يا عليّ – الحلقة ٢٧ – دين القيّمة ج١ Show Press Release (9 More Words) يا عليّ – الحلقة 27 – دين القيّمة ج1 صور OverlaysPreviousNext فيديو يوتيوب اوديو مطبوع Show Press Release (7٬066 More Words) يازهراء وهل هُناكَ أجملُ مِن هَذا الاسم أبتدئُ بهِ حَديثي … قَالَ صلَّى اللهُ عليهِ وَآلهِ وسلَّم: لَوْ كَانَ الحُسنُ صُورَةً، لَو كَانَ الحُسنُ هَيئَةً لَكَانَت فَاطِمَة صَلوات اللهِ وسَلامه عليها بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيم اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى فَاطِمَة وَأَبِيهَا وَبَعلِهَاِ وَبَنِيهَا وَالسرِّ المُستودَعِ فِيهَا … يَا عَلِيّ … الْحَلَقَةُ السَابِعَةُ وَالعُشْرُون: دِيْنُ الْقَيِّمَة ج1 الْحَلَقَةُ السَابِعَةُ وَالعُشْرُون دِيْنُ الْقَيِّمَة ج1 الْحَلَقَةُ السَابِعَةُ وَالعُشْرُون مِنْ بَرْنَامَجِنَا: (يَا عَلِيَّ) أَشْيَاعَ أَمِيْرَ الْمُؤمِنِينْ أَنَّى كُنْتُمْ فِيْ مَشْرِقِ الأَرْضِ أَوْ مَغْرِبِهَا إِخْوَتِيْ أَخَوَاتِيْ أَبْنَائِيْ بَنَاتِيْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ جَمِيْعَاً. كانَ الكلامُ في الحَلقتينِ الماضيتين في أجواءِ مُشكلةِ الثّقافةِ العقائديّةِ في السّاحةِ الشّيعية، والموضوع مهمٌّ وشائكٌ لكنَّ ضِيقَ الوقت يَجعلُني أُعرضُ عن هذا الموضوع وربَّما أجدُ لهُ فُسحةً في برنامجٍ آخر في وقتٍ آخر وأتحدَّث حينها بتفصيلٍ أكثر. حَلقةُ هَذا اليَوم وهِي السَابعةُ والعُشرون أأخذُ من حَديث المعرفَةِ بالنَّورانيَّة أأخذُ صُورةً مَقطعية، لم يبقى كثيرٌ من الوقت حتَّى أقفَ على كُلِّ تَفاصيلِ حديث المعرفةِ بالنَّورانيَّة، كانَ بودي أن يكون ذلك ولكن إذا جرت الأمور بأسبابها الأيام طويلة أمامنا إذا بقيَت للعمرِ بقيَّة البرامج كثيرة إن شاء اللهُ تعالى وسأتناول هذا الحديث وغيرهُ حتَّى لا يكون هُناك إعراض كبير عن الكثير من مَطالبِ حدِيث المعرفةِ بالنَّورانيَّة وإن كانَت قد بُيِّنَت، بُيِّنت في اتجاهات أخرى في نصوص أخرى، حديثُ أهلُ البيت حقيقةٌ واحدة، ومضمونٌ متّسق، هُناك ترابط واضح بينَ قُرآنهم وبينَ كلماتهم القِصار وبين خُطبهم الطويلة وبين أدعيتهم وبين زياراتهم وبين سائرِ أصنافِ كَلامِهم النُوري صلواتُ اللهِ عليهم. كما قُلتُ: إنَّني سأخذ صورةً مقطعية، وحين أقول صورة مقطعية، فذلك يعني أنَّني سأتناول جَانباً مهمَّاً، سأتناول جانباً أساسياً في مُعطياتِ حديث المعرفةِ بالنَّورانيَّة، أذهبُ إلى هذهِ العِبارة من كَلامِ سيّد الأوصياء صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه وهو يقول:- فَمَنْ اِسْتَكْمَلَ مَعْرِفَتِي فَهُو عَلَى الدِّينِ القَيَّم كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالى وَذَلِكَ دِينُ القَيَّمَة – أقفُ عند هذا السَّطر من كلماتهِ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه – فَمَنْ اِسْتَكْمَلَ مَعْرِفَتِي فَهُو عَلَى الدَّينِ القَيَّم كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالى وَذَلِكَ دِينُ القَيَّمَة – في البداية أمرُّ مروراً سريعاً على كلماتِ هذا المقطع وهذا السطر من حديث المعرفة بالنَّورانيَّة ثُمَّ أقفُ على جُزئيات هذا الكلام بحسبِ ما يسنحُ به الوقت – فَمَنْ اِسْتَكْمَلَ مَعْرِفَتِي – المعرفة الَّتي يتحدَّثُ عنها هي نفسها المعرفةُ الَّتي يتحدَّثُ عنها كلُّ الحديث، حديثُ المعرفةِ بالنَّورانيَّة ومرَّ في الحلقَات السَابقة معنى هذا المصطلح هذا العنوان: معرفتي بالنَّورانيَّة. النَّورانيَّةُ كما قُلت: هو نَوعُ العلاقةِ فيما بين الشيعي وإمامهِ، وبواسطة هذه العلاقة تتولَّدُ المعرفة، تأتي المعرفة، معرفتي بالنَّورانيَّة، الباء هنا؛ باء الواسطة، والنَّورانيَّة؛ هي حالة العلاقة، وليست النُّورانيَّة، النَّورانيَّة، كما قال أئمّتنا وحتَّى نفس الحديث، ما قاله إمامنا سيّد الأوصياء في نفس الحديث – وَأَوْضَحْتُ وَنَوَّرْتُ – ونوَّرت؛ نَوراً، معرفةٌ بالنَّورانيَّة – فَمَنْ اِسْتَكْمَلَ مَعْرِفَتِي فَهُو عَلَى الدَّينِ القَيَّم كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالى وَذَلِكَ دِينُ القَيَّمَة – من استكمل معرفتي فهو على الدين القيّم؛ الأمير في كلامهِ في نفس الحديث في السطور الأخيرة من الحديث ماذا يقول سيّد الأوصياء؟ – يَا سَلْمَان ويَا جُندَب فَهَذِهِ مَعْرِفَتِي بِالنَّورَانِيَّة – بعد أنْ فصَّل القول في الحديث – فَهَذِهِ مَعْرِفَتِي بِالنَّورَانِيَّة – وأنا كما قُلت: الحديث لا يتكلَّم عن نتائج المعرفة بالنَّورانيَّة، وإنّما بيَّن لنا أنَّ المعرفة المطلوبة لا تحصل إلَّا من هذا الطريق من طريق النَّورانيَّة، من طريق العلاقة مع المعصوم، وما ذُكرت من مطالب فإنَّها كانت أمثلة، ليس المعرفة بالنَّورانيَّة هي الَّتي ذُكرت في هذا الحديث وإنَّما الحديث أراد أن يبين لنا كيف تحصل المعرفة التامَّة المعرفة المطلوبة التامَّة نسبياً. بالنسبة لنا الَّتي عبَّر عنها الإمام صلواتُ الله وسلامهُ عليه بالدين القيَّم، هذا الدينُ القيَّم كيف يحصل؟ يحصل بواسطة النَّورانيَّة الَّتي هي نوع العلاقة مع الإمام المعصوم – يَا سَلْمَان ويَا جُندَب فَهَذِهِ مَعْرِفَتِي بِالنَّورَانِيَّة فَتَمَسَّك بِهَا رَاشِدَاً فإنَّهُ لا يَبلُغُ أحدٌ مِن شِيعَتِنَا حَدَّ الاسْتِبْصَار حتَّى يَعرِفَني بالنَّورانيَّة فإذا عَرَفَنِي بِهَا كانَ مُستَبصِراً بَالِغَاً كَامِلاً – وفقاً للمقدمة الَّتي أشرت إليها قبل قليل فذلك يعني أنَّ المطالب الَّتي جاءت في حديث المعرفة بالنَّورانيَّة ليست هي النهاية في هذه المعرفة إنَّما هي أمثلة، النهايةُ في هذه المعرفة إنَّما يستحصلها الشيعي من طريق النَّورانيَّة الَّتي هي نوعُ العلاقة مع الإمام المعصوم، ما هو مستوى علاقتهِ؟ وفقاً لذلك المستوى من العلاقة تأتي العقيدةُ الَّتي يتشبَّعُ بها الوجدانُ الشّيعي – يَا سَلْمَان ويَا جُندَب فَهَذِهِ مَعْرِفَتِي بِالنَّورَانِيَّة فَتَمَسَّك بِهَا رَاشِدَاً فإنَّهُ لا يَبلُغَ أحدٌ مِن شِيعَتِنَا حَدَّ الاسْتِبْصَار حتَّى يَعرِفَني بالنَّورانيَّة فإذا عَرَفَنِي بِهَا كانَ مُستَبصِراً بَالِغَاً كَامِلاً. وأيضاً في نفس الحديث في نفس الحديث الشريف، في حديث المعرفة بالنَّورانيَّة، ماذا قال إمامنا وهو يخاطبُ سلمان وأبا ذر؟ – معرِفَتي بالنَّورانِيَّة مَعْرِفَةُ اللهِ عَزَّ وجلَّ ومَعْرِفَةُ اللهِ عزَّ وجلَّ مَعْرِفَتِي بِالنَّورَانِيَّة وَهُو الدِّيْنُ الخَالِص – نفس التعبير في كلمتهِ الَّتي بدأتُ بها حديثي:- فَهُو عَلَى الدَّينِ القَيَّم – الدين القيَّم هو الدينُ الخالص – وَهُو الدِّينُ الخَالِص الَّذِي قَالَ الله تَعَالَى وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ – هنا عندنا مفردات المفردة الأولى: المعرفةُ بالنَّورانيَّة ومرَّ الكلامُ عنها. المفردةُ الثانية: الدينُ القيَّم الذي هو الدينُ الخالص وهذه هي الآية الخامسة من سورة البينة: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} وهذا المصطلح تكرَّر في هذا المقطع وفي المقطع الَّذي بدأتُ به الحديث – فَمَنْ اِسْتَكْمَلَ مَعْرِفَتِي فَهُو عَلَى الدَّينِ القَيَّم كَمَا قَالَ الله تَعَالى وَذَلِكَ دِينُ القَيَّمَة – وهذا التعبير هو من تعابير سورة البينة في الجزء الثلاثين من أجزاء الكتاب الكريم. جاء عن إمامنا أبي جعفرٍ الباقر الرّواية تجدونها في تأويل الآيات الظاهرة في فضائل ومناقب العترة الطاهرة لشرف الدين النّجفي الاسترابادي كتاب معروف عندَ علماء الحديث، وصاحب البرهان السيّد هاشم البحراني نقل الرّواية أيضاً من نفس المصدر – عَنْ جَابِر – جابر الجعفي من الَّذين يصنفهم الرجاليون على الغلاة رضوان الله تعالى عليه – عَنْ جَابِر ابْن يَزِيد عَن أَبِي جَعْفَرٍ عَلَيْهِ السَّلَام فِي قَوْلِهِ عزَّ وجلَّ: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ – هذه هي سورة البينة. نقرأ آيات سورة البينة ثُمَّ نذهب إلى كلام إمامنا الباقر صلواتُ الله عليه: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ * رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً * فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ * وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ * وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ * إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُوْلَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ * إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ} هذه هي آياتُ سورة البينة. حين تقرؤون القُرآن أو حينَ تسمعون القُرآن: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ} ستضعون في أذهانكم صورةً لهذا الكلام لأهل الكتاب وللمشركين، أئمّتنا قالوا: أبعدُ شيءٍ عن عقول الرجال هو تفسيرُ القُرآن، أبعدُ شيء هكذا قالوا؟! ماذا يُحدِّثنا جابر الجعفي عن باقر العلوم؟ – فِي قَوْلِهِ عَزَّ وجلَّ: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ – من هُم؟ – قَالَ: هُمْ مُكَذِّبوا الشِّيْعَة – أنتم حين تقرؤون أو تسمعون إلى أين تذهب أذهانكم؟ هذا كلام الباقر – لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، قَالَ: هُمْ مُكَذِّبوا الشِّيْعَة، لأنَّ الكِتابَ هُو الآيَات، وَأَهْلُ الكِتَاب الشِّيْعَة – نَحْنُ أَهْلُ الكِتَاب الصَّامِت وَالنَّاطِق – وَقُولهُ: وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ، يَعْنِي المُرْجِئَة – الَّذينَ جعلوا أنفسهم شركاء لله فنصبوا أئمَّةً كما نصب الله أئمَّة للعباد فكانوا مشركين أشركوا مع الله جعلوا أنفسهم شركاء لله في نصب الأئمَّة – في قولهِ عَزَّ وجلَّ: لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ، قَالَ: هُمْ مُكَذِّبوا الشِّيْعَة، لأنَّ الكِتابَ هُو الآيَات وَأَهْلُ الكِتَاب الشِّيْعَة، وَقُولهُ: وَالْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ، يَعْنِي المُرْجِئَة – المخالفين – حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ، قَالَ: حَتَّى يَتَّضِحَ لَهُم الحقّ، وَقَولُه: رَسُولٌ مِّنَ اللَّهِ، يَعْنِي مُحَمَّداً صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِه، يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً، يَعْنِي يَدِلَّ عَلَى أُولِي الأَمْر مِن بَعْدِهِ وَهُم الأَئِمَّةُ وَهُم الصُحُف المُطَهَّرَة – الصُحف الكتب، الكتب الناطقة المطهَّرة هم صلواتُ الله عليهم – يَتْلُو صُحُفاً مُّطَهَّرَةً، يَعْنِي يَدِلَّ عَلَى أُولِي الأَمْرِ مِن بَعْدِهِ وَهُم الأَئِمَّة وَهُم الصُحُف المُطَهَّرَة وَقَوله: فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ، أَي عِنْدَهُم الحَقُّ المُبِين وَقَوله: وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ، يَعْنِي مُكَذِّبي الشِّيْعَة وَقَولهُ: إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ، أَي مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُم الحَقّ، وَمَا أُمِرُوا – هؤلاء الأصناف ما أمروا، من هم؟ مكذِّبوا الشيعة والمرجئة – وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ، وَالإِخْلَاصُ الإِيمَانُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالأَئِمَّة – هذا هو الإخلاص الدين الخالص والإخلاص في الدين هو هذا – إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ، وَالإِخْلَاصُ الإِيمَانُ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالأَئِمَّة عَلَيْهُم السَّلَام، وَقَولُهُ: وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، الزَّكَاةُ وَالصَّلَاة – ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة – الزَّكَاةُ وَالصَّلَاة، الصَّلَاةُ وَالزَّكَاة أمير المؤمنين عَلِيُّ ابْن أَبِي طَالِب – هنا المصدر الَّذي بين يدي هو تفسير البرهان. لكنَّني الَّذي يعلق في بالي أنَّهُ في النسخة الأصلية لتأويل الآيات ذُكرت الزكاة والصلاة معاً فيبدو أنَّ كلمة الزكاة سقطت هنا من تفسير البرهان: والزكاة والصلاة والصلاة والزكاة كما في تأويل الآيات – أمير المؤمنين عَلِيُّ ابْن أَبِي طَالِب – وهذه نماذج كيف أنَّ الأحاديث تسقط منها الكلمات عمداً سهواً من دونِ قصد بالنتيجة أخطاء بشرية – والصَّلَاةُ وَالزَّكَاة أمير المؤمنين عَلِيُّ ابْن أَبِي طَالِب، وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ، هَذَا الدِّيْن هُو دِيْنُ القَيِّمَة قَالَ هِي فَاطِمَة عَلَيْهَا السَّلَام – خلاصة الدين فاطمة، القيَّمةُ على الدين فاطمة صلواتُ الله وسلامهُ عليها، حديثُ المعرفة بالنَّورانيَّة يؤكِّد على هذه الحقيقة أنَّ هذا الدين أنَّ هذه المعرفة مدارها القيَّمة – وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ، قَالَ هِي فَاطِمَة عَلَيْهَا السَّلَام، وقوله: الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ، قَالَ: الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَبِأُولِي الأَمْر وَأَطَاعُوهُم بِمَا أَمِرُوهُم بِه فَذَلِكَ هُو الإِيْمَانُ وَالعَمَلُ الصَّالِح – هذا تمام ما جاء في الرواية عن باقر العلوم صلواتُ الله وسلامهُ عليه. هذه السورة سورةُ البينة هي سورةُ الشيعة حتَّى في كتب المخالفين هذه الآيات مفسَّرة في شيعةِ عليٍّ الذين هم خيرُ البرية. نذهب إلى فاصل عليّ مولى صلواتُ الله عليه وأعودُ إليكم. وهل غيرُ عليٍّ مولى صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه اللَّهُمَّ وَالِيْ مَنْ وَالَاه وَعَادِيْ مَنْ عَادَاه وَانْصُر مَنْ نَصَرَه وَاخْذُل مَنْ خَذَلَه. والحديثُ في فناء المولى حديثُ المعرفةِ بالنَّورانيَّة، معرفةُ المولى بالنَّورانيَّةِ هي الدينُ الخالص وهي الدينُ القيَّم وبعبارة القُرآن: {دِينُ الْقَيِّمَةِ} إنَّهُ دينُ فاطمة، فاطمةُ الَّتي لها القيمومة على هذا الدين، والمراد من القيمومة؛ ليس المعنى العرفي للقيمومة، معنى القيمومة هنا واسع نستمرُّ في الحديث، رواية طويلَة قَرأتُ عليكُم مِنها مَقاطع في الحلقات السابقة، واليوم أيضاً اقرأُ منها مقطعاً يرويها الْمُفضل أيضاً هو من الغُلاة رضوان الله تعالى عليه، حينما وصل خبرُ وفاتهِ إلى الإمام الرِّضا قال عنه: رَحِمَهُ الله أَمَا أَنَّهُ قَد استَرَاح مِن همِّهَا وَغَمِّهَا، أوذي كثيراً أوذي خصوصاً من كبار رجالات وفقهاء الشّيعة في ذلك العصر في زمان الأئمَّة، وحاولوا أنْ يُشوهوا سمعتهُ، كبار أصحاب الإمام الصَّادق عند الإمام الصَّادق، وهذه القضايا مفصَّلة في مواطنها ومصادرها، أمَا أنَّهُ قَد استَرَاح مِنْ هَمِّ الدُّنْيَا وَغَمِّهَا رَحِمَهُ الله لَقَد كَانَ الوَالِد بَعْدَ الوَالِد، لأنَّ المفضَّل صاحبَ العديد من الأئمَّة صاحبَ الإمام الباقر، صاحبَ الإمام الصَّادق، صاحبَ الإمام الكَاظم، صاحبَ الإمام الرِّضا وربَّما حتَّى صَاحبَ الإمام السَّجاد. المفضَّل ينقلُ في هذه الرّواية عن إمامنا الصَّادق سؤال يتوجَّه بهِ المفضَّل إلى الصَّادق:- مَا مَعْنَى قَولِ أَمِيْرِ الْمُؤمِنِين الَّذِي كُنَّا بِكَيْنُونيَّتهِ فِي التَّمْكِين – وهذا الكلام ذكرهُ الإمامُ الصَّادق للمفضَّل، الحديث طويل، الإمام الصَّادق ذكرَ كلاماً عن أمير المؤمنين للمفضَّل من جملة هذا الكلام هذه العبارة المفضَّل هنا يسأل عن معنى هذه العبارة:- مَا مَعْنَى قَول أَمِيْرِ الْمُؤمِنِين الَّذِي كُنَّا بِكَيْنُونيَّتهِ فِي التَّمْكِين؟ قَالَ الصَّادِقُ: نَعَمْ يَا مُفضَّل الَّذِي كُنَّا بِكَيْنُونيَّتِهِ فِي القِدَمِ وَالأَزَل – الكلام هنا: كان اللهُ ولا شيء معه ثُمَّ كانوا ولا شيء معهم أيضاً – نَعَم يَا مُفضَّل الَّذِي كُنَّا بِكَيْنُونيَّتِهِ فِي القِدَمِ وَالأَزَلْ هُو المُكوِّن وَنَحْنُ المَكَان – والمكان هنا مُصطلح لا يُراد منه المعنى اللغوي، كانَ اللهُ ولم يكن معهُ شيء ثُمَّ خلق الكان والمكان، هذا المعنى يرد في الرّوايات في الكافي وفي غيرهِ، ثُمَّ خلقَ الكانَ والمكان، هذه مصطلحات تشير إليهم – يَا مُفضَّل الَّذِي كُنَّا بِكَيْنُونيَّتِهِ فِي القِدَمِ وَالأَزَل هُو المُكوِّن وَنَحْنُ المَكَان وَهُو المُنْشِئ وَنَحْنُ الشَّيْء وَهُو الخَالِق وَنَحْنُ المَخْلُوقُون وَهُو الرَّبّ وَنَحْنُ المَرْبُوبُون – ولا شيء معهم هو وهم – وَهُوَ الرَّبّ وَنَحْنُ المَرْبُوبُون وَهُو المَعْنَى وَنَحْنُ أَسْمَاؤُه – أسماؤه؛ ليست كالَّذين يُلحدون بأسمائهِ الألفاظ والحروف، الحديث عن حقائق في هذه الطبقة لا توجد لا ألفاظ ولا حروف، خلق اسماً بالحروف غير متصّوَت وباللفظ غير مُنطق كما مرَّ علينا – وَهُو المَعْنَى وَنَحْنُ أَسْمَاؤُهُ وَهُو المُحْتَجِب وَنَحْنُ حُجُبُه قَبْلَ الحُلولِ فِي التَمْكِين قَبَلَ حُلُولِ أَنْوارِنَا وَأَرْوَاحِنَا فِي الأَجْسَامِ وَالأَعْرَاضِ وَالتَمْكِين – الأعراض؛ الأشياء العارضة، الأشياء المتبدِّلة، كلُّ الأشياء الَّتي حولنا متبدِّلة، الأشياء المتحرِّكة المتغيِّرة – وَنَحْنُ حُجُبُه قَبْلَ الحُلولِ فِي التَمْكِين قَبَلَ حُلُولِ أَنْوارِنَا وَأَرْوَاحِنَا فِي الأَجْسَامِ وَالأَعْرَاضِ وَالتَمْكِين مُمْكِنِين – هم المكان، المكان ليس هذا المعنى الفيزيائي، الحقيقة الَّتي تكوَّنت فيها ومنها كلُّ الكائنات هو هذا المكان، مكان التكوين، خلق المشيَّة بنفسها ثُمَّ خلق الأشياء بالمشيَّة – مُمْكِنِينَ لَا نَحُولُ وَلَا نَزُول وَقَبْلَ مَوَاقِعِ صِفَاتِ التَمْكِينِ وَالتَكْويِن قَبْلَ أَنْ نُوصَفَ بِالبَشَرِيَةِ وَالصُّورِ وَالأَجْسَامِ وَالأَشْخَاص – الوصف بالبشرية ليس في العالم الأرضي، ألا نقرأ في قصَّة آدم بأنَّ آدمَ حينَ رأى ما رأى من تجلِّياتهم عند العرش وأُخبر بأنَّ هذه الأنوار أنوارُ أشخاصٍ سيكونون في ذرّيَّتِك. الوصف بالبشرية ليس محصوراً بالعالم الأرضي – وَقَبْلَ مَوَاقِعِ صِفَاتِ التَمْكِين وَالتَكْويِن قَبْلَ أَنْ نُوصَفَ بِالبَشَرِيَةِ وَالصُّورِ وَالأَجْسَامِ وَالأَشْخَاص مُمْكِنَةً مُكَوَّنَةً – هذه الحقائق كائنين لا مُكوَّنين – كَائِنَين عِنْدَهُ أَنْوَارَاً لَا مُكَوَّنِين أَجْسَامَاً وَصُوَرَاً نَاسِلِينَ لَا مُتَنَاسِلِين، مُحَمَّد ابْن عَبْدِ الله ابْن عَبْد المُطْلَب ابْنِ هَاشِم ابْنِ عَبْد مَنَاف إِلَى آدَم وَأَميرُ المؤمنين عَلَيُّ ابْن أَبِي طَالِب إِلَى عَبْد مَنَاف إِلَى آدَم وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ ابْنَا أَمِيرِ الْمُؤمِنِين عَلِيِّ ابْن أَبِي طَالِب ابْن عَبْد المُطْلِب ابْن عَبْد مَنَاف وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّد وَعَليٌّ ابْن الحُسَين وَمُحَمَّدٌ ابْنُ عَلِيٍّ وَجَعْفُرٌ ابْنُ مُحَمَّد وَمُوسَى ابْنُ جَعْفَر وَعَلِيٌّ ابْنُ مُوسَى وَمُحَمَّدٌ ابْنُ عَلِيّ وَعَلِيٌّ ابْنُ مُحَمَّد وَالحَسَنُ ابْنُ عَلِيٍّ ومُحَمَّدٌ ابْنُ الحَسَن – بهذا النَّسَب – لَا مُتَنَاسِلِين وَلَا ذَوَات أَجْسَام وَلَا صُوَر وَلَا مِثَال إِلَّا أَنْوَار نُسَبِّحُ الله رَبَّنا وَنَسْمَعُ ونُطِيع – الإمام يتحدَّث عن طبقةٍ من طبقات هذا الوجود ليست محكومةً بالزَّمان، وليست محكومةً بالمكان، وليست محكومةً بالعلائقِ والارتباطات، العلائق والارتباطات بين الوالِد والولد بين الزوج والزوجة بين الأخ وأخيه، العلائق والارتباطات فيما بين الحيوانات فيما بين البشر فيما بين النباتات في النباتات هناك المذكَّر والمؤنَّث، سائر أنواع العلاقات حتَّى في العناصر الكيميائية، العناصر الَّتي تتفاعل فيما بينها وهناك عناصر لا تتفاعل فيما بينها جميع أنواع هذه العلائق في العناصر الكيميائية في الخامات في المعادن في المواد الأرضية في النباتات في الحيوانات في البشر في الجمادات هذه العلائق هي جُزء من هذا العالم التُرابي، هناك طبقات في هذا الوجود لا توجد فيها هذه العلائق ولو كانت هناك علائق فهي من نحوٍ آخر تتناسب وذلك العالم، لِذا الحُكماء الفلاسفة يسمُّون هذا العالم عالمُ الإضافات، عالمُ الارتباطات، عالمُ العلائق، لأنَّ هذا العالم لا ينتظم إلَّا بهذه العلاقات والارتباطات، لِذا الإمام هنا يتحدَّث حين يقول: لَا مُتناسلين، بهذا النَّسَب لا مُتناسلين، هناك علاقة ولكن هذه العلاقة لا تشبه العلاقات في هذا العالم، حين يُعدِّد الأسماء الشَّريفة يقول: بهذا النسب لا متناسلين، لأنَّ التناسل نوعُ علاقةٍ هي من شؤونات هذا العالم التُرابي. هو يُعبِّر عن وجودهم – وَلَا ذَوَات أَجْسَام وَلَا صُوَر وَلَا مِثَال إِلَّا أَنْوَار نُسَبِّحُ الله رَبَّنا وَنَسْمَعُ ونُطِيع، يُسَبِّحُ نَفْسَهُ – الله يُسبِّح نفسه – يُسَبِّحُ نَفْسَهُ – فماذا يحدث؟ – فَنُسَبِّحَهُ – وَلَا شَيِء، ولا شيء من الكائنات، الكائنات بعد ذلك سبَّحت بأسمائهم – يُسَبِّحُ نَفْسَهُ فَنُسَبِّحُهُ، يُهَلِّلُها فَنُهَلِّلُه ويُكَبِّرُها فَنُكَبِّرُهُ ويُقدِّسُهَا فَنُقَدِّسُهُ ويُمَجِّدُهَا فَنُمَجِّدهُ – إنَّ لنا مع اللهِ حالات نكونُ فيها نحنُ هو وهو نحنُ إِلَّا أنَّنا نحنُ نحنُ وهُو هو، إلَّا أنَّهُ هُو هُو ونحنُ نحنُ. الإمام هنا يشير إلى العلاقة فيما بينهم وبينه، تِلكُم العَلاقة لا تشبه العَلاقات الموجودة في العَالم الطبيعي ولا تشبه عَلاقتنا مع الله ولا تَشبه علاقتنا بهم، هذه علاقات محكومة بقواعد وقوانين العالم التُرابي، الحديث هنا يتحدَّث عن علاقةٍ نحنُ لا نعرف سرِّها – يُسَبِّحُ نَفْسَهُ فَنُسَبِّحُه، يُهَلِّلُها فَنُهَلِّلُه، ويُكَبِّرُهَا فَنُكَبِّرُهُ، ويُقدِّسُهَا فَنُقَدِّسُهُ، ويُمَجِّدُهَا فَنُمَجِّدهُ، فِي سِتَّة أَكْوَان – وهذا الكلام كلُّه تقريبي في ستَّة أكوان، هذه الأكوان الستَّة الَّتي تتعانق مع الأيام الستَّة، الأيام الستَّة الَّتي خُلقت بها السَّماوات والأرض والحديث عن السَّماوات والأرض هو عنوان لكلِّ ما خلق الله، ليس هذا العنوان الجُزئي الصَغير المعهود في أذهاننا – فِي سِتَّةِ أَكْوَان كُلُّ كَونٍ مِنْهَا مَا شَاء الله مِن المُدَّة وَقُولُهُ: أَزَلِيِين – ما شاء الله هو أبعد وأوسع من التعبير الرياضي إلى المالا نهاية، أليس هناك تعبير رياضي وتوجد له إشارة ورمز إشارة المالا نهاية،ما شاء الله هذا التعبير تعبير يتجاوز هذا التعبير الرياضي – كُلُّ كونٍ مِنْهَا مَا شَاء الله مِن المُدَّة وَقَولِهُ: أَزَلِيِين لَا مَوْجُودِين – هذا قول أمير المؤمنين في الكلام الذي تقدَّم في هذه الرواية الطويلة، المفضَّل سأل عن هذه الكلمة الَّذي كُنَّا بكينونيَّتهِ في التمكين الإمام استمرّ جاء ببقيَّة كلام الأمير لأجل أن يتَّضح الأمر عند المفضَّل – وَقَولُهُ أَزَلِيِين لَا مَوْجُودِين وَكُنَّا أَزَلِيِين قَبْلَ الخَلْق لَا مَوْجُودِينَ بِأَجْسَامٍ وَصُور – كُنَّا أزَليِّين قبلَ الخلق حتَّى قبل خَلقهم، أين كانوا أزليين؟ في علمهِ، علمهُ أزلي، علمهُ أزلي وفي علمهِ أنَّ خَلقهُ له مراتب، وأنَّ المرتبة الأعلى مرتبتهم، فوجود الشيء في علم الله سبحانه وتعالى هو أعلى رتبةً وأعلى درجةً من تلبُّسِهِ باللباس الطبيعي، باللباس العرضي. مسألة تحتاج إلى تفصيل إلى شرحٍ أكثر إذا تابعتم معي برامجي أحاديثي ليس في هذا البرنامج فقط في البرامج القادمة أنا لا أستطيع أن أشرح كلَّ شيءٍ في موطنٍ واحد المطالب كثيرة، لكن البرامج القادمة كُلّ البرامج تصبُّ في مجرىً واحد في معرفتهم، وبعبارةٍ دقيقة في معرفةِ إمام زماننا الحُجَّة ابن الحسن صلواتُ اللهِ وسَلامهُ عليه،كما قُلت من الحلقة الأولى في هذا البرنامج المعرفةُ العلويَّة هي معرفةُ الحُجَّة ابن الحسن – وَقَولُهُ أَزَلِيِين لَا مَوْجُودِين وَكُنَّا أَزَلِيِين قَبْلَ الخَلْق لَا مَوْجُودِينَ بِأَجْسَامٍ وَصُور، قَالَ المُفَضَّل: يِا سَيِّدي وَمَتَى هَذِه الأَكْوَان؟ – يسأل عن الأكوان الستة – قَالَ: يَا مُفَضَّل أَمَّا الكَونُ الأَوَّل نُورانيٌّ لَا غَيْر وَنَحْنُ فِيه وَالكَونُ الثَّانِي جَوْهَرِيٌّ لَا غَيِر وَنَحْنُ فِيه وَالكَونُ الثَّالِث هَوَائِيٌّ لَا غَيْر وَنَحْنُ فِيه، وَالكَونُ الرَّابِع مَائِيٌّ لَا غَيْر وَنَحْنُ فِيه وَالكَونُ الخَامِس نَارِيٌّ لَا غَيْر وَنَحْنُ فِيه وَالكَونُ السَّادِس تُرَابِيٌّ لَا غَيْر – هذه مصطلحات، ليس المراد هنا من الماء والنَّار والتراب المعاني اللغوية لهذه المواد الموجودة في عالم الطبيعة الَّتي نعرفها، هذه مصطلحات والَّذي يدلُ على ذلك تتمَّةُ الكلام – وَالكَونُ السَّادِس تُرَابِيٌّ لَا غَيْر – ماذا في هذا الكون الترابي؟ فَأَظِلَّةٌ وَذَرّ – الأظلَّة يعني هي الصور الحقيقة للأشياء في العالم العرشي – واَلكَونُ السَّادِس تُرَابِيٌّ لَا غَيْر فَأَظِلَّةٌ وَذَرّ – والذرّ هو عالَم الأرواح، فأين التراب الأرضي والتراب الطبيعي من هذه المعاني؟! – واَلكَونُ السَّادِس تُرَابِيٌّ لَا غَيْر فَأَظِلَّةٌ وَذَرّ ثُمَّ – بعد هذه الأكوان – ثُمَّ سَمَاءٌ مَبْنِيَّة وَأَرْضٌ مَدْحِيَّة – الأرضُ المدحية هي الَّتي فيها التراب – ثُمَّ سَمَاءٌ مَبْنِيَّة وَأَرْضٌ مَدْحِيَّة فِيْهَا الجَان الَّذي خَلَقَهُ الله مِن مَارِجٍ مِن نَّار إِلَى أَنْ خَلَقَ اللهُ آدَم مِن التُّرَاب، قَالَ المُفَضَّل: يَا سِيِّدي فَهَل كَانَ فِي هَذِه الأَكْوَان خَلْقَاً مِنْهَا فَي كُلِّ كَون؟ قَالَ: نَعَم يَا مُفَضَّل – ثُمَّ بعد ذلك يُبيَّنُ للمفضَّل ابن عمر مثالاً وهذا المثال يأخذهُ من جسد الإنسان من جسد المفضَّل كيف أنَّ لهذه الأكوان أمثلة تقريبية موجودة في جسم الإنسان الوقت لا يكفي لقراءة ذلك، لكن المراد من هذا المثال أنَّ الإمام صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه يريد أن يقول: بأنَّ هذه الأكوان طويت في هَذا الإنسان في المفضَّل وفي غيرهِ فينا، طُويت بشكلٍ يتناسب مع خلقة هذا الإنسان ويتناسب مع قوانين عالم الطبيعة وقوانين عالم التُراب، بحيث أنَّ لهذه الأكوان وجودات تجلِّيات، على سبيل المثال – يَا مُفَضَّل الَّذِي فِيْكَ مِن الكَونِ النُّورَانِي نُورٌ فِي نَاظِرَيْك وَنَاظِرَاك بِمِقْدَار حَبَّة عَدَس تَرَى بِهِمَا مَا أَدْرَكَاه مِن السَّمَاءِ وَالهَوَاء وَالأَرْض وَمَا عَلَيْهَا وَفِيكَ مِن الكَونِ الجَوْهَرِي قَلْبُك – إلى آخر الكلام. الإمام جاء بهذا المثال يريد أنْ يقول: أنَّ هذه الأكوان لها تجلِّيات، لها صور، لها ظهورات، تتناسب وهذا العالم الترابي وتظهر في هذا الإنسان تتناسب مع خلقتهِ وهو مثالٌ تقريبي، الإمام يريد أن يقول: أنَّ هذه الأكوان وهذه المراتب الوجودية في حقيقتها هي ظاهرةٌ فينا، ظاهرةٌ فينا في مراتبنا العالية، وظاهرةٌ فينا في مرتبة الإمامة الأرضية الَّتي مرَّ الحديثُ عنها والَّتي عبَّر عنها أميرُ المؤمنين: ظاهري إمامةٌ ووصية وباطني غيبٌ لا يُدرك. لم أكن بصدد شرحِ هذا الحديث وإنَّما أردت أنْ أعرض بين أيديكم نماذج من حديثهم ومن كلامهم وهم يُخبروننا بلسان المداراة وبلسان الأمثلة التقريبية وبلسان اللغة العاجزة القاصرة عن شيءٍ من شؤوناتهم صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين، أولئك هم أئمّتي ليس الَّذين يتحدَّثون عنهم في الفضائيات وعلى المنابر، هؤلاء هم أئمَّتي الَّذين أعتقدُ بهم صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين، كما هم يُحدِّثوننا عن أنفسهم ولكن ماذا نصنع هذا هو حديثُ الغلاة؟! نذهب إلى فاصل مفروض عالنّاس حُبَّك يا عليّ. في الخطبةِ التَطنْجِيَّة الَّتي يرويها أيضاً المغالي الحافظ رَجب البُرسي في كتاب الغلو مشارق أنوار اليقين، ماذا يقول سيّد الأوصياء؟ – لَقَد عَلِمْتُ مَا فَوْقَ الفِرْدَوس الأَعْلَى – الفردوس الأعلى؛ هو ما فوق هذه الأكوان، ليس الحديث هنا عن الجنَّةِ وعن الفردوسِ في الجنَّة – لَقَد عَلِمْتُ مَا فَوقَ الفِرْدَوس الأَعْلَى وَمَا تَحْتَ السَّابِعَة السُّفْلَى وَمَا فِي السَّمَاواتِ العُلَى وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى – هذه نهاية اللغة نهاية الألفاظ نهاية المصطلحات – لَقَد عَلِمْتُ مَا فَوقَ الفِرْدَوس الأَعْلَى وَمَا تَحْتَ السَّابِعَة السُّفْلَى وَمَا فِي السَّمَاواتِ العُلَى وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى – الثرى؛ يُطلق على التُراب أو التُراب الَّذي تحتَ التُراب، كلُّ ذلك بأيِّ نحوٍ من أنحاءِ العلم؟ – كُلُّ ذَلِكَ عِلْمُ إِحَاطَة لَا عِلْمُ إِخْبَار – إخبار كما أُخبرك وتُخبرني ما يُصطلح عليه بالعلم الحصولي، العلمُ الحصولي هو أن تحصل صورة المعلوم في الذهن هذا هو العلم الحصولي، العلم الصوري، العلم الكسبي، سمِّي ما شئت على اختلاف الاصطلاحات، العلم الكسبي؛ أنت تكسب صوراً عن المعلومات، العلم الصوري؛ أنت تكسب صوراً، العلم الحصولي؛ أنَّ صوراً تحصلُ في الذهن هذا هو علم الإخبار والأخبار. الإمام يقول:- لَقَد عَلِمْتُ مَا فَوقَ الفِرْدَوس الأَعْلَى وَمَا تَحْتَ السَّابِعَة السُّفْلَى وَمَا فِي السَّمَاواتِ العُلَى وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى كُلُّ ذَلِكَ عِلْمُ إِحَاطَة – وليس بعلم إخبار ولا علمُ إخبار – كُلُّ ذَلِكَ عِلْمُ إِحَاطَة لَا عِلْمُ إِخْبَار أُقْسِمُ بِرَبِّ العَرْش العَظِيم لَو شِئْتُ أَخْبَرْتُكُم بِآبَائِكُم وَأَسْلَافِكُم – هذا مصداق من المصاديق – أُقْسِمُ بِرَبِّ العَرْش العَظِيم لَو شِئْتُ أَخْبَرْتُكُم بِآبَائِكُم وَأَسْلَافِكُم أَيْنَ كَانُوا وَمِمَّن كَانُوا وَأَيْنَ هُم الآن وَمَا صَارُوا إِلَيْه فَكَم مِن آكِلٍ مِنْكُم لَحْمَ أَخِيه – كيف يأكل لحم أخيه؟ الأجسام هذه تتفتت فإمَّا تنتقل في النباتات أو في الحيوانات حيوانات تأكل النباتات – فَكَم مِن آكِلٍ مِنْكُم لَحْمَ أَخِيه وَشَارِبٍ بِرَأْسِ أَبِيه – تُصنع الأواني الخزفية من التُراب فلربَّما يشربُ الإنسان بأجزاء من بدنِ آبائه وأجدادهِ وهو لا يعلم – فَكَم مِن آكِلٍ مِنْكُم لَحْمَ أَخِيه وَشَارِبٍ بِرَأْسِ أَبِيه وَهُو يَشْتَاقُهُ وَيَرْتُجِيه – الإمام هنا يضرب هذا المثال، وهذا المثال يُقرِّب لنا الفكرة، يُقرِّب لنا الصورة للعلم الإحاطي، للعلم الحضوري، الإمام هنا يقول: أنتم الآن ربَّما يأكل أحدكم لحم أخيه، وربَّما يشربُ برأس أبيه وهو قال: لو شئت أخبرتكم بآبائكم وأسلافكم أين كانوا وممَّن كانوا وأين هم الآن، لماذا؟ لأنَّ المعلومات حاضرة بنفسها عنده، هذا تفصيل لمعلومات حاضرة وليس لصور معلومات، هو نفس المعنى الَّذي مرّ في انطواء تلكم الأكوان، تلكم الأكوان انطوت فيهم فما بالكم بهذه الجزئيات، هذه جزئيات، هذا مثالٌ أنا أوردتهُ مثال يوضِّح الفكرة السابقة الَّتي تحدَّث عنها إمامُنا الصَّادق صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه. مثل ما انطوت تلكم الأكوان فيهم هذه الجزئيات منطوية فيهم أيضاً وهذا هو معنى الإحاطة وهذا هو معنى: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} هذه رؤيةُ الإحاطة، هذه رؤيةُ العلم الحضوري بتمام مراتبهِ. حديث عن إمامنا الصَّادق أيضاً الحديث ينقلهُ المفضَّل، المفضَّل مغالي، هذا الحديث أين موجود؟ موجود في كتاب الهداية الكُبرى، كتاب الهداية الكبرى أيضاً من كتب الغلو لمؤلِّفه الحسين ابن حمدان مغالي، أنا أقرأ هذا الحديث من كتاب صحيفة الأبرار، مؤلف هذا الكتاب أيضاً مُغالي من الشيخية من علماء الشيخية، مؤلِّف الكتاب الميرزا مُحمَّد تقي التبريزي أيضاً من الغلاة من الشيخية، والشيخية يقولون عنهم غلاة، أتباع مدرسة الشيخ الإحسائي. وأنا أتلو عليكم أيضاً من قناة الغلو من قناة القمر الفضائية، وأنا أيضاً أستاذ الغلو في هذا العصر فغلو على غلو – يَا مُفَضَّل – خلي الغُلاة يتدللون هذا هو حديث الغلاة – يَا مُفَضَّل إِنَّ الصُّورَةَ الأَنْزَعِيْة – الحديث طويل أنا فقط أأخذ مقطع من الحديث أُريد أنْ أعرض بين أيديكم صور لقطات، حديثي عبارة عن ألبوم صغير، أليس هناك كتب تسمَّى مثلاً بسلسلة كتاب الجيب، كتب صغيرة تُحمل في الجيب، موجودة في الكثير من دور النشر في العالم، سلسلة كتاب الجيب، هذا ألبوم جيبي، ألبوم صغير، ألبوم لصورٍ من المعرفة العلويَّة – يَا مُفَضَّل إِنَّ الصُّورَةَ الأَنْزَعِيَّةَ الَّتِي قَالَت ظَاهِرِي إِمَامَةٌ وَوَصِيَّة وَبَاطِنِي غَيْبٌ مَنِيعٌ لَا يُدْرَك – الصورةُ الأنزعية؛ هي الصورة الَّتي نُزعت منها كٌلُّ معاني النقص، الحقيقةٌ الأنزعية؛ هي الحقيقةُ الَّتي نُزعت منها كلُّ الشوائب، حقيقة منزوعة من كلِّ الشوائب هي هذه الحقيقة؛ هي الحقيقة العلوية – يَا مُفَضَّل إِنَّ الصُّورَةَ الأَنْزَعِيَّةَ الَّتِي قَالَت ظَاهِرِي إِمَامَةٌ وَوَصِيَّة وَبَاطِنِي غَيْبٌ مَنِيعٌ لَا يُدْرَك لَيْسَت كُلَيَّة البَارِي وَلَا البَارِي سِوَاهَا – هم وجههُ، هذه الصورة الأنزعية؛ ليست كليَّة الباري ولا الباري سواها هم وجههُ ومرَّت علينا الأحاديث، ليست كلية الباري، لأنَّها خُلقت، ولا الباري سواها لأنَّها وجههُ. سبَّح نفسهُ قبل قليل فسبَّحنا ولا شيء آخر، مجَّد نفسه فمجَّدناه ولا شيء آخر يوجد إلَّا هو وهم ولا فرق بينك وبينها إلَّا أنَّهم عبادك وخلقك المظهر الأتمّ – يَا مُفَضَّل إِنَّ الصُّورَةَ الأَنْزَعِيَّةَ الَّتِي قَالَت ظَاهِرِي إِمَامَةٌ وَوَصِيَّة وَبَاطِنِي غَيْبٌ مَنِيعٌ لَا يُدْرَك لَيْسَت كُلَيَّة البَارِي وَلَا البَارِي سِوَاهَا وَهِي هُوَ إِثْبَاتَاً وَإِيِجَادَاً وَعَيَانَاً وَيَقِيْنَاً لَا هِي هُوَ كُلَّاً وَلَا جَمْعَاً وَلَا إِحْصَاءً وَلَا إِحَاطَةً، قَالَ المُفَضَّلُ، قُلتُ: يَا مَوْلَاي زِدْنِي شَرْحَاً فَقَد عَلِمْتُ مِن فَضْلِكَ وَنِعَمِكَ مَا أَقْصُر عَن صِفَتِهِ – ما أنا قاصر لا أستطيع أن أصفه – قَالَ: يَا مُفَضَّل سَلْ عَمَّا أَحْبَبْت، قُلتُ: يَا مَوْلَاي تِلْكَ الصُّورَةُ الَّتي رُئِيَت عَلَى المَنَابِر تَدْعُو مِن ذَاتِهَا إِلَى ذَاتِهَا بِالمَعْنَويَّة وَتُصَرِّح بَاللَاهُوتِيْةَ، قُلت لِي: إِنَّها لَيْسَت كُلَيَّة البَارِي وَلَا البَارِي غَيْرَهَا فَكَيْفَ يُعْلَم بِحَقِيْقَة هَذَا القَول؟ قَالَ: يَا مُفَضَّل تِلْكَ بُيُوتُ النُّور وَقُمُص الظُّهُور – قُمُص؛ جمعٌ لقميص – تِلْكَ بُيُوتُ النُّور وَقُمُص الظُّهُور وَأَلْسُن العِبَارَة وَمَعْدِنُ الإِشَارِة حَجَبَك بِهَا عَنْهُ وَدَلَّك مِنْهَا إِلَيْه لَا هِي هُوَ وَلَا هُوَ غَيْرُهَا مُحْتَجِبٌ بِالنُّور ظَاهِرٌ بِالتَجَلِّي كُلٌّ يَرَاه بِحَسَبِ مَعْرِفَتِهِ وَيَنَالُ عَلَى مِقْدَار طَاعَتِه فَمِنْهُم مَن يِرَاه قَرِيْبَاً وَمِنْهُم مِن يِرَاهُ بَعِيْدَاً، يَا مُفَضَّل إِنَّ الصُّورَةَ نُورٌ مُنِيْر وَقُدْرَة قَدِير ظَهُورُ مَولَاك رَحْمَةٌ لِمَن آمَن بِه وَأَقَرّ وَعَذَابٌ عَلَى مَن جَحَدَ وَأَنْكَر لَيْس وَرَاءَهُ غَايِة وَلَا لَهُ نِهَايَة، قُلتُ: يَا مَوْلَاي فَالوَاحِدُ الَّذِي هُو مُحَمَّد؟ فَقَال: هُو الوَاحِدُ إِذَا سُمِّي وَمُحَمَّدٌ إِذَا وُصِف، قُلتُ: يَا مَوْلَاي فَعَلِيٌّ مِنْهُ بَائِن كَذَا غَيْر المَعْنَى كَذَا وَصْفَ اسْمِه، فَقَالَ: أَلَم تَسْمَع إِلَى قَولِهِ ظَاهِرِي إِمَامَةٌ وَوَصِيَّة وَبَاطِنِي غَيّبٌ لَا يُدْرَك – أنا لا أقول بأنَّ هذا الحديث واضحُ المعنى، فيه الكثير من المعاني الغامضة الَّتي لا نستطيع أن نسبُر غورها، لكن حتَّى لو وقفنا عند هذه النقطة، عند أيَّة نقطة؟ عند نقطةٍ نستشعرُ بأنَّ هذه الأحاديث وهذه المضامين تخبرنا عن حقيقةٍ عظيمةٍ نحنُ لا نستطيع أن نُدرك من أسرارها ومن حقائقها إلَّا هذا المُجمل إلَّا هذه المضامين الإجمالية في هذا كثيرُ نفعٍ وفائدة فضلاً أنَّ الأحاديث يشرحُ بعضها بعضاً، نحن إذا نستمرّ مع كلماتهم مع أحاديثهم مع رواياتهم ستتَّضح الصورة بشكلٍ أكثر جلاءً وأكثر بياناً وأكثر وضوحاً. نذهب إلى فاصل وعدلين ميتين يمَّك يا عليّ. في كُتب المزارات، في كتاب البلد الأمين، كتاب معروف من جوامع الأدعية والزّيارات للشّيخ الكفعمي أورد زيارة عن الإمام الهادي، أيضاً اسمها الزّيارة الجامعة الكبيرة، يمكن أن نميزها عن الزّيارة الجامعة الكبيرة يمكن أنْ نميزها فنقول الطويلة، الزّيارةُ الجامعةُ الكبيرةُ الطويلة، لأنَّها تشتمل على مضامين وعبارات أطول وأكثر ممَّا في الزّيارةِ الجامعةِ الكبيرةِ المعروفة الَّتي رواها الصدوق في الفقيه والعيون ورواها الطوسي في التهذيب، الموجودة في المفاتيح، والَّتي دائماً حين أقرأ نصوصاً منها فأقرأ من الزّيارة الموجودة في مفاتيح الجنان المنقولة عن الفقيه والتهذيب. في مصباح الكفعمي والمحدِّث النوري أيضاً ينقل هذه الزيارة في مستدرك الوسائل في أبواب المزار، ممَّا جاء في هذه الزّيارة عن إمامنا العاشر صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه:- وَأَعْطَاكُم المَقَالِيد – أعطاكم المقاليد، المقاليد يعني المفاتيح، أعطاكم كلَّ شيء – وَأَعْطَاكُم المَقَالِيد وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا خَلَق – المقاليدُ بأيديكم وكلُّ الخلق مُسخَّرٌ لكم، إلى أن تقول الزيارة – لَم تَزَالُوا بِعَينِ الله وَعِنْدَهُ في مَلَكُوتِهِ – هذه المعاني أنا لا أستطيع أنْ أتصوَّرها، ما المراد لم تزالوا بعين الله؟ لا أقصد المعاني اللغوية، المعاني اللغوية واضحة، ولا أقصد الرّوايات الَّتي تحدَّثت بشكلٍ مجملٍ عن علو منازلهم هذه القضيَّة نعرفها، لكنَّني أتحدَّث عن الحقيقة؟! – لَم تَزَالُوا بِعَينِ الله وَعِنْدَهُ في مَلَكُوتهِ أنْوَاراً تَأمُرُون وَلَهُ تَخَافُون وَإِيَّاهُ تُسَبِّحُون وَبِعَرْشِهِ مُحْدِقُون وَبِهِ حَافُّون حَتَّى مَنَّ بِكُم عَلَينَا فَجَعَلَكُم في بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أنْ تُرفَع وَيُذكَرَ فِيهَا اِسْمُه تَولَّى عَزَّ ذِكْرُه تَطْهِيرَهَا – هو الَّذي تولَّى تطهير هذه البيوت، أيَّةُ بيوتٍ هذه الَّتي يتولَّى الله تطهيرها؟ الآن الملوك السلاطين لمن يوكلون تطهير البيوت؟ أليس يوكلون تطهير البيوت لأناسٍ أقل منهم رتبه؟ أيُّ بيوتٍ هذه الَّتي الله يتولَّى تطهيرها؟ كم هي عزيزةٌ عنده؟ كم هي قريبةٌ منه؟ – فَجَعَلَكُم في بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أنْ تُرفَع – هذه البيوت حقائقهم – فَجَعَلَكُم في بُيُوتٍ أَذِنَ اللهُ أنْ تُرفَع وَيُذكَرَ فِيهَا اِسْمُه تَولَّى عَزَّ ذِكْرُه تَطْهِيرَهَا وَرَضِيَ مِن خَلْقِهِ بِتَعظِيْمِهَا فَرَفَعَها عَلَى كُلِّ بَيتٍ قَدَّسَه وَأَعَلاهَا عَلى كُل ِّبَيتٍ طَهَّرَهُ في السَّمَاء لَا يُوازِيهَا خَطَر – خطر يعني علو المنزلة – لَا يُوازِيهَا خَطَر – صاحبُ المنزل الخطير يعني المنزل العالي – لَا يُوازِيهَا خَطَر وَلَا يَسْمُو إِلَى سَمَائِهَا النَّظَر وَلَا يَقَعُ عَلَى كُنْهِهَا الفِكَر وَلَا يَطْمَحُ إِلَى أرْضِهَا البَصَر – يطمح يعني يتَّجه – وَلَا يَطْمَحُ إِلَى أرْضِهَا البَصَر ولا يُغَادِرُ سُكَّانَهَا البَشَر يَتَمنَّى كُلُّ أَحَدٍ أَنَّهُ مِنْكُم وَلَا تَتَمنَّون أَنَّكُم مِن غَيرِكُم إِلَيْكُم انْتَهَت المَكَارِمُ وَالشَّرَف وَفِيْكُم اسْتَقَرَّت الأَنْوَارُ وَالعَزْمُ وَالمَجْدُ وَالسُؤْدَد فَمَا فَوْقَكُم أَحَدٌ إلَّا الله وَلَا أَقْرَبَ إِلَيْه وَلَا أَخَصَّ لَدَيِه وَلَا أَكْرَم عَلَيْهِ مِنْكُمْ أَنْتُم سَكَنُ البِلَاد وَنُورُ العِبَاد وَعَلَيْكُمْ الاِعْتِمَاد يَومَ التَنَاد – يوم التناد هو يوم المصاب، يوم التناد هو يوم القيامة ويوم الشدائد – وَعَلَيْكُم الاِعْتِمَاد يَوم التَّنَاد كُلَّمَا غَابَ مِّنْكُم حُجَّةٌ أَو أَفَلَ مِّنكُم عَلَم أَطْلَع الله عَلَى خَلْقِه مِن عِقِبِ المَاضِي خَلَفَاً إِمَامَاً وَنُوراً هَادِياً وبُرهْاناً مُبِيْنَاً نيَّراً دَاعِيَاً عَن دَاع وَهَادياً بَعدَ هَادٍ وَخَزَنَةً وَحَفَظَة لا يَغِيضُ بِكُم غَورُه وَلا تَنْقَطِع عَنْكُم مَوَادُّه وَلا يُسْلَبُ مِّنكُم أَريجَه – رائحتكم رائحة الله – وَلَا يُسْلَبُ مِّنْكُم أَرِيجُه أَو ولَا يَسْلِب مِّنْكُم أُرِيْجَه – أنَّ الله هو الَّذي لا يسلب منكم أريجه، ونفس الشيء سواء بُنيت للمعلوم أو للمجهول المعنى واحد – ولا يَسْلِبُ مِّنْكُم أَرِيجَه أَو ولَا يُسْلَبُ مِّنْكُم أَريجُه – الأريج هو العطرُ الطيب. عطركم هو عطر الله رائحتكم رائحة الله – ولا يُسْلَبُ مِّنْكُم أَريجُه سَبَباً مَوصُولاً مِن اللهِ إِليكُم وَرَحَمةً مِنهُ عَلَيْنَا يُرْشِدُنَا إِلَيْه ويُقرِّبُنَا مِنْهُ ويُزلِفُنَا لَدَيْه وَجَعَل صَلَاتَنَا عَلَيْكُم وَذِكْرَنَا لَكُم وَمَا خَصَّنَا بِهِ مِنْ وِلايَتِكُم وَعَرِفْنَاهُ مِن فَضْلِكُم طِيبَاً لِخَلْقِنَا وَطَهَارَةً لأنْفُسِنا وَتَزكِيَةً لَنَا وَكفَّارةً لِذنُوبِنَا – طِيباً لخلقنا، هذا الطِّيب لخلقنا هو تجلٍّ من ذلك الأريج، ولا يُسلب منكم أريجه فأريجكم أريج الله، فطيبكم طيب الله وعطركم عطر الله. أنا في هذه الحلقة أتلو عليكم مقاطع مختلفة من كلماتهم من أدعيتهم من زياراتهم لأجلِ أن أضعَ بين أيديكم كما قلتُ قبل قليل عبارة عن ألبوم صغير فيه لقطات صور مختلفة حتَّى تتَّضح عندكم الصورة كيف أنَّ أهل البيت عرَّفونا بأنفسهم ولكنَّ الشّيعة هي الَّتي جَهِلت ذلك وأعرضت عن حديثهم، وإلَّا هذه هي كلماتهم وزياراتهم صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين. في الزّيارةِ الجوادية، الزّيارة الَّتي يُزارُ بها إمامنا الثّامن إمامنا الرضا صلواتُ الله وسلامهُ عليه والكتاب الَّذي بين يدي هو المجلَّد التاسع والتسعون من بحار الأنوار، ماذا جاء في الزّيارةِ الجوادية؟ سميت بالزّيارةِ الجوادية لأنَّها رويت عن الإمام الجواد، نقرأ فيها ونحنُ نُسَلِّم على إمامنا الثّامن:- السَّلَام عَلَى ساَدَاتِ العَبِيد وَعُدَّةِ الوَعِيد وَالبِئرِ المُعَطَّلَةِ وَالقَصرِ المَشِيد – هذا الكلام مرَّ علينا في حديث المعرفة بالنَّوارانيَّة حتَّى تعرفون ضحالة أقوال الكثير من علمائنا الَّذين ضعَّفوا حديث المعرفة بالنَّورانيَّة، قطعاً سيقولون وهذه الزّيارة هي الأخرى أيضاً ضعيفة وكلُّ شيء ضعيف، مرَّ علينا في حديث المعرفة بالنَّورانيَّة – وَقَالَ اللهُ تَعَالى في موضِعٍ آخَر في كِتابهِ العَزيز في نُبُوَّة مُحَمّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِه وَفِي وِلايَتِي فَقَال عَزَّ وجلَّ: {وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ} فَالقَصرُ مُحَمَّد وَالبِئْرُ المُعَطَّلة وِلايَتِي عَطَّلُوها وَجَحَدُوهَا – نفس المضمون هو الَّذي تشير إليه الزيارة الجوادية – السَّلَام عَلَى ساَدَاتِ العَبِيد وَعُدَّةِ الوَعِيد وَالبِئرِ المُعَطَّلَةِ وَالقَصرِ المَشِيد السَّلامُ على غَوث اللَّهفان وَمَن صَارَت بِهِ أَرضُ خُرَاسَان خُراسَان، السَّلامُ عَلى قَليلِ الزَّائِرِين وَقُرَّة عَينِ فَاطِمَة سَيّدة نِسَاءِ العَالَمِين، السَّلامُ عَلى البَهْجَة الرَّضَويَّة والأَخْلاق الرَّضِيَّة والغُصُون المُتَفرِّعَةِ عَن الشَّجَرة الأحمَديَّة، السَّلامُ عَلى مَن انتَهَى إِلَيه رِئَاسَةُ المُلكِ الأَعْظَم: {وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً} – المُلك الأعظم كلّ ما تقدَّم من أوصاف ينطوي تحت هذا العنوان: {وَآتَيْنَاهُم مُّلْكاً عَظِيماً}. السَّلامُ عَلى مَن انتَهَى إِلَيه رِئَاسَةُ المُلكِ الأَعْظَم وَعِلمُ كَلِّ شَيْءٍ لِتَمَام الأَمْر المُحْكَم – الأمرُ المُحكم هو الأمرُ الإلهي، ألا لهُ الخلق والأمر، وأمرهُ إليكم، هو هذا الأمرُ المُحكم – السَّلامُ عَلى مَن انتَهَى إِلَيه رِئَاسَةُ المُلكِ الأَعْظَم وَعِلمُ كَلِّ شَيْءٍ لِتَمَام الأَمْر المُحْكَم – إلى أيِّ شيءٍ يشير ذلك؟ أنَّ الأئمَّة في كلِّ مكان في كلِّ حديث في كلِّ زيارة يُدخلون هذه المضامين علَّ شيعتهم يلتفتون، صحيح العبارات السابقة تُسلِّم على الإمام في الأُفق الأرضي، في المعاني الَّتي غالباً ما تستأنسُ بها الأذهان الشّيعية الَّتي تستأنسُ بالمعاني التأريخية والمعاني المحسوسة، ومن صَارت به أرضُ خُرسان خُراسان، وقرَّة عين فاطمة سيّدة نساء العالمين وأمثال هذه المعاني، لكن الإمام في كلِّ زياراتهم، في كلِّ أدعيتهم، في كلِّ رواياتهم، حتَّى لو كانوا يتحدَّثون بالأفق الأدنى هم يأتون بهذه المضامين العالية علَّ أحداً يلتفت إلى هذه الحقائق – السَّلامُ عَلى مَن انتَهَى إِلَيهِ رِئَاسَةُ المُلكِ الأَعظَم وَعِلمُ كُلِّ شَيء لِتَمَام الأَمرِ المُحْكَم، السَّلامُ عَلَى مَن أَسْمَاؤُهُم وَسِيْلَةُ السَّائِلِين وَهَيَاكِلُهم أَمانُ المَخْلُوقِين – إلى أنْ تقول الزيارة:- السَّلامُ عَلى السَّراجِ الوهَّاج وَالبَحرِ العَجَّاج الَّذِي صَارت تُربتهُ مَهبِطَ الأَملَاك وَالمِعْراج – تربتهم معراج الملائكة، مرَّ علينا في أنَّ المعصومين يعرجون إلى الملأ الأعلى والملأ الأعلى يعرج إليهم، الملأ الأعلى يعرج إلى تُربتهم، إلى تربتهم وليس إليهم، أيضاً يعرجُ إليهم ولكنَّ تربتهم معراج الملائكة – الَّذِي صَارت تُرْبَتُهُ مَهبِطَ الأَملَاكِ وَالمِعْراج، السَّلامُ عَلَى أُمَراءِ الإِسْلام وَمُلُوكُ الأَدْيَان وَطَاهِرِي الوِلَادَة – هم ملوك الأديان، لو بحثت في كلِّ الأديان ستجد لهم رموزاً وصوراً وأسماء قد يجهلها أصحابُ تلك الأديان، لكنَّ تلك الرموز وتلك الأسماء وتلك الصور وتلك الحقائق، أخذتها تلك الأديان عن الأنبياء، الأنبياء الَّذين هم من شيعتهم – السَّلامُ عَلَى أُمَراءِ الإِسْلام وَمُلُوكُ الأَدْيَان وَطَاهِرِي الوِلَادَة وَمَن أَطْلَعَهُم الله عَلَى عِلمِ الغَيبِ والشَّهَادَة – على كلِّ عِلْم – وَجَعَلَهُم أَهْلَ السَّعَادَة، السَّلامُ عَلَى كُهُوفِ الكَائِنَات وَظِلِّها – هم كهوف الكائنات، كهوف الكائنات وظلِّها يعني كلَّ شيءٍ مجتمعٌ عندهم. هم كهوف الكائنات وهم ظِلُّ هذه الكائنات – السَّلامُ عَلَى كُهُوفِ الكَائِنَات وَظِلِّها – هم ظلٌّ للكائنات وهم كهوفٌ لِظلال الكائنات، هم ظلٌّ للكائنات؛ أي أنَّ الكائنات تستظلُّ بهم، وهم كهوفٌ لهذه الكائنات لهذه الحقائق لسوادها وخيالها، كما مرَّ في الدعاء – سَجَدَ لَكَ سَوَادِي وَخَيَالِي – هناك سوادٌ وهناك خيال لهذه الكائنات – السَّلامُ عَلى مُفْتَخَر الأَبْرَار وَنَائِي المَزَار وَشَرْطِ دُخُول الجَنَّة والنَّار، السَّلام عَلَى مَنْ لَم يَقْطَع الله عَنهُم صَلَواتِهِ فِي آنَاءِ السَّاعَات وَبِهِم سَكَنَتْ السَّوَاكِنْ وَتَحَرَّكَتْ المُتَحَرِّكَاتْ – بِهِم بِهم، وبِهِم تُسَبِّحُ الأرضُ الَّتي تحملُ أبدانكم، بهم، وبهم تُمسك السَّماء أن تقع على الأرض بهم بهم بهم كلِّ شيء – وَبِهِم سَكَنَتْ السَّوَاكِنْ وَتَحَرَّكَتْ المُتَحَرِّكَاتْ – وهذا تطبيق:- وَذَلَّ كُلُّ شَيءٍ لَكُمْ – كُلُّ شيءٍ يذلُّ لكم إنْ كان متحرِّكاً فيذلُّ لَكُم بالسكون وإنْ كان ساكناً فيذلُّ لكم بالحركة – وَبِهِم سَكَنَتْ السَّوَاكِنْ وَتَحَرَّكَتْ المُتَحَرِّكَاتْ، السَّلامُ عَلى شُهُورِ الحَول وَعَدَدِ السَّاعَات وَحُرُوف لَا إِلَه إِلَّا الله – حروف لا إله إلَّا الله اثنا عشر حرف، هي حروفهم رموزهم – وَحُرُوف لَا إِلَه إِلَّا الله في الرُّقُومِ المُسَطَّرَاتْ السَّلامُ عَلَى إِقْبَالِ الدُّنْيَا وَسُعُودِهَا وَمَن سُئِلوا عَن كَلِمَة التَّوحِيد فَقَالُوا نَحنُ واللهِ مِن شُرُوطهَا، السَّلامُ عَلى مَن يُعَلَّلُ وجود كلِّ مخلوقٍ بِلَولَاهُمْ – يعني لولاهم لَمَا خلقت الأفلاك، لولاك يا مُحَمَّد لولاك يا أحمد لَمَا خلقت الأفلاك، حديثُ الكِساء، حديثُ الأفلاك، الأحاديث الكثيرة الَّتي وردت عن أهل بيت العصمة صلواتُ الله وسلامهُ عليهم أجمعين نطلبُ المدد من عليٍّ ويا عليّ مدد. في نفس المجلَّد التاسع والتسعين من بِحار الأنوار لشيخنا المجلسي هناك زيارةٌ مهمَّة، الكثير من الشيعة لا يعرفونها تسمَّى في كتب المزارات بزيارة النُدبة، غير دعاء الندبة، دعاء الندبة معروف ولكن هناك زيارة منقولة عن إمام زماننا تسمَّى بزيارة النُدبة، وقد يصطلح عليها بعض المحدِّثين: (بزيارة آل ياسين غير المشهورة)، لأن هناك زيارة آل ياسين المشهورة الموجودة في مفاتيح الجنان والَّتي تُقرأ عادةً في المساجد في الحسينيات في الفضائيات، هناك زيارة تسمَّى بزيارة آل ياسين غير المشهورة، طبعاً هذه التسمِّيات من المحدِّثين من العلماء ليس من الأئمَّة. في زيارة آل ياسين غير المشهورة أو ما تُسمَّى بزيارة النُدبة ونحن نخاطب إمام زماننا:- وَأنتَ يَا مَولايَ وَيَا حُجَّة الله وَبَقيَّتَه كَمَالُ نِعْمَتِه – أنتَ كمال النعمة، وتستمرّ الزيارة حتَّى تقول وأنت تخاطب إمام زمانك – السَّلامُ عَلَيكَ يَا صَاحِبَ الْمَرأى والْمَسْمَعِ الَّذِي بِعَينِ اللهِ مَوَاثِيقُهُ وَبِيدِ اللهِ عُهُوده وَبِقُدرَةِ اللهِ سُلْطَانُه مُجَاهَدَتُك فِي الله ذَاتُ مَشيَّة الله وَمُقَارَعَتُكَ فِي الله ذَاتُ انْتِقَامُ الله – وَمَا رَمَيتَ إذْ رَمَيت وَلَكِنَّ الله رَمَى، لا فَرقَ بَينَكَ وَبَينَهَا إِلَّا أنَّهم عِبادُكَ وَخَلْقُكْ، وَمَا رَمَيتَ إذْ رَمَيتْ، من الَّذي رمى؟ وَلَكِنَّ الله رَمَى – مُجَاهَدَتُك في اللهِ ذَاتُ مَشيَّة الله وَمُقَارَعَتُكَ في الله ذَاتُ انْتِقَامُ الله وَصَبرُكَ فِي اللهِ ذُو أنَاتِ الله وشُكْرُكَ لله ذُو مَزيد الله وَرَحْمَتُه، السَّلامُ عَلَيكَ يَا مَحْفُوظَاً بِالله، اللهُ نُورُ أَمَامِهِ وَ وَرَائِه وَيَمِينِهِ وَشِمَالِهِ وَفَوقِهِ وَتَحتِهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يَا مَخْزُونَاً في قُدْرَةِ الله اللهُ نُورُ سَمْعِهِ وبَصَرِه، السَّلامُ عَلَيكَ يَا بَقِيَّة الله فِي أَرْضِه – إلى أن تقول الزيارة:- السَّلام عَلَيْكَ فِي اللَّيلِ إذَا يَغْشَى وَفِي النَّهَارِ إذَا تَجَلَّى، السَّلامُ عَلَيكَ فِي الآخِرَةِ وَالأُولَى – الأولى غير الدنيا، الأولى شيءٌ آخر هو غير الدنيا. لا أريد الحديث عنها ولكنَّني أقرأ عليكم من الزّيارة الجامعة الكبيرة كيف تخاطبون أئمّتكم:- السَّلامُ عَلى أَئِمَّةِ الهُدى وَمَصابِيحِ الدُّجى – إلى أن تقول الزيارة:- وَحُجَجِ اللهِ عَلى أَهْلِ الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَ الأُولى – الأولى غير الآخرة فلا يحدث اشتباه في فهم هذه المطالب – وَحُجَجِ اللهِ عَلى أَهْلِ الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَالأُولى – الدنيا شيء والأولى شيء، قد تسمعون على الفضائيات على المنابر حين يتحدَّثون عن الآخرة والأولى يقولون الأولى هي الدنيا، كلام يخالف ما جاء عن أهل البيت هذا الفهم هو فهم المخالفين الَّذي يطرحه علماؤنا وخطباؤنا – السَّلامُ عَلَيكَ فِي الآخِرَةِ وَالأُولَى السَّلامُ عَلَيكُم يَا حُجَجَ الله وَدُعَاتَنَا وَهُدَاتَنَا وَرُعَاتَنا وَقَادَتَنَا وأَئِمَّتَنَا وَسَادَتَنا وَمَوَالِينَا، السَّلامُ عَلَيكُم أَنْتُمْ نُورَنَا وَأَنْتُم جَاهُنَا وَأَوْقَاتُ صَلَواتِنَا وَعِصْمَتُنَا بِكُمْ لِدُعَائِنَا وَصَلَاتِنَا وَصِيَامِنَا واسْتِغْفَارَنَا وَسَائِرِ أَعْمَالَنَا السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّهَا الإِمَامُ المأَمُونْ، السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها الإِمَامُ المأمُولْ، السَّلامُ عَلَيكَ بِجَوامِعِ السَّلام – هكذا يتحدَّثون عن أنفسهم وهم يخاطبوننا بلسان المداراة، هذا هو حديثهم. هذه نماذج من كلماتهم وأعتقد أنَّ الكثير مِمَّن يُتابعني الآن لم يسمع بمثل هذا الكلام، هذه كتبنا، هذه أحاديثنا، هذه رواياتنا، هذه زياراتنا، فأين ساحة الثقافة الشّيعية عن هذه الثقافة؟ أين فضائياتنا عن هذه الثقافة؟ أين حوزاتنا العلمية عن هذه الثقافة؟ أينَ علماؤنا عن هذه الثقافة؟! أنا آتيكم بمثالٍ من دون اسم ليس مهمَّاً الأسماء، أنا ما عندي مشكلة مع الأشخاص، وما عندي مشكلة مع الأسماء، المشكلة مع الظاهرة؟! مرجعٌ من مراجع التقليد في كتابهِ يشرحُ دعاء كميل، مقلِّدوه منتشرون خصوصاً في البلاد الغربية في أوربا في أمريكا الشمالية الجنوبية في استراليا في العراق في لبنان وهو يتحدَّث عن دُعاء كميل وهذا هو كتابهُ الَّذي بين يدي، في صفحة 81 يقول:- ولذا يسألُ عليٌّ عليه السَّلام الله سُبحانه وتَعالى أنْ يَغفر لهُ الذنوب الَّتي تُميتُ القلب والَّتي تَضَعُ القلب في التَّيهِ والضلالة حتَّى يبقى على صِلَة الأمل بالله تعالى – يرقِّعون لهذا الكلام، يقولون: بأنَّ هذا المرجع حين يكتب بهذه الصيغة هو لا يقصد عليَّاً بنفسه وإنَّما دعاء كميل المروي عن أمير المؤمنين، وبالمناسبة دعاء كميل هو دعاء الخِضر، الخضر كان يدعو به بحسب الرّوايات، لكنَّ أمير المؤمنين علَّمه لكميل، هو ليس دعاء لأمير المؤمنين، وإنَّما أمير المؤمنين علَّم كميلاً الدعاء الَّذي كان يدعو به الخضر، وعلى أيِّ حال، فليكُن هذا الدعاء هو دعاء أمير المؤمنين، يقولون: إنَّ هذا المرجع حين يشرح الدعاء فهو لا يقصد عليَّاً، وإنَّما يذكر اسم عليٍّ صلواتُ الله عليه لأنَّ الدعاء ورد عنه وإلَّا هو يتحدَّث عن عموم النَّاس، حتَّى لو صحَّ هذا الكلام فهل من الأدبِ أنْ يُتحدَّث عن عليٍّ بهذه الطريقة؟! ولذا يسألُ عليٌّ عليه السَّلام الله سبحانه وتعالى أنْ يَغفر لهُ الذنوب الَّتي تُميتُ القلب والَّتي تَضَعُ القلب في التَّيهِ والضلالَة حتَّى يبقى على صِلَة الأمل بالله تعالى. في صفحة 84 تحت العبارة: (اللَّهُمَّ اِغْفِر لِي كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُه وَكُلَّ خَطِيئَةٍ أَخْطَأتُهَا) ؛ ويبدو من سياق سؤاله عليه السَّلام أنَّ المراد بالخطيئة هنا هو المعنى الثاني لا المعنى الأول، أي المراد مُطلقُ الخطأ، فنحن نجد في سؤاله هذا عليه السَّلام توسُّعاً في الطَّلب فبعد أن سأل عليه السَّلام الله أنْ يغفر بعض الذنوب كتلك الَّتي تهتكُ العِصَم وتغيّر النعم وتُنزِّل النقم وتقطعُ الرجاء توسَّع في سؤال المغفرة ليشمل كًلَّ ذنب وكُلَّ خطيئة – لماذا تنسبها إلى عليٍّ؟ لماذا لا تقول الداعي حين يدعو؟! إنْ لم يكن يقصد النسبة لعليٍّ صلواتُ الله وسلامهُ فهو سُوء أدب، المفروض أنْ يقول الداعي، أنا هنا لا أريد أن أحاكمه لكن أقول: قارنوا كيف يتحدَّث الأئمَّةُ عن أنفسهم؟ وكيف يتحدَّث مراجع التقليد عندنا عن أئمَّتنا عن عليٍّ صلواتُ الله وسلامهُ عليه؟ أنا لا أعبأ به ولا أعبأ بما يقول، ولكن هكذا يَتحدَّثُ الأئمَّة عن أنفسهم وهكذا يتحدَّثُ مراجعنا الكرام. قد يقول قائل هناك من اِعترض، ولكن حين توفي هذا المرجع ركض الجميع، والجميع أصدروا البيانات والاحترامات والتبجيل والتقدِّيس، فتبين أنَّ ذلك الكلام الَّذي، على أي حال وما شأني بمن قال أو لم يَقُل، أنا لا أُريد أنْ أُقيَّم النّاس، من أنا حتَّى أقيم النّاس، أنا أقول أهل البيت هكذا يتحدَّثون عن أنفسهم وعلماؤنا ومراجعنا هكذا يتحدَّثون. في صفحة 92 وما بعدها:- ألا تشعُر أنَّ عليَّاً عليه السَّلام لا يزال خَائفاً ولا سيِّمَا أنَّ الذنوب والخطايا الَّتي طَلب من الله سبحانه وتعالى أن يغفرها لهُ هي من الذنوب الكبيرة الَّتي يكفي ذنبٌ واحد لينقصم الظهر منها – هكذا يَتحدَّث عن عليٍّ؟! – نعم إن عليَّاً عليه السَّلام يدفع خوفه من الله سبحانه وتعالى إلى أعلى نقطة ممكنة هو يريد أن يقول لنا إنَّ خوفنا من الله سبحانه وتعالى يجب أنْ يكون كبيراً، كبيراً بحيث نستشعر معه أنَّ كُلَّ مُخالَفَةٍ نؤدِّيها بحقِّه لا ينفع بإصلاحها وغفرانها أيُّ شفيع مهما كان نوعه سوى الله سبحانه وتعالى – هذا كلام صحيح!! هذا الكلام حتَّى لو افترضنا الفرضية الَّتي قالوا بأنَّهُ لا يقصد الإمام وإنَّما يتحدَّث عن الإمام باعتبار أنَّ الدعاء وَردَ عنه، ما معنى هذا الكلام – لا ينفعُ بإصلاحها وغفرانها أيُّ شفيع مما كان نوعه؟! – يعني حتَّى مُحَمَّد وآل مُحَمَّد – سوى الله سبحانه وتعالى؟ – هكذا هي عقيدتنا، من لم يؤمن بشفاعتنا فليس منَّا ولسنا منه، ليس من شيعتنا. في صفحة 143 – فلأنَّ الله سبحانهُ وتعالى هو خيرُ مرجوٍ وأكرمُ مدعوٍ فإنَّ الإمام عليَّاً عليه السَّلام يُقسِمُ عليه بعزَّتهِ أنْ لا يحجُبَ عنه دعائه بسبب ما اقترفته يداه من الذنوب أو بما كسب قلبهُ من الآثام – بالله عليكم إذا يأتي أحد ويقرأ هذا الكلام كيف يفهم؟! هذا الكتاب إذا يوضع وهو موجود منتشر بأيدي شباب الشّيعية، بأيدي شبابنا من الأولاد من البنات ويقرؤون هذا الكلام ألا يفهمون أنَّ الإمام يرتكب الآثام والمعاصي؟! – فلأنَّ الله سبحانه وتعالى هو خير مرجوٍ وأكرم مدعوٍ فإنَّ الإمام عليّ عليه السَّلام يُقسِمُ عليه بعزَّتهِ أنْ لا يحجُبَ عنه دعائه بسبب ما اقترفتهُ يداه من الذنوب أو بما كسب قلبهُ من الآثام وكأنَّ لسان حال الإمام عليه السَّلام في كلِّ ذلك يقول: يا سيّدي فأسألك بعزَّتِك أنْ لا يحجُب عنك دعائي سوء عملي وفعالي – إلى آخر الكلام – ويتابع الإمام عليه السَّلام ببيان حاله قائلاً – ببيان حالهِ – ولا تَفْضَحنِي بِخَفِيِّ مَا اطّلعتَ عَليهِ مِن سِرِّي، يا ربي هُنالك الكثير من الأشياء الَّتي أقوم بها دون أنْ يراني أحد أو أتكلَّم بشيء ولا يسمعني أحد وأنت الساتر الرَّحيم فيا ربي لا تفضحني في الدنيا وفي الآخرة وأعِدُك بأنّي سأتراجع عن خطأي وإساءتي ومعصيتي. في صفحة 149: الأمثلة كثيرة الوقت لا يكفي لكن أكتفي بهذا الكلام:- فغريزةُ الجوع والعطش والجنس وحبُّ الذَّات كُلُّ هذه الغرائز فيها إيجابيات وفيها سلبيات ولذا فالإمامُ عليه السَّلام يقول: يا ربّي لقد خلقت لي هذه الغرائز ومن حوالي أجواء تثير هذه الغرائز تستيقظ غرائزي عندما تحفُّ بها الروائح والأجواء الطيبة الَّتي تثيرها، أعطيتني عقلاً ولكن غرائزي في بعض الحالات تغلب عقلي فأقع في المعصية – لا أعلِّق شيئاً، الكلام بين أيديكم، هذا كلام الأئمَّة وهذا كلام مَراجعنا، وليكن معلوماً الكلام المذكور في كتب علم الكلام الَّتي هي الأساس والأصل في العَقَائِد الشِّيعية هو أيضاً لو قِيسَ بهذا الكلام الَّذي تكلَّم به الأئمَّةُ عن أنفسهم هو أيضاً في غاية التقصير وفي غاية الوقف، يرفض كلَّ هذه المطالب، يقف عندها!! كما مرَّ علينا في حديث المعرفة بالنَّورانيَّة بأنَّ الَّذي يقف عند مقاماتهم، ماذا قال الإمام؟ فَهُو مُقَصِّرٌ وَنَاصِبْ. المشكلةُ في الثقافة الشيعية مشكلةٌ كبيرة، بقيت للكلام بقيَّة: (دينُ القيّمة)؟! كلُّ هذا هو دينُ القيمة ما تحدَّثت عن القيمة، انتهى وقت البرنامج وربَّما تعدَّينا دقائق على وقت البرنامج، دينُ القيمة سيكون حديثي في الحلقة القادمة يوم غد في أجواءِ فِناءِ عِطر هذه القيِّمة صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليها وأختم حديثي يا زهراء في أمانِ الله. ملخـّص الحلقة تاريخ البث : يوم الأربعاء 27 شهر رمضان 1436هـ الموافق 15 / 7 / 2015م في حلقة اليوم أخذ صورة مقطعية من حديث المعرفة بالنورانية. أي جانباً مهماً وأساسياً في معطياته فمن استكمل معرفتي فهو على الدين القيّم كما قال الله تعالى : وذلك دين القيّمة . يا سلمان ويا جندب فهذه معرفتي بالنورانية، فتمسّك بها راشداً فإنه لا يبلغ احد من شيعتنا حدّ الإستبصار حتى يعرفني بالنورانية، فإذا عرفني بها كان مستبصراً بالغاً كاملاً”. معرفتي بالنورانية معرفة الله عز وجل، ومعرفة الله عز وجل معرفتي بالنورانية وهو الدين الخالص الذي قال الله تعالى : وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيّمة.