مجزرةُ سبايكر – الحلقة ٤٤ – المحور الرابع – جولة في الأحاديث المهدويّة ق٣ Show Press Release (14 More Words) مجزرةُ سبايكر – الحلقة 44 – المحور الرابع – جولة في الأحاديث المهدويّة ق3 صور OverlaysPreviousNext فيديو يوتيوب اوديو مطبوع Show Press Release (1 More Words) يازهراء ملخـّص الحلقة تاريخ البث : يوم الأحد 25 شعبان 1441هـ الموافق 19 / 4 / 2020م يَا قَائِمَ آلِ مُحَمَّد هَل دَقَّت النَّواقِيْسُ مُؤْذِنَةً بِاقْتِرَابِ سَاعَةِ الصِفْر ..؟! أَمْ أَنَّها لا زَالَت حَبِيْسَةً فِيْ أَعْمَاقِ الزَّمَنِ القَادِمْ ..؟! فِيْ عِرَاقِكَ كَمَا حَدَّثتنَا أَحَادِيثِكُم خَفَقَتْ الأَعْلام ..!! وَشِيْعَتَكُم مِثْلَمَا أَخْبَرْتُمُونَا: قَتَلَ بَعْضُهُم بَعْضَاً !! وَلعَنَ بَعْضُهُم بَعْضَاً يَا إِمَام !! هَل بَنُوْ العَبَّاسِ هُمْ حُكَّامُ النَّجَفِ وَبَغْدَادَ فِيْ يَومِنَا هَذَا أَمْ هُمْ قَومٌ آخَرُونْ ..؟! وَهَل اليَمَانِيُّ يَسْتَعِدُّ لِلْقُدومِ مِنَ اليَمَنِ إِلى عِرَاقِكَ الـْمَفتُونِ بِغَيْرِكَ يَا إِمَامْ ..؟! خُرَاسَانِيُّ الـمَشْرِقْ هَلْ هُمْ الإِيْرَانِيُّونَ الـْمُعَاصِرُونْ ..؟! فَإنْ كَانَ هُمْ فَأَيْنَ السُّفْيَانِيُّ يَا بَقيَّةَ الله ؟؟ وَهَل هَذا الخَوفُ الَّذِيْ تَنَوَّعَتْ أَسْبَابُه .. وَغَلاءُ الأَسْعَارِ .. وَفَسَادُ التِّجَارَاتِ .. وَنَقصُ الأَمْوَالِ .. وَالْمَوتُ الذَرِيعُ بِحَيثُ يَصْعُبُ عَلَى النَّاسِ دَفْنُ مَوتَاهُم فِيْ كُوفَانِ وَغَيْرِهَا هُوَ الأَخِير ؟؟!! عُيُوننَا عَلَى الدَّرْب .. وَالقُلوبُ خَفَّاقَةٌ إِلَيْك .. سَلامٌ عَلَيْك .. سَلامٌ عَلَيْك .. وَشَكْوَانَا إلَيْك .. هَذَا وَاقِعُنَا بَيْنَ يَدَيْك .. المحور 4: جولةٌ في الأحاديثِ المهدويةِ الَّتي ترتبطُ بنحوٍ مباشرٍ وغير مباشر بواقعنا الشيعي الـمُعاصر، على المستوى العقائدي، السياسي، الاجتماعي. ● كتاب (الغيبة) للشّيخ الطوسي، صفحة (277): بسنده عَن جَابرٍ الجُعفِي، قَالَ: قُلتَ لأبِي جَعفَر – جابر بنُ يزيد الجعفي يقولُ لإمامنا الباقر صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه – مَتَى يَكُونُ هَذا الأَمْر؟ -إنَّهُ أمرُ إمامِ زماننا الحُجَّةِ بن الحسن- فَقَالَ البَاقِرُ صَلواتُ اللهِ عَلَيه: أَنَّى يَكُونُ ذَلِكَ يَا جَابِر وَلَمَّا تَكثُر القَتْلَى بَيْنَ الحِيرَةِ وَالكُوفَة -هناك علامةٌ من العلاماتِ الَّتي تقعُ على أرض العراق في زمنٍ قريبٍ من ظُهورِ الحُجَّةِ بنِ الحسن- أَنَّى يَكُونُ ذَلِكَ يَا جَابِر وَلَمَّا – لَمَّا بمعنى لم – وَلـم تَكثُر القَتْلَى بَيْنَ الحِيرَةِ وَالكُوفَة -الحيرةُ قديماً هي عاصمةُ المناذرة، إنَّها إمارةُ المناذرة، دولةُ المناذرة الَّتي كانت تابعةً لدولةِ الأكاسرة لدولةِ الفُرس، وأمَّا في زماننا فإنَّ الحِيرة ناحيةٌ مدينةٌ صغيرة قريبةٌ من النَّجفِ ومن الكوفة- أَنَّى يَكُونُ ذَلِكَ يَا جَابِر وَلَمَّا – ولَـم – تَكثُر القَتْلَى بَينَ الحِيرَةِ وَالكُوفَة -هؤلاء القتلى هل هم بسببِ السفياني والخُراساني من صراعٍ فيما بينهما؟! هل هؤلاء القتلى بسببِ اصطدامِ الخُراساني بمجموعاتٍ مُعيَّنة؟ بسببِ اصطدام السفياني بمجموعاتٍ من الشيعة؟ هناك كثرةٌ في القتلى ما بين الحيرةِ والكُوفة. ● في الروايةِ الَّتي جاءت في (غيبة النعماني) نجدُ توضيحاً مناسباً، في صفحة (288)، الحديث (65): بسندهِ عَن جَابِرٍ -عن جابرٍ الجعفي- عن أَبِي جعفرٍ -عن إمامنا الباقر- أنَّهُ قَال: يَا جَابِرُ لَا يَظهَرُ القَائِمُ حتَّى يَشمُل النَّاس بِالشَّامِ فِتنَةٌ يَطلُبُون الـمَخْرج مِنهَا فَلا يَجدُونَهُ -هذا الوصفُ ينطبقُ انطباقاً كاملاً على فتنةِ الشامِ في وقتنا هذا، هناك الشامُ الكبير، الشامُ الكبير يُطلقُ على (سوريا ولبنان وفلسطين والأردن)، وفي بعض الأحيان يُطلقُ على سوريا فقط، لـماذا؟ لأنَّ السوريين يُطلقون هذهِ اللفظة (الشام) على مدينةِ دمشق، مشكلةُ المشاكلِ هي في سوريا، خُصوصاً في الفتنةِ الأخيرة.. الفتنة الَّتي تَحدُث الآن في سوريا ما حَدَثت في تاريخها.. يَا جَابِر، لَا يَظهَرُ القَائِمُ حتَّى يَشمُل النَّاس بِالشَّامِ فِتنَةٌ يَطلُبُونَ الـمَخْرجَ مِنهَا فَلا يَجدُونَه – كُلَّما تصوَّروا حلَّاً ظهرت مشكلةٌ جديدة، وكلَّما حاولوا أن يسدُّوا باباً فُتحت أبواب، وكُلَّما هدأ صوتٌ ارتفع الصُّراخُ في ناحيةٍ أخرى، ضجيجٌ وعجيج، وهرجٌ ومرج، إنَّها سوريا في أيامنا هذهِ، الفتنةُ الشاميةُ الأخيرة إذا كانت هي هذهِ، أنا لا أقطعُ أنَّ الفتنة الشامية الأخيرة هي هذهِ، لكنَّ معالم الفتنةِ الشاميةِ الأخيرة الَّتي حدَّثتنا عنها الروايات والأخبار تبدو واضحةً فيها، فرُبَّما ورُبَّما، إذا كانت هذهِ الفتنةُ الشاميةُ هي الأخيرة فإنَّ السفياني قطعاً سيُولدُ من رَحِمها لكن متى؟ هذا علمهُ عند صاحبِ الأمر.. يَا جَابِر، لَا يَظهَرُ القَائِمُ حتَّى يَشمُل النَّاس بِالشَّامِ فِتنَةٌ يَطلُبُون الـمَخْرجَ مِنهَا فَلا يَجدُونَه – وماذا يكون؟ – وَيَكُونُ قَتلٌ بَينَ الكُوفَةِ وَالحِيرَة قَتْلَاهُم على سَواء – إذاً هذا القتل لا علاقة لهُ لا بالخراساني ولا بالسفياني، هذهِ مجموعاتٌ وأحزابٌ وفِرقٌ وناسٌ يتقاتلون فيما بينهم، لا هؤلاءِ على حق، ولا هؤلاءِ على حق، إنَّها الراياتُ الـمُشتبهة لا يُدرى أيٌّ من أي.. إذاً الروايةُ الَّتي قرأتها عليكم من (غيبة الطوسي) شرحها هُنا كما يبدو!! ● كتاب (الغيبة) لشيخنا النعماني رضوان الله تعالى عليه، صفحة (258)، إنَّهُ الحديثُ (5)، حديثٌ مُهمٌ جِدَّاً، كُلُّ الأحاديثِ الَّتي مرَّت يجبُ على المنتظرين أن يتفقَّهوا فيها: بسندهِ، عن مُحمَّد بن مُسلم عَن أَبِي عَبدِ الله – عن إمامنا الصَّادقِ الـمُصدَّق- قَال: إِنَّ قُدَّام قِيَام القَائِمِ عَلَامات -علامات، لكنَّها تأتي دُفعةً واحدة لذلك الإمام ماذا قال؟- إِنَّ قُدَّام قِيَام القَائِمِ عَلَاماتٍ بَلوَىً مِن اللهِ تَعَالى لِعِبَادِهِ الـمُؤْمِنِين – وحتَّى لغير المؤمنين- قُلتُ: وَمَا هِي؟ قَالَ: ذَلِك قَولُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ” -هذهِ البلوى بلوى عامة، العلاجُ أين؟ ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾، هذا يعني أنَّ البلوى ستطول، لذلك فإنَّ الحلَّ بالصبر- قَالَ: “لَنَبْلُوَنَّكُمْ” يَعنِي الـمُؤْمِنِين، “بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ” مُلْكِ بَنِي فُلان فِي آخِرِ سُلْطَانِهِم -هذا الخوف بسببِ ماذا؟ بسببِ ما يجري في آخرِ سلطان بني فلان (العباسيين)- إِنَّ قُدَّام قِيام القَائِم عَلامَات -هذا يعني أنَّ هذهِ العلامات بمثابةِ مُقدِّمةٍ لقيامهِ، الـمُقدِّمةُ تكونُ قريبةً وقريبةً جِدَّاً. إِنَّ قُدَّام قِيام القَائِمِ عَلامَاتٍ بَلوَىً مِن اللهِ تَعَالى لِعِبَادِهِ الـمُؤْمِنِين، قُلتُ: وَمَا هِي؟ قَالَ: ذَلِك قَولُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ” قَالَ: “لَنَبْلُوَنَّكُمْ” يَعنِي الـمُؤْمِنِين، “بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ” – متى؟- مُلْكِ بَنِي فُلان فِي آخِرِ سُلْطَانِهِم -فتنٌ مُترابطة- ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ ﴾، المراد من الخوف ما يجري من الفِتنِ ومن القتلِ ومن المشاكل والاضطرابات في آخرِ أيامِ الحكم العباسي الثاني في العراق، والجوع فإنَّ الأسعار سترتفع، وليس الجوع هنا المراد منه أن يجوع الإنسان في معدته – “وَالْجُوعِ” بِغَلَاء أَسْعَارِهِم، “وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ” فَسَاد التِّجَارَات وَقِلَّة الفَضلِ فِيهَا. قَالَ: “لَنَبْلُوَنَّكُمْ” يَعنِي الـمُؤْمِنِين، “بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ” مُلْكِ بَنِي فُلان فِي آخِرِ سُلْطَانِهِم، “وَالْجُوعِ” بِغَلَاء أَسْعَارِهِم، “وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ” فَسَاد التِّجَارَات وَقِلَّة الفَضلِ فِيهَا، “وَالأنفُسِ”- الآية ماذا قالت؟ ﴿وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ﴾ – “وَالأنفُسِ” -ماذا قال الإمام؟ – قَالَ: مَوتٌ ذَرِيع -ما قال قتل، موت- قَالَ: مَوتٌ ذَرِيع – القتل أشار إليهِ حين قال: ﴿بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ﴾، فهذا الخوفُ من القتلِ في آخرِ سلطانِ النظام العباسي الثاني، هنا يكون الحديث عن القتل، أمَّا هنا ما أشارت إليهِ الآية: ﴿وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ﴾- قَالَ: “وَالأنفُسِ” – الإمام قال – مَوتٌ ذَرِيع -ذريع سريع، لكن إذا رجعتم إلى كُتب اللغة (الموتُ الذريع هو الموتُ السريعُ المتفشّي بحيثُ أنَّ الناس لا يتدافنون، يصعُب عليهم أن يدفن بعضهم بعضاً، إمَّا لكثرة الموتى وإمَّا للخوفِ من أجساد الموتى)، ألا تجدون هذا قريباً مِمَّا يجري الآن؟! رُبَّما يتضخَّمُ الأمر لا أدري إنَّها احتمالات- قَالَ: مَوتٌ ذَرِيع، “وَالثَّمَرَاتِ”- ﴿وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ﴾ نقصُ الأموال فسادُ التجارات وقِلَّة الفضل فيها، ونقصُ الأنفس موتٌ ذريع ونقصُ الثمرات – قِلَّةُ رَيعِ مَا يُزرَع -يعني أنَّ المنتوج الزراعي يكونُ قليلاً لا يكونُ وفيراً – “وَالثَّمَرَاتِ” قِلَّةِ رَيع مَا يُزرَع وَقِلَّةِ بَرَكَة الثِّمَار -الثمار أيضاً قليلة، ثمارُ الأشجار- “وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ” -بشِّر الصابرين بأيِّ شيءٍ؟ – “وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ” عِندَ ذَلِك بِخُرُوجِ القَائِم -إذا كانت هذهِ الأوصافُ تنطبقُ على أيامنا هذهِ فهذهِ بشرى بخروج القائم!!- “وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ” عِندَ ذَلِك بِخُرُوجِ القَائِم، ثُمَّ قَالَ عَلَيهِ السَّلام -الإمامُ الصَّادقُ يقول لمحمَّد بن مسلم- ثُمَّ قَالَ لِي: يَا مُحمَّد، هَذا تَأوِيلُهُ إنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ يَقُول: “وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ” -تأويلهُ يعني معناه الحقيقي، والرَّاسخون في العلم هم مُحَمَّدٌ وآلُ مُحَمَّد صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين. ● كتاب (غيبةِ النعماني)، صفحة (259)، الحديث (6): عَن أَبِي بَصيرٍ قَالَ، قَالَ أَبُو عَبد الله -إمامنا الصَّادقُ صلواتُ اللهِ عليه- لابُدَّ أن يكون قُدَّام القَائِمِ سَنَةٌ يَجُوعُ فِيهَا النَّاس وَيُصِيبُهُم خَوفٌ شَدِيدٌ مِن القَتل وَنَقصٌ مِن الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَات -الروايةُ السابقة شرحت هذا المعنى – فإنَّ ذَلِك فِي كِتَابِ اللهِ لَبَيِّن، ثُمَّ تَلا هَذِهِ الآيَة: “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوع وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ” – بَشِّرهم بخروج القائمِ صلواتُ اللهِ وسلامهِ عليه، قرأتُ هذهِ الرواية هي مُجملةٌ لكنَّ ذكر (السنةِ) هو الَّذي دفعني أن أقرأها، لأنَّ الرواية تتحدَّثُ عن مُدَّةِ شدَّةِ هذهِ البلوى، فإنَّ مُدَّة شدَّة هذهِ البلوى ستستمر إلى سنة، إذا كانت هذهِ المضامين تنطبقُ على أيامنا بهذا الشرط، أنا لا أملكُ علماً من أنَّ هذهِ المضامين تنطبقُ على أيامنا هذهِ، الكلامُ كُلّهُ بحدود الاحتمال، مثلما قال أئِمَّتنا: ( فإنَّ الشيعة تُربَّى بالأمَانِي)، نحنُ نتمنَّى، علاقتنا معَ إمامِ زماننا تبتني على الأمنيات وعلى الأمل، هو أملنا وهو أمنيةُ أمنياتنا!! والأئِمَّةُ ربّونا هكذا ونسجوا الأحاديث وِفقاً لهذا الأسلوب، وظيفتُنا تقتضي أن نتوقَّع الفرج صباحاً ومساء، أن نتوقَّع الفرج في كُلِّ لحظة، ( أَفضَلُ العِبَادةِ بَعْدَ الـمَعْرِفَةِ اِنْتِظَارُ الفَرَج)، (كما يقول سيِّدُ الأنبياء مُحَمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وآله: أَفْضَلُ عِبَادَةِ أُمَّتِي اِنْتِظَارُ الفَرَج )، إذا كانت هذهِ المضامينُ تنطبقُ على أيامنا هذهِ ويا ليتها كذلك فإنَّ الإمام على الأبواب، ما أنا الَّذي أقول إمامكم الصَّادق هو الَّذي يقول، إذا ما جرت هذهِ المجريات قال: “وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ” – بأيِّ شيءٍ؟ – “وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ” عِندَ ذَلِك بِخُرُوجِ القَائِم صَلَواتُ اللهِ وسَلامُهُ عَلى الصَّادِقِ وَعَلَى القَائِم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركاته. روايةٌ من كُتب المخالفين: ● كتاب (كنزُ العمال في سنن الأقوالِ والأفعال، ج11)، للمتقي الهندي، المجلَّد الَّذي يحتوي على الجزأين الحادي عشر والثاني عشر، صفحة (324)، رقم الحديث (33438)، الروايةُ عن رسول الله صلَّى اللهُ عليه وآله: لا يَذهبُ وُلْدُ العبَّاس حتَّى تغلُظ عَليهم أحياءُ العَرب، فَيكون كَأشدِّ ما يَكُون ليسَ لهم في السَّماءِ نَاصر ولا في الأرضِ عَاذِر، كأنِّي بهم على بَغلاتِهم بين ظهرَاني الكُوفة – إنَّها نفسُ المنطقةِ الَّتي مرَّ الحديثُ عنها (ما بين الحِيرةِ والكوفة)- كأنَّي بهم على بغلاتهم بينَ ظَهراني الكُوفة – لـماذا على بغلاتهم؟ يبدو أنَّهم يُريدون الفرار! لا يذهبُ وُلدُ العباس – يعني قبل أن يسقط نظامهم – حتَّى تغلُظ عليهم أحياءُ العرب -قبائلُ العرب عشائرُ العرب، العربُ في العراق- فيكون كأشدِّ ما يكون ليسَ لهم في السماءِ ناصر ولا في الأرضِ عاذر، كأنَّي بهم على بغلاتهم بينَ ظهراني الكُوفة فتقولُ العَاتقُ في خدرها -من هي العاتق؟ شابةٌ حسناء جميلةٌ في سنِّ الزواج ولم تتزوج، لرُبَّما ينطبقُ هذا في أيامنا على الطالباتِ في الجامعات، شاباتٌ جميلاتٌ في سن الزواج ولم يتزوجن لأنَّهن مشغولاتٌ بالدراسةِ والدرس، أو الخريجات، أقولُ في زماننا هذا إذا انطبقت الروايةُ في زماننا هذا- فتقولُ العاتقُ في خدرها: اقتلوهم قتلهم الله، لا ترحموهم لا رحمهم الله، فطالـما لم يرحمونا -هذا المعنى بحسبِ علمي لم يجري على العباسيين في الدولةِ العباسيةِ الأولى، ما حدَّثتنا كتُب التاريخ بذلك، رُبَّما قد وقع ولم يكتبهُ المؤرِّخون.. العلمُ عند صاحبِ الأمر صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، لكن بما أنَّنا لا نملكُ معلومات فإنَّنا نتوقَّعُ أنَّ هذا سيكون في العصر العباسي الثاني، إنَّها احتمالات! لا يذهبُ وُلدُ العبَّاس حتَّى تَغلُظ عَلَيهم أَحياءُ العَرب فَيكُون كَأشدِّ مَا يَكُون لَيس لَهم في السَّماءِ نَاصِر وَلا في الأرضِ عَاذِر كأنَّي بهم عَلى بغلاتِهم بين ظَهراني الكُوفة فتقولُ العَاتقُ في خِدرِها: اقتُلُوهم قَتَلَهم الله، لا تَرحَمُوهم -تُخاطبُ الرجال الثائرين-لا تَرحَمُوهم لَا رَحِمَهم الله، فَطَالَما لَم يَرحَمُونا -هذا يعني أنَّ انقضاضاً من الرجالِ ومن النساء، وهذا يعني أنَّ القوم في حالةِ فرارٍ وهؤلاءِ الثائرون قد حاصروهم، ولذا فإنَّ النساء تُطالِبُ رجالها أن – اقتُلوهم قَتَلهُم الله، لا ترحموهم لا رحمهم الله، فطالَما لم يرحمونا- حذاري يا حُكَّام العراق حذاري، ما أنتم يا أيُّها السياسيون كما يصلُ إلى مسامعنا تلتقون بالفوّالين والفوّالات وتستمعون إلى أحاديثهم، استمعوا إلى هذهِ الأحاديث، خذوها بنظر الاعتبار وأصلحوا، أصلحوا، كفى فساداً، أصلحوا!! لـماذا تقودون أنفسكم إلى الهاوية، وتقودون كثيرين معكم إلى الهاوية؟! هناك خطوطٌ رئيسةٌ تتحرَّك في هذهِ المنطقة: ● هناك الخطُ اليهودي. ● هناك الخطُ العباسي. ● هناك الخطُ السفياني الأموي. ● هناك الخطُ الخراساني. ● هناك الخطُ اليماني. الخط اليهودي: ● سورة الإسراء، الآية (4/5/6/7/8) بعد البسملة: ﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً ۞ فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيد فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ -جاسوا؛ تحرَّكوا في كُلِّ الاتِّجاهات يميناً شمالاً ما تركوا مكاناً إلَّا وتردَّدوا فيه- فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيد فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً ۞ ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً -أكثر عدداً، أكثر قُوَّةً عسكريةً، حينما يُنادى للنَّفير فإنَّ اليهود في إسرائيل رجالاً ونساءً قد عُسكروا، هناك الجيش الإسرائيلي الرسمي وهناك القُوَّاتُ الاحتياطية وعددها كبيرٌ جِدَّاً، وهذا معروفٌ عن إسرائيل- إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ – مرَّتان ﴿ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ ﴾ ، ﴿ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ -يعني المرَّة الثانية – فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً﴾. ● منطقةُ الظهور: العراق، إيران، تركيا، سوريا، لبنان، فلسطين، الأردن، مصر، السعودية، اليمن، بيَمَنهِ الشِمالي والجنوبي، عُمان، الكويت، دولُ الخليج العربي)، إنَّني أذكرُ أسماء الدول الَّتي تُشكِّلُ خارطة منطقة الظهور، ومُرادي من منطقة الظهور هي البقعةُ الَّتي ستتحقَّق فيها أهمُّ علائم الظهور وسيتمُّ ظهورُ الإمامِ فيها وتنشأ فيها النواةُ الأولى للدولةِ المهدويَّةِ العالمية.. ● من جُملةِ العلائمِ القويةِ والقويةِ جِدَّاً والَّتي ترتبطُ بظهورِ إمامِ زماننا: الدولةُ اليهوديةُ القوية. وقد نشأت هذهِ الدولةُ اليهوديةُ القوية نشأت على حينِ غفلة، الَّذي ينظرُ إلى التاريخ شيءٌ عجيبٌ حَدثَ في المنطقة، اليهود خرجوا من فلسطين مُنذُ قُرون وقرون، لقد خرجوا من فلسطين رُبَّما مُنذُ ألفي سنة، ولم يبقى منهم إلَّا النزرُ اليسير من اليهودِ في أرضِ فلسطين، انتشروا في الأرض وذاقوا الأمَرَّين في كُلّ البلاد.. إنَّهم مساكينُ الأرض طُردوا هُجِّروا أُحرِقوا، يبحثون عن ملاذٍ فجاءوا إلى أرضِ فلسطين، ما هي إلَّا فترة وجيزة وإذا بهم يُسيطرون على أكثر الأرض ليس بالسلاح، بالمال! وبعد ذلك دخل السلاح، وتأسَّست مجموعاتُ الهاغانا.. ها هي بيننا دولةُ إسرائيل، دولةٌ هي أقوى دول المنطقة على جميع المستويات.. على حينِ غرَّة وعلى حينِ غفلة نشأت دولةٌ قويةٌ ضاربةُ الأطناب في هذهِ المنطقة، وصارت مُدلَّلة العالم. ● كيف نشأت؟! أمرٌ غريبٌ في غاية الغرابة، كأنَّنا نمنا واستيقظنا فرأينا في الأحلامِ شيئاً فوجدنا الأحلام تتحقَّقُ على أرض الواقع، من فراغٍ، مساكينُ الأرضِ يتجمَّعون في بلدٍ مُتخلِّف إنَّهُ فلسطين، وفجأةٌ وإذا بدولةٍ قويةٍ تنشأ بيننا! الآياتُ تُخبرُ عن هذا. الدولةُ اليهوديةُ القوية ما علاقتها بالمشروع المهدوي؟ إمامُ زماننا صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه سيتحرَّكُ باتِّجاه فلسطين، لـماذا؟ لأنَّ الموعد في فلسطين أن يُقيم الحُجَّة على كُل الأديان. ● الأديانُ الَّتي تحكمُ العالم: — الأديانُ الَّتي تحكمُ العالم بالمالِ والإعلامِ والسينما إنَّهم اليهود، الديانةُ اليهودية هي الَّتي تملكُ أكبر امبراطوريات الإعلامِ في العالم، حين أقول الديانةُ اليهودية يعني اليهود، اليهود هم الَّذي يتحكَّمون بأكبرِ امبراطوريات الإعلام، السينما، المتعة والمؤانسة، فضلاً عن امبراطوريات المال الهائلة في العالم، هذا هو الدينُ اليهوديُّ الَّذي يتحكَّمُ بهذا الجزء المهم من حياة البشر. — وأمَّا العسكرتارية والتكنولوجيا والحضارة فإنَّها بيد المسيحيين. — النِّفطُ الَّذي هو بمثابةِ دم الحياة النِّفطُ بيد المسلمين، فأكثرُ نفطِ العالم بيد المسلمين، منطقةُ الأديانِ القديمةِ والحضاراتِ الأولى إنَّها بيد المسلمين أيضاً. فهذهِ هي الدياناتُ البارزةُ على الساحةِ، لا يعني أنَّ الديانات الأخرى لا تأثير لها، ولكنَّ الدياناتِ الإبراهيمية الَّتي تنتمي إلى الخليل إبراهيم إنَّها ديانةُ اليهودِ والنصارى والمسلمين هذهِ الدياناتُ هي الَّتي تتحكَّمُ بجزء كبيرٍ من العالَـم، ورُبَّما بالجزءِ الأهم. وها هو صاحبُ الأمر قادمٌ إلى فلسطين كي يكشف الحقائق، هناك ينزلُ عيسى على الروايةِ الَّتي تقول من أنَّهُ ينزلُ في بيت المقدس أو رُبَّما يَقدِمُ إلى بيت المقدس.. رواياتنا تُحدِّثنا عن أنَّ عيسى المسيح سينزلُ من السَّماء، لكن أين؟ ما عندنا روايةٌ في كُتبنا الأصليةِ القديمة تُخبرنا عن ذلك، هل وردت عنهم صلواتُ اللهِ عليهم وما وصلتنا؟! لا أدري، أم أنَّ الأمر موكولٌ إلى زمانهِ، فلرُبَّما ينزلُ عيسى المسيح في بقعةٍ من العالَـم المسيحي الغربي القوي، لرُبَّما ينزلُ في أقوى دولةٍ في العالَـمِ في الوقت الَّذي ينزلُ فيه كي يُطوِّع شُعوب العالَـم الغربي للحُجَّة بن الحسن.. بالنّتيجة ما عندنا روايات تُخبرنا أنَّ عيسى المسيح سيلتحقُ بالحُجَّةِ بن الحسن لا في الحجاز ولا في العراق ولا في بلاد الشام في سوريا تحديداً، إنَّه يلتحقُ بهِ في فلسطين، لـماذا؟ لأنَّ فلسطين النقطةُ الَّتي ستُقامُ فيها الحُجَّةُ على اليهودِ وعلى النصارى، فإنَّ الإمام سيُظهرُ لهم التوراة الأصل، سيُظهرُ لهم الإنجيل الأصل، وتلكَ حكايةٌ مُفصَّلة. إمامُ زماننا في بيانهِ الأول ماذا يقول؟! ● كتاب (بحار الأنوار، ج52) لشيخنا المجلسي، صفحة (305)، الحديث (78): عَن أبِي خَالدٍ الكابُلي، قَالَ: قَالَ أبُو جَعفَر – باقرُ العلوم صلواتُ اللهِ عليه – وَاللهِ – الإمام يُقسِم – واللهِ لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلى القَائِم وَقَد أَسْنَدَ ظَهرَهُ إِلى الحَجَر – إلى الحجر الأسود – ثُمَّ يُنْشِدُ الله حَقَّه، ثُمَّ يَقُول: يَا أيُّها النَّاس – هذا البيانُ الأول حين يقفُ بين الركنِ والمقام- يَقُول: يَا أيُّها النَّاس، مَن يُحَاجُني فِي الله فَأنَا أَوْلَى بِالله، أيُّهَا النَّاس، مَن يُحَاجُني في آدَم فَأنَا أَوْلَى بِآدَم، أيُّهَا النَّاس، مَن يُحَاجُني فِي نُوح فَأنَا أَوْلَى بِنُوح، أيُّها النَّاس، مَن يُحَاجُني فِي إِبْرَاهِيم فَأنَا أَوْلَى بِإبْرَاهِيم، أيُّهَا النَّاس، مَن يُحَاجُني فِي مُوسَى فَأنَا أَوْلَى بِمُوسَى، أيُّهَا النَّاس، مَن يُحَاجُني فِي عِيسَى فَأَنَا أَوْلَى بِعِيسَى، أيُّهَا النَّاس، مَن يُحَاجُني فِي مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآلِه وَسَلَّم فَأنَا أَوْلَى بِمُحَمَّد، أَيُّهَا النَّاس مَن يُحَاجُنِي فِي كِتَابِ الله فَأنَا أَوْلَى بِكِتَابِ الله، ثُمَّ يَنْتَهِي إِلَى الـمَقَام فَيُصَلِّي -إلى مقامِ إبراهيم- فَيُصَلِّي رَكعَتَين وَيُنْشِدُ الله حَقَّه -قطعاً هذهِ البيانات بيانات موجزة، إنَّها تنقلُ لنا مضامين ما سيكون بنحوٍ إجمالي، فالروايات تختلفُ في طرحِ هذهِ المضامين. الإمامُ في بيانهِ هذا يُخبرُ عن حقيقةٍ، عن أيَّةِ حقيقة؟ من أنَّ دين الله واحد ﴿ إِنَّ الدِّينَ عِندَ الله الإِسْلَام ﴾، دينُ آدم هو دينُ مُحَمَّد، ودينُ نوح هو دينُ مُحَمَّد صلَّى اللهُ عليه وآله، الدينُ واحد، العقيدةُ واحدة، (وما بُعث نُبيٌّ إلَّا بنبوَّةِ مُحَمَّدٍ وولايةِ عليٍّ والأئِمَّةِ من آلِ مُحَمَّدٍ وعليِّ)، ما بُعث نبيٌّ إلَّا بذلك، الأنبياءُ دينهم واحد، أُممهم تكليفها بنُبوَّةِ مُحَمَّدٍ وولايةِ عليٍّ والأَئِمَّةِ من آلِ مُحَمَّد وعليِّ تكليفُ الأُمم يختلف، الأُمَّةُ الَّتي كُلِّفت تكليفاً كاملاً ظاهراً وباطناً هي أُمَّةُ بني إسرائيل ولذلك فُضِّلوا على الأُمم، ومن هنا جاء ذكرها الـمُتكرِّرُ في الكتاب الكريم من دونِ سائرِ الأمم. فإمامنا في فلسطين يكشفُ الحقائق عن مسيرةِ البشريةِ من أوَّلها إلى آخرها، وأنَّ مُحَمَّداً هو الفاتحُ وهو الخاتِم، فإنَّما يكونُ ذلك في زمنٍ تكونُ الدولةُ اليهودية في أعلى قُوتها.. كتاب (تفسيرُ إمامنا الحسن العسكري)، أأخذ مثالاً من أنَّ اليهود كُلِّفوا بالاعتقادِ بنبوَّة مُحَمَّدٍ وولايةِ عليٍّ والأئِمَّةِ من آلهما صلواتُ اللهِ عليهم جميعاً، تكليفاً كاملاً شاملاً ظاهراً باطناً، وهذا هو سرُّ تفضيلهم على الأُمم، لكنَّهم مثلما فعلوا مع (بابِ حطَّة)، حينما وصلوا إلى أريحا، وموسى طلب منهم أن إذا دخلتم من باب أريحا فاسجدوا واطلبوا من الله أن يحط عنكم الذنوب، ولكنَّ هذا السجود لهُ خصوصية، لـماذا؟ لأنَّ الله قد نَصبَ على باب أريحا صورةً لـمُحَمَّدٍ وصورةً لعليٍّ، فإنَّ الله مثَّل مُحَمَّداً وعليَّاً على بابِ أريحا وموسى أمرَ اليهود أن يسجدوا عند مثالِ مُحَمَّدٍ وعليٍّ صلَّى اللهُ عليهما وآلهما عند الباب الَّذي سُمِّي (ببابِ حطَّة)، وهناك تُحطُّ الذنوب، وهناك تُغفرُ السيئات، اليهود ما سجدوا وإنَّما أبرزوا أدبارهم، أبرزوا مؤخراتهم مثلما تقول الروايةُ؛ دخلوا بأستاههم، دخلوا بأستاههم أي أنَّهم أبرزوا جعلوا أدبارهم مُندفعة استهزاءً وسُخريةً ودخلوا مُستدبرين فاستدبر الواقعُ اليهودي عن الله، صارت أُمَّةً مُستدبرة، هذا هو الواقعُ اليهودي. الأمرُ نفسهُ الشيعةُ فعلوهُ معَ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد حينما أعطوا ظهورهم لثقافة الكتاب والعترة وركض مراجعهم على الفكر النَّاصبي يتدافعون ويتسابقون وكرعوا فيه كُروعاً.. ● أنقلُ لكم ما جاء في حديثِ إمامنا الحسن العسكري، صفحة (222)، من التفصيل الَّذي ذكرهُ لنا إمامنا العسكري في قضيةِ عبادةِ العجل، إنَّهُ عجلُ السامري، وعجولنا كثيرةٌ والسامريون كُثُر في واقعنا الشيعي ..!! العجلُ الصنَّمُ يقولُ لموسى: يَا مُوسَى بن عِمْران، مَا خُذِل هَؤُلاء بِعِبَادَتِي وَاتِّخاذِي إِلَهاً إِلَّا لِتَهَاونِهِم بِالصَّلاةِ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ الطَيِّبِين وَجُحُودِهِم بِمَوَالَاتِهِم وَبِنُبُوَّة النَّبِيِّ مُحَمَّد وَوَصِيِّهِ الوَصِي حَتَّى أَدَّاهُم إِلَى أنْ اتَّخَذُونِي إِلَهاً – الَّذي يُعرِضُ عن مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد فإنَّهُ سيتوجَّهُ إلى عجلٍ من العجول، العباسيةِ! المرجئةِ! الشيعيَّةِ! إلى أيِّ عجلٍ من العجول، هذا هو القانونُ الإلهي.. في الرواياتِ عن أئِمَّتنا عن الصَّادق صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه يقولُ لأصحابهِ: (ألَا تَرون أنَّ عَينَ البَقرةِ مُنكسِرة؟!)، القضيةُ واضحةٌ ظاهرةٌ إذا ما نظرنا إلى عيون البقر فإنَّ عين البقر تكون مُنكسرة، الإمامُ يقول: (انكَسَرت عُيونُ البَقر مُنذُ أَن عَبَد بَنو إِسرَائيل العِجل)، وهم ما عبدوا عجلاً حقيقياً إنَّما عبدوا صنم عجل، صنعهُ لهم السامري، فإنَّ البقر استحيا حينما عُبِدَ صنمُ عجلٍ استحيا من الله، فانكسرت عيون الحيوانات هذهِ، وهذهِ ما هي بخرافات، إذا كنتم تعدُّون هذا من الخرافات هذا أمرٌ راجعٌ إليكم، هذهِ أحاديثُ العترةِ الطاهرة صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليها، وعبادةُ الله ليست مُنحصرةً بالبشر، الحيواناتُ تعبدُ وتُصلِّي، والشجرُ يعبدُ ويُصلِّي، إن من شيء إلَّا وهو يُسبِّحُ بحمدهِ سبحانهُ وتعالى، ما من شيء إلَّا وهو يُسبِّحُ بحمده. نمرُّ على الآيات: ● سورة الإسراء، الآية (4): وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ -قضينا إنَّهُ أمرٌ حتم، قضينا إليهم يعني أنَّهم يملكون علماً في كتابهم الديني في كُتبهم الدينيَّة، الكتاب ليسَ بالضرورةِ أن تُشير إلى كتابٍ واحد.. وَقَضَيْنَا -قضينا إنَّهُ أمرٌ حتم- وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ -في كُتبهم الدينيَّة، في كتابهم الديني علَّمناهم وبَيَّنا لهم، لـماذا؟ كي يتَّعظوا، مثلما قُلتُ في بدايةِ حديثي في المحورِ الرابع، إنَّنا حين نتحدَّثُ عنُ أنَّ الحُكم الحالي في العراق هل هو الحُكمُ العباسي أو غيرهُ؟ الفائدةُ لو عرفنا ذلك حتَّى لو كان على سبيل الظن يكونُ دافعاً لإصلاحِ أنفسنا، ورُبَّما يكونُ للعباسيين كي يُصلحوا أوضاعهم – وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ – إنَّكم تملكون الإمكانيات للإفساد، إذا كنتم تُريدون الإصلاح فاعرفوا من أنَّكم تملكون الإمكانيات والقابليات والاستعداد للإفساد فحذاري من ذلك. ● سورة الإسراء، الآية (8) تُشيرُ إلى هذا المضمون: ﴿عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا -إذا عُدتم للإفسادِ فإنَّنا سنعودُ للعقوبة- وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً﴾، هذهِ هي الحكمةُ من إخبارهم بإفسادهم مرَّتين، فهم قادرون على الإصلاح ولكنَّهم هل سيُصلحون؟ الواقعُ يقول من أنَّهم سيفسدون.. ● الآية (4): ﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً﴾ وَقَضَيْنَا -هذا القضاءُ حتمٌ وتأكيدٌ وقطعٌ، لَتُفْسِدُنَّ -لامُ التوكيد والنون المثقَّلة توكيدان، مَرَّتَيْن -المرَّةُ الثانية تؤكِّدُ المرَّة الأولى. وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً – لام توكيد ونون مثقَّلة ومفعولٌ مطلق عُلُوَّاً من نفسِ لفظ الفعل، إنَّهُ تَكرار وإعادة لنفسِ معنى الفعل، حين نقول: (وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً) يعني ولتَعلُنَّ ولتَعلُنَّ – وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً – وهذا أيضاً يشتملُ على معنى توكيدِ ذلك العلو. الآيةُ من أولها إلى آخرها تُؤكِّد، لُغوياً تُؤكِّدُ، بلاغياً تُؤكِّدُ، نحوياً بحسبِ قواعد النحو تُؤكِّدُ، إذا هناك دولةٌ أولى وهناك دولةٌ ثانية، ما هو الحالُ مع بني أُميَّة كذلك، هناك حُكمٌ أمويٌّ أول وحكمٌ أمويٌّ ثاني في العراق، والعباسيون كذلك، ألا تُلاحظون أنَّ خارطة الأحداث تتَّسقُ اتِّساقاً عجيباً وتنتظمُ انتظاماً غريباً، هُناك حكمٌ أمويٌّ أول وحكمٌ أمويٌّ ثاني، هذا الَّذي عند انقطاعهِ تسيرُ الناس من الأفاقِ إلى قبر الحُسين كما قال السجَّادُ.. وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً ۞ فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا – يختلفُ المفسِّرون الشارحون الـمُتدِّبرون في هذهِ الآية، فمنهم من يتحدَّث عن المسلمين في زمانِ عمر، ولكن هُناك قضيةٌ واضحةٌ جِدَّاً من أنَّ المسلمين في زمانِ عمر حين دخلوا إلى فلسطين ما كانت فلسطينُ يهوديةً آنذاك.. لأنَّ الَّذين يقولون من أنَّ الوعدُ الأول كان في تلك المرحلة يستدلّون بسياق الآيات: ﴿فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ﴾. إذا ما ذهبنا إلى المرحلةِ الثانية: ﴿فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾، يعني كأنَّ الَّذين يدخلون في المرَّةِ الثانية هم نفسهم الَّذين دخلوا في المرَّةِ الأولى. هذا الكلامُ صحيح، ولكن أين اليهودُ حينما دخل المسلمون في زمان عمر؟ ما كان لليهودِ من دولةٍ آنذاك، أصحابُ السطوةِ في ذلك الوقت هم المسيحيون! هناك من قال من أنَّ المراد بالمرَّةِ الأولى الرومان، لأنَّ الرومان دخلوا إلى فلسطين وقمعوا اليهود وبقي اليهود تحت سطلتهم. وهناك من تحدَّث عن الآشوريين، لأنَّ الآشوريين غزوا فلسطين واليهود خمس مرَّات وأخذوا منهم السبايا والأسرى ونقلوهم إلى العراق، فمقرُّ حكم الآشوريين كان في شمالِ العراق.. البابليون أيضاً غزوا فلسطين وهناك السبي البابليُّ الأول وقد سبا نبوخذ نصر منهم في السبي الأول عشرة ألاف، وفي السبي الثاني وهو الأشهر السبيُّ سبا منهم سبعين ألف على ما هو المعروف.. الَّذي يبدو لي أنَّ المراد من المرَّةِ الأولى هو السبيُّ البابليُّ الثاني، لأنَّ نبوخذ نصر في السبي البابلي الأول ما تعرَّض لهيكلهم المقدَّس، بقي هيكلُ سليمان على حالهِ، وبقيت دولةُ اليهود على حالها إلَّا أنَّها خضعت لحُكم البابليين في العراق، فنصبَ لهم ملكاً من عندهم وبقي اليهود على حالهم، وسبا منهم جمعاً يُقدَّر بعشرة ألاف من اليهود جاء بهم إلى العراق. لكن في السبي الثاني حينما توجَّه نبوخذ نصر إلى فلسطين في الغزوةِ الثانية دمَّر الدولة اليهودية بالكامل ودمَّر المعبد اليهودي دمَّره.. وقضى على رموزهم الدينيَّةِ بالكامل. وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ – فإنَّ المسلمين في زمانِ عمر لَمَّا ذهبوا إلى فلسطين لم يكن هناك من مسجدٍ لليهود ولا من معبدٍ لليهود، فبعدما دمَّرهُ نبوخذ نصر لم يُبنى بعد ذلك، وإلى الآن هم يبحثون عن هيكلِ سليمان. وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً ۞ فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا – هناك من يقول من أنَّ وصفَ هؤلاءِ الَّذين قضوا على الدولةِ اليهوديةِ الأولى بأنَّهم عبادٌ لنا يدلُّ على خيريتهم! القُرآنُ استعمل هذا العنوان (العباد) في الأخيارِ والأشرار على طولِ الكتاب الكريم، فهذا القولُ ما هو بقولٍ سليم! ● على سبيل المثال: في نفسِ سورةِ الإسراء، في الآيةِ (17) بعد البسملة: ﴿وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرَاً بَصِيراً﴾، فاستعملت العباد هنا في الأُمم الَّتي أُهلكت وعُذِّبت، فالعبادُ هنا هم الأُممُ الَّتي أُهلكت من بعدِ نوح. ● في الآيةِ (30) بعد البسملة من سورةِ الإسراء: ﴿إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً﴾، هنا تتحدَّثُ عن الأخيارِ والأشرارِ على حدٍّ سواء، عن جميع العباد، الآية السابقة تحدَّثت عن الأشرار، هذهِ الآيةُ (30) تحدَّثت عن الأخيارِ والأشرارِ معاً، لأنَّ الآية بصدد الحديثِ عن الرزق، والرزقُ نازلٌ للأخيار والأشرار.. ● في الآيةِ (53) بعد البسملة من سورةِ الإسراء: ﴿ وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوّاً مُّبِيناً ﴾، الخطابُ هنا للجميع للصالحِ وللطالح، ﴿ وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُواْ الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ -الشيطانُ ينزغُ بين الصالحين وبين الطالحين وبين الصالحين والطالحين.. ● في الآيةِ (65) بعد البسملة من سورةِ الإسراء: ﴿إِنَّ عِبَادِي -هذا خطابٌ من اللهِ للشيطان- لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً﴾، هؤلاء هم الأخيار فقط، ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً﴾. ● في الآيةِ (96) بعد البسملة من سورة الإسراء: ﴿قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً﴾، بعبادهِ هنا الأخيار والأشرار.. ● في الآية (1): ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى﴾ هنا في مقام الخيرية، الحديثُ عن رسول الله.. ● في الآيةِ (3) بعد البسملة في الحديث عن نوحٍ على نبيِّنا وآلهِ وعليهِ أفضلُ الصلاةِ والسلام: ﴿ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً﴾. فهذا الوصف وصف (العبد) ووصف (العباد) وبالذات وصفُ (العباد) الَّذي ورد في هذهِ الآيات الَّتي تتحدَّثُ عن بني إسرائيل لا دليل فيهِ على الخيرية، فمثلما لاحظتم ما أوردتُ من أمثلة من نفس السورة جاء التعبيرُ بعباد مرَّةً عن الأخيار، مرَّةً عن الأشرار، ومرَّةً عن الأخيارِ والأشرار في نفس الوقت، فلا دِلالة على الخيريةِ مُطلقاً في هذا التعبير. ● فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً – لحنُ الآيةِ في وقتِ نزولها يُخبرُ عن أنَّ الأمر قد تحقَّق، وهذهِ الآيةُ قد نزلت في زمانِ رسول الله، المسلمون دخلوا إلى فلسطين بعد شهادةِ رسول الله صلَّى الله عليه وآلهِ وسلَّم في زمانِ عمر، لحنُ الآية، سياقُ الآية يُشيرُ إلى أنَّ الحدَثَ قد وقع.. هذا التعبير (وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً)، من أنَّ هذا الأمر قد تحقَّق، وأنَّ المرَّة الأولى قد حَدثَت قبل نزولِ الآية. ما يقعُ بعد هذا: ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً – الحديثُ عن الجهةِ وعن المكان وليس عن الديانةِ حتَّى يُقال من أنَّ المجموعة الأولى كانت من المسلمين، الآيةُ تتحدَّثُ عن أنَّ الأمر قد وقع قبل نزول الآية ( وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً )، وكذلك فإنَّ المسلمين حين دخلوا إلى فلسطين لم يكن هناك من دولةٍ لليهود ومن قوةٍ ومن إفساد لا وجود لهم كانوا قِلَّة، فلابُدَّ أنَّ الَّذين دخلوا إلى بلادهم كانوا أيام دولتهم الأولى، وبحسبِ ما جاء في بيانِ الدخلة الثانية فإنَّ القُوة الثانية سيدخلون إلى مسجدهم، هذا يعني أنَّ اليهود رُبَّما سيبنون هيكلهم، أو أنَّ المراد من أنَّ المجموعة الثانية حين تدخلُ ستدخلُ إلى أماكنهم المقدَّسة بشكلٍ عام. ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً – فإنَّكم ستكونون الأقوى، الأقوى في هذهِ المنطقة، لأنَّ الغزو والتدمير جاء من نفسِ هذهِ المنطقة. ماذا تقولُ الرواياتُ؟! ● كتاب (بحار الأنوار، ج57) لشيخنا المجلسي، صفحة (216)، الحديث (40): وَرَوَى بَعضُ أَصحَابِنا قَالَ: كُنتُ عِند أبي عَبدِ الله – عند إمامنا الصَّادق صلواتُ اللهِ عليه – إِذْ قَرأ هَذِه الآية: “حتَّى جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً” فَقُلنا: جُعِلنَا فِدَاك مَن هَؤُلاء؟ فَقَالَ ثَلاث مَرَّات: هُم واللهِ أَهْلُ قُم – فهل هذا قد حدث؟! يبدو أنَّ الرواية فيها نقص، أنَّ الإمام أكمل الآيات إلى آخرها، المجموعةُ الثانية الَّذين سيدخلون إلى فلسطين هم أهلُ قم، وأهلُ قم إنَّما قيل لهم أهل قم لأنَّهم يقومون مع القائم. ● الحديث (38): عَن عفَّان البَصري، عَن إِمَامِنا الصَّادِق صلواتُ اللهِ عليه قَال، قَالَ لِي: أَتَدْرِي لِمَا سُمِّي قُم؟ قُلتُ: الله وَرَسُولُه وَأَنْتَ أَعْلَم، قَال: إِنَّما سَمِي قُم لأنَّ أَهْلَهُ -أهل هذا البلد- يَجتَمِعُون مَعَ قَائِم آلِ مُحَمَّد صَلَواتُ اللهِ عَلَيه وَيَقُومُونَ مَعَهُ وَيَسْتَقِيمُون عَلَيه وَيَنْصُرُونَه. ●كتاب (تفسير العياشي، ج2)، صفحة (305)، الحديث (21): عَن حُمران عَن أبي جعفَر – عن إمامنا الباقر، وحُمران هذا هو أخٌ لزُرارة- عَن حُمران عَن أبي جعفَر – عن الباقر – قَالَ: كَانَ يَقرَأ “بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيد” – هو يقرأ هذهِ الآيات، الراوي رُبَّما اقتطع هذا المقدار من هذهِ الآية – ثُمَّ قالَ: وَهُو القَائِمُ، وَهُو القَائِمُ وَأَصْحَابهُ أُولُوا بَأسٍ شَدِيد. لا نستطيعُ أن نقفَ عند نصٍ واحدٍ من هذهِ النصوص، لكنَّنا إذا ما جمعناها وأخذنا بنظر الاعتبار من أنَّ حذفاً وقعَ في هذهِ الروايات، فإنَّ: — المجموعة الثانية الَّتي ستُسقِطُ الدولة اليهودية الثانية هو إمامُ زماننا. — أنصارهُ البارزون الَّذين سيتصدّون لهذا الموضوع هم القميون الَّذين يقومون معهُ ويستقيمون عليه وينصرونهُ ويقومون بأمرهِ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه. ● في الآيةِ (104) من سورة الإسراء: ﴿وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ – من بعدِ نهايةِ فرعون – وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً﴾، ماذا تقولُ أحاديثنا في معنى لفيفا؟ في (تفسير القمي، صفحة (388)، لفيفاً: أي مِن كُلِّ نَاحِية) وهذا هو الَّذي حَدثَ في أرضِ فلسطين فقد جاء اليهود من كُلِّ ناحية. ● ﴿ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً ﴾، ﴿ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ ﴾، ليسوؤوا وجوهكم؛ إنَّهم يُؤذونكم، إنَّهم يتغلَّبون عليكم، إنَّهم يقهرونكم، ويبدو هذا واضحاً على وجوهكم.. فبعد أن تُغلبوا وبعد أن تُقهروا وبعد أن تُذلَّوا وبعد وبعد فإنَّ معالِـم البؤسِ والأسى والحسرةِ والحُزنِ والمذلَّةِ تبدو على وجوهكم، فهم هكذا سيصنعون بكم، لـماذا؟ لأنَّكم ستُفسدون في الأرض، وهذا جزاؤكم هذا جزاءُ الإفساد. ﴿إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ – لكنَّكم لن تحسنوا – وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً -من كُلِّ ناحية- لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً﴾، ليتبِّروا؛ ليُدمِّروا، ليُهلِكوا، ليقضوا على دولتكم، على دولةِ فسادكم، متى يكونُ هذا؟ حينما تعلون عُلُواً كبيراً، ﴿وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً﴾ في المرَّةِ الثانية.. فهناك إفسادٌ أول ويأتي عبادٌ أولوا بأسٍ شديد فيجوسون خِلال الديار. وفي المرَّةِ الثانية: تُفسدون أيضاً يا بني إسرائيل ﴿وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً﴾، حينما تكونُ دولتكم اليهوديةُ في فلسطين في أقوى حالاتها، فإنَّهم سيُقبلون يُقبلون، سيُقبلون من جهةِ العراق، سيُقبلُ المهديُّ وسيأتي عيسى المسيح، هذا هو وجهُ الارتباط بين هذهِ الآيات وبين الموضوع الَّذي أنا أتحدَّثُ عنه. هل تعلمون أنَّ المسيحيين الإنجيليين وهم كثيرون خُصوصاً في الولاياتِ المتَّحدة الأمريكية يتجاوز عددهم السبعين مليون من سُكَّانِ الولاياتِ المتَّحدة، عقيدتهم مبنيةٌ على أنَّهم مُكلَّفون بتدبيرِ الأمرِ لنزول المسيحِ إلى الأرض، هي فكرةٌ كفكرةِ التمهيدِ لإمامِ زماننا، هذا جوهرُ العقيدةِ العمليةِ والعباديةِ عندهم، كُلُّ سعيهم العقائدي الديني أن يقوموا بتدبير الأمر الإلهي على الأرض لنُزولِ المسيح، هم يعتقدون أنَّ أهمَّ علاماتِ نزول المسيح هي كالتالي: — العلامةُ الأولى: أن يجتمع اليهود من مختلفِ أنحاء العالَـم في فلسطين.. يقولون: إنَّنا نجمعُ اليهود في فلسطين لأجلِ أن يأتي المسيح وينتقم منهم، هذهِ هي عقيدةُ المسيحيين الإنجيليين هذا الأمر واضحٌ في كُتبهم. — العلامةُ الثانية: أن تتكوَّن دولةٌ لليهودِ في فلسطين تكونُ من أقوى دولِ العالَـم وتكون أقوى دولةٍ في المنطقة وهذا الأمرُ تحقَّق، أيضاً بحسبهم، وكُلُّ ما يُقدِّمونهُ من دعمٍ لأجلِ تحقيقِ هذهِ العلامة.. — العلامةُ الثالثة: من أنَّ هيكل سليمان سيُعاد بناؤهُ، سيُبنى، فهم ينتظرون هذهِ العلامة الثالثة. هذا حديثُ المسيحيين إنَّما أردتُ أن أُشيرُ إليه من أنَّ القضية واقعةٌ تحت نظرِ واهتمام الجميع، اليهودُ يبحثون عن الموضوع بدقةٍ كاملة، والنصارى كذلك، الشيعةُ يبحثون عند الفوّالين وعند الجُهَّال ويتركون حقائق العلمِ في ثقافةِ العترةِ الطاهرة..