مجزرةُ سبايكر – الحلقة ٢٩ – المحور الثالث – المرجعيّة الشيعيّة عموماً ومرجعيّة السيستاني خصوصاً ق١٤

صور

فيديو

 

 

يوتيوب

 

 
 

اوديو

 

 

مطبوع

 

 

ملخـّص الحلقة

تاريخ البث : يوم السبت 10 شعبان 1441هـ الموافق 4 / 4 / 2020م

  • هذهِ ليلَتُنَا ليلةُ الأكبر..

  • سَلامٌ سَلامٌ سَلامٌ سَلامٌ سَلام ..
  • سَلامٌ سَلامٌ سَلامٌ سَلامٌ عَلى عِطر الرّجُولَة ..
  • سَلامٌ سَلامٌ عَلَى عُنْفُوانِ البُطُولَة ..
  • سَلامٌ سَلامٌ عَلَى عِطر الرّجُولَة ..
  • سَلامٌ سَلامٌ عَلَى عُنْفُوان البُطُولَة ..
  • سَلامٌ سَلامٌ عَلَى السَّمَاحَةِ الحَسنيّةِ وَالشَمَمِ الحُسَينِي ..
  • سَلامٌ سَلامٌ عَلَى السَّمَاحَةِ الحَسنيّةِ وَالشَمَمِ الحُسَينِي ..
  • سَلامٌ سَلامٌ عَلَى رَيحَانَةِ آلِ أَبِي طَالِبٍ وَفَخرِهُم الجَلِي ..
  • سَلامٌ سَلامٌ سَلامٌ، سَلامٌ عَلَى أَلَقٍ مِن خُزَانةِ طُهرِ فَاطِمٍ يَعتَلِي ..
  • سَلامٌ سَلامٌ عَلَى رَيحَانَةِ آلِ أَبِي طَالِبٍ وَفَخرِهُم الجَلي ..
  • سَلامٌ سَلامٌ عَلَى أَلَقٍ مِن خُزَانةِ طُهرِ فَاطِمٍ يَعتَلِي ..
  • سَلامٌ سَلامٌ، سَلامٌ عَلَى فِلْذَةِ كَبد الحُسين بْن عَليّ ..
  • سَلامٌ عَليكَ .. سَلامٌ عَليكَ ..
  • سَلامٌ عَليكَ يَا جَمِيلَ الأَوصَاف ..
  • سَلامٌ عَليكَ يَا شَرفَ الأَشرَاف أَبَا الحَسنِ عَليّ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه ..
  • أمدُّ يَدي إِلَيك .. أَتَوسَّلُ بِكَ وَإِلَيكَ ..
  • وَمِن الأَعالي .. مِن الأَعالي .. وَمِن الأَعالي .. وَمِن الأَعالي إلى الأسافلِ نَرتَكِس ..
  • وأعود بكم إلى رؤوس البصل الخائسة ..
  • قَومِي رُؤوسٌ كُلُّهم     أَرَأَيْتَ مَزْرَعَة البَصَل

  • حوزاتنا الدينيَّة، أحزابُنا القُطبيَّة لُصوصٌ كُلُّهم، شايف ﮔـهوة النشّالة يسرقون الناس ثُمَّ يسرقُ بعضهم بعضاً ..
  • للَّذين يرفضونَ الضَّحكَ على ذقونهم فقط هذا البرنامج: مجزرةُ سبايكر.

  • المحور 3: المرجعيّةُ الشّيعيّةُ عموماً والمرجعيّةُ السّيستانيّةُ خصوصاً:

  • لا زال حديثي يتواصلُ تحت هذا العنوان (أسلوبُ الـمُخاتلةِ السيستاني) وقد عرضتُ صوراً مهمَّةً جِدَّاً في تاريخِ السيِّد السيستاني..

  • الصورة 21:

