يا عليّ – الحلقة ٢ – الولادة العلويّة Show Press Release (8 More Words) يا عليّ – الحلقة 2 – الولادة العلويّة صور OverlaysPreviousNext فيديو يوتيوب اوديو مطبوع Show Press Release (5٬690 More Words) يازهراء وهل هُناكَ أجملُ مِن هَذا الاسم أبتدئُ بهِ حَديثي … قَالَ صلَّى اللهُ عليهِ وَآلهِ وسلَّم: لَوْ كَانَ الحُسنُ صُورَةً، لَو كَانَ الحُسنُ هَيئَةً لَكَانَت فَاطِمَة صَلوات اللهِ وسَلامه عليها بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيم اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى فَاطِمَة وَأَبِيهَا وَبَعلِهَاِ وَبَنِيهَا وَالسرِّ المُستودَعِ فِيهَا … يَا عَلِيّ … الْحَلَقَةُ الثانيةُ: الولادة العلوية الْحَلَقَةُ الثانيةُ الولادة العلوية سَلامٌ عَليكم جَميعَاً أَشْيَاعَ أَميرِ المؤُمِنِين أَنَّى كُنتُمْ وَرَحمةُ اللهِ وَبرَكِاتُه، الحلقةُ الثانيةُ من برنامجنا: (يَا عَليّ) في الحلقة الماضية كان حديثي مُقدِّمةً لهذا البرنامج ذَكرتُ فيها جُملةً من النُّقاط والمطالب الَّتي وجدتُها في غاية الأهميَّةِ أنْ تُذكر قبلَ الشروعِ في مطالبِ وتفاصيلِ هذا البرنامج. حلقتنا الثانية، أبداؤها من هذه النقطة: يقولون بأنَّ الكتاب المكتوب يُقرأُ من عنوانهِ، سأجعلُ عُنوانَ هذا البرنامج: فلاش سريع، وفي كثيرٍ من الأحيان الفلاش السريع الومضة الخاطفة لا يستطيع الإنسانُ من خلالها أنْ يَرى الصورة كاملة، هي ومضةٌ خاطفة، فلاش سريع وسريع جداً، كي تتَّضح الصورة عند المُشاهد وعند المُتلقي، في أيِّ أجواءٍ سيكونُ هذا البرنامج؟! ماذا يقول سيّدُ الأوصياء مُتَحَدِّثاً عن نفسهِ؟ أَنَا صَاحِبُ الطُوفَانِ الأَوَّل، أَنَا صَاحِبُ الطُوفَانِ الثَّانِي، أَنَا صَاحِبُ سَيلِ العَرْم، أَنَا صَاحِبُ الأَسْرَار المَكْنُونَات، أَنَا صَاحِبُ عَادٍ وَالجَنَّات، أَنَا صَاحِبُ ثَمُودَ وَالآيَاتْ، أَنَا مُدَمِّرُهَا، أَنَا مُزَلْزِلُهَا، أَنَا مُرجِّعُهَا، أَنَا مُهلِكُهَا، أَنَا مُدَبِّرُهَا، أَنَا بَابِيْهَا، أَنَا بَانِيهَا – وهي النُسخة الأصح – أَنَا دَاحِيْهَا، أَنَا مُمِيتُهَا، أَنَا مُحيِيهَا، أَنَا الأَوَّلُ، أَنَا الآخِرُ، أَنَا الظَّاهِرُ أَنَا البَاطِنُ، أَنَا مَعَ الكَورِ قَبلَ الكَور، أَنَا مَعَ الدّورِ قَبْلَ الدّور، أَنَا مَعَ القَلَمِ قَبْلَ القَلَم، أَنَا مَعَ اللَّوحِ قَبْلَ اللَّوح، أَنَا صَاحِبُ الأَزَليَّةِ الأَوَلَيَّة، أَنَا صَاحِبُ جَابُلقَا وَجَابُرسَا، أَنَا صَاحِبُ الرَّفُوف وَبَهرَم، أَنَا مُدَبِّر العَالَم الأَول حِينَ لاَ سَمَاؤُكُم هَذهِ وَلاَ غَبْرَاؤُكُم. قَالَ: فَقَامَ إِلَيهِ اِبنَ صُويْرِمَة فَقَال: أَنْتَ أَنْتَ يَا أَمِيرَ المُؤمِنِين!! فَقَال: أَنَا أَنَا، لاَ إِلَهَ إِلَّا اللهُ رَبِّيْ وَرَبُّ الخَلاَئِقِ أَجْمَعِين، لَهُ الخَلقُ وَالأَمر الَّذِيْ دَبَّرَ الأُمُورَ بِحِكْمَتهِ وَقَامَتْ السَّمَاوَاتُ وَالأَرضُ بِقُدرَتِه. وسطورٌ أخرى يتحدَّثُ فيها سيّدُ الأوصياء صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه عن ذاتهِ المقدَّسة، فيقول: أَنَا الطُّور، أَنَا الكِتَابُ المَسْطُور، أَنَا البَحرُ المَسْجُور، أَنَا البَيتُ المَعْمُور، أَنَا الَّذِي دَعَا اللهُ الخَلاَئِق إِلَى طَاعَتِي فَكَفَرَت وَأَصَرَّت فَمُسِخَت وَأَجَابَت أُمَّةٌ فَنَجَت وَأُزلِفَت، أَنَا الَّذِيْ بِيَدِي مَفَاتِيحُ الجِنَان وَمَقَالِيدُ النِيْرَان كَرَامَةً مِنْ الله، أَنَا مَعَ رَسُولِ الله فِيْ الأَرضِ وَفِيْ السَّمَاء، أَنَا المَسِيح – والَّذي يبدو أنَّ الأصح وأنَّ الأدق؛ أنا المُسبِّح – أَنَا المُسَبِّحُ حَيْثُ لاَ رُوح يَتَحَرَّك وَلاَ نَفَسٌ يُتَنَفَّس غَيرِيْ، أَنَا صَاحِبُ القُرُون الأُولَى، أَنَا الصَّامِتُ وَمُحَمَّدٌ النَّاطِق، أَنَا جَاوَزتُ بِمُوسَى فِيْ البَحْر وَأَغْرَقتُ فِرعَونَ وَجُنُودَه وَأَنَا أَعْلَمُ هَمَاهِم البَهَائِم – هماهم: جمعٌ لهمهمة – وَأَنَا أَعْلَمُ هَمَاهِم البَهَائِم وَمَنْطِقُ الطَير، أَنَا الَّذِي أَجُوزُ السَّمَاوَاتُ السَبع وَالأَرَضِينَ السَبع فِيْ طَرفَةِ عَين، أَنَا المُتَكلِّمُ عَلَى لِسَانِ عِيسَى فِيْ المَهد، أَنَا الَّذِيْ يُصلِّي عِيسَى خَلفِي، أَنَا الَّذِي أَتَقَلَّبُ فِيْ الصُوَرِ كَيفَ شَاءَ الله، أَنَا مِصْبَاحُ الهُدَى، أَنَا مِفْتَاحُ التُقَّى، أَنَا الآخِرَةُ وَالأُولَى، أَنَا الَّذِيْ أَرَى أَعمَالَ العِبَاد، أَنَا خَازنُ السَّمَاوَات وَالأَرض بِأَمْرِ رَبِّ العَالَمين، أَنَا القَائِمُ بِالقِسط، أَنَا دَيَانُ الدِّين، أَنَا الَّذِيْ لاَ تُقبَلُ الأَعْمَالُ إِلَّا بِوَلاَيَتِي وَلاَ تَنْفَعُ الحَسَنَاتُ إِلَّا بِحُبِّي، أَنَا العَالِمُ بِمَدَار الفَلَكِ الدَوَّار، أَنَا صَاحِبُ مِكْيَالِ وَقَطَرَاتِ الأَمْطَار وَرَملِ القِفَار بِإذن المَلِك الجَّبَار. والكلام طويل، كما قُلت قبل قليل: الكتابُ أو المكتوب يُقرأُ من عنوانهِ، عنوانُ برنامجنا وفاتحتهُ هذه الكلمات الموجزة المختصرة الَّتي فاضت بها شفاهُ سيّد الأوصياء صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه وقليلٌ هذا، بل هو أقلُّ من أقلِّ القليل في الحديثِ عن سيّد الأوصياء. هذه المضامين وغيرها إذا شَكَّكَ فيها مُشَكِّك فَإنَّ مضَامِينَها موجودةٌ في الزيارة الجامعة الكبيرة، هذه المضامين جاءت بشكلٍ مُجمل وجاءت أيضاً مذكورةً مع الأمثلة. إذا ذهبنا إلى الزيارة الجامعة الكبيرة فماذا نقرأُ فيها؟:- مَوالِيَّ لا أُحْصِي ثَنائَكُمْ – قضيَّة خارجة عن حدِّ الإحصاء، الموجود في هذه الفقرات، هذه الفقرات داخلة في حدِّ الإحصاء الّتي قرأتها من كلمات سيّد الأوصياء – مَوالِيَّ لا أُحْصِي ثَنائَكُمْ وَلا أَبْلُغُ مِنَ المَدْحِ كُنْهَكُمْ وَمِنَ الوَصْفِ قَدْرَكُمْ وَأنْتُمْ نُورُ الأَخْيارِ وَهُداةُ الأَبْرارِ وَحُجَجُ الجَبَّارِ، بِكُمْ فَتَحَ الله وَبِكُمْ يَخْتِمُ الله وَبِكُمْ يُنَزِّلُ الغَيْثَ وَبِكُمْ يُمْسِكُ السَّماءَ أنْ تَقَعَ عَلى الأَرْضِ إِلَّا بِإذْنِهِ وَبِكُمْ يُنَفِّسُ الهَمَّ وَيكشفُ الضُّرَّ، وَعِنْدَكُمْ ما نَزَلَتْ بِهِ رُسُلُهُ وَهَبَطَتْ بِهِ مَلائِكَتُهُ. كلُّ هذه أمثلة ونماذج على نفس النَسَق من العناوين الّتي أشار إليها سيّدُ الأوصياء في هذه السطور القليلة الَّتي اقتطفتها واقتطعتها من بعضِ كلامهِ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه. نحنُ في برنامجنا نتحدَّثُ في مِثلِ هذا الجوّ، رُبَّما هناك من يتحدَّث في جوٍّ آخر لا شأن لنا بهِ، قد تسمعون وقد تقرؤون أنَّ متحدِّثاً مثلاً يتحدَّثُ عن سيّدِ الأوصياء فيقول على سبيل المثال: كان عليٌّ التلميذَ النجيب في مدرسة القُرآن وقد كرَّس حياتهُ في خدمة المصلحة العليا للدولة الإسلامية وداسَ على مصلحتهِ الشخصيَّة فكان منفتحاً على السلطة آنذاك رغم أنَّهُ كان النَّاطق الرّسمي باسم المعارضة السلمية في ذلك الوقت، كان منفتحاً على السلطة يمدُّها برأيهِ والسُلطة هي الأخرى انفتحت عليهِ فجعلتهُ مستشارها الأول بشكلٍ غير رسمي وقد أمر أولاده أنْ يُقاتِلوا في حرب الرِّدةِ وهو الآخر أيضاً كان جنديا يُقاتلُ تحتَ لواء الخليفة الأول، لقد حاول عليٌّ بكل جهده أنْ يصهر كل ما يمكن أن يصهره من جهدٍ في بوتقة الوحدة الإسلامية وظَّف كلَّ شيءٍ حتَّى الدعاء فقد وظَّفهُ في البُعد الستراتيجي لمصلحة الأُمَّة. وعلى هذا الوزن، أنا لا أريد أن أتكلَّمَ بهذا النحو، وإنَّما أتكلَّم بنحوٍ آخر، بالنحو الَّذي تحدَّثَ فيه سيّد الأوصياء، كما قُلت قبل قليل: المكتوب يُقرأ من عنوانهِ!! وذكرتُ في الحلقة الماضية أنَّني سأتناولُ مشاهد علوية ألتقطها من فيضِ الكتابِ والعترة: أولُ مشهدٍ أتناولهُ في هذهِ الحلقة وإذا لم يُسعفني الوقت فتمامُ الحديث سيكون في الحلقةِ القادمةِ يوم غد إن شاء اللهُ تعالى، المشهدُ الَّذي أريدُ أن أُسلِّط الضوء على بعض جوانبهِ: (الولادةُ العَلَويّة). لستُ مؤرخاً هنا ولا أريدُ أنْ أتحدَّث بحديث المؤرخين، ولستُ مُناقشاً لمخالفي ومناوئي عليٍّ صلواتُ اللهِ عليه الَّذين يُنكرون ولادتهُ في المسجد الحرام أو لا يعتبرون لها أهميَّةً، لا أريد الخوض في هذه المطالب الَّتي أجدها في غاية التسطيح وإنْ كان لها شيءٌ من قيمةٍ فهي في حواشي وحواشي وحواشي ما هو بعيدٌ عن فناء عليٍّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه. الولادةُ العلوية: أبدأُ من الكتابِ الكريم، قبلَ أنْ أضعَ يدي على آياتٍ من الكتاب فيها إشاراتٌ للولادة العلوية، أذهبُ إلى ما جاء في أحاديثِ أهل البيت في منهجهم في تفسير الكتابِ الكريم، وإن شاء اللهُ تعالى إذا وُفِّقنا في هذه البرامج هناك برنامجٌ سيكون بعد شهر رمضان في الفترة القادمة عنوانهُ: (قُرآنهم)، قُرآنُ مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد، سأتحدَّثُ بنحوٍ مفصَّلٍ أكثر من هذه الإلماعة السريعة. ماذا يقولون صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين عن قرآنهم؟ القُرآن قرآنهم، فماذا يقولون عن قرآنهم؟ عَن زُرَارَة عَن أَبِي جَعفَرٍ عَلَيهِ السَّلام قَالَ: تَفسِيرُ القُرآنِ عَلَى سَبعَةِ أَوجُه – وعدد السبعة ليسَ عدداً حصرياً وإنَّما هو أحد المضاعفات في الأعداد الهندسية القرآنية – تَفسِيرُ القُرآنِ عَلَى سَبعَةِ أَوجُه مِنْهُ مَا كَان – منه ما كان: أيّ أنَّهُ بُيّن ووضِّح، وهو ما كان في طبقة التنزيل – وَمِنهُ مَا لَمْ يَكُن – ومنه ما لم يكن: ما لم يُبيَّن وما لم يتحقَّق وذلك في طبقة التأويل، تأويل المعنى الحقيقي للكتاب الكريم – تَفسيرُ القُرآنِ عَلَى سَبعَةِ أَوجُه مِنْهُ مَا كَان وَمِنْهُ مَا لَمْ يَكُنْ بَعدَ ذَلِك تَعْرِفَهُ الأَئِمَّة – هذه الحقائق لا يعرفها إلَّا هم. وَعَنْ عَمْر اِبنَ مُصْعَب عَنْ أَبِي عَبْد الله صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيه قَالَ – عمر ابن مصعب – قَالَ: سَمِعتَهُ يَقُول – إمامنا الصَّادق – إِنَّ مِنْ عِلْمِ مَا أُوتِيْنَا تَفْسِيرَ القُرآن وَأَحْكَامَهُ – والمراد هنا من الأحكام ليس ما يتعلَّق في الجانب الفتوائي، أحكامُ القُرآن في جميع أبعادها، في بُعدها التكويني، في بعدها التشريعي، في بعدها العلمي، وفي سائر الأبعاد الأخرى – إِنَّ مِنْ عِلْمِ مَا أُوتِيْنَا تَفْسِيرَ القُرْآن وَأَحْكَامَهُ وَعِلْمَ تَغْيِير الزَّمَان – حين نقول: بأنَّ القُرآنَ يناسِبُ كلَّ زمان لا بهذا المعنى الَّذي يُتحدَّث فيه في الأوساط السياسية، ولا بهذا المعنى الَّذي يَتحدَّث بهِ حتَّى مفسرو الشيعة وفقاً لذوق الفخر الرازي أو لذوق سيّد قطب الَّذي يتسيَّد الآن الساحة الفكرية الشيعية خصوصاً في الأجواء الشيعية العربية في العراق في الخليج في لبنان حيث يتسيَّد الفكرُ القطبي، وَإنَّمَا الْمُرَاد مِنْ عِلمِ تَغْيِير الْزَّمَان وَحَدَثَانِهِ؛ المراد أنَّ للقُرآن وجوه وحدود ومطالع ومجاري، مجاري لا بمعنى مصطلح الجري الّذي يذهب إليه مفسرو الشيعة وذلك على سبيل المطابقة والمشابهة. القُرآن فيه آفاق وهذه آفاق حقيقية، أفقُ العبارة أفق حقيقي وأفقُ الإشارة أفق حقيقي وهكذا بقيَّةُ الآفاق الأخرى، فكلامُ الخالق ليس ككلام المخلوق – إِنَّ مِنْ عِلْمِ مَا أُوتِيْنَا تَفْسِيرَ القُرْآن وَأَحْكَامَهُ وَعِلْمَ تَغْيِير الزَّمَان وَحَدَثَانِهِ – ما يحدث من تبدُّل في أطوار الأزمنة والأمكنة – وَإِذَا أَرَاد الله بِقَومٍ خَيْرَاً أَسْمَعَهُم – أسمعهم الحقيقة – وَلَو أَسْمَعَ مَنْ لَم يَسْمَع لَوَلَّى مُعْرِضَاً كَأَنْ لَمْ يَسْمَع، ثُمَّ أَمْسَكَ هُنَيْئَةً – الراوي يقول: إنَّ الإمام الصادق أمسك هُنيئةً: سكت هُنيئةً – ثُمَّ قَال: لَوْ وَجَدْنَا وِعَاءً – القلوبُ أوعية – لَوْ وَجَدْنَا وِعَاءً وَمُسْتَرَاحَاً – وقلوب ترتاح، يُحيطُ بها الروح والريحان لحديثنا لقلنا – لَوْ وَجَدْنَا وِعَاءً وَمُسْتَرَاحَاً – تستريح إليه نفوسنا – لَقُلنَا وَاللهُ المُسْتَعَان. عَنْ جَابِرٍ قَال: قَالَ أَبُو عَبْد الله – عن جابرٍ الجعفي – يَا جَابِر إِنَّ لِلْقُرآنِ بَطْنَاً وَلِلْبَطْنِ ظَهْرَاً، ثُمَّ قَال: يَا جَابِرْ وَلَيْسَ شَيءٌ أَبْعَدَ مِنْ عُقُول الرِّجَال مِنه – يعني أبعد ما تكون عقول الرجال عن القُرآن وأبعد ما يكون القرآن عن عقول الرجال – وَلَيْسَ شَيءٌ أَبْعَدَ مِنْ عُقُول الرِّجَالِ مِنه إِنَّ الآيَة – هنا الكلام المهم – إِنَّ الآيَة لَيَنْزِلُ أَوَلُهَا فِيْ شَيء وَأَوسَطُهَا فِيْ شَيء وَآخِرُهَا فِيْ شَيء – هذا ليس في أفق العبارة هذا في أفق الإشارة، نزل القُرآنُ على أربعة أشياء على العبارةِ والإشارةِ واللطائفِ والحقائق، أمَّا العبارةُ فللعوام وأمَّا الإشارةُ فللخواص وأمَّا اللطائفُ فللأولياء وأمَّا الحقائقُ فللأنبياء، هكذا قال صادق العترة صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه – إِنَّ الآيَةَ لَيَنْزِلُ أَوَلُهَا فِيْ شَيء وَأَوسَطُهَا فِيْ شَيء وَآخِرُهَا فِيْ شَيء – خلافاً لقواعد العبارة الَّتي يكون وحدةُ السياق من جملةِ قواعدها وشروطها – إِنَّ الآيَةَ لَيَنْزِلُ أَوَلُهَا فِيْ شَيء وَأَوسَطُهَا فِيْ شَيء وَآخِرُهَا فِيْ شَيء وَهُوَ كَلاَمٌ مُتَّصلٌ يَتَصَرَّفُ عَلَى وجُوه – ثُمَّ ماذا يقولون؟ عَنْ الفُضَيل اِبنَ يَسَار قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعفَرٍ عَنْ هَذِه الرُّوَايَة – أيَّةُ رواية؟ – مَا فَيْ القُرآنِ آيَة إِلَّا وَلَهَا ظَهْرٌ وَبَطْن وَمَا فِيهِ مِنْ حَرْف إِلَّا وَلَهُ حَدّ ، حرف، وَمَا فِيهِ مِنْ حَرْف إِلَّا وَلَهُ حَدّ – قد يقول قائل: أنَّ المراد من حرف جملة، كلام ويقع هذا التعبير في كلام العرب، الحديث هنا ليس عن هذا المعنى، الحديث عن حروف، كما في الحروف المقطعة؛ كهيعص! لها دلالات، لبقيَّة حروف القُرآن، القُرآن دلالات أيضاً – سَأَلْتُ أَبَا جَعفَرٍ عَنْ هَذِه الرُّوَايَة: مَا فَيْ القُرآنِ آيَة إِلَّا وَلَهَا ظَهْرٌ وَبَطْن وَمَا فِيهِ مِنْ حَرْف إِلَّا وَلَهُ حَدّ وَلِكُلِّ حَدٍّ مَطْلَع، مَا يَعنِي بِقَولِهِ لَهَا ظَهْرٌ وَبَطن؟ فَقَال: ظَهْرَهُ تَنْزِيلهُ – في مرحلة التنزيل، العبارة – وَبَطْنَهُ تَأْوِيْلهُ – الإشارة – مِنْهُ مَا مَضَى وَمِنْهُ مَا لَمْ يَكُن بَعْدُ يَجْرِي كَمَا تَجْرِيْ الشَّمْسُ وَالقَمَر كُلَّمَا جَاءَ مِنْهُ شَيءٌ وَقَع، قَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} نَحْنُ نَعْلَمُه. هذا كلامُ الباقر صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه. العياشي ينقل:- عَنْ أَبِيْ عَبْدِ الرَّحْمَن السَّلَمِيْ أَنَّ عَلِيَّاً عَلَيهِ السَّلاَم مَرَّ عَلَى قَاْضٍ فَقَالَ: هَلْ تَعْرِفُ النَّاسِخَ مِنْ المَنْسُوخْ؟ فَقَال: لاَ، فَقَال: هَلَكْتَ وَأَهْلَكتْ، تَأوِيْلُ كُلِّ حَرْف مِنْ القُرْآن عَلَى وُجُوه – تأويل كلِّ حرف وليس كلِّ جملة وليس كل كلمة. الخلاصةُ ما هي؟ الخلاصةُ أنَّ القرآن في مرحلة العبارة في مرحلة التنزيل لهُ خصوصياته، وأنَّ القُرآن في مرحلة التأويل في مرحلة الإشارة لهُ خصوصياته، والخصوصيةُ الأهم هي ما كانت في مرحلة الإشارة، ما مرَّ في الرواية قبل قليل من أنَّ آياتِ الكتاب يكون أوَّلها في شيء وأوسطها في شيء وآخرها في شيء وهو كلامٌ مُتَّصل، مع أنَّ الكلام متَّصل يتصرَّفُ على وجوه، وما مرَّت الإشارة إليه من أنَّهُ ما من حرفٍ إلَّا ولهُ حدّ، لكل حرف حدود، اتجاهات، وما من حدٍّ إلَّا ولهُ مطلع وأنَّهُ يجري مجرى الشمس والقمر، هناك مجاري هناك مطالع هناك حدود، هكذا تتشكَّلُ منهجيةُ فهم القرآنِ عند أهل البيت صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين. بعد هذه المقدِّمة فإنّي سأذهب بكم إلى سورة آل عمران، إلى الآيةِ السّادسةِ والتسعين من سورة آل عمران، ماذا تقول هذه الآية؟ {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ} الآية الّتي تليها {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}؛ {أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ} الآية هنا، الآية في أفق العبارة تتحدَّثُ عن المسجدِ الحرام، وهذا المعنى جاء واضحاً في العديد من كلماتهم ومن أدعيتهم الشريفة، على سبيل المثال ما جاء في دعاء النُدبة الشريف:- وَجَعلتَ لَهُ وَلَهُم – جعلت لهُ: للنبي صلَّى الله عليه وآله، ولهم: للعترة الطاهرة – وَجَعلتَ لَهُ وَلَهُم أَوَّل بَيتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّة مُبَارَكاً وَهُدَىً لِلعَالَمِين فِيهِ آيَاتٌ بَيّنَات مَقَامُ إبرَاهِيم وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنَا. الحديثُ عن المسجد الحرام والحديثُ عن مكَّة الّتي من أسمائها بكَّة، مكَّةُ الّتي من أسمائها بكَّة، والحديثُ هنا عن المسجد الحرام الّذي من دخله كان آمناً حتَّى الحيوانات تكون آمِنة في الحرم المكِّي، وحتَّى السارق والّذي يُطلب بجريمة من الجرائم إذا دخلَ إلى الحرم المكِّي صار آمناً، هذا هو أفق العبارة في هذه الآية. لكن إذا ذهبنا إلى أفق الإشارة؛ إذا ذهبنا إلى أفق الإشارة وكما مرَّ قبل قليل: إنَّ الآية يكون أوُّلها في شيء وأوسطها في شيء وآخرها في شيء، إذا كان هذا في الآية الواحدة فما بالك في الآيتين، إذا كان في الآية الواحدة يمكن أن ينتفي السياق في مرحلة الإشارة، فإذا انتفى السياق في مرحلة الإشارة انتفى السياق في الآية الواحدة، فمن باب الأولى أنَّ السياق سينتفي في الآيتين أيضاً في العديدِ والكثيرِ من الأحوال. لن أذهبَ بعيداً لكنَّني سأؤخذكم إلى ما جاء في معنى البيوت؟ ما جاء في معنى البيوت، في سورة النور: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} في أفق العبارة هذه البيوت {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} في أفق العبارة هذه البيوت كما عن جابرٍ عن أبي جعفرٍ عليه السّلام في قولهِ:- {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} قَال: هِي بُيوتُ الأَنْبِيَاء وَبَيتُ عَليٍّ مِنْهَا – هي بيوتُهم، هي البيوت الَّتي تُنسبُ إليهم هذا في أفق العبارة. أمَّا في أفق الإشارة، نقرأ هذه الرواية: عَنْ أَبِي حَمْزَة الثُمَالِي قَالَ: كُنْتُ جَالِسَاً فِيْ مَسْجدِ الرَّسُول صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآله إِذْ أَقْبَل رَجُلٌ فَسَلَّم، فَقَال: مَنْ أَنْتَ يَا عَبدَ الله؟ فَقُلتُ: رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الكُوْفَة. فَمَا حَاجَتُك؟ فَقَال لِي: أَتَعْرِفُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّد اِبْنَ عَلَيّ؟ فَقُلْتُ: نَعَم، فَمَا حَاجَتُكَ إِلَيه؟ قَال: هَيَّأْتُ لَهُ أَرْبَعِينَ مَسْأَلَةً أَسْأَلَهُ عَنْهَا فَمَا كَانَ مِنْ حَقٍّ أَخَذْتُهُ وَمَا كَانَ مِنْ بَاطِلٍ تَرَكْتُه. قَال أَبُو حَمْزَة: فَقُلْتُ لَهُ: هَلْ تَعْرِفُ مَا بَيْنَ الحَقِّ وَالبَاطِل؟ قَالَ: نَعَم. قُلْتُ: فَمَا حَاجَتُكَ إِلَيه إِذَا كُنْتَ تَعْرِفُ مَا بَيْنَ الحَقِّ وَالبَاطِل؟! فَقَال لِيْ: يَا أَهْلَ الكُوْفَة أَنْتُم قَومٌ مَا تُطَاقُون إِذَا رَأَيتَ أَبَا جَعْفَرٍ فَأَخْبِرْنِي. فَمَا اِنْقَطَعَ كَلامُه حَتَّى أَقْبَلَ أَبُوْ جَعْفَرٍ عَلَيهِ السَّلاَم وَحَوْلَهُ أَهْلُ خُرَاسَانْ وَغَيْرهُم يَسْأَلُونَهُ عَنْ مَنَاسِك الحَج فَمَضَى حَتَّى جَلَسَ مَجْلِسَهُ وَجَلَس الرَّجُل قَرِيْبَاً مِنه، قَالَ أَبُوْ حَمْزَة: فَجَلَسْتُ حَيْثُ أَسْمَعُ الكَلاَم وَحَولَهُ عَالَمٌ مِنْ النَّاس – يعني عدداً كثيراً – فَلَمَّا قَضَى حَوَائِجَهُم وَاَنْصَرَفُواْ اِلْتَفَتَ إِلى الرَّجُل فَقَالَ لَهُ: مَنْ أَنْت؟ قَالَ: أَنَا قَتَادَة اِبْنَ دِعَامَةَ البَصْرِي. فَقَالَ أَبُوْ جَعْفَر: أَنْتَ فَقِيْهُ أَهْلِ البَصْرَة؟ قَالَ: نَعَم. فَقَالَ لَهُ أَبُوْ جَعْفَر: وَيْحَكَ يَا قُتَادَة إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَّل خَلَقَ خَلْقَاً مِنْ خَلْقه فَجَعَلَهُمْ حُجَجَاً عَلَى خَلْقِه فَهُم أَوْتَادٌ فِيْ أَرْضِه قُوَّامٌ بِأَمْرِه نُجَبَاءُ فِيْ عِلْمِه اِصْطَفَاهُم قَبْلَ خَلقِهِ أَظلَّةً عَنْ يَمِين عَرْشِه. قَال: فَسَكَتَ قتَادَةُ طَوِيْلاً، ثُمَّ قَال: أَصْلَحَكَ الله وَاللهِ لَقَد جَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْ الفُقَهَاء وَقُدَام اِبْنِ عَبَّاسْ فَمَا اِضْطَّرَبَ قَلْبِيْ قُدَام وَاحِدٍ مِنْهُمْ مَا اِضْطَّرَبَ قُدْامَك!! فَقَالَ أَبُوْ جَعْفَر: وَيْحَك أَتَدْرِيْ أَيْنَ أَنْت؟ أَنْتَ بَيْنَ يَدَي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ، فَأَنْتَ ثَمْ – أنتَ في هذا المكان، في أيِّ مكان؟ – فِيْ مَكَانٍ فِيهِ بُيُوت – بيوت يُشير إلى نفسهِ، بيوت هنا: بمعنى رجال، بيوت: بمعنى أئمَّة – فَأَنْتَ ثَمْ وَنَحْنُ أُوْلَئِك – نحنُ أولئك البيوت. فَقَالَ لَهُ قُتَادَة: صَدَقْتَ وَالله، جَعَلَنِي الله فِدَاك وَاللهِ مَا هِي بُيُوت حِجَارَة وَلاَ طِين – هنا استشعر قتادةُ المعنى، فقال: واللهِ ما هي بيوت حجارة ولا طين إنَّهم هُم، هذه البيوت هم الأئمَّة صلواتُ الله وسلامه عليهم أجمعين. وتستمر الروايةُ لكنَّ قتادة من هذا المطلب العميق يلتفت إلى الإمام قال – فَأَخْبِرْنِيْ عَنْ الجُبن – الجبن الَّذي يؤكل – فَأَخْبِرْنِيْ عَنْ الجُبن؟ قَالَ: فَتَبَسَّم أَبُوْ جَعْفَر ثُمَّ قَالَ لَهُ: رَجَعَت مَسَائِلَكَ إِلَى هَذَا؟! أيُّ مسألةٍ هذه؟ فَقَالَ: ضَلَّت عَنِّي. فَقَالَ الإِمَام: لاَ بَأسَ بِه. هذه الحالة حالةٌ نعيشها في واقعنا الشيعي، المطالب العميقة واضحة تُترك كحال قُتادة هنا، الإمام نقلهُ إلى جوِّ الإشارة، إلى جوِّ التأويل الحقيقي فرجع يسأل عن الجبن. موطن الشاهد: أنَّ البيوت في أفق الإشارة هم صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين. وفي الكتابِ الكريم إذا رجعنا إلى هذه الآية من سورة آلِ عمران: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ} هناك بيتٌ هو أول بيت، هو أولُ إمامٍ وضع أين؟ وضع في بكَّة، إذا رجعنا إلى أحاديث أهل البيت صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين، بكَّة: هي اسمٌ للكعبة، وليس اسماً لمكَّة. هذا هو عِلَلُ الشرائع، الرواية:- عَنْ الحَسَن ابن مَحْبُوب عَنْ عَبْد الله اِبن سِنَان قَال: سَألتُ أَبَا عَبْد الله عَلَيهِ السَّلام: لِمَا سُمّيَت الكَعَبَةُ بَكَّة – بكّة اسمٌ للكعبة، لذلك السائل هنا يسأل؟ والسائل هذا من علماء أصحاب الإمام الصّادق عبد الله ابن سنان – لِماَ سُمّيَت الكَعْبَةُ بَكَّة؟ فَقَالَ: لِبُكَاءِ النَّاس حَوْلَهَا وَفِيْهَا . وَعَنْ سَعِيد اِبن عَبْد الله الأَعْرَج عَنْ أَبِيْ عَبْد الله عَلَيهِ السَّلاَم قَالَ: مَوضِعُ البَيْت بَكَّة وَالقَرْيَةُ مَكَّة – بكَّة ليس اسماً لمكَّة، وإن كان هذا شائعاً على الألسنة، وإن كان هذا موجوداً في كتب التفسير، وإن جاء في بعض الروايات فهو على سبيل المشهور بين النّاس، أمَّا المعنى الدقيق لبكَّة هو اسمٌ للكعبة – قال: موضع البيت بكَّة – موضعُ البيت الكعبة، الكعبة هي بكَّة، وليس المسجد بكامله، وليس مكَّة. في الرواية الأولى – لِمَا سُمّيت الكعبةُ بكَّة – يعني الكعبة الكعبة، الكعبة قيل لها الكعبة لأنَّها مربعة لأنَّها مكعبة، هذا المكان المكعب هي هذه الكعبة وهذه هي بكَّة – لِمّا سُميَّت الكَعبَة بكَّة، وقال الإمامُ: موضعُ البيت بكَّة والقريةُ مكَّة – ورواياتٌ عديدة بهذا المضمون. الَّذي نصل إليه: أنَّ بكَّة اسمٌ للكعبة، وأنَّ البيوت الَّتي هي جمعٌ لبيت هم الأئمَّة، وأنَّ أوَّل بيت، أنَّ أوَّل إمامٍ هو عليٌّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، إذا جمعنا بين هذه المضامين وبين منهج الإشارة الَّذي تقدَّم الحديث عنه بالنحو المُجمل. {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ} وكلمة وُضع استُعملت في الكتاب الكريم في مواطن عديدة مثلاً: في سورة آل عمران في قصة امرأة عمران: {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا} لَمَّا وضعت مريم ولدتها {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ}. وجاء هذا الاستعمالُ أيضاً في الكتاب الكريم في سورة الحج: {يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا}. وجاءت أيضاً في سورة الأحقاف: {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْراً} إلى آخر ما جاء في الآيةِ الكريمة. وآياتٌ عديدةٌ أخرى هذه نماذج وأمثلة من الآيات الَّتي استعملت هذه المادة مادة (وَضَعَ) في الولادة. {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ} لهو الّذي، للّذي: يعني لهو الَّذي، لهو الَّذي ببكَّة، لهو الَّذي في الكعبة، البيوت الأئمَّة كما مرَّ علينا قبل قليل وأوّلُ هذه البيوت عليٌّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، وبكَّة اسمٌ للكعبة كما قال الصّادق صلواتُ الله عليه. {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ} هذا هو منهج الإشارة بحسبِ ما جاء عنهم صلواتُ اللهِ عليهم في فهم القُرآن، منهجٌ ترفضهُ المناهج والمدارس التفسيرية الشيعية، لماذا؟ لأنَّها أخذت من المخالفين، ثُمَّ صبغت هذه المناهج التفسيرية باسم أهل البيت، وأهل البيت بُراءٌ منها. {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ} هذا هو أوَّل بيت هذا هو أوَّل إمام {مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ} قلنا الآية أوّلها في شيء أوسطها في شيء آخرها في شيء {وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً}؛ {وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً} في أفق العبارة من دخله كان آمنا من دخله مُذنباً سيكون آمناً. عن الإمام الصَّادق صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه: {وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً} قَال: إِنْ سَرَق سَارِقٌ بِغَير مَكَّة أَوْ جَنَى جِنَايَة عَلَى نَفْسِهِ فَفَرَّ إِلَى مَكَّة لَمْ يُؤْخَذ مَا دَام فِيْ الحَرَم حَتَّى يَخْرُجَ مِنه … إلى آخر الكلام، هذا في أفق العبارة. أمَّا في أفق الإشارة {وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً} ماذا قال إمامنا الصادق في أفق الإشارة ؟ – مَنْ أَمَّ هَذَا البَيت وَهُوَ يَعْلَم أَنَّهُ البَيْت الَّذِيْ أَمَرَهُ الله عَزَّ وَجَّل بِهِ وَعَرَفَنَا أَهْلَ البَيت حَقَّ مَعْرِفَتِنَا كَانَ آمِنَاً فِيْ الدُنْيَا وَالآخِرَة – اتجاه آخر صار للآية. وعن إمامنا الصَّادق:- {وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِناً} قَالَ: فِيْ قَائِمِنَا أَهْلَ البَيت فَمَنْ بَايَعَهُ وَدَخَل مَعَهُ وَمَسَحَ عَلَى يَدهِ وَدَخَلَ فِيْ عَقْدِ أَصْحَابهِ كَانَ آمِنَاً – إذاً الأمان مع الإمام وليس الأمان مع البناء، الأمان مع البناء ومع الأرض والجغرافيا، هذا في أفق العبارة، أمَّا في أفق الإشارة:- وَمَن دَخلهُ كَانَ آمنا فِي قائمناً أهل البيت فمن بايعهُ ودخل معه ومسح على يدهِ ودخل في عقد أصحابهِ كان آمناً. الآيةُ هنا تشير إلى الولادة العلوية قد يستغربُ المستغربون من هذا، ولكن تلاحظون أنتم كلّ هذه المعطيات تشير إلى هذه الحقيقة: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ} بكَّة؛ هي الكعبة، فإذا كانت بكَّة هي الكعبة فما معنى يعني إنَّ أوَّل كعبة وضعت للناس في الكعبة؟ فبكَّة هي الكعبة، إنَّ أول بيتٍ، إنَّ أول إمامٍ وضع للناس للَّذي بكَّة، وُضع للناس، إنَّ أول إمامٍ تجلَّى بالصورة البشرية لأجل النَّاس، رحمةً بالناس هذا تجلٍّ من التجليات العلوية. كما مرّ في سورة، كما مرّ، أقصد في البرامج السابقة. إذا ذهبنا إلى سورة الزخرف، فماذا نجد فيها؟ {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} أمَّا هو في الحقيقة ماذا؟ {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} ؛ {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} لأجل أن تنتفعوا جعلنا لكم تلك الحقيقةَ في هذه الصورة اللفظية وإلَّا فهو في الحقيقة: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} هو شيءٌ آخر، المضمون هُو هو. {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ} كانت الولادة هنا وكان التجلِّي هنا للناس {لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ}. في جوِّ هذه الولادة، ماذا تقول الرواياتُ والأحاديث؟ والحديثُ هنا عن الولادةِ الأرضية في الطورِ الأرضي والولادةُ الأرضيةُ هي صورةٌ للولادةِ العُليا الَّتي سيأتي الحديثُ عنها. عن الحسن ابن محبوب عن إمامنا الصادق صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه: أنَّهُ انفتحَ البيتُ من ظهرهِ ودخلت فاطمةُ فيه – يعني بنت أسد صلواتُ الله عليها – ثُمَّ عادت الفتحة والتصقت – انفتح البيت – يعني الكعبة، يعني بكَّة – انفتح البيت من ظهره ودخلت فاطمةُ فيه ثمَّ عادت الفتحةُ والتصقت وبقيت فيه ثلاثةَ أيام فأكلت من ثِمار الجنَّة، فلمَّا خرجت قالَ عليٌّ عليه السَّلام يُخاطب أبَا طَالب: السَّلامُ عليك يا أبا ورحمةُ الله وبركاته، ثُمَّ تنحنح وقال: {بسم الله الرَّحمن الرَّحيم * قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} – قرآنٌ يتلوه عليٌّ في اليوم الثّالث من أيام الولادةِ قبلَ البعثة بسنين وسنين – ثُمَّ تنحنح وقال: {بسم الله الرَّحمن الرَّحيم * قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ}… الآيات – يعني إلى آخر الآيات – فقال رسولُ الله صلَّى الله عليه وآله: قد أفلحوا بك أنتَ واللهِ أميرهم تُميرهُم من عِلمك فيمتارون وأنتَ واللهِ دليلهم وبكَ واللهِ يهتدون ووضع رسول الله صلَّى الله عليه وآله لسانهُ في فيه – في فم عليٍّ – فانفجرت اثنتا عشرة عينا، قال: فسُمِّي ذلك اليوم يوم التروية – سيعترض معترض ويقول: بأنَّ يوم التروية كان معروفاً قبل ولادة عليٍّ، وهو اليوم الَّذي يُحملُ فيه الماء للحجيج، الحجيج الَّذين يخرجون إلى عرفات فيحملون الماء الَّذي يستعملونه بسبب مكوثهم عند عرفات، لكن هو من الَّذي سنَّ هذه السُنن ووضع هذه المناسك أليس إبراهيم؟ وإبراهيم وضع هذه المناسك وابنهُ إسماعيل ووضعوا لها اسماءً وعناوين إنَّها ترمز إلى هذه المناسبة وإلى هذه الصورة وهذا هو معنى التأويل. فانفجرت اثنتا عشرة عينا – في فمِ عليّ – قال: فَسُمِّي ذلك اليوم يوم التروية، فلمَّا كان من غده وبَصُر عليٌّ برسول الله سلَّم عليه وضحك في وجهه وجعل يشيرُ إليه فأخذهُ رسول الله صلَّى الله عليه وآله فقالت فاطمة – فاطمة بنت أسد – عَرَفَهُ فسُمِّي ذلك اليوم عرفة – فسُمِّي ذلك اليوم عرفة، لا يعني أنَّهُ لم يكن هذا الاسم موجوداً، عرفة سُمِّي هذا اليوم لأنَّ النّاس تُعرِّف على الجبل، وسُمِّي هذا الجبل بعرفة لأنَّ آدم حين هبط إلى الأرض التقى وتعرَّف بحواء في هذا المكان، ولأنَّ الناس يلتقون عند الجبل فيعرف بعضهم بعضاً، ولأنَّ هذا اليوم يومٌ لمعرفة فضل الباري على عبادهِ وخلقه و و وهناك معانٍ أخرى، كلُّ هذه نعرفها، لكنَّ كلَّ ذلك هو رمزٌ يشير إلى حقيقةٍ أوسع هذه المضامين الحقيقية هنا. فلمَّا كان اليوم الثَّالث وكان يوم العاشر من ذي الحُجَّة أذَّنَ أبو طالب في النَّاس أذاناً جامعاً وقال: هلمُّوا إلى وليمة ابني علي – إلى بقيَّة التفاصيل الَّتي وردت في هذه الرواية وفي غيرها من الروايات الأخرى، إنَّما هنا أقتطعُ نماذج وأمثلةً، إذ المقام يطول ويطول إذا قرأت كلَّ شيءٍ بين أيديكم هي نماذج وأمثلة. عن إمامنا موسى ابن جعفر صلوات الله وسلامه عليه:- إنَّ الله تباركَ وتعالى خَلق نُور مُحَمَّدٍ مِن اختراعهِ من نُورِ عَظمتهِ وَجلالهِ وَهُو نورُ لاهُوتِيِّتهِ الَّذي تَبدَّى وَتَجلَّى لِمُوسى علَيهِ السَّلام في طُورِ سَيناء فَمَا اسْتَقرَّ لَهُ – الطور الجبل – وَلاَ أَطَاقَ مُوسَى لِرُؤيَته وَلاَ ثَبَت لَهُ حَتَّى خَرَّ صَعِقَاً مَغْشِّيَاً عَلَيه وَكَانَ ذَلِكَ النُور نُورَ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيه وَآلِه. وحديثُ أهل البيت كما هو القرآن له مطالع ومجاري كما أنَّ الهلال له مطالع في اليوم الأول، الهلال وفي اليوم الثاني يتبيَّن شيءٌ آخر أكثر والثالث وهكذا وكذا هي الشمس لها مجاري ومطالع. نحنُ إذا ما ذهبنا إلى أحاديث أهل بيت العصمة صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين لوجدنا أنَّ الأئمَّة يُخبروننا: إمامنا الصادق:- إِنَّ الكَروبِيِّيْن قَومٌ مِنْ شِيْعَتِنَا مِنْ الخَلقِ الأَولْ جَعَلَهُم الله خَلفَ العَرش لَو قُسِّم نُورُ وَاحِدٍ مِنْهُم عَلَى أَهلِ الأَرضِ لَكَفَاهُم، ثُمَّ قَال: إِنَّ مُوسَى لَمَّا سَأَل رَبَهُ مَا سَأَل – أَنْ يَرَى الله – أَمَر وَاحِداً مِنْ الكَرَوبِيِّين – الَّذي هو من شيعتهم – فَتَجَلَّى لِلْجَبَل فَجَعَلَهُ دَكَّاً. فالرواية هنا لها مطلعٌ ولها مجرى وهذا المطلع يتضح ويتجلَّى أكثر في الرواية الَّتي قرأتها على مسامعكم قبل قليل – فَلمَّا أَرَاد أَنْ يَخْلُق مُحَمَّداً مِنه – من ذلك النور – قَسَّم ذَلِكَ النُور شَطْرَين، فَخَلَقَ مِنْ الشَطْرِ الأَول مُحَمَّداً وَمِنْ الشَطْر الآخِر عَليَّ اِبنَ أَبِي طَالِب وَلَم يَخْلُق مِنْ ذَلِك النُور غَيرَهُمَا، خَلَقَهُمَا بِيَدهِ وَنَفَخَ فِيْهمَا بِنَفْسهِ لِنَفْسه وَصَوَّرَهُمَا عَلَى صُورَتهمَا وَجَعَلَهُمَا أُمَنَاء لَهُ وَشُهَدَاءَ عَلَى خَلقِه وَخُلَفَاء عَلَى خَلِيْقَتِه وَعَيْنَاً لَهُ عَلَيهِم وَلِسَانَاً لَهُ إِلِيهِم، قَد اِسْتَودَعَ فِيْهِمَا عِلْمه وَعَلَّمَهُمَا البَيَان وَاسْتَطْلَعَهُمَا عَلَى غَيْبِه وَبِهِمَا فَتَحَ بِدء الخَلاَئِق وَبِهمَا يَخْتُمُ المُلْك وَالمَقَادِير، ثُمَّ اِقْتَبَس مِنْ نُورِ مُحَمَّدٍ فَاطِمَة اِبْنَته كَمَا اِقْتَبَس نُورهُ مِنْ المَصَابِيح، هُم خُلِقُوا مِنْ الأَنْوَار وَانْتَقَلُوا مِنْ ظَهْرٍ إِلَى ظَهر وَصُلْبٍ إِلَى صُلْب وَمِنْ رَحِمٍ إِلَى رَحِمْ فِيْ الطَبَقَةِ العُلْيَا مِنْ غَيرِ نَجَاسَة بَل نَقْلٌ بَعْدَ نَقْل لاَ مِنْ مَاءٍ مَهِين وَلاَ نُطْفَة خَشِرَة – النطقة الخشرة: يعني النطفة الوسخة القذرة – وَلاَ نُطْفَة خَشِرَة كَسَائِرِ خَلْقِه بَلْ أَنْوَار اِنْتَقَلُوا مِنْ أَصْلاَبِ الطّاهِرِين إِلَى أَرْحَامِ الطّاهِرَاتْ لأَنَّهُم صَفْوَة الصَفْوَة اِصْطَفَاهُمْ لِنَفْسِه لأنَّهُ لاَ يُرَى وَلاَ يُدْرَك وَلاَ تُعْرَف كَيْفِيَّتهُ وَلاَ اِنيَّتهُ، فَهَؤُلاَء النَّاطِقُونُ المُبَلِّغُونَ عَنه المُتَصَرِّفُونَ فِي أَمرِهِ وَنَهْيِه، فَبِهم تَظْهَرُ قُدْرَتُهُ وَمِنْهُم تُرَى آيَاتهُ وَمُعْجِزَاتهُ وَمِنْهُم عِبَادَةُ نَفْسه وَبِهم يُطَاعُ أَمْرُه وَلَولاَهُم مَا عُرِفَ الله وَلا يُدرَى كَيْفَ يُعْبَد الرَّحْمَن، فَاللهُ يُجْرِي أَمْرهُ كَيْفَ يَشَاء فِيْمَا يَشَاء لاَ يُسأَلُ عَمَّا يَفْعَل وَهُم يُسْأَلُون. هذه لقطاتٌ وصور سريعة ومشاهد علوية في أفق الولادة العلوية في الطور الأرضي، أمَّا الولادةُ العلوية في الأفق الأعلى، فإنَّ هذه الولادة في الأفق الأرضي تُمثِّلُ تجلٍّ لتلك الولادة في الأفق العالي بحسب ما يتناسب مع هذا العالم. مثل ما كانَ في سورةِ آل عمران الإشارة إلى الولادة العلوية في الطور الأرضي، في الآية السادسة والتسعين من سورة آل عمران: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ}. في سورة الأعراف الإشارةُ أيضاً إلى الولادة في الأفق الأعلى، في الآية الثمانين بعد المئة: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ}. أنا هنا لا أريد أن أقف عند هذه الآية ربَّما يطول الكلام في بيان مضمونها لكنَّني أذهب وبشكلٍ سريع إلى كتاب الكافي، وقبل أن أشرعَ بقراءةِ ما في كتاب الكافي الشريف وهذا هو الجزء الأول من كتاب الكافي بين يدي. عَنْ عُمَر اِبنَ أُذَيْنَة عَنْ أَبِيْ عَبْد الله عَلَيه السَّلام – الإمام هنا بأقل من سطر يُحدِّثنا عن الولادةِ العلويةِ العُليا في الأفق الأعلى ماذا يقول إمامنا الصادق؟ – خَلَقَ اللهُ المَشِيْئَة بِنَفْسِهَا – وهنا الولادةُ العلويةُ في الأفق الأعلى – خَلَقَ اللهُ المَشِيْئَة بِنَفْسِهَا ثُمَّ خَلَق الأَشْيَاء بِالمَشِيْئَة – خلق الله المشيئةُ بنفسها هذه الجملة الصغيرة هي الَّتي تحدِّثنا عن الولادة العلوية في الأفق الأعلى، وتفصيلها يأتينا في نفس الكافي الشريف. والرواية عن إمامنا الصّادق صَلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه:- إِنَّ الله تَبارَكَ وَتَعَالَى خَلَق اِسْمَاً بِالحُرُوفِ غَيْرَ مُتَصَوَّتْ – الحديث عن اسمٍ مخلوق؟! الرواية السابقة إنَّ الله سبحانه وتعالى خلق المشيئة بنفسها، أوَّل ما خَلقْ خَلقَ المشيئة بنفسها ثم خلق الأشياء بالمشيئة. الحديث الآن عن المشيئة، عن الولادة الأولى، التفصيل في هذا الحديث:- إِنَّ الله تَبارَكَ وَتَعَالَى خَلَق اِسْمَاً بِالحُرُوفِ غَيْرَ مُتَصَوَّتْ – يعني لا توجد ألفاظ تُطلق على هذه الحقيقة على هذا الاسم، حقيقة أسمى وأجّل من أن تُطلق عليها الألفاظ – خَلَق اِسْمَاً بِالحُرُوفِ غَيْرَ مُتَصَوَّتْ وَبِاللّفْظِ غَيرَ مُنْطَق وَبِالشَّخْصِ غَيرَ مُجَسَّد وَبِالتَشْبِيهِ غَيرَ مَوْصُوف وَبِاللَّونِ غَيرَ مَصْبُوغ مَنْفِيٌّ عَنهُ الأَقْطَار مُبَعَّدٌ عَنْهُ الحُدُود، مَحْجُوبٌ عَنْهُ حِسُّ كُلِّ مُتَوَهِّم مُسْتَتِرٌ غَيرُ مَسْتُور فَجَعَلَهُ كَلِمَةً تَامَّة عَلَى أَربَعَة أَجْزَاءٍ مَعَاً لَيْسَ مِنْهَا وَاحِدٌ قَبْلَ الآخِر – أنا هنا لا أريد أن أشرح هذا الحديث وإن كان فهمهُ بالنسبة لي ولغيري في غاية الصعوبة، الحديث يُخبرُ عن حقائق هي في عالم غيب الغيب، فأنَّى لنا أن نُدرك كُنهها، الحديث يتحدَّث عن مخلوقٍ وصفهُ بهذه الصفات أيُّ مخلوقٍ هذا؟ هي المشيئة التي خلقها الله بنفسها وبعد ذلك شيَّء الأشياء من المشيئة:- إِنَّ الله تَبارَكَ وَتَعَالَى خَلَق اِسْمَاً بِالحُرُوفِ غَيْرَ مُتَصَوَّتْ وَبِاللّفْظِ غَيرَ مُنْطَق وَبِالشَّخْصِ غَيرَ مُجَسَّد وَبِالتَشْبِيهِ غَيرَ مَوْصُوف – كيف أستطيع أن أتصوَّره؟ لا أستطيع، لكنَّ عطر الحقيقة العلوية يهبُّ من كلِّ حرف من حروف هذا الحديث، عليٌّ مرَّ من هنا، عطرُ عليٍّ يعبقُ في جنباتِ هذه الكلمات! – إِنَّ الله تَبارَكَ وَتَعَالَى خَلَق اِسْمَاً بِالحُرُوفِ غَيْرَ مُتَصَوَّتْ وَبِاللّفْظِ غَيرَ مُنْطَق وَبِالشَّخْصِ غَيرَ مُجَسَّد وَبِالتَشْبِيهِ غَيرَ مَوْصُوف وَبِاللَّونِ غَيرَ مَصْبُوغ مَنْفِيٌّ عَنهُ الأَقْطَار مُبَعَّدٌ عَنْهُ الحُدُود – أنَّى لي بمعرفته! – مَحْجُوبٌ عَنْهُ حِسُّ كُلِّ مُتَوَهِّم – كلُّ متوهم – مُسْتَتِرٌ غَيرُ مَسْتُور – كل متوهم؛ حتَّى الأنبياء يدخلون هنا. ذلك الّذي أشاروا إليه إنَّ أمرنا صعبٌ مستصعب لا يحتملهُ لا نبيٌّ مُرسل ولا مَلَكٌ مُقرَّب ولا عبدٌ امتحن الله قلبهُ للإيمان – مُبَعَّدٌ عَنْهُ الحُدُود، مَحْجُوبٌ عَنْهُ حِسُّ كُلِّ مُتَوَهِّم مُسْتَتِرٌ غَيرُ مَسْتُور، فَجَعَلَهُ كَلِمَةً تَامَّة عَلَى أَربَعَةِ أَجْزَاءٍ مَعَاً لَيْسَ مِنْهَا وَاحِدٌ قَبْلَ الآخِر – كيف نستطيع أن نتصوَّر هذه الحقيقة!! – فَأَظْهَرَ مِنْهَا ثَلاَثَة أَسْمَاءٍ لِفَاقَةِ الخَلْقِ إِلَيْهَا – وُضع للناس، وُضع للخلق – فَأَظْهَرَ مِنْهَا ثَلاَثَة أَسْمَاءٍ لِفَاقَةِ الخَلْقِ إِلَيْهَا وَحَجَبَ مِنْهَا وَاحِدَاً – هذا كلُّهُ في نفس هذا الاسم – وَحَجَبَ مِنْهَا وَاحِدَاً وَهُوَ الاِسْمُ المَكْنُونُ المَخْزُون، فَهَذِه الأَسْمَاءُ الَّتِي ظَهَرت، فَالظَّاهِرُ – الظاهر وليس المكنون الحديث يقول – فَالظَّاهِرُ هُوَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَسَخَّر سُبْحَانَهُ لِكُلِّ اِسْمٍ مِنْ هَذِه الأَسْمَاء أَرْبَعَة أَرْكَان فَذَلِكَ اِثْنَا عَشَر رُكْنَاً، ثُمَّ خَلَق لِكُلِّ رُكْنَاً مِنْهَا ثَلاَثِين اِسْمَاً فِعْلاً مَنْسُوبَاً إِلَيْهَا – ما هي هذه الأسماء المتجلِّية من الأسماء الَّتي أظهرها الخالقُ من الاسم الَّذي خلقه، ما هي هذه الأسماء؟ فَهُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ المَلِكُ القُدُوسُ الخَالِقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ الحَيُّ القَيِّومُ لاَ تَأْخُذُه سِنَةٌ وَلاَ نَوم العَلِيْمُ الخَبَيرُ السَّمِيعُ البَصِيرُ الحَكِيمُ العَزِيزُ الجَّبَارُ المُتَكبِّرُ العَليُّ العَظِيمُ المُقْتَدرُ القَادِرُ السَّلاَمُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ البَارِئُ المُنْشِئُ البَدِيعُ الرّفِيعُ الجَلِيْلُ الكَرِيمُ الرَّازِقُ المُحِييّ المُمِيْتُ البَّاعِثُ الوَارِثُ، فَهَذِهِ الأَسْمَاءُ وَمَا كَانَ مِنْ الأَسْمَاءِ الحُسْنَى – الأسماء الحسنى لا حصر لها ولا عدّ – فَهَذِهِ الأَسْمَاءُ وَمَا كَانَ مِنْ الأَسْمَاءِ الحُسْنَى حَتَّى تَتِم ثَلاَثْمَائَةٍ وَسِتِين اِسْمَاً – هذه الأسماء الأصول وإلَّا في دعاء الجوشن هناك ألفُ اسم وفي الأدعية الأخرى يكون أكثر من ذلك، الأسماء الحُسنى لا عدَّ لها ولا حصر ولكن هذه الأسماء الأصول الَّتي تجلَّت من الأركان الثلاثة الَّتي أظهرها اللهُ سبحانه وتعالى وجعل الاسم الظاهر هو الله من ذلك الاسم المخلوق، هذه تجليات لذلك الاسم المخلوق، فهي نسبةٌ لهذه الأسماء الثلاثة كلُّ هذه الأسماء الَّتي مرَّت هي نسبةٌ لهذه الأسماء الثلاثة وهذه الأسماءُ الثلاثة أركانٌ. الآية هنا تِشير إلى الَّذين يُلحدون بأسمائهِ، من سورة الأعراف الآية الثمانون بعد المئة: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ} يُلحدون في أسمائه: أي يميلون عن معنى أسمائه الحقيقة إلى أسماءٍ أخرى، حين يُقال: أسماء الله الحسنى، ماذا يُقولون؟ هذه الألفاظ، هذه الكلمات الخالق البارئ المُصوِّر، الأسماءُ الحسنى هم: مُحَمَّدٌ وآل مُحَمَّد، مَجمعُ الأسماء الحُسنى مُحَمَّدٌ وآل مُحَمَّد، الإلحاد هو إمالة هذه الأسماء إلى هذه الألفاظ، هذه الألفاظ مظاهر من الأركان الثلاثة الَّتي تجلَّت من الاسم المخلوق والركن الرابع هو الاسمُ المكنون المخزون الَّذي خلقته فاستقرَ في ظلك، في دعاء ليلة المبعث حين يسأل السائل: وأسألك باسمك الأعظَّمِ الأعظَّمِ الأعظم الأعزِّ الأجلِّ الأكرم الَّذي خلقتهُ فاستقرَّ في ظِلّك فلا يخرج منك إلى غيرك، الاسمُ المكنون المخزون، خلقتهُ، حديث عن مخلوق، فاستقرَّ في ظلك فلا يخرج منك إلى غيرك، هذا هو عليٌّ صلواتُ الله عليه. فَهَذِهِ الأَسْمَاء وَمَا كَانَ مِنْ الأَسْمَاءِ الحُسْنَى حَتَّى تَتِم ثَلاَثْمَائَةٍ وَسِتِين اِسْمَاً فَهِي نِسْبَةٌ لِهَذِه الأَسْمَاء الثَّلاثَة وَهَذِه الأَسْمَاءُ الثَّلاَثَة أَرْكَانٌ وَحُجِبَ الاِسْمُ الوَاحِدُ المَكْنُونْ المَخْزُون بِهَذِه الأَسْمَاء الثَّلاَثَة وَذَلِكَ قَولَهُ تَعَالَى: {قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى}. ماذا يقول إمامنا الصادق صلوات الله وسلامه عليه والروايةُ في الكافي الشريف وتلاحظون أنَّ أحاديثَ أهل البيت يشرحُ بعضها بعضاً:- عَنْ مُعَاويَة اِبنِ عَمَّار عَنْ أَبِيْ عَبْد الله عَلَيهِ السَّلاَم فِيْ قَولِ الله عَزَّ وَجَّل: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} – ماذا قال إمامنا الصادق؟ – قَال: نَحْنُ وَاللهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى الَّتِي لاَ يَقْبَلُ الله مِنْ العِبَاد عَمَلاً إِلَّا بِمَعْرِفَتِنَا. نحنُ والله الأسماءُ الحسنى، {وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ}، الّذين يُلحدون في أسمائهِ؛ أولئك الّذين يجعلون أسماء الله الحُسنى في هذه الألفاظ، وتلك إساءةٌ لأهل البيت، وإساءةٌ لله سبحانه وتعالى فإنَّ أسماء الله ليست ألفاظاً، أسماءُ الله سبحانه وتعالى أجل من أن تكون حروفاً، يعني أنا اسمي فلان الفلاني يتألَّف من حروف وأصوات واسم الله أيضاً مثل اسمي يتألَّف من حروف وأصوات!! اسمُ الله حقائق، أسماءُ الله حقائق، وتلك الحقائق هي الّتي يقول عنها إمامنا الصادق:- نَحْنُ وَاللهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى الَّتِي لاَ يَقْبَلُ الله مِنْ العِبَاد عَمَلاً إِلَّا بِمَعْرِفَتِنَا. هذا الاسمُ الَّذي بالحروف غير متصوَّت وباللفظ غير مُنطق، هذه هي الولادةُ العلويةُ في الأفق الأعلى!! أيضاً في الكافي الشريف عن إمامنا الصّادق صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه ولكن قبل أن أذهب إلى الرواية الشريفة عن صادق العترة صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه نستمع إلى هزار المنابر الحسينية ملا باسم.. عن صادق العترة الأطهر:- إِنَّ الله كَانَ إِذْ لاَ كَانْ فَخَلَقَ الكَانَ وَالمَكَانْ وَخَلَقَ نُور الأَنْوَار – خلق الكان: والمكان ليس الحديث هنا عن زمانٍ كزماننا وعن مكانٍ كمكاننا، الحديث هنا عن ذلك الاسم الَّذي هو بالحروف غير متصوَّت ولا باللفظ مُنطق، البعيد عن حسِّ كلِّ متوهم – إِنَّ الله كَانَ إِذْ لاَ كَانْ فَخَلَقَ الكَانَ وَالمَكَانْ وَخَلَقَ نُور الأَنْوَار الَّذِي نُوِّرَت مِنْهُ الأَنْوَار وَأَجْرَى فِيهِ مِنْ نُورِهِ الَّذِي نُوِّرَت مِنْهُ الأَنْوَار وَهُوَ النُورُ الَّذِيْ خُلِق مِنْهُ مُحَمَّداً وَعَلَيَّاً – الولادةُ العلويةُ العُليا هي نفسها نفسها الولادةُ المُحَمَّديَّةُ العُليا، ولكن لأنَّ الحديثَ عن عليٍّ فإنّي أردد اسمه الشريف وإلَّا هم نورٌ واحد حقيقةٌ واحدة – وَهُوَ النُورُ الَّذِيْ خَلَقَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَعَلَيَّاً فَلَمْ يَزَالا نُورَيْن أَوَّلَين إِذْ لاَ شَيءْ كُوِّنَ قَبْلَهُمَا، فَلَمْ يَزَالاَ يَجْرِيَان طَاهِرَين مُطَهَّرَين فِيْ الأَصْلاَبِ الطَّاهِرَة حَتَّى اِفْتَرَقَا – أين افترقا؟ – فِيْ أَطْهَرِ طَاهِرَين فِيْ عَبْد الله وَأَبِي طَالِب – عبارة هنا دقيقة جداً: في أطهر طاهرين!! يعني أنَّ القضيَّة في عبد الله وأبي طالب تتجاوز العصمة، الأنبياء طاهرون والطهارة تعني العصمة، الحديث عن عبد الله وعن أبي طالب في أطهر طاهرين أنَّهم الأطهر بين الطاهرين، القضيَّة تتجاوز العصمة، لماذا؟ لأنَّ مُحَمَّداً وعليَّاً يتنسبان إليهما؟ أبداً هذا الكلام ليس صحيحاً، لأنَّهما ينتسبان إلى مُحَمَّدٍ وعليّ، مُحَمَّدٌ وعليّ لا ينتسبان إلى أحد،كلُّ شيءٍ يتنسبُ إليهما ونحنُ حين ننتسبُ إلى عليٍّ هكذا نخاطبهُ:- عَبْدُك وَابنُ عَبْدِك وَابْنُ أَمّتِك المُقرُّ بِالرِّقْ وَالتَارِكُ لِلْخِلاَفِ عَلَيْكُم. إذا أردنا أن ننتسب إلى عليٍّ هكذا ننتسب، وإنْ كنا لا نستحقُّ هذا الانتساب، لكنَّهُ التشريف من عليٍّ صلواتُ اللهِ وسلامه ُعليه أن فتح لنا هذا الباب، كما نُخاطبهم في استئذان زياراتهم الشريفة نخاطبهم هكذا: بأنَّنا لسنا أهلاً لأن تأذنوا لنا ولكنَّكم أهلُ جودٍ ولطفٍ وكرمٍ تأذنون لنا لا لأنَّنا نستحقُّ ذلك، لطفكم هو الَّذي يفتحُ لنا الأبواب. نحنُ عبيدك يا علي وأبناءُ عبيدك وأبناء إمائك المُقرُّون بالرق والتاركون للخلافِ عليكم صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليكم أجمعين. ولايتي لأميرِ النحلِ تكفيني عند المماتِ وتغسيلي وتكفيني وطينتي عُجنت من قبلِ تكويني فِي حبِّ حيدرَة كيفَ النارُ تكويني أسألكم الدعاء ملتقانا غداً في أمانِ الله. ملخـّص الحلقة تاريخ البث : يوم السبت 2 شهر رمضان 1436هـ الموافق 20 / 6 / 2015م ومضةٌ خاطفة عن هذا البرنامج، وما فيه وكما يقولون (المكتوب يُقرأ من عنوانه) يقول سيد الاوصياء متحدثا عن نفسه (انا الطوفان الاول، انا الطوفان الثاني، انا صاحب سَيل العَرِم.. انا صاحب ثمود والآيات، انا مُدمّرها، انا مُزلزلها، انا الاول انا الآخِر، انا الظاهر انا الباطن، انا صاحب الازلية الأولية..). (انا الطورُ، انا الكتاب المسطور، انا البحر المسجور، انا البيتُ المعمور، انا الذي دعا اللهُ الخلائقَ الى طاعتي .. انا المُتكّلم على لسان عيسى في المهد، انا الآخرةُ والاولى..) هذه الكلمات الموجزة والمختصرة التي فاضت بها شفاه سيّد الاوصياء .. هي عنوان برنامجنا …وهذه المضامين موجودة في الزيارة الجامعة الكبيرة. مَشاهد عَلَويّة من فَيض الكتاب والعترة المشهد الاول … الولادة العَلَوية منهج اهل البيت عليهم السلام في تفسير القرآن، قال ابو عبد الله عليه السلام (تفسير القرآن على سبعة أوجه، منه ما كان ومنه ما لم يكن بعد، ذلك تعرفه الائمّة).. * ليس شيء ابعد من عقول الرجال من القرآن ذَوق سيّد قُطب يَتسيّد الساحة الفكرية الشيعية والمنهج التفسيري الشيعي في الوسط الشيعي في العراق والخليج ولبنان . الآية 96 آل عمران (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ) هي بيوت الانبياء وبيت عَليٍّ منها .. هذا التفسير هو في أُفُق العبارة . حديث الإمام الباقر عليه السلام مع قتادة بن دعامة البصري .. في واقعنا الشيعي نعيش نفس الحالة. بَكّة هو إسم للكعبة وليس إسماً لمكّة (موضع البيت بكّة والقرية مكّة) * إنّ اول بيتٍ وضع للناس، اول إمام، وهذا المنهج ترفضه المناهج التفسيرية الشيعية واهل البيت بُراء من هذه المناهج . ومَن دخلهُ كانَ آمِناً، في قائمنا اهل البيت، مَن بايعَهُ ودخل معه ومسح على يده، الأمان مع الإمام وليس الامان مع البناء . (إنّ اول بيتٍ وُضِعَ للناس) اول إمام تجلّى للناس رحمةً للناس، هو عَليٌّ صلوات الله وسلامه عليه .. سبب تسمية ايام الحج (يوم التروية ويوم عَرَفة) تجلّي احد الملائكة الكروبيّين من شيعة اهل البيت لموسى بن عمران فجعل الجبل دكّا الولادة العَلَويّة في الأُفق الاعلى (خَلَقَ الله المشيئة بنفسها) والتفصيل في هذه الرواية (إن الله تبارك وتعالى خلق اسما بالحروف غير متصوت، وباللفظ غير منطق وبالشخص غير مجسد والتشبيه غير موصوف وباللون غير مصبوغ، منفي عنه الاقطار، مبعد عنه الحدود، محجوب عنه حس كل متوهم، مستتر غير مستور فجعله كلمة … وذلك قوله تعالى: قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أياما تدعوا فله الاسماء الحسنى) حديث يتحدث عن حقائق في عالم غَيب الغَيب . الله هو إسم ظاهر وتَجَلٍّ لذلك الإسم المخلوق . الاسماء الحسنى هم محمّد وآل محمّد، والإلحاد هو عندما يُحرَّف معنى الاسماء الحُسنى ويُصرَف عن اهل البيت الى هذه الالفاظ (الخالق الباريء المصوّر) وهي إساءة لأهل البيت ولله سبحانه وتعالى. قُل ادعوا الله او ادعوا الرحمن أياً ما تدعو فلهُ الاسماء الحسنى إنّ الله كان اذ لا كان فَخلَقَ الكانَ والمكان وخلَقَ نورَ الأنوار هكذا خطاب الانتساب لِعَليٍّ (عَبدُكَ وابنُ عَبدِكَ وابنُ أمَتك، المُقِرُّ بالرِقّ والتاركُ للخلافِ عليكم) وإنْ كُنّا لا نستحقُّ هذا الانتساب ولكنّهُ التَشريفُ من عَليٍّ صلوات الله وسلامه عليه …