يا عليّ – الحلقة ١ – المقدّمة Show Press Release (7 More Words) يا عليّ – الحلقة 1 – المقدّمة صور OverlaysPreviousNext فيديو يوتيوب اوديو مطبوع Show Press Release (4٬383 More Words) يازهراء وهل هُناكَ أجملُ مِن هَذا الاسم أبتدئُ بهِ حَديثي … قَالَ صلَّى اللهُ عليهِ وَآلهِ وسلَّم: لَوْ كَانَ الحُسنُ صُورَةً، لَو كَانَ الحُسنُ هَيئَةً لَكَانَت فَاطِمَة صَلوات اللهِ وسَلامه عليها بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيم اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى فَاطِمَة وَأَبِيهَا وَبَعلِهَاِ وَبَنِيهَا وَالسرِّ المُستودَعِ فِيهَا … يَا عَلِيّ … الْحَلَقَةُ الأولى: الْمُقَدِّمَة الْحَلَقَةُ الأولى الْمُقَدِّمَة سلامٌ عليكم جميعاً أشياعَ عليٍّ في كلِّ صقع ورحمةُ الله وبركاته. (يَا عَليّ) عنوانُ برنامجنا هذا وهذه هي الحلقةُ الأولى، في هذهِ الحلَقة سَأتناولُ مُقدِّمةً لِهَذا البرنامج وَمِنْ يَوم غَد سَأشرعُ إنْ شَاء اللهُ تَعالى في الحديثِ عن سيّدِ الأوصياء. الحلقةُ الأولى: مقدِّمةٌ أَجدها ضَرُوريَّةً جداً، سأُشير في هذه المقدِّمة إلى مجموعة من النقاط الَّتي تكون بمثابة فاتحة للبحث: النقطة الأولى: سؤال: لماذا نُريدُ أَنْ نَعرِفَ عَليَّاً؟ لِحُبِّنا لهُ؟ يمكن أن يكون هذا دافعاً، ويمكن أن يكونَ دافعاً مُهمَّاً، إنَّنا نُريدُ أن نَعرف عليَّاً لأنَّنا نُحِبُّهُ! ويُمكن أنْ يَكونَ هُناكَ دَافعٌ آخر: إنَّنا نُريدُ أَنْ نَعرفَ عَليَّاً صَلَوات اللهِ وسَلامهُ عليه لتميّزه، شخصيَّةٌ مميزة، حَقيقةٌ نادرة، صورةٌ لا مثيل لها!! والطباعُ البشريةُ حين تقفُ أمامَ مضمونٍ كهذا المضمون، أمام صورةٍ لا شبيه لها، أمام حقيقةٍ لا نظير لها، الطباعُ البشريةُ يُحرِّكها الإعجابُ تارةً، والفضولُ تارةً أخرى، فتندفع بحثاً وطلباً لمعرفةِ الحقيقةِ أو لمعرفةِ جانبٍ من الحقيقة. وربَّما يكون الدافعُ طرفاً فكرياً أو تحصيلاً لثقافةٍ كسائر الثقافات، وربَّما … وربَّما … فهل دافعنا هو أحدُ هذه الدوافع؟! هل أنَّني أَجلسُ هنا وأحدِّثُكم عن مَعرفةِ عليٍّ صلواتُ اللهِ وسَلامه عليه، لأنَّنا نُحِبُّهُ؟ لأنَّهُ حقيقةٌ مميزة لا تشابهها صورةٌ ولا مثال؟ أم هي الثقافةُ والفضول العلمي والثقافي؟ إنَّني أُحدثكم عن معرفةِ عليٍّ صلواتُ اللهِ وسَلامه عليه بعيداً عن كلِّ هذه الأسباب!! أُحدِّثُكم عن عليٍّ وأسعى لمعرفتهِ وأُحاولُ أَنْ أَقتربَ شَيئاً من دَارةِ ومن فَلكِ الحقيقةِ العلويةِ ولو من بعيد، لأنَّني إذا أَردتُ أنْ أَعرفَ الله فتلك المعرفةُ متوقِّفةٌ على مَعرفةِ عليٍّ؟! ستتَّضحُ الصور ولا أبالي بمن يقبلُ بكلامي أو لا يقبلُ بكلامي، كلُّ حزبٍ بما لديهم فَرحون، معرفةُ الله تتوقَّفُ على معرفةِ عليٍّ، مَعرفةُ الرسولِ صَلَّى الله عليه وآله تتوقَّفُ على مَعرفةِ عَليٍّ، مَعرفةُ الزَهرَّاءِ وحينَ أقولُ الزَهرَّاءُ إنَّني لا أتحدَّثُ عن بنتٍ لنبينا، لا أتحدَّثُ عن علاقاتٍ أُسريَّةٍ مع النَّبي صلَّى اللهُ عليهِ وآله إنَّني أتحدَّثُ عن الزَهرَّاء القيِّمةُ على الدين، فحين أتحدَّثُ عن معرفتها إنَّها معرفةُ الدين بكلِّه!! إذا أردنا أنْ نعرفَ الله البدايةُ من معرفةِ عليٍّ، وإذا أردنا أن نعرف الرسول البدايةُ من معرفةِ عليٍّ، وإذا أردنا أن نعرفَ القيِّمةَ على الدين فاطمة البدايةُ من عليٍّ، وإذا أردنا أن نعرفَ إمام زماننا البدايةُ من عليٍّ، (وَمَنْ بَاتَ ليلَةً لاَ يَعرفُ فِيهَا إِمَامِ زَمَانهِ مَاتَ مِيتَةً جَاهليَّة). وإذا أردنا أن نعرفَ منهج الكتابِ والعترة، منهج الثقلين البدايةُ من عليٍّ!! وإذا أردنا أن نعرف حقائق القرآن البدايةُ من عليٍّ!! فالقرآنُ مع عليٍّ وعليٌّ مع القرآن، القُرآنُ مع عليٍّ، الجوهرُ الأصل عليٌّ القُرآنُ معه. إذا أردنا أن نعرف حقائق القُرآن؛ أتحدَّثُ عن الحقائق، إنَّني لا أتحدَّثُ عن التسطيح!! أتحدَّثُ عن الحقائق! فكلُّ حرفٍ من حروف القُرآنِ قبلهُ عليٌّ وبعدهُ عليٌّ ومعاهُ عليٌّ! بل هو عليٌّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، فإذا أردنا أن نعرف حقائق القرآن البدايةُ من عليٍّ!! وإذا أردنا أن نعرف الإسلامَ والإيمان البدايةُ من عليٍّ!! حقيقةُ الإيمانِ كُلِّه عليٌّ، وحقيقةُ الإيمانِ ولايةُ عليٍّ وتلك هي مظاهرُ عليٍّ صلواتُ الله وسلامه عليه!! إذا أردنا أن نعرفَ الصراط المستقيم البدايةُ من عليٍّ!! الصراطُ المستقيم عليٌّ، الصراطُ المستقيم ولايةُ عليٍّ، الصراطُ المستقيم صراطٌ يقودنا إلى عليٍّ، ولا يقودنا إلى أحدٍ غيره!! إذا أردنا أن نعرف حقائق العقيدة في الولاية والبراءة البداية من عليٍّ!! إذا أردنا أن نعرف الأولياءَ والأعداء البدايةُ من عليٍّ!! إذا أردنا أن نعرفَ الحقَّ البدايةُ من عليٍّ فالحقُّ معهُ يدورُ حيثما دار، إذا أردنا أن نبحثَ عن الحقّ علينا أن ندور مع عليٍّ حيثما دار، لأنَّ الحقَّ يدورُ معه، ولن نُدرك الحقَّ إلَّا أن ندورَ مع عليٍّ حيثما دار!! إذا أردنا أن نعرف معاني الكمال والجمال والجلال وعبِّر ما شئت من المقال البدايةُ من عليٍّ، وبعبارةٍ موجزةٍ مختصرة: إذا أردنا أن نصلَ إلى الحقيقة أو إلى جهةِ الحقيقة، من ذا الَّذي يستطيع أن يصلَ إلى الحقيقة؟! إذا أردنا أن نُيمِّمَ شَطر الحقيقة، الحقيقةُ المعنى الأوسع الَّذي لا يُمكن لعقولنا المحدودةِ أنْ تُحيطَ بها، نعم نستطيع أنْ نُيمِّمَ شطر الحقيقة، إذا أردنا أن نُيمِّمَ شطر الحقيقةِ الواسعة البدايةُ من عليٍّ!! وإذا أردنا أنْ نعرفَ عليَّاً البدايةُ من عليٍّ أيضاً!! البدايةُ من النقطة وعليٌّ هو نقطةُ البداية، عليٌّ هو نقطةُ الحقيقة كما أنَّهُ وَصفَ نفسهُ بنحو الرمزِ والمثال هو نقطةُ باء البسملة وذلك رمزٌ ومثالٌ وإشارةٌ وتلك النقطةُ هي الَّتي أشار إلى مظهرها العلمي صادقُ العترةِ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه حينَ قال: كانَ العلمُ نقطة فكثَّرها الجاهلون!! كثَّرها الجاهلون بكلِّ تلك المفاهيم الاعتبارية الَّتي نركضُ وراءها حينما نُريد أنْ نُحصِّل مطلباً علمياً فنجول بينَ الألفاظِ والمعاني اللّغوية والإشارات الذهنيَّة والصور الطبيعية والتعاريف والبراهين والأمثلة والتفصيل والتبويب وتصنيف المطالب وتقسيم الأجناسِ والأنواع إلى كلِّ نشاطٍ فكريٍّ، إن كانَ في جنبةِ العلومِ الإنسانية والمعنوية أو في جنبة العلوم المختبرية، إنعكاساتٌ وصورٌ تتكَثّرُ لا نحيط علماً بحقائقها إنَّما نُحيط علماً بشطرٍ من شؤوناتها لكنَّ الحقيقة تبقى مركَّزةً ومجموعةً هناك في النقطة، هي نقطةُ البداية؛ بكم فتح الله وهي هي نفسها نقطةُ النهاية وبكم يختم، إنَّنا نريد أن نعرفَ عليَّاً لأنَّ عليَّاً هو البوابةُ إلى كلِّ شيء. ما قالهُ سيّدُ الأنبياء: (أَنَا مَدِينَةُ العِلم، أَنَا مَدِينَةُ الحِكْمَة وَعَليٌّ بَابُهَا) مثالٌ ورمزٌ مدينةُ العلم مدينةُ الحقيقة، تلك الحقيقةُ الَّتي لا نعرفُ شيئاً عن حدودها وعن آفاقها وعن أبعادها، إنَّنا نتلمَّسُ من بعيدٍ شيئاً من عطرهَا، حين تريد الحقيقةُ أنْ يَصلَ ذلك العطرُ إلى مشامِّ عقولنا وإلى مشامِّ وجداننا وقلوبنا، إنَّنا نبحثُ ونَعرفُ ونتقرَّبُ ونُحاولُ ونقومُ بكلِّ شيءٍ كي نصلَ إلى تِلكَ البَوابةِ الَّتي لا نعرفُ مبتداها من منتهاها، عليٌّ هو البوابة إلى كلِّ شيء، لذلك نُحاولُ أن نتحدَّثَ، أنْ نَعرف، أن نقول، أن نُفكِّر، أن نتدبَّرَ في أجواءِ فناءِ عليِّ العلا والمعالي، لهذا نحنُ نُحاولُ أن نتحدَّثَ عن عليٍّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه!! قرويٌّ من جنوب العراق جاء لزيارةِ سيّد الأوصياء، أُميٌّ لا يقرأُ ولا يكتب، حملتهُ الفطرةُ وساقه الوجدانُ الشيعي وجاءِ به حُبُّه لعليٍّ يتهادى حتَّى وقفَ في باحةِ عليٍّ صلواتُ اللهِ عليه وهو يرى جموع الزائرين، فزائرٌ يُتمّتم وآخر يرفعُ صوتهُ، صوتٌ جميل، فقارئٌ يقرأُ الزيارة الجامعة الكبيرة، وقارئٌ يقرأُ الزيارة المعروفة بزيارة أمين الله، وآخر يقرأُ زيارةً من الزيارات المطلقة لسيّد الأوصياء وهكذا، والرجلُ حائرٌ كيفَ يُخاطبُ عليَّاً صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، بوجدانهِ الشيعي بفطرتهِ المُحِبَّة، هو لا يحفظُ نصَّاً ولا يستطيع أن يقرأ ولا يتمكَّن أن يدبِّج العبارات كما أدبجُهَا، أن يُسطِّر الكلام وتسطيرُ الكلام ليس بالأمرِ الصعبِ جداً، فهي مهنةٌ يمكن للإنسان أن يمتهنها كسائرِ المِهن، وقفَ بينَ يدي سيّد الأوصياء، فماذا سلَّم عليه؟ باللَّهجة الشعبية العراقية، قال لهُ: السَّلامُ عليكَ يا كلشي وكلاشي ورَحمةُ اللهِ وبركاته، في اللهجة الشعبية العراقية؛ كلشي يعني كلَّ شيء، كلاشي؛ هو جمع لكلمة كلّ شيء، لا يوجد في العربية الفصحى جمع لكلمة ولعبارة؛ كلّ شيء، في اللهجة الشعبية العراقية يجمعون كلمة كلشي الَّتي هي كلُّ شيء، تُجمع؛ كلاشي، السَّلام عليك يا كلشي وكلاشي ورحمةُ الله وبركاته، كلُّ هذه العبارات الَّتي بدأتُ بها من أول الحلقة وإلى الآن هي دون هذه العبارة!! نحنُ نتحدَّثُ عن عليٍّ، نحنُ ندرسُ عليَّاً، نحنُ نُريد أن نعرف عليَّاً صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه لأنَّهُ بعبارةٍ مختصرة، لأنَّهُ: بالنسبةِ لنا على الأقل لأنَّهُ كلُّ شيء، لأجلِ هذا نحنُ نتحدَّثُ عن عليٍّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، وعدلين ميتين كما يقول عبد الرضا الرادود يمَّك يا عليّ. النقطة الثانية: سؤالٌ آخر، كيفَ نعرفُ عليَّاً؟ في النقطة الأولى: كانَ الكلام لماذا نريدُ أن نعرفَ عليَّاً؟ النقطة الثانية: كيفَ نعرفُ عليَّاً؟ كيف ندرسُ عليَّاً؟ الَّذينَ درسوا عليَّاً صلواتُ اللهِ وسَلامهُ عليه، هناك من درسَ عليَّاً في أفقِ الخلافةِ والوصيةِ والإمامة والظلامة المرتبطة بهذه العناوين، وتحدَّثوا اثباتاً، بياناً، شرحاً، تارةً لبيانِ الحقائقِ لشيعتهِ وأخرى مناقشةً وردَّاً ومحاججَةً لغيرِ شيعتهِ، فهل هذه الدراسة هي الَّتي نريد أن نتناولها؟ هذا النحو من الدراسة شيءٌ حسن لكنَّهُ يجتزئُ عليَّاً، لكنَّهُ لا ينقلُ شيئاً من حقيقةِ عليٍّ، كلُّ هذا الحديث عن الخلافةِ والوصيةِ والإمامةِ والظُلامةِ الَّتي لا مثيل لها كلُّ ذلك في حاشيةٍ من حواشي عليٍّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه. بيتٌ جميل في القصيدة الكوثرية للسيّد رضا الهندي رحمةُ الله عليه يخاطب سيّد الأوصياء: لَكن أَعراضَ العَاجل مَا عَلِقَت بِرِدَائِكَ يَا جَوهَر لا أريد أن أقف على هذا البيت فهو يشير إلى مضامين فلسفية ما بينَ العوارض وما بين الجواهر، لكن أعراضَ العاجلِ كلُّ هذه المضامين هي من أعراض العاجل ما علقت بردائك يا جوهر، فأين الأعراض وأين الجواهر، الأعراض زائلة والجواهر باقية ثابتة، الجوهر؛ هو الثبات، والأعراض؛ هي التغير والزوال. وهناك من درس عليَّاً على أنَّهُ رمزُ الشجاعة أو الشُجاعة، ورمزُ البلاغةِ، ومصدرُ الجودِ، وصورةُ الزهدِ، ومثالُ العدالةِ، فتحدَّثوا في هذه الأطناب وأطنبوا وتكلَّموا وإنَّني لا أُريدُ أَن أتحدَّثَ عن عليٍّ في هذه الجهات، ربَّما تمرُّ مَلامحٌ منها، لأنَّنا حينَ نتحدَّثُ عن عَليٍّ كَمَا قُلت قبل قليل: الحديثُ عن عليٍّ هو الحديثُ عن كلِّ شيء، فعليٌّ كلُّ شيء!! لكنَّهُ ليس من هدفي أن أقفَ عند هذه المضامين إلَّا عرضاً، لو وصلَ الحديث إليها، لأنَّنا حين نركِّزُ الحديث عن هذه المضامين فقط، هو اجتزاءٌ لعليٍّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، كلُّ هذه المطالب مطالبٌ حسنة جميلة ولكنَّها تجتزئُ عليَّاً. وهناك من درسَ عليَّاً في أفق العدالة في الحكم، وفي أفق التكافل الاجتماعي والمساواة في الحقوقِ والواجبات، وفي أفق الرحمة والإنسانية بكلِّ ما يمكن للذهن البشري أن يتصوَّر من محاسنها ومن جمالها وكلُّ ذلك اجتزاءٌ لعليٍّ، لأنَّ ذلك هو بعضُ شيءٍ في حواشي حواشي عليٍّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه. وهناك من درسَ عليَّاً عليُّ المعاجزِ والعجائب، عليُّ الكرامات والآيات الواضحات والدلائل والبراهين الساطعات، عليٌّ ذلك الَّذي يقولُ للشيء كُن فيكون، بل قبل أن يقولها عليٌّ إن أرادَ عليٌّ كانَ الَّذي يريد من دونِ صوتٍ مسموع أو نداءٍ مقروع ويطولُ الحديث، هو حاضرُ الشدائد هو حلالُ المشاكل في الزمن القديم في الزمن الجديد في الزمن الآتي عليٌّ، وذاك أيضاً اجتزاءٌ لعليٍّ، كلُّ ذلك هو في حواشي حواشي عليٍّ، كلُّ هذه العناوين نفحاتٌ من عطرِ عليٍّ، كلُّ هذه المصطلحات إنَّها وريقاتٌ من وردةٍ صغيرةٍ من بينِ تريليونات الأوراد بل إلى الما لا نهايات من الأوراد في حديقةٍ هي في فناءِ عليٍّ صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليه. وهناك من أراد أن يدرس عليَّاً في مقاماتهِ الغيبية، وكلُّ ذلك اجتزاءٌ لعليٍّ، وهناك من أراد أن يأخذ من هنا ومن هنا وأنْ يجمعَ بين هذه المضامين، وكلُّ ذلك اجتزاءٌ لعليٍّ، لأنَّ كلَّ هذه المضامين صحيحةٌ، لأنَّ كلَّ هذه الحقائق ثابتةٌ لعليٍّ، ولكنَّ كلَّ ذلك اجتزاءٌ لعليٍّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه!! قد تقول: وأنتَ ماذا تريد أن تقول؟ وماذا تتصوَّر منّي غير أنَّي أيضاً سأجتزئُ عليَّاً، ماذا تريد مني؟ إنَّني أيضاً سأجتزئُ عليَّاً، أليس هو الّذي يقول: يا كُميل إنَّ هذه القلوب أوعية وخيرها أوعاها، كلٌّ يأخذُ بوعائهِ فأيُّ وعاءٍ يستطيع أن يستوعبَ عليَّاً؟ أيُّ وعاءٍ هذا الَّذي يستطيع أن يستوعبَ عليَّاً؟! إنَّنا كلُّنا نجتزئُ عليَّاً صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، ولكن كلٌّ يتحدَّثُ من الوجهةِ الَّتي يميلُ إليها عقلهُ وذوقهُ ووجدانهُ، إنَّني سأعرضُ في هذا البرنامج في الحلقات القادمة إن فزتُ بتوفيقٍ من عليٍّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه سأعرضُ مشاهد علوية من فيضِ الكتابِ والعترة، لن أخرجَ عن أجواءِ الكتاب والعترة، من فيضِ الكتابِ والعترة، سأقتطفُ لكم مشاهد وفي نفس الوقت أقولها: إنَّني اجتزئُ عليَّاً في هذا البرنامج!! لأنَّك لن تجد أحداً يستطيع أنْ يُحيطَ بعليٍّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه وما هذا بكلامٍ انشائي ستتجلَّى لكم هذه الحقيقة طيلة أيام الشهر الشريف بشكلٍ واضحٍ وجليّ إنَّنا نجتزئُ عليَّاً. فالّذي سأعرضهُ هو مشاهد مقتطفة من أفنية الكتاب والعترة، وأستمع معكم إلى الصوت الحسيني حمزة الزغير مفروض عالناس. النقطة الثالثة: النقطة الثالثة الَّتي أُريد الإشارة إليها بعد أنْ تقدَّمَ الكلامُ في لماذا نريد أن نعرف عليَّاً؟ وكيفَ نعرفُ عليَّاً؟ كيف ندرسُ عليَّاً صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه؟ النقطة الثالثة الَّتي أريد أن أشير إليها: حينَ تبحثون عن عليٍّ لابُدَّ أن تعرفوا عمَّن تأخذون؟ وماذا تأخذون؟! من استمع إلى ناطقٍ فقد عَبَدَه، هكذا علَّمونا صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين، من استمع إلى ناطقٍ فقد عَبَدَه فإنْ كان النّاطقُ ينطقُ عن الله فقد عبدَ الله وإنْ كانَ الناطقُ ينطقُ عن الشيطان فقد عَبَد الشيطان. نحنُ هنا في هذه الفضائية المتواضعة نُخاطبُ جمهوراً مُعيَّناً، نحنُ ننطقُ بالعربية والّذينَ يفهمونَ العربية لو أردنا أن نقيسَ أعدادهم مع سُكان المعمورة فهم قليل، فنحنُ نتوجَّهُ بالخطابِ إلى الناطقينَ بالعربية، والناطقون بالعربية نحنُ لا نخاطبهم جميعاً، نحنُ نتوجَّهُ إلى أشياعِ عليٍّ، وأشياعُ عليٍّ بينَ الناطقين بالعربيةِ هم قليلٌ أيضاً، وهذا القليلُ أيضاً حينَ نتوجَّهُ إليه إنَّنا نتوجَّهُ إلى أولئك الّذينَ يهمُّهم أمرُ دينهم، وهؤلاءِ قليلٌ أيضاً، والّذين يهمُّهم أمرُ دينهم ما يُصطلحُ عليهم بالمتدينين هم مجاميع لهم مشارب، أناسٌ يرتبطون بمرجعيات مختلفة، بأحزاب مختلفة، بقيادات مختلفة، باتجاهات فكرية مختلفة، تجمعات اجتماعية مختلفة، فليس الجميع على هوىً واحد وعلى مشرب واحد، والّذين يرتبطون بجهةٍ لها أدبياتها ومصطلحاتها ورموزها قطعاً نحنُ لا نستطيع أن نخاطبهم، لأنَّهم يسمعون، يستمعون إلى الجهة الّتي يريدون أنْ يستمعوا إليها، حتَّى لو استمعوا إلى هذا الحديث فإنَّهم يستمعون إليه عَرضاً، فإنَّ المساحة ستضيق، وحتَّى هذه المساحة الضيقة الّتي اقتطعناها من المجتمع البشري، من الناطقين بالعربية، من أشياعِ عليٍّ، من المتدينين منهم، من أولئك الّذين لا يرتبطون برموز واتجاهات معينة، حتَّى هؤلاء ليس الغالب فيهم على قِلَّتهم منشغلون بهذه القضيَّة أو أنَّ همَّهم البحث أو المعرفة أو يريدون أن يعرفوا عليَّاً صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، لذلك هذا الحديث سيكون مع نوعٍ معينٍ من النّاس من الّذين يجدونَ الهاجس الأول في مكنون ضمائرهم: أنَّهم يبحثونَ عن معرفةِ عليٍّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه!! وقد قلتُ في أول حديثي في هذه النقطة في النقطة الثالثة: أنَّهُ لابُدَّ أن تعرفوا عمَّن تأخذون؟ وماذا تأخذون؟ أليس تهتمون بنوع الطعام وبحليتهِ وحُرمتهِ وتهتمون بمعرفةِ الجهة الّتي تكونُ مصدراً لطعامكم، ما قيمةُ شيءٍ نهايتهُ معروفة مع علمٍ ومعرفةٍ تبقى ثابتة في الأذهانِ وفي العقولِ وفي الوجدان والضمائر والقلوب ولها المدخليةُ الكبرى في تحديدِ وتشخيص عاقبة الإنسان، من أين تأخذون معرفتكم ومن الّذي يُقدِّم لكم هذه المعرفة؟ في الجوِّ الشيعي هناك مشارب كثيرة، وأهمُّ هذه المشارب المدارس الشيعية الأكبر في الجوِّ الشيعي؛ المدرسةُ الأصولية، والمدرسةُ الإخبارية، والمدرسةُ العرفانية، والمدرسةُ الشيخية، هذه المدارس مدارس شيعية تسعى للوصولِ إلى الحقيقة بقدرِ ما تتمكَّن، ولكلِّ مدرسة خصائصها، الّذي يُحدِّثكم لا ينتمي إلى أيٍّ من هذه المدارس، إنَّما أقولُ هذا الكلام حتَّى تتضح الصورة عند المتلقي الّذي يُحدِّثكم لا ينتمي إلى أيٍّ من هذه المدارس، مدرستي هي التشيع، قد تقول: هذه المدارس ليست على التشيع؟ أنا ما قلتُ هذا؟ قلتُ: كلُّ هذه المدارس شيعية، إنَّما قُلت مدرستي التشيع هذا هو العنوان الّذي أعنون به منهجي هو التشيع!! أنا لا أصف نفسي لا بالأصولية ولا بالإخبارية ولا بالعرفانية ولا بالشيخية، إنَّني أصفُ نفسي بالشيعية، شيعيٌّ فقط، هذا هو الوصفُ الّذي وضعهُ لنا رسول الله صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم. ما سأعرضهُ في هذا البرنامج كما قُلتُ قبل قليل من أجواءِ الكتابِ والعترة، الحكم إلى عقولكم ووجدانكم!! وهي النقطةُ الرابعة الّتي سأشيرُ إليها! إنَّني ذكرتُ ذلك لأنَّ المطالب الّتي سأتناولها قد تكون موسومةً في نظرِ بعض المدارس الشيعية بالغلو، ما سأعرضهُ من المطالب تصفهُ بعض المدارس الشيعية تصفهُ ربَّما المؤسسة الدينية تصنِّفهُ على الغلو، والأحاديث الّتي سأتناولها بحسبِ قواعدِ علم الرجال والدراية، بحسب العلوم الحوزوية، هذه أحاديث ضعيفة، لكنَّني أعتقدُ بأنَّ هذه الأحاديث ليست ضعيفة، وبأنَّ المطالب الّتي سأعرضها هي أبعد ما تكون عن الغلو، هذا هو معتقدي!! أنا حرٌّ فيما أعتقد، والآخرون أحرارٌ فيما يعتقدون، وللناسِ فيما يعشقون مذاهبُ!! النقطة الرابعة: النقطة الرابعة الّتي أريد الإشارة إليها: عليكم يا شباب الشيعةِ وخطابي أوجههُ لشبابِ شيعةِ أمير المؤمنين مِمَّن يتابعني ممَّن لهُ اهتمام بهذا النوع من هذه الأحاديث، أقول: أنتم اسمعوا واستمعوا، اسمعوا واستمعوا ولا تقبلوا الكلام لا مني ولا من غيري، لا تقبلوا الكلام على أساس أنَّ فلاناً قال هذا الكلام، فالكلامُ سيكون صحيحاً، أو أنَّ فلاناً رفض هذا الكلام فسيكون هذا الكلامُ مرفوضاً، لأنَّ فلاناً رفضهُ، هذه الطريقةُ لا تمتُّ إلى أهلِ البيت بصلة، استمعوا أولاً؛ حكِّموا عقولكم إن كنتم تثقون بعقولكم. أولاً: حَكِّموا عقولكم، بهذا الشرط بشرط أنَّكم تثقون بعقولكم. وثانياً: حَكِّموا وجدانكم. فهل أنَّ المطالب الّتي تستمعون إليها منّي أو من غيري يهشُ إليها وجدانكم وتنسجم مع فطرتكم ومع ذوقكم العقائدي، وفوق ذلك عليكم أن تبحثوا وأن تفحصوا، عليكم النظر، الآن المصطلح الشائع يقولون: على المُكلَّف أن يجتهد في العقائد، الحقيقة أنا لا أحب أن استعمل هذا المصطلح، لأنَّ مصطلح الاجتهاد مصطلح يُبغضهُ أهل البيت، أهل البيت يستعملون مصطلح النظر، يجبُ عليكم النظر، هذا المصطلح الّذي ورد في روايات أهل البيت: النظر، النظر؛ يعني الفحص، يعني البحث، يجبُ عليكم بعد أن تُحكِّموا عقولكم إذا كنتم تثقون بعقولكم وأن تُحكِّموا وجدانكم يجب عليكم البحث والفحص حتَّى ولو بالمستوى الأدنى إن كنتم من أهل الكتبِ والمكتبات والكتب متوفرة لديكم، فاذهبوا إلى المصادر الّتي سأنقل لكم منها، حين تتطلعون على المصادر بأنفسكم وترون النصوص والمضامين. أولاً: سوفَ لا تنسون تلك المطالب تتذكرونها، وثانياً: ستكونون على بصيرة، ستكونون في حالة من الوضوح والرؤيا البينة، لأنَّكم وقفتكم بأنفسكم على هذه النصوص وعلى هذه المضامين، وعليكم أنْ تتابعوا وأن تطلّعوا على الّذين يرفضون هذه المضامين، فلربَّما مالت عقولكم وقلوبكم إلى ذلك القول، هذه عقيدة وليست لعبة؟! والعقيدةُ تحتاجُ إلى عقلٍ إلى وجدانٍ وإلى فحص، كُلُّنا نتكلَّمُ، لا يستطيع أحد أن يدَّعي الصواب المُطلق، حين أعرضُ معتقدي في نفس الوقت إنَّني أضعُ احتمالاً، وأضعُ احتمالاً كبيراً بأنَّني لستُ مُصيباً، ولكن هذا ما بلغهُ فهمي، والآخرون لو خالفوا هذا القول، ما بلغهُ فهمي أنَّهم على خطأ، ولكن هناك احتمال واحتمال كبير أنَّهم يكونون على صواب، فلا هم يمتلكون الحقيقة ولا أنا أمتلكُ الحقيقة، ولربَّما أكون قد خلطتُ بين الصوابِ والخطأ، وخلطوا هم أيضاً بين الصوابِ والخطأ، فكانت نسبةُ الصوب عندي أكثر أو ربَّما كانت نسبة الخطأ عندي أكثر، والحال أيضاً ربَّما سيكون معهم كذلك، لأنَّنا أمام قضيتين: القضيَّة الأولى: نحن أمام نصوص وهذه النصوص صحيح نُقلت عن المعصومين، لكن الّذين نقلوها ليسوا معصومين، فلربَّما سقط كلامٌ ما نقلوه، اشتبهوا في النقل، نسوا شيئاً، وقعوا في السهو، نقلوا شيئاً بفهمهم بشكلٍ ليس دقيق، الّذين نقلوا النصوص ليسوا معصومين، ونحنُ جئنا كي نفهم هذه النصوص بفهمٍ ليس معصوماً، فلا يمكن أن تكون هناك قاطعية بالنحو المطلق، أنا أقول لكم: يا شباب الشيعية، إذا استمعتم مني أو من غيري. أولاً: حَكِّموا عقولكم، حَكِّموا وجدانكم، ثانياً، ثُمَّ افحصوا، من أهل الكتب أنتم افحصوا من هذا الطريق، لستم من أهل الكتب والمكتبات ولستم في هذه الأجواء ولا تتوفَّر لكم هذه الأسباب، الآن شبكة الانترنت مشحونة بمتحدثي الشيعة، يمكنكم أن تختاروا نماذج من متحدثي الشيعة، هناك من متحدثي الشيعة ممن هو مرضي عند عموم الشيعة، وهناك من هو بين القدحِ والمدح، وهناك من هو مثار للجدل، وهناك من هو يُوصف بالغلو، ويُوصف حديثهُ بالحديث المشبوه، كما يُوصف حديثي مثلاً، كما يُوصف حديثي بالغلو وبالتشكيك، هناك أصناف من المتحدِّثين في الجوِّ الشيعي، انتخبوا مجموعة من هذه الأسماء واظبوا على سُماعها وعلى متابعتها وصنِّفوها، هؤلاء الّذين يتحدَّثون هل يتحدَّثون بشكلٍ مباشر عن عليٍّ وآل عليّ أو في أشياء على جوانب الموضوع، الّذين يتحدَّثون على جوانب الموضوع اتركوهم، اذهبوا إلى الّذين يتحدَّثون عن قلبِ الموضوع، هؤلاء الّذين يتحدَّثون عن قلب الموضوع هل يتحدَّثون بنحوٍ سطحي أو بعمق، الّذين يتحدَّثون بنحوٍ سطحي دعوهم جانباً، ابحثوا عن الّذين يتحدَّثون عن عليٍّ وآل عليٍّ بعمق، لأنَّ أيَّ واحدٍ منكم إذا أراد أن يرجع إلى الزيارة الجامعة الكبيرة وأن يقرأ هذه الزيارة قراءةً أولية ماذا سيصل، إلى أيِّ نتيجة؟ ماذا سيُحصِّل؟ الّذي سيُحصِّلهُ من أيَّةِ قراءةٍ أولية للزيارة الجامعة الكبيرة؛ أنَّهُ أمام حقائق وأمام مطالب في غاية العُمق، إذاً الحديث عن أهل البيت عن عليٍّ وآل عليّ عن مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد لابُدَّ أنْ يكونَ عميقاً، فاتركوا الجانب السطحي والتسطيحي، اذهبوا إلى هؤلاء الّذين يُحدِّثونكم عن عليٍّ بعمق، حكِّموا عقولكم، حكِّموا وجدانكم، أيُّ طرحٍ، أيُّ حديثٍ يُشدِّد رباطكم مع عليٍّ وآل عليّ، ذلك الحديث هو الّذي ينفعكم، ينفعكم في الدنيا وفي الآخرة، إذا أردتم أن تعرفوا عليَّاً فابحثوا عن المعاني العميقة، لأنَّ عليَّاً حقيقةٌ في غاية العمق، واطلبوا المدد من عليٍّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه. النقطة الخامسة: أريد أن أُجيب عن سؤال، أينَ نحتاجُ معرفةَ عليٍّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه؟ أينَ نحتاجها؟ في أول الكلام قُلت: بأنَّ عليَّاً يعني كلَّ شيء، ولكن أين نحتاجها؟! إنَّنا نحتاجُ معرفة عليٍّ لقبول أعمالنا، قبولُ العملِ يتوقفَ على معرفة عليٍّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، وحين تُصنَّفُ أعمالُ العباد تُصنَّفُ على هذا الأساس، صيامنا في شهر رمضان حين يُصنَّف، يُصنَّف على أساسِ معرفة عليٍّ، إنَّما يُداقّ الله العباد على قدرِ عقولهم، المداقَّة المحاسبة، إنَّما يُداقّ الله العباد على قدر عقولهم، بقدرِ ما اكتنزت عقولهم من معرفةِ عليٍّ تُصنَّفُ الأعمال، قبولُ العملِ مشروطٌ بمعرفةِ عليٍّ، درجاتُ الأعمالِ تكونُ على أساسِ مراتبِ معرفةِ عليٍّ، نحنُ نُسلِّمُ عليه في زياراتهِ الشريفة: (السَّلامُ عَلَيكَ يَا مِيزَانَ الأعمَال) قبولُ العمل وتصنيفُ العمل نحتاجُ فيه إلى معرفةِ عليٍّ!! الاستغفارُ، التوبةُ ، التوسلُ، الدعاءُ، الابتهالُ، التسبيحُ، التحميدُ، الصّلاةُ على النّبي وآلهِ، مُطلقُ الذكر، قبولهُ وتأثيرهُ يتوقَّفُ على معرفةِ عليٍّ، قبول كلِّ هذه الأنحاء من العبادات، بل كلُّ العبادات بكلِّ أشكالها وأنحائها، قبولها يتوقَّفُ على معرفةِ عليٍّ، وآثارهُا ومنافعها لا تتحقَّقُ بالشكلِ الكامل {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} كيف تتحقَّق الآثارُ الكاملة للعبادات وللأذكارِ وللأدعية من دون معرفةِ عليٍّ؟ كلَّما كانت معرفةُ عليٍّ أعمق أوسع كانت آثارُ العبادة أعمق وأوسع وكانت آثارُ الذكرِ كذلك، وكانت وكانت وكانت، فنحنُ نحتاجُ معرفةِ عليٍّ في كلِّ هذه التفاصيل وفيما بقيَّ من التفاصيل الأخرى من شؤون ديننا، نحتاجُ معرفةَ عليٍّ لنُشخِّص الموطن الّذي نضعُ فيه أقدامنا، أينَ نضعُ أقدامنا في هذه الحياة؟ في بُعدها الديني والدنيوي؟ نحتاج إلى معرفةِ عليٍّ وكلَّما علت معرفةُ عليٍّ وصلنا التسديدُ من عليٍّ، كلَّما تعمَّقت معرفةُ عليٍّ كلَّما تعمَّق التسديدُ من عليٍّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، التسديد إنَّما يكون بقدرِ القابل، اللطف، الأئمَّةُ يعاملون أشياعهم بلطفهم، لكن اللطف لا يمكن أن يكون أكثر من القابل، بحجم القابل، بحجم الوعاء، القلوب أوعية، يأتي اللطف بقدرِ ذلك الوعاء، نحتاجُ معرفةَ عليٍّ متى؟ عند اللحظات الأخيرة من حياتنا، لماذا؟ لأنَّ معرفةَ عليٍّ هي الّتي تُشخِّصُ العاقبة، العاقبة المحمودة والعاقبة المشئومة، معرفةُ عليٍّ كلَّما كانت أركز ومركَّزة كلَّما تركَّزت العاقبة، لأنَّ الإنسان بين إيمان مستقر ومستودع، نحنُ نقرأُ في هذه الليالي في دعاء أبي حمزة الثُمالي، في مثل هذه الأيام يُقرأ هذا الدعاء، فماذا نقرأ؟ اللَّهُمَّ إنّي أَسْأَلُكَ إِيمَانَاً لا أَجَلَ لَهُ دُونَ لِقَائِك – نعم هناك للإيمانِ آجال، يمكن أنْ يُسلب الإيمان من الإنسان وهو حي في حياتهِ، ويمكن أن يُسلب عند الموت – اللَّهُمَّ إنّي أَسْأَلُكَ إِيمَانَاً لا أَجَلَ لَهُ دُونَ لِقَائِك أَحيِيني مَا أَحيَيتَنِي عَلَيه – لربَّما الإنسان يُسلب منه في حياتهِ – وَتَوفَّنِي إذا تَوفَّيتَنِي عَلَيه – لربَّما يُسلب حين وفاتهِ – وابْعَثنِي إذا بَعثْتَنِي عَلَيه – لربَّما يُسلب منه حتَّى بعد موتهِ، لذلك أنت هنا تطلب إيماناً لا أجل لهُ دون لقائك، أن تحيا عليه، أن تموت عليه، وأن تُبعث عليه. معرفةُ عليٍّ هي الَّتي تقيك كلَّ ذلك، كلَّما تركزت المعرفة، كلَّما وُقيت من كلِّ ذلك، معرفةُ عليٍّ أنت تحتاجها حينَ الامتحان، حينما يأتي منكرٌ ونكير؟! هنا أنت تحتاجُ إلى معرفةِ عليٍّ، كلَّما تركَّزت هذه المعرفة كلَّما وصلت إلى أعلى المراتبِ وأعلى المراقي والدرجات. معرفةُ عليٍّ أنت تحتاجها حين يُبعثُ الخلق، ولكلِّ امرئٍ يومئذٍ شأنٌ يُغنيه، هناك تحتاجُ إلى معرفةِ عليٍّ، معرفةُ عليٍّ تحتاجها في ساحة الشفاعة، معرفةُ عليٍّ نحتاجها عند تطائر الصُحف، وهو من أصعب المواقف في يوم القيامة، معرفةُ عليٍّ نحتاجُها عند الميزان، معرفةُ عليٍّ نحتاجُها عند الصراط، ولا يجوز جائزٌ على الصراط إلَّا بصكٍّ من عليّ، معرفةُ عليٍّ نحتاجها على أبواب الجنان، معرفةُ عليٍّ نحتاجها حتَّى في الجنان في التنافسِ في المراتب والمقامات، معرفةُ عليٍّ نحتاجها على طول الخط، لذلك كان هذا الحديثُ عن عليٍّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه. لا أريد أنْ أطيلَ الحديث أكثر وأكثر في هذه الأنحاء، لأنَّ الكلام سيطول، لكنَّني أقول: زبدةُ القول، خلاصةُ الكلام: عليٌّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه: مهما تحدَّثنا وقُلنا تتلاشى كلماتنا وتتهاوى حروفنا في هاوية العيّ السحيق!! نتحدَّثُ عن عليٍّ وتحدَّث المتحدِّثون عن عليٍّ، لكنَّ جامعاً يجمعُ الجميع على اختلاف المشارب والأذواق، الجميع يتحدَّثون عن مثالٍ واسع، وعن حقيقةٍ لا يستطيعون أنْ يجمعوا أطرافها، صفيُّ الدين الحليّ شيعيٌّ، ماذا يقول؟ جُمِعَت فِي صِفَاتِكَ الأَضْدَادُ يتحدَّث عن حقيقة جامعة وماذا جُمعت في هذه الحقيقة؟ جُمعت الأضداد، هذا ما استطاع أن يُعبِّرَ عنه، حقيقةٌ جامعة جمعت كلَّ شيء، الأضداد تعني: كلَّ شيء. جُمِعَت فِيْ صَفَاتِكَ الأَضْدَادُ فَلِهَذَا عَزَّتْ لَكَ الأَنْدَادُ إذا كان لك من ندٍّ مُحَمَّدٌ صلَّى الله عليه وآله، الأنداد أقولهُ على سبيل المجاز، إذا كانَ لك من شبيهٍ يا عليّ فأنت شبيه نفسك، مُحَمَّدٌ، فاطمة، حَسَنٌ، حُسَين، هذه هي الحقائقُ الَّتي يشبهُ بعضها بعضاً، أولَّهم مُحَمَّد أوسطهم مُحَمَّد آخرهم مُحَمَّد كُلُّهم مُحَمَّد. جُمِعَتْ فِيْ صِفَاتِكَ الأَضْدَادُ فَلِهَذَا عَزَّتْ لَكَ الأَنْدَادُ هذا شيعيٌّ. وسُنيٌّ؛ عبد الباقي العُمري الموصلي، ماذا يقول؟ مَا فَرَّقَ اللهُ شَيئَاً فِيْ خَلِيقَتهِ مِنْ الفَضَائِلِ إِلَّا عِنْدَكَ اِجْتَمَعَاً حقيقة جامعة جامعة لكلِّ شيء، الجميع يلتقون هنا، حين الحديث عن عليٍّ، الحديث عن حقيقة واسعة، عن حقيقة جامعة. مَا فَرَّقَ اللهُ شَيئَاً فِيْ خَلِيقَتِهِ مِنْ الفَضَائِلِ إِلَّا عِنْدَكَ اِجْتَمَعَاً مسيحيٌّ؛ جبران خليل جبران الكاتب اللبناني المسيحي، ماذا يقول؟ في عقيدتي أنَّ عليَّ ابن أبي طالب كَانَ أَولَ عَربيٍّ لازمَ الروح الكليَّة – عن الحقيقة الكبيرة الواسعة – وجاورها وسامرها وهو أول عربيٍّ تناولت شفتاهُ صدى أغانيها على مسمعِ قومٍ لم يسمعوا بها من قبل، فتاهوا بين مناهج بلاغتهِ وظلمات ماضيهم، فمن أُعجب به كان اعجاباً موثوقاً بالفطرة ومن خاصمه كان من أبناء الجاهلية. عليٌّ والروح الكليَّة، الحديث عن الحقيقة الجامعة، عن الحقيقة الكليَّةِ الواسعة، أبيات جميلة وكلُّ هذا جميل لكنَّهُ في عليٍّ أقلُ من أقلِّ القليل، كلُّ ما قلناه جميل وما قالهُ الآخرون جميل، وهذه الأبيات أيضاً جميلةٌ ولكنَّها أقلُّ من القليل، الأصلُ فيها للسيّد حسين القزويني والتشطير فيها للسيّد جعفر الحليّ: أَبَا حَسَنٍ أَنْتَ عَيْنُ الإِلَهِ عَلَىَ الْخَلْقِ وَالأُذُنُ الوَاعِيَّة تَرَاهُم وَتَسمَعُ نَجْوَاهُمُ فَهَلْ عَنْكَ تَعْزُبُ مِنْ خَافِيَّة وَأَنْتَ مُدِيرُ رُحَىَ الكَائِنَاتِ وَقُطْبٌ لِأَفْلَاكِهَا الجَارِيَّة فَإنْ شِئْتَ تَشْفَعُ يَومَ الحِسَابِ وَإِنْ شِئْتَ تَسْفَعُ بِالنَّاصِيَّة وَأَنْتَ الَّذِيْ أُمَمُ الأَنْبِيَاءِ تَوَلَّتَكَ فِيْ الأَعْصُرِ الخَالِيَّة وَكُلُّ الخَلَائِقِ يَومَ النُشُورِ لَدَيْكَ إِذَا حُشِرَتْ جَاثِيَّة يا أمير، يا أمير الأُمراءِ. وكُلُّ الخَلَائِقِ يَومَ النُشُورِ لَدَيْكَ إِذَا حُشِرَتْ جَاثِيَّة فَمَنْ بِكَ قَدْ تَمَّ إِيْمَانُهُ فَبُشْرَاهُ فِيْ عِيْشَةٍ رَاضِيَّة بِحَوْضِكَ يُسْقَى وَمِنْ بَعْدُ ذَا يُسَاقُ إِلَى جَنَّةٍ عَالِيَّة وَأمَّا الَّذِينَ تَوَلَّوا سِوَاكَ فَمَا هُمْ مِنْ الفِرْقَةِ النَّاجِيَّة يَجِيْئُونَ فِيْ الحَشْرِ سُودَ الوُجُوهِ يُسَاقُونَ دَعَّاً إِلَى الهَاوِيَّة لا أطيل عليكم الحديث أكثر من ذلك ونعود لنسمع هزار المنابر الحسينية ملا باسم. مدد يا أمير الأمراءِ، في دعاء الندبة الشريف ماذا نقرأ؟ هكذا نقرأُ في دعاء النُدبة الشريف؛ كلامَ سيّد الأنبياء صلَّى اللهُ عليه وآله: وَلَولاَ أَنْتَ يَا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَف المُؤمِنُونَ بَعدِي وَكَانَ بَعدَهُ – وكان عليٌّ بعدهُ – هُدَىً مِنَ الضَّلَال وَنُورَاً مِنَ العَمَى وَحَبلَ اللهِ المَتِين وَصِرَاطَهُ المُسْتَقِيم – هو ذا عليٌّ، وتلك آثارٌ من آثارهِ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه. وهمسةٌ في آخر حديثي أهمسها في آذانِ شباب شيعة أهل البيت من أبنائي وبناتي: إن أردتم أن تعرفوا عليَّاً عندي لكم وصفةٌ سحريةٌ في معرفةِ عليٍّ: كونوا تحت خيمة فاطمة وخيمةُ فاطمة عمودها الحُجَّةُ ابن الحسن إمام زمانكم والسرِّ المستودع فيها هو هذا السّر عمودُ هذه الخيمة!! كونوا تحت خيمة فاطمة، لا تخرجوا من تحت خيمة فاطمة والتصقوا بعمودها بعمود الخيمة بإمام زمانكم، وسيلتكم للتمسكِ بعمود الخيمة الفاطمية، حُسينكم، خدمةُ الحسين هي الوسيلة الَّتي تُقرِّبكم للالتصاق بأرض الخيمة الفاطمية، وللتمسك بعمودها المقدَّس، والبوابةُ إلى الخدمة الحُسينية الواعية عِبرةٌ وعَبرة، البوابةُ إلى الخدمة الواعية، بوابةُ الوصولِ إلى الحُسين هو قمرُ الهاشميين!! أنيخوا رواحلكُم وأطيلوا الوقوف على أعتابِ القمر الهاشمي، تمسكوا بأذيالهِ توجَّهوا إليهِ بقلوبكم وضمائركم واطلبوا المدد، مدد يا قمر الهاشميين، اطلبوا من المدد من هناك، مدد يا أبا الفضل، عطرُ هذه الخيمة وعطرُ هذا العمود وأرضُ هذه الخيمة وسقفُ هذه الخيمة الزهرائية وسرُّ أسرار عمودها وعطرُ الخدمة الحسينية وعَبَقُ الوقوف على أعتاب القمر الهاشمي معرفةُ عليٍّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه. مدد يا أمير الأُمراء.. يا أمير.. يا أميرَ الأُمراءِ.. يا أميرَ الأُمراءِ ذَاتُكَ شَيءٌ.. اِسمُكَ شَيءٌ.. لا أملكُ تعبيراً غير هذا التعبير، ماذا أقول؟!! كلُّ أوصافِ الحُسنِ تتهاوى، لم أجد عبارةً إلَّا هذا التعبير شيء، لأنَّني لا أستطيع أنْ أحصر كلَّ جمالٍ في أيَّةِ عبارةٍ تتحدَّثُ عن عليٍّ. يا أميرَ الأمراءِ ذاتُكَ شَيءٌ.. اِسمُكَ شيءٌ.. حُبُّكَ شَيءٌ لَكنْ لاَ كالأَشيَاءِ.. يَا أَميرَ الأمرَاءِ.. ذاتُك سِرٌّ.. اِسمُكَ سِرٌّ.. حبُّكَ سِرٌّ..كُلُّكَ سِرٌّ لَكِن لاَ كَالأَسْرَارِ.. يَا أَميرَ الأُمَرَاءِ.. ذَاتُكَ حَيرَة.. اِسمُكَ حَيرَة.. حبُّكَ حَيرَة.. كُلُّكَ حَيرَة.. يَا حَيرَةَ كُلِّ الأَلبَابِ.. يَا أَميرَ الأُمَرَاءِ.. يَا أَمِيرَ الأُمَرَاءِ حَيرَتُكَ هِدَايَة.. آلَاَمُ هَوَاكَ نَشْوَة.. نَعِيمُ عِدَاكَ سُمُومٌ.. يَا شَيئَاً لاَ كَالأَشْيَاءِ..يَا سِرَّاً لاَ كَالأَسْرَارِ.. يَا حَيرَة كُلِّ الأَلبَابِ.. يَا كُلَّ تُرَابِ العَالَم هَاكَ اسمَع.. عَبْدٌ أَنْتَ، قِنٌّ أَنْتَ لِتُرَابٍ يَتَذَارَى فِي نَجَفِ الأَطْيَابِ.. يَا حَيرَةَ لُبِّي بَل يَا حَيرَة كُلِّ الأَلبَابِ.. يَا أَمِير يَا أَمِير.. يَا أَمِيرَ الأُمَرَاء.. مَدَد يَا أَمِيرَ الأُمَرَاءِ.. لقاؤنا يتجدَّدُ معكم غداً إن شاء الله تعالى والحديثُ عن عليِّ العلا والمعالي، غداً الحلقة الثانية من برنامجنا بثٌّ مباشر: يا عليّ، في أمانِ الله. ملخـّص الحلقة تاريخ البث : يوم الجمعة 1 شهر رمضان 1436هـ الموافق 19 / 6 / 2015م النقطة الأولى: لماذا نريد ان نعرف عليّاً ؟ ● معرفة الله متوقفة على معرفة عليٍّ، ● معرفة الرسول صلى الله عليه وآله تتوقف على معرفة عليٍّ . ● معرفة الزهراء ومعرفة إمام زماننا تبدأ من عَليٍّ. ● معرفة منهج الكتاب والعترة وحقائق القرآن، البدايةُ من عليٍّ ● عَليٌّ هو نقطة باء البسملة وهي التي اشار الى مظهرها العلمي إمامنا الصادق عليه السلام بقوله (كان العلم نقطة فكثّرها الجاهلون) ● قصة القَرَوي من جنوب العراق عند زيارته لأمير المؤمنين (السلام عليك يا كِلشي وكَلاشي ورحمة الله وبركاته). النقطة الثانية: كيف نعرف عليّاً ؟ هناك مَن درس عَلياً في افق الإمامة والخلافة والظُلامة، ورمز الشجاعة والبلاغة والجود والزهد ومثال العدالة، وهناك مَن درس عليّاً في افق الرحمة والإنسانية، والمعاجز والعجائب والكرامات والدلائل والبراهين الساطعات، هو حاضر الشدائد وحلّال المشاكل في الزمن القديم والحاضر والقادم، ومن درس عَليّاً في مقاماته الغَيبيّة.. النقطة الثالثة: نحن هنا في هذه الفضائية المتواضعة نخاطب جمهوراً مُعيّناً، سيكون حديثي مع مجموعة من الناس هاجسهم الاول في مكنون ضمائرهم هو البحث عن معرفة عَليٍّ صلوات الله وسلامه عليه. ● في الجو الشيعي هناك مَشارب كثيرة واهم هذه المشارب هي المدارس الشيعية الاربعة : المدرسة الاصولية، الإخبارية، العرفانية، الشَيخية، انا لا انتمي الى أيٍّ من هذه المدارس .. مدرستي هي التشيّع، انا شيعيٌّ فقط. ● المطالب التي سأتناولها تصفها بعض المدارس الشيعية وتصفها المؤسسة الدينية بالغُلُو، والاحاديث التي سأتناولها بحسب قواعد علم الرجال والموازين الحَوزوية هي احاديث ضعيفة. النقطة الرابعة: أولا عليكم يا شباب الشيعة ان تُحكّموا عقولكم إن كنتم تثقون بعقولكم، وثانياً حَكّموا وجدانكم هل تنسجم هذه المطالب التي اذكرها مع فطرتكم ؟؟ وثالثاً عليكم النظر والبحث والفحص.. ● الحديثُ عن عليٍّ لا بد ان يكون عميقاً، الحديث الذي يُشدّد رباطكم مع عليٍّ وآل عَليٍّ هو الذي ينفعكم في الدنيا والآخرة، واطلبوا المدَد من عَليٍّ صلوات الله وسلامه عليه . النقطة الخامسة: أين نحتاج معرفة عَليٍّ صلوات الله عليه ؟ قبول العمل يتوقف على معرفة عَليٍّ، ودرجات الاعمال تكون على اساس معرفة عَليٍّ .. معرفةُ عَليٍّ هي التي تُشخّص عاقبة الانسان لانّ الانسان بين ايمان مُستقر ومُستودع . ● نحتاج معرفة عَليٍّ عند سؤال منكر ونكير، وفي يوم البعث وساحة الشفاعة وتَطائُر الصُحف وعند الميزان وعند الصراط .. ● معرفة عَليٍّ نحتاجها عند ابواب الجنان وحتى في مراتب الجنان.. ● الخَيمة الفاطمية عمودها الحُجّة بن الحسن، وأرضية الخيمة هي الحُسين، وبوّابة الوصول الى الحُسين هو قمر الهاشميين فاطلبوا الوقوف على اعتاب القمر الهاشمي .. مَدَد يا ابا الفضل .. ● سِرُّ أسرار عمود الخيمة الهاشمية وعِطر الخدمة الحسينية الواعية (الحُسين عِبرَةٌ وعَبرة) : معرفةُ عَليٍّ صلوات الله وسلامه عليه…