  • عرض فيديو يتحدّث فيه الشيخ “علي الكوراني” عن أنّ السيِّد السيستاني يُبعدُ أولادهُ عن التعامل مع الحقوق الشرعية مثلما كان يفعلُ الشَّيخ الأنصاري.
  • الشَّيخ علي الكوراني يقول للسيستاني من أنَّك تتخذُ من مرتضى الأنصاري قدوةً، المفروض إذا كانَ السيستاني قد اتخذ مرتضى الأنصاري قدوةً لهُ أن يعرف تفاصيل حياتهِ، هذا هو المفروض أو لا؟! الكوراني أيضاً باعتبارهِ مطلعٌ على كُل التفاصيل فيُقارن بين مرتضى الأنصاري والسيستاني، فيقول: كما أنَّ شيخ مرتضى الأنصاري أبعد أولادهُ المباشرين يعني أولادهُ الصلبيين، أبعد أولادهُ عن الأخماس فأنت كذلك أبعدت أولادك المباشرين عن الأخماس هو هذا كذبٌ، لا أعتقدُ أنَّ أحداً من الـمُعمَّمين في قم أو في النَّجف إلَّا وهو عالمٌ ومُطّلعٌ على أنَّ الـمُتحكّم بالأموالِ وبالمرجعيةِ كُلِّها ولدهُ الأكبر محمَّد رضا السيستاني ومن بعدهِ ولدهُ الثاني محمَّد باقر، وأيضاً صهرهُ الَّذي يُشرفُ على مكتبهِ في النَّجف، وأصهارهُ جواد الشهرستاني شاهنشاه الآخوندية، ومرتضى الكشميري، أصهارهُ وأحفادهُ وأولادهُ هم الَّذين يعبثون بالأموال..
  • كنية شيخ علي الكوراني أبو ياسر، وأنا أُخاطبهُ أقول له: أبو ياسر حبي شيخ مرتضى الأنصاري ما عنده أولاد، أصلاً ما عنده أولاد، وأتحدَّاك أنت والسيستاني وأتحدَّى من يُدافع عن السيستاني أو يُدافع عنك أن يأتيني بمصدرٍ من المصادرِ في المكتبةِ الشيعيَّة يقول هذا المصدر إنَّ مرتضى الأنصاري عنده ولو ولد واحد.. زين السيستاني إذا كان مرتضى الأنصاري متخذه قدوة المفروض يدري أن ما عنده أولاد المفروض ينبهك، يقولك أن الشيخ مرتضى الأنصاري ما عنده أولاد..
  • انته تدري لو ما تدري يا أبو ياسر، وحدة من بنات السيستاني انخطفت مرتين.. وبالتحديد زوجة جواد الشهرستاني مرتين انخطفت لم يخطفها البعثيون ولا الوهابيون، الخطف شيعي داخل الجو الشيعي لأجل سلب الأموال من السيستاني وفي وقتين متباعدين زماناً وفي العراق، تأتي من إيران لزيارة أبيها وتُختطف، من جهاتٍ شيعية، داخل الوسط الشيعي، وطلبوا أموالاً وأرقاماً هائلة من الأموال، ودفعوا لأنَّهم يعلمون أموال بالهبل والسيستاني لا تعبان بيها ولا محمَّد رضا السيستاني تعبان بيها ولا جواد الشهرستاني أموال الشيعة، يأتي الشيعي بالأموال وهو الـممنون ويُقدِّم الأموال ويبوس الأيادي ويرجع على ظهرهِ للوراء، دُفعت أموال طائلة لإطلاق سراحها في المرَّة الأولى وفي المرَّة الثانية، وإذا يُكذِّبون هذا الأمر سأفتحُ الملف الأسري لعائلة السيستاني..
  • ● شيخ مرتضى الأنصاري في كتابهِ [الخمس] صفحة (333) و (334)، يتحدَّث عن تصرّفِ مراجع الشيعةِ بالأخماس يقول: مُضافاً إلى أنَّهُ إحسانٌ مَحض – يعني أنَّ مراجع الشيعة يتصرَّفون بالأخماس من دونِ إذن الإمام الحُجَّة- ما على فاعلهِ من سبيل – لا يُلامون على ذلك – وإن لم نعلم رضاه – يعني رضا الإمام الحُجَّة – بالخصوص -بالله عليكم أنا هذا مو بس ما أتّخذه قدوة هذا ما أئمنه على كاله مكطعه، هذا الَّذي يتعامل مع الإمام الحُجَّة بهذهِ الطريقة هذا في أحسن الأحوال عقلهُ مُختل، سويـﭻ هذا في أحسن الأحوال، أيُّ منطقٍ هذا؟!
  • بغض النظر عن مرتضى الأنصاري أنا أقول هذهِ أموالُ الشيعة عند السيستاني لو أنَّ فتاةً شيعية خُطفت هل سيدفع لها السيستاني من أموال الشيعةِ؟! هذهِ الأموال لا يملكها السيستاني ولم تأتي إليهِ من طريق الميراث ولا يملكُ السيستاني دليلاً من الكتابِ أو من حديث العترة تُعطيه الصلاحية على أن يأخذ الأموال من الشيعة ويتصرَّف فيها أولادهُ واصهارهُ كما يشاءون.. فإذا خُطفت فتاةٌ شيعيةٌ هل سيُعطي السيستاني مالاً لإطلاقِ سراحها؟! أم أنَّ الأموال فقط أموال طائلة لإطلاقِ سراحِ بنتهِ؟؟

  • صورة 22: عبد الرزاق عبد الواحد الشاعرُ العراقيُّ المعروف.

  • إنَّهُ صابئيٌّ مندائيٌّ من الجهةِ الدينية، وبعثيٌّ صداميٌّ إلى النخاع، ما هو شاعرُ صدام، نحنُ نتحدَّثُ عن عبد الرزاق عبد الواحد، بعثيٌّ ولا أقولُ بعثيٌّ فقط، بعثيٌّ صداميٌّ إلى النخاع، صدام يجري مجرى أنفاسهِ ومجرى دمهِ وهذا واضحٌ حتَّى لو كان مُنافقاً في بعضِ شعرهِ، يقولُ شيئاً هو فيما بينهُ وبين نفسهِ ليس معتقداً بهِ..
  • لماذا جئتُ بعبد الرزاق عبد الواحد وأنا أتحدَّثُ عن السيستاني ما علاقةُ السيستاني بذلك؟! كانَ هناك مشروع أن تكون النَّجف عاصمة الثقافة سنة (2012)، وعُلِس هذا المشروع مثلما عُلِس العراق بكُلِّه، في تفاصيل هذا البرنامج يتدخَّلُ السيستاني.. مشروع ثقافي أدبي ما هو بشيءٍ أساسي، لماذا يتدخَّلُ السيستاني في تفاصليهِ؟! والسيستاني هو الَّذي يُحدِّد أنَّ عبد الرزاق عبد الواحد هو الَّذي سيُمنح الجائزة الأكبر.. ويُطالبنا السيستاني يُطالب الشيعة أن يتعلَّموا البكاء على الحسين من عبد الرزاق عبد الواحد؟! أحاديث أهل البيت يُنكرها ثُمَّ يُطالبنا أن نتعلَّم من عبد الرزاق عبد الواحد الصابئي!!
  • عرض مقطع من برنامج “إضاءات” يتحدَّثُ فيه “عبد الرزاق عبد الواحد” عن اتّصال السيستاني بهِ لأجل الجائزة (قناة العربية).
  • أعودُ إلى قصيدةٍ من أهمِّ قصائدِ عبد الرزاق عبد الواحد الَّتي كتبها في الحُسين، قطعاً قصائدهُ في صدام لا تُعُّد ولا تُحصى هو يقول في مقابلةٍ من أنَّهُ كتب في صدام ولصدام فقط أكثر من ثلاثة ألاف بيت شعر، فما قيمة قصيدة أو قصيدتين نظمهما في الحسين عليه السلام، قصيدتهُ الَّتي عُنونت (في رحاب الحُسين)، قصيدةٌ جميلة لا يختلفُ أديبانِ ناقدانِ على هذا، قصيدةٌ جميلةٌ جِدَّاً الَّتي يقولُ في أولها:
  •  
    قدمتُ وعَفوكَ عن مَقدمي حَسيراً أَسيراً كَسيراً ظَمي
    قدمتُ لأُحرِم مِن رَحبتيك سَلامٌ لمثواكَ مِن مَحرَمِ
     
     
  • عبد الرزاق عبد الواحد، رجلٌ صابئيٌّ مندائيٌّ، بعثيُّ الهوى، صداميُّ الشُغاف، قال شعراً جميلاً في الحُسينِ عليهِ السلام فلا يتحوَّلُ أُسوةً لنا، شِعرهُ جميل لكنَّهُ لن يكون أُسوةً لنا في البُكاءِ على الحُسين!! أُسوتنا في البكاءِ على الحُسين إمامنا السَّجاد، أُسوتنا في البكاءِ على الحُسين إمامنا الصَّادق، أُسوتنا في البكاءِ على الحُسين بالدرجةِ الأولى صاحبُ الزَّمان حين نقرأ زيارة الناحيةِ المقدّسة.
  • عرض مقطع من مُقابلة مع “عبد الرزاق عبد الواحد” في الذكرى الثالثة لإعدامِ صدام يصف فيه صدام بـ “سيِّد الشهداء”.
  • فهذا الفيديو في الذكرى الثالثة لإعدام صدام يعني سنة (2009) يعني قبل مشروع النَّجف عاصمة للثقافة الإسلامية، يعني قبل مُخابرة السيستاني لعبد الرزاق عبد الواحد.. أليس من بديهيات ذلك أن يُجري دراسةً ومسحاً لِـمَا كُتب عنه، لِـمَا كَتبَ هو، لِـمَا هو موجود في وسائل الإعلام كي يعرف هذهِ الشخصية وكي يُقدِّم لها الجائزة، نحنُ مع من نتحدَّث؟ مع مؤسَّسةٍ مُتخلِّفةٍ بائسةٍ فاشلةٍ فاسدة!!
  • عرض فيديو ينقل مشاركة “عبد الرزاق عبد الواحد” في مهرجان (مهرجان الوفاء) الوفاء لصدام.

  • الصورة 23:

  • الآن ما هو موقف السيستاني؟! السيستاني الآن انكفأ على نفسهِ ظاهراً، وهكذا يشيعونُ في الوسط السيستاني..
  • الآن السيستاني يقول: من أنَّهُ يريد أن يبتعد عن كل شيء، أدري سيّدنا هي لعبة؟! دماءُ الَّذين قُتلوا في مرحلة الإرهاب كُلُّها في رقبتك، أنت الَّذي منعت الشيعة من أن يُدافعوا عن أنفسهم! كانت هناك مشاريع عديدة من العشائر، من غير العشائر، كان يمكن للعشائر الشيعيَّة أن تقوم ولو بنحوٍ محدود من عملية ثأرٍ لأبنائهم ومن عملية تهديدٍ، وكان يمكن أن يتحوَّل ذلك الموضوع إلى موضوعٍ عشائريٍ صِرف ويُحل، لكنَّ المرجعية السيستانية كانت تقفُ حائلاً دون ذلك، هناك مشاريع واقتراحات عديدة طُرحت والسيستاني يرفض، حتَّى اطمئنَّ الإرهابيون، داعش تأسَّست في ظل مشروع ( النَّواصب أنفسنا ..!! )، لا يضحكون عليكم ويقولون لكم داعش أسَّستها الولايات المتَّحدة الأمريكية، رُبَّما انتفعت الولايات المتَّحدة الأمريكية من داعش، ما نحن عراقيون ونعرفُ التفاصيل على أرضنا وفي بلادنا.
  • أين تأسَّست داعش؟!
  • تأسَّست داعش في ديالى في بعقوبة، وهذهِ منطقةٌ يعيشُ فيها شيعةٌ وسُنَّةٌ وأكراد، منطقة مُتنوعة، ونشأت الخلايا الأولى للدولةِ الإسلامية في العراق في هذهِ المنطقة، أبو بكر البغدادي هو من كوادر الاخوان المسلمين، قطبيٌّ إخوانيٌّ، الاخوان المسلمون حين سَجَّلوا أنفسهم في وزارة الداخلية كحزبٍ أيام عبد الكريم قاسم باسم مَن سُجِّلوا؟ سُجِّلوا باسم محسن الحكيم، سَجَّلهم محسن الحكيم باسمه على أنَّهُ المرشد العام للاخوان المسلمين، أنا لا أكذب عليكم هذا الكلام مُثبَّت في وزارة الداخلية العراقية.. بعد ذلك تطوَّرت الأمور، هؤلاء ما فكَّروا أن يُؤسِّسوا دولةً حتَّى وجدوا الجوَّ آمناً، فإنَّ الشيعة في هذه المناطق خاضعون للسيستاني وفقاً لبرنامج (من أنَّ السُنَّة أنفسُنا)، وحتَّى لو قتلوا نصف أبنائنا فإنَّنا ساكتون، فتفرعن الإرهابيون في هذهِ المناطق، الحقيقةُ هي هذه تضحكون على أنفسكم وتقولون من أنَّ الأمريكان أسَّسوا داعش..
  • الدماء الَّتي سُفكت في فترة الإرهاب هي في رقبة السيستاني، الآن السيستاني يريد أن ينكفئ ويقول للناس نحن لا شأن لنا بكم أنتم انتخبوا وانتخبوا من تريدون..
  • المرجعية السيستانية لو كانت هناك عدالة لابُدَّ أن تُحاكم بالمنظار الديني أو بالمنظار المدني، لابُدَّ أن تُحاكم!! لأنَّ كُلَّ الأضرار الَّتي لحقت بالعراقيين عموماً وبالشيعة خصوصاً من تحت رأس السيِّد السيستاني بسببِ عدم خبرتهِ وعدم كفاءتهِ..
  • وأقول لكم:
  • بعد كُلِّ هذهِ الحقائق، بعد كُلِّ هذهِ الوثائق، بعد كُلِّ هذهِ البيانات في سلسلةِ الصور الَّتي عرضتها عليكم، أنا لا أطالبكم بشيء ولكن هل تجدون لي عُذراً أن أسيء الظن في مرجعية السيستاني وفي شخص السيستاني بالذات؟!

  • الأسئلةُ الَّتي ألحَّ كثيرون عَلَيَّ أن أُجيب عليها:

  • السؤال الأول: نقلِّدُ من؟
  • هذا السؤالُ مِراراً وكِراراً أجبتُ عليه ولن أُجيب عليهِ في هذا البرنامج، وأنا وعدتكم إن بقيتُ حيَّاً، إن بقينا أحياء وجرت الأمورُ بأسبابها وأدركنا شهرَ رمضان وليسَ هناك من موانع، فإنَّني سأُقدِّمُ بينَ أيديكم برنامجاً خاصَّاً عن موضوع التقليد، (فالتقليدُ ضرورةٌ حياتيةٌ قبل أن يكون ضرورةً دينيَّة) هذا هو مضمونُ البرنامج الَّذي سأُقدِّمهُ بينَ أيديكم في شهر رمضان إن بقينا أحياء وجرت الأمور بأسبابها ولم يكن هناك من موانع.
  • السؤال الثاني:
  • هناك شيءٌ انتشر على الانترنت البعض سمّاه قصيدة، البعض سمّاه نبوءة، شيء انتشر على الانترنت، كثيرون سألوا ووجَّهوا الأسئلة لي، أنا لا أرى الأمر مُهمَّاً ولا أرى الإجابة على هذا السؤال شيئاً بالغ الأهمية بحيث أقطع موضوع برنامجي وأتولّى الإجابة عليه، لكن نُزولاً عند رغبة الكثيرين في أن أُجيب على سؤالهم.
  • هناك كلامٌ نُسِب إلى أمير المؤمنين ونُشر على الإنترنت بشكلٍ واسعٍ جِدَّاً: ( عندما تحين العشرون .. قرونٌ وقرونٌ وقرون .. يجتاح الدنيا كورون .. من فعل البشر الضالون .. )، إلى بقية ما جاء منشوراً على الشبكة العنكبوتية يسألون عن صحة نسبةِ هذا الكلام لأمير المؤمنين صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه؟
  • بحسب ما نُشر وبحسبِ ما هو مطبوعٌ على الورق أمامي وهو منقولٌ ومطبوعٌ عن الشبكة العنكبوتية، يقولون من أنَّ هذا الكلام جاء في كتاب (نهجُ البلاغة) عن أمير المؤمنين صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، وأعتقد أنَّ كثيرين قرأوا هذا الكلام..
  • نهج البلاغة كتابٌ جمع فيه الشريف الرضي بعضاً من كلام أمير المؤمنين، هُناك كثيرٌ من الناس يتوقَّعون أنَّ نهج البلاغة كتابٌ ألَّفهُ أمير المؤمنين، هذا الكلام ليس صحيحاً، نهج البلاغةِ كتابٌ وما هو بكبيرٍ جِدَّاً جمعهُ الشريف الرضي واختار بعضاً من كلامِ أمير المؤمنين، بعضاً من خُطبهِ، بعضاً من كلماتهِ القصيرة، بعضاً من وصاياه، بعضا من رسائله وكتبهِ إلى عُمّالهِ وولاتهِ، بحسبِ وجهةِ نظر الشريف الرضي فهو اختار المقاطع الَّتي تلمَّس فيها البلاغة بنحوٍ واضحٍ جِدَّاً، راعى الجانب الأدبي..
  • هذا الكلامُ ليس موجوداً في كتابِ (نهج البلاغة)، ولا يوجد منه حرفٌ واحد، حين أقول لا يوجد منهُ حرفٌ واحد أعني لا توجد جملةٌ واحدةٌ من هذهِ الجُمَل في كتابِ (نهج البلاغةِ)، الَّذين يقولون إنَّ هذا الكلام موجودٌ في كتاب (نهجُ البلاغة)، هؤلاءِ لا علم لهم بنهج البلاغة، كتابُ (نهج البلاغة) الَّذي جمعهُ الشريف الرضي من كلماتِ أمير المؤمنين خليٌّ بالمطلق من هذا الكلام الَّذي نُشر على الإنترنت.

  • السؤالُ الأخير ما هو الموقفُ من كورونا؟

  • لا أدري كيف أُجيب على هذا السؤال لا أنا بطبيبٍ مُتخصِّصٍ في هذهِ الأمراض، ولا أنا بعالـِمٍ من عُلماءِ الفايروسات، لا أدري هل أُحدِّثكم بحديثٍ دينيٍّ وقد صار الحديثُ الديني في مثل هذهِ الحالات محطَّاً للسخرية بين النَّاس ويحقُّ لهم ذلك لِما يسمعون من الـهُراءِ والسخافةِ من رجالِ الدين وأصحاب العمائم.
  • أنا سأجعلُ حديثي في عُدَّة نقاط في هذا الزَّمن الكوروني، في هذا الجو الكوروني:
  • النقطة الأولى:
  • تاريخ البشريةِ يُخبِرنا من أنَّ البشرية بإمكانها أن تتجاوز مِحنها، قد تُقدِّم الضحايا، قد تُقدِّمُ الخسائر، قد وقد وقد، لكنَّ تاريخ البشرية الطويل يُنبئنا من أنَّ البشرية بإمكانها أن تتجاوز مِحنها، لأنَّ البرنامج المرسوم من اللهِ لهذهِ البشرية أن تبقى على وجه الأرض، البرنامجُ الإلهيُّ مُستمرٌ، يمكن أن تتعرَّض البشريةُ للآلامِ، للمِحن، للأوبئةِ، للمجاعةِ، للحروب الطويلةِ، للكوارث الطبيعيةِ، لمختلف التقلباتِ في حياتها، ويمكن أن تخسرَ الأموالَ، وأن تخسر العُمران، وأن تخسرَ الحضارةَ، ويمكن أن تُزهق الأرواح، وأن تخسر وأن تخسر، لكنَّ الحياة بقوانينها قويةٌ برغم أنَّنا نجدُها الآن رخيصةً بسهولةٍ نفقدها، على المستوى الشخصي الحياةُ رخيصةٌ، لكنَّني لا أتحدَّثُ هنا على المستوى الشخصي، إنَّني أتحدَّثُ عن منظومة الحياةِ على وجه الأرض، والَّتي من أوضحِ صورها الحياةُ البشرية. فتاريخ البشرية يُخبرنا؛ من أنَّنا سنتجاوزُ هذهِ المحنة، البشريةُ ستتجاوزُ هذهِ المحنة، تخسرُ وتخسرُ ولا أدري أنا ولا غيري كم ستخسر البشريةُ في هذهِ المحنة، هل ستكونُ الخسارة عظيمةً، هل ستكونُ الخسارةُ بنحوٍ محدود، ذلك أمرٌ لا يعلمهُ إلَّا إمام زماننا صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، ذلكَ أمرٌ في الغيب.
  • النقطة الثانية:
  • العلمُ الحديثُ بكُلِّ تراكمهِ والبحثُ العلميُّ سينجحُ إن عاجلاً أو آجلاً سينجحُ في إيجاد حلٍ لهذهِ المحنةِ إمَّا بشكلٍ قطعيٍّ أو بشكلٍ مناسب، قوانين الكونِ وقوانين الحياة هكذا تقول، وحينَ أتحدَّثُ عن قوانين الكونِ وقوانين الحياة إنَّها سُننُ الله، ما هي بسُننِ الإنسان، العلمُ الحديثُ بكُلِّ عُمقهِ وبكُلِّ سعتهِ، وبكُلِّ تراكمهِ، قد يقفُ عاجزاً هنا وهناك، لكنَّ السعي الجاد والمثابرة والبحث ستُوصل الإنسان إلى حلٍّ لهذهِ المحنة إن عاجلاً، إن آجلاً، محنةٌ تمرُّ في حياة البشر ما هي بمحنةٍ جديدة، رُبَّما تختلفُ في بعضِ جهاتها عن مِحنٍ أخرى، فكُلُّ محنةٍ لها خصوصياتها.
  • النقطة الثالثة:
  • الحالةُ إلى الآن في جميع دول العالم لا زالت تحت السيطرة من الجهة السياسيةِ، الحكوماتُ موجودةٌ، من الجهةِ الأمنية العساكرُ والشرطة والقوات النظامية لا زالت موجودةً، من الجهة الاقتصادية، من الجهة الاجتماعية التماسك المجتمعي لا زال موجوداً، الحالةُ برغم المخاطرِ وبرغم كثرة الموتى نسبياً لا زالت تحت سيطرة الجهات الحكوميةِ ولا زالت المنظَّماتُ الإنسانيةُ موجودةً بكياناتها وأشكالها، صحيحٌ أنَّ الكثير من الخسائر قد صار على أرض الواقع، ولا زالت هذهِ الخسائرُ في ازدياد لكن بحسب المرئي وبحسب الـمُشاهد فإنَّ القضية حتَّى لو تفاقمت إلى ما هو أكثر من هذا فإنَّها ستكونُ تحت السيطرة، إذا بقيت الأمورُ تحت السيطرةِ فإنَّ الناس تستطيعُ أن تتكيَّف مع الظروف القادمة وأن تتعايشَ معها وقطعاً بحسبِ القوانين الإلهيةِ فإنَّ لكُلِّ محنةٍ حدَّاً مُعيَّناً لابُدَّ أن تنتهي المحنةُ عنده، قد يطول هذا الحد، قد يقصر، ذلك أمرٌ آخر، لكن ما من محنةٍ مرَّت على البشرية أو ستمرُّ على البشرية فلها عمرٌ معين.
  • إذا بقيت الأمور هكذا:
  • — إمَّا أنَّ عمر المحنة سينتهي قريباً بعيداً هذا أمرٌ في الغيب.
  • — وإمَّا أنَّ الإنسان يتمكَّنُ من إيجاد حلٍ عبر العلمِ والبحث العلمي.
  • — وإمَّا أن يجد أسلوب حياةٍ جديدٍ يستطيع من خلاله أن يتكيّف مع الواقع.
  • وفي ظلِّ كُلِّ ذلك إذا كان الأمرُ تحت السيطرة يستطيع الناس أن يتعايشوا مع هذا الواقع، ونحنُ مررنا إلى الآن بتجربةٍ محدودة هذه قضيةُ الاعتزال في البيوت، قضيةُ تعطيل الأسواق، قضيةُ تعطيل وسائل النقل، قضيةُ الحجز داخل المناطق السكنية، قضيةُ منع السفر، إلى بقيَّة التفاصيل، هذهِ تجربةٌ ويمكنُ للنَّاس إذا ما تطوَّر الأمر أن يقتنعوا بالتجربة هذه ورُبَّما بما هو أشد منها، قطعاً البلدانُ تختلف من بلدٍ إلى آخر والمجتمعاتُ كذلك ولكُلِّ شعبٍ تقاليدهُ وأعرافه، إلَّا أنَّ الأمر المهم إذا بقيت الحالة تحت السيطرة فإن النَّاس تستطيعُ أن تتكيَّف وأن تتعايش مع هذهِ المحنةِ إلى أن ينجلي الأمر، تكون هناك ضحايا، هناك خسائر، فهذا شيء طبيعيٌّ، نحنُ في محنةٍ بشريةٍ عالـمية.
  • النقطة الرابعة: إذا خرج الأمرُ عن السيطرة.
  • وهل يُمكنُ ذلك؟ نعم يُمكنُ ذلك، وهناك من الَّذين يُتابعون الأمور من المسؤولين السياسيين أو العلميين في الدول الَّتي تمتلكُ قاعدة معلومات صحيحة، هناك من يتحدَّث عن إمكانيةِ فقدان السيطرة على واقع الحياة، مُستبعدٌ هذا الأمر في هذهِ الأيام لكن يمكن لو طالت الـمُدَّةُ فرُبَّما يخرجُ الأمر عن السيطرة، هذا مُتوقَّعٌ..
  • — لكنَّني أقول في هذه الحالةِ إذا ما خرج الأمر عن السيطرة:
  • أنا أقولُ هكذا قال قرآننا، هذا هو قرآنُ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين، في الآيةِ الخامسةِ والخمسين بعد المئة بعد البسملة من سورة البقرة، إنَّني سأتناولها بمعناها الإنساني العام دون الدخول في التفاصيل التأويلية الحقيقيةِ في الثقافة الشيعيَّة..
  • في هذه الآيةِ: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ – بشيءٍ! ليسَ خوفاً مطلقاً لهُ بدايةٌ وليس لهُ نهاية، وإنَّما كُلُّ شيء لهُ حدود، هذا ما قلتهُ قبل قليل من أنَّ المحنة حتَّى لو كانت شديدة لها عمر، ولذا الآيةُ دقيقةٌ في تعبيرها – وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ – الخوفُ أسبابهُ كثيرةٌ، أليسَ يعيشُ النَّاس الآن في خوفٍ؟ في خوفٍ من المستقبلِ، في خوفٍ من الجوعِ، في خوفٍ من الفقرِ، في خوفٍ من الموتِ، في خوفٍ من ألم المرض، في خوفٍ من فقدان الأحبَّة، في خوفٍ من خسارة الأموال، في، في، في، لاحظوا الآية إنَّها تتحدَّث عن معنى شبيهٍ بما نحنُ فيه – وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ – هذهِ أنواع المحنِ الَّتي يمكنُ أن تمرّ على البشر لكنَّها محدودة، مؤلمةٌ مُؤذيةٌ فيها خسائر – وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُس – كيف يكون النَّقصُ من الأنفس؟ إنَّهُ إمَّا بالقتل أو بالموت هكذا تنقص الأنفس، أنا قُلتُ أريدُ أن أُسلِّط الضوء على المعنى الإنساني العام دون الدخول في التفاصيل التأويليةِ لثقافة الكتاب والعترة، المعنى الإنساني العام، فمحنتنا الآن محنةٌ إنسانيَّةٌ عامة، محنةٌ لجميع البشر، علينا أن نتعاون جميعاً، إنَّها محنةُ بني آدم ما هي بمحنةٍ خاصَّةٍ بشعبٍ من الشعوب أو بملَّةٍ من الملل، إنَّها محنةُ الأرض، محنتنا اليوم في الكورونا إنَّها محنةُ الأرض إنَّها محنةُ الحياة البشرية – وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ – لكنَّ هذا له حدود ( بشيءٍ )، ليسَ بنحوٍ مُطلقٍ مُعتِم، للمحنِ أعمار – وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ – هذهِ القضيةُ ناظرةٌ للأفراد وناظرةٌ للمُجتمعات والدول – وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾، هذهِ العبارةُ أيضا تُؤكِّد أنَّ المحن لها أعمار لها حدود.
  • ولذا جاء في بعض أحاديثنا: ( مِن أنَّ البَلاءَ إذا اِشْتَدَّ فَعَلَى الْمُؤمِنِ أَنْ يُحنِي رَأسَهُ ) إذا اشتدَّ البلاء، المراد أن يَحني رأسه مُراعاةً للبلية أن يتصرَّف بحكمةٍ حتَّى ينتهي أجلُ البلاء، فكُلُّ بلاءٍ لهُ مُدَّة تطول تقصر هذا بعلمِ إمام زماننا، لسلوك النَّاسِ مدخليةٌ في طول المحنة وفي قصرها.
  • إذا ما خرجت الأمور عن السيطرة العلاجُ في الصبر ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾، أن نصبر على الآم المرض، أن نصبر على خسارتنا، على خسارةِ الأحباب، على خسارة الأصدقاء، أن نصبرَ على خسارة الأموال، على الخسارةِ بكُلِّ أشكالها، الصبرُ هو العلاجُ النَّاجعُ إذا ما سجَّلناهُ في حسابِ عُبوديتنا لإمام زماننا.
  • بغضِّ النَّظرِ عن عقيدتنا الشيعيَّةِ، البشريةُ بحاجةٍ إلى الصبر، الصبرُ تحتاجهُ الحكومات، والصبرُ تحتاجهُ الشعوب، والصبرُ يحتاجه المرضى فلا علاج لهم، والصبرُ يحتاجه العاملون لإغاثة النَّاس، والصبر هو العلاج، ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾.
  • النقطة الخامسة: يجبُ على الناس أن يتلزموا بالتعليماتِ الطبية.
  • يجبُ عَلَيَّ وعليكم جميعاً أن نتلزم بالتعليمات الطبية، هذا هو منطقُ الحضارة، وهذا هو منطقُ العقل، وهذا هو منطق الدين أيضاً، فالدينُ لن يتعارض مع الحضارةِ ومعَ العقل، يجبُ علينا أن نلتزم بالتعليماتِ الطبيةِ والصحية بحسبِ الممكن، لا يُكلِّف الله نفساً إلَّا وسعها، فلا يستطيعُ النَّاسُ أن يُكلِّفوا النَّاس الآخرين فوق طاقتهم، يجبُ علينا أن نلتزمَ بالتعليمات الطبيةِ والصحيةِ بحسب الممكن إلى الحد الأقصى، ويجبُ علينا أن نُذعن أيضاً للتعليماتِ الصادرة من الجهات الحكومية الَّتي تُنظم الحياة، أيضاً بحدود الممكن، علينا أن نلتزم بالتعليماتِ الصحية بحدود الممكن، وعلينا أن نلتزم بالتعليماتِ الحكومية والجهات الَّتي ترعى أمور المجتمع، بحدود الممكنِ أيضاً، أن نتلزم بهذهِ التعليمات ففيها فائدةٌ لنا، وفيها فائدةٌ لعوائلنا، وفيها فائدةٌ للنَّاس من حولنا، وفيها فائدةٌ لكُلِّ المجتمع البشري.
  • النقطةُ السادسةُ: اللجوءُ إلى الله.
  • وأنا أتحدَّث هنا بالمنظور الإنساني أن تلجأ الإنسانية بكُلِّ أديانها، نحنُ الآن في محنةٍ تتجاوزُ الأديان، وتتجاوز الخصوصيات المجتمعية، على البشريةِ أن تتلمَّس طريقها إلى الله بكُلِّ ما عندها، أن تتوجَّه إلى بارئها، الدينُ في مستوىً من المستويات يتجاوزُ الحدود الَّتي تُشخِّصُ مجموعةً هنا ومجموعةً هُناك.
  • حينما نقرأُ في الكتاب الكريم وفي سورة يونس في الآية الثامنة والتسعين بعد البسملة من سورة يونس: ﴿ فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ﴾.
  • — سأذهب بكم إلى حديث عليٍّ إلى حديثِ العترة الطاهرة:
  • هذا هو الجزء الرابع من ( البرهان في تفسير القُرآن )، إنَّهُ جامعُ الأحاديث التفسيرية للسيِّد هاشم البحراني رضوان الله تعالى عليه، ماذا يقول لنا باقر العلوم يُحدِّث عن جَدِّه الأمير عن جَدِّه المصطفى صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين، أنا أقرأ بعضاً من الحديث، الحديث طويل: فَلَمَّا رَأى يُونُس أنَّ قَومَهُ لَا يُجِيبُونهُ وَلا يُؤمِنُون – هؤلاءِ قومٌ كافرون بربِّهم ونبيِّهم – فَلَمَّا رَأى يُونُس أنَّ قَومَهُ لَا يُجِيبُونَهُ وَلا يُؤمِنُون ضَجِر وَعَرَف مِن نَفْسِهِ قِلَّة الصَّبْر فَشَكَا ذَلِك إِلَى رَبِّه وَكَانَ فِيمَا شَكَا أَنْ قَال: يَا رَب إِنَّك بَعَثتَني إِلى قَومِي وَلِي ثَلاثُون سَنَة – يعني أنَّ عُمره كان في الثلاثين – وَلِي ثَلاثُون سَنَة فَلَبِثتُ فِيهِم أَدعُوهُم إِلى الإِيمَان بِك وَالتَصدِيقَ بِرسَالاتِي وَأُخُوِّفُهم عَذَابَك وَنِقمَتك ثَلاثاً وثَلاثِين سَنة فَكَذَّبُوني وَلَـمْ يُؤْمِنُوا بِي وَجَحَدوا نُبُوَّتِي وَاستَخَفُّوا بِرسَالاتِي وَقد تَوَاعَدُونِي – تواعدوني أي هدّدوني بالقتل فإنَّهم سيقتلونني – وَقَد تَوَاعدُوني وَخِفتُ أَن يَقتُلُونِي فَأَنْزِل عَلَيهِم عَذَابَك فَإِنَّهُم قُومٌ لَا يُؤمِنون، قَالَ: فَأَوحَى اللهُ إِلَى يُونُس؛ إِنَّ فِيهِم الحَمْل – يعني في بُطون أمَّهاتهم – إِنَّ فِيهِم الحَمْل – يعني في بداية التكوين – إِنَّ فِيهِم الحَمْل وَالجَنِين – يعني في نهاية التكوين – وَالطِفل – الطفل الَّذي هو يتحرَّك على الأرض – فَأَوحَى اللهُ إِلَى يُونُس؛ إِنَّ فِيهِم الحَمْل وَالجَنِين وَالطِفل وَالشَّيخ الكَبِير وَالـمَرأة الضَّعِيفَة وَالـمُستَضْعَف الـمَهِين وَأنَا الحَكَمُ العَدل سَبَقَت رَحمَتِي غَضَبِي لا أُعُذِّب الصِّغَار بِذُنُوبِ الكِبَار مِن قُومِك وَهُم يَا يُونُس عِبَادي وَخَلقِي وَبَريَّتِي فِي بِلادِي وَفِي عَيلَتِي – في عيلتي ؛الخلق عيال الله هذا المراد أنا مسؤول عنهم – وَهُم يَا يُونُس عِبَادي وَخَلقِي وَبَريَّتِي فِي بِلادِي وَفِي عَيلَتِي أُحِبُّ أنْ أَتَأنَّاهُم وَأُرفِقَ بِهم وَأنتَظِر تَوبَتَهُم وَإِنَّمَا بَعَثتُكَ إِلى قَومِك لِتَكُونَ حَيِّطاً عَليهِم – حَيِّطاً عليهم أي مُهتمَّاً بأمورهم مُشفقاً عليهم – لِتَكُونَ حَيِّطاً عَليهِم تَعطِفُ عَليهِم لِسخَاءِ الرَّحِم الـمَاسَّةِ مِنهُم – لصلةِ القرابةِ فيما بينه وبينهم – وَتَتَأنَّاهُم بِرَأفَةِ النُبُوَّة وَتَصبِرُ مَعَهُم بِأَحْلامِ الرِّسَالَة وَتَكُونُ لَهُم كَهَيئَةِ الطَبِيبِ الـمُدَاوي العالـمِ بِمُدَاوَاةِ الدَّاء فَخَرِقتَ بِهِم – يعني أنَّك يا يونس بالقياس إلى الَّذي أريده وهو أخلاقي ( تخلَّقوا بأخلاق الله ) – فَخَرِقت بِهِم – يعني أن تقصيراً صدر منك، ما أطلت صبرك عليهم هذا المراد ( فَخَرِقتَ بِهِم ) – فَخَرِقتَ بِهِم وَلَـم تَسْتَعمِل قُلُوبَهُم بِالرِّفق، وَلَـم تَسسْهُم بِسِيَاسَة الـمُرْسَلِين، ثُمَّ سَأَلتَنِي عَن سُوءِ نَظَرَكِ العَذَابَ لَهُم عِند قِلَّة الصَّبرِ مِنك وَعَبْدِي نُوح كَانَ أَصْبَرَ مِنْك عَلى قَومِه وَأَحسَن صُحبَةً وَأشَدَّ تَأنِيَّاً فِي الصَّبْر عِندِي – قطعاً هذه المقايسةُ وفقاً لقاعدةِ ( حسناتُ الأبرار سيئاتُ المقرِّبين )، ووفقاً للمقايسة مع شيخ المرسلين فنوح هو أفضل الأنبياء قطعاً ليس من حديثٍ عن نبيِّنا هنا، شيخ المرسلين نوحٌ إنَّهُ من شيعةِ عليٍّ، لا مقايسة مع الأنبياء مع نبيِّنا مُحَمَّدٌ وآلُ مُحَمَّد خارج هذه المقايسة، هذه مقايسةٌ فيما بين الأنبياء من أشياعِ عليٍّ وآل عليّ، هذهِ عقيدتي دعوها جانباً، لا شأن لكم بعقيدتي، ولكنَّها مُستلَّةٌ من عُمقِ حقائقِ هذا القُرآن بحسبِ تفسيرِ عليٍّ وآل عليّ – وَعَبْدِي نُوح كَانَ أَصْبَرَ مِنْك عَلى قَومِه وَأَحسَنَ صُحبَةً وَأشَدَّ تَأنِيَّاً فِي الصَّبْرِ عِندِي وَأَبلَغَ فِي العُذْر فَغَضِبتُ لَهُ حِين غَضِبَ لِي وَأَجَبتُهُ حِينَ دَعَانِي. وقصة نوحٍ طويلة.
  • — حديثُ الأمير عن يونس النَّبي وقومه طويل لكنَّني سأقرأ لكم جُملاً أخرى:
  • رُوبِيل من أهل بيت النُبوَّة من أقربِ النَّاس إلى النَّبي يُونس، فحينَ دعا يونس على قومه استجاب اللهُ له، وكان الموعدُ أن ينزل العذاب في يوم الأربعاء، روبيل ماذا قال لقوم يونس؟: فَقَالَ لَهُم رُوبِيل: فَإنِّي أَرَى لَكُم وَأُشِيرُ عَلَيكُم أن تَنظُروا وَتَعمِدُوا إذا طَلَع الفَجر يَومَ الأَربِعاء فِي وَسطِ الشَّهر – في اليوم الَّذي قال لهم يونس من أنَّ العذاب سينزل عليكم – فَقَالَ لَهُم رُوبِيل – وهو من خواص أصحاب يونس نصحهم بطريقةٍ – فَإنِّي أَرَى لَكُم وَأُشِير عَلَيكُم أن تَنظُروا وَتَعمِدُوا إذا طَلَع الفَجرُ يَومَ الأَربِعاء فِي وَسطِ الشَّهر أنْ تَعزِلُوا الأَطْفَال – فإنَّ العذاب نازلٌ لأنَّ النَّبيَّ هو الَّذي أخبر ولكنَّ روبيل من خواصِّ النَّبي ومن أهل العلم علَّمهم طريقاً للخلاصِ من هذا العذاب – أنْ تَعزِلُوا الأَطفَالَ عَنِ الأُمَّهَات فِي أَسفَلِ الجَبَل فِي طَريقِ الأَودِيَة وَتُوقِفُوا النِّسَاء وُكَّلَ الـمَوَاشِي جَمِيعَاً عَن أَطفَالِهَا في سَفَحِ الجَبَل وَيَكُونُ هَذا كُلَّهُ قَبلَ طُلُوعِ الشَّمْس، فَإِذَا رَأيتُم رِيحاً صَفْراء أَقبَلَت مِن الـمَشرِق فَعُجُّوا عَجِيجَاً الكَبيرُ مِنكُم وَالصَّغير بِالصُّرَاخِ وَالبُكُاء وَالتَضَرُّعِ إلى الله وَالتَّوبَةِ إِلَيه وَالاِسْتِغفَارِ لَه وَارفَعُوا رُؤُوسَكُم إِلَى السَّمَاء وَقُولُوا: رَبَّنا ظَلَمنَا أَنفُسَنا وَكَذَّبَنا نَبِيَّك وَتُبنَا إِلَيك مِن ذُنُوبِنَا وإنْ لَـم تَغفِر لَنا وَتَرحَمنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِين الـمُعَذَّبِين فَاقبَل تَوبَتَنَا وَارحمَنا يَا أَرحَمَ الرَّاحِمِين، ثُمَّ لَا تَملُّوا مِنَ البُكَاء والصُرَاخ وَالتَضَرُّع إِلى الله وَالتَّوبَة إِلَيه حَتَّى تَتَوَارى الشَّمْسُ بِالحِجَاب أو يَكشِف الله عَنكُم العَذَاب قَبلَ ذَلِك، لَقَد فَعَلوا وَدُفِعَ عَنهُم العَذَاب – الحديثُ طويل.
  • النقطة السابعة: على المستوى الشيعي.
  • كان حديثي على المستوى الإنساني، على المستوى الشيعي الـمُفترض حين تتقَّطعُ بنا السُبل وتتقطَّع بنا الأسباب بحسبِ ثقافتهم وبحسبِ وصايا العترة الطاهرة أن نلجأ بصدقٍ إلى إمام زماننا، لكنَّنا في مشكلةٍ كبيرة، واقعنا الشيعي أُمَّتنا الشيعيَّة نحنُ لا عندنا نُخبةٌ في الجوِّ الشيعي يستطيعون أن يتواصلوا بوجدانهم ومعنويَّتهم معَ إمام زماننا ينوبون عن الأُمَّة يتوجَّهون إليهِ في كشفِ هذهِ البلية ما عندنا هذهِ النخبة.
  • لأنَّنا كيف نتواصل مع إمام زماننا ..؟!
  • هناك طريقان:
  • الطريقُ الأول: أنَّ الأُمَّة تمتلكُ نُخبةً هذه النخبة عندها من المعنويةِ والروحانية والوجدانية ما يستطيعونَ أن يتواصلوا مع إمام زمانهم كي يكونوا نُوَّاباً عن الأُمَّة في رفع شكواها، هذا الطريقُ نحنُ لا نملكهُ ليسَ في واقعنا الشيعي من نخبة بهذهِ المواصفات، إذا كانَ الحديثُ عن رجالِ الدينِ وعن المراجع فهؤلاء هم أبعدُ النَّاسِ عن إمام زماننا، وهؤلاء هم مُشكلتنا أساساً، هؤلاء هم قُطَّاعُ الطرق فيما بيننا وبين مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد بما حطموه من ثقافة العترةِ الطاهرة..
  • الطريق الثاني: أنَّ الوعي العقائدي الوجداني المنتشر عند الأُمَّة بمستوىً لو لجأت الأُمَّة بكاملها وضجَّت فإنَّها تستطيعُ التواصل معَ إمام زمانها، هذا اللونُ من الوعي العقائدي ليسَ موجوداً، الثقافةُ المنتشرةُ في الجو الشيعي ثقافةٌ ناصبيةُ قذرة، ليسَ فيها من ثقافة أهل البيت إلَّا بقايا..
  • فنحنُ في واقعنا الشيعي لا عندنا نُخبة تنوبُ عن الشيعة في الشكوى إلى الإمام، ولا عندنا أُمَّة تحملُ وعياً عقائدياً ومعنويةً وجدانية تستطيع أن تتواصل مع إمام زمانها، الأُمَّة في عقائدها مو تخوط بصف الاستكان أبداً الاستكان موجود في الضفة الثانية من المحيط الأطلسي والأُمَّة تخوط في الضفة الَّتي تقابلها، هذا هو واقعنا الشيعي.
  • فماذا نصنعُ في مثل هذهِ الحالة ..؟!
  • على كُلِّ شخصٍ بما يمتلكُ من عقيدةٍ ومن رابطةٍ وجدانيةٍ مع إمام زمانهِ أن يعود إليه أن يتوجَّه إليه لأنَّنا لا نمتلك الطريقين الصحيحين في العلاقةِ معَ إمام زماننا صلواتُ اللهِ وسلامه عليه، كُلُّ واحدٍ منَّا يلجأ إلى إمام زمانه بعلاقتهِ الوجدانية الشخصية.
  • النقطة الثامنة:
  • يمكن أن أعود للحديثِ عن هذا الموضوع من جهةٍ أخرى في الحلقاتِ القادمة حينَ أصلُ إلى المحورِ الرابعِ من محاورِ هذا البرنامج والَّذي سيكون في أجواء الثقافة المهدوية..
  • النقطةُ التاسعة:
  • وهي النقطة الأخيرة شخصيةٌ بالنِّسبة لي لقد تلمَّستُ ضعفي وضعف الإنسان وتلمَّستُ رُخص هذهِ الحياة وسهولة فقدانها وسرعة تغيُّر كُلِّ شيء، إنِّي لا أملكُ لنفسي نَفعَاً ولا ضَرَّاً وأنتم كذلك، ولا موتاً ولا حياةً ولا نُشورا، هذا هو منطقُ الإنسان.
  • عُيُوني وعُيُونكم إنْ شَاءَ الله إلى الرَّحمَةِ الوَاسِعَة إلى الحُجَّةِ بنِ الحَسَن ..
  • سَلامٌ عَلَيكَ يَا بَقيَّة الله يَا وَجهَ اللهِ الَّذِي إِلَيه يتوجَّهُ الأَولِياء ..

تحقَق أيضاً

أسئلةٌ وشيءٌ من أجوبة … – الحلقة ١٣

يازهراء …