الجزء الثالث … الكتاب الناطق – الحلقة ١٣٥ – لبّيك يا فاطمة ج٥٢ – ملامح المنهج الأبتر في الواقع الشّيعيّ ق١٩ – ضعف البراءة ج١٣ – الشيخ الوائلي ق٣ Show Press Release (29 More Words) الجزء الثالث … الكتاب الناطق – الحلقة 135 – لبّيك يا فاطمة ج52 – ملامح المنهج الأبتر في الواقع الشّيعيّ ق19 – ضعف البراءة ج13 – الشيخ الوائلي ق3 صور OverlaysPreviousNext فيديو يوتيوب اوديو مطبوع Show Press Release (24٬624 More Words) يازهراء بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيم سَلَامٌ عَلَيك يَا وَجْه الله الَّذِيْ إِلَيهِ يَتَوجَّهُ الأَوْلِيَاء… بقيَّةَ الله… مَاذَا فَقَدَ مَنْ وَجَدَك وَمَا الَّذِيْ وَجَدَ مَنْ فَقَدَك؟!… الْحَلَقَةُ الخَامِسَةُ وَالثَّلاثُون بَعد الْمِئَة لَبَّيكِ يَا فَاطِمَة الجُزْءُ الثاني والخَمسوُن ملامحُ المنهج الأبتر في الواقع الشِّيعيّ ق 2 – ضَعْفُ البَرَاءَة ج13 – الوائلي ق3 سَلَامٌ عَليْكُم إِخْوَتِيْ أَخَوَاتِيْ أَبْنَائِيْ بَنَاتِيْ … العُنوانُ هُو نَفسهُ لمجموعة الحلقاتِ هذه: لبَّيكِ يَا فَاطِمَة …!! والحديثُ لا زال يتواصلُ في ملامحِ المنهجِ الأبتر، الَّذي يتحرَّكُ بفاعليةٍ ونشاطٍ شديدين في الوسط الشِّيعيّ وخُصوصاً في المؤسَّسةِ الدِّينيَّةِ الشِّيعيَّةِ الرَّسميَّة، وبنحوٍ أخصّ في الوسط المرجعي والحوزوي، والحديثُ في الحلقتين المتقدِّمتين كَان في المثال النَّموذجي الَّذي اخترتهُ حيثُ تتجلَّى ملامحُ المنهج الأبتر، الصَّنميَّةُ وذُيولها وشُعَبُها وضَعفُ عقيدة البراءة بل انعدامُ البراءة الفكرية، إنَّهُ شيخنا الوائلي رحمةُ اللهِ عليه. تقدَّم الحديثُ في مجموعةٍ من الوثائق تدور مضامينها حول سِماتِ منهجيَّة مدرسة الوائلي، وكذاك في عنوانٍ آخر من العناوين العقائديةِ الشِّيعيَّة المهمَّة: البراءة، وبعد ذلك تحوّل الحديثُ إلى الولاية، ثُمَّ انتقلت في حديثي وأنا أعرض الوثائق عليكم التسجيلية والفيديوية فيما يرتبطُ بإمامِ زماننا الحُجَّة ابن الحَسن صَلوات الله وسلامهُ عليه. وصلتُ إلى الوثيقةِ الحادية والستين سأتناولُ عناوين أُخر في هذه الحلقة حتَّى ترتسم الصورةُ كاملةً بين أيديكم، تقدَّم الحديثُ في منهج الوائلي، في عقيدة البراءة وفي عقيدة الولاية وفي معرفة إمام زماننا، بين يديّ وثائق سأعرضها عليكم يدور مضمونها حول الشَّهادة الثَّالثة، إنْ كان ذلك في الأذان والإقامة أو كان ذلك في التشهُّد الوسطي والأخير في أجزاء الصَّلاة. وقد تقدَّمت حلقاتٌ عديدةٌ في هذا البرنامج في الشَّطر الأوَّل من البرنامج، أعني في الحلقات الأولى من حلقات الكِتاب النَّاطق، فصَّلتُ فيها الحديثَ والقولَ في الشَّهادةِ الثَّالثة، وبيَّنتُ بالأدلَّة بحسب قناعتي وبحسبِ فهمي وبحسبِ اعتقادي أنّ الشَّهادة الثَّالثة جزءٌ واجبٌ في الأذان والإقامة، ومن جَاء بالأذانِ والإقامة مع أنَّهما مُستحبَّان ولكنَّ لابُدَّ من الالتزام بالشرائط الكاملة في المستحبّ حين يؤتى به، من جاء بالأذان أو بالإقامة من دون الشَّهادةِ الثَّالثة فالأذانُ باطل والإقامة باطلة، ومن جاء بهما بعنوان الاستحباب وحتَّى بعنوان الجُزئية المستحبَّة فالأذانُ باطل والإقامةُ باطلة لأنَّ الشَّهادة الثَّالثة جزءٌ واجبٌ أصليٌّ بَل إنَّ الشَّهادة الثَّالثة هي أهمُّ أجزاء الأذان وكذاك الإقامة، والشَّهادةُ الثَّالثةُ جزءٌ واجبٌ لا يجوزُ تركهُ في التشهُّد الوسطي وفي التشهُّد الأخير ومن جاء بصلاةٍ تنقصها الشَّهادة الثَّالثة مُتعمِّداً فصلاتهُ ما هي بصحيحة، إذا كان عن جهلٍ وعن مُتابعةٍ للآخرين فعليه أنْ يستغفر ربَّه وأنْ يعتذر لإمام زمانهِ عن هذا النقص الَّذي ألحقهُ بصلاته، ولا أريد أن أطيل الكلام كثيراً في هذه الجهة. وأذهب بكم إلى الوثيقة الثَّانية والستين نستمعُ معاً: [يتبعون تعاليم الدين الإسلامي، فلماذا يذكر اسم عليّ في الأذان ويعتبر في نفس مستوى الرسول؟ الواقع أنا التفتلي هاي عملية ردّة فعل، أنت السائل انا أطلب من عنده أن يقرأ تأريخ الأمويين، الأمويين من بدء خلافتهم إلى نهاية خلافتهم، أوجدوا سبعين ألف منبر وعشرة منابر كان يُشتَم عليها الإمام علي، تنبّهلي زين، عملية ردّة الفعل لهذا الحادث، نحنُ نعرف القاعدة الفيزيائية تقول: لكل فعلٍ رد فعل يساويه في القوى ويخالفه في الاتجاه، الواقع هاي ردة فعل، ردة الفعل أكدوا بيها، بس الفت نظرك الأذان ترى مو واجب الأذان مستحب، يعني يمكن الانسان إذا ما أذن الصلاة ما تختل إذا ما أذن، مستحب وإذا كان مستحب هؤلاء لَمَّا تعرض الإمام علي إلى الشتم أرادوا تأكيد الذات يؤكدون عليه بردة فعل فرفعوا في الأذان: أشهد أنَّ علياً ولي الله. يعني مثل ما المذاهب الأخرى في آخر الأذان تقول: السّلام عليك مثلاً يا رسول الله يا نبي الله يا من رفع بك كذا، يا صاحب الخلق يا صاحب الوجه الكذا، وهذا ما يعتبر مسيء للأذان إطلاقاً، ما أكو مانع أن واحد يقول: أشهد أنَّ أبا بكر ولي الله وأشهد أنَّ عمر ولي الله، ما فيه بأس أبداً، ولا الأذان يختل وما بيه أي مانع، هؤلاء أكّدوا بأنَّ عليَّاً شُتِم، علي ابن أبي طالب تعرّض إلى شتم ما تعرّض غيره إلى شتم، تعرّض إلى ملاحقة، عملية ردّة فعل ليس إلَّا يا أخي، وإلَّا نحن ما نعتبرها واجبة ولا من صلب الأذان، والأذان كله مو واجب وإنّما هو مستحب، في الختام أرجو أن أكون قدّمت صورة ولو متواضعة بحدود فهمي المتواضع وأمل من الله أن يأخذ بأيديكم لما فيه توفيقكم والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته]. جهلٌ وكذبٌ واضحٌ فاضح، هذه فكرةٌ شيطانيةٌ هي الَّتي طرحها الشَّيخ الوائلي من أنَّ الشَّهادة الثَّالثة جاءت أوَّلاً: بعنوان ردِّ فعل وهذا كذبٌ صريح وافتراء، افتراء على الواقع، وتزوير للحقائق، وجهلٌ فاضح بحديثِ آلِ مُحَمَّد ومنهجِ جَعفر ابن مُحَمَّدٍ الصَّادق، سأُبين لكم إنَّهُ جَهلٌ بالتأريخ، جَهلٌ بالعقيدة، جهلٌ بمعارف أهل البيت، وهذهِ المسألةُ الَّتي ذكرها أتحدَّى أي شخصٍ مِمَّن يُدافعون عن الوائلي أنْ يأتيني بمصدرٍ يتحدَّث عنها، من أنَّ الأمويين شتموا عليَّاً هذه قضيَّةٌ نحنُ نعرفها جميعاً ولكن الشِّيعة كردِّ فعلٍ ذكروا عليَّاً في الأذان، هذه المعلومة الشَّائعة في الوسط الشِّيعيّ والَّتي شاعت بِسبب الشَّيخ الوائلي وبسببِ وكلاء المرجعيَّة وبسببِ العمَائِم الجَاهلة وبِسبب خُطباء المنبر الَّذين هُم كالبَبَغاوات الغبيَّة يردِّدون ما يُردِّده هذا الوائلي، شاعت هذه الفكرة في الثَّقافة الشِّيعيَّة وهذا الأمر لا أصلَ لهُ، لا في كُتب المخالفين ولا في كُتبنا، وأتحدّى الجميع أنْ يأتيني أحدٌ منهم بمصدرٍ مِن مصادرنا، من مصادرِ آلِ مُحَمَّد يتحدَّثُ عن هذه القضيَّة، لأنَّ ما جَاء عن أهل البيت هو شيءٌ آخر لا علاقةَ لهُ بهذا الموضوع، وسأعرضُ لكُم بشكلٍ موجز ما يرتبطُ ببيانِ الحقيقة، لكن إذا أردتم التفصيل عليكم أن تعودوا إلى الحلقات المتقدِّمة من حلقات هذا البرنامج الَّتي تناولتُ فيها موضوعَ الشَّهادةِ الثَّالثة، وتحليلُ الأمر بهذهِ الصورة هو تضليلٌ لشباب الشِّيعة وتضييعٌ للعقائد الشِّيعيَّة وتثويلٌ مِغناطيسيٌّ من الدرجة الأولى. الغريب أنّ هذه الفكرة شائعة في الوسط الشِّيعيّ تَتردَّدُ في جنبات الحوزة، في دروسها وعلى المنابر الحُسينيَّة ومِراراً وكِراراً سَمعتها مِن شاشات الفضائيات الشِّيعيَّة البتراء، وهي كلُّها بتراء لا أستثني واحدةً منها لأنَّها تَسبحُ في فضاء المؤسَّسة الدِّينيَّة الشِّيعيَّة البتراء الَّتي يتحكّم فيها المنهجُ الأبتر بشكلٍ واضح وهذا ناطقها الرَّسمي بمنطقهِ الأبتر ومنهجهِ الأبتر ولذلك صفَّق لهُ الجميع، التصفيق في نهاية الحديث كان تصفيقاً من أين؟ من أولياء أهل البيت أم من مخالفي أهل البيت؟ هذا التصفيق هو من مخالفي أهل البيت، هذا الكلامُ كان في ندوةٍ، فضلاً عن الإضافات الَّتي أضافها من أنَّهُ يجوز للقائل أنْ يقول: أشهدُ أنَّ أبا بكرٍ وليُّ الله، أشهدُ أنَّ عمر وليُّ الله، يجوز ذلك ولا إشكال فيه ولا بأس به، لا أريد أن أُعلِّق على هذا الكلام فالكلام واضح لا يحتاج إلى تعليق ولا أريد أنْ أبحث في تفاصيلِ نوايا الشَّيخ الوائلي، الكلام واضح، كلامٌ فاسدٌ من أساسهِ. لكنَّني أُصرّ على أنْ أُلفت نظر الشَّباب الشِّيعيّ إلى كذب هذه المعلومة، هذهِ المعلومة معلومة خاطئة، وإنَّما أُصرُّ عليها لأنَّها تنتشرُ في الوسط الشِّيعيّ ويُردِّدها خطباء المنبر الأغبياء الجُهلاء، وتُردَّدُ في الفضائيات من قبل عمائم كبيرة، عمائم فارغة، فَقط أسماء ومُسمّيات طويلة وعريضة فارغةُ المحتوى، الشَّهادةُ الثَّالثة قضيَّةٌ عميقةٌ جدَّاً في العقيدة وسأتناولها بالبيانِ والشَّرح وإنْ كَان ذلك بشكلٍ موجز، لكنَّني أعود وأُكرِّر هذا كذبٌ مَحض من أنَّ الشَّهادة الثَّالثة هي ردَّة فعلٍ على شتم بني أُميَّة لسيِّد الأوصياء، بنو أميَّة سبّوا سيِّد الأوصياء ولعنوه وشتموه وقالوا ما قالوا فيه، ولكنَّ تَشريع الشَّهادة الثَّالثة في الأذان وفي الإقامة وفي التشهد الوسطي والأخير وفي كُلِّ موضعٍ تُذكرُ فيه الشَّهادة الأولى والثَّانية، هذا التشريع لا علاقةَ لهُ بهذا الموضوع، وما ذكرهُ الشَّيخُ الوائلي هو كذبٌ محض وافتراء، أنا لا اتَّهم الرَّجل بأنَّهُ يكذبُ عامداً، يكذب قاصداً، أبداً، الشَّيخ الوائلي في نيَّتهِ خدمةُ أهل البيت، في نيَّته بيانُ الحقائق، ولكنَّ الرَّجل ابتُليَ بالفكر النَّاصبي، هذه هي مشكلةُ الشَّيخ الوائلي، فكان بطلاً من أبطالِ الميدان الأبتر، وكَان رمزاً مثالياً ومثالاً نموذجيَّاً للمنهج الأبتر الَّذي يتحرَّك في الوسط الشِّيعيّ وبكُلِّ عُنفوانٍ وقوَّةٍ وزَهوٍ وفخر، والسبب تأييد المرجعيَّة له في حياته وحتَّى بعد وفاته إلى هذه اللحظة وتصفيقُ الشِّيعة كما صفَّق أهلُ السُنة لهُ كما سمعتم في الوثيقة الصوتية المتقدِّمة. رجاءاً الكنترول روم أعيدوا بث المقطع المتقدم يعني الوثيقة رقم 62: كي يُدقِّق المشاهدون فيما جاء على لسان الشَّيخ الوائلي: [يتبعون تعاليم الدين الإسلامي، فلماذا يذكر اسم عليّ في الأذان ويعتبر في نفس مستوى الرسول؟ الواقع أنا التفتلي هاي عملية ردّة فعل، أنت السائل انا أطلب من عنده أن يقرأ تأريخ الأمويين، الأمويين من بدء خلافتهم إلى نهاية خلافتهم، أوجدوا سبعين ألف وعشرة ألاف وعشرة منابر، سبعين ألف منبر وعشرة منابر كان يُشتم عليها الإمام علي، تنبهلي زين، عملية ردّة الفعل لهذا الحادث، نحنُ نعرف القاعدة الفيزيائية تقول: لكل فعلٍ رد فعل يساويه في القوى ويخالفه في الاتجاه، الواقع هاي ردة فعل، ردة الفعل أكدوا بيها، بس الفت نظرك الأذان ترى مو واجب الأذان مستحب، يعني يمكن الانسان إذا ما أذن الصلاة ما تختل إذا ما أذن، مستحب وإذا كان مستحب هؤلاء لَمَّا تعرض الإمام علي إلى الشتم أرادوا تأكيد الذات يؤكدون عليه بردة فعل فرفعوا في الأذان: أشهد أنَّ علياً ولي الله. يعني مثل ما المذاهب الأخرى في غايه في آخر الأذان تقول: السّلام عليك مثلاً يا رسول الله يا نبي الله يا من رفع بك كذا، يا صاحب الخلق يا صاحب الوجه الكذا، وهذا ما يعتبر مسيء للأذان إطلاقاً، ما أكو مانع أن واحد يقول: أشهد أنَّ أبا بكر ولي الله وأشهد أنَّ عمر ولي الله، ما فيه بأس أبداً، ولا الأذان يختل وما بيه أي مانع، هؤلاء أكدوا بأنَّ عليَّاً شُتِم علي ابن أبي طالب تعرض إلى شتم ما تعرض غيره إلى شتم، تعرض إلى ملاحقة، عملية ردة فعل ليس إلَّا يا أخي، وإلَّا نحن ما نعتبرها واجبة ولا من صلب الأذان، والأذان كله مو واجب وإنّما هو مستحب، في الختام أرجو أن أكون قدمت صورة ولو متواضعة بحدود فهمي المتواضع وأمل من الله أن يأخذ بأيديكم لما فيه توفيقكم والسَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته]. ما كو مانع أنْ تقولوا في الأذان أشهد أنَّ أبا بكرٍ وليُّ الله، ما كو مانع أنْ يقول المؤذن وأنْ يقول المصلِّي في إقامة الصَّلاة أشهد أنَّ عمر وليُ الله ما كو مانع، هذا هو منطق مدرسة الشَّيخ الوائلي وسيقول المرقِّعون هذا الكلام هو بلسان التقيَّة، فليقولوا ما يقولون، هذا الكلام ينطلقُ من ذوقٍ يمتدّ من أوَّل مجلسٍ من مجالسِ الوائلي إلى آخر مجلسٍ، وبعد ذلك رحل عن هذه الحياة، هذه القضيَّة ليست مخصوصةً بموقفٍ مُعيَّن، وبزمانٍ مُعين، هذه مدرسة وهذا هو منهجها. الشَّيخ الوائلي يأتي بهذا القانون الفيزيائي وكأنَّهُ دليلٌ من أدلَّة التشريع: لكلِّ قوَّة فعلٍ هناك قوَّة ردِّ فعلٍ تساويها في المقدار وتعاكسها في الاتجاه، لا أدري ماذا يصنع هنا قانون نيوتن وقوانين الفيزياء في مسألةٍ تشريعية؟ ما علاقة هذا القانون الفيزيائي بمسألةٍ تشريعيَّة ترتبطُ بمنطق الكتاب والعترة؟! هذا هو التثويل المغناطيسي، خلطٌ لقانونٍ فيزيائي مع أكاذيب وافتراءت لا حقيقة لها على أرض الواقع، من أنَّ الشِّيعة ذكرت عليَّاً في الأذان والإقامة كردَّة فعلٍ لشتم بني أُمّية لسيِّد الأوصياء، كذبٌ صُراح وجهلٌ محض، هذا هو نِتاج الفكر الشَّيطاني الَّذي تعلَّمهُ الشَّيخُ الوائلي في المؤسَّسة الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الرِّسميَّة وما أضافهُ من خلالِ غطسهِ وغوصِه في الفكر النَّاصبيّ إلى عِمامته الطابقية، هذهِ هي الحقيقة من دون قشور، ومن دون رتوش، ومن دون مجاملات. الوثيقة الثَّالثة والستون فيديو نشاهدهُ معاً: [السائل: نحن نذكر الشَّهادة الثَّالثة في الإقامة وفي الأذان وهل يمكن لنا ذكر هذه الشهادة في التشهد استحباباً أيضاً في الصَّلاة هذا السؤال الأول؟ الشَّيخ الوائلي: كيف في أي صورة يعني؟ كيف تقرأ استحباباً على أي طريقة؟ السائل: عفواً في الأذان نذكر أشهد أنَّ عليَّا وليُّ الله استحباباً وفي الإقامة أيضاً استحباباً، فهل ممكن نذكرها بالتشهُّد أشهد أنَّ مُحَمَّداً عبدهُ ورسوله أشهدُ أنَّ عليَّاً وليُّ الله استحباباً؟ الشِّيخ الوائلي: لأنَّ التشهُّد ورد بصيغة مُعيّنة والتشهُّد يدخُل فيه الأفعال الواجبة، والأذان يدخل فيه نطاق الأفعال المستحبة، يعني أنت الأذان بوسعك أن تدخل الصلاة بدون أذان ولا إقامة لكنَّه التشهُّد جزء من الصَّلاة وإذا أدخلته بعنوان الجزئية فهو باطل، هذا باطل، وحتَّى في الأوَّل في التشهُّد في الشَّهادة في الأذان يعني والإقامة هذا المستحب والاستحباب أيضاً حكم، حتَّى إذا أدخلته بعنوان الجزئية يبطل، لكن كأنَّ هناك أنت في مقام الاستحباب أكو سعة لكن هنا لا ما يسعك أن تدخل الشَّهادة، هاي نقطة]. ما بيَّنهُ الشَّيخ الوائلي من عدم جواز ذكر الشَّهادة الثَّالثة في التشهُّد الوسطي والتشهُّد الأخير هو التزام بالمنهجِ الموجود في الجوّ المرجعي والحوزوي الشِّيعيّ، كما قرأتُ عليكم فالشَّيخ الوائلي لم يكن على اطلاعٍ واسعٍ في العلوم الحوزوية، هو صرَّح بذلك في كتابه تجاربي مع المنبر، وسنقرأ هذا الكلام أيضاً مرَّةً أخرى إذا سنحت الفرصة، ولكنَّني قرأتُ عليكم كلامه فيما تقدَّم، هو يجهل أنَّ عِندنا روايات عديدة عن المعصومين ذكرت صيغاً للتشهُّد الوسطي وللتشهُّد الأخير في الصَّلاة جاء فيها ذكرُ عليٍّ وذكر الشَّهادة الثَّالثة، عندنا صيغ عديدة وردت عن المعصومين، لكنَّ مراجع الطائفة علَّموا الشِّيعة هذهِ الصِّيغة المتعارفة. والصِّيغة المتعارفة هذه الشَّهادة الأولى والثَّانية والصلوات هذهِ صيغةٌ تتّفق مع صيغة الشافعي، مع صيغة الشَّوافع، وقد بيّنتُ ذلك لكم في الحلقات الأولى من هذا البرنامج كيف أنَّ الشَّيخ الطوسي هو الَّذي أشاع هذا التشهُّد، ورد في رواياتنا ولكن وردت صيغٌ أخرى كثيرة، لكنَّ الشَّيخ الطوسي أشاع هذا التشهُّد ومن بعدهِ المراجع إلى يومنا هذا، لأنَّ هذا التشهُّد هو تشهُّد الشَّافعي وتأثيرات الشافعي وآثارُ الشَّافعي في المؤسَّسةِ الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الرَّسمية واضحةٌ جدَّاً، من جُملة آثار الشافعي هو هذا هذا التشهُّد الوسطي والتشهُّد الأخير في الصَّلاة. أنا لا أنفي أنَّ روايات عندنا وردت بهذه الصيغة ولكن لماذا الإصرار على هذه الرِّوايات فقط؟ على الأقل أنْ يُقال: التشهُّد بهذه الصيغة المعروفة صحيح وهناك صيغ أخرى ورد فيها ذكرُ الشَّهادة الثَّالثة، ولكنَّها الدودة كما تقدَّم حديثُنا، دودةُ السَّقيفة تتحرَّكُ في جميع الاتِّجاهات، وإلَّا فالرِّواياتُ عن أهل بيت العصمة واضحةٌ جدَّاً. في نفس هذا الجو فإنَّنا نجد في أجوائنا الشِّيعيَّة المجموعة الخالصية: وهذه معروفة برفضها للشَّهادة الثَّالثة في الأذان والإقامة بشكلٍ واضح وصريح ومن باب الأولى هي ترفضها في التشهُّد الوسطي والأخير ولا حاجة للتعليق على هذه المسألة. محَمَّد حسين فضلُ الله: الشَّهادة الثَّالثة في التشهُّد الوسطي والأخير لا يُجيزها إطلاقاً، وفي الإقامةِ يمنع منها لماذا؟ يقول: لأنَّها تُسبِّبُ مفسدةً في الصَّلاة، هذه تحتاج إلى صلوات!! الشَّهادة الثَّالثة تُسبِّب الفساد في الصَّلاة، ما قيمة الصَّلاة من دون الشَّهادة الثَّالثة، محَمَّد حسين فضلُ الله هو الَّذي يُفسد صلاتَكم وصلاةَ نفسهِ وصلاةَ الَّذين يقلّدونه ويتابعونهُ بهذه الفتاوى الفاسدة. وهذا موقعُ مكتب السيِّد السيستاني دام ظله الشريف: تحتَ عُنوان الاستفتاءات الأذان والإقامة، أقرأُ عليكم هذه الفتوى من موقع السيِّد السيستاني وهي موجودةٌ على الموقع – السؤال: ما حكم الشَّهادة الثَّالثة في التشهُّد؟ – نفس الكلام الَّذي تحدّث عنهُ الشَّيخ الوائلي – ما حُكم الشَّهادة الثَّالثة في التشهُّد؟ الجواب: الأحوط وجوباً تركه – يجب الالتزام بهذا الاحتياط، هذا احتياط وجوبي، الأحوط وجوباً تركه. اعرضوا لنا رجاءاً صورة هذه الفتوى من مكتب السيِّد السيستاني: السؤال: ما حكم الشَّهادة الثَّالثة في التشهد؟ الجواب: الأحوط وجوباً تركه. وهناك سؤالٌ آخر أيضاً من موقع السيِّد السيستاني السؤال المتقدِّم في باب الأذان والإقامة الاستفتاءات الأذان والإقامة، السؤال الثاني الاستفتاءات الخللُ في الصّلاة. اعرضوا لنا صورة الاستفتاء الثاني رجاءاً: السؤال الموجود في داخل المستطيل الأحمر الملون باللون الأحمر السؤال ما هو؟ امرأةٌ تصلي ولسنواتٍ عديدة كانت تأتي بالتشهُّد على هذه الصفة (التشهُّد الوسطي): أشهد أنْ لا إله إلَّا الله وأشهدُ أنّ مُحَمَّداً رسول الله وعليَّاً وليُّ الله فما حكم صلاتها أو فما حكم صلواتها؟ الجواب: إذا كان جهلها قصورياً فلا قضاء عليها وإذا كان تقصيرياً قضت تلك الصلوات على الأحوط لزوماً. بالله عليكم ذكرُ عليٍّ في الصَّلاة يُؤدِّي إلى قضاء الصَّلاة؟! الصَّلوات الَّتي تخلو من ذكر عليٍّ بحاجةٍ إلى قضائها وليست الصلوات الَّتي تتزيّن بذكر عليٍّ يجب على الإنسان قضاؤها، ولكن هكذا تجري الأمور بالمقلوب، هذهِ الفتاوى نقلتها إليكم من موقع السيِّد السيستاني دام ظله الشريف. نذهب إلى الوثيقة الرابعة والستين ونستمع معاً إلى شيخنا الوائلي: [جاي أقول إنَّ هذا من أولياءِ الله هسه تسألني ليش صار هذا؟ ليش صار لا شك أنَّه صار أيَّام الصفويين هو، ليش، ليش صار؟ صار للتأكيد على الذات لأن لَمَّا انوجدوا أناس يشتمون عليَّ ابن طالب صارت عملية ردَّة الفعل، مو لكل فعلٍ ردة فعل تساويه قوَّة وتخالفه اتّجاه هاي مو القاعدة الفيزيائية ينقلها للجانب الاجتماعي علماً]. الآن جاءنا بقضيَّة أُخرى إضافةً إلى القضيَّة الفيزيائية طرح قضيَّةً نفسيَّة (مسألة التأكيد على الذات)، هذه روايات عَن أهل البيت، نصوص شرعية، الشَّيخ الوائلي يصفُ أحاديث أهل البيت في الكافي بأنَّها زُبالة ومرَّ الكلام، ويأتينا بمثل هذه المطالب ليجعل منها أدلَّةً على أكاذيب، هذهِ الأكاذيب لا حقيقةَ لها في أرض الواقع، رجعنا إلى نفس القضيَّة إلى القانون الفيزيائي، لكلّ قوة فعلٍ هناك قوة ردِّ فعل، تساويها في المقدار وتعاكسها في الاتجاه، بنو أُمّية شتموا عليَّاً، فالشِّيعة ذكروا الشَّهادة الثَّالثة في الأذان والإقامة، وواللهِ هذا محضُ كَذب وجَهل، الرَّجلُ جاهلٌ جاهلٌ جاهل، لا علمَ لهُ بالحقائق، مُشبعٌ بالفكر النَّاصبيّ، ومُشبعٌ بفكر المؤسَّسة الشِّيعيَّة الدِّينيَّة الرَّسميَّة الَّتي هي الأُخرى مُشبعةٌ بالفكر النَّاصبيّ. سأَخذكم في جولةٍ سريعة لنعرف من أين بدأت الشَّهادة الثَّالثة..؟! ولكن لنستمع إلى الشَّيخ الوائلي في نفس الوثيقة المتقدِّمة كي يتأكَّد المشاهدون مما قاله شيخنا أبو سمير رحمة الله عليه. رجاءاً أعيدوا الوثيقة الرابعة والستين: [جاي أقول إنَّ هذا من أولياءِ الله هسه تسألني ليش صار هذا؟ ليش صار لا شك أنَّه صار أيَّام الصفويين هو، ليش، ليش صار؟ صار للتأكيد على الذات لأن لَمَّا انوجدوا أناس يشتمون عليَّ ابن طالب صارت عملية ردَّة الفعل، مو لكل فعلٍ ردة فعل تساويه قوَّة وتخالفه اتّجاه هاي مو القاعدة الفيزيائية ينقلها للجانب الاجتماعي علماً]. هناك مسألة لابُدَّ من الإشارة إليها إضافة إلى ربطهِ بقضيَّة التأكيد على الذات أشار إلى الصفويين وهذا فكرٌ ناصبيٌّ محض، النَّواصب وأعداءُ أهل البيت هم الَّذين يقولون من أنَّ الصفويين هم الَّذين جاءوا بالشَّهادة الثَّالثة! وبعد ذلك خرج علينا من خرج، شريعتي وأمثال شريعتي يُقسِّمون التشيُّع إلى تشيُّعٍ علوي وتشيُّعٍ صفوي وهم يرقصون على أنغام الفكر القُطبي، وعلى أنغامِ فكر النَّدوي وأشباه النّدوي، الفكر الَّذي انتشر في شبه القارة الهندية في وسط المسلمين، لا أريد الحديث عن هذهِ التفاصيل، ولكنَّ هذه القضيَّة تَتردَّدُ كثيراً على الألسنة وفي الوسط الشِّيعيّ وحتَّى على ما تسمّونهُ أنتم بالمنابر الحُسينية وما هي بحسينيَّة، هذهِ منابر بتراء صُبِغت باسم الحُسين، منابركم بتراء فهذا هو عميدُ منبركم، وحُسينيّاتكم بتراء، فهذه هي الحسينيّاتُ الَّتي تُسوِّق هذا الفكر الأبتر..!! الآن الشَّيء الَّذي خَلُص بين أيدينا من أحاديث الشَّيخ الوائلي بخصوص الشَّهادة الثَّالثة: في الوثيقة الثَّانية والستين: كان يقول هي ردّة فعل ويجوز لك أنْ تقول أشهد أنَّ أبا بكرٍ وليُّ الله، أشهد أنَّ عمر ولي الله، القضيَّة بهذهِ البساطة وبهذه السَّذاجة! وفي الوثيقة الثَّالثة والستين: تحدَّث عن بطلان الصَّلاةِ حينما تُذكَر الشَّهادة الثَّالثة في التشهُّد الوسطي والأخير وحتَّى عن عدم صحَّة الأذان والإقامة إذا ذكرت بعنوان الجزئية! وفي الوثيقة الرَّابعة والستين: تحدث عن أنَّ الشَّهادة الثَّالثة في الأذان والإقامة هي تعبيرٌ عن تأكيد الذَّات وهي ردَّةُ فعلٍ على شَتم الأمويين وأنَّ الصفويين هم الَّذين جاءُوا بها! هذا ما قالهُ، هذه هي ثقافةُ مدرسة الوائلي عن الشَّهادة الثَّالثة، كذبٌ! افتراءٌ! جهلٌ محض! وسأعرض لكم الحقائق من الوجهة التأريخية ومن الوجهة العقائدية في حديث آلِ مُحَمَّد وبشكلٍ موجز، هذا هو المنطق الأبتر، وهذا هو المنهج الأبتر..!! الكتاب الَّذي بين يديّ هو الجُزء الأوَّل من كتاب الكافي الشَّريف لشيخنا الكُليني دار الأسوة للطباعة والنَّشر، الطبعة السَّادسة 1428، صفحة 502، باب مولد النَّبي ووفاتهِ صلَّى الله عليه وآله، رقم الحديث 8: – عَنْ سِنَان اِبن طَرِيف، عَنْ أَبِي عَبْد الله عَلَيه السَّلام – عن إمامنا الصَّادق ماذا قال؟ – إنَّا أَوَّلُ أَهْل بَيْتٍ نَوّه اللهُ بِأَسْمَائِنَا – نَوَّه يعني ذكر، ذكرنا وأراد أنْ يُلفت الأنظار إلى أسمائنا وإلى ذِكرنا – إنَّا أَوَّلُ أَهْل بَيْتٍ نَوَّه اللهُ بِأَسْمَائِنَا إِنَّهُ لَمَّا خَلَقَ السَّمَاوات وَالأَرَض أَمَر مُنَادِياً فَنَادى – في بداية الخلق، فهل كانت هناك دولةٌ صفوية؟ هل كانت هناك دولةٌ أموية؟ هذا الهُراء الَّذي يتحدَّثُ به الوائلي ويتحدَّثُ بهِ الخُطباء ويتحدَّثُ بهِ وكلاء المراجع، هذا الهراء كذبٌ وافتراءٌ محض، محضُ كذب – إنَّا أَوَّلُ أَهْل بَيْتٍ نَوّه – ما قالت الرِّواية ذَكَر الله، لأنَّهُ ذَكَر يمكن أنْ يذكر الذاكر ولكن لا يريد أنْ يُلفت نظر الآخرين، أمَّا التنويه فهو ذكرٌ مع إلفات نظر الآخرين – إنَّا أَوَّلُ أَهْل بَيْتٍ نَوّه اللهُ بِأَسْمَائِنَا إِنَّهُ لَمَّا خَلَقَ السَّمَاواتِ وَالأَرَض أَمَرَ مُنَادِياً فَنَادى – نداء، والأذان نداء – أَمَر مُنَادِياً فَنَادَى أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا الله ثَلَاثاً، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله ثَلَاثاً، أَشِهَدُ أَنَّ عَلِيَّاً أَمِيرُ الْمُؤْمِنِين حَقَّاً ثَلَاثاً – هذا هو أذانُ الله، فما بال أذانكم أذانٌ أعور..؟! هذا هو أذان الله، وكلمة: (حَقَّاً) هنا، تُشير إلى أنَّ هذا الجزء هو الجزء الأهم من الأذان، لأنَّ الشَّهادة الأولى ما تُبِعت بكلمة حقَّاً، أشهدُ أنْ لا إِله إلَّا الله ثلاثاً، أَشهدُ أنَّ مُحَمَّداً رسولُ الله ما تبعت بكلمة حقَّاً ثلاثاً، أشهدُ أنَّ عليَّاً أمير المؤمنين حقَّاً ثلاثاً، تُبِعت الشَّهادة الثَّالثة بهذه الكلمة، وهذا ما قصدتهُ قبل قليل، من أنَّ الشَّهادة الثَّالثة هي الأهم في أجزاء الأذانِ والإقامة، وهي الأهم في أجزاءِ التشهُّد الوسطي والأخير، هذا هو أذانُ الله، لماذا لا تُقلِّدون الله؟ تُقلِّدون المراجع؟! لماذا لا تتبعون الله؟! تتبعون المراجع الَّذين غطسوا في الفكر النَّاصبيّ، اتّبعوا المراجع حينما يوافقون أهلَ البيت، أمَّا حينما يخالفون أهل البيت لماذا تتّبعونهم؟! خذوا بكلام الوائلي إذا كان مُوافقاً لمنهج العترة، وإذا كَان كلامُ الوائلي مُخالفاً لمنهج العترة لماذا تأخذون به؟! هذا هو المنطق السَّليم، إمام زمانكم ماذا قال لكم؟ (وَأَمَّا فِي الحَوَادِثِ الوَاقِعَة فَارْجِعُوا – إذا صنعتم مرجعاً، انتخبتم مرجعاً – فَارْجِعُوا إِلَى رِوَاةِ أَحَادِيثِنَا – إذا خالفوا الرِّوايات لا قيمةَ لهم – فَارْجِعُوا إِلَى رِوَاةِ أَحَادِيثِنَا)، أمَّا حينما يتحدّثون بلسان الشَّوافع فهؤلاء ما هم بحجَّةٍ عليكم، الحُجَّةُ عليكم من قِبَل الإمام الحُجَّة حينما ينطقون برواياتهم صلواتُ اللهِ عليهم، هذا هو أذانُ الله، هذا قبل الأمويين وقبل الصَّفويين وقبل كُلِّ الدول، من هنا بدأت الشَّهادة الثَّالثة، بل إنَّ الشَّهادة الثَّالثة هي قبل هذه المرحلة، سيُحدِّثنا إمامنا الصَّادق عن ذلك، هذه الرِّواية تتحدَّث عن رفع الأذان في الوُجود بالصَّوت، انتبهوا للرواية ماذا تقول؟ – إنَّا أَوَّلُ أَهْلِ بَيْتٍ نَوّه اللهُ بِأَسْمَائِنَا إِنَّهُ لَمَّا خَلَقَ السَّمَاوات وَالأَرَض أَمَر مُنَادِياً فَنَادى – أمر منادياً، الرِّوايات عندنا أنَّ الشَّهادة الثَّالثة كُتِبت على الكائنات وذلك أفقٌ آخر، ولكن هذه الرِّواية رواية سنان ابن طريف عن الإمام الصَّادق في الكافي الشريف في الجزء الأول، في باب مولد النَّبي ووفاته صلَّى الله عليه وآله، الرِّواية الثَّامنة هذهِ تتحدَّث عن أذان، عن نداء – أَمَر مُنَادِياً فَنَادى – بعد أنْ خَلَق السَّماواتِ والأرض – فَنَادَى أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَه إِلَّا الله ثَلَاثاً، أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ الله ثَلَاثاً، أَشَهَدُ أَنَّ عَلِيَّاً أَمِيرُ الْمُؤْمِنِين حَقَّاً ثَلَاثاً – قبلَ آدم، قبلَ النُبوَّات، قبل الدِّيانات – لَمَّا خَلَق السَّمَاوات وَالأَرَض أَمَر مُنَادِياً فَنَادى – هذا هو أذانُ الله، هذا هو أذانُ الوجود، فما بالُ أذانكم أعور؟! واحد يقول: نذكر الشَّهادة مرَّةً واحدة! واحد آخر يقول: نُلحقها في ذيل الشَّهادة الثَّانية! واحد آخر يقول: نذكرها في بعض الأحيان ولا نذكرها في أحيان أخرى حتَّى لا يحدث اشتباه عند المستمعين من أنَّها واجبة! واحد آخر يقول: إنَّنا نذكرها هكذا من باب الإباحة باعتبار أنَّ البشر يستطيعون أن يذكروا كلاماً بشريّاً في الأذان، فهي من باب الكلام البشريّ! وآخر، وآخر، إلى أنْ تفتّقت الذهنيات الشِّيعيَّة عن ذكرها بشرط عدم الجزئية، ودائماً يتبجّحون ويفتخرون بهذه القضيَّة، سوَّد الله وجوهَكم وخذلكم الله، وأنتم تُخالفون منطقَ الله، هذا هو منطقُ الله، هذا هو الكافي الشَّريف وهذا هو منطقُ الله. هذا كتاب (الاحتجاج) لشيخنا الطبرسي، وهذه الطبعة طبعة مؤسَّسة الأعلمي للمطبوعات، 1983 ميلادي، الطبعةُ الثَّانية، صفحة 158: – الرِّواية عَن القَاسِم ابنِ مُعَاويَة، قَال: قُلْت لِأَبي عَبْد الله: هَؤُلَاء – يعني النَّواصب – يَرْوُونَ حَدِيثاً فِي مِعْرَاجِهِم أَنَّهُ لَمَّا أُسْرِي بِرَسُولِ الله رَأَى عَلَى العَرْشِ مَكْتُوبَاً: لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله، أَبُو بَكْرٍ الصِدِّيق، فَقَال – الإِمَامُ الصَّادق – سُبْحَان الله غَيَّرُوا كُلّ شَيءٍ حتَّى هَذَا!’