يا عليّ – الحلقة ٤ – في طريق المعرفة العلويّة ج١ Show Press Release (11 More Words) يا عليّ – الحلقة 4 – في طريق المعرفة العلويّة ج1 صور OverlaysPreviousNext فيديو يوتيوب اوديو مطبوع Show Press Release (6٬431 More Words) يازهراء وهل هُناكَ أجملُ مِن هَذا الاسم أبتدئُ بهِ حَديثي … قَالَ صلَّى اللهُ عليهِ وَآلهِ وسلَّم: لَوْ كَانَ الحُسنُ صُورَةً، لَو كَانَ الحُسنُ هَيئَةً لَكَانَت فَاطِمَة صَلوات اللهِ وسَلامه عليها بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيم اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى فَاطِمَة وَأَبِيهَا وَبَعلِهَاِ وَبَنِيهَا وَالسرِّ المُستودَعِ فِيهَا … يَا عَلِيّ … الحَلَقَةُ الرّابِعَة: فِي طَرِيق المَعرِفَة العَلَويَّة ج1 الحَلَقَةُ الرّابِعَة فِي طَرِيق المَعرِفَة العَلَويَّة ج1 الحلقةُ الرابعةُ من برنامجنا: (يَا عَلِيّ) أَشيَاعَ أَمِير المؤُمِنِين أنَّى كُنتم سَلامٌ عليكم جميعاً إخوَتي أَخَواتي أَبْنَائِي بَنَاتِي. في الحلقةِ الأولى: كانَ الحديثُ بما هُو مُجمَلٌ، لماذا نُريدُ أنْ نعرِفَ عليَّا؟ وكيفَ نعرفُ عليٌّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه؟ وفي الحلقةِ الثانية: كان الحديثُ عن الولادة العلوية في الأُفق الأرضي وفي الأُفق الأعلى، وحينَ تحدَّثتُ عن الولادةِ العَلوية في الأُفق الأرضي وفي الأُفق الأعلى لم يَكُن قَصدي أنّي أشرعُ في الحديثِ من نقطة الولادة وإنَّما تَحدَّثتُ عن الولادةِ العَلوية في الأُفق الأرضي وفي الأُفق الأعلى جئتُ بها مِثالاً، فإنَّ كَلامَ سيّد الأوصياء الَّذي تَلوتُ نَماذجَ مِنه في تعريفهِ لنفسهِ، بعضٌ منه يرتبط بأجواء وتجليَّات الولادة العلوية في الأُفق الأرضي، حينَ يتحدَّث عن شرفِ نَسَبِهِ القَبَلي، حينَ يتحدَّثُ عن فُروسيتهِ وشُجاعتِهِ، حين يتَحدَّثُ عَن عِلمِهِ بالتأويلِ وبحقائقِ القُرآن، وأمثال هذه المطالب، هذه المطالب هي من تجليَّات الولادةِ العلويةِ في الأُفق الأرضي، وحينَ يتحدَّثُ سيِّد الأوصياء أنَّهُ المُدبِّرُ للعالم الأوَّل وأنَّهُ الَّذي أرسى الجِبال وأنَّهُ الَّذي أينعَ الثمار وأنَّهُ الَّذي فَجَّر الأنهار وأنَّهُ آدمُ الأوَّل ونوحُ الأوَّل، آدم الأوَّل كما قلت: ليس الحديث عن أبينا آدم، أبونا آدم في آخر الأوادم، قبل آدمكم هذا اثنا عشر ألف ألف آدم، وفي رواية اثنا عشر ألف آدم، حين يتحدَّثُ الأميرُ صلواتُ اللهِ عليه بهذا اللِّسان فإنَّهُ يتحدَّثُ في تجليَّاتِ الولادةِ العلويةِ في الأُفق الأعلى، لأجل هذا كان الحديثُ في الحلقة الثانية عن الولادة العلوية في الأُفق الأرضي وفي الأُفق الأعلى. فجاءت الحلقة الثالثة عنوانها: عليٌّ يتحدَّثُ عن عليٍّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، وتلوتُ على مسامعكم في الحلقة الماضية قطافاً اقتطفتها واقتطعتها من بساتين البلاغة العلويَّة فكانَ الأميرُ يتحدَّثُ عن الأمير صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه. الحلقةُ في هذا اليوم وهي الحلقةُ الرابعة: عَرضٌ إجمالي للمُفردات وللمُعطيات الَّتي سأعتمدُها في دراستي وفي معرفتي لعليٍّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه. فهل يظنُّ أحدكم أنّي سأعود مثلاً إلى تأريخ الطبري؟ إلى تأريخ ابن الأثير؟ إلى كتب السّيَر؟ هل يتصوَّر أحدكم بأنّي سأعود مثلاً إلى الدر المنثور؟ إلى صحيح البخاري مثلاً؟ أو أنّي أرجع إلى ما كتبه ممَّن كتب من علماء الشيعة وقد أُشبعوا بالفكر المخالف؟! أنا سأعود إلى مفردات ومعطيات ومصادر تختلف عن كلِّ هذا الَّذي ذكرت، لكنَّني سأكملُ الحديث من حيثُ وقف بيَّ الحديثُ في الحلقة السابقة. وصل بنا الكلامُ في الحلقةِ الماضية إلى الحديث الرضوي الَّذي رواه شيخنا الكليني رحمةُ الله عليه، ووصلنا إلى هذه العبائر:- فَمَنْ ذَا الَّذِيْ يَبلُغُ مَعْرِفَةَ الإِمَام أَو يُمكِنُهُ اِخْتِيَارُه هَيهَاتَ هَيهَات ضَلَّت العُقُول وَتَاهَت الحُلُوم وَحَارَت الأَلبَاب وَخَسِئَت العُيُون. هَيهَاتَ هَيهَات: هذه اللّفظة الّتي تكرَّرت مرَّتين، هيهات لوحدها؛ تُشيرُ إلى البُعد، إلى شيءٍ يُستبعدُ أن يتحقَّق، تسمعون في وقائعِ يوم الطّف حينَ كانت سُكينةُ تُحدِّثُ أباها، سُكينة أو سَكِينَةُ، حين كانت سُكينة تُحدِّثُ أباها سيِّد الشُهداء عن العودة إلى المدينة، ماذا قال سيِّد الشُهداء؟ – قال: هَيهَاتَ هَيهَات لَو تُرِكَ القَطَا لَغَفَى وَنَام – هَيهَاتَ هَيهَات، هذا أمرٌ مُستبعد، لا يمكن أن يتحقَّق، لا توجد المقدمات المؤدية إلى تحقّقهِ وإلى وقوعه. فَمَنْ ذَا الّذي يَبلُغُ مَعرِفَة الإِمَام: البلوغ؛ هو الوصول، من ذا الَّذي يصلُ إلى هذا الحد؟! – فَمَنْ ذَا الّذي يَبلُغُ مَعرِفَة الإِمَام أو يُمكِنُهُ اختِيَارَه هَيهَاتَ هَيهَات – هذا شيءٌ بعيد! – ضَلّت العُقُول – في هذه المسألة – ضَلّت العُقُول وَتَاهَت الحُلُوم – هناك فارقٌ بين الضلالِ وبين التَيه، الضال إذا أردنا أن نُقارن فيما بينهُ وبين التائه، الضال؛ الَّذي يسيرُ في طريقٍ وربَّما يعتقد بأنَّ هذا الطريق طريق صحيح وإنْ كانَ ليس صحيحاً أو ربَّما يسيرُ في طريقٍ هو يظنُ بصحتهِ، يحتمل الخطأ فيه، أمَّا التائه هو أصلاً لا يسير في طريق، التائه: هو الَّذي يسيرُ في متاهةٍ من دون طريق. ضَلَّت العُقُول: لماذا ضَلَّت العقول؟ لأنَّ العقول تتحرَّك في طريق التفكُّر، هناك طريق، هناك طريق للتفكُّر، هناك طريق للبحث، هناك طريق للاستدلال، ولكن قد يكون هذا الطريق طريقاً ليس صائباً يَدخل الإنسان في طريقٍ على أساسِ ما توصَّل إليه عقله وهو يعتقد بأنَّ هذا الأسلوب هذا النحو من الاستدلال من التفكير من الوصول إلى مراده هو صحيح بينما هو في الحقيقة ليس صحيح. هل العقول تمتلك المقدمات على أن تُدرك الإمام أن تدرك كُنهه؟ نحنُ هنا لا نتحدَّثُ عن حاكمٍ يحكم النّاس وعن قاضٍ يفصل في النزاعات والخصومات، ولا نتحدَّثُ عن فقيهٍ يُفتي في حلالٍ أو حرام، كلُّ أولئك لا قيمة لهم، إنَّنا نتحدَّثُ عن إمام، ونتحدَّثُ عن إمامٍ يعني مُحَمَّداً وآل مُحَمَّد، إنَّنا نتحدَّثُ عن إمامٍ المراد منه مُحَمَّدٌ وآل مُحَمَّد!! ضَلَّت العُقُول: هذا الطريق الَّذي سارت فيهِ تحاول أنْ تجمع المقدمات الموصلة إلى النتيجة إنَّها سارت في طريقٍ لا تمتلكُ فيه المقدمات ولنْ تستطيع الوصول إلى نتيجة – ضَلَّت العُقُول وتَاهَت الحُلُوم – مثالٌ دائماً أُردِّدهُ لأنَّني أعتقد أنَّهُ يُقرِّب الصورة حين أُسأل في هذه المضامين أورد هذا المثال فأقول: إنَّ الَّذِي يريد أن يرسم خارطة لأيِّ مدينةٍ من المدن لأيِّ بلدٍ من البلدان، لنفترض أنَّ أحداً يريد أن يرسم خارطةً لمدينة كربلاء: أوَّلاً: لابدَّ أن يعرف مساحة كربلاء لابد أن يعرف المساحة، أنْ يعرف طول المدينة عرض المدينة أنْ يعرف المساحة، هذا أوَّلاً. وثانياً: أنْ يعرف حدودها من الشرقِ ماذا يحدها، من الغرب ماذا يحدها وهكذا. وثالثاً: أنْ يعرف المواقع المهمَّة الَّتي سيشخِّصُها على الخريطة، المواقع المهمَّة النقاط الَّتي لها دلالة على المستوى الجغرافي، على المستوى الإداري، على المستوى السياحي، على المستوى الاقتصادي، وحتَّى على المستوى الطبيعي، ما تسمَّى بالتضاريس، وعلى المستوى السكاني أيضاً، المواقع المزدحمة والمواقع الخالية، المواقع الَّتي يقل فيها عدد النفوس، لابد أن يكون عارفاً بهذه التفاصيل حتَّى يستطيع أن يرسم خارطة. وفوق هذا لابدَّ أن يكون عارفاً بطريقة استعمالِ مقياس الرسم وإلَّا لو كانت مثلاً: كربلاء طولها كذا كيلو متر وعرضها كذا كيلو متر فهل يأتي بورقةٍ طولها كذا كيلو متر وعرضها كذا كيلو متر؟ هو يأتي بورقة محدودة كيف يستطيع أن ينقل هذه المساحة الكبيرة على ورقة صغيرة؟ عن طريق استعمال مقياس الرسم، فلابدَّ أن يكون عارفاً بطريقة استعمال مقياس الرسم حتَّى يستطيع أن يرسم خارطة على الورق، وقطعاً لابدَّ أنْ يكون عنده الورق، لابدَّ أن تكون عنده الأقلام والأصباغ والألوان، ولابدّ أن تكون عنده الوسائل الهندسية للقياسات وللرسم الهندسي، لابدّ أن تكون كل هذه الأشياء حتَّى يستطيع أن يرسم خارطةً لمدينة كربلاء، وبالنتيجة هذه الخارطة ليست كربلاء هذه ورقة عليها خطوط. نحنُ إذا أردنا أن نرسم خارطةً للإمام صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، هل نعرفُ مساحة مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد؟ هل نعرف حدودهم؟ من أين يبدؤون وأين ينتهون؟ وهم الَّذين منهم البداية وإليهم النهاية، بكم فتح الله وبكم يختم، البداية الإلهية والنهاية الإلهية هم، كيف نستطيع أن نحدد لهم مساحة؟ المساحة لا نعرفها، والحدود لا نعرفها، هم قبل القبل، أوَّل ما خلق الله خلق المشيئةَ بنفسها، هم، مرَّ هذا الكلام، فليس لهم من حدود، كما نقرأ في دعاء علقمة الَّذي يُقرأ بعد زيارة عاشوراء:- يَا سَادَتِي – والداعي هنا يخاطب أمير المؤمنين ويُخاطب سيِّد الشُهداء لأنَّ هذا الدعاء يُقرأ بعد زيارة أمير المؤمنين وبعدها زيارة عاشوراء فيُقرأ دعاء علقمة، هو خطاب بنحوٍ خاص للأمير ولسيِّد الشُهداء وبنحوٍ عام لهم جميعاً – يَا سَادَتِي لَيسَ لِي وَرَاءَ الله وَوَرَاءَكُم مُنْتَهَى – لا توجد حدود! إذاً المساحة مجهولة والحدود مجهولة! إذا جهلنا المساحة والحدود، هل نستطيع أن نُشخِّصَ بعد ذلك النقاط الدالة أو المواقع المُشخَّصَة والحديث يقول: كل هذه الإمكانات عجزت عن أيِّ شيءٍ؟ – عَنْ وَصفِ شَأنٍ مِن شَأنِه – كل هذه القدرات والمواهب الَّتي تحدَّث عنها الحديثُ الرضوي: العظماء، الحكماء، البلغاء إلى آخرهِ، هؤلاء عجزوا عن وصفِ شأنٍ من شأنه أو فضيلةٍ من فضائله، إذاً أين هي النقاط؟! المساحة مجهولة، الحدود مجهولة، لأنَّهُ لا حدود! النقاط الدالة.. غير موجودة، نحن نعجز عن فهم شيءٍ من أمره، مقياسُ الرسم!!، يقولون لا يقاس بآل مُحَمَّد أحد، لا يُقاس بهم أحد، لا يوجد مقياس للرسم، إذا كانت كل هذه الأشياء ليست موجودة هل تستطيع أنْ تتصوَّر بأنَّهُ لديك ورق وأقلام ووسائل هندسية بعد هذا تستطيع أن ترسم بها؟ نعم لديك ورق وأقلام وألوان ووسائل هندسية، تستطيع أن ترسم خارطةً لكلِّ مخلوق محدود، ولكن الحديث عن شيءٍ لا محدود لا يمكن أن يكون هناك ورق ولا أحبار ولا أقلام ولا ألوان ولا وسائل هندسية. هذا معنى ضلَّت العقول عقول متوقفة ولو تحرَّكت فإنَّها تتحرَّك في الاتجاه الخاطئ، المراد ضلَّت العقول إذا بقيت واقفة ولم تتحرَّك وأقرَّت بعجزها فَإنَّها قد ضلَّت المعرفة لن تصل إلى المعرفة، ما يتجلَّى في هذه العقول معرفة بحسبها لا بحسبهم، عقولنا ضَالة إذا كنَّا نتحدَّث عن معرفةٍ بحسبهم، يمكن أن تكون لدينا معرفة بهم صلواتُ الله عليهم ولكن بحسبنا، أمَّا بحسبهم فإنَّ العقول ضالة كلُّ العقول، هذا الكلام يدخل فيه الأنبياء ، هم قالوا، تحدَّثوا عن الأنبياء المرسلين أنَّ أمرهم صلواتُ الله وسلامهُ عليهم أجمعين أنَّ أمرهم صَعبٌ مستصعب لا يحتملهُ الأنبياء المرسلون، فإنَّ من الأنبياء من ليس بمرسل، الأنبياء المرسلون قليلون جداً، أكثر الأنبياء ليسوا بمرسلين، الأنبياءُ المرسلون هم النخبة هم الزبدة فيما بين الأنبياء. هَيهَاتَ هَيهَات ضَلَّت العُقُول: ضلَّت العقول إذا أرادت أنْ تعرفهم بحسبهم وإذا تصوَّرت هذه العقول أنَّها تستطيع أنْ تسيرَ في طريق الاستدلال والبراهين والبحث والنقاش والتَّتبع العلمي والملاحظة للجزئيات والتفاصيل وجمع المعطيات الموصلة إلى النتائج فإنَّ هذه العقول تسير في طريق ضلالها – هَيهَاتَ هَيهَات ضَلَّت العُقُول وَتَاهَت الحُلُوم – والحُلوم؛ هي العقول ولكن في درجةٍ أرقى، الحُلُوم هي العقول المتلبِّسة بالحكمة، حين تتلبَّس العقول بالحكمة وهي في مرحلة أرقى يقال لها: حلوم – ضَلَّت العُقُول وَتَاهَت الحُلُوم – إذا كانت العقول ربَّما ظنَّت أنَّ هذا الطريق يُوصلها لا يُوصلها، الحلوم هنا تاهت في متاهة، متاهة ليس فيها أيُّ أثرٍ لطريق، كما يُقال: تَيه بني إسرائيل، تاهوا لم يُشخِّصوا طريقاً، لذلك أخذوا يدورون، متاهة، المتاهةُ هي هذه، لا توجد طريق لهُ بداية ولهُ نهاية. ضَلَّت العُقُول وَتَاهَت الحُلُوم وَحَارَت الأَلبَاب: الألبابُ؛ هي العقولُ، تتلبس بالحكمةِ الحُلُوم، والألبابُ يتجلَّى فيها الصفاءُ والوضوح والنقاء، حالة أعلى، الألباب هنا في حيرة، العقول في ضلال، الحلوم في تيه، الألباب في حيرة، إضافة إلى الإدراك العقلي وإلى الحكمة، الوضوح والصفاء والنقاء في التصوَّر، لكنَّ هذه الإمكانات حين تتجَّه إلى معرفتهم فإنَّها تقعُ في دائرة الحيرة:- وَحَارَت الألبَاب؛ وَخَسِئَت العُيُون:- العيون لأنَّها حواس خَسِئت، خَسِئت: يعني يُقال للكلب خاسئ، اِخسأ، لأنَّهُ يكون بعيداً لا يجلسُ في وسط الغرفة، النَّاس تطرد الكلب إلى باحة البيت، إلى الفناء، فهو يجلسُ في مكانٍ خاسئ، في مكانٍ بعيد، في مكانٍ حقير – خَسِئَت العُيُون – العيون في أدون ما يمكن أنْ تكون، إذا أردنا أن نتحدَّث عن مراتب الإدراك: العقول ضلَّت، الحلوم تاهت، الألباب حارت، مع أنَّ الألباب تمتلكُ القدرة على الاستكشاف والاستيضاح أكثر من العقول والحلوم، هي عقول ولكنَّها في مرتبة أعلى. وَخَسِئَت العُيُون:- ولا أدري هل الحديث عن العيون هنا العيون الَّتي في الرأس أو العيون الَّتي في القلب، وأنا أعتقد أنَّ العيون الَّتي في الرأس والعيون الَّتي في القلب كلُّها تخسأ، إمامنا الصَّادق صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه يقول: شيعتنا أصحابُ الأربع، حين يسألونه وما تقصدُ بذلك يا ابن رسول الله؟ قال: أصحابنا شيعتنا هم أصحاب الأربع من العيون، عيون أربع، عينان في رأسهِ وعينان في قلبهِ، إذا أراد الله برجلٍ خيراً فتحَ لهُ عينيه اللَّتين في رأسه يبصر بهما أمر دنياه وفتح لهُ عينيه اللَّتين في قلبهِ يُبصر بهما أمر دينه، هذه العيون الَّتي في الرأسِ والَّتي في القلب عند من فُتحت لهُ، هي عيونٌ خاسئة، إذا ما أرادت أن تطمح بنظرها إلى هذه الجهة. فَمَنْ ذَا الَّذِي يَبلُغُ مَعرِفَة الإِمَام أَو يُمكِنُهُ اِختِيَارُه هَيهَاتَ هَيهَات ضَلَّت العُقُول وَتَاهَت الحُلُوم وَحَارَت الأَلبَاب وَخَسِئَت العُيُون:- كل هذه القدرات والوسائل الإدراكية تتلاشى – وَتصَاغَرَت العُظَمَاء – وكيف لا تتصاغر العظماء وكلُّ ما عندهم من الوسائل تلاشى، العقول ضلَّت! الحُلوم تاهت! الألباب حارت! العيون خسئت! عيون الرأس وعيون القلب، فماذا يصنعُ العظماء؟!! هذه أسلحتهم ووسائلهم، لكنَّنا نطلبُ المدد من عليٍّ، نستمع إلى ملا باسم يا عليّ مدد – وَتصَاغَرَت العُظَمَاء – تصاغروا، لم تقل الكلمة الرضويَّة وصَغُر العظماء، شيئاً فشيئاً حتَّى تلاشى، التصاغر هو هذا التفاعل شيئاً فشيئاً، ما قالت الرواية الحديث الرضوي ما قال: وصَغُر العظماء، صَغُرَ العظماء: قد يراد أنْ قلَّت مراتبهم شيئاً ما، لكن تَصاغروا: بدئوا يتلاشون شيئاً فشيئاً حتَّى مُسحِوا، مُسِحَت عظمتهم، عُظماء، عظمتهم متأتية من عظمة عقولهم، من عظمة نبوغهم، نبوغ، ذكاء، عقول قوية، أذهان وقَّادة، قريحة في غاية الجودة، حضور ذهني متألِّق، وضوح في الرؤية، هؤلاء هم العظماء في الجانب العقلي، نحن لا نتحدَّث هنا عن عظماء سلاطين وقادة عسكريين، لا نتحدَّث عن هذا النوع، نحنُ هنا نتحدَّث في طور المعرفة – فَمَنْ ذَا الّذي يَبلُغُ مَعرِفَة الإِمَام أو يُمكِنُهُ اختِيَارُه – الوسائل لم تكن رماح وسيوف – هَيهَاتَ هَيهَات ضَلَّت العُقُول وَتَاهَت الحُلُوم وَحَارَت الأَلبَاب وَخَسِئَت العُيُون – هذه وسائل الإدراك، فإذاً الحديث عن العظماء هنا عن العظماء في هذا الجو في هذا المجال – وَتَصَاغَرَت العُظَمَاء – نوابغُ الفكر، نوابغُ العقول، تصاغروا تلاشوا حتَّى ذهبت عظمتهم، وأيُّ عظمةٍ تقفُ أمام عظمةٍ نخاطبها في دعاء السَّحر الشريف: اللَّهُمَّ إِنَّي أَسأَلُكَ مِن عَظَمَتِكَ بَأَعظَمِهَا. هم صلوات الله عليهم هم أعظمُ العظمة، من عظمتك بأعظمها، ليس الحديث عن العظمة المنسوبة إلى الذات الإلهية بالنحو المباشر، العظمة المنسوبة إلى الذات الإلهية ليست فيها مراتب، ليس فيها أعظم وعظيم، الدعاء هنا يتحدَّث عن مراتب في العظمة: اللَّهُمَّ إِنَّي أَسأَلُكَ مِن عَظَمَتِكَ بَأَعظَمِها، وأعظم العظمةِ الإلهية هم صلواتُ اللهِ عليهم، وأجلى مجالي هذه الصورة عليٌّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، أمام أعظم العظمة هل هناك من عظمةٍ تبقى؟ هذه عظمةٌ عُرفية، هذه عظمةٌ نحنُ نطلق عليها عظمة، لا عظمة أمام عظمتهم صلواتُ اللهِ عليهم. وَتَصَاغَرَت العُظَمَاء وَتَحَيَّرَت الحُكَمَاء: أيضاً الحديث ما قال: وحارت الحكماء؟! حارت؛ قد تكون الحيرة محدودة، ولكن تحيَّرت، تحيَّرت: يعني حيرة بعد حيرة تفعَّلت تقلَّبت في الحيرة – وَتَحَيَّرَت الحُكَمَاء – وأبعد شيء يكون عن الحكماء الحيرة، لماذا؟ لأنَّ الحكيم أوَّلاً؛ هو عالِم، عنده معلومات، وثانياً؛ عندهُ تجربة، إمَّا تجربة شخصيَّة أو عندّهُ اطلاع على تجارب الآخرين، ألا يقولون: بأنَّ من يعرف تأريخ سنة ازداد عمره سنة، الحكماء إضافة إلى العلم عندّهم تجربة، هذا المثل الشائع أنَّهُ: سَلْ مُجرِّب ولا تَسَل حكيم، مقصود من الحكيم هنا الطبيب، ليس الحكيم الَّذي أتحدَّث هنا عنه، سَل مُجرّب يعني شخصاً جرَّبَ الدواء جرَّب المرض ولا تَسَل حكيماً طبيباً، المراد طبيب ليس الحديث عن هؤلاء الحكماء، لا يكون حكيماً حتَّى يكون مُجرِّباً ومُجرَّباً. وَتَحَيَّرَت الحُكَمَاء: الحكيم يمتلك العلم ويمتلك التجربة، التجربة على المستوى الشخصي أو لهُ اطلاع على تجارب الآخرين، ممَّن مضوا، ممَّن هم الآن يعيشون في عصره، وفوق ذلك ما يمتلكه من رقيٍ في العقل بحيث يزن الأمور بميزانٍ سليم، ألا يُقال: بأنَّ الحكمة أنْ تضع الأشياء في مواضعها، يعني أنَّ العقل يمتلك ميزاناً سليماً لذلك يضع الأشياء في مواضعها، فإذا كان العقل يمتلك هذه القدرة وهو مسلَّحٌ بالعلم وبالتجربة، تكون الحيرة بعيدة عن الحُكماء في مثل هذه الحالة، ولو كانت فهي نادرة، فيقال حار الحكيم ، لكن أنْ يتحيَّر يعني أن يتقلَّب في الحيرة بعد الحيرة، حينما تضل العقول، وتتيه الحُلُوم، وتتحيَّر الألباب وتخسأ العيون، ويتصاغر العظماء، حينئذٍ الشيء المنطقي أنَّ الحكماء سيتحيَّرون، لأنَّ العُظماء ما يمتلكونهُ من نبوغ أكثر من الحكماء، الحكيم قد يكون عالِمَاً لكنَّهُ ليس بالضرورة أن يكون نابغة، أمَّا العظماء مراد منهم النوابغ هنا. وَتَحَيَّرَت الحُكَمَاء وَتَقَاصَرَت الحُلَمَاء: ونفس الشيء الصيغة: تَصاغُر، تَحيُّر، تَقَاصُر، ليس مثلاً وقَصُرت الحُلماء، الحُلماء: هم أصحابُ العقول الَّذين يمتلكون قدرة أكثر، الأمور تكون واضحة جلية عندهم – وَتَقَاصَرَت الحُلَمَاء – وهؤلاء أيضاً ما عندهم من قدرة عقلية فائقة تتقاصر شيئاً فشيئاً فتنتهي – وَحَصِرَت الخُطُبَاء – هنا التعبير بليغ وهذا يدلك على أنَّ الكلام كلام معصومي لا يحتاج إلى البحث في سند وهذه الترهات الَّتي يعمل بها الكثيرون – وَحَصِرَت الخُطُبَاء – الحديث ما قال: وتحاصرت الخطباء، لماذا؟ لأنَّ حالة الحصر تأتي دفعة واحدة، لا تأتي على دفعات، هو إذا وصل الخطيب إلى حد لا يستطيع أنْ يتكلَّم انتهينا هو حالة واحدة، وحصرت الخطباء، بينما العظماء التصاغر يأتي على درجات، الحكماء التحيُّر يأتي من حيرة إلى حيرة، الحلماء التقاصر يأتي من حالة قصور إلى حالة قصور – وَحَصِرَت الخُطُبَاء – حَصِرَت، هذا الخطيب المتكلِّم المتحدِّث البليغ، كما يقول المعتزلي ابن أبي الحديد يخاطبُ الأمير صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه: أنا في مديحك ألكنٌ لا أهتدي: الألكن من هو؟ الألكن: هو الَّذي لا يُحسن أنْ يتلَّفظ جملة كاملة بألفاظها الصحيحة هو هذا الألكن، وقد يُقال للَّذي يُحاول أن يُخرج الكلام ولكن لا يستطيع، هذه الحالة من الوتوتة، يُقال: فلان يوتوت، الوتوتة يحاول أنْ يُخرج الكلمات ولكن الكلمات لا تخرج، بسبب نقص عضوي عندهُ، يعني منظومة الكلام فيها اختلال لا يستطيع أنْ يخرج الكلمات، هذا هو الألكن، أو الَّذي بسبب الخوف أو بسبب الدهشة أو بسبب الحزن الشديد أو بسبب الفرح، هناك شيء يمنعه من الكلام أو بسبب الرهبة لا يستطيع كلُّ أحد أنْ يتكلَّم أمام الجمهور الواسع من النَّاس – وَحَصِرَت الخُطُبَاء – أنا في مديحك ألكنٌ لا أهتدي، اللّسان متوقف منظومة وجهاز الحديث متوقف لا أهتدي لا أدري ماذا أقول، الكلام متوقف عاطل. أَنَا فِيْ مَدِيحك أَلْكَنٌ لا أَهْتَدِي وَأَنَا الخَطِيبُ الهِبْزَرِّيُ المُصقَعُ الخطيبُ الهبزريُ المُصقَعُ: هو الخطيبُ الَّذي يتدافعُ بيانهُ تدافعاً متواصلاً وكأنَّهُ تيارُ ماءٍ تتواصلُ أمواجهُ، هذا هو الخطيبُ الهبزري المُصقَع، الخطيب المصقَع صاحب الصوت العالي الواضح الَّذي لا يتقَّطعُ كلامه ولا حديثه، لا تصيبه حالة من التأتأة ولا تصيبهُ حالة من اللُّكنة ولا يتوقف في طرحِ ما يريد فهو حاضرُ البديهة وسريعُ النَّادرةِ وقويُّ العارضة وواضح الحُجَّةِ وكلامهُ يتواصلُ بيِّناً، حروفه واضحة كلماته بيِّنة، ليس من تعقيدٍ في حديثه، جُمَلهُ يأتي بعضها بعد بعض تشرحُ المعاني تبيِّنها، صاحبُ بيانٍ وفصاحةٍ وبلاغةٍ وقُدرةٍ في الحديث، منطيقٌ، متمكنٌ، هذا هو الخطيب الهبزري المصقَع. أنا في مديحك ألكنٌ لا أهتدي وأنا الخطيبُ الهبزريُ المُصقَعُ ألكنٌ يا أمير ، ولقد جهلت والسبب هو هنا: وَلَقَد جَهِلتُ وَكُنْتُ أَحْذَقَ عَالِمٍ هَل فَضْلُ عِلْمِك أَم جَنَابُكَ أَوسَعُ ولقد جهلت وكنتُ أحذق عالِمٍ نفس هذه المضامين ولكن هذه مضامين في غاية الدقَّة. وَحَصِرَت الخُطَباء وَجَهِلَت الأَلِبَّاء: وهؤلاء أصحاب الألباب، أصحابُ العقول الَّتي تمتلك الحكمة، وتمتلك الوضوح والجلاء والبيان والقدرة على التفرُّس والوصول إلى النتائج في مشكلات الأمور، هؤلاء أصحاب الألباب، الألبَّاء، هنا يعيشون حالةً من الجهل المُطبق – وَجَهِلَت الأَلِبَّاء – وجهلت: من الجهل وهو عدمُ العلم ومن الجهالة وهو عدمُ العقل! وَجَهِلَت الأَلِبَّاء وَكَلَّت الشُعَراء: الشُعراء تعبوا هنا، الشّاعر يبحث عن معنىً جميل يحاول أنْ يُصوِّرهُ بطريقةٍ تختلف عن الناثر، الشّاعر مثلاً يحاول أنْ يُصوِّرَ المحسوسات بالمعنويات، ويحاول أنْ يُصوِّر المعنويات بالمحسوسات، ليس كالناثر الّذي يكون في الغالب أسلوبهُ تقريري، هو يقرِّر ما هو موجود على أرض الواقع، أمَّا الشاعر فبحسهِ المرهف يحاول أنْ يَقلِبَ المحسوس إلى معقول إلى معنوي وأنْ يقلب المعقول إلى محسوس وإلَّا ما الفارق بين الشعرِ والنثر؟ الشاعر يحاول أنْ يُصوِّر المعاني البعيدة بصورٍ جميلةٍ يتحسَّسها الذوق البشري، يبحث عن المعاني ويبحث عن الصور الشعرية، كي يصنع منها قلادة في هذه القصيدة الَّتي ينظمها، وهو في نفس الوقت عينهُ على الألفاظ، يبحث عن ألفاظٍ فخمة، يبحث عن كلماتٍ جديدةٍ ما طرقَها في قصائدهِ السّابقة، حين يريد أنْ يتحدَّثَ عن معنىً عظيم يحاول أنْ يجد العبارات، العبارات البرَّاقة في لفظها والعظيمة في مدلولها، وهذا يُتعبهُ، هذا الشيء يُتعب الشّاعر. أتعلمون أنَّ الأعشى، الشاعر الجاهلي قصائدهُ الحوليات، سميت بالحوليات: لأنَّهُ كان ينظمُ القصيدة في سنة، في حول، حوليات الأعشى، كان ينظم القصيدة، ثمَّ يسافر من حيٍّ إلى حيّ، يُسَافِر من حيٍّ إلى حيّ بحثاً عن مُغنٍ أو مغنية، في هذا الحيّ، في تلك القبيلة، في هذه القرية، في تلك المدينة، يجول سنة كاملة أينما وجد مغنيةً أو وجد مغنياً أعطاه القصيدة وطلب منه أو منها أنْ تغنيها، فتغني المغنية وهو يستمع وبأذنه الموسيقية يتلمَّس أين تكون العثرات في الغناء، أين يتعثر صوت المغنية، يستبدل الكلمات ويستبدل الحروف حتَّى يصل إلى قصيدةٍ حولية. السيّد حيدر الحلي كان يُنقل عنه هذا الأمر، بأنَّ عندهُ من القصائد ما يبقى سنة كاملة يدقِّق فيها، لذلك هناك من القصائد يعرفها الأدباء بحوليات السيّد حيدر الحلي، الشُعراء الَّذين يريدون أنْ ينتجوا إنتاجاً فيه إبداع من الدرجة العالية يبذلون جهداً كبيراً، ولكن حين تصلُ نياقهم ورواحلهم إلى أفنيةِ عليٍّ وآل عليّ: كلَّت الشعراء؟! كما قُلت في الحلقة الأولى: الأشعار جميلة لكنَّها قليلة، قليلة في معناها، حين أوردت نماذج من الشعر فقلتُ: هذا شعرٌ جميل، لكنَّهُ أقلُّ من أقلِّ من أقلِّ القليل. وَكَلَّت الشُعَرَاء وَعَجَزَت الأُدَبَاء؛ إذا كان الشعر يحتاج إلى إحساس عالي وعناية خاصة بالألفاظ، الأدباء، الناثرون، هؤلاء أيضاً عجزوا، حين يريدون أنْ يكتبوا عن عليٍّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، فماذا يكتبون؟ ماذا يكتبُ الكاتب؟ وماذا يتحدَّثُ المتحدِّث؟ يقولون: إنَّ جورج جُرداق الكاتب اللبناني المسيحي، صاحب المجموعة المعنونة: (عليٌّ صوتُ الحقّ والعدالة الإنسانية)، حين أتمَّ كتابة هذه المجموعة أرسلها إلى السيّد عبد الحسين شرف الدين في أُخريات أيَّام السيّد وجورج جُرداق صاحب قلم مُبدِع، صاحب قلم سيال في أفنية الأدب، في وادي الفصاحة والجزالة، فطلب من السيّد عبد الحسين شرف الدين أنْ يُقرِّضَ لهُ الكتاب، السيّد قرَّض لهُ الكتاب بعبارة مختصرة جداً كتب له: (أعرني بيانك أُقرِّض كِتَابك) يعني أعرني بيانك؛ أخذ بيانك قدرتك الأدبية على نحو الاستعارة حتَّى أستطيع أن أكتب لك تقريضاً لهذا الكتاب، أعرني بيانك؛ إنَّني لا أمتلك بياناً كبيانك، إذا كان هذا الكلامُ يجري فيما بيننا نحنُ البشر العاديون، فيما بين جورج جرداق وسيّد شرف الدِّين، فماذا نقول لهم؟ ماذا أقول لعليّ العلا والمعالي؟ هل أقول له أعرني بيانك حتَّى أستطيع أن أتحدَّثَ عنك؟! لا يمكن هذا الكلام أن يصُح هنا، يمكن أنْ أقول: وفقني لمعرفتك بحسبي نعم يمكن أن يكون هذا، إذا كان بحسبي إذاً ما هي بمعرفة، إذاً ماذا عرفتُ من عليٍّ؟ وهذه هي الحقيقة!! وَعَجَزَت الأُدَبَاء وَعَيّت البُلَغَاء: أمَّا البُلَغَاء فلأنَّهم أكثر قدرة على التعبير، هؤلاء أصابهم شيء أكثر من العجز، الأدباء عجزوا يعني حاولوا، العاجز من هو؟ العاجز؛ الَّذي يحاول يريد أنْ يحاول ولكن لا يصل هو هذا العاجز، يقال رجلٌ عجوز، وامرأةٌ عجوز، ورجلٌ عاجز، هو يتحرَّك يمشي يحاول أنْ يتصرَّف كما يتصرَّف الشّاب، كما يتصرَّف الكهل، لكنَّهُ لا يستطيع، الأُدباء عجزوا، حاولوا أنْ يتصرَّفوا كأحدٍ يستطيع أنْ يُعبِّر، أن يقول، أنْ يُبيّن ولكن عجزوا ما استطاعوا. أمّا البلغاء: وهم أصحاب ذوق أعلى من الأدباء، البلغاء هم نخبة الأدباء، هؤلاء أصابهم العيّ، العيّ أكثر من الحصر، الحصر مرَّ علينا وحَصرت الخُطَبَاء، الحَصر: الخطيب يجدُ في نفسهِ شيئاً ما ولكنَّهُ يعجز عن الكلام، أنا في مديحك أجدُ في نفسي شيئاً من مديحك ولكنَّني ألكن لا أستطيع أن أبوحَ به، لعدم قدرتي على البيان، أمَّا العي، فالعيّ: هي حالة مطبقة داخلية وخارجية، لأنَّ البُلغاء أكثر قُدرة على التصوَّر فحينما وجَّهوا أنظارهم إلى هذه الجهة أصابهم العيّ – وَعَيَّت البُلَغَاء – كلّ هذه المواهب كلُّ هذه القدرات عجزت، عجزت عن أيِّ شيءٍ؟ ونستمع إلى نزار القطري عليّ مولى. وَعَيَّت البُلَغَاء: عن أيِّ شيءٍ؟ – عَن وَصفِ شَأنٍ مِن شَأنِه أو فَضِيلَةٍ مِن فَضَائِلِه – كلُّ هذه الإمكانات والقدرات والقابليات والمواهب، وكلّ هذه الوسائل، وكلّ هذه الشخصيات، بمختلف اختصاصاتها، عجزوا وأصابهم العيّ وتصاغروا وتقاصروا عن وصف شأنٍ من شأنه أو فضيلةٍ من فضائله!! وأَقرَّت بِالعَجزِ والتَّقصِير: أقرَّت بالعجزِ، العجز: هو القصور، فحينما يكون هناك قصور، أيضاً سيكون هناك تقصير – وأَقرَّت بِالعَجزِ والتَّقصِير – ثُمَّ يقول إمامنا الرضا – وكيفَ يُوصفُ بِكُلِّه – إذا كانت كلُّ هذه القُدرات وكلُّ هذه الإمكانات عجزت عن وصف شأنٍ من شأنه أو فضيلةٍ من فضائله وكيف يوصف بكلِّه حينئذٍ كيف؟ إذا كان الجزء ليس ممكناً، فهل يمكن أن يكون الكلّ ممكناً حينئذٍ؟! – وكيفَ يُوصَفُ بِكُلِّه – يوصف وصف وليس الدخول إلى تفاصيل الحقيقة، لأنَّ الوصف يكون من الخارج – وكيفَ يُوصَفُ بِكُلِّه – هذا من الخارج – أو يُنعَتُ بِكُنهِه – بكنههِ من الداخل، يعني كلُّ هذه الإمكانات عاجزة عن وصف شأنٍ واحد، فضيلة واحدة، فكيف يمكن أن نتصوَّر أن يكون هناك وصف للحقيقةِ الكليَّة أو للدخول إلى كُنهها!! – وكيفَ يُوصَفُ بِكُلِّه أو يُنعَتُ بِكُنهِه أو يُفْهَمُ شَيءٌ مِن أَمرِه – كيف يمكن ذلك؟! – أو يُوجَدُ مَن يَقُومُ مَقَامَه وَيُغنِي غِنَاه – لا نريد أن نقف عند هذه العبارات لأنَّ هذه تتعلَّق بأعدائهم!! – أو يُوجَدُ مَن يَقُومُ مَقَامَه وَيُغنِي غِنَاه لا كَيفَ وَأنَّى وَهُو بِحَيثُ النَّجم مِن يَدِ المُتَنَاوِلِين – هل تصل أيدينا إلى النجوم؟ أساساً هل هناك نجوم هذه الَّتي نراها؟ ما نراهُ هو آثار ضياءٍ لنجومٍ بعيدةٍ جداً يظهر لنا من خلال الغلاف الغازي المحيط بالأرض، لذلك علماء الفضاء ماذا يقولون؟ يقولون: ربَّما ما نراه نجماً ليس موجوداً الآن، هذه بقايا وآثار نورهِ الَّذي أُرسِل إلى الأرض حينما كان نجماً، وصل الآن!! هذا النور، هذا الضوء اخترق الغلاف الغازي ونحنُ نراه. يعني ما نخلقهُ في أذهاننا هو من خلقنا!! ما نتصوَّرهُ عن الحقيقة العلوية هو من تصوّراتنا!! لأنَّ الحقيقة العلوية أبعد وأسمى من هذا التصوّر!! تقول: يعني إنَّنا لا نملك معرفةً؟ نحنُ نملك معرفةً ولكن بحسبنا، ولكن ما قيمة هذه المعرفة إذا قيست بحسبها، بحسب الحقيقة العلوية، لا تكون معرفة حينئذٍ، بحسبنا هذه معرفة، ولكن بحسب الحقيقة العلوية ليس هناك من معرفة!! وَهُو بِحَيثُ النَّجم مِن يَدِ المُتَنَاوِلِين وَوَصفِ الوَاصِفِين؛ يعني نحنُ هل نستطيع أنْ نملأَ عيوننا من الشَّمس؟ لا نستطيع، هل يستطيع أحد أنْ يُوجِّه نَظَرَهُ ويُوجِّه عينيه إلى كبد الشَّمس، إلى عين الشَّمس، إلى قلب الشَّمس؟ لا يستطيع أنْ يملأ عينيه من ضوء الشمس، وما قيمةُ ضوء الشمس؟! القضيَّة نفسها حين يُوجِّه العقل والقلب وسائر القُدرات الإدراكية، حتَّى القدرات الَّتي هي ما وراء هذه القدرات، ماذا تريد أنْ تُسمّيها؟ البصيرة، البصائر، الَّتي وراء هذه القدرات، الانكشاف، ماذا تريد أن تسمّي تلك القُدرات؟ الوحي والإيحاء، المشاهدات، المعاينات، عبِّر ما شئت من التعابير،كلُّ ذلك لا قيمة لهُ في هذا الفناء الَّذي نحنُ نتحدَّثُ فيه – وَهُو بِحَيثُ النَّجم مِن يَدِ المُتَنَاوِلِين وَ وَصفِ الوَاصِفِين، فَأينَ الاختِيَارُ مِن هَذَا وَأينَ العُقولُ عَن هَذَا وَأينَ يُوجَدُ مِثلُ هَذا – نعم يوجدُ مثلُ هذا، أين؟ عند عليٍّ، وعدلين ميتين يمَّك يا علي. في نهج البلاغة الكتاب الَّذي جمعهُ الشَّريفُ الرَّضي رحمةُ الله عليه واختار شيئاً من كلام عليٍّ الَّذي هو عليُّ الكلام، لم يجمع الشَّريفُ الرَّضي إلَّا جُزءاً يسيراً جداً جداً جداً جداً من كلام سيِّد الأوصياء، ما جمعهُ الشَّريفُ الرَّضي قد لا يُشكِّل حتَّى بنسبة واحد إلى عشرين ممَّا وصل إلينا، وليس كلُّ كلام الأمير وصل إلينا؟! ما صل إلينا من كلام الأمير ما ذكره الشَّريف الرَّضي في نهج البلاغة أنا أعتقد لا يشكِّل حتَّى واحد إلى عشرين أقل من واحد إلى عشرين. في الخطبة السَّابعة والثَّمانين، الخطبة طويلة أنا فقط أذهب إلى بعضٍ من سطورها، الخطبة السَّابعة والثمانون من خطب الأمير، في الشطر الأول من كلامهِ صلواتُ اللهِ عليه تحدَّث عن أولياء الله ووصفهم وتحدَّث عن علمهم وعن حكمتهم، ثُمَّ انتقل بالحديثِ إلى صنفٍ آخر من أصناف النَّاس قال:- قال: وَآخرُ قَد تَسَمَّى عَالِمًاً وَلَيسَ بِه – يعني وليس هو بعالِم، وليس به و ليس بعالم، هو سمَّى نفسه والنَّاس سمَّتهُ – وَآخرُ قَد تَسَمَّى عَالِمًاً وَلَيسَ بِه – ما هي أوصافُهُ؟ فَاقْتَبَسَ جَهَائِلَ مِن جُهَّال: ما مرَّ قبل قليلٍ؛ عن العظماء، والبلغاء، والخطباء، هؤلاء الصالحون، كان الحديثُ عن الصالحين، إذا كان الصالحون هذه حالتهم: تَصَاغَرَ العُظماء، النوابغ الصالحون، وتَحيَّر الحُكَمَاء – تَصَاغَرت العُظَمَاء وَتَحيَّرَت الحُكَمَاء وَتَقَاصَرَت الحُلَمَاء وَحَصِرَتَ الخُطَبَاء وَجَهِلَت الأَلِبَّاء وَكَلَّت الشُعَرَاء وَعَجَزَت الأُدَبَاء وَعَيَّت البُلَغَاء عَن وَصفِ شَأنٍ مِن شَأنِه أو فَضِيلَةٍ مِن فَضَائِلِه – هذا الكلام الَّذي تقدَّم هو في المجموعات الصالحة، هذا هو حالها!! هنا الأمير في الخطبة السَّابعة والثَّمانين بعد أنْ تحدَّث عن المجموعة الصالحة نقل الحديث إلى المجموعة الطالحة – وَآخرُ قَد تَسَمَّى عَالِمًاً وَلَيسَ بِه فَاقْتَبَس – هذا الَّذي سمَّى نفسهُ، النَّاس سمَّتهُ، ليس مهمَّاً بالنتيجة يُشارُ إليهِ بهذا الوصف – فَاقْتَبَسَ جَهَائِلَ مِن جُهَّال – من جُهَّال ليس من هذه المجموعة – فَاقْتَبَسَ جَهَائِلَ مِن جُهَّال وأضَالِيلَ مِن ضُلَّال – الإمام ما قال: جهائل من جاهلين، قال: من جُهَّال، وما قال: وأضاليل من ضالين، قال: من ضلَّال، تشديد في الموضوع، ضلالة وضلالة، جهالة وجهالة – وَآخرُ قَد تَسَمَّى عَالِمًاً وَلَيسَ بِه فَاقْتَبَسَ جَهَائِلَ مِن جُهَّال وأضَالِيلَ مِن ضُلَّال – هذا الكلام ألا يمكن أن ينطبق على من يصفَ نفسهُ في الوسط الشيعي أو يُوصف بالعلم وهو يقتبسُ من أعداءِ أهل البيت، ألا ينطبق هذا الوصف؟ وَآخرُ قَد تَسَمَّى عَالِمًاً وَلَيسَ بِه فَاقْتَبَسَ جَهَائِلَ مِن جُهَّال وأضَالِيلَ مِن ضُلَّال وَنَصَبَ لِلنَّاسِ أَشْرَاكَاً مِن حَبَائِل غُرُور: صنع لهم أشراك اصطاد الناس فيها، ولو لم يكن ملتفتاً إلى ذلك!! غرورهُ وجهلهُ صنع من غروره وجهله حبائل حبال، ووسائل تُصنع منها الأشراك فكانت مصيدةً أنْ وقع النَّاس في هذه الفِخاخ وحُبسوا في هذه الأقفاص وهم يتصوَّرون بأنَّهم وقعوا في أقفاصٍ لعليٍّ وآلِ عليٍّ، ولا يعلمون بأنَّ هذه الأقفاص قد صنعت من الشّافعي، من المعتزلة، من الغزالي، من الطبري، من القرطبي، من ابن عربي، من رشيد رضا، من الآلوسي، من الزمخشري، من سيّد قطب، وما أكثر هذه الشراك والأفخاخ في واقعنا الشيعي – فَاقْتَبَسَ جَهَائِلَ مِن جُهَّال وأضَالِيلَ مِن ضُلَّال وَنَصَبَ لِلنَّاسِ أَشْرَاكَاً مِن حَبَائِل غُرور وقَولِ زُور – قول الزور هو قول أولئك، قول أعداء أهل البيت، فيُنقل على أنَّهُ قول لأهل البيت، وينقل على أنَّهُ فكر لأهل البيت، وهذا هو التزوير!! هذا هو التزوير بعينهِ وبتمام حقيقته!! وَآخرُ قَد تَسَمَّى عَالِمًاً وَلَيسَ بِه فَاقْتَبَسَ جَهَائِلَ مِن جُهَّال وأضَالِيلَ مِن ضُلَّال وَنَصَبَ لِلنَّاسِ أشرَاكَاً مِن حَبَائِل غُرور وقَولِ زُور قَدْ حَمَلَ الكِتَابَ عَلى آرَائِهِ: أحاديث أهل البيت في التفسير ضعيفة بحسب قواعد علم الرجال والدراية، فتُطرح جانباً، فكيف نفسِّرُ القرآن؟ فحينئذٍ نلجأُ إلى آرائنا وذوقنا الشخصي ونأتي بما نأتي بهِ من أعداءِ أهل البيت، هكذا شُحنت تفاسيرنا الشيعية الَّتي كتبها علماؤنا ومراجعنا ومفسِّرونا، وهذه هي الحقيقة الواضحة المقشَّرة من دون مجاملة. كما قلت في الحلقات السّابقة بأنَّني هنا أتحدَّثُ الحديث الَّذي يخافُ الآخرون أنْ يتحدَّثوا به، وأتحدَّثُ الحديث الَّذي هو أبعد ما يكون عن المجاملة وتحصيل المنافع الشخصيَّة، وأتحدَّثُ الحديث الَّذي هنا يفرُّ منه الآخرون فراراً من الحرجِ ومن الخسارةِ المادية والمعنوية، وأتحدَّثُ الحديث الَّذي يخاف الآخرون أنْ يتحدَّثوه خوفاً على سمعتهم، لكنَّ هذه هي الحقائق بعينها. قَدْ حَمَلَ الكِتَابَ عَلى آرَائِهِ وعَطَفَ الحقَّ عَلَى أهَوائِه يُؤمِنُ النَّاسَ من العَظَائِم: أيُ العظائم؟ حين يأتيهم بالحديث المخالف لأهل البيت، فلو اعترض مُعترض بأنَّ هذا الحديث ليس حديثاً من حديثهم صلواتُ الله عليهم، وإنَّ التفسير بهذه الطريقة وإنَّ الفهم بهذه الطريقة وإنَّ الفُتيا بهذه الطريقة هو مخالفةٌ صريحةٌ لأهل البيت، فماذا يكون الكلام؟ الأمور ليست كذلك، الحكمةُ ضالة المؤمن، اختلاف أمَّتي رحمة، المجتهد إذا أصاب لهُ أجران وإذا أخطأ لهُ أجر، نحنُ نكتسب الخبرة والمعرفة من الآخرين، أعلمُ النَّاس من جمع علم الناس إلى علمه، وأمثال هذه الأمور الَّتي البعض منها هو كلمةُ حقٍّ ولكن يُراد منها باطل، البعض من هذا الكلام قد يكون فيه شيء من الحقّ وإلَّا أكثر هذا الكلام باطل، لا اختلاف أمَّتي رحمة هذا الكلام صحيح، هذا كلامُ أعداء أهل البيت، ولا هذا الكلام صحيح أنَّ المجتهد إذا أصاب لهُ أجران وإذا أخطأ لهُ أجر، ليس صحيحاً هذا الكلام بالمُطلق، لأنَّ الأئمَّة قالوا: من فسَّر القرآن، من أفتى برأيهِ فأصاب لم يؤجر هذا إذا أصاب، بينما هنا: من اجتهد فأصاب اجتهد برأيه، اجتهد برأيه فأصاب لهُ أجران، وإذا أخطأ لهُ أجر، الأئمَّة يقولون: إذا أصاب برأيه لم يؤجر، أمَّا إذا أخطأ فليتبوأ مقعدهُ من النّار، هذا هو منطق أهل البيت!! يُؤمِنُ النَّاسَ من العَظَائِم – من عظائم مخالفة أهل البيت – ويُهوّنُ كَبِيرَ الجَرَائِم – الثقافة المخالفة تجعل كبير الجرائم مثلاً: الزنا، الزنا جريمة، وكلّ الكبائر وحتَّى أكبرُ الكبائر هي جرائم، لكنَّ الشفاعة لمن؟ أليست لأصحاب هذه الجرائم، أليس هذا الحديث موجود، موجود عند الشيعة وعند السُنَّة: (إنَّما الشفاعة لأهل الكبائرِ من أُمَّتي) لكن من الَّذي ينالُ الشفاعة؟ هم أصحابُ الولاية لعليٍّ، أصحابُ الولاية لعليٍّ الَّذين ينالون الشفاعة، إذاً الجريمة الكبرى، الجرائم الكبرى هي في مخالفة ولاية عليٍّ، ومن أكبر هذه الجرائم وأخطرها هو بناء العقل الشيعي على أُسس وقواعد ومنطق مأخوذ من أعداء عليٍّ صلوات الله وسلامه عليه، هذه هي الجرائم الكبرى، وهذه هي العظائم، أمَّا حرف الكلام إلى جهاتٍ أخرى تخالف منطق أهل البيت، هذا هو تطبيق حقيقي لهذه الأوصاف – فَاقْتَبَسَ جَهَائِلَ مِن جُهَّال وأضَالِيلَ مِن ضُلَّال وَنَصَبَ لِلنَّاسِ أَشرَاكَاً مِن حَبَائِل غُرور – هذه أشراك، فِخاخ ومصائد!! ماذا يقول صاحبنا هذا؟ أقفُ عند الشبهات. لكن الأمير ماذا يقول؟ – وَفِيهَا وَقَع – أيُّ شبهاتٍ يقفُ عندها؟ مرَّت علينا في البرامج السابقة الرواية الَّتي رواها عمر ابن حنظلة عن الإمام الصَّادق، الرواية طويلة لكن وصل الكلام أنَّ عمر ابن حنظلة يقول للإمام الصَّادق: أحاديث مروية عنكم عن أهل البيت – رَوَاهَا الثِّقَات عَنْكُم – يعني حتَّى من جهة السند على ذوق الَّذين يعملون بعلم الرجال هي صحيحة: أَحَادِيث رَوَاهَا الثِّقَات عَنْكُم – ثُمَّ ماذا؟ – وَوَافَقَت الكِتَاب وَالسُنَّة – حديث يرويه الثقات ووافق الكتاب والسُنَّة، لكن بعد ذلك الرواية تستمر، فعمر ابن حنظلة يقول للإمام الصَّادق: أنَّ قلوب المخالفين لأهل البيت تميل إلى هذه الأحاديث، نعمل بها أو لا نعمل؟ ماذا يقول إمامنا الصَّادق؟ يقول:- إِذَا كَانَ ذَلِك فَارجَه أو فَأرجِه حَتَّى تَلقَى إِمَامَك فَإِنَّ الوُقُوف عِنْدَّ الشُبُهَات خَيرٌ مِن الاِقْتِحَام فِيْ الهَلَكَات. يعني أحاديث يرويها الثقات هذا هو الكافي الجزء الأول، والرواية معروفة جداً، أحاديث يرويها الثقات عن الأئمَّة توافق الكتاب والسُنَّة، لأنَّ قلوب المخالفين تميل إليها، والحديث هنا في قضايا فتوائية، في مسائل قضائية، فكيف إذا كانت القضيَّة في العقيدة أو في تفسير القُرآن؟ كم ستكون خطورة هذه المسألة!! الآن الحديث هنا في هذه الرواية عن قضايا في نزاعات في دَينٍ أو ميراث، في أفق الفتوى في أفق الحكم القضائي الَّذي لا يمكن أنْ تُقَاس أهميتهُ بأهمية العقيدةِ أو تفسير القرآن لا يمكن، يعني لا وجه للمُقَايسة بين فهم القُرآن وبين فهم العقيدة وبين فهم فتوى أو حكم قضائي، ومع ذلك الإمام الصَّادق يقول عن هذه الأحاديث الَّتي يرويها الثقات وتوافق الكتاب والسُنَّة، لأنَّ قلوب المخالفين إليها أميل الإمام يقول: فإنَّ الوقوف، لا تعملوا بهذه الأحاديث أتركوها حتَّى تلقوا إمامكم – فَإِنَّ الوُقُوف عِنْدَّ الشُبُهَات – يسميها شبهات وهي أحاديثهم الَّتي رواها الثقات عنهم ووافقت الكتاب والسُنَّة – فإنَّ الوُقُوفَ عِنْدَّ الشُبُهَات خَيرٌ مِنْ الاِقْتِحَام فِي الهَلَكَات. نعود إلى نهج البلاغة: هَذا الَّذي تَسَمَّى عَالِمَاً وَلَيس به، ماذا يقول؟ أقفُ عند الشبهات، محتاط الرّجل، وبالمناسبة للفائدة حينما يُسألون عني، حتَّى يعني بالنسبة للمُشاهدين حتَّى يعرفوا هذه الحقيقة حتَّى هم أيضاً يعني يعرفون بأنَّ هذا الحديث وهذا المتكلَّم من مواطن الشبهات حتَّى هم أيضاً يحتاطون، حينما يُسألون؟ البعض يُصرِّح بالانحراف والغلو والضلال وإلى آخره، ولكن بعضهم بأسلوب ثعلبي يقول بأنَّهُ: الحديثُ موطنُ شبهة وعند الشبهات يجب أنْ نتوقف؟! أخوك دينك فاحتط لدينك، الشبهات في كلام أهل البيت صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين، لكن الأشخاص الَّذين ينقلون كلَّ ما كتبهُ الفخر الرازي أو الطبري أو رشيد رضا أو سيّد قطب، هؤلاء يُوصى النَّاس بالاستماع إليهم وتوضع أحاديثهم في القمَّةِ في الفضائيات، في كلِّ مكان، أليس هذا هو الواقع الشيعي، أنا هنا لا أريد الدفاع عن نفسي، ولستُ محتاجاً لذلك، ولا أعبأ بما يقولون، ولكن لأجل أنْ تتضح الصورة أو الفكرة. يَقُول أقِفُ عِندَ الشُبُهَات وَفِيهَا وَقَع وَيَقُول أَعتَزِلُ البِدَع: أيُّ بدع وأنت جئتَ بكلِّ البِدع، بكلِّ بدعةٍ من كتب المخالفين وأسَّست فكراً وتفسيراً ومنطقاً ومنهجاً وفتوىً وأُصولاً ورجالاً جئت بكل هذه البدع!! – وَيَقُول أعتَزِلُ البِدَع وَبَينَهَا اضْطَجَع – وهو قد نام بينها، اضطجع نام – فَالصُّورَةُ صُورَة إِنْسَان وَالقَلبُ قَلبُ حَيوَان لاَ يَعرِفُ بَابَ الهُدَى فَيَتَّبِعَهُ وَلا بَابَ العَمَى فَيَصُدَّ عَنه – لا يهتدي إلى أهل البيت ولا يشخِّص أنَّ هذا الَّذي بين يديه جيء به من الطرف المخالف والمعادي لأهل البيت، أليس هو هذا الواقع؟ – يَقُول أقِفُ عِندَ الشُبُهَات وَفِيهَا وَقَع وَيَقُول أعتَزِلُ البِدَع وَبَينَهَا اضْطَجَع فَالصُّورَةُ صُورَة إِنْسَان وَالقَلبُ قَلبُ حَيوَان لاَ يَعرِفُ بَابَ الهُدَى فَيَتَّبِعَه وَلا بَابَ العَمَى فَيَصُدَّ عَنه وَذَلِكَ مَيّتُ الأَحيَاء – وذلك ميّت الأحياء، الإمام يشير إلى ما جاء في الكتابِ الكريم: {مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} كان ميتاً فأحييناه، وجعلنا لهُ نوراً، الروايات ماذا تقول؟ جعلنا لهُ نوراً، جعلنا لهُ إماماً، جعلنا لهُ معرفةً بإمامهِ، كان ميتاً فأحييناه يعني هذا الوصف الموجود في الآية لا ينطبق على هؤلاء، وذلك مَيتُ الأحياء، مَيتُ الأحياء أو ميّتُ الأحياء. فَأَينَ تَذهَبُون: يا شيعة أهل البيت هذا الخطاب من الأمير لشيعته – فَأَينَ تَذهَبُون – إلى أيِّ جهة تذهبون، إلى هذه الجهات؟ – فَأَينَ تَذهَبُون وأنَّى تُؤفَكُون وَالأَعْلاَمُ قَائِمَة وَالآيَاتُ وَاضِحَة وَالمَنَارُ مَنصُوبَة – طبعاً هذه المعاني تكون واضحة وجلية إذا كنَّا نعيش في فناء أهل البيت في وادي حديث أهل البيت في وادي فكر أهل البيت، كلامكم نور، إذا كنَّا نستنير بنورية كلامهم – فَأَينَ تَذهَبُون وأنّى تُؤفَكُون وَالأَعْلامُ قَائِمَة والآيَاتُ وَاضِحَة والمَنَارُ مَنصُوبَة – يا شيعة أهل البيت – فَأينَ يُتَاهُ بِكُم وَكَيفَ تَعمَهُون وَبَينَكُم عِترَةُ نَبِيِّكُم – ما الَّذِي بأيدينا من عترة نبينا؟ الَّذِي بأيدينا هو كلامهم، وبينكم كلام أهل البيت؟! – وَبَينَكُم عِترَةُ نَبِيِّكُم وَهُم أَزِمَّةُ الحَقَّ – حقائقُ الحقّ في كلامهم – وَهُم أَزِمَّةُ الحَقَّ وَأعلَامُ الدِّين وَأَلسِنَةُ الصِّدق – هذه الألسنة ماذا تركت لنا؟ تركت لنا كلامهم وحديثهم. وهنا يبين لنا أمير المؤمنين كيف نتعامل مع أهل البيت:- فَأنزِلُوهُم بِأَحسَنِ مَنَازِلَ القُرآن – هكذا نتعامل مع أهل البيت؟! أنزلوهم بأحسن منازل القُرآن، منازل القُرآن كيف نعرفها؟ هل نسأل الطبري عنها؟ أم نسأل القرطبي؟ أم نسأل ابن عربي؟ أم نسأل الآلوسي؟ أم نسأل رشيد رضا؟ أم نسأل سيّد قطب؟ من الَّذي يدلنا على منازل القُرآن؟ أحاديث أهل البيت في التفسير ضعيفة، علماؤنا رفضوها وضعَّفوها من أين نعرف منازل القُرآن؟ دلونا بالله عليكم أرشدونا!! إذا كانت أحاديث أهل البيت في تفسير القُرآن، إذا كان تفسيرُ الإمام العسكري ضعيف! إذا كان تفسيرُ العياشي ضعيف! إذا كان تفسيرُ القمّي ضعيف! تفسير فرات ابن إبراهيم ضعيف! وسائر الكتب التفسيرية الأخرى وما عندنا ولا كتاب واحد في تفسير القُرآن عن أهل البيت، لا تقل لي علماء الشيعة، علماءُ الشيعة نقلوه عن المخالفين، ما عندنا ولا كتاب واحد إلَّا وضعَّفهُ علماؤنا. إذاً كيف نعرف منازل القرآن؟ ما بقي عندنا إلَّا سيّد قطب رضوان الله تعالى عليه، فنذهب إلى سيّد قطب فنكرع كروعاً، فنعرف منازل القرآن، مفسِّرو الشيعة الأوائل كرعوا عند الطبري والكتب موجودة، والمتأخرون المعاصرون كرعوا عند سيّد قطب، فمن أين نعرف منازل القُرآن؟ بالله عليكم دلونا وأرشدونا؟! إذا كانت أحاديث أهل البيت في التفسير ضعيفة!! السؤال هنا: يا جماعة يا علماءنا يا خطباءنا، أهل البيت فسَّروا القرآن أم لم يفسِّروا؟ أنا أعتقد أنَّ كل شيعيٍّ لابدَّ أنْ يقول: بأنَّ أهل البيت فسَّروا القرآن!! وإلَّا ما معنى حديثُ الثقلين الكتاب والعترة؟! إذا فسَّرَ أهل البيت القُرآن يا علماءنا الأجلاء يا خطباءنا الكرام أين تفسير أهل البيت للقرآن؟! نحنُ لا نملك إلَّا هذه الكتب، وأنتم تقولون: ضعيفة، ولا تعملون بها ولا تفسِّرون القُرآن بها، إذاً دلونا أين تفسيرُ أهل البيت للقرآن؟! هل من المعقول أنَّ مفسِّري الشيعة يعني الشيخ الطوسي توفي سنة: 460 للهجرة وكتب تفسير التبيان، كتبهُ وتمَّ الحفاظ عليه من زمان الشَّيخ الطوسي إلى الآن وهو بحمد الله منقول عن المخالفين هذا التفسير ، لكن بقيَّ محفوظاً، هل يعقل أنَّ الأئمَّة فسَّروا القرآن وما وصل إلينا من تفسيرهم يكون ضعيفاً، والأئمَّة ما خطَّطوا للحفاظ على تفسيرهم!! هو هذا تفسيرهم الَّذي تقولون عنه بأنَّهُ ضعيف، هو هذا تفسير أهل البيت، حَدَثَ عَبَثٌ، سقط البعض منه، حدث فيه تشويه، هذا بسبب إهمال الشيعة!! بسببِ إهمال علماء الشيعة، بسبب انشغال علماء الشيعة بأبحاث الطهارات والنجاسات وتركوا بقيَّةَ الأحاديث، أُهملت الأحاديث فصار فيها عبث وتشويه وإلى غير ذلك. أمير المؤمنين يطلب منا: فأنزلوهم، أنزلوا العترة بأحسنِ منازل القرآن، دلونا على أحسن منازل القُرآن حتَّى نُنزل إمام زماننا فيها، دلونا يا علماء الشيعة على أحسن منازل القُرآن حتَّى ننزل عليَّاً فيها؟! أنا الآن إلى أيِّ كتابٍ أرجع حتَّى أعرف أحسن منازل القرآن؟ إلى تفاسير علماء الشيعة الَّتي نقلوها عن المخالفين أم أذهب إلى المصدر الأصلي بشكل مباشر وأذهب إلى في ضلال القُرآن وأذهب إلى المنار لرشيد رضا وأذهب إلى تفسير الطبري والقرطبي والفخر الرازي بشكل مباشر وأأخذ من المصدر الأصلي وقطعاً هذا يكون أفضل بدل هذا اللف والدوران. فَأنزِلُوهُم بِأَحسَنِ مَنَازِلَ القُرآن – ثمَّ بعد ذلك ماذا؟ – وَرِدُوهُم وُرُودَ الهِيمِ العِطَاش – وَرِدُوهُم وُرودَ الهِيمِ العِطَاش، الهيم: الإبل، الإبل العطشى حين ترد على الماء فإنَّها لا تلتفت إلى أيِّ شيءٍ – فَأنزِلُوهُم بِأَحسَنِ مَنَازِل القُرآن وَرِدُوهُم وُرُودَ الهِيمِ العِطَاش، أيُّهَا النَّاس خُذُوهَا عَن خَاتَم النَّبِيِّين صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلهِ وَسَلَّم إِنَّهُ يَمُوت مَن مَاتَ مِنَّا وَلَيسَ بِمَيّت – هم شيءٌ آخر، أيُّها النَّاس، سندُ الرواية عليٌّ عن مُحَمَّد صلَّى الله عليهما وآلهما – أَيُّهَا النَّاس خُذُوهَا عَن خَاتَم النَّبِيِّين صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلهِ وَسَلَّم إِنَّهُ يَمُوت مَن مَاتَ مِنُّا وَلَيسَ بِمَيّت وَيبَلَى مَن بَلِيَ مِنَّا وَلَيسَ بِبَالٍ فَلا تَقُولُوا بِمَا لاَ تَعرِفُون فَإِنَّ أكثَرَ الحَقِّ فِيمَا تُنكِرون – فإنَّ أكثر الحقِّ في هذه الأحاديث التفسيرية الَّتي ينكرها علماؤنا، الحقُّ فيها – فَإِنَّ أكثَرَ الحَقِّ فِيمَا تُنكِرون. لم أستطع حقيقةً أن أدخل في الموضوع الَّذي كان في نيتي أنْ أتحدَّث عنه في هذه الحلقة لكنَّ الحديث أخذنا في اتجاهات مضامينه وقد أوجزت في شرحهِ إلى أبعد الحدود. تتمَّةُ الحديث في المعطيات وفي الأسُس والمصادر الَّتي سأعتمدها في دراستي لعليٍّ في هذا البرنامج، وإلَّا فإنّي لا أدرسُ عليَّاً بهذه الطريقة الَّتي أقَدِّمها في هذا البرنامج، الحديثُ عن عليٍّ صَعِبٌ جداً، واسعٌ جِداً، عَميقٌ جِداً، دَقيقٌ جِداً، وغيبيٌّ جِداً، الحديثُ عن عليٍّ يختلفُ كاختلافِ عليٍّ عن سائرِ الأشياء، لكن هناك برنامج، هناك تلفزيون، هناك مُشاهِد، هناك مُتَحَدِّث، هناك كتب، لابدَّ أنْ أقومَ بعمليةِ تنسيقٍ بين الكتب والمعلومات، لابدَّ أنْ أصبُّها في قالبٍ يتناسبٍ مع برنامجٍ مع شاشة تلفزيونية، لابدَّ أن أضع نصب عيني الإمكانات الَّتي أمتلكها وأن أضع نُصب عيني المُشاهد والمتلقي وبذلك سأحبسُ نفسي وأقيد نفسي بأغلال وقيود كثيرة، ولكن ما لا يُدرك كلُّه لا يترك كلُّه، والعذرُ عند كرام النّاس مقبولُ. صيام مقبول بولاية عليٍّ وألقاكم يوم غد على محبَّة عليٍّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، أسألكم الدعاء في أمان الله. ملخـّص الحلقة تاريخ البث : يوم الإثنين 4 شهر رمضان 1436هـ الموافق 22 / 6 / 2015م شرافة النَسب والشجاعة والفروسية عن علي عليه السلام هي من تجلّيات الولادة العَلَوية في العالَم الارضي .. حديث امير المؤمنين انّه آدم الاول ونوح الاول وانّه هو الذي فجّرَ انهارها وغَرسَ اشجارها .. بهذا اللسان يتحدّث امير المؤمنين عن تجلّيات الولادة العَلَوية في الأُفُق الاعلى .. استمرار للشرح الإجمالي لبعض مفردات الحديث الرَضَوي الشريف .. الفارق بين معنى الضلال وبين معنى التَيه في قول الإمام الرضا عليه السلام (ضَلّت العقول وتاهت الحُلوم) فالعقول متوقفة وضالّة عن معرفة آل محمّد بحسَبَهم عليهم السلام وهذا يشمل حتى عقول الانبياء المُرسَلين. الحُلوم هي العقول المُتلبّسَة بالحكمة وهي في مرحلة ارقى من العقول .. الألباب هي الحلوم التي يتجلّى فيها الصفاء والنقاء والوضوح في التصوّر . معنى حديث الإمام الصادق عليه السلام (شيعتنا اصحاب الاربَع) (اللهم إني اسألك من عَظمتك بأعظمها) وهي منزلة آل محمد في دعاء البهاء .. شرح موجز لِقَول إبن ابي الحديد المعتزلي مُخاطباً أميرَ المؤمنين : انا في مديحكَ ألكنٌ لا اهتَدي وانا الخطيبُ الهبْزَريُّ المُصْقَعُ حديث عن اسلوب الاعشى في نظم الشعر وقصائده المعروفة بالحَوليّات . حادثة الكاتب اللبناني المسيحي جورج جرداق مع السيّد عبد الحسين شرف الدين .. البُلَغاء وهم يمثّلون قدرة اكثر على التعبير من الأُدَباء ولكنهم اصابَهُم العَيُّ وهوَ اَشَد من العَجز، فالحقيقة العَلَويّة ابعد واسمى ممّا نتصوّرهُ في اذهاننا. ما جَمَعه الشريف الرضي في نهج البلاغة هو نسبة قليلة جداً جداً من كلام أمير المؤمنين صلوات الله عليه . مقطع من الخطبة 87 من نهج البلاغة (وآخر قد تَسمّى بعالِمٍ وليسَ به فاقتبَسَ جَهائل من جُهّال واضاليل من ضُلّال) وهذا ينطبق على مَن يوصَف في الوسط الشيعي بالعلم وهو يأخذ من غير اهل البيت .. (قول زور) كلام يؤخَذ من اعداء اهل البيت و يُنقَل على انّه كلام اهل البيت وهذا هو التزوير بِعَينه … تفاسيرنا الشيعية التي كَتَبها علماءنا مشحونة بآراء اعداء اهل البيت . انا هنا اتحدّث الحديث الذي يخاف الآخرون ان يتحدّثوا به ويفرّون خوفاً منه، الذي هو ابعد ما يكون عن المجاملة وتحصيل المنافع الشخصية، والذي يخاف الآخرون ان يتحدّثوه فرارً ن الحرَج او خوفاً على سُمعتهم اكبر الجرائم واخطرها هي بناء العقل الشيعي من مصادر مأخوذة من غير عَليٍّ وآل عَليٍّ . حين يُسأل عن الشيخ الغزي في الاوساط الدينية يكون الجواب: “إنّ حديثَهُ مَشبوه” الذين ينقلون ما كتبه سيّد قطب والفخر الرازي توضع احاديثهم في الفضائيات وفي كل مكان وهذا هو الواقع الشيعي… (فأين يُتاه بكم وكيف تعمهون) يا شيعة اهل البيت (وبينكم عترة نَبيّكم وهُم أزمّة الحَق). لم يترك علماء الشيعة تفسيراً واحداً عن اهل البيت إلّا وضَعّفوه … أُهمِلَتْ كتب حديث اهل البيت بسبب انشغال علماء الشيعة بأبحاث الطهارات والنجاسات !!! (فلا تقولوا بما لا تعلمون فإنّ اكثر الحقِّ في ما تُنكرون) اكثر في هذه الاحاديث التفسيرية التي يُنكرها علماءنا الاجلّاء .