذه الدرجة الكبرى حتَّى بدأ ( بحثهُ الخارج ) الدرس العالي في النَّجفِ الأشرف عام 1381 هجري، وألغى فكرة توطنه في خراسان – سافر أم لم يسافر؟! فإذا كان قد سافر بحسب الكلام الأول في صفحة (108)، فهو قد سافر إمَّا في بداية السنة أو في وسط السنة قبل أن يأخذ إجازة الاجتهاد.. الصورة الثانية: صورة حسيَّة في تصرُّفاتهِ: السيِّد السيستاني عاش مُنعزلاً عن النَّاس حتَّى عن جيرانهِ، ولربَّما يعدُ صُنَّاع مفاخره الَّذين يصنعون لهُ المفاخر من أنَّه لا يعرفُ إلَّا أربعين شخصاً، وربَّما اختاروا هذا الرقم وهم يُردِّدون هذا الكلام ربطاً بصلاة الليل الَّتي يستغفر فيها المصلي لأربعين مُؤمن لا أدري، لكنَّ هذ الأمر كان معروفاً عن السيِّد السيستاني كان مُنعزلاً بحيث قبل أن يخرج من بابِ بيتهِ يضع عباءته على عمامتهِ حتَّى لا يرى أحداً من الجيران، أن تقع عينهُ على عينِ أحدٍ من الجيران ولا حتَّى في الشارع لا يُسلِّمُ على أحدٍ ولا يُسلِّمُ عليه أحد، وأنا لا أُشكل على هذا السلوك أو هذا التصرُّف إذا أُخذ في اتِّجاهٍ اعتيادي.. لو كانَ هذا السلوكُ مُستمرَّاً إلى كُلِّ سنينهِ، لقُلت هذا سلوكٌ طبيعيٌّ عند بعض الناس في أجوائنا الدينيَّة، ولكن من هذا السلوك الـمُنعزل فُجأةً وإذا بهِ يُصبحُ امبراطوراً يتدخَّلُ في كُلِّ شيء، في كبائر الأمور وفي صغائرها ويُنكر ذلك أمام الناس، هو يتدخَّل في كُلِّ شيء.. المرجعية تُنكر أنَّها تتدخَّل، وهي تتدخَّل في كُلِّ شيء، وكُلُّ فسادٍ في العراق مردهُ إليهم.. فلا أستطيعُ أن أحمل هذا السلوك إلَّا أنَّهُ جُزءٌ من مُخطَّطٍ وبرنامجٍ في ذهنهِ.. أنا لا أتحدَّثُ عن الَّذين لا يتصدون لأمور الشيعةِ الَّذين لا يقولون نحنُ في مقام النيابة لصاحب الزمان ويعيشون في أجوائهم الشخصية الخاصة بهم.. الناسُ أحرار، لكن أن يأتوا إلينا ويقولوا لنا هم نُوَّاب عن صاحب الزمان وبعد ذلك يحكمون على هذا، هذا ضال، وذاك مهتدي، وهذا قريبٌ من الله، وذاك بعيدٌ من الله، وهذا ماسونيٌّ، وذاك مخلصٌ، ومن هذا الخرط.. فهذهِ الحالة الَّتي عاش عليها السيِّد السيستاني لا أستطيعُ أن أُحسن الظن بها، حاول أن يختصر علاقاتهِ إلى أبعد حد، إنَّهُ يُخطِّطُ لشيءٍ في قادمِ الأيام.. في نفس الكتاب [الإمام السيستاني أمَّةٌ في رجل] وفي نفسِ المقال الَّذي كتبهُ الدكتور محمَّد حسين الصغير، في صفحة (111)، وهو يتحدَّثُ عن السيِّد السيستاني: عاشَ مُنعزلاً حتَّى لا يعرفهُ أكثر من طُلَّابهِ وعِلّيَة القوم وهو معهم وخارجٌ عنهم لا يتَّصلُ إلَّا لُماماً ولا يتعايشُ مع الآخرين إلَّا لواذاً – هذه أوصافٌ لغائبٍ حاضر، وتلك هي الـمُخاتلة، لو كان هذا الأمر بقي جارياً إلى الآن، لقُلت إنَّ هذا سلوك يخصُّ الرجل، وكثيرون هكذا يتصرَّفون في أجواءِ المؤسَّسةِ الدينيَّةِ الشيعيَّة الرسمية ويبقون على حالهم هذا إلى أن يموتوا لا يعرفون الناس ولا الناس تعرفهم إلَّا في دائرةٍ ضيقة، لكن أن يركض على المرجعيةِ وأن يعض عليها بأضراسهِ وأن يُنشب أظافرهُ فيها وأن يُخطِّط للانقلابِ على آل الخوئي.. لا يمكنني أن أُحسن الظن في مثل هذا التصرُّف وفي مثل هذا السلوك. عرض تسجيل للمرجع المعاصر السيِّد “كمال الحيدري” يتحدَّثُ فيه مع طُلَّابهِ عن قضية عُزلة السيستاني وعن انعزالهِ عن الناس. الصورة الثالثة: حينما بدأ محمَّد تقي يعرض المرجعية على فُلان وفلان كُلُّ ذلك بمسمعٍ ومرأى من السيستاني، هو مُطلعٌ على كُلِّ التفاصيل، هو عارفٌ أنَّ الاسم الأول محمَّد الروحاني، وهو عارفٌ أيضاً من أنَّ محمَّد تقي الخوئي عرض عليه المرجعية مباشرةً بعد موت الخوئي.. ويعرف أنَّهم اشترطوا شروطاً وشروطهم منطقية، لكن لَمَّا عرض الأمر على السيستاني وهو آخر احتمال، لو كان السيستاني في نظر محمَّد الخوئي هو المؤهَّل لجعلهُ على الأقل احتمالاً ثانياً!.. فلمَّا عَرَض المرجعية عليه وقع عليها بكُلِّهِ، من دون شرط، من دون نقاش، سلَّم أمرهُ لمحمَّد تقي الخوئي، هكذا صار الأمر، هذا السلوك يتماشى مع قضية الاعتزال والانعزال، ماذا تقولون أنتم؟! أنا حين أُفكِّرُ وأجمع بين ما يظهر من حالة مُخاتلةٍ حين خدع الخوئي في قضية إجازة الاجتهاد.. فحينما أجدُ احتمالاً قوياً في الصورة الأولى أجد احتمالاً قوياً في أنَّهُ خدع الخوئي، ثُمَّ بعد ذلك أجد أنَّهُ بهذا الأسلوب خدع الَّذين حوله، بأسلوب الانعزال والاعتزال والابتعاد عن الناس، وفُجأةً وإذا بهِ ينقضُّ انقضاضاً على المرجعية وبكُلِّ قُوَّةٍ وإلى يومنا هذا، وحتَّى حينما أقبلت عليهِ الأحزاب السياسيةُ انقض انقضاضاً على السياسة، كيف أُحسِنُ الظن بعد ذلك؟! إنَّني سأتعامل معه مثلما أتعامل مع أي سياسيٍ من السياسيين، مع أي طالبِ سُلطةٍ من طُلَّاب السلطة.. ● يُذكِّرني هذا برويمٍ القاضي: رويم كان البغداديون يقولون إذا كان عندك من سر فأودعهُ عند رويم القاضي، لـماذا؟ يقولون: إنَّ رويم القاضي كتم حُبَّ الدنيا وحُبَّ الرئاسة أربعين سنة حتَّى نالها، لأنَّ رويم القاضي كان يلبس الثياب الزهيدة ويمشي حافياً ويتقشَّفُ في كُلِّ شيء.. ولكن ما إن دعاه السلطان ودعاه الخلفاءُ إلى منصب القضاء وإلى منصبٍ كبيرٍ في بغداد ركض ركضاً وبعد ذلك كما نقول في تعابيرنا الشعبية العراقية ( لعب شاطي باطي )، قام يلعب رويم شاطي باطي، انقلبت حياتهُ بالـمرَّة، فكان البغداديون يقولون: ( إذا كان عندك من سر فأودعهُ عند القاضي رويم فإنَّهُ كتم حُبَّ الدنيا وحُبَّ الرئاسة وحُبَّ السلطة، كتم حُبَّ الدنيا في قلبه أربعين سنة )، ولكن بعد أن سنح لهُ الأمر انقضَّ عليها انقضاضاً.. في واقعنا عندنا رويم ورويم ورويم، عندنا ما يكون عليه رويم مسكيناً فقد كتم حب الدنيا أربعين سنة، عندنا من يكتم حُبَّ الدنيا إلى آخر عمره، مثلما قال إمامنا السَّجاد في الحديث الَّذي قرأته عليكم من ( تفسير إمامنا الحسن العسكري صلواتُ الله عليهما )، من أنَّهُ من أهل الدنيا من يرى، من يرى لذَّة الرئاسات الباطلة أفضل بكثير من لذائذ الدنيا المباحة، ولذا فهو يتركُ الدنيا للدنيا، يُظهر الزُهد ويبقى صابراً على هذا كي يستطيع أن ينال من الرئاسةِ والزعامةِ وسائرِ ما يرتبطُ بالرئاسةِ والزعامة من التقديسِ والتبجيل.. وذلك إنَّما يأتي من طريق الـمُخاتلة.. الصورة الرابعة: ● الصورة الأولى: استحصالُ إجازة الاجتهادِ من الخوئي. ● الصورةُ الثانية: الانعزالُ والعُزلةُ والَّتي تكونُ صورةُ وضع العباءةِ على العمامةِ شاهداً يُخبرنا عن تفاصيلها. ● صورة القبول بالمرجعية وفقاً لِما يريد محمَّد تقي الخوئي. ● صورة الانقلاب على آل الخوئي بطريقةٍ مُخاتلةٍ واضحة جِدَّاً. الصورة الخامسة: فتاوى التَستُّر. المسألة مملوءةٌ بالخفايا والحكايات، وبالفتاوى والمعطيات، سُؤال يُوجَّه إلى السيستاني، أنا أقرأ عليكم من هذا الكتاب ( النصوص الصادرة عن سماحة السيِّد السيستاني في المسألة العراقية )، إعداد حامد الخفّاف، ناطقٌ رسمي في بيروت باسم السيستاني، صفحة (205)، السؤال الرابع صفحة (205)، الكلام هنا طُبع طباعةً حروفية، وفي صفحة (325) نُشرت الوثيقة الأصلية، إنَّها وثيقة رقم (11)، وثيقة رقم (11) في صفحة (325)، الوثيقة الأصلية لأجوبة السيستاني، والأجوبةُ مختومةٌ بخاتم مكتب السيستاني. السؤال الرابع: بعد سُقوط النظام – النظام الصدامي – بعد سقوط النظام وقعت أعدادٌ هائلةٌ من ملفاتِ الأجهزة الأمنية في أيدي بعض المؤمنين، هل يجوز نشرُ ما تضمَّنتها من أسماءِ عُملاء النظام والمتعاونين معه؟! ماذا تقولون يجوز أو لا يجوز؟! لـماذا لا يجوز؟! ما هي أوراق وقعت بأيدي عامَّة المؤمنين!! الجواب: لا يجوز ذلك – هذه الفتاوى الَّتي حمت البعثيين – الجواب: لا يجوزُ ذلك، بل لابُدَّ من حفظها وجعلها تحت تصرُّف الجهة ذات الصلاحية – يعني البعثيين أنفسهم، لأنَّ البعثيين بقوا إلى الآن يحكمون العراق، الدوائر العراقية مملوءة بالبعثيين، دوائر الأمن، دوائر المخابرات إلى الآن. هذهِ الإجابة إمَّا هي إجابةٌ غبية وإمَّا إجابةٌ شيطانية، لكنَّها تبقى تتحرَّك في دائرة الـمُخاتلة، هذا النَّفَس من التستُّر حتَّى لو لم يكن قصد السيستاني سيئاً هنا، هذه الطبيعة طبيعة التستُّر والتخفي تأتي في سياق أسلوب الـمُخاتلة السيستاني، الصورُ الَّتي مرَّت تُشير إلى نفس هذهِ الحقيقة، في نفسِ هذا الاتِّجاه، والقضيةُ لا تقفُ عند البعثيين فقط، ورُبَّما هو يريدُ أن يتخفى على أقرب الناسِ إليه أمثال مرتضى الكشميري صهرهِ الَّذي هو وكيلهُ في العالم الغربي فقد ظهرت الوثائقُ الَّتي لا يستطيع أن يُنكرها وهو موجودٌ في لندن، لن يستطيع أن ينكرها وأن يرد عليها، وثائق رسمية دقيقة تُشير إلى بعثيتهِ إلى أنَّه بعثي.. فهل أنَّ السيستاني حينما يُصدرُ هذهِ الفتاوى يُلاحظ بعثية الَّذين بقُربهِ الَّذين يعتمد عليهم من أسرتهِ، من وكلائهِ، أم أنَّهُ سياقٌ نفسي لحالة الـمُخاتلة الموجودة عبر حياته عبر مسارهِ.. الَّتي تصبُّ في نفس هذا السياق من التستُّر. عرض صورة الرسالة الَّتي خرجت من صدام أيام سجنه وهو يَمدحُ فيها السيستاني (قناة الجزيرة). ● فماذا قال صدام في هذهِ السطور؟! لا أعتقدُ أنَّ أحداً من المخلصين عراقيين ومؤمنين كافَّة- باعتبار أنَّ السيستاني ليس عراقياً، يقول (ومؤمنين)- ومنهم السيِّد السيستاني يرغب بدفعِ الأمور أو سحبها إلى مهاوي تقسيمٍ طائفي يُضعِفُ الأُمَّة والشعب – قطعاً هو قد مدح السيِّد السيستاني في بقيَّة الرسالة بشكلٍ أكثر من هذا. ● وجاء في تقرير الجزيرة القطرية ما يلي: لأنَّ مدح السيستاني في رسالة صدام لم يكن مُقتصراً على هذهِ الكلمات فقط، جاء في التقرير هكذا – وكانت الجزيرة عرضت أمس- هذا ما نُشر في الإنترنت بتاريخ 14 / 8 / 2003 – رسالةً خطيةً نُسبت إلى الرئيس العراقي المخلوع أشاد فيها بمواقف آية الله علي السيستاني أحد المراجع الشيعيَّة الكُبرى في العراق، داعياً الشيعة إلى إعلان الجهاد ضد قوات الاحتلال الأنكلو أميركي، وقال صدام في الرسالة: إن السيِّد السيستاني يحظى باحترامنا والأساس عندنا في هذهِ المرحلة هو طرد الاحتلال الأجنبي وتأمينُ الأمن والسلام للعراقيين – إلى آخر التقرير. صدام هنا حينما يمدح السيستاني ما هو هذا كلام صدام وإذا مدح السيستاني! فهل يعني أنَّ السيستاني كان منتمياً لحزب البعث؟! أنا عرضت هذهِ القضية لا أريدُ أن أعُدّها إشكالاً على السيِّد السيستاني أبداً، واللهِ لا أعُدّها إشكالاً، رجل في السجن وهو صدام ويريد أن يقول ما يقول! أنا أريدُ أن أسأل السيستانيين: ما أنتم تقولون أنَّه عندكم هناك شيء أنا لا أعرفهُ، أنتم تقولون مثلاً تتحدَّثون عن شيء لا أدري ما معناه! شيء اسمه ( ورع، تقوى ) أنا لا أعرفهُ .. ما رأيت هذا المعنى في أجواء المؤسَّسةِ الدينيَّة الشيعيَّة الرسمية ولا رأيتهُ في أجواءِ المرجعية.. لكنَّني أنا أسأل السيستانيين: لو أنَّ هذهِ الوثيقة كُتب فيها بدل اسم السيستاني اسم محمَّد الصدر! ما أنتم تقولون عن محمَّد الصدر كان بعثياً قبل أن يُقتل، وتقولون عنه إنَّه بعثيٌّ بعدما قتل، لو أنَّ اسم محمَّد الصدر موجود في هذهِ الوثيقة، أو أنَّ اسم أحد الَّذين ينتقدونكم مثلاً اسمي، ماذا ستُطبِّلون وتقولون؟! الآن ستلوون رؤوسكم لواذاً، تغلسون عن هذهِ القضية صدام يمدح السيستاني وهو في السجن.. ومن التستُّرِ على البعثيين الـمجرمين القَتَلَة إلى التسترِ على وكلاء المرجعية الفاسدين: هذه رسالةٌ عمليةٌ للسيِّد السيستاني عنوانها ( الفقه للمغتربين )، وفق فتاوى سماحة آية الله العظمى السيِّد علي الحسيني السيستاني دام ظله الوارف.. في بداية هذهِ الرسالة العملية هناك توثيق من السيِّد السيستاني بخطِ يدهِ وبتوقيعهِ بقلمهِ وبختمه: ( يجوزُ العملُ برسالة الفقه للمغتربين والعامل بها مأجورٌ إن شاء اللهُ تعالى / الخامس من شهر رمضان 1418، علي الحسيني السيستاني )، بالتوقيع والختم. ● في صفحة (345): إذا تزعزعت ثِقةُ الـمُكلَّف بوكيل المرجع نتيجةً لِما تُنسب إليه من تصرُّفاتٍ خاطئةٍ في الحقوق الشرعية، فهل يجوز للمُكلَّف التحدُّث عن ذلك بين الناس؟ وإن لم يكن مُتأكداً من صحة ما ينسب الوكيل؟ – إذا لم يكن متأكداً قطعاً لا يجوز – وماذا لو تأكَّد من صحتها؟ – الكلام هنا. إذا لم يكن متأكداً من صحة ما يقال عن فساد الوكيل لا يجوز له أن يتحدَّث عن ذلك، هذه القضيةُ واضحةٌ لا حاجة للوقوفِ عندها.. ● في صفحة (346)، المسألة رقم (600) يقول: لا يجوز له ذلك في الحالتين – سواء كان مُتأكِّداً أم لم يكن متأكداً، إذا لم يكن متأكدا هذا أمرٌ واضح، لا يجوز لهُ أن يُشهِّر بالوكيل، لكن إذا كان متأكداً كيف لا يجوز؟! يعني كيف يساوى بين الـمُصلِح والـمُفسد؟! بين الصالِح والطالح؟! بين الثقة والفاسق؟! بين المؤمن والفاجر؟! كيف يمكن ذلك؟ – لا يجوز له ذلك في الحالتين ولكن في الحالة الثانية – إذا كان متأكداً – بإمكانهِ – وليس واجباً عليه – بإمكانه إعلامُ المرجع مباشرةً بواقع الحال معَ المحافظة على الستر التام – على فسادِ الوكيل وعلى الوكيل الفاسد – ليتَّخذ – المرجع املْخَه – ليتَّخذ ما يراهُ مناسباً من الإجراءات – يخابرون الوكيل يقولوا له فلان اجا بلغ المرجع، حتَّى الوكيل ينعل والديه لهذا، لأنَّ الناس تُصدِّق بالوكيل ولا تصدق بهذا، وهذه القضية حدثت مئات ومئات المرات، ما هو هذا الَّذي يجري على أرض الواقع. ماذا تقولون بعد كل هذه الحقائق؟ يجبُ التسترُ على البعثيين المجرمين القَتَلَة، وما كانت دولة، وثائق نُشرت بيد الناس، وهذهِ الوثائق تتحدَّثُ عن البعثيين الَّذين قتلوا الشيعة، لكنَّ السيستاني حقَّه لم يقتل البعثيون من عائلته أحد، لم يسجن البعثيون من عائلتهِ أحد.. السيستاني لم يعترَّض إلى الآلام الَّتي تعرضنا لها نحنُ، لم يتعرَّض إلى كُلِّ ما جرى على الشيعة في الوسطِ والجنوب، تلك هي الحقيقة، إنَّهُ يتستَّرُ على أولئك البعثيين المجرمين القَتَلَة لأنَّه لا يشعر بألم الضحايا ( لا يُؤلمُ الجُرح إلَّا من به الألمُ )، ومن هنا يُصدر الفتاوى بوجوب التستر على البعثيين، ويُصدر الفتاوى بوجوبِ التستُّر على الوكلاء الفاسدين.. عرض فيديو يشتمل على بيان السيّد السيستاني الَّذي وجَّههُ إلى خطباء المنبر وإلى الـمُبلغين في محرم سنة 1441 للهجرة. ● الحكمة السادسة من البيان: تجنُّب طرحِ ما يُثير الفُرقة بين المؤمنين والاختلاف فيهم والاهتمام بالحفاظ – لا معنى لهُ مطلقاً، الاهتمامُ إمَّا بالمحافظةِ، بالحفظِ – والاهتمامُ – كما كتب هو – بالحفاظِ على وحدتهم وتآزرهم والتوادِّ بينهم ومن وُجوه ذلك تجنُّب التركيز على جهاتِ التمايز بينهم مثل اختلافهم في التقليد وفيما يختلفُ المجتهدون فيه من تفاصيل بعض الـمُعتقدات – إلى أن يقول وهو يتحدَّث عن الـمُجتهدين وعن المراجع، حديث عن التقليد – مثل اختلافهم في التقليد وفيما يختلف المجتهدون فيهِ من تفاصيل بعض الـمُـعتقدات – ليس حديث عن الفقه عن الـمُعتقدات. إلى أن يقول: بل حتَّى لو كانَ عن زلَّةٍ صادرةٍ من بعضهم – يعني من بعضِ مراجع التقليد في الجنبة العقائدية يجبُ علينا أن نتستَّر عليهم، هو يأمرُ الخطباء والـمُبلِّغين أن يتستروا على زلَّات المراجع العقائدية، لأنَّهُ يريدُ أن يحفظ نفسه، زلَّاتهُ العقائدية كثيرةٌ.. المرجع الأعلى يُدخِّن بالسر: المرجع الأعلى يُدخِّن يشرب جـﮕـاير بالبوﮔـة، يُدخِّنُ بالسر ليس أمام الناس، لو كانت هذهِ القضية مُنفردةً لقُلتُ من أنَّ السيِّد السيستاني من حكمتهِ فهو ابتُلي بهذا الأمر فلا يُريد أن يكون قدوةً سيئةً وأُسوةً سيئة مثلما فعل الخوئي يُدخِّن سجاير الروثمن ويُسجِّل فيديوات ويرسلها إلى الشيعة في عُمومِ البلدان كي يطلعوا على هذهِ الأسوة القبيحة السيئة، فلرُبَّما السيِّد السيستاني يخفي هذهِ الحالة السيئة الَّتي ابتُلي بها ولا يريد أن يكون أُسوةً سيئةً لشبابِ الشيعة، وهذا من حكمتهِ، هو ليس من الحكمة، لو كان عنده حكمة لَمَا دخن، لـماذا يُدخِّن؟! لا يناسب المرجع أن يُدخِّن.. لوجدت محملاً حسناً أو رُبَّما قُلتُ من أنَّ السيِّد السيستاني يعمل وفقاً لهذه الرؤية ( إذا ابتليتم بالذنوب بالقبائح فاستتروا )، وهذهِ قبيحةٌ من القبائح هو يعرفها قبيحة لكنَّهُ لا يستطيعُ أن يتركها فلا يُظهرها.. لكنَّني حين أجد أنَّ منهج السيستاني على طول الخط هو الـمُخاتلة في كُلِّ شيء فلا أستطيع أن أحملهُ محملاً حسناً، تُوافقونني في هذا أو لا، أو على الأقل تعطونني العُذر أو لا؟! كتاب [فقه الحضارة في ضوء فتاوى سماحة آية الله العظمى السيِّد علي الحُسيني السيستاني دام ظله الوارف] للدكتور محمد حسين الصغير، ينقل معلومات عن بعضِ مراجع الشيعة الَّذين يُدخِّنون، صفحة (42): رابعاً: سيِّدنا المرجعُ الأعلى للمسلمين السيِّد علي الحُسيني السيستاني مُدّ ظِلُه مدخنٌ مُقل -هنا يتحدَّث عن السيستاني بأنَّه مُدخِّنٌ مُقِل بالقياس إلى الخوئي الَّذي لم يكن طبيعياً في التدخين كان مدمناً بشكلٍ جنوني- مُدخِّنٌ مُقِل، ولكنَّهُ لا يُدخِّنُ أمام أحدٍ قط -من أقلكم يشرب جـﮕـاير بالبوﮔـة هو هذا الَّذي يقوله محمَّد حسين الصغير – مُدخِّنٌ مُقِل ولكنَّهُ لا يُدخِّنُ أمام أحدٍ قط حتَّى لو اجتمعنا مُنفردَين – باعتبار أنَّ محمَّد حسين الصغير صديقهُ- حتَّى لو اجتمعنا منفردين فأنا أُدخِّنُ – هو محمَّد حسين الصغير يقول – فأنا أُدخِّن وهو لا يُدخِّن وإنَّما يُدخِّنُ إذا خلا بنفسهِ وحده – يشرب جـﮕـاير بالبوﮔـة – وإنَّما يُدخِّنُ إذا خلا بنفسهِ وحده وقد لا يعلم أحدٌ في الحوزة العلمية في النَّجف الأشرف الَّتي هو زعيمها اليوم أن السيِّد من الـمُدخنين – هذهِ أين تضعونها؟ أنا قلت لكم: هذهِ الوقائع إذا كانت مُنفردة يُمكننا أن نُجد لها مُبرِّراً، لكن حينما لا تكونُ مُنفردة وبهذا السياق إنَّها تنتظمُ في سلكٍ واحد، في نظامٍ واحد، هو هذا الَّذي اصطلحتُ عليه أسلوبُ الـمُخاتلةِ السيستاني..