مجزرةُ سبايكر – الحلقة ٤٢ – المحور الرابع – جولة في الأحاديث المهدويّة ق١ Show Press Release (14 More Words) مجزرةُ سبايكر – الحلقة 42 – المحور الرابع – جولة في الأحاديث المهدويّة ق1 صور OverlaysPreviousNext فيديو يوتيوب اوديو مطبوع Show Press Release (1 More Words) يازهراء ملخـّص الحلقة تاريخ البث : يوم الجمعة 23 شعبان 1441هـ الموافق 17 / 4 / 2020م الشيخ سلمان التاجر البحراني .. طلعت شموسُ بني البتولِ .. طلعت شُموسُ بني البتولِ بسما الثنا في كُلِّ جيلِ وبدا العذولُ يلومني حجرٌ بشدقك يا عذولِ طلعت شُموسُ بني البتولِ بسما الثنا في كُلِّ جيلِ وبدا العذولُ يلومني حجرٌ بشدقك يا عذولِ أتلومني ثكلتك أُمُّكَ في ولاءِ بني البتولِ! أتلومني…؟! أتلومني ثكلتك أُمُّك في ولاءِ بني البتول! ذُق ما أذوقُ وبعدهُ قُل ما تشاءُ من الفضولِ ذُق ما أذوقُ وبعدهُ قُل ما تشاءُ من الفضولِ فلقد كرعتُ بـحبِّهم.. فلقد كرعتُ.. كرعتُ.. كرعتُ.. فلقد كرعتُ بحبِّهم عسلاً شفاءً للعليلِ مثلُ الزُلالِ صفاءهُ ومزاجهُ كالزنجبيلِ فيهِ دوا الدَّاءِ العُضالِ المُستطيلِ المُستحيلِ يا مُـخسئي الأبصار..!! أنتم أنتم سادتي ومن غيركم..!! يا مُـخسئي الأبصار بل يا مُخرسي العشر العقولِ أنتم بحور العلمِ أهلُ الحلمِ أربابُ الوصولِ بل أنتم السرُّ الَّذي ما طالهُ لُبُّ النبيلِ ذاتٌ تعذَّر كُنهها إلَّا على الربِّ الجليلِ إنِّي لأقرعُ في مديحي فيكمُ سَمعَ العذولِ وأقول للمُثنِي عليكم طِبت في فعلٍ وقيلِ قُل ما تشاءُ بهم ودَع ما موّهُوهُ ذووا الخمولِ أتلومني ثكلتك أُمُّك في وِلاءِ بني البتولِ ذُق مَا أذوقُ وبعدهُ قل ما تشاءُ من الفضولِ يَا قَائِمَ آلِ مُحَمَّد هَل دَقَّت النَّواقِيْسُ مُؤْذِنَةً بِاقْتِرَابِ سَاعَةِ الصِفْر ..؟! أَمْ أَنَّها لا زَالَت حَبِيْسَةً فِيْ أَعْمَاقِ الزَّمَنِ القَادِمْ ..؟! فِيْ عِرَاقِكَ كَمَا حَدَّثتنَا أَحَادِيثِكُم خَفَقَتْ الأَعْلام ..!! وَشِيْعَتَكُم مِثْلَمَا أَخْبَرْتُمُونَا: قَتَلَ بَعْضُهُم بَعْضَاً !! وَلعَنَ بَعْضُهُم بَعْضَاً يَا إِمَام !! هَل بَنُوْ العَبَّاسِ هُمْ حُكَّامُ النَّجَفِ وَبَغْدَادَ فِيْ يَومِنَا هَذَا أَمْ هُمْ قَومٌ آخَرُونْ ..؟! وَهَل اليَمَانِيُّ يَسْتَعِدُّ لِلْقُدومِ مِنَ اليَمَنِ إِلى عِرَاقِكَ الـْمَفتُونِ بِغَيْرِكَ يَا إِمَامْ ..؟! خُرَاسَانِيُّ الـمَشْرِقْ هَلْ هُمْ الإِيْرَانِيُّونَ الـْمُعَاصِرُونْ ..؟! فَإنْ كَانَ هُمْ فَأَيْنَ السُّفْيَانِيُّ يَا بَقيَّةَ الله ؟؟ وَهَل هَذا الخَوفُ الَّذِيْ تَنَوَّعَتْ أَسْبَابُه .. وَغَلاءُ الأَسْعَارِ .. وَفَسَادُ التِّجَارَاتِ .. وَنَقصُ الأَمْوَالِ .. وَالْمَوتُ الذَرِيعُ بِحَيثُ يَصْعُبُ عَلَى النَّاسِ دَفْنُ مَوتَاهُم فِيْ كُوفَانِ وَغَيْرِهَا هُوَ الأَخِير ؟؟!! عُيُوننَا عَلَى الدَّرْب .. وَالقُلوبُ خَفَّاقَةٌ إِلَيْك .. سَلامٌ عَلَيْك .. سَلامٌ عَلَيْك .. وَشَكْوَانَا إلَيْك .. هَذَا وَاقِعُنَا بَيْنَ يَدَيْك .. المحور 4: جولةٌ في الأحاديثِ المهدويةِ الَّتي ترتبطُ بنحوٍ مباشرٍ وغير مباشر بواقعنا الشيعي الـمُعاصر، على المستوى العقائدي، السياسي، الاجتماعي. ● مُقدِّمةٌ لابُدَّ أن أطرحها قبل أن أَلـج إلى تفاصيلِ الرواياتِ والأحاديث: المقدِّمةُ بشكلٍ مُوجز