! قُلْتُ: نَعَم – كُلّ شيءٍ تغير حتَّى هذا، يعني حتَّى هذه المضامين الَّتي تتحدَّث عن عوالم الغيب – قَال إِمَامُنَا الصَّادق: إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا خَلَقَ العَرْش كَتَبَ عَلَيهِ: لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِين – العرش خُلِق قبل السَّماوات والأرض، الرِّواية الَّتي مَرَّت قبل قليل في الكافي عن سنان ابن طريف عن الإمام الصَّادق عن النداء وعن الأذان الَّذي رُفِع كان بعد خلق السَّماوات والأرض. الآن الإمام يتحدَّث عن الشَّهادة الثَّالثة في هذا الموطن قبل خلق السَّماوات والأرض – إِنَّ الله عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا خَلَقَ العَرْش كَتَبَ عَلَيهِ: لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِين، وَلَمَّا خَلَق الله عَزَّ وَجَلَّ الْمَاء – وهذا خُلِق قبل السَّموات والأرض، هذا ماء الحياة، ماء الوجود، ﴿وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيّ﴾، هو هذا الماء – وَلَمَّا خَلَق اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمَاء كَتَبَ فِي مَجْرَاه: لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِين – هذا قبل خلق السَّموات والأرض – وَلَمَّا خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الكُرْسَي – الكرسي خُلِق قبل السَّموات والأرض ﴿وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ﴾، السَّموات والأرض بعد ذلك خلِقت في ضمن الكُرسي – وَلَمَّا خَلَق اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الكُرْسِي كَتَبَ عَلَى قَوَائِمِهِ: لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِين، وَلَمَّا خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ اللَّوْح – واللوح خُلِق قبل السَّموات والأرض، لأنَّ اللوح كُتِب فيه كُلّ شيءٍ سيُخلقُ بعد ذلك – وَلَمَّا خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ اللَّوح كَتَب فِيهِ: لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِين، وَلَمَّا خَلَق اللهُ إِسْرَافِيل كَتَب عَلَى جَبْهَتِه: لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِين، وَلَمَّا خَلَق الله جَبْرَائِيل كَتَب عَلَى جَنَاحِيهِ: لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِين، وَلَمَّا خَلَقَ الله عَزَّ وجَلَّ السَّمَوَات – بعد كُلِّ تلك المراتب السَّابقة – كَتَب فِي أَكَنَافِهَا: لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِين، وَلَمَّا خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الأَرَضِين كَتَبَ فِي أَطْبَاقِهَا: لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِين، وَلَمَّا خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الجِبَال كَتَبَ فِي رُؤوسِهَا: لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِين – هذهِ الكتابة كتابة التكوين، ومن دون هذه الكتابة لا يتحقَّقُ وجودها ولا يتكامل ولا يستمرُّ نزول الفيض إليها. وَلَمَّا خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ الشَّمْس كَتَبَ عَلَيهَا: لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِين، وَلَمَّا خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ القَمَر كَتَب عَلَيهِ: لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِين وَهُو السَّوَادُ الَّذي تَرَوْنَهُ فِي القَمَر – السواد ليست كتابة بالحروف، إنَّما يشير إلى كتابةٍ تكوينية – فَإِذَا قَالَ أَحَدُكُم – بعد كُلّ هذهِ البيانات وبعد أنْ بيَّن لنا إمامُنا الصَّادق مِن أنَّ التكوين بِكُلِّ طبقاتهِ ومن أنَّ الوجود بِكُلِّ مراتبهِ قائمٌ على الشَّهادةِ الأولى والثَّانية والثَّالثة يُبيِّنُ لنا هذا التشريع والتشريع انعكاسٌ للتكوين، ولا يُمكن أنْ يتخلَّف التشريعُ عن التكوين، إذا تخلَّف التشريع عن التكوين فهذا فسادٌ في التشريع، هذا تشريع فاسد، فبعد أنْ بَيَّن هذهِ الحقائق في عالم التكوين قال:- فَإِذَا قَالَ أَحَدُكُم لَا إِلَهَ إِلَّا الله مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله فَلْيَقُل عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِين – صيغة دالَّة على الوجوب وفي جميع الحالات، في الأذان، في الإقامة، في التشهُّد الوسطي، في التشهُّد الأخير، في إعلان الإسلام، في كُلّ موضعٍ من مواضع الدين والدنيا، إذا جاء ذكر الشَّهادة الأولى والثَّانية وجب ذكر الشَّهادة الثَّالثة، كلام واضح وصريح. هذهِ الكلمة لو أنَّ مرجعاً من مراجع الشِّيعة كتبها ماذا تفهمون منها؟ الآن لو سألتُم مرجعاً من مراجع الشِّيعة وقُلتم ما هو حكمُ الشَّهادة الثَّالثة؟ فكتب إذا قَال أحدكم لا إله إلَّا الله مُحَمَّدٌ رسول الله فليقُل عليٌّ أمير المؤمنين، هذا فعل مُضارع، الفِعل المضارع على ماذا يدلّ؟ إذا جاء مجرداً لوحدهِ، ذهب يذهب، ذهب فعلٌ ماضٍ يدلُ على وقوع الحدث فيما سلف، يذهبُ يدلّ على الحال والاستقبال، يذهب فلان إمَّا في الحاضر أو في المستقبل أو معاً تَستمرّ من الحاضر إلى المستقبل، هذا فعل مضارع، يقول ولكن دخلت اللام الأمرية فصار الفعل بهذه الصيغة (فليقل)، فعلٌ مُضارع دالٌ على الحال والاستقبال مَسبوق باللام الأمرية، فهو يَدلُّ على الوجوب المستمرّ أكثر من فِعل الأمر، (قُل) مرة واحدة تكفي، لكن (فليقُل) فهي بشكل مستمر، فِعل الأمر يمكن أنْ يدلّ على الاستمرارية ويمكن أن يدلّ على المرة الواحدة، (كُلْ) مرة واحدة، ويمكن أن تعني الاستمرار، ولكن لأوَّل وهلة (كُلْ) يعني مرة واحدة، أنْ تأكل مرةً واحدة، بينما حينما نقول فلتأكل، فليأكل، هذا اِستمرار في الأكل في الحال وفي المستقبل – فَإِذَا قَالَ أَحَدُكُم لَا إِلَهَ إِلَّا الله مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله فَلْيَقُل عَلِيٌّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِين – لو أنَّ مرجع التقليد كتب هذا، ماذا تفهمون من كلامه غير هذا المعنى؟ فلماذا يعبث العلماءُ بكلام أهل البيت؟! بِحُجَّةِ قذارات علم الرِّجال من أنَّ الرِّواية ضعيفة، فكتابُ الاِحتجاج ضعيف، والسَّندُ ليس معروفاً، والقاسمُ ابن معاوية ليس مُشخَّصاً بشكلٍ واضح. القُرآن صريح وواضح: ﴿إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا﴾، لنفترض أنَّ القاسم ابن معاوية هو فاسق، نحنُ لا نعلم ذلك ولكن لنفترض، فنترك القاسم ابن معاوية، ثُمَّ نأتي نبحث ونتبيَّن في المتن، هذا هو منطق القُرآن، أمَّا منطق الحوزة والمراجع فذلك منطقُ البخاري والشَّافعي بالضبط 100%. منطقُ القُرآن: ﴿إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا﴾، لنفترض أنَّ القاسم ابن معاوية فاسق، نحنُ لا نعلم هل هو فاسق أم لا؟ وربَّما توجد قرائن على وثاقتهِ، لكن لنفترض أنَّ القاسم ابن معاوية فاسق، إذاً لا شأن لنا به، فتبيّنوا، أنْ نتبيَّن النَّص، أنا هنا لا أريد أعيد الكلام المتقدِّم الَّذي تحدَّثتُ عنه، لكن أقول هذا الكلام واضح، إمامنا الصَّادق هكذا يقول: (فَإِذَا قَالَ أَحَدُكُم لَا إِلَهَ إِلَّا الله مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله فَلْيَقُل عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِين)، كلام واضح وصريح جِدَّاً في الوجوب في الحالِ وفي الاستقبال في جميع الحالات، وكما قلتُ قبل قليل لو كان هذا الكلام صادراً من مرجعٍ من مراجع الشِّيعة فإنَّ الشِّيعة ستفهمُ معناه بالوجوب الواضح والصَّريح، ولكن حينما يكون صادراً عن الإمام الصَّادق فإنّهم يعبثون فيه ما يعبثون، وهكذا يخرج علينا الشَّيخُ الوائلي والمرجعيَّةُ الشِّيعيَّةُ والآخرون بكُلِّ تلكم الترّهات في مواجهة ومعاندةِ إمامنا الصَّادق، الرِّواية واضحة، الإمام يقول لَمَّا خلق اللهُ العرش كَتَبَ عليه الشَّهادة الأولى والثَّانية والثَّالثة وهكذا في سائرِ طبقات التكوين. إذا كَانت كُلُّ هذه المراتب العالية وكُلُّ هذهِ العوالم الوسيعة والفسيحة تحقَّق وجودها تكويناً وتحقيقاً بالشَّهادة الثَّالثة، فلماذا حين نصلُ إلى أذاننا وإلى صلاتنا يتحوَّل الأذانُ إلى أذانٍ أعور؟! العُوران هم الَّذين أذانهم أعور، العوران هم الَّذين صلاتهم عوراء، مثلما قال أمير المؤمنين لذاك الرَّجل الَّذي قال لهُ: (إنِّي أُحبُّك وأحبُّ فلاناً، فقال أمير المؤمنين: أَمَا إِنَّك لِأَعْوَر – هذه عقيدة مُختلَّة، هذا أذان أعور – إِمَّا أنْ تَعمَى وإِمَّا أنْ تُبْصِر)، فإمَّا أنْ تقطع بجزئية الشَّهادة الثَّالثة الواجبة كي تُبصر، وإمَّا أن تبقى مُتردِّداً، أنت أعور ولكن هذا العَوَر سيقودك إلى العمى..!! إذاً الشَّهادةُ الثَّالثة لا علاقة لها بالأمويين ولا علاقة لها بالصفويين، الشَّهادة الثَّالثة لها علاقةٌ بالتكوين، لها علاقةٌ بالوجود، والأذانُ المشتملُ على الشَّهادة الثَّالثة هو أذان الله كما في رواية سنان ابن طريف: (أَمَر مُنَادِياً فَنَادى) متى؟ لَمَّا خلق السَّماوات والأرض، وكلمة إمامنا الصَّادق هذه تُشير إلى أنَّ تَشريع الشَّهادةِ الثَّالثةِ على الأقلّ بدأ من زمان إمامنا الصَّادق، إذا أردنا أنْ نقف على هذه الرِّواية فقط، ولا أُريد أنْ أُشير إلى ما جاءَ في رواياتٍ وردت في كُتب المخالفين من أنَّ الشَّهادة الثَّالثة بدأت بعد الغَدير. ما جاء في روايةٍ عن ذكرِ سلمان للشَّهادة الثَّالثة في أذانهِ وإقامته وكذاك ما جاء عن أبي ذر هناك روايتان نُقلتا عن كتابٍ اسمه: (السُّلافة في أمر الخلافة)، لعالمٍ سُنٍّي اسمه عبد الله المراغي، من عُلماء القرن السابع الهجري، لكن لأنَّ الكتاب من كتب المخالفين أوَّلاً، ولأنَّ الكتاب ليس موجوداً بين أيدينا، رآهُ بعض عُلماء الشِّيعة في المكتبة الظاهرية بدمشق ونقل عنهُ هذه الأحاديث، لا أريد أنْ أتحدَّث عن هذهِ القضيَّة وأن آخذها بنظر الاعتبار. فإمامنا الصَّادقُ بحسبِ هذهِ الرِّواية شرَّع الشَّهادة الثَّالثة في الأذانِ والإقامة بنحو الجزئية الواجبة وكذاك في التشهُّد الوسطي والأخير، الكلام واضح: (فَإِذَا قَالَ أَحَدُكُم)، في أي مكان نقول لا إله إلَّا الله مُحَمَّد رسول الله، هل هناك مكان معلوم معيَّن؟ قطعاً لا يوجد مكان معلوم مُعيَّن، ولكنَّنا نقول ذلك في الأذان، في الصَّلاةِ في التشهُّد الوسطي في التشهُّد الأخير، وفي سائر المواطن الأُخرى الَّتي يكونُ ذكرُ الشَّهادة الأولى والثَّانية فيها بنحوٍ واجب أو بنحوٍ مستحب، الإمام هنا يُشرِّع لنا تشريعاً واجباً، وقطعاً هذا التشريع موجود مُنذ البداية، لكنَّ الإمام هنا يكشف عن هذا التشريع ويُؤكِّده، هذا إذا وقفنا على هذه الرِّواية فقط، بينما نحنُ نملك الكثير والكثير من الأحاديث ولكن نَحنُ وهذهِ الرِّواية، فالتشريع بدأ من أيَّام إمامنا الصَّادق، فأين الأمويّون من هذا الموضوع؟ هل أنَّ الإمام الصَّادق قام بهذا الأمر كردّة فعل؟ والإمام هنا يتحدَّثُ عن كُلِّ مراتب التكوين، ومتى كانت الأحكام الصَّادرة من آل مُحَمَّد تأتي كردَّة فعلٍ أو كتأكيدٍ على الذَّات كما ذكر الشَّيخ الوائلي في ترّهاتهِ الَّتي استمعتم إليها قبل قليل. إذاً نخلصُ إلى هذه النتيجة بحسب فهمي، لا شأنَ لي بكم كيف تفهمون، نخلُص إلى هذه النَّتيجة: إمامنا الصَّادق يُشرِّع الشَّهادة الثَّالثة بلسانِ الوجوب الشَّرعي الجزئي الكامل في الأذان والإقامة في التشهُّد الوسطي والأخير ومن سمع هذا الكلام، لا أعني كلامي، من سمع كلامَ الإمامِ الصَّادق وفهمَهُ لا يجد لهُ عُذراً في أن يُتابع هذه التُرّهات الَّتي تحدَّث بها الوائلي أو جاءت في فتاوى مراجعنا، هذا كلامُ إمامنا الصَّادق. إذا اعتقد أيُّ شيعيٍّ أنَّ هذا الكلامَ كلامُ الإمامِ الصَّادق، وحين سمعهُ أو حين قرأهُ فَهِم منهُ الوجوبَ لا يحقُّ لهم أنْ يُتابعَ أيَّ أحدٍ آخر فإنَّهُ بذلك يُخالف الإمامَ الصَّادق، ألا يُحاسَب النَّاس على قدر معرفتهم وعلى قدر عقولهم؟ فإذا أُشبِعَ عقلُ الشِّيعيّ بهذهِ المعلومة، هذا كلام الصَّادق وهو دالٌّ على الوجوب، فعلى أيِّ أساسٍ يتابع أناساً يكرعون في الفكر النَّاصبيّ، ويحثون على الشيعةِ بهذهِ الترّهات لتضعيف الشَّهادة الثَّالثة بأكاذيب لا حقيقةَ لها على أرض الواقع؟! وقتُ أذان النَّجف صار قريباً، سنرفعُ الأذان بحسب وقت النَّجف الأشرف ونُزيِّنهُ على نحو الوجوب والجزئيّة القاطعة بذكر عليٍّ صلوات الله وسلامه عليه، بعد فاصل الأذان النَّجفي أعود إليكم كي أكمل الحديث. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى فَاطِمَة وَأَبِيهَا وَبَعْلِهَا وَبَنِيهَا وَالسِّرِّ الْمُسْتَودَعِ فِيهَا … لا زال الحديثُ تحت عنوان الشَّهادةُ الثَّالثة في مدرسة الوائلي، ومرَّ كلامه الواهي جدَّاً، حديثٌ عن قانون الفعل وردّ الفعل، وحديثٌ عن شتم الأمويين والشِّيعةُ في مواجهة ذلك، ذكروا عليَّاً في أذانهم وإقامتهم لتأكيد الذَّات وأنَّ الصفويين هم الَّذين نشروا هذا الأمر وسائر المطالب التافهة الأخرى الَّتي لا حقيقةَ لها، حتَّى وصلنا إلى كلام إمامنا الصَّادق الواضح والصَّريح: (فَإِذَا قَالَ أَحَدُكُم لَا إِلَهَ إِلَّا الله مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله فَلْيَقُل عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِين)، وهذا التشريع هو انعكاسٌ لحقائق التكوين الَّتي تحدَّث عنها إمامنا الصَّادق فيما يرتبطُ بخلقةِ العرش وما دون العرش حيث كُتِبت الشَّهادةُ الأولى والثَّانية والثالثة، وهو صدىً للأذان الَّذي مرّ الحديثُ عنه في رواية سنان ابن طريف كيف أنَّ الله سبحانه وتعالى لَمَّا خلق السموات والأرض بحسب رواية الكافي الشريف أمرَ مُنادياً فنادى بالشَّهادةِ الأولى ثلاثاً، وبالشَّهادة الثانية ثلاثاً، وبالشَّهادة الثَّالثة ثلاثاً وأُضيف إليها كلمةُ حقَّاً لتأكيدها، وأنَّ الشَّهادة الثَّالثة هي الأهمَّ بين كُلّ تلك الشَّهادات لأنَّها مجمعُها ومظهرُها الأتمّ. أمَّا هذه الأضحوكة من أنَّ الشَّهادة الثَّالثة جاء بها الصفويون فهذه أُكذوبةٌ مِن أكاذيب النَّواصب يُردِّدُها الشَّيخُ الوائلي والكثير من العمائم الشِّيعيَّة الغبيّة الجاهلة، الشَّيخ الصَّدوق متى توفي؟ توفي سنة 381، وهذه القضيَّة معروفة، الشَّيخ الصَّدوق معروف تأريخ وفاته 381 للهجرة، وكتابهُ الفقيه أحد الأصول الأربعة، أحد الكُتُب الَّتي عُرفت بين عُلماء الشِّيعةِ بالقبول، هو في كتابهِ يتحدَّث بغضِّ النَّظر عن موافقتهِ أو مُخالفته لهذا الأمر، هو يتحدَّث عن مجموعةٍ من الشِّيعة سمَّاهم بالغُلاة، بالمفوّضة، لا يهمُّ ذلك ولستُ بصدد مناقشة الشَّيخ الصَّدوق، لكنَّهُ يتحدَّث عن حقيقةٍ على أرض الواقع من أنَّ مجموعة من الشِّيعة كانت تذكرُ الشَّهادة الثَّالثة بغضَّ النَّظر عن رأي الشَّيخ الصَّدوق، فأين الدولة الصفوية من زمان الشَّيخ الصَّدوق، الدولة الصَّفوية نشأت في بدايات القرن العاشر الهجري، بينما الشَّيخ الصَّدوق تُوفي سنة 381، وهذا الكتاب (كتاب الفقيه) ألَّفهُ في وسط حياته، قطعاً كان مُؤلَّفاً قبل سنةِ وفاتهِ، فإنَّ الشَّيخ الصَّدوق قد ألَّفهُ قبل سنة 381 الَّتي تُوفي فيها، هو في هذا الكتاب، هذا الجزء الأوَّل من كتابه (من لا يحضره الفقيه)، طبعة مؤسَّسة النشر الإسلامي قم المقدسة، صفحة 290، ماذا يقول؟ – والمفوِّضة لعنهم الله قد وضعوا أخباراً وزَادوا في الأذان مُحَمَّدٌ وآلُ مُحَمَّدٍ خير البريّة مرَّتين وفي بعضِ رواياتهم بعد أشهدُ أنَّ مُحَمَّداً رسول الله أشهدُ أنَّ عليَّا ولي الله مرَّتين ومُنهم من روى بدل ذلك أشهدُ أنَّ عليَّاً أميرُ المؤمنين حقَّاً مرّتين – مثل ما في رواية سنان ابن طريف (أَشْهدُ أنَّ عليَّاً أمير المؤمنين حقَّاً)، كما مرَّ علينا في أذان الله حينما أمر مُنادياً أنْ يُنادي لَمَّا خلق السَّموات والأرض، فما ذنب هؤلاء الغلاة والمفوّضة؟ لا شأنَ لي بهم، المهمّ هذه المعلومة تتحدَّث عن أيِّ شيءٍ؟ تتحدَّث عن وجود مجموعةٍ من الشِّيعة سمَّاهم الصَّدوق غُلاة، مُفوِّضة، سمُّوهم بأي اسم لكن هذا الخبر يُحدِّثُ عن وجود الشَّهادة الثَّالثة على أرض الواقع، بغضِّ النَّظر كان ذلك حقّاً أو باطلاً، فأين الصفويّون من ذلك؟ هذا الأمر يُبيِّنُ أكذوبةَ الَّذين يُردِّدون هذا الكلام، وهذهِ المعلومة الَّتي ذكرها الشَّيخ الصَّدوق تتناغم مع المطالب والمضامين الَّتي أشرتُ إليها قبل قليل. هذا كتاب (نشوار المحاضرة وأخبار المذاكرة)، للقاضي ابي عليٍّ المحسَّن ابن عليٍّ التنوخي، متوفى سنة 384، تقريباً في نفس التأريخ الَّذي توفي فيه الشَّيخ الصَّدوق، الشَّيخ الصدوق توفي سنة 381، هذا التنوخي توفي سنة 384، وهذا هو الجزء الثَّاني، هذهِ الأوراق مُصوَّرة عن الجزء الثَّاني من كتاب (نشوار المحاضرة وأخبارُ المذاكرة) تحقيق عبود الشالجي المحامي، تاريخ الطبعة 1971، المطبعة دار صادر، بيروت، في صفحة 133، يُحدِّث عن أبي الفرج الاصفهاني، أبو الفرج الاصفهاني توفي سنة 356، يعني هذه الواقعة ينقلها لنا قبل هذا التاريخ، فليس من المعقول أنَّ أبا الفرج نقل هذه الواقعة وهذه الحادثة بعد وفاتهِ، صاحب نشوار المحاضرة القاضي التنوخي توفي سنة 384، ولكنَّه ينقل عن أبي الفرج الاصفهاني، أبو الفرج الاصفهاني توفي سنة 356، يعني هذه الحادثة وقعت قبل سنة 356، ينقل عن أذانٍ في الكاظمية في القطيعة، والقطيعة من أسماء الكاظمية، وربَّما المراد القطعيَّة يعني من الشِّيعة، فالقطعيَّة اسمٌ للشِّيعة الَّذين قالوا بإمامةِ الإمام الرِّضا في مواجهة الواقفة، فالشِّيعةُ، هناك منهم واقفة وهم الَّذين وقفوا على إمامةِ الإمام الكاظم، ويوسَمون بالكلاب الممطورة، وهناك الشِّيعة القطعيَّة، وهم الَّذين قطعوا على إمامةِ الإمام الرِّضا، على أيّ حال… أبو الفرج الاصفهاني يتحدَّث عن أذانٍ في الكاظمية، هذا الأذان الَّذي في الكاظمية كان مشتملاً على الشَّهادة الثَّالثة، هذا الكلام مذكور بشكلٍ واضحٍ وصريح في صفحة 133، من الجزء الثَّاني من كتاب نشوار المحاضرة، فأين زمانُ الدولةِ الصفوية، الَّتي ثبتت أركانها في سنة 930 للهجرة، ونحنُ نتحدَّث عن واقعةٍ وعن أذانٍ في الكاظمية قبل تاريخ 356، فأين الصفوية من ذلك؟! هؤلاء الَّذين يقولون إنَّ الصفوية هم الَّذين ابتدعوا الشَّهادة الثَّالثة، حتَّى لو كانت الشَّهادة الثَّالثة بدعة لكنَّها موجودةٌ قبل الصفويين بكثيرٍ جدَّاً، فأبو الفرج توفي سنة 356، وهو ينقل هذه الحادثة عن مدينة الكاظمية، الأذان في مدينة الكاظمية ارتفع وربَّما هي أوَّل مدينة في العراق ارتفع فيها الأذان بشكل علني بالشَّهادة الثَّالثة بعد دخول البويهيّين إلى العراق. هناك كتابٌ آخر كتاب معروف (رحلةُ ابن بطوطة تحفةُ النُّظار في غَرائبِ الأمصار وعجائب الأسفار)، هذه الرِّحلة متى أكمل ابن بطوطة كتابتها؟ أكمل ابن بطوطة كتابة هذا الكتاب سنة 756 للهجرة، الصفويون متى نشأت دولتهم؟ البدايات الأولى ما بين 905 إلى 930 اكتمل نشوء الدولة الصفوية، هذا الكتاب متى وقع الفراغ منه؟ سنة 756، هو ابن بطوطة يقول في نهاية الكتاب وهذه صور على طبعة طُبِعت في القاهرة، الطبعة الأولى بالمطبعة الخيرية سنة 1322 للهجرة، 1322 للهجرة، ماذا يقول في آخر الكتاب؟ في آخر هذه النسخة:- وها هنا انتهت الرِّحلة المسمَّاة تحفة النُظَّار – إلى أن يقول: – وكان الفراغ من تقييدها في ثالث ذي الحِجَّة عام ستة وخسمين وسبع مئة – 756 يعني الحادثة الَّتي سيذكرها ويرويها هنا هي قبل سنة 756، ماذا يُحدِّثنا ابنُ بطوطة وقد مرَّ هذا الكلام في الحلقات المتقدِّمة في صفحة 210 من هذه الطبعة، الطبعة الأولى بالمطبعة الخيرية، يتحدَّث عن مدينة القطيف، وهو هنا يضبطها بالقُطَيف – ثُمَّ سافرنا إلى مدينة القُطيف – يشير إلى مدينة القطيف – وهي مدينةٌ كبيرةٌ حسنة ذاتُ نخلٍ كثير يسكنها طوائفُ العرب وهم رافضيَّةٌ غُلاة، يُظهِرون الرَّفض جَهاراً لا يتّقون أحداً ويقول مُؤذّنهم في أذانه بعد الشهادتين أشهدُ أنَّ عليَّاً وليُّ الله، ويزيد بعد الحيعلتين – يعني بعد حيَّ على الصَّلاة وحيَّ على الفلاح – حيَّ على خير العمل، ويزيد بعد التكبير الأخير مُحَمَّدٌ وَعَليٌّ خيرُ البشر من خالفهما فَقَد كَفر – أذان ممتاز في أحسن الصور، هو هذا الأذان الحقيقي، هذا الكلام قبل سنة 756، فأين الصفويون من ذلك؟! الصفويون بدأت حركتهم الأولى سنة 905، قُلت لكم هذه أكاذيب، وهذهِ كُتُب التأريخ ولم تصل إلينا كُلّ المصادر. الشَّهادة الثَّالثة لا علاقةَ لها بالصَّفويين، نعم في زمان الصفويين باعتبار أنَّ الصفويين تحوّلوا إلى شيعة وصارت دولتهم دولةً شيعيَّة انتشر الأذانُ والإقامةُ بذكرِ الشَّهادة الثَّالثة في كُلّ البقاع الَّتي وقعت تحت سُلطة الصفويين وبشكلٍ علني، لكن أنَّ الصفويين هم الَّذين جاءوا بهذا التشريع هذا كَذبٌ مَحض، وجهلٌ بحقائق التأريخ، وهذهِ هي حقائق التأريخ بين أيديكم، البويهيون دخلوا إلى العراق متى دخلوا؟ سنة 334، الغيبةُ الصغرى متى انتهت؟ 329، سنة 329 انتهت الغيبة الصُغرى وبدأت الغيبةُ الكبرى، وانتهى عصرُ التقيَّة الشديدة بانتهاء عصر الغيبة الصُّغرى، بقيت هناك تقيّة ولكن لا بشدَّة التقيّة الَّتي كانت في زمان الغيبة الصُغرى، وكان الشِّيعةُ يُخفون ذكر الشَّهادة الثَّالثة، لَمَّا بدأت الغيبةُ الكُبرى بدأ قِسمٌ من الشِّيعة ممن يملكون الجُرأة ولا يُهيمن عليهم الخوف وفَهموا الحال من أنَّ التقيَّة قد خفَّت وطأتها، فبدأوا يُعلنون الشَّهادة الثَّالثة، هؤلاء هم الَّذين يُسمّهيم الشَّيخ الصَّدوق بالغلاة وبالمفوضة، فهو كان يعيش في ذلك العصر، لَمَّا دخل البويهيون إلى بغداد سنة 334 للهجرة، يعني بعد انتهاء الغيبة الصغرى بخمس سنوات 329، 334، فبعد خمس سنوات من انتهاء عصر التقيَّةِ الشَّديدة دخل البويهيون والبويهيون شيعة، فالشِّيعةُ هؤلاء الَّذين كانوا يُعلنون الشَّهادة الثَّالثة رفعوها بشكلٍ رسمي في مدينة الكاظميَّة، في مقام الإمامين الكاظمين صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهما، فارتفع الأذانُ بالشَّهادة الثَّالثة وأعلنت الشِّيعةُ أمرَها بشكلٍ واضحٍ وصَريح، وبقي هذا الأمرُ معروفاً وكُتُب التأريخ تشهدُ على ذلك، إذا أردنا أنْ نُراجعَ تأريخ تِلك السنين في كتاب الكامل لابن الأثير سنجد من القرائن والصور المشيرة إلى هذهِ الحقائق، وهذا الكلام يتوافق أيضاً معَ ما ذكرهُ ابو الفرج الاصفهاني ورواه التنوخي في نشوار المحاضرة، وقد بيَّنتُ لكُم التفاصيل قبل قليل، ويعضدُ ذلك ما ذكرهُ ابن بطوطة عن الأذان في المنطقة الشرقية في منطقة القطيف في الجزيرة العربية. صارت القضيَّة واضحة، إذاً هذا الكلام الَّذي يتردَّد على الألسنة مّا هو إِلَّا أكاذيب، أكاذيب، أكاذيب، أيُّ المنطقين منطقٌ رحماني؟ هذا المنطق الَّذي أتفوَّه بهِ أم منطق مدرسة الوائلي؟ ومنطقُ مدرسة الوائلي هو منطق المؤسَّسة الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الرَّسميَّة، هو منطقُ مراجعنا الكرام، أيُّ المنطقين منطقٌ رحماني وأيّهما منطقٌ شيطاني؟ هذا الأمر راجعٌ إليكم، أنتم احكموا على ذلك، قد يكون منطقي منطقاً شيطانيَّاً وقد يكونُ منطقُ القومِ، منطقُ الشَّيخ الوائلي ومن يمثّلهم منطقاً شيطانيَّاً، الحقائق عرضتُها بين أيديكم، كلام الوائلي عرضتهُ بين أيديكم كما هو، وعرضتُ ما أؤمن بهِ وما أقتنعُ به بين أيديكم. أنتقلُ بكم إلى عنوانٍ جديد، فبعد الحديثِ في أجواءِ العُنوان المتقدِّم الشَّهادةُ الثَّالثة في مدرسة الوائلي، الوائليُّ الَّذي هو بحسب مراجعنا ناطقٌ رسميٌ عن الشِّيعة، عن الشِّيعة الَّذين تُمثِّلهم المؤسَّسة الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الرسميَّة، قطعاً لا يُشرِّفني أنْ يكون الوائلي نَاطقاً عن مجموعةٍ أنتمي إليها، ولا تُشرِّفني مؤسَّسةٌ تجعلُ من الوائلي ناطقاً ينطقُ عن مجموعةٍ أنتمي إليها تقودها هذه المؤسَّسة، السَّببُ هو أنَّني لا يُشرِّفني الاِنتماء إلى المنهج الأبتر، هذا هو السَّبب، إنَّني أحاولُ أنْ ألتصق بمنهج الكوثرِ فِراراً من المنهجِ الأبترِ الَّذي يُحيط بنا مِن كُلّ مكان، السَّبب أنَّ المؤسَّسة الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الرَّسميَّة وعلى رأسها مراجعنا الكبار هم الَّذين يُقيّدون الشِّيعة بحبال المنهج الأبتر، سأنتقلُ بكم إلى عنوان جديد، فبعد المنهج، البراءة، الولاية، إمام زماننا، الشَّهادة الثَّالثة. عنوانٌ جديد: آلُ مُحَمَّد …!! وحين أقول آل مُحَمَّد يعني محمَّداً وآل مُحَمَّد، ولكنَّه عُنوانٌ مُوجز فحين نتحدَّث عن آل مُحَمَّد إنَّنا نتحدَّث عن مُحَمَّدٍ صلَّى الله عليه وآله، فليكن العنوان: (مُحَمَّدٌ وآل مُحَمَّد سِماتُ وملامحُ العقيدةِ بهم في مدرسة الوائلي)، هِيَ هِيَ سِماتُ العقيدة بهم في الوسط المرجعي الشِّيعيّ، لأنَّ المرجعيَّة الشِّيعيَّة تُصرُّ على أن تَربط الشِّيعة بمنهج الوائلي الأبتر، ولا أقول بين قوسين، بشكلٍ صريح منهج الوائلي الأبتر، والأدلّة تَتْرى بين أيديكم. نستمع إلى الوثيقة الخامسة والستين: [انت تعتبر أن اللي يوقف على قبر النَّبي مشرك، تعتبر اللي يوقف على قبر النَّبي كافر أو إبعد عنّه، وروح ومُحَمَّد كلّه تراب صار اشعندك واقف على التراب؟! وأنا هم أقول تراب، چا أنا مو واقف على الجسد، چا انا شسوي للجسد، تراب بلي تراب، انا شسوي للجسد، الجسد راح صار تراب، أنا ما واقف على الجسد واقف على مضمون مُحَمَّد، هذا مقر، تنبّهلي زين، هذا المكان اللي بيه النَّبي، هذا المكان اللي عاش بيه رسول الله، اللي بيه ظِلال النَّبي، اللي بيه روح النَّبي مرفرفة، أنا ما واقف على ترابات، واقف على مضمون، واقف على موقف، هاه، مو الشاعر الإسلامي يقول له: وعفّرت خدّي في ثرىً مسَّ عفرهُ لجبريل من جنحيه ريشٌ مزَغَّبُ وفيه محاريبٌ لآل مُحَمَّدٍ بهن ضراعاتٌ إلى الله تنصبُ وآثار أقدامٍ صغارٍ ومهجعٌ إلى الحسنين الزاكيين وملعبُ وصوت رحى الزَّهراء تطحن قوتها إلى جلد كبشٍ حيث تجلس زينبُ رؤىً سوف يبقى الدَّهر يروي جلالها وتبقى على رغم البساطة تعشبُ إذاً أنا واقف على مكان بيه ذكريات، واقف على مكان بيه نفح النَّبي، بيه عطر النَّبي، واقف على مكان كان يهبط به الوحي، يعني رمز أكرَّم بيه رسول الله مو أكثر، أنا ما جاي أجي أقول أنَّ جسد النَّبي صار تراب أو ما صار تراب، ما يهمني هذا، أبداً، شنهو هو تحت بعده محفوظ أو مو محفوظ ما يهمني، أنا ما واقف أتبع التراب واقف أتبع روح مُحَمَّد، أكرَّم النَّبي والله عزَّ وجل أمرنا أنْ نُكرِّم النَّبي]. هو لا يهمهُ أنْ يكون النَّبي تراباً أو ليس بتراب..!! وبشكلٍ صريح قال: أنا هم أقول أيضاً هو تراب، فهو لا يعبأ أنْ يكون النَّبي صلَّى الله عليه وآله تراباً أو ليس بتراب!! رجاءاً مرَّة ثانية أعيدوا المقطع كي يتأكَّد المشاهد مِمَّا قاله الشَّيخ الوائلي من أنَّ عقيدتهُ في النَّبي في قبره الشَّريف هو تراب أعيدوا الوثيقة: [انت تعتبر أن اللي يوقف على قبر النَّبي مشرك، تعتبر اللي يوقف على قبر النَّبي كافر أو أبعد عنه، وروح ومُحَمَّد كله تراب صار اشعندك واقف على التراب؟! وأنا هم أقول تراب، جا أنا مو واقف على الجسد، جا انا شسوي للجسد تراب بلي تراب، انا شسوي للجسد، الجسد راح صار تراب، أنا ما واقف على الجسد واقف على مضمون مُحَمَّد، هذا مقر، تنبهلي زين، هذا المكان اللي بيه النَّبي، هذا المكان اللي عاش بيه رسول الله، اللي بيه ظِلال النَّبي، اللي بيه روح النَّبي مرفرفة، أنا ما واقف على ترابات واقف على مضمون واقف على موقف، هاه، مو الشاعر الإسلامي يقول له: وعفّرت خدّي في ثرىً مسَّ عفرهُ لجبريل من جنحيه ريشٌ مزَغَّبُ وفيه محاريبٌ لآل مُحَمَّدٍ بهن ضراعاتٌ إلى الله تنصبُ وآثار أقدامٍ صغارٍ ومهجعٌ إلى الحسنين الزاكيين وملعبُ وصوت رحى الزَّهراء تطحن قوتها إلى جلد كبشٍ حيث تجلس زينبُ رؤىً سوف يبقى الدَّهر يروي جلالها وتبقى على رغم البساطة تعشبُ إذاً أنا واقف على مكان بيه ذكريات، واقف على مكان بيه نفح النَّبي بيه عطر النَّبي، واقف على مكان كان يهبط به الوحي، يعني رمز أكرَّم بيه رسول الله مو أكثر، أنا ما جاي أجي أقول أنَّ جسد النَّبي صار تراب أو ما صار تراب ما يهمني هذا، أبداً، شنهو هو تحت بعده محفوظ أو مو محفوظ ما يهمني، أنا ما واقف أتَّبع التراب واقف أتبع روح مُحَمَّد، أكرَّم النَّبي والله عزَّ وجل أمرنا أنْ نُكرِّم النَّبي]. هذا المنطق: أني أزور مضمون، أزور موقف، هذا في أيِّ حديثٍ عن أهل البيت وردت مثلُ هذه التُّرهات؟! هو يزور النَّبي لتكريم النَّبي، فهل نحنُ نزور النَّبي ونزور آل مُحَمَّد لتكريمهم؟! ما هذا المنطق السَّخيف؟! نحنُ نزور النَّبي ونزور آلَ مُحَمَّد كي ننال الشَّرف والكرامة، نحنُ الَّذين ننال، من أنا حتَّى أُكرِّم مُحَمَّداً بزيارتي له؟! مَن هو هذا الوائلي ومَن أنا ومَن الشِّيعة ومَن النَّاس هؤلاء الَّذين بزيارتهم يُكرِّمون مُحَمَّداً..؟! ما هذا الهُراء، هذا مكان فيه ذكريات، هل أنت تزورُ بيت أبيك القديم؟ أيُّ ذكرياتٍ هذه؟ هذه مشاهد إلهيّة، وهنا تتجدَّد العهود والمواثيق، وهذه الزِّيارات لها أسرارُها ولها حقائقُها تحدَّث عنها آل مُحَمَّد بالتصريح وبالتلويح، لا مجالَ للخوضِ في هذا المطلب فإنَّهُ سيحتاجُ إلى وقتٍ طويل، هذا الكلام هُراءٌ وأباطيل وأضاليل، نحنُ لا نزور النَّبي لأجلِ أنْ نزور مضموناً أو لأجل أنْ نزور موقفاً ونعتقدُ أنَّ رسول الله قد تحوَّل إلى تراب. إنَّنا لا نعتقدُ ذلك، إنَّنا نُخاطبه من قريبٍ ومن بعيد، نعتقدُ أنَّهُ يرانا بروحهِ وبجسدهِ، ويسمعنا بروحهِ وبجسده، ويردُّ علينا بروحهِ وبجسده، هذه هي عقيدتنا في مُحَمَّد، أمَّا هذا الهراء، هذا الهراءُ من عندهِ، من عند الوائلي ومن عند الَّذين يُمثِّلهم ومن عند الَّذين جعلوه ناطقاً رسميَّاً وعميداً لمنبرهم، حين نزور النَّبي صلّى اللهُ عليه وآله من قريبٍ أو من بعيد فإنَّنا نتحدَّثُ مع حقيقةٍ مُحيطةٍ بنا، هذا هو مُحَمَّدٌ صلّى اللهُ عليه وآله الَّذي نتحدَّث عنه، لا أن نتحدَّث عن مكانٍ بهذه الصور الساذجة السطحية، هذهِ الأبيات الَّتي قرأها هذهِ هي من شعرهِ، هذه هي الصورة الساذجة! آل مُحَمَّد حين تحدَّثوا عن أنفسهم تحدَّثوا في الزيارة الجامعة الكبيرة: (وَذَلَّ كُلُّ شَيءٍ لَكُم، إِيَابُ الخَلْقِ إِلَيْكُم وَحِسَابُهُم عَلَيكُم، مَنْ أَرَادَ الله بَدَأَ بِكُم وَمَنْ وَحَّدَهُ قَبِلَ عَنْكُم وَمَنْ قَصَدَهُ تَوَجَّه إِلَيكُم)، آلُ مُحَمَّد هكذا تحدَّثوا عن أنفسهم في الزِّيارة الجامعة الكبيرة وفي سائر كلماتهم وأحاديثهم وخُطَبهِم الشَّريفة..!! أمَّا هذا المنطق، هذا المنطق أعوج، ونقول للَّذين يُدافعون عن أبي سميرٍ الوائلي إنَّ محمَّداً صلَّى اللهُ عليه وآله ما هو بتراب كما يتَّفق في عقيدتِه مع العقيدةِ الوهابيّة. على نفس هذه النَّغمة الضالة التائهة الحائرة، على نفس هذا الإيقاع الأبتر: نستمع إلى الوثيقة السَّادسة والستين: [إرادة لبعثِ التشكيك وين؟ في هذا القبر، إرادة على أنَّهُ الحقيقة علي ابن أبي طالب ما أقدر أسمي عنده قبر لأن عليّ ابن أبي طالب مو فرد كيان ينظمّ بالقبر أبداً، يعني أنا عندما أقف على عليِّ ابن أبي طالب ما أوقف لي على عظام، لا، الواقع ليش ما أوقف لي على عظام؟ لأن إذا كانت مسألة عظام عظام الآدميين منتثرة شرقاً وغرباً، إذاً أنا عندما أوقف على مكان يرتبط بعليّ ابن أبي طالب أنا أوقف على معالم تشّدني إلى شخصية معنوية، أوقف على مكان يخصه لأنَّه أثر يرتبط بكيان معنوي، مو جاي أدوّر لي عظام وين مدفونة العظام، ولا جاي أدوّر لي قبر، هاه، لا، لا، لا أبداً، أنا الواقع عليِّ ابن أبي طالب عندما أقف عليه ما أسمّيه مدفون بقبر أبداً]. هو لا يقف على عظام لأنَّ عليَّاً يبدو أنَّهُ في عقيدتهِ مجموعةُ عظام، هذا هو كلامه الواضح والصريح، فهو لا يقف على عظام ولا يقف على قبر، ماذا نصنع بالرِّوايات والأحاديث الَّتي تأمرنا بزيارة قبر عليٍّ بتقبيل قبر عليٍّ، بالصَّلاة عند قبر عليٍّ، بوضع الخدود على قبر عليٍّ، ماذا نصنع بهذه الرِّوايات؟! إذا كان هو لا يريد أنْ يزور قبراً، وهو لا يريد أنْ يزور عظاماً، لأنَّهُ يحملُ في ذهنهِ تصوَّراً عن أنَّ عليَّاً مجموعة عظام كما أنَّ مُحَمَّداً حَفنةُ تراب، هكذا قال، حينما تحدَّث عن زيارة مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وآله يُخاطب الوهابي يقول لهُ: وأنا أقول كقولتك، أنت تقول: إنَّ مُحَمَّداً تراب، أنا أقول: كذلك، مُحَمَّدٌ تراب، وعليٌّ عظام، هو يزور مواقف ومضمون وذكريات وترّهات، هو هذا الَّذي يزوره، هل تُريدون أن تزوروا مُحَمَّداً وعليَّاً صلَّى الله عليهما وآلهما بهذا المنطق؟ هذا هو منطق مدرسة الوائلي البتراء الَّتي نتحدَّثُ عنها!! نذهب إلى الوثيقة السَّابعة والستين نشاهد هذا الفيديو معاً: [الواقع هذوله اللي يتصورون أحنه عندما نروح إلى كربلاء نقف على عظام أو نقف على تراب، هواي غلطانين، أنا جاي أقف على موقف، مو جاي أقف على تراب، لا، لا، أنا جاي أقف هنا على صرخةٍ دوَّت وما تزال مُدويَّة، ما احتواها التراب، ما تزال مرفرفة على هذا المكان، أنا واقف اهنا على مجموعة من المُثُل أبو الشهداء جسّدها على صعيد الطف، ففي واقع الأمر أنا مو رايح أزور لي عظام بالية هاه. أيا كربلاء يا عبير الجراح وزهو الدم العلويِّ الأبي ويا صرح مجدٍ بناهُ الحُسَين وأبدع في رصفهِ المعجِبِ ويا سمةً من سِمات الخُلُود تَشدُّ الأنوف إلى الأطيبِ سيبقى الحُسين شعاراً على أصيلكِ والشفق المُذْهَبِ إذاً أنا في زيارتي للحُسين ما رايح أزور لي قطعة من التراب أو قطعة من العظام البالية، أبداً، لأنَّهُ لو كان هكذا لَمَا نشط الظالمون بالمنع عن زيارتهِ، أرجوك لو كان الحُسين عظام بالية ما خافتها عروش الأمويين ولا عروش المتوكل وأمثال المتوكل، ولا عروش أذيالهم إلى يومك هذا، نعم، لو كان الحُسَين ذلك النَّمط من العظام البالية، هاه، لمَا أرعب هؤلاء، لكن أرعبوهم وتصوروا أنَّ بالقضاء، يعني تصوروا أنَّ ضرب القبر يضرب الحسين، أبداً صدّقني، الحُسين أكبر من أن، الحُسَين مضمون، والمضمون لا يموت، الحُسين مضمون والمضمون لا يقوى الهدمُ على القضاء عليه. انتهى والضريحُ والإيوان ما تهاوى الشموخُ والعنفوانُ إنَّما تُهدَم الحجارة والمضمون يبقى على المدى ويُصان إذاً أنا ما واقف، ما واقف على قبر بيه عظام بالية وإنما واقف على صرخة أسمعها مدوية والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفرّ فرار العبيد]. الكلام هُوَ هُوَ، فالحسينُ عظام بالية، تُراب، وهو يزور مضمون، ما المراد من هذا المضمون؟ لا أدري! هذا المضمون في أيِّ بُقعةٍ من بُقَع الخيال؟! في أي جِهةٍ من جهات الوهم؟! لا أدري، الحُسَينُ هو الحُسَين، الحديث عن الحُسَين من أنَّهُ مضمون ما المراد من ذلك؟ والوائلي لا يزورُ عظاماً بالية ويُكرِّر هذهِ القضيَّة ولا يزور تراباً، إنَّهُ يزور موقفاً، يزور مضموناً، أنا إلى الآن ما قرأتُ في حديث أهل البيت من أنَّنا حين نذهب إلى زيارة الحُسَين أنْ تكون النيَّة هكذا: (أزورُ المضمون في كربلاء وأزور الموقف قربةً إلى الله تعالى)، أنتم سمعتم بذلك، تريدون أنْ تزوروا الحُسين بهذه النية؟ ماذا تقولون؟! هذا هو منطق مدرسة الوائلي. نستمع إلى الوثيقة الثامنة والستين: [مو جاي أقبِّل فضَّة، أقبِّل خشبة أبداً، أنا واقف على موقف مو واقف على تراب، لا، أنا جاي أقدّر ألمحُ خلف الضريح موقف، ألمحُ خلف الضريح صوت يهدرُ لا يزال يملأ أبعاد الوجود، واللهِ لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفرُّ فِرار العبيد، أنا ألمح من وراء هذه الأحجار كتلةً من الدّم الَّتي قذف بها الحُسين إلى السَّماء وقال هكذا ألقى الله وأنا مخضوب بدمي، مغصوب عليَّ حقَّي]. كلام إنشائي وتسطير عبارات أدبيّة خالية من الفهم العقائدي الصَّحيح وفقاً لمنهجِ مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد..!! نذهب إلى الوثيقة التاسعة والستين: [إذاً أنا عندما أوقف على قبره ما جاي أوقف لي على أحجار أمجّدها أنا مو هيچي ما عندي مخ، ما عندي فكر، تجي انت تصحّح لي فكري، لا، مو واقف على حجر أنا، ولا واقف أكرِّم لي ميِّت، أنا واقف أكرِّم موقف، واقف على هالقبر مو على القبر نفسه واقف على موقف من المواقف..!!]. لا أدري من أين يأتي بهذهِ التشريعات، الأَئِمَّة يقولون: (مَنْ زَارَ قَبْرَ الحُسَين)، وهو يقول إنَّني لا أقف على قبر، أحاديث أهل البيت واضحة وصريحة، وزياراتهم واضحة وصريحة، هذا المنطق ما هو بمنطق مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد، هذا منطقُ مدرسة الوائلي، أنا أسألكم هذا المنطق أقرب إلى آل مُحَمَّد أم أقرب إلى أعداء آل مُحَمَّد، ماذا تقولون أنتم؟! بالنِّسبة لي هذا المنطقُ منطقٌ يتنافى مع حديث آلِ مُحَمَّد 100%، أنتم ماذا تقولون أنتم أحرار، هذه هي مدرسة الوائلي هكذا تتعاملُ مع زيارة النَّبي وزيارةِ أمير المؤمنين، مع النَّبيّ تُراب، مع أمير المؤمنين مجموعة عظام، مع سيِّد الشهداء عظام بالية وتراب، كُلّ ذلك والوائلي يزور ذكريات، يزورُ مضامين ومواقف، ويلمح من وراء الضريح وأمثال هذهِ الكلمات الإنشائية الأدبية الفارغة من المحتوى العقائدي الَّتي لا قيمةَ لها أصلاً. ولذلك هذا التفكير وهذا الذوق الَّذي يتذوقه الوائلي سيقوده إلى هاويةٍ يقع فيها: تُحدَّثنا عنها الوثيقة المرقمة برقم 70: [الآن الحُسين انقتل اله 1340 سنة تقريباً، زين، هذه 1340 سنة شكثر جاي ينگلون الشِّيعة تُرَب يصلّون عليها؟ ما تقول لي دم الحسين شنو هوَّ المحيط الأطلسي يعني هالگد ما يخلص؟ ما تفهمني انتوا هالعقلية هالذهنية يعني الواحد يتكلم من يحچي يحچي بأذنه لو يحچي بعقله، غريب والله، غريب مع الأسف، ثُمَّ بعدين هذهِ كتبنا بين أيديكم كلها تقول بحرمة الدم، أنَّ الدم نجس، زين، ما ممكن واحد عنده شيء يُلطَّخ بدم ويسجد عليه، زين، انتوا لَمَّا تجون تقولون أن بيها، لأن بيها دم، لا ما عندنا هالشكل بأن بيها دم الحسين اطلاقاً ما يم هالمعنى].. ماذا تقولون أنتم؟! هل أنَّ دم الحسين نجس؟! ماذا تقولون؟! مراجعكم ماذا يقولون؟! مراجع الشِّيعة يقولون: نعم دم الحسين نجس، لكنَّ الوائلي ذهب بعيداً فَحَكَم على دم الحسين بالنجاسة حتَّى بعد استشهادهِ، بينما هذا الأمر في فقه المخالفين وفي فقه الشِّيعة أيضاً، عند العديد من فُقهاء المخالفين من أنَّ المسلم إذا قُتِل في ساحة المعركة واحتُسِبَ شهيداً دماؤه تكون طاهرة، وهذا الأمر نفسهُ موجودٌ عندنا في فقهنا الشِّيعيّ، في الفقه الشِّيعيّ، الشِّيعيّ حين يُقتَل في المعركة دماؤه طاهرة حين يُقتَل شهيداً، وهذا الأمر موجودٌ حتَّى عند العديد من فقهاء المخالفين، أمَّا الوائلي فقد حكم على دماء الحُسين بالنَّجاسة حتَّى بعد استشهادهِ! سوء أدب! سوء اعتقاد! جهل بالفقه! عدم اطلاع حتَّى على فقه المخالفين! ما هو راتع وغاطس وكارع في الثَّقافة النَّاصبية، يا أبا سمير هذا الأمر موجود حتّى في كُتب المخالفين، من أنَّ الَّذي يُقتَل من المسلمين في ساحة المعركة ويكون شهيداً في المعركة تكون دماؤه طاهرة، فهل هؤلاء الَّذين يُقتَلون في سوح المعارك هم أفضل من الحُسَين، يُحكَم على دمائهم بالطهارة ودماء الحُسَين يُحكَم عليها بالنَّجاسة حتَّى بعد استشهادهِ؟! ما هذا المنطق؟ ما هذا المنطق المقلوب؟! وحين ننتقدُ هذه الإساءات العقائدية يهبّ الشِّيعة للدِّفاعِ عن هذا الضلال وعن هذهِ العقائد الخاطئة المخالفة حتَّى للبديهيّات الفقهية، إلى أين أنتم ذاهبون؟! أمَّا فقهاؤنا ومراجعنا فإنَّهم يحكمون على دم الحُسين بالنجاسة قبل استشهاده ويتسابقون على هذه القضيَّة حتَّى على الدماء الإعجازية للمعصوم يحكمون عليها بالنَّجاسة! غريبٌ هذا!! هذا كتاب (العروةُ الوثقى والتعليقات عليها)، العروة الوثقى رسالة عملية للمرجع الشِّيعي المعروف السيِّد كاظم اليزدي، وهذهِ تعليقات من أكثر من أربعين مرجع من كبار مراجع الشيعة من الأموات والأحياء، وحتَّى الَّذين لم تُذكَر أسماؤهم فإنَّهم يتَّفقون مع هؤلاء في الرأي من القول بنجاسة دماء الحُسَين قبل استشهادهِ، من القول بنجاسة دم رسول الله! دم عليٍّ! دم فاطمة! دم الحسن والحسين! دم صاحب الأمر! يقولون بنجاسة دم المعصوم..!! (العروة الوثقى والتعليقات عليها)، إعداد مؤسَّسة السبطين العالمية، هذه الطبعة الأولى 1430 هجري قمري، وهذا هو الجزءُ الثَّاني، وهذه الصفحة صفحة 90، دمُ المعصوم نجس هذا الأمر عندهم مفروغ منه، لكن القضيَّة هنا في مسألة 3، في صفحة 90، (الدم الأبيض)، في بعض الأحيان يمكن أن يكون الدم أبيضاً لسببٍ من الأسباب الصِّحية – الدَّم الأبيض إذا فُرض العلم بكونهِ دماً نجس كما في خبر فصد العسكري صلواتُ اللهِ عليه – هناك خبر مذكور في كُتب الحديث من أنَّ الإمام أجرى عملية فصد عن طريق طبيبٍ نصراني، عملية الفصد هي مُقاربة لعملية الحجامة، إخراج الدم من الجسم، فخرج الدمُ من جسم الإمام باللون الأبيض، وكانت القضيَّة إعجازية. هذا الخبر جاء مذكوراً في بحار الأنوار، هذا الجزء الخمسون، صفحة 260، رقم 21، الخبر مفصَّل لا مجال لقراءته يُمكنكم أنْ تراجعوه، هذا هو الجزء الخمسون من بحار الأنوار، دار إحياء التراث العربي، مؤسَّسة التأريخ العربي، صفحة 260، الحديث رقم 21، ينقلهُ عن الخرايج والجرايح، وبسبب ما جرى هناك راهبٌ مسيحي هو راهبُ دير العاقول صار شيعيَّاً من أتباع الإمام العسكريّ، قضيَّة إعجازية، دماء بيضاء وإعجاز رآه وأيقن به المتخصِّصون ومنهم هذا الراهب المسيحي، راهب دير العاقول، فصار من أتباع إمامنا الحسن العسكريّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه. فقهاؤنا الأجلاء هنا يحكمون بنجاسة هذا الدم الإعجازي، إذاً من باب الأولى الدم الأحمر الَّذي لا علاقةَ لهُ بالإعجاز من البديهي سيكون نجساً، مراجعنا الكرام هنا حكموا بنجاسة دم المعصوم، بنجاسة دماء الحُسَين قبل استشهادهِ، الوائلي ذهب بعيداً فحكم بنجاسة دماء الحسين حتَّى بعد استشهاده، أمَّا مراجعنا هنا فقد حكموا بنجاسة دماء المعصوم حتَّى في الحالة الاعجازية، سأقرأُ عليكم أسماءُ المراجع الَّذين جاءت تعليقاتهم في هذا الكتاب وقد حكموا بنجاسة دماء المعصوم: 1. الشَّيخ عليّ الجواهري. 2. السيِّد مُحَمَّد الفيروز آبادي. 3. الميرزا مُحَمَّد حسين النَّائيني: أستاذ السيِّد الخوئي. 4. الشَّيخ عبد الكريم الحائري: مؤسَّس الحوزة العلمية في قُم. 5. الشَّيخ ضياء الدِّين العراقي: أستاذ السيِّد الخوئي. 6. السيِّد أبو الحسن الاصفهاني: المرجع المعروف. 7. السيِّد أغا حسين القُمّي: من مراجع كربلاء المعروفين. 8. الشَّيخ مُحَمَّد رضا آل ياسين: خال السيّد محمَّد باقر الصَّدر وأخو الشَّيخ مرتضى آل ياسين. 9. السيِّد مُحَمَّد تقي الخوانساري: من مراجع قم من الطراز الأول. 10. السيِّد مُحَمَّد الكهكمري: أيضاً من مراجع قم من الطراز الأول من المتوفين. 11. السيِّد صدر الدِّين الصَّدر: من مراجع قم، والد السيِّد موسى الصَّدر. 12. الشَّيخ مُحَمَّد حسين كاشف الغطاء. 13. السيِّد جمال الدين الكلبيكاني: من مراجع النَّجف الكبار. 14. السيِّد إبراهيم الحُسيني الاصطهبناتي. 15. السيِّد حسين الطباطبائي البروجردي: المرجع الكبير في قم. 16. السيِّد مهديّ الشِّيرازي: والد السيِّد محمَّد الشِّيرازي. 17. السيِّد عبد الهادي الشِّيرازي: من أبناء عمومتهم من مراجع النَّجف الكبار. 18. السيِّد محسن الطباطبائي الحكيم. 19. السيِّد محمود الشاهرودي: المرجع المتوفى المعروف. 20. السيِّد أبو الحسن الحسيني الرّفيعي. 21. السيِّد مُحَمَّد هادي الحسيني الميلايني: المرجع الميلاني المعروف. 22. السيِّد حسن البوجنوردي: من مراجع النَّجف المعروفين. 23. السيِّد أحمد الخوانساري: من مراجع إيران من مراجع طهران من المراجع المعروفين من الطراز الأول. 24. السيِّد عبد الله الشِّيرازي: من مراجع مشهد خراسان. 25. السيِّد كاظم الشريعتمداري: المرجع المعروف. 26. السيِّد عليّ الفاني الاصفهاني: من مراجع قم. 27. السيِّد روح الله الموسوي الخميني. 28. السيِّد شهاب الدين المرعشي النَّجفي: من مراجع قم أيضاً. 29. السيِّد أبو القاسم الموسوي الخوئي. 30. الميرزا هاشم الآملي: من مراجع قم الكبار. 31. السيِّد مُحَمَّد رضا الكلبيكاني: من مراجع قم أيضاً. 32. السيِّد عبد الأعلى الموسوي السبزواري: من مراجع النَّجف. 33. الشَّيخ مُحَمَّد علي الأراكي: من مراجع قم. 34. الشَّيخ مُحَمَّد أمين زين الدِّين: من علماء الإخبارية المعروفين في النَّجف. 35. السيِّد مُحَمَّد الحسيني الشِّيرازي: السيِّد الشِّيرازي المعروف المرجع الكربلائي. 36. السيِّد حسن الطباطبائي القُمّي: من مراجع مشهد. 37. السيِّد تقي الطباطبائي القُمّي. 38. السيِّد مُحَمَّد صادق الحسيني الروحاني: من المراجع المعاصرين، كما أنَّ السيِّد تقي الطباطبائي القُمِّي من المراجع المعاصرين كذاك السيِّد حسن الطباطبائي القُمّي. 39. السيِّد مُحَمَّد الموسوي مُفتي الشِّيعة: من المراجع المعاصرين. 40. السيِّد علي الحُسيني السيستاني: المرجع المعروف المرجع الأعلى في النَّجف. 41. الشَّيخ مُحَمَّد الفاضل اللنكراني. إضافة إلى السيِّد كاظم اليزدي صاحب العروة، 42 مرجع من كبار مراجع الشِّيعة يقولون بنجاسة دم الحسين قبل استشهاده حتَّى لو كان دمهُ دماً إعجازياً كما هو الحال في خبر فصد الإمام العسكريّ وكانت القضية قضيَّة إعجازية، ومع ذلك حكم هؤلاء المراجع بنجاسة دم المعصوم، ماذا تقولون أنتم؟! هل تعتقدون إنَّ دم المعصوم نجس، ماذا تقولون أنتم؟ هكذا نقرأُ في زيارة الحُسين صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، الزِّيارة المطلقة الأولى بحسب ترتيب مفاتيح الجنان، أنا أقرأ من مفاتيح الجنان الزِّيارات الحُسينيَّة المطلقة الزِّيارة الأولى وهو ينقلها عن الكافي الشَّريف، كيف نخاطب الحسين؟ – أَشْهَدُ أَنَّ دَمَكَ سَكَنَ فِي الخُلْد – الخلْد عالمٌ طاهرٌ مُطهَّر، فيبدو أنَّ دم الحسين قد نجَّس ذلك العالم! – أَشْهَدُ أَنَّ دَمَكَ سَكَنَ فِي الخُلْد وَاَقْشَعَرَّت لَهُ أَظِلَّةُ العَرْش – يبدو أنَّ أظلة العرش قد اقشعرّت بسبب نجاسة دماء الحُسين، هنيئاً لكم على هذه العقائد، على ماذا أحسدكم؟! – أَشْهَدُ أَنَّ دَمَكَ سَكَنَ فِي الخُلْد – بحسب عقيدة الوائلي دماء الحسين بعد استشهاده نجسة، وبحسب عقائد مراجعنا الكرام دماء الحُسين نجسة قبل استشهاده، أمَّا بعد استشهادهِ فهم متفضِّلون فقد حكموا بطهارة دماءِ الحسين، لماذا؟ باعتبار أنَّ الحُسين حاله كحال بقيَّة المسلمين إذا قُتِل في المعركة فدماء الشَّهيد طاهرة، لم يُصرِّحوا بذلك وربَّما يتّفقون مع الوائلي، لا أدري، ولكن باعبتار أنَّ هذه القضيَّة معروفة في الكتب الفقهية من أنَّ المسلم إذا قتل في المعركة وسُفِح دمه فدماؤه تكون طاهرة. فهكذا نخاطب الحسين: (أَشْهَدُ أَنَّ دَمَكَ سَكَنَ فِي الخُلْد وَاَقْشَعَرَّت لَهُ أَظِلَّة العَرْش وَبَكَى لَهُ جَمِيعُ الخَلَائِق وَبَكَت لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْع وَالَأرَضُون السَّبْع – كُلُّ شيءٍ بكى للحُسَين لماذا؟ لأنَّ الحُسَين هو جوهر الطهارة والطهر، هذا هو الحسين – وَبَكَت لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْع وَالَأرَضُون السَّبْع وَمَا فِيهِنَّ وَمَا بَيْنَهُنَّ وَمَنْ يَتَقَلَّبُ فِي الجَنَّةِ والنَّار مِنْ خَلْقِ رَبِّنَا وَمَا يُرَى وَما لَا يُرى). هذا هو الحُسين الَّذي نخاطبهُ في الزِّيارة الَّتي نقرأها حينما نزورهُ في شهرِ رجب وفي شهر شعبان أوّل زيارة من الزِّيارات المخصوصة في مفاتيح الجنان: (أَشْهَدُ أَنَّكَ طُهْرٌ طَاهِرٌ مُطَهّر مِنْ طُهْرٍ طَاهِرٍ مُطَهَّر طَهُرْتَ وَطَهُرَت بِكَ البِلَاد وَطَهُرَت أَرْضٌ أَنْتَ بِهَا وَطَهُر حَرَمُك). ربَّما يخرج علينا أحد فيقول حينما نقول من أنَّ دم الحسين طاهر فهذا يعني أنَّ الحسين مريض وهو يحتاج إلى علاج!! مثل ما قال العلّامة الكبير والمرجع الخبير والمفكر النحرير مُحَمَّد حسين فضلُ الله وهو يتحدَّث عن الصدِّيقة الطاهرة وعن طهارتها من الطمث وكذلك كما حدَّثنا الخطيب الشهير والعلّامة الخبير المنطيق الأعظم النَّاطق الرسمي باسم المؤسَّسة الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الرسمية أحمد الوائلي..!! ماذا تقولون أنتم؟! ما بين كلام آل مُحَمَّد وكلام مراجعنا الكبار وكلام مدرسة الوائلي الَّتي تعتقدُ بنجاسةِ دمِ الحُسين حتَّى بعد استشهادهِ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، ماذا أقول؟! سأعيدُ عليكم ما جاء في الوثيقة المرقَّمة برقم 70، لأجل تأكيد الحُجَّة على أولئك الَّذين عقولهم فارغة من العقائد الصَّحيحة وقلوبهم أعمتها الصَّنميَّة، فلا هم الَّذين يفقهون، ولا هم الَّذين يسمعون، هذهِ مدرسة أحمد الوائلي وهو بلسانهِ بهذهِ التعابير غير المناسبة حين يتحدَّث عن دم الحُسين وعن تشبيههِ بالمحيط الأطلسي وغير ذلك ثُمَّ بعد ذلك وبشكلٍ صريح يتحدَّث عن نجاسة دم الحُسين حتَّى بعد استشهادهِ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه. رجاءاً أعيدوا الوثيقة برقم 70، كي يستمع المشاهدون: [الآن الحُسين انقتل اله 1340 سنة تقريباً، زين، هذه 1340 سنة شكثر جاي ينكلون الشِّيعة ترب يصلون عليها؟ ما تقول لي دم الحسين شنو هو المحيط الأطلسي يعني هالكد ما يخلص؟ ما تفهمني انتوا هالعقلية هالذهنية يعني الواحد يتكلم من يحجي يحجي بأذنه لو يحجي بعقله، غريب والله، غريب مع الأسف، ثُمَّ بعدين هذهِ كتبنا بين أيديكم كلها تقول بحرمة الدم، أنَّ الدم نجس، زين، ما ممكن واحد عنده شيء يُلطخ بدم ويسجد عليه، زين، انتوا لَمَّا تجون تقولون أن بيها، لأن بها دم لا ما عندنا هالشكل بأن بيها دم الحسين اطلاقاً ما يم هالمعنى].. وأين لنا أنْ نجد دم الحُسين صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، أين نجدُ تلك التربة الَّتي تلطّخت فعلاً من دم الحُسين، ما هي، حتَّى التربة الَّتي تحوَّلت إلى دم، المؤسَّسة الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الرَّسمية أخفتها عن أعين الشِّيعة..؟! على أيِّ حالٍ، نحن ما بين نبيٍّ تراب! وعليٍّ عظام! وعظامٍ باليةٍ في كربلاء! ودماءٍ نجسةٍ للحُسين حتَّى بعد استشهاده! نحن ما بين هذا الهراء وهذه الأضاليل والأباطيل!! نذهب إلى الوثيقة الحادية والسَّبعين، إلى أكاذيب الوائلي: [وقف الحسين يحمل جراحه في ثلاث وقايع متتالية دفاعاً عن حمى المسلمين، حتَّى سقى شجرة الحقَّ، الدفعة الأولى في سنة 26 من الهجرة، عندما نزل الحسين في فتوح أفريقيا يسكب دماء في ثرى الفتوح ليروي شجرة الحقّ، ورجع عليه أوسمةٌ من الجراح، ونزل إلى القتال سنة 30، في فتوح طبرستان وسَكَب من دماه وحمل على جسده أوسمةً إضافية وسقى شجرة الحقَّ، ونزل سنة 49، في فتح اسطنبول وقاتل مع المسلمين ورجع يحمل أوسمةً من الجراح، ووقف في مثل هذه الليلة يُعِدُّ يدهُ لتُقطع ويُعِدُّ رقبته لتستقبل سهماً ثُمَّ ليهبط الدم ثُمَّ ليحمله الحُسين وليضعهُ في أصلِ شجرة الحقّ]. والله هذه أكاذيب وحقِّ الحُسين هذه أكاذيب! أتحدّى الَّذين يُدافعون عن الوائلي ويذبّون عن الوائلي، وأتحدَّى المرجعيَّة الشِّيعيَّة العُليا أنْ تأتيني بدليلٍ واحد من آل مُحَمَّد، من مصادرنا، من مصادر آل مُحَمَّد، عن أنَّ الحُسين صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه كما يقول الوائلي ذهب إلى أفريقيا وإلى طبرستان وإلى أسطنبول، أتعلمون الوائلي هنا يُحدِّثكم عن سنة 49، وأنَّ الحسين ذهب يقاتل في أسطنبول، من الَّذي كان يقود الجيش هناك؟ إنَّهُ يزيد ابن معاوية سنة 49، المعركة الَّتي حدثت عند أسطنبول معركةٌ للجيش الأموي بقيادة يزيد ابن معاوية، وكان يجلسُ في خيمةٍ خاصَّةٍ لهُ مع جواريه وقرودهِ وخمرهِ، والحُسين بهذه الفرضية بحسب أكذوبة الوائلي كان يُقاتل تحت راية يزيد ابن معاوية، ارجعوا إلى التاريخ فإنَّ الوائلي يتحدَّث عن هذه الوقائع، هل تقبلون هذا الكلام..؟! هذهِ أكاذيب واللهِ هذهِ أكاذيب! هذا كذبٌ وافتراء على سيِّد الشُّهداء! ومرَّ علينا كيف افترى السيِّد مُحَمَّد باقر الصَّدر، قطعاً أنا أقول هؤلاء يفترون لا بسوء نية بل بسبب الجهل المركّب، حين افترى على أمير المؤمنين وهذا الاِفتراء الغريب ثبَّته في كتاب (فدك في التأريخ)، في أول حياته وثبَّته في آخر بيان في آخر حياته، من أنَّ عليَّا قاتل كجنديٍ تحت لواء أبي بكر في حروب الردة، وهو افتراءٌ صريحٌ ومرَّ علينا كلام الوائلي فيما تَقدَّم في الحَلقتين المتقدِّمَتين، في الحلقة السابقة من أنَّ أمير المؤمنين أرسل أولادهُ إلى القتالِ في جيوش المسلمين تحت راية السَّقيفة، هذا كذبٌ وافتراء! هذا الكلام الَّذي ينسجهُ الوائلي بهذهِ الطريقة الأدبية الإنشائية يبدو لي أنَّهُ أخذه من كتاب (الإمامُ الحُسين) لعبد الله العلايلي، وهذا الكتاب هو من الكتب الَّتي انتشر أمرها وانتشر ذكرها في الوسط النَّجفي، وقد تحدَّثتُ عنه بعض الشَّيء، ومعروفٌ أنَّ السيِّد مُحَمَّد باقر الصَّدر من المعجبين بهذا الكتاب وتلامذتهُ أيضاً مِمَّن يأخذون من هذا الكتاب. وقد مرَّ علينا ما اعتمدهُ السيِّد كمال الحيدري وهو من تلامذة السيِّد محَمَّد باقر الصَّدر، ما اعتمده من حديثٍ ومن فهمٍ ورد في هذا الكتاب بخصوص فشل أمير المؤمنين في سياسيته وفي مشروعه! نشاهد هذا الفيديو للسيِّد الحيدري وهو يتحدَّث عن فشل أمير المؤمنين: [… مع الأسف الوقت انتهى، إنْ شاء الله غداً يُطالِعون، أنا أُشير إجمالاً كيف أنَّ عليَّاً ماذا؟ فشل، حتَّى نأخذهُ درساً إذا أردنا أن ننهض لابُدَّ أنْ نعالج ماذا؟ نُعالج أسباب الفَشَل …]. هناك فيديو آخر لابُدَّ من عرضهِ عليكم أيضاً حتَّى تكتمل الصورة ولأجل أنْ تتحقَّق الأمانة العلمية نُشاهد الفيديو الثَّاني: [يقول أعزائي نحنُ، هو يقول، من أقول نحن لا يروح ذهنك أنا هاه، مقصودي ناقل الكفرِ ليس بكافر، دا أنقل كلمات هؤلاء، هسّه بكرة واحد يروح يطلِع يقول السيِّد هو يقول نحنُ، بابا أنا، بيها قرينة، قبلها قرينة، بعدها، خوب انت قطعتها ماذا أفعل لك، أنا دا أنقل كلام مثل ما قلنا في قضيَّة أنَّهُ قرينة، قضيَّة فشل عليٍّ في إجراءاتهِ، احنا كنَّا نقرأ عبارات عبد الله العلايلي، مولانا هذي راحوا أخذوها مولانا خمس ثواني ونشروها على كُلّ المواقع ويا ليله؟ شوفوا المؤمنين المتديّنين الأتقياء، مولانا نشروها في النَّجف وفي أوربا وفي قمّ ليلة شهادة أمير المؤمنين سلام عليه في شهر رمضان، حتَّى إيه، حتَّى يقول بأنَّه انت دا تعيش شهادة أمير المؤمنين وعلى الموبايل ماله شيگول، والله السيِّد الحيدري قال فشل عليٌّ فشل عليّ..]. أنا لا أقول إنَّ السيِّد الحيدري يتبنَّى هذا المنطق، ولكن يبدو من خلال حديثهِ هو مُعجبٌ بكتاب العلايلي، فهو مُعجبٌ بطرح العلايلي إلى حدٍّ كبير وربَّما يقبل طرحه إلى حدٍّ ما، وهذا واضح إذا رجعنا إلى نفس الدرس، هذه دروس في علم الأصول للسيِّد كمال الحيدري وهي موجودة على موقعهَ ومطبوعة، وهي بين يديّ، أُخِذَت من موقعهِ، هذا الدرس تحت عنوان: (تعارض الأدلَّة)، رقم الدرس 180، بتاريخ: 16/ ربيع الأوَّل / 1435، الَّذي تحدَّث فيه عن فشلِ عليٍّ، المقطع الموجود عن فشلِ عليٍّ الَّذي بُثَّ لم يطبعوه، حذفوه، ولكن داخل المحاضرة هناك كلام يمكن أنْ يُستفاد منه ما أشرتُ إليه، فهو يقول: – كتاب الإمام الحسين للعلّامة عبد الله العلايلي، العلّامة عبد الله العلايلي يُعدُّ واقعاً من علماء السُنة من المحقّقين في هذا المجال – هذا كلامه – ولهذا تجدون بأنَّهُ الآن للاتِّجاه الوهابي يشتم شتائم – عبد الله العلايلي – ما بعده شتيمة، لأنَّه كَشَف كثيراً من الحقائق، طبعاً لا يُتبادر إلى ذهنكم شيعي، أبداً، يبقى هو سُنّي ومُعتَقِد بالخليفة الأول والثَّاني وإلى غير ذلك، ولكنَّهُ يقول الحقائق في كتابهِ الإمام الحسين – فمن جملة هذه الحقائق ما تحدَّث به العلايلي عن فشل أمير المؤمنين..!! في صفحة 44: – أسبابُ فشل سياسة عليٍّ ونجاح السياسة المعادية – ألا يُذكِّركم هذا بمنطق السيِّد محَمَّد باقر الصَّدر في كتابهِ فدكٌ في التأريخ وهو يتحدَّث عن فشل الصدِّيقة الطاهرة، عن فشل فاطمة بسبب ذكاء الخليفة الأوَّل..!! ألا تلاحظون المنطق هو المنطق! – أسباب فشل سياسة عليٍّ ونجاح السياسة المعادية – هذا هو الَّذي طرحهُ السيِّد كمال الحيدري ويبدو أنَّه مُقتنعٌ إلى حدٍّ، لا أقول إلى حدٍّ بعيد، إلى حدٍّ ما. قد يجد تبريراً لهذا الموضوع في صفحة 48 أيضاً الكلام يستمرّ، وحتَّى في صفحة 310 و 311، وأنا هنا لا أريد أنْ أقف عند هذا الموضوع، إنَّما جئت بتأثُّر السيِّد الحيدري بهذا الكتاب، هِيَ هِيَ نفس المؤسَّسة، نفس المدرسة، موافقة منطق السيِّد محَمَّد باقر الصَّدر لهذا المنطق، منطق الشَّيخ الوائلي، الشَّيخ الوائلي يبدو أنَّه أخذ هذه المعلومات من هذا الكتاب وحتَّى التعابير الأدبية موجودة هنا، نفس التعابير الَّتي أدلى بها أو بشكلٍ قريبٍ منها في صفحة 434، هو العلايلي يقول:- كان حسينٌ يُناهز الثانية والعشرين من سنيِّه حينما ذهب جندياً يُلوِّح بشعلة البعثِ والإصلاح في الحملة إلى الغرب – إلى الغرب يعني إلى أفريقيا، بعد ذلك هو يتحدَّث: – عن أنَّ جُرجير الممَّلك ما بين طرابلس إلى طنجة أشبَّ الجموع وحَشَّد الجند من أطراف ممكلته – إلى أن يقول في صفحة 436:- وتدفَّق النَّاس على التطوع وكان في مقدِّمتهم الحَسن والحُسين، وعبد الله ابن عباس – هؤلاء تطوّعوا للقتال في أفريقيا. إلى هذه المعلوامة أشار الوائلي في حديثهِ الَّذي ذكرتهُ وعرضته بين أيديكم في الحلقة السَّابقة من أنَّ أمير المؤمنين أرسل أولاده يُقاتلون في جيوش المسلمين – وكان في مقدّمتهم الحسن والحسين وعبد الله ابنُ عباس وخفُّوا راحلين – أسرعوا في السَّفر – ولم يكُن طويلاً حتَّى هبطوا مصافَّ القتال فأخذوا مواضعهم ودارت رَحى الحرب أمداً ليس بالقصير، ضاق الخناق فيه على البربر – يعني في إفريقيا، فالبربر هم سُكَّان شِمال أفريقيا – وبعد بضع سنين انتظم الحُسين في الجيش الذَّاهب شرقاً إلى طبرستان باذلاً نفسه مُضحيَّاً بروحه في سبيل كلمة الله الَّتي عاش لها وقضى كريماً تحت ظلالها الدامية وبنودها الحمراء، فهذا الحُسينُ سبطُ النَّبي لهُ من عظاميَّة الدم ما ليس لأحدٍ اليوم أو قبل اليوم ومع ذلك فهو يمضي تحت راية الواجب كأيِّ جنديٍ تحدوه مُثُلُ غايته – هذا في صفحة 438، فنرى العلايلي يُحدِّثنا عن قتال الحسين في إفريقيا وفي طبرستان. وفي صفحة 340: – عند قسطنطينية – يعني اسطنبول في زماننا – ذكر ابن عساكر أنَّ الحُسين وَفَد على معاوية وتوجَّه غازياً إلى القسطنطينة في الجيش الَّذي كان أميره – من؟! – في الجيش الَّذي كان أميرهُ يزيد ابن معاوية وهي الغزوة الثانية، هذا مَثَلٌ جديد يُضيفه الحُسين إلى جملة الأمثال الرفيعة الَّتي ضربها في إنكار الذات – إلى أنْ يقول:- ولكن تحت قيادة – من؟ – تحت قيادة يزيد الَّذي كان يسمع الحُسَين من أخبارهِ المستهترة شيئاً كثيراً – إلى آخر هذه الترّهات الَّتي ينقلها لكم شيخكم الوائلي، فالحُسين في قسطنطينية في أسنطبول كما يقول الشَّيخ الوائلي كان يُقاتل تحت راية يزيد ابن معاوية، ماذا تقولون أنتم؟! ماذا تحكمون على هذه الأكاذيب؟! وائليٌّ كذّاب، كما قلت حين أقول كذّاب: إنَّهُ ينقل الأكاذيب، ولو أنَّهُ نقل كذبةً واحدة، كذبتين، يمكن أنْ تمرّ، ولكنّه في كُلّ مجلسٍ من مجالسه ينقل الأكاذيب على آلِ مُحَمَّد، وهذه الحقائق والوثائق بين أيديكم، أفلا يكون كذَّاباً!’! صحيح أنّه من دون سوء نيَّة، ولكنَّهُ يعلم، هو ينقل الأحاديث من كُتب النَّواصب، هو يقول مكتبتي بنسبة 95% هي من كُتب المخالفين، يُشكِّكُ في أحاديث أهل البيت، يرفض أحاديث الكافي ويصف البعض منها بالزبالة، وإن كان لا يعلم، الرجل جاهل، جاهلٌ بحديث أهل البيت. رجاءا أعيدوا نفس هذه الوثيقة المرقمة برقم 71 أعيدوها علينا: [وقف الحسين يحمل جراحه في ثلاث وقايع متتالية دفاعاً عن حمى المسلمين حتَّى سقى شجرة الحقَّ، الدفعة الأولى: في سنة 26 من الهجرة، عندما نزل الحُسين في فتوح أفريقيا يسكب دماء في ثرى الفتوح ليروي شجرة الحقّ ورجع وعليه أوسمةٌ من الجراح، ونزل إلى القتال سنة 30، في فتوح طبرستان وسَكَب من دماه وحمل على جسده أوسمةً إضافية وسقى شجرة الحقَّ، ونزل سنة 49، في فتح أسطنبول وقاتل مع المسلمين ورجع يحمل أوسمةً من الجراح، ووقف في مثل هذهِ الليلة يُعدُّ يدهُ لتُقطع ويُعِدُّ رقبته لتستقبل سمهماً ثم ليهبط الدم ثُمَّ ليحمله الحُسين وليضعهُ في أصلِ شجرة الحقّ]. أنا أسألكم حُسَينٌ الَّذي نعرفهُ والَّذي قال عنهُ مُحَمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وآله: (حُسَينٌ مِّنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَين)، هل هو هذا الَّذي يتحدَّثُ عنه الوائلي؟ هل هو هذا الَّذي تحوَّل إلى عظامٍ بالية وإلى تُراب ولم يبقَ منه إلَّا المضمون والموقف الَّذي يَلوح للوائلي من وراء الضريح؟! هل هو هذا الَّذي دماؤه نجسة وكان الحسين ينجِّس نفسه بنفسه حين يُلطِّخ وجهه بدمائهِ الشَّريفة وحين يُخضِّبُ كريمتَه المقدِّسة الَّتي هي كريمةُ رسول الله؟! حين يُخضِّب لحيتَهُ الَّتي هي لحيةُ مُحَمَّد، لحيةُ عليٍّ، كان يُخضِّبها بدمائه، هذا الحُسينُ هل هو هو الَّذي يتحدَّث عنه الوائلي ينجِّس نفسهُ بنفسه فيُنجِّسُ عمامتَهُ وجبهتَهُ ووجهَهُ بدمائه النَّجسة الَّتي يتحدَّثُ عنها الوائلي..؟! هل هو هذا الحُسين هو نفسه، نفسهُ يقاتل تحت رايات الضلال في أفريقيا وفي طبرستان تحت رايات قَتَلَة أُمِّه الزَّهراء..!! وكيف يكون جنديّاً وهو الإمام المعصوم مُنذ أن وُلد والنَّبي يُصرِّح: (الحَسن والحُسين إِمَامَان قَامَا أو قَعَدا)، كيف يكون الإمام جنديّاً تحت راية غبيٍّ من أغبياء البداوة وصحراء العرب؟! كيف يكون جنديّاً يأتمر بأمر هؤلاء الجهّال الحمقى من أعداء مُحَمَّد وآل مُحَمَّد؟! الأنكى من ذلك: أنْ يكون جندياً مُقاتلاً تحت راية يزيد ابن معاوية، هو هذا الحُسين، أم هذا حسينُ الوائلي؟! نحنُ نبحثُ عن حسين مُحَمَّد، إنَّني لا أعتقد أنَّ حسين مُحَمَّد هو حُسينُ الوائلي..!! سيِّدي يا بقية الله، أبرأُ إليك من حُسين الوائلي، هذا لا علاقةَ لي به، حُسينُ الوائلي هذا بهذه الأوصاف أبرأُ إليك يا بقيَّةَ اللهِ منه ومن ولايتهِ..!! إنِّي أوالي حُسَينك الَّذي تُخاطبه الزِّيارات: (أَشْهَدُ أنَّ دَمَكَ سَكَنَ فِي الخُلْد وطَهَّر الخُلْد، وَأَشْهَدُ أَنَّك طُهْرٌ طَاهِرٌ مُطَهَّر مِنْ طُهْرٍ طَاهِرٍ مُطَهَّر طَهُرْتَ وَطَهُرَت بِكَ البِلَاد)، مثلما طَهُرت بهِ البلاد طَهُر بهِ الخُلد، حسينٌ الَّذي أواليه هو هذا، أمَّا حسينٌ الَّذي يتحدَّثُ عنه الوائلي هذا كيف أُسمّيه حُسينا..؟! هذا الَّذي يتحدَّثُ عنه الوائلي، هذا الَّذي دماؤه نجسة حتَّى بعد أنْ استشهد، هذا ليس بمسلم، المسلم إذا استُشهِد فدماؤه طاهرة حتَّى وفقاً للفقهِ النَّاصبيّ، هذا الَّذي يتحدَّث عنهُ الوائلي لا أدري من أيِّ مِلَّةٍ هو هذا، ما اسمهُ؟ لا أدري! الوائلي يكذب حين يقول اسمه حسين، حسينٌ الَّذي نعرفهُ هو غير هذا، هذه مدرسةُ الوائلي وهذا حسينُها وتقولون خادم الحسين، أنا أقول أيضاً، ولكنّه خادمٌ للحُسَين جاهلٌ أبتر! خادمٌ بنيَّتهِ! أمَّا ما فعلَهُ على أرض الواقع فقد أساء للحُسَين كثيراً وكثيراً وكثيراً..!! نستمع إلى الوثيقة الثَّانية والسبعين: [أكو عامل هذا المهم شويه اللي أشرح لك اياه الليلة إن شاء الله، شنو هو العامل تنبّهله، العامل وجود الاصبع الأجنبي لضرب مصادر الوحدة في تأريخ المسلمين، تنبّهلي شويّه زين، اشلون يعني العنصر الأجنبي، الرجال يزيد وين تربّى؟ يزيد اتربّى عند أخوالهِ بني كلب، بنو كلب مسيحيين، زين، عاش يزيد ما بين النصافره، كانوا هم اللي يدرّسونه، دراسته كلها بالأديرة على أيدي النصافره، وبعد، معلمه ونديمه منو؟ الأخطل الشاعر المعروف، المستشارين ماله منو؟ اثنين سرجون مو هالشكل، سرجون ابن منصور ابن سرجون، وزاغا نفروخ، تنبّهلي، ذولا اثنين، المستشارين مال هالدولة هاي المؤسَّسة اللي كانوا يديرون شؤونه، الرجل تربّى في هذا الجو]. منطق المؤامرة هذا المنطقُ السَّاخر المضحك، آل مُحَمَّد ماذا يقولون؟ يقولون: (قُتِلَ الحُسَين يَوم كُتِبَ الكِتَاب)، هذا الكلام ينقلهُ لنا شيخنا الكُليني في الجُزء الثَّامن من كتاب الكافي الشَّريف، ينقلهُ عن إمامنا الصَّادق، وإمامنا الصَّادق ينقلهُ عن رسول الله، ورسول الله ينقلهُ عن الله، هذا كلام الله، الله هكذا يُحلِّلُ قتلَ الحُسين، هكذا يُفسِّرُ قتلَ الحسين، يُحلِّل من التحليل يعني من التفكيك وليس من الحِليَّة، الله هكذا يُفسِّر لنا قتلَ الحُسين، ومُحَمَّدٌ هكذا والصَّادقُ هكذا، آلُ مُحَمَّد هكذا يشرحون لنا قتلَ الحُسَين، الوائلي إلى أي جهةٍ ذهب؟ هناك من يتحدَّث في الوسط الشِّيعيّ بنفس هذا المنطق أنَّ الدولة البيزنطيّة، الدولة الروميّة، هذا هراءٌ من القول، منطقُ آل مُحَمَّد هو هذا: (قُتِلَ الحُسَين يَوم كُتِبَ الكِتَاب)..!! والمراد من الكتاب الصَّحيفة المشؤومة الَّتي اتَّفق على مضمونِها وعلى كتابتِها مجموعةٌ من الصَّحابة الَّذين نفّذوا هذا المشروع في سقيفة بني ساعدة، فالسَّقيفةُ كان برنامجها قد رُسِم وكُتِب وخُطِّط قطعاً بإشرافٍ إبليسيّ، المجموعة الَّتي نفَّذت ذلك البرنامج هم الَّذين شكَّلوا حكومة السَّقيفة. قُتِل الحُسَين ليس كما يقول الكثيرون في سقيفة بني ساعدة، صحيحٌ أنّه قُتِل الحُسَين في سقيفة بني ساعدة، ولكن هذا التحليل تحليلٌ ناقص، التحليلُ الحقيقيّ لمقتل سيِّد الشُّهداء كان يومَ كُتِب الكتاب، هذا هو منطق آل مُحَمَّد. أمَّا هذا الحديث عن المستشار سرجون النصراني وفلان وعلّان وهذه التفاصيل، هذا منطقٌ قطبيٌّ سخيفٌ جدَّاً، هذا هو منطقُ مدرسة الوائلي وهذا هو منطق مدرسةِ مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد: (قُتِلَ الحُسَين يَوم كُتِبَ الكِتَاب)، فأيُّ شيءٍ في حُسينِ الوائلي هذا هو كحُسينِنا الَّذي نعتقد به؟ نستمع إلى الوثيقة الثَّالثة والسَّبعين: [يعني واحد يسأل، أنا ضربت لك قبل سنتين وذكرت لك، أكو فرد مؤلِّف يقول الحسين يوم العاشر من المحرَّم قتل 12 ألف، طيب، لقيته رحمهُ الله مات هو توفى، قلت له: شيخنا فد أدبية، قال لي: نعم، قلت له: أرجوك أرد أجيب لك 12 ألف دجاجة كلها أنظّفها وأعلّگها كُل شي ما كو، معلّكة بس تمر اعليها والموس بيدك تقطع بيها واحد واحد، اشگد تاخذ مسافة؟ نقول: للوحدة مثلاً نص دقيقة يعني ست ألاف دقيقة، قال لي: زين، ست ألاف دقيقة وزّعها كم ساعة تطلع بالله؟ ست ألاف دقيقة هاه كم ساعة تطلع؟ الألف دقيقة تقريباً تطلع الها حوالي 14، 15 ساعة، ستة ألاف يعني ستة عبارة عن قريب التسعين، الستة ألاف قسّمها على هالدقائق تشوف الوقت اللي فيه ثلاث أربعة أيام يريد لك، نعم إذا وأنت مار على الدجاج تقطع بيه، مو عيب عليك شيخنا تكتب هالكتابة هذي..]. لا أريد هنا أنْ أُناقش الشّيخ الوائلي فقد ناقشتُ هذه القضية بالتفصيل في نفس هذا البرنامج في مجموعة حلقات (قوانين الطي والنشر)، يمكنكم أنْ تراجعوا هذهِ الحلقات وستجدون تحقيقاً وتفصيلاً كاملاً في كثيرٍ من المطالب الَّتي تتعلّق بمجريات وحوادث كربلاء، ومن جملتها هذه القضيَّة الَّتي طرحها الوائلي وأيضاً هو طرحها في كتابه (تجاربي مع المنبر)، وأيضاً الشَّيخ المطهّري طرحها في الحماسة الحسينيّة، وطرحها آخرون، تناولتُ هذه القضيَّة وأمثال هذه القضيَّة بالتفصيل يُمكنكم أنْ تُراجعوا مجموعة حلقات (قوانين الطَّيِّ والنشر)، وهي موجودة على موقع زهرائيّون ومواقع أخرى، وسيُعاد بث هذا البرنامج بشكلٍ كامل إنْ شاء الله تعالى بعد انتهائهِ. لكنَّني فقط أريد أنْ أشير إلى أنَّ الوائلي يتعامل بهذا المنطق كما سمَّيتهُ في حلقات قوانين الطيّ والنَّشر بمنطق أبو الدجاج! منطق أبو الدجاج هو هذا المنطق الَّذي تعامل به مع هذه الواقعة ومع غيرها. واقعة كربلاء لها خصوصيّات ولكن كيف يدركُ خصوصيتها وهو يستهزئُ برموزِها القرآنية، حين يتحدَّث القرآن برمزيَّةٍ عن كربلاء ﴿كهيعص﴾، ويُفسِّرُ إمامُ زماننا الحُجَّة ابن الحسن هذه الرموز لسعد ابن عبد الله الأشعري القُمِّي: (كَاف كَربَلَاء وَهَاء هَلَاكُ العِتْرَة وَيَاء يَزِيد ظَاِلُم الحَسَين وَعَين عَطَشُ الحُسَين وَصَاد صَبْرُ الحُسَين). الوائلي كما مرَّ علينا في كتابهِ (نحو تفسيرٍ علميٍ للقُرآن) يقول:- كاف كلام وهاء هراء وياء يروى وعين عيٌّ – يعني عجز عن الكلام – وصاد صفصطائي – ويصف ذلك بالعبثيّة في تفسير القُرآن، وحين يتحدَّثُ على المنبر يصفُ منطقَ الإمامِ الحُجَّة في بيان الرموز الحسينيّة في الكتاب الكريم بأنَّه منطقُ عجوزٍ مُخرِّفة، الَّذي يحمل هذه العقليّة ويحملُ هذهِ الثَّقافة أنّى لهُ أنْ يُدرِك التفاصيل والأسرار الَّتي حدثت في كربلاء، ولذلك يتحدَّث بهذا المنطق الرخيص، إذا أردتم أنْ تَعرفوا التفاصيل راجعوا حلقات قوانين الطي والنَّشر ستجدون تفصيلاً مُذهلاً من أحاديث وروايات وكلمات القُرآن الكريم والمعصومين، كما عوّدتكم، منهج الكتاب والعترة. نذهب إلى الوثيقة السَّابعة والأربعين: [وتسحگها برجلك هاي التربة، لا أنتوا تعبدوها، أگُل لك يا أخي هاي گدّامك أنا أسحگها برجلي هسّه، ليش هالسطحية و ليش هالتعمُّد عدم الفهم، دي خلّصها، هاي ما تخلص، زين]. يتحدَّث هنا عن تربة الحُسين في نقاشٍ مع مُخالفٍ وأنَّهُ يسحق هذه التربة برجلهِ، أنا لا أدري هنا الشَّيخ الوائلي يتحدَّث عن الواقعة الَّتي فعلاً داس بها تربةَ الحُسين بمداسِه حينما كان في مصر..!! أو أنَّهُ هنا يتحدَّث عن نقاشٍ افتراضي، لا أدري بالضَّبط، ولكن هذا المضمون والوائلي هنا يتحدَّث عن تربة الحُسين الَّتي يسحقها برجله ذكّرتني بالواقعة المعروفة الَّتي داس بها تُربةَ الحُسين بحذائِه حينما دخل في نقاشٍ مع بعض المخالفين حول أنَّ الشِّيعة تعبد هَذه التُربة، فأخرج التربةَ وداسها بحذائه، هل هناك من مُبرِّرٍ لفعلِ ذلك؟! هل يجوز ذلك شرعاً؟! ولو جاز شرعاً، فهل من الأدب الحُسيني من شخصٍ يصف نفسه بأنَّه خادمٌ للحُسين أنْ يفعل هذا..؟! ومن أين جاء بالمجوِّز هذا؟ هذا الأمر لم يكن حِكراً على الشَّيخ الوائلي، القضيَّة معروفة عن السيِّد مرتضى العسكري حينما كان عميداً لكلية أصول الدين التابعة لحزب الدعوة، وجاء بعض الأشخاص من السُنَّةِ زاروا الكلّية، ودخلوا إلى مكتب السيِّد مرتضى العسكري، ودخلوا معه في نقاشٍ ووصل الكلام إلى تربة الحسين الَّتي يعبدها الشِّيعة فأخرج التربة وداسها بحذائه أمامَهم..!! وهذه يعدّونها من مناقبهِ، الَّذين يُصنِّمون مرتضى العسكري يعدّون هذه من مناقبهِ! بأيِّ مُجوِّزٍ شرعيٍ تُهان تربةُ الحسين؟ ما هو الدليل على ذلك؟ ما هو الدليل من الشريعة على ذلك؟ أن تُداسَ تربةُ الحسين؟! حتَّى الَّذين يقولون من أنَّنا نمشي على تُراب كربلاء، نعم نمشي على تراب كربلاء، ولكن هذا التراب إذا أُخِذ وجُعِل في ألواح أو جعِل بهيئةٍ معيّنة لكي يكون محلاً للسجود فإنّ حكمَهُ يتغيَّر، الحكم الشَّرعيُ يتغيَّر ولا يجوزُ إهانتُه، حتَّى تراب كربلاء، تراب كربلاء بشكل عام حتَّى التراب الموجود في الشارع لا تجوز إهانته بنيَّة إهانة تراب كربلاء، نعم، إذا كان الإنسان يصدر منه ما ظاهرهُ الإهانة لتراب كربلاء ولكن من دون هذه النيَّة باعتبار أنَّهُ يتعامل مع هذا التراب كتراب، هذا أمر آخر، ولكن أن يقصد إهانة تراب كربلاء، هذا التراب الموجود في الشارع لا يجوز ذلك، فتربة كربلاء مقدَّسة، نعم يحلّ لنا أنْ نتعامل معها كما نتعامل مع سائر التراب بسبب الحرج وبسبب الضرورة، وإلَّا لو أمكن أنْ نتعامل مع تربة كربلاء بطريقةٍ نحفظُ فيها قُدسيّتَها لوجب هذا، ولكن لأنَّ هذه التربة تربة منتشرة ولا يمكن للنَّاس أنْ يتعاملوا معها بغير الطريقة الَّتي يتعاملون بها مع سائر التراب فستكون الحياة حينئذٍ عسيرة، فهناك حرج، هناك ضرورة، من هذه الجهة يجوز التعامل مع تُراب كربلاء كما نتعامل مع بقيَّة أنواع التُراب، ولكن هل يحلُّ لنا أن نَستهين بتراب كربلاء وبهذه النيَّة؟! لا يجوز ذلك، هذه تربةٌ مقدَّسة لها خصوصيّاتها، ولكن الأَئِمَّة أجازوا لنا أن نتعامل مع هذا التراب كما نتعامل مع بقيَّة التراب في شؤون الحياة اليومية، لكن إذا أخذنا تراباً بقصد التبرّك أو بقصد الاحتراز فتربة الحُسين حرز، أو بقصد السجود أن نصنع لوحاً أو أنْ نفعل كما كان الإمام الصَّادق يفعل، فالإمام الصَّادق كانت لديه خريطةٌ صفراء يضع فيها تُرابَ الحُسين، خريطة يعني كيس في رأسه خيط، يُخرَط فيُشَدّ، باللهجة العراقية يقولون: (ﭼيس أبو الخراطة)، كيس في رأسه خيط يُخرَط يعني يُشَدّ، فكان للإمام الصَّادق كيسٌ أصفر يُخرَط يضعُ فيهِ ترابَ الحسين، تراب كربلاء، يعني بشكل پاودر، فحينما يريد أنْ يُصلِّي الروايات تقول يفتحُ الخريطة، يعني يفتح هذا الكيس فيصبُّ التراب على موضع سجودهِ، فيسجد عليه وبعد أنْ يُكمِل صلاتَهُ يجمع هذا التراب مرَّةً ثانية ويضعهُ في الكيس، فسواء عملنا بهذه الطريقة أو كما هو الآن معهود ومعروف أنْ تُصنع ألواح طينية بأشكال مختلفة، بأشكال دائرية، مثلثة، مستطيلة، مربّعة، ألواح طينية، هنا لا يجوز إهانة هذا التُراب الَّذي أُعِدَّ للسجود في هذهِ الخريطة أو هذه الألواح الطينيّة أو هذا التُراب الَّذي أُخِذَ للاستشفاء، لا يجوز بأيِّ شكلٍ من الأشكال أنْ يُهان، ويجب أن يحافَظ عليه وأنْ يوضَع في الأماكن المحترمة، هذا هو تُراب الحُسَين، وأنا هنا لا أريد أن أحدّثكم عن خصوصيّاته في الرِّوايات، هذا هو الموقف الشرعي، ولا يوجد أي مُجوِّز أو أيّ دليل على خلاف ذلك. يعني الآن إذا جاء شخص وقال من أنَّكم تعتقدون في القُرآن كذا وكذا، فهل يجوز لنا أنْ نُمزِّق القُرآن؟! أو ندوس القُرآن بأرجلنا؟! هل يجوز هذا؟! لا يجوز هذا، كما أنَّ القُرآن هذا المصحف مُقدَّس، هذه التربة أيضاً مُقدَّسة، الَّذي شرعَّ لنا تقديسَ المصحف هو نفسهُ الَّذي شرَّع لنا تقديسَ هذه التربة، فأمرهُ مطاعٌ هنا، وأمره مطاعٌ هناك، ولم يعطنا تبريراً أنْ نُهين المصحف أو أنْ نهين التربة، ربَّما في الضرورات العالية، في الضرورات الحياتية قد يجوز ذلك، ولكن في مسألةِ نقاشٍ مع ناصبيٍّ أنْ تُداس تربة الحُسين، فهذهِ إهانة للحسين، هؤلاء لا يعرفون مَن هو الحسين، ولا يعرفون قيمةَ ترابِ الحسين صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه. الغريب أنَّ السيِّد مرتضى العسكري الَّذي داس تربةَ الحُسين بحذائهِ في مكتبه في كلية أصول الدين، تمرّ السُنون ويذهب إلى إيران وتكون الحرب العراقية الإيرانية وأوَّل منطقة عراقية تدخلها القوات الإيرانية من الأراضي العراقية منطقة حاج عمران، منطقة في أقصى الشِّمال العراقي ما بين الحدود العراقية والإيرانية في شمال العراق، أول منطق دخلتها القوات الإيرانية في الحرب العراقية الإيرانية من أراضي العراق هي منطقة حاج عمران وإذا بالسيِّد مرتضى العسكري كما شاع في ذلك الوقت وكان الأمر صحيحاَّ فإنِّي تأكَّدتُ من ذلك وتتبّعتُ الأمر في وقتهِ، وتتبّعتُ ذلك لأنَّني أردتُ أنْ أقارن بين ذلك الموقف وهو يدوسُ تراب الحُسين تحت قدمه في مكتبهِ في كلية أصول الدين وبين أنْ يُرسل الرَّسائل ويُرسل الطلبات أنْ جيئوني بمقدارٍ من تربة حاج عمران، [أنا ما أدري حاج عمران گرايبه؟ خاله؟ عمّه؟ ما أدري!] أن جيئوني بتربةٍ، ويقولون جاءُوه بمقدار من تربة منطقة حاج عمران وأخذ هذا التراب وشمّه وأظهر أشواقَه للعراق، ولا أدري هل هو هذا صدق أو كذب، مسرحيّة من المسرحيات، على أيّ حال، ولكن سوء التوفيق يقود الإنسان إلى مثل هذا. الَّذي يدوس تراب الحُسين بحذائهِ سيكون مُقدِّساً وسيكونُ شامَّاً ومقلِّباً لوجههِ على تراب حاج عمران..!! الأمور هكذا تجري، الرِّوايات تقول إنَّ الَّذين من شيعتنا، من شيعة أهل البيت، يقدرون على قضاء حوائج شيعتنا، قادرون، عندهم الإمكانية ولكنَّهم لا يفعلون ذلك بأي شيءٍ يُبتلَون؟ يُبتلَون بقضاء حوائج النَّواصب، هذا هو الشيء المنطقي والطبيعي، هذا هو قانون التوفيق والخذلان، هذا على مستوى حكومات، على مستوى مرجعيَّات، ونحنُ نرى ذلك على مستوى حكومات، نرى ذلك، على مستوى مرجعيات، نرى ذلك، على مستوى أحزاب، هذا قانون، قانون من أهل البيت، من كان من شيعتنا قادراً على قضاء حوائج شيعتنا ولا يسعى في قضائها مع أنَّهُ قادر، لا أتحدّث عن الَّذي لا يستطيع، أتحدَّث عن القادر، عن القادرين من الشِّيعة على قضاء حوائج الشِّيعة ولا يبادرون إلى ذلك فإنّهم يُبتلَون بهذا الابتلاء، أنَّهم يكونون سبباً لقضاء حوائج النَّواصب، دقّقوا في الواقع الَّذي حولكم، ستجدون حكومات شيعيَّة تقوم بذلك، ستجدون مرجعيات شيعيَّة عُليا تقوم بذلك، ستجدون أحزاب شيعية معروفة تقوم بذلك، وحتَّى أشخاص وتُجَّار ومؤسَّسات، فهذا الَّذي يدوس تربةَ الحُسين بحذائه يقوده ذلك أنْ يُقلِّب خدٌيه على تربةِ حاج عمران، الحياة ملأى بالعِبَر، هذا المنطق، منطق الاستهزاء بتربة الحُسين إلى هذا الحدّ بحيث تُداس بالأحذية..!! رجاءاً أعيدوا مرَّة ثانية الوثيقة الرَّابعة والسبعين: كي يُدقِّق المشاهدون في كلام الشَّيخ الوائلي رحمة الله عليه: [وتسحگها برجلك هاي التربة، لا أنتوا تعبدوها، أگُل لك يا أخي هاي گدّامك أنا أسحگها برجلي هسّه، ليش هالسطحية و ليش هالتعمُّد عدم الفهم، دي خلّصها، هاي ما تخلص، زين]. هذا المنطق، هذا المنطق لأجل إرضاء المخالف، هذا هو المنطق الشَّائع في الوسط الشِّيعيّ، الجميع أصحابُ القرار، الَّذين هم في السلطة من الشِّيعة، المراجع، المؤسَّسات، الأحزاب، الشخصيات، هاجسهم الأوَّل والأخير كيف نجعل المخالفين يرضون عنَّا، لماذا؟ لا أدري! هل هذا من الدين؟ هل هناك أُمَّة تفعل ذلك؟ هل هم يفعلون ذلك معنا؟ إنَّهُ سوء التوفيق، وشبيهُ الشَّيء منجذبٌ إليه. إنّ هذه العقول والقلوب قد أُشبِعت بالفكر النَّاصبيّ، وإلَّا ما الَّذي يدفعُ الوائلي أن يدوس تُربة الحُسين لأجل أنْ يُقنع مخالفاً وهو لا يقتنع، داس التُربةَ وأساء الأدبَ مع تُربة الحُسين والطرف الآخر لا يبالي به..!! هذه هي قِصَّة الشِّيعة مع السُنَّة، قصَّة المؤسَّسة الشِّيعيَّة الدِّينيَّة الرَّسميَّة مع السُنَّة، قصَّة الحكومات مع السُنَّة، هذا هو الواقعُ الشِّيعيّ البائس..!! من نفس هذا الذوق ينطلق هذا التفكير الَّذي مرَّ الحديثُ عنه في الحلقة السَّابقة، من إبعاد النَّاس وتسخيف الاعتقاد بخصوصيّة الماء الَّذي يجري ويدور حول قبر العبَّاس، هذا هو نفس الجذر..!! أنا أقول سؤال أطرحهُ هنا: في رواياتنا سؤر المؤمن، أي مؤمن، سؤر المؤمن، أنا، أنت، إذا كنَّا من المؤمنين، المرجع الأعلى، الشَّيخ الوائلي، الخطباء، العلماء، الشِّيعة، خُدَّام الحسين، سؤر المؤمن، المؤمن، المؤمنة، سؤر المؤمن، سؤر تعرفون ما معناه؟ المتبقّي مِمَّا يشربهُ مثلاً من الماء، المتبقّي من شرابهِ، وربَّما يطلق أيضاً على المتبقّي من طعامه ولكن بالدرجة الأولى سؤر المؤمن يطلق على المتبقّي من شرابهِ وحتَّى من طعامهِ، سؤر المؤمن هذا المقدار المتبقّي حتَّى لو كان في آنية أو في وعاء ليس نظيفاً وليس جميلاً، هو شفاء من سبعين داء، الرِّوايات هكذ تقول ونحنُ نعتقد بذلك، لماذا؟ لأنَّ هذا الماء المتبقّي قد لامس شفتي هذا المؤمن، أنا هنا أريد أنْ أقول: هذا المؤمن سواء أنا أو أنتم أو المرجع الأعلى أو الشَّيخ الوائلي أو فلان أو علّان، [يساوي له فردة نعال عتيق، عتيق، عتيق جدَّاً ووصخ إذا ما قيس بأبي الفضل العباس..؟!] بالله عليكم، كان المرجع الأعلى، المرجع الأسفل، عميد المنبر، أنا، أنتم، أي واحد منّا، [يساوي له فردة نعال عتيق، عتيق ووصخ وقذر وراميه بالزبالة] يساوي هذه المنزلة إذا ما قيس بأبي الفضل العباس؟! فإذا كان سؤر هذا المؤمن [وشلون مؤمن، أسنانه وصخة…] على أيّ حال إلى آخرهِ، وهذا سؤره شفاء من سبعين داء، وهو ماء قليل، والماء القليل غير معتصم، يتنجَّس بالملاقاة، تعرفون هذه الأحكام الشرعية أنتم، أمَّا هذه المياه الجوفية هذه مياه معتصمة كثيرة، هذه مياه كثيرة لا تتنجَّس بالملاقاة، هذه مياه كثيرة ومحفوظة بطريقة ربّانية، محفوظة تحت الأرض، هذا الحفظ ليس حفظاً بشرياً، مياه جوفية مُعتصمة لا تتنجس بالملاقاة كثيرة، بل هي تُطهِّر الأشياء المتنجّسة لكثرة هذهِ المياه، مياه كثيرة وجارية متحرّكة ومحفوظة بطريقةٍ ربّانية، وتطوف حول قبر العبَّاس، أيُّ مياهٍ هذه؟! وتختلط بتربة قبر العبَّاس. هذه هي تربة قبر الحُسين، هذه تربة كربلاء الذَّهبية، تربة كربلاء الذَّهبية أين؟ حول قبر الحُسين، حول قبر العبَّاس، حول قبور الشهداء، هذه المنطقة، منطقة الحائر، قُبَّة الحسين مركز، كربلاء كلّها قُبَّة الحُسين، كربلاء كلّها حائر الحُسين، ولكن قلبُ هذه القُبَّة أين؟ قلبّ هذه القبة هو في هذه المنطقة الطاهرة في منطقة الحُسين والعبَّاس، هذهِ مياه جوفية مياه كثيرة مُعتصمة محفوظة بحفظ الباري بحفظ ربَّاني، لم تُحفظ في خزَّان صنعهُ الإنسان، هذا خزَّان ربّاني طبيعي، مياه كثيرة متحرِّكة جارية تطوف حول قبر العبَّاس، وتختلطُ بترابِ قبرهِ الشَّريف، أيُّ قُدسيَّةٍ لهذه المياه؟ هذهِ مياه مقدَّسة، نعم، مياه مُقدَّسة..!! أنا أسأل خَدَمة الضريح العبّاسي: الآن إذا غسلتم الأرض، الماء، هذا الماء فيه أوساخ، هذا الماء ألا نحترمه نحنُ؟! النَّاس ألا تأخذ من هذا الماء للاستشفاء؟! والحال أنّ الماء هناك أنظف وأطهر وأقرب إلى القداسة من هذا الماء الموجود على أرض الحرم الشريف للتنظيف..!! هذه مياه مُقدَّسة، لماذا تقوم المؤسَّسة الدِّينيَّة الشِّيعيَّة لجهلها كما يجهل الوائلي ومُرتضى العسكري، كما يجهلون هؤلاء قيمةَ تُربةِ الحُسين، المؤسَّسة الدِّينيَّة تجهل قيمةَ هذه المياه، فتمنع الشيعةَ من التبرٌّك بها!! فسؤر المؤمن الَّذي لا تبلغ قيمتهُ [فردة نعال عتيق وصخ قذر] حتَّى لو كان المرجع الأعلى، الخطيب الأكبر، القائد السياسي الأعظم، أنا، أنتم، الجميع، أبي وأمّي وجدّي وآباؤكم، إذا ما قيسوا بأبي الفضل العبَّاس لا نصل حتَّى إلى هذهِ الدرجة ولا إلى واحد من التريليونات من هذه الدرجة..!! ومع ذلك تنطبق علينا هذه الأحاديث: سؤر المؤمن شفاء من سبعين داء، فما بالكم بهذا الماء الَّذي يطوف حول العبَّاس، وتمتزجُ طينةُ قبرهِ الشَّريف بهِ؟! هذا سوء التوفيق للشِّيعة، وسوء التوفيق للمؤسَّسة الدِّينيَّة الشِّيعيَّة أن تقف هذا الموقف السّلبي..!! وتلاحظون كُلّ هذه الأفعال وهذه التصرّفات تعود إلى نفس الجذر، نفس القضيَّة تربة الحُسين الَّتي تحوَّلت إلى دم، إخفاء هذه الكرامة هو بنفس هذا المنطق، أخفوا هذه التربة لماذا؟ كي لا تتوجَّه أنظار الزوَّار، هذا هو نفس هذا المنطق الَّذي يتحدَّث به الوائلي فيدوس تُربةَ الحُسين بحذائه لكي يُبيِّن لهذا السُنِّي أو لهذا النَّاصبيّ أو لهذا المخالِف الَّذي يُناقشه، هذه الأمور كُلُّها تعود إلى جذرٍ واحد، هذا الجذر هو الجهلُ بمعرفةِ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد، ويبدو أنَّ حُسيَنُهُم ليس كُحُسينِنَا..!! لا زلنا في عنوان آل مُحَمَّد في مدرسة الوائلي. نستمع معاً إلى الوثيقة الخامسة والسبعين: [كانوا عندهم عزم ها السنة، هُمَّ مصرّين أن يشترون لهم بعيرة ويركبون عليها، واحد يسوّوه عليل ويمشون بهايد بارك بلندن، تنبّهلي زين، يطلّعون العليل، لا مو دا أحچيلك قصة أنا، لا، أحچيلك واقع تنبّهلي، مو جاي أحچيلك لطيفة، لا، واقع هذا، تنبّهلي شوية زين، هذوله انت تتصوّر ذوله على رسلهم، أبداً، لا لا، مو على رسلهم بلا كلام، هذا اللي يريد يحولّلي الحسين، يحولّلي الحسين إلى مسخرة، مهزلة، يريد يحولّلي الحسين، فرد قاسم ملبّسين مادري شنو، مره تهلهل وأربعة ايذبّون ملبّس، ولك نعاج، إنتوا بأي عصر؟ بأي تأريخ إنتوا؟ ليش ده ترقصون على جراحنا؟ تلعبون على جراحنَا؟ احنا وين بيا حالة الآن؟ وشنهو الوضع هذا، منو وراكم إنتوا؟ گلت له: والله أنا لو أظفر بهؤلاء أدفنهم اببالوعة وهُمَّ أحياء]. الحمد لله اللي ما كان للوائلي سُلطة وقام بدفن خَدَمةِ الحسين وهم أحياء في بالوعة، حتَّى صدام حسين ما فعل هذا، المقابر الجماعية ما كانت بهذه الطريقة، يعني النَّاس ما دُفِنوا وهم أحياء في بالوعات، حفروا لهم في الأرض ودفنوهم، أمَّا الشَّيخ الوائلي فيريد أنْ يدفن خَدَمة الحسين في بالوعة وهم أحياء..!! أوَّلاً: ما الَّذي يُضير الوائلي أنَّ مجموعةً من النَّاس في لندن أو في غير لندن، هو يتحدَّث عن الهايد بارك في لندن، أنْ يُعبِّروا عن شعورهم، عن مشاعرهم، أن يمارسوا شعائرهم؟! أهلُ البلاد لا يعترضون على ذلك، والنَّاس لا تعترض، وهؤلاء الَّذين يتصوَّرون أنَّ وراء هذه الشَّعائر أو المشاعر أو وراء هذه الطقوس أيادي خفيَّة هؤلاء عقولهم ساذجة كما هو الوائلي! أنا أقول: من هو الَّذي ضرَّر الشِّيعة؟ هؤلاء الَّذين يمارسون هذه الطقوس أم الوائلي الَّذي جاءنا بكُلِّ هذا الفكر الناصبي..؟! من هو الَّذي ضرَّر الشِّيعة؟! هؤلاء أكثر ضرراً أم هذا الفكر الَّذي يصبّه الوائلي من التفسير الكبير أو من القرطبي أو من الشَّافعي، أو، أو، كُلّ هذه الأكاذيب والافتراءات، وأنتم لاحظتم على طول الخط أكاذيب، أكاذيب وافتراءات على أهل البيت! من هو الَّذي أكثرُ ضرراً؟! لنفترض أنَّ هذه الشَّعائر الحُسينيَّة ستسبّب السُّخرية بالشِّيعة، ما هم الشِّيعة مسخرة، وأنت أحد الَّذين تسخر منهم، وأنت أيضاً مسخرة مضحوك عليك بهذا الفكر النَّاصبي، وإلَّا ما معنى هذه الأكاذيب والافتراءات على أهل البيت؟! ما معنى أنَّ دماء الحسين نجسة؟! ما معنى أنَّ الحُسين يقاتل تحت راية يزيد ابن معاوية؟! من الَّذي وراءك أنت؟! وراءك فكر ناصبي! وراءك إبليس بِكُلِّهِ! أنت تنطق عن المشروع الإبليسي، وإلَّا هل أنت تنطقُ عن آل مُحَمَّد حين تقول إنَّ دماء الحُسين بعد استشهادهِ نجسة، هل أنت تنطق عن آل مُحَمَّد حين تستهزئ بهذا المعنى الَّذي ورد عنهم أنَّ الزَّهراء مُنزَّهة عن الطمث؟! هل أنت تنطق عن آل مُحَمَّد وأنت تقول إنَّ الحسين يُقاتل تحت راية السَّقيفة وتحت راية يزيد ابن معاوية؟! هل أنت تنطقُ عن آل مُحَمَّد حين تتحدَّث عن رسول الله حين تزوره إنَّك تزور تراباً، هو تراب ولكنَّك تزور المضمون، تزور الذكريات؟! هل هذا من أدب آل مُحَمَّد أنْ تتحدَّث عن عظام عليٍّ وعن عِظامٍ باليةٍ في كربلاء؟! هذا السؤال لابُدَّ أن يوجَّه إليك مَن الَّذي وراءك؟! من الخمسينات والستينات والسبعينات والثمانينات والتسعينات وإلى الآن، نحنُ نعرف من الَّذي وراءك، وراءك المرجعيَّة الشِّيعيَّة، ووراء المرجعيَّة الشِّيعيَّة إبليس، وإلاَّ لو لم يكن وراء المرجعيَّة الشِّيعيَّة إبليس، لماذا تؤيّد المرجعيَّة الشِّيعيَّةُ هذا المنطق الإبليسي الأبتر..؟! قولوا لي هذا الكلام الَّذي سمعتموه ونحنُ نستمع إلى الوثيقة الخامسة والسبعين، من دون تحريف ومن دون قص ولصق، مجالس الوائلي موجودة على الإنترنت وموجودة على الفضائيات وهذا هو كلامه، البعض بصوته والبعض بصوته وصورته، هذا هو حديث الوائلي ومنطق الوائلي، كُلّ هذ الوثائق من الوثيقة رقم 1 وإلى الآن تُمثِّل المنطق الرَّحماني أم تُمثِّل المنطق الشَّيطاني..؟! أرى أنَّ وقت الأذان والصَّلاة بحسب التوقيت المحلي لمدينة لندن قد قرُب، أوقف حديثي وأعود إليكم بعد فاصل الأذانِ والصَّلاة. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى فَاطِمَة وَأَبِيهَا وَبَعْلِهَا وَبَنِيهَا وَالسِّرِّ الْمُسْتَودَعِ فِيهَا … ها قد عدتُ إليكم ونحن في الحلقةِ الخامسة والثَّلاثين بعد المئة من حلقاتِ برنامجِ الكتابُ النَّاطق، ولا زال الحديثُ تَحت هذا العنوان: (مُحَمَّد وآل مُحَمَّد في مدرسة الوائلي)، آخر وثيقةٍ تمَّ عرضها قبل فاصل الأذان والصلاة: الوثيقةُ الخامسةُ والسبعون رجاءاً أعيدوا بثَّها مرَّة أخرى: [كانوا عندهم عزم ها السنة، هُمَّ مصرّين أن يشترون لهم بعيرة ويركبون عليها، واحد يسوّوه عليل ويمشون بهايد بارك بلندن، تنبّهلي زين، يطلّعون العليل، لا مو دا أحچيلك قصة أنا، لا، أحچيلك واقع تنبّهلي، مو جاي أحچيلك لطيفة، لا، واقع هذا، تنبّهلي شوية زين، هذوله انت تتصوّر ذوله على رسلهم، أبداً، لا لا، مو على رسلهم بلا كلام، هذا اللي يريد يحولّلي الحسين، يحولّلي الحسين إلى مسخرة، مهزلة، يريد يحولّلي الحسين، فرد قاسم ملبّسين مادري شنو، مره تهلهل وأربعة ايذبّون ملبّس، ولك نعاج، إنتوا بأي عصر؟ بأي تأريخ إنتوا؟ ليش ده ترقصون على جراحنا؟ تلعبون على جراحنَا؟ احنا وين بيا حالة الآن؟ وشنهو الوضع هذا، منو وراكم إنتوا؟ گلت له: والله أنا لو أظفر بهؤلاء أدفنهم اببالوعة وهُمَّ أحياء]. والله أنت الَّذي ترقصُ على جراح آل مُحَمَّد أيُّها الشَّيخ الوائلي، حين تبثُّ هذا الفكر الأبتر، هؤلاء ناس مساكين، غاية ما عندهم يُقيمون شعائر الحُسين، لو كانوا مُخطئين أو مُشتبهين فخطأُهم واشتباهُهم لا أثرَ لهُ في الواقع الشِّيعيّ، أنتم تقولون سيُسبِّب ذلك السُّخرية من الشِّيعة، وهذا ما هو بضررٍ كبير في الوقت الَّذي ربّيتَ أجيالاً ولا زالت مدرسة الوائلي تُربّي أجيالاً على الفكر الأبتر وعلى حديث النَّواصب إلى هذه اللحظة، هو يُريد أنْ يدفن خَدَمَة الحسين أحياءً في بالوعة، الحمدُ لله الَّذي لم يُسلِّطه على أحدٍ من شيعة أهل البيت، هذا المنطق منطق أمويّ، هذا منطق طاغوتي، في الوقت الَّذي يتحدَّث الوائلي بهذا المنطق، وهذا المنطق نحنُ نُلاحظهُ حين استطاعت المؤسَّسة الدِّينيَّة أنْ تبسط يدَها إلى حدٍّ ما في الواقع الشِّيعيّ، هاهي تُخفي كرامةً حُسينيَّة واضحة حين أخفت التربةَ الَّتي تحوَّلت إلى دم..!! هذهِ الكَرامة حَدثت بإذنٍ من الإمام الحُجَّة أم من دون إذنهِ؟ إذا حدثت بإذنٍ من الإمام الحُجَّة وتَحت نَظره ورعايته فهل أنتم أكثر معرفةً وحكمةً منه؟! أم أنَّها حدثت من دون نظرهِ ورعايته، فكيف حدثت؟! وكذاك هو الماءُ المجاورُ للضريح العباسي، ماءٌ مُقدَّسٌ بسبب هذهِ التُربة الشَّريفة، هذا ماءٌ اختلط بالتربة الَّتي جَعل اللهُ الشِّفاء من خصوصيّاتها، حين تمكّنت المؤسَّسة الدِّينيَّة من طَمس هذه المعالم وإبعاد الزوّار عنها فعلت ونفَّذت!! كذاك الشَّيخ الوائلي لو كانت يدهُ مبسوطة لدفن السرداب الشَّريف بالتُراب، ولدَفنَ خَدَمَة الحُسين أحياءً في بالوعة، هذه عملية الدفن يبدو أنَّها من مُفردات تفكيرهِ، فهو يصرُّ على دفنِ سردابِ صاحب الأمر بالتراب، وهنا بِكُلّ قُوَّةٍ يتحدَّث لو تمكَّن لدفن خَدَمَة الحُسين في بالوعة وهم أحياء مثلما دفن حديثَ آلِ مُحَمَّد، مثلما دفن فكرَ آلِ مُحَمَّد تحت هذا الركام من هذهِ القمامة الَّتي ينقلها إلينا، ركام هائل من القمامة والأوساخ والقاذورات من الفكر النَّاصبي يتقيّأ بهِ على شيعة أهل البيت وهم يلحسونه لحساً، هنيئاً لهم، هنيئاً لهم بهذا القيء النَّاصبيّ..!! مثل ما يتكلَّم بهذه الطريقة نستمع إلى الوثيقة السَّابعة والستين كيف يتحدَّثُ شيخنا أبو سمير عن الدرباشة: [أنا بالصدفة قريت العدد الأخير من مجلة الآداب، زين، الإسلامية، هذي المجلة الجمعية الخيرية تصدّرها، فد واحد يسأل عن هالطقس المتَّبع، يعني أنَّهُ واحد بروحه درباشة ويضرب زجاج، يقول شنو هذا، يقول هذه معجزة للأولياء بعض الأولياء الله يثبت وجوده عن طريق المعجزة، طيب أنا ما أنقدك بهذا أبداً ما انقدك، لما تگول إنتَ هذا يستعملها بدعاء وليك والولي ها، يريد يظهر وجوده يبرهن على أنَّه متّصل بالله بدليل أنَّه أشياء ماتضرّه، تضر غيره وهوّ ما تضرّه، أقول ممكن إلها وجه مقبول]. ماذا تقولون؟! أنا هنا لا أريد أنْ أُعلِّق بأي تعليق، أترك الأمر إليكم، فهو يتحدَّث بذلك اللسان عن خَدَمَة الحُسَين، ويتحدَّث بهذا اللِّسان عن الدرباشة! نذهب إلى الوثيقة السابعة والسبعين كي نستمع معاً: [هسه وسيلة العبادة شنو وسيلة العبادة؟ وسيلة العبادة عند هذا شيء وعند هذا شيء آخر، لا أجي أنا أصير بديع هاه، وأكو عندنا بعض ناس يقول ذولا شنو مسطولين قاعدين يهزّون بروسهم يسوّون هيچي، الله الله، هاه، هذا عنده وسيلة توصله إلى الله هكذا، خلّيك إنتَ عندك تهذيب أعلى من هذا، احترمه، لأن هذا الآن جاي يتحرّك باتجاه الوصول إلى الله، انت هم عندك مثله، عندك أشياء وأشياء، هاه]. احترام وسائل العبادة كما يقول، خلاف منطق أهل البيت! أوَّلاً: نحنُ نعرف في الفقه العبادات توقيفية هذا واحد. وثانياً: الله يحبّ أن يُعبَد من حيث يريد، هذه عبادات إبليسية، هذه كعبادة إبليس، الله يحبّ أنْ يُعبَد من حيث يريد، فيُعبَد من حيث مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد، هذا هو الَّذي يريده الله. أمَّا هذا المنطق، هذا المنطق لا علاقةَ له بدينِ مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد، هذا المنطق هو منطق ابن عربي بالضَّبط، هذا المنطق هو منطق ابن عربي، الَّذي يرى أنَّ الجميع هم في عبادةٍ باتِّجاه الله سبحانه وتعالى، أنا هنا لا أريد أنْ أقف طويلاً عند هذه النقطة، ولكن هو يقول: بأنَّ هؤلاء الَّذين يُحرِّكون رؤوسهم هذه وسيلة توصلهم إلى الله وعلينا أنْ نحترم هذهِ الوسائل وهذه الطرق، إذاً لماذا لا تحترم خَدَمَة الحُسَين؟! لماذا تجد أنَّ الدرباشة لها واقع منطقي وأنَّها تكونُ معجزةً للأولياء، وتجد أنَّ هؤلاء الَّذين يتمايلون ويتراقصون ويهزّون رؤوسهم قائلين الله الله، تجد أنَّ ذلك وسيلةً للوصول إلى الله، لماذا لا تجد أنَّ هؤلاء أيضاً يمتلكون وسيلةً فتكونَ مُهذَّباً؟! أنت تأمر هذا الَّذي ينتقد هذهِ الحالات أنت تأمرهُ بأن يكون مهذّباً، فلماذا لا تكون أنت مُهذّباً مع خَدَمةِ الحسين؟! لماذا هذا المنطق الصَّلِف الجَلِف؟! لكن هو هذا المنهج الأبتر، وهي هذه القضيَّة تتكرَّر على طول الخط، يُصرّ على دفن السِّرداب، ويُصرّ على أنَّ بيت الإمام ليس مُقدَّساً ولا الأرض الَّتي يسير عليها الإمام، وفي نفس الوقت يتمنّى لو أنّه حصَّل على ترابٍ داسهُ بعضُ الصحابة بأقدامهم كي يتبرَّك به! هو هذا المنطق أخو ذاك المنطق، وهما ينطلقان من نفس المكان ومن نفس الجذر النَّاصبيّ، من نفس هذا العقل المُشبَع بالفكرِ المخالفِ لأهل البيت، ما هو الفارق بين هاتين الفكرتين وهُما من صميم مدرسة الوائلي، الوائلي يُصرّ على دفن السرداب المقدَّس ولا يجد لهُ أيَّة قُدسية، ولا للتراب الَّذي يمشي عليه الإمام، ويجد القدسيّةَ لحفنة ترابٍ داسها بعضُ الصَّحابة، يتمنّى أنْ ينال من ذلك التراب فيتبرّك به، ومرّت أحاديثهُ بصوتهِ وصورته. وهنا الكلام هُوَ هُوَ، يحترمُ الدرباشة، يحترم ما يفعلهُ الصوفيّة وغيرهم، ولكنَّهُ يُريدُ أنْ يدفن بعضَ خَدَمة الحُسين حين يُمارسون شعائرَهم في بالوعةٍ وهم أحياء! هو هذا المنطق، الآن في نظر المؤسَّسة الدِّينيَّة مثل هذه القناة يجوز أنْ تُدفع مثلاً الأموال والحقوق الشرعية لها؟ لا يجوز قطعاً! ولكن النَّواصب وأعداء الزَّهراء تُدفَع لهم الأخماس والحقوق الشَّرعية لحمايتهم ولتوفير الظروف المناسبة لمعاشهم! وهذا الكلام نحنُ عرضناه من نفس داخلِ بُنيةِ المرجعيَّة، حامد الخفَّاف وكيل السيِّد السيستاني هو الَّذي صرَّح بذلك وبشكلٍ واضح، الأموال الشَّرعية تُنفَق على النَّواصب وعلى أعداء الزَّهراء، المنطقُ هو المنطق، والمؤسَّسة هي المؤسَّسة، ولذا كان الوائلي أفضلَ ناطقٍ رسميٍّ لهذه المؤسَّسةِ البتراء!! هناك فيديو، هذا الفيديو لمجموعةٍ من الزوار السُنَّة يزورون عبد القادر الكيلاني في بغداد، أنا لا أعترض على طقوسهم، هذه طقوسُهم وهم أحرار، أساساً لا شأنَ لي بالحديث عن السُنَّة، ولكنَّني أقول لو عُرِض هذا الأمر على المؤسَّسة الدِّينيَّة وفقاً لمنهج (أنفسنا)، وفقاً لهذا المنهج فهؤلاء أحرار ولهم الحقّ في ذلك، لكنْ تُربةُ الحُسين الَّتي تحوَّلت إلى دمِ المعجزةِ والكرامةِ يُمنَع الشِّيعةُ من أنْ ينظروا إليها! وماءُ العبّاسِ، الماءُ الَّذي تبرَّك بطينةِ العبّاسِ يُربَّى الشِّيعةُ على الاستهزاءِ بهِ وأنَّهُ لا نفعَ فيه ولا فائدة! هذا هو المنطق الأبتر. نُشاهد معاً الفيديو والزوّار يزورون عبد القادر الكيلاني..!! زيارة مقبولة وإنْ شاء الله العود كل سنة وكل عام، لا شأنَ لي بطقوسهم، النَّاسُ أحرار فيما تريد أن تؤدّي من طقوسِها، وكما يقول شيخنا الوائلي رحمةُ الله عليه، عليك أن تكون مُهذّباً أمام هذه الوسائل الَّتي يتَّخذها النَّاسُ طريقاً للوصول إلى الله، وما دامت هي الجداول نفس الجداول الَّتي ستؤدّي إلى الإسلام، فهناك جداول تنبع من آل مُحَمَّد وهناك جداول تنبع من أماكن أخرى، فالجداول تقودنا إلى هذا الإسلام الأصيل على أي حال، هذا الأمر لو يُعرَض على المؤسسةِ الدِّينيَّةِ سيقولون هؤلاء أنفُسُنا وهم أحرار، [عمّي أحرار واحنا ما لنا شغل بيهم]، لكن أقول لماذا دودةُ السَّقيفةِ تتحرَّك بقوَّةٍ داخلَ الواقع الشِّيعيّ؟! ولا أريد أن أقول أكثر من ذلك. وأذهب بكم إلى الوثيقة الثامنة والسبعين: [في واقع الأمر احنا عندما نحتفل بعاشوراء ما جاي نجي نبكي على الحُسين بأنَّه دمٌ ولحم، سال الدم على الأرض وتقطّع اللحم، لا، يومياً من أبناء رسول الله دمٌ يسيل ويتقطّع لحمٌ على أيدي أمثال يزيد، نعم، كل يوم، نحن لا نتمسّك بدمٍ أُريق ولا بلحمٍ قُطِع، أبداً]. أي منطق هذا؟! هذا الرَّجُل لا أدري على أيِّ أساسٍ يعتمد ويتكلم، هذا الرَّجل يتكلَّم من دون أنْ يُفكِّر، والسَّبب أنَّ المرجعيَّة الشِّيعيَّة وضعت يدَها في ظهرهِ وقالت لهُ تكلَّم براحتك، والشِّيعة يرقصون ويضربون الدفوفَ لحديثهِ وكلامه، أيُّ منطقٍ هذا؟! هذا المنطق يُخالفُ مئة بالمئة الحكمة من الأسلوبِ والوسيلةِ والطريقة الَّتي اتَّبعها سيِّدُ الشهداء، سيِّد الشُهداء أراد أنْ يُركِّز معاني المظلوميّة عبر وقوعِ الظُّلم على لحمهِ وجسدهِ ودمه، وإلَّا ما معنى الأحاديث الَّتي تأمرنا أنْ نتذكَّر عطشَ الحُسينِ عندما نَشربُ الماء، ووصيَّة الحُسَين لشيعتهِ: (شِيعتي مَهمَا شَرِبتُم عَذْبَ مَاءٍ فَاذْكُرُوني)، هذه الوصيَّة أليس تتحدَّثُ عن لحمٍ وعن دمٍ..؟! اللوحة الَّتي رسمها أبو عبد الله كيف رسم هذه اللوحة؟ رسمها بالجراحات الَّتي تكاثرت في جسدهِ الشَّريف، جراحٍ بجنب الجراح! وجراحٍ على الجراح! وجراحٍ في باطن الجراح!! (السَّلَامُ عَلَى الْمُغَسَّلِ – بأي شيءٍ؟ – السَّلَامُ عَلَى الْمُغَسَّلِ بِدَمِ الجِراح، السَّلَامُ عَلَى الْمُجَرَّعِ بِكَاسَاتِ الرِّمَاح – زيارة الناحية المقدسة على أيِّ شيءٍ تُركِّز؟ – السَّلَامُ عَلَى الشَّيْبِ الخَضِيْب، السَّلامُ عَلَى الخَدِّ التَّرِيب، السَّلامُ عَلَى البَدَنِ السَّلِيب، السَّلَام عَلَى الثَّغْرِ الْمَقْرُوْعِ بِالقَضِيب – التأكيد على اللَّحم وعلى الدّم – السَّلَامُ عَلَى الشِّفَاه الذَّابِلَات، السَّلَامُ عَلَى العُيُونِ الغَائِرَات، السَّلامُ عَلَى الجُسُومِ الشَّاحِبَات، السَّلَام عَلَى الأَجْسَادِ العَارِيَات، السَّلَامُ عَلَى الدِّماءِ السَّائِلَات، السَّلَامُ عَلَى الأَعْضَاءِ الْمُقَطَّعَات، السَّلَامُ عَلَى الرُّؤُوسِ المُشَالَات) – زيارة النَّاحية المقدَّسة أكثرُ مضامينها ناظرةٌ إلى هذهِ الجهة، لأنَّ الحُسين هو الَّذي أراد هذهِ الحقيقة! هذا ماذا يفعل الوائلي هنا؟ ماذا يريد؟ الرَّجُلُ يهذي من دون أن يتبصَّر في نَصٍّ واحدٍ من نصوصِ آلِ مُحَمَّد، هذا الرَّجُل يهذي، كيف لا ننظرُ إلى لحمِ الحُسين الَّذي تقطّع، إلى لحمِ جسدهِ أو إلى جسدِ أبي الفضل العبَّاس أو إلى رضيعهِ الَّذي ذبحهُ السَّهمُ من الوريد إلى الوريد وفارت الدماءُ كأنَّها نافورةٌ في وجه الحُسين! ما هذا التفكير؟! أعيدوا مرةً أخرى رجاءاً ما جاء في الوثيقة الثامنة والسبعين: [في واقع الأمر احنا عندما نحتفل بعاشوراء ما جاي نجي نبكي على الحُسين بأنهُ دمٌ ولحم، سال الدم على الأرض وتقطّع اللحم، لا، يومياً من أبناء رسول الله دمٌ ولحم يسيل ويتقطع على أيدي أمثال يزيد، نعم في كل يوم، نحن لا نتمسّك بدمٍ أريق ولا بلحمٍ قُطِع أبداً]. منطقٌ أعوج! منطقٌ أهوج! ماذا نقرأُ في حديث الكساء الشَّريف وأنا أقرأُه من مفاتيح الجنان، وهو موجود عندكم، ماذا نقرأ؟ ماذا قال رسول الله؟ (اللَّهُمَّ إِنَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي – بعد أن اجتمعوا جميعاً تحت الكساء – اللَّهُمَّ إِنَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي وَحَامَّتِي لَحْمُهُم لَحْمِي وَدَمُهُم دَمِي، يُؤْلِمُنِي مَا يُؤْلِمُهُم وَيُحْزِنُنِي مَا يُحْزِنُهُم – ثُمَّ ماذا يقول؟ – أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَهُم – قال هذه الكلمة بعد أنْ تحدَّث عن لحمِهم ودمِهم، نحنُ حين نكون حرباً لمن حاربهم في أيِّ شيءٍ حاربهم؟! أيُّ منطق هذا؟ هذا منطقٌ أعوج، منطقٌ أبتر، لماذا يا أيُّها المراجع تؤيّدون هذا المنطق الأبتر الَّذي يخالف منطقَ آل مُحَمَّد..؟! – أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَهُم وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَهُم وَعَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاهُم وَمُحِبٌّ لِمَنْ أَحَبَّهُم إِنَّهُم مِّنِّي وَأَنَا مِّنْهُم)، هذا هو منطقُ أهلُ البيت. أمَّا هذا المنطق الأعوج الأهوج، هذا المنطق الأبتر الَّذي لا صلةَ لهُ بِمَحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد، أيُّ كلامٍ هذا؟! إنَّنا لا ننظر إلى لحم الحُسَين ولا إلى دمه، قطعاً هو يُريد أنْ يقول مثل ما قال في الحديث عن الزِّيارة، هو لا يزورُ تراباً تحوَّل إليه مُحَمَّد، ولا عظاماً هي عظام عليٍّ، ولا يزورُ عظاماً بالية، ولا أكوامٍ من ترابٍ تحوّل إليها الحسين، إنَّهُ يزور المضمون، إنَّه يلمحُ من وراء الضَّريح موقفاً وصرخةً مدويّة، [ومِن هذا الخرط]!! هذا هو حديث الكساء الشريف، ولكن ماذا نصنع؟ هذا الحديث ضعيف بحسب قذارات علم الرِّجال، بحسب قذارات معجم رجال الحديث للسيِّد الخوئي، بحسب تلك القمامة هذا الحديث ضعيف، ماذا نصنع؟! أقرأ لكم ماذا قال رسول الله مرَّةً أخرى لعلكم تعتبرون، وأنّى لكم أنْ تعتبروا وقُماماتُ الوائلي قد ملأت رؤوسَكم! أنّى لكم أنْ تعتبروا! ماذا قال رسول الله؟ (اللَّهُمَّ إِنَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي وَحَامَّتِي لَحْمُهُم لَحْمِي وَدَمُهُم دَمِي يُؤْلِمُنِي مَا يُؤْلِمُهُم وَيُحْزِنُنِي مَا يُحْزِنُهُم أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَهُم وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَهُم وَعَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاهُم وَمُحِبٌّ لِمَنْ أَحَبَّهُم إِنَّهُم مِّنِّي وَأَنَا مِّنْهُم). نستمع معاً إلى الوثيقةِ التاسعة والسبعين: [انتقلت المآتم، بدأت تتطوّر، تعرف أن من جملة من كان يعقد المآتم الإمام الشَّافعي؟ نعم، الإمام الشَّافعي بالذات إله مأتم للحسين رثى فيه الحُسين بأبياته الشَّهيرة: ومَّما نفى نومي وشيَّب لُمَّتي تصاريف أيام لهنَّ خطوبُ هاي قصيدته البائيّة اللي يگول بيها: (قتيلٌ بجنب الطف) هذه بائيّته: فمن مُبلِغٌ عنَّي الحسينَ رسالةً وإن أنكرتها أنفسٌ وقلوبُ قتيلٌ بجنب الطف كان قميصهُ.. إلى آخر بائيّته، قصيدة يصطفقون عليها، كان الإمام الشافعي يأسى فيها ويتألّم إلى مصارع الطف، وأيضاً منها معاني أبعد من العاطفة، مو مسألة عاطفة، زين، والحسن البصري الرجل كان يقعد وعندما يُذكر الحسين يبكي، يقول الخوارزمي حتَّى يصطفق جنباه من البُكاءِ على الحُسين ويصيح واذلّاه لأُمَّةٍ قتلَ دعيُّها ابنَ نبيّها]. أنا لا أدري ماذا كان اسم هيئة الشافعي، هيئة شباب الشَّافعي أو..؟! كذلك لا أدري ما هو اسم موكب الحسن البصري، موكب البصرة الكبير؟ موكب العشَّار؟ التنّومة؟ لا أدري، على أيّ حال، ويقول إنَّ الشَّافعي كان موقفه في رثائهِ يتجاوز العاطفة، إلى أين يعني؟ يتجاوز العاطفة إلى العقيدة والمعرفة؟ إلى أين؟! ما هو هذا المرض الموجود في المؤسَّسةِ الدِّينيَّة الشِّيعيَّة؟! على سبيل المثال هُناك العديد من كبار مراجع الشِّيعة حين يقرأون تفسير الفخر الرَّازي، المصدر الأساس للشَّيخ الوائلي، يطربهم ويقولون الفخر الرَّازي شيعيّ، الحقيقة هي أنّ الفخر الرَّازي شافعيٌّ مُتعصَّبٌ جدَّاً، ولكن هؤلاء هم شوافع ولا يعلمون، لأنَّ الفكر الشَّافعي قد تَشبَّع في داخل المؤسَّسة الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الرَّسميَّة، فهؤلاء هم شوافع ولكن لا يعلمون، أمَّا الفَخرُ الرَّازي فهو شافعيٌّ متعصِّبٌ، ويتعصّب تعصُّباً شديداً على التشيُّع، ولو كان الحديث عن الفخر الرَّازي فإنّي آتي بكتابه وبكتبه الأخرى، ونضع الموضوع على الطاولة ونقرأ ماذا جاء في كتبه. الوائلي على نفس هذه النَّغمة يعزف، هذا كتابهُ (تجاربي مع المنبر)، وهذا الكتاب ألَّفه في آخر أيَّام حياته، هذه الطبعة هي الطبعة الأولى سنة 1986، هو توفي سنة 2003، يعني أقل من خمس سنوات فيما بين طبعة الكتاب الأولى وبين وفاتهِ، والكتاب مُوجَّه إلى خُطباء المنبر لأنَّهُ يتحدَّثُ فيه عن تجاربه مع المنبر، هو اسم الكتاب هكذا (تجاربي مع المنبر)، دار الزَّهراء للطباعة والنشر بيروت، في صفحة 123، ماذا يقول؟ – وأودُ أنْ أختم هَذه اللمحات العابرة بتذكير إخواني الخُطباء – الخطباء الحنابلة أو الموالك، الشافعيَّة يعني الشِّيعة – وأودُّ أن أختم هذه اللمحات العابرة بتذكير إخواني الخُطباء – بين قوسين (الشوافع)، هذا منِّي – بِما ينبغي أنْ يعتزّوا به وهو أنَّهم في قناةٍ انتظمت أئمَّتنا عليهم السَّلام ابتداءاً من أمير المؤمنين حتَّى صاحب العصر أرواحنا فداه لقد كانوا روّادنا في إحياء ذكرى الحُسين ولفت الانتباه إلى واقعة الطف وتصويرِ مآسايها وشدِّ النَّاس إلى الاستفادة من دروس الطف والحرص على البقاء في تماسٍّ مع معطياتها فإنَّها رافدٌ لا يبنغي أنْ يجفّ ودمٌ سيبقى ثأر الله تعالى – كلامٌ جميل هذا، كلامٌ حسن، يستمرّ فيتبيَّن المعدنُ الحقيقيُّ بعد ذلك – ويأتي من بعد أئمَّتنا – كان الكلام عن الأَئِمَّة، كانوا روّاداً لنا في إحياء ذكر الحُسين – ويأتي من بعد أئمَّتنا – مَن يأتون؟ مثلاً أصحاب الأَئِمَّة؟ أبناؤهم؟ – ويأتي من بعد أئِمَّتنا سَلفُنا الصَّالح سَدنةُ الإسلام وحَمَلَةُ عُلُوم الشريعة وفُقَهاءُ الأُمَّة ليكونوا من روّادنا في طريق المنبر – من هم هؤلاء الَّذين يأتون من بعد الأَئِمَّة؟ – ويأتي مِن بعد أئِمَّتنا – هو ذكر من هم الأَئِمَّة من أمير المؤمنين إلى صاحب العصر يأتي من بعدهم مَن؟ سَلَفُنا الصَّالح سَدَنة الإسلام وحَمَلَةُ علوم الشَّريعة وفُقهاء الأُمَّة ليكونوا من روّادنا في طريق المنبر بإحياء ذكرى أبي الشُّهداء كِتاباً وشعراً وممارسةً، وعلى سبيل المثال لا الحصر – على سبيل المثال لا الحصر؛ يعني من سلفنا الصَّالح وسدنة الإسلام وحَمَلة علوم الشريعة وفُقهاء الأُمَّة الَّذين كانوا روّاداً لنا، مَن هم؟ – وعلى سبيل المثال لا الحصر الشَّريفُ الرَّضي والإمام الشَّافعي والإمام أحمد ابن حنبل وهكذا يتسلسلُ استعراضُ الواقعة من العصور الأولى إلى هذهِ العصور – إذا أراد المرقِّعون أنْ يقولوا بأنَّ كلامهُ الَّذي مرَّ في الوثيقة قبل قليل، في الوثيقة الصوتية التسجيلية برقم 79، كان فيه مُداراة، ملاحظة أشياء، لكن هذا الكتاب مؤلّف لخطباء المنبر الحُسيني، أنا قلت الشوافع، حقيقةً هذا للخطباء الشوافع، وخطباؤنا هم شوافع بالمناسبة، هؤلاء الَّذين ينهلون من هذهِ التجارب ومن هذا المنهج الأبتر ومن هذه المدرسة البتراء، فأئِمَّتنا رُوَّادٌ لنا والشَّافعي وأحمد ابن حنبل أيضاً من روّادنا، ومن هنا كانت هذه المواكب والهيئات الحُسينيَّة هيئة المتوسّلين برضيع الحُسين يُقيمها الإمام الشَّافعي، وهيئة خدام الزَّهراء يُقيمها الحَسن البصري، لا أدري في أيِّ مكان، ولكن هذا الَّذي يبدو من كلام الشَّيخ الوائلي، هنيئاً لكم بهذه الهيئات وبهذا الفهم وهنيئاً لكم بهؤلاء الخطباء الَّذين روّادهم في معرفة الحُسين الشَّافعي وأحمد ابنُ حنبل، ولذلك هذه النتائج الَّتي سمعتموها وستسمعون ما هو أسوأ من ذلك، من يتَّخذ من هؤلاء روّاداً سيصل إلى هذهِ النتائج الَّتي مرَّ ذكرها، هؤلاء الرّواد إلى أين يقودون الوائلي؟ والوائلي إلى أين يقودكم؟ لنستمع معاً إلى الوثيقة المرقمة برقم 80: [يوم العاشر هو يوم من الأيَّام مثل باقي الأيام نصومه مثل ما نصوم باقي الأيَّام، إذا كان كذلك ما كو مانع أبداً، صوم مستحب والإنسان يؤجَر عليه]. ماذا تقولون؟! اليوم العاشر يصام كباقي الأيام وصومه مستحبّ! هذا هو فقهُ أهل البيت..!! رجاءا أعيدوا بث التسجيل مرَّة أخرى: [يوم العاشر هو يوم من الأيَّام مثل باقي الأيام نصومه مثل ما نصوم باقي الأيَّام، إذا كان كذلك ما كو مانع أبداً، صوم مستحب والإنسان يؤجَر عليه]. الإنسان يصوم يوم عاشوراء ويُؤجَر عليه، هكذا هي آدابُ أهل البيت؟! هذا هو وائليُّكم وهذا هو منطقهُ!! هذا منطق الشَّافعي، هذا منطقُ أعداءِ آلِ مُحَمَّد..!! لنسمتع إلى الوثيقة المرقمة برقم 81: [إذاً في واقع الأمر أنَّ الصيام إذا كان بقصد الفرح مع حزن أهل البيت فهو محرَّم، وإذا كان لا، بقصد القربة إلى الله ما بيه شيء، مستحبّ ويُثاب عليه الإنسان]. هذا هو كلام أهل البيت؟! من أين جاء بهذا المنطق؟ منطقُ أهل البيت هو هذا، أقرأ لكم هذه الرِّواية من إقبال الأعمال للسيِّد ابن طاووس المتوفى سنة 664 للهجرة، هذه الطبعة طبعة مؤسَّسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى المصحّحة 1996 ميلادي، صفحة 42، وما بعدها أيضاً – عَنْ عَبدِ الله اِبن سِنان – وهو من فقهاء أصحاب الإمام الصَّادق المعروفين – قَال: دَخَلتُ عَلى مَوْلَاي أَبِي عَبْدِ الله جَعْفَر اِبْنِ مُحَمَّد يَوم عَاشُورَاء وَهُو مُتَغَيِّرُ اللَّون وَدُمُوعه تَنْحَدِرُ عَلَى خَدَّيه كَاللُّؤْلُؤ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا سَيِّدِي مِمَّ بُكَاؤُك لَا أَبْكَى اللهُ عَيْنَيك، فَقَالَ لِي: أَمَا عَلِمت أنَّ فِي مِثْلِ هَذَا اليَوم أُصِيبَ الحَسَين؟! فَقُلْتُ: بَلَى يَا سَيِّدي، وَإِنَّما أَتَيتُك مُقْتَبِسَاً مِّنْك فِيهِ عِلْمَاً وَمُسْتَفِيدَاً مِّنْك لِتُفِيدَنِي فِيه، قَال: سَلْ عَمَّا بَدَا لَك وَعَمَّا شِئْت، فَقُلْت: مَا تَقُول يَا سَيِّدي فِي صَوْمِه؟ – في صوم عاشوراء الَّتي يتحدَّث عنها الشَّيخ الوائلي من أنَّ صيامه كصيام باقي الأيَّام صيامٌ مستحبّ يُؤجَر الإنسان عليه، إلَّا إذا كان يصوم فرحاً بمصاب أهل البيت أو شماتةً، ولكن إذا صامهُ بعنوان الصيام المطلق فالإنسان يُثاب ويُؤجَر عليه، الواضح من الرِّوايات وبشكلٍ صريح المنع والمنع الشَّديد من صيام يوم عاشوراء، يستحبُّ الإِمساك إلى وقتِ الزَّوال، وما بعد الزَّوال، ما بعد صلاة العصرين، ما بعد صلاة الظهرين، يتناولُ الإنسان شيئاً من تُراب الحُسين ويقطعُ إمساكَهُ، ولا توجد أيَّةُ نيَّةٍ للصيام، لم تُشرَّع، هذا الكلام الَّذي يذكره الوائلي هذا هُراءٌ من القول، وجهلٌ بفقهِ آلِ مُحَمَّد، الإمام يقول لعبد الله ابن سنان:- سَلْ عَمَّا بَدَا لَك وَعَمَّا شِئْت، فَقُلْت: مَا تَقُول يَا سَيِّدي فِي صَوْمِه؟ قَالُ: صُمْه مِنْ غَيرِ تَبْيِيت – يعني من غير نيَّة، فهل يصحّ الصوم ويُطلَق عليه هذا المصطلح (الصوم) من دون نيَّة؟! لابُدَّ أن تكون النيّة مُسبَقة من قبل طلوع الفجر – قَالُ: صُمْهُ مِنْ غَيرِ تَبْيِيت وَأَفْطِره مِنْ غَيِر تَشْمِيت وَلَا تَجْعَلهُ يَومَاً كَامِلاً – إذاً ما هو بصيام، هو إمساك – وَلْيَكُن إِفْطَارُك بَعْدَ العَصْرِ بِسَاعَة – بعد العصر بساعة؛ يعني بعد الزَّوال، فوقت العصر هو وقت صلاة العصر، ووقت صلاة العصر بعد الزوال – وَلْيَكُن إِفْطَارُك بَعْدَ العَصْرِ بِسَاعَة وَلَو بِشُرْبَةٍ مِن مَاء فَإِنَّ فِي ذَلِك الوَقْت مِنْ ذَلِكَ اليَوْم تَجَلَّت الهَيْجَاء عَنْ آلِ الرَّسُول عَلَيهِ وَعَلَيهِم السَّلَام واَنْكَشَفَت الْمَلْحَمَةُ عَنْهُم وفِي الأَرْضِ مِّنْهُم ثَلَاثُون صَرِيعَاً يَعِزُّ عَلَى رَسُولِ الله صَلَّى اللهُ عليهِ وآلِه مَصْرَعَهُم، قَال: ثُمَّ بَكَى بُكَاءاً شَدِيداً حَتَّى اَخْضَلَّت لِحيَتهُ بِالدُّمُوع – إلى آخر الرِّواية، هذا هو منطقُ أهل بيت العصمة صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين. الصوم في عاشوراء ممنوع، أمَّا هذا الرجل فهو يُعلِّمكم بدعةَ الأمويين، هذه بدعة النَّواصب، سيرةُ أهل البيت في يوم عاشوراء الإمساك عن الطعام والشراب إلى ما بعد الزَّوال بفترةٍ زمنية، وكلمة ساعة لا تعني ستين دقيقة وإنَّما هي مقدار من الوقت، الآن صار الزوال صلّيت الظهر، بعد الظهر صلّيت العصر، بعد العصر بمقدار قليل من الوقت حتَّى لو كان في زماننا بمقدار عشرين دقيقة وربَّما أقل ولكن بمقدار عشرين دقيقة أو أكثر بقليل يمكن أنْ يُطلَق عليه ساعة، فإنَّ الساعة هنا ما هي بستين دقيقة وإنَّما هي الساعة الَّتي يُتعارَفُ عليها في لسان العرب، فيُقال بأنَّ فُلاناً صبر ساعة، مقدار من الوقت قد يُشكِّلُ جُزءاً مُهمَّاً من الساعة، كمقدار الثُّلث أو مقدار النِّصف، أكثر أقلّ هذه القضيَّة قضيَّة عُرفيّة، لأنَّ المقادير يكون الرُّجوع فيها إلى العُرف، المقادير مسائل عُرفيّة، فليس التحديد هنا بتحديد رياضي أو بتحديد فلكي. منطقُ الوائلي هذا هو منطقٌ أمويٌّ صِرف، صحيح هو قال بأنَّ الصائم يصوم ولكن لا أنْ يكون فَرِحاً بالَّذي جرى على أهل البيت أو أنْ يكون شامتاً، هذا المنطق الَّذي تحدَّث بهِ لا يحملُ ذوقَ آل مُحَمَّد صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين، وتلاحظون هذا الكلام أَصلهُ وفرعهُ هو من خلالِ المصادر المخالِفة لأهل البيت والَّتي يعبُّ منها. نذهب إلى الوثيقة الثانية والثمانين: [﴿بِسم الله الرَّحمَن الرَّحِيْم وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ﴾ يقولون انتوا عمّن جايين تقاتلون؟ تقاتلون عن مُحَمَّد الدم واللحم؟ لو تقاتلون عن محمَّد الفكرة، عن مُحَمَّد النبوة، وعن مُحَمَّد الموقف؟ انتوا جايين تقاتلون عن مبدأ، ما جايين تقاتلون عن شخص، مو معنى أنه إذا مات النبي بطّلتوا عن دينكم أو بطّلتوا عن عقائدكم، ولا معناه إذا انقتل النبي يكون أن تبطل الرسالة]. هذا الكلام على نفس النَّغمة الَّتي تحدَّث عنها قبل قليل في الوثيقة المرقمة 78. رجاءاً أعيدوا بثَّ الوثيقة 78: [في واقع الأمر احنا عندما نحتفل بعاشوراء ما جايين نجي نبكي على الحسين بأنَّه دمٌ ولحم سال الدم على الأرض وتقطع اللحم، لا يومياً من أبناء رسول الله دمٌ ولحم يسيل ويتقطع على أيدي أمثال يزيد، نعم في كل يوم، نحن لا نتمسّك بدمٍ أريق ولا بلحمٍ قُطِع، أبداً]. مرّة أُخرى أيضاً رجاءاً الوثيقة الثَّانية والثمانون أعيدوا بثها: [﴿بِسم الله الرَّحمَن الرَّحِيْم وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ﴾ يقولون انتوا عمن جايين تقاتلون؟ تقاتلون عن مُحَمَّد الدم واللحم لو تقاتلون عن محمَّد الفكرة عن مُحَمَّد النبوة، عن مُحَمَّد الموقف، انتوا جايين تقاتلون عن مبدأ، ما جايين تقاتلون عن شخص، مو معنى أنه إذا مات النبي بطلتوا عن دينكم أو بطلتوا عن عقائدكم، ولا معناه إذا انقتل النبي يكون أن تبطل الرسالة]. أعود بكم مرَّة أخرى إلى حديث الكساء الشريف ماذا قال رسول الله صلَّى الله عليه آله؟ (اللَّهُمَّ إِنَّ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخَاصَّتِي وَحَامَّتِي لَحْمُهُم لَحْمِي وَدَمُهُم دَمِي – جعل لحمه ودمه أساساً – لَحْمُهُم لَحْمِي وَدَمُهُم دَمِي يُؤْلِمُنِي مَا يُؤْلِمُهُم وَيُحْزِنُنِي مَا يُحْزِنُهُم أَنَا حَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَهُم وَسِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَهُم)، ربط القضيَّة بلحمهِ ودمه حين قال: (حُسَينٌ مِّنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَين)، وحين قال: (عَلِيٌّ مِّنِّي بِمَنْزِلَة رَأسِي مِنْ جَسَدِي)، وحين قال: (عَلِيٌّ جِلْدَةُ مَا بَيْنَ عَيْنَي)، وحين قال: (فَاطِمَة رُوْحِي الَّتِي بَيْنَ جَنْبَي)، حين عبَّر عنها بأنَّها مُهجتهُ وبهجةُ قلبهِ … هذهِ المضامين تتحدَّثُ عن أيِّ شيءٍ؟ لماذا يتَّجهُ الشَّيخ الوائلي بهذا الاتِّجاه الوهابيّ؟! هذا اتِّجاه وهابيّ، هذا الذَّوق ذوق وهابيّ، من أين نشأ الذوق الوهابيّ عند الشَّيخ الوائلي؟ نشأ بسببِ تأثُّره بالفكر القُطبيّ، الفكر القطبيّ يُركِّز على الرِّسالة لا على الرَّسول، وهذا المنهجُ هو منهج السيِّد مُحَمَّد باقر الصَّدر، وهو منهجُ حزب الدعوة، وهو منهجُ محَمَّد حسين فضلُ الله، وهو منهج منظمة العمل الإسلامي في العراق، منهجُ المنظمات والأحزاب الشِّيعيَّة السياسية في المنطقة العربية، منهجُ السياسيين الشِّيعة بشكل عام، التركيز على الرِّسالة دون الرسول، التركيز على النصوص وعلى المصطلحات والشِّعارات دون الحقائق الموجودة على أرض الواقع والمتمثِّلة بمُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد، وهذا هو المنهجُ الأشعريُّ في أصله. منطقُ آل مُحَمَّد يقول: إنَّ أصل الدين رجل وهو الإمام المعصوم. ومنطق الأشاعرة منطق النواصب يقولون: إنَّ الدين في أصلهِ عبارة عن مصطلحات: توحيد، نبوّة، معاد! فأخذها الشِّيعة واضافوا أصلاً جاءوا به من المعتزلة هو العدل فَأضافوا الإمامةَ مصطلحاً آخر وعرَّفوها، بالمناسبة، بتعريف الشَّافعيَّة للإمامة، وسنتحدّث عن هذه القضيَّة في الحلقات القادمة، تعريفُ الإمامة في كُتُب العقائد الشِّيعيَّة هو تعريفُ الإمامةِ عند الشَّافعية، وما هو بتعريفِ الإمامةِ عند آلِ مُحَمَّد، هذا المنطق هو نفسهُ. أمير المؤمنين صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه حين ركض المهاجرون والأنصار إلى سقيفةِ بني ساعدة وفعلوا ما فعلوا في تهديم الإسلام وفي تحطيم الإيمان وفي تحريف القُرآن، وفعلوا ما فعلوا في سقيفةِ بني ساعدة، أميرُ المؤمنين ماذا كان يفعل؟ كان مُهتمّاً بلحم رسول الله، بجسد رسول الله، ما التفت إلى أيِّ شيءٍ آخر، كان مشغولاً بجسدِ رسول الله، بلحمِ رسول الله، وحين قال النَّبيُّ الأعظم لأمير المؤمنين: (يَا عَليّ عَنْ قَرَيِبْ يَنْهَدُّ رُكْنَاك): o الرُّكن الأول: رسول الله حين غاب بلحمه ودمه. o والركن الثَّاني: فاطمة حين غابت بشخصها. هذا المنطق هو منطقُ آلِ مُحَمَّد، أمَّا هذا الَّذي يهذي بهِ الشَّيخ الوائلي لا علاقةَ لهُ بعمقِ فكرِ منهجِ الكتاب والعِترة، هذه هي مدرسة الوائلي المدرسة البتراء الَّتي تُصرُّ المرجعيَّة الشِّيعية على فَرضِها وإنْ كانت هي مفروضة من قبل، والشِّيعةُ يُطربهم ذلك ويرقصونَ لذلك!! على نفس هذه النَّغمة نستمع إلى الوثيقة المرقمة برقم 83: [﴿بسم الله الرحمن الرحيم، وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُواْ وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾، الآية أجواءُها اللي ينصّون عليها المفسرين أنَّها نزلت لتسلية النَّبي صلَّى الله عليه وآله، لأنَّ النَّبي شاف أكو اختلاف عند اصحابه فيما بينهم في حياته فتألّم، ليش هالاختلاف؟ المفروض أنا بين أظهركم، وربكم واحد، كتابكم واحد، قبلتكم واحدة، ليش هالاختلاف؟ تأثّر رسول الله صلَّى الله عليه وآله، تألّم لأنَّهُ تفاجأ بما لم يكن يتوقّع، هو ما يتوقّع أن يكون أكو اختلاف، المفاجأة سبّبت له لون من الشعور بالأسف، بالألم، فالآية الكريمة نزلت تسلّيه]. بالله عليكم هذا منطق يقال عن رسول الله صلَّى اللهُ عليه وآله، هذا التفسير جاء به من كُتُب النواصب، لا أثرَ لهُ عند أهل البيت، وبغضِّ النَّظرِ عن المصادر الَّتي اعتمد عليها، هذا منطق؟ هكذا يُقال عن رسول الله صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم أنَّهُ تفاجأ بالاختلاف بين أصحابه؟ تفاجأ بأمرٍ لم يكن يتوقَّعهُ؟ بعيداً عن إحاطة رسول الله العلميّة وبعيداً عن مقاماتهِ الغيبيّة، رسول الله كان قائداً مميَّزاً، بعيداً عن النُبُوَّة والعصمة والجانب الغيبيّ، كان قائداً مميَّزاً يمتلك ثقافةً واسعةً في عصرهِ، كان مُدبِّراً وحكيماً، هذهِ الأوصاف لو اجتمعت في شخص ألا يمتلك الخبرة عن تأريخ الأُمم السَّابقة، غريبٌ هذا الكلام! النَّبيُّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم أليس هو الَّذي أخبر من أنَّ الأُمَّة ستفترق على 73 فرقة، كما افترقت أُمَّة موسى على 71 فرقة، على أحدى وسبعين فرقة، وأُمَّة عيسى افترقت على اثنتين وسبعين فرقة، وهذه الأُمَّة تفترق على ثلاثة وسبعين فرقة، أحاديث الفرقة النّاجية، أليس النَّبي صلَّى الله عليه وآله هو الَّذي أخبر من أنَّهُ يجري في هذه الأُمَّة ما جرى في الأُمم السَّابقة حذوَ النَّعلِ بالنعلِ وحذو القذّة بالقذّة، باعاً بباع وذِراعاً بذراع ولو أنَّهم دخلوا جُحر ضبٍّ لدخلتم فيه. يا جماعة ما هذا المنطق؟! لماذا تُدافعون عن هذا المنطق الأعوج؟ رسول الله لم تكن عنده الخبرة بحيث يستطيع أن يُشخِّص واقعَ أصحابه، فحينما اختلفوا تفاجأ بأمرٍ لم يكن يتوقَّعهُ، هذا الكلام منطقي يُقال عَن رسول الله صلَّى اللهُ عليه وآله؟ حديثُ الشَّيخ الوائلي في كُلّ مجالسه هو على هذا المستوى، هذا هو المنطق الأبتر، وهو قد تحدَّث عن عليٍّ في الوثائق المتقدِّمة بأنّه لم يكن يُميِّز بين الأولويّات، فاختلط عليه الحال في تنظيم الوقت بين النوم والعبادة! وحينما سمع رسول الله يتحدَّث عن أهوال يوم القيامة فكان تفكيره ذلك التفكير الساذج مع بلال وعثمان ابن مضعون، هذه هي المعاني الَّتي تحدَّث عنها عن عليٍّ، وعن الحُسين وهو يقاتل تحت راية يزيد! أيُّ سذاجةٍ هذه عند الحُسين؟! أم إنَّه ذكاءٌ، أراد أنْ يكتشف أسرار يزيد الَّتي كانت خافيةً على الحُسين! ماذا تقولون أنتم؟ هذا هو المنهج الأبتر، وهذه هي المدرسة البتراء تتجلَّى لكم بشكلٍ واضحٍ وصريح. فنحنُ لا نُقاتل عن مُحَمَّدٍ اللحم والدم نقاتل عن مُحَمَّدٍ المضمون! ولا نزور مُحَمَّداً التراب نزور الذكريات! ومُحَمَّدٌ يتفاجأ بخلاف أصحابهِ لأنَّه لم يكن يتوقّع ذلك! أيُّ مُحَمَّدٍ هذا؟! مُحَمَّدٌ هذا الَّذي يتحدَّثُ عنه الوائلي ما هو بِمُحَمَّدٍ الَّذي أعتقدُ بهِ أنا، لا شأنَ لي بكم، هذا هو شخصٌ سمُّوه ما تريدون، تُلاحظون لا حُسين الَّذي يتحدَّث عنه هو حسين ولا مُحَمَّد الَّذي يتحدَّث عنه هو مُحَمَّد، ولا صاحب الزمان الَّذي يتحدَّث عنه هو صاحب الزَّمان، إنَّهُ يتحدَّث عن أشخاصٍ آخرين، هذه هي المدرسة البتراء، إلى أين تذهبون يا شيعةَ أهلِ البيت؟! أيضاً نشاهد هذا الفيديو لشيخنا الوائلي الوثيقة المرقمة برقم 84: [زين هسَّه قد يقول لي واحد ليش إذاً هذا إذا كانت الأُميَّة نقص اشلون الله عز وجل يبعث نبي أمّي، ليش؟ لا، أميَّة النَّبي كمال مو نقص، تنبّه شويّه، تنبّهي لي زين، اشلون أميَّة النَّبي كمال؟ أميَّةُ النَّبي شستوجبت؟ استوجبت أن تسد الشكوك على النَّاس في أنَّ النَّبي جاء بالقُرآن من عنده، سدت الشكوك، والله عوضه عن يا طريق؟ إذا كانت النَّاس تأخذ العلم عن طريق الحرف النَّبي أخذه عن طريق الإلهام، عن طريق العطاء، سنُقرؤك فلا تنسى، تنبّهلي زين، راح نقرؤوك وما تنسى، سنعلِّمك، نعلمك عن طريق التلقين ما تحتاج إلى كتابة، وبالفعل وسع رسول الله الدنيا علماً، صلّوا عليه، فإذاً في واقع الأمر إذا كانت الأميَّة عند البعض نقص فهي عند الرسول كمال لأنَّها أغلقت أبواب الشكوك والظنون بوجه من يتصور أنَّ النَّبيَ جاء بالقُرآن من عنده، أبداً، والله عزَّ وجلّ فتح له باب العلم من أبواب أخرى، من طريق الإلهام ومن طريق المعرفة، ومن طريق العطاء فكانت مدرسة رسول الله صلَّى الله عليه وآله تسع الدنيا]. ذوقٌ ناصبيٌّ مئة في المئة! الغريب ألا تلاحظون دائماً في فيديوات الشَّيخ الوائلي هُناك يافطة قريبة من المنبر يبدو أنَّ آيةً من القُرآن كُتِبت فيها، تحت الآية دائماً يُكتَب (صدق الله العظيم)، شِعارٌ سُنِّي، يبدو أنَّ الأجواء الَّتي يعيشها الشَّيخ الوائلي وتأثيراتهُ في الحسينيات، في المجالس الَّتي يحضرها هي على نفس هذا الذَّوق المخالف لأهل البيت، (صدق اللهُ العلي العظيم) شعارٌ شيعي معروف، (صدق الله العظيم) شعار سنِّي في الوسط القُرآني، في أكثر الأحايين حين أُشاهد الفيديوات للشيخ الوائلي الآية القُرآنية المكتوبة قريباً من منبرهِ مختومة بالشعار السُني، صدق الله العظيم، التفتوا إلى ذلك، وشبيه الشيء منجذبٌ إليه، هذا المنطق منطق أعوج وهذا تلبيس شيطاني، صحيحٌ أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله لم يمارس أمام أعين النَّاس القراءة والكتابة في فترةٍ زمانيةٍ معيّنة، إلى أنْ زال هذا الشك من النَّاس في قضيَّة أنَّ النَّبيَّ هو الَّذي يكتب القُرآن وأنَّهُ قرأ الكُتُب السَّابقة واستخرج هذهِ المضامين منها، إلى أنْ زال هذا الشَّكَّ فظهرَ بين النَّاس النَّبيُّ صلى الله عليه وآله قارئاً وكاتباً، كيف نتوقَّع أنَّ سيِّد الأنبياء والمرسلين لا يقرأ ولا يكتب؟ كيف يمكن أن يكون ذلك؟! هذا التصوّر من أنَّ علم النَّبي هو من طريق الإلهام هذه تصوّرات المخالفين، رسول الله حقيقةٌ علميّةٌ لا يحتاج إلى الإلهام، هو حقيقةٌ علميّة، علم الله تجلّى في رسول الله: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُك مِنْ عِلْمِكَ بِأَنْفَذِهِ – هذه المرتبة العالية ليست في العلم الإلهيّ، ففي العلم الإلهيّ لا توجد مراتب، العلم الإلهي ليس مركبَّاً من مراتب ولكن تجليَّات العلم الإلهي فيها مراتب، وهذا هو التجلّي الأعلى – اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُك مِنْ عِلْمِكَ بِأَنْفَذِهِ)، هذا العلم الأنفذ أين؟ إنَّهُ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وآله وسلَّم، رسول الله حقيقةٌ علميّة، رسولُ الله لا يحتاجُ إلى الوحي، ولا يحتاجُ إلى الإِلهام، ولا يحتاجُ إلى التعليم، إمامنا السَّجاد يُخاطب العقيلة ماذا يقول لها؟ (يَا عَمَّة أَنْتِ بِحَمْدِ الله عَالِمَةٌ غَيرُ مُعَلَّمَة – من دون تعليم – وَفَهِمَةٌ غَيْر مُفَهَّمَة – من دون تفهيم، زينب عالمة من دون تعليم، يعني من دون إلهام، يعني من دون وحي، زينب عالمة فماذا نقول عن رسول الله؟! ما هذا الهراء؟! هذه كلمة الإمام السَّجاد واضحة – يَا عَمَّة أَنْتِ بِحَمْدِ الله عَالِمَةٌ غَيرُ مُعَلَّمَة)، سيقول القائلون غير مُعلَّمة بتعليمٍ بشريّ، هذا هُراءٌ أيضاً من هرائكم، أنا هنا لست بصددِ البحث في هذه القضيَّة، وإلَّا هذه المسالة أيضاً لو عرضناها على الكتاب والرِّوايات، حينها تتجلَّى الحقائق. نذهب إلى الوثيقة الخامسة والثَّمانين: [﴿بسم الله الرحمن الرحيم، هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾، في هذه الآية الكريمة مجموعة من الأبحاث أعرض لها إن شاء الله على التوالي، البحث الأول قوله تبارك وتعالى: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ﴾، المفسرين إلهم في كلمة الأميين أراء، ما المقصود من الأميين الوارد ذكرها، يعني هذه اللفظة ما المقصود منها في هذه الآية الكريمة؟ بعض المفسرين يقول إنَّها نسبة إلى أمِّ القرى، ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ﴾ يعني رسول من أهل مكّة باعتبار مكة أمّ القرى وبعث إلهم رسول منهم، الواقع هذا الوجه مو وجيه، لماذا؟ لأنَّهُ المفروض أنَّ رسالة النَّبي وبعثة النَّبي إلى النَّاس كافة ومو مقصورة على مكة]. الآية الَّتي ذكرها هي الآيةُ الثَّانية من سورة الجُمعة، وتحدَّث في معنى الأميين، فقال هناك من المفسِّرين من يقول: إنَّ المراد من الأُميين أنَّهم ينتسبون إلى أمِّ القُرى، وقال: هذا الكلام ليس بوجيه، لأنَّ النَّبي قد بُعث إلى كافَّة النَّاس، هو يستمر في حديثهِ ليصل إلى نفس النتيجة الَّتي أشار إليها قبل قليل في الوثيقة السَّابقة، من أنَّ النَّبي أميٌّ لا يُحسن القراءة والكتابة، وهذا واضح من بداية تفسيرهِ للآية، ولكنَّني أقفُ عند هذه النُّقطة، فهو قال: بعض المفسرين ذكروا أنَّ المراد من الأميين هم المنتسبون إلى أمِّ القرى، وقال: هذا الكلام ما هو بوجيه، مَن هم هؤلاء المفسِّرون؟ إنَّهم أهل البيت، لكن هو لا يعلم، هو يقرأ في كتب المخالفين، أهل البيت هم الَّذين فسَّروا الآية بهذا التفسير وسآتي على ذكر ما قالهُ أهل البيت صلواتُ اللهِ عليهم. ولكن لنستمع إلى الوثيقة السادسة والثمانين: [يعني بدل أن يأخذ العلم عن طريق القراءة والكتابة يأخذهُ عن طريق الإيحاء، عن طريق المشافهة يهبط عليه الملك فيُشافههُ مشافهةً، إذاً ما كو إشكال أنْ يكون أُمّي، زين الحكمة من كونه أمِّي شنو؟ الحكمة من كونه أمِّي حتَّى لا يتسرب الشك إلى القُرآن لا يقولون أنَّ القُرآن هو اللي جابه، هو اللي اخترعه، لما كان لا يعرف يقرأ ولا يعرف يكتب طبعاً هذا راح يكون أبعد عن الشبهة، هاه، حتَّى إذا ما خطَّ الكتاب بيمينه على حد تعبير القُرآن حتَّى لا يرتاب المبطلون، زين، بناءً على هذا احنا نلاحظ الآن مع أنَّ النَّبيّ ما كان يقرأ وما كان يكتب، إلى الآن أكو كتَّاب واكو مستشرقين هذولا إذا مروا بالقُرآن يقولون القُرآن جاء بهِ مُحَمَّد مو من الله ]. صار الكلام واضحاً، أقرأُ لكم ما ذكره السيِّد هاشم البحراني في المجلَّد الثامن بحسب هذه الطبعة، منشورات مؤسَّسة الأعلمي للمطبوعات، هذا المجلَّد الثَّامن من تفسير البرهان للسيِّد هاشم البحراني، الطبعة الأولى 1999، صفحة 7، والرِّواية ينقلها السيِّد هاشم البحراني من كتاب: (علل الشرائع) للشَّيخ الصَّدوق، عن فلان وفلان:- عن أبي جعفرٍ عن إمامنا الباقر قَال: قُلْتُ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ – عن فلان وفلان أسماء مذكورة عن علي ابن حسان وعلي ابن أسباط إلى آخر السَّند – عَنْ أَبي جَعْفَر عَلَيهِ السَّلام قَال: قُلْتُ لَهُ: إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُون أنَّ رَسُولَ الله لَم يَكْتُب وَلَا يَقْرَأ – السائل يسأل الإمام الباقر – إِنَّ النَّاسَ يَزْعُمُون أنَّ رَسُولَ الله لَم يَكْتُب وَلَا يَقْرَأ – فماذا قال الإمامُ الباقر؟ – فَقَال: كَذَبوا لَعَنَهُم الله – ماذا تعتقدون أنتم ؟ كعقيدة الوائلي؟ الوائلي بشهادة الإمام الباقر، حينما أقول الوائلي يكذب فأنا أستند إلى مثل هذه الرِّوايات، أنا ما عندي مشكلة مع شخص الوائلي، لكنَّني أستند إلى مثلِ هذهِ الرِّوايات، الرجل جاهل لا يعرف حديث أهل البيت – فَقَال: كَذَبوا لَعَنَهُم الله، أَنّى يَكُونُ ذَلِك وَقَد قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ – يأتي بنفس الآية الَّتي جاء بها الآية الثَّانية من سورة الجمعة – وَقَد قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ – نفس الآية، الآية الثانية من سورة الجمعة، لاحظوا نَقْضَ بيعة الغدير، دائماً هذه الحالة موجودة عند الشَّيخ الوائلي في كُلّ مجلس، الشَّيخ الوائلي من عادتهِ في كُلِّ مجلس يأتي بآيةٍ من القُرآن، في كُلِّ مجلس هو ينقضُ بيعة الغدير، لأنَّهُ يأخذ التفسير من غير أهل البيت وأنتم كذلك في كُلّ مجلسٍ تحضرون عند الشَّيخ الوائلي، تستمعون للشَّيخ الوائلي، فأنتم تنقضون بيعة الغدير لأنَّكم تعتقدون بصحّة كلامه فتأخذون تفسير القُرآن من غير عليٍّ، يا نَقَضَة بيعةِ الغدير، يا من تُسمُّون أنفسكم بالشِّيعة. الإمام هكذا يقول:- كَذَبوا لَعَنَهُم الله، أَنّى يَكُونُ ذَلِك وَقَد قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾ – ثُمَّ يقول الإمام:- فَكَيفَ يُعَلِّمُهُم الكِتَابَ وَالحِكْمَة وَلَيسَ يُحْسِنُ أنْ يَقْرأ وَيَكْتُب؟ – القضيَّة واضحة جدَّاً ولا تحتاج إلى ذكاءٍ كبير، اقرأوا الآية، سؤال الإمام:- فَكَيفَ يُعَلِّمُهُم الكِتَابَ وَالحِكْمَة وَلَيسَ يُحْسِن أنْ يَقْرأ وَيَكْتُب؟ قَال: قُلتُ: فَلِمَ سُمِّي النَّبيُّ الأُمِّي؟ قَالَ: نُسِبَ إِلَى مَكَّة وَذَلِك قَولُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا﴾، وَأُمُّ القُرْى مَكَّة فَقِيلَ أُمِّيٌّ لِذَلِك – هو الَّذي بعث في الأميّين أي في أهل مكَّة، هذا القول الَّذي قال عنه بأنَّه ليس وجيهاً هذا تكذيبٌ ولعنٌ من الإمام الباقر. رواية ثانية: أيضاً ينقلها السيِّد هاشم البحراني عن علل الشَّرائع للشَّيخ الصدوق، عن فلان عن فلان عن جعفر ابن مُحَمَّدٍ الصُّوفي: – قَال: سَأَلتُ أَبَا جَعَفر مُحَمَّد اِبْن عَلِيٍّ الرِّضَا – السؤال موجّه للإمام الجواد، السؤال السابق كان موجّهاً للإمام الباقر، فقال: إنَّ الَّذين يقولون إنَّهُ أُمِّي لا يقرأ ولا يكتب كما يقول الوائلي قال: (كَذَبوا لَعَنَهُم الله)، الآن السؤال موجّه إلى الإمام الجواد:- سَأَلتُ أَبَا جَعَفر مُحَمَّد اِبْن عَلِيٍّ الرِّضَا، فَقُلتُ يَا اَبْنَ رَسُولِ الله: لِمَ سُمِّي النَّبيُّ الأُمِّي؟ فَقَال: مَا يَقُولُ النَّاس؟ قُلْتُ: يَزعمُون أَنَّه إِنَّما سُمَّي الأُمِّي لِأَنَّهُ لَم يُحْسِن أنْ يَكْتُب، فَقَال – الإِمامُ الجَواد – كَذَبُوا عَلَيهِم لَعْنَةُ الله – الإمام الباقر ماذا قال؟ قال: (كذبوا لعنهم الله) كذبوا لعنهم الله، الإمام الجواد هنا يؤكِّد الكلام أكثر فقد قدَّم الجار والمجرور للتخصيص ماذا قال؟ قال: (كَذَبُوا عَلَيهِم لَعْنَةُ الله)، هنا تقديم الجار والمجرور لأيِّ غايةٍ؟ لغاية التخصيص ولتأكيد المعنى. كَذَبُوا عَلَيهِم لَعْنَةُ الله، أنَّى ذَلِك والله يَقُول فِي مُحْكَمِ كِتَابِه – وجاء بنفس الآية الَّتي ذكرها الوائلي:- ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ﴾ فَكَيفَ كَانَ يُعَلِّمُهُم مَا لَمْ يُحْسِن؟ – كيف يعلمهم الكتاب والحكمة وهو لا يحسن الكتابة ولا يحسن القراءة – فَكَيفَ كَانَ يُعَلِّمُهُم مَا لَمْ يُحْسِن؟ وَاللهِ – الإمام الجواد يقول:- واللهِ لَقَد كَانَ رَسُولَ الله يَقْرَأ وَيَكْتُب بإثْنَين أو قَالَ بِثَلَاثَة – بحسب الرَّاوي – بِثَلَاثَةٍ وَسَبْعِين لِسَاناً، وَإِنَّما سُمِّي الأُمِّي لِأَنَّهُ كَانَ مِنْ أَهْلِ مَكَّة، وَمَكَّة مِن أَمَّهَاتِ القُرَى وَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا﴾ – هذا هو منطقُ أهل البيت، هذا هو حديث الباقر، هذا هو حديث الجواد، وأنتم باتِّباعكم للوائلي تنالون اللَّعن والتكذيب من أَئِمَّتكم، هذا إمامكم الباقر يكذِّبكم ويصفكم بأنَّكم كذَّابون وأنتم كذَّابون فعلاً، كذّابون لأنَّكم تكذِّبون أهل البيت وتصدّقون الوائلي، هذا إمامكم الباقر، هذا ما هو قولي: (كَذَبُوا لَعَنَهُم الله) أنتم ، والإمام الجواد أيضاً يقول: (كَذَبُوا عَلَيهِم لَعْنَةُ الله). الرِّواية أيضاً في صفحة 8، الحديث رقم 8، والحديث هنا منقولٌ عن بصائر الدرجات بسنده – عن عبد الرَّحمن ابن الحجاج، قال: قال أبو عبد الله – الحديث عن الإمام الصَّادق – إِنَّ النَّبِيَّ كَانَ يَقْرَأ وَيَكْتُب وَيَقْرَأ مَا لَم يُكْتَب – حتَّى الَّذي لم يكتب هو يقرأُه، [هذا مو أنتم اللي تقولون عن أنفسكم في العراق بأنَّ الشعب العراقي يقرا الممحي، والله لا تقرون الممحي ولا حتَّى ما تعرفون تقرون المكتوب]، ولا تفهمون المكتوب أيضاً، النَّبي هذا الَّذي يقرأ الممحي، كما يقول إمامنا الصَّادق، النَّبيُّ يقرأُ ما هو مكتوب ويقرأ ما هو ليس بمكتوب، ويقرأُ بكلِّ اللغات، بكلِّ لغات الأرض، وبكُلِّ لُغات السَّماء، فلأهلِ السَّماءِ لغات ولغات، أعدادُ الكائنات والمخلوقات في السموات أكثر وأكثر بمليارات المرات ممَّا هو في هذا الكوكب الصغير المسمَّى بالأرض، النَّبيُّ يقرأ ويكتب بكلِّ هذه اللغات، وحجرٌ بشدق الوائلي وبأشداقكم أنْ تقولوا عن رسول الله صلَّى اللهُ عليه وآله إنَّهُ لا يعرفُ القراءة والكتابة، أنتم جنابكم تعرفون القراءة والكتابة ومُحَمَّدٌ، مُحَمَّدٌ المصطفى لا يعرف القراءة والكتابة؟! ما هذا الغباء وهذا الثَّول..؟! اعتقد أنّه بعد هذه الحزمة من الوثائق الَّتي عرضتُها بين أيديكم اتّضحت معالم العنوان العقائدي الَّذي ذكرتُه: مُحَمَّدٌ وآل مُحَمَّد في مدرسة الوائلي، سأنتقل بكم الآن إلى عنوانٍ جديد، العنوان الجديد قناعات الوائلي! هي قناعات مبنية على فكرٍ ناصبي وعلى جهلٍ مركّب وعدم معرفة منهج الكتاب والعترة وتخبُّط واضح، مجموعة من الشواهد والوثائق الَّتي تخبركم عن طائفةٍ من قناعات الوائلي الَّتي تُشكُّل ركائز مهمَّة في هذهِ المدرسة، في مدرسة الوائلي البتراء. نذهب إلى الوثيقة السَّابعة الثمانين: [الأرض يعني هاي الأرض التراب، غير الأرض المستحيلة، فإذاً السجود عليها يصح هاي من ناحية، بعدين هناك من المذاهب الإسلامية من يجوّز السجود على عذرة، نعم، وإذا أحببت ارجع الى المنخول للأمام الغزالي وأنظر إلى صلاة بعض المذاهب الإسلامية كيف يذكروها، واحنا ما عدنا حساسية، لهذا نقول الرجل تبع دليل، هسه هذا الدليل ناهض أو غير ناهض ويحمل عليه الغزالي حملة عجيبة شديدة إرجع إلى كتاب المنخول وإلى كتاب المستصفى مثلاً أو إلى كتاب المنخول ارجع إله لترى، زين، مع ذلك ما عدنا احنا حسَّاسية أزاء هذا، الأحكام تتبع الأسماء] غريبٌ هذا الكلام يعني الشَّيخ الوائلي عمَّن يتحدّث يقول ماعندنا نحنُ حسَّاسية، ولكن صحيحٌ هو ناطقٌ رسمي باسم الشِّيعة، الشِّيعةُ ارتضته ناطقاً رسمياً، هو يتحدَّث باسمكم، ويتحدَّث باسم المرجعيَّة الَّتي جعلته ناطقاً رسمياً باسمها، يقول نحنُ ما عندنا حساسية من أي شيءٍ من السجود على العذرة، ربما البعض من المشاهدين لا يعرف معنى العذرة، العذرة يعني الخرء، يعني الغائط، فالشَّيخ الوائلي جزاه الله خيراً رجل منفتح، رجل صاحب أفق واسع، وهو يتحدَّث باسمكم، أنا لست منكم ولا شأنَ لي بكم، هو لا يتحدَّت باسمي، لأنَّهُ لا يشرّفني أن يتحدَّث باسمي، حتَّى لو قلتم لي ومَن أنت؟ وأنا أقول ومن أنا؟ لا قيمة لي، لكن أنا الّذي لا قيمة لي لا يشرّفني هذا الرجل الأبتر أن يتحدَّث باسمي، هو يتحدَّث باسمكم أنتم، أنتم الشِّيعة الَّذين ينطق هذا الرجل باسمكم، يقول: ما عنده حساسية من السجود على الغائط، جيِّد، ممتاز، هو لم يُشِر إلى أبي حنيفة، هذا الرأي هو رأي أبي حنيفة، أبو حنيفة يجوِّز السجود على العذرة ولكن [ها بشرط، العذرة اليابسة ليس الرطبة، يعني الواحد يحچيها لله]، الاشتراط: لابُدَّ أن يكون هذا الخرء يابساً حتَّى يجوّز السجود عليه، وصلاة القفَّال المروَزي معروفة ومشهورة، تلك الَّتي صلَّاها بمحضر محمود ابن سبكتكين مذكورة في الكتب، والشَّيخ الوائلي هنا ينتقد الغزَّالي كيف أنَّهُ ينتقد أبا حنيفة في هذه القضيَّة، هو ما ذكر اسم أبي حنيفة، وقال: نحنُ ما عندنا حسَّاسية، والله حرية، هم يعيبون علينا أن نسجد على تربة الحُسين، ولكن من حقِّهم إذا كان الشِّيعة هم أنفسهم يخفونَ كرامة تربة الحُسين، والرموز الشِّيعيَّة أمثال الوائلي ومرتضى العسكري يدوسون تربة الحُسين بأحذيتهم، إذا كان هذا الأمر يجري من حقّهم، لكن نحنُ ما عندنا حسَّاسية بحسب الوائلي الناطق باسمكم وليس باسمي، بحسب الوائلي الناطق باسمكم أيُّها الشِّيعة، أنتم تسمّون أنفسكم شيعة وهذا ناطق رسمي باسمكم، لا توجد حسَّاسية من السجود على العذرة اليابسة! والله ممتاز، يعني أنت تسجد على تربة الحُسين و(أنفسنا) بجنبك، واحد من (أنفسنا) [جايب له فد عذرة زينة مرتّبة ويسجد عليها، وبعد ما تخلّصون باعتبار صلاة الوحدة الإسلامية يعني ما بيها شي، يعني آراء والشَّيخ الوائلي يحترم الآراء الإسلامية يعتز بها إذا كان هناك نظرية ناهضة، هذه النظرية الناهضة يعتز بها الشَّيخ الوائلي، فإذا كان هذا الشيعي يسجد على هذه التربة والسُنِّي بجانبه يرى أنَّ الشِّيعيّ يعبُد التربة، ولكن هذا السني بعد هذا من (أنفسنا) جايب له فد عذرة مرتّبة واضعها يسجد عليها، والريحة تارسة المكان، ومن يخلّصون هو قطعاً سيمسح على العذرة باعتبار هذا موضع سجود للتبرك، وبعد ذلك يتصافح مع يعني مع ما أدري، مع أخيه، مع (أنفسنا)، لأنَّه ما عندنا حسَّاسية احنا أساساً، نحنُ أناس منفتحون! هذا هو منطق أهل البيت]. رجاءاً أعيدوا الوثيقة السابعة والثمانين أعيدوها: [الأرض يعني هاي الأرض التراب، غير الأرض المستحيلة، فإذاً السجود عليها يصح هاي من ناحية، بعدين هناك من المذاهب الإسلامية من يجوز السجود على عذرة نعم، وإذا أحببت ارجع الى المنخول للأمام الغزالي وأنظر إلى صلاة بعض المذاهب الإسلامية كيف يذكروها، واحنا ما عدنا حساسية، لهذا نقول الرجل تبع دليل، هسه هذا الدليل ناهض أو غير ناهض ويحمل عليه الغزالي حملة عجيبة شديدة إرجع إلى كتاب المنخول وإلى كتاب المستصفى مثلاً أو إلى كتاب المنخول ارجع إله لترى، زين، مع ذلك ما عدنا احنا حسَّاسية أزاء هذا، الأحكام تتبع الأسماء]. أنا أيضاً ما عندي حسَّاسية حقيقةً، يعني روح رياضية عالية هو يتحدَّث الشَّيخ الوائلي في الكثير من المرّات يتحدَّث عن الروح الرياضية العالية، لكنَّني أكذب لو قلت إنَّني لا أمتلك حسَّاسية من ذلك، عقيدتنا هكذا تقول نخاطب آل مُحَمَّد: معكم معكم لا مع غيركم، المعروف ما أمرتم به والمنكر ما نهيتم عنه، فهل أنَّ آل مُحَمَّد أمرونا أن نسجد على العذرة؟ أو أنَّ آل مُحَمَّد لا يعدّون ذلك منكراً؟! هنيئاً للشَّيخ الوائلي وهنيئاً للوائليّين بهذا الفكر الأبتر!! نستمع الآن إلى الوثيقة الثامنة والثمانين: [وانت منهو يقول لك احنا ناخذ رأي عبدالله ابن سبأ حتى لو أولاً: عبد الله ابن سبأ شخصية وهمية خرافية، ثانياً: لو قُدِّر أنه شخصية حقيقة، يعني الأمَّة إذا طلع بيها واحد يهودي معناها صاروا النَّاس كلهم يهود؟ شمعنى هذا انت]. الشَّيخ الوائلي هذا هو معتقده، عبد الله ابن سبأ شخصيةٌ وهمية، صرَّح بذلك ولكنَّهُ أكّد هذ الأمر في كتابهِ (هوية التشيع)، هذا هو هوية التشيع للشِّيخ الوائلي، مؤسَّسة دار الكتاب الإسلامي، الطبعة الرابعة، 2008 ميلادي، قم المقدَّسة، إذا نذهب إلى صفحة 129، الفصل الثاني، عبد الله ابن سبأ، وينتهي الفصل الثاني في صفحة 140، فهذا الفصل الَّذي عنوانهُ عبدُ الله ابن سبأ، يبدأ من صفحة 129، وينتهي بصفحة 140، خُلاصة الكلام والنتيجة الَّتي يَصلُ إليها الشَّيخُ الوائلي، بعد أن يُورد مايُورد من آراء المستشرقين ومن آراء غيرهم ماذا يقول في صفحة 139: – وبعد هذه الجولة من الآراء اتضح أنَّهُ لا وجود لابن سبأ، لماذا؟ لأنَّ تسليمنا بوجوده – إذا سلمنا أنَّ عبد الله بن سبأ موجود – لأنَّ تسليمنا بوجوده يُفضي إلى إلغاءِ عقولنا – باعتبار القرائن والمطالب الَّتي أشار إليها الَّذين بحثوا هذه المسألة. فهو ذكر في صفحة 137، ما قاله طه حسين، وفي صفحة 138، ما قاله المستشرقون مثل برنارد لويس، والبقية الَّذين ذكرهم، وما ذكرهُ مُحَمَّد كُرد عَلِي، وأحمد محمود صبحي، وعلي الوردي، وكامل الشيبي، أعتقد يقصد كامل الشبيبي كما أتصوّر وليس كامل الشيبي، مطبوع هنا كامل الشبيبي، ذكر مجموعةً من الآراء للباحثين والمؤرخين ووصل إلى هذه النتيجة:- وبعد هذهِ الجولة من الآراء اتضح أنَّهُ لا وجود لابن سبأ لأنّ تسليمنا بوجوده يفضي إلى إلغاء عقولنا – فلذلك ما قاله هنا يأتي مؤكَّداً بشكلٍ واضح في كتابهِ (هوية التشيع)، هذه القضيَّة قضيَّة عبد الله سبأ السُنَّة يقولون من أنَّ عبد الله سبأ هو الَّذي أسس التشيُّع، ولا أريد أن أقف عند هذه القضيَّة، والشِّيعة يريدون أن يُرضوا السنة، فيبحثون عن أي وسيلة لإرضاء السُنَّة، لذلك ذهبوا يحاولون أن ينفوا هذهِ الشخصية من الوجود لكي يكون الشِّيعةُ أساساً من السُنَّة من البداية، ولكن حدث ما حدث في الشأن السياسي فصارت الاختلافات سياسية، إلى هذا المنحى يذهب من يذهب في الوسط الشِّيعيّ خصوصاً من أولئك الَّذين تشبَّعوا بالأفكار السياسية وبالأفكار القطبية. بشكلٍ سريع أمر على قصّةِ نفي عبد الله ابن سبأ: أول من شكَّك في وجود هذه الشخصية هم المستشرقون والمستشرقون يفكرون بعقلٍ مجرّدٍ عن معرفة الملابسات الموجودة في داخل الوسط الشِّيعيّ وفي داخل الوسط السُنِّي، يدرسون القضايا وكأنَّهم يتناولون مسائل جامدة مقولبة من دون معرفة الملابسات والقضايا الداخلية الخفية الَّتي لا يعرفها إلَّا أهل البيت، مرادي من أهل البيت، يعني الَّذين يعرفون خفايا السُنَّة هم السُنَّة، والَّذين يعرفون خفايا الشِّيعة هم الشِّيعة. من أوائل الَّذين نقلوا هذه الفكرة هو المؤرّخ السوري مُحَمَّد كُرد علي، مُحَمَّد كُرد علي هو أول من نقل هذه الفكرة ولكنّها لم تترك تأثيراً في الوسط الشِّيعيّ لعدم اطِّلاعهم على ذلك. طه حسين حينما تبنَّى هذه الرؤية في كتابه: (الفتنة الكبرى)، هذا هو كتاب: الفتنة الكبرى، الجزء الثاني، عليٌّ وبنوه، طه حسين، وهذه الطبعة هي الطبعة الثامنة عشرة، دار المعارف، في صفحة 24 وما بعدها يتحدَّث طه حسين عن عدم اعتقاده بوجود هذه الشخصية، طه حسين أساساً كان أزهرياً وكان ضريراً، ثُمَّ أكمل دراساته في فرنسا، وتزوج امرأة فرنسية لا علاقة لها بالتديّن وبقيت مصاحبةً لهُ إلى آخر أيام حياته، طه حسين حين ذهب إلى فرنسا تغيرت أفكاره الدِّينيَّة، وتبدّلت طباعه العقائدية، وعاد رجلاً آخر إلى مصر، وطرح آراءاً جديدة، ومن جملة الآراء الَّتي يطرحها والَّتي تكشف عن تغيّرٍ كبيرٍ في طريقة تفكيره، الأطروحة الَّتي طرحها بخصوص نفيهِ للشعر الجاهلي، مع أنَّ القرائن واضحة هناك شعر جاهلي، وهذه القضيَّة في سوق الثقافة أخذت بعداً كبيراً في وقتها وحتَّى في السوق الدينيّ باعتبار أنَّ اتهاماً وُجِّه له بأنَّهُ يريد أن يطعن في القُرآن، وأنا لا أريد أن أدخل في هذه التفاصيل. الخلاصة: أنَّ طه حسين كان سقيماً في فكره ولم يكن سليماً، الرجل كان ضريراً، ويُلاحَظ التحوّل الفكري الهائل الّذي حدث عنده بعد ذهابه إلى فرنسا، ثُمَّ رجع إلى مصر ونزع اللباس الدينيّ وتوجّه إلى العمل الحكومي والسياسي، وصار وزيراً في فترةٍ من الفترات، طه حسين بكل تفاصيله المعقّدة، أديبُ كبير، مثقّف واسع، مؤرّخ، يمكن أن تصفه بهذه الأوصاف ولكن الرجل كان سقيم الفكر، كانت الشبهات قد غطَّت دائرة تفكيره، فخرج بأفكار كثيرة، من جملة هذه الأفكار جاء بهذا الاستنتاج على الطريقة الإستشراقية فنفى وجود شخصية عبد الله ابن سبأ. من الَّذين استطابوا هذه الفكرة العلامة الأميني في الغدير، الشَّيخ عبد الحسين الأميني وهو يحاول أن يثبت حديث الغدير بكلِّ ما يمكن ويحاول أن يقدح في كل الإشكالات الَّتي تُثار على التشيُّع، هذا هو المجلد التاسع من كتاب الغدير في الكتاب والسنة والأدب، الناشر دار الكتاب العربي، الطبعة الخامسة، 1983 ميلادي، في صفحة 220، من الجزء التاسع، هو يقول الشَّيخ عبد الحسين الأميني:- ونحن والدكتور طه حسين نصافق عند رأيه ها هنا حيث قال في كتابه الفتنةُ الكبرى، صفحة 134: وأكبر الظن أنَّ عبد الله ابن سبأ هذا – إلى آخر ما قال – إن كان كل ما يروى عنه صحيحاً – ويستمر في نقل الكلام، حيث أنَّ طه حسين يشكِّك في وجود هذه الشخصية، الشَّيخ عبد الحسين الأميني وجد هذا القول قريباً إلى نفسه وبنفس طريقة النقاش وفقاً لقواعد علم الرجال حاول أن يصل إلى نفس النتيجة الَّتي وصل إليها طه حسين. هناك كتاب (مع رجال الفكر في القاهرة)، للسيِّد مرتضى الرضوي، هو يقول في هذا الكتاب وهذه الطبعة طبعة دار الهادي، بيروت، لبنان، الطبعة الخامسة موسعة ومنقحة، 2003 ميلادي، في صفحة 279 يقول:- إنَّ الدكتور طه حسين لإلمامه بالتأريخ ولتعمُّقه فيه ولسعة اطلاعهِ استطاع أن يقول بجرأةٍ وقوة: إنَّ عبد الله ابن سبأ شخصيةٌ خيالية، كما صرَّح لي سيادته بذلك وهو أول من نبَّه على هذا وذكره في كتابه الفتنة الكبرى، وعلى أثر صدور هذ الكتاب – يعني كتاب الفتنة الكبرى وصدور رأي طه حسين بهذا الشكل وهو قد أخذه من المستشرقين – وعلى أثر صدور هذا الكتاب أخذ السيَّد العسكري – يعني السيّد مرتضى العسكري – يبحث هذا الموضوع بحثاً مطولاً وحاول أن يثبت نفس هذه النظرية – والسيِّد مرتضى العسكري في أبحاثهِ يتابع الشَّيخ الأميني في الغدير، فكتب هذا الكتاب، هذا عبد الله ابن سبأ وأساطير أخرى للسيِّد مرتضى العسكري. الخلاصة ما هي؟ الخلاصة: أنَّ عبد الله سبأ شخصيةٌ وهمية لا وجود لها. أنا مثلما قلت إنَّ عقلية طه حسين عقلية سقيمة حيث أنكرت البديهيات في قضيَّة الشعر الجاهلي ومسائل أخرى، السيِّد مرتضى العسكري نفس الشيء عقليته سقيمة أيضاً، عقليته سقيمة حين جمع في هذا الكتاب: (منتخب الأدعية)، الزيارات مع أنّهُ ذكر في المقدّمة أنَّ اللجنة التابعة لهُ جمعت الزيارات حتَّى ولو كانت بأسانيد ضعيفة ولم يذكر زيارة واحدةٍ للإمام الحجَّة وبإصرارٍ من مرتضى العسكري، وفي حين صدور هذا الكتاب أنا شخصياً اتصلت بمكتب مرتضى العسكري وهم أخبروني إنَّ السيِّد مرتضى العسكري هو يصرّ على هذه القضيَّة وما ذكر ولا زيارةً واحدة للإمام الحجَّة، بحيث حين تقرأ في الفهرست تجد أسماء المعصومين جميعاً إلَّا الإمام الحجَّة، من الإمام العسكري ينتقل إلى الزيارات الجامعة من دون ذكرٍ للإمام الحجَّة لماذا؟ هذا يدلّ على سقمٍ في عقل الرجل، الرجل عقله سقيم. وهذا كتابه: (حديث الكساء في كتب مدرسة الخلفاء ومدرسة أهل البيت)، أثبت كُلّ الروايات الَّتي ذكرت حديث الكساء في كُتب المخالفين، والروايات الموجودة في كتبنا الَّتي تتفقُ في مضمونها مع أحاديث المخالفين، ولم يذكر الرواية الَّتي تحدَّثت عن واقعةِ نزول آية التطهير وهي الواقعةُ الحقيقية والأصلية في بيت الزَّهراء، بل قال: (إنَّ هذه الرواية الواحدة لا تناهض تلك الروايات الكثيرة سنداً ومتناً ولم نرَ حاجةً للتعرض لذكرها ومناقشتها)، الغريب أنّه ذكر جميع الروايات من كتب المخالفين ولم يذكر هذه الرواية، حديث الكساء المعروف في بيت فاطمة، ألا يدلّك هذا على سُقمٍ في عقل الرجل؟! حين يؤلّف كتاباً عن حديث الكساء في كُتب الخلفاء، في كتب مدرسة الخلفاء ومدرسة أهل البيت، كما هو يصطلح ذلك، ويأتي بكل روايات المخالفين من كتبهم، ويأتي بكل روايات الكتب الشِّيعية الَّتي تتّفقُ في المضمون أنَّ الواقعة حدثت في بيت أُمِّ سلمة، وتتّفق في المضمون مع أحاديث المخالفين، يذكر الأحاديث جميعاً، لكنَّه يصل إلى حديث الزَّهراء ولا يذكرهُ..!! على ماذا يدلّ ذلك؟! ألا يدل على أنَّ الرجل كان سقيم العقل، كما هو الحال في هذا الكتاب (منتخب الأدعية)، لم يُشِر إلى الإمام الحجَّة، بل تحدَّث في المقدمة مشكّكاً بالزيارات والطقوس الَّتي يستحبّ أن يؤتى بها في السرداب المقدَّس الشريف، أكيد عندهم عقدة من السرداب، هذهِ عُقدة السرداب، فمثل ما كان طه حسين سقيماً في طريقة تفكيرهِ، مرتضى العسكري كان أيضاً سقيماً، لو لم يكن سقيماً في عقلهِ لما قضى ليله ساهراً يعدُّ النجوم حينما سمع بخبر صدور حكم الإعدام على سيِّد قُطب فأخذهُ الهمُّ والغمّ، تُرى أيُّ همٍّ هذا الَّذي منعه من النوم؟! هناك رواية جميلة. قبل أن أشير إلى الرواية الجميلة، نشاهد ونستمع إلى السيِّد طالب الرفاعي يحدِّثنا عن تلك الليلة الليلاء: [المقدم: فرحت للسيِّد الحكيم يعني؟! السيد طالب الرفاعي: أقدر أگلّك يعني ليلة إذاعة البيان في الحكم بإعدام سيِّد قطب أقدر أگلّك ما نمنا تلك الليلة. المقدم: وين كنتوا ذاك الوقت؟ السيد طالب الرفاعي: كنا موجودين يعني كل واحد في مكانه، أنا أتذكر أنَّ السيد مرتضى العسكري قال لي سيد طالب أنا البارحة ما نمت بعد أن سمعت هذا الحكم.]. السيِّد طالب لم ينم! السيِّد مرتضى العسكري لم ينم! السيِّد محمد باقر الصَّدر أغمي عليه! كارثة، كارثة صارت، وهو يتحدَّث عن الجميع لكنَّهُ جاء بمرتضى العسكري مثالاً، ونحنُ هنا نتحدَّث عن مرتضى العسكري ، أنا أسألكم هذا عقلٌ يوثق به؟ هذا عقلٌ سقيم، تلاحظون نفس النتائج السقيمة الَّتي وصل إليها مرتضى العسكري وصل إليها الشَّيخ الوائلي، عقول سقيمة!! الأئمَّة يتحدّثون عن شخصية عبد الله ابن سبأ شخصية موجودة، وهؤلاء يركضون وراء المستشرقين ليقولوا إنَّ شخصية عبدالله ابن سبأ شخصية وهمية، والوائلي يقول: إذا سلّمنا بوجوده فإنَّنا نلغي عقولنا، هو لو كان لك عقل سليم لتفوّهت بما تفوّهت به في كُلّ هذه المجالس وفي كُلّ هذه الأحاديث ممَّا يناقضُ منهج الكتاب والعترة؟! عقول سقيمة! المستشرقون لهم ذوقهم، مُحَمَّد كرد علي نقل ما نقلهُ المستشرقون، علي الوردي كذلك، البقية كذلك، هؤلاء مشبعون بالفكر الغربي والاستشراقي، مُحَمَّد كرد علي، علي الوردي، طه حسين، مرتضى العسكري ركض وراء هؤلاء، الوائلي ركض وراء هؤلاء ووراء مرتضى العسكري، حتَّى السيِّد الخوئي ركض وراء مرتضى العسكري، عقول سقيمة! نعم، عقول سقيمة! أنا أشرتُ إلى رواية قبل قليل قلت هناك رواية جميلة، هناك رواية مروية عن النَّبي وعن الأئمَّة صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين، الرواية هكذا تقول:- إنَّ أَقْوَى شَيء هُوَ الجَبَل – هو الصخر، هذا أقوى شيء – وَأَقْوَى مِنْ الجَبَل – من الصخور الجبلية، حتَّى أنَّ الإنسان إذا أراد أن يصف شخصاً قوياً أو شيئاً آخر يقول هو مثل الصخر، مثل الجبل، فأقوى شيء يتحدَّث عنه الإنسان حينما يريد أن يصف شيئاً بالقوة هو الصخور والجبال، الرواية تقول:- وَأَقْوَى مِنْ الجِبَال الحَدِيد لأنَّ الحَدِيد يُكَسِّرُ الجِبَالَ وَيُكسِّرُ الصخُور وَأَقْوَى مِنْ الحَدِيد النَّار لأنَّ النَّارَ تُذِيبَ الحَدِيد، وَأَقْوَى مِنْ النَّار الْمَاء لأنَّ الْمَاءَ يُطْفِئُ النَّار – يخمدها – وَأَقْوَى مِنْ الْمَاء الرِّيْح لأنَّ الرِّيحَ يَحْمِلُ الغُيُوم وَالغُيُوم هِيَ مَصْدَرُ الْمَاء – يحملها ويحرّكها – وَأَقْوَى مِنْ الرِّيْح الإِنْسَان – مناسبات جميلة في الحديث، ناظرة إلى حيثيات معيّنة – وَأَقْوَى مِنْ الرِّيح الإِنْسَان لإنَّ الإِنْسَان رُبَّما هَبَّت الرِّيْحُ العَاتِيَة وَتُرِيد أَنْ تُسْقِطَهُ أَو أَنْ تُسْقِطَ حَاجَةً يَحْمِلُهَا بِيَدِه فَهُوَ يَسْتَطِيع أَنْ يُحَافِظ عَلَى حَاجَاتِه الَّتي يَحْمِلُهَا بِيَدَيه وَيَسْتَطِيع أَنْ يُقَاوَم الرِّيح – قطعاً الحديث هو عن نسبيّةٍ معيّنة وعن حيثيّةٍ معيّنة – وَأَقْوَى مِنْ الإِنْسَان النَّوم – ألا يقولون إنَّ للنوم سلطان، أقوى من الإنسان النوم، في بعض الأحيان الإنسان يقود السيارة وهو يعلم أنّهُ لو نام سيؤدّي ذلك إلى هلاكه وهلاك من معه، ولكنَّ للنوم سلطان فيغلبه النوم، النوم أقوى من الإنسان، الرواية تقول:- وَأَقْوَى مِنْ النَّوم الهَمّ، الهَمُّ الشَّدِيد. إذاً أيُّ همٍّ هذا الذي كان يعيشهُ مرتضى العسكري تلك الليلة؟! وكان يعيشهُ السيِّد مُحَمَّد باقر الصَّدر؟ وكان يعيشهُ السيِّد مهديّ الحكيم؟ وكان يعيشه السيِّد مُحَمَّد باقر الحكيم والسيِّد طالب الرفاعي وبقية القيادات في حزب الدعوة؟! أي همٍّ كانوا يحملونهُ في تلك الليلة الليلاء؟! بحيث أنّ السيِّد مرتض العسكري لم ينم تلك الليلة، كما يحدِّث زميله ورفيقه السيّد طالب الرفاعي الّذي هو الآخر لم ينم من ثقل الهمّ والغمّ ومن الفاجعة الَّتي وقعت بهم، رجل مثل هذا يحملُ فكراً سقيماً، لذا النتائج الَّتي سيصل إليها سيصل إلى نتائج سقيمة. السيِّد الخوئي في معجم رجال الحديث، في الجزء الحادي عشر، بحسب هذهِ الطبعة وهي الطبعة الخامسة طبعة منقحة ومزيدة، 1992، في صفحة 207، في نهاية ترجمة عبد الله ابن سبأ، ماذا يقول السيِّد الخوئي؟! – مضافاً إلى أنَّ أسطورة عبد الله ابن سبأ – وهذا الاستعمال هو استعمال السيِّد مرتضى العسكري، أخذه من مرتضى العسكري، ما هو عنوان الكتاب؟! (عبد الله ابن سبا وأساطير أخرى)، العنوان الرئيس، كليّة أصول الدين، المكان الَّذي قبل قليل تحدَّثتُ عنه الَّذي داس فيه في ذلك المكان في مكتب العمادة بحذائه على تُربة الحُسين، هذا أحد انتاجات كلية أصول الدين الَّتي ديِسَ فيها تُرابُ الحُسين بالأحذية لأجل إراحة بعض المخالفين والنواصب من أعداء أهل البيت، وفي صفحة 207:- مضافاً إلى أنَّ أسطورة عبد الله ابن سبأ وقُصص مشاغباته الهائلة موضوعةٌ مُختلقة، اختلقها سيف ابن عمر الوضّاع الكذاب، ولا يسعنا المقام الإطالة في ذلك والتدليل عليه، وقد أغنانا العلّامةُ الجليل والباحثُ المحقق السيِّد مرتضى العسركري فيما قدّم من دراسات عميقةٍ دقيقة عن هذه القصص الخرافية وعن سيف وموضوعاتهِ في مجلّدين ضخمين، طبعاً في مجلدين ضخمين – مكتوب طبعاً والمراد طُبِعا – في مجلدين ضخمين طُبِعا باسم عبد الله ابن سبأ وفي كتابه الآخر خمسون ومئة صحابي مختلق – عقول سقيمة تأخذُ عن عقولٍ سقيمة أخرى!! هذا هو رجال الكشي والروايات عديدةٌ فيه وفي غيره من كُتب الحديث عن أهل بيت العصمة تخبرنا عن وجود عبد الله ابن سبأ وأنَّهُ شخصيةٌ موجودةٌ في الواقع الخارجي، رجال الكشي هذا، هذه الطبعة المعروفة المطبعة اعتماد و تاريخ النشر 2004، الطعبة الرابعة، مركز نشر آثار العلَّامة المصطفوي، طهران، صفحة 107، رقم الحديث 172، عن أبان ابن عثمان:- قال: سمعتُ أبَا عَبد الله يعني الإمام الصَّادق يقول: لَعنَ اللهُ عبَد الله ابنَ سَبَأ – شخصية موجودة وإلَّا كيف يلعنه الإمام الصَّادق؟! والروايات عديدة موجودة هنا، صفحة 106، عنوان عبد الله ابن سبأ الرواية: 170، 171،172،173، 174، وروايات أخرى موجودة في مصادر عديدة تتحدث عن وجود هذه الشخصية ولكن أكتفي بهذه الرواية مثالا، ماذا يقول إمامنا الصَّادق – لَعنَ اللهُ عَبْد الله اِبْنَ سَبَأ إِنَّهُ اِدَّعَىَ الرُّبُوبِيَّةَ فِيْ أَمِيرَ الْمُؤمِنِين وَكَانَ وَاللهِ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِين عَبْدَاً لله طَائِعَاً – إلى آخر الرواية الشريفة. موطن الشاهد هنا: لَعنَ اللهُ عَبْد الله اِبْنَ سَبَأ إِنَّهُ اِدَّعَىَ الرُّبُوبِيَّةَ فِيْ أَمِيرَ الْمُؤمِنِين. شخصيةٌ موجودة، تبنَّت فكراً ضالّاً، فكرُ الغُلاة، فكرُ النصيرية يمتدُّ في جذوره إلى فكر عبدالله ابن سبأ، وقد تحدّثتُ عن هذهِ القَضية بشكلٍ مُسهَب في حلقاتٍ تحدّثتُ فيها عن الغلوّ والغلاة من جملة حلقات هذا البرنامج في الحلقات المتقدّمة يمكنكم أن تراجعوها على موقع زهرائيون، مجموعة حلقات الغلوّ والغلاة، وتحدّثت هناك أيضاً عن عبد الله ابن سبأ وأنَّهُ شخصيةٌ حقيقةٌ موجودة، الأئمةُ يقولون: هذه شخصيةٌ حقيقةٌ موجودة، وعلماء الشِّيعة يقولون: هذه شخصية وهمية!! معلوم أنّ علماء الشِّيعة دائماً يناقضون أهلَ البيت، هذه مدرسة الوائلي وهذه المؤسَّسة الشِّيعيَّة الرسمية، هذه الكتب وهذه الروايات وهذا هو المنهجُ الأبتر، المنهجُ الَّذي يخالفُ أهلَ البيت في كُلّ شيء، ألا تُلاحظون ذلك؟ هناك مخالفة واضحة في مدرسة الوائلي لمنطق أهل البيت، ومنطقُ الوائلي هو نفسهُ منطق المؤسَّسة الشِّيعيَّة الرَّسميَّة ولذلك جعلت منه ناطقاً رسميّاً باسمها، ومن هنا تحثُّ المرجعيَّة الشِّيعيَّة العليا على انتشار الفكر الوائلي، ماذا تقولون أنتم بعد هذا..؟! وقت البرنامج صار طويلاً جداً اكتفي بهذا القدر وإن كان بودّي أن أكمل، ولكنَّني سأترك البقية لحلقة يوم غد، الحلقات طويلة من أراد أن يعرف الحقيقة عليهِ أن يَصبر، هناك الكثير والكثير من الوثائق والحقائق. أَتْركُكُم فِي رِعَايَةِ القَمَر … وتوجَّهوا إلى القَمر أَنْ يَكْشِفَ كَرْبَ الضَلالِ عَنْ وجُوهِكُم، كَرب هَذَا الْمَنْهَج الأَبْتَر الَّذِيْ عَشْعَشَ فِيْ رُؤُوْسِكُم … يَا كَاشِفَ الكَرْبِ عَنْ وَجْهِ أَخِيكَ الحُسَين إكْشِف الكَرْبَ عَنْ وُجُوهِنَا وَوُجُوهِ مُشَاهِدِينَا وَمُتَابِعِينَا عَلَى الإنْتَرْنِت بِحَقِّ أَخِيكَ الحُسَين … يا قمر … ملتقانا غداً … أَسأَلُكم الدُّعَاء جَميعاً … في أمَانِ الله … ملخـّص الحلقة تاريخ البث : يوم السبت 22 ذو الحجّة 1437هـ الموافق 24 / 9 / 2016م لايزال الحديث يتواصل في ملامح المنهج الأبتر الذي يتحرّك بفاعلية ونشاط شديدين في الوسط الشيعي، وخصوصاً في المؤسسة الدينية، وبنحو أخصّ في الوسط المرجعي الحوزوي! والحديث في الحلقتين الماضيتين كان في المثال النموذجي حيث تتجلّى ملامح المنهج الأبتر (الصنمية وذيولها وشعبها، وانعدام البراءة الفكرية) إنّه الشيخ الوائلي. ● تقدّم الحديث في مجموعة من الوثائق تدور مضامينها حول سمات منهجية مدرسة الوائلي، وكذلك عنوان آخر مهم وهو: البراءة، يليه عنوان: الولاية، وآخر عنوان وصلنا إليه وهو: إمام زماننا في مدرسة الشيخ الوائلي، وسأتناول عناوين أخرى في الحلقات القادمة. عرض لمجموعة من الوثائق حول هذا العنوان: (الشهادة الثالثة في مدرسة الشيخ الوائلي). والحديث هنا سواء (كانت الشهادة الثالثة في الأذان والإقامة، أو كانت في التشهّد الوسطي والأخير في أجزاء الصلاة) علماً أنّي قد فصّلت القول في الشهادة الثالثة في الحلقات الأولى من هذا البرنامج. وبحسب اعتقادي: فالشهادة الثالثة جزء واجب في الأذان والإقامة – رغم أنّهما مستحبّان – ولكن يجب أن يُؤتى بهذا المستحب بالصورة الصحيحة، وإلّا فهو باطل، وصورته الصحيحة أن يشتمل على الشهادة الثالثة بعنوان الجزئية الواجبة، فمن جاء بالشهادة الثالثة فيهما بعنوان الاستحباب أو الجزئية المستحبّة فأذانه وإقامته باطلة.. وكذلك الحال مع التشهّد الوسطي والأخير في الصلاة فمن ترك الشهادة الثالثة عامداً من التشهّد الوسطي والأخير فصلاته ليست صحيحة، ومَن تركها جاهلاً فعليه أن يتوب ويستغفر الله، ويأتي بهما. الوثيقة 62، مقطع 1: (للوائلي يقول أنّ الشهادة الثالثة في الأذان هي ردّة فعل على سبّ الأمويين لأمير المؤمنين على المنابر! ويقول أنّه لا مانع من أن يقول الشخص: أشهد أنّ أبا بكر وليّ الله! أو أشهد أنّ عمر ولي الله في الأذان!) ● هذه الفكرة التي طرحها الوائلي من أنّ الشهادة الثالثة جاءت ردّة فعل على سبّ بني أمية لأمير المؤمنين، هي فكرة شيطانية وهي كذبٌ محض وتزوير للحقائق، وجهل فاضح بحديث أهل البيت، وجهل بالتأريخ وبالعقيدة وبمعارف أهل البيت، وأتحدّى الذين يُتابعون الوائلي أن يأتوا بدليل من مصادر أهل البيت يقول أنّ الشيعة ذكروا أمير المؤمنين في الأذان كرد فعل على سبّ الأمويين لأمير المؤمنين.. هذا الأمر لا أصل له لا في كتب المخالفين ولا في كتبنا. ● علماً أنّ هذا التحليل الذي ذكره الوائلي (أنّ ذكر الشهادة الثالثة في الأذان جاء كردّة فعل) هذا تضليل لشباب الشيعة، وتضييع للعقائد الحقّة، وتثويل مغناطيسي من الدرجة الأولى. (وهذا الهراء تسمعه في الفضائيات من قِبل عمائم كبيرة ومعروفة ولكنّها فارغة المحتوى، وكذلك تسمعه على المنابر وعلى ألسنة الوكلاء!). الوثيقة 63، مقطع 2: (فيديو، فيه سؤال طُرح على الوائلي عن حكم ذكر الشهادة الثالثة في التشهّد في الصلاة، فقال بعدم جواز ذكرها في الأذان والإقامة بنحو الجزئية، وبعدم جواز إدخالها في التشهّد! وهذا الجواب هو التزام من الوائلي بما هو موجود في الجوّ المرجعي الشيعي!) فالوائلي أساساً لم يُكمل دراسته الحوزوية كما يقول في كتابه [تجاربي مع المنبر] وهو يجهل أنّ عندنا روايات عديدة عن المعصومين وردت فيها صِيغ عديدة للتشهّد بذكر الشهادة الثالثة في الصلاة، ولكن المراجع علّموا الشيعة صيغة عامّة للتشهّد توافق ذوق المخالفين، فهي صيغة توافق صيغة تشهّد الشافعي! ● في نفس هذا الجوّ المجموعات الخالصية في الوسط الشيعي، هذه المجموعة معروفة برفضها للشهادة الثالثة في الأذان والإقامة بشكل واضح، فمن باب أولى أنها ترفضها في تشهّد الصلاة. ● أمّا فضل الله فلا يُجيز الشهادة الثالثة في تشهّد الصلاة، وفي الإقامة يمنع منها ويقول أنّها تسبّب مفسدة في الصلاة! ● وقفة عند جواب السيّد السيستاني عن سؤالين على موقعه الرسمي بخصوص الشهادة الثالثة. — نصّ السؤال 1: (ما حكم الشهادة الثالثة في التشهد؟) الجواب: (الأحوط وجوباً تركه)! — نصّ السؤال 2: (امرأة تصلّي ولسنوات عديدة فكانت تأتي بالتشهّد علي هذه الصفة [أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنّ محمّداً رسول الله وعلياً ولي الله] فما حكم صلواتها؟) الجواب: (إذا كان جهلها قُصورياً فلا قضاء عليها، وإن كان تقصيرياً قضت تلك الصلوات على الأحوط لزوماً)! الوثيقة 64، مقطع 3: (تسجيل للوائلي يقول فيه أنّ ذكر الشهادة الثالثة في الأذان هو تعبير عن تأكيد الذات! ويُكرّر نفس المضمون السابق أنّها ردّة فعل على سبّ الأمويين لعليّ، ويأتي بقانون نيوتن في حديثه (لكل فعل ردّة فعل مساوية له في المقدار..) ويقول أنّ الذين جاؤوا بها هم الصفويين! ● مسألة لابدّ من الإشارة إليها: الوائلي إضافة لربطه الشهادة الثالثة بقضيّة التأكيد على الذات، أشار إلى الصفويين أنّهم مَن أتى بها، وهذا فِكر ناصبي محض، فالنواصب هم الذين يقولون أنّ الصفويين هم الذين جاؤوا بالشهادة الثالثة، وبعد ذلك جاء شريعتي وأضرابه يُكرّرون هذا الكلام وهم يرقصون على أنغام الفكر القطبي! جولة سريعة نعرف من خلالها من أين بدأت الشهادة الثالثة؟ وهل هي ردّة فعل على سبّ الأمويين لعليّ كما يُقال؟ ● وقفة عند حديث الإمام الصادق في [الكافي: ج1] – باب مولد النبي ووفاته: (إنَا أوّل أهل بيت نوّه الله بأسمائنا – أي ذكرنا وأراد أن يُلفت الأنظار لأسمائنا -، إنّه لمّا خلق السماوات والأرض أمر منادياً فنادى: أشهد أن لا إله إلا الله -ثلاثاً- أشهد أنّ محمّداً رسول الله -ثلاثاً- أشهد أنّ عليَّاً أمير المؤمنين حقّاً -ثلاثاً) هذا الحديث يتحدّث عن بداية الخلق، فهل كانت هناك دولة أموية أو صفويّة؟! هذا هو أذان الله في الوجود، فما بال أذانكم أعور؟! فهذه الرواية تتحدّث عن رفع الأذان في الوجود بالصوت، وهذا كان قبل آدم وقبل النبوّات وقبل الديانات، فلماذا لا تتبعون الله في صيغة الأذان؟ لماذا تتبعون المراجع الذين يُخالفون الله في صيغة الأذان؟! ●كلمة (حقّاً) في الرواية تُشير إلى أنّ هذه الجزء وهو (الشهادة الثالثة) هو الأهم في الأذان، فالشهادة الثالثة هي الأهم في أجزاء الأذان والإقامة، وفي التشهّد الوسطي والأخير. ● وقفة عند حديث الإمام الصادق مع القاسم بن معاوية في [الاحتجاج] للطبرسي، والتي تتحدّث عن ذكر الشهادة الثالثة قبل خلق السماوات والأرض: (عن القاسم بن معاوية، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: هؤلاء يروون حديثاً في معراجهم أنّه لمّا أُسري برسول الله، رأى على العرش مكتوباً لا إله إلا الله، محمّد رسول الله أبو بكر الصديق، فقال: سبحان الله، غيّروا كل شيء حتّى هذا؟ قلت: نعم، قال الإمام: إنّ الله عزّ وجل لمّا خلق العرش كتب عليه لا إله إلا الله محمّد رسول الله علي أمير المؤمنين، ولمّا خلق الله الماء كتب في مجراه لا إله إلا الله، محمّد رسول الله، علي أمير المؤمنين، ولمّا خلق الله الكرسي كتب على قوائمه لا إله إلا الله، محمّد رسول الله، علي أمير المؤمنين، ولمّا خلق الله الّلوح كتب فيه لا إله إلا الله، محمّد رسول الله، علي أمير المؤمنين، ولمّا خلق الله إسرافيل كتب على جبهته لا إله إلا الله، محمّد رسول الله، علي أمير المؤمنين، ولمّا خلق الله جبرئيل كتب على جناحيه لا إله إلا الله، محمّد رسول الله، علي أمير المؤمنين، ولمّا خلق الله السماوات كتب في أكنافها لا إله إلا الله، محمّد رسول الله، علي أمير المؤمنين، ولمّا خلق الله الأرضين كتب في أطباقها لا إله إلا الله محمّد رسول الله علي أمير المؤمنين، ولمّا خلق الله الجبال كتب في رُؤوسها لا إله إلا الله، محمّد رسول الله، علي أمير المؤمنين ولمّا خلق الله الشمس كتب عليها لا إله إلا الله، محمّد رسول الله، علي أمير المؤمنين ولمّا خلق الله القمر كتب عليه لا إله إلا الله، محمّد رسول الله، علي أمير المؤمنين وهو السواد الذي ترونه في القمر، فإذا قال أحدكم لا إله إلا الله محمّد رسول الله فليقلْ علي أمير المؤمنين). ● هذه العبارة الأخيرة في الرواية (فإذا قال أحدكم لا إله إلا الله محمّد رسول الله فليقلْ علي أمير المؤمنين) هي تشريع من الإمام الصادق، والتشريع لا يتخلّف عن التكوين، وهذه العبارة يُفهم منها الوجوب، فهي فعل مضارع اتّصل بلام الأمر، فهو يدل على الوجوب المستمر (في الحال والاستقبال)، وليس فقط الوجوب. لو كانت هذه الصيغة صادرة عن مرجع من مراجع الشيعة، فإنّ الشيعة سيفهمون منها الوجوب الصريح في ذكر الشهادة الثالثة، ولكن حين تكون صيغة الكلام صادرة من الإمام الصادق يعبثون فيها ما يعبثون! ● والخلاصة التي نصل إليها من الرواية هي: أنّ الإمام الصادق هنا يُشرّع الشهادة الثالثة بلسان الوجوب الشرعي الجزئي الكامل في الأذان والإقامة والتشهد والوسطي والأخير، ومن سمع كلام الإمام الصادق هنا وفهمه لا يجد له عُذراً في أن يُتابع هذه الترّهات التي تحدّث بها الوائلي أو جاءت في فتاوى مراجعنا. ● وقفة عند كلام الشيخ الصدوق في كتابه [من لايحضره الفقيه: ج1] وهو أحد الأصول الأربعة يقول: (والمفوّضة لعنهم الله قد وضعوا أخباراً، وزادوا في الأذان “محمّداً وآل محمّد خير البريّة” مرّتين، وفي بعض رواياتهم بعد أشهد أن محمداً رسول الله: “أشهد أن علياً وليّ الله” مرتين، ومنهم مَن روى بدل ذلك: “أشهد أن علياً أمير المؤمنين حقاً حقاً” مرتين..) بغضّ النظر عن رأي الشيخ الصدوق في المجموعة التي تحدّث عنها في كلامه – هل هم غلاة أم لا- الشيخ الصدوق يتحدّث عن حقيقة على أرض الواقع، وهي وجود مجموعة على أرض الواقع في زمانه يذكرون الشهادة الثالثة في الأذان، فالمسألة ليست من وضع الصفويين كما يقول الوائلي والنواصب ومن يتابعونهم! ● وقفة عند كتاب [نشوار المُحاضرة وأخبار المذاكرة: ج2] للقاضي أبي علي محسن بن علي بن محمد التنوخي. المؤلف ينقل حادثة عن أبي الفرج الأصفاني المُتوفى سنّة 356هـ، يعني أنّ هذه الحادثة التي ذكرها والتي تتعلق بذكر الشّهادة الثالثة في الأذان في الكاظمية وقعت قبل هذا التأريخ. أبو الفرج الأصفهاني ينقل أنّ هناك أذاناً في الكاظمية يشتمل على ذكر الشهادة الثالثة. فأين الصفوية من هذا التأريخ؟! ● وقفة عند كتاب [تحفة النّظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار] للرحالة السني (ابن بطوطة)، والذي انتهى من كتابه عام 756 هـ كما يذكر ذلك في نهاية كتابه، يعني أنّ الحادثة التي سيذكرها في كتابه هنا كانت قبل هذا التأريخ.. يقول في كتابه وهو يتحدّث عن وصوله في رحلته إلى منطقة (القطيف)، يقول: ثمّ سافرنا إلى مدينة القطيف وهي مدينة كبيرة حسنة ذات نخل كثير، يسكنها طوائف العرب وهم رافضية غلاة يُظهرون الرفض جهاراً لا يتّقون أحداً، ويقول مُؤذّنهم في أذانه بعد الشهادتين: «أشهد أنّ عليّاً وليّ الله»، ويزيد بعد الحيعلتين «حيّ على خير العمل» ويزيد بعد التكبير الأخير «محمد وعلي خير البشر من خالفها فقد كفر). فأين الصفويون من هذا التأريخ؟! عرض لمجموعة من الوثائق حول عنوان آخر وهو: محمّد وآل محمّد في مدرسة الشيخ الوائلي. الوثيقة 65، مقطع 4: (تسجيل للوائلي يقول أنّ النبي تراب في قبره، وأنّه حين يقف على قبر النبي يقف على مضمون وعلى موقف ومكان فيه ذكريات النبي، ويقول أنّه لا يُهمّه أكان النبي تراب في قبره أو ليس تراب)! هذا المنطق أنّنا نزور مضمون ونزور موقف لم يرد عن أهل البيت، هذا هراء من القول وأضاليل.. وقول الوائلي أنّنا نزور النبي تكريماً للنبي هذا هراء، فنحن نزور أهل البيت لننال نحن الشرف والكرامة بالزيارة، وليس نحن نُكرم أهل البيت بالزيارة. ثمّ إنّ عقيدتنا في النبي هي أنّنا حين نخاطبه من قريب أو من بعيد فنحن نعتقد أنّه يرانا ويسمعنا ويردّ علينا بروحه وجسده. الوثيقة 66، مقطع 5: (تسجيل للوائلي يتحدّث فيه عن قبر سيّد الأوصياء، ويقول أنّه حين يقف على قبر أمير المؤمنين يقف على معالم تشدّه إلى كيان معنوي، ولا يقف على عظام)! فهو في عقيدته يرى أنّ علياً عظام في قبره. ● إذا كان الوائلي لا يريد أن يزور قبراً، لأنّ في ذهنه أنّ علياً مجموعة عظام.. فماذا نصنع مع هذه الروايات الكثيرة عن أهل البيت التي توجّهنا لزيارة قبر عليّ، وتقبيل قبر عليّ، ووضع الخدّ على قبر عليّ؟! الوثيقة 67، مقطع 6: (تسجيل للوائلي يقول أنّه حين يقف على قبر الحسين فهو لا يقف على عظام بالية، وإنّما يقف على موقف، فالحسين مضمون والمضمون لا يموت)! الوثيقة 68، مقطع 7: (تسجيل للشيخ الوائلي أيضاً يقول فيه أنّه حينما يزور الحسين فهو يزور موقف)! الوثيقة 69، مقطع 8: (تسجيل للوائلي يكرّر فيه نفس المضمون أنّه حين يزور الحسين يقف على موقف وليس قبر)! الوثيقة 70، مقطع 9: (تسجيل للوائلي يعتقد فيه بنجاسة دم الحسين)! علماً أنّ المراجع يقولون أيضاً بهذا، ولكن الوائلي ذهب بعيداً، فقد ذهب إلى نجاسة دم الحسين حتّى بعد استشهاده، مع أنّه في كتب المخالفين، بل وحتّى في الفقه الشيعي أنّ المسلم حين يُقتل في المعركة فإنّ دمه طاهر! فهذا سوء أدب، وسوء اعتقاد، وجهل بالفقه عند الوائلي وعدم اطّلاع حتّى على فقه المخالفين! وأمّا علماؤنا ومراجعنا فهم يحكمون بنجاسة دم الحسين قبل شهادته، بل أنّهم يذهبون إلى نجاسة دم المعصوم حتّى في الحالة الإعجازية! ● وقفة عند كتاب [العروة الوثقى والتعليقات عليها: ج2] للسيّد كاظم اليزدي. وفي هذه الرسالة أكثر من 40 تعليق لمراجعنا من الأموات والأحياء.. وحتّى الذين لم تُذكر أسماؤهم من المراجع فهم أيضاً يتّفقون معهم على نجاسة دم المعصوم! ● قراءة ما جاء في المسألة رقم 3 التي يذكرها صاحب العروة الوثقى في هذه الرسالة، فيقول: (الدّم الأبيض إذا فُرض العلم بكونه دماً نجس، كما في خبر فصْد العسكري..). السّيد كاظم اليزدي يريد أن يقول أنّ دم المعصوم نجس كدمائنا سواء كان أبيض أو أحمر، والمراجع الذين علّقوا على العروة الوثقى يُوافقونه في ذلك! (وقد قرأت مقاطع من خبر فصد العسكري في حلقات سابقة، وهو رواية تتحدّث عن دم أبيض خرج من الإمام العسكري في حالة إعجازية، وبسبب هذه الحالة الإعجازية اهتدى راهب مسيحي وصار شيعياُ) ● وقفة قراءة لأسماء مراجع الطائفة الذين علّقوا على العروة الوثقى، ووافقوا صاحب العروة الوثقى في قوله بنجاسة دم المعصوم في حالته الإعجازية! ● الحسين في كلمات أهل البيت: ● في زيارة سيّد الشهداء المطلقة الأولى نقرأ (أشهد أن دمك سكن في الخلد، واقشعرّت له أظلّة العرش، وبكى له جميع الخلائق، وبكت له السماوات السبع والأرضون السبع وما فيهنَّ وما بينهنّ ومَن يتقلّب في الجنّة والنار مِن خلْق ربّنا، وما يرى وما لا يرى) ● أيضاً نقرأ في زيارة سيّد الشهداء (أشهد أنّك طهر طاهرٌ مُطهّر من طهر طاهر مطهّر، طهرتَ وطهرتْ بك البلاد وطهُر حرمك وطهُرت أرضٌ أنت فيها). كما أنّ دم البلاد طهرت بالحسين، فكذلك الخُلد طهرت حين سكنها دم الحسين. الوثيقة 71، مقطع 10: (تسجيل للوائلي يقول فيه أنّ الحسين ذهب إلى افريقيا وإلى طبرستان، وإلى اسطنبول يقاتل في الفتوحات الإسلامية!). والحال أنّ المعركة التي حصلت في اسطنبول كانت بقيادة يزيد لعنه الله! هذا الذي يذكره الوائلي كذب محض، وأنا أتحدّى الذين يُدافعون عن الوائلي وأتحدّى المؤسسة الدينية أن يأتوا بدليل واحد من أهل البيت يقول أنّ الحسين قاتل كجندي تحت راية يزيد! ● هذا الكلام الذي ذكره الوائلي عن الحسين بأسلوب إنشائي أدبي، أخذه على ما يبدو من كتاب [الإمام الحسين] لعبدالله العلايلي، وقد تحدّثت عن هذا الكتاب في الحلقات السابقة. مقطع 11: (فيديو لكمال الحيدري يتحدّث فيه عن فشل أمير المؤمنين)! مقطع 12: (مقطع آخر لكمال الحيدري يعلّق على الفيديو الأوّل، ويقول فيه أنّه حين تحدّث عن فشل سيّد الأوصياء كان ينقل كلام عبدالله العلايلي).. علماً أنّنا إذا رجعنا إلى نفس الدرس الذي ألقاه الحيدري والذي اقتطع منه هذا المقطع – وهو موجود على موقعه الرسمي- نجد الحيدري كان يُثني على العلايلي في نفس درسه، ويبدو من خلال حديثه أنّه معجب بطرح العلايلي إلى حدّ كبير، وربّما يقبل طرحه إلى حدّ ما، ومقتنع إلى حدّ ما بهذا المذكور في كتاب عبدالله العلايلي. ● عبد الله العلايلي هو الذي ذكر فيه كتابه أنّ الحسين ذهب إلى الغرب إلى (افريقيا)! (قراءة سطور من كتاب [الإمام الحسين] لعبدالله العلايلي تتحدّث عن مشاركة الحسين في القتال في افريقيا وطبرستان وفي القسطنطينية أيضاً تحت راية يزيد!). ● أنا أسألكم: حسينٌ الذي نعرفه والذي قال عنه رسول الله (حسين منّي وأنا من حسين) هل هو هذا الذي يتحدّث عنه الوائلي أنّه تحوّل إلى عظام بالية وإلى تراب، ولم يبقى منه سوى موقف ومضمون! هل هو هذا الذي يرى الوائلي أنّ دماؤه نجسة! والذي يُقاتل في افريقيا تحت رايات الضلال ورايات قَتَلة أمّه الزهراء؟! كيف يكون الحسين جندياً تحت راية غبّي من أغبياء البداوة وصحراء العرب، وهو الإمام المعصوم، والنبي يصرّح (الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا)، والأنكى منه أن يكون جندياً تحت راية طاغية! سيّدي يا بقيّة الله: إنّي أبرأ إليك من هذا الحسين الذي يتحدّث عنه الوائلي، وأبرأ إليك من ولايته.. إنّي أوالي حسينك الذي تخاطبه الزيارات (أشهد أنّ دمك سكن في الخلد..). الوثيقة 72، مقطع 13: (تسجيل للوائلي يعطي فيه تحليلاً قطبياً لقتل الحسين فيقول أنّ الإصبع الأجنبي تدخل في مسألة قتل الحسين لضرب الوحدة الإسلامية)! وهو منطق قطبي سخيف جدّاً.. فإنّ منطق أهل البيت هو أنّ الحسين قُتل يوم كُتب الكتاب كما في حديث الإمام الصادق في الكافي الشريف، والمراد من الكتاب هو الصحيفة المشؤومة التي اتّفق على مضمونها وعلى كتابتها مجموعة من الصحابة وهم الذين نفّذوا هذا المشروع بإشراف إبليسي في سقيفة بني ساعدة! الوثيقة 73، مقطع 14: تسجيل الوائلي يستهزئ فيه بالروايات التي تقول أنّ الحسين في ظهر يوم عاشوراء قتل 12 ألف شخص. علماً أنّي قد ناقشت هذه القضيّة بشكل مفصّل في مجموعة حلقات (قوانين الطيّ والنشر) من هذا البرنامج. فقط أريد أن أشير إلى أنّ الوائلي يتعامل مع واقعة كربلاء بمنطق (أبو الدجاج)! كيف يُدرك الوائلي خصوصية كربلاء وهو يتحدّث عن رموزها القرآنية باستهزاء كما في تفسير (كهيعص) كما مرّ! الوثيقة 74، مقطع 15: (تسجيل للوائلي يتحدّث فيه عن نقاش دار بينه وبين أحد المخالفين حول تربة الحسين، والوائلي سحق تربة الحسين برجله ليرد على المخالف بأنّه لا يعبد التربة!). بأيّ مجوّز شرعي تُهان تربة الحسين وتُداس؟! وهل من الأدب الحسيني أن يقوم شخص يصف نفسه بأنّه خادم للحسين فيدوس على تربة الحسين؟! حتّى تراب كربلاء الموجود في الشارع لا تجوز إهانته بنيّة إهانة تراب كربلاء.. فمن أين أتى الوائلي بهذا المجوّز لسحق تربة الحسين؟! (علماً أنّ هذه القضيّة في إهانة التربة الحسينية ليست خاصّة بالوائلي، فقد صنع مرتضى العسكري نفس الصنيع أيضاً حينما كان عميداً لكليّة أصول الدين التابعة لحزب الدعوة، حين جاءه في الكليّة بعض السنّة ودخلوا معه في نقاش، وحين وصلوا في النقاش إلى تربة الحسين قام مرتضى العسكري وسحق التربة بقدمه حتّى يُثبت لهم أنّه لا يعبدها)! (وقفة تُبيّن الموقف الشرعي الذي يجب علينا أن نتعامل به مع تراب كربلاء سواء كان التراب الموجود في الشارع، أو التراب الذي جُعل في قوالب طينية للسجود عليه). ● سحق تربة الحسين بالقدم هو إهانة للحسين، وهؤلاء الذين يدوسون على تربة الحسين لمناقشة المخالفين هؤلاء لا يعرفون الحسين! ولا يعرفون قيمة تربة الحسين، وهذا هو نفس المنطق الذي تحدّث به السيّد عليّ الصالح حين تحدّث عن الماء الموجود تحت قبر أبي الفضل العبّاس.. فهو لا يعرف العبّاس، ولا يعرف قيمة الماء الذي يجري تحت قبر أبي الفضل العبّاس صلوات الله عليه. ● في رواياتنا أن سؤر المؤمن – أي المُتبقّي من شرابه، وقد يُطلق على المُتبقّي من طعامه – هذا السؤر حتّى لو كان في آنية ووعاء ليس نظيفاً فهو شفاء من سبعين داء، لأنّ هذا الماء قد لامس شفتي هذا المؤمن! وأنا أسأل هنا: هل هذا المؤمن يساوي فردة نعال عتيقة جدّاً لابي الفضل العبّاس؟! إذا كان سؤر هذا المؤمن شفاء من سبعين داء وهو ماء قليل غير معتصم، فكيف بالمياه الجوفية المعتصمة المحفوظة بطريقة ربّانية وتطوف حول قبر أبي الفضل العباس، وتلامس طين قبر أبي الفضل، ألا تكون شفاء؟! الوثيقة 75، مقطع 16: (تسجيل للوائلي يستهزئ بشعائر الحسين، ومراسيم التشبيه والتمثيل في عاشوراء وإقامتها من قبل خدمة الحسين في لندن، يقول عن خدمة الحسين أنّهم نعاج، وأنّه لو يظفر بهم لدفنهم في بالوعة وهم أحياء)! الحمد لله الذي لم تكن للوائلي سُلطة وقام بدفن خدمة الحسين وهم أحياء في بالوعة، فحتّى صدام لم يصنعها! لو كانت يد الوائلي مبسوطة ولديه سُلطة لدفن السرداب الشريف بالتراب، ولدفن خدمة الحسين في بالوعة، كما صنعت المرجعية الشيعية حين أخفت كرامة تربة الحسين التي تحوّلت إلى دم! ولكن أقول: ●ما الذي يُضير الوائلي في أنّ مجموعة من الشيعة في لندن يُعبّرون عن مشاعرهم ويُقيمون شعائرهم؟! حكومة البلاد لا تعترض، ولا حتّى أهل تلك البلاد يعترضون..وهؤلاء الذين يتصوّرون أنّ وراء هذه الشعائر أيادي خفيّة هؤلاء عقولهم ساذجة. أنا أقول: أيّهما أكثر ضرراً على الشيعة: هؤلاء الذين يُقيمون شعائر الحسين في الغرب؟ أم الذين يُفرغون الفكر الناصبي في عقول الشيعة؟! حتّى لو فرضنا أنّ هؤلاء المجموعة الذين يُقيمون شعائر الحسين في الغرب وراءهم أيدٍ خفيّة، فأنت كذلك أيّها الوائلي وراءك إبليس وأنت تطرح هذا الفكر الناصبي على المنابر، وكذلك المؤسسة الدينية هي أيضاً وراءها إبليس.. فأنت أيّها الوائلي من ترقص على جراح آل محمّد حين تطرح الفكر الناصبي على المنبر. الوثيقة 76، مقطع 17: (للوائلي يتحدّث فيه عن الدرباشة، وأنّ لها واقع منطقي، وأنّها تكون معجزة للأولياء!) في الوقت الذي يتحدّث الوائلي بلسان الإهانة مع خدمة الحسين في إقامتهم لشعائر الحسين، فهو يتحدّث بهذا الّلسان المؤدّب مع أصحاب الدرباشة! الوثيقة 77، مقطع 18: (للوائلي يتحدّث فيه عن احترام وسائل العبادة، واحترام طقوس الصوفية، فهو يرى أنّ جميع الناس هم في عبادة باتّجاه الله تعالى، فحتّى أولئك الذين يُحرّكون رؤوسهم ويتمايلون بقول (الله) هم في عبادة! وهذا هو منطق ابن عربي! وهنا أقول: ● أولاً: نحن نعرف أنّ العبادة توقيفية. ● ثانياً: الله يحبّ أن يُعبد من حيث يُريد (من طريق آل محمّد) لا من حيث ما نريد نحن. ● ثالثاً: أنت أيّها الوائلي تأمر مَن ينتقد هذه الحالات أن يكون مهذّباً، وأن يحترم طقوس هؤلاء الصوفية، فلماذا لا تكون أنت مهذّب في حديثك عن خدمة الحسين؟! الوائلي يحترم الدرباشة، ويحترم الصوفية في طقوسهم، ولكن حين يصل إلى خدمة الحسين يُريد دفنهم أحياء في بالوعة، ولا يحترم شعائرهم! مقطع 19: فيديو لمجموعة من الزوّار السنّة يزورون عبد القادر الجيلاني في بغداد. (علماً أنّني لا أعترض على طقوسهم، فهم أحرار فيما يصنعون). لو عرض هذا الفيديو على المؤسسة الدينية، ستقول عنهم: هؤلاء أنفسنا، وهم أحرار فيما يفعلون.. أمّا كرامة تربة الحسين صلوات الله عليه فإنّها تُخفى عن الشيعة بأمر المرجعية، ويُحرم الشيعة من النظر إليها! وبأمر المرجعية تُربّى الشيعة على الاستهانة بماء العبّاس وأنّه لا نفع فيه!! الوثيقة 78، مقطع 20: (للوائلي يقول فيه إنّنا حين نبكي على الحسين في عاشوراء لا نبكي الحسين الذي هو لحم ودم وجسم موزّع بالسيوف)!. هذا الرجل يتكلّم من دون أن يُفكّر، والسبب هو أنّ المرجعية أعطته ضوء أخضر بأنّ يتحدّث بكلّ حريّة والشيعة تُصفّق لما يقول وتضرب الدفوف! هذا المنطق الذي تحدّث به الوائلي يخالف 100% الحكمة من الأسلوب والوسيلة والطريقة التي اتّبعها سيّد الشهداء. ● سيّد الشهداء أراد أن يُركّز معاني المظلومية عبر وقوع الظلم على لحمه وجسده ودمه، وإلّا ما معنى الأحاديث التي تأمرنا أن نتذكّر عطش الحسين حين نشرب الماء؟! ووصيّة الحسين لشيعته (شيعتي مهما شربتم عذب ماء فاذكروني) هذه الوصية أليست تتحدّث عن لحم وعن دم؟! الّلوحة التي رسمها سيّد الشهداء رسمها بالجراحات التي تكاثرت في جسده الشريف (جراحات بجنب الجراح، وجراح على الجراح، وجراح في باطن الجراح) (السلام على المغسّل بدم الجراح، السلام على المجرّع بكاسات الرماح.. السلام على الشيب الخضيب، السلام على الخد التريب، السلام على البدن السليب، السلام على الثغر المقروع بالقضيب .. السلام على الشفاه الذابلات، السلام على العيون الغائرات، السلام على الجسوم الشاحبات، السلام على الأجساد العاريات، السلام على الدماء السائلات، السلام على الأعضاء المقطّعات، السلام على الرؤوس المُشالات) زيارة الناحية المقدّسة أكثر مضامينها ناظرة إلى هذه الجهة.. لأنّ الحسين أراد ذلك. ● كيف لا ننظر إلى لحم وجسد الحسين الذي تقطّع، أو إلى جسد أبي الفضل العبّاس، أو إلى رضيع الحسين الذي ذُبح من الوريد إلى الوريد على صدر أبيه! ● وقفة عند هذا المقطع من حديث الكساء الشريف: (الّلهم إنّ هؤلاء أهل بيتي وخاصَّتي وحامَّتي لحمهم لحمي ودمُهم دمي، يؤلمني ما يُؤلمهم ويحزنني ما يحزنهم، أنا حرب لمَن حاربهم، وسلْم لمَن سالمهم، وعدوٌ لمَن عاداهم، ومُحبٌ لمن أحبهم، إنّهم منّي وأنا منهم) لحم الحسين هو لحم رسول الله، فهل هكذا نتعامل مع لحم رسول الله ودمه بمنطق الوائلي؟! الوثيقة 79، مقطع 21: (تسجيل للوائلي يتحدّث فيه عن قصيدة الشافعي في الحسين، وبكاء الحسن البصري على الحسين، ويقول أنّ الشافعي في موقفه على الحسين كان يتجاوز العاطفة)! ● وقفة عند كتاب [تجاربي مع المنبر] للشيخ الوائلي، والذي ألّفه في آخر أيّام حياته، والكتاب موجّه إلى خطباء المنبر.. يقول فيه أنّ السلف الصالح يأتون بعد الأئمة في المرتبة ليكونوا روّاداً لنا في إحياء أمر الحسين.. ثمّ يذكر أمثلة لهؤلاء السلف الصالح فيذكر الشافعي وأحمد بن حنبل! ● إذا أراد المرقّعون أن يقولوا أنّ كلام الوائلي في الوثيقة 79 كان فيه مداراة، فهذا الكتاب مؤلّف لخطباء المنبر الحسيني! الوثيقة 80، مقطع 22: (تسجيل للوائلي يقول فيه أنّ اليوم العاشر من المحرّم يُصام كباقي الأيّام، وصيامه مستحب! والإنسان يُؤجر عليه! هل هذا فقه أهل البيت وآدابهم؟! الوثيقة 81، مقطع 23: (تسجيل للوائلي يقول فيه إذا كان الصيام عاشوراء بقصد الفرح لمصاب أهل البيت بالحسين، فهو محرّم، وإذا كان قربة لله فهو مستحب ويُؤجر عليه)! ● وقفة عند حديث الإمام الصادق مع عبدالله بن سنان في [إقبال الأعمال] للسيد ابن طاووس: (عن عبد الله بن سنان قال: دخلتُ على مولاي أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام يوم عاشوراء وهو متغيّر الّلون ودموعه تنحدر على خديه كاللؤلؤ، فقلتُ له: يا سيدي ممّا بكاؤك، لا أبكا الله عينيك، فقال لي: أما علمتَ أنّ في مثل هذا اليوم أُصيب الحسين ؟ فقلتُ : بلى يا سيدي وإنّما أتيتك مقتبساً منك فيه علماً ومستفيداً منك لتُفيدني فيه، قال: سل عمّا بدا لك وعمّا شئت. فقلتُ : ما تقول يا سيدي في صومه ؟ قال: صُمه مِن غير تبييت – أي من دون نيّة مُبيّتة : يعني من دون نيّة قبل الفجر – وافطره مِن غير تشميت، ولا تجعله يوماً كاملاً، ولكن افطر بعد العصر بساعة ولو بشُربة من ماء، فإنّ في ذلك الوقت مِن ذلك اليوم تجلّتْ الهيجاء عن آل رسول عليه وعليهم السلام، وانكشفتْ الملحمة عنهم وفي الأرض منهم ثلاثون صريعاً، يعزّ على رسول الله مصرعهم..) فالإمام هنا يقول لا تجعله يوماً كاملاً: يعني إمساك وليس صيام. الوثيقة 82، مقطع 24: (تسجيل للوائلي يتحدّث فيه على نفس النغمة في الوثيقة 78، فيقول أنّنا حين نقاتل عن محمّد، فنحن لا نقاتل مع محمّد الذي هو لحم ودم)! في حديث الكساء الشريف رسول الله جعل لحمه ودمه أساساً.. أمّا هذا الذوق الذي يتحدّث به الوائلي فهو ذوق وهابي قطبي.. لأنّه يركّز على الرسالة لا الرسول، وهذا هو منهج المنظّمات والأحزاب السياسية في المنطقة العربية، وهو منهج محمّد باقر الصدر، ومنهج فضل الله (التركيز على المصطلحات والنصوص دون الحقائق)! الوثيقة 83، مقطع 25: (تسجيل للوائلي حول الآية {وما كان الناس إلّا أمة واحدة فاختلفوا} فهو يقول أنّ هذه الآية نزلت لتسلية النبي لأنّ النبي تفاجأ حين رأى اختلاف الصحابة فيما بينهم وتألّم وتأثّر)! وهذا التفسير جاء به من كتب النواصب، ولا أثر له في كتب حديث أهل البيت! هل هذا منطق يُقال في حقّ رسول الله أنّه تفاجأ بوجود الاختلاف في أصحابه؟! ● الآن بعيداً عن النبوّة والجانب الغَيبي، رسول الله كان قائداً مميزاً وحكيماً، ويمتلك الخبرة.. وهو الذي أخبر أنّ الأمّة ستفترق إلى 73 فرقة، وهو الذي أخبر أنّه يجري في هذه الأمّة ما جرى في الأمم السابقة حذو القذّة بالقذّة والنعل بالنعل.. ألم تكن عنده الخبرة بحيث يستطيع أن يُشخّص واقع أصحابه بحيث أنّه يتفاجأ باختلافهم؟ الوثيقة 84، مقطع 26: (فيديو للوائلي يتحدّث فيه عن أميّة النبي، ويقول أنّ الأميّة عند النبي أميّة كمال وليس أميّة نقص كالتي عند الناس، ويقول أنّ النبي أخذ العلم عن طريق التلقين وليس الكتاب). صحيح أنّ رسول الله لم يُمارس أمام أعين الناس لمدّة من الزمان القراءة والكتابة، ولكن هذا لا يعني أنّه لم يكن يعرف القراءة والكتابة. ثُمّ إنّ رسول الله لا يحتاج إلى تلقين، حتّى يكون علمه من التلقين، فرسول الله حقيقة علمية لا يحتاج إلى إلهام.. رسول الله هو العلم الأنفذ الوارد في دعاء البهاء (الّلهم إنّي أسألك من علمك بأنفذه). ● إذا كان الإمام السجاد يُخاطب العقيلة فيقول (أنتِ بحمد لله عالمة غير معلّمة) يعني أنّ العقيلة عالمة من دون تعليم وتفهيم، فكيف بجدّها رسول الله؟! الوثيقة 85، مقطع 27: (تسجيل للوائلي حول الآية الكرية {هو الذي بعث في الأميّين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويُزكّيهم ويُعلّمهم الكتاب والحكمة} فيقول أنّ معنى الأميين فيها عدّة أقوال، وأنّ التفسير الذي يقول أنّ المراد هو من الأميين هو الانتساب إلى أم القرى (أي مكّة) يقول عنه أنّه قول ليس بوجيه! والسبب لأنّ النبي بُعث للناس كافّة. وهذا التفسير هو قول أهل البيت وهو لا يعلم! الوائلي يصل إلى النتيجة التي وصل إليها في المقطع السابق، وهي: أنّ النبي أمّي لا يعرف القراءة والكتابة). الوثيقة 86، مقطع 28: (تسجيل للوائلي يتحدّث فيه عن الحكمة في أنّ النبي لا يقرأ ولا يكتب). وقفة عند ما يقوله أهل البيت عليهم السّلام في معنى (النّبي الأمي) – ولعن أهل البيت لمَن يقول عن رسول الله أنّه أمّي (لا يقرأ ولا يكتب). ● رواية الإمام الباقر في [تفسير البرهان: ج8]: عن علي بن أسباط عن أبي جعفر عليه السّلام: (قلت إنّ النّاس يزعمون أنّ رسول الله لم يكتب ولا يقرأ ! فقال: كذبوا لعنهم الله، أنّى يكون ذلك، وقد قال الله عزَّ وجل: {وهو الّذي بعث في الأميّين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا مِن قبل لفي ضلالٍ مبين}. فكيف يُعلّمهم الكتاب والحكمة وليس يُحسن أن يقرأ ويكتب؟! قلت: فلم سُمّي النّبي الأمي؟ قال: لأنّه نُسب إلى مكّة، وذلك قولُ الله عزّ وجل {لتنذر أمّ القرى ومَن حولها} وأمّ القرى مكة، فقيل أمي لذلك). ● رواية الإمام الجواد (عن جعفر بن محمد الصّوفي قال: سألتُ أبا جعفر محمد بن علي الرّضا عليهما السّلام فقلت: يا بن رسول الله لم سُمّي النّبي الأمي؟ فقال: ما يقول النّاس؟ قلت: يزعمون أنّه إنّما سُمّي الأمي لأنّه لم يُحسن أن يكتب. فقال: كذبوا عليهم لعنة الله. أنّى ذلك والله يقول في محكم كتابه: {هو الّذي بعث في الأميّين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكّيهم ويعلّمهم الكتاب والحكمة} فكيف كان يعلّمهم ما لا يُحسن؟ والله لقد كان رسول الله يقرأ ويكتب باثنتين وسبعين أو قال بثلاثة وسبعين لساناً، وإنّما سُمّي الأمي؛ لأنّه كان مِن أهل مكّة، ومكّة من أمهات القرى، وذلك قول الله عزّ وجل {لتنذر أمّ القرى ومَن حولها}) ● رواية للإمام الصّادق عليه السلام في بصائر الدرجات: (عن عبد الرحمن ابن الحجاج قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: إن النبي صلى الله عليه وآله كان يقرأ ويكتب ويقرأ ما لم يكتب). وقفة عند عنوان آخر: (قناعات الوائلي). مجموعة من الشواهد والوثائق التي تُخبركم عن طائفة من قناعات الوائلي التي تُشكّل ركائز مهمّة في مدرسة الوائلي البتراء. الوثيقة 87، مقطع 29: (تسجيل الوائلي يقول فيه أنّه لا يوجد عنده حساسية في السجود على العذرة – أي الغائط)! علماً أنّ هذا الرأي هو رأي أبي حنيفة، ولكن الوائلي لم يذكر اسمه في المقطع! فهو الذي يقول بجواز السجود على العذرة اليابسة! الوثيقة 88، مقطع 30: (تسجيل للوائلي يتحدّث فيه عن عبدالله بن سبأ، ويقول أنّه شخصية وهمية، وقد صرّح بذلك في كتابه [هويّة التشيّع]. خلاصة كلام الشيخ الوائلي في كتابه والنتيجة التي يصل إليها بعد أن يُورد ما يُورد من آراء المستشرقين وآراء غيرهم، يخلص إلى هذه النتيجة، وهي: أنّه لا وجود لابن سبأ، ويعلّل ذلك ويقول: أنّنا إذا سلّمنا بوجوده فهذا يُفضي إلى إلغاء عقولنا! (وقفة مرور سريع على قضيّة نفي شخصية عبدالله بن سبأ في الواقع الشيعي)! مقطع 31: (مقطع من مقابلة السيّد طالب الرفاعي على قناة العربية والذي يتحدّث فيه عن حاله وحال مرتضى العسكري ليلة إعدام سيّد قطب وأنّهم لم يناموا تلك الليلة!)! ● مرتضى العسكري في كتابه الذي ألّفه ينفي فيه شخصية عبدالله بن سبأ ويقول عنها أسطورة ركض في رأيه هذا وراء المستشرقين، والوائلي ركض وراء المستشرقين ووراء مرتضى العسكري، وحتّى السيّد الخوئي في رأيه في شخصية عبدالله بن سبأ ركض وراء مرتضى العسكري، كما أشار لذلك في كتابه [معجم رجال الحديث: ج11] أهل البيت يقولون عن عبدالله بن سبأ شخصية حقيقية، وهؤلاء يقولون عنه شخصية وهمية، أليست هذه العقول عقول سقيمة؟! (وقفة عند حديث الإمام الصادق في[رجال الكشي] والذي يتحدّث عن وجود شخصية عبدالله بن سبأ، وأنها شخصية حقيقية). ● (لعن الله عبد الله بن سبأ، إنه ادعى الربوبية في أمير المؤمنين عليه السلام، وكان والله أمير المؤمنين عليه السلام عبداً لله طائعاً، الويل لمن كذب علينا، وإن قوماً يقولون فينا ما لا نقوله في أنفسنا نبرأ إلى الله منهم، نبرأ إلى الله منهم) فكر الغلاة والنصيرية يمتد في جذوره إلى عبدالله بن سبأ، وقد تحدّثت عن هذا الموضوع بشكل مفصّل في مجموعة حلقات [الغلو والغلاة].