مجزرةُ سبايكر – الحلقة ٤١ – سؤال وجواب ج٢ Show Press Release (9 More Words) مجزرةُ سبايكر – الحلقة 41 – سؤال وجواب ج2 صور OverlaysPreviousNext فيديو يوتيوب اوديو مطبوع Show Press Release (1 More Words) يازهراء ملخـّص الحلقة تاريخ البث : يوم الخميس 22 شعبان 1441هـ الموافق 16 / 4 / 2020م يَا قَائِمَ آلِ مُحَمَّد هَل دَقَّت النَّواقِيْسُ مُؤْذِنَةً بِاقْتِرَابِ سَاعَةِ الصِفْر ..؟! أَمْ أَنَّها لا زَالَت حَبِيْسَةً فِيْ أَعْمَاقِ الزَّمَنِ القَادِمْ ..؟! فِيْ عِرَاقِكَ كَمَا حَدَّثتنَا أَحَادِيثِكُم خَفَقَتْ الأَعْلام ..!! وَشِيْعَتَكُم مِثْلَمَا أَخْبَرْتُمُونَا: قَتَلَ بَعْضُهُم بَعْضَاً !! وَلعَنَ بَعْضُهُم بَعْضَاً يَا إِمَام !! هَل بَنُوْ العَبَّاسِ هُمْ حُكَّامُ النَّجَفِ وَبَغْدَادَ فِيْ يَومِنَا هَذَا أَمْ هُمْ قَومٌ آخَرُونْ ..؟! وَهَل اليَمَانِيُّ يَسْتَعِدُّ لِلْقُدومِ مِنَ اليَمَنِ إِلى عِرَاقِكَ الـْمَفتُونِ بِغَيْرِكَ يَا إِمَامْ ..؟! خُرَاسَانِيُّ الـمَشْرِقْ هَلْ هُمْ الإِيْرَانِيُّونَ الـْمُعَاصِرُونْ ..؟! فَإنْ كَانَ هُمْ فَأَيْنَ السُّفْيَانِيُّ يَا بَقيَّةَ الله ؟؟ وَهَل هَذا الخَوفُ الَّذِيْ تَنَوَّعَتْ أَسْبَابُه، وَغَلاءُ الأَسْعَارِ، وَفَسَادُ التِّجَارَاتِ، وَنَقصُ الأَمْوَالِ، وَالْمَوتُ الذَرِيعُ بِحَيثُ يَصْعُبُ عَلَى النَّاسِ دَفْنُ مَوتَاهُم فِيْ كُوفَانِ وَغَيْرِهَا هُوَ الأَخِير ؟؟!! عُيُوننَا عَلَى الدَّرْب .. وَالقُلوبُ خَفَّاقَةٌ إِلَيْك .. سَلامٌ عَلَيْك .. سَلامٌ عَلَيْك .. وَشَكْوَانَا إلَيْك .. هَذَا وَاقِعُنَا بَيْنَ يَدَيْك .. المحور 4: جولةٌ في الأحاديثِ المهدويةِ الَّتي ترتبطُ بنحوٍ مباشرٍ وغير مباشر بواقعنا الشيعي الـمُعاصر، على المستوى العقائدي، السياسي، الاجتماعي. سأجيب عن هذا السؤال: مع هذهِ الثقافةِ الواسعة ومع هذا العقل الـمُتحضِّر كيف أنَّك تؤمنُ بهذهِ الخرافات؟! أنا سأجيبُ بحسبِ وجهةِ نظري، وليس بالضرورةِ أن يكون جوابي مقنعاً للسائلين، لكنَّني أعتقدُ أنَّ المنصف أيَّا كان فكرهُ إذا ما سمع جوابي هذا سيعطيني عُذراً فيما أعتقدهُ من هذا الَّذي سُمِّي بالخرافات. ● نحنُ بين مشكلتين: بين مشكلةِ المؤسَّسةِ الدينيَّةِ التقليدية الَّتي تُنكرُ هذهِ الروايات، ليس لتحضُّرِهَا وإنَّما تُنكرُ هذهِ الروايات لاعتمادها على ما تبنَّتهُ من قواعد الفكر النَّاصبي: — على مستوى علم الرجالِ والدرايةِ والحديث. — على مستوى علمِ أصول الفقه وقواعد الفهم. — على مستوى علم الكلامِ وأصول العقائد. — على مستوى منهجِ تفسيرِ الكتابِ الكريم. وفقاً لكُلِّ ذلك الَّذي جاءوا بهِ من النَّواصبِ من مُخالفي العترةِ الطاهرة فإنَّهم يُنكرون أحاديث المقامات، يُنكرون الشؤون الغيبية العميقة لـمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد، تلكَ مُشكلتنا معَ المؤسَّسةِ الدينيَّةِ الشيعيَّةِ الرسميَّةِ التقليدية. ومشكلةٌ مع الـمُثقَّفين مع الـمُتحضِّرين، لا أدري بأيِّ وصفٍ يُحبُّون أن أصفهم، هم أيضاً يرفضون هذهِ المضامين وهذهِ المفاهيم لأنَّها خُرافة، أساساً هم عندهم مشكلةٌ مع الدينِ بكُلِّ تفاصيلهِ. ما هي الخرافةُ؟! الخرافةُ يُمكنني أن أضعها في خطّين أو في اتّجاهين: ● الاتِّجاهُ الأول: حينما نؤمنُ نعتقدُ نُصدِّقُ بوجود شيءٍ ليسَ موجوداً، فهذا الشيء الَّذي ليسَ موجوداً ونحنُ نعتقدُ بوجودهِ يُقالُ لهُ خرافيٌّ، وجودٌ خرافي. ● الاتِّجاهُ الثاني: أن نتبنَّى فكرةً أو مفهوماً ليسَ صحيحاً بالمطلق، ليسَ لهُ من انطباقٍ على أي جهةٍ من جهات الحياة، لا يتمثَّلُ ولو بشكلٍ نسبي في أي لحاظٍ من لحاظاتِ الفكر، فتلكَ الفكرةُ فكرةٌ خُرافية، وذلك المفهوم مفهومٌ خرافي، أمَّا أن تكون الفكرة فيها من الصوابِ ما فيها وفيها من الخطأِ ما فيها، أن تكون الفكرةُ مُتعلِّقةً بجانبٍ من جوانب الحياة بشكلٍ واقعي حتَّى وإن لم تكن سليمةً فتلكَ ما هي بخُرافة. فهل يا ترى هذهِ المضامينُ الَّتي أتحدَّثُ عنها في برامجي، في دروسي، في محاضراتي، فيما يرتبطُ بمقاماتِ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ القادسة وشؤونهم الغيبيةِ العالية هل ينطبقُ معنى الخرافة الَّذي أشرتُ إليهِ على هذهِ المضامين؟! إذا كنتم تُطبِّقون معنى الخرافةِ ما يرتبطُ بالاتِّجاه الأول بالاتِّجاه الثاني على هذهِ المضامين تلكَ هي مشكلتكم ما هي بمشكلتي!! لأنَّ هذهِ المضامين الفكرية لا ينطبقُ عليها معنى الخُرافةِ وفقاً للاتِّجاه الأول، ولا ينطبقُ عليها معنى الخرافة من الاتِّجاه الثاني. من هو الخُرافي؟! الخُرافي هو الَّذي يقبلُ الخُرافة من دونِ سبب، من دونِ منطق، من دونِ منهجٍ علميٍّ صحيح، من دونِ طريقةِ فكرٍ سليمة، الإنسانُ الطبيعيُّ الَّذي ليسَ في تركيبتهِ النفسيةِ والعقليةِ من خلل، الإنسانُ العادي، الإنسانُ الطبيعي، عامةُ البشر كيف يُفكِّرون؟ هناك مستويان للتفكير: ● هناك المستوى الطبيعي، الغريزي، الفطري، حينما يُواجهُ الإنسان شيئاً يحتاجُ فيهِ إلى الفكر، مرادي من الفكر هو الرجوعُ إلى المعلوماتِ المخزونةِ في ذاكرةِ ذهن الإنسان وبعد ذلك يقومُ بالبحثِ والـمُقارنةِ كي يصل إلى نتيجةٍ أو إلى جوابٍ.. يقومُ بعمليةِ بحثٍ ومُقارنةٍ وتصنيفٍ كي يصل إلى نتيجةٍ مُعيَّنة وبعد ذلك يصدرُ الحكمُ الذهنيُّ عِبرَ إشاراتٍ ذهنيةٍ لينتقل إمَّا عِبرَ كتابةٍ أو عِبر كلامٍ، أو عِبرَ إشارةٍ من الإشاراتِ الجسدية.. هذهِ الطريقةُ الغريزيةُ هذا هو الأسلوبُ الفطريُّ في مواجهةِ مجهولٍ يحتاجُ إلى فكر يحتاجُ إلى تفكير. ● وهناك أسلوبٌ آخر وهو أسلوبٌ مُعمَّقٌ إنَّهُ أسلوبُ الـمُحقِّقين، إنَّهُ أسلوبُ العُلماء، إنَّهُ الأسلوب الَّذي يتَّبعهُ عُلماءُ العُلومِ المختبرية، ويتَّبعهُ أيضاً علماءُ العلوم الإنسانية وهكذا.. فإنَّ العُلماء يحتاجون إلى أسلوبٍ أعمق، يحتاجون إلى مُعطياتٍ كثيرةٍ يحتاجون إلى مساحةٍ واسعةٍ من المعلومات إلى مساحةٍ من الوقتِ، إلى مجموعةٍ من المواهبِ والقابليات لإجراءِ التحقيقات الَّتي يصلون من خِلالها إلى النتائجِ العلميةِ الواضحة. الخرافيُّ هو الَّذي يتجاوزُ هذين الأسلوبين: — إمَّا أن يُصدر الأحكام من دونِ اتِّباع هذين الأسلوبين. — وإمَّا أن يقبل الأحكام من دونِ اتِّباع هذين الأسلوبين. ● أنا أقولُ للَّذين يصفون هذهِ العقائد الَّتي أتكلَّمُ عنها يصفونها بالخرافات: أنا لا أعبأُ أن أُوصَف أنَّي خرافيٌّ، في الحقيقةِ لا أعبأُ بذلك.. ليسَ مُهمَّاً أن يصفني الآخرون من أنَّني خرافيٌّ لإيماني بمقاماتِ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ الغيبية، لستُ مُهتماً بذلك، لكنَّني أُريدُ أن أُبيَّن من أنَّ هذهِ العقائد ما هي خرافات. ● أنا أسألُ الَّذين يصفون هذهِ العقائد بالخُرافات أسألهم سؤالاً: هل الصورةُ الَّتي نحملها أنا وهم وكُلُّ الناس بل حتَّى كبارُ العلماء كبارُ علماءِ الكونيات، الصورةُ الَّتي نحملها عن الكون هل هي صورةُ الكون كما هو عليه أو كما نراها نحنُ؟ أو بتعبيرٍ أدق كما نُريدُ أن نراها نحنُ؟! الصورةُ الَّتي نحملها ما هي بصورةٍ للكونِ كما هو عليه، لـماذا؟ لأنَّنا لن نستطيع أن نُحصِّل هذهِ الصورة، ما عندنا من صورةٍ هو ما نراهُ من الكون، وإنَّنا نرى من الكونِ أجزاءً مُتفرِّقة، فنقومُ بجمعها فتكونُ صورةُ الكونِ عندنا كما نُريدُ أن نرى الكون. ما أنا أقولُ لكم المعجزاتُ الَّتي أنتجها العلم، أنا الآن في ستوديو في لندن وأنتم لا أدري في أيِّ بلدٍ الَّذين أُخاطبهم وهم الَّذين وجَّهوا إليَّ هذا السؤال، لا أدري في أيِّ بلدٍ أنتم، في أيِّ مكانٍ، في شرق الأرضِ أم في غربها، أنا جالسٌ هنا في لندن في هذا الاستوديو أمام مجموعةِ كاميرات أجهزةٌ صغيرة وإذا بي أدخلُ من دونِ استئذان إلى كُلِّ بيوتكم إذا ما ضبطتم أجهزة التلفاز وفقاً لمعطياتِ البثِّ لقناة القمر الفضائيَّة، معجزةٌ هذهِ، معجزةُ المعاجز، لقد حقَّق الإنسانُ عِبرَ العلوم الـمُعاصرةِ حقَّق ما حقَّق من المعاجز، معاجزُ الحياةِ مردُّها إلى أُمِّها أُمُّ المعاجز (علم الإلكترونيك بكُلِّ تشقّقاتهِ واختصاصاته)، كُلُّ ما عندنا من معاجزِ حياتنا اليومية هو من نتاجِ علم الإلكترونيك، وعلمُ الإلكترونيك أُمُّه، أُمُّهُ الفيزياء، عُلماءُ الفيزياء الَّذين هُم الأصل في كُلِّ هذهِ المعجزات.. وعُلماءُ الفيزياءِ في العالم يُصوِّرون الكون عِبر نظريتين غير متوافقتين، فالعالَـمُ يرسمهُ علماءُ الفيزياء: — عِبر النظريةِ النسبية بشقّيها النسبيةُ العامة والنسبيةُ الخاصة. — وعِبر مجموعةِ النظرياتِ الكمومية الَّتي عُرفت بميكانيكا الكم. ميكانيكا الكم تتولى التفسير الذرّي لهذا الكون. والنسبية تتولى نشأة الكونِ وما يرتبطُ بحقيقةِ الزمانِ والمكان والمادةِ والطاقة وهذهِ المجرَّات الهائلة. من كُلِّ هذا إلى أين أُريدُ أن أصل؟! أُريدُ أن أصل إلى أنَّ صورة الكونِ الَّتي يرسمها لنا العلم لا كما هو عليه وإنَّما كما نحنُ نريد، لا يعني أنَّ الصورة ليست صحيحةً بالمطلق، فالتطبيقاتُ العلميةُ تُنبئُ عن مصداقيةِ هذهِ النظريات ولو بحدٍّ مُعيَّن، فالصورةُ الَّتي نحملها عن الكونِ ما هي بصورة الكونِ كما هو عليه، فهل هذا خُرافة؟! لأنَّني حين أتحدَّثُ عن العقيدةِ بِمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد إنَّما هو بحسبِ فهمي، كما أُريدُ أن أراهم من خِلالِ المعطياتِ الناقصة المتوفِّرة، الحالُ هو هو، المنطقُ هو هو، أنا لا أدَّعي أنَّ المعطياتِ الَّتي بين يدي كاملة أبداً، ولا أدَّعي أنَّ فهمي فهمٌ معصومٌ كامل أبداً، وإنَّما أقول هذهِ المعطياتُ صحيحةٌ بحسب التحقيق على الأقل، بحسبِ تحقيقي، وهذا الفهمُ هو غايةُ جُهدي في الوصول إلى هذا الفهم ولكن ضمن الضوابطِ العلميةِ في البحث، ليس الكلامُ الَّذي أقولهُ كلاماً جُزافياً، هناك مُعطياتٌ من خِلال البحثِ والتحقيقِ وصلتُ إليها، فلا يُمكن أن يُوصف ذلك بالخرافة. المعلوماتُ الَّتي نعتقدُها جميعاً أنا وأنتم ونعتقدُ صحَّتها، ما ندرسهُ أو ما نقرأهُ أو ما نسمعهُ من العلماءِ الـمُتخصِّصين بهندسةِ الفضاءِ مثلاً أو في علمِ الأحياءِ أو في علمِ النباتِ أو أو، هذهِ المعلوماتُ هل نملكُ نحنُ طريقاً تحقيقياً للوصولِ إلى معرفتها بأنفسنا أم أنَّنا قبلنا بهذهِ المعلومات من خِلالِ الـمُتخصِّصين في هذهِ العلوم؟ ومن خِلالِ الوسائل الَّتي أوصلت إلينا هذهِ المعلومات، تارةً من خِلالِ كتابٍ درسي ونحنُ مركوزٌ في أذهاننا من أنَّ المدرسة والـمُعلِّم والكتاب الدرسي وهذا المنهج الَّذي رُتِّب في المؤسَّسات التعليمية يُعطينا المعلومات الصحيحة، وهذا جذرهُ نفسيٌّ، ما يُسمَّى بالعاملِ الذاتي في الاطمئنانِ إلى المعلومةِ أو في عدم الاطمئنان، العاملُ الذاتي وهو العاملُ النفسي، الإنسانُ في بعض الأحيان يصنعُ حاجزاً نفسياً ليسَ مردُّهُ إلى المنهج العلمي الصحيح، وليسَ مردُّهُ إلى أنَّ الإنسان يُريدُ أن يصل إلى الحقيقةِ من دونِ شوائب، لأسبابٍ قد تكونُ تاريخيةً، قد تكونُ شخصيةً، قد تكونُ تربويةً في أصلِ تربيةِ الإنسان، وقد تكونُ، وقد تكون، يصنعُ الإنسان حاجزاً لقبولِ فكرةٍ مُعيَّنة، فلذا حين تأتي هذهِ الفكرةُ في نفسِ الاتِّجاه وبنفسِ الانسيابيةِ الَّتي مرَّت أفكار وأفكار قَبِلها ذلك الإنسان لكنَّهُ وضع حاجزاً أمام فكرةٍ مُعيَّنة!! إذا كانَ الإنسانُ طالباً للحقيقةِ الـمُفترضُ فيه أن لا يضع حاجزاً أمام هذهِ الفكرةِ لأنَّها جاءت في نفس الطريق الَّذي عَبرت من خِلالهِ تلك الأفكار الَّتي اعتقد صدقها وصحّتها ..!! حين يُحدِّثوننا عن أنَّ القمر هو الَّذي يُبطِّئُ حركة الأرض وإلَّا فإنَّها ستنفلتُ من دون القمر، فالقمرُ بمثابةِ فرامل للكرةِ الأرضية، و و.. هذهِ المعلوماتُ نحنُ نُصدِّقها ولكنَّنا هل حقَّقنا ذلك بأنفسنا؟! هناك طريقٌ نحنُ نُصدِّقُ المعلوماتِ الَّتي تأتي من هذا الطريق، قطعاً العاملُ النفسي العاملُ الذاتي لهُ مدخليةٌ كبيرةٌ إن لم تكن المدخليةُ لهُ فقط. ● أضربُ لكم مثالاً: لو أنَّ عالِماً في الكيمياءِ مثلاً ويُكرِّرُ تجربةً في المختبر إلى المئات لكنَّهُ نفسياً لم يحصل لهُ الاطمئنان فهل سيُصدِّقُ بنتائجِ تجربتهِ معَ أنَّهُ يُكرِّرها يومياً بالعشرات، وقد كرَّرها بالألاف عِبر السنين لكن إذا لم يكن العاملُ النفسيُّ متوفراً لديهِ فإنَّهُ لن يكون مُطمئناً لنتائجِ تجاربه، فالإنسانُ ما هو آلةٌ حاسبة.. الإنسانُ يُسيطرُ عليهِ الجانبُ الوجداني، الَّذي عبَّرتُ عنه بالعامل النفسي، الجانبُ الوجدانيُّ هو الَّذي يُصدِّقُ النتائج العلمية، حينما يدخلُ العالِـم إلى مُختبره ويُجري التجارب إذا افترضنا أنَّنا رفعنا العامل الوجداني، العامل النَّفسي من هذا العالـِم فهل يستطيع أن يُصدِّق بنتائجِ تجاربه؟! إنَّهُ يُصدِّقُ بنتائجِ تجاربهِ بسببِ وجدانهِ الـمُنفعلِ مع نشاطهِ هذا، فالعاملُ الوجدانيُّ، العاملُ الذاتي، العاملُ النفسي لهُ من الأثر الكبير في تصديقِ هذهِ المعلومة وفي عدمِ تصديقها، هذا الأمرُ ينعكسُ بنفسهِ على المعطياتِ الدينيَّة الَّتي ترتبطُ بعقيدتي على الأقل بِمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد، إنَّها جاءت عِبرَ مسارٍ وعِبرَ طريقٍ هو هو الَّذي من خِلالهِ قَبِلتُ هذهِ المعلومات عن