تتناولُ المنهج أو الأسلوب الَّذي سأتَّبعهُ في عرضِ الأحاديثِ فيما يرتبطُ بأحاديثِ شؤونِ إمامِ زماننا صلواتُ اللهِ عليه، فيما يرتبطُ بزمانِ غيبتهِ وزمانِ ظُهورهِ الشريف بحسبِ ما وصل إلينا من المعطيات. أضعُ تحت عنوان “النبوءة”: ● ما جاء من الدياناتِ القديمة. ● ما جاء من الديانةِ اليهودية. ● ما جاء من الديانةِ النصرانية. ● ما جاء في كُتب المخالفين. ● نبوءاتُ المتنبئين. ● المستخرجاتُ الجفرية. كُتبنا المعروفة: ● (الكافي). ● (غيبةُ النعماني). ● (كاملُ الزيارات). ● (كُتبُ الصدوق). ● وما كان بمستوى هذهِ الكُتب. ● المرادُ من النبوءة: — أولاً: لن أُؤسِّس عليها فكرةً أساسيةً، مضموناً أساسياً في الثقافةِ المهدوية. — ثانياً: أمرها موكولٌ لقادم الأيام، الزمنُ كفيلٌ بأن يحكم بصدقها أو عدمِ صدقها. أمَّا أحاديثنا فأحاديثنا الَّتي وردت في كُتبنا المعروفةِ الأصلية القديمة.. إنَّني أؤسِّسُ على ما جاء من الأحاديثِ في هذهِ الكُتب وبالذَّاتِ الأحاديث الواضحة الَّتي أستطيعُ أن أفهمها بشكلٍ يسيرٍ ومباشرٍ وسريع، الأحاديثُ المبهمة توضعُ جانباً حتَّى يتيسَّرُ لنا أن نفهمها في وقتٍ لاحق. وعندنا أحاديث نُسبت للأئِمَّةِ في كُتبٍ ليست من كُتبنا المعروفةِ القديمة.. لا أؤسِّسُ على أحاديثها، أقبلُ أحاديثها وأضع هذهِ الأحاديث في حدِّ الاحتمال لكنَّني لا أصنِّفها تحت عنوان النبوءة. ما جاء في هذهِ الكُتب من الأحاديث الَّتي تتفقُ مع كُتبنا الأصليةِ القديمة فتلكَ الأحاديثُ هي هي، وما جاء مختلفاً بنحوٍ يصطدمُ مع المضامين الواضحةِ في كُتبنا القديمة تلكَ الأحاديث نضعها جانباً. سأبدأ من الكافي الشريف: نحنُ إذا ما رجعنا إلى رواياتهم الشريفة بشكلٍ عام هناك خُطوطٌ واضحةٌ جِدَّاً في منطقةِ الشرق الأوسط: ● هناك خطٌ يهوديٌّ يتحرَّكُ في المنطقة، وإن لم تُركِّز عليهِ الرواياتُ كثيراً، لكنَّهُ جاء مذكوراً في جانبٍ من الأحاديثِ المهدوية. ● وهناك الخطُ السفياني الخطُ الأموي، الخطُ المرواني، لهُ وجوهٌ، خطٌ مروانيٌّ، خطٌ أمويٌّ، خطٌ سفيانيٌّ، بالنتيجةِ هنالك الخطُ الأموي. ● وهنالك الخطُ العباسي. ● وهنالك الخطُ العلوي وهو على رتبتين: — الخطُ الخراساني. — الخطُ اليماني. خطَّانِ علويان يمانيٌّ وخراساني، واليمانيُّ هو الأقربُ إلى إمامِ زماننا، وخطٌ عباسيٌّ، وخطٌ أمويٌّ، وخطٌ يهودي، تلك هي الخطوط الَّتي تتحرَّكُ في منطقة الشرق الأوسط، في الفترةِ القريبةِ من زمانِ ظهورِ إمامِنا صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه. ● (الكافي الشريف، ج8)، صفحة (57)، وهذهِ خُطبةٌ مهمَّةٌ من خُطبِ أمير المؤمنين صلواتُ اللهِ عليه، هذهِ الخطبةُ بمثابةِ خارطةٍ للأرضيةِ العامة تتشكَّلُ عليها النقاط الدالةُ الَّتي تقودنا لـمعرفةٍ أكثر عن الواقعِ العقائدي السياسي الاجتماعي لمنطقتنا في الشرق الأوسط بشكلٍ عام ولشيعةِ العراقِ بشكلٍ خاص.. سأذهب إلى النقاط الدالة الَّتي ترتبطُ بموضوعي، الحديث (22): إمامنا الصَّادقُ يقول: خَطَبَ أَمِيرُ الـمُؤمِنين بِالـمَديِنة – فهذهِ خطبةٌ في مدينةِ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وآله يعني قبل أن يتوجَّه ويصل إلى العراق- خَطَبَ أَمِيرُ الـمُؤمِنين بِالـمَديِنة فَحَمَد الله وَأثنَى عَلَيه وَصَلَّى عَلى النَّبي وآلِه