مجزرةُ سبايكر – الحلقة ٤٥ والأخيرة – المحور الرابع – جولة في الأحاديث المهدويّة ق٤ Show Press Release (15 More Words) مجزرةُ سبايكر – الحلقة 45 والأخيرة – المحور الرابع – جولة في الأحاديث المهدويّة ق4 صور OverlaysPreviousNext فيديو يوتيوب اوديو مطبوع Show Press Release (1 More Words) يازهراء ملخـّص الحلقة تاريخ البث : يوم الإثنين 26 شعبان 1441هـ الموافق 20 / 4 / 2020م يَا قَائِمَ آلِ مُحَمَّد هَل دَقَّت النَّواقِيْسُ مُؤْذِنَةً بِاقْتِرَابِ سَاعَةِ الصِفْر ..؟! أَمْ أَنَّها لا زَالَت حَبِيْسَةً فِيْ أَعْمَاقِ الزَّمَنِ القَادِمْ ..؟! فِيْ عِرَاقِكَ كَمَا حَدَّثتنَا أَحَادِيثِكُم خَفَقَتْ الأَعْلام ..!! وَشِيْعَتَكُم مِثْلَمَا أَخْبَرْتُمُونَا: قَتَلَ بَعْضُهُم بَعْضَاً !! وَلعَنَ بَعْضُهُم بَعْضَاً يَا إِمَام !! هَل بَنُوْ العَبَّاسِ هُمْ حُكَّامُ النَّجَفِ وَبَغْدَادَ فِيْ يَومِنَا هَذَا أَمْ هُمْ قَومٌ آخَرُونْ ..؟! وَهَل اليَمَانِيُّ يَسْتَعِدُّ لِلْقُدومِ مِنَ اليَمَنِ إِلى عِرَاقِكَ الـْمَفتُونِ بِغَيْرِكَ يَا إِمَامْ ..؟! خُرَاسَانِيُّ الـمَشْرِقْ هَلْ هُمْ الإِيْرَانِيُّونَ الـْمُعَاصِرُونْ ..؟! فَإنْ كَانَ هُمْ فَأَيْنَ السُّفْيَانِيُّ يَا بَقيَّةَ الله ؟؟ وَهَل هَذا الخَوفُ الَّذِيْ تَنَوَّعَتْ أَسْبَابُه .. وَغَلاءُ الأَسْعَارِ .. وَفَسَادُ التِّجَارَاتِ .. وَنَقصُ الأَمْوَالِ .. وَالْمَوتُ الذَرِيعُ بِحَيثُ يَصْعُبُ عَلَى النَّاسِ دَفْنُ مَوتَاهُم فِيْ كُوفَانِ وَغَيْرِهَا هُوَ الأَخِير ؟؟!! عُيُوننَا عَلَى الدَّرْب .. وَالقُلوبُ خَفَّاقَةٌ إِلَيْك .. سَلامٌ عَلَيْك .. سَلامٌ عَلَيْك .. وَشَكْوَانَا إلَيْك .. هَذَا وَاقِعُنَا بَيْنَ يَدَيْك .. المحور 4: جولةٌ في الأحاديثِ المهدويةِ الَّتي ترتبطُ بنحوٍ مباشرٍ وغير مباشر بواقعنا الشيعي الـمُعاصر، على المستوى العقائدي، السياسي، الاجتماعي. ● هناك مجموعةٌ ليست قليلةً من الرواياتِ والأحاديثِ الَّتي بين أيدينا إنَّني أتحدَّثُ عن مصادرنا الأصليةِ القديمة، هناك مجموعةٌ من الرواياتِ والأحاديث أصطلحُ عليها من أنَّها (فناراتُ الروايات، فناراتُ الأحاديث). — الفناراتُ: الفناراتُ جمعٌ لفنار أو فنارة، والفنارُ والفنارةُ مصباحٌ كبيرٌ جِدَّاً يكونُ قوي الضوء شديد الإضاءة شديد الإنارة يُوضعُ على ساريةٍ عالية أو في برجٍ شاهقٍ مُرتفع في جُزر البحار وعند الموانئِ، يوضعُ كي يكون علامةً هاديةً في الليلِ للسُّفنِ والبواخر.. من هنا استعرتُ هذا المعنى، هناك رواياتٌ وأحاديث هي بمثابةِ فناراتٍ واضحةٍ بين جموع الأحاديثِ الكثيرة. على سبيل المثال: الروايةُ الَّتي قرأتها عليكم من (بحار الأنوار، ج98) لشيخنا المجلسي رحمةُ الله عليه، صفحة (114)، رقم الحديث (36)، الحديثُ الَّذي جاء مروياً عن إمامنا الرِّضا: كَأنِّي بِالقُصُورِ وَقَد شُيِّدَت حَولَ قَبرِ الحُسَين وَكَأَنِّي بِالأَسْوَاقِ قَدْ حَفَّت حَولَ قَبرِه، فَلا تَذْهَبُ الأَيَّامُ وَاللَّيالِي حَتَّى يُسَارَ إِلَيهِ مِنَ الأفَاق وَذَلِكَ عِندَ اِنْقِطَاعِ مُلكِ بَنِي مَرْوَان.. هذهِ فنارةٌ من فناراتِ الروايات في مجموعةِ الأحاديثِ الَّتي تتناولُ شؤون غيبةِ وظُهورِ إمامِ زماننا صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه. من كُتبِ المخالفين: ● كتاب (الفتن)، الإمامُ الحافظ نُعيم بن حمَّاد، صفحة (188)، باب (37): (الراياتُ السود للمهدي بعد راياتِ بني العباس وما يكونُ بينهم وبين أصحاب السفياني والعباسي)، رقم الحديث (852): بسندهِ، عن، عن، عن علقمة عن عبد الله – عن عبد الله بن مسعود- بينما نحنُ عند رسول الله صلَّى الله عليهِ وسلَّم إذ جاء فتيةٌ من بني هاشم فتغيَّر لونه – تغير لونُ النَّبي – فقُلنا: يا رسول الله، ما نزل؟ -ما الَّذي حدث؟- نرى في وجهكِ شيئاً نكرههُ!! فقال: إنَّا أهلُ بيت اختار اللهُ لنا الآخرة على الدنيا، وإنَّ أهل بيتي سيلقون بعدي بلاءً وتطريداً وتشريداً حتَّى يأتي قومٌ من هاهنا من نحو المشرق -ومشرقُ جزيرة العرب مشرقُ المدينة جهةُ إيران- حتَّى يأتي قومٌ من هاهنا من نحو المشرق أصحابُ راياتٍ سُود يسألون الحقَّ فلا يُعطونهُ مرتين أو ثلاثاً، فيُقاتلون فيُنصرون فيُعطون ما سَألوا فلا يقبلوها حتَّى يدفعوها إلى رجلٍ من أهل بيتي فيملأها عدلاً كما ملأوها ظُلماً فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبواً على الثلج فإنَّهُ المهدي -فإنَّهُ المهدي يعني أنَّهم يُوصلون إلى المهدي، إنَّهم مُقدِّمةٌ للمهدي، أمَّا إذا كان المراد فإنَّهُ المهدي يعني أنَّ المهدي هم هذا الكلامُ ليس صحيحاً، الروايةُ مرتكبة ومرتكبةٌ جِدَّاً.. (الروايةُ نفسها جاءت في (سنن ابن ماجة) وهو من الصحاحِ المعروفةِ لدى المخالفين، صفحة (452)). ● كتاب (غيبةُ النعماني) رضوان الله تعالى عليه، بسندهِ عَن أبي خَالدٍ الكابُلي، عَن أبي جَعفَرٍ عن باقر العلوم: كَأَنِّي بِقَومٍ قَد خَرَجُوا بِالـمَشْرِق يَطْلبُونَ الحَقَّ فَلا يُعْطَونَه ثُمَّ يَطْلِبُونَهُ فَلا يُعْطَونَهُ، فَإِذَا رَأوا ذَلِك وَضَعُوا سيُوفَهُم عَلَى عَوَاتِقِهِم فَيُعْطَونَ مَا سَأَلُوه فَلا يَقبَلُونَهُ حَتَّى يَقُومُوا وَلَا يَدْفَعُونَهَا إِلَّا إِلَى صَاحِبِكُم، قَتْلَاهُم شُهَدَاء، أَمَا أَنّي لَو أَدْرَكتُ ذَلِك لَاسْتَبْقَيتُ نَفسِي لِصَاحِبِ هَذا الأَمْر.. إنَّها روايةٌ من أخطرِ الرواياتِ الَّتي تناولت شؤون غيبةِ وظهورِ صاحب الأمر، روايةٌ مُختصرة مُوجزة واضحة تفاصيلها بَيِّنة!! لاحظوا الرواية مُفصَّلةً تفصيلاً كاملاً: كَأَنِّي بِقَومٍ قَد خَرَجُوا بِالـمَشْرِق -مَشرقِ بلاد العرب، إيران القضيةُ واضحة- كَأَنِّي بِقَومٍ قَد خَرَجُوا بِالـمَشْرِق يَطْلبُونَ الحَقَّ فَلا يُعْطَونَه – إنَّهم لا يدعون إلى الحق (يطلبون الحق) الَّذي يُطالبُ بالحق إنَّه يُطالبُ شيئاً لهُ- كَأَنِّي بِقَومٍ قَد خَرَجُوا بِالـمَشْرِق يَطْلبُونَ الحَقَّ – ولذلك – فَلا يُعْطَونَه – لأنَّهُ شيءٌ لهم، الَّذي يطلبُ الحق إنَّهُ يطلبُ شيئاً لنفسهِ – فَلا يُعْطَونَهُ – شيءٌ يُعطى، الَّذي يدعو إلى الحق فإنَّ الناس لا يُقالُ لها إذا استجابت لهُ من أنَّهم قد أعطوهُ شيئاً إنَّما آمنوا بدعوتهِ، فلانٌ دعا إلى الحق فاستجاب الناس إيماناً لِما دعاهم إليه، وفلانٌ طلب الحق يُريدهُ يريدُ حقاً من الآخرين فإنَّهم إمَّا يَعطونهُ وإمَّا يمنعونهُ – كَأَنِّي بِقَومٍ قَد خَرَجُوا بِالـمَشْرِق يَطْلبُونَ الحَقَّ فَلا يُعْطَونَهُ – هذهِ مرحلة. ثُمَّ – مرحلة ثانية، (ثُمَّ)كما يُقال تُفيدُ التراخي يعني هناك فترة زمانية سكتوا ثُمَّ عادوا- كَأَنِّي بِقَومٍ قَد خَرَجُوا بِالـمَشْرِق يَطْلبُونَ الحَقَّ فَلا يُعْطَونَه، ثُمَّ – سكتوا، ثُمَّ أعادوا الكرَّة – ثُمَّ يَطْلِبُونَهُ فَلا يُعْطَونَه، فَإِذَا رَأوا ذَلِك – في المرَّةِ الثانية – وَضَعُوا سيُوفَهُم عَلَى عَوَاتِقِهِم -العاتقُ هو ما بين الرقبةِ والكتف، الَّذي يضعُ سيفهُ على عاتقهِ لا يُقاتل وإنَّما هو مستعدٌ للقتال قد شهَر سلاحهُ- كَأَنِّي بِقَومٍ قَد خَرَجُوا بِالـمَشْرِق يَطْلبُونَ الحَقَّ فَلا يُعْطَونَهُ -يسكتون- ثُمَّ يَطْلبُونَ الحَقَّ فَلا يُعْطَونَهُ، فَإِذَا رَأوا ذَلِك -طلبوا الحق الَّذي هو لهم وما أُعطوا وسكتوا، هدأوا، ثُمَّ أعادوا الكرَّة ثانيةً وما أُعطوا أيضاً، فماذا يفعلون؟ – فَإِذَا رَأوا ذَلِك وَضَعُوا سيُوفَهُم عَلَى عَوَاتِقِهِم – يعني ذهبوا في الاتِّجاهِ بأقوى ما يُمكن ولكن من دونِ قتال- فَيُعْطَونَ مَا سَأَلُوه فَلا يَقبَلُونَهُ – فلا يقبلون هذا العطاء، لأنَّهم قد قرَّروا القرار أن يسيروا إلى النهاية – فَلا يَقبَلُونَهُ حَتَّى يَقُومُوا -حتَّى يُحصِّلوا الحق، يكونون هم القائمون على الحق الَّذي كانوا يُطالبون بهِ- فَلا يَقبَلُونَهُ – حينما يُعطون الحق – حَتَّى يَقُومُوا وَلَا يَدْفَعُونَهَا إِلَّا إِلَى صَاحِبِكُم قَتْلَاهُم شُهَدَاء – في هذا الطريق في هذا المسار قدَّموا قتلى، لكن ليس في معركة، الطرف الثاني هو الَّذي يقتلهم من دونِ معركة، قد يصطدمون بالطرف الثاني دفاعاً عن أنفسهم، قد يضطرون إلى ذلك لكنَّهم ما دخلوا معركة وباشروا القتال لأنَّهم فقط شهروا السلاح ووضعوهُ على عواتقهم استعداداً للقتال، الكلامُ الخطير هنا: أَمَا أَنِّي لَو أَدرَكتُ ذَلِك – إذا ما أدركتُ أولئك القوم، إذا ما أدركتُ تلك الحوادث وتلك الوقائع – أَمَا أَنّي لَو أَدْرَكتُ ذَلِك لَاسْتَبْقَيتُ نَفسِي لِصَاحِبِ هَذا الأَمْر – علامةٌ قريبةٌ جِدَّاً. هذهِ من الرواياتِ الَّتي شغلتني عُقوداً من الزمان، ولا زالت شاغلةً لبالي!! رُبَّما هذهِ أهمُّ روايةٍ في رواياتِ العلاماتِ الَّتي ترتبطُ بواقعنا الشيعي!! هذهِ العبارةُ عبارةٌ خطيرةُ بالنسبةِ للَّذين ينتظرون إمام زمانهم، أنا أتحدَّثُ مع هؤلاء لا شأن لي بالآخرين الَّذين لا يعبئون بهذهِ المعاني وهذهِ المضامين، عبارةٌ خطيرةُ جِدَّا باقر العلوم يقول: أَمَا أَنّي لَو أَدْرَكتُ ذَلِك لَاسْتَبْقَيتُ نَفسِي لِصَاحِبِ هَذا الأَمْر ..!! الإمام الباقر هنا يتحدَّثُ عن عمر الإنسان العادي، مُرادي من عمر الإنسان العادي الَّذي يموت على فراشهِ من دونِ أن يتعرَّض لقتلٍ أو لأيِّ سببٍ آخر يكونُ عارضاً في حياته، وإنَّما يعيشُ العمر الَّذي يعيشهُ أمثالهُ، إذاً المدَّةُ الزمانيةُ فيما بين هذهِ الحوادث وبينَ ظهور الإمام بحسبِ هذهِ الرواية مُدَّةٌ إذا طالت فإنَّها ستكون بعمر الإنسان الاعتيادي. ● كتاب (بحار الأنوار ،ج52) لشيخنا المجلسي، صفحة (243)، الحديث (116)، الشَّيخ المجلسي أورد نفس الحديث عن (غيبة النعماني)، في صفحة (243)، وعلَّق على الحديث: لا يبعُدُ أن يكون -أن يكون هذا الحديث- إشارةً إلى الدولةِ الصفوية شيَّدها الله تعالى ووصلها بدولةِ القائم عليه السَّلام -إنَّهُ يتحدَّثُ عن زمانهِ، عن الدولةِ الصفويةِ الَّتي كان فيها شيخاً للإسلام، سقطت الدولةُ الصفويةُ وتهاوت ما بقيت بعد وفاة المجلسي مُدَّةً طويلة، فكان في نهاياتِ عصر الدولةِ الصفوية، هو هكذا وضع احتمالاً قال: لا يبعُد أن يكون هذا الحديث إشارةً إلى الدولةِ الصفويةِ شيَّدها الله تعالى ووصلها بدولة القائمِ عليه السَّلام -هو يتمنَّى ذلك، لكن هل هناك من وجهٍ فيما بين ما جاء في الحديث وبين أوضاعِ وأحوالِ الدولةِ الصفوية وكيف نشأت! أصلاً لا يُوجد شيء مُطلقاً بين ما جاء في الحديث وبين نشأةِ الدولةِ الصفوية. أولاً: الدولةُ الصفويةُ دولةٌ سنيةٌ مُخالفةٌ لمنهج أهل البيت في بدايةِ نشأتها، ولم يكن هناك من شيءٍ قد جرى طيلة تاريخِ الدولةِ الصفوية من كُلِّ هذا الَّذي جاء في الروايةِ الشريفة، إنَّها أمنياتُ الشيعة، يُحاولون أن يُطبِّقوا أحاديث العلاماتِ والملاحمِ والفِتن على زمانهم وهم يتأمَّلون قُربَ عصرِ ظهورِ إمامهم كما أفعلُ الآن أنا، فأنا أيضاً أقومُ بهذا، لكنَّني أُحاولُ المقاربة لا كما فعل الشَّيخُ المجلسي.. لا يوجد أيُّ جهةٍ تلتقي فيها مضامينُ الروايةِ مع مُجرياتِ نشأةِ الدولةِ الصفوية. لـمَّا انتصرت الثورةُ الإسلاميةُ في إيران وتأسَّست الجمهوريةُ الإسلاميةُ في إيران وبدأت المشاكلُ تُواجهها، الحصارُ الاقتصاديُّ الأمريكي، الحربُ العراقيةُ وسائرُ المشاكل الأخرى، فهناك من طبَّق هذهِ الرواية على تلك الأحداث، لكنَّنا أيضاً إذا دقَّقنا النظر في تلكَ التفاصيل فلا مجال لتطبيق الروايةِ على تلكَ الأحداث أبداً، لأنَّ الثورة الإسلامية انتصرت وتأسَّست الجمهوريةُ الإسلامية وبعد ذلك دخلت في نزاعٍ مع الولايات المتَّحِدة الأمريكية وفي نزاعٍ مع العراق. المراحلِ الَّتي فصَّلتها الرواية: 1 – ( كَأَنِّي بِقَومٍ قَد خَرَجُوا بِالـمَشْرِق يَطْلبُونَ الحَقَّ فَلا يُعْطَونَه – واحد – كَأَنِّي بِقَومٍ قَد خَرَجُوا بِالـمَشْرِق يَطْلبُونَ الحَقَّ فَلا يُعْطَونَه )، هذهِ مرحلة. 2 – ( ثُمَّ يَطْلِبُونَهُ فَلا يُعْطَونَه )، هذهِ مرحلة ثانية. 3 – (فَإِذَا رَأوا ذَلِك – أنَّهم لا يُعطون ما يطلبون من حقِّهم – وَضَعُوا سيُوفَهُم عَلَى عَوَاتِقِهِم)، هذهِ مرحلة ثالثة. 4 – (فَيُعْطَونَ مَا سَأَلُوه)، هذهِ مرحلة رابعة. 5 – (فَلا يَقبَلُونَهُ حَتَّى يَقُومُوا)، هذهِ مرحلة خامسة. 6 – (وَلَا يَدْفَعُونَهَا إِلَّا إِلَى صَاحِبِكُم)، هذهِ مرحلة سادسة. قَتْلَاهُم شُهَدَاء، أَمَا أَنّي لَو أَدْرَكتُ ذَلِكَ لَاسْتَبْقَيتُ نَفسِي لِصَاحِبِ هَذا الأَمْر – هذهِ المراحلُ الستة لا وُجود لها في تاريخِ الدولةِ الصفوية، وأيضاً لا وجود لها في المقطع الزماني بعد تأسيسِ الجمهوريةِ الإسلاميةِ في إيران.. هذهِ المراحلُ الستة، قطعاً المرحلة السادسة ترتبطُ بظهور الإمام: (وَلَا يَدْفَعُونَهَا إِلَّا إِلَى صَاحِبِكُم !!!)، لكن المراحل السابقة قبل المرحلةِ السادسة لا نستطيعُ أن نجد لها لا عيناً ولا أثر في كُلِّ تلك الاحتمالات، لا في زمان الدولةِ الصفوية ولا في زمان الصِراع الأمريكي الإيراني والصِراع العراقي الإيراني بعد انتصار الثورةِ الإسلاميةِ في إيران وتأسيس الجمهوريةِ الإسلاميةِ بشكلٍ مُباشر بعد مُدَّةٍ قريبة، ولا نستطيعُ أيضاً تطبيقهُ ولا نجدُ لا عيناً ولا أثر فيما يرتبطُ بالملف النووي الإيراني والتداعيات الَّتي ترتبت على ما قام بهِ ترامب وإلى يومنا هذا. إذاً ماذا يُريدُ إمامنا الباقرُ أن يُخبرنا؟ على وجه القطع لا أستطيعُ أن أُخبركم.. من خِلالِ تتبعي لتاريخ إيران وقد تتبَّعتُ ذلك بشكلٍ تفصيلي خصوصاً ما يرتبطُ بالتاريخ الشيعي.. بتاريخ الحركات السياسية وخُصوصاً الَّتي ترتبطُ بالواقع الديني العقائدي الشيعي، أنا لا أعرفُ المستقبل قد تنطبقُ هذهِ الروايةُ في مستقبل الأيام، يُمكنني أن أراقب الحاضر أمَّا المستقبل فإنَّني لا أعرفهُ. لو سألني سائل: هل يُمكن أن تتحقَّق هذهِ الروايةُ في مستقبل الأيام وما تحقَّقت إلى الآن؟ نعم يُمكنُ ذلك. ولو سألني سائل: هل يُمكن أنَّها انطبقت في الزمن الماضي في الزمن الحاضر؟ أقولُ: نعم يُمكنُ ذلك، وهذا ما أُريدُ بيانهُ: إذا أردنا أن ندرس حركة السيِّد الخميني حركة الثورة الإسلامية بشكلٍ تفصيليٍّ وبحسبِ الحوادث التاريخية إنَّنا سنجدُ انطباقاً واضحاً وواضحاً وواضحاً جِدَّاً على أحداثِ الثورةِ الإسلاميةِ في إيران مُنذُ بدايتها إلى انتصارها الروايةُ تنطبقُ عليها. تفاصيل أحداثِ ثورة السيِّد الخميني مُنذ بدايتها وإلى رجوعهِ إلى إيران قطعاً بشكلٍ إجمالي: ماذا قالت الروايةُ؟: كَأَنِّي بِقَومٍ قَد خَرَجُوا بِالـمَشْرِق -جزيرة العرب إيران- يَطْلبُونَ الحَقَّ فَلا يُعْطَونَه. لابُدَّ أن أُذكِّركم بروايةٍ جاءت في (بحار الشَّيخ المجلسي، ج57)، الروايةُ عن إمامنا الكاظم: (رَجُلٌ مِن أَهْلِ قُم يَدْعُو النَّاسَ إِلَى الحَق)، هذا الرجلُ لم يكن طالباً لحق وإنَّما داعياً إلى حق! وذلك هو شأنُ القادة، القائدُ يدعو إلى فكرتهِ، أمَّا الأتباعُ فإنَّهم يؤمنون بفكرةِ القائد ويُطالبون عملياً بمضامينها على أرض الواقع، تلكَ الروايةُ تتحدَّثُ عن رجلٍ من أهل قم يدعو إلى الحق. أمَّا هذهِ الروايةُ في (غيبة النعماني): (كَأَنِّي بِقَومٍ قَد خَرَجُوا بِالـمَشْرِق يَطْلبُونَ الحَق)، يطلبون شيئاً لهم، وإنَّما طلبوا الحق بعد أن آمنوا بدعوةِ الحق الَّتي دعا إليها ذلك الرجلُ من أهلِ قم. المرحلة الأولى: كَأَنِّي بِقَومٍ قَد خَرَجُوا بِالـمَشْرِق يَطْلبُونَ الحَقَّ فَلا يُعْطَونَه -هذهِ المرحلة الأولى، في سنة (1963) أطلق الشاه في إيران ثورتهُ الَّتي عرفت (بالثورةِ البيضاء)، الثورةُ البيضاء هي حزمةُ إصلاحات تبنَّاها الشاه في برنامجِ حُكمهِ وعملهِ مُنذُ سنة (1963) وبقي مُتمسِّكاً بها ومُستمرَّاً عليها إلى أن خرج مطروداً من إيران سنة (1979).. شاه إيران جاء ببرنامجٍ غربيٍّ يتناول تفصيل الحياةِ السياسيةِ والاجتماعيةِ والاقتصاديةِ في إيران. اعترض مراجعُ الشيعةِ في قم على هذا البرنامج، واجههم الشاه بشدَّة، فلَّما وجدوا مواجهةً شديدةً من الشاه ورفضاً لاعتراضهم انكفئوا على أنفسهم، بقي في الساحةِ الخمينيُّ فقط، من هنا حدثَ الخِلافُ والشرخُ الكبير فيما بين الخميني وسائر مراجع الشيعة في قم والنَّجف.. بدأت ثورةُ الخميني من هذهِ النقطة من انطلاقةِ الثورةِ البيضاء الشاهنشاهيه ومن انكفاءِ مراجع النَّجفِ وقم تمسُّكاً بالتقيَّة، من هنا بدأت الثورةُ الخمينية في سنة (1963)، ولذا فإنَّ الشاه أصدر أمراً باعتقال الخميني واعتقلوه، اعتقلوه وأخذوه من دارهِ في مدينةِ قم وأخذوهُ معتقلاً إلى طهران، وبقي معتقلاً ثمانية أشهر. كَأَنِّي بِقَومٍ قَد خَرَجُوا بِالـمَشْرِق يَطْلبُونَ الحَقَّ فَلا يُعْطَونَه – طالبوا وما أُعطوا شيئاً وقُمعوا ونُفي الخُميني إلى تركيا وبعد ذلك انتقل من تركيا إلى النَّجف، فليسَ هناك من مظاهرات، لقد قُمعت قمعاً شديداً، سكت الناس، وانسحب أنصارُ الخُميني إلى الوراء. لكنَّ النار انطفأت؟! أبداً، بقيت النارُ تحت الرماد، ولم يَكن شاه إيران يتحسَّسُ بذلك، فإنَّهُ قد اطمئنَّ كثيراً.. نارٌ خمينيةٌ تتأجَّجُ تحت الرماد. ما الَّذي يؤجِّجها؟ يؤجِّجها الكاسيت الخميني، لذلك سُمّيت (بثورة الكاسيت ..!!)، بياناتُ الخُميني وخطاباتُ الخميني وأحاديثُ الخُميني كانت تترا.. ● سنة (1971) الخُميني في النَّجف والخمينيون ساكتون لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً إلَّا إنَّ النار تتأجَّجُ تحت الرماد.. ● ما بين (1973) و (1974)، حدثت طفرةٌ في أسعار النَّفط، فكان الإيرانيون يتوقَّعون بحسبِ برنامج الإصلاحاتِ الاقتصادي في الثورةِ البيضاء الَّذي أُعلِن أن ينتفع الشعبُ الإيراني من هذهِ الزيادةِ الهائلةِ في أسعارِ النَّفط، ولكن لم ينتفع الشعبُ الإيراني شيئاً.. هذا زاد في تأجُّجِ نار الثورةِ في النفوس، لكنَّ الشارع هادئٌ وهادئٌ جِدَّاً.. ● سنة (1975) يتمادى الشاه فيؤسِّسُ حزباً سنة (1975)، إنَّهُ الحزبُ الخاص بالشاه، ما اسمه؟ ( رستاخيز ) بالضبط إنَّهُ (حزبُ البعث).. هذا الحزبُ الَّذي أسَّسهُ الشاه صارَ لعنةً على الشاه من أحدِ الأسباب الَّتي هيَّجت الناس على الشاه هو هذا الحزب، وهذهِ القوانين الغبية يجبُ على كُلِّ إيرانيٍّ بالغ أن ينتمي إلى هذا الحزب. ● سنة (1976) أصدرَ قانوناً بتغيير التقويم الهجري الرسمي في إيران إلى التقويم الفارسي، وفقاً للتقويم الفارسي بحسابِ دولةِ الأكاسرة قديماً، فهذا أثار نُفوس الإيرانيين الـمُتدينين أثارهم كثيراً على الشاه، هذهِ الأمور تتجمَّعُ شيئاً فشيئاً. كُلُّ ذلك كانت النارُ تتأجَّجُ تحت الرماد، وكانَ الخُميني يعملُ دائباً ليل نهار، في تهيئة الأرضيةِ المناسبةِ للعودةِ إلى الشارع للثورة.. ● يوم ( 23 / 10 / 1977 ) ما الَّذي حدث؟ لقد بدأت المرحلةُ الجديدة، ( 23 / 10 / 1977 ) توفي الابنُ الأكبر للسيِّد الخميني سيِّد مصطفى في النَّجف، وفاتهُ كانت مشبوهةً! هناك من يقول: من أنَّهُ كان مريضاً وتوفي بسببِ مرضهِ، وهناك من يقول من أنَّهُ توفي بالسكتة.. لكنَّ الخمينيين والمعارضين لشاهِ إيران قالوا: من أنَّ السافاك قد سمَّمهُ. مصطفى الخميني توفي في يوم (23/10/1977)، السيِّد الخميني ما صرَّح بشيءٍ إطلاقاً، ما قال شيئاً، بقي ساكتاً، لكنَّ الشارع في إيران يغلي.. وكان شارعاً واسعاً آنذاك، فكثيرون مِمَّن كانوا مع المراجع بعدما شاهدوا ورأوا الأحداث الَّتي تلت نفي السيِّد الخميني انظموا إلى الخمينيين، الشارعُ في إيران بدأ يغلي، وشاعَ الخبرُ حتَّى في القرى من أنَّ السافاك بأمرٍ من الشاه سمَّموا مصطفى الخميني الابن الأكبر للسيِّد الخميني، أُقيمت مجالسُ العزاء والتأبين والفاتحة.. ونزلت المظاهرات في مدنٍ كثيرة احتجاجاً على قتلِ مصطفى الخميني. المرحلة الثانية: لقد انطلقت الشرارةُ الأولى للمرحلةِ الثانية، فبعد هذهِ المظاهرات ما هدأت الأوضاعُ في إيران.. فمصطفى الخميني توفي في (23 / 10 / 1977)، مجالس العزاء استمرَّت إلى نهاية السنة، وفي أربعين مصطفى الخميني أيضاً أُقيم العزاء وأُقيمت المجالس، وكانت هناك مُظاهرات واحتجاجات.. ● النَّارُ تأجَّجت وفار التنور كما يُقال متى؟! في (7 / 1 / 1978)، الأيام مُتقاربة، وفاة مصطفى الخميني (23 / 10 /1977)، من هنا بدأت شرارةُ المرحلةِ الثانية. لكنَّ القضية تأجَّجت في (7/1/ 1978)، يعني بعد شهرين تقريباً. ● ما الَّذي حدث؟ جريدة (اطلاعات) هي الجريدة الوطنيةُ الإيرانيةُ الأكثر انتشاراً، كاتبٌ باسمٍ مستعار كتب مقالاً بهذا العنوان: (إيران والاستعمارُ الأحمر والأسود)، نزل فيهِ بشدَّةٍ في هذا المقال على السيِّد الخُميني، فوصفهُ بالعميل البريطاني، ووصفهُ بأنَّهُ عميلٌ للشيوعيين.. هذا المقال أقام الدنيا ولم يقعدها في قم، وكذلك في بقيَّة المدن، الخمينيون من طلبة الحوزةِ في قم نزلوا هائجين إلى الشوارع واشتبكوا مع القوات الحكومية ونزل كثيرٌ من القُمِّيين، قم اشتعلت، في الحقيقةِ بدايةُ الثورةِ الإسلاميةِ في إيران الخمينية بدأت في هذا اليوم حينما نُشر هذا المقال، تأجَّجت الثورةُ في أكثرِ مُدن إيران. ● (7 / 1 / 78) مظاهرات طُلَّاب الحوزةِ في قم هناك قتلى في أربعينهم (18 / 2 / 78) تجدَّدت التظاهرات بمناسبة أربعين الَّذين قُتلوا في قم، مظاهرات حاشدة في مدنٍ كثيرةٍ في إيران. أيضاً وقع قتلى في مظاهرات يوم (18 / 2 / 1978)، في أربعينهم يوم (29 / 3 / 1978)، مظاهرات في أكثر من ستين مدينة في إيران.. في كُلِّ أربعين تتجدَّد المظاهرات، أيضاً كان هناك قتلى في أربعينهم (10 / 5 / 1978). اتورَّط الشاه ويه الـمّوامنه ما راح يخلص، وكلَّما قُتل قتلى في أربعينهم المظاهرات تتأجَّج وبشكلٍ أكبر، تكرَّر هذا الأمر عدَّة مرَّات إلى أن بدأ الشاه يتراجع، لأنَّ المدن الإيرانية والقُرى الإيرانية بدأت تعترض وتتظاهر وترفض وترفعُ صوتها عالياً مُؤيِّدةً للخُميني، بدأ الشاهُ يتراجع! الشاه كان مُتكبراً بنحوٍ لا يُطاق، ولكنَّ المظاهرات والضغط الشديد جعلهُ يتراجع رَغمَ أنفه. ● جاءت الجمعة السوداء (ميدان جاله) في طهران وهناك حدث ما حدث.. الشاهُ يتنازلُ يوماً بعد يوم إلى الحدِّ الَّذي أصدر أمراً بإلقاء القبض على (100) مسؤول من كبار المسؤولين لأجلِ أن يُظهر من أنَّهُ يتماشى مع مطالبِ المتظاهرين، لكنَّ المتظاهرين يرفضون، الشاه يتنازل والمتظاهرون، المعارضة، قطعاً هو الخميني، الخمينيُّ كان يرفض، فحينما يرفضُ الخميني الشعبُ كان يرفضُ معه، الحكايةُ هكذا. ● جاء برئيس وزراء ما كان يُتصوَّر أنَّ الشاه يأتي بهِ (شهبور بختيار)، كان من المعارضة، جاء بهِ رَغم أنفهِ، وشهبور بختيار كان لهُ يد في إخراج الشاه من إيران. ● في (16/1/1979)، غادر الشاه إيران بلا عودة بعد أن تنازل عن كُلِّ شيءٍ للمتظاهرين إلى الحد الَّذي تنازل عن عرشهِ ولكنَّ الثورة مستمرَّة.. ● الشاه خرج في (16/1/79)، الخميني وصل في (1/2/79)، نزلت طائرةُ الخميني الَّتي هي من الخطوط الفرنسية، الإيرباص الفرنسية نزلت في مطار مهراباد الدولي في طهران نزل الخميني في (1/2/1979). ● سؤالان بقيا في ذاكرة التاريخ وُجِّها للخميني حين نزل في مطار مهراباد الدولي: — السؤال الأول من الصحفيين من مختلف الجنسيات: ما هو شعورك حينما نزل على أرض المطار؟! الجوابُ الغريبُ الَّذي أجاب بهِ الخميني باللغةِ الفارسية: (هيـﭻ !!)، لا شيء. ما هو شعورك وأنت تنزلُ على أرض المطار بعد كُلِّ هذهِ السنين في المنفى ولقد رجعت مُنتصراً ما هو شعورك؟ ( هيـﭻ !! )، لا شيء.. إنَّهُ يريدُ أن يقول: إنَّني أتحرَّكُ وفقاً لتكليفي الشرعي ..!! — السؤالُ الثاني: إلى أين تُريدُ أن تصل؟ ما هو هدفك؟ قال: (إنَّنا نُقيم هذهِ الدولة كي نُقدِّمها على طبقٍ من الإخلاص إلى صاحبها الأصلي)، هذهِ حقائق مُثبَّتة في كتب التاريخ، من هذهِ الكلمة بدأ الاهتمامُ بالإمام المهدي في الولايات المتَّحِدة الأمريكية وفي أوربا على المستوى السياسي وعلى المستوى الإعلامي كُتِبت كُتب، أُنتجت أفلام، كُتِبت تقارير، بعد هذهِ الكلمة الَّتي قالها الخميني في مطار مهراباد.. ألا تُلاحظون أنَّ هذهِ المراحل هي الَّتي تتحدَّثُ عنها هذهِ الرواية من أنَّهم طلبوا الحق فما أُعطوه، فجاء الاستعمال ثُمَّ، ثُمَّ تفيد التراخي يعني بعد مُدَّةٍ من الزمن، فطلبوا مرَّةً ثانية ولم يُعطوه، ولاحظوا الراوية ما استعملت ( ثُمَّ!! ): كَأَنِّي بِقَومٍ قَد خَرَجُوا بِالـمَشْرِق يَطْلبُونَ الحَقَّ فَلا يُعْطَونَه، ثُمَّ – يعني بعد مُدَّةٍ من الزَّمن – ثُمَّ يَطْلِبُونَهُ فَلا يُعْطَونَه – فلم تستعمل الرواية ( ثُمَّ ) – فَإِذَا رَأوا ذَلِك – هذهِ فاء تفريعية، فتفرَّع على أنَّهم حينما طلبوا وما أُعطوا- فَإِذَا رَأوا ذَلِك وَضَعُوا سيُوفَهُم عَلَى عَوَاتِقِهِم – استعدوا للقتال، لقد اتَّخذوا القرار من أنَّهم لن يتراجعوا، معنى أنَّهم وضعوا سيوفهم على عواتقهم لم يدخلوا في معركة، وإنَّما اتَّخذوا القرار على أنَّهم لن يتراجعوا، إذا اقتضى الأمر أن يدخلوا في معركة فإنَّهم سيدخلون، فلَّما اتَّخذوا القرار هذا الشاه رأى أنَّهُ لا يستطيع أن يُقاوم فبدأ يتنازل – فَإِذَا رَأوا ذَلِك وَضَعُوا سيُوفَهُم عَلَى عَوَاتِقِهِم فَيُعْطَونَ مَا سَأَلُوه فَلا يَقبَلُونَهُ حَتَّى يَقُومُوا -حتَّى تكون الحكومةُ بأيديهم- وَلَا يَدْفَعُونَهَا إِلَّا إِلَى صَاحِبِكُم قَتْلَاهُم شُهَدَاء – الَّذين قُتلوا منهم في هذا المسير هم شهداء، هذا تقريرٌ من الباقرِ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه – قَتْلَاهُم شُهَدَاء، أَمَا أَنّي لَو أَدْرَكتُ ذَلِك لَاسْتَبْقَيتُ نَفسِي لِصَاحِبِ هَذا الأَمْر. ● كتاب (بحار الأنوار ، ج57) لشيخنا المجلسي، صفحة (216)، الحديث (37)، عَن إمِامنا الكاظم: عَن أبي الحَسَنِ الأوَّل -إمامنا موسى بن جعفر يقول: رَجُلٌ مِن قُم يَدْعُو النَّاسَ إِلى الحَق يَجتَمِعُ مَعَهُ قَومٌ كَزُبَرِ الحَدِيد -قِطع الحديد- لَا تُزِلُّهُم الرِّياح العَوَاصِف وَلا يَملُّونَ مِنَ الحَرْب وَلَا يَجْبُنُون – فهؤلاءِ الَّذين جاءوا مذكورين في روايةِ غيبة النعماني: ( كَأَنِّي بِقَومٍ قَد خَرَجُوا بِالـمَشْرِق يَطْلبُونَ الحَقَّ فَلا يُعْطَونَه )، هؤلاء يُطالبون بشيءٍ يكونُ لهم بشيءٍ عملي من الَّذي يقودهم؟ من هو قائدهم؟ القائدُ لابُدَّ أن يحمل فكرةً، ولذلك هذهِ الفكرةُ هي الَّتي تجعلُ من قتلاهم شهداء.. نحنُ نتحدَّثُ في زمان الغيبةِ وفي أجواء الشيعةِ، فلا يوجد داعيةٌ إلى الحقِّ بشكلٍ مُطلق إلَّا المعصوم، ولا يوجد داعيةٌ إلى الهدى بشكلٍ مُطلق إلَّا المعصوم، حينما نقول: (رَجُلٌ مِن أهلِ قُم يَدْعُو النَّاسَ إِلى الحَق)، بحسبهِ وبحسب الناس، هذا شيعيٌّ من الشيعةِ، فإنَّهُ يدعو الشيعة إلى الحق بحسبهِ وبحسبهم، لا يوجد حقٌّ مُطلق إلَّا عند المعصوم فقط- رَجُلٌ مِن أهلِ قُم يَدْعُو النَّاسَ إِلى الحَق يَجتَمِعُ مَعَهُ قَومٌ كَزُبَرِ الحَدِيد لَا تُزِلُّهُم الرِّياحُ العَوَاصِف وَلا يَملُّونَ مِنَ الحَرْب وَلَا يَجْبُنُون وَعَلَى اللهِ يَتَوَكَّلُون. قد يقولُ قائلٌ: يُمكن أن تنطبق في قادم الأيام؟ وأقولُ: نعم وألف نعم، يُمكن أن تنطبق في قادمِ الأيام. قد يقولُ قائلٌ: هل يُمكن أنَّها قد انطبقت في زمنٍ سابق؟ لا نملكُ دليلاً على هذا، في تاريخ قم لا يوجد رجلٌ بهذا الوصف ومعهُ أُناسٌ بهذا الوصف، يُمكن أن يكون في المستقبل نعم. لكن هل ينطبقُ هذا على الخميني وعلى ثورتهِ؟ لا أُريد أن أقول من أنَّ هذهِ الروايات ستنطبقُ بدرجة مئة في المئة، نحنُ لا نعلمُ الغيب، لكنَّ انطباقاً واضحاً لهذهِ الروايات على الأحداث الَّتي وقعت في إيران مُنذُ سنة (1963)، إلى سنة (1979)، مسار الثورةِ الإسلاميةِ الخمينيةِ في إيران. (بحار الأنوار، ج57) في آخر الروايةِ تأتي هذهِ الجملة: وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين -هذهِ الجملةُ تُخبرنا عن أنَّ هذا المسار يحدثُ فيهِ الخطأُ والصواب، ويحدثُ فيهِ الظلمُ والعدل، ويحدثُ فيهِ الضلالُ والهُدى، نحنُ نتحدَّثُ عن شيعةٍ لا نتحدَّثُ عن معصومين – وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين – هذهِ شفرةٌ، هذهِ الكلمةُ مفتاحٌ من مفاتيحِ فهم المعنى في هذهِ الرواية. هذا التعبيرُ تعبيرٌ قرآني (وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين)، إذ ما رجعنا إلى الكتاب الكريم: ● في سورة الأعراف، في الآيةِ (127) بعد البسملة والَّتي بعدها، هذا الاستعمال يأتي في المواطن الَّتي يختلطُ الحقُّ والباطل: ﴿ وَقَالَ الْمَلأُ مِن قَوْمِ فِرْعَونَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءهُمْ وَنَسْتَحْيِـي نِسَاءهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ ۞ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ العاقبةُ للمتَّقين إنَّها للَّذين يسيرون المسار الصحيح، فهذا الطريقُ فيهِ الضلالُ والهدى، وفيهِ الظلمُ والعدل وفيهِ الباطلُ والحق، وفيهِ، وفيهِ. ● في سورةِ هود، في الآيةِ (49) بعد البسملة، الخطابُ لرسولِ الله صلَّى الله عليه وآله بعد أن كان الحديثُ عن تفاصيلِ قصةِ نوح النَّبي: ﴿تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَـذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ﴾، الصراعُ بين نوحٍ وقومهِ، والَّذين آمنوا بنوح هل ثبتوا على إيمانهم جميعاً؟ ضلَّ من ضل واهتدى من اهتدى وعمليةُ الاختبارات طالت في زمنِ نوح، حكايةُ نوح طويلةٌ، العاقبةُ للمُتَّقين إنَّهُ صراعُ الحقِّ والباطل في النفوس البشرية!! ● في سورةِ القصص، في الآيةِ (82) بعد البسملةِ وما بعدها في قصةِ قارون: ﴿ وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ – من اليهود الَّذين كانوا يتمنون أن يكونوا كقارون الَّذي كان يملكُ الأموال الطائلة- وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ ۞ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَاداً وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾، هذا هو الصراعُ البشري، هذا هو الصراعُ الإنساني بين الحقِّ والباطل، بين الظُلمِ والعدل، إنَّها مسيرةُ الإنسان غير المعصوم. رَجُلٌ مِن أَهْلِ قُم يَدْعُو النَّاسَ إِلَى الحَق يَجْتَمِعُ مَعَهُ قُومٌ كَزْبَرِ الحَدِيد لَا تُزِلُّهُم الرِّيَاحُ العَوَاصِف وَلَا يَملُّونَ مِنَ الحَرْبِ وَلَا يَجْبُنُون وَعَلَى اللهِ يَتَوَكَّلُون وَالعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِين – ففيهم الأخيار وفيهم الأشرار، فيهم الصالحون وفيهم الطالحون، فيهم أصحابُ الرحمةِ وفيهم أصحابُ القسوة، وهكذا هو حالُ البشرِ جميعاً. ● كتاب (بحار الأنوار، ج57) لشيخنا المجلسي، صفحة (213)، رقم الحديث (23): عَن الصَّادِق صَلواتُ اللهِ وسلامُه عَلَيه أنَّهُ ذَكَر كُوفَة وَقَال: سَتَخْلُو كُوفَةُ مِن الـمُؤْمِنِين وَيَأرَزُ عَنهَا العِلمُ كَمَا تَأرَزُ الحِيَّةُ فِي جُحْرِهَا -في فترة السُبات فأنَّها تجمعُ نفسها من الخارج وتدخل إلى الجُحر وتطوي نفسها على نفسها- ثُمَّ يَظْهَرُ العِلْمُ بِبَلْدَةٍ يُقَالُ لَـهَا قُم – إنَّهُ يتحدَّثُ عن العلم الديني- وَتَصِيرُ مَعْدِنَاً لِلْعِلْمِ وَالفَضْل حَتَّى لَا يَبْقَى فِي الأَرْضِ مُسْتَضعَفٌ فِي الدِّين -المستضعفُ هو الَّذي لا يستطيعُ أن يُميِّز بين الحقِّ والباطل لقلَّةِ علمهِ، لضعفِ عقلهِ أو لعدمِ توفر المعطيات، المرادُ هنا من أنَّ المعطيات ستتوفَّر لأنَّ قم ستعودُ إلى الحياة في زمنٍ تتوفَّرُ فيهِ المعطيات، هذهِ الثورةُ المعلوماتية، وهذهِ الفضائيات، وهذهِ المنابرُ، وهذا الإعلام الواسع.. فهناك فرصةٌ واسعةٌ لظهورِ معطياتِ الحق ومعطيات الباطل، فبإمكان الناسِ أن يُشخِّصوا معطيات الحق من معطيات الباطل- ثُمَّ يَظْهَرُ العِلْمُ بِبَلْدَةٍ يُقَالُ لَـهَا قُم- ما هذا مثالٌ بين أيديكم: هذهِ قناةُ القمر الفضائيَّة هذهِ قناةٌ جذورها قميةٌ، مرادي جذورها قميةٌ ما أنا الَّذي أُحدِّثكم نضجتُ فكرياً وعلمياً في مدينةِ قم، هذا الَّذي قصدتهُ – ثُمَّ يَظْهَرُ العِلْمُ بِبَلْدَةٍ يُقَالُ لَـهَا قُم وَتَصِيرُ مَعْدِنَاً لِلْعِلْمِ وَالفَضْل حَتَّى لَا يَبْقَى فِي الأَرْضِ مُسْتَضعَفٌ فِي الدِّين حَتَّى الـمُخَدَّرَاتِ فِي الحِجَال – يعني حتَّى النساء الَّتي في البيوت لا تخرجُ لطلب العلم ولا تخرجُ للتواجدِ في الأنشطةِ الاجتماعيةِ المختلفة، التلفزيون يصلُ إليها، الإنترنت يصلُ إليها في البيوت، نحنُ في عصرِ دُخول العلمِ والمعلوماتِ إلى البيوت من دونِ استئذان، كثيرون لا يُريدون لقناة القمر أن تُشاهد في بيوتهم ولكنَّ أبناءهم، عوائلهم يُشاهدون هذهِ القناة رَغماً عنهم، فإنَّ حديث آلِ مُحَمَّدٍ بفضلِ هذهِ التكنولوجيا يُمكنهُ أن يدخل في كُلِّ مكان ومن دونِ استئذان- حَتَّى لَا يَبْقَى فِي الأَرْضِ مُسْتَضعَفٌ فِي الدِّين حَتَّى الـمُخَدَّرَاتِ فِي الحِجَال وَذَلِك – متى؟ – وَذَلِك عِندَ قُرْبِ ظُهُورِ قَائِمِنَا، فَيَجْعَلُ الله قُم وَأَهْلَهُ قَائِمَينِ مَقَامَ الحُجَّةِ وَلَوْلَا ذَلِك لَسَاخَت الأَرْضُ بِأَهْلِهَا وَلَـم يَبْقَى فِي الأَرْضِ حُجَّة – هذهِ الحُجَّةُ الفرعية، الحُجَّةُ الأصلية هو إمامُ زماننا، الحديث ليس عن قم جغرافياً فقط. ● صفحة (218): وَقَالَ يَابنَ رَسُول الله -هذا الَّذي يسألُ الإمام الصَّادق- وَقَالَ: يَابنَ رَسُول الله، هَذا خَاصَّةٌ لِأَهْلِ قُم؟ قَالَ: نَعَم وَمَن يَقُولُ بِمَقَالَتِهِم -المقالةُ هي العقيدة، أهلُ قم ومن يقولُ بمقالتهم، ماهي مقالتهم؟ نُصرةُ القائم، إنَّما سُمِّيت قم بقم لأنَّ أهلها يقومون مع القائم ويستقيمون عليه وينصرونهُ، الَّذين يحملون هذهِ العقيدة إن كانوا يقطنون في قم أو يقطنون في البرازيل، أهلُ قم القُمّيون القائميون ومن يقول بمقالتهم، ليس الحديث عن السُكنى في المدينة ليس الحديث عن الجغرافية. فَيَجْعَلُ الله قُم وَأَهْلَهُ -الَّذين يقولون بمقالةِ العقيدةِ القُمّية القائمية – فَيَجْعَلُ الله قُم وَأَهْلَهُ قَائِمَينِ مَقَامَ الحُجَّة وَلَوْلَا ذَلِك لَسَاخَت الأَرْضُ بِأَهْلِهَا وَلَـم يَبْقَى فِي الأَرْضِ حُجَّة فَيَفِيضُ العِلْمُ مِنهُ -من قم- إِلَى سَائِرِ البِلاد فِي الـمَشْرِقِ وَالـمَغرِب -أنا أسألكم أنتم يا شيعة العراق، يا شيعة لبنان، يا شيعة الخليج، بالـمُجمل بغضِّ النَّظر أنَّ الثقافة الَّتي تُطرح شيعيةٌ أصيلة، قُطبيةٌ، الخطباءُ، الشعراءُ، الرواديد، المعمَّمون، الفضائيات، مواقع الإنترنت، الَّذين يقومون عليها الَّذين أسَّسوها إمَّا خرجوا من قم وإمَّا تأثَّروا بالخارجين من قم، أليس هذا هو الواقع أو لا؟!- فَيَفِيضُ العِلْمُ مِنهُ -من قم- إِلَى سَائِرِ البِلاد فِي الـمَشْرِقِ وَالـمَغرِب فَيَتمُّ حُجَّةُ اللهِ عَلَى الخَلْق حَتَّى لَا يَبْقَى أَحَدٌ عَلَى الأَرْض -مِن الشيعةِ- لَـم يبلُغ إِلَيهِ الدِّين والعِلم، ثُمَّ يَظهَرُ القَائِمُ عَلَيهِ السَّلام -إلى بقية الرواية. ● كتاب (بحار الأنوار، ج57) لشيخنا المجلسي، رقم الحديث (48) أقرأ جانباً منه، إمامنا الصَّادق يقول: حَدَّثَنِي أَبِي عَن أَبِيه عَن جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِه: نَظَرتُ إِلَى بُقْعَةٍ بِأَرْضِ الجَبَل – في المعراج- نَظَرتُ إِلَى بُقْعَةٍ بِأَرْضِ الجَبَل خَضْرَاء أَحسَنَ لَوناً مِنَ الزَّعْفَرَان، وَأطيَبَ رَائِحَةً مِن الـمِسْك، وَإِذَا فِيهَا شَيخٌ بَارِكٌ عَلَى رَأسِهِ بُرْنُس – شيخ باركٌ بَرَكَ على قدميه على رُكبتيه- فَقُلتُ: حَبِيبي جَبْرَائِيل، مَا هَذِهِ البُقْعَة؟ قَالَ: فِيهَا شِيعَةُ وَصِيِّك عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِب -هذهِ رؤيةٌ ملكوتيةٌ للأشياء!!- قُلتُ: فَمَن الشَّيخُ البَارِكُ فِيهَا؟ قَالَ: ذَلِك إِبْلِيسُ اللَّعِين عَلَيه اللَّعنَة، قُلتُ: فَمَا يُرِيدُ مِنْهُم؟ -ما يُريدُ من شيعةِ عليٍّ؟ – قَالَ: يُرِيدُ أَنْ يَصُدَّهُم عَن وَلايَةِ وَصِيِّك عَلِيّ وَيَدْعُوهُم إِلَى الفسقِ وَالفُجُور، فَقُلتُ: يَا جَبْرَائِيل، اِهْوِي بِنَا إِلَيه، فَأهْوَى بِنَا إِلَيه فِي أَسْرَعِ مِن بَرقٍ خَاطِف، فَقُلتُ لَه: قُم يَا مَلْعُون فَشَارِك الـمُرجِئَة فِي نِسَائِهِم وَأمْوَالِهِم -المرجئة ما هم بشيعةٍ حقيقيين سيُحاربون إمام زماننا-لأنَّ أَهْلَ قُم شِيعَتِي وَشِيعَةُ وَصِيِّي عَلِيِّ بنِ أبي طَالِب – المرجئةُ إذاً ما هم بشيعةِ عليِّ بن أبي طالب. ● في (غيبةِ شيخنا النعماني) رضوان الله تعالى عليه، صفحة (278)، الحديث (72): بسندهِ عَن يَعقُوب بن السرَّاج، قَالَ: قُلتُ لأبِي عَبدِ الله عَلَيه السَّلام: مَتَى فَرَجُ شِيعَتُكم؟ فَقَالَ: إِذَا اخْتَلَفَ وُلدُ العَبَّاس – إنَّهُ يتحدَّثُ عن العباسيين في آخرِ الزمان، شيعةٌ عباسيون- إِذَا اخْتَلَف وُلْدُ العَبَاس وَوَهَى سُلْطَانُهُم وَطَمَع فِيهُم مَن لَـم يَكُن يَطمَع، وَخَلَعَت العَرَبُ أَعِنَّتَهَا، وَرَفَعَ كُلُّ ذِي صِيصِيَّةٍ صِيصِيّته -الصيصةُ والصيصيةُ هو المخلبُ الَّذي يكون عند الطير في خلف رجلهِ- وَرَفَع كُلُّ ذِي صِيصِيَّةٍ صِيصِيَّتهُ -يعني أنَّ كُلَّ شخصٍ يمتلكُ قوَّةً أو قدرةً أو سلاحاً فإنَّهُ سيبرزهُ- وَرَفَعَ كُلُّ ذِي صِيصِيَّةٍ صِيصِيَّتهُ وَظَهَر السُّفْيَاني وَأَقْبَلَ اليَمَانِي وَتَحَرَّك الحَسَنِي – لكن رُبَّما بقرينةِ السفياني الآتي من الشام واليماني الآتي من اليمن والحسني الآتي من إيران، فهؤلاءِ من بُلدانٍ مختلفة، فإذاً يكون المعنى: وَخَلَعَت العَرَبُ أَعِنَّتَهَا -في مختلفِ البلاد – وَرَفَع كُلُّ ذِي صِيصِيَّةٍ صِيصِيَّتهُ -أيضاً في مختلفِ البلاد، على الأقل في منطقة الظهور- وَرَفَع كُلُّ ذِي صِيصِيَّةٍ صِيصِيَّتهُ، وَظَهَر السُّفْيَاني، وَأَقْبَلَ اليَمَانِي، وَتَحَرَّك الحَسَنِي، خَرَج صَاحِبُ هَذَا الأَمْر مِن الـمَديِنةِ إِلَى مَكَّة بِتُرَاثِ رَسُول الله، قُلتُ: وَمَا تُرَاثُ رَسُولِ الله؟ فَقَالَ: سَيفهُ وَدِرْعهُ وعِمَامَتهُ وَبُرْدهُ وَرَايَتهُ وَقَضِيبهُ وَفَرَسهُ وَلَامَتهُ – اللامةُ هي العُدَّةُ الحربية- وَسَرْجهُ -خرج بكُلِّ هذهِ الآثار.. ● صفحة (289)، الحدث (67) أأخذُ جانباً منه: عَن جَابر بنِ يَزيد الجُعفي، قَالَ: قَالَ أبُو جَعفَر – إمامنا الباقر يقول لجابر: يَا جَابِر، اِلزَم الأَرْض وَ لَا تُحرِّك يَدَاً ولا رِجْلَاً حَتَّى تَرَى عَلَامَاتٍ أَذكُرُهَا لَك إنْ أدرَكْتَهَا -ولكنَّ جابراً ما أدركها، هذهِ العلامات لم تتحقَّق لحد الآن- فَأوَّلُ أَرضٍ تَخْرُب أَرضُ الشَّام -في منطقة الظهور أولُ أرضٍ تخرُب أرضُ الشام- ثُمَّ يَخْتَلِفُونَ عِندَ ذَلِك عَلَى ثَلاثِ رَايات؛ رَايةُ الأَصْهَب، وَرَايَةُ الأَبْقَع، وَرَايةُ السُّفياني، فَيَلتَقِي السُّفيانِي بِالأَبْقَع فَيَقْتَتِلُون فَيَقتُلُه السُّفياني وَمَن تَبِعَه، ثُمَّ يَقتُلُ الأَصْهَب، ثُمَّ لَا يَكُونُ لَهُ هِمَّةٌ إِلَّا الإِقْبَال نَحو العِرَاق وَيَمرُّ جَيشُهُ بِقرقِيسيَاء -هذهِ المنطقة الآن لا وجود لها آثارها باقية، إنَّها في المثلثِ العراقي السوري التركي- وَيَمرُّ جَيشُهُ بِقرقِيسيَاء فَيَقْتَتِلُون بِهَا فَيُقتَلُ بِهَا مِنَ الجَبَّارين مِئةُ أَلف وَيَبعَثُ السُّفياني جَيشَاً إِلَى الكُوفَة وَعِدَّتُهُم سَبْعُونَ أَلفَاً فَيُصِيبُونَ مِن أَهْلِ الكُوفَةِ قَتْلاً وَصَلبَاً وَسَبْياً – قطعاً هذا على سيناريو من السيناريوهات، سيناريو أنَّهُ يقتلُ قليلاً من أهل الكوفة ويُبايعهُ الكوفيون، وسيناريو أنَّهُ يفتكُ فتكاً بالكوفيين، هذهِ الروايةُ تتحدَّث عن سيناريو الفتك بالكوفيين- فَيُصِيبُونَ مِن أَهْلِ الكُوفَةِ قَتْلاً وَصَلبَاً وَسَبْياً فَبَينَمَا هُم كَذَلِك إِذْ أَقْبَلَت رَايَاتٌ مِن قِبَلِ خُرَاسَان وَتَطْوِي الـمَنازِلَ طَيَّاً حَثِيثَاً – بسرعة لنُصرةِ الكوفيين – وَمَعَهُم نَفَرٌ مِن أصْحَابِ القَائِم – في تلك القُوَّات – ثُمَّ يَخرُجُ رَجُلٌ مِن مَوَالِي أَهْلِ الكُوفَة – مِن الَّذين أصولهم رُبَّما من الإيرانيين، من الأفغانيين، من موالي أهل الكوفة من غيرِ العرب – ثُمَّ يَخرُجُ رَجُلٌ مِن مَوَالِي أَهْلِ الكُوفَة فِي ضُعَفَاء فَيَقْتُلُه أَمِيرُ جَيشِ السُّفيَانِي بَينَ الحِيرَةِ وَالكُوفَة – ومرَّ علينا الكلام من أنَّ القتل سيكثُر بين الحِيرةِ والكوفة، قد يكونُ هو هذا وقد يكون الأمرُ شيئاً آخر – وَيَبعَثُ السُّفياني بَعثَاً إِلَى الـمَدِينَة فَيَنْفُرُ الـمَهْدِيُّ مِنهَا إِلَى مَكَّة – يبدو أنَّ السفياني عندهُ معلومات عن مكانِ إمامِ زماننا لأنَّهُ كما يبدو أنَّ الإمام يتحرَّكُ بشكلٍ يُمكن أن يُكتشف بالوسائلِ والأسباب الطبيعية وإن كانت حركتهُ سريةً إلى هذا الوقت – وَيَبعَثُ السُّفياني بَعثَاً إِلَى الـمَدِينَة فَيَنْفُرُ الـمَهْدِيُّ مِنهَا إِلَى مَكَّة، فَيَبْلُغُ أَمِيرَ جَيشِ السُّفياني أنَّ الـمَهْدِيَّ قَد خَرَجَ إِلَى مَكَّة فَيَبْعَثُ جَيشَاً عَلَى أَثَرِهِ فَلا يُدْرِكُهُ حَتَّى يَدْخُل مَكَّةَ خَائِفَاً يَتَرقَّب عَلَى سُنَّةِ مُوسَى بنِ عِمْرَان – الإمامُ ليس خائفاً على نفسهِ، هو خائفٌ على مشروعهِ أن تتوفَّر أسباب بسبب الناس فيتأجَّل المشروع وهو خوفٌ منهُ على شيعتهِ بشكلٍ خاص وعلى البشريةِ بشكلٍ عام. ● (غيبة الطوسي)، صفحة (277): بسندهِ، عَن بَكرِ بنِ مُحمَّدٍ الأزدي، عَن إِمَامِنا الصَّادِق قَالَ: خُرُوجُ الثَّلَاثة الخُرَاسَانِي وَالسُّفيَانِي وَاليَمَانِي فِي سَنَةٍ وَاحِدَة فِي شَهرٍ وَاحِد فِي يَومٍ وَاحِد وَلَيسَ فِيهَا رَايةٌ بِأَهْدَى مِن رَايَةِ اليَمَانِي يَهْدِي إِلَى الحَق -رايةُ الخراساني رايةُ هدى لكنَّها ليست هي الرايةُ الأهدى، لابُدَّ من وجود رايةٍ أخرى هي أقلُ هُدىً من راية اليماني إنَّها رايةُ الخراساني- وَلَيسَ فِيهَا رَايةٌ بِأَهْدَى مِن رَايَةِ اليَمَانِي يَهْدِي إِلَى الحَق -الحق هو عنوانٌ إلى الحُجَّةِ بنِ الحسن، منهجيةُ اليماني منهجيةٌ مُباشرةٌ نظيفةٌ صافيةٌ مُؤديَّةٌ إلى الحُجَّةِ بنِ الحسن، أمَّا السفياني رايتهُ رايةُ ضلال، لكنَّ راية الخُراساني رايةٌ مُختلطة ليست كرايةِ اليماني. ● كتاب (غيبة النعماني)، صفحة (252)، الحديث (46): (بسندهِ، عَن خَلَّاد بنِ الصفَّار قَالَ: سُئِل أبُو عَبدِ الله – سُئِل الإمامُ الصَّادق – هَلْ وُلِد القَائِم؟ فَقَالَ: لَا وَلَو أَدْرَكْتُهُ لَخَدَمْتُهُ أيَّامَ حَيَاتِي)، ولو أدركتهُ لا يعني زمان ظهورهِ، ولو أدركتُ أيام ولادتهِ الَّتي تستمرُّ مُنذُ زمن الإمام الحسن العسكري وعِبر الغيبةِ الصغرى إلى الغيبةِ الكبرى، لأنَّ السؤال عن الولادة وليس عن الظهور. أنا أسأل هؤلاء الَّذين يضحكون على أنفسهم ويُسمُّون أنفسهم بِخُدَّام الحسين أيُّ خدمةٍ وأنتم ملأتم رؤوسكم من قذارات سيّد قطب من هؤلاء الخطباء التافهين، أيُّ خدمةٍ هذهِ؟! أيُّ مضحكةٍ أنتم فيها؟! لو كانت هذهِ الخدمةُ هي الَّتي يُريدها إمامنا الصَّادقُ لَمَا قال هذا الكلام! مثلما جاء في روايةِ أبي خالدٍ الكابلي: (أَمَا إِنّي لَو أَدْرَكتُ ذَلِك لَاسْتَبْقَيتُ نَفسِي لِصَاحِبِ هَذا الأَمْر)، ليس المراد الإبقاء المحافظة على السلامة الشخصية، المحافظةُ على السلامة الشخصية أمرٌ مُهمٌ ومطلوبٌ ولكنَّ المطلوب ليس الإبقاء الاستبقاء، وإنَّما نستبقي على أنفسنا بتهيئةِ نُفوسنا لخدمةِ إمام زماننا!! وهذا هو الَّذي أتحدَّثُ دائماً عنه، نحنُ بحاجةٍ إلى العمل الجاد والمتواصل لبناءِ عُقولنا نحنُ على الأقل، وإن استطعنا أن نُعيد بناء العقل الشيعي الجمعي باتِّجاهِ إمامِ زماننا فيجبُ علينا أن نفعل، يجبُ علينا أن نتعاون جميعاً أنا وأنتم لأجلِ إعادةِ بناء العقل الشيعي الجمعي، عِبر الإعلام، عِبر الإعلام. فحينما يتحدَّثُ إمامنا الصَّادق عن أنَّ راية اليماني هي الرايةُ الأهدى، لـماذا؟ لأنَّهُ يَهدِي إِلى الحق، الحقُّ في رواياتنا في أحاديثنا الحقُّ هو صاحبُ الأمر. ● في سورةِ العصر، هذا القَسَمُ بالعصر إنَّهُ العصرُ الَّذي يرتبطُ بإمام زماننا، هذا العصر إنَّهُ عصرُ غيبتهِ صلواتُ اللهِ عليه، إنَّهُ عصرُ ظُهورهِ، إنَّهُ عصرُ الرجعةِ العظيمة، هذا العصر هو العصر المهدويّ: ﴿وَالْعَصْرِ -في عصر الغيبةِ- إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ۞ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا – آمنوا بالحُجَّةِ بنِ الحسن، آمنوا بِمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد – إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ – الصالحاتُ مراتبها كثيرة، وأعلى الصالحات ما يُقرِّبُنا إلى إمامِ زماننا- وَالْعَصْرِ ۞ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ۞ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ -الحق هنا إمامُ زماننا- وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾. إنَّهُ الصبرُ الَّذي جاء مذكوراً في الآيةِ (200) بعد البسملة من سورةِ آل عمران: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾ ماذا يقولُ عليٌّ وآلُ عليٍّ في تفسيرهم؟: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ -اصبروا على دينكم، على فرائضكم، على واجباتكم، على عباداتكم، على طاعاتكم، وصابروا عدوَّكم، ورابطوا إمامكم، كُلُّ هذا- وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ﴾. ● كتاب (غيبة النعماني)، صفحة (262)، الحديث (13): عَن أبي بَصِيرٍ، عن الباقر: إذَا اخْتَلَف بَنُو فُلان -بَنُو العَبَّاس- فِيمَا بَينَهُم فَعِندَ ذَلِك فَانْتَظِرُوا الفَرَج، وَلَيسَ فَرَجُكُم إِلَّا فِي اختلاف بَني فُلان -إنَّهُ يتحدَّثُ عن بني العباس في الزمن القريبِ من الظهور- إِذَا اخْتَلَفَ بَنُو العَبَّاس فِيمَا بَينَهُم فَعِندَ ذَلِك فَانْتَظِرُوا الفَرَج، وَلَيسَ فَرَجُكُم إِلَّا فِي اختلاف بَني العبَّاس، فَإذَا اخْتَلَفُوا فَتَوَقَّعُوا الصّيحَةَ فِي شَهرِ رَمَضَان وَخُرُوجَ القَائِم – الإمام يخرجُ في محرم، يعني أنَّ الفترة قريبة جِدَّاً، يُمكن أن يكون بعد اختلافهم مثلاً بسنة أن نتوقَّع الصيحة في شهرِ رمضان القادم، هذهِ الأمور لا يُمكن أن يُقطع بها إلَّا أن تنطبق على أرض الواقع – إِنَّ الله يَفعَلُ مَا يَشَاء -يعني يُمكن أنَّ البداء يكونُ حاكماً هنا- وَلَنْ يَخرُج القَائِم وَلَا تَرونَ مَا تُحبُّون حَتَّى يَخْتَلِفَ بَنُو فُلان (بَنُو العَبَّاس) فِيمَا بَينِهُم، فَإِذَا كَانَ كَذَلِك طَمَعَ النَّاسُ فِيهِم وَاخْتَلَفَت الكَلِمَة وَخَرَج السُّفيانِي، وَقَالَ: لابُدَّ لِبَنِي فُلان ( لابُدَّ لَبنَي العبَّاس ) مِن أَنْ يَمْلِكُوا، فَإِذَا مَلَكوا ثُمَّ اخْتَلَفُوا تَفَرَّق مُلْكُهُم وَتَشتَّت أَمْرُهُم حَتَّى يَخرُج عَلَيهِم الخُرَاسَانِيُّ وَالسُّفياني هَذَا مِنَ الـمَشْرِق وَهَذَا مِنَ الـمَغْرِب يَسْتَبِقَانِ إِلَى الكُوفَةِ كَفَرَسِي رِهَان هَذَا مِن هُنا وَهَذا مِن هُنا حَتَّى يَكُون هَلاكُ بِنِي فُلان عَلَى أَيدِيهِمَا، أَمَا إِنَّهُم لَا يُبْقُون مِنهُم أَحَداً. ثُمَّ قَال – الكلامُ المهمُّ هنا: ثُمَّ قَالَ عَلَيهِ السَّلام – باقرُ العلوم – خُرُوج السُّفياني وَاليَمَاني وَالخُرَاسَاني فِي سَنَةٍ وَاحِدَة فِي شَهْرٍ وَاحِد فِي يَومٍ وَاحِد نِظَامٌ كَنِظَامِ الخَرَز يَتْبَعُ بَعضُهُ بَعضَاً – مثلما تنقطعُ المسبحة أو تنقطعُ القلادة، فإذا سقطت الخرزة الأولى سقطت الخرزةُ الثانية وهكذا – نِظَامٌ كَنِظَامِ الخَرَز يَتْبَعُ بَعضُهُ بَعضَاً، فَيَكُونُ البَأس مِن كُلِّ وَجه – البأس المخاطر، القتل، مثلما مرَّ: (يرفعُ كُلُّ ذِي صيصيَّةٍ صِيصيَّتهُ) – فَيَكُون البَأس مِن كُلِّ وَجه وَيلٌ لِمَن نَاوَاهُم – ويلٌ لـمن ناوى الخراساني السفياني اليماني – وَلَيس فِي الرَّايات رَايَةٌ أَهْدَى مِن رَايةِ اليَمَاني – هذا تأكيدٌ واضحٌ وصريحٌ من باقر العلوم – وَلَيسَ فِي الرَّايات رَايَةٌ أَهْدَى مِن رَايةِ اليَمَاني – راية السفياني رايةُ ضلال هذا واضح، حين استعمل (أهدى) يعني أنَّ راية اليماني أهدى من راية الخراساني. وهذا الحديثُ عن الباقر: وَلَيس فِي الرَّايات رَايَةٌ أَهْدَى مِن رَايةِ اليَمَاني – هي رايةُ هدىً لـماذا؟ – لأنَّهُ يَدْعُو إِلَى صَاحِبكُم، فَإِذَا خَرَج اليَمَانِيُّ حَرَّم بَيعَ السِّلاحِ عَلَى الناس وَكُلِّ مُسْلِم. الكلامُ هنا هذهِ الوظيفةُ الشرعيةُ الَّتي لابُدَّ للمُنتظرين أن يعرفوها: وَإِذَا خَرَج اليَمَانِيُّ فَانْهَض إِلَيه – تُلاحظون الفارق الكبير؟! مع الخراساني ماذا قال الإمام الباقر؟ ولَو أنّي أَدْرَكتُ ذَلِك لَاسْتَبْقَيتُ نَفسِي لِصَاحِبِ هَذا الأَمْر – أَمَا أَنّي لَو أَدْرَكتُ ذَلِك لَاسْتَبْقَيتُ نَفسِي – واستعمل اللام هنا هي لامُ التوكيد – أَمَا أَنّي لَو أَدْرَكتُ ذَلِك لَاسْتَبْقَيتُ نَفسِي – هنا تأكيد من الإمام على الاستبقاء، هذهِ لامُ التوكيد – لَاسْتَبْقَيتُ نَفسِي لِصَاحِبِ هَذا الأَمْر. بينما مع اليماني ماذا يقول؟: وَإِذَا خَرَج اليَمَانِيُّ فَانْهَض إِلَيه، فَإِنَّ رَايَتَهُ رَايَة هُدَى وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَن يَلْتَوِي عَلَيه – الالتواء أن يُخادعه، أن يكذب عليه، أن يفتري عليه، أن يكون في مُواجهتهِ – وَإِذَا خَرَج اليَمَانِيُّ فَانْهَض إِلَيه، فَإِنَّ رَايَتَهُ رَايَة هُدَىً وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَن يَلْتَوِي عَلَيه فَمَن فَعَلَ ذَلِك فَهُو مِن أَهْلِ النَّار – لـماذا ؟ لأنَّ اليماني يرتبطُ بشكلٍ مباشرٍ بإمام زماننا، كُلُّ هذهِ القرائنُ تُشيُر إلى ذلك – فَمَن فَعَلَ ذَلِك – يعني من التوى عليه – فَمَن فَعَلَ ذَلِك فَهُو مِن أَهْلِ النَّار لأنَّه يَدْعُو إِلَى الحَق وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيم -الحقُّ والطريقُ المستقيم هو إمامُ زماننا، إنَّها ولايةُ عليٍّ، إنَّهم عليٌّ وآلُ عليّ، إنَّهم مُحَمَّدٌ وآلُ مُحَمَّد، تُلاحظون كيف يكونُ الموقفُ من الخراساني وكيف يكونُ الموقفُ من اليماني.. رايةُ الخراساني رايةُ هدى من نصرها فإنَّهُ ناصرٌ لرايةِ هدى، ولكنَّ راية اليماني هي الرايةُ الأهدى وموقفُ إمامنا الباقر: (أَمَا أَنِّي لَو أَدرَكتُ ذَلِك لاَسْتَبْقِيتُ نَفسِي لِصَاحِب هَذا الأَمْر)، ولكن حين يظهرُ اليماني الإمامُ أمرنا أن ننهض لنُصرتهِ ولا يحلُّ لمسلمٍ أن يلتوي عليه. ● من تنبؤاتِ المتنبئين، الشَّيخ محمَّد مهدي زين العابدين ذكرها في كتابه (بيانُ الأئمة، ج3) صفحة (644)، هذهِ أبيات تتحدَّثُ عن رجلِ هدايةٍ يكونُ في إيران قُرب زمانِ الظهورِ الشريف، على من تنطبق؟! كُلُّ شخصٍ يُمكن أن يُطبِّقها بحسب ما يتذوَّق، ما أنا ذكرتُ لكم نبوءات المتنبئين نضعها تحت عنوان النبوءة: سيأتيكَ عامٌ بهِ كوكبٌ كثيرُ الشُعاعِ طويلُ الذَّنَب ويأتيكَ عامٌ بهِ عوصةٌ تهيجُ إليها عمومُ العرب ويأتيكَ عامٌ بهِ محنةٌ يصيبُ العراق البلا والنَّصَب بإيران يظهرُ داعي الهُدى أعزُّ البرية أُمَّاً وأب فطوبى لمن كان في عهده.. لـماذا طوبى؟ لأنَّه سيكونُ في زمانٍ قريبٍ من زمانِ ظهورِ الحُجَّةِ بنِ الحسن. فطوبى لمن كانَ في عهدهِ وطوبى لمن هو طفلٌ يُرَب فإن كُنتُ في قولتي كاذباً فلعنةُ اللهِ على من كذب أتذكَّرُ أنَّ هذهِ الأبيات حين تلوتها لمرَّاتٍ في مجالسي في دروسي حينما كُنتُ في قم انتشرت في الأوساطِ عِبر الكاسيت، سمعتُ أنَّ شاعراً عراقياً أجاب هذا المتنبئ فقال لهُ: قد جاءنا العام الَّذي قلتهُ والقولُ في بياضهِ كالورق وجاء صدقاً كُلُّ ما قلتهُ ورحمة اللهِ على من صدق ورحمةُ الله على من صَدَق ..