القَمر.. ● قد تقولون كيف؟! صحيحٌ وصحيحٌ جِدَّاً أن يقول القائلُ من أنَّني أنا وغيري من النَّاس أخذنا الدين والعقيدة تقليداً ووراثةً عن عوائلنا، عن آبائنا وأجدادنا، عن بيئتنا، عن مجتمعنا، هذا أمرٌ لا أعتقدُ أنَّ مُنصفاً يُنكرهُ، وأنا لا أُنكرُ ذلك، شخصيةُ الإنسانِ تُكوِّنها مجموعةُ منابع: — هناك مَنبعُ الوراثة: من طريق الوراثةِ نحنُ نَرث أشياء بيولوجية وأشياء سيكولوجية، من طريق الوراثةِ يصلُ إلينا ما هو بايولوجي وما هو نفسيٌّ في تكويننا النفسي، وهذا يُشكِّلُ جزءاً من شخصيتنا بنحوٍ قسري، فنحنُ نحملُ من طريق آبائنا وأُمَّهاتنا نحملُ ما نحملُ من الجانب البايولوجي ومن الجانب النفسي.. وقد نَرِثُ مواهب وقُدرات وقابليات، منبعٌ من منابعِ تكوين الشخصية إنَّها الوراثةُ البيولوجية والوراثةُ السيكولوجية. — وهناك وراثةٌ اجتماعية: إنَّها وراثة الأعرافِ والتقاليد، الأعراف والتقاليد تارةً بخصوصِ أُسرنا الصغيرة، فلكُلِّ أُسرةٍ نظامها وأعرافها الخاصةُ بها، والأعراف والتقاليد في القريةِ، في المدينةِ، في المجتمعِ عُموماً، تلكَ وراثةٌ اجتماعية، البيئةُ بكُل ما فيها تكونُ منبعاً من منابعِ تكوينِ شخصيتنا.. هل نحنُ في بيئةٍ مُتدينة؟ هل نحنُ من عائلةٍ مُتدينة؟ هل درسنا دراسةً دينيَّة؟ هل رافقنا أصدقاء دينيين؟ هل نحنُ في دولةٍ دينيَّة؟ هل، هل، هل، كُلُّ ذلك ينعكسُ علينا، رُبَّما ينعكسُ سلباً ورُبَّما ينعكسُ إيجاباً، ورُبَّما يجعلنا في حالةٍ من الحيرةِ فيما بين السلبِ والإيجاب، هكذا تتكوّنُ شخصيتنا. في ظلِ كُلِّ هذهِ الأمواج وفي ظلِ كُلِّ هذهِ التقلّباتِ في حياتنا، فإنَّنا إذا اتَّجهنا اتِّجاهاً دينيَّاً إنَّما نأخذهُ في بادئ الأمرِ ورُبَّما على طولِ الخط، أكثرُ الناس هكذا، يأخذون الدين تقليداً ووراثةً، لكنَّ شخصاً مثلي شغلهُ البحثُ والتحقيقُ في الفكرِ والثقافةِ والعلوم الإنسانيةِ والدين الَّذي أعتقدهُ وحتَّى في سائر الأديان الأخرى، لن يكون الجانبُ التقليدي والوراثي الأسري والوراثي المجتمعي لن يكونَ مُؤثّراً عليهِ إلى حدٍ كبير في البُنيةِ العقيديةِ الحقيقية الَّتي في داخلهِ، لا أتحدَّثُ عن العقيدةِ بمستوى المجاملة، فأن يكون الشخصُ على منزلةٍ اجتماعيةٍ وهو مُتدينٌ ومن عائلةٍ مُتدينة، وإذا ما أظهر إعراضاً عن عقيدتهِ الدينيَّة يُسبِّبُ لهُ الكثير من المشاكل، فيكون هناك جانبٌ إن لم يكن كُلُّ شيء تحت عنوانِ (المجاملةِ العقائدية). أنا لستُ من هذا النوع، طبيعتي مُتمرِّدٌ، وهذا واضحٌ على طريقتي في الحديث، وهذهِ الطبيعةُ طبيعةٌ نشأت معي مُنذُ الطفولة، إنَّني مُتمرِّدٌ على الفكر، فهذهِ الطبيعةُ لا تنسجمُ كثيراً مع التقليدِ الأعمى، أنا لا أُنكر أنَّ الدين تشرَّبتهُ تقليداً ووراثةً بشكلٍ أُسري وبشكلٍ مُجتمعي، لكنَّني في مراحل النُضج، النُضج الإنساني والنُضج الفكري، ما كُنتُ في عقيدتي مُتَّبعاً ما جاءني ميراثاً أُسرياً أو جاءني ميراثاً مجتمعياً، معَ أنَّني لا أُنكرُ أنَّ الأصل في ديانتي هو هذا. هناك مُعاناةٌ فكريةٌ، أنا لا أتحدَّثُ عن مستوى الجدلِ مع الآخرين لا شأن لي بالآخرين، رُبَّما أُجادلُ الآخرين ليس الآن وإنَّما عِبرَ مسيرة الحياة، رُبَّما أُجادلُ الآخرينَ ولكن في مستوىً من الجدلِ ما هو الَّذي يتعانقُ مع عقيدتي الَّتي في باطني، رُبَّما أتحدَّثُ ولكنَّني لا أتحدَّثُ بنفسِ المستوى الَّذي أحملهُ في باطني، إنَّني أتحدَّثُ عِبرَ مسيرة الحياة، لكنَّني وفي هذهِ اللحظةِ أنا أُحدِّثكم عن مضمونِ عقيدتي بعيداً عن أُطرِ المجاملاتِ وبعيداً عن التغليفِ الإعلامي.. إنَّما أتحدَّثُ هنا عن جذرها الإجمالي، الَّذي أُجملهُ: (في التسليمِ لـمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد -هذا ما يخصُّ عقيدتي- والعبوديةِ لـمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد)، ولا أُريدُ أن أقول أكثر من ذلك.. وأنا لا أُخفي شيئاً، ما أحملهُ في داخلي أتحدَّثُ عنهُ وبكُلِّ جُرأةٍ، وإنَّني لقادرٌ على إثباتِ عقائدي على الأقل بحسبِ ما أظنُ ذلك من نفسي ومن قدرتي العلمية. – هناك مُعاناةٌ فكريةٌ. – وهناك مُعاناةٌ علميةٌ. – وهناك مُعاناةٌ دينيةٌ. عِبرَ هذهِ الأنحاء وهذهِ الأنواع من الـمُعاناة تشكَّلت عقيدتي، حين أتحدَّثُ عن مُعاناة إنَّني أتحدَّثُ عن مُعايشةٍ إنسانيةٍ شخصية، لا علاقة لها بالمظاهرِ الخارجية، ولا علاقة لها بالمصطلحاتِ والتفاصيلِ العلميةِ المرسومةِ في العلوم الرسمية، أتحدَّثُ هنا عن مُعاناةٍ حقيقيةٍ عايشتُها مع نفسي بنفسي.. الصورةُ بالنسبةِ لي بعد كُلِّ هذهِ المعاناة.. أنا آتي بمثال لتقريب الفكرة: جدولُ الكلماتِ المتقاطعة، تعرفونهُ، جدولُ الكلماتِ المتقاطعة، هي لُعبةٌ من لُعبِ التسليةِ الثقافية، لأفترض أنَّ اللوحة النهائية لعقيدتي كحالِ جدولِ الكلماتِ المتقاطعة: – هناك مربعاتٌ في جدولِ الكلماتِ المتقاطعة مربعاتٌ سوداء مملوءة ليس فيها حروف، تلكَ المعطياتُ الناقصةُ الَّتي ما وصلت يدي إليها. – أمَّا المربعاتُ الحقولُ الفارغةُ الَّتي تُملأ بالحروفِ بشكلٍ صحيح فلقد ملأتها من خِلالِ هذهِ الـمُعاناة، من خِلالِ الـمُعاناةِ الفكريةِ، والـمُعاناةِ العلميةِ، والـمُعاناة الدينية. – قطعاً هناك حقولٌ مظلمة حقول سوداء. الـمُعاناةِ الفكرية. وإنَّني حينَ أتحدَّثُ عن مُعاناةٍ فكريةٍ فإنَّني أقصدُ منها الفلسفية والعقلية، لذلك جمعتُ العنوانين في عنوانٍ واحد وقلتُ (مُعاناة فكرية)، فإنَّني أقصدُ بالفكريةِ هنا الفلسفية والعقلية. فإنَّني حين تواصلتُ مع الفلسفةِ والفلاسفة وجدتُ أن أعمق فلاسفةِ العالم بدئوا رحلتهم لمعرفةِ الحقيقة كما يزعمون، إنَّهم يُريدون أن يعرفوا الحقيقة، وهل هناك من أحدٍ يعرفُ الحقيقة كاملةً؟! جميعنا ندورُ في فَلكِ الحقيقة لكن كم اقتنصت شباكُنا من الحقيقةِ؟ كُلٌّ بحسبه. فرأيتُ أعمق فلاسفةِ العالم بدئوا من اللغة ذلك الكائنُ العجيب، من أعجبِ الكائنات اللغة.. ثُمَّ انتقلوا إلى ما ورائيةِ اللغة إلى الأدب، إنَّني أتحدَّثُ عن روحِ الأدبِ في عُمقهِ البعيد. إلى أين وصلوا؟! الجميع في كُلِّ الاتِّجاهات إذا ما درسنا الفلسفات الدينيَّة، إذا أردنا أن ندرس فلسفةَ الديانةِ الهندوسية وهي من أعمقِ الفلسفاتِ الدينيَّة، بحسبِ تتبعي ما وجدتُ فلسفةً دينيَّةً أعمق من الفلسفةِ الهندوسية.. إذا ما وجَّهنا أنظارنا إلى الفلسفاتِ الدينيَّة إلى فلسفةِ الديانةِ الهندوسية وإلى البوذيةِ أيضاً، وإلى سائرِ الديانات في بلاد الهندِ والسند أو في بلاد الصين في جنوب شرقِ أسيا، كُلُّ تلكَ الفلسفات تقودنا إلى ما يُسمَّى بالحقيقة. لو سألتني إنَّني أقول: إنَّهم وصلوا إلى الألبوم، فكُلُّ شيءٍ صُور، وهذهِ الصُور مُثبتة على ألبوم، هذا الَّذي أزعمهُ، فحينما توجَّهتُ في هذهِ المسارات وجدتهم قد وصلوا إلى الألبوم، لكنَّ الَّذي في ثقافة العترةِ بعد الألبوم هناك الكاميرا الَّتي صوَّرت هذهِ الصور، ووراء الكاميرا هناك الـمُصوِّرُ الَّذي أنتج هذهِ الصور بواسطةِ الكاميرا، ووراء الـمُصوِّر ما وراءه، حينما تحدَّثوا عن حقيقةٍ واحدة وتحدَّثوا عن وُحدةِ الوجودِ والموجودِ معاً تحدَّثوا عن ألبوم الصور، النظرةُ السطحيةُ تُدرِكُ الصور المختلفة، وهذا هو الَّذي يُدرَكُ إدراكاً بدوياً، النظرةُ البدوية البدوي حينما ينظرُ إلى الأشياء ينظرُ إلى أشياء مُنفصلة، الفيلسوفُ في عُمقهِ والمتصوّفُ كذلك وصلوا إلى أنَّ الصور قد التصقت بخلفيةٍ واحدة، قد ترابطت، قد تناسقت إنَّهُ ألبومُ الصور، وتصوَّروا أنْ لا شيء وراء هذا الألبوم. حينما وجَّهتُ راحلتي إلى فناءِ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد حدَّثوني عن كاميرا هي الَّتي صوَّرت هذهِ الصور، وعن مُصوِّرٍ صوَّر الصور ونظَّمها في هذا الألبوم، وهذا الـمُصوِّرُ وراءهُ ما وراءه الحكايةُ طويلة، هذا ما أظنّهُ قد أكون مُخطئاً، فمسارُ الفلسفةِ قصيرٌ، ومسارُ الصوفيةِ قصيرٌ، الـمسارُ الطويلُ هناك عندهم عند تلك الحقائقِ القادسةِ العظيمة الَّتي يقولون لي إنَّني خرافيٌّ حين يتواصلُ فكري وذوقي معها. ● أعودُ بكم إلى مثال جدول الكلماتِ المتقاطعة. إنَّني حين حاولتُ أن أُرتِّبَ كلماتِ هذا الجدول إنَّهُ جدولُ عقيدتي، حاولتُ أن أُرتِّب كلماتِ هذا الجدول من خِلالِ ما وصل إليهِ العُمقُ الفلسفي، ومن خِلالِ ما وصل إليهِ التصوّف، التصوّف المسيحي، التصوّف اليهودي.. الكلماتُ بحسبِ زعمي تضطربُ، قد ينجحُ بعضُ الترتيبِ في بعضِ الحقولِ ولكنَّ حُقولاً أخرى تبقى فارغة، وصَفٌّ من الحروفِ سيختلفُ تنظيمهُ عدَّة مرَّات كلما رتَّبتُ الصفوف العلوية في هذا الجدول اضطربت الصفوفُ السفلية.. لكنَّني حين قصدتُ فناء مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ انتظم الجدول، هذا على الأقل ما لـمستهُ بنفسي.. فلمَّا قصدتُ فناء مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد ويممَّتُ القول البليغ الكامل تفهَّمتهُ وتدبَّرتهُ وتفكَّرتهُ فجاء الجدولُ مُنظَّماً مُرتَّباً على أحسنِ ما يكون، هذا هو الَّذي أدركتهُ بنفسي ولامسهُ وجداني وعانقهُ عقلي، وتلهَّف إلى مضمونهِ قلبي، إنَّها القولُ البليغُ الكامل هويتي وجوازُ سفري وإقامتي الثابتة الدائمة في رحلةِ ما بعد هذهِ الحياة (الزيارةُ الجامعةُ الكبيرة)، إنَّها محطُّ رحالِ عقيدتنا.. الـمُعاناةِ العلمية: من الـمُعاناةِ الفكريةِ إلى الـمُعاناةِ العلمية فهناك نهجتُ منهج الفلاسفة، فماذا تقولون كُلُّ الفلاسفةِ مُخطئون؟ كُلُّ رجال الدياناتِ مُخطئون؟ أنا لا أقولُ كذلك، أقول إنَّهم أصابوا واخطأوا، وأنا أيضاً أصبتُ وأخطأت، مقدارُ الصوابِ مقدارُ الخطأ يختلفُ من دينٍ إلى دين، ومن فلسفةٍ إلى فلسفة، لكنَّ المسار في النهايةِ مسارٌ صحيح، إنَّني أتحدَّثُ عن مستوى الإدراك الإنساني.. ● على سبيل المثال: علمُ الآثار. إنَّني أتحدَّثُ عن الآثارِ التاريخيةِ للحضاراتِ السابقة وللأُمم البائدة وللأجيال البشريةِ الَّتي سبقتنا وعاشت على وجهِ هذهِ البسيطة، علمُ الآثار علمٌ حقيقيٌّ ونتائجهُ صحيحةٌ في الأعم الأغلب.. لكنَّ علم الآثارِ وضعَ بينَ أيدينا من الحقائقِ العلميةِ الصحيحة وهذا ما لا يستطيعُ أحدٌ أن يُنكره، عالِـمُ الآثارِ كيفَ يصلُ إلى النتائجِ العلميةِ الَّتي يتبنَّاها العُلماءُ وتتبنَّاها الجامعاتُ ومجامعُ الفكر الإنساني بعد ذلك، إنَّهُ يبحثُ في التُراب، فلرُبَّما عثرَ على جرّةٍ مكسورة، أو على فأسٍ مُهشَّم، على، على، على.. بناياتٍ قد تهشَّمت أركانُها وتهدَّمت جُدرانها، إنَّهُ يبحثُ عن رقومٍ طينيَّةٍ في مكان وعن رُسومٍ شاحبةٍ في مكانٍ آخر وعن وعن .. بنفس الأسلوب الَّذي استطاع علماءُ الآثار أن يصلوا إلى النتائجِ العلميةِ الحقيقيةِ الصحيحة أصابوا وأخطأوا، وأنا أيضاً أُصيبُ وأُخطئ، فلا أدَّعي أنَّني أصبتُ في كُل شيء.. لكنَّني نقَّرتُ تنقيراً مثلما نقَّر علماءُ الآثارِ تنقيراً، ومثلما جمعوا المعطيات جمعتُ المعطيات، معطياتهم صامتة ومعطياتي ناطقة، معطياتهم قليلة ومعطياتي كثيرة، معطياتهم جرَّةٌ مكسورةٌ هنا، وفؤوسٌ هناك، ورقومٌ طينيةٌ في ذلك الموقع، وبقايا معبدٍ هُناك عليه رسوم ليست واضحة، وأنا عندي ألافٌ مُؤلَّفةٌ من حديثِ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ تنطقُ بالحق، سلكتُ نفس المسلك فلماذا نتائجُ أولئك حقائق علمية وهذهِ النتائجُ خرافات ؟؟!! الخرافةُ في قول الَّذي يقولُ عن نتائج جاءت من هذهِ الـمُعاناة من مُعاناةٍ فكريةٍ عميقة ومُعاناةٍ علميةٍ واسعة عِبر عقودٍ من الزمن، الخرافةُ في قول الَّذي يصفُ هذا النِّتاج بأنَّهُ خُرافة، هذا نِتاجٌ علميٌّ عِبر مُعاناةٍ فكريةٍ طويلة وعِبر مُعاناةٍ علميةٍ واسعةٍ مُعقَّدة، وأعتقد أنَّ الَّذي يُتابعُ أحاديثي وبرامجي سيستشفُّ هذهِ الـمُعاناة من خِلال المعطيات الَّتي أطرحها ومن خِلالِ سيلِ المعلومات الَّذي يتدافعُ في مئات ومئات من الساعات.. الـمُعاناةُ الدينيَّةُ: الـمُعاناةُ الدينيَّةُ موجودةٌ في حياةِ كُل مُتدين وكُلٌّ بحسبهِ.. فعمرٌ طويلٌ عقودٌ من الزمنِ مُشبعةٌ بمعاناةٍ فكريةٍ ومُعاناةٍ علميةٍ في أجواءِ حديثِ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد من الطبيعي أن تكون لي ولغيري من الـمُعاناةِ الدينيَّة، الـمُعاناةُ الدينيَّةُ تكونُ أقوى وأقوى بكثير من الـمُعاناة الفكريةِ والعلمية، لأنَّها ستكونُ نِتاجاً لتلكَ الـمُعاناة الفكرية ونِتاجاً لتلكَ الـمُعاناة العلمية، قد لا تصلحُ دليلاً للآخرين ولكنَّها تصلحُ دليلاً لي ولكُلِّ صاحبِ مُعاناةٍ خاصةٍ به، فلي مُعاناتي الدينيَّة وفي الوقتِ نفسهِ بطبيعةِ وضعي الديني ووضعي الاجتماعي فإنَّ المتدينين يُحدِّثونني بأسرارهم الدينيَّة ومعاناتهم الدينيَّة، إمَّا طالبين استشارةً أو طالبين تفسيراً وتوضيحاً أو يُريدون أن يُنفِّسوا عمَّا في صدروهم لأنَّهم لا يستطيعون أن يُحدِّثوا آخرين إمَّا أن يستهزئوا بهم، وإمَّا أن يكشفوا أسرارهم فيُحدِّثونني فتتجمَّعُ عندي من الحقائق الكثير والكثير. ما جرَّبتهُ أنا وما جرَّبهُ الآخرون، كُلُّ ذلك هو الَّذي يُعطيني هذهِ الثقة العالية بما أطرحهُ ويُعطيني هذهِ الجرأة الـمُتميّزة لا أخشى جوَّاً مرجعياً يرفضُ عقائدي، ولا أخشى جوَّاً إعلامياً يُعارضني، ولا أعبأُ بمثَّقفين أو بغيرهم..