ثُمَّ قَال: أمَّا بَعد؛ فَإِنَّ الله تَبارَك وتَعَالى لَم يَقصِم جَبَّارِي دَهرٍ إلَّا مِن بَعدِ تَمهِيلٍ وَرَخَاء -هذهِ سُننٌ إلهيَّة- وَلَم يَجبُر كَسرَ عَظمٍ مِن الأُمِم إِلَّا بَعدَ أَزْلٍ وَبَلاء الأَزْل؛ الشِدَّة- أَيُّهَا النَّاس، فِي دُونِ مَا استقبَلتُم مِن عَطب وَاستدبَرتُم مِن خَطب مُعتبَر وَمَا كُلُّ ذِي قَلبٍ بِلَبيب وَلا كُلُّ ذِي سَمعٍ بِسَمِيع وَلَا كُلُّ ذِي نَاظِرِ عَينٍ بِبَصِير، عِبَاد الله، أَحسِنوا فِيمَا يَعنِيكُم النَّظَرَ فِيه ثُمَّ انْظُرُوا إِلى عَرَصَاتِ مَن قَد أَقَادَهُ اللهُ بِعلمِه – أقادهُ يعني قاصَصهُ يعني جازاهُ – عِبَاد الله، أَحسِنوا فِيمَا يَعنِيكُم النَّظَرَ فِيه ثُمَّ انْظُرُوا إِلى عَرَصَاتِ مَن قَد أَقَادَهُ اللهُ بِعلمِه كَانُوا عَلى سُنَّةٍ مِن آلِ فِرعَون أَهلَ جَنَّاتٍ وَعُيونٍ وَزُرُوعٍ وَمقَامٍ كَريم، ثُمَّ انظُروا بِمَا خَتَمَ اللهُ لَهُم بَعدَ النَّظْرةِ وَالسُّرُور وَالأَمرِ والنَّهي وَلـِمن صَبَرَ مِنكُم العَاقِبةُ فِي الجِنان وَاللهِ مُخلَّدون وللهِ عاقبةُ الأُمُور، فَيَا عَجَباً، فَيَا عَجبَاً وَمَا لِي لَا أَعجَب، وَمَا لِي لَا أَعجبُ مِن خَطَأِ هذهِ الفِرَق علَى اِخْتِلافِ حُجَجِهَا فِي دِينِهَا، لَا يَقتَصُّونَ أَثَرَ نَبِي – يقتصّون يتّبعون – لَا يَقتَصُّونَ أَثَرَ نَبِي وَلَا يَقتَدونَ بِعمَلِ وَصِيّ وَلا يُؤمِنُونَ بِغَيب وَلا يَعْفُونَ عَن عَيب، الـمَعرُوفُ فِيهِم مَا عَرَفوا – هم يُحدِّدون المعروف – وَالـمُنكرُ عِندَهُم مَا أَنكَرُوا – هم يُحدِّدون المنكر، موازينُ المعروفِ والمنكر بحسبهم- وَكُلُّ اِمرئٍ مِنهُم إِمَامُ نَفسِه آخِذٌ مِنهَا فِيمَا يَرى -هو هكذا يرى- بِعُرىً وَثِيقَات وَأسبَابٍ مُحْكَمَات – هم هكذا يعتقدون، من الشيعةِ أو من غيرهم – فَلا يَزالَونَ بِجَور وَلَنْ يَزْدَادُوا إِلَّا خَطَأً، لَا يَنَالُون تَقَرُّباً وَلَن يَزدَادُوا إِلَّا بُعْدَاً مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، أُنْسُ بَعضِهِم ببَعض، وَتَصدِيقُ بَعضِهِم لِبَعَض كُلُّ ذَلكَ وَحْشَةً يستوحشون- مِمَّا وَرَّث النَّبيُّ الأُمِّي -إنَّهم ينفرون من حديث مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد ويحاولون أن يجدون أُنساً، أُنساً عقائدياً، أُنساً ثقافياً، أُنساً معرفياً يُنتجونهُ فيما بينهم – كُلُّ ذَلك وَحْشَةً مِمَّا وَرَّث النَّبيُّ الأُمِّي وَنُفُوراً مِمَّا أدَّى إِلَيهم مِن أَخبَارِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأرض أَهلُ حَسَرات وَكُهُوفُ شُبُهات – الشبهات تتجمعُ عندهم، كما يتجمعُ الناسُ، الحيواناتُ في الكهوف – وَكُهُوفُ شُبُهات وَأَهْلُ عَشَوَات -العشواتُ إنَّها الليالي الـمُظلمة- أَهلُ حَسَرات وَكُهُوفُ شُبُهات وَأَهْلُ عَشَوَات وَضَلَالَةٍ وَرِيبَة مَن وَكَلَهُ اللهُ إِلَى نَفسِهِ وَرَأيهِ فَهُو مَأمُونٌ عِنْدَ مَن يَجهَلُهُ – الجُهَّالُ لَا يعلمون أنَّ هؤلاء قد وكلهم الله إلى أنفسهم! فَمَا يُعلِّمون الناس من دينٍ من عندِ أنفسهم من جيب الصفحة – مَن وَكَلَهُ اللهُ إِلَى نَفسِهِ وَرَأيهِ فَهُو مَأمُونٌ عِندَ مَن يَجهَلُهُ غَيرُ الـمُتَّهَمِ عِندَ مَن لَا يَعرِفهُ، فَمَا أَشبَهُ هَؤُلاء بِأَنْعَامٍ قَد غَابَ عَنهَا رُعَاؤُهَا – رُعاؤها هم الرُّعاة، جمعُ راعٍ – وَوَا أَسَفَاً، وَوَا أَسَفَاً مِن فِعلَاتِ شِيعَتِي – إنَّهُ يتحدَّثُ عن شيعتهِ في قادم الأيام – وَوَا أَسَفَاً مِن فِعلَاتِ شِيعَتِي مِن بَعدِ قُربِ مَودَّتِهَا اليَوم كَيفَ يَستَذِلُّ بَعدِي بَعضُهَا بَعضَاً وَكَيفَ يَقتُلُ بَعضُهَا بَعضَاً، الـمُتَشَتِّتَةُ غَدَاً عَن الأَصْل النَّازِلَةُ بِالفَرع الـمُؤَمِّلَةُ الفَتحَ مِن غَيرِ جِهَتِهِ كُلُّ حِزبٍ مِنهُم آخِذٌ مِنهُ بِغُصن أينمَا مَالَ الغُصنُ مَالَ مَعه – شيعةٌ مُتشتتون إنَّهم أحزاب مُتفرِّقون بعيدون عن إمامِ زمانهم، ولكن مع ذلك بحسبِ السُننِ الكونيةِ فإنَّهم سيحلّون محلَّ الأمويين، أين في الشام؟! ليس الكلامُ منطقياً أن نتحدَّث عن الشام إنَّهُ حديثُ العراق – مَعَ أنَّ الله وَلَهُ الحَمْد سَيجمَعُ هَؤُلاء لشرِّ يَومٍ لِبَنِي أُمَيَّة كَمَا يَجمَعُ قَزَعَ الخَرِيف يُؤلِّفُ اللهُ بَينَهُم – بين هذا القزع بين هذهِ الأحزاب – ثُمَّ يَجعَلُهُم رُكَامَاً كَرُكُامِ السَّحَاب – بشكلٍ ليس منتظماً، فليس هناك من انتظامٍ للقلوب ولا حتَّى من انتظامٍ للمشاريعِ والبرامج، إنَّها المصالحُ فقط – ثُمَّ يَجعَلُهُم رُكَامَاً كَرُكُامِ السَّحَاب ثُمَّ يَفتَحُ لَهُم أبوابَاً يَسِيلُونَ مِن مُسْتَثَارِهِم – من الأماكن الَّتي كانوا فيها لقد حَدَث حدثٌ أثارهم فأقبلوا إلى البلاد الَّتي كان فيها الأمويون يحكمون – ثُمَّ يَفتَحُ لَهُم أبوابَاً يَسِيلُونَ مِن مُسْتَثَارِهِم كَسَيلِ الجَنَّتَينِ سَيلَ العَرِم – ما جاء مذكوراً في القُرآنِ من قصةِ قومِ سبأ، إنَّها نقطةٌ دالة شيعةٌ مُتشتتون يحلّون محلَّ أُمويين كانوا يحكمون البلاد، إنَّهم أمويون يحكمون العراق، نظامٌ أمويٌّ في العراق وأحزابٌ شيعيَّةٌ مُتشتتة، تأتي من مُستثارها من حيثُ كانت، ها هم يقتلعون النظام الأموي في العراق، قطعاً بالأسباب الَّتي حصلت، الأمريكيون هم الَّذين قد اقتلعوا ذلك النظام – ثُمَّ يَفتَحُ لَهُم أبوابَاً يَسِيلُونَ مِن مُسْتَثَارِهِم كَسَيلِ الجَنَّتَينِ سَيلَ العَرِم حَيثُ بَعَثَ عَلَيه فَأرةً – على سدِّ مأرب على السَّد اليمني المعروف – حَيثُ بَعَثَ عَلَيه فَأرةً – الفئرانُ والجرذان هي الَّتي قضت على ذلك السَّد – حَيثُ بَعَثَ عَلَيه فَأرةً فَلَم يَثبُت عَلَيهِ أَكْمَة – الأكمةُ؛ المرتفعات التلال – وَلَـم يَرُد – يرد يعني لم يمنع – – وَلَـم يَرُد سَنَنَهُ – جريانهُ – رَدُّ طَوْد يُذَعْذِعُهُم الله فِي بُطُونِ أوديةٍ – يُذَعْذِعُهم يُفرِّقهم – يُذَعْذِعُهُم الله فِي بُطُونِ أوديةٍ ثُمَّ يَسلُكُهُم يَنَابِيعَ فِي الأَرض يَأخُذُ بِهِم مِن قَومٍ حُقُوقَ قَوم وَيُمَكِّنُ بِهِم قَوماً فِي دِيَارِ قَوم تَشْرِيداً لِبَنِي أُميَّة وَلِكيلا يَغتَصِبُوا مَا غَصَبُوا يُضَعْضِعُ اللهُ بِهِم رُكناً، وَيَنْقُضُ بِهِم طَيَّ الجَنَادِلِ مِن إِرَم – وإرم من أسماءِ دمشق – وَيَملأَ مِنهُم بِطنَانَ الزَّيتُون – الزيتونُ هو في بلاد الشام – وَيَملأَ مِنهُم بِطنَانَ الزَّيتُون، فَوَالَّذِي فَلَقَ الحَبَّة وَبَرَأَ النَّسمَة لَيَكُونَنَّ ذَلِك وَكَأَنِّي أَسمَعُ صَهِيلَ خَيلِهِم وَطَمْطَمَة رِجَالِهِم – الطمطمةُ تقالُ لغير العرب حين يتحدَّثون فيما بينهم بلغتهم غير العربية ويُسمعُ الكلامُ عن بُعدٍ يُقال لذلك طمطمة، هذا يعني أنَّ القُوَّاتِ الَّتي ستُطاردُ الأمويين في أرض الشام لرُبَّما الإشارةُ إلى الأحداث الَّتي تلت في العراق إلى داعش- وَكَأَنِّي أَسمَعُ صَهِيل خَيلِهِم وَطَمْطَمَة رِجَالِهِم – إنَّها طمطمةُ الفُرس، طمطمةُ الإيرانيين، ورُبَّما الإشارةُ إلى طمطمةِ آخرين – وَأيمُ الله لَيَذُوبَنَّ مَا فِي أَيدِيهِم بَعد العُلُوِ وَالتَمكِينِ فِي البِلاد كَمَا تَذُوبُ الإِليَةُ عَلَى النَّار – الإليةُ إليةُ الخروف ما يكونُ في محل الَّذيلِ عند الخِرافِ والنعاج، إنَّهُ الشحمُ الخالصُ الناعم – كَمَا تَذُوبُ الإِليَةُ عَلَى النَّار، مَن مَاتَ مِنهُم مَاتَ ضَالَّاً وإِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يُفضِي مِنهُم مَن دَرَج – من دَرَج يعني من عَاد إلى الله وتاب – وَيَتوبُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلى مَن تَاب وَلَعَلَّ الله يجمعُ شِيعَتِي بعدَ التَشتُّتِ لِشَرِّ يَومٍ لِهَؤلاء وَلَيسَ لأَحَدٍ عَلَى اللهِ عَزَّ ذِكرهُ الخِيَرةُ بَل لِلَّهِ الخِيَرَةُ وَالأَمْر جَمِيعَاً، أيُّهَا النَّاس، إِنَّ الـمُنتَحِلَينَ للإِمَامِةِ مِن غَيرِ أَهْلِهَا كَثِير – المنتحلون هنا الَّذين يدعونها زوراً – وَلَو لَـم تَتَخَاذَلُوا عَن مُرِّ الحَق وَلَـم تَهِنُوا عَن تَوهِينِ البَاطِل لَـم يَتَشَجَّع عَلَيكُم مَن لَيسَ مِثلَكُم – أن نَهِن عن توهينِ الباطل، هذا هو الاستخذاءُ العقائدي – وَلـم يَقومنَّ قَويٌّ عَلَيكُم وَعَلَى هَضمِ الطَّاعَةِ وَإِزْوَائِهَا عَن أَهْلِهَا، لَكِن تُهْتُم كَمَا تَاهَت بَنُو إِسْرَائِيل عَلَى عَهدِ مُوسَى بن عِمران وَلَعَمْرِي ليُضَاعَفَنَّ عَلَيكُم التَيه مِن بعدِ أَضعَاف مَا تَاهَت بَنُو إِسْرَائِيل، وَلَعَمْرِي أنْ لَو اِسْتَكْمَلتُم مِن بَعدِي مُدَّة سُلطَانِ بَنِي أُميَّة – الإمامُ يُشيرُ إلى النظام الأموي في زمنٍ مُتأخِّر- وَلَعَمْري أنْ لَو اِسْتَكْمَلتُم مِن بَعدِي مُدَّة سُلطَانِ بَنِي أُميَّة لَقَد اِجْتَمَعتُم عَلى سُلطَانِ الدَّاعِي إِلَى الضَّلَالَة – إنَّهُ يُشيرُ إلى العباسيين – وَأَحْيَيْتُم البَاطِل وَخَلَّفْتُم الحَقَّ وَرَاءَ ظُهُورِكُم وَقَطَعتُم الأَدْنَى مِن أَهْلِ بَدْر – وهو صاحبُ الأمر – وَوَصَلتُم الأَبْعَدَ مِن أَبْنَاءِ الحَربِ لِرَسُولِ الله – إنَّهم العباسيون – وَلَعَمْرِي أَنْ لَو قَد ذَابَ مَا فِي أَيْدِيهِم لَدَنَى التَمْحِيص – إنَّهُ لا يتحدَّثُ عن الدولة العباسية الأولى، لاحظوا ماذا يقول – وَلَعَمْرِي أَنْ لَو قَد ذَابَ مَا فِي أَيْدِيهِم – ما في أيدي العباسيين – لَدَنَى التَمْحِيصُ للجَزاء وَقَرُب الوَعد وَانْقَضَت الـمُدَّة وَبَدا لَكُم النَّجمُ ذُو الذَّنَب – هذهِ العلائمُ القريبةُ من عصر الظهور هو لا يتحدَّثُ عن الدولة العباسية الأولى- وَبَدا لَكُم النَّجم ذُو الذَّنَب مِن قِبَلِ الـمَشْرِق وَلَاحَ لَكُم القَمَرُ الـمُنِير – القمرُ الـمُنير يُشيرُ الأميرُ إلى الحُجَّةِ بن الحسن – وَلَاحَ لَكُم القَمَرُ الـمُنِير فَإِذَا كَانَ ذَلِك فَرَاجِعُوا التَوبَة – لاح لكم لاح من بعيد!! فقد بدت العلائمُ واضحة – فَإِذَا كَانَ ذَلِك فَرَاجِعُوا التَوبَة وَأعْلَمُوا أنَّكُم إنْ اتَّبَعتُم طَالِعَ الـمَشْرِق – طالعُ المشرق هذا تعبيرٌ كنائيٌّ عن الجهةِ الـمُهتدية، طالعُ المشرق هو في الحقيقةِ إمامُ زماننا، وفي العَرضِ قبل ظهورهِ هو اليمانيُّ فقط هو هذا طالعُ المشرق، طالعُ المشرق يعني الشمس الواضحة – وَأعْلَمُوا أنَّكُم إنْ اتَّبَعتُم طَالِعَ الـمَشْرِق سَلَكَ بِكُم مَنَاهِج الرَّسُول فَتَدَاوَيتُم مِنَ العَمَى وَالصَّمَمِ وَالبُكم وَكُفِيتُم مُؤونَة الطَّلب وَالتَعَسُّف وَنَبَذتُم الثِّقلَ الفَادِحَ عَن الأَعْنَاق وَلَا يُبعِدُ الله إِلَّا مَن أبى وَظَلَم واعتَسَف وَأَخَذ مَا لَيسَ لَه وَسَيعلَمُ الَّذِين ظَلَمُوا أيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُون. هناك نقاطٌ دالةٌ ودالةٌ جِدَّاً وهذهِ النقاطُ هي الَّتي نحتاجها: ● النقطةُ الأولى: الشيعةُ أحزاب متفرقة. ● النقطةُ الثانية: بلادُ الشيعةِ حُكَّامها أمويون سيُزاحون ستحلُّ هذهِ الأحزاب محلَّ الأمويين. ● النقطةُ الثالثة: هناك تيهٌ للشيعةِ مضاعفٌ، أضعاف مضاعفة بالقياسِ إلى تيهِ بني إسرائيل إنَّهُ التيهُ العقائدي. ● النقطة الرابعة: من أنَّ النظام العباسي الَّذي سيحكمُ العراق سيضعف في نهايةِ أمرهِ يكونُ ضعيفاً إلى الحد الَّذي يكونُ كالثلجِ الذائب، في البدايةِ يكونُ جامداً ثُمَّ سيتحولُ إلى مُذاب، (وَلَعَمْرِي أَنْ لَو قَد ذَابَ مَا فِي أَيْدِيهِم لَدَنَى التَمْحِيص للجَزاء)، إلى آخرِ ما جاء في كلماتِ سيِّد الأوصياء. ● النقطةُ الخامسة: من أنَّ معالم الهدى ستكونُ واضحة، الَّذي يطلبُ الحق بإمكانهِ أن يصل إلى الحق- وَلَاحَ لَكُم القَمَرُ الـمُنِير فَإِذَا كَانَ ذَلِك فَرَاجِعُوا التَوبَة وَأعْلَمُوا أنَّكُم إنْ اتَّبَعتُم طَالِعَ الـمَشْرِق سَلَكَ بِكُم مَنَاهِج الرَّسُول – طالعُ المشرق الشَّمس، الشَّمس هي الَّتي يُقال لها طالع المشرق، من هو الَّذي يطلعُ من المشرق؟! إنَّها الشَّمس! فطالعُ المشرق عنوانٌ للهداية!! — إذاً هذهِ النقاط الدالَّةُ المهمَّة لابُدَّ أن نعرفها ولابُدَّ أن نحفظها من خِلالِ هذهِ الخارطة، هذهِ خارطةٌ علويةٌ للأرضية العامة الَّتي سيكونُ عليها الواقعُ الشيعي في العراق ..!! ● ( الكافي الشريف،ج1) صفحة ( 377 )، الحديثُ (3): عَن الـمُفضَّل بن عُمر، قَال: سَمِعتُ أبَا عَبْد الله – إنَّهُ إمامنا الصَّادقُ صلواتُ اللهِ عليه، المفضَّل يحكي لنا – قَال: سَمِعتُ أبَا عَبْد الله يَقُول: إِيَّاكُم وَالتَنويه – التنويه؛ الإعلان، لأنَّ الإمام في زمانِ تقيّة- إِيَّاكُم وَالتَنويه، أمَا وَاللهِ لَيَغِيبَنَّ إِمَامُكُم سِنِينَاً مِن دَهْرِكُم – إنَّهُ يتحدَّثُ عن إمامنا الحُجَّة – وَلَتُمَحصُنَّ حَتَّى يُقال مَات قُتِلَ هَلَك بِأيِّ وَادٍ سَلَك – هذهِ أقوال، قالوها في الماضي، ويقولونها الآن، وسيقولونها في الأيام القادمة – وَلَتَدمَعَنَّ عَلَيهِ عُيُونُ الـمُؤْمِنِين وَلَتُكَفَئُنَّ كَمَا تُكَفَّأُ السَّفِينَةُ فِي أَموَاجِ البَحر -تُكفَّأُ السفينةُ تميلُ إلى يمينيها حتَّى تكاد أن تنقلب، ثُمَّ تميلُ إلى يسارها حتَّى تكاد أن تنقلب على وجهها هذا هو التكفؤ- فَلا يَنْجُو إِلَّا مَن أَخَذَ الله مِيثَاقَه – ( لَا جَرمَ أنَّ مَن عَلِم الله مِن قَلبهِ مِن هَؤلاءِ العَوام – وهم قلَّةٌ – لا يُريدُ إلَّا صِيانَة دِينهِ وَتعظِيم وَلِيِّه )، النَّاجون هم هؤلاء – فَلَا يَنْجُو فَلا يَنْجُو إِلَّا مَن أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَه وَكَتَبَ فِي قَلبِهِ الإِيمَان وَأيَّدَهُ بِرُوحٍ مِنه – الَّذي أُريدهُ من الروايةِ هو الآتي : وَلَتُرفَعَنَّ اِثْنَتَا عَشَرَةَ رَايَةً مُشْتَبَهَة – الشُبهة تبدو من جهةٍ شبيهةً بالحق، ومن جهةٍ أخرى شبيهةً بالباطل، لذلك قيل لها شُبهة، لأنَّها تشبه الحق، فكأنَّ الحق يظهرُ على سطحها وفي باطنها الباطل – وَلَتُرفَعَنَّ اِثْنَتَا عَشَرَة رَايَةً مُشْتَبَهَة لَا يُدْرَى أيٌّ مِن أَي – كُلُّ هذهِ الرايات مُشتبهة، في أيِّ مكان؟ كان المفضَّلُ هو راويةُ حديث الأئِمَّةِ في الكوفة، وكانت الشيعةُ تقصدهُ من عوامِّ الشيعةِ وخواصها، والخطابُ للمُفضَّلِ ولـمن يصلُ إليهِ هذا الخطاب ( إِيَّاكُم وَالتَنويه !!! )، هذا الخطابُ للمُفضَّلِ ولي ولكم. إلى أن يقول الصَّادقُ صلواتُ اللهِ عليه: وَلَتُرفَعَنَّ اِثْنَتَا عَشَرَةَ رَايَةً مُشْتَبَهَة لَا يُدرَى أيٌّ مِن أي، قَالَ: فَبَكَيتُ – المفضَّل بكى – ثُمَّ قُلتُ: فَكَيفَ نَصْنَع؟ – الإمامُ غائب! وسُفننا تتكفَّأُ في البحرِ تكفئاً! إلى أين إلى أين يا أيُّها الدليل إلى أين؟! يا جعفر الهدايةِ والنور إلى أين ..؟! – قَالَ: فَبَكَيتُ، ثُمَّ قُلتُ: فَكَيْفَ نَصْنَع؟! – يا بن رسول الله! اثنتا عشرة راية مُشتبهة كُلُّ واحدةٍ تدَّعي الحق، وترفعُ شعاراتٍ برَّاقة لـمَّاعة لا حقيقة لها، راياتٌ مُشتبهة إنَّها الأحزابُ الَّتي تحدَّثت عنها خطبةُ الأمير- فَبَكَيتُ، ثُمَّ قُلتُ: فَكَيفَ نَصْنَع؟ قَالَ: فَنَظَرَ إلى شَمسٍ دَاخِلَة فِي الصُفَّة – الصُفَّة المكان الَّذي كانَ جالساً فيه الإمام، قد يُطلق على الشُرفة، قد يُطلق على جهةٍ من الدار تكونُ مجلساً مفتوحاً من جهةٍ من جهاتهِ- فَنَظَر إلى شَمسٍ دَاخِلَةٍ فِي الصُفَّة – هناك نافذة تدخلُ منها أشعةُ الشَّمس إلى المكان الَّذي كانوا يجلسون فيه، قال – فَنَظَر إلى شَمسٍ دَاخِلَة فِي الصُفَّة فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْد الله تَرى هَذِه الشَّمس – من خِلال النافذة – قُلتُ: نَعَم، فَقَالَ: وَاللهِ لأَمرُنا أَبْيَنُ مِن هَذِهِ الشَّمس – هذا هو طالعُ المشرق الَّذي أشار إليهِ سَيِّدُ الأوصياء!! ● (الكافي) صفحة (217)، باب (أنَّ الأئِمَّة نُور الله عزَّ وجلَّ)، الحديثُ (1)، أذهبُ إلى موطن الحاجةِ، أبو خالدٍ الكابلي يُحدِّثنا عن أبي جعفر إنَّهُ باقر العلوم: قَالَ: سَألتُ أبَا جَعفَرٍ عَن قَولِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: “فَآمِنُوا باللَّهِ وَرَسُوْلِهِ وَالْنُّوْرِ الَّذِي أَنْزَلْنَا” – فماذا قال الباقرُ؟ – فَقَالَ: يَا أَبَا خَالِدٍ النُّورُ واللهِ الأَئِمَّةُ مِن آلِ مُحَمَّدٍ إلى يَومِ القِيامَة، وَهُم وَاللهِ نُورُ الله الَّذي أَنْزَل، وَهُم وَاللهِ نُورُ الله فِي السَّمَاوَاتِ وَفي الأرض، وَاللهِ يَا أبَا خَالِد – الباقرُ يُقسِم – وَاللهِ يَا أبَا خَالِد لَنُورُ الإِمَام فِي قُلُوبِ الـمُؤْمِنِين أَنْوَرُ مِن الشَّمْسِ الـمُضِيئَةِ بِالنَّهَار، وَهُم وَاللهِ يُنُوِّرُونَ قُلُوب الـمُؤْمِنِين – هذا إذا ارتبطنا بهم بشكلٍ صحيح، كيف نرتبطُ بهم بشكلٍ صحيح؟! حينما نعودُ إلى ثقافتهم الحقيقية إلى عقيدتهم الحقيقية الَّتي نستلّها من قرآنهم المفسَّر بتفسيرهم، ومن حديثهم المفسَّرِ بحديثهم أيضاً.. ● كتاب (بيانُ الأئِمَّة، ج2) للشيخ محمَّد مهدي زين العابدين النَّجفي، صفحة (249)، الروايةُ منسوبةٌ إلى أمير المؤمنين: قال الإمامُ عليٌّ صلواتُ اللهِ عليه: إذا تتابَعت العُيونُ الأربعة في العراق فتوقَّعوا ظُهور القائمِ من آلِ مُحَمَّد، ويحسُن حال العلماء في العين الثالثة وما بعد العين الرابعة يفرُّ الـمَلكُ من أرضِ الجبل ثُمَّ يهلُك غمَّاً وبعد العين الرابعة يسوءُ حالُ أهلُ العلمِ والعُلماء فإذا انقضت العينُ الرابعة فانتظروا العين الخامسة وهو عثمان بن عنبسة. إذا ما سألتموني هل هذا لحنُ عليٍّ في الكلام؟ أقول: قطعاً لا، هذا ما هو بلحنِ الأمير في الكلام، فلربَّما الراوي نقل الكلام بالمعنى، الَّذي يغلبُ على ظني هذهِ مُستخرجاتٌ جفرية هذا الَّذي يغلبُ على ظني، أو أنَّ نصاً ورد بهذا المضمون لكنَّ الرواة النُسَّاخ غيَّروا فيه وجاءوا بهذهِ الصياغة، ليس مُهمَّاً فإنَّني لا أُريدُ أن أؤسِّس على هذا النص، لكنَّ النص يتحدَّثُ عن واقعٍ. — لاحظوا هناك شيءٌ غريب في حُكَّام العراق يكثر في أسماءهم وفي ألقابهم حرفُ (العين): بعد مقتلِ الـمَلك غازي كان ولدهُ فيصل الَّذي سيكونُ ملكاً كانَ صغير السن، خالهُ عبد الإله صارَ وصيَّاً على العرش حتَّى يصل فيصل بن غازي إلى السن الرسمي للتتويج، فصارَ عبد الإله فعلاً هو الحاكم، فهذا حاكمٌ حكم العراق بعنوان الوصاية كان وصيَّاً على العرش (عبدُ الإله)، بعد ذلك صار فيصل ملكاً حين بلغ إلى سن التتويج وتُوِّج ملكاً على العراق. بدأ النظام الجمهوري في العراق بدأ بشخصٍ أيضاً يبدأ بحرف العين (عبد الكريم قاسم)، وبعدهُ جاء (عبد السلام عارف)، وبعدهُ جاء (عبد الرَّحمن عارف). ثُمَّ جاء النظامُ البعثي والنظامُ البعثي رمزهُ الأول (ميشيل عفلق)، عفلق أيضاً بحرف العين، وحتَّى في زمنِ ما بعد (2003)، (إياد علاوي) أيضاً بحرف العين (علاوي)، وجاءنا (حيدر العبادي)، أيضاً بحرف العين (عبادي) وجاءنا (عادل عبد المهدي)، عينٌ في اسمهِ وعينٌ في اسم أبيه. ألا تُلاحظون أنَّ أمراً غريباً هنا ..؟! أم أنَّها الاتفاقات، على أيِّ حالٍ، لا شأن لي بحرف العين هذا أمرٌ قد يحدثُ اتّفاقاً ولكن أن تتابع العيون!! ماذا جاء في النص؟ (إذا تتابعت)، فإذا قُلنا تتابعت فإنَّ عبد الإله لا يُحسب باعتبار أنَّ فيصل صار ملكاً، عبد الإله كان وصياً ثُمَّ صار فيصل الثاني ملكاً فحينئذٍ لا نحسبُ عبد الإله لأنَّ النص هكذا يقول: (إذا تتابعت العيون الأربعة)، يعني واحداً بعد الآخر (عبد الكريم / بعدهُ عبد السلام / بعدهُ عبد الرَّحمن / ثُمَّ جاءت عينُ عفلق).. البكر وصدام من دونِ عفلق لا وجود لهما، إنَّهما حكما العراق باسم عفلق.. إذا تتابعت العيونُ الأربعة في العراق فتوقَّعوا ظهور القائمِ من آلِ مُحَمَّد، ويَحسُن حالُ العُلماءِ في العينِ الثالثة، وما بعد العين الرابعة يفرُّ الـمَلكُ من أرض الجبلِ ثُمَّ يهلكُ غمَّاً، وبعد العين الرابعة – وهي عينُ عفلق – يسُوء حالُ أهل العلم والعلماء فإذا انقضت العينُ الرابعة – انطوى الحكم العفلقي – فانتظروا العين الخامسة وهو عثمان بن عنبسة – إنَّهُ السفياني بصريح الروايات، إنَّنا ننتظرُ السفياني، لابُدَّ أن يكون في العراق حكمٌ عباسي..