الجزء الثالث … الكتاب الناطق – الحلقة ١٣٦ – لبّيك يا فاطمة ج٥٣ – ملامح المنهج الأبتر في الواقع الشّيعيّ ق٢٠ – ضعف البراءة ج١٤ – الشيخ الوائلي ق٤ Show Press Release (29 More Words) الجزء الثالث … الكتاب الناطق – الحلقة 136 – لبّيك يا فاطمة ج53 – ملامح المنهج الأبتر في الواقع الشّيعيّ ق20 – ضعف البراءة ج14 – الشيخ الوائلي ق4 صور OverlaysPreviousNext فيديو يوتيوب اوديو مطبوع Show Press Release (23٬123 More Words) يازهراء بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيم سَلَامٌ عَلَيك يَا وَجْه الله الَّذِيْ إِلَيهِ يَتَوجَّهُ الأَوْلِيَاء… بقيَّةَ الله… مَاذَا فَقَدَ مَنْ وَجَدَك وَمَا الَّذِيْ وَجَدَ مَنْ فَقَدَك؟!… الْحَلَقَةُ السَّادِسَةُ وَالثَّلاثُون بَعد الْمِئَة لَبَّيكِ يَا فَاطِمَة الجُزْءُ الثالث والخَمسوُن ملامحُ المنهج الأبتر في الواقع الشِّيعيّ ق 2 – ضَعْفُ البَرَاءَة ج14 – الوائلي ق4 سَلَامٌ عَليْكُم إِخْوَتِيْ أَخَوَاتِيْ أَبْنَائِيْ بَنَاتِيْ … لا زَالَت مَجْمُوعَةُ حَلَقَاتِ: لبَّيكِ يَا فَاطِمَة مُتواصِلَة، عُنُواننا: لبَّيكِ يَا فَاطِمَة..!! والحديثُ يَتسلسلُ ويَتواصلُ في ملامِح المنهج الأبتر الَّذي يَتحرَّكُ بِكُلِّ فعَّاليةٍ ونَشاطٍ شَديد في الوَسط الشِّيعيّ خُصوصاً في المؤسَّسةِ الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الرَّسميَّة. والحديثُ في الحلقاتِ المتقدِّمةِ في أجواء شيخنا الوائلي رحمةُ اللهِ عليه، آخرُ وثيقةٍ تَمَّ عَرضُها بَين أيديكم فِي الحلقةِ الماضية كانت برقم 88، يتحدَّثُ فيها شيخنا الوائلي عن وهميَّةِ شخصيَّةِ عبد الله ابن سبأ، وأنَّ هَذه الشَّخصيَّة شَخصيَّةٌ لا وُجودَ لها، مَعَ أنَّ أحاديث الأَئِمَّةِ تؤيِّد وجودَه بِشكلٍ واضح، وجِئتكم بمثالٍ ونموذجٍ من ذلك حيث أنَّ الإمام المعصوم إمامُنا الصَّادق يلعنُ عبدَ الله ابنَ سبأ، ويتحدَّثُ عن عقيدتهِ الضالَّة، فهل يمكن أنْ يلعن الإمام الصَّادق شخصاً ويتحدَّث عن عقيدتهِ وهو لا وُجودَ لهُ كما يزعمُ الشَّيخ الوائلي؟! وكما يزعمُ السيِّد مرتضى العسكري؟! وكما يزعمُ السيِّد الخوئي؟! وهم يركضون بزعمهم هذا وراء زعم المستشرقين وزعم طه حسين وعليّ الوردي وأضرابهم، ومرَّ هذا الكلام. ولا زال الحَديثُ في العُنوان الَّذي اِنتخبتُهُ: (قَناعاتُ الشَّيخ الوائلي)، هذه القناعات الَّتي تُحدِّثنا عن مضمونِ مدرستهِ الفكرية..!! فقد مرَّ في الحلقاتِ المتقدِّمة عرض الوثائق الَّتي تَرتبطُ بالعنوان الأوَّل الَّذي انتخبته: سِماتُ مَنهجيَّةِ مَدرسة الوائلي، المنهج. ثُمَّ انتقلتُ إلى العنوان الثَّاني: البراءة! وبنحوٍ خاص البراءةُ الفكرية. ثُمَّ انتقلت إلى العنوان الثَّالث: الولاية! السِّمات العامة لعقيدةِ مدرسةِ الوائلي في مفهوم الولاية في عقيدة الولاية. وبعد الولاية كان الحديثُ طويلاً شيئاً ما عن: إمام زماننا الحُجَّة ابن الحسن! وبعد ذلك انتقل العنوانُ إلى: الشَّهادة الثَّالثة! الَّتي هي شِعارٌ ومَشعرٌ وشُعُورٌ وعقيدةٌ وعِبادة. وبعد الشَّهادة الثَّالثة كان الحديثُ تحت عنوان: مُحَمَّد وآل مُحَمَّد سِمات الاعتقاد بهم في مَدرسة الوائلي، وقد سمعتم العجائب من الأباطيل والأضاليل. ثُمَّ جاء هذا العنوان: قناعاتُ الوائلي! قناعاته من مُجملِ ثقافتهِ ومعلوماته، وما تقدَّم الحديث عنه بخصوص شخصيَّة عبد الله ابن سبأ هو جزءٌ من هذا العنوان، عنوانُ: قناعات الوائلي، ولا زال الحديث يتواصلُ تحت هذا العنوان. اعرضوا لنا رجاءاً الوثيقة المرقمة برقم 89: [ابنُ الزِّنا هذي المشكلة، هَذه الحقيقة كلَّما أجد في فكري أريد أعرف شنو السر في معاملة هالضحية هذا، هذه المعاملة شنو السر بيها؟ ما يصح أن يكون إيمان جماعة مثلاً ما كذا ما كذا، ترتبت عليه آثار كثيرة يُحبس يوم القيامة على الأعراف، طيب شنو ذنبه هذا؟ هو شمسوي هو هذا، هاه، هذا مو ذنبه مو جريمته هذا الطفل، هاي جريمة الأبوين الأم والأب جنيا عليه، لَمَّا جنى الأم، الأم جنت أو الأب جنى هذا ضحية المجتمع، احنا نجي ليه، هم المجتمع يملئه عذاب، المجتمع يملأ نفسه مرارة، وين ما يروح يأشرون اله، هذا ابن الزنا هذا ابن زنا مثلاً، تمنع عنه تغلق في وجههِ الأبواب، الرِّوايات تقول أن هذا كذا]. هذه قناعةٌ أُخرى من قناعات الشَّيخ الوائلي والَّتي تَكشفُ عن عدم فهمٍ وعن عدم اِطّلاعٍ على موقف العِترة الطاهرةِ من أبناء الزِّنا، هناك رواياتٌ أخذت بنظر الاعتبار الجانب الاجتماعي، وهذا لا ذنبَ للدِّين فيه، هذه القضيَّةُ كقضيَّةِ نظام العبودية، نظام العبوديةِ والرِّق لم يكن الدِّين هو الَّذي أوجدهُ، كان موجوداً ولكن حينما جاء الإسلامُ بدأ بتشريعاته وأحكامهِ للقضاء عليه شيئاً فشيئاً، لم يكن من الممكن القضاء على نظام العبوديةِ بنحوٍ دفعيّ، أي دفعةً واحدة. على سبيل المثال: النِّظام الربوي الاقتصادي الموجود الآن، الَّذي يُهيمن على العالَم، هل يمكنُ لأحدٍ أنْ يُزيلَه الآن إذا أراد أنْ يُوجد نظاماً جديداً دُفعةً واحدة؟! سيؤدِّي ذلك إلى انهيار الحياة الاقتصاديةِ في العالمِ بشكلٍ عام، فلابُدَّ من التغيير التدريجي. ما يرتبطُ بأحكام ابن الزِّنا منه ما لهُ علاقةٌ بالمجتمع، هذه اسقاطاتُ المجتمع البشري، ولا يستطيع التشريعُ أنْ يُلغيها دُفعةً واحدة لعميقِ وُجودها في داخل البناء المجتمعي وحتَّى في مداخل النُّفوس البشرية، فما جاء في الرِّواياتِ جانبٌ منهُ ينظرُ إلى هذهِ القضيَّة، يعني لو تغيَّرت النَّظرةُ الاجتماعية فحينئذٍ هذا الجانب سيزول من الوجهة الدِّينيَّة أو من الوجهة الشَّرعية، وجانبٌ آخر في الرِّوايات ناظرٌ إلى تحصيلٍ حاصل، إلى واقع، هُناك علل ومعلولات، الجانب الوراثي، الجانب البيولوجي، الجانب النَّفسي الموروث، كيف تكوَّنت النُّطفة، كلُّ هذا لهُ مدخليَّةٌ فيزيائيَّةٌ حقيقيَّةٌ لا دخلَ للتشريع في إيجادها، بالنَّتيجة العمليةُ الجنسيّةُ الَّتي أدَّت إلى ولادة هذا المولود، هذه العملية بظروفها تتركُ آثاراً، حين يتزوَّجُ العاقلُ اِمرأةً مجنونة فاقدةً للعقل من عائلةٍ يكثرُ فيها الجنون، حين تنعقد النُّطفةُ في جوٍّ من الرُّعبِ والخوف، حين تمرُّ الأُم في فترة الحمل بظروفٍ نفسية قاسية من القهرِ والظلم وغير ذلك ألا تنعكس هذه الحالات على الجنين وعلى الوليد، هذهِ قوانين الحياة، هذهِ قوانين الطبيعة، هذه سُنن تجري على الجميع، فجانبٌ مِمَّا تتحدَّث عنهُ الرِّوايات لا علاقةَ لهُ بالدِّين، ليس الدِّينُ هو الَّذي كوّن هذا التكوين لهذا المولود، الرِّواياتُ هنا تصفُ حقيقةً وُجدت على أرض الواقع، فتصفها كما هي وتتحدَّثُ عن الآثار المترتّبةِ عليها، عدمُ فهم لحن حديث أهل البيت بين الفقهاء مع اختلاط الأعراف البدوية العربية واعتماد القواعد الَّتي جِيء بها من النَّواصب من قواعد الرِّجال وحذف الكثير من الأحاديث والرِّوايات، ومن قواعد علم الأصول اِستناداً إلى الفهم اللغوي العرفي على طول الخط، من دون الرُّجوعِ إلى قواعد أهل البيت في فهم النُّصوص هو الَّذي أدَّى إلى هذهِ الثَّقافة المختلَّة وهذا التصوُّر المختلّ الَّذي يتحدَّثُ عنهُ الشَّيخ الوائلي والسَّببُ في ذلك هو ابتعادهُ عن هذا الذَّوق، وهو معذورٌ فالمؤسَّسةُ الدِّينيَّةُ بعيدةٌ عن هذا الذَّوق، وعن تصنيف الأحاديثِ والرِّواياتِ بهذا النَّحو. موقفُ أهل البيت، موقف الدِّين بيَّنوه صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين، هذا هو الجزء الثَّامن من الكافي، ولكنَّ المؤسَّسة الدِّينيَّة وناطقها الرَّسمي الشَّيخ الوائلي لا علاقةَ لهُ بحديثِ أهل البيت، ليرجع إلى كلامهم فالكافي في نظرهِ كتابٌ مدخول وهو لم يطَّلع عليه وقد مرَّت القرائن الواضحة المشيرة إلى ذلك، الرَّجل مُنغمس ومغموسٌ في الفكرِ المخالفِ لأهل البيت. هذا هو الجزء الثامن من كتاب الكافي الشَّريف، دار التعارف للمطبوعات، بيروت، لبنان، 1990 ميلادي، صفحة 192، رقم الحديث 322 – عَنْ اِبْن أَبِي يَعْفُور قَال: قَالَ أَبُو عَبدِ الله – إمامنا الصَّادق صلواتُ اللهِ عليه – إِنَّ وَلَد الزِّنَا يُسْتَعْمَل – حالهُ حالُ البقيَّة، فهو مُكلَّف – إِنَّ وَلَد الزِّنَا يُسْتَعْمَل – يُستعمل يُكلَّفُ بالعمل، يُطلب منه العمل، حالهُ حال البقيَّة – إِنَّ وَلَد الزِّنَا يُسْتَعْمَل إِنْ عَمِل خَيْرَاً جُزِي بِه وَإِنْ عَمِل شَرَّاً جُزِي بِه – حالهُ حال البقيَّة، هذا هو منطقُ العِترة بعيداً عن اسقاطات المجتمع، وبعيداً عن اسقاطات التكوين، عن حالة التكوين الَّتي تكوَّن بها ومنها ابن الزِّنا، فلا دخلَ للعِترة الطاهرة في تكوينهِ، إذا وصفتهُ بأوصافٍ في أحاديث أو في كلماتٍ أُخرى فإنَّما تحدَّثت عن واقعِ حالٍ موجودٍ على هذهِ الأرض، من هنا يتَّضح أنَّ الأحاديث الَّتي جاءت بخصوصِ ابن الزِّنا البعض منها ناظر إلى الاسقاطات والتقاليد والأعراف الاجتماعية ولا دخلَ للدينِ في ذلك، والبعض منها ناظر إلى توصيف الحالة كما هي على أرض الواقع كيف تكوَّنت، أمَّا الموقف النِّهائي هو هذا الَّذي تُبيِّنهُ أحاديث العِترة الطاهرة وعندنا روايات واضحة من أنَّ ابن الزِّنا يمكن أنْ ينال درجاتٍ ودرجاتٍ في القرب من أهل البيت فيكون من أوليائهم. ما جاء في هذه الأحاديث من أنَّهُ: (لا يُبغضُك يَا عَليِّ إِلَّا ابنُ زِنَا)، الَّذين يبغضون عليَّاً من أبناء الزِّنا ولكن لا يعني كُلّ الَّذين يبغضون عليَّا هم من أبناء الزِّنا، الرِّوايات تتحدَّث من كلماتهم هم صلواتُ الله عليهم من أبناء الحلال الحلال الَّذي هو بالعنوان العرفي، كما يُسمِّيهم الإمام الصَّادق أبناء رِشدة، أبناءُ رِشدة يعني أبناء حلال ولكنَّهم كانوا من النَّواصب، وفي نفس الوقت هناك من أبناء الزِّنا ممن تولّدوا من طريقةٍ ليست شرعية بحسب الموازين الشَّرعية الظاهرية للأحكام، من أبناء الزِّنا ولكنَّهم يُحبُّون أهل البيت، هذهِ المعاني لنْ تتجلَّى إلَّا حين نجمعُ كُلَّ المعطيات الَّتي ترتبطُ بهذا الموضوع، لكن هذه الرِّواية المختصرة يمكن أنْ تُبيّن هذا المطلب فحين يقول إمامنا الصَّادق: إنَّ ولد الزِّنا يُستعمَل، كيف يُستعمَل؟ كيف يُكلَّف؟ إذا افترضنا أنَّهُ أساساً لا يمكن أنْ يُوالي أهل البيت، هذا الكلام لا يكون منطقياً، لابُدَّ أنْ يكون بإمكانه أنْ يوالي أهل البيت وأنْ يُحبَّهم وأنْ يعرف إمام زمانه حتَّى يُستعمَل، حتَّى يكونَ مُكلَّفاً، ولو كان الحديثُ عن هذا الموضوع لفصَّلتُ لكم القول من خلال الآياتِ ومن خلال الأحاديث الشَّريفة. فهذا التساؤل الَّذي أثارهُ الشَّيخ الوائلي هو تساؤل منطقي، ولكن هذا التساؤل يكون منطقيَّاً بلحاظ، بالنِّسبةِ للشَّيخ الوائلي هذا التساؤل يكشفُ عن بُعدٍ عن ثقافة العترة الطاهرة وعن عدمِ مَعرفةٍ بذوق آل مُحَمَّد ولذا بقي الرَّجل مُتحيِّراً، فهو ما بين معلوماتٍ أخذها من الجو الشِّيعيّ، من جوِّ المؤسَّسةِ الشِّيعيَّةِ الرَّسميَّة وهي حائرةٌ في أمورها، هي حائرة في الكثير من المسائل، لماذا؟ لأنَّها عزلت حديث أهل البيت وأبقت جانباً منه بحسب قذارات وقُمامات علم الرجال، ثُمَّ سلّطت قذارات علم الأصول واستخرجت نتائج هي بين الجهلِ والجهالة والحَيرة، ولذا هذا التساؤل والاِستغراب من الشَّيخ الوائلي يعكسُ هذه الحالة مُضافاً إلى ثقافتهِ النَّاصبية الَّتي اكتسبها من دراستهِ ومن مكتبتهِ الَّتي هي بنسبة 95% من كتب المخالفين، كما صرَّح هو بذلك. هذهِ قناعةٌ أخرى من قناعاتِ شيخنا الوائلي، وعلى نفسِ هذه الوتيرة من هذا التشكيك والحيرة والاستغراب إنَّهُ يتحدَّث عن: زياد ابن أبيه في الوثيقةِ المرقمة برقم 90، رجاءاً أعرضوا لنا هذه الوثيقة: [قنبلة هذا ابن الزنا، شلون يعني قنبلة؟ إذا تريد تعرف اشلون ابن زنا قنبلة ادرس سيرة زياد ابن أبيه، زياد مولانا هذا نشأ ملأ لك الدنيا بالدم، قنبلة ليش؟ يريد ينتقم من المجتمع، يعني يشعر أن المجتمع اعتدى عليه، هاي عملية تعويض، يقول لك أنا منو سوّاني ابن زنا؟ غير المجتمع؟ غير هذولا النَّاس اللي ما تورّعوا، الأم اللي تسرّعت والأب اللي جنى وبالنتيجة اثنينهم جنوا عَلَيَّ وذولا شريحة من المجتمع، معناهُ هذا المجتمع كومة من الذئاب، هاه، مو يقول الشاعر يتأمّل، شوف هاي التجربة المرة اللي مر بيها واحد من الشعراء يقول: جميع النَّاس خدَّاعٌ إلى جانب خدَّاعِ يعيشون مع الذئبِ ويبكون مع الراعي هؤلاء يقول من هاي التجربة مار بتجربة قاسية، مار بتجربة مُرَّة، فيخفي مشاعره، هاي تنعكس على مشاعره]. وهذا تحليلٌ خاطئٌ وفهمٌ بعيدٌ عن الواقع، ابنُ زياد، هو يتحدَّثُ عن زياد ابن أبيه، وابن زيادٍ ما هو ببعيدٍ عن حال أبيه أيضاً، زياد ابن أبيه الَّذي يتحدَّث عنهُ الشَّيخ الوائلي لو كان دقّق في تأريخهِ وفي أوضاعهِ وفي موقفِ أمير المؤمنين منه لاتَّضحت الحقيقةُ الَّتي تحدَّثتُ عنها قبل قليل، زياد ابنُ أبيه كَان مُحبَّاً لأمير المؤمنين، وفي محاورةٍ فيما بينه وبين حِجر ابن عَدي كان يقول لحجر من أنَّ قلبهُ كان مملوءاً بحبِّ أبي تُراب، ولكن بعد ذلك تبدلَّت الأمور وتغيَّرت، فزياد ابن أبيه ابن زنا، ولكنَّهُ كان محبَّاً لأمير المؤمنين، ثُمَّ زال هذا الحُبّ، وجود الحبّ في قلبهِ لأمير المؤمنين وبشكلٍ مُؤكَّد وقويّ وكما يصفهُ هوَ بأنَّ قلبهُ كان مملوءاً بحبِّ عليٍّ صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه هذا تطبيق لنفس الحقيقة الَّتي تحدَّث عنها إمامنا الصَّادق والَّتي قرأتُها عليكم قبل قليل: (إِنَّ وَلَدَ الزِّنَا يُسْتَعْمَل فإِنْ عَمِل خَيْرَاً جُزِي بِه وَإِنْ عَمِل شَرَّاً جُزِي بِه) لو كَان مُستمرِّاً في طريق الخيرِ سيُجزى خيراً، ولكنَّ الأموال والسُّلطة والشَّيطان، شيطانُ الجنِّ وشيطانُ الإِنس، والشَّيطانُ الأكبر معاوية هو الَّذي فَعَل ما فعل بزياد ابن أبيه، أمير المؤمنين استعملهُ وكان من عُمَّال أمير المؤمنين، هذا الإشكال الَّذي يتردَّد دائماً لماذا استعمل أمير المؤمنين زياد ابن أبيه وهو ابنُ زنا؟! أمير المؤمنين اِستعمل زياد ابن أبيه وفقاً لهذه الرؤية الَّتي يتحدَّثُ عنها إمامنا الصَّادق. أمَّا ما جاء في التشريعات في قضيَّة أنَّ ابن الزِّنا لا يمكن أنْ يشغل بعض الوظائف أو أن يكون في بعض المجالات فهذه القضيَّة أُخِذت فيها الاسقاطاتُ الاجتماعية، لا في أصل التشريع، هذهِ قَضيَّة أُخِذت فيها الاِسقاطاتُ الاجتماعية، وهي من جُملةِ الأحكام التدريجية، وأنا هنا لا أُريد الخوض في هذه التفاصيل، لكنَّني أقول: إنَّ أمير المؤمنين استعمل ابن زياد واحترمهُ وقرَّبهُ وكَانت الشِّيعةُ تَحترمهُ وتُجلُّه، هذا هو منطق العترة، هذا هو مَنطق عليٍّ وآل عليّ، ولكنْ زيادُ ابن أبيه هو الَّذي مال إلى مُعاوية وغَطَس في الضلالِ وفي الجهل، ولو أنَّهُ سار على المنهج العلويّ كما كان في بدايةِ أمرِه لَمَا تحوَّل إلى قُنبلة كما وصفهُ الشَّيخ الوائلي في حديثهِ من أنَّ ابن الزِّنا قُنبلة في وسطِ المجتمع. عدمُ تحليل التأريخ من وجهةِ نظرِ أهل البيت وبحسبِ منطق العِترة الطاهرة وبحسبِ منهجيَّة الكتاب والعِترة يُوصِلُ الشَّيخ الوائلي وغيرَهُ من علمائنا وخطبائنا إلى هذهِ القناعات الفارغة الَّتي لا حقيقةَ لها على أرض الواقع، ألا تُلاحظون هذه القناعات قناعات فارغة لا تَستندُ إلى منطقٍ عقليٍّ واضحٍ ولا تَعتمدُ على معلوماتٍ صريحةٍ بيِّنة، لا هي الَّتي تعتمدُ الأبعاد العقائدية في منهج الكتابِ والعِترة، ولا هي الَّتي تأخذ التحليل العقلاني على الأقل بحسب المعطيات المتوفّرة، لا أُريدُ أن أُسهب أكثر من ذلك وإنَّما كما قلتُ هذه هي قناعات الشَّيخ الوائلي، قناعات ليست منطقية، قناعت مهزوزة وليست دقيقة، وهذه القضيَّة ليست خاصَّةً بالشَّيخ الوائلي، مدرسةُ الشَّيخ الوائلي رُوَّادها كَثيرون، كلُّ رواد هذهِ المدرسة يتكلَّمون بنفسِ هَذه الطريقة، ويتذوّقون الأمور بنفسِ هذهِ الذائقة، لا أطيل الحديث فبين يدي جُملةٌ من المطالبِ لابُدَّ أن أمر عليها. نذهبُ إلى الوثيقةِ الحاديةِ والتسعين: [عبد الله ابن عباس طبعاً مأمون، عبد الله ابن عباس مأمون على الحُسين غاية الأمان، عبد الله عباس ترجمان القُرآن، هاه، حَبر الأُمَّة]. هذهِ الأوصاف دائماً يُكرِّرها الشَّيخ الوائلي حين يتحدَّثُ عن عبد الله ابن عبَّاس: (حَبرُ الأُمَّة)، من الَّذي سمَّاه بهذه التسمية؟ هذه مصطلحاتُ المخالفين، هذه مصطلحاتُ أعداء أهل البيت، أعداءُ أهل البيت وضعوا هذه التسمية لعبد الله ابن عباس ولغيرهِ، وضعوا ألقاباً وأسماءً في مواجهةِ آلِ مُحَمَّد، وفي حرف الأنظار عن آل مُحَمَّد، ولكن الشَّيخ الوائلي مُعبَّأ بهذهِ المصطلحات، الأنكى من هذا هناك إصرارٌ من الشَّيخ الوائلي في استعمال هذا المصطلح في ابن عباس ودائماً يُردِّده: (عبد الله ابن عباس تُرجمان القُرآن!!)، إذا كان عبد الله ابنُ عباس ترجمان القُرآن فماذا نقول عن عليٍّ وآل عليّ؟! هذا المصطلح وهذا الوصف خاصٌّ بمُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد، لا يجوز إطلاقهُ على أيِّ أحد، هم تَراجمةُ وحيِ الله فقط، هذهِ ألقابُهم وأوصافُهم، لا أدري لِمَاذا الشَّيخ الوائلي يسلِبُ أوصاف آل مُحَمَّد ويُسبِغُها على غيرهم..؟! ثُمَّ لماذا هذا التمجيد الكبير لشخصية عبد الله ابن عباس؟ إنَّهُ الذَّوق المخالفُ لأهل البيت. عبد الله ابن عباس ليس معدوداً في أعداء أهل البيت! ولا معدوداً في أوليائهم المقرَّبين! عبد الله ابن عباس لهُ مواقف محمودة ولهُ مشاهد مشهودة، هذا لا يمكن إنكارهُ، ولكن الكثير من هذهِ المواقف والكثير من هذهِ المشاهد دوافعهُ القرابة والرحم والأعراف العشائرية والقبلية، رابطةُ عبد الله ابن عباس في آلِ مُحَمَّد الغالبُ عليها الجانبُ القَبَلي، الجانبُ الأُسَري، الجانبُ الرّحمي، وليس الجانب العقائدي، ولذا لا نجدُ في أحاديثِ أهل البيت ما يُشيرُ إلى منزلةِ ابن عباس العقائدية، ليس معدوداً في خواصّهم، بل هُناك من الأحاديثِ والرِّوايات الَّتي تُشير إلى بُعدِهِ عنهم، ما هو بِبُعد عداوةٍ فابنُ عباس ليس معدوداً في أعداء أهل البيت أو المناهضين لهم، وليس معدوداً في أوليائهم المقرِّبين، أنْ يستعمل الشَّيخ الوائلي هذا اللَّقب (حبرُ الأُمَّة) يمكن أنْ تُبلَع هذهِ القضيَّة، لكن أنْ يُسبِغَ عليه بصفاتِ آلِ مُحَمَّد، فهم تراجمةُ وحيِ الله لا غيرُهم. نستمع إلى الوثيقةِ الثانيةِ والتسعين أيضاً: [بعدين عبد الله ابن عباس ترجمان القُرآن وحامل القُرآن وعبد الله ابن عباس تلميذ الإمام أمير المؤمنين سلام عليه، وعبد الله ابن عباس إلى لحظاته الأخيرة هو موضع رضا أهل البيت وما ممكن عبد الله ابن عبّاس يصدر منه ذاك الجواب، أنت ما تتوقع من عبد الله ابن عباس اللي لَمَّا يصعد الحسن والحسين سلام الله عليهما يمسك لهما بالركاب، يمسك ركابهم، يقول له واحد: أنت عمّهما وأنت بهالدرجة من السن وترجمان القُرآن وحبر القُرآن، يقول له: هكذا أُمِرنا أن نفعل بأهل بيت نبيّنا، زين، الرجل كان بهاللون من الأدب، ما ممكن تصدر منه عبارة نابية، يكتب إلى أمير المؤمنين أنَّك لو تظل بالمدينة تأكل من حشفها أفضل لك من أن تلوّث أيدك بدماء المسلمين مثلاً كما يروى عنه، القصَّة أراداوا إسقاط عبد الله ابن عباس، الحقيقة العملية كلها استهدفت اسقاط عبد الله ابن عباس لأن عبد الله ابن عباس يحفظ في مدح عليِّ ابن أبي طالب من الرِّوايات ما يُلزِم الخصم، لذلك أراداوا إسقاطه الرجل حتَّى تسقط رواياته تبعاً له، ترى لهالغرض مو أكثر هاه، يعني جُملة من الأمور اللي عبد الله ابن عباس يرويها وجملة من الآراء في التفسير اللي يرويه هذا في العلاقة بأهل البيت هذه موقوفه على وثاقة عبد الله ابن عباس، إذا إجو إلى عبد الله ابن عباس وفنِّدوا آراءه وفنّدوا وثاقته نعم وعبَّروا عنه بأنَّه سارق، أثبتوا بأنَّه سارق معنى ذلك أنَّه أنتهى أمره سقطت منزلته، الموضوع إذاً استهدف عبد الله ابن عباس لهذا الهدف، وإلَّا عبد الله عباس أجلّ من أن يمدّ يده إلى بيت مال المسلمين، وما كان أكو حاجة، عبد الله ابن عباس بين أمرين إمَّا أنْ يأخذ للأمور المشروعة أو للأمور غير المشروعة، للأمور المشروعة أكو عنده طريق شرعي أن يمد يدهُ إلى بيت المال فيأخذ، لا سيما وعبد الله ابن عباس ترجمان القُرآن وحبر الأُمَّة]. لا أُريد أنْ أناقش ما ذكرهُ الشَّيخُ الوائلي بخصوص سرقة عبد الله ابن عباس لأموال البصرة، فهذا موضوع بحاجة إلى بحث، نظري إلى هذا المصطلح وتلاحظون الشَّيخ الوائلي يكرر أنَّ عبد الله ابن عباس تَرجمُان القرآن، وأضاف لقباً جديداً وهذا [من جيب الصَّفحة] أنَّهُ حبرُ القُرآن! عبد الله ابن عباس معروف في كتب المخالفين في كتب أعداء أهل البيت معروف بأنَّهُ حبرُ الأُمَّة، وأهل البيت لا يُسمُّونهُ بهذه التسمية، (مَنْ أَرَادَ أنْ يَسْتَكْمِل الإِيْمَان – إمامنا الصَّادق يقول – فَلْيَقُل القَوْلُ مِّنِّي مَا قَالَهُ آلُ مُحَمَّد مَا بَلَغَنِي عَنْهُم وَمَا لَم يَبْلَغْني، مَا أَسَرَّوا وَمَا أَعْلَنُوا)، هذا هو الإيمان، (وَقَلْبِي لَكُم مُسَلِّم وَرَأيِي لَكُم تَبَع)، هذا المنطق لا تعرفهُ مدرسة الوائلي، مدرسة الوائلي تعبُّ مِن الفكر المخالف، فَمرة يُسميه بحبر الأُمَّة وفقاً لذوق المخالفين، وأخرى يسلبُ صفةً خاصة بآل مُحَمَّد ويُسبِغُها عليه، وأخرى يستخرج لهُ [من جيب الصَّفحة] لقباً فيلقِّبه بحبر القُرآن، كما قُلت: لا أُريد أن أناقش هذه القضيَّة التأريخية الَّتي تتحدَّث عن نهبِ عبد الله ابن عباس لأموال البصرة في خلافة أمير المؤمنين صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، وهذا هو (نهج البلاغة)، هذا الموضوع متروك الآن ولكنَّني أتحدَّث عن هذا التركيز الدائم والترديد الدائم لصفة ترجمان القُرآن..!!. حين تزورون إمام زمانكم صلوتُ اللهِ وسلامهُ عليه، الزِّيارة المعروفة بزيارة آل ياسين كيف تُخاطبونهُ؟ لا أدري الشَّيخ الوائلي يقرأ هذه الزِّيارة أم لا يقرأها ؟! (سَلَامٌ عَلَى آلِ يَاسِين، السَّلَامُ عَلَيكَ يَا دَاعِي الله وَرَبَّانِيَّ آيَاتِه – وتستمرّ الزِّيارة إلى أنْ تقول وأنت أيُّها الزَّائر تُخاطب الإمام الحُجَّة:- السَّلَامُ عَلَيكَ يَا تَالِي كِتَابَ الله وَتَرْجُمَانه)، ترجمان القُرآن واحد وهو الحُجَّة ابن الحسن في زماننا هذا، تراجمة الوحي مُحَمَّد وآل مُحَمَّد، تراجمة الوحي عليٌّ وآل عليّ، هؤلاءِ هم تراجمة كتابِ الله، أمَّا ابن عباس فما هو من تراجمة القُرآن، هذا افتراء من قِبَل الشَّيخ الوائلي ومن قِبَلكم أنتم، مثلما سلبوا لقب الصديق الأكبر وجعلوه لأبي بكر! وسلبوا لقب الفارق الأعظم وجعلوه لعمر! وسلبوا لقب ذي النورين وجعلوه لعثمان! وسلبوا وسلبوا! ومرَّت علينا يوم أمس الرِّوايةُ الَّتي قرأتُها عليكم من كتاب الاحتجاج، القاسم ابن معاوية يقولُ للإمام الصَّادق ويُحدِّثهُ عن المخالفين من أنَّهم يروون في حديثهم أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وآله حين صعد في المعراج وجد على العرش مكتوباً لا إله إلَّا الله مُحَمَّدٌ رسول الله أبو بكرٍ الصديق، فالإمام قال: سُبحان الله حرَّفوا حتَّى هذا، حرَّفوا حتَّى هذا، التحريف موجود على طول الخط وهاهي مدرسةُ الشَّيخ الوائلي أيضاً تُساهم في حصَّتها في هذا التحريف، فتأخذ ألقاب أهل البيت وتسبغها على الآخرين!! الشِّيعيّ لابُدَّ أنْ يقرأ هذه الزِّيارة، زيارة آل ياسين، لماذا؟ أئِمَّتنا يقولون، إمامنا الرضا يقول: (لِكُلِّ إِمَامٍ عهدٌ في عُنُقِ شِيعَتِه – يعني هناك عهدٌ في أعناقنا لإمام زماننا – لِكُلِّ إِمَامٍ عهدٌ في عُنُقِ شِيعَتِه وَمِن تَمامِ الوَفَاءِ بِالعَهْد زِيَارَتُه)، هذهِ الكلمة تتحدَّث عَن أنَّ زيارة الإمام الحجَّة واجبة وليست مُستحبة كما يعلّمونكم!! زيارةُ الإمام الحُجَّة واجبة ليست مُستحبَّة، هذا هو ذوق آل مُحَمَّد، لو رجعنا إلى رواياتهم وأحاديثهم فذوقهم واضح، زيارةُ الشِّيعةِ لإمام زمانها واجبة، التفصيل كيف؟ ليس في هذا البرنامج، الرِّوايات فصَّلت، نحن في زمن الغيبة أنْ نتوجَّه إلى زيارته، أنْ نزوره، وحين أتحدَّث عن الزِّيارة الواجبة لا أتحدَّث عن مرَّةٍ واحدة وإنَّما أنْ تكون زيارتهُ بالنَّحو المفصَّل أو بالنَّحو المختصر دائماً على طول الخط، بقدرِ ما نتمكَّن أنْ نزوره أنْ نُسلِّم عليه، هذا أمرٌ واجب وأوجب من الصَّلاة والصِّيام، هذا واجبٌ عقائديّ! هذا واجبٌ أصليّ! هذه أصول الدين، أمَّا الصَّلاةُ والصِّيام فواجبٌ فرعيّ، والواجبُ الأصليّ مُقدَّمٌ على الواجب الفرعيّ!! من أفضل النصوص زيارةُ آل ياسين، لماذا؟ لأنَّها وردت من إمام زماننا، وفي هذهِ الزِّيارة الشِّيعيُّ يعرض عقيدتَهُ على إمامه، وعَرْض العقيدة على الإمام أمرٌ واجب!! يجبُ عليك أنْ تتأكَّد من عقيدتك، فأيُّ عقيدةٍ أفضل حينما تقرأُ عقيدتك من نصٍّ يأتي من إمام زمانك، وقد قرأتُ عليك ما جاء فيها: (السَّلَامُ عَلَيكَ يَا تَالِي كِتَاب اللهِ وَتَرْجُمُانِه)، هذا هو ذوق آل مُحَمَّد. وفي الزيارة الجامعة الكبيرة، وهي القولُ البليغُ الكامل، والميثاقُ الشِّيعيّ الأوكد، ماذا نقرأ في الزِّيارة الجامعة الكبيرة؟ (أَشْهَدُ أنْ لا إِلَه إِلَّا الله – إلى أنْ تستمر الزِّيارة – وَأَشْهَدُ أَنَّكُم الأَئِمَّةُ الرَّاشِدُون الْمَهْدِيُّون الْمُعْصُومُون – إلى أنْ تقول الزيارة – وَأَيَّدكُم بِرُوحِه وَرَضِيَكُم خُلُفَاءَ فِي أَرْضِه وَخَزَنَةً لِعْلْمِه وَمُسْتَودَعَاً لِحِكْمَتِه وَتَرَاجِمَةً لِوَحْيِه، وَأَرْكَانَاً لِتَوْحِيدِه وَشُهَدَاء عَلَى خَلْقِه – هذه أوصاف وصفات خاصة بهم، لا يمكن أنْ تُطلَق على غيرهم، آلُ مُحَمَّد هم أركانُ التوحيد، فهل عبد الله ابن عباس من أركان التوحيد؟! – وَأَرْكَانَاً لِتَوْحِيدِه وَشُهَدَاءَ عَلَى خَلْقِه وَأَدِلَّاءَ عَلَى صِرَاطِه عَصَمَكُم اللهُ مِن الزَّلَل – إلى أنْ تقول الزِّيارة – وَطَهَّرَكُم مِنَ الدَّنَس وَأَذْهَبَ عَنْكُم الرِّجْس وَطَهَّرَكُم تَطْهِيراً)، هذا السِّياق خاصٌ بهم، من أجزاء هذا السِّياق: (وَتَرَاجِمَةً لِوَحْيِه)، هذا العنوان خاصٌّ بآل مُحَمَّد وإطلاقهُ على غيرِهم خيانةٌ لآلِ مُحَمَّد، ولكن هذه هي المدرسة البتراء، وهذا هو الفكر الأبتر بامتياز!! نذهبُ إلى الوثيقةِ الثَّالثة والتسعين: [المذاهب الثَّلاثة والإمامية هاه، ذولا أربعة يذهبون إلى وجوب قراءة سورة الحمد، بينما الإمام أبو حنيفة يقول: لا ، مو إلّا يقرأ سورة الحمد لا، يقرأ آية من القرآن زين إذا قرأنا الآية تقول: ﴿فَاقْرَأُوا مَا تَيَسَّر﴾ يوﮔف يقول الله أكبر ويقرأ ﴿مُدْهَامَّتَان﴾ هاي آية ويركع ويسجد، زين، خل الفت نظرك، يعني الحقيقة هاي يخالفوه فيها وجهة النظر، بس هالاختلاف شنو دوافعه أو شنو مبادئه؟ مبادئه فهم الدليل تنبّهلي، ودوافعه فهم الدليل، مرة أكو عندنا عامل خارج الدليل، شوية خل أوضح لك الفكرة أفرض المسألة الاقتصادية اللي اختلفوا بيها الصحابة مع الخليفة عمر شنو هيه؟ عمر ابن الخطاب يقول: أنا ما يصير أجي بالتوزيع انطي ذولا اللي أسلموا عام الفتح من بعد ما فتح النَّبي مكة وجو ذولا لقوها باردة لا قتل ولا قتال ولا تعرّضوا إلى ضغط ولا عذاب ولا ولا، هاه، أنا ذولا انطيهم حالهم حال ذولا اللي أسلموا أيَّام الشدّة وتعرضوا للعذاب، للملاحقة، للمطاردة، كلهم أنا سوا ذولا أوزّع ما بيناتهم، يعني ذولا وذولا سواء، هذا عامل خارجي تنبّه، هذا مو من حقِّ، مو من حقِّ النص، مو من داخل النَّص ، لأن النص بيه لام تمليك أن الأموال للمسلمين، زين، ولام التمليك تقتضي المساواة، أنهُ هذا يأخذ نفس الحصة من الأموال الخراجية، هذا يأخذ وهذا يأخذ كلهم على حدٍ سواء، هسه مسألة ثواب، تمييز وتقدير بس عند الله، ذيج أمور اجتماعية اعتباريه. ولذلك هو هذا كان رأي الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه، الإمام أمير المؤمنين وحدة من الأشياء اللي خلقت له مشكلة شنو؟ اللي خلقت له مشكلة هالنظرية، الإمام كان يساوي بالعطاء، يصيح لقنبر تعال، أرفع هاي ثلاثة دنانير لك، عبد الله بن ابي رافع تعال يقوله شيل راتبي ثلاث دنانير اللي الي شيلها، عليِّ ابن أبي طالب وقنبر على حدٍّ سواء، هاي يقولك أموال خراجية أنا حالي حال الباقين، شنو معنى أني أتميّز على الآخرين؟! لا، ما في داعي للتميز، هاي فرضية اللي خلقت مشكلتين تأريخيات، المشكلة الأولى مشكلة عبد الله عباس رضوان الله عليه، عبد الله ابن عباس هذا الكتاب الشديد اللي كتبه إله الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه، عبد الله ابن عباس مو سارق لا، حاشاه، والإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه يقدّر عبد الله ابن عباس غاية التقدير، عبد الله ابن عباس ترجمان القرآن، حَبر الأمة، ما كان سارق، هاه، إذاً شنو عبد الله ابن عباس؟ عبد الله ابن عباس كان يقول ما يصير أنا حالي حال النَّاس، أنا ترجمان القُرآن، هاه، أنا إلي منزلة علمية، مركز علمي كبير، هاه، أنا حالي حال باقي النَّاس، يعني كان يرى، يتأول أنَّ لهُ في بيت المال حق أكثر من الآخرين، الإمام أمير المؤمنين تعرف كان شديد في الله، الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه گالّه هاي مسألة حقوق مسلمين احنا ما نلعب بيها، أبداً، انتَ تريد منزلة وتكريم وإلك مكانة هاي خارج الدليل يوجد، الدليل ينص على أنَّك حالك حال الآخرين]. تسطير لا معنى لهُ ولا أصلَ لهُ، أوَّلاً: تحدَّث عن اختلاف المذاهب وأنَّ هذا الاختلاف منشأُه ودوافعُهُ فهم الأدلّة، وبالتالي التساوي بين الرؤوس، فآل مُحَمَّد والبقيَّة على حدٍ سَواء والجميع يبحثون عن فَهم الدَّليل، هذا الهُراء الَّذي نعرفهُ دائماً من مدرسة الوائلي، ثُمَّ تحدَّث عن رأي عُمر ابن الخطاب وسيرتهِ في قضيَّة تقسيم الأموال، بعد ذلك قارن فيما بينها وبين ما سمَّاه بنظرية أمير المؤمنين وكأنَّنا في عالمٍ من النَّظريات، فعمر عنده نظرية وعليٌّ عنده نظرية!! الشَّباب الشِّيعي إذا ثُقِّفوا بهذه الطريقة إلى أين سيصلون؟ كيف يمكن أنْ تُفسَّر الأمور بهذهِ الطريقة، بعد ذلك اعترف بالكتاب الشديد اللهجة من أمير المؤمنين لابن عباس! في الوثائق المتقدِّمة أنكر القضيَّة بالكامل، وقال: من أنَّهم أرادوا أنْ يُشوِّهوا سُمعة ابن عباس فنسبوا إليه السَّرقة، الكتاب معروف، أمير المؤمنين وجَّه كتاباً إلى ابن عباس كتاب شديد اللهجة يتحدَّث فيه أمير المؤمنين عن سرقة ابن عباس لأموال بيت المال في البصرة، وأمير المؤمنين كان قد جعله أميناً وعاملاً لهُ هُناك فسرق الأموال ورجع إلى المدينة، حين رأى أنَّ الظروف السياسية قد تغيرت بالنِّسبة لأمير المؤمنين سرق الأموال وذهب إلى المدينة، وهنا الشَّيخ الوائلي ماذا يقول؟ يقول: هذا الكتاب الشَّديد اللهجة ذكرهُ بالمجمل، ثُمَّ برَّر الأمر وحلَّله بطريقة غريبة وكذب على ابن عبَّاس، فقال: إنَّ ابن عباس يقول أنا ترجمان القُرآن، واللهِ الرَّجُل ما يقول هذه الكلمة، هذه الكلمة لم يقلها ابن عباس، ثُمَّ بعد ذلك ذكر كلاماً عن أمير المؤمنين، فقال لابن عباس: أنت تريد منزلة، تريد كرامة، هذا الكلام لم يقله أمير المؤمنين، هذا الحديث من عندهِ، هذه التفاصيل الَّتي ذكرها هي من عندهِ، هو يفهم الأمور ثُمَّ يصنع التعابير من عنده، هذه التعابير ليست موجودةٌ في الكتب، وهذا الإصرار على أنَّ ابن عباس ترجمان القُرآن لا أدري لماذا..؟! بغضِّ النَّظر عن هذهِ التفاصيل، وربَّما كُنتُ مخطئاً وكنت ناسياً ومشتبهاً، وربما ذُكِرت هذهِ في كُتب التأريخ، ولكن هذهِ الأمور بالنِّسبة لي ليست مهمَّة، أكان الوائلي مُصيباً أم مخطئاً، إنَّني أُصرّ على قضيَّةِ سلبِ أهلِ البيت هذهِ الصِّفة وإسباغها على ابن عباس الَّذي لا يستحقّها ولا بدرجة واحد من تريليونات التريليونات التريليونات تحت الصفر، هذا سوء أدب وعدم معرفة بشوؤنات أهل البيت، لو أنَّ الشَّيخ الوائلي، لو أنَّ مدرسة الوائلي قرأت الزِّيارة الجامعة الكبيرة وفهمت فحواها ولو بالمجمل، ولو بالمستوى السَّطحي الأول، وعرفت أنَّ الزِّيارة الجامعة هي القول البليغُ الكامل: (عَلِّمني يَا اَبْنَ رَسُول الله قَوْلاً أَقُولُه بَلِيغَاً كَامِلاً إذَا زُرْتُ وَاحِداً مِّنْكُم)، أليس المفروض أنَّ الشِّيعة إذا سَمعوا بهذهِ الحقيقة أنْ يُلقوا بأنفسهم على الزِّيارة الجامعة الكبيرة وأنْ يأخذوا دينَهم منها وأنْ ينهلوا معرفتَهم بأئمَّتهم وبإمامِ زمانِهم منها؟ ولكن الشِّيعةُ تعلَّموا على هذا النَّهج الأبتر، ما بين مؤسَّسةٍ دينيَّةٍ شيعيَّةٍ رسميَّةٍ بَتراء، وما بين المنبر العميد الأبتر، وما بين فضائياتٍ بتراء وحسينيّاتٍ بتراء، وكذّبوني، هذهِ الحقائق أعرضُها بين أيديكم، كذّبوني، قولوا هذا المنطق الَّذي يتفوَّهُ به الشَّيخ الوائلي منطقٌ مُوافقٌ للكتابِ والعِترة، وقولوا إنَّ منطقي الَّذي أتفوَّهُ بهِ منطقٌ مخالفٌ للكتابِ والعترة، أقنعوني، أرشدوني. أمير المؤمنين صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه يقول لكميل ابن زياد: (يَا كُمَيل القُلُوبُ أَوْعِيَة وَخَيْرُهَا أَوْعَاهَا)، وهناك حقيقةٌ وهي أنّ الوعاءُ ينضحُ بما فيه، هذهِ القناعات الَّتي يُدلي بها الشَّيخ الوائلي: قناعتهُ بخصوصِ شخصيَّةِ عبد الله ابن سبأ! قناعتهُ بخصوصِ ما يدورُ في الوسط الشَّرعي حول ابن الزِّنا! قناعتهُ في تحليلِ حالة زِياد ابن أبيه! قناعاتهُ الملتبسة حول ابنِ عباس وأنَّهُ حبر الأُمَّة وتَرجمان القُرآن! والتفاصيل الأخرى الَّتي تحدَّث عنها وقد عُرِضتُ بين أيديكم، وأنتم تُلاحظون المطالب موضوعة على الطاولة وعلى عينك يا تاجر، أليس كُلُّ هذا يكشفُ عن محتوى الوعاء الفكري للشَّيخ الوائلي، وبالتالي محتوى الوعاء الفكري لمدرسة الوائلي وطلّابها وروّادها والمدافعين عنها، أليس هذه هي الحقيقة؟ وقتُ أذان النجف الأشرف بات قريباً، أوقف البرنامج وأعود إليكم بعد فاصل الأذان النَّجفي كي أكمل الحديث. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى فَاطِمَة وأَبِيهَا وبَعْلِهَا وبَنِيهَا والسِّرِّ المُسْتَودَعِ فِيهَا … لا زالت الوثائقُ التسجيليةُ والتصويرية تترى في هذا البرنامج، آخر وثيقة تمَّ عرضُها بين أيديكم هي الوثيقة المرقمة برقم 93 ثلاثة وتسعين. أعرضُ الآن بين أيديكم الوثيقة الَّتي تَليها الوثيقةُ الرَّابعةُ والتسعون رجاءً اعرضوها لنا: [سبب نزولها النَّبي صلَّى اللهُ عليهِ وآله لَمَّا فَتح مَكّة دخل، الخازن مال الكعبة منو كان؟ يعني اللي بيده مفتاح الكعبة، طلحة العبدري هذا هو اللي كان بيده من بني عبد الدار، هذا بيده سدانة الكعبة، سدانة الكعبة كانت لبني عبد الدار، النَّبي ودّا له انّو جيب المفتاح افتح لنا الكعبة، نريد ندخل إلى الكعبة، نريد ندخل إلى الكعبة نصلّي، أرسل له الإمام أمير المؤمنين سلام اللهِ عليه، اقبل اليه قال: رسول الله بعثني إليك يريد منك مفتاح الكعبة، النَّبي يريد يدخل ويّاه المسلمين يحاولون يصلّون بالكعبة، گالّه: لا أفعل، ما مستعد انطيك المفتاح، لا أعطيه باختياري أبداً، گالّه: المفروض الكعبة محل العبادة واحنا جايين نريد نعبد تمنعنا ليش؟ قال: لا أفعل، أمسكه الإمام من يده أخذ منهُ المفتاح، أخذ منه المفتاح بالجبر لوى يده وأخذ المفتاح فتح الكعبة، دخل، دخل النَّبي طاف بالكعبة الشريفة وصلى لَمَّا طلع من الكعبة هبط عليه جبرائيل يحملُ هذه الآية، لَمَّا نزل عليه جبرائيل يحمل هذهِ الآية أرسل خلفه أحضره، قال له: تفضّل هذا المفتاح خذه، قةگالّه: أنت في الأولى أجبرتني وأخذت المفتاح بالجبر بالقوَّة والآن بختيارك أرجعته، ما الَّذي حدث؟ قال: إنَّ الله قد أنزل بذلك قرآنا، قاله: وكيف؟ قرأ عليه الآية، گالّه: عجيب هكذا دينكم؟ قال: بلى، قال: مدّ يدك، أشهد أن لا إله إلَّا وأشهد أنَّ مُحَمَّداً رسول الله، أسلم، النَّبي أقرّ المفتاح بيده وترك السدانة عنده، زين الآية نزلت بهذا السَّبب..]. هو يتحدَّث عن الآيةِ الثامنةِ والخمسين من سورة النِّساء: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾، إلى آخر الآية، فشيخنا الوائلي يتحدَّث في بيانِ مضمونِ ومعنى هذهِ الآية، كما قُلت: هي الآية الثَّامنةُ والخمسون من سورة النِّساء، والحديثُ عن الأمانات، هذا المنطقُ وهذا التفسيرُ هو تفسيرُ المخالفين لأهل البيت، هذا هو المنطقُ الأبتر، سأنقلُ لكم ماذا يقول آلُ مُحَمَّد عن هذهِ الآية، وكما قُلتُ في الحلقاتِ المتقدِّمة من أنَّ الشَّيخ الوائلي في كُلِّ مجلسٍ ينقضُ بيعةَ الغدير! لأنَّ الشَّرط الأوَّل في بيعة الغدير أنْ نأخذ التفسير من عليٍّ فقط! هو في كُلِّ مجلسٍ ينقضُ بيعةَ الغدير! على طُول عمره، حينما يُفسِّرُ القُرآن يُفسِّرهُ بالطريقةِ البتراء، وأنتم الجُلَّاسُ في مجالسهِ أيضاً تنقضون معهُ بيعةَ الغدير! لأنَّكم تقبلون تفسير النَّواصب للقُرآن ولا تعبأون بالسُّؤال عن تفسير عليٍّ ولو طَرَح عليكم طارحٌ مثلي تفسيرَ عليٍّ فإنّكم ترفضونهُ، هذا هو سوءُ توفيقكم!! هو رجع إلى تفسيرهِ الحبيب إلى تفسير الفخر الرَّازي، وهذا هو المجلَّد الخامس من طبعة المكتبة التوفيقية، وهذا هو الجزء التَّاسع والعاشر، في الجزء العاشر صفحة 123، في ذيل الآية الثَّامنة والخمسين من سورة النِّساء، يُورِد الفخر الرَّازي هذهِ الرِّواية، سأقرأ عليكم الرِّواية وسأعيد عليكم بثَّ الوثيقة المتقدِّمة، رجائي أنْ تُقارنوا بين الرِّواية وبين الإِضافات الَّتي يُضيفها الشَّيخ الوائلي وهذهِ هي طريقتهُ على طول الخط، ينقلُ من كتب المخالفين ثُمَّ بعد ذلك يُحرِّفُ حتَّى كلامَهم، تتبَّعوا مجالسَهُ، أنا لا أقول هكذا جُزافاً، تتبّعتُ مجالسَهُ، فرأيتُه ينقل دائماً عن المخالفين، مثل ما قبل قليل مرَّ علينا في الشَّطر الأول من هذا البرنامج وهو يتحدَّث عن ابن عباس ويقول أنا تُرجمان القُرآن، هو ابن عباس ما قال هذا، أقرأ لكم ما جاء في صفحة 123، من الجزء العاشر من التفسير الكبير للفخر الرَّازي، من تفسيركم أنتم أيُّها الشِّيعيَّون الناقضون لبيعة الغدير، أنتم، أنتم الشِّيعة الناقضون لبيعة الغدير الَّذين تشبَّعت عقولهم بالتفسير النَّاصبيّ: رُوي أنَّ رسول الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لَمَّا دَخل مَكَة يَوم الفَتح أغلَق عُثمان ابنُ طلحة ابنِ عبد الدار – هو قال العبدري، العبدري يعني من أبناء عبد الدار، المنتسب لآل عبد الدار يقال لهُ العبدري – لَمَّا دخل مكّة يوم الفتح أغلق عُثمان ابن طلحة ابن عبد الدار وكَان سادن الكعبة – باب الكعبة، أغلق باب الكعبة – وصعد السطح وأبى أن يدفع المفتاح إليه – إلى رسول الله – وقال: لو علمت أنَّهُ رسول الله لم أمنعه، فلوى عليُّ ابن أبي طالب رضي الله عنه يده وأخذهُ منه وفتح – فتح الباب – ودخل رسول الله صلَّى عليه وسلم وصلَّى ركعتين – أمَّا هذا الكلام الَّذي ذكرهُ الشَّيخ الوائلي من أنَّ أمير المؤمنين قال لهذا العبدري، لهذا العبدري قال له: الكعبة دار عبادة لماذا لا تفتحها، هذا الكلام كلّه [من جيب الصَّفحة]، هذه هي الرِّواية:- فلمَّا خرج سألهُ العباس أنْ يُعطيه المفتاح ويجمع لهُ السِّقاية والسدانة فنزلت هذه الآية فَأمر عليَّا أنْ يردّه إلى عثمان ويعتذر إليه، فقال عثمان لعليّ – عثمان العبدري – فقال عثمان لعليّ: أشهد أنْ لا إله إلَّا الله وأنَّ مُحَمَّد رسول الله، فهبط جبرائيل عليه السَّلام وأخبر الرسول أنَّ السدانة في أولاد عثمان أبداً – في آل عبد الدار. نستمع إلى نَفس الوثيقة المتقدِّمة، رجاءا أعيدوها وقارنوا بين ما جاء في القصَّة وبين التفاصيل الَّتي ذكرها الشَّيخ الوائلي [من جيب الصَّفحة]، أعيدوا الوثيقة رجاءاً: الوثيقة 94: [سبب نزولها النَّبي صلَّى اللهُ عليهِ وآله لَمَّا فَتح مَكّة دخل، الخازن مال الكعبة منو كان؟ يعني اللي بيده مفتاح الكعبة، طلحة العبدري، هذا هو اللي كان بيده من بني عبد الدار، هذا بيده سدانة الكعبة، سدانة الكعبة كانت لبني عبد الدار، النَّبي ودا له انهُ جيب المفتاح أفتح لنا الكعبة، نريد ندخل إلى الكعبة نصلي، أرسل له الإمام أمير المؤمنين سلامُ اللهِ عليه، اقبل اليه، قال له: رسول الله بعثني إليك يريد منك مفتاح الكعبة، النَّبي يريد يدخل وياه المسلمين يحاولون يصلون بالكعبة، قاله: لا أفعل، ما مستعد انطيك المفتاح، لا أعطيه باختياري أبداً، قاله: المفروض الكعبة محل العبادة واحنا جايين نريد نعبد تمنعنا ليش؟ قال: لا أفعل، أمسكه الإمام من يده أخذ منهُ المفتاح، أخذ منه المفتاح بالجبر لوى يده وأخذ المفتاح فتح الكعبة، دخل، دخل النَّبي طاف بالكعبة الشريفة وصلى، لَمَّا طلع من الكعبة هبط عليه جبرائيل يحملُ هذهِ الآية، لَمَّا نزل عليه جبرائيل يحمل هذهِ الآية أرسل خلفه أحضره، قال له: تفضل هذا المفتاح خذه، قاله: أنت في الأولى أجبرتني وأخذت المفتاح بالجبر بالقوَّة والآن ابختيارك أرجعته، ما الَّذي حدث؟ قال: إنَّ الله قد أنزل بذلك قرآنا، قال: وكيف؟ قرأ عليه الآية، قاله: عجيب هكذا دينكم؟ قال: بلى، قال: مد يدك، أشهد أن لا إله إلَّا وأشهد أنَّ مُحَمَّداً رسول الله، أسلم، النَّبي أقرّ المفتاح بيده وترك السدانة عنده، زين الآية نزلت بهذا السَّبب..]. هو الرجل اسمُه عثمان ابن طلحة وليس طلحة، هذا ليس مهمَّاً، يحدث الاشتباه في التسميات، ولكن أمير المؤمنين يقول لهُ: إنَّ النَّبي وإنَّ المسلمين يُحاولون أنْ يُصلّون في الكعبة والكعبة دار عبادة وأمثال هذا الكلام وبقيَّة التفاصيل، هذه ليست موجودة في الرِّواية ولا في الرِّوايات الأخرى، وهذهِ طريقةُ الشَّيخ الوائلي في نقلِ الوقائع، يُضيف إليها الكثير والكثير من الكلام الَّذي لا أصلَ لهُ ولا صحّةَ له، يعني هنيئاً لكُم حتَّى الفكر المخالف لا ينقلهُ لكم كما هو، يُضيف الشَّيء الكثير من عندهِ، وهذه القضيَّة على طول الخط، تتبَّعوا أحاديث الشَّيخ الوائلي وقارنوا فيما بينها وبين المصادر الَّتي ينقل منها، هذا هو الفكرُ الأبتر، وهذا هو التفسير الَّذي ينقض بيعةَ الغدير. ماذا يقول آل مُحَمَّد في هذهِ الآية؟ هذا هو الجزء الثَّاني من تفسير البرهان، السيِّد هاشم البحراني، هذهِ الطبعة مؤسَّسة الأعلمي للمطبوعات، صفحة 429، في ذيل الآية الثَّامنة والخمسين من سورة النساء: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾ مجموعة من الرِّوايات نقلها عن الكافي الشَّريف وعن غيبة الشَّيخ النُّعماني وعن مصادر أخرى، أنقل لكم هذه الرِّواية عن الكافي الشَّريف – عَنْ بُرَيدٍ العِجْلِي – وهي الرواية الأولى – عَنْ بُرَيدٍ العِجْلِي، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ – يعني الإمام الباقر – عَنْ قَولِ اللهِ عزَّ وجَلّ: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاس أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ﴾، فَقَالَ: إِيَّانَا عَنَى – هذهِ الآية فينا، إيَّانا عنى ليس الحديث عن بني عبد الدار وعن هذه القصَّة الَّتي تحدَّث عنها الشَّيخ الوائلي، ذلك الكلام هو كلام النواصبِ، وذاك التفسيرُ هو تفسيرٌ مناقضٌ لبيعة الغدير – فَقَال: إِيَّانَا عَنَى أَنْ يُؤَدِّي الإِمَامُ الأَوَّل مِنَّا إِلَى الإِمَام الَّذي بَعْدَه الكُتُبَ وَالعِلْمَ وَالسِّلاح، وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاس أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ الَّذي فِي أَيْدِيكُم. رواية أخرى في صفحة 250:- عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله – في نفس هذهِ الآية ماذا قال الإمام؟ – قَالَ: هِي الوَصِيَّةُ يَدْفَعُها الرَّجُل مِنَّا إِلَى الرَّجُل – وصيَّة الإمامة، وهذا هو مصطلح الأمانة والأمانات في القُرآن بحسب ذوق أهل البيت يرتبطُ بالإمامةِ والوصيَّةِ والولاية، وبحسب قواعد أهل البيت في التفسير فإنَّ الكتاب الكريم نزل بلسان إِيَّاكِ اعني واسمعي يا جارة، الخطابُ لفظَاً موجَّهٌ لهم ومعنىً ومضموناً وحقيقةً موجَّهٌ لنا، فالآيةُ في شأننا: ﴿إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا﴾، أداء الأمانةِ هو أنْ نُؤدِّي حقَّ الولايةِ في أعناقنا! أوَّلُ واجبٍ في أدَّاء حقِّ الأمانة الَّتي في أعناقنا والأمانةُ هنا هي الولاية، أوَّلُ واجبٍ الوفاء لها، أوَّلُ واجبٍ أنْ ننصر من ينصر هذهِ الولاية، هذهِ هي الأمانة! أنْ نحافظ على هذهِ الأمانة بتشديدِ معرفة فضلها وقيمتها وأنْ نَسعى بِكُلِّ جُهدنا للتمسُّكِ بها ولخدمتها، وثانياً: بل هي من جملةِ شؤون الواجب الأوَّل أنْ نُوصِل هذهِ الأمانة سليمةً محفوظةً للأجيال الَّتي تأتي بعدَنا، للَّذين يستحقّونها ممَّن نعاصرهم أو ممَّن يأتون بعدنا، نحنُ مُكلَّفون بحفظِ هذهِ الأمانة ورعايتِها وأنْ نُوصلها سليمةً بعيدةً عن الثَّقافةِ البتراء، هذهِ هي وظيفتُنا، وما تَسمعونهُ منِّي هو أداءٌ لهذهِ الوظيفة الشَّرعية، إنَّني أحاول أنْ أُوصل هذه الأمانة إليكم وإلى الأجيال الآتية ممَّن يستحقّها، على الأقل بحسب فهمي وبحسب اعتقادي، بحسبي أنا الَّذي لا قيمةَ لي في سوقِ آل مُحَمَّد، وظيفتي هي هذهِ، أن أُحافظ على هذهِ الأمانة وأنْ أُبعِد عنها القُمامات والقذارات والنَّجاسات، أنْ أُميِّزَها عن المدرسة البتراء وعن الفكر الأبتر، وأنْ أُشخِّصها بالنَّحو الَّذي يُريدهُ مُحَمَّد وآل مُحَمَّد وأنْ أوصل هذهِ الأمانة نظيفةً سَليمةً كاملةً برعايةٍ وحِفظٍ وحراسةٍ وخِدمةٍ مُتواصلةٍ لها. أمَّا هذا الَّذي تَسمعونهُ في مدرسة الوائلي هذهِ خِيانةٌ صريحةٌ للأمانة وهذا نقضٌ واضحٌ لبيعةِ الغدير وأنتم تُشاركون في ذلك بقلوبكم وألسنتكم وأجسادكم وأموالكم فيا لسوءِ حظّكم العَاثر، تصرفون الأوقات، تدفعون الأموال، وتبذلون الجهد العضلي والنَّفسي وتُقدِّسون هذا الهراء وتعتقدون أنَّهُ من عليٍّ وآل عليّ وهو هراءٌ من العيون النَّاصبية الكدرة القذرة..!! ما الَّذي فعلتموه حتَّى يجري عليكم هذا؟ راجعوا أنفسكم، ما الَّذي فعلتموه أنتم أو ما الَّذي فعلهُ آباؤكم؟ وهذا الكلام مُوجَّهٌ لي أيضاً فأنا واحدٌ منكم، ولكنَّها صيغةُ خطابٍ في الحديث، ما الَّذي فعلناهُ نحنُ؟ وما الَّذي فعلهُ آباؤنا وأجدادنا حتَّى قادنا سوء التوفيق والخذلان إلى أنْ نُقدِّس أشخاصاً يحملون الفكر الأبتر ويُغدِقون على رؤوسنا، على رؤوس الشِّيعة بكلِّ قذارةٍ، هم أيضاً يعتقدون بها يجيئون بها من العيون النَّاصبيَّة القذرة الكدرة، وفي نفس الوقت يُشكِّكون ويُنكرون ويُحاربون ويمنعون حديثَ آل مُحَمَّد، وكُلُّ ذلك يخرجُ من الوسط المرجعي الشِّيعيّ، ومن الحوزة العلميَّة الشِّيعيَّة، ومن مراجعنا الكبار ومن منابرنا الحسينيَّة، ومن فضائيَّاتنا الشِّيعيَّة، وهذهِ الحقائقُ بين أيديكم تَصدعُ وتَصدحُ واضحةً جليَّة، فماذا تقولون؟! القضيَّةُ لا تقف عند الآية الثامنةِ والخمسين من سورة النِّساء، هذهِ القضيَّة موجودة على طول الخط في مجالس الشَّيخ الوائلي، وفي مجالس تلامذتهِ، وفي مجالسِ روّاد وأتباعِ ومُقلِّدي والمتأثّرين بالمدرسة الوائلية، فضلاً عن المكتبة الشِّيعيَّة المُشبَعةِ أساساً بالفكر النَّاصبيّ، فضلاً عن الواقع الثَّقافي الشِّيعيّ المُشبَع بالفكر الشَّافعي المعتزلي الصُّوفي القُطبي. أين فِكرُ آل مُحَمَّد؟ لقد نُفِي إلى مكانٍ بعيد، ومن يقتربُ منه سوف يكون عميلاً وماسونيّاً!! فأهلاً بكم إذا أردتم الولوجَ إلى عالَمِ آل مُحَمَّد، أهلاً بكم في عالم الماسونيّة والعمالة!! هذا هو الواقعُ الَّذي تعيشون فيه وأعيش فيه أنا أيضاً، جميعنا نعيش فيه..!! أذهبُ بكم إلى فاصل وأعود إليكم بعد الفاصل كي أكمل حديثي. لا زلتُ أُحدِّثكم تحت نفس العنوان: قناعات الشَّيخ الوائلي، إنَّها قناعاتُ المدرسة الوائلية..!! في نفس السِّياق نستمعُ معاً إلى الوثيقةِ الخامسةِ والتسعين: [لَمَّا وُلِد الإمام صلواتُ اللهِ عليه حرص أبوه على إبعادهِ عن الأنظار، يعني ما كان يراويه إلَّا الخواص من الشِّيعة، الحقيقة أنا كُنت لَمَّا أقرأ، كُنت لَمَّا أقرأ هالرّوايات أقول هالرِّوايات هاي شوي تبعث على الريبة، اشدعوة ليس هيﭽي؟! منو يگول يعني أكو هﭽي ملاحقة؟ ليش مثلاً الأَئِمَّة يحرصون على أن مثل الإمام سلام الله يبعدوه عن أنظار السُّلطة؟ لا، الزمان علّمنا تمام، لا والله لا، أكو هذا وأشدّ يعني في الواقع علمنا هذا وأشد، اللي يحمل أثر بسيط من آثار آل مُحَمَّد يلاحقونه أشدَّ الملاحقة]. لو كان الشَّيخ الوائلي على اطّلاعٍ تفصيليٍ بسيرة الأَئِمَّة وأحوال الأَئِمَّة وعلى اطّلاعٍ تفصيليٍ بسيرة الأنبياء السَّابقين بحسب ما حدَّثنا الأَئِمَّةُ الأطهار لا بحسبِ كُتُب المخالفين، لو كان الشَّيخ الوائلي على اطلاع بسيرة الأنبياء السَّابقين وكيف وُلِدوا، وما هي مُجريات الأحداث الَّتي صاحبت ولادتَهم، كولادة إبراهيم مثلاً النَّبي، كولادة موسى النَّبي، وغيرهما، لو كان الشَّيخ الوائلي مُطّلِعاً على ما جَاء عَن أهلِ بيت العصمة في تفاصيلِ ولادة الأنبياء وكذلك ما جَاء عنهم في تفسيرِ آيات الكتاب الكريم الَّتي تَرتبطُ بهذهِ الموضوعات وكان مُطَّلِعاً على أحاديثِ أهل البيت الَّتي أخبرونا فيها عن الملابساتِ والأحداث الَّتي أحاطت بولادة النَّبي الأعظم وسائر المعصومين لَمَا وجد ذلك غريباً، الأحاديثُ الشَّريفة تُحدِّثنا أنَّ أمرَ إمامِ زمانِنا كأمرِ رسولِ الله، رسولُ الله حين وُلِد، عبد المطلب كان يحاولُ أنْ يُبعدَهُ عن أنظار النَّاس، والتفاصيل موجودة ولا أُريد الآن الخوضَ في هذا المطلب، وهذهِ القضيَّة موجودة على طولِ تأريخ المعصومين صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين، لذلك هذا الاستغراب الَّذي تحدَّث عنهُ الوائلي وهي قناعة، قناعة في مَقطعٍ زمانيٍ من عمره، لكن بعد ذلك حين رأى الأحداث السياسية الَّتي جَرت في العراق تغيَّر فكرهُ، لا لأنَّهُ قَد اطلّع على حديث أهل البيت، لا لأنَّهُ قد حصَّل على الوسائل الَّتي تُعينهُ في فهم حديث أهل البيت مِن خلال حديثهم، وإنَّما من خلال مُلابساتٍ على أرض الواقع من خلال المعايشة الشَّخصية، ما هكذا يصلُ الإنسان إلى معرفة أهل البيت، ولا هكذا يَصلُ الإنسان إلى معرفةِ العقائد الصَّحيحة، فهل يُشترَطُ في كُلِّ إنسانٍ أنَّ تَمرَّ عليهِ ظروف مشابهة كالَّتي مرَّت على الشَّيخ الوائلي كي يُدركَ مصداقيَّةَ تلك الرِّوايات؟! هذه قناعات خاطئة لا تمتُّ إلى المنهجيَّة العلمية الصَّحيحة، أُناس يُفكِّرون بهذهِ الطريقة هم الَّذين ثقّفوكم وأعطوكم العقائد وعلَّموكم تفسيرَ القُرآن بهذه الطريقة الهوجاء، مَعرفةُ مَضامين العقائد ومَعرفةُ مَضامين ما جرى على آلِ مُحَمَّد لابُدَّ أنْ نأخذهُ منهم لا بهذهِ الطريقة الخاطئة، لا بأس بدراسة الواقع ولا بأس بالانتفاعِ من التجارب الَّتي تمرُّ على الإنسان، قد تكون مُعايشةُ الواقع عاملاً لتأكيد المعاني، لا أنْ تكون مُعايشة الواقع وسيلةً لفهمِ حقائقِ الدِّين عند آل مُحَمَّد، حَقائقُ الدين لابُدَّ أنْ تُفَهِّمنا الواقع، ولابُدَّ أن يتحرَّك العالمُ والفقيه والمفكِّرُ كي يفهم حقائق الدين لتطبيقها على الواقع المعاش في ضوءِ رؤيةٍ صحيحةٍ مُستلَّةٍ من منهجِ الكتاب والعِترة، لا على سبيل التجربة، وتتذكَّرون كيف أنَّ السيِّد طالب الرِّفاعي كَان يتحدَّث عن رفيق دربهِ السيِّد محمَّد باقر الصَّدر في مُقابلة القناة العراقية عن خَطأه في اجتهاده فيما اتَّخذهُ من سبيلٍ ومن طريق أدَّى بهِ إلى أنْ أعدمته السُّلطة البعثية المجرمة، فهذا من ذاك وذاك من هذا، حينما نحاول كما قال السيِّد مُحَمَّد باقر الصَّدر أنَّ نحمل ثقافتنا ومشاكلنا ونذهب إلى القُرآن كي نسألهُ وهو يُجيبنا ستأتينا الإجاباتُ من الشَّيطان!! منطق أهل البيت أن نسألهم عن القُرآن فيُجيبونا!! وحينئذٍ نحاول أنْ نتدبَّر في حديثِهم وفيما قالوا كي نصلَ إلى السبيل العملي لتطبيق ما أخذناهُ منهم في تفسير القُرآن، هذا منطقُ أهل البيت. أمَّا هذا المنطق الَّذي تحدَّث عنهُ السيِّد مُحَمَّد باقر الصَّدر في المدرسة الإسلامية، وفي منهجيَّتهِ التفسيرية هو نفسهُ، هذا تطبيق عمليّ يتحدَّثُ عنه الشَّيخ الوائلي ولكن من وجهةِ نظرٍ شخصيَّة، من تجربة شخصيَّةٍ محدودة، فإنَّ الريبة كانت تُسيطر عليه حينما يواجه تلك الرِّوايات الَّتي تَتحدَّث عن الوقائع والملابسات المقارنة لولادةِ إمامِ زماننا، ولكن حين مرَّت بهِ الظروف العصيبة ورأى ما رأى من مُلابسات الواقع السياسي في العِراق رَجع يَحملُ ثقافتَهُ كي يُلقيَها على الرِّواية، كي يُلقيَها على الحديث وهذا هو الطريق الأعوج، الطريقُ السَّليم أن نأخذ المنهجيَّةَ من آل مُحَمَّد وأنْ نُحاول غَايةَ ما يُمكن تطبيقَها لأجلِ فَهم الواقع ولأجلِ تَسيير المجريات وتحليلها كي نستطيعَ الوصولَ إلى أهدافنا ولو بنحوٍ جُزئي، مثلما قالت كلماتهم الشَّريفة: (مَنْ صَبَر ظَفَر..!!)، والرِّواياتُ الشَّريفة تقول لنا بأنّه من صَبَر ظَفَر، أي ظَفَر بِكُلِّ ما يريد أو ببعضِ ما يُريد، هذا مرادي أنْ نَصل إلى أهدافنا ولو بنحوٍ جُزئي، فهذه القاعدةُ واضحةٌ في أدب آل مُحَمَّد: (مَنْ صَبَر ظَفَر)، إمَّا أنْ يظفر بكُلِّ شيء يريده أو ببعضِ ما يريد. نذهبُ الآن إلى الوثيقةِ السادسةِ والتسعين: [مو هُوَّ هذا التأريخ لو غيره؟ هاه، مو تلزم الحذاء وتدگّه للتاريخ كلّه بالحذاء وتشيله تذبّه بالمرحاض، مو هُوَّ هذا التأريخ لو غيره؟! هاه، مو تلزم الحذاء وتدگه للتاريخ كلّه بالحذاء وتشيله تذبّه بالمرحاض، مو هُوَّ هذا التأريخ لو غيره؟! هاه..]. قناعة أيضاً من قناعات شيخنا الوائلي حين يغضبُ على التأريخ فيريد أنْ يضرب التأريخ بالحذاء، ثُمَّ بعد ذلك يُلقي بهِ في المراحيض، ربَّما يستحقُّ التأريخُ أكثر من ذلك، ولكن أقول إذا كان التأريخُ هذا حالهُ فلماذا يقتلُ شيخُنا الوائلي حالَهُ ونَفسَهُ على كُتبِ التأريخ لكي يُحدِّثنا عن أهل البيتِ من خِلال هَذهِ الكتب؟! ويترك كتبَ حديثِ أهلِ البيت، لنفترض أنَّ قواعد الرِّجال صحيحة، ولنفترض أنَّ كُتبَ حديثِ أهل البيت فيها الكثير والكثير والكثير من الرِّوايات والأحاديث الَّتي هي بِحسبِ قواعد عِلم الرِّجال ضعيفة، لكن تبقى مُحتمَلة، بحكم العقل تبقى محتمَلة، السؤال هنا: إذاً لماذا شيخنا الوائلي يهجرُ كُتبَ حديث أهل البيت في التفسير، وفي السيرة والتأريخ، ويركض مُهرولاً إلى كُتُب النَّواصبِ والمخالفين بحيث أنْ مكتبته بنسبة 95% من كتُبِ أعداءِ أهل البيت، وحين يُفسِّر القُرآن يُفسِّرهُ من كُتُب المخالفين، حين يأتينا بالحديث يأتينا بالحديثِ والوقائع وأسباب النزول وسائِر التفاصيل من كُتب المخالفين، حين يُخبرنا عن تفاصيل سِيرة الأَئِمَّة يأتينا بِحوادث ووقائق من كُتُب المخالفين، وإذا جَاء ببعض الحوادث والوقائع من كُتُبنا فإنّه يتحرَّى الحوادث والوقائع الَّتي تَنسجمُ مَع الذَّوق المخالف! وأئِمَّتنا صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين قالوا وفعلوا أشياء كَثيرة في سِيرتهم تَتماشى مَعَ الذوق المخالف وهم بيَّنوا لنا ذلك وهذا أمرٌ معروف، ووضعوا لنا قواعد وأساليب في التعامل معَ مِثل هذهِ الوقائع لكي نتجنَّبها، ولا نجعل منها أساساً لبناءِ عقيدتنا وفكرنا وتشكيلِ الرؤية الصَّحيحة في أذهاننا في مَعرفةِ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين، فإذا كَان التأريخُ هكذا حِينَ يغضبُ الشَّيخ الوائلي عليه فَيريد أنْ يضربهُ بالحذاء وبعدَ ذلك يُلقي به في المراحيض وفي الحقيقةِ كُتب التأريخ الَّتي يَعتمدُ عليها الشَّيخُ الوائلي وكُتُب التفسير الَّتي يعتمدُ عليها الشَّيخ الوائلي، مكتبتهُ، مكتبتهُ وما جَاء بهِ من فكرٍ ناصبٍ هو بالأحرى أنْ يُضرَب هذا الفكر بالحذاء وأنْ يُلقَى بهذا الفكر في المراحيض، هذا الفكرُ النَّاصِب الأبتر، هُو الأحرى بهِ أنْ يُضرب بالحذاء وأنْ يُلقى بهِ في المراحيض وأنْ يستبدلَهُ الشَّيخُ الوائلي بفكرِ آلِ مُحَمَّد، أنْ يلجأ إلى المنهج الكوثر لا إلى المنهج الأبتر، ولكن يا للأسف عاش الشَّيخ الوائلي ومات وهو يخدمُ المنهجَ الأبتر..!! بعرض الوثيقةِ السَّادسةِ والتسعين السَّابقة الَّتي قُدِّمت بين أيديكم يتمُّ الكلام في العُنوان الَّذي أشرتُ إليهِ فيما تقدَّم: قناعات الوائلي!! قناعاتُ المدرسةِ الوائلية، فقد جئتكم بأمثلةٍ ونماذج من هذه القناعات وعرضتُها بين أيديكم. وثيقةٌ واحدة جئت بها على سبيل المثال وجعلت لها عنواناً: (قراءةٌ وائلية!!)، هذا العُنوان قراءةٌ وائلية سأعرضُ لكم فيه أو تحته، تحت هذا العنوان وثيقةً واحدة حيثُ يفتتحُ الشَّيخُ الوائلي مجلساً من مجالسهِ بآيةٍ قُرآنيَّةٍ يقرأُها ويذكرها بطريقةٍ خاطئة ليست صحيحة. سأُبيِّنُ القصد من عرضِ هذه الوثيقة بعد أنْ نستمع إلى: الوثيقة السَّابعة والتسعين: [﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْم وَإذْ اِبتَلَى إِبْرَاهِيم ربِّه بِكَلِماتٍ فأتمَّهُنَّ (عليه)، قَال إِنِّي جَاعِلُك للنَّاسِ إِمَاما، قَال وَمِن ذُرَّيَّتِي قَالَ لَا يَنَال عَهدي الظَّالِمِين﴾]. واضح أعتقد أنَّ الكثيرين منكم يحفظون هذه الآية: ﴿فأتمَّهُن﴾، الشَّيخ الوائلي أضاف كلمة إلى الآية ﴿فأتَمَّهُنَّ عليه﴾، كما سميتُ هذه الفقرة من البرنامج: قراءةٌ وائليّة!! الشَّيخ الوائلي هنا يبدأُ بآيةٍ وهي آية معروفة فيُضيف من عندهِ كلمة: (عليه)، إلى الآية الكريمة، قراءة خاطئة بالنتيجة، ليست المشكلة أنَّ الشَّيخ الوائلي يُخطئُ في قراءة هذه الآية، أنا أُخطئُ أيضاً، ولطالَما أخطأت، وهذا البرنامجُ من أوَّلهِ إلى هذه اللحظة فيه الكثير والكثير من الأخطاء، صحيحٌ إنَّني لا أُشخِّصها ولا أتذكّرها الآن، ولكن من الطَّبيعي أنَّني أُخطئ والجميع يُخطئون، ما فينا أحَدٌ معصوم، وهَذا الأمر يتكرَّر عند الشَّيخ الوائلي أنْ يُخطئ في النُّصوص وليست حالةً خاصَّةً بالشَّيخ الوائلي، جميع المتحدِّثين وجميع المتكلِّمين الَّذين يُكثِرون الكلام مثلي، يتحدَّثون كثيراً، الشَّيء الطبيعي أنَّ أخطاءَهم كثيرة، أخطاء على مستوى اللغة، أخطاء على مستوى النَّحو، أخطاء على مُستوى المعلومات، أخطاء على مستوى الأرقام، أخطاء على مستوى المصادر، أخطاء على مستوى الأسماء والمسمَّيات والعناوين، أخطاء في النصوص، مثل هذا الخطأ وأنا لا أعدُّ هذا جريمةً، إنَّما جئتُ بهذا مثالاً. أقول: الشَّيخ الوائلي متهيّئ ومُستعد لمجلسٍ والآية الَّتي يفتتح بها المجلس لابُدَّ أنْ يكون قد فكَّر فيها وقد حفظها بشكلٍ جيِّد، يمكن للخطيب وللمتحدِّث أنْ يُخطئ في الآيات الَّتي تأتي في وسط الحديث، ولكن الآية الَّتي في صدر المجلس، في أوّل المجلس، وهي عنوان المجلس لابُدَّ أن يتقنَ حفظَها وضبطَها، ويخطئ الوائلي وأخطئ أنا ويخطئ الجميع في ذلك، جئتُ بهذه الوثيقة مِثالاً أُريد أنْ ألفت أنظارَكم ولذلك جعلتُها في آخر الوثائق، أُريد أنْ أقول: مثلما يُخطئُ الشَّيخ الوائلي في آيةٍ قُرآنيةٍ معروفةٍ ويُضيف من عندهِ كلاماً أو لفظاً إلى الآية ليس من أصل الآية، مثلما يقعُ في هَذا الاِشتباه ويَقعُ في هَذا الخَطأ، قطعاً من دون قصد، وما صحَّح ذلك وما انتبه وما التفت، فإنَّهُ سَيقع في أخطاء أُخرى، سَيقع في اشتباهات أُخرى، ومثلما لاحظتُم في عنوان: (قناعات الوائلي)، قناعات مرتبكة، مضطربة!! لاحظتم شخصيةً تُعاني من عدم الوضوح، ولاحظتم استغرابات وتعجّب في غير موطنهِ بسبب جهلهِ بالحقائق!! لاحظتم ذلك أم لا؟! فقد عرضتُ عليكم الوثائق وشرحتُ لكُم التفاصيل وبيَّنتُ لكم تمامَ الأمور. في أحيان كثيرة ومرّات كثيرة الشَّيخ الوائلي يُخطئ في النصوص، ويُخطئ في النقل وما هذا بعيب، فقط أُريد أن أقول لكم الرَّجُل يُخطئ، هذهِ الصورة الكاملة الَّتي وُضِعت للشَّيخ الوائلي ما هي في محلِّها، وأقول لأولئك الخطباء الَّذين يُقلّدونهُ بطريقة ال copy، بحيث ينقلون حتّى أخطاءَهُ، وقد سمعتُ ذلك مراراً في الحسينيّات، وعلى المنابر، وفي الاحتفالات، وفي الفضائيّات، خطباء ينقلون أخطاءَ الوائلي، وينقلون افتراءات الوائلي، فإنَّ الوائلي يفتري كثيراً في أحاديثهِ من دون أنْ يلتفت، يُقوِّل الشخصيات في الرِّوايات وفي الأحداث وفي القصص يُقوِّلُهُم أقوالاً ما قالوها، دونَكم المجالس، دونَكم المصادر وراجعوها، أيّ مجلس من مجالس الشَّيخ الوائلي راجعوا الوقائع والأقاصيص والأحداث الَّتي يذكرها وارجعوا إلى المصادر ستجدون أنَّ الشَّيخ الوائلي يُضِيف مِن عندهِ أشياء ويُقوِّل الشَّخصيات ما لم يقولوه وقد جِئتكم بمثال، فلابُدَّ أنْ تكونوا على حذرٍ حتَّى في هذا المستوى، في مستوى نَقل المعلومات العادية، فما بالكم في الجانب العقائدي، أنا لا أعبأ بالمعلومات العادية، ولا أعبأ بهذهِ الإضافات الَّتي تكون بمثابة الأبزار والبهارات تُضاف على الأحاديث والرِّوايات من عند الوائلي بقصدٍ أو من دون قصدٍ، لا أدري، اللهُ أعلم، أنا لا يَهمني كُلُّ ذلك، ولا شأنَ لي به. إنَّني أُريد أنْ أقول: مثلما هناك خلل في هذه الجهات هناك خللٌ في الجانب المعرفي العقائدي، وهذهِ هي ملامحُ المنهج الأبتر، الَّذي لا يَتمسَّكُ تمسُّكاً حَقيقياً بالكتابِ والعِترة، وفي الحديثِ النبوىّ: (مَا إِنْ تمسَّكتُم بِهِمَا لَنْ تَضلُّوا بَعْدِي ؛ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُم بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي أَبَدَاً). أعيدوا علينا قراءة الشَّيخ الوائلي مرَّة أخرى كي يستمع المشاهد ويُدقِّق بإضافة كلمة (عليه) إلى الآية، والآية خليَّةٌ من ذلك: [﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْم وإذْ اِبتَلَى إِبْرَاهِيم ربِّه بِكَلِماتٍ فأتمَّهُنَّ (عليه)، قَال إِنِّي جَاعِلُك للنَّاسِ إِمَاما، قَال وَمِن ذُرَّيَّتِي قَالَ لَا يَنَال عَهدي الظَّالِمِين﴾]. مع ملاحظة: أنَّ تأثير الشَّيخ الوائلي في الوسط الشِّيعيّ العربي أكثر حتَّى من نفس المراجع، بحسبِ ظاهر الأمر حين أُوجّه انتقادي لكبار علماء الشِّيعة سَواء كُنتُ مُصيباً أو مخطئاً لا أدري، لكن بحسبِ قناعتي وفهمي، حِين أُوجهُ انتقادي لكبار عُلماء الشِّيعة رَدَّةُ الفِعل لا تكون بحجمِ رَدَّة الفعل في الواقع الشِّيعيّ مثلما أوجِّهُ انتقادي للشَّيخ الوائلي، والسَّبب أنَّ الواقع الشِّيعيّ العربي تَربّى على مَنهجيَّة الشَّيخ الوائلي البتراء، لم تكُن هُناك فَضائيات، لم يكُن هناك انترنت، لم يكُن هناك ايفون، لم يكُن ذاك الكمّ الهائل والكبير من الكُتب والمنشورات، لم يكُن العالَم بهذا الاتِّساع والضِيق في نفس الوقت حتَّى صار قريةً صغيرة، أو كوخاً صغيراً كما يقولون، لم تكُن وسائل الاتِّصال والتواصل بهذهِ الهيئة وبهذهِ الكيفية وبهذهِ التقنيات المتطورة الَّتي هي في أيَّامنا، كَان العَالَمُ شَيئاً يختلفُ عن عالمنا اليوم. في العُقود الَّتي كان الشَّيخ الوائلي فيها مَلِكاً لِسَاحةِ الثَّقافةِ الشِّيعيَّة، فالشِّيعةُ كانوا يَنهلون مِن هَذا المصدر، والخُطباءُ يُتابعون هذا المصدر، وللمرجعيَّةِ يَدٌ طَويلةٌ في ذلك، مَراجع الشِّيعة في النَّجف كانوا يحثُّون النَّاس على مُتابعة الشَّيخ الوائلي، حتَّى صَار الشَّيخ الوائلي فَريداً وَحيداً والجَميع فِي سَاحة التبليغ فِي فَترةٍ مِن الفَترات كانوا يخطبون ودَّهُ ويطلبون رضاه، وانتشر الفكر الوائليُّ الأبتر حتَّى غطّى كُلَّ نَاحيةٍ مِن سَاحةِ الثَّقافةِ الشِّيعيَّة، ولذلك حِينَ أتحدّثُ هنا عن الشَّيخ الوائلي فإنَّني أعرف عمَّن أتحدَّث، إنَّني أعرفُ عن سِعة السَّاحة الَّتي يُؤثِّر فيها الشَّيخُ الوائلي رحمةُ اللهِ عليه، وأعرفُ حالة الصَّنميَّة الَّتي عصفت برؤوس الشِّيعةِ في الوسط العربي، في العراق، في الخليج، في لبنان، والمناطق الأخرى التابعة لهذا الوسط الشِّيعيّ، وبالنَّتيجة هو النَّاطق الرَّسمي للمؤسَّسةِ الدِّينيَّةِ الشِّيعيَّةِ الرَّسميَّة. نشاهد هذا الفيديو لمرجعٍ من مراجعنا الأربعة الكبار في النَّجف الأشرف وهو يقرأُ آيةً من القُرآنِ بشكل غريب، وهذا المقطع نحنُ أخذناه من موقعهِ الرَّسمي، الشَّيخ بشير النَّجفي دام ظله يقرأ علينا آية من القُرآن بشكل غريب: [إذاً أساسُ كُلِّ المسائل، أساس كل المشكلات، أساس كل، خطرات النفس الأمارة بالسوء ونهى عنها نفس الأمارة بالسوء إنما تأتي من خلال تقوى الله (ومن يتّقِ الله يجعل لهُ مخرجاً ويرزقه من حيثُ لا يحتسب ولا يحتسب)، وكذلك حينما نقرأ كلمات المعصومين سلام الله عليهم]. وأيضاً نشاهد مرجعاً آخر من مراجعنا الأربعة الكبار الشَّيخ إسحاق الفيَّاض دام ظلُّه، فإذا كان الشَّيخ الوائلي قد أضاف كلمةً للآية والشَّيخ بشير النَّجفي قد قرأ الآية بشكلٍ غريب، فإنَّ الشَّيخ إسحاق الفيَّاض قد جاءنا بآيةٍ جديدة ما هي من آيات القرآن!! نُشاهد ونستمع إلى شيخنا الفيَّاض: [ومن جانبٍ آخر سمعنا أنَّ في هَذهِ الحوزة المباركة يُدرِّس العرفان، على ضوء كتاب ابن العربي، وهذا خطر على الحوزة ولا سيَّما على شبابنا، وإنَّ كتاب ابن العربي كُلّ من قرأ هذا الكتابُ يعتقد بأنَّهُ زنديقٌ ولا إيمان له بالله تعالى وتقدَّس، العرفان هو الأحكام الإلهية، العرفان الحقيقي هو معرفةِ فقهِ آلِ مُحَمَّدَ، هذا هو العرفان الحقيقية، ولهذا الالتزام بالعرفان الحقيقي هو المعرفة الأحكام الإلهية، ومعرفةِ فقه آلِ محَمَّد صلى الله عليه وآله وسلّم، والعملُ بها هو حقيقة التقواية، الَّذي أشار إليهِ تعالى بقولهِ: ﴿إنَّ أَكْرَمَكُم عِنْد الله أَتْقَاكُم﴾، وقد فسَّرت الرِّوايات حقيقة التقوى بالالتزام بالواجبات الإلهية والاجتناب عن المحرمات الإلهية هي حقيقة التقواية، العرفان بمعنى كشف الحقايق، ورفع الستار عن الحقايق، كما هو المصطلح بمعنى كشف الحقايق، والعلم بالغيب مجرّد وهم لا حقيقةَ له ولا واقعَ له، وخلاف النَّص قولهِ تعالى: ﴿لا يعلم الغيبَ إلَّا الله ومن ارتضى من رسولهِ﴾ ]. الشَّيخ إسحاق الفيَّاض يقول خلاف النص وجاءنا بآيةٍ لا وجودَ لها في القُرآن الكريم، هذا النص الَّذي يتحدَّث عنه المرجعُ الكبير لا وجودَ لهُ في كتاب الله العزيز، إذا كان هناك من يدَّعي أنَّ هذا النص موجودٌ في القُرآن الكريم فارشدونا إليه، ربَّما هذهِ الآية موجودة ولكنَّني لا أعرفُ موضعَها. فما بين عميد المنبر الحسيني وهو يُحرِّف آيةً من القُرآن! قطعاً من دون قصد، وما بين مرجعٍ من المراجع الأربعة الكبار وهو يقرأ آيةً بشكلٍ غريب! وما بين مرجعٍ آخر من المراجع الأربعة الكبار وهو يفتري آيةً على الله لا وجودَ لها في الكتاب الكريم ! قطعاً من دون قصدٍ سيّء، هؤلاء مراجعنا الكبار الأحياء جئتكم بمثالين وعميد منبركم الشَّيخ الوائلي، نَحنُ كُلُّنا نخطئ ولكنَّني إذا أخطأت أنا ما قيمةُ خطأي؟! تأثيرهُ محدود، أمَّا هؤلاء عميدُ المنبر الحسيني! المراجعُ الأربعة الكبار! مساحةُ تأثيرهم كم هي واسعة؟! والأكثر من ذلك هذا كتاب (التنقيح في شرح العروة الوثقى)، لسيِّدنا أبي القاسم الخُوئي رحمةُ اللهِ عليه، وهذا هو الجزء الأول من بعد كتاب التقليد والاجتهاد أو الاجتهاد والتقليد، الجزء الأوَّل من مباحث الطهارة، المطبعة مطبعة الآداب في النَّجفِ الأشرف، الجزء الأوَّل من مباحث الطهارة، في صفحة 30 وصفحة 31، في صفحة 30، عنوان: (كشفُ اشتباه في كلمات الأصحاب)، ماذا يقول السيِّد الخوئي؟ – لا يخفى أنَّ الأصحاب قدَّس اللهُ أسرارهم – يتحدَّث عن المراجع، لا يتحدَّث عن البقَّالين ويقول قدَّس الله أسرارهم – لا يخفى أنَّ الأصحاب قدَّس اللهُ أسرارهم نقلوا الآية المتقدِّمة في مؤلَّفاتهم بلفظةِ (إن لم تجدوا)، (فإن لم تجدوا)، وهو على خلاف لفظة الآيةِ الموجودة في الكتاب – يعني في الكتاب الكريم. يعني هذهِ الآية المراجع الكبار حرَّفوها بطريقتين، أين حرّفوها؟ في كُتُبهم، لو كانت القضيَّة مثلاً اشتباه، مثل ما اشتبه الشَّيخ الوائلي على المنبر، ومثل ما اشتبه الشَّيخ بشير النَّجفي في البرّاني وهو يتحدَّث إلى النَّاس، ومثل ما اشتبه الشَّيخ إسحاق الفيَّاض وجاءنا بآية لا وجودَ لها في كتاب الله الكريم في محضرهِ وفي محفله العلمي بين طُلَّابه وتلامذته، ولم يلتفت أحدٌ من تلامذتهِ إلى ذلك، أوَّل من التفت إلى هذا الأمر هو هذا الماسوني حينما تَعرَّضتُ لهذا الأمر في أحد برامجي السَّابقة، وإلَّا طُلَّابه الفُضلاء وتلامذتهُ العلماء كانوا يتفاخرون بنشر هذا المقطع على الإنترنت، حين سمعتُهُ وسمعتُ الآية فإنَّني لا أعرفُ آيةً في القُرآن الكريم مثلما قال: (على خلاف النَّص)، يعني أنَّهُ جاءنا بالنَّص كما هو!! القضيَّة هنا عن سلسلة طويلة من المراجع ومن كبار المراجع يُحرِّفون القُرآنَ في كتبهم، في الكتب هذا الَّذي يكتب لابُدَّ أنْ يُراجع المصادر، لابُدَّ أن يراجع المصحف، قد تقولون فكيف حدث ذلك؟ إنَّه ال copy ، ينقلون الأخطاء كما هي copy، هذه قضيَّة التحقيق والتدقيق لا وجودَ لها، وأدلُّ دليل على ذلك هو هذا الكلام الَّذي يُثبتهُ هنا السيِّد الخُوئي، هذا ما هو كلامي، هذا كلامُ السيِّد الخوئي. أقرأُ عليكم:- وهو على خلاف لفظة الآية الموجودة في الكتاب بل لا توجد هاتان اللفظتان في شيءٍ من آيات الكتاب العزيز، وظنّي – إلى أنْ يقول في صفحة 31:- وظنّي أنَّ الاشتباه صدر من صاحب الحدائق قُدِّس سره وتبعهُ المتأخِّرون عنهُ في مؤلّفاتهم اِشتباهاً ولا غروَ فإنَّ العصمةَ لأهلها – إلى آخر كلامهِ، فماذا يقول السيِّد الخوئي؟: وظنِّي أنَّ الاشتباه صدر من صاحب الحدائق. صاحب الحدائق متى توفي؟ توفي سنة 1186، صاحب الحدائق هو الشَّيخ يوسف البحراني رحمةُ اللهِ عليه، يعني هذا التحريف في الآية القُرآنية الكريمة وجاء بصيغةِ تحريفين، هذا التحريف بحسب تتبُّع السيِّد الخوئي في كُتُب مراجعنا الكبار وعُلمائنا الأجلاء بدأ مُنذ زمان الشَّيخ يوسف البحراني، الشَّيخ يوسف توفي سنة 1186 يعني أنَّ التحريف حصل قبل هذا التأريخ، والسيِّد الخوئي هو من مراجع زماننا، ماذا تقولون أنتم؟ ماذا تقولون؟! أكثر من قرنين من الزَّمان مراجعُ الشِّيعة يُحرِّفون هذه الآية وينقلُ بعضهم عن بعض تحريفين مختلفين لآيةٍ من آيات القُرآن الكريم ولم يلتفتوا إلى ذلك، لماذا؟ سوءُ التوفيق!! أين تسديدُ صاحب الأمر؟! سؤال: هل يمكن أنْ يُنَصِّب صاحب الزَّمان نوّاباً لا يعرفون القُرآن؟ لا أدري!! أو يُحرِّفون القُرآن؟ لا أدري!! أتركُ الجواب إليكم. أنا أوردت هذه الأمثلة أردت أن أطرح هذا السؤال، عندي سؤال، في الحقيقة كنت عامداً أن آتي بخطأ الشَّيخ الوائلي في قراءة الآية الَّتي عُرِضت عليكم وأنَّه أضاف كَلاماً من عنده إلى الآية، كُنت عامداً لأجل أمرين: الأمر الأوَّل: كي أُلفت أنظاركم إلى أنَّ الجميع يُخطئون، أنا أخطئ، أنتم تخطئون وهؤلاء عميد المنبر، المراجع الكبار، بل سلسلة من مراجع الشِّيعة عبر أكثر من قرنين من الزَّمان كما يقول السيِّد الخُوئي يُحرِّفون آيةً من آيات الكتاب الكريم في كُتبِهم وهذهِ القضية قضيَّة عجيبة غريبة، ربَّما يَنسى الإنسان فَحينما يذكرُ آيةً يخطئُ في قراءتها، ينسى ألفاظها، يُضيف شيئاً يحذفُ شيئاً، ولكن حين التأليف أليس المفروض أنَّ هؤلاء المراجع أنَّهم محقّقون مدقّقون فأين التحقيق والتدقيق؟! ثُمَّ أليس المفروض أنَّ هؤلاء مُسدَّدون حين يُؤلِّفون الكتب لأجل الشِّيعة وأنّ الإمام يُسدِّدهم، فأين التسديد؟! ولم يكُن التحريف في كلام عالمٍ، بل في كلامِ الله، حرَّفوا كلامَ الله فأين تسديدُ الإمام الحُجَّة؟! إذاً أردتُ أنْ أُبيِّن أنّ الجميع يخطئون. وبما أنَّ الجميع يخطئون ويُحرِّفون فإنَّ الجميع هم عُرضة للانتقاد، فمن أين جئتم بهذهِ القوانين من أنَّ الَّذي ينتقدُ العُلماء يكون عميلاً؟! أنا عميل، أنا لا أدافع عن نفسي، أنا بالنِّسية لي أنا عميل وأعترفُ بذلك وأنا ماسوني، وذلك أفضلُ عندي من أكون عميلاً لإبليس وأكون من روّاد المدرسة البتراء والمؤسَّسة البتراء والمنهج الأبتر المعادي لفاطمة!! لكنَّني أقول: بالنِّسبة للآخرين الَّذين يحاولون أو يريدون أنْ ينتقدوا المراجع والعُلماء ويخافون من الاتِّهام بالعَمَالة، أقول: من أين جاءت الحصانة لهؤلاء وهم يُحرِّفون كلامَ الله؟! وهذه الشَّواهد والوقائع أمامكم، هذا الأمر الأوَّل. أمَّا الأمر الثَّاني: السؤال الَّذي أُريد أنْ أطرحَهُ عليكم، أقول: إذا كان المراجع والخطباء وعميد المنبر إذا كانوا لا يُحسنون في اختصاصهم، إذا كانوا لا يحفظون كتابَ الله، أنا لا أحفظه، أنتم، ما نَحنُ بِقدوةٍ لهذهِ الأُمَّة، أمَّا هؤلاء القدوة، هؤلاء نُوَّاب صاحب الزَّمان، وهذا النَّاطقُ الرَّسمي باسم نُوَّاب صاحب الزَّمان، أليس هذا المفترض؟! نُوَّاب صاحب الزَّمان وهذا هو النَّاطق الرَّسمي عن نُوَّاب صاحب الزَّمان، هذه المجموعة، إذا كان لا يحسنون كتابَ الله، وهذا هو أوَّل اختصاصاتهم، ولا شأنَ لي بهم يُحسنون أو لا يُحسنون، فقط عندي سؤال، أقول: الدول الكبرى والمخابرات والاستعمار والاستكبار العالمي ليش هؤلاء يخافون منهم؟! ما هو الشيء الَّذي عندهم يُخيف؟! إلَّا أن يخاف منهم ربَّما يتحولون إلى نصارى مثل ما تحوَّلت عائلة السيِّد الخوئي، شقيق السيِّد الخوئي وأقرباء السيِّد الخوئي إلى نصارى، وبعد ذلك يُحرِّفون الإنجيل مثلما حرَّفوا القُرآن، ربَّما، لا أدري! هذا الَّذي لا يُحسنُ في باب اختصاصهِ، ما هو الَّذي يستطيع أن يفعلهُ للدول الكبرى وللمخابرات العالمية كي يخاف الاستعمار والاستكبار؟! ما أنتم تُلاحظون، أحوال بائسة، هذي أحوال بائسة، هذه الأحوال البائسة الَّتي عليها الواقع الشِّيعيّ والزَّعامات والمرجعيَّات الشِّيعيَّة، هذه الأحوال البائسة هل هي الَّتي تُخيف الاستعمار، وتخيف الدول الكبرى؟! هذا الهُراء من ذاك الهُراء، هذهِ هي أكاذيب المنهج الأبتر، وهذهِ من الأمور الَّتي يضحكون بها على عقولِكم، هذهِ أيضاً دعايات بتراء خرجت من نفس المؤسَّسة البتراء ومن نفس المنهج الأبتر ومن هؤلاء الأباترة، هذا هو الواقع بين أيديكم، والواقعُ دالٌّ على نفسهِ بنفسِه، ماذا تقولون أنتم؟! إلى هذه اللحظة في هذا البرنامج، في الحلقاتِ الَّتي ترتبطُ بشيخنا أبي سمير الوائلي رحمةُ اللهِ عليه تمَّ الكلامُ في العناوين التالية: المنهج، وأعني بالمنهج ما ذكرتهُ من وثائق تسجيلية وتصويرية تُحدِّثنا عن سماتِ منهجية مدرسة الوائلي، المنهج أولاً! عقيدة البراءة ثانياً! عقيدة الولاية ثالثاً! معرفةُ إمام زماننا وشوؤنه رابعاً! الشَّهادة الثَّالثة خامساً! مُحَمَّد وآل مُحَمَّد سادساً! قناعاتٌ وائلية سابعاً! قراءةٌ وائلية ثامناً! بقي عندي عنوانٌ واحد وبعد ذلك أنتقلُ في الحديث إلى جهةٍ أخرى من جهات هذا البرنامج، آخر عنوان: (مجالس وائلية!!)، مثل ما تقدَّم قناعات وائلية، قراءة وائلية، مجالس وائلية، أُسلِّط الضوء بشكل إجمالي، وإلَّا إذا أردت أن أفصّل الكلام فذلك يحتاج إلى وقت طويل، لكنَّني أُسلِّط الضوء بشكل إجمالي على بعضٍ من مجالس الشَّيخ الوائلي رحمةُ اللهِ عليه. نستمع إلى الوثيقة الثَّامنة والتسعين: [﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْم وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾]. هذا هو عنوان المجلس، يُمكنكم أن تجدوا هذا المجلس على الإنترنت في المواقع الخاصَّة بالشَّيخ الوائلي رحمةُ اللهِ عليه، وحتَّى في المواقع الشِّيعيَّة الَّتي تجمعُ مجالس وأحاديث الشَّيخ الوائلي وهي كثيرةٌ جدَّاً على الإنترنت، وهذهِ المجالس الَّتي اخترتُها ومن جملتها هذا المجلس هي من المجالس المعروفة والمشهورة والَّتي تُبَثُّ كِراراً ومِراراً على الفضائيات، هذا المجلس طولهُ تقريباً ساعة، واحد وستين دقيقة، تأريخ هذا المجلس في شهر رمضان، سنة 1414 للهجرة، مجالس الشَّيخ الوائلي أكثرها في الكويت، في الخليج، في هذا المجلس الشَّيخ الوائلي يتعرَّض لبيانِ معنى الأسماء: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا﴾، يذهبُ يميناً شمالاً ويغطس في الفكر المخالف لكنَّه لم يُشِر لا من قريبٍ ولا من بعيد إلى أنَّ هذه الأسماء هي أسماؤهم صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين، يأتي بآراء المخالفين ويكرع فيها كروعاً ولم يُشِر لا من قريبٍ ولا من بعيد إلى أنَّ هذه الأسماء هي أسماؤهم صلواتُ اللهِ عليهم، ماذا تقولون؟ هذا نَقضٌ واضحٌ لبيعة الغدير، وأنتم كذلك معهم، هنيئاً لكم! الغريب في نفس هذا المجلس هو يتحدَّث ويقول: (أُقسمُ أنَّهُ لو عثرت على نظريَّة ناهضة عند المذاهب الإسلامية فأنا أعتزُّ بها غاية الاِعتزاز)، وربَّما مرَّ هذا في الوثائق المتقدِّمة، مرَّ هذا ومثلهُ، أنا أقول: يا أبا سمير، لماذا لم تعتزّ بالرِّوايات الواردة عن المعصومين الَّتي تقول بأنّ هذه الأسماء هي أسماؤهم؟! لماذا لم تعتّز بحديث أهل البيت من أنَّ هذه الأسماء هي أسماؤهم صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين، ماذا تقولون أنتم؟ أنتم الَّذين تُدافعون عن الوائلي، المجلس موجود بإمكانكم أن تستمعوا للمجلس، والمجلس أيضاً يشتمل على مدحٍ لأبي حنيفة، أبو حنيفة يُمدَح في المجلس وأحاديثُ أهل البيت لا تُذكَر، استمعوا إلى المجلس وتابعوه بأنفسكم. وهناك كلمة قالها عن أمير المؤمنين: كلمة أُريد أنْ أقف عليها قليلاً، يتحدَّث عن أمير المؤمنين وهو دائماً يتحدَّث بهذه اللَّهجة وبهذه الطريقة، بالنِّسبةِ لي لا تعجبني هذه الطريقة، لا أدري هل تعجبكم؟! القضيَّة راجعة إليكم؟! اعرضوا علينا ما قالهُ الشَّيخ الوائلي عن أمير المؤمنين: اشكثر هذا الرجل عبقري لنستمع: [تقريباً هاي الظاهرة موجودة عند الخوارج ولذلك الإمام أمير المؤمنين سلام الله عليه شوف هذا الرجل اشكثر عبقري اشكثر موضوعي؟! ﮔالهم: لا تقتلوا الخوارج بعدي فليس من طلب الحقَّ فأخطأه كمن قصد الباطل]. هذا منطقُ أهل البيت في الحديث عن أمير المؤمنين؟! اشكثر هذا الرجل عبقري، اشكثر هذا الرجل موضوعي؟! هذه الأوصاف وهذا اللحن وهذا اللسان هو الَّذي يتحدَّثُ بهِ أمير المؤمنين عن نفسهِ؟! هل هذا هو لسانُ الزِّيارة الجامعة الكبيرة؟ أهلُ البيت كما يقولُ أميرُ المؤمنين في نهجِ البلاغة الشَّريف: (لَا يُقَاسُ بِهِم أَحَد)، هذه الأوصاف وهذهِ الألقاب يُمكن أنْ نتحدَّث بها عن الوائلي نفسهِ، يمكن أنْ نتحدَّث بها عن أيِّ شخصيَّةٍ أُخرى في العالم، لكن هذا المنطق وهذا التعبير هذا يُقلِّلُ من شأن عليٍّ وآل عليّ في نظر المتلقّي، أنت بهذا تُربِّي الشباب على وصفِ أهل البيت بهذهِ الأوصاف، ولذلك حالة عدم التقديس لأهل البيت شاعت في الشارع الشِّيعيّ!! التقديس الآن هو للعُلماء وهذه مشكلة كبيرة، مشكلة كبيرة، سُلِب التقديس من أهل البيت وتحوَّل إلى العلماء، الميزان هُم آل مُحَمَّد، المشكلة في المؤسَّسة الدِّينيَّة أنّ هناك سعي أكيد لإبقاء هذه الحالة، لماذا؟ أنا أقول لماذا، بحسب تحليلي: لو أنَّ الشِّيعة قدَّست أهل البيت بنفس الطريقة الَّتي تُقدِّس بها المراجع، لأصبحَ أهلُ البيت ميزاناً عند الشِّيعة، وحينئذٍ يزنون المراجع بأهل البيت، أمَّا الآن صار التقديسُ للمراجع، وصار المراجعُ ميزاناً للشِّيعة، وأهلُ البيت بقيت أسماؤهم على الحاشية، هذا هو الواقع الموجود في السَّاحة الثقافية الشِّيعيَّة، أنا أتحدَّث عن السَّاحة الثقافية الشِّيعيَّة، مَن هو الموجود في المركز؟! ومَن هو الموجود في الحاشية؟! الموجود في المركز هم المراجع والعلماء والقادة السياسيون، بينما آلُ مُحَمَّد على الحاشية! أحد العوامل الَّتي أدّت إلى ذلك هو هذا التبليغ الأبتر، حينما نتحدَّث عن أمير المؤمنين بهذه الألفاظ الَّتي يمكن أنْ نتحدَّث بها عن كُلِّ أحد!! رجاءاً أعيدوا المقطع وهو يتحدَّث عن أمير المؤمنين: [تقريباً هاي الظاهرة موجودة عند الخوارج ولذلك الإمام أمير المؤمنين سلامُ الله عليه شوف هذا الرجل اشكثر عبقري؟ اشكثر موضوعي؟ ﮔالهم: لا تقتلوا الخوارج بعدي فليس من طلب الحقَّ فأخطأه كمن قصد الباطل]. وقطعاً على العادة المجلس في آخرهِ هناك دعاء، والدعاء خليٌّ من ذكر الإمام الحُجَّة، وهنا قضيَّة أودُّ أنْ أُشير إليها: حينما كانت قناة المودَّة الفضائية مفتوحة وقدَّمتُ فيها برنامجاً بعنوان الملفّ المهدويّ، وفي هذا البرنامج لأوَّل مرةٍ في ساحة الإعلام الشِّيعي يُنتقدُ الشَّيخُ الوائلي وكُنتُ أنا الَّذي انتقدهُ وبالوثائقِ والحقائق من دون افتراء ومن دون أكاذيب لا كما وصفوني، بالوثائق والحقائق، ولا أُبالي بِما وصَفوني به، من جُملة الأمور الَّتي ذكرتُها في هذا البرنامج قُلت: إِنَّني قد تتبَّعتُ مجالس الشَّيخ الوائلي، قطعاً مجالس الشَّيخ الوائلي من أوَّل حياتهِ إلى وفاتهِ ليست موجودةً، فأنا لا أتحدّث عن مجالسهِ من أوّلِ حياتهِ إلى وفاتهِ، خصوصاً وكان معروفاً عن الشَّيخِ الوائلي في سنينهِ الأولى كان يرفض أنْ تُسجَّل مجالسُهُ على أجهزة التسجيل، بعد ذلك بسنوات وبعد الإلحاح وافق على ذلك، كَان هذا الأمر معروفاً عن الشَّيخ الوائلي، كانت دائرة التسجيل ضيَّقة جدَّاً في أوائل حياتهِ، فقطعاً إنَّني لا أتحدَّثُ عن مجالسهِ من أوَّل حياتهِ إلى أنْ توفّي، وقطعاً إنَّني لا أتحدَّث عن كُلِّ مجلس موجودٍ عند أحدٍ في العالم، أنا أتحدَّث عن المجالس المتوفِّرة بين أيدينا، المجالس الموجودة، المجالس الموجودة على الإنترنت أو الموجودة على وسائل التسجيل والتوثيق، وأنا من الأجيال الَّتي تربّت على مدرسة الشَّيخ الوائلي، فقد سمعتُ الكثير والكثير منها فيما مرَّ من حياتي، تحدَّثتُ عن هذا القدر الكبير من مجالس الشَّيخِ الوائلي من أنَّني ما استمعتُ ولا مرَّة وإلى الآن أقول هذا الكلام، وإلى الآن أقول هذا الكلام: إنَّني ما استمعتُ ولا مرَّة الشَّيخ الوائلي يدعو للإمام الحُجَّةِ بتعجيل الفرج في الدعاء الَّذي يقرأُه بعد خِتام المجالس الحُسينيَّة، هذا هو الَّذي قلتهُ في برنامج الملف المهدويّ، ولا زلتُ أقولهُ، إنَّني ما استمعتُ إلى مجلسٍ من مجالس الشَّيخ الوائلي، من مجالسه الحُسينية، وحين يقرأُ الدعاء في آخر المجلس يدعو للإمام الحُجَّة بتعجيل الفرج، أبداً!! لماذا تحدَّثتُ عن هذه النقطة؟ الأمرٍ واضح، المجالس الحسينيَّة أساساً، أساساً لا معنى لها من دون إرتباطها بالمشروع المهدويّ، نهضةُ الحُسين صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، مشروع عاشوراء حقيقتُهُ لا تتجلَّى إلَّا بظهور إمامِ زمانِنا، المُحرِّك وخزَّان الوقود للمشروع المهدويّ هو عاشوراء، المجالس الحُسينيَّة لا قيمةَ لها ولا معنى لها من دون اِرتباطها بالمشروع المهدويّ، دعني من هذه الحالة، نحنُ نعتقد أنّ مجلسَ الحُسين هو كقُبَّة الحُسين، والدعاء يُستجابُ في هذهِ المجالس، الشِّيعيّ الحُسينيّ المُخلص حين يدعو في مثل هذهِ المواطن، أليس هناك أولويات؟ الأولويّة الأولى وهي واجبة: الدعاء لإمام زماننا، وبعد ذلك الدعاء في سائر الأمور الأخرى، وهذا هو تكليفٌ واجب..!! أتعلمون الرِّسالةَ الَّتي وردت إلينا، إلى الشِّيعة من إمام زماننا، رسالة إسحاق ابن يعقوب ماذا جاء فيها؟ نفس الرسالة الَّتي جاء فيها: (وَأَمَّا الحَوَادِثُ الوَاقِعَة فَارْجِعُوا فِيهَا إِلَى رِوَاةِ حَدِيثِنا فَإِنَّهُم حُجَّتِي عَلَيكُم وَأنَا حُجَّةُ اللهِ عَلَيهِم)، نفس هذه الرِّسالة، ونفس هذه الرِّسالة الَّتي جاءت فيها: (وَأَمَّا وَجْه الاِنْتِفَاع بِي فِي غَيْبَتِي فَكَالاِنْتِفَاعِ بِالشَّمْس إِذَا غَيَّبَتْهَا عَنْ الأَبْصَارِ السَّحَاب)، وهذا الكلام ذكره الشَّيخُ الوائلي في الوثائق المتقدِّمة في الحلقة الماضي ونسبَهُ إلى العلماء، الرَّجل يجهل بأحاديث أهل البيت، وبتوقيعات الإمام الحُجَّة، هذه الرِّسالة هي من أهم الرسائل الَّتي وجَّهها الإمام الحُجَّة إلينا، من جملة ما جاء فيها: (وَأَكْثِرُوا الدُّعَاء – هذا أمر من الإمام، أمر، أمر، هذا أمرٌ واجب، الَّذين يقولون لكم هذا مستحبّ هؤلاء يضحكون عليكم، هؤلاء من أبناء المنهج الأبتر، هذا أمرٌ من الإمام – وَأَكْثِرُوا الدُّعَاء بِتَعْجِيلِ الفَرَج – الإمام يأمر بذلك – وَأَكْثِرُوا الدُّعَاء بِتَعْجِيلِ الفَرَج فَإنَّ ذَلِك فَرَجَكُم)، فَرَجُنا هو في الإكثار بالدُّعاء بتعجيل الفرج. أليس النَّبي صلَّى الله عليه وآله يقول: (أَفْضَلُ عِبَادَةِ أُمَّتِي اِنْتِظَارُ الفَرَج)، أفضلُ العبادة، أليس المطلوب من المؤمنين أنْ يتحرَّكوا إلى أفضل العبادة، مصداق هذهِ العبادة في جانبٍ واضح منها هو هذا الأمر الَّذي يتحدَّثُ عنه إمامُ زماننا: (وَأَكْثِرُوا الدُّعَاء بِتَعْجِيلِ الفَرَج)، الإمام يأمرنا بأمرٍ واجب، وحتَّى لو تنزّلنا عن هذا الأمر الواجب ونقول مُستحبّ، لكنَّ الإمام يُريد منَّا أنْ نُكثر من هذا المستحبّ (وَأَكثِروا)، الإمام يريد منا أنْ نُكثر: (وَأَكْثِرُوا الدُّعَاء بِتَعْجِيلِ الفَرَج)، على أضعف الاحتمالات هو مستحبٌّ مؤكَّد. الشِّيعيّ حينما يستلم رسالة من إمامِ زمانهِ وهو يُؤكِّدُ عليه بعنوان المستحبّ المؤكّد، يؤكِّد عليه بالإكثار من الدعاء بتعجيل الفرج، أليس المفروض أنْ يُكثِر من هَذا الدعاء في أفضل المواطن؟ أفضل المواطن بالنسبة للشَّيخ الوائلي أو لغيرهِ من الخُطباء هي نهاية المجلس الحُسيني، لماذا مجالس الشَّيخ الوائلي الدُّعاء في خاتمتها يخلو من الدعاء للإمام الحُجَّة..؟! أليس هذه عملية إنساء للشِّيعة؟! لو كان الشَّيخ الوائلي دائماً يؤكِّد على هذه القضيَّة ويقوم عمليَّاً بالدعاء لتعجيل فرج الإمام الحُجَّة عند نهاية كُلِّ مجلس، فإنّ هذا الأمر سيُشدِّد العلاقة فيما بين الشِّيعة وبين الإمام صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، وهذا هو جزءٌ من وظيفة المبلِّغ وهو التمهيد لإمام زماننا، سوء توفيق للشَّيخ الوائلي، هذهِ حقيقة واضحة، الَّذي غطس في الفكر المخالف كيف يُوفَّق لمثلِ هذا العمل العظيم الَّذي يُريدهُ إمامُ زماننا صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه..!! سوء توفيق للرجل، واضح هذا. أنا تحدثت في برنامج الملف المهدوي عن هذه القضية قُلت: إِنَّني لم أستمع، وإلى الآن أقول إِنَّني ما استمعت ولا سَمعت الشَّيخ الوائلي يدعو بتعجيل الفرج لإمام زماننا أو يدعو بتقوية علاقتهِ وعلاقة الشِّيعة بإمامِ زمانِنا في الدُّعاءِ الَّذي يُردِّدهُ في خاتمة مجالسهِ الحسينيَّة، مع أنَّهُ لا يَنسى أنْ يدعو لأصحاب المجلس لأنَّهُ يَستلم منهم خُردة، أموال، ويدعو بالأمان للبلاد الَّتي تُقام فيها مجالسُه، وللبلاد الَّتي يعيش فيها، يدعو لكل هذه المعاني ولا إشكال في ذلك، ولكن أين إمامُ زمانِنا من دعاء الشَّيخ الوائلي في خاتمة مجالسِه الحُسينيَّة؟! هذا هو الَّذي قلتُهُ، لم أقل إنَّ الشَّيخ الوائلي لم يذكر الإمامَ الحُجَّة، وأنا في نفس البرنامج آتي بفيديوات وبتسجيلات ووثائق يتحدَّث فيها الشَّيخ الوائلي عن الإمام الحُجَّة. ماذا كتبوا على الإنترنت ولسنوات، وأنا ما ردَدت لأنَّني لا أعبأ بما يقولون، على المواقع الرَّسميَّة للشَّيخِ الوائلي، وربَّما حتَّى من أقرباء الشَّيخ الوائلي، لا أدري، هكذا نُشِر على الإنترنت: بيانات تُكذِّبني، كذَّبوني، جيئوني بمجلس واحد من مجالس الشَّيخ الوائلي في خاتمة المجلس يدعو بتعجيل الفرج للإمام الحُجَّة، من المجالس الحسينيَّة الموجودة، جيئوني بمجلس واحد، لا يوجد، وحتَّى لو وُجِد إنَّني لست في مجال التحدّي والمراهنة لو وجد في مجلس أو مجلسين مثلاً أو ثلاثة أو عشرة، أنا لستُ في مجال العناد، أنا أتحدَّث عن سيرةٍ وعن منهج، أقول ليس من منهج الشَّيخ الوائلي أن يدعو للإمام الحُجَّة وأن يربط الشِّيعة بالإمام الحُجَّة، هذا هو الَّذي أتحدَّث عنه، أنا لست باحثاً عن عثرات للشَّيخ الوائلي عن نقطةٍ هنا أو هناك، تلاحظون هذا الكمَّ الهائل من الوثائق الَّتي عرضتُها بين أيديكم وهو يكشفُ عن حقيقةِ ما أقول. فقالوا على الإنترنت: بأنَّ فلاناً يكذب، ولا أعبأ أنا بهذه الأقوال، وربَّما أكذب فلستُ معصوماً، ولكن أين كذبي، أين هو كذبي؟! إنَّني قُلت: الشَّيخ الوائلي لم يدعُ للإمام الحُجَّة في دعائهِ عُقيب المجالس الحسينية، أنا ما قُلت بأنّ الشَّيخ الوائلي ليس شيعيَّاً، أنا ما قلت بأنّ الشَّيخ الوائلي لا يؤمن بالإمام المهديّ، أنا ما قلتُ بأنّ الشَّيخ الوائلي لا يذكر الإمام المهديّ، أنا ما قلت بأنّ الشَّيخ الوائلي لا يدعو في دعائه بتعجيل الفرج في كُلِّ حياته وفي مُطلق أيَّامه وفي مطلق أحاديثهِ، الشَّيخ الوائلي شيعيٌّ ومن خَدَمة أهل البيت، هكذا يَسِمُ نفسَهُ وهكذا تَسمُهُ الشِّيعة، الشَّيخُ الوائلي يؤمن بالإمام المهديّ ومن المنتظرين له، الشَّيخُ الوائلي يدعو بتعجيل الفرج للإمام المهديّ حالُهُ حالُ الشِّيعة، أنا ما قلتُ هذا، أنا قلت: الشَّيخ الوائلي لم يدعُ للإمام الحُجَّة بتعجيل الفرج في الدُّعاء الَّذي يقرأُه في خاتمة المجالس الحُسينيَّة، بدليلٍ قُلتُ هذا الكلام أيضاً والتسجيلات موجودة، قلتُ ولكنَّه يدعو لأصحاب المجالس لأنَّهم يدفعون لهُ الخردة أي الدراهم والدنانير، هذا الكلام قلته وهو موجود. أمَّا أنْ يؤتَى بتسجيل للشَّيخ الوائلي في حفلٍ لولادة الإمام الحُجَّة، فهل يُتوقّع أن لا يدعو للإمام بتعجيل فرجهِ؟! فهل الشِّيخُ الوائلي وهابي؟! الشَّيخُ الوائلي شيعي ويؤمنُ بالإمام الحُجَّة وينتظرهُ ويدعو بتعجيل فرجهِ كحال الشِّيعة الباقين، فحينما يُدعى إلى حفلٍ أو مناسبةٍ في ميلاد الإمام الحُجَّة أو حينما يتحدَّثُ عن الإمام الحُجَّة في مجلسٍ من المجالس في داخل المجلس، الشَّيء الطبيعي هو أن يدعو للإمام بتعجيل الفرج، وإِنَّني ما تحدَّثتُ عن هذا، لأنَّني في نفس البرنامج أوردتُ مقاطع عديدة وكثيرة للشَّيخِ الوائلي وهو يتحدَّثُ عن الإمام الحُجَّة، ولكن النَّاس تُحرِّف؟ ربَّما، أو هي تُريد أن تسمع كما تشتهي؟ أو أنَّ الصَّنميَّة بالأحرى هي الَّتي تُعمِي وتُصِمّ بحيث تتقلَّب الحقائق؟! وأنا إلى الآن أُردِّد نفس الكلام، أقول: الشَّيخ الوائلي بحسب تتبُّعي، أنا لم أتتبَّع كُلَّ مجلسٍ ولكن لو كانت هناك ظاهرة واضحة في سيرة الشَّيخ الوائلي أن يدعو للإمام الحُجَّة في خواتيم مجالسه الحُسينيَّة لتبيّن ذلك، وإذا وجد أحدهم مجلساً أو مجلسين فإنَّني لا أقصد هذا، إنّني أتحدَّث عن ظاهرة عامّة على طول الخط، مثلما جاء في رسالة إمامنا الحُجَّة إلينا التوقيع المعروف بتوقيع اسحاق ابن يعقوب: (وَأَكْثِرُوا الدُّعَاء بِتَعْجِيلِ الفَرَج)، أنا أتحدَّث من هَذهِ الوجهة، والبرنامج اسمه الملف المهدويّ، تناولتُ فيه الشؤون المهدويّة بكُلِّ تفاصيلها، ومن جُملة ما تناولتهُ ظلامة إمامنا الحُجَّة في الوسط الشِّيعيّ، وعرَّجت على مصاديق من ظُلامتِه وذكرتُ الشَّيخَ الوائلي مِن أنَّهُ لا يدعو لإمام زمانهِ حينما يدعو عُقيبَ مجالسهِ الحُسينيَّة، ولكنَّ الأمور تَتحرَّف وتَتغيّ،ر وادخلوا إلى الإنترنت لتروا. أنا ذكرتُ هذا لا دفاعاً عن نفسي لأنَّني لو أردتُ أن أُدافع عن نفسي فسأقضي عُمري وما استطعت أن أرد على 1% مِمَّا يُقال عني، فإنَّني لا أعبأ بما يُقال عنَّي ولكنَّني أردتُ أنْ آتيكم بمثال لأنَّني أعرف بأنّه سيُحرَّفُ هذا البرنامج من خلال الردود، تُحرَّفُ اتجاهاتهُ على الإنترنت، لكن الَّذي يُريد أن يعرف الحقائق عليه أنْ يتتبّع النصوص وأنْ يُشاهد البرنامج بكُلِّ تَفاصيله، أو على الأقل يُشاهد المقاطع بشكلٍ كامل إنْ لم يجد وقتاً لمشاهدة البرنامج بكلِّ تَفاصيله. نذهبُ الآن إلى الوثيقةِ التَّاسعةِ والتسعين، مَجلسٌ آخر من مَجالس شيخنا الوائلي، كما قلتُ لكم قبل قليل هذهِ الفقرة عُنوانها: (مجالس وائلية)، تقدَّم الحديث عن المجلس الَّذي كان عنوانه: ﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءُ كُلَّهَا﴾. ننتقل الآن إلى مجلسٍ آخر أيضاً نلقي عليه نظرةً عامَّة، هذا المجلس هو: الوثيقة التَّاسعة والتسعون: [﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْم بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ﴾]. الآيةُ هَذهِ عنوانٌ لمجلسٍ من مجالس شيخنا الوائلي، هذا المجلس طوله بالضَّبط 57 دقيقة و 46 ثانية، موجود على الإنترنت، من مجالس شهر رمضان لسنة 1421، الآية هي في سياق آياتٍ من سورةِ هُود في قصَّةِ شُعيبٍ النَّبي على نبيِّنا وآلهِ وعليه أفضلُ الصَّلاة والسَّلام، هي الآيةُ السَّادسةُ والثَّمانون من سورةِ هود: ﴿بَقِيَّةُ اللّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِحَفِيظٍ﴾ الآية الَّتي بعدها: ﴿قَالُواْ يَا شُعَيْبُ أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ﴾ إلى آخر ما جاء في سياق هذه الآيات من سورة هود. الشَّيخ الوائلي شرَّق وغرَّب في معاني بَقيَّة الله وكُلُّ الَّذي جاء بهِ هو من المخالفين، من الفكر المخالف، كلَّما يُحاول أنْ يقترب من فكرِ أهل البيت تأخذهُ الثَّقافةُ المخالِفةُ بعيداً، وذكرَ أيضاً مَنقبةً لعمر تتحدَّث عن شدَّة الرَّجل في عدالتهِ ومواقفه، ومواقف حكمه العادل، هذا العنوان: ﴿بَقِيَّةُ الله﴾، الشِّيعيّ الحُسيني المهدويّ المُنتظِر أوَّلُ شيء يتبادر إلى ذهنهِ هو صاحبُ الأمر، والرِّواياتُ عن أهل البيت تتحدَّث عن هذه الحقيقة، والرِّواياتُ تُشير إلى هذهِ الآيات الَّتي تحدَّث عنها الشَّيخ الوائلي وتُشير إلى المضمون المهدويّ، شيخنا الوائلي لا أشار لا من قريبٍ ولا من بعيد، تحدَّث في معنى بقيَّة الله بأنّه الطعام المتبقّي بعد العطاء، وبأنّه الثواب، تحدَّث عن تجارة الطَّعام، عن أكل الحلال، عن الاحتكار، عن أشياء أُخرى، شرَّق وغرَّب ولم يُشر إلى الإمام الحُجَّة لا من قريب ولا من بعيد، ودليلُه الوفي دائماً الفخرُ الرَّازي، في المجلس السَّابق كذلك، دائماً الدليل الوفي للشَّيخ الوائلي في التفسير هو الفخرُ الرازي وإنْ لم يذكر ذلك، لكن إذا رجعنا إلى تفسير الفخر الرازي سنجد أنَّ الشَّيخ الوائلي نقل المضامين الأساسية لِمَا يتحدّثُ به من تفسيرٍ لآيات القُرآن الكريم من تفسير الفخر الرَّازي الشَّافعي، وكُلُّ ذلك نقضٌ واضح صريحٌ لبيعة الغدير وأنتم بحمد الله تشاركونه في ذلك وهنيئاً لكم!! نحن هكذا نقرأُ في رواياتنا، حين يسألون الأَئِمَّة إذا ظَهر الإمامُ الحُجَّة كيف نُسلِّم عليه؟ مثلاً هل يُسلَّمُ الشِّيعة على صاحب الزَّمان هكذا: السَّلامُ على أمير المؤمنين؟ الأَئِمَّةُ ينهوننا عن ذلك، هذهِ صفةٌ خاصَّةٌ بسيِّد الأوصياء، لا من جهة المضمون، وإنَّما من جهة الأدب، وإلَّا فأئِّمَّتنا كُلُّهم أمراء المؤمنين، ولكن من جهة الأدب، وبعبارة أُخرى البروتوكل السَّماوي، هذا بروتوكل سماوي، أمير المؤمنين عليٌّ فقط، هذا هو البروتوكل السَّماوي، وإلَّا الحقيقة والمضمون هم كُلُّهم أُمراءُ المؤمنين، هم ساداتُنا ونحنُ عبيدهم، هم أمراؤنا، هم مُلُوكُنا، هم سلاطينُنا، عبِّروا ما شئتم أنْ تُعبِّروا، هم ساداتُ الوجود، لكن كيف نُسلِّم على إمام زماننا، الأَئِمَّة يقولون؟ سَلِّموا على إمامِ زمانِكم إنْ كان في غيبتهِ أو في ظهوره، ولكن في ظهوره بشكلٍ خاص: (السَّلَامُ عَلَيكَ يَا بَقِيَّة الله)، هذا هو السَّلام الرَّسمي العقائدي الشِّيعيُّ الَّذي يجبُ على الشِّيعيُّ أن يتعلَّمه، أنتَ، أنتَ أيُّها الشِّيعيُّ، أنت، أنت أيُّها الشِّيعيُّ الوائلي من أتباع المدرسة الوائليّة أتعرف كيف تُسلِّم على إمامك؟ بالله عليك!! السَّلام على إمام زماننا بالصيغةِ الأدبيةِ العقائدية المطلوبة أنْ نُسلِّم عليه هكذا: (السَّلَامُ عَلَيكَ يَا بَقِيَّة الله ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُه)، غريبٌ من الشَّيخ الوائلي أنْ لا يُشير لا من قريب ولا من بعيد إلى هذا!! وبعد ذلك يأتي الدُّعاء والدُّعاء خليٌّ من ذكرهِ، على الأقل أذكر الإمامَ في الدعاء يا عميدَ المنبر الحُسيني، تُرى هل يستحق هذا اللَّقب وهو يتعاملُ مع إمامِ زمانِه بهذه الطريقة؟ الجواب إليكم أنتم أجيبوا. نذهب الآن إلى الوثيقة المئة: وهي آخر وثيقةٍ أعرضها بين أيديكم في هذا الجُزء من البرنامج، للحديث صلة ولكن على مستوى الوثائق تعمَّدتُ فجعلتُ عددها 100، وأنتم لاحظتُم قبل قليل عرضتُ حديثاً للشَّيخ الوائلي وهو يتحدَّث عن أمير المؤمنين: اشكثر هذا الرجل عبقري، اشكثر هذا الرجل موضوعي، ما وضعنا لهُ رقماً، لأنَّني أردتُ أنْ أجعل الوثائق بعدد 100، فتلك هي مئة واضحة وصريحة وبَيِّنة، بإمكاني أنْ أستمرّ حتَّى إلى الألف، الشَّيخ الوائلي حينما يتحدَّث لمدّة دقائق فإنّه لابُدَّ أنْ يُشبِعَ هذه الدقائق بالفكر المخالف، الرَّجل ما عنده شيء عن آل مُحَمَّد، دراسته مخالِفة، 95% من مكتبته كُتُب مخالِفة، ثقافة مخالِفة، والدليل هذه الوثائق الَّتي عرضتُها عليكم، وبإمكاني أن أعرض عليكم مئات ومئات أخرى، ولكنَّني لا أُريد أنْ أقضي وقتي في تتبّعِ الشَّيخ الوائلي. رجاءاً اعرضوا الوثيقة المئة: [﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ، وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ﴾، تزدحم في هذه الليلة الكريمة ثلاث مناسبات: المناسبة الأولى: ولادة إمام العصر، ومُنقذ الأُمَّة وأمل المسلمين، وبقيَّةُ اللهِ في الأرض]. هذه الوثيقة هي مُقدِّمة لمجلسٍ لشيخنا الوائلي رحمةُ اللهِ عليه، هذا المجلس في حُسينيَّة الأربش في الكويت، ليلة 15 شعبان، سنة 1413 هجري، طول المجلس 41 دقيقة و9 ثواني، في القسم الأوَّل من المجلس يتحدَّث عن ولادة الإمام الحُجَّة صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه، وبعد ذلك يتحوَّل للحديثِ عن زيارة الحُسين، والمقطع الَّذي مرَّ عرضُهُ من أنَّهُ لا يزور عظام بالية في كربلاء هو من هذا المجلس مأخوذ، فالمجلس إذاً هو في ليلة ولادة الإمام الحُجَّة صلواتُ اللهِ وسَلامهُ عليه، وأيضاً في هذا المجلس أشار إلى كتاب البيان، لا أدري لماذا هذا الحبّ لكتاب البيان للكنجي الشَّافعي؟! هذا الكتاب النَّاصبي المشحون ضلالات، وقد مرَّ الحديثُ عنه فيما تقدَّم. في هذا المجلس أيضاً تحدَّث عن العِصمة، ولكن قبل أنْ أقف عند العصمة لابُدَّ أنْ أُشير إلى هذهِ الملاحظة: هذا المجلس في نهايته حين يدعو، أيضاً ما دعا للإمام بتعجيل الفرج، وهو في ليلة النِّصف من شعبان، لأنَّ الرجل متعوّد على هذهِ الطريقة، المجلس موجود يمكنكم أنْ تراجعوه، أنا ما أستطيع أنْ أعرض لكم المجلس من أوَّلهِ إلى آخره ولكن هذا المجلس موجود ويعرَض على الفضائيات وموجود على الإنترنت، المجلس في ليلة النِّصف من شعبان وهو مجلس حُسينيّ يختمُهُ بذكر الحُسين، فلأنَّهُ قد تعوَّد أن لا يذكر الإمام الحُجَّة في دعائه عُقيب المجالس الحُسينيَّة حتَّى في ليلة النِّصف من شعبان لم يدعُ للإمام الحُجَّة، والمجالس موجودة على الإنترنت وهذهِ القضيَّة موجودة على طول الطريق وعلى طول الخط. أنا ما عندي مشكلة مع الشَّيخ الوائلي، ما عندي مشكلة شخصيَّة، ورحمةُ اللهِ على الشَّيخ الوائلي، وما عندي مشكلة مع أحدٍ يَمتُّ بصلةٍ إلى الشَّيخ الوائلي، لا أنا من أهل السياسة ولا الشَّيخ الوائلي كَان من أهل السياسة، لا أنا عندي حزب ولا الشَّيخ الوائلي عنده حزب، لا أنا من جيل الوائلي ومن عمرهِ، ولا أنا، ولا أنا، غايةُ الأمر هذا المنطق الَّذي يُدلي بهِ الوائلي هو منطقٌ مُخالِفٌ لأهل البيت، لماذا أنتم تقتلون أنفسَكم عليه؟ ولماذا المرجعيَّةُ الشِّيعيَّةُ تقتل نفسَها عليه؟! قُلت من جملة المطالب الَّتي تحدَّث عنها تحدَّث عن العصمة في هذا المجلس، وحين تحدَّث عن العصمة في هذا المجلس تحدَّث عنها بنفس الفهم المخالف لأهل البيت، وهذهِ ما هي مشكلة الشَّيخ الوائلي فقط، علماءُ الشِّيعة عموماً حين يتحدَّثون عن العصمة يتحدَّثون عن العصمة بلسانِ المُخالفين لا بلسان آل مُحَمَّد صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين رجاءاً أسمعونا المقطع الَّذي يتحدَّث فيه الشَّيخ الوائلي عن العصمة في هذا المجلس المرقم بالوثيقة رقم 100: [هسه ترى العصمة عند بعض إخواننا ماخذه بعبع يعني، مو، اتخطر متصوريها فد شكل مادري شنو هيّ شلون العصمة؟! أنا اتخطر أول العام بالإمارات بحثت هذا الموضوع، ابحثته وجاءني واحد من كبار المسؤولين، قال لي: والله يا فلان دخّلتها بذهني ما كانت تدخل بذهني، قلت له: اشلون؟ لأن أنا اسألت سؤال قلت لهم: الآن احنا يسعنا ننقد واحد من أصحاب النَّبي نقول أنَّه غلط؟ طبعاً ما يقبلون الإخوان، زين، لأنَّهُ إذا نقدناه وقلنا واحد من الصحابة غلط، يقول: لا الصحابة ما يغلطون ابداً، ما يمكن يصير منه غلط، هو هاي عصمة، ما يمكن يصير، ﭼا والغلط شنو؟ ﭼا ما يصدر منه غلط شنو هي هذي العصمة هاه، أنَّ عنده نمط من التربية العالية بحيث لا يصدر منه القبيح، لا يترك واجب ولا يفعل محرّم، تنبّه للعصمة اشلون يعرفوها فقهائنا؟ يقولون: لطفٌ يفعله الله بالمكلّف لا يكون معهُ داعٍ إلى ترك الطاعة وفعل المعصية مع وجود القدرة عليهما، يقدر يفعل المعصية ويقدر يترك الطاعة لكن ما يسوّيهن، عنده نوع من التربية العالية، هذا هو مو أكثر، يعني الآن نحنُ بالوجود أكو عندنا ناس بالوجود تلﮕى سيرته سيرة المعصوم، أخلاقه، تهذيبه، استقامته، ورعه، تقواه، هاي هي العصمة، وما بيها إلجاء، مو تُفرَض فرض، إذا صارت تُفرَض فرض ما بيها فضيلة، إنما نوع من التهذيب العالي]. العصمةُ نوعُ من التربية العالية، نمطٌ من التربيةِ العالية، نوعٌ من التهذيب العالي، عندنا أُناس في الوجود يتصرَّفون في سلوكهم الأخلاقي كالمعصوم، يوجد!! هل يوجد كالمعصوم؟! ماذا يقول إمامنا الرِّضا؟ هذا هو الكافي الشَّريف، فماذا يقول إمامنا الرِّضا وهذا المقطع مرَّ علينا: (وَكَيفَ يُوصَفُ بِكُلِّه – يتحدَّث عن الإمام المعصوم – وَكَيفَ يُوصَفُ بِكُلِّه أَو يُنْعَتُ بِكُنْهِهِ أَوْ يُفْهَمُ شَيءٌ مِنْ أَمْرِه)، هذا هو كتاب الكافي الجزء الأوَّل: (بابٌ نادرٌ جامع في فضل الإمام وصفاته)، الحديث الأوَّل عن الإمام الرِّضا، الصفحة 225. أرى أنَّ الوقت المناسب لفاصل الأذانِ والصَّلاة بحسب التوقيت المحلي لمدينة لندن قد صار قريباً، أوقف البرنامج وبعد الفاصل أعود إليكم إنْ شاء الله تعالى. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى فَاطِمَة وأَبِيهَا وبَعْلِهَا وبَنِيهَا والسِّرِّ المُسْتَودَعِ فِيهَا … هذا هو الجزء الأخير من الحلقةِ السَّادسة والثلاثين بعد المئة من برنامجِ الكتابُ النَّاطق، قبل فاصل الأذانِ والصَّلاةِ بحسبِ التوقيت المحلي لمدينةِ لندن وصلتُ إلى الوثيقةِ المئة والَّتي هي مجلسٌ للشَّيخ الوائلي في حُسينيَّة الأربش في دولة الكويت في ليلة النِّصف من شعبان ومرَّ الحديث عن ذلك إلى أنْ أشرتُ إلى ما تحدَّث بهِ عن معنى العِصمة وأنَّهُ كان يتحدَّثُ عن العِصمةِ في ضَوءِ الفهم الكلامي لