يا عليّ – الحلقة ٥ – في طريق المعرفة العلويّة ج٢ Show Press Release (11 More Words) يا عليّ – الحلقة 5 – في طريق المعرفة العلويّة ج2 صور OverlaysPreviousNext فيديو يوتيوب اوديو مطبوع Show Press Release (6٬336 More Words) يازهراء وهل هُناكَ أجملُ مِن هَذا الاسم أبتدئُ بهِ حَديثي … قَالَ صلَّى اللهُ عليهِ وَآلهِ وسلَّم: لَوْ كَانَ الحُسنُ صُورَةً، لَو كَانَ الحُسنُ هَيئَةً لَكَانَت فَاطِمَة صَلوات اللهِ وسَلامه عليها بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيم اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى فَاطِمَة وَأَبِيهَا وَبَعلِهَاِ وَبَنِيهَا وَالسرِّ المُستودَعِ فِيهَا … يَا عَلِيّ … الحَلَقَةُ الخامسةُ: فِي طَرِيق المَعرِفَة العَلَويَّة ج2 الحَلَقَةُ الخامسةُ فِي طَرِيق المَعرِفَة العَلَويَّة ج2 الحلقةُ الخامسةُ من برنامجنا: (يَا عَلِيّ) سَلامٌ عَلَيكم أَشْيَاع أَمِيرِ المؤُمِنِين أنَّى كُنتم إِخوَتي أَخَواتي أبنائي بناتي. كانَ الحديثُ في الحلقةِ السَّابقة وهي الرابعة في طريقِ المعرفةِ العلوية، آخرُ شيءٍ وَصلتُ إليه في سلسلة حديثي ما جاء في نهج البلاغة الشريف في الخُطبَةِ السَّابعةِ والثمانين من خُطَبِ سيّد الأوصياء صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليه حيثُ وصلَ بنا الكلامُ وهو يُخاطِبُ شِيعتهُ وأولياءَهُ والباحثين عنه: فَأَينَ تَذْهَبُون وَأَنَّى تُؤْفَكُون وَالأَعْلَامُ قَائِمَة وَالآيَاتُ وَاضِحَة وَالمَنَارُ مَنْصُوبَة، فَأَينَ يُتَاهُ بِكُم وَكَيفَ تَعْمَهُون: العَمَه؛ هو العَمَى الشديد، والعَمَى الشديد هنا؛ هو عَمَى الأبصار والبصائر، وعَمَى الأبصار في بعض الأحيان الإنسان يفقد بَصَرهُ من الجهة الحسيَّة فلا يرى الألوان ولا يرى الأجسام ولا يرى الأشياء من حولهِ وهذا أيضاً هو نوع من أنواع العَمَى، ولكن في بعض الأحيان الإنسان يُبصِرُ الألوان ويُبصرُ الأجسام ويبصرُ الأشياء لكن يراها بطريقةٍ خاطئة، فما بالُك إذا زاد على هذا العَمَى عَمَى القلب، العَمَهُ هو هذا: هو عَمَى في القلب، وكذلك عَمَى في البصر بالمعنى الثّاني لا بمعنى أنَّ الإنسان يفقد القدرة على رؤية الألوان، لكنَّهُ يرى الأشياء بألوانها وبحدودها ويرى الأخطاء بأمِّ عينهُ، لكنَّهُ يرى هذه الأخطاء صواباً كما أنَّهُ يسمعُ الخطأ بأذنيهِ ولكنَّهُ يسمع الخطأ صواباً، هذا هو العَمَه! فَأَينَ يُتَاهُ بِكُم: الإمام يخاطب شيعتهُ، فلا يقول: فأين تهتم أو فأين تتيهون، يُتاه بكم، هناك من يقودكم وهو الَّذي تائهٌ فيتيُّهكم – فَأَينَ يُتَاهُ بِكُم – إنَّكم تتبعون شخصاً تائهاً، تتبعون تائهين – فَأَينَ يُتَاهُ بِكُم وَكَيفَ تَعْمَهُون – لماذا لا تُشخِّصُونَ الحقائق كما هي؟! لماذا يصيبكم العمى في القلوبِ وفي الأبصارِ أيضاً؟! ترون الألوان والأشياء وتسمعون الأصوات، لكنَّكم ترون الأشياء بالمقلوب وتسمعون الأشياء بالمقلوب وتفكرون في الأشياء بالمقلوب فتحكمون على الأشياء بالمقلوب! – فَأَينَ يُتَاهُ بِكُم – العبارة دقيقة جداً، ما قال الإمام: فأين تتيهون، يعني أنَّ التيه آتٍ من الجهة الَّتي تقودكم إلى التيه وتقودكم في التيه – فَأَينَ يُتَاهُ بِكُم – هناك أشخاص هم الَّذِين يسببون لكم التيه. فَأَينَ يُتَاهُ بِكُم وَكَيفَ تَعْمَهُون وَبَينَكُم عِترَةُ نَبِيِّكُم: هؤلاء الَّذِين يَتِيُهونَ بِكُم وتيَّهُوكم يذهبون بعيداً عن عترة نبيكم، وإلَّا لو كانوا يتجهون إلى عترة نبيِّكم لَمَا تهتم ولَمَا تاهوا!! – فَأَينَ يُتَاهُ بِكُم وَكَيفَ تَعْمَهُون وَبَينَكُم عِترَةُ نَبِيِّكُم – هذا إذا ما سار الإنسانُ في طريق الإنصاف، في طريق الإنصاف على الأقل مع نفسهِ أنْ يُنصف نفسهُ، كيف يُنصفُ الإنسان نفسه؟ أنْ يكون صادقاً مع نفسهِ، أنْ يحكم على الخطأ بأنَّهُ خطأ، وأنْ يحكم على الصواب بأنَّهُ صواب، ولا أن يُدخل أموراً أخرى من الأعراف أو التقاليد أو العواطف الَّتي تأخذهُ بعيداً عن جادَّة الحقّ أو لأنَّ هذا الكلام قالهُ فلان الفلاني، فيصيرُ الرجال هم الميزان لتشخيص الحقائق، بينما الحقائق دالَّة على نفسها بنفسها لا تحتاجُ إلى رجالٍ يتخبَّطون يميناً وشمالاً كي يميزوا الحقائق – وَبَينَكُم عِترَةُ نَبِيِّكُم – كيف تَعْمَهُون؟ لكنَّكم لا تتعاملون معهم كما يريدون هم، وإنَّما كما يريد أشخاصٌ آخرون أنتم نصبتموهم، وأنتم افترضتم فيهم أنَّهم يُوصلونكم إلى أئمَّتكم. وَبَينَكُم عِترَةُ نَبِيِّكُم وَهُم أَزِمَّةُ الحَقّ وَأَعْلاَمُ الدِّين وَأَلْسِنَةُ الصِّدق فَأنْزِلُوهُم بِأَحْسَنِ مَنَازِلِ القُرآن: يا شيعة أهل البيت هل أنزلتم أئمَّتكم، هل أنزلتم عَلِيَّكُم، هل أنزلتم إمام زمانكم بأحسنِ منازل القُرآن؟ إذا قلتم نعم فإنَّ السؤال يأتي: ما هي أحسن منازل القُرآن؟ إذا كنتم لا تعرفونها، لماذا قلتم بأنَّكم أنزلتم عَلِيَّكُم بأحسنِ منازل القُرآن؟ وإذا كنتم تعرفونها فمن أين مصدرها؟ من كتب تفسيرنا الّتي كتبها علماؤنا؟ فوالله أخذوا الكثير من المخالفين وشحنوا بها كتب التفسير وتركوا حديث أهل البيت جانباً، وحتَّى الَّذين جاءوا بحديث أهل البيت وضعوه في حاشية المطلب!! أوَّلاً: ذكروا ما قاله المخالفون واعتمدوا الأسس والمناهج الَّتي فسَّر على ضوئها المخالفون، ثمَّ قالوا وجاء في الرواية كذا وكذا، منهم من ذكرها بشكلٍ عرضي في نهايات البحث ومنهم من زاد الطينة بِلَّةً فقال: بأنَّ ما جاء في الروايات الَّتي ذكرها جاء على سبيل التطبيقِ، يعني ليس التفسير على أساس هذه الروايات وإنَّما هذه الروايات جاءت مثالاً وتطبيقاً ومصداقاً قل ما شئت، يعني قضيَّة عارضة وعرضية، يعني المعنى الأصيل هو ما جاء في كتب المخالفين. فأيُّ منازلٍ للقُرآن هي الأحسن أنتم عرفتموها؟ إذا لم تعرفوا أحسن منازل القُرآن، فماذا تصنعونَ بصيامكم وأنتم تقولون: بأنَّ شهر رمضان هو ربيعُ القُرآن، وهكذا تعلَّمنا منهم صلواتُ اللهِ عليهم، فماذا حصَّلتم من ربيع قُرآنكم؟ وإذا لم تعرفوا أحسن منازل القُرآن من طريقهم صلواتُ اللهِ عليهم، فكيف تعرفون إمامكم؟ كيف تعرفون عَلِيَّكُم؟ والسؤالُ الأهمّ في قبوركم، والسؤالُ الأهمّ عند الصراط في يوم القيامة؟ السؤالُ الأهمّ في كلِّ موقفٍ من مواقف يوم القيامة، السؤالُ عن عَلِيِّكُم؟ هل تعرفون عليَّاً أم أنَّكم لا تعرفون عليَّاً؟ وكيف تعرفون عليَّاً وأنتم لا تُنزِلُون عَلِيَّاً بأحسنِ مَنَازِلِ القُرآن. هذا هو برنامجُ عليٍّ لمعرفةِ عليٍّ!! فَأنْزِلُوهُم بِأحسَنِ مَنَازِلِ القُرآن: فإذا ما أنزلناهم بأحسن منازل القُرآن هجمنا عليهم هجوم شوقٍ وهجوم عشقٍ وهجوم تسليمٍ وهجوم طاعةٍ وهجوم لجوءٍ إليهم في كلِّ صغيرةٍ وكبيرة – وَرِدُوهُم – بعد أن تنزلوهم بأحسن منازل القُرآن، نردُ عليهم – وَرِدُوهُم وُرُودَ الهِيمِ العِطَاش – هذه الإبل العطشى الَّتي إذا ما رأت الماء من بعيد ركضت إليه لا تلتفتُ إلى يمينٍ ولا إلى يسار، وانكبَّت بكُلِّها على الماء، إنَّها تقتتلُ فيما بينها ويحدث التدافع الكبير على ضِفَافِ الغدير أو على ضِفافِ حياض المياه، حينما تهجم الإبلُ العطشى – وَرِدُوهُم وُرودَ الهِيمِ العِطَاش – لكنَ هذا لن يكون ما لم نُنْزِلهم بأحسن منازل القرآن!! ثُمَّ يأتي الأميرُ بمثالٍ لمعلومةٍ تُرفَضُ في الواقع الشيعي قبل أنْ تُرفض في الواقع المخالف: أَيُّهَا النَّاس خُذُوهَا عَن خَاتَم النَبِيِّين صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآلِهِ وَسَلَّم إِنَّهُ يَمُوتُ مَن مَاتَ مِنَّا وَلَيسَ بِميّت – سيقولون لكم بأنَّ المراد من هذا الحديث؛ أنَّهم أحياء بعلمهم، وأنَّ الناس موتى، وأهلُ العلم أحياءُ كما قال أمير المؤمنين، فهم أحياء بعلمهم، وهو واللهِ يُخَالِفُ كلامَ أمير المؤمنين المذكور هنا عن النبيّ الأعظم؟!! صحيح ذلك قول أمير المؤمنين: بأنَّ النَّاس موتى وأنَّ العلماء أحياء، لكن تلك جهة غير هذه الجهة، وتلك حيثية غير هذه الحيثية، وذلك مضمون غير هذا المضمون، الكلام واضح هنا – إِنَّهُ يَمُوتُ مَن مَاتَ مِنَّا وَلَيسَ بِميّت وَيَبلَى مَن بَلِيَ مِنَّا وَلَيسَ بِبَالٍ – الإمام جاء بهذا المثال، ثمَّ قال:- فَلا تَقُولُوا بِمَا لاَ تَعرِفُون – لا تُرقِّعون في الكلام، لا تلصِّقون بالمطالب من هنا ومن هناك حتَّى يرضى المخالفون، وتصنعون الشُبهات والأشراك لشيعة أهل البيت، هذا هو الواقع، هذا هو الواقع الموجود في كتبنا وعلى منابرنا وفي فضائياتنا، الأئمَّةُ يقولون شيئاً واضحاً جليَّاً وعلماؤنا وخطباؤنا يُلصِّقون ويُرقِّعون، إمَّا أنْ يُنكروا الأحاديث، وإمَّا أنْ يأتوا بزخرفٍ من القول بحيث يُضيِّعون الحقائق ويُسطِّحون المطالب العميقة. أوَّلاً: لأنَّهم هم أنفسهم لا يعتقدون بذلك. وثانياً: لأنَّهم شبعوا إلى حد التجشؤ بل إلى حدِّ التقيؤ من الفكر المخالف لأهل البيت. وثالثاُ: لأنَّهم يجهلون جهلاً فضيعاً في حديث أهل البيت، عرفوا نِزراً بسيطاً وتركوا الأهم، وهذه هي الحقيقة نعم لا يُقبلُ كلامي هذا شيء، لكن لو أراد الإنسان أن يبحث عن هذه الحقيقة فإنَّهُ سيجدها جليةً واضحةً صريحة. فَلا تَقُولُوا بِمَا لا تَعرِفُون فَإنَّ أَكثرَ الحَقِّ فِيمَا تُنْكِرُون: والإمام ذكر هذه العبارة بعد أنْ أورد هذا المثال: فإنَّ ميّتنا حين يموت ليس بميّت، إنَّهُ يموتُ من مات منا وليس بميّت؟! هذا المضمون الإمام ذكرهُ مثالاً، وإلَّا مرَّ علينا في الحلقة الثالثة كانت هناك نماذج مقتطفة من كلماتِ سيّد الأوصياء ما جاء في خطبة البيان أو في الخُطب الافتخارية الأخرى – فَإنَّ أَكثرَ الحَقِّ فِيمَا تُنْكِرُون – أكثرُ الحقّ في خُطَبِهِم وأحاديثهم الَّتي يصفها علماؤنا تارةً بالضعف من جهة السند، وأخرى بالغلو من جهة المتن، فلا ينجو كلامُ أهل البيت من هذه السيوف الَّتي تُقطِّعهُ، مرَّةً يُحكم على هذه الأحاديث بقواعد علم الرجال فتُضعَّف، ومرَّةً بقواعد علم الكلام فتُضعَّف المتون، فيقال: بأنَّ هذه العقائد عقائد غلو. لأنَّ علم الكلام الَّذي هو الآخر صَنَعَهُ المخالفون وجيء به من المخالفين يحكم على هذه العقائد بالغلو، وفي أحسن الأحوال تشتغل عمليةُ الترقيع والتسطيح بل التسخيف إلى أبعد ما يمكن تحت عنوان: توجيه المطلب، تحت عنوان: إيجاد جامع اشتراكي بين الأحاديث، تحت عنوان: حمل المطلب بشكلٍ يوافق الأصول، الأصول الَّتي لابدَّ أنْ نسأل من أين جيء بها؟ هل جيء بها من أهل البيت حتَّى نجعل المطالب موافقة لهذه الأصول، أم جيء بها من مكانٍ بعيد، بعيدٍ جداً عن أهل البيت. هذه هي الحقائق الّتي نحنُ نعيشُ في وسطها، لا أريد أنْ أتحدَّث كثيراً في هذا الموضوع لأنَّ الحديث لا فائدة فيه، الحديث لا فائدة فيه، لا الَّذي بيدهِ القدرة على التغيير سيرتِّبُ أثراً لو سمع هذا الكلام، ولا الَّذي وهي الكثرةُ الكاثرة من شيعة أهل البيت الَّذين يتبعون القادرين على التغيير ولا يغيرون هم أيضاً لا يُرتِّبون أثراً على ذلك، حتَّى لو علموا أنَّ الحقيقة هي هذه، حتَّى لو قامت الحُجج لأنَّ الصنميَّة قد أعمت القلوب، كيف تعمهون وبينكم عترة نبيِّكُم، يصيبهم العَمَه لهذه الصنميَّة القاتلة؟!! لا أريد أن أذهب بعيداً في هذا الاتجاه لكنَّني سأعرض بشكلٍ مُجمل المعطيات الَّتي على أساسها سيتحرَّكُ البحث، ويتحرَّكُ الكلام في حلقتنا هذه أو في الحلقات القادمة: ما هي المصادر أو المنابع أو الأصول أو المعطيات الأساسية الَّتي سيتحرَّكُ فيها البحثُ عن معرفةِ عليٍّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه؟ قطعاً المصدرُ الأوَّل والمصدرُ الأكبر والمصدرُ الأعظم هو قرآنهم، قرآنُنا الكريم، هذا هو مصدرنا الأوَّل ومصدرنا الأكبر ومصدرنا الأعظم، عليٌّ قال: أنزلوهم بأحسن منازل القرآن. من هنا تبدأُ معرفةُ عليٍّ: أنزلوا عليَّاً بأحسنِ منازلِ القرآن، من هنا تبدأ معرفتنا لعليٍّ صلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليه. القُرآنُ: القرآنُ، ذلك الكتابُ، ليس ذلك الكتابُ الَّذي جاء مذكوراً في أوَّل البقرة، ذلك الكتابُ في أوَّل البقرة ذلك عليٌّ كما قال صادقهم، ولكنَّني اقتبست التعبير فقط التعبير اللفظي، لأنَّني أتحدَّثُ عن القُرآن في لباسهِ اللفظي العربي، القُرآنُ الحقيقي عليٌّ، لكن الحديث هنا عن صورة عليٍّ في هذا الكتاب الصامت. القرآنُ مضمونهُ بالمُجمل، مضمون القُرآن بالمُجمل: لو أراد باحثٌ أنْ يأخذ القُرآن ويحاول أنْ يُلخِّصَ الخطوط العامَّة، قطعاً بالاعتماد على حديث أهل البيت، بالاعتماد على الكتب التفسيرية الَّتي يُضعِّفها علماؤنا ومراجعنا ومفسرونا وخطباؤنا الكرام، بالاعتمادِ على هذه الكتب الضعيفة في نظر علمائنا وخطبائِنا بالاعتماد على هذه الكتب وبالتدبُّرِ في آياتِ الكِتاب، القُرآنُ يتحدَّثُ عن حاضرِ الخلق، بعبارةٍ أخرى: عن العالَم الَّذي نعيشُ فيه، والعالم الَّذي نعيشُ فيه الأرض وغير الأرض، يعني العالم في هذه المرحلة، مرادي في هذه المرحلة ما عُبِّر في الروايات عن ذلك: بقبَّةِ آدم، آدمُ الأخير، آدم أبونا، أبو هذا الطور من أطوار الخلقة، هذه القبَّة عُبِّر عنها في الروايات يعني الأرضُ وما حول الأرض، العالم الَّذي نعيشُ فيه، قُبَّة آدم، القُرآنُ يتحدَّثُ عن هذه القُبَّة عن قُبَّةِ آدم، عن هذا الحاضر. ويتحدَّثُ القُرآنُ عن المستقبل، لا عن المستقبل الزماني، يعني ماذا سيحدث في يوم غد؟ هذا جزءٌ من هذه القُبَّة، مرادي عن المستقبل، عن العالَم الجديد، حين تُبدَّل الأرض غيرُ الأرض، وحين تُطوى السَّماء، القُرآنُ يتحدَّث عن المستقبل ويتحدَّث عن الحاضر، مرادي من الحاضر، ليس الحاضر بِبُعدهِ الزماني الأرضي، الحاضر: العالمُ الموجود، قُبَّةُ آدم، هذا مصطلح قُبَّة آدم في الروايات. القرآنُ يتحدَّثُ عن هذه المرتبة من الخلق، ويتحدَّثُ عن مرتبةٍ ثانية: • الدنيا: عنوانٌ للحاضر ومثال والقضيَّةُ أوسع من الدنيا. • والآخرةُ: عنوانٌ للمستقبل. • وما بين الدنيا والآخرة: هناك إنسانٌ، هَمُّ القرآنِ أنْ يقود هذا الإنسان من عالم الحاضر إلى عالم المستقبل، عِبر طريقٍ سَمَّاهُ القُرآن: الصِّراطُ المستقيم. إذاً هناك دنيا، وهناك آخرة، وهناك إنسان، هَمُّ القُرآنِ أنْ يأخذ هذا الإنسان عِبرَ الصِّراطِ المستقيم، لكنَّ هذا الإنسان لنْ يستطيع أنْ يواصل السيرَ على الصِّراطِ المستقيم إلَّا عن طريق هادٍ: حين نقرأُ في سُورة الرّعد، وفي الآيةِ السَّابعة: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ} هذا قول الَّذين كفروا، هذه الآية السابعة من سورة الرعد: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا} إنَّما كما يقول المتخصِّصون في العربيةِ للحصر، إنَّما أَنت يا رسول الله، إنَّما أنت يا مُحَمَّد صلَّى الله عليه وآله {إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ} أنتَ أنت مُنذر: {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} هناك لابدَّ من هادٍ يقودُ هذا الإنسان من عالم الحاضرِ إلى عالم المستقبل، على هذا الصراط المستقيم، لابدَّ من هادٍ. نحنُ نقرأُ وقرأنا وسنبقى نقرأ في دعاء الندبة الشريف: وَلَولَا أَنْتَ يَا عَلِيّ – نبينا يخاطبُ عليَّناً – وَلَولَا أَنْتَ يَا عَلِيّ لَمْ يُعْرَف المُؤمِنُونَ بَعدِي وكَانَ – وكان عليٌّ – وَكَانَ بَعدَهُ هُدَىً مِنَ الضَّلَال وَنُورَاً مِنَ العَمَى وَحَبلَ اللهِ المَتِين وَصِرَاطَهُ الْمُسْتَقِيم. القُرآنُ هو هذا: كتابٌ يكشفُ حقائق الحاضر، حقائق هذا العالم، ويُحدِّثنا بالمُجمل عن المستقبل، ويُشخِّصُ لنا طريقاً بين الحاضر والمستقبل عَنونَهُ: بالصِّراط المستقيم، ثُمَّ يقول: بأنَّ هذا الصراط لابدَّ لهُ من هادٍ، إنَّما أنت منذر يا رسول الله {إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} فمن هو هادي قومك يا رسول الله؟ الجواب واضح، الجواب: عليٌّ هو الهادي، إنَّما أنت منذر، أنت تنذر قومك ولكلِّ قومٍ هاد، فمن هو الهادي يا أبا الزهراء؟ الهادي عليٌّ وأحاديث أهل البيت واضحة صريحة، الآيةُ دالةٌ بنفسها على نفسها. إذاً ما هي الزبدةُ من هذه المقدمَّة؟ الزُبدَة: أنَّ العنوان الأهمّ في القُرآن الكريم الصِّراطُ الْمُسْتَقِيم هو هذا، هذا هو العنوانُ الأهمّ، لأنَّ القُرآن حين يتحدَّثُ عن الحاضر عن هذا العالم بكلِّ أبعادهِ الزمانيةِ والمكانية إنَّما يتحدَّثُ القُرآنُ عن الحاضر، عن قُبَّة آدم، يتحدَّثُ لكي يُعطي للإنسان خبرة، لكي يعطي للإنسان بصيرة، لكي يعطي للإنسان معرفة وتجربة، على أساسها يمكن أنْ يُشخِّص البوابةَ الَّتي تقودهُ إلى الصراط المستقيم، وحين يُحدِّثنا القُرآنُ عن المستقبل عن الآخرة عن العالم الآتي، حين أقول عن العالم الآتي لا يعني أنَّ ذلك العالم ليس موجوداً وإنَّما العالمُ الآتي بحسب حركة الإنسان، فحركةُ الإنسان نسبية، نحنُ نعيشُ ما بين نسبية المكانِ ونسبية الزَّمان ونسبيَّة الحَدَث، الآتي إلينا هو موجودٌ وهو أعمق وجوداً من وجودنا، فحين يتحدَّثُ القُرآنُ عن الآتي عن المستقبل، ليس المستقبل بالمعنى الزَّماني الأرضي، المستقبل العالم الَّذي هو بعد هذا العالم، حين يُحدِّثنا لكي يدفعنا للولوج إلى ذلك العالم. يبقى الموضوع المهم هنا: هو الصِّراطُ المستقيم، لأنَّ الصِّراط المستقيم هو الَّذي يقودنا بالشكل الصحيح إلى النهاية الصحيحة، إذاً القُرآنُ الكريم هو كتابُ الصِّراطِ المستقيم، إذا أردنا أن نُعرِّف القُرآن أفضلُ تعريفٍ للقرآن هو هذا: القُرآنُ هو كتاب الصِّراطِ المستقيم! وهذا المعنى ورد في رواياتنا: من أن الصِّراط المستقيم هو القُرآن الكريم، هذه الرواية تُفهم بهذا اللحن بهذا الاتجاه لا أنْ يقال: بأنَّ معنى الصِّراط المستقيم هو القُرآن كما ذهب إلى ذلك مفسِّرو الشيعة ووقفوا عند هذا الحدّ، البعضُ بل الكثير منهم وقفوا عند هذا الحد، فجعلوا من معنى الصِّراط المستقيم القُرآن، القُرآنُ هو كتابُ الصِّراط المستقيم بهذا المعنى، بهذا الاتجاه، بهذا اللحن، بهذا الذوق. القرآنُ: هو كتابُ صناعة الإنسان، كتابُ صناعة الإنسان المستقيم، كيف يكون الإنسان مستقيماً؟ حين تتحرَّك أقدامهُ على الصِّراط المستقيم، القُرآنُ هو هذا الكتاب، سورةُ الفاتحة الَّتي هي جوهرةُ القرآن وزبدةُ زُبَدُ القُرآن، سورةُ الفاتحة زبدتها أين؟ {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} هذا التعبير: الصِّراط المستقيم، القُرآن وردت فيه لفظة: صِّراط ومستقيم بشكل متكرِّر، ربَّما أكثر من ثلاثين مرَّة، وردت هذه اللفظة: الصِّراط ومستقيم، لكنَّها وردت بشكلٍ مُعرَّف بالكامل؛ الصِّراطَ المُستقيم، وبشكل واضح ومميَّز جاءت أين؟ جاءت في سورة الفاتحة. في سورة الفاتحة تأتي الآيةُ: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} في مركز السورة، وهذا التعبير: الصِّراط المستقيم، مقدِّمة سريعة: هناك مصطلح التعريف في العربية، كيفَ تُعرَّفُ الأشياء في لغة العرب؟ هناك ما يسمَّى بالتعريف بالعَلَمِيَّة: أسماءُ الأعلام، أسماءُ الأشخاص، أسماءُ البلدان، أسماءُ المدن، أسماء الجبال، أسماءُ الأنهار، أسماءُ الشركات، ما يُقال لها الأعلام، وهي ألفاظ تُطلق على معاني محدَّدة، أعلام يعني مُعلَّمة، لها علامات. لفظةُ: (أحمد) تُطلق على شخص بعينهِ، طوله كذا، بشرتهُ كذا هو ابن كذا، الساكنُ في مكان كذا، لهُ علامات معينة، لهُ مميزات. كلمة: (برلين) مثلاً مدينة تقع في البلد الفلاني لها الحدود الجغرافية الْمُشخَّصة لها المميزات كذا كذا، هناك لها علامات. وهكذا سائرُ ما يسمَّى بأسماءِ العَلَم، هذه الأسماء تكون مُعرِّفة للمعاني والمضامين الَّتي تدلُّ عليها على أساس قاعدة العَلَمِيَّة، العَلَمِيَّة: يعني أنَّ هذا الشيء لهُ علامات محدَّدة، لهُ نهايات مشخَّصة، لهُ مواصفات معروفة، فأُطلق هذا اللفظ عليهِ. هذا الموضوع لا شأن لنا به، على الأقل في بداية الحديث، وطبعاً هذا النوع من التعريف في العربية هو أعلى درجاتِ التعريف وليس في العربية حتَّى في بقيَّة لغات العالم، التعريف على أساس العَلَمِيَّة. هناك التعريف على أساس الإضافة: كما نقول مثلاً؛ حديثُ عليٍّ، حديث؛ كلمة غير مُعرَّفة، لكن حين نضيف هذه الكلمة إلى مَعرِفة، فحينئذٍ سيكون هذا التركيب تركيب تعريفي، مُعَرِّف، نقول مثلاً؛ سَمعتُ حديث عليٍّ، صَارَ المسموع شيء معروف مُشخَّص، هو حديثٌ أُضيفَ إلى عليٍّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، وهكذا لو أُضيف إلى مُعرَّفٍ بالألف واللام، كما مثلاً تقول: أستاذُ المدرسةِ، مسئولُ الدائرةِ، المدرسة والدائرة مُعَرَّفة بالألف واللام، وهنا جاءت الإضافة، هذا هو التعريف بالإضافة، يعني نحنُ عَرَّفنا بالإضافة، قد تكون الإضافة إلى اسم عَلَم، قد تكون الإضافة إلى ضمير من الضمائر (كِتابُك) كتابُك هذا هو أيضاً تعريف، أنا هنا لا أريد أنْ أعطيكم درساً في علم النحو. النوع الآخر من التعريف هو التعريف بالألفِ واللام: في الحقيقة أنَّ الألف واللام ليست دائماً تأتي مُعَرِّفة ولكن يشيع على الألسنة أنَّ الألف واللام مُعرِّفة، ربَّما يكون لها تعريف إجمالي، لكن تعريف تَعريف هناك حالة واحدة تأتي فيها الألف واللام مُعرِّفة بشكل حقيقي، بشكل واضح. الصِّراط الْمُسْتَقِيم: الألف واللام هنا هو تعريف من هذا النوع، لأنَّ الألف واللام في لغة العرب: مرَّةً تأتي استيعابية أو استغراقية، يقال لها: ألف ولام الاستغراق أو الاستيعاب، مثلاً حين تقول: حضرَ إلى الصفّ جميعُ الطلاب، جميعُ التلاميذ، أو حضر التلاميذُ إلى الصف المعنى واحد، لَمَّا تقول: حَضَرَ إلى الصف جميعُ التلاميذ، يعني لم يكن هناك أحدٌ غائب، وحين تقول أيضاً: حضرَ التلاميذُ إلى الصف لا تحتاج إلى كلمة جميع لأنَّ الألف واللام هنا تشير إلى الاستيعاب إلى الاستغراق، يعني كلمة التلاميذ استوعبت استغرقت أحاطت بكلِّ التلاميذ، الجميع حضروا، هذه لا تكون تعريفية هنا، قد يكون لها شيء من التعريف الإجمالي، أنَّها تحدَّثت عن مجموعة معينة، مجموعة طلاب ذلك الصفّ، لكن لا يوجد فيها تعريف، لأنَّ التلاميذ كُثُر لا يوجد تشخيص لجهة بعينها وإنَّما هو تعريف بالمُجمل، هذه ألف ولام الاستغراق أو الاستيعاب. وهناك ألف ولام الحقيقة: مثلاً حين نقول: أنَّ الطفل في السنوات الأولى يكون كذا كذا، هذا ليس تعريفاً لطفلٍ بعينهِ وإنَّما الحديث عن حقيقة الطفولة، حين نقول: بأنَّ المرأة صفاتُها كذا كذا، ليس الحديث عن مرأة بعينها، يعني حديث عن طبيعة المرأة، عن حقيقة المرأة، حين نقول: الرجل مزاجهُ كذا كذا، الحديث هنا ليس عن رجلٍ بعينهِ وإنَّما عن طبيعة، عن جنس الرجل، عن مجموعة الرجال، هذه الألف واللام تسمَّى بألف ولام الحقيقة، وهذه بالحقيقة ليست مُعرِّفة، إذا كان فيها شيء من تعريف فهو تعريف مُجمل، يعني كأنَّ الحديث هنا يُحصر بحقيقة تُشخَّص هي حقيقة المرأة، هي حقيقة الرجل، ولا يوجد تعريف هنا، فهذه ألف ولام الاستيعاب، وهذه ألف ولام الحقيقة. هناك ألف ولام العهد: ألف ولام المعهودات، وهي على نحوين: • هناك ما يسمَّى بالعهد الذكري. • وهناك ما يسمَّى بالعهد الذهني. العهد الذكري: مثلاً أقول؛ اشتريتُ كتاباً في الفيزياء وأعطيتُ الكتاب لزيد، ألف لام الّتي دخلت على كلمة الكتاب في الشطر الثاني من الجملة هي تشير إلى أنَّ هذا الكتاب هو ذلك الكتاب الّذي اشتريتهُ في الفيزياء، فيقال: هذا الشيء معهود على أساس الذكر السابق، لذلك يقال لهُ العهد الذكري. اشتريتُ كتاباً في الجغرافيا وأعطيتُ الكتاب لولدي، هذه الألف واللام عرَّفت الكتاب بأنَّهُ الكتاب المذكور سابقاً. وفي الحقيقة هذا ليس تعريفاً كاملاً، صحيح في قواعد علم النحو تأخذ هذه الكلمات حكم التعريف، لكن حكم التعريف شيء، ومعنى التعريف شيء، التعريف بألف لام الاستيعابية يأخذ حكم التعريف ولكن المضمون ليس فيه تعريف حقيقي، نفس الأمر في ألف لام الحقيقة، نفس الأمر في ألف لام العهد الذكري، لأنَّ التعريف موجود في الكلام السابق. التعريف الحقيقي هو في العهد الذهني، العهد الذهني: أنَّ الألف واللام تدخل على كلمة، هذه الكلمة معهودة في الأذهان، يعني معهود في ذهن المتكلم وفي ذهن السامع أنَّ هذه الكلمة معناها كذا وكذا، مثلاً حينما يتكلَّم الرجل بين أصدقائه فيقول: المرأة قالت كذا، المرأة قالت كذا، معهود في ذهنهِ هذا المصطلح يستعملهُ لزوجتهِ، والجالسون أصدقاؤه يعرفون ذلك، فيكون هنا التعريف دقيق وكامل، هنا الألف واللام عرَّفت هذه الكلمة تعريفاً كاملاً، لأنَّ المتكلِّم هنا يستعمل هذا المصطلح هذه الكلمة في شخص مشخَّص محدَّد معيَّن بالضبط والمتلقي كذلك من دون أن يكون ذكر في الكلام، مجرّد أن يقول: المرأةُ اليوم قالت كذا كذا، المرأةُ اليوم طبخت كذا كذا، وكذلك المرأة حين تجلس بين صديقاتها أو بين قريباتها وتقول قال لي الرجل كذا كذا، الرجل كلمة يمكن أن تنطبق على كلِّ أحد ولكنَّها هنا تستعملها في زوجها هي تقصد ذلك، واللاتي يجلسن بقربها يعرفن أنَّ هذه الكلمة الّتي تستعملها هذه المرأة تقصد منها زوجها بالتحديد، من دون أن تذكر شيئاً في الألفاظ، هنا الألف واللام تعطي تعريفاً حقيقياً. الحالات السابقة لا يوجد فيها تعريف حقيقي، في هذه الحالة يكون هنا للألف واللام حالة من التعريف الحقيقي حكماً بحسب القواعد النحوية ومضموناً ومعنىً بحسب الاستعمال والصيغة المتردِّدة فيما بين المتكلِّم والسامع. ربَّما هذا المطلب فيه جنبة نحوية، فيه جنبة بلاغية، أنا هنا لست بصدد التدريس لهذا المطلب، لكنَّني أريد أن أقول: بأنَّ الألف واللام التعريفية الَّتي تأتي في أُفق العهد الذهني، شيء معهود في الأذهان، فحينما تقول الآية: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} هذه قطعاً ليس للاستيعاب، ولا لتعريف الحقيقة، ولا هي لشيءٍ مذكور للعهد الذكري، هذا شيء معهود في الأذهان: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ}!! في مثل هذا العنوان، في مثل هذه القضيَّة، المثال الَّذي ضربته قبل قليل: المرأة تجلس بين صديقاتها وقريباتها فتقول الرجل، الجميع يفهمن المراد زوجها، لماذا؟ هناك ثقافة مشتركة، هناك معطيات مُسبقة بين المتكلمة وبين السامعات، وهكذا في بقيَّة الأمور، كما يُقال مثلاً مجموعة من النَّاس يقولون مثلاً؛ جاء المدير، كلمة المدير يمكن أنْ تُطلق على كثيرين ولكنّ هؤلاء يقصدون مديرهم، مدير دائرتهم، مدير شركتهم، فحين يقولون؛ جاء المدير، حين يقول العمال جاء المراقب، يقصدون مراقباً بعينهِ، معهود في أذهانهم من دون أيّ تعريف. حينما يقول القُرآن: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} لماذا يذهب مفسرونا أنَّ الصِّراط هو الجادة، أنَّ الصِّراط من مصاديقهِ هو ولاءُ عليٍّ، لماذا؟ لأنَّهم لا يستأنسون بزيارات أهل البيت، ولا بحديث أهل البيت، الّذي يعيش مع زيارات أهل البيت وأدعية أهل البيت وروايات أهل البيت يجد أنَّهُ من الواضح ومن المعهود الذهني: أنَّ الصِّراط المستقيم عليٌّ صلواتُ اللهِ عليه، الصِّراطُ المستقيم عليٌّ وليس الطريق الَّذي يُوصل إلى عليٍّ!! الصِّراط المستقيم هو عليٌّ وليس هو ولاية عليّ!! نعم من مظاهر الصِّراط المستقيم هو هذا الطريق الّذي تحدَّثتُ عنه قبل قليل، هذا من مظاهر الالتصاق بالصِّراط المستقيم الَّذي هو عليٌّ، من مظاهر هذا الالتصاق أنَّ الإنسان سيسيرُ في طريقٍ سُمِّي تكريماً بالصِّراط المستقيم وإلَّا الصِّراطُ المستقيم عليٌّ لا غير ولا شيء وراء ذلك، عنوانٌ خاصٌ بعليّ!! لنرفع كلمة عليٍّ!! من هو الَّذي وُلدَ بين أبي طالبٍ وفاطمة بنت أسد؟ الَّذي وُلد هو الصِّراط المستقيم!! من الَّذي بايعناه في الغدير؟ الَّذي بايعناه في الغدير هو الصِّراطُ المستقيم!! من الَّذي قال فيه خاتم الأنبياء في يوم الأحزاب: برز الإيمان كُلُّه إلى الشرك كُلِّه؟ هو الصِّراطُ المستقيم!! الصِّراطُ المستقيم: عليٌّ، وهذا الاستعمال استعمال حقيقي لا هو مجاز ولا هو على سبيل الكناية والاستعارة ولا هو تشبيه ولا هو من قبيل الجري الّذي قال به مفسِّرو الشيعة على أنَّهُ مصداق من المصاديق، الصِّراطُ المستقيم، ولا هو عنوان عام كما ذهب مفسِّرو الشيعة الأوائل فيشمل القُرآن والإسلام والإيمان، الصِّراطُ المستقيم عند مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد: عليٌّ فقط!! أمَّا باقي المضامين؛ ولايةُ عليٍّ هي الصِّراط المستقيم، هذا من مظاهر عليٍّ! القرآنُ الكريم هو الصِّراط المستقيم، هذا من مظاهر عليٍّ! الإسلامُ هو الصِّراطُ المستقيم نعم هذا من مظاهر عليٍّ! الإيمانُ هو الصِّراطُ المستقيم نعم هذا من مظاهر عليٍّ! الصِّراطُ على جهنم هو الصِّراطُ المستقيم نعم هذا من مظاهر عليٍّ! نحنُ تحدَّثنا عن الولادة العلوية في الأُفق الأرضي وعن الولادة العلوية في الأُفق الأعلى، الصِّراطُ على جهنَّم من مظاهر عليٍّ من مظاهر تلك الولادة العلوية في الأفق الأعلى! العرشُ من مظاهر عليٍّ، من مظاهر تلك الولادة العلوية في الأفق الأعلى! اللوحُ من مظاهر عليٍّ، القلمُ، أليس مرَّت علينا كلماتهُ: أنا اللوح أنا القلم، تلك مظاهرُ الحقيقةِ العلويةِ في الأُفق الأعلى، والإسلامُ والإيمانُ والقُرآنُ وجادةُ الصواب والهدى وولاية عليٍّ هي: مظاهرُ عليٍّ، مظاهرُ الولادة العلوية في الأفق الأرضي، وإلَّا فالصراطُ المستقيم هو عليٌّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه. وهذا التعبير القرآني {الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} يعني كلمة صِّراط ومستقيم والأولى مُعرَّفة والثانية شيء طبيعي تكون مُعرَّفة، لأنَّ الصفة تتبعُ الموصوف، إذا كان الموصوف مُعرَّف الصفة تكون مُعرَّفة، إذا كان الموصوف نكرة، الصفة تكون نكرة، لذلك ورد التعبير في القُرآن الكريم أكثر الآيات: صِّراطاً مستقيماً، صِّراطٌ مستقيم، راجعوا القُرآن الكريم ستجدون آيات وآيات وآيات كثيرة يَرد فيها وصف مستقيم للصِّراط ولكن الصِّراط نكرة مُنكَّرة ومُستقيم مُنكَّرة. المكان الوحيد الَّذي ورد فيه التعريف: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} هو في سورة الفاتحة بشكل واضح جلي. وورد أيضاً في سورة الصافات، في سورة الفاتحة: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} ما هو هذا الصِّراط؟ صِّراط معهود. في زيارات أهل البيت بشكل عام وفي زيارات الأمير بشكلٍ خاصّ، في الأدعية بشكلٍ عام وفي دعاء الندبة وفي أدعية يوم الغدير ومناسباتٍ أخرى، في الأحاديث التفسيرية عن أهل بيت العصمة ورد هذا التعبير: الصِّراطُ المستقيم عنوانٌ خاصٌّ بعليّ، فمن اعتاد المعايشة مع هذه النصوص مجرَّد أنْ يرى هذه الكلمة ينسبق إلى ذهنهِ عليٌّ لا غير، لكثرة معايشتي للنصوص واللهِ أينما أجد كلمة صِّراط ومُستقيم في الكتاب الكريم لا ينسبقُ إلى ذهني إلَّا هذا الاسم: الصِّراطُ المستقيم عليٌّ، لأنَّ العهد الذهني ينشأ من أيِّ شيءٍ؟ من كثرة المزاولة، من كثرة الاستعمال، من كثرة الشياع، مثل ما المرأة تستعمل كلمة الرجل ومثل ما الرجل يستعمل كلمة المرأة والجالسون يفهمون بأنَّ الرجل يريد زوجته والمرأةُ تريد زوجها بسبب كثرة الاستعمال بسبب المخالطة والمؤانسة بينَ المتكلِّم والسامع، هذه القضيَّة أيضاً تحدث في الأذهان، إذا استأنسنا بحديثهم صلواتُ الله عليهم. في سورة الصافات في قصةِ موسى وهارون: {وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ * وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ * وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ * وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ} المُستبين وليس المُبين، المُبين عليٌّ، المُستبين الَّذي يطلبُ الاستبانة، الَّذي يبحثُ عن الكتاب المُبين، مُستبين من الاستبانة من الاستفعال، هذا الكتاب يطلبُ الكتابَ المبين. {وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ * وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ * وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ * وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ * وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} بعد أن آتيناهما الكتاب المُستبين الَّذي يبحث يطلب يبحث عن الكتاب المُبين {وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} وهذا هو السرّ في ذكر بني إسرائيل دائماً في الكتاب الكريم، لأنَّ الأمم السابقة كُلِّفت بولاية نبينا وآلهِ بنحوٍ مُجمل وإلى هذا إشارة. إذا ذهبنا إلى سورة الدخان فماذا نجد في سورة الدخان؟ حين تبتدئ السورة: {حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ} إلى آخر ما جاء في سورة الدخان. ماذا يقول إمامُنا بابُ الحوائج موسى ابن جعفر صلوات الله عليهما؟ الكليني في الكافي ينقل رواية مفصَّلة عن إمامنا الكاظم، أذهب إلى ما نحتاجهُ هنا، الإمام يبين في معنى {حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} قال:- أَمَّا حم؛ فَهُو مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِه وَهُو فِي كِتَابِ هُود الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيه وَهُو مَنقُوصُ الحُرُوف – واضح الحديث على نحو الرمز، إشارة إلى التكليف الإجمالي ليس لهود، الأنبياء كُلَّفوا بالتفصيل. الآن نحن حين نقرأ في حكم الصيام: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ} لا توجد أمَّة كُتب عليها صيام شهر رمضان، يسألون الأئمَّة، هنا تتَّضح الحقائق الروايات التفسيرية الضعيفة ماذا تقول؟! حين يسألون الأئمَّة، الضعيفة في نظر علمائنا! حين يسألون الأئمَّة عن مضمون هذه الآية أنَّهُ كتب على الأمم السابقة، الأئمَّة يقولون: الصيام لم يُكتب على الَّذين من قبلكم على الأمم السابقة هذا الصيام صيام شهر رمضان، ولذلك نقرأ في أدعيتهِ: بأنَّ هذا الصيام وهذا الشهر خُصِّصت به أُمَّة النبيّ صلَّى الله عليه وآله، الأئمَّة يقولون: بأنَّ الأنبياء كانوا يصومون شهر رمضان، كانوا مكلَّفين بذلك، الَّذين من قبلنا في الآية يعني الأنبياء، فالأنبياء كانوا مكلَّفين، ومرَّ علينا في كلام أمير المؤمنين: أنا شهرُ رمضان، أنا ليلةُ القدر، نعود إلى كلامهِ هذا في الحلقات القادمة إن شاء الله تعالى. ومفروض عالناس حبَّك يا علي نستمع إلى حمزة الزغير وأعود. أَمَّا حم؛ فَهُو مُحَمَّد وَهُو فِي كِتابِ هُود الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيه وَهُو مَنقُوصُ الحُرُوف وَأَمَّا الكِتَابُ المُبِين فَهُو أَمِيرُ المُؤمِنِين:- عليٌّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه. {وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ * وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} أُعطيَّ لهم الكتابُ الْمُستبين الَّذي يقودهم إلى الكتاب المُبين، وحين هُدوا إلى الكتاب المُبين هُدوا إلى الصراط المستقيم، الأمم السالفة كُلِّفت بالمجمل كما المثال في قوم هود، بينما بنو إسرائيل كُلِّفوا بالتفصيل وأعتقد في البرامج السابقة مرَّ علينا الحديث الَّذي جاء في تفسير إمامنا العسكري الَّذي يرفضهُ علماؤنا، أكثر علماءنا والمراجع المُعاصرون، جاء في تفسير إمامنا العسكري صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه في قضيَّة باب حطَّة، أنَّ الله نصب لليهود مثال مُحَمَّدٍ وعليٍّ على باب تلك المدينة، على باب أريحا، على باب المدينة الَّتي أُمِروا بالدخول إليها، على باب تلك القرية وأمروا بالسجود عند هذين الْمِثَالَين، عند مِثال مُحَمَّدٍ وعليّ، والرواياتُ وفيرةٌ في تفسير إمامنا العسكري في هذا الشأن وفي هذا الخصوص، لا أريد التطويل في هذه القضيَّة، لكن التصريح بهذا المصطلح كاملاً: {وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} لأجل هذه القضيَّة. هناك تعريفٌ أوضح، هذا التعريف بالألف واللام على نحو العهد الذهني هو أعلى مرتبة من مراتب التعريف بالألف واللام، لأنَّهُ أعلى رتبةً من ألف لام الاستغراق، من ألف لام الحقيقة، من ألف لام العهد الذكري، ألف لام العهد الذهني هي أعلى مراتب التعريف ويزيدها وضوحاً أنَّها وُصِفت أيضاً؛ الصِّراط المستقيم، صِّراطٌ ومستقيم، وإلَّا لو قلنا: الصِّراط والحديث هنا اهدنا الصِّراط هو هذه الكلمة تكفي، الصّراط تكفي، حين نطلب الهداية إلى هذا الصِّراط يعني هذا الصِّراط هو الصِّراطُ الأعلى، لذلك عُبِّر عنه في الزيارة الجامعة الكبيرة: بالصِّراط الأقوم، الأقوم: هي صيغة تفضيل، الأعلى رتبةً، الأكثر استقامةً، هم الصِّراط المستقيم وهم الصِّراطُ الأقوم. لكن هناك تعبير تعريفي في القُرآن أوضح من هذا التعبير، ذلك الذي جاء في سورة الحجر في قصةِ إبليس: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} وهذه القصَّة معروفة وهذا الكلام الإبليسي معروف. على نفس هذه النغمة في سورة الأعراف، نفس القصَّة ولكن بصيغة فيها اختلاف في التعبير، في الآية السادسة بعد العاشرة من سورة الأعراف: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي} إبليس يُخاطب الباري سبحانه وتعالى: {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ} هنا جاءت كلمة صِّراط مُضافَة، مُضافة إلى ضمير مُخاطب، والضمير المُخاطب أعلى رتبةً في التعريف، مثلاً من الضمير الغائب، الضمير المتكلِّم أعلى رتبةً، لَمَّا أقول: أنا فعلتُ، وحينَ أخاطبك: أنت فعلت، أنت قُلت، قال هو، الضمير هو أيضاً من المعارف ولكن المتكلِّم والمُخاطب أعلى درجةً في التعريف من الغائب. {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ}. {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ }: تعريف بالألف واللام بالعهد الذهني. هنا تعريف بالإضافة: {فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ} الخطاب مع الله {لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ} الكلام هو هو. في سورة الحجر تتَّضح الصورة: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي} نفس الكلام السابق {لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} الآية الَّتي بعدها {قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ} في قراءة أهل البيت، تلاحظون القراءة مرتبكة ولكن في قراءة أهل البيت {قَالَ هَذَا صِرَاطُ عَلِيٍّ مُسْتَقِيمٌ} هذا الصِّراط المستقيم وهذا صِّراطك المستقيم هو هذا {هَذَا صِرَاطُ عَلِيٍّ مُسْتَقِيمٌ} هذا في قراءة أهل البيت. سيعترضون لكن الآخرون المخالفون لأهل البيت لهم الحرية يقرؤون ما يشاؤون، صحيح نحنُ أُمرنا أن نقرأ كما يقرأ القوم ولكنَّنا هنا لسنا بصدد القراءة، نحنُ هنا بصدد فهمِ المعاني، فنحن لا نفهم على أساس قراءات القوم كما يفعل مفسِّرو الشيعة، مُفسِّرو الشيعة يفهمون القُرآن في كتب التفسير على أساس قراءة المخالفين، الأئمَّة قالوا: اقرؤوا كما يقرؤه الناس، لكن ما قالوا: افهموا القرآن كما يفهموه هم، قالوا: أفهموا القرآن من حديثنا، وهذه الإشكالية إشكالية كبيرة في كل تفاسير علماء الشيعة خصوصاً المتأخرون منهم وحتَّى القدماء الذين كتبوا مثل الشيخ الطوسي مثل الشيخ الطبرسي حتَّى المفسرون القدماء، يُفسِّرون القُرآن وفقاً لقراءات المخالفين، الأئمَّة ما قالوا هكذا، الأئمَّة قالوا: اقرؤوا القُرآن كما يقرؤه الناس ولكن أفهموا القُرآن كما نحنُ نريد. هذا معجم القراءات القرآنية قراءاتُ المخالفين حينما نذهب إلى الآية المذكورة من سورة الحجر وهي الآية الحادية والأربعون: {قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ} هذه قراءة المصحف، المصحف هكذا مكتوب {قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ}. قراءات المخالفين الكثير من قُرَّائِهم يقرؤون: {هَذَا صِرَاطٌ عَلِيٌّ} يعني يصفون الصِّراط بالعلو، من الّذين يقرؤون بهذه القراءة يعقوب، الحسن يعني الحسن البصري، الضحَّاك، إبراهيم، أبو رجاء، ابن سيرين، مجاهد، قتادة، قيس ابن عُبادة، حُميد، عمر ابن ميمون، عمارة ابن أبي حفصة، أبو شرف، إلى آخرين، القائمة تطول الّذين يقرؤون: {صِرَاطٌ عَلِيٌّ} يعني لا يقرؤون بهذه القراءة: {صِرَاطٌ عَلِيٌّ} هؤلاء يحقُّ لهم. لكن الروايات الموجودة عندنا في الكافي وفي كتبنا الحديثية الأخرى حين يقول الأئمّة: بأنَّ الآية هكذا قراءتها الصحيحة: {هَذَا صِرَاطُ عَلِيٍّ مُسْتَقِيمٌ} وتلاحظون الآية تأتي منسجمة، نحنُ نقول: بأنَّنا نقرأ كما هو في المصحف، لكنَّنا نفهم القُرآن بهذه الطريقة، أهل البيت هكذا يريدون منا، نقرأ كما في المصحف تسليماً لأمرهم، لكنَّني أشكّ في أنَّ الكثيرين ممن يقرؤون في الوسط الشيعي يقرؤون لا تسليماً لهذه الرواية لكن لأنَّهم يرتاحون أنْ يقرؤوا كما يقرأ المخالفون. الرواية في الكافي الشريف عن الإمام الصادق يرويها هشام ابن الحكم في قراءة هذه الآية: {قَالَ هَذَا صِرَاطُ عَلِيٍّ مُسْتَقِيم} وأعتقد المعنى واضح {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ} ثم في سورة الأعراف: {صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ} الخطاب مع الباري، ثمَّ يأتي التوضيح صريح في سورة الحِجر: {هَذَا صِرَاطُ عَلِيٍّ مُسْتَقِيم}. رواية ينقلها ابن شاذان في المناقب، ينقلها صاحب البرهان أيضاً، عن إمامنا الصَّادق عن آبائه قال:- قَامَ عُمَر ابنُ الخَطَّاب إِلَى النّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِه فَقَال: إِنَّك لَا تَزَال تَقُول لِعَليِّ اِبنِ أَبِي طَالِب أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَة هَارُون مِنْ مُوسَى – لا تزال يعني أنَّك دائماً تذكر وهذا يتعاضد مع المطلب الَّذي أشرتُ إليه قبل قليل: من أنَّ كلمة الصِّراط المستقيم لم ترد إلَّا في حالة موسى وهارون، لأنَّ هذه الأمُةَّ، لأنَّ أُمَّة موسى وهارون كُلِّفت بالولاية لعليٍّ وآل عليّ بشكلها التفصيلي – قَامَ عُمَر ابنُ الخَطَّاب إِلَى النّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِه فَقَال: إِنَّك لَا تَزَال تَقُولُ لِعَليِّ اِبنِ أَبِي طَالِب أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَة هَارُون مِنْ مُوسَى – ولذلك لأنَّ النَّبي كان يكرِّرُ هذا الأمر دائماً لكثرة تكرارهِ ما استطاعوا أن يحذفوه من كتبهم، الحديث موجود في الصحاح إلى يومك هذا الحديث حديث المنزلة موجود في الصحاح، وإلَّا الأحاديث حُذفت ما بقي منها شيء – إِنَّك لَا تَزَال تَقُولُ لِعَليِّ اِبنِ أَبِي طَالِب أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَة هَارُون مِنْ مُوسَى وَقَد ذَكَر الله هَارُون فِي القُرآن وَلَم يَذكُر عَليَّاً، فَقَال النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيه وَآلِه يَا غَلِيظ يَا اِعْرَابِي إِنَّك مَا تَسْمَعُ مَا يَقُول: هَذَا صِّراطُ عَلِيٍّ مُسْتَقِيم – روايات كثيرة عديدة عن أهل بيت العصمة صلواتُ الله وسلامه عليهم أجمعين وعليّ مدد فاصل نستمع إلى ملا باسم. {قَالَ هَذَا صِرَاطُ عَلِيٍّ مُسْتَقِيمٌ} الصِّراطُ المستقيم عليٌّ، حقيقةٌ قرآنيةٌ واضحة، ولكن لهذه الحقيقة تجليَّات، من تجلياتها، القُرآنُ: هو الصِّراط المستقيم، الإسلامُ: هو الصِّراط المستقيم، الإيمانُ: هو الصِّراط المستقيم، الولايةُ لُمَحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ، مودَّةُ القربى، الولايةُ والبراءةُ، كلُّها صِّراطٌ مستقيم، هي مظاهرٌ للمعنى الجوهري الأصلي للصِّراط المستقيم الَّذي هو عليٌّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه. من أراد أنْ يسير في الصِّراط المستقيم، من أراد أنْ يحقِّقَ الولايةَ والبراءة في عقيدتهِ ودينه وحياته بمقاس الصِّراط المستقيم، من أراد أنْ يفهم القُرآن بمستوى الصِّراط المستقيم، من أراد أنْ يكون مسلماً، أنْ يكون مؤمناً بمستوى الصِّراط المستقيم، لابدَّ أنْ يلتصق بعليٍّ، بقدر الالتصاقِ بعليٍّ يتحقَّقُ معنى الإسلامِ بمستوى الصِّراط المستقيم، بقدرِ الالتصاقِ بعليٍّ، بقدر الالتصاقِ بعليٍّ والعكوف على أعتابهِ، والوقوف عند أبوابه، بقدر التمسُّك بعليٍّ نستطيع أنْ نفهم القُرآن بهذا المستوى، بمستوى الصِّراط المستقيم، بِقَدرِ الفَنَاءِ في عليٍّ نستطيع أنْ نواصل الطريق من هذا العالم الحاضر إلى العالم الآتي بشكلٍ آمن. أليس الروايات تقول: من أنَّ الخلائق، من أنَّ الناس حين تمر على الصِّراط، تمر على الصِّراط بقدر ما عندهم من ولايةِ عليٍّ يُشرقُ لهم نور، ما معنى قائد الغرّ المُحجَّلِين؟ من هو أوَّلاً من هو؟ هو معروف، من هو قائد الغرّ المُحجَّلِين؟ عليٌّ وهل غيرهُ قائدُ الغُرِّ المحجَّلين، عليٌّ، من هُم الغرُّ المحجَّلون؟ هل هذه صفةٌ دنيوية؟ هل رأيت في العالم الدنيوي رجلاً أو امرأة، رجلاً أغرّ مُحجَّل وامرأة غَرَّاء محجَّلة، قد تلبس الحجل ولكن الحديث هنا ليس عن حِجل، يقال: الحِجل والحَجل قد تلبسهُ المرأة، الغُرُّ المُحجَّلون هم: شيعتهُ الّذين تعمَّقت ولايتهُ في نفوسهم وفي قلوبهم، الَّذين هم أشدُّ التصاقاً به، فحينَ يسيرون على الصِّراط عندهم وسائل للحركة السريعة وسائل إعانة، غُرّ، هناك أنوار تسطع من جباههم، مُحجَّلون وأنوار تسطع من أقدامهم، يمكن أن أقرِّب لكم الصورة، المهندسون والعُمَّال الّذين يعملون في مناجم الفحم مناجم الذهب مناجم الماس، هذه المناجم العميقة المُظلمة حيث لا يدخل ضوء الشمس لا يدخل الضوء لا في ليل ولا في نهار، أليس يضعون المصابيح على الطاقية الّتي يضعونها على رؤوسهم ويضعون مصابيح في أرجلهم، يضعون مصابيح في الأرجل ومصابيح على الطاقية على الرأس أو على الجبهة، الضوء الموجود على الرأس يقيهم ممَّا يمكن أنْ يصطدموا به، والضوء الموجود على أقدامهم وبالضبط يربطونهُ عل الحجل، الحجل هو المكان الّذي تلبس المرأة حجلها المصنوع من الذهبِ من الفضة من أيِّ شيءٍ فتلبس حجلها عند قدمها، الغرُّ المحجَّلون هم الّذين يسطع النور من جباههم ومن أقدامهم كي يسيروا بسرعة البرق الخاطف على الصِّراط، لماذا؟ لأنَّ ولاية عليٍّ تعمَّقت في مداخلهم في ضمائرهم في مكنوناتهم، هؤلاء هم الغرُّ المحجَّلون وهذا هو قائدهم عليٌّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه وعلى آله الأطيبين الأطهرين. الصِّراط المستقيم عليٌّ، وكلُّ كمَاَلٍ وجَمَالٍ هو من مظاهر هذا الصِّراط، لذا قلتُ: بأنَّ القرآن تعريفهُ هو كتابُ الصِّراط المستقيم، لأنَّ القُرآنَ هو الصورةُ اللفظيةُ الصامتةُ لتلك الحقيقةِ الناطقةِ الكبيرة الَّتي لا نعرف أوَّلها ولا آخرها لتلك الحقيقة العلوية الشامخة. هذا هو القُرآنُ المصدرُ الأوَّلُ والأكبرُ والأعظمُ الَّذي من خلالهِ سنحاولُ أنْ نبحثَ عن آثارٍ من إشراقاتِ عليٍّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه هو قال، قال: أنزلونا بأحسن منازل القُرآن، ونحنُ يا أمير نمدُّ إليك أيدينا أعنَّا على أنْ نُنزِلَكَ بأحسنِ منازل القرآن. فهذا هو القُرآن الَّذي كما قلتُ قبل قليل: هو المصدرُ الأوَّل في دراستنا لعليٍّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، وإنَّنا سنحاولُ أن نبحثَ عن أحسنِ منازلِ القُرآن، وإنْ كان القرآنُ واللهِ القرآنُ كلُّهُ في عليٍّ، ما مِن حرفٍ في هذا الكتاب الكريم إلَّا وهو يُشرقُ بمعنىً من معاني عليّ، عليٌّ لا تحيط به الحروف ولا تحيط به الكلمات، إنّي أجدُ عليَّاً قبل كلِّ حرفٍ من حروف هذا الكتاب، ومع كلِّ حرفٍ وبعد كلِّ حرفٍ وفي ظاهر كلِّ حرفٍ وفي باطن كلِّ حرفٍ وأجدُ أنَّ هذه الحروف هي مظاهر هي صورٌ مرموزةٌ لعليٍّ صَلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه. سنبحثُ كما قلت بحسب الممكن، بيَّنتُ هذا الأمر في الحلقة السابقة بحسب الممكن وما لا يُدرك كلُّه لا يترك كلُّه، ما يمكن أنْ نتناوله في وقتٍ محدود في برنامجٍ محدود، ما قيمةُ ساعتين في اليوم لمدة شهرٍ، ماذا أستطيع أنْ أتحدَّث عن عليٍّ فيها. هذا هو المصدرُ الأوَّل وأيضاً هو المصدرُ الأخير، لكنَّني كيف أتلمَّسُ منازل القرآن وأتلمَّسُ أحسن المنازل؟ سأستعين بنصوص كاشفة، قطعاً لنْ أذهبَ إلى كتاب في ظلال القُرآن أعتقد أنَّكم تعرفون ذلك، ولن أذهبَ إلى تفسير المنار لرشيد رضا، ولن أذهبَ إلى تفسير ابن عربي أو إلى الفتوحات المكية أو إلى فصوص الحِكم، ولن أذهبَ إلى تفسير القرطبي أو ابن كثير أو الطبري، ولن أذهبَ ولن أذهبَ ولن أذهب، كما قال سيّد الأوصياء في كلماتهِ الشريفة الَّتي مرَّت علينا قبل قليل، ماذا قال؟ فَأينَ تَذهَبُون – إلى أين؟ – فَأينَ تَذهَبُون وَبَينَكُم عِترَةُ نَبِيُّكم، وَرِدُوُهُم وُرُودَ الِهيمِ العِطَاش؟! – سأردهم ورود الهيم العُطاش، من هناك نأخذ، هذا هو منهجُ عليٍّ في معرفة عليٍّ!! سَنُنزِلُ عليَّاً بأحسنِ منازل القرآن، ولكن كيف أعرفها؟ سأرِدُ موارد آل مُحَمَّدٍ ورود الهيم العُطاش، سأأخذ نماذج، أنا لا أستطيع أنْ أغطي الموضوع من جميع جهاته، هذه قضيَّة تحتاج إلى فترة زمنية طويلة ربَّما إلى سنوات، لكنَّني سأسلط الضوء على نصوص معينة ولن أسلط الضوء عليها بكلِّ تفاصيلها أبداً الوقت لا يكفي وإنَّما بحسب ما يمكن بحسب ما يتناسب مع وقت البرنامج مع عدد حلقات البرنامج. سأذهبُ إلى الزيارة الغديرية أيضاً سأسلط الضوء عليها بشكلٍ مُجمل لكنَّني سأعرض لكم المصادر والنصوص الَّتي سيدور حديثي حولها وفيها كي أشخِّص أحسن منازل القُرآن ولول بالمُجمل، بالمُجمل قطعاً، بالمُجمل: أوَّلاً: علمي محدود مهما كان واسعاً، هذا أوَّلاً. وثانياً: لا أستطيع أنْ أتحدَّث عن كلِّ شيءٍ في هذه العجالة، أعني بالعُجالة فترة شهر رمضان على طول الأيام، هي هذه العُجالة، هذه عُجالة. سأتناول الزيارة الغديرية وهي من أهمّ زيارات سيّد الأوصياء، نحنُ مع عليٍّ شرَّقنا غرَّبنا وعدلين ميتين رحمة الله على عبد الرضا النجفي. سأسلط الضوء على الزيارة الغديرية كما قلت قبل قليل: هي من أهمّ زيارات سيّد الأوصياء، إنْ شاء الله الحلقة القادمة في حلقة يوم غد سيكون الحديث عن الزيارة الغديرية وهي مرويَّةٌ عن إمامنا العاشر عن إمامنا الهادي. وكذلك سأسلط الضوء على حديث المعرفة بالنورانية، وهو حديثُ سيّد الأوصياء. وسأسلط الضوء أيضاً على الزيارة الجامعةِ الكبيرة. مصدرنا الأوَّلُ والأخير القرآن كما قال سيّدُ الأوصياء: أنزلوهم بأحسن منازل القرآن، إنَّني أريدُ أنْ أُنزِلَ عليَّاً بأحسن منازل القرآن، ولكنَّني كيف أهتدي إلى ذلك؟ أهتدي إلى ذلك عبر الزيارة الغديرية، حديث المعرفة بالنورانية، والزيارةِ الجامعةِ الكبيرة. تفصيلُ القول يأتينا إن شاء الله تعالى في الحلقات القادمة وحلقة يوم غد سيكون البحثُ فيها في أجواء الزيارة الغديرية، حديث المعرفة بالنورانية، الزيارة الجامعة الكبيرة، سيكون عرضاً إجمالياً والتفاصيل تأتينا تباعاً إن شاء الله تعالى بحسب ما يمكن. عليٌّ معكم أودعكم في رعاية عليٍّ، ملتقانا غداً في حلقةٍ جديدة من برنامجنا: يا عليّ، أحَبُّ الأسماء إلى قلبي: عليٌّ … عليٌّ … عليّ … أسألكم الدعاء في أمانِ الله. ملخـّص الحلقة تاريخ البث : يوم الثلاثاء 5 شهر رمضان 1436هـ الموافق 23 / 6 / 2015م قول عليٍّ صلوات الله عليه (فأين يُتاه بكم وكيف تعمَهون) العَمَه هو العمى الشديد وهو عمى الابصار والبصائر وذلك حين يرى الانسان الاخطاء بعَينه ولكنه يراها صواباً .. (فأين يُتاه بكم) عبارة دقيقة جداً .. هناك مَن يقودكم وهؤلاء تائهون وهم يُسبّبون لكم التَيه … الحقائق دالّة على نفسها بنفسها وليس الرجالُ ميزاناً لتمييز الحقائق يا شيعة اهل البيت هل انزلتُم ائمتكم بأحسن منازل القرآن ؟ (إنّه يموت منّا مَن يموت وليس بِمَيّت) معلومة تُرفَض في الواقع الشيعي قبل الواقع المخالف. ائمّتنا يقولون شيئاً واضحاً جَليّاً، وعلماءنا وخُطَباءنا يُلصّقون ويُرقّعون بحيث يُمَيّعون المطالب ويُسَطِّحونها لانّهم شبعوا من الفكر المخالف لأهل البيت الى حد التجشّؤ والتقيّؤ، وثانياً لجهلهم بحديث اهل البيت. عملية الترقيع والتسطيح والتسخيف تحت عنوان توجيه المعنى او ايجاد جامع اشتراكي!! الصنمية القاتلة قد اعمت القلوب وهذا حال الاكثرية الكاثرة من شيعة اهل البيت . المصادر او المعطيات او الاصول التي سيتحرك فيها البحث عن معرفة عَليٍّ صلوات الله عليه : المصدر الاول والاكبر والمصدر الاعظم هو قرآننا الكريم . القرآن يتحدث عن (قُبّة آدم) اي عن عالمنا الدنيوي الذي نعيش فيه، ويتحدث عن العالم الجديد حين تُبدّل الارض غير الارض وتُطوى السماء . بيان موجز لمعنى الآية السابعة من سورة الرعد (إنّما انت مُنذر ولِكُلّ قومٍ هاد) . العنوان الاهم في القرآن الكريم : الصراط المستقيم، وافضل تعريف للقرآن هو انّه كتاب الصراط المستقيم . حديث موجز عن اساليب التعريف في اللغة العربية . الصراط المستقيم هو عنوان خاص بِعَليٍّ صلوات الله وسلامه عليه . العرش واللوح والقلم، من مَظاهر الحقيقة العَلَوية في الأُفق الاعلى . القرآن والاسلام والهداية، من مَظاهر عَليٍّ في الأُفق الارضي . تعبير الصراط المستقيم ورد مرتين في القرآن الكريم، الفاتحة (اهدنا الصراط المستقيم) وفي الصافات (وهديناهما الصراط المستقيم) لأن الأُمَم السابقة كُلّفت بولاية اهل البيت بالمجمل بينما كُلّف بنو اسرائيل بالتفصيل . (هذا صراط عَليٍّ مستقيم) قراءة اهل البيت عليهم السلام . مُفسّروا الشيعة يفهمون تفسير القرآن على اساس قراءات المخالفين، وهذه إشكالية كبيرة في كل تفاسير علماء الشيعة من المتقدمين والمتأخرين . حديث رسول الله صلى الله عليه وآله مع عُمر بن الخطاب (يا غليظ يا إعرابي) . مَن اراد ان يُحقّق الولاية والبراءة في حياته بمستوى الصراط المستقيم، عليه الالتصاق بِعَليٍّ، فَبقدر الالتصاق بِعَليٍّ والعكوف على اعتابه وبِقدر التمسّك بِعَليٍّ نستطيع ان نفهم القرآن بمستوى الصراط المستقيم . حديث عن معنى الغُرّ المحجّلين . عَليٌّ لا تحيط به الحروف ولا تحيط به الكلمات … في حلقة يوم غد ـ وهي السادسة ـ سأسلّط الضوء على الزيارة الغديرية المروية عن إمامنا أبي الحسن الهادي عليه السلام، وعلى حديث المعرفة بالنَورانيّة، وكذلك على الزيارة الجامعة الكبيرة .