يا عليّ – الحلقة ٢٦ – مشكلة الثقافة العقائديّة الشيعيّة ج٢ Show Press Release (11 More Words) يا عليّ – الحلقة 26 – مشكلة الثقافة العقائديّة الشيعيّة ج2 صور OverlaysPreviousNext فيديو يوتيوب اوديو مطبوع Show Press Release (8٬448 More Words) يازهراء وهل هُناكَ أجملُ مِن هَذا الاسم أبتدئُ بهِ حَديثي … قَالَ صلَّى اللهُ عليهِ وَآلهِ وسلَّم: لَوْ كَانَ الحُسنُ صُورَةً، لَو كَانَ الحُسنُ هَيئَةً لَكَانَت فَاطِمَة صَلوات اللهِ وسَلامه عليها بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيم اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى فَاطِمَة وَأَبِيهَا وَبَعلِهَاِ وَبَنِيهَا وَالسرِّ المُستودَعِ فِيهَا … يَا عَلِيّ … الحَلَقَةُ السَّادِسَةُ وَالعُشْرُون: مُشكلَة الثَّقَافَة العَقَائِديَّة الشِّيْعِيَّة ج2 الحَلَقَةُ السَّادِسَةُ والعُشْرون مُشْكِلَة الثَّقَافَةُ العَقَائِدِيَةُ الشِّيْعِيَّة ج2 الحَلَقَةُ السَّادِسَةُ وَالعشرُون مِنْ بَرْنَامَجنَا: (يَا عَلِيَّ) أَشْيَاعَ أَمِيرَ الْمُؤمِنِين أَنَّى كُنْتُم فِي مَشْرِق الأَرضِ أَو مَغْرِبِهَا إِخْوَتِيْ أَخَوَاتِيْ أَبْنَائِيْ بَنَاتِيْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ جَمِيْعَاً. كانَ الحديثُ في الحَلقة الْمُتَقدِّمة في أَجوَاءِ الْمُشكلةِ في الثَّقافةِ العَقائديةِ الشِّيعية، مُشكلةُ الثَّقافةِ العَقائديةِ الشِّيعية، تَحدَّثتُ عَن أَهمِّ أَسبابِ هَذه الْمُشكلة ومُرادي بالمشكِلة هُو اختِراق الفِكر المخَالِف لأهل البَيت سَاحة الثَّقافَة العَقائديَّة الشِّيعية، مرَّ الحديثُ لا أُعيد، ووصَل بنَا الكَلامُ في آخِر الحَلَقة عِندَ البَطائِنِي، عِند الواقِفَة، وبيَّنتُ وبِشكلٍ مُجمَل كَيفَ أنَّ عَليَّاً ابن أبي حَمزَة البَطائِني وكَذاك زِيَاد ابن مَروان القَندِّي وعُثمَان ابن عِيسى الرُؤاسي وابن مَهران ابن أَبي سَعيد وأسمَاء أُخرى ووقَفت عِند البَطائِنِي، هَذه الأسمَاء أَسمَاء كَانت لامِعَة في الوَسط الشِّيعي وكَانُوا مَراجعَاً لشِيعَةِ أَهلِ البَيت في الفَترةِ العَصيبَة الَّتي سُجنَ فِيها إِمامنَا الكَاظم وجُبيَت لَهُم الأموال الكَثيرة وحِين اُستُشهد إمَامُنا الكَاظم طَمعوا بِالأموال فَأسَّسوا عَقِيدةً جَديدة: أنَّ الإمَامَ الكَاظِم لَم يُستشهَد وإنَّما غَاب وسَيعود لِيمْلأ الأَرض قِسْطاً وَعدلاً وأنَّ الإمَام الرّضا لَيس بإمَام، هُو مُدعٍّ للإمَامة، طَمعاً في الأموال وطَمعاً في الرئَاسة، لأنَّ الإمَامَ الكَاظم كَان مُغيَّباً في السُجون فَخلت السَاحةُ لهُم فكَانوا هُمْ الزُّعماء، لَمَّا اُستشْهد إمَامُنا الكَاظِم وجَاء دَور الإمَام الرّضا لَم يحتَملوا أَن يَنضووا تَحتَ رَايَة الإمَام الرّضا صَلواتُ اللهِ وسَلامهُ عليه لأنَّهم يَجدون أنَّ الزَّعامةَ سَتذهبُ مِنهم إلى الإمَام الرَّضا وأنَّ الأموال الَّتي عِندهم سَوفَ يَفقدونَها أو يَفقدون حُريَّة التَصرُّف فِيهَا، هَذا وهُم في زَمانِ أئِمَّة مَعصومين في عَصر الحضُور، فَما بَالُك مَاذا يَحدثُ ومَاذا حَدث في عَصرِ الغَيبةِ الكُبرى حَيثُ السَّاحَة مَفتوحَة لِلعُلماءِ ولِلمَراجعِ ولِلفُقهَاءِ السَاحة مَفتوحة، لا تُوجد هُناك مُحاسبة، لا تُوجد هُناك مُراقبة، لا يُوجد أيُّ شَيء. هَذه الأحداث الَّتي جَرت في زَمن إمَامِنا الرّضا أحدَاثُ الوَاقفَة كَانت مِن أخطَر الأحدَاث في التَأريخ الشِّيعي وأحدَثت انحِرافاً كَبيراً عَن أهلِ البَيت، انحَرفت الشِّيعة عَن أهل البَيت، ذَهَبت إلى البَطَائِني وإلى القَندِّي وتَركت الإمَام الرّضا صلواتُ اللهِ وسَلامهُ عليه، النَّاس هُم النَّاس، الطَبيعةُ البَشرية هِي الطَبيعةُ البَشريَّة، إن كَان ذَلك في زَمان الأئِمَّة أو في زَماننا هَذا أو في زَمانٍ سَيأتي النَّاسُ هُم النَّاس، النفُوس البَشريَّة كلُّنا جَميعاً، الجمِيع يتَعلَّقون بِالرئَاسة، الجَميع يَتعلَّقون بِاللذائِذ الجَميع يَتعلَّقون بِالشَّهوات ولكِن هُناك اختلاف نِسبي في شِدَّةِ ذَلك الأمر أو عَدم شدَّتهِ، هُناك مَن تتحوَّل عِندهُ الرِئَاسة إلى إِله يُعبد وفي سَبِيل هَذا الإلَه هُو عَلى استعدَاد أنْ يُضحي بِكلِّ شَيء سَواء كَانت تِلك التَضحية بِشكلٍ عَلني وواضِح وصَريح كَما يَفعل السَلاطين وَحتَّى كَما يَفعل بَعض العلمَاء، أو تَكون بِشكلٍ خَفي، يَعني يُحاول أنْ يُظهر تِلك التَضحية بِشكل لائِق يَتماشَى مَع الذّوق العَام ويَجد لِذلكَ مُبرِرات، حتَّى لا تُكتشف خُطتهُ، لا تُكتَشف غَايتهُ، أَساليب ثَعلبيَّة وهَذه القَضيَّة مَوجودة عَلى طُول الخَط، رُبَّما تَكون في زَعَامةِ عَشِيرة، رُبَّما تَكون في زَعامة أُسرة، ربَّما تَكون في قِيادةِ مَجموعةٍ صَغيرةٍ مِن النَّاس، بَل رُبَّما قَد تَكون في مَجموعةٍ مِن الأطفَال أو في فَريقٍ لِكُرة القَدم أو أو في كُلِّ مَكان، الطَبيعةُ البَشرية هِي هيَ لكنَّها تَتمظهَر في زَمنٍ بِشكلٍ مُعيّن وفي زَمنٍ آخر تَتمظهَر بِلبَاسٍ بِلونٍ بِمُصطلحَاتٍ أُخرى وهَكذا، هَؤلاء الزّعامة الَّتي تَفرَّدوا بِها، الإمَام مُودع في السُجون والإمَام الرِّضا بِحسب مَنظومَة الإمَامة عِند أهلِ البَيت لا يَتَصدَّى الإمَامُ اللاحِق إلَّا بَعد رَحيل الإمَام السَّابق، الإمامُ الكَاظم في السَجن، الإمَام الرّضا صَامت، السَاحة خَالية للبَطائني وللقَندِّي وأضرابهمَا، النَّاس تَوجَّهت إليهم بالتَقديس بِالإجلال هُم حلُّوا مَحلَّ الإمَام، الأموال تُجبى إليهم، كَلامُهم هُو الَّذي يُتَّبع، النَّاس تَستفتيهم مَرجعيَّة بكلِّ القِياسَات بِكُلِّ الامتيَازَات، مُجرَّد أَنْ اسُتشْهِدَ الإمَامُ الكَاظم انقلَبوا عَلى الإمَام الرِّضا صَلواتُ اللهِ وسَلامهُ عليه. ولِلعِلم هذهِ لَيست هي الحالة الوحيدة في التأريخ الشيعي، لكن هذه الحالة كانت واضحة، أطلَق عليهم إمامُنا الرضا هذه التسمية: الكِلابُ الممطورة، الكلاب الممطورة يعني كلاب مَطرت عليها السَّماء، الكَلب تعرفون عينٌ نَجسة، مَطرت عليهِ السَّماء من طبيعة الكلب إذا ما مَطرت عليه السَّماء أو حتَّى إذا ما بُلِّل دخل في النهر وخَرج من النَهر بلَّله أحد ألقى عليه الماء، من طبيعتهِ أنَّهُ يخضُّ نفسهُ خضَّاً قوياً بحيث ينفض الماء الَّذي تعلَّق بجسدهِ بشعرهِ بشعرِ جَسده ينفضهُ بشكلٍ قوي وينشُر الماء في كلِّ مكان، الماء قطعَاً سيتنجس لأنَّهُ لامَس عَيناً نجسة، فحينَ ينفض الكلبُ نفسه فإنَّهُ ينشر الماء في كلِّ مكان، فإنَّهُ ينشر النجاسةَ في كلِّ مكان، لذلك سمَّاهم إمامنا الرضا بهذه التسمية، سمَّى البطائني والمجاميع الكبيرة من الشِّيعة الَّتي قلَّدتهُ وتبعتهُ، البطائني والمجموعة الَّتي معه القندِّي والرؤاسي و غيرهم، سمَّاهم بالكلاب الممطورة. قضيَّةُ الوقف من خلالِ أحاديث أهل البيت ليست محصورةً في موضوع الوقف عند إمام وقطع السلسلة الذهبية للأئمَّة، وإنَّما قد تكون مع الاعتقاد بالسلسلة الكَاملة الذهبيَّة للأئمَّة ولكن الوقف يكون عند مقاماتهم عند ولايتهم عند شؤوناتهم، وسيكون الكلام هو الكلام، نفسُ الشيء، والأوصاف هي الأوصاف، بل مرَّ علينا في كَلام أمير المؤمِنين في حديث المعرفة بالنَّورانيَّة: أنَّهُ من وقفَ عِند هَذه المطالب الَّتي ذكرها الإمام صلواتُ الله عليه، أميرُ المؤمنين في حديث المعرفة بالنَّورانيَّة، من وقف وصفه بأكثر من هذا الوصف بأكثر من وصف الكلاب الممطورة وصفهُ بأنَّهُ مقصِّرٌ وناصب، بأنَّهُ مقصِّرٌ ونَاصب، وأحاديثُ أهل البيت تقول: بأنَّ نُوحاً حَمل في السفينَة الكَلب ولم يحمل معه ابن الزِنا، لأنَّ نوح حمل معهُ أولاد الحلال لنشوء مجتمعٍ جديد، ألا يقال لنوحٍ بأنَّهُ والد البشرية الثاني هو الأب الثاني بعد آدم، عملية تطهير، عملية تطهير فكُلَّ الَّذين حملهم في السفينة كانوا من أبناء الحلال، الأئمَّة يقولون: إنَّ نوحاً عليه السَّلام حَمل الكلب في السفينة ولم يحمل معه ابن الزِنا، وهم يقولون أيضاً: وإنَّ النَّاصبَ لنا شرٌّ من ابن الزِنا، أنجس من ابن الزِنا، وإنَّ النَّاصب لنا شرٌّ، أشرّ، أكثر شراً، أكثر نجاسةً من ابن الزِنا، فحينَ يصفُ أمير المؤمنين في حديث المعرفة بالنَّورانيَّة: أنَّ من وقفَ عند مَقامتهم وقَف مُعانداً، إذا كان قد وقف لجهلهِ، إذا كان قد وقف لشبهةٍ، إذا كان قد وقف لسببٍ منطقيٍّ يمكن أنْ يُعذر لأجلهِ، ذلك شيءٌ آخر، لكن الَّذي يقفُ عناداً، ويقفُ التزاماً بالفِكر المخالِف بقواعد وقوانين جيء بها من الفكر المخالف، وحين نُبيّنُ لهُ بأنَّ هذه القواعد جيء بها من الفكر المخالف عقله وذوقه وفهمه ينساقُ إليها، حتَّى لو عَلِم بأنَّها من الفكر المخالف وأنَّها من الفكر النَّاصبي وعلى أساسها يؤسِّس عقيدتهُ ويؤسِّس عقيدةً للنّاس وكثيرٌ هؤلاء في الوسط الشيعي. حين أتحدَّث في الوسط الشِّيعي في الوسط العلمي الديني، يعني في المؤسسة العلمية الدينية، يعني في حوزاتنا العلمية، في الأوساط العلمية الدينية، ليس في هذا العصر فقط على طول الخط منذُ بدايات عصر الغيبة الكبرى وإلى يومنا هذا وستستمرّ، القضيَّة مستمرَّة لا تقف، خصوصاً وأنَّ الفكر المخالف هو الفكر المنتشر والمسيطر على واقع المدرسة الشِّيعية، كما أقول: النَّاس أحرار في آرائها، قد يكون هناك الكثيرون يرفضون كلامي أحرار بآرائِهم، أنا لا أعترض على رفضهم، وكذلك أنا حر بقناعتي وبرأيي وبطرحي، لكن الفارق بين الطرحين أنَّ طرحي يعتمد على أدلة محسوسة ملموسة، والطرح الآخر كلام، مجرَّد كلام تسطير كلام، الحقائق الموجودة على أرض الواقع تُشير إلى صدقِ هذه الحقيقة الَّتي أتحدَّثُ عنها. لا أريد أنْ أتشعَّبَ كثيراً في هذا الموضوع لكنَّني أقول: بأنَّ الأمير وصَف الواقف بأنَّهُ مقصِّر ونَاصب، والنَّاصب كما في أحاديثهم: ألعَن وأنجَس من ابن الزِنا، والكلبُ خيرٌ من ابن الزِنا حملهُ نوح كما يقول إمامنا الصَّادق وما حمل ابن الزنا، فأعتقد أنَّ الوصف الَّذي ذكرهُ أمير المؤمنين أشدّ بكثير من وصف الكِلاب الممطورة هذا الوصف الَّذي وصف به إمامنا الرِّضا الواقفة الَّذين وقفوا في سلسلة الأئمَّة، أمَّا أمير المؤمنين يتحدَّث عن أُناسٍ ما وقفوا في سلسلة الأئمَّة قبلوا السلسلة كاملة لكنَّهم وقفوا وعَندوا عند مقاماتهم وعند شؤونات ولايتهم المطلقة الَّتي لا حدود لها الَّتي هي ولايةُ الله مرَّت علينا الآية في سورة الكهف: {هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ} ماذا قال الأئمَّة؟ الرواية في الكافي الشريف وفي غير الكافي الشَّريف من أهمِّ مصادرنا قال هي ولاية عليّ. {هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ} قال: هي ولايةُ أمير المؤمنين صلواتُ الله وسلامهُ عليه. على أيِّ حالٍ هذه قصَّةُ البطائني، إنَّها قصَّهُ الدراهم والأموال وقصَّةُ الزّعامة والأتباع وقصَّةُ التقليد حيثُ كان الشيعة يرجعون إليهم، التقليد كان موجوداً حتَّى في زمان الأئمَّة، الأئمَّة هُم الَّذين أمروا الشيعة بالرجوع إلى أصحابهم، والتقليدُ هو هذا أن يرجع الجاهلُ إلى العالِم، أنْ يرجعَ قليلُ الخبرةِ إلى صاحب الخبرة، أنا أجهلُ بعلم الطب فألجأُ إلى الطبيب أجهلُ بعلم القانون فألجأُ إلى المحامي إلى القانوني وهكذا، فحين يجهلُ النَّاس بأمور دينهم يلجئون إلى المتخصِّص بهذا الأمر، وهذه قضيَّةٌ طبيعية، فكان الشيعةُ في حالِ عدمِ تمكُّنِهِم من الوصول إلى أئمَّتهم بحسب أوامر الأئمَّة أرجعوهم إلى الفُقهاء إلى العُلماء فكان الشيعة يعودون إلى البطائني والبقيَّة، استطعموا الزَّعامة واستطعموا المرجعيَّة واستطعموا الأموال واستطعموا بقيَّة الشؤون الَّتي نالوها في الزَّمن الَّذي كان فيه إمامنا بابُ الحوائج مُغيَّباً في السَّجن فحين استُشهد انقلبوا. إذا كان هذا الأمر يحدث في زمان الإمام المعصوم فما بالك في زمان غيبتهِ؟! فإذا كان هناك من العلماء بهذا المستوى، صحيح النَّاس لا تعرف من هم، ونحن قد لا نستطيع أنْ نُشخِّصَهم، لأنَّنا لا نَعرف النوايا، لو ظهر الإمام من الَّذي سينقلب ومن الَّذي سوفَ لن ينقلب وإن كان من خلال الرّوايات يبدو أنَّ الأكثر سينقلبون، أنَّ الأكثر النسبة المتكَّاثِرَة النسبة الغالبة الكبيرة سينقلبون، لأنَّ الرّوايات حدَّثتنا عن آلاف مؤلفة من الفقهاء سينقلبون على الإمام الحُجَّة رواياتهم الشَّريفة هكذا حدَّثت، وأنَّ الإمام سيُقيم عليهم الحُجج تلو الحُجج ولكنَّهم يرفضون ويقولون لهُ، بعضٌ منهم هكذا يقول لهُ: اِرجع يا ابن رسول الله ارجع يا ابن فَاطمة لا حَاجة لنا بك فلَقد جرَّبناكم فما وجدنَا فِيكُم من خير، هذا الكلام يقوله فقهاء، أين، في أيِّ مكان؟ في العراق، أين، في أيِّ مكان؟ بين النّجفِ وكربلاء، من أين جاءوا؟ جاءوا من النّجف، الرّوايات هكذا تقول، ما أنا الَّذي أقول، كُتب الحديث الموجودة عندنا هكذا تقول، الرّوايات ضعيفة ذلك شأنٌ آخر، يعني هذا الفلم هذه الكليشة روايات ضعيفة، سَند ضعيف هذه الكليشة نحنُ شبعنا منها وتقيئنا وأصابنا القَرف منها، هذه أحاديثُ أهل بيت العصمة منتشرة في أمَّهات الكُتب الحديثية، فلماذا لا تتكرَّر هذه الحالة؟! أنا هنا لا أتْهم أحداً أبداً، لكن أقول: مثل ما كانت هذه الحالة موجودة، يعني يمكن أنْ يكون في زماننا هذا، في الزمان الآتي أنْ يكون بطائني وقندِّي ورؤاسي وكثيرون من هؤلاء، حينما يكون هذا الاحتمال موجوداً ألا يجبُ على الشِّيعة أنْ يتأكَّدوا وأنْ يفحصوا عمَّن يأخذون دينهم، عمَّن يأخذون عقائدهم، ألا يجبُ عليهم ذلك؟! هذا هو الَّذي أقولهُ: يجبُ على الشيعة أنْ يتأكَّدوا من عقائدهم، من أيِّ جهةٍ يأخذون، من جهةٍ هدفها الزَّعامة والرئاسة وفي سبيلِ الزَّعامة والرئاسة عندها الاستعداد أنْ تتنازل عن أمورٍ كثيرة وأنْ لا تُناقش في أمورٍ كثيرة لئلا تُثار عليها الشُبهات وتجري الأمور كما هي للوصول إلى الزَّعامةِ والرئاسة وتبقى الحقائق مَطمورة ويبقى الفكرُ المخالف يَنخُر في الثقافة الشيعية، لماذا لا يتكلَّم العلماء؟! لماذا لا تكون هناك حركة للتغيير لتنقية الثقافة الشيعية من الفكر المخالف، لماذا؟ لأنَّ الَّذي يتحدَّث ستسقط وتُشوَّه سمعتهُ من داخل المؤسسة الدينية، أيّ واحد يتحدَّث، بل هناك من قُتل، قتلوه، الميرزا الإخباري قتلوه بفتاوى المراجع ونتحدَّث عن هذا الموضوع ليس الآن أريد إثارة هذا المطلب، وإلَّا المرجع الأعلى في النَّجف وبقيَّة المراجع في كربلاء والكَاظمية هم حرَّضوا النَّاس على قتلهِ وأفتى المرجع الأعلى وضَمِنَ الجنَّةَ لمن يقتل الرجل وقتلوه هجموا على بيته وقتلوه وقتلوا ولده وقتلوا ضيوفه ثُمَّ طاردوا عائلته، العائلة طُوردت النساء وأطفال طُوردوا، طُوردوا وفرَّت العائلة إلى الأهوار إلى أهوار الجنوب، تراجيدية مؤلمة سأتحدَّثُ عنها في وقتها. لماذا لا تكون مثل هذه الحالات موجودة؟ يمكن أن تكون، صحيح نحنُ لا نستطيع أن نحكمَ على النوايا، أنا لا أتحدَّث عن أشخاص س ص ج ك لا أتحدَّث عن أحد بعينهِ، لكن أقول: إذا كان هذا موجود في حضور الأئمَّة فلماذا لا يكون في هذا الزّمان وأن يكون هناك أشخاص لا أقصد في هذا الزّمان بالضرورة في هذه السنة في زمان الغيبة الكبرى في الزّمن الَّذي سبقنا وجاءت العقائد والمعارف الشيعية والقواعد العلمية جاءتنا من أشخاص من هذا الطراز عندهم الاستعداد في سبيل الرئاسة أن يُجاملوا على الحقيقة أنْ يُجاملوا على العلم أنْ يُجاملوا على الحقِّ في سبيل الوصول إلى الرئاسة. مُحمَّد ابن عليّ الشّلمغاني أشرت إليه في الحلقة الماضية، نذهب إلى فاصل مفروض عالناس حُبَّك يا عليّ وأعود إليكم بالحديث. ابن أبي العَزاقر أبو جعفر مُحمَّد ابن عليٍّ الشّلمغاني، من أكبر مراجع الشيعةِ في زمنِ الغيبةِ الصُغرى، قد تقول كيف؟ ألم يكن السُفراء الخاصون موجودين؟ نعم كان السفراء الخاصون موجودين، ولكن السُفراء ما تصدَّوا لتأليفِ كتبٍ ورسائل عملية هذا أوَّلاً. قد تقول لماذا؟ هذا مطلب بحاجة إلى توضيح ترتبط القضيَّة بوظيفتهم، ما أرادوا أنْ تختلط التوقيعات الشَّريفة مع كتبٍ يكتبونها، وإن كان ليس بالمُطلق لم يكتبوا، الحُسين ابن روح كتب كتاباً وأرسله إلى القميين إلى مدينة قمْ كي يعطوا رأيهم فيه، لا أريد الخوض في هذه القضيَّة بالنتيجة، السُفراء فعلاً عملياً ما كتبوا كتاباً وبيَّنوا فيه ما يحتاجهُ الشيعةُ من أمور دينهم. وثانياً: ما كانوا في الواجهة، كانوا يتخفون وسُجنوا، الحسين ابن روح سُجن لفترة من الزّمان، سجنهُ العباسيون فترة زمانية ولم يكن لهُ تواصل واتصال مع الشيعة إلَّا بطريقٍ سريٍّ خفيٍّ جداً، وحتَّى العَمري تعرَّض لمشاكل، أنا هنا لا أريد الحديث عن تأريخ الغيبة الصغرى، ذلك موضوع بحاجة للبحث فيه بشكلٍ خاص، فكان الشَّلمغاني من الوجوه البارزة خصوصاً في أيام السفير الثَّالث، في أيام السفير الثَّالث وفي أخريات أيام السفير الثَّاني، بعد ذلك الشَّلمغاني قتلهُ العباسيون، متى قُتِل؟ قُتِل سنة: 323 على ما هو المعروف، والغيبة الصغرى متى انتهت؟ يعني الغيبة الكبرى متى ابتدأت: 329، يعني إلى سنة: 326، كان الشلمغاني موجود وكتبه موجودة، صحيح قبل مقتلهِ بسنوات خرج اللّعن من قِبَل الإمام صلواتُ الله وسلامهُ عليه، وعلى ما هو الموجود في الكتب بين أيدينا أنَّهُ سنة: 312، ورد التوقيع من الناحية المقدَّسة بالبراءةِ منه وبلعنهِ، يعني إلى سنة: 312، والشّلمغاني شخصيَّة علمية بارزة في الوسط الشيعي وكتابهُ التكليف كان يُمثِّل الرسالة العملية للشّيعةِ آنذاك، كِتابُ الكافي لم يكن معروفاً في ذلك الوقت والشَّيخ الكليني كان منشغلاً بجمعهِ، الكتاب الواقعي العملي الَّذي كان موجوداً في البيوت الشيعية هو كتاب التكليف لِمُحمَّد ابن عليّ الشَّلمغاني، وكتبهُ كثيرة بالمناسبة، النجاشي يُعدِّد لنا أسماء كتبهِ في كتابهِ الفهرست، معروف الرجال، كتاب النجاشي اِسمهُ الحقيقي الفهرست الَّذي بدَّل هذا الاسم هو العلَّامةُ الحليّ وابن داوود الحليّ، ابن داوود الحليّ والعلَّامة الحليّ هما اللَّذان بدلا اسم كتاب النجاشي فقلبوهُ من الفهرست إلى الرجال فحُرِّف العنوان. في فهرست النجاشي، فهرست يعني كتاب يذكر فيه أسماء الكتب، حوَّلوه إلى عنوان جديد سمُّوه الرجال، رجال يعني كتاب له خصوصيَّة ثانية، على أيّ حال، في فهرست النجاشي ذكر مجموعة من الكتب: • كتابُ التكليف. • رسالة إلى ابن هُمام. • كتاب ما هية العصمة. • كتاب الزاهر بالحجج العقلية. • كتاب المباهلة. • كتاب الأوصياء. • كتاب المعارف. • كتاب الإيضاح. • كتابُ فضل النطق على الصمت. • كتابُ فضل العمرتين. • كتاب الأنوار. • كتابُ التسليم. • كتابُ البرهان والتوحيد. • كتاب البداء والمشيَّة. • كتابُ نظم القرآن. • كتابُ الإمامةِ الكبير. • كتابُ الإمامةِ الصغير. تلاحظون من العناوين كتب مهمَّة جداً وفي أهمِّ المباحث العقائدية، رجلٌ عَالِم وكان مرجع الشيعة في زمان النَّواب، وبالمناسبة النَّواب هم الَّذين أشاروا إليه خصوصاً النَّائبُ الثالث، النَّائبُ الثالث هو الَّذي أرجعَ الناس إلى الشّلمغاني الحسين ابن روح، ولكن بعد ذلك الشلمغاني انقلب، انقلبَ على الحسين ابن ورح، لماذا؟ لأنَّهُ وجد نفسهُ فيما بين النّاس هو العالِم، النّاس تشير بالعلمية والأعلمية إلى الشلمغاني ووجد النّاس تعمل بكتابهِ برسالته العملية ووجد الشيعة تعرفهُ أكثر ممَّا تعرف الحسين ابن روح، خواص الشيعة يعرفون الحسين ابن روح، فإذاً لماذا لا يكون هُو الرقم الأوَّل عند الشيعة؟! الشّيخ الطوسي في كتاب الغيبة ينقل عنهُ هذه الكلمة، كلمة خطيرة ولكنَّ الرجل كان صادقاً في ذكرهِ لهذه الكلمة، الشيخ الطوسي في الغيبة ينقل عن أبي عليٍّ ابن الجُنيد أبو عليّ ابن الجنيد يقول:- قَالَ لِي الشَّلمغاني – ماذا قال له؟ – لقد كُنَّا نتهارشُ على هذا الأمر – حتَّى التعابير لاحظ التعابير – لقد كُنَّا نتهارش – التهارش ما هو؟ التهارش؛ هو عِراكُ الكلاب فيما بينها، يُقال كلبُ الهِراش، كلب الهِراش نوع من أنواع الكلاب، هذه المسابقات يأتون بكلب من هذه الجهة وبكلب من الجهة الثاني في حلبة الكلاب وتتهارش الكلاب فيما بينها والَّذي يقتل، الَّذي يتغلَّب هو الفائز، مراهنات اللعب على فوز كلاب الهِراش، الهراش هو الصراع والعراك الدامي فيما بين الكلاب، وهو حين يستعمل هذه الكلمات يعرف ماذا يقول – لقد كُنَّا نتهارش على هذا الأمر – على أيّ أمر؟ على الزَّعامة المرجعية – كما تتهارش الكلابُ على الجِيفَ – هو يتحدَّث أنَّهُ يتهارش في هذا الأمر مع الحسين ابن روح، هو هكذا ينقل – أبو عليّ ابن الجُنيد قال لي أبو جعفر محمَّد ابن عليّ الشّلمغاني ما دخلنا مع أبي القاسم الحسين ابن روح في هذا الأمر إلَّا ونحنُ نعلم فيما دخلنا فيه – يعني هناك مخطَّط موجود – لقد كُنَّا نتهارشُ على هذا الأمر كما تتهارش الكلاب على الجِيف – هذه الحالة لماذا لا تتكرَّر؟ الشيء الطبيعي تتكرَّر تكون موجودة، وستتكرَّر بالفعل في زمان ظهور الإمام صلواتُ الله وسلامهُ عليه، إذا كان يوجد في الواقع مثل هذه الشخصيات ألا يجب على الشيعة أن يبحثوا حتَّى يعرفوا من أين يأخذوا علمهم، إمامنا صاحب الأمر ماذا يقول؟ طلبُ المعارف من غير طريقنا أهل البيت مساوقٌ لإنكارنا، مساوق يعني مساوي، طلبُ المعارف من غير طريقنا أهل البيت مساوقٌ لإنكارنا مساوي، أنتَ تنكرهم أو تأخذ المعارف من غيرهم على حدٍّ سواء هذا هو قولُ إمام زمانك؟! – لقد كُنَّا نتهارشُ على هذا الأمر كما تتهارش الكلاب على الجِيف – وصف دقيق للصراع على المرجعية والزَّعامة والرئاسة الدينية والنيابَة عن الإمام الحُجَّة صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه. الإمام لعنهُ وخرج اللّعن فيه في كتبا الاحتجاج للشّيخ الطبرسي ينقل لنا نصَّ اللّعن الَّذي خرج من الناحية المقدَّسة بخصوص الشَّلمغاني، ماذا يقول التوقيعُ الشّريف؟ – بِأنَّ مُحمَّد ابن عليٍّ المَعْرُوف بِالشَلْمَغَانِي عَجَّل اللهُ لَهُ النَّقِمَة أَو النِّقْمَة وَلَا أَمْهَلَه قَدْ ارْتَدَّ عَن الإِسْلَام وَفَارَقَه – هذا توقيعُ الإمام الحُجَّة عليه السَّلام، بأنَّ مُحمَّد المرجع الأعلم صاحب الرسالة العملية الشخصيَّة البارزة المؤيَّدة من النائب الثّالث الَّذي أرجع الناس إليه – بِأنَّ مُحمَّد ابن عليٍّ المَعْرُوف بِالشَلْمَغَانِي عَجَّل اللهُ لَهُ النَّقِمَة وَلَا أَمْهَلَه قَدْ ارْتَدَّ عَن الإِسْلَام وَفَارَقَه وَأَلْحَدَ فِي دِيْنِ اللهِ وَادَّعَى مَا كَفَرَ مَعَهُ بِالْخَالِق جَلَّ وَتَعَالَى وَافْتَرَى كَذِبَاً وَزُوْرَاً وَقَالَ بُهْتَانَاً وَإِثْمَاً عَظِيْمَا، كَذَب العَادِلُون بِالله وَضَلَّوا ضَلَالَاً بَعِيْدَاً وَخَسِرُوا خُسْرَانَاً مُبِيْنَا وَإِنَّا – صاحب الأمر يقول:- وَإِنَّا بَرِئْنَا إِلَى اللهِ تَعَالَى وَإِلَى رَسُولِهِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَسَلَامُهُ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُه بَرِئْنَا مِنْه وَلَعَنَّاه عَلَيْهِ لَعِائِنُ الله تَتْرَا – الإمام يقول، هذا كلُّه كلامُ الإمام – وَلَعَنْاهُ عَلَيْه لَعَائِنُ اللهِ تَتْرَا فِي الظَّاهِرِ مِنَّا وَالبَاطِن – حتَّى لا يُقال هذا لعن على سبيل التقيَّة على سبيل المداراة الإمام يؤكد لأنَّ هذه المشكلة مشكلة موجودة على طول الخطّ في الجوِّ الشيعي – وَلَعَنْاه عَلَيْه لَعَائِنُ الله تَتْرَا فِي الظَّاهِرِ مِنَّا وَالبَاطِن وَالسِّرِ وَالجَهْر وَفِي كُلِّ وَقْتٍ وَعَلَى كُلِّ حَال – حتَّى لا يدع مجالاً لشخصٍ يأتي يُريد أنْ يقرأ ما بينَ السطور يُريد أن يقرأ ما وراء السطور. هذا المرض الَّذي يبتلي به الشيعة خصوصاً في التشكيلات والفرق والمجموعات – وَلَعَنْاهُ عَلَيْهِ لَعَائِنُ الله تَتْرَا فِي الظَّاهِرِ مِنَّا وَالبَاطِن وَالسِّرِ وَالجَهْر وَفِي كُلِّ وَقْت وَعَلَى كُلِّ حَال وَعَلَى كُلِّ مَنْ شَايَعَهُ وَبَلَغَهُ هَذَا القُول مِنَّا فَأَقَام عَلَى تَولَاهِ بَعْدَه – وهذا اللعن أيضاً يشمل الَّذين بلغهم القول من الإمام الحُجَّة ولازال قائماً على ولاية الشّلمغاني ومتابعة الشلغماني بتبريراتٍ واهية. الكلام واضح لا يحتاج إلى شرح وتفصيل ولو كان هناك متسع من الوقت لشرحتهُ أيضاً، لكن المعنى المُجمل الظاهر أعتقد يكفي بأن يعطي صورة تقريبية عن الواقع. في كتاب: (غيبة الشّيخ الطوسي) الشِّيعة يسألون الحسين ابن روح بعد أن صدر اللعن من الناحية المقدَّسة – سُئل الشّيخ يعني أبا القاسم – وأبو القاسم كُنية الحسين ابن روح النوبختي السفيرُ الثالث – سُئل الشّيخ يعني أبا القاسم عن كُتب ابن أبي العزاقر – هو الشّلغماني نفسه – بعدما ذُمّ وخرجت فيه اللعنة فسألوا الحُسين ابن روح عن كتبهِ – كتب كثيرة مرَّت الإشارة إليها وخصوصاً كتابُ التكليف – فقيلَ له: فكيف نعمل بكتبهِ وبيوتنا مِنها ملاء – يعني هذا السؤال يعرض لك أهميَّة شخصيَّة الشّلمغاني – فكيف نعمل بكتبهِ وبيوتنا منها ملاء – أجابهم قال – أقول فيها ما قالهُ أبو مُحَمَّد الحسنُ ابن عليّ – يعني الإمام العسكري صلواتُ الله عليه – وقد سُئِل عن كُتبِ بني فضَّال – بنو فضَّال أسرة علمية عائلة علمية عائلة مرجعية، سُئل عن كتبهم، وهؤلاء كانوا يعتقدون بالعقيدة الفطحية، لا شأن لنا بهذا الموضوع لا أريد أنْ أدخل في هذه القضيَّة فيذهب الموضوع الَّذي بين يدي – وقَد سُئِل عن كُتبِ بني فضَّال فقالوا كيف نعملُ بكتبهم؟ – هذي أيضاً أسرة علمية ومرجعية وشذَّت عن آل مُحَمَّد – كيف نعمل بكتبهِم وبيوتنا منها ملاء فقالَ صلواتُ الله عليه: خُذوا بِما رَووا – رواياتهم عَنَّا – وذروا ما رأوا – أمَّا شرحهم لهذه الروايات أو قبولهم هذه رواية صحيحة وهذه غير صحيحة فإنَّهم يعتمدون على المخالفين هذا المقصود خالفوهم، وهذه القضيَّة موجودة إلى يومك هذا، تجد العالِم الشيعي يكون موثوقاً في نقلهِ للحديث من مصادر الحديث، لكن حين يتعامل مع الروايات يُضعِّفها أو يشرحها وفقاً للذوق المخالِف لأهل البيت، هذه الظاهرة موجودة على طول الخط، وهذه القاعدة أنا عملياً أطبقها على الكثير من كتب العلماء، لأنَّ الإمام العسكري وضع هذه القاعدة في كتب بني فضَّال، والحسين ابن روح في زمن الغيبة الصغرى وضع هذه القاعدة على كتب ابن أبي العَزاقر ونفس الشيء يجري هذا الأمر في كتبٍ كثيرة من كتب علماء الشيعة، لماذا؟ لأنَّهم يعبُّون من آراء المخالفين، لكن الروايات الموجودة هي منقولة من الكافي منقولة من الفقيه منقولة من الوسائل منقولة من كتب الحديث، فهم لا يكذبون في نقلهم لحديث أهل البيت ينقلون حديث أهل البيت ولكن حين يحكمون على الحديث يعتمدون على مناهج وقواعد سمّيت بعلم الرجال بعلم الأصول بعلم الكلام بعلم الدراية بعلم التفسير بعلوم القُرآن، هذه العناوين أكثر محتوياتها في الوسط الشيعي أُخذت من المخالفين. فسؤالهم هنا يكشف عن مدى قوَّة شخصيَّة الشّلمغاني ومدى تأثير هذه الشخصيَّة ومدى انتشار هذه الشخصيَّة في الوسط الشيعي – فكيف نعمل بكتبهِ وبيوتنا منها ملاء؟ – بيوتنا مملوءة بكتب الشّلمغاني، رسالة عملية التكليف، أحد هذه الكتب الرسالة العملية الّتي كانوا يعملون بها، وبالمناسبة الرسائل العملية في ذلك الزمان ليست كالرسائل العملية في زماننا هذا، لأنَّ الرسائل العملية في زماننا أُلِّفت على طريقة الرسالة العملية الّتي ألَّفها المحقِّق الحليّ رحمة الله، المحقِّق الحليّ ألَّف رسالةً عملية اِسمها: (شرائع الإسلام) وهو أوَّلُ كتابٍ فقهيٍّ في الحوزة النجفية، عادةً يُدرس أوَّل كتاب فقهي لطالب الحوزة العلمية في الحوزة النجفية يدرس كتاب الشرائع، وأكبر الموسوعات الفقهية عندنا جواهرُ الكلام من أهمّ المصادر الفقهية هي شرحٌ لهذا الكتاب لكتاب شرائع الإسلام جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام، المحقِّق الحليّ من علماء القرن السابع الهجري، من علماء مدرسة الحلَّة، رسالته العملية الشرائع، منذُ ذلك الزمن وإلى يومك هذا علماؤنا يكبتون الرسائل العملية على نفس الطريقة في التبويب وفي التفريع نفس الطريقة الّتي ألَّف فيها المحقِّق الحليّ رسالتهُ العملية الشرائع. المحقِّق الحليّ كيف ألَّف رسالتهُ؟ المحقِّق الحليّ أخذ رسالة الشّيخ الطوسي النهاية، (النهاية في مجرد الفقه والفتوى)، الرسالة العملية الّتي ألَّفها الشيخُ الطوسي للشيعة، الشيخ الطوسي توفي سنة: 460، 61 للهجرة، في ذلك الوقت توفي الشّيخ الطوسي، وكانت رسالتهُ العملية هو المسمَّى بشيخ الطائفة، كان هو المرجع الأعلى الأعلم في الوسط الشيعي هكذا يُقال عنهُ، هو شيخ الطائفة، رسالته العملية: (النهاية في مجرد الفقه والفتوى)، ألَّفها على طريقة الشافعي في تأليفِ رسالتهِ العملية، بنفس الطريقة الّتي ألَّف الشافعي فيها رسالتهُ العملية، بنفس الأسلوب، لأنَّ الرسائل العملية قبل الشّيخ الطوسي كانت بأسلوب آخر، الرسائل العملية كانت عبارة عن كتاب تُذكرُ فيه أحاديث أهل البيت منها أحاديث فقهية منها أحاديث عقائدية منها أحاديث أخلاقية، الآن لو رجعنا مثلاً إلى رسالة الشّيخ المفيد الّتي أُلِّفت على الطريقة القديمة للرسائل العملية الّتي كانت تؤلَّف في الزمن الأوَّل. (المقنعة) للشيخ المفيد ستجدون فيها أحاديث أهل البيت بشكل واضح وصريح، منها الفقهي ومنها العقائدي ومنها الأخلاقي ومنها الدعاء وحتَّى الرسائل العملية الّتي سبقت الشّيخ المفيد. إذا نذهب مثلاً إلى: (الفقيه) الفقيه هو رسالة عملية الرسالة العملية للشّيخ الصدوق هو الفقيه. (والكافي): هو رسالة عملية للشيخ الكليني وهذا واضح من خلال مقدِّمة الكتب. وحتَّى والد الشّيخ الصدوق في طبقة أعلى من طبقة الشّيخ الصدوق، والد الشّيخ الصدوق أيضاً إذا رجعنا إلى كتبهِ فنجد أنَّ رسالتهُ العملية (الشرائع) أو كتب أخرى ألَّفها بهذا الاتجاه تختلف اختلافاً كبيراً عن رسالة الشّيخ الطوسي (النهاية) الّتي ألَّفها على طريقة الشافعي. المحقِّق الحليّ أخذ رسالة النهاية للشّيخ الطوسي وجمعَ كُتباً أخرى للمخالفين، فأخرج هذا النهج هذا الكتاب الشرائع، حاول أن يجد أسلوباً وسطاً بين الرسالة العملية النهاية للشّيخ الطوسي الّتي ألَّفها الشّيخ الطوسي على نفس طريقة الشافعي في الأسلوب والعرض وجمع كُتباً أخرى للمخالفين وحاول أنْ يُوجد كتاباً بالأصل، يعني بُوب ونُظِّم بأسلوب رُوحُهُ أُخذت من المخالفين، وهذه هي الحقيقة، وهذه المطالب موجودة في الكتب، هذه لم آتي بها من جيبي، من أراد أنْ يُراجع ويُدقِّق في الكتب، وهذه المطالب أنا ذكرتها في برامجي الموجودة على موقع زهرائيون وجئتُ بالكتب والمصادر الّتي ذكرت هذه الحقائق. فالرسائل العملية في زماننا تختلف هي على نسق رسالة الشرائع. أمَّا التكليف فهو كتابٌ يختلف في تبويبه وترتيبه عن الرسائل العملية وهو كتابٌ كان منتشراً في بيوت الشيعة – فكيف نعمل بكتبهِ وبيوتنا منها مِلاء؟ – نذهب إلى فاصل وعليّ مولى. هناك معلومات في غاية الأهميَّة عن الشّلمغاني هذا، أعتقد أنَّ الصورة صارت واضحة، الشلمغاني عالِم فقيه مرجع رسالتهُ العملية منتشرة فاستطعم الزَّعامة واستطعم الرئاسة واستطعم الشهرة واستطعم واستطعمَ، وكانَ الّذي كان، وأدَّى حالهُ هذا إلى حالةٍ أسوأ، قطعاً ليس كُلِّ المعلومات متوفِّرة بين أيدينا، ولكن هناك من المعلومات موجودة، هناك مطالب ذكرها الشّيخ الطوسي في كتابهِ الغيبة تتعلَّق بالشّلمغاني مهمَّة جداً، لذلك سأقرؤها عليكم، بعد أن يذكر السَّند، الكلام ينتهي إلى أمِّ كلثوم، أم كلثوم من هي؟ يعني الَّتي ستُحدِّثُنا هي أمُّ كلثوم، من هي أمُّ كلثوم؟ أمُّ كلثوم هي الابنة الكبيرة للسفير الثّاني محمَّد ابن عثمان العمري، أهمِّ السفراء الأربعة وأطولهم سفارة عن الإمام صلواتُ الله وسلامُه عليه، وأهمّ النُّصوص أهمّ التوقيعات كانت في زمانهِ، السفيرُ الأوَّل عثمان ابن سعيد العمري، السفير الثاني ولده أبو جعفر مُحمَّد ابن عثمان ابن سعيد العَمري رضوان الله تعالى عليهما. أمُّ كلثوم بنت العمري الثاني هي تقول – كان أبو جعفر ابن أبي العزاقر – يعني الشّلمغاني، هو الشّلمغاني وهو ابن أبي العزاقر – كان أبو جعفر ابن أبي العزاقر وجيهاً عند بني بسطام – بسطام عشيرة عائلة كبيرة وجيهة جداً وغنية، بنو بسطام وكانوا من الشيعة من الموالين ومن وجهاء الشيعة، من وجهاء الشيعة على المستوى الاجتماعي على المستوى الشعبي – كان أبو جعفر ابن أبي العزاقر وجيهاً عند بني بسطام وذاك أنَّ الشيخ أبا القاسم – يعني الحسين ابن روح – كانَ قد جعل له عند الناس منزلةً وجاهاً – هو الّذي أمرَ الناس بالرجوع إليهِ – فكان عندَ اِرتِدَادِه – لَمَّا ارتدّ وخرج اللعن – فكان عندَ اِرتِدَادِه يَحكِي كُلَّ كَذِبٍ وبلاءٍ وكُفرٍ لبَني بُسْطَام ويُسنِدهُ عن الشّيخ أبي القاسم فيَقبَلُونَهُ منه ويأخذُونَهُ عنه – ماذا تقول؟ – فكان عندَ اِرتِدَادِه يَحكِي كُلَّ كَذِبٍ وبلاءٍ وكُفرٍ لبَني بُسْطَام – على طريقة حطها برقبة عالِم واطلع منها سالِم فبنوا بُسطام هكذا كانوا يفعلون – فكان عندَ اِرتِدَادِه يَحكِي كُلَّ كَذِبٍ وبلاءٍ وكُفرٍ لبَني بُسْطَام ويُسنِدهُ عن الشَّيخ أبي القاسم – يعني الحُسين ابن روح – فيَقبَلُونَهُ منه ويأخذُونَهُ عنه – نفس الشيء هناك من العلماء في عصر الغيبة الكبرى يُحدِّثون الناس بحديث، صحيح هم لا يقصدون الكذب ولكنَّهم ينقلونه من المخالفين، تارةً ينقلونه بشكل مباشر وأخرى بشكلٍ غير مباشر وهم الأكثر، الكثير من العلماء الشيعة ينقلون الفكر المخالف وهم لا يعلمون بأنَّ هذا الفكر أُخذ من المصادر المخالفة لأهل البيت اعتماداً على أساتذتهم الّذين يُقدِّسُونهم ولا يجوز انتقادهم، باعتبار العلماء خط أحمر. بالنسبة لي أنا عندي عمى ألوان لا أميز بين اللون الأحمر والأخضر لذلك اعذروني، يعني عندي مشكلة في قضيَّة الألوان، فتختلط عَلَيَّ الحقيقة الخطوط الحمراء والخضراء، لذلك يعني إذا دِست على الخطوط الحمراء رجاءً اِعذروني – فَكَانَ يَحكِي لَهُم كُلَّ كّذِبٍ وبلاءٍ وكُفرٍ لبَني بُسْطَام ويُسنِدهُ عن الشَّيخ أبي القَاسم فيَقبَلُونَهُ منه ويأخذُونَهُ عنه حتَّى انكشفَ ذَلِك لأبِي القَاسِم – يعني للحُسين ابن روح – فأنكره وأعْظَمَهُ – أعظَمَ هذا الأمر هذا الكذب – ونَهَى بَني بُسْطام عَن كَلَامِهِ وأمرهم بلعنهِ والبراءة منه فلم ينتهوا وأقاموا على توليه – قطعاً سيجدون لهم عذراً، بأنَّ هذا الكلام على سبيل التقيَّة بأنَّ هذا الكلام لا يُقصد منه الظاهر يُقصد منه الباطن وهذه اللعبة موجودة على طول الخطّ، هذه المهزلة موجودة على طول الخطّ – فلم ينتهوا وأقاموا على تولِّيه وذاك أنَّه كان يقول لهم: إنَّني أذعتُ السّر وقد اُخذ عَلَيَّ الكِتمان فَعُوقِبتُ بالإبْعَادِ بعدَ الاختصاص لأنَّ الأمر عظيمٌ لا يحتملهُ إلَّا مَلَكٌ مُقرَّب أو نَبيٌّ مُرسل أو مؤمنٌ مُمتَحن – فحينما يقول لهم هذا الكلام – فَيُؤكِّد في نُفُوسِهم عِظَم الأمرِ وجلالتِه – يعني يزدادون تقديساً وتبجيلاً له أكثر فأكثر – فَبَلَغَ ذَلِك أبَا القَاسِم فَكَتَب إلى بَني بُسْطام – أبو القاسم هو الحُسين ابن روح – فَبَلَغَ ذَلِك أبَا القَاسِم فَكَتَب إلى بَني بُسْطام بلعنِهِ والبراءةِ مِّنه ومِمَّن تَابَعَهُ على قَولهِ وأقامَ على تَولِّيه فلمَّا وَصَلَ إلَيهِم – وصل إليهم الكتاب – أظهَرُوهُ عَلَيه – قالوا بأنَّ هذا الكتاب جاء من الحسين ابن روح وهو يلعنك يتبرأ منك – فبكى بُكاءً عظيماً – من هو؟ الشلمغاني – فبكى بكاءً عَظيماً – لماذا؟ نَدَماً؟ لا – ثُمَّ قَال: إنَّ لهذا القول باطناً عظيما وهو أنَّ اللعنة الإبعاد فمَعنى قولهِ لَعنَهُ الله أي باعَدَهُ الله عن العذاب والنَّار والآن قد عرفتُ منزلتي ومرَّغ خَدَّيه عَلى التُّرَاب وقَال: عَلَيكُم بالكِتمان لِهَذا الأَمْر – يعني ماذا تقول عن هذا؟! كلاوجي، كلَّجي، واوي، ماذا تقول عنه؟ على أيِّ حال. هذه نسكت أحسن … – فَبَلَغَ ذَلِك أبَا القَاسِم فَكَتَب إلى بَني بُسْطام بلعنِهِ – أقرأ الكلام مرَّة ثانية. نذهب إلى فاصل ونعود نلجأُ إلى عليٍّ وهل لنا غيرُ عليٍّ نلجأُ إليه وعدلين ميتين يمَّك يا أمير. فَبَلَغَ ذَلِك أبَا القَاسِم – يعني الحسين ابن روح – فَكَتَب إلى بَني بُسْطام بلعنِهِ والبراءة مِّنه ومِمَّن تَابَعَهُ على قَولهِ وأقامَ على تَولِّيه فلمَّا وَصَلَ إلَيهِم – الكتاب – أظهَرُوهُ عَلَيه فبكى بكاءً عَظيماً ثُمَّ قَال: إنَّ لهذا القول باطناً عظيماً وهو أنَّ اللعنة الإبعاد فمَعنى قولهِ لَعنَهُ الله أي باعَدَهُ الله عن العذابِ والنَّار والآن قد عرفتُ منزلتي ومرَّغ خَدَّيه عَلى التُّرَاب وقَال: عَلَيكُم بالكِتمان لِهَذا الأَمْر. هذا أمرٌ لا يُحتَمَل من الأسرار اكتموه، هيَ أمُّ كلثوم تقول – وقالت الكبيرة – الكبيرة يعني أمّ كلثوم بنت السفير الثاني بنت مُحمَّد ابن عثمان – وقد كنتُ أخبرتُ الشَّيخ أبا القاسِم – لأنَّ الحسين ابن روح كان على علاقة وثيقة جداً بالسفير الثاني والتواصل العائلي كان موجوداً – وقد كنتُ أخبرتُ الشّيخ أبا القاسِم – هي أم كلثوم تقول – أنَّ أم أبي جعفر ابن بُسطام قالت لي يوماً وقد دخلنا إليها – جعفر ابن بُسطام كما قُلت من الوجهاء – أنَّ أُم أبي جعفر ابن بُسطام قالت لي يوماً وقد دخلنا إليها فاسْتَقبَلَتني – من الَّتي استقبلت؟ أم جعفر ابن بسطام استقبلت أم كلثوم بنت مُحمَّد ابن عثمان ابن سعيد العمري – فاسْتَقبَلَتني وأعظمَتنِي وزَادَت في إعظامي حتَّى انكبَّت على رِجلي تُقَبِّلُها فأنْكَرتُ ذلك وقُلتُ لها: مهلاً يا سِتي، فإنَّ هذا أمرٌ عظيم وانكببتُ على يدها – تريد أن تُقَبِّل يدها لأنَّ أُم أبي جعفر ابن بسطام كانت كبيرة في السن وكانت ابنة السفير الثاني في سنِّ بناتها وهذه جاءت فوقعت على أقدامها، المرأة الكبيرة قبَّلت أقدام أم كلثوم، أقدام أم كلثوم ابنة السفير الثاني – وقُلتُ لها مهلاً يا سِتي – لأنَّها كانت كبيرة – فإنَّ هذا أمرٌ عظيم وانكببتُ على يدها فَبَكَت، ثُمَّ قَالت كيفَ لا أفعلُ بِكِ هذا وأنتِ مولاتي فاطمة – هي اِسمها أمَ كلثوم – فَقُلتُ لها: وكيف ذلك يا سِتّي؟ فقالت لِي: إنَّ الشَّيخ – يعني أبا جعفر – مُحمَّدَ ابن عليّ – يعني الشلمغاني – خَرَجَ إِلَينا بالسِّرّ، قالت: فَقُلتُ لها: وما السِّرَ؟ قالت: قد أخذ علينا كِتمَانَهُ وأَفْزَع إنْ أنا أذعتهُ – عوقبت – قالت: وأعطيتها موثقاً أنّي لا أكشفُه لأحد واعتقدتُ في نفسي الاستثناء بالشَّيخ – يعني أبا القاسم الحُسين ابن روح – قالت: إنَّ الشيخ أبا جعفر قال لنا: إنَّ روح رسول الله انتقلت إلى أبيكِ – يعني أبا جعفر مُحمَّد ابن عثمان إلى السفير الثاني – وروح أمير المؤمنين عليٍّ انتقلت إلى بدن الشّيخ أبي القاسم الحسين ابن روح، وروح مولاتنا فاطمة انتقلت إليكِ، فكيف لا أُعَظِّمُكَ يَا سِتَّنا، فَقُلتُ لها: مهلاً لا تفعلي، فإنَّ هذا كَذِبٌ يَا سِتّنا، فقالت لي: هو سرٌّ عظيم وقد أُخذ علينا أنْ لا نكشف هذا لأحدٍ فالله الله فيَّ لا يحلُّ بيَ العذاب ويا سِتّي فلولا أنَّكِ حَمَلتِيني على كشفهِ ما كشفتُهُ لَكِ ولا لأحدٍ غيركِ – هي تقول أمُّ كلثوم – فَلمَّا انْصَرَفت من عِندِها دخلتُ إلى الشّيخ أبي القاسم الحُسين – يعني الحُسين ابن روح – فأخبرتُه بالقُصَّة وكانَ يَثِقُ بيَّ ويَركُنُ إلى قَولي، فقالَ لي: يا بُنيَّة إيَّاكِ أنْ تَمضي إلى هذه المرأة بعد ما جرى منها ولا تقبلي لها رقعة – رسالة – إن كاتَبَتكِ ولا رَسُولاً إنْ أنْفَذَتهُ إِلَيكِ ولا تَلقِيها بعدَ قولِها فهذا كفرٌ باللهِ تعالى وإلحادٌ قد أحكمهُ هذا الرجلُ الملعون في قلوب هؤلاء القوم ليجعله طريقاً إلى أن يقول لهم: بأنَّ الله تعالى اتَّحد بهِ وحلَّ فيه كما يقول النصارى في المسيح ويعدو إلى قول الحلَّاج لعنهُ الله – الحلّاج هو أيضاً لُعِن من الناحية المقدَّسة – قالت: فهجَرتُ بني بُسْطام وتَرَكتُ المُضِيَّ إِلَيهِم وَلَم أَقْبَل لَهُم عُذراً ولا لَقيتُ أُمَّهُم بعدها وشاعَ في بني نوبخت الحديث – بنو نوبخت هم أسرة وعشيرة الحسين ابن روح، هم في الأصل اصفهانيون في الأصل جاءوا من إيران – فلم يبقى أحدٌ إلَّا وتقدَّم إليه الشَّيخ أبو القاسم وكاتَبَهُ بلعنِ أبي جعفرٍ الشّلمغاني والبراءةِ منه وممَّن يتولاه ورضي بقوله أو كلَّمه فضلاً عن موالاتهِ ثُمَّ ظهر التوقيع من صاحب الزمان بلعنِ أبي جعفر مُحمَّد ابن عليّ والبراءة منه وممَّن تابعه وشايعه ورضي بقولهِ وأقام على توليه بعدَ المعرفة بهذا التوقيع. الوقت يجري سريعاً كانت هناك مطالب أخرى كنت ناوياً أن أقف عندها ولكن أعتقد الصورة صارت واضحة الصورة تجلَّت وتبيَّنت. المدار كلُّه في هذا الحديث في هذه التفاصيل كلُّ هذه المشاكل مردُّها إلى الرئاسة، مردُّها إلى الزَّعامة، وبالتحديد إلى الرئاسةِ الدينية، إلى الزَّعامةِ الدينية، إلى المرجعيةِ الدينية، هناك قضيَّة تُطرح دائماً وهذه القضيَّة كلمة حقٍّ يُراد بها باطل أو هي شُبهة قد لا تكون بهذا المستوى، هي بهذا المستوى حقيقةً ولكن لنخفِّف الكلام فنقول هي شبهة، حين تُطرح قضَّية لُطف الإمام، بأنَّ الإمام لنْ يترك شيعته، ما هو هذا مرجعُ الشيعة وفي زمانٍ الغيبة الصغرى في زمن النَّائب الخاص وكان من أكثر النّاس علاقة بالنَّائب الخاص، لماذا لم يدركه اللطف؟ اللطف حقيقة موجودة، ولكن اللطف يأتي بحسب القابل، إذا كان اللطف يأتي من دون مراعاة القابل ستكون القضيَّة مخالفة للحكمة، صحيح أنَّ الإمام يُعيد شيعته إلى جادَّة الصواب كيما إذا نقص المؤمنون شيئاً أتمَّه وإذا ما زاد المؤمنون شيئاً ردَّهم إلى الطريق الصحيح: أوَّلاً: هذا الكلام بالجملة، بالمُجمل. وثانياً: هذه القضَّية تقع في حدِّ التبليغ، إذا لم يكن هناك تبليغ كما في عصر الغيبة فلن يصل التبليغ حينئذٍ بسبب قوانين وقواعد الغيبة. وثالثاً: لو كان هنا تدخل تكويني فعلي مباشر فإنَّما يكون بقدر القابل. ما جرى في الأمم السابقة يجري في هذه الأُمَّة، أليس هكذا قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله: أنَّهُ ما جرى في الأمم السابقة وحين سألوه هل هم اليهود والنصارى قال ومن هم؟ هم اليهود والنصارى، أنا أتحدَّث عن اليهود والنصارى، ما جرى في اليهود والنصارى يجري في هذه الأُمَّة حذو القُذَّة بالقُذَّة، القُذَّة هي ريشةُ السَّهم، السَّهم الَّذي يُرمى بالقوس في نهايته تكون ريشات هذه الريشات لابد أن تكون متساوية بالضبط، إذا لم تكن متساوية لا ينطلق السهم، لذلك صُنَّاع السِّهام المَهَرَة يسعون جهدهم أنْ يجلعوا الريشات الموجودة في نهاية السّهم متساوية بالتمامِ وبالدقَّةِ وبالكمال. حذو القُذَّة بالقُذَّة وحذوَ النَّعلِ بالنَّعل وكذلك يعني الجانب الأيمن والجانب الأيسر الفردة اليمنى واليسرى عادةً تكونان متطابقتين، حذو القُذَّةِ بالقُذَّة وحذو النَّعلِ بالنَّعل باعاً بباع، الباع هو هذا، وذراعاً بذراع، والذراع هذا، يعني كلِّ المسافات، حذو القُذَّةِ بالقُذَّة وحذو النَّعلِ بالنَّعل باعاً بباع، إذا مشوا باع فإنَّ هذه الأُمَّة ستمشي باع، وإذا مشوا ذراع فإنَّ هذه الأُمَّة ستمشي ذراع، باعاً بباع وذرعاً بذراع، ولو أنَّهم دخلوا جُحر ضبٍّ، الضبّ هذا الحيوان الزَّاحف الصحراوي وجحر الضب صغير يكون، ولو أنَّهم دخلوا جحر ضبٍّ لدخلوا فيه، لدخلت هذه الأُمَّة فيه. إذا نذهب إلى حالة التيه متى كانت؟ كان موسى نبيُّهم معهم وكانَ بنو إسرائيل في التيه، أليس الروايات تقول: بأنَّ موسى النبيّ مات في التيه في مرحلة التيه، فكان موسى نبيُّهم من أولي العزم وهو نبيُّهم ورسولهم كان معهم، ولكن بنو إسرائيل وقعوا في التيه أربعين سنة فأين اللطف، ولم يكن فقط النّبي موسى للعلم وكان يوشع ابن نون كان وصي موسى موجود أيضاً ولم يكن يوشع ابن نون فقط، كان هناك شُبَّر وشبير أولاد هارون الَّذين انتقلت لهم الوصيَّة بعد يوشع ابن نون كان أيضاً شبَّر وشَبير، كلّ هؤلاء الحُجج كانوا موجودين مع بني إسرائيل ولكن بنو إسرائيل تاهوا أربعين سنة في منطقةٍ صغيرة لم يهتدوا طريقاً فأين اللطف، لأنَّهم لم يكونوا يستحقُّون اللطف، اللطف له شروط، الإمام المعصوم حين يلطف يلطُف بشيعته بشروط، هو نفس القانون الإلهي: (لا يغير الله ما بقومٍ حتَّى يغيروا ما بأنفسهم). هؤلاء بنو بُسطام لاحظتم كيف؟! كيف يتأوَّل لهم هذا الثعلب وهم يقبلون، القضيَّةُ هي القضيَّة على طول الخط، هذا الكلام لا يخص تقول هذه مجموعة باطنية وتلك مجموعة ظاهرية وهذه مدرسة أصولية وتلك إخبارية وهذه شيخية وهذه عرفانية وتلك وتلك، حديث عن عموم الشيعة، أنا هنا لا أتحدَّث عن شخصٍ بعينهِ، ولا أتحدَّث عن مجموعة بعينها والله لا أقصدُ أحداً، أنا أتحدَّث عن الواقع الشيعي عموماً، هذه الظواهر كانت موجودة في زمانِ المعصوم أو في زمانِ النَّائب الخاص طمعاً في الرئاسة، طمعاً في الزَّعامة، لأجل الرئاسة، لأجل الزَّعامة فعل البطائني ما فعل، والشلمغاني أيضاً، الشلمغاني عالِم، هذي الترهات الَّتي أقنع بها بني بُسطام والَّذين تابعوه هو لأجل ماذا؟ لأجل أن يصل إلى الرئاسة، لأجل أن يصل إلى الزَّعامة، إذا كانت الزَّعامة هكذا تفعل بأولئك يمكن أن تفعل بأيِّ شخصٍ، نحنُ لا نتلَّمس ماذا يجري في الكواليس، لأنَّهُ لا يوجد الإمام الرضا حتَّى يكشف لنا البطائني، ولا يوجد عندنا الحسين ابن روح حتَّى يكشف لنا الشّلمغاني، لأنَّ البشر هم البشر والأسباب هي الأسباب والرئاسةُ هي الرئاسة والأموالُ هي الأموال وبقيَّة الأمور، وأنا لا يهمني الحديث عن الرئاسة، ولا يهمني الحديث عن الأموال، أنا أقول: إنَّ الَّذي تكون عنده الرئاسة بهذه الأهميَّة عنده الاستعداد أن يُجامل على الحقيقة وعلى الحقّ، وأن يقبل بالفكر المخالفي ينخر الثقافة الشيعية من دون أنْ يُغيَّر شيئاً لئلا يُقال عنه كذا وكذا وكذا، لأنَّ المؤسسة الدينية لا تريد أنْ يتغيَّر شيءٌ من واقعها، فذلك يؤثِّر على أمور كثيرة، على مصالح شخصيَّة وزعامات وإلى آخره، على واقع موجود. إذا كان يمكن أنْ يكون مثل هذا الواقع، إذاً على الشيعي أنْ يُدقِّق في عقيدتهِ مثل ما يُدقِّق في طعامهِ، مثل ما يدقِّق في طعامه عليه أن يدقِّق في عقيدته، أنا هنا لا أريد من الناس أن تثأر بوجه زيد أو بكر أو أن تحمل عليه، أنا لا أريد من النّاس شيئاً، أريد أن أقول: يا شيعة أهل البيت دققِّوا في عقائدكم، اِبحثوا عن الجهة التي تعلِّمكم حديث أهل البيت، اِعرفوا دينكم من أهل البيت، لا تأخذوا دينكم عن الفضائيات وعن خطباء المنابر الَّذين يحثون إليكم الفكر المخالف حثواً ويحشونه في رؤوسكم، وهذه هي الحقيقة، وربَّما الكثير منهم إن لم يكن الجميع جُهَّالٌ لا يعرفون ماذا يقولون من أين جاءوا بهذا الكلام، هذا هو الواقع والأدلة هذه الكتب وهذه أحاديثُ أهل البيت. نذهب إلى فاصل نطلب المدد من عليٍّ ويا عليُّ مدد. في تفسيرِ إمامنا الحسن العسكري، في هذا التفسير الشَّريف الَّذي يرفضهُ مراجعنا الأحياء الآن في النّجف، في قمْ أعلى الله مقاماتهم يرفضونه جملةً وتفصيلاً والكثير من مراجعنا السابقين أيضاً يَرفضون هذا التفسير الشَّريف المبارك، رواية جميلة جداً عن الإمام السّجاد تجري في هذا المجرى، ماذا يُحدِّثنا إمامنا الحسنُ العَسكري عن إمامنا السّجاد، يقول إمامنا السّجاد:- إِذَا رَأَيْتُم الرَّجُلَ قَد حَسُنَ سَمْتُهُ وَهَدْيُه – السّمت؛ المظهر، ما يبدو على وجههِ ما يبدو على لباسهِ ما يبدو على حركاتهِ وسكنَاتِه هو هذا السَّمت، ما يُقرأُ في الوجه ما يُقرأُ من المظهر ما يُقرأُ من اللباس من الحركة هو هذا الَّذي يقال لهُ سمّت الإنسان – إِذَا رَأَيْتُم الرَّجُلَ قَد حَسُنَ سَمْتُهُ وَهَدْيُه – هَديُه؛ إشارة إلى تصرفاتهِ، حينَ يجلس يجلُس باحترام حين يُسلِّم يُسلِّم باحترام يتحرَّك باحترام تصرفاته تصرفات محترمة هو هذا الَّذي يحسن سمّتهُ وهديه مؤدب في القول يحترم الآخرين – إِذَا رَأَيْتُم الرَّجُلَ قَد حَسُنَ سَمْتُهُ وَهَدْيُه – وأكثر أيضاً – وَتَمَاوَت فِي مَنْطِقِهِ – تماوت هذه أنتَ لنْ تجدها بين الأطباء هذه الصفة بالذات لن تجد طبيباً يتماوت في منطقهِ في المستشفى أو في العيادة، ولنْ تجد قصَّاباً في سوق القصَّابين كذلك، ولن تجد رجلاً من رجال الأعمال يتماوت في منطقهِ، ولنْ تجد رئيسَ دولة ولا طيار مدني ولا عسكري ولن تجد عامل بناء ولا مهندس ولا مسئول دائرة ولن تجد ولن تجد، فقط هذه الصفة تجدها في الحوزةِ العلمية، تجدها في مجموعة الوكلاء في أئمَّة المساجد، في المعتمرين للعمائم، في الجوّ الديني والقريبين منهم، في هذا الجوّ تجد المتماوتين في المنطق. هذا من التجربة الَّتي عايشناها الَّتي عايشتها أنا شخصيَّاً تنقلت في البلدان التقيت بأصناف كثيرة من الناس ما وجدتُ متماوتاً لا بين الأطباء ولا بين المهندسين لا بين التُجار ولا بين رجال الأعمال لا بين الفلاحين لا بين العُمَّال جميع الطبقات عايشناها، هذه الصفة أنا شخصيَّاً أتحدَّث عن تجربتي ربَّما أنتم عندكم تجاربكم أنتم أيضاً تحدَّثوا عن تجاربكم أنا أتحدَّث عن تجربتي في الحياة لي تجربة طويلة شُغلي مع النَّاس عملي مع النَّاس، هذا الوصف وتماوت في منطقه أنا ما وجدت لهُ مصاديق إلَّا في الحوزة العلمية، إلَّا في وكلاء المراجع، إلَّا في خطباء المنبر في الجو الديني، المعمَّمون والقريبون منهم يقلدونهم، بالمناسبة القريبون منهم يقلدونهم – إِذَا رَأَيْتُم الرَّجُلَ قَد حَسُنَ سَمْتُهُ وَهَدْيُه وَتَمَاوَت فِي مَنْطِقِهِ – تماوت في منطقهِ؛ يعني بلهجتنا العراقية ينوُّص من يحجي، من يقوم يحجي يقوم ينوُّص هو هذا تماوت في منطقهِ – وَتَمَاوَت فِي مَنْطِقِهِ وتَخَاضَعَ فِي حَرَكَاتِهِ – قطعاً هذا التخاضع ليس في البيت عند أهلهِ لا في الشارع في المسجد، يعني يتخاضع يعني يحاول قدر الإمكان أنْ يُظهر التخشُّع التخضُّع وحتَّى حينما يُسلِّم على الآخرين لإظهار مبالغة في التواضع وهذا النوع من التواضع تواضع مُقرف، التواضع شيء يأتي على رِسلهِ بشكل طبيعي، أنا أعتقد طلبة الحوزة العلمية الَّذين يسمعونني الآن ستحضر صور في أذهانهم، بإمكاني أن آتي بقائمة طويلة من هذا النوع من الأسماء من النَّاس الَّذين أعرفهم لكن المقام ليس لذكر مثل هذه الأمور – إِذَا رَأَيْتُم الرَّجُلَ قَد حَسُنَ سَمْتُهُ وَهَدْيُه وَتَمَاوَت فِي مَنْطِقِهِ وتَخَاضَعَ في حَرَكَاتِه فَرُوَيْدَاً – اِصبِروا – فَرُوَيْدَاً لَا يَغرَّنَّكُم فَمَا أَكْثَر مَن يُعْجِزَهُ تَنَاول الدُّنْيَا وَرُكُوب المَحَارِم مِنْهَا لِضَعْفِ بُنْيَتِهِ وَمَهَانَتِهِ وَجُبْنِ قَلْبِهِ فَنَصَبَ الدِّيْن فَخْاً لَهَا – هو لا يجد طريقاً لترتيب أموره إلَّا من هذا الطريق – فَهُو لَا يَزال يَخْتِلُ النَّاس – يختل؛ يعني يحتال، مُخاتل محتال يخدع – فَهُو لَا يَزَال يَخْتِل النَّاس بِظَاهِرِهِ فَإِنْ تَمَكَّنَ مِن حَرَامٍ اِقْتَحَمَه – مجرَّد أن يجد فرصة يهجم على الفرصة بكلِّ ما يمكن – فَإِذَا وَجَدْتُمُوهُ يَعُفُّ مِن المَالِ الحَرَام – إذا رأيتم شخصاً يعفّ من المال الحرام، هذا نموذج المثال السابق سَمتهُ حسن هديهُ حسن متماوت في منطقه متخاضع في حركاته، قد يكون البعض يعني على نيةٍ سليمة، الرّواية هنا لا تقصد الجميع قطعاً، لابدَّ أن نعرف بأنَّ الرواية هنا لا تقصد الجميع ولكن الإمام قال: بأنَّ هذا الظاهر الحَسَن لا يخدعكم هذا الظاهر الحسن دقِّقوا في الأمر، فإنَّ مثل هؤلاء الأشخاص هناك منهم من هو صادق وهناك منهم من هو كاذب، وهذا الكاذب منهم يتَخذ هذا الأسلوب وسيلة لتمشية أُمورهِ، ما إن يحصِّل على فرصة فهو سيكون مبادراً ومهاجماً. نموذج آخر – فَإِذَا وَجَدْتُمُوهُ – إذا وجدتم الرجل – يَعُفُّ مِن المَالِ الحَرَام أَو عَن المَال الحَرَام – لا يقترب من المال الحرام مجرَّد يسمع هذا حرام شبهة يتجنَّب – فَرُوَيْدَاً لَا يَغُرَّنَّكُم فَإِنَّ شَهَوَات الخَلْقِ مُخْتَلِفَة فَمَا أَكْثَر مَن يَنْبُو عَن المَال – ينبو؛ يترفع – عَن المَال الحَرَام وَإِنْ كَثُر – حتَّى لو كان المال كثيراً – وَيَحْمِل نَفْسَهُ عَلَى شَوْهَاء قَبَيْحَة – يعني على امرأة شوهاء قبيحة – فَيَأْتِي مِنْهَا مُحَرَّمَاً فَإِذَا وَجَدْتُمُوه يَعُفُّ عَن ذَلِك – إذا وجدتم الرجل يعفْ عن الشوهاء القبيحة وعن الجانب الجنسي – فَرُوَيْدَاً لَا يَغُرَّنَّكُم حَتَّى تَنْظُرُوا مَا عُقْدَةُ عقَلْه فَمَا أَكْثَر مَن يِتْرُك ذَلِكَ أَجْمَع ثُمَّ لَا يَرْجِع إِلَى عَقْلٍ مَتِين فَيَكُون مَا يُفْسِدُهُ بِجَهْلِهِ أَكْثَر ممَا يُصْلِحُهُ بِعَقْلِه – يعني أحمق، الأحمق من هو؟ الأحمق؛ هو المُبتلى بالجهل المركَّب، وكثيرٌ هؤلاء الَّذي يجهل ويجهل أنَّهُ يجهل – فَإِذَا وَجَدْتُم عَقْلَهُ مَتِيْنَاً فَرُوَيْدَاً لَا يَغُرَّنَّكُم حَتَّى تَنْظُرُوا مَع هَوَاه يَكُون عَلَى عَقْلِهِ أَو يَكُون مَعَ عَقْلِهِ عَلَى هَوَاه – والنقطة الأهمّ – وَكَيْفَ مَحَبَّتُهُ لِلْرِئَاسَات البَاطِلَة، وَكَيْفَ مَحبَّتُهُ لِلْرِئَاسَات البَاطِلَة وَزُهْدُهُ فِيْهَا – هل تصبح الرئاسية إلهاً عنده يُضحي بكلِّ شيءٍ في سبيلها – فَإِنَّ فِي النَّاس مِن خَسِرَ الدُّنيا وَالآخِرَة بِتَرْكِ الدُّنْيَا لِلْدُّنْيِا – يتزهَّد خصوصاً هذا في الجوِّ الديني، أنت لن تجدَ رجلاً ثرياً يترك الدنيا للدنيا هو يعمل لأجل الدنيا، لكن هذا في الجوِّ الديني ونحنُ عاشرنا أُناساً ورأينا أُناساً يعيشون التزهُّد والتقشف إلى أبعد الحدود أمام الناس وهم أكثر الوقت أمام النّاس إذا سنحت لهم الفرصة تتبدَّل الأمور – فَإِنَّ فِي النَّاس مِن خَسِرَ الدُّنيا وَالآخِرَة بِتَرْكِ الدُّنْيَا لِلْدُّنْيِا يَرَىَ أَنَّ لَذَّة الرِّئَاسَة البَاطِلَة أَفْضَل مِن لَذَّة الأَمْوَال وِالنِّعَم المُبَاحَة المُحَلَّلَة فَيَتْرُك ذَلِك أَجْمَع طَلَبَاً لِلْرِئَاسَة – أنا شخصياً لي تجربة من دون أسماء كان هناك شخصيَّة علمية مرموقة في قُمْ، حينما يتحرَّك داخل مدينة قمّْ كان يركب سيارة، أحد المرَّات أصعدني في سيارتهِ هذه ويبدو أنَّ كلَّ شخص يعرفهُ يُصعدهُ في هذه السيارة لأنَّني قد وجدت في السيارة أيضاً شخصيتين معروفتين داخل السيارة وبعضهم أحياء الآن، السيارة ثقوا يعني ما فيها أي دوشمة، يعني الكشن الوراني، المقعد الخلفي يعني كانت هناك قطعة خشبية، الأرضية على الحديد، وكانت أيام شتاء باردة، السيارة ما فيها تدفئة والهواء البارد يأتي من الثقوب والحديد صدئ والأبواب ما فيها دوشمة أيضاً ما فيها أي تغطية، والزجاجات غير مُحكمة الهواء يأتي من كلّ مكان، يعني أكثر من خردة، ربَّما حتَّى في يعني في السكراب لا يقبلون بها وكان يحمل بطانيات في الصندوق الخلفي يدور على بعض العوائل ويُصعد أشخاص، أصعدني ويتكلَّم مع السائق أنَّهُ نأخذ البطانيات يريد أنْ يُخبرني لأنَّني لا أرى البطانيات، البطانيات موجودة في الصندوق لكن واللهِ وحقِّ الزهراء يمتلك سيارة في وقتها ما كانت سيارة مماثلة لها في مدينة قمْ، لا أتحدَّث أكثر من ذلك سيُعرف من هو هذا الشخص أكتفي بهذا، كان يمتلك سيارة أنا ما شاهدت سيارة في قمْ مماثلة لها أحدث طراز ومجهزة بتجهيزات ما موجودة في السيارات الأخرى الموجودة في قمْ، حينما يذهب إلى طهران يركب في هذه السيارة لكن في داخل قمْ يركب بهذه السيارة ويُصعد فيها النَّاس أمَّا تلكم السيارة لا يُصعد فيها أحد. فَإِنَّ فِي النَّاسِ مَن خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَة بِتَرِكِ الدُّنْيَا لِلْدُّنْيَا يَرَى أنَّ لَذَّة الرِّئَاسَةِ البَاطِلَة أَفْضَل مِن لَذَّة الأَمْوَال وَالنِّعَم المُبَاحَةِ المُحَلَّلَة فَيَتْرُك ذَلِكَ أَجْمَع طَلَبَاً لِلرِّئَاسَة حَتَّى إِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِي الله أَخَذَتْهُ العِزَّةُ بِالِإثْم فَحَسْبُهُ جَهَنَّم وَبِئْسَ المِهَاد فَهُو يَخْبُطُ خَبْطَ عَشْوَاء – فهو يخبطُ خبط عشواء، العشواء؛ هي النَّاقة الَّتي لا ترى طريقها، العشو يصيب النياق في الليل أيضاً مثل ما يصيب الإنسان، والنَّاقة العشواء الَّتي يصيبها العشو في الليل، فإذا مشت تتخبَّط بكلِّ مكان لأنَّها لا ترى الطريق – فَهُو يَخْبُطُ خَبْطَ عَشْوَاء يَقُودُهُ أَوَّلُ بَاطِلٍ إِلَى أَبْعَدِ غَايَاتِ الخَسَارِة وَيَمُدُّ يَدَهُ بَعْدَ طَلَبِهِ لِمَا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ فِي طُغْيِانِه فَهُو يُحلُّ مَا حَرَّمَ الله ويُحرِّمُ مَا أَحَلَّ الله لَا يُبَالِي مَا فَات مِن دِيْنِهِ إِذَا سَلَمَت لَهُ رِئَاسَتُه – رئاسة دينية لاحظتم الرواية من أوَّلها إلى آخرها هذه المواصفات في الجوِّ الديني هذه الرواية لا تتحدَّث عن صدام لا تتحدَّث عن القذافي تتحدَّث عن الرئاسة والمرجعية والزَّعامة الدينية – فَهُو يُحلُّ مَا حَرَّمَ الله ويُحرِّمُ مَا أَحَلَّ الله لَا يُبَالِي مَا فَات مِن دِيْنِهِ إِذَا سَلِمَت لَهُ رِئَاسَتُه الَّتِي قَد شَقَا مِن أَجْلِهَا فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِيْنَ غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِم وَلَعَنَهُم وَأَعَدَّ لَهُم عَذَابَاً مُهِيْنَاً. ثُمَّ الإمام السجاد يتحَّدث عن الرّجل الممدوح أنا ما رأيت رجلاً كهذا حقيقةً ما رأيت، أمَّا هذه النماذج السابقة أنا رأيتها بحسب تجربتي، عدم الوجود لا يدلُ على عدمِ الوجدان وربَّما هذا من سوء توفيقي أنَّني ما صادفت أُناساً بهذه الأوصاف الحسنة، الَّذين صادفتهم في حياتي العملية مثل هذه الأوصاف السابقة ما رأيت غيرهم بالنسبة لي، وهذا ربَّما من سوء توفيقي ما وفقت أن أصل إلى أولئك المقدَّسين الأجلَّاء الكبار ما وُفقت ماذا أصنع؟! الَّذين رأيتهم رأيت الأوصاف الموجودة في الرواية، لذلك هذا الوصف الأخير وهو الوصف الحسن أنا ما رأيتهُ، لكنَّني سأقرأ الرواية حتَّى يكمُل معناها – ولَكَّنَّ الرَّجُل كُلَّ الرَّجُل نِعِمَّ الرَّجل هُو الَّذِي جَعَلَ هَوَاه تَبَعَاً لِأَمْرِ الله وقِوَاه مَبْذُولَةً فِي قِوَاء الله تَعَالَى يَرَىَ الذُّلَّ مَعَ الحَقّ أَقْرَب إِلَى عِزِّ الأَبَد مِن العِزِّ فِي البَاطِل وَيَعْلَم أَنَّ قَلِيْلَ مَا يَحْتَمِلَهُ مِن ضَرَّاءِهَا يُؤْدِيْه إِلَى دَوَام النِّعَم فِي دَارٍ لَا تَبِيْد وَلَا تَنْفَذ وَإِنَّ كَثِير مَا يَلْحَقُهُ مِن سَرَّاءِهَا إِنْ اتْبَعَ هَوَاه يُؤَدِيْه إِلَى عَذَاب لَا انْقِطَاع لَهُ وَلَا زَوَال فَذَلِكُم الرَّجُل نِعْمَ الرَّجُل فَبِهِ فَتَمَسَّكُوا وَبِسُنَّتِهِ فَاقْتَدُوا – هذا هو المعصوم فقط – وَإِلَى رَبِّكُم فَبِهِ فَتَوَسَّلُوا فَإِنَّهُ لَا تُرَدُّ لَهُ دَعْوَة وَلَا تَخِيْبُ لَهُ طَلِبَة – من هو هذا الَّذي يتصف بهذه الأوصاف؟! إذا كان المعصوم صلواتُ الله عليه فنحن نتمسَّكُ به لكن من السياق يبدو أنَّ هذا الوصف من الجهة النظرية يمكن أنْ يتحقَّق في الجوِّ الشيعي لكن لا وجود لهُ من هو هذا الَّذي به نتوسَّل ولا تُرد لهُ دعوة ولا تخيب لهُ طلبة من هو هذا؟ أنا شخصياً لا أعرف أحداً، حتَّى حين قرأت تأريخ العلماء وبالتفصيل الممل ولي اطلاعٌ واسع على حياة العلماء والمراجع والفقهاء الماضون والمعاصرون وبالتفصيل الممل، لو أردت أن أقدِّم برنامجاً عن تأريخ علمائنا وحياتهم سأحدِّثكم بالشيء الكثير لسعةِ اطلاعي في هذا الباب، الحقيقة هذه الأوصاف لم أجدها ربَّما تُذكر ولكنَّها تُذكر من دون سند بحسب قواعد علم الرجال الَّذي يعامل به علماؤنا رضوان الله تعالى عليهم روايات أهل البيت فإنَّني لا أتعامل مع روايات أهل البيت بعلم الرجال لكنَّني أتعاملُ مع روايات العلماء بعلم الرجال فإنَّها لا تثبت فماذا نصنعُ حينئذٍ؟! فهذا المعنى المثالي لا وجود لهُ، يمكن أنْ نجد ومضات في حياة علمائنا رِضوان الله تعالى عليهم ومضات صادقة لكن أنْ نجد أشخاصاً بهذه الصِّفة وبهذا الوصف أنَّهُ لا تخيب لهم طَلِبَة لا تُرد لهم دعوة حقيقةً لا وجود عملي لمثل هذا الوصف، كان في بالي أن أقرأ روايات أخرى لكن الوقت انتهى. الخُلاصة الَّتي أُريد أَنْ أَصِل إليها: الخلاصة الَّتي أريد أنْ أصل إليها: أنَّ الدينَ يأخذه الشيعة ثقافة من المؤسسة الدينية، المؤسسة الدينية إذا كانت عرضة لمثل هذه الأمراض وإذا كنت عرضة لمثل هذه الظواهره وهذه الاحتمالات، أنا لا أتهمُ أحداً لا أصف أحداً بهذه الأوصاف ولكن هذه أحاديثُ أهل البيت وهذا الواقعُ الشيعي، أنا ما تحدَّثت عن خيال تحدَّثت عن أشياء محسوسة وملموسة في الواقع العملي في التأريخ، في التأريخ الشيعي الأحداث الَّتي مرَّت علينا أنا ما نقلت عن الطبري، أنا نقلت عن الشيخ الطوسي يُحدِّثنا عن الشلمغاني نقلت عن مصادرنا الشيعية هذه الحقائق والّتي يمكن أن نجد لها مصاديق في واقعنا العملي، كلُّ هذا أنا لا أُريد منهُ أن أصنع عداوات واللهِ لا أقصد ذلك أو أن أقوم بتحريضٍ لهذا على ذاك واللهِ لا أقصدُ ذلك وصاحبُ الأمر شاهدٌ عَلَيَّ، إنَّما أريد أن أقول: يا شيعة أهل البيت الثقافة الشيعية الموجودة عندكم مخترقة من الفكر المخالف والسبب هو هذا الواقع السيئ، فعليكم أنْ تُدقِّقوا النظرَ في عقائدكم كما قال باقر العلوم فلينظر الإنسان إلى طعامه فلينظر الإنسان إلى علمهِ هذا عمَّن يأخذه من أي جهة يأخذ، مثل ما تدقِّق في حليَّة الطعام وفي أنَّ هذا الذبح حلال أو غير حلال عليك أنْ تُدقِّق في أنَّ هذه المعلومات معلومات حلال، معلومات حلال يعني أنَّ هذه المعلومات منهم صلواتُ الله عليهم، أنَّ هذه المعلومات تحمل الماركة الحقيقية، أي ماركة؟ ماركة الزّيارة الجامعة كلامكم نور، هذه المعلومات توجد عليها الماركة ماركة حقيقية غير مزوَّرة، ماركة كلامكم نور موجودة على هذه المعلومات أو لا، إذا لم تكن هذه الماركة موجودة حذاري حذاري حذاري، كُل الذبيحة لو خُيِّرت بين أنْ تُدخل إلى رأسك معلومات ليست محلَّلة غير مختومة وبين أن تأكل طعام محرَّم، كُل الطعام المُحرَّم ولا تُدخِل إلى رأسك، الطعام المُحرَّم آثارهُ مدَّة زمنية إلى أربعين يوم ربَّما وينتهي الروايات هكذا تقول، لكن هذه المعلومات المحرَّمة أنا لا أشجِّعُكم على ذلك، وإنَّما أقول: لو كانت هناك، لو كانت هناك مقارنة ومقايسة الطعام الحرام تزول آثاره بمرور الأيام وبالاستغفار لكن المعلومات الخاطئة، شاهدتم في قصَّة بني بسطام الحسين ابن روح في البداية أرسل اِلهم رسالة شفهية، ثُمَّ تحدَّث معهم، ثُمَّ أرسل لهم رسالة مكتوبة وهم يزدادون سوءاً، لماذا؟ لأنَّهم فتحو الأذهان للمعلومات الخاطئة، إذا تسرَّبت المعلومات الخاطئة من الصعوبة جداً إخراج هذه المعلومات وأنا لا أتحدَّث عن معلومات في الجبر أو الهندسة أو الرياضيات، أنا أتحدَّث عن عقيدة ولا أتحدَّث عن معلومات في الحلال والحرام أتحدَّث عن عقيدة، العقيدة إذا دخلت إلى ذهن الإنسان واستحكمت في قلبهِ سواء كانت على حقّ أو على باطل من الصعوبة إخراج هذه العقيدة. الآن هذه الديانات الآن الديانة الهندوسية الديانة السيخية الديانة البوذية ديانات مستحكمة في قلوب أصحابها وكلّ الديانات هكذا كلُّ الديانات هكذا، وهذه الديانات تأريخياً أقدم من الدين الإسلامي، أقدم من الدين المسيحي وأقدم من الدين اليهودي، الديانات، الديانة الهندوسية، الديانات الهندية أقدم من هذه الديانات ولا زالت مستحكمة، مستحكمة إلى حدٍّ بعيد، أنت الآن إذا تأتي إلى مدينة لندن هنا وترى المعابد الهندية، المعابد الهندية أضخم وأكبر من المساجد ومن المراكز الإسلامية، وستجد الاهتمام وستجد التجمعات والأموال الَّتي تُنفق أكثر ممَّا يجري في الكنائس المسيحية وأكثر ممَّا يجري في المساجد والمراكز الإسلامية، العقيدة إذا دخلت في القلب استحكمت، فإذا دخلت العقائد الشيعية الَّتي ما هي بشيعية جيء بها من المخالفين، وصُبغت بصباغة شيعية واستحكمت في القلوب من الصعب من الصعب جداً إلَّا بتوفيق من الإمام الحُجَّة صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، هذا هو الَّذي أقصدهُ من حديثي، الواقع العملي أمامي أنا عشتهُ منذ سنة: 1981، وأنا أحدِّثُ شيعة أهل البيت عن أيّ طريق ٍأتمكَّن أنْ أتحدَّث معهم أتحدَّث وأعرض حديث أهل البيت فقط، قُرآنهم وحديثهم، أجد الجواب عند الشيعة بأنَّ هذا الكلام منحرف وأنَّ الكلام الصحيح الَّذي يسمعونهُ من المصادر الأخرى الَّتي هي تعبُّ عبَّاً وتكرع كروعاً في الفكر المخالف لأهل بيت العصمة، وما أنا حقيقةً بحزينٍ لذلك، فإنَّما يجني المرءُ جِنَاهُ بيده، كلٌّ كما يُقال، كلُّ ذبيحةٍ تُعلَّق من عرقوبها. ألقاكم يوم غد أسألكم الدعاء لقاؤنا يتجدَّد مع يا عليّ في أمانِ الله. ملخـّص الحلقة تاريخ البث : يوم الثلاثاء 26 شهر رمضان 1436هـ الموافق 14 / 7 / 2015م كان الحديث في الحلقة المتقدمة في أجواء مشكلة الثقافة العقائدية الشيعية واختراق الفكر المخالف لأهل البيت لساحة الثقافة العقائدية الشيعية. ووصل بنا الكلام في آخر الحلقة عند علماء الشيعة ووكلاء الإمام الكاظم عليه السلام مثل علي بن أبي حمزه البطائني وغيره وهم الواقفة. وكيف أن الواقفة أنكروا إمامة الإمام الرضا عليه السلام طمعاً بالأموال والرئاسة الدينية. هذا وهم في زمان أئمةٍ معصومين، فما بالك ماذا يحدث في عصر الغيبة الكبرى حيث الساحة مفتوحة للعلماء والمراجع والفقهاء، فلا توجد هناك أي محاسبة وأي مراقبة. أحداث الواقفة كانت من أخطر الأحداث في التاريخ الشيعي وأحدثت إنحرافاً كبيراً عن أهل البيت بين الشيعة. وقد أطلق عليهم إمامنا الرضا عليه السلام هذه التسمية (الكلاب الممطورة). قضية الوقف ليست محصورة بالواقفة في عدد الأئمة، بل هي تشمل الوقف عند مقاماتهم وولايتهم وشؤوناتهم. الشلمغاني من أكبر مراجع الشيعة في زمن الغيبة الصغرى كذلك وقف في مواجهة إمام زماننا صلوات الله عليه وقد لعنه الإمام. يا شيعة أهل البيت دقّقوا في عقائدكم، وابحثوا عن الجهة التي تعلمكم حديث أهل البيت. ورد في تفسير الإمام العسكري عليه السلام عن إمامنا السجاد صلوات الله عليه: “إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته وهديه، وتماوت في منطقه، وتخاضع في حركاته، فرويداً لا يغرّنكم، فما أكثر من يعجزه تناول الدنيا، وركوب المحارم منها، لضعف بنيته ومهانته، وجبن قلبه، فنصب الدين فخّاً لها، فهو لا يزال يختل الناس بظاهره، فإن تمكن من حرام اقتحمه، فإذا وجدتموه يعف عن المال الحرام فرويدا لا يغرنكم، فإن شهوات الخلق مختلفة، فما أكثر من ينبو عن المال الحرام وإن كثر، ويحمل نفسه على شوهاء قبيحة، فيأتي منها محرّما، فإذا وجدتموه يعف عن ذلك، فرويدا لا يغرنكم حتى تنظروا ما عقده عقله، فما أكثر من يترك ذلك أجمع، ثم لا يرجع إلى عقل متين، فيكون ما يفسده بجهله أكثر مما يصلحه بعقله، فإذا وجدتم عقله متينا، فرويدا لا يغرنكم حتى تنظروا أمع هواه يكون عقله، أم يكون مع عقله هواه ؟ وكيف محبته للرئاسات الباطلة وزهده فيها، فإن في الناس من خسر الدنيا والآخرة، بترك الدنيا للدنيا، يرى أن لذة الرئاسة الباطلة، أفضل من لذة الأموال، والنعم المباحة المحللة، فيترك ذلك أجمع طلباً للرئاسة، حتى إذا قيل له : اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد، فهو يخبط خبط عشواء، يقوده أول باطل إلى أبعد غايات الخسارة، ويمد يده بعد طلبه لما لا يقدر عليه في طغيانه، فهو يحل ما حرم الله، ويحرم ما أحل الله، لا يبالي ما فات من دينه، إذا سلمت له رئاسته، التي قد شقى من أجلها، فأولئك مع الذين غضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم عذابا مهينا . ولكن الرجل كل الرجل نعم الرجل، هو الذي جعل هواه تبعا لأمر الله، وقواه مبذولة في رضا الله، يرى الذل مع الحق أقرب إلى عز الأبد من العز في الباطل، ويعلم أن قليل ما يحتمله من ضرائها، يؤديه إلى دوام النعم في دار لا تبيد ولا تنفد، وإن كثير ما يلحقه من سرائها إن اتبع هواه يؤديه إلى عذاب لا انقطاع له ولا زوال، فذلكم الرجل، نعم الرجل، فبه فتمسكوا، وبسنته فاقتدوا، وإلى ربكم فبه فتوسلوا، فإنه لا ترد له دعوة، ولا تخيب له طلبة”.