يا عليّ – الحلقة ٧ – وقفة عند الزّيارة الغديريّة ج٢ Show Press Release (11 More Words) يا عليّ – الحلقة 7 – وقفة عند الزّيارة الغديريّة ج2 صور OverlaysPreviousNext فيديو يوتيوب اوديو مطبوع Show Press Release (6٬676 More Words) يازهراء وهل هُناكَ أجملُ مِن هَذا الاسم أبتدئُ بهِ حَديثي … قَالَ صلَّى اللهُ عليهِ وَآلهِ وسلَّم: لَوْ كَانَ الحُسنُ صُورَةً، لَو كَانَ الحُسنُ هَيئَةً لَكَانَت فَاطِمَة صَلوات اللهِ وسَلامه عليها بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيم اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى فَاطِمَة وَأَبِيهَا وَبَعلِهَاِ وَبَنِيهَا وَالسرِّ المُستودَعِ فِيهَا … يَا عَلِيّ … الحَلَقَةُ السَّابعةُ: وَقفَة عِند الزِّيَارَة الغَدَيرِيَّة ج2 الحَلَقَةُ السَّابعةُ وَقفَة عِند الزِّيَارَة الغَدَيرِيَّة ج2 الحلقةُ السَّابعةُ من برنامجنا: (يَا عَلِيّ) سَلَامٌ عَلَيكُم أَشيَاعَ أَمير المؤُمِنِين في كُلِّ صَقَعٍ في كلِّ مَكَان إِخوَتِي أَخوَاتِي أَبنَائِي بَنَاتِي. في الحلقةِ السّابِقةِ كَانَت ليَ وقفة على أعتابِ الزِّيارة الغديريَّة الّتي فَاضَت بِها شِفاهُ إمامُنا الهادي صَلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، وقُلتُ: بِأنَّ هذه الزِّيارة من أهمِّ زياراتِ سيّد الأَوصياء ولها خُصوصيةُ التفصيل خصوصاً في الجانب التأريخي، اشتملَت على مَطالب مُهمَّة جِداً وَمُركَّزة، لا مجالَ لقراءة النَّصِ كاملاً ضيقُ الوقت وطُول النَّص أيضاً لكنَّهُ متوفرٌ بين أيديكم، لا مجال كذلك لأنْ أَقِفَ عند كُلِّ سطرٍ وعند كلِّ عبارة لكنَّني كما قلتُ في الحلقةِ الماضية: أَقِفُ على أنحاء و أحناء من هذه الزِّيارة على جوانب، اقتطفُ اقتِطعُ صوراً ومشاهد من هذه الزِّيارة الشريفة، أخذت بعضاً من عبائرها في الحلقةِ الماضية وأنا مُستَمِرٌ على نفس الطريقةِ في تناولِ عبائرَ أُخرى. من جملة المشاهد الَّتي وقفتُ عندها وبشكلٍ سريع ما جاء في الزِّيارة الشَّريفة:- وَأَنْتَ أَوَّلُ مَن آمَنَ بِاللهِ وَصَلَّى لَهُ وَجَاهَد وَأبْدَى صَفحَتَهُ – أعلنَ عقيدتهُ وفكره ودينه – وَأبْدَى صَفحَتَهُ فِي دَارِ الشِّركِ وَالأرضُ مَشْحُونَةً ضَلَالة وَالشَّيطَانُ يُعبَدُ جَهْرَةً. وأخذتُ صورةً ممَّا جاء في تفسير القُمّي رضوان الله تعالى عليه حينما وقف سيّد الأوصياء أمام طلحةَ العدوي، وطلحةُ فارسُ قُريشٍ يومئذ وسأل الأمير من أنتَ يا غلام؟ قال: أنا عليُّ ابن أبي طالب. قال: قد علمتُ يا قَضيم أو يا قُضَيم أنَّهُ لا يجسرُ عَلَيَّ أحدٌ غيرك. هم كما قلت يعرفونه كما يعرفون أباه، وذكرتُ لكم الرواية عن هشام عن أبي عبد الله صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه حين سُئِلَ الإمام عن معنى قول طلحة يا قَضيم أو يا قُضيم؟ فقال الإمامُ صلواتُ اللهِ عليه: إنَّ رسول الله كان بمكَّة لم يَجسُر عَلَيهِ أَحَدٌ لموضع أبي طالب، من الكبار من النساء ومن الرجال، ومن هنا نعرف كم لأبي طالبٍ من مهابةٍ ومن جلالةٍ ومن سطوة؛ فلم يجرؤ أحدٌ من الكبار فماذا فعل الأوغادُ؟ أن سلَّطوا نغولهم صِغارهم، سلَّطوا الصِّغار على رسول الله، هؤلاء الأوغاد وعواهرُهُم سلَّطوا الصغار على رسول الله صلَّى الله عليه وآله وكان عليٌّ آنذاك صغيراً، كان في سِنِّ العاشرة، فكان يقضمُ وجوههم وآنافهم وآذانهم، وهذا القضم لم يكن موجَّهاً لهؤلاء الصِّغار، كان موجَّهاً للكبار، لأنَّ هذا المُخطَّط لا يمكن أنْ يُوقف إلَّا بهذه الطريقة، وقد أوقفهُ عليٌّ، حالة حالتان ثلاثة فخافَ الأطفالُ وخافَ الكبار على أطفالهم، فلأنَّ الأطفال كانوا يقولون: قضمنا عليٌّ، قضمنا عليٌّ فلقَّبوه بقُضيم أو قَضيم أو قُضمة، لقَّبوه بهذا اللقب. عليٌّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه مثلما قضمَ آناف نغولهم فقد جدع آنافهم، نحنُ نقرأ في دعاء الندبة الشريف، النبيُّ صلَّى الله عليه وآله وهو يخاطبُ عليَّاً:- وَلَولَا أَنْتَ يَا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَف المُؤمِنُونَ بَعدِي وَكَانَ بَعدَهُ هُدَىً مِنَ الضَّلَال وَنُورَاً مِنَ العَمَى وَحَبلَ اللهِ المَتِين وَصِرَاطَهُ المُسْتَقِيم لَا يُسْبَقُ بِقَرَابَةٍ في رَحِم ولا بسابقةٍ في دِين وَلا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِن مَنَاقِبِه يَحذو حَذوَ الرَّسُول صَلَّى اللهُ عَلَيهِمَا وآلِهِمَا ويُقَاتِلُ عَلَى التَّأويل ولَا تَأخُذُهُ في الله لَومَةُ لَائِم قَد وَتَر فِيهِ صَنَادِيدَ العَرَب – أي أنَّ رسول الله وَتَرَ فيهِ صناديد العرب، كان سيفاً لرسول الله – قَد وَتَر فِيهِ صَنَادِيدَ العَرَب وَقَتَلَ أَبْطَالَهُم وَنَاوَشَ ذُؤبَانَهُم فَأودَعَ قُلُوبَهُم أَحْقَادَاً بَدرِيَّةً وَخَيبَريَّةً وَحُنَينِيَّة وَغَيرَهُنَّ فَأَضَبَّتْ عَلَى عَدَاوَتِهِ – على عداوة عليٍّ – فَأَضَبَّتْ عَلَى عَدَاوَتِهِ وَأَكَبَّت عَلَى مُنَابَذَتِه حَتَّى قَتَلَ النَّاكِثِينَ وَالقَاسِطِينَ وَالمَارِقِين ولَمَّا قَضَى نَحْبَهُ وقَتَلَهُ أَشْقَى الآخِرِين يَتبَعُ أشقَى الأَوّلِين لَمْ يُمْتَثَل أَمرُ رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وآله في الهَادِينَ بَعَدَ الهَادِين – لماذا؟ – والأُمَّة مُصِرَّةٌ عَلَى مَقْتِهِ – على مقت رسول الله على مقت أمرهِ – مُجْتَمِعَةً عَلَى قَطِيعَةِ رَحِمِه وإقْصَاءِ وُلدِه إِلَّا القَلِيل مِمَّن وَفَى لِرِعَايَة الْحَقِّ فِيِهِم – ما هي النتيجة؟ – فَقُتِلَ مَن قُتِل وَسُبِيَ مَن سُبِي وَأُقْصِيَ مَن أُقْصِي، فَأَودَعَ قُلُوبَهُم – عليٌّ – أَحْقَادَاً بَدرِيَّةً وَخَيبَريَّةً وَحُنَينِيَّة – هذه الأحقاد كانت في جهة أعداء رسول الله من المشركين وحتَّى كانت في وسط الصحابة لأنَّهم لا يحتملون عليَّاً بكلِّ جلالهِ وكَمَالِهِ. ماذا نقرأ في زيارة أمير المؤمنين الّتي نزورهُ بها ليلة المبعث؟ كُنْتَ لِلْمُؤمِنِينَ أَبَاً رَحِيمَاً إذْ صَارُوا عَلَيكَ عِيالاً فَحَمَلتَ أَثقَالَ مَا عَنهُ ضَعفُوا وَحَفِظَتَ مَا أَضَاعُوا وَرَعَيتَ مَا أَهْمَلُوا وَشَمَّرتَ – أنت المُشَمَّر – وَشَمَّرت إذْ جَبنُوا – المؤمنون وغيرهم كلُّهم جبنوا، كلُّهم فروا كلُّهم خافوا، القُرآن يحدِّثنا عن ذلك، هذي لا كتب تأريخ ولا أحاديث حتَّى تُناقَش وفقاً للأسانيد القُرآن حدَّثنا عن ذلك ومراراً وكراراً وسنأتي على ذكر ذلك – وَشَمَّرت إذْ جَبنُوا وَعَلَوت إذْ هَلَعُوا وَصَبَرتَ إذْ جَزَعُوا كُنتَ عَلَى الكَافِرِينَ عَذَابَاً صَبَّاً وَغِلظَةً وَغَيضَاً وَلِلْمُؤمِنِينَ غَيثَاً وَخَصبَاً – إلى أن تقول الزّيارة الشريفة – الضَّعيفُ الذَّلِيل عَندَكَ قَويَّاً عزيزاً حَتَّى تَأخُذ لَهُ بِحَقِّه والقَويُّ العَزِيز – مهما بلغت قوَّته – والقَويُّ العَزِيز عِندَكَ ضَعِيفَاً ذَلِيلاً حَتَّى تَأخُذَ مِّنهُ الحَقَّ – فكيف يحبونه؟! كيف يُحبِّونهُ؟! كيف لا يحملون الأحقاد عليه؟! في خطبة الزَّهراءِ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليها وهي تُحدّثنا، بل تُحدِّثُ الأصحاب كانت والحديثُ إلينا، في خطبة الزَّهراء، الخطبة الَّتي خطبتها في مسجد أبيها في محضرِ أبي بكر في الأيام الأولى لخلافتهِ حيثُ الصحابة جلوس المهاجرون والأنصار، فماذا تقول وهي تَتَحدَّثُ عن أبيها صلَّى اللهُ عليه وآله: وَبَعدَ أَنْ مُنِيَ بِبُهَمِ الرِّجَال – نفس الكلام ونفس الوصف، هذا الوصف جاءَ في الزيارةِ الغديريَّة، تلاحظون أنَّ كلام أهل البيت يشدُّ بعضهُ بعضاً، نفس العناوين نفس الألفاظ ويشرح بعضه بعضاً – وَبَعدَ أَنْ مُنِيَ بِبُهَمِ الرِّجَال وَذُؤبَانِ العَرب – وناوش ذؤبانهم قبل قليل قرأنا في دعاء الندبة وناوش ذؤبانهم – وَبَعدَ أَنْ مُنِيَ بِبُهَمِ الرِّجَال وَ ذُؤبَانِ العَرب ومَرَدَةِ أهلِ الكِتَاب، كُلَّمَا أوقَدُوا نَارَاً لِلْحَربِ أَطْفَأَهَا الله أو نَجَم قَرنُ الشَّيطَانِ أو فَغَرَت فَاغِرةٌ مِنَ الْمُشْرِكِين – ماذا يفعل رسول الله؟ – كُلَّمَا أوقَدُوا نَارَاً لِلْحَربِ أَطْفَأَهَا الله أو نَجَم قَرنُ الشَّيطَانِ – نَجَم أي برز وظهر – أو فَغَرَت فَاغِرةٌ مِنَ الْمُشْرِكِين – ماذا يفعل رسول الله؟ – قَذَفَ أَخَاهُ فِي لَهَوَاتِهِا – اللهوات: جوف الفم، يعني قذفهُ في جوف المخاطر، كما يُقال في حلق الأسد – قَذَفَ أَخَاهُ فِي لَهَوَاتِهِا فَلَا يَنْكَفِئُ – يعني لا يعود بعد أن يقذقهُ في لهواتها، فلا يعود – فلا يِنْكَفِئُ حتَّى يَطَأ صِمَاخَها بأخْمَصِه – الصِّماخ: هو ثَقب الأذن، الأذن، الرأس، رأسُ الإنسان هو هذا صِماخُ الإنسان – حتَّى يَطَأ صِمَاخَها بأخْمَصِه – الأخمص: هو باطنُ القدم، بالتحديد المكان الَّذي لا يُماس التراب من بطن القدم يقال له أخمصُ القدم، تعبير يشير إلى غاية إذلالهم، يعني باللهجة الشعبية العراقية يعني: فرك خشومهم بالقندرة، بهذا التعبير. فلا يِنْكَفِئُ حتَّى يَطَأ صِمَاخَها بأخْمَصِه ويُخْمِد لَهَبهَا بِسَيفِه مَكْدُودَاً فِي ذَاتِ الله مُجْتَهِداً في أَمرِ الله قَرِيبَاً مِن رَسُولِ الله سَيَّداً فِي أَولِيَاءِ الله مُشَمِّراً – شَمَّرتَ إذ جبنوا، نفس الكلام الَّذي مرَّ في زيارة الأمير ليلة المبعث، العبارات هي هي هذا هو حديث أهل البيت وارمي قواعد علم الرجال في المزبلة، حديثُ أهل البيت يشرحُ بعضهُ بعضاً، يشدُّ بعضه بعضاً – مُشَمِّراً نَاصِحَاً مُجِدَّاً كَادِحَاً لَا تَأخُذُه فِي اللهِ لَومَةُ لَائِم وَأَنْتُم فِي رَفَاهِيَةٍ مِنَ العَيشِ وَادِعُون فَاكِهُون آمِنُون تَتَرَبَّصُونَ بِنَا الدَّوَائِر – الخطاب لمن؟ للمهاجرين والأنصار، هذه حقائق تأريخية لابدَّ أنْ يُسلَّط الضوء عليها، لو وصلنا إلى خُطبة الزَّهراء وإلى شرحها سأسلِّط الضوء على هذه المعاني، الزَّهراء هنا تتكلَّم معهم، يعني هذه الحقائق كان الجميع يعرفونها ولم ينكر أحدٌ من ذلك، لم ينكر أحد من أولئك الجلاس هذا الكلام – وَأَنْتُم فِي رَفَاهِيَةٍ مِنَ العَيشِ وَادِعُون فَاكِهُون آمِنُون تَتَرَبَّصُونَ بِنَا الدَّوَائِر وَتَتَوكّفُونَ الأَخْبَار وَتَنكِصُونَ عِندَ النِّزَال وَتَفِرُّونَ مِنَ القِتَال – لأن هذه الظاهرة كانت واضحة في الصحابة، القُرآن أكَّدها وركَّزها والزَّهراء هنا تتحدَّث معهم وما اعترض أحد على هذا المضمون، لأن هذه المضامين كانت معروفة، لكن هذه الحقائق في الجانب المخالف تُضيَّع وتُرسم صورة أخرى، وفي الجانب الشيعي لا يوجد اهتمام بالموضوع لأنَّ الجانب الشيعي في الغالب في وسائل الإعلام في المنابر في الكتب نحنُ نَعزف على الإيقاع المخالف، ليس غريباً ومرجع من كبار مراجعنا بل الكثيرون السيّد البروجردي رحمة الله عليه كان يقول: بأنَّ فقه أهل البيت هو حاشية على الفقه السُنِّي، وهذه القضيَّة قضيَّة معروفة، بل إنَّ مِن فُقهائنا والكتب موجودة من يتبنَّى هذا المنهج بحيث حتَّى يستنبطَ أحكاماً وفقاً لسيرة الخلفاء على أساسِ أنَّ هذا الأمر هو الأمر الَّذي كانَ معروفاً من الإسلام وما كان الخلفاء يستطيعون مخالفته، أنا هنا لا أريد النقاش في هذه القضيَّة، كلامٌ جرَّ الكلام وجئتُ به مثالاً. اللحن الموجود في الزيارة واللحن الموجود في خطبة الصديقة الكبرى واضح، هذه سيرةُ عليٍّ في المدينةِ وفي مكَّة الأمر هُوَ هُو الشخصيَّةُ واحدة – وَأبْدَى صَفحَتَهُ في دَارِ الشِّركِ وَالأرضُ مَشْحُونَةً ضَلَالة وَالشَّيطَانُ يُعبَدُ جَهْرَةً – لا أريد أنْ أُطِيلَ الوقوف أكثر من ذلك فهناك مطالب أخرى لابدَّ من الإشارة إليها. نقرأ أيضاً في جهةٍ أخرى من جهات الزِّيارةِ الغديريَّة، وإمامُنا الهادي ينقلُ كلام عليٍّ صلواتُ اللهِ عليهما وآلهما، ماذا يقول عَلِيُّنا؟ وَإِنِّي لَعَلَى الطَّريقِ الوَاضِح أَلْفِظُهُ لَفْظَاً – عبارة في غاية البلاغة، اللفظ: هو الكلمة المتألفة من حروف وحينَ تخرج الحروف واضحة بيّنة يُقال: لفظ، وإلَّا إذا كانت الحروف غير واضحة ممكن أنْ تُقال: همهمة، يمكن أنْ تقال: دمدمة، يمكن أنْ تُقال: دندنة، متى يُقال للكلمة بأنَّها لفظ؟ حين تخرج بالحروف الواضحة البينة الْمُشَخَّصة يقال لها لفظ، والأمير هنا استعمل صيغة المفعول المطلق أو المصدر – أَلْفِظُهُ لَفْظَاً – أَلْفِظُهُ لَفْظَاً، لَفْظَاً: مفعول مطلق، ومفعول مطلق من نفس لفظ الفعل، ويؤتى بالمفعول المطلق في العربية من نفس لفظ الفعل حين يُراد التأكيد والتشديد والتوثيق والترسيخ للمعنى. ألفظهُ لفظاً؛ هذا الطريق الواضح كأنَّني أؤسِّسه تأسيساً، يخرجُ مِنِّي مثل ما يخرج اللفظ من فمي، مثل ما تخرج الألفاظ بشكل واضح ومُشدَّد ومركَّز وتخرج الحروف من مخارجها صريحةً بيّنة فيخرج الكلام متسلسلاً مُتَرتِّباً مُتَنَاسِقَاً مُستوسقاً، فكأنَّ الطريق الواضح يخرجُ مِنِّي، يَتَّصِلُ بي واتَّصِلُ به بهذا الشكل، بهذا الشكل البيِّن، بكل جزئياته كجزئيات هذه الألفاظ كجزئيات الكلام حروفٌ يرتبطُ بعضها بالبعض الآخر فتتشكَّل الكلمات، وكلماتٌ يرتبطُ بعضها بالبعض الآخر فتتشكَّلُ الجُمَل، وجُمَلٌ يرتبطُ بعضها بالبعضِ الآخر فتتشكَّل السطور، وسطورٌ يتلو بعضها البعض الآخر فيتشكَّلُ الكلام. هكذا هو الطريقُ الواضح بالنسبة لي، أليس الحقّ يدور معه وهو يدور مع الحقّ؟ أليس الصِّراطُ المستقيم كما بيَّنت هو مظهر من مظاهر ذلك الجوهر؟ ذلك الجوهرُ القدسي الَّذي اسمه عليّ!! – وَإِنِّي لَعَلَى الطَّريقِ الوَاضِح أَلْفِظُهُ لَفْظَاً – تستمر الزيارة، فماذا يقول إمامنا الهادي:- صَدَقْتَ والله – يقولها إمامنا الهادي كي نقولها نحنُ – صَدَقْتَ واللهِ وَقُلْتَ الْحَقّ فَلَعَنَ اللهُ مَن سَاوَاكَ بِمَن نَاوَاك – سيّد رضا الهندي رحمةُ الله عليه صاحب الكوثرية القصيدة الكوثرية المعروفة يأخذ هذا المعنى ينظمهُ في القصيدة: أنَّى سَاووك بِمن نَاووك وَهَل سَاووا نَعلِي قَنبَر فَلَعَنَ اللهُ مَن سَاوَاكَ بِمَن نَاوَاك وَاللهُ جَلَّ اسْمُه يَقُول: هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ، فَلَعَنَ الله مَن عَدَلَ بِكَ مَن فَرَضَ اللهُ عَلَيهِ ولَايَتَك – هكذا جرت الأمور، وهكذا يريدُ النّاس – فَلَعَنَ الله مَن عَدَلَ بِكَ مَن فَرَضَ اللهُ عَلَيهِ ولَايَتَك – في الخطبة الشقشقيَّة المذكورة في نهج البلاغة حينَ يتحدَّثُ سيّد الأوصياء عن الشورى العُمرية فماذا يقول – فَيَا لِلَّهِ وَلِلشُّورَى مَتَى اعتَرضَ الرَّيبُ فِيَّ مَعَ الأَوَّلِ مِّنْهُم حَتَّى صِرتُ أُقْرَنَ إلَى هَذِهِ النَّظَائِر – ونفسُ هذا الكلام – مَتَى اعتَرضَ الرَّيبُ فِيَّ مَعَ الأَوَّلِ مِّنْهُم حَتَّى صِرتُ أُقْرَنَ إلَى هَذِهِ النَّظَائِر. فَلَعَنَ اللهُ مَن سَاوَاكَ بِمَن نَاوَاك وَاللهُ جَلَّ اسْمُه يَقُول: هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ – إلى أن تصل الزيارةُ الشريفة إلى موطنٍ تأريخيٍ في غاية الأهمية، فتقول زيارتنا الغديريَّة تُخاطبُ سيّد الأوصياء:- وَلَكَ المَواقِفُ المَشْهُودَة وَالمَقَامَاتُ المَشْهُورَة وَالأيَّامُ المَذْكُورَة – ورجائي أنْ تلتفتوا إلى ترتيب ذكر هذه الأيام، سأبين بعد أن أقرأ العبارات – وَلَكَ المَواقِفُ المَشْهُودَة وَالمَقَامَاتُ المَشْهُورَة وَالأيَّامُ المَذْكُورَة يَومَ بَدرٍ وَيَومَ الأَحْزَاب إِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً – هذه التعابير تعابير القُرآن – وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً، وَإِذْ قَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً – الفرار المذكور في خطبة الزَّهراءِ، الفرار المذكور في الأحاديث في كتب التأريخ هو هذا الفرار نفسهُ. إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً وقال الله تعالى وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً فَقَتلتَ عَمْرَهُم – يعني ابن عبد ود – فَقَتَلتَ عَمْرَهُم – يا أمير – وَهَزمتَ جَمعهم وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَروا بِغَيظِهِم لَمْ يَنَالُوا خَيرَا وَكَفَى اللهُ المُؤمِنِينَ القِتَال وكَانَ اللهُ قَويَّاً عَزيزا وَيَومَ أُحُد إذْ يُصْعِدُونَ وَلا يَلوونَ عَلَى أَحَد وَالرَّسُولُ يَدعُوهُم فِي أُخْرَاهُم وَأَنْتَ تَذُودُ بُهَمَ المُشْرِكِين – قبل قليل مرَّ علينا البَهَم في خطبة الزّهراء نفس التعبير – وَأَنْتَ تَذُودُ بُهَمَ المُشْرِكِين عَنِ النَّبِي ذَاتَ اليَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَال حَتَّى رَدَّهُم الله تَعَالى عَنْكُمَا – لأنَّهُ ليس في المعركة إلَّا النَّبي وعليّ، الجميع فرَّوا لم يبقى ولا أحد، ما يُذكر عن أبي دُجانة الأنصاري بعد ذلك رجع، رجعت مجموعة، وإلَّا المعركة كانت تدور النَّبي هو الهدف والقوَّة المقاتلة عليٌّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه لذلك كان النداء الجبرائيلي في السّماء: لَا فَتَى إِلَّا عَلِيّ وَلَا سَيف إِلَّا ذُو الفَقَار. هذا تأكيد واضح، بينما حين يتحدَّث المتحدِّثون على المنابر الشيعية يذكرون أبا دجانة وأسماء أخرى وحتَّى في الكتب الَّتي يكتبها علماؤنا وكُتَّبُنا، هذه الوثائق الأصيلة هذه الأسس!! حَتَّى رَدَّهُم الله تَعَالى عَنْكُمَا خَائِفِين – يعني قريش رجعت خائفة، ما الَّذي حدث في أحد؟ سنأتي على ذكرهِ، الصورة الَّتي تنقل عن أحد الهزيمة الهزيمة، الهزيمة للصحابة ليس لعليٍّ ولرسول الله – رَدَّهُم الله تَعَالى عَنْكُمَا – عن مُحَمَّدٍ وعلي – خَائِفِين – وتقول الزيارة:- وَنَصَرَ بِكَ الخَاذِلِين – يعني تحقَّقَ النصر في أُحُد، بكَ يا عليّ! – وَنَصَرَ بِكَ الخَاذِلِين، وَيَومَ حُنَينٍ عَلَى مَا نَطَقَ بِهِ التَّنزِيل إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ – هذا هو تعبير القُرآن – ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ – من هم المؤمنون؟ – والمُؤمِنُونَ أَنتَ وَمَن يَلِيك وَعَمُّكَ العَبّاس يُنَادِي المُنْهَزِمِين يَا أَصْحَابَ سُورَة البَقَرة يَا أَهلَ بَيعَةِ الشَّجَرَة حَتَّى اسْتَجَابَ لَهُ قَوم – وحتَّى الَّذين استجابوا الزيارة تقول – قَدْ كَفَيتَهُم المَئُونَة – ما فعلوا شيء، كلُّه بيدك يا عليّ – قَدْ كَفَيتَهُم المَئُونَة وَتَكَفَّلتَ دُونَهُم المَعُونَة – لا أعانوا ولا أدَّوا شيئاً كُلُّه بيدك، يعني حتَّى الَّذين رجعوا لساحة المعركة ما فعلوا شيئاً الفعلُ فعلك أنت، هذا كلامُ الإمام الهادي – حَتَّى اسْتَجَابَ لَهُ قَوم قَدْ كَفَيتَهُم المَئُونَة وَتَكَفَّلتَ دُونَهُم المَعُونَة فَعَادُوا آيِسِينَ مِنَ المَثُوبَة – ما استطاعوا أن يفعلوا شيئاً لأنَّ كلَّ شيءٍ أنت قد فعلتهُ يا علي!! – فَعَادُوا آيِسِينَ مِنَ المَثُوبَة رَاجِينَ وَعَد الله تَعَالَى بِالتَّوبَة وَذَلِكَ قَول الله جَلَّ ذِكرُه ثُمَّ يَتُوبُ اللّهُ مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَلَى مَن يَشَاءُ وأَنْتَ حَائِزٌ دَرَجَة الصَّبر فَائِزٌ بِعَظِيمِ الأَجر وَيَومَ خَيبَر – وما أدراك ما خيبر، يوم خيبر يومٌ عجيب، ستجدون ذلك واضحاً في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى، يومٌ عجيب!! وَيَومَ خَيبَر إذْ أَظْهَرَ الله خَوَرَ المُنَافِقِين وَقَطَعَ دَابِرَ الكَافِرِين وَالحَمدُ للهِ رَبِّ العَالَمِين وَلَقَد كَانُوا عَاهَدوا الله مِن قَبل لَا يُوَلُّونَ الأَدْبَار وَكانَ عَهدُ الله مَسْئُولَا، مَولَايَ أَنتَ الحُجَّة البَالِغَة – يا أمير – وَالمَحَجَّةُ الوَاضِحَة – المحجة الواضحة: يعني الصِّراط المستقيم، هذا تعبير آخر، كما مَرّ قبل قليل في عبارته: وَإِنِّي لَعَلَى الطَّريقِ الوَاضِح أَلْفِظُهُ لَفْظَاً. الطريق الواضح هو الصِّراط المستقيم، المحجَّة الواضحة كذلك – مَولَايَ أَنتَ الحُجَّةُ البَالِغَة وَالمَحَجَّةُ الوَاضِحَة والنِّعمَةُ السَّابِغَة والبُرهَانُ المُنِير فَهَنِيئَاً لَكَ بِمَا آتَاكَ اللهُ مِن فَضل وتَبَّاً لِشَانِئِكَ ذِي الجَهل – إلى أن تقول الزيارة:- أَمَّرَكَ فِي المَوَاطِن وَلَم يَكُن عَلَيكَ أَمِير – يا أمير الأمراءِ لم يكن عليك أمير. أعود إلى المقطع الّذي تحدَّثت بهِ الزّيارةُ عن يوم بدر، الزيارة ذكرت يوم بدر فقط وما أضافت كلمة أخرى، وحين أقول الزيارة ذكرت يعني الإمام الهادي ذكر يوم بدر دون أنْ يُضيف كلمة:- وَلَكَ المَواقِفُ المَشْهُودَة وَالمَقَامَاتُ المَشهُورَة وَالأَيَّامُ المَذْكُورَة يَومَ بَدر – ثم انتقل – وَيَومَ الأَحْزَاب – تأريخياً الأحزاب بعد بدر أم أنَّ أُحُد بعد بدر؟ لماذا الإمام ذكر بدر من دون أي تفصيل؟ ثُمَّ ذكر الأحزاب، ثم ذكر بعد ذلك أُحُد؟ وبعد أُحُد ذكر حُنين، فهل حُنين بعد أُحُد؟ ثم ذكر خيبر آخر شيء، فهل خيبر هي بعد حُنين أم أنَّ حنين بعد خيبر؟ قطعاً بدر أوَّلاً، أُحُد بحسب الأسماء المذكورة وإلَّا الغزوات والأيام والوقائع أكثر من ذلك كما تعرفون، لكن العناوين المذكورة هنا: بدر أوَّلاً بحسب الترتيب والتسلسل التأريخي، أُحُد ثانياً، الأحزاب ثالثاً، خيبر رابعاً، حُنين خامساً، لكن الإمام ما رتب هكذا، جعل الأحزاب ثانياً وهي ثالثاً، وجعل أُحُد ثالثاً وهي ثانياً، وجعل حُنين رابعاً وهي خامساً، وجعل خيبر خامساً وهي رابعاً بحسب تسلسل العناوين المذكورة في الزّيارة، لماذا؟ الكلام واضح من خلال ما ذكرهُ الإمام في هذه الزّيارة، ومن خلال المضامين الموجودة فيما ورد عنهم صلواتُ الله وسلامه عليهم أجمعين، الإمام فقط ذكر يوم بدر ولم يُضف شيئاً لماذا؟ لأنَّ تضخيماً يُوضَع ليوم بدر أكثر من سائر الأيام، يوم بدر لهُ خصوصية لا تَخفَى على أيِّ مُطّلعٍ على سيرة النّبي صلَّى الله عليه وآله، يوم بدر لهُ خصوصية، يوم بدر هو فاتحة الفتح، بدأ الفتحُ النّبوي من يوم بدر، لكن الفتح الحقيقي الفتح الكامل متى حدث؟ الفتحُ الحقيقي الكامل حَدَث في خيبر، لكنَّ خيبر أُهملت! أمَّا المخالفون فلهم الحقّ أن يهملوها المخالفون ركَّزوا على فتح مكَّة، الإمام أصلاً ما ذكر فتح مكَّة لأنَّ فتح مكَّة كان نتيجةً طبيعية لخيبر ولولا خيبر لم يكن فتح مكَّة! فتحُ الفتوح هو خيبر، المخالفون أهملوا هذا والشيعةُ تباعاً، لأنَّ الروايات عن أهل البيت ضعيفة ماذا نصنع؟ علم الرجال هكذا يقول، علمُ الرجال الّذي جئنا به من المخالفين هكذا يقول، فمن أين نأتي؟ نذهب إلى كتب المخالفين، نأخذ رواياتهم ونأتي إلى كتبنا فنفرح حين نجد روايات عندنا تتشابه مع روايات المخالفين نفرح، حين أقول نفرح يعني العلماء يفرحون. هذا هو الترتيب الواقعي لأهمية هذه المواقع عند أئمّتنا: • بدر لم يتحدَّث عنها إمامنا الهادي! • الأحزاب ركَّز على ما جرى من خورٍ وضعف عند الصحابة وأشار إلى موقفِ سيّد الأوصياء. الإمام هكذا قال:- فَقَتَلتَ عَمْرَهُم وَهَزَمتَ جَمْعَهُم – إذا نرجع إلى كتب التأريخ نجد وأنَّهُ كان مع الإمام فلان وفلان وأسماء حتَّى في الكتب الشيعيّة، الكلام واضح هنا، المدار هو عليٌّ – فَقَتَلتَ عَمْرَهُم وَهَزَمتَ جَمْعَهُم – سيخرج لي المرقعون ويقولون يعني باعتبار أنَّ الإمام هو الأهم والزّيارة للإمام فالإمام أغفل ذكر أولئك والإمام في مقام الإيجاز والاختصار وهذه الترقيعات الّتي أعرفها، آنا أقول له أخذ هذه الترقيعات ورح سولفها بّيت خالتك – فَقَتَلتَ عَمْرَهُم وَهَزَمتَ جَمْعَهُم – هذا أين؟ هذا في الأحزاب. • ثم جاءت أُحُد، أُحُد هي الأخطر! أُحُد هي الّتي وضعت خطاً فاصلاً بين عليٍّ وبين غيرهِ، ونداءُ جبرائيل هو هذا الفاصل: لا فتى إلَّا عليّ لا سيف إلَّا ذو الفقار، لا توجد سيوف في المعركة، جبرائيل هنا بهذا النداء نفى الفتوة والرجولة، لا فتى إلَّا عليّ لا سيف إلَّا ذو الفقار. لماذا نمر على هذه الكلمة هكذا من دون أن نتدبّر فيها؟ هذه الكلمة بمضمونها هو نفس المضمون الموجود في الزّيارة، الزّيارة ماذا تقول؟ – حَتَّى رَدَهُم الله تَعَالَى عَنْكُمَا خَائِفِين وَنَصَرَ بِكَ الخَاذِلِين – الروايات تحدّثنا أنَّ قريش فرَّت بعد ذلك ولم يكن في الساحة إلَّا رسول الله وعليٌّ والنداء، النداء – نَادي عَليّاً مُظهِر العَجَائِب – كان يردِّدهُ رسول الله في ساحة المعركة!! يُنكره علماءُ الشيعة فلينكروه براحتهم. هذا هو البحار – ويُقالُ – يُقال هذه نتركها لقائلها – إنَّ النَّبي صَلَّى الله عَلَيهِ وآله نُودِي في هَذَا اليَوم – ما هو هذا النداء؟ – نَادِ عَلِيَّاً مُظهِرَ العَجَائِب تَجدهُ عَوناً لَكَ فِي النَّوَائِب كُلُّ غَمٍّ وَهَمٍّ سَيَنجَلِي بِوَلاَيَتِكَ يَا عَلِيُّ يَا عَلِيُّ يَا عَلِيّ – صفحة 73، الجزء العشرون من بحار الأنوار، طبعة دار إحياء التراث العربي، هذه الطبعة طبعة مؤسسة الوفاء بيروت – لبنان، الطبعة الثانية المصححة 1983 ميلادي، 1403 هجري، هذا نداءٌ مُحَمَّدي: نادِ عليَّاً مظهر العجائب تجدهُ عوناً لك في النوائب كلُّ غمٍّ وهمٍّ سينجلي بولايتك يا عليُّ يا عليُّ يا عليّ عليّ مدد، مدد يا عليّ … هذه الطبعة من كتاب بحار الأنوار لشيخنا المجلسي رحمة الله عليه، الَّذي حقَّقها وعَلَّق عليها هو الشَّيخ عبد الرَّحيم الرَّباني الشيرازي، أيضاً من فقهاء الشّيعة من مجتهدي الشّيعة من علماء الشّيعة، عَلَّق على هذين البيتين في الحاشية هو الشّيخ عبد الرّحيم الرّباني الشيرازي: البيتان نادي عليَّا، ماذا علَّق؟ قال:- الجُملةُ الأخيرة – يقصد هذين البيتين، باعتبار أنَّ الكلام مرتبط بالّذي قبله – الجملةُ الأخيرة فيها غرابة ولا تلائم سابقها – لا غرابة ولا هم يحزنون، الكلام السابق انتهى وابتدأ كلام جديد ولكن! – الجُملةُ الأخيرة فيها غرابة ولا تلائم سابقها والظاهر أنَّها من زيادة بعض الجهلة – يعني بعض الجُهّال جاءوا أضافوا هذا الكلام – أو الصوفية المُضِلَّة الّذين يزعمون أنَّ هذه الجُملات تكون دعاءً فيذكرونها ورداً وذكراً غفلةً عن معناها – يعني يقول: بأنَّ هذه المعاني يعني معاني فيها معنى الشرك – بل بعضهم يرون للمداومة على ذكرها فضيلةً ليست للصّلاة حفظنا الله عن البدع واتّباع الأهواء. هذا هو الّذي أقوله، هذا الكلام مذكور في صفحة 73 ذكرهُ آيةُ الله الشّيخ عبد الرّحيم الرّباني الشيرازي رحمة الله عليه تعليقاً على هذين البيتين: نادِ عليَّاً مظهر العجائب تجدهُ عوناً لك في النوائب كلُّ غمٍّ وهمٍّ سينجلي بولايتك يا عليُّ يا عليُّ يا عليّ وأنا أقولها هنا باعتقادٍ خلافاً للشّيخ الرّباني الشيرازي مع اعتذارنا لهُ، هو لا يقبل بها نحترمُ رأيه، لكنَّنا نصرُّ على قبولها: نادِ عليَّاً مًظهِر العجائب تجدهُ عوناً لك في النوائب كلُّ غمٍّ وهمٍّ سينجلي بولايتك يا عليُّ يا عليُّ يا عليّ يوم أُحُد فيه خصوصيات ربَّما يكفي الوقت لا يكفي الوقت، الحقيقة لا أدري، ولكنَّني أنا وأنتم والزيارة الغديرية وسيفُ الوقت. لَمَّا وصل الكلام إلى خيبر، ماذا قال الإمام الهادي عن خيبر؟ انتبهوا إلى كلام الإمام الهادي!! وَيَومَ خَيبَر إذْ أظهَرَ الله خَوَرَ المُنَافِقِين – المنافقون شُخِّصوا يوم خيبر – إذْ أظهَرَ الله خَوَرَ المُنَافِقِين – وماذا؟ – وَقَطَعَ دَابِر الكَافِرِين – يعني هو هذا الفتح انتهت القضيَّة – والحَمْد للهِ رَبِّ العَالَمِين – انتهت القضيَّة ولذلك جعفر جاء بعد فتح خيبر أثناء فتح خيبر، لأنَّهُ البرنامج النبوي تكامل، فلا حاجة لوجود مهاجرين خارج دولة النّبي، فكلام النّبي حين قال: ما أدري أنا هل أكون فَرِحاً أكثر بفتح خيبر أم بمجيء جعفر، كان مسروراً بفتح خيبر وبقدوم جعفر، قدوم جعفر كان علامة أنَّ المشروع المُحَمَّدي اكتمل. لَمَّا أُحَدِّثُكم غداً عن خيبر ستعرفون ما الَّذي جرى في خيبر، خيبر كبيرة جداً لا تقاس بسائر الوقائع المخالفون دفنوها، الشّيعةُ غاية ما يتحدَّثون أنَّ عَلِيَّاً قتل مرحب، وأنَّ عليَّاً قَلَعَ الباب، غاية ما يقال عن خيبر هو هذا، فهل أنَّ قتل مرحب وأنَّ قلع الباب هو هذا الَّذي أدَّى إلى أنَّ الإمام الهادي يقول:- وَيَومَ خَيبَر إذْ أظهَرَ اللهُ خَوَرَ المُنَافِقِين وَقَطَعَ دَابِر الكَافِرِين – قطع دابرهم – والحَمْد للهِ رَبِّ العَالَمِين – يعني انتهى كل شيء، لم يقل هذا عن بدر، لم يقل هذا عن الأحزاب، لم يقل هذا عن أُحُد، لم يقل هذا عن حُنين وما ذكر فتح مكَّة، بينما الغريب تجد أنَّ علمائنا، حتَّى كبار علمائنا حين يتحدَّثون، على سبيل المثال أنا ما أردت أن آتي بكتب العلماء ولكنَّ هذا المصدر أنا جئتُ به لا لأجل هذه القضيَّة لقضيَّة أخرى، سأقرأُ لكم منها، الإرشاد للشّيخ المفيد، نفس الشَّيخ المفيد، حتَّى أنّي ما وضعت علامة، لكن على ما أتذكر أنَّهُ في التسعينات في صفحة: 97، 98، الشَّيخ المفيد تحدَّث عن فتح مكَّة، في هذه الصفحة في الصفحة التاسعة والتسعين:- ثمّ كانت غَزاة الفتح – يعني فتح مكَّة – وهي الّتي توطَّد أمرُ الإسَلام بِها وتَمَهَّدَ الدين بما مَنَّ الله تعالى على نَبيِّه صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم فيها – هذا الكلام يُذكر في كتب علمائنا، بينما إمامنا الهادي أصلاً ما أشار إلى فتح مكَّة! جعل خيبر هي فتحَ الفتوح، وفعلاً خيبر هي فتح الفتوح، مكَّة كانت فتحاً رمزياً، النّبي حَشَدَ الجموع الكبيرة ودخل إلى مكَّة، وكذلك أصدر حكم العفو عن الطلقاء، فكانت فتحاً رمزياً مكَّة، الفتح الحقيقي هو خيبر، ولكن لأنَّ خيبر كلُّ ما فيها يرتبط بعليٍّ فطُمِسَت، والشّيعةُ! ماذا أقول؟ عن جهلٍ! عن غباءٍ! عن تأثُّرٍ بالفكر المخالف! ركضوا وراء المخطَّط الَّذي يرسمه المخالفون لنا ويحدِّدون لنا أيَّ المواقع هي الأهم، والأحداث المؤثرة والأكثر تأثيراً أيُّ هذه الأحداث، أئمّتنا يحدِّدون ذلك، ولكن هذا كلام زيارات، كلام الزيارات لا قيمة له، كلام زيارات، مع الأسف أنَّ السُنَّة ما عندهم زيارات وإلَّا لاهتم بها الشافعي وبعد ذلك سيهتم بها علماؤنا، لذلك الزّيارات لا تُعتمد لا في فقهٍ ولا في فتوى ولا في عقائد ولا في تفسير ولا في أيّ شيء ولا في تأريخ، لأنَّ القوم ما عندهم زيارات فما ذكروها ولو كان عندهم زيارات مثل زياراتنا لاهتموا بها، مع الأسف نأسفُ كثيراً أنَّهُ ما كان عندهم زيارات وإلَّا لو كان عندهم زيارات لاهتموا بها حتَّى يهتمَّ علماؤنا بزيارات أهل البيت للاستفادة منها في التفسير وفي الفتيا وفي العقائدِ وفي معرفة حركة التأريخ. هذه الخارِطة الإجمالية الزّيارة الغديرية تُبيّنها: بدر! الأحزاب! أنا هنا لا أريد الحديث الْمُفصَّل عن كلِّ واقعة من هذه الوقائع أنا كما قلت يوم أمس: أمر على الزيارة الغديرية أخذ منها مشاهد وشواهد بعد ذلك أبيّن الثمرة من ذكري لهذه المشاهد والشواهد. بدر كانت الخصوصية فيها هي الفاتحة ومحورها عليٌّ، لأنَّ الصحابة ما كانوا يملكون سيوفاً ولا سلاحاً، قريش جاءت بكلِّ سلاحها وبكلِّ قوَّتها، والصّحابة ما كانوا يملكون سيوفاً فلا يُتوقع من الصحابة الّذين جاءوا حُفاة يحملون جريد النخل يستطيعون القتال بجريد النخل، الرّوايات الموجودة عند السُنَّة وعند الشّيعة السيوف عند المسلمين ما كانت تتجاوز عشرة سيوف، وفي العديد من كتب التأريخ وفي الأخبار كان عدد السيوف ستة، ستة سيوف عند المسلمين، 313 ما كانوا يحملون لا سيوفاً ولا رماحاً، النّاس مثلاً شاهدت فلم الرسالة أو شاهدت مسلسلات تلفزيونية أو أفلام والمسلمون يحملون السيوف والرماح والخيول، واللهِ ما كان عندهم خيول، في كتب التأريخ في كتب السِّير في واقعة بدر أكثر عدد ذُكر للخيول فرسان، وإلَّا العديد من الروايات تقول: المسلمون ما كان عندهم إلَّا فرس واحدة كانَ يركبها المقداد ابن الأسود، وعلى رواية فرسين فرس يركبها المقداد وفرس يركبها الزبير، الزبير ابن العوام، هذا أكثر عدد ذُكر للخيول، حتَّى الأباعر كان عندهم سبعون جمل وهم عددهم 313، وكانوا يترادفون على هذه الجِمال وهذه النياق، وأيُّ جِمال؟ جِمال نواضح، هي أردأ أنواع الجِمال عند العرب، أردأ أنواع الجِمال هي الجِمال النواضح، ما المراد من النواضح؟ الجمال الَّتي تُربط إلى نواعير السقي، لا يؤتى بإبل عِراب فتُربط على نواعير السقي، يؤتى بأردأ أنواع الإبل يربطها أهل المدينة الأوس والخزرج يربطونها على النواعير لاستخراج الماء من الآبار لسقي بساتين النخل، فكانت تلك النياق تسمَّى النواضح وهي نياق وأباعر مَعيبة عند العرب ورخيصة في السوق. فخرجوا على سبعين من النواضح وعدد السيوف ستة أو ثمانية أو عشرة، فهؤلاء بإمكانهم أنْ يواجهوا جيشاً مدججاً بالسلاح؟ لا تتصوَّروا بدر كما تُمثَّل في الأفلام السينمائية، وهناك مجموعة ترمي السهام والنبال ومجموعة تشهر الرماح، أصلاً هم كانوا يتصورون هم خرجوا لاعتراض قافلة أبي سفيان فكانوا يعرفون أنَّ القافلة فيها عدد قليل من الرجال، فكانوا يتصوَّرون أنَّهم يستعينون بجريد النخل لضرب هؤلاء وطردهم لا للدخول في معركة تسفك فيها الدماء، فهؤلاء كلُّهم بقوا نظارة، وهذا مذكور في الكتب: أنَّ فلان كان في النُظارة، فلان وفلان، كبار الصحابة، أساساً لا يملكون سيوفاً ولا هم من أولئك الّذين عُرِفوا في ساحات الوغى، فكان المحور هو عليٌّ، المسلمون عندهم جريد، الله سبحانه وتعالى أنزل لهم الملائكة، هذه واقعة بدر. أنا هنا لا أريد الحديث عن بدر، بدر لها خصوصياتها، وفي نفس واقعة بدر أليس نفس الّذين حضروا الواقعة اتهموا النَّبي صلَّى الله عليه وآله بسرقة قطيفة حمراء وهذا مذكور في الكتب، في كتب التفسير والروايات والقُرآن أشار إلى ذلك، لكنَّني لا أريد أنْ أقف على كلِّ صغيرة وكبيرة في واقعة بدر، لذلك الإمام أشار إليها من دون تفصيل فلا أُفصِّل فيها، الإمام أجمل وأنا أجملتُ الكلام. يوم بدر ويوم الأحزاب، أمَّا يوم الأحزاب: القُرآن كفانا الحديث عن يوم الأحزاب، في سورة الأحزاب سورة كاملة: {إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ} أحاطوا بالمدينة جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم، المراد يعني من جهة الإمام ومن جهة الخلف أحاطوا بكم {وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ} زاغت الأبصار: مالت، سوادُ العين مال، زاغ مال {وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ} وهذه الحالة تطرأُ على الإنسان حين يكون مدهوشاً من الخوف، مرعوباً {وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ} أيُّ تعبيرٍ هذا؟ القلوب بلغت إلى الحناجر، حالة من الخوف والارتباك والاضطراب والرعب لا مثيل لها، الحديث عن الصحابة ليس الحديث عن قريش ولا الحديث عن أُناسٍ يسكنون في المريخ هذا هو مجتمعُ الصحابة!! {إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ} لكن هل يستطيع أحدٌ أنْ يقول: إنَّ عليَّاً داخلٌ في هذه الآية؟ من هو هذا ابن أُمُه الّذي يستطيع أنْ يقول بأنَّ عليَّاً داخلٌ في هذه الآية؟! راجعوا كتب السير، كتب التأريخ عند المخالف والمؤالف كلُّها تصرخ عَلَناً وجَهَاراً من المستحيلِ أنْ يكون عليٌّ في هذه الآية {إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً} تعبير غريب جداً هذا التعبير!! الله سبحانه وتعالى في سورة الزلزلة عن يوم القيامة: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} ما وصف هذا الزلزال بالشدّة {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} هنا الآية: {وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً} أيُّ شيءٍ الّذي حدث فيهم، أيُّ رُعبٍ؟! هنا في سورة الزلزلة تلاحظون التعبير: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا} وما وصف الزلزال بالشدّة هنا في سورة الأحزاب: {وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً * وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ} إلى آخر الآيات الكريمة. لكن هذا الوصف هو الّذي حدث: زاغت الأبصار، زاغت أبصارُ الصحابة، قطعاً رسول الله ليس داخلاً وليس مع رسول الله إلَّا هو إلَّا عليّ!! {وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ}: الجميع الصالح والطالح، كما مرَّ في زيارته:- وَشَمَّرت إذْ جَبنُوا – الجميع جبنوا – وَشَمَّرت إذْ جَبنُوا!! {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً} وتستمر الآيات {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ} وفي روايات القوم واللهِ في كتبهم وفي كتبنا أنَّ المسملين كانوا يقرءون هذه الآية على زمان رسول الله: {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ بِعَلِيّ} والله هذا في كتب السُنَّة وفي كتب الشيعة، لكنَّني لا أريد أنْ أقف طويلاً عند مواطن الاحتجاج، لستُ في حاجةٍ للاحتجاج، فهل عليٌّ بحاجةٍ لأنَّ أحتجَّ له؟ أنا هنا في مقام الوصف والشرح والتوضيح: {وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ بِعَلِيّ} الزيارة هنا واضحة – فَقَتَلتَ عَمْرَهُم وَهَزمَتَ جَمْعَهُم – أنت وحدك يا عليّ. لا أريد أنْ أطيل كثيراً لكنَّني أقرأُ على مسامعكم أبياتاً، في كثير من الأحيان الحقائق تُخفى في الكلام المنثور، لكن الأشعار يصعب تزويرها وإنْ زوّرت الأشعار أيضاً ولكن يفلت من هنا ومن هناك فتكون الحقائق واضحة خصوصاً وأنَّ الشعر العربي قديماً كانَ يؤرِّخُ الأحداث، كان الشعر العربي تقريرياً يؤرِّخ الأحداث، لذا قالوا: بأنَّ الشعر ديوان العرب، الديوان يعني مكان التوثيق والتسجيل والتقرير، فقالوا: بأنَّ الشعر ديوان العرب، لأنَّهُ يوثِّق ويُسجِّل الأحداث. أعَلَيَّ تقتحم الفوارسُ هكذا؛ عليٌّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه في يوم الخندق، في يوم الأحزاب. أَعَلَيَّ تقتحمُ الفوارسُ هكذا عني وعنها خَبِّروا أصحابي اليوم يمنعني الفِرار حفيظتي؛ لأنَّ الجميع فرّوا، الجميع فرّوا، حفيظتي: يعني كرامتي ومروءتي. اليوم يمنعني الفِرار حفيظتي ومُصَمِّمٌ في الرأسِ ليس بنابِي بنابي: يعني فارّ، النابي: هو الفارّ. أَعَلَيَّ تقتحمُ الفوارسُ هكذا عني وعنها خَبِّروا أصحابي اليوم يمنعني الفِرار حفيظتي ومُصَمِّمٌ في الرأسِ ليس بنابِي أرديت عمراً: يشير إلى ابن عبد ورد . أرديتُ عمراً إذا طغى بمهندٍ صافِ الحديد مجربِ قضَّابِ فصددت حين تركته مجدلاً كالجذع بين دكادكٍ وروابي لأنَّهُ كان ضخم الجثة. فصددت حين تركته مجدلاً كالجذع بين دكادكٍ وروابي وعففت عن أثوابهِ – ما سلبتهُ، العرب كانت تسلب القتيل. وعففتُ عن أثوابهِ ولو أنَّني كنت المقَطَّر بزَّنِي أثوابي لو كنت أنا المقتول، مُقطَّر: يعني المقتول، ولو أنَّني كنت المقطر بزَّني أثوابي. لذلك أخت عمر ابن عبد ود العامري لَمَّا بلغها الخبر: لو كان قاتل عمرٍ غير قاتلهِ لكنت أبكي عليه آخر الأبدِ لكنَّ قاتل عمرٍ لا يُعابُ بهِ من كان يُدعى قديماً بيضةُ البلدِ بيضةُ البلد: يعني زينة البلد، بيضةُ البلد: يعني مركز البلد، بيضةُ البلد: يعني عِزَّ البلد، بيضةُ البلد: يعني أشرف موضعٍ فيها، ألَا نقول: بيضةُ الإسلام، أنَّهُ يجب الجهاد دفاعاً عن بيضة الإسلام، البيضة: يعني المركز، البيضة: يعني الشرف، البيضة: يعني أعلى شيء، من كان يدعى قديماً، ليس غريباً كانت العربُ تنتظر مُحَمَّداً وعليَّاً، صحيح هذه الحقيقة أُخفِيت ولكن هناك من القرائنِ ما يدلُّ على ذلك!! وفي رواياتنا ما يشير إلى ذلك، مثل ما كانت اليهود تنتظر ومثل ما كان النصارى ينتظرون بقايا الديانة الإبراهيمية في العرب كانوا ينتظرون مُحَمَّداً وعليَّاً، ولو كان الحديث عن هذه القضيَّة آتيكم بالمصادر وآتيكم بالأخبار وبالنّصوص وبالوثائق الَّتي تشير إلى ذلك لكنَّ حديثي ليس في هذه الجهة. من كان يدعى قديماً؛ هذه عربيةٌ مشركة، هذه أخت عمر ابن عبد ود العامري.. لو كان قاتِلُ عمرٍ غير قاتلهِ لكنت أبكي عليه آخر الأبدِ لكنَّ قاتل عمرٍ لا يُعابُ به من كان يُدعى قديماً بيضةُ البلدِ كان مُنتظراً.. حسَّان ابن ثابت أجبنُ شخصٍ في تأريخ العرب، يُضرب المثل بجبُنهِ، وما خرج المسلمون في غزوةٍ من الغزوات إلَّا وأخفى نفسهُ بين النساءِ والأطفال وهذه قضيَّة معروفة، لكنَّهُ كان شاعراً، وفي بداية أمرهِ كان مادحاً لعليٍّ وآل عليّ، وقد قال لهُ رسول الله لا زال روح القدس ينطقُ على لسانك ما زلت معنا، مع مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد. لكن هذه الأبيات هو يفتخر فيها بقومهِ، حسان ابن ثابت بعد أن قتل عليٌّ ابن عبد ودّ العامري، لأنَّ العرب ما كانت تحترم الأوس والخزرج، أعني عرب مكَّة، لأنَّ الأوس والخزرج ليسوا من عرب الحجاز، الأوس والخزرج من عرب اليمن، ومجيئهم إلى يثرب لهُ قصة، لا مجال الآن لذكرها، الأوس والخزرج هم من اليمن أساساً، والقبائل الّتي تسكن شمال الجزيرة وهي القبائل العدنانية ما كانت تنظر باحترام إلى الأوس والخزرج، فهنا حسَّان ابن ثابت يجد لقومهِ منقبة يعني أنَّهم قتلوا عدنانياً، هذا العامري من القبائل العدنانية، وبطلاً عَمر ابن عبد ودّ فارس يليل، حين قال النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا عليّ هذا عَمر ابن عبد ودّ هذا فارس يليل، ماذا قال عليٌّ؟ قال يا رسول الله: وأنا فارسُ بدر. حسَّان ابن ثابت يفتخر بأنَّهم في المدينة في يثرب قتلوا عمر ابن عبد ودّ العامري، فيقول حسَّان ابن ثابت: أمسى الفتى عمرُ ابن عبدٍ يبتغي بجنوب يثرب غارةً لم تُنظرِ ولقد وجدت سيوفنا مشهورةً؛ يعني وجدَ سيوف الأوس والخزرج، وجد سيوف أهل المدينة في وجههِ، في وجه ابن عبد ودّ العامري.. أمسى الفتى عمرُ ابن عبدٍ يبتغي بجنوب يثرب غارةً لم تُنظرِ ولقد وجدت سيوفنا مشهورةً ولقد وجدت جيادنا لم تَقصُرِ كلام شاعر ما كان عندهم خيول، ابل نواضح: ولقد وجدت سيوفنا مشهورةً ولقد وجدت جيادنا لم تَقصُرِ ولقد رأيت غداة بدرٍ عُصبةٌ؛ أيضاً يُذكِّر بيوم بدر بأنَّهم هم الّذين خرجوا من المدينة وقتلوا قريشاً الّتي هي قمَّةُ قبائل الحجاز وقمَّةُ القبائل العدنانية.. ولقد رأيت غداة بدرٍ عُصبةً ضربوكَ ضرباً غير ضربِ المَحسَرِ ولربَّما يشير إلى جراحة عمر ابن عبد ودّ العامري، من الّذي جرحهُ؟ جَرَحهُ عليٌّ في يوم بدر ولذلك هو خاف من عليٌّ، هذه المحاورات الَّتي جرت بين عمر ابن عبد ودّ العامري وبين الكرَّار، قال لهُ: إنّي لا أريدُ أن أقتلك كان أبوكَ صديقي في الجاهلية، كان أبوك صديقي يعني كان صديقاً لهُ قبل البعثةِ في الجاهلية هذه الكلمة أنا استعملتها، كان أبوك صديقاً لي فلا أريد أن أقتلك، في رواياتنا إنَّهُ خاف منه لأنَّ الأمير جرحهُ في بدر وفرَّ من الأمير في بدر.. ولقد رأيت غداة بدرٍ عُصبةً ضربوكَ ضرباً غير ضربِ المَحسَرِ لكن حسَّان ابن ثابت يقول: نحنُ العصبة، نحنُ أهل المدينة. أصبحت لا تُدعى ليومِ عظيمةٍ يا عَمرُ أو لجسيمِ أمرٍ مُنكرِ فماذا أجابهُ شاعر بني عامر؟ أجاب حسَّان ابن ثابت، لاحظوا الحقائق هنا تخرج، ماذا قال الشاعر لحسَّان ابن ثابت؟ كذبتم؛ يخاطب الأوس والخزرج، يخاطب أهل المدينة.. كذبتم وبيت الله لا تقتلوننا ولكن بسيفِ الهاشميين فافخروا كذبتم وبيت الله لا تقتلوننا، نحنُ بنو عامر، من أنتم؟ كذبتم وبيت الله لا تقتلوننا ولكن بسيفِ الهاشميين فافخروا بسيفِ ابن عبد الله أحمدَ في الوغى بكفِّ عليٍّ نِلتُمُ ذاكَ فاقْصُرُوا فاسكتوا … ولم تقتلوا عمر ابن عبدٍ ببأسكم ولكنَّهُ الكُفو الهِزبرُ الغُضنفَرُ عليُّ الذي في الفخر طالَ بناؤهُ ولا تُكثروا الدعوة علينا فتُحقروا فيبين كذبكم وتظهرون بصورةٍ حقيرة.. عليُّ الَّذي في الفخر طالَ بناؤهُ ولا تُكثروا الدعوة علينا فتُحقروا ببدرٍ خرجتم للبرازِ فردَّكم شيوخُ قريشٍ جهرةً وتأخروا ببدرٍ خرجتم للبراز فردَّكم: خرج الأنصار في معركة بدر وقريش رفضوا مقاتلتهم، قالوا: إنَّنا نريد الأكفاء من قومنا، وهذه قضيَّة معروفة فرجع الأنصار فبرز عليٌّ وحمزةُ وعُبيدة. شيوخُ قريشٍ جهرةً وتأخَّروا؛ تأخَّروا عن قتالكم كانوا يستنكفون ويأنفون أنْ يُقاتلوكم. فلمَّا أتاهم حمزةٌ وعُبيدةٌ وجاءَ عليٌّ بالمهنَّدِ يخطرُ فقالوا نعم أكفاءُ صِدقٍ فأقبلوا إليهم سراعاً إذ بغوا وتجبروا من الَّذي قتلهم؟ قتلهم عليٌّ، عليٌّ قتل الوليد، عليٌّ قتل الوليد من أوَّل لحظة فنظر إلى عمِّهِ الحمزة لا زال في قتالٍ مع عتبة وكان الحمزةُ طويلاً قال: يا عمّ طأطئ رأسك، حين طأطأ رأسهُ فطار رأسُ عتبة، وأدرك شيبة وقتله، عليٌّ قتل الجميع، لذلك هند حين طلبت من وحشي طلبت من وحشي أنْ يقتل عليَّاً، لأنَّهُ هو الَّذي قتل أهلها، لكنَّ وحشي قال: إنَّني لا أستطيع لأنَّ عليَّاً كان سريع الحركة يدور، الحمزة كان يتحرَّك من دون أن يلتفت فغدر به فطعنهُ من الخلف، أمَّا عليٌّ كان يدور ما كان يستطيع أحد أن يقترب منه أثناء القتال كان يدور، لذلك: فجالَ عليٌّ جولةً هاشميةً فدمَّرهم؛ والجولة هي هذه الحركة … فجالَ عليٌّ جولةً هاشميةً فدمَّرهم لَمَّا عتوا وتكبَّروا فليس لكم فخرٌ علينا بغيرنا وليس لكم فخرٌ يُعدُّ ويُذكر فليس لكم فخرٌ علينا بغيرنا؛ أنتم يا أهل المدينة. وليس لكم فخرٌ يُعدُّ ويُذكر؛ الفخرُ فخرُ عليٍّ صلوات الله وسلامه عليه . تلاحظون هذه الأشعار تنبئ عن الَّذي كان يجري على الأرض، كان بودي أنْ أتحدَّث في هذه الحلقة عن واقعة أُحُد، لكن يبدو الكلام سيبقى إلى حلقة يوم غد، هناك تفاصيل كثيرة وعديدة عن واقعة أُحُد، الوقت المتبقي قليل، فلا أريد أنْ أتحدَّث بشطرٍ عن الموضوع وأتركُ شطراً ليوم غد، يوم غد إن شاء الله سيكون حديثي عن أُحُد، أنقلُ لكم صوراً منها، لكنَّني أقول: بأنَّ يوم أُحُد كانَ مُخطَّطاً فيه لقتل رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم والَّذي كان على رأس الْمُخطَّط هو إبليس نفسهُ، قد يستغرب البعض هذا الكلام لكن أقول: ليرجع الجميع إلى كتب التأريخِ والسِّير والتفسير والحديث عند السُنَّةِ وعند الشيعة، ألم يكن إبليس قد حضر في دار الندوة وهو صاحب الاقتراح بقتل رسول الله بالطريقة الَّتي عُرفت؛ أنْ يؤتى من كل قبيلة برجل ويجتمعون فيقتلون النَّبي على فراشهِ حتَّى لا يتمكن الهاشميون من أن يطلبوا بدمهِ من جميع القبائل، هذا الكلام ذُكرَ في كتب السيَّر والتأريخ والحديث وفي كتب التفسير عند السُنَّة وعند الشيعة، أنَّ إبليس حضر بصورة ذلك الشّيخ النّجدي إلى دار الندوة وقريش كانت يتشاور كبارها فاقترح عليهم هذا الاقتراح وتبنوا الاقتراح ونفَّذوه ولكنَّ عليَّاً أبطل هذا الاقتراح حين نام في فراش النَّبي صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، ألا يذكر في كتب التأريخ والسيَّر وفي كتب التفسير وحتَّى في الكتاب الكريم الآيات واضحة وصريحة في واقعة بدر من أنَّ إبليسَ حضر إلى المعركة وكان في صفِّ قريش بصورة سراقة ابن مالك وهذا موجود في كل الكتب في الكتب التأريخية في كتب السيَّر في كتب الحديث عند السُنَّة والشيعة، وحين رأى الملائكة نزولاً فرَّ سراقة، وسراقة أساساً هو ما حضر المعركة لذلك إبليس تصوَّر بصورتهِ. في أُحُد كان هناك برنامج ومخطَّط لقتل النّبيّ والَّذي خلف هذا المخطَّط إبليس أيضاً! في كتب التأريخ أيضاً أنَّ إبليس حتَّى قبل واقعة بدر، قبل واقعة بدر وقبل حادثة دار الندوة في بيعة العقبة حينما جاء الأنصار المدنيون اليثربيون وبايعوا النَّبي في مكَّة أليس الكتب كتب التأريخ والسيَّر والتفسير عند السُنَّة والشيعة تتحدَّث أنَّ إبليس صعد على جبل أبي قُبيس ونادى في قريش بأنَّ أهل يثرب يجتمعون مع مُحَمَّدٍ يبايعونهُ على النكال بكم، وخرجت قريش والحادثة مفصَّلة في الكتب، أنا لا أملك وقتاً كي أفصِّلَ الكلام في كلِّ هذه الحوادث، حضور إبليس في كتب التفسير والحديث عند السُنَّة والشيعة، ربَّما غير المسلمين لا يقبلون بهذا، ربَّما غير المتدينين لا يقبلون بهذا يُشكِّكونَ في هذا، لكن في الوسط الديني السُنّي والشيعي حضور إبليس في هذه المواطن وغيرها مذكور في كتب التأريخ، في كتب السيَّر، في كتب الحديث، وفي كتب التفسير، وذُكرت هذه الحوادث حتَّى في الأشعار، هناك أشعار كثيرة خصوصاً من الأشعار القديمة ذُكرت فيها هذه الأحداث. فكذلك في أُحُد بحسب رواياتنا كان هناك مخطَّط لقتل النَّبي، صحيح نحن لا نمتلك كلَّ التفاصيل لا نمتلك كلَّ المعطيات، لماذا؟ لأنَّ المخالفين طمسوا الحقائق وزوَّروها وشوهوها، ولأنَّ الشيعة ما عبئوا بهذه الأمور، فضاعت الحقائق، لكن هذا لا يعني أنَّهُ لا توجد وثائق، أهل البيت تحدَّثوا بأحاديث هذه الأحاديث حفظت لنا الحقائق، من يلجأ إلى حديث أهل البيت يستطيع أن يتلمَّس الحقائق وأن يجد الحقائق ولو بالصورة المجملة، كما لاحظتم هنا في هذه الزِّيارة في الزِّيارة الغديريَّة هناك الكثير من الحقائق الَّتي طمسها المخالفون ولا توجد في الثقافة الشِّيعية، لا يوجد أيُّ اهتمامٍ بها!! في زيارة سيّد الأوصياء الزِّيارة السَّادسة من الزِّيارات المطلقة، السَّادسة بحسب ترتيب مفاتيح الجنان، هي من أجمل الزِّيارات المطلقة لسيّد الأوصياء:- السَّلَامُ عَليكَ يَا أَميرَ المُؤمِنين وَيَعسُوب الدَّين وَقَائِد الغُرِّ المُحَجَّلِين، السَّلامُ عَليكَ يَا بَابَ الله، السَّلَامُ عَلَيكَ يَا عَينَ اللهِ النَّاظِرَة وَيَدَهُ البَاسِطَة وَأُذُنَهُ الوَاعِيَة وَحِكْمَتَهُ البَالِغَة وَنِعْمَتَهُ السَّابِغَة وَنِقْمَتَهُ الدَّامِغَة – يا أمير الأمراء – السَّلَامُ عَلَى قَسِيمِ الجَنَّةِ وَالنَّار، السَّلَامُ عَلَى نِعمَةِ اللهِ عَلَى الأَبرَار، وَنِقمَتهِ عَلَى الفُجَّار، السَّلَامُ عَلى سَيِّدِ المُتَّقِين الأَخيَار – إلى أن تقول الزيارة:- السَّلامُ عَلَى الأصلِ القَدَيم والفَرعِ الكَرِيم – حتَّى هذه المشركة تقول: قديماً يُدعى قديماً بيضةُ البلدِ، الأبيات الّتي قرأتها: لو كان قاتِلُ عمرٍ غير قاتلهِ لكنت أبكي عليه آخر الأبدِ لكنَّ قاتل عمرٍ لا يُعابُ به من كان يُدعى قديماً بيضةُ البلدِ السَّلامُ عَلَى الأصلِ القَدَيم والفَرعِ الكَرِيم، السَّلَامُ عَلَى الثَّمَرِ الجَنِّي، السَّلامُ عَلَى أَبي الحَسَنِ عَلِيّ، السَّلَامُ عَلَى شَجَرةِ طُوبَى وَسِدرَةِ المَنْتَهَى، السَّلَامُ عَلَى آدَمَ صَفوَة الله؛ عليٌّ هو الَّذي يقول: أنا آدم أنا إبراهيم أنا نوح، التفتوا هذه زيارات نحنُ نقرؤها، إذا كانت تلك الخُطب الافتخارية، وإذا كانت خطبة البيان ضعيفةً سنداً متناً في نظر علمائنا، هذه زيارات معروفة، أنت هنا تُسلِّم على آدم ولكن السَّلام موجَّه إلى عليٍّ، لماذا؟ كنتُ مع الأنبياء سرَّاً ومع رسول الله علناً. السَّلَامُ عَلَى الثَّمَرِ الجَنِّي، السَّلامُ عَلَى أَبي الحَسَنِ عَلِيّ، السَّلَامُ عَلَى شَجَرةِ طُوبَى وَسِدرَةِ المَنْتَهَى، السَّلَامُ عَلَى آدَمَ صَفوَة الله وَنُوحٍ نَبِيِّ الله وَإِبرَاهِيم خَلِيلِ الله وَمُوسَى كَلِيمِ الله وَعِيسَى رُوحِ الله – الخطاب لعليٍّ هنا – وَمُحَمَّدٍ حَبِيبِ الله وَمَن بَينَهُم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِيقِينَ والشُّهَدَاء والصَّالِحِين وحَسُن أُولَئِكَ رَفِيقَا، السَّلَامُ عَلى نُورِ الأَنوَار – إذا تتذكرون في الحلقة الثانية إنَّ الله أوَّل ما خلق خلق نور الأنوار الَّذي منه نُوّرت الأنوار إلى أن تجلَّى في نورين في أطهر طاهرين، هذا هو حديثهم هذه هي زياراتهم. السَّلَامُ عَلى نُورِ الأَنوَار وَسَلِيلِ الأَطْهَار وَعَنَاصِر الأَخْيَار، السَّلَامُ عَلَى وَالِدِ الأَئِمَّة الأبرَار، السَّلَام عَلَى حَبلِ اللهِ المَتِين وَجَنبهِ المَكِين – إلى أن تقول الزيارة:- السَّلامُ عَلَى صَاحِبِ الدِّلَالَات والآيَاتَ البَاهِرَات وَالمُعْجِزَاتِ القَاهِرَات الزَّاهِرَات وَالمُنْجِّي مِنَ الهَلَكَات – هو المنجي، أنت تخاطبهُ، هل أنت تكذب؟ أم تتحدَّث بصدقٍ مع إمامك، هو المنجي!! نادِ عليَّاً مُظهر العجائب تجدهُ عوناً لك في النوائبِ السَّلامُ عَلَى صَاحِبِ الدِّلَالَات والآيَاتَ البَاهِرَات وَالمُعْجِزَاتِ القَاهِرَات الزَّاهِرَات وَالمُنْجِّي مِنَ الهَلَكَات الَّذي ذَكَرَهُ الله في مُحكَمِ الآيَات – هو الَّذي يُنجيك، ليس واسطة هو هو الَّذي يُنجيك، المنجي، أنت تخاطبهُ بأنَّهُ هو المنجي تطلبُ منه مباشرةً – وَالمُنْجِّي مِنَ الهَلَكَات الَّذي ذَكَرَهُ الله في مُحكَمِ الآيَات فَقَالَ تَعَالى وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ، السَّلَامُ عَلَى اسمِ الله الرَّضِي وَ وَجهِهِ المُضِيّ وَجَنبهِ العَلِيّ وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه. لأنت كذلك يا أمير وفَوقَ ذلك … وفَوقَ الفَوقْ … وفَوقَ فَوقِ الفَوق وإلى الما لا نهايات. يَا أبَا الغَيثِ أَغِثنِي يَا فَارِسَ الحِجَاز أدْرِكنِي ألقاكم يوم غد والحديثُ عن عليٍّ، وهل هناك من حديثٍ أحلى من الحديثِ عن عليٍّ، يا عليّ … في أمانِ الله. ملخـّص الحلقة تاريخ البث : يوم الخميس 7 شهر رمضان 1436هـ الموافق 25 / 6 / 2015م لم يكن احد لِيجسُرَ على رسول الله صلى الله عليه وآله مع وجود أبي طالب صلوات الله عليه مثلما قَضَمَ عليٌّ صلوات الله عليه آنافَ نغول قريش فقد جَدَعَ ايضاً آنافَ كبارهم . في زيارة ليلة المبعث (كنتَ للمؤمنين أباً رحيماً اذ صاروا عليك عِيالاً). مقطع من خطبة الصدّيقة الزهراء صلوات الله عليها في محضر الصحابة في مسجد النبي صلى الله عليه وآله . فرار الصحابة من القتال كانت واضحة ومعروفة للجميع ولا يوجد اهتمام من الجانب الشيعي بهذه المعاني. قول عَليٍّ صلوات الله عليه (وإنّي لَعلى الطريق الواضح، ألفظهُ لفظاً) . حديث أمير المؤمنين عليه السلام في الخطبة الشِقشقِيّة عن الشورى العُمَريّة . في معركة أُحُد انهزم الجميع ولم يبقَ مع النبي إلّا عَليٌّ، وحتى ابو دُجانة الانصاري فقد رجع بعد هزيمته ورحع معه جماعة، وهو الذي جاء فيه النداء الجبرائيلي (لا فتى إلّا عَلي، ولا سيف إلّا ذو الفقار) . لمّا يُرتّب الإمام الهادي عليه السلام في الزيارة، المعارك حسب التسلسل التاريخي فجعل الاحزاب قبل أُحُد وجعل حُنين قبل خيبر؟ولماذا لم يذكر عليه السلام اي تفصيل عن يوم بدر؟ فتح مكة كان نتيجة طبيعية لِمعركة خيبر التي هي فتح الفتوح، المخالفون اهملوا خيبر. (نادِ عَليّاً مظهر العجائب) نداءٌ كان يُردّده رسول الله صلى الله عليه وآله في ساحة المعركة في يوم أُحُد، وهذا موجود في بحار الانوار المجلد 20 ص73. آية الله الشيخ عبد الرحيم الربّاني الشيرازي يقول بأنّ (نادِ عَليّاً مظهر العجائب) هي بِدعَة !!! (ويوم خيبر إذ اظهر الله خَوَرَ المنافقين وقطع دابر الكافرين) ولذلك يوم خيبر والفتح العظيم وهو اليوم الذي اكتمل فيه المشروع المحمّدي. طُمِسَتْ خيبر لأنّ كل ما فيها يتحدّث عن عَليٍّ، والشيعة عن جهلٍ او عن غباء اهملوا هذه الجوانب، ويستهزيء بها علماءنا ويقولون (هذا كلام زيارات)!!! حديث عن جوانب ممّا جرى في واقعة بدر والمُلابسات التي احاطت بها وكيفَ انّ كثيراً من الصحابة كانوا من النُظّارة اي المتفرّجين !!! معنى (زاغت الابصار) وهي حالة تطرأ على الانسان حين يكون مدهوشاً ومرعوباً حيث يميل سواد العين . (وكفى الله المؤمنين القتال بِعَليٍّ) هكذا الآية في كتب السنّة وكتب الشيعة . كان حسّان بن ثابت اجبن شخص في تاريخ العرب، يُضرَب المثل بجُبنهِ . شاعر بني عامر يرُد على حسّان بن ثابت : كذبتُم وبيت الله لا تقتلونَنا ولكن بسَيف الهاشميّين فافخَروا بسَيف بن عبد الله احمدَ في الوغى بكَفٍّ عَليٍّ نلتُمُم ذاك فاقصُروا يوم أُحُد كان مُخططاً فيه لِقَتل رسول الله صلى الله عليه وآله ورأس المخطَّط كان إبليس نفسه . هناك الكثير من الحقائق طَمَسها المخالفون ولا يوجد اي اهتمام بها في الجو الشيعي .. مقاطع من الزيارة المطلقة السادسة لِسيّد الاوصياء صلوات الله وسلامه عليه الموجودة في مفاتيح الجنان (السلام على صاحب الدِلالات، والآيات الباهرات، والمعجزات القاهرات، والمُنجي من الهَلَكات) …. يا أبا الغَيث أغثني، يا فارس الحجاز ادركني .. يــا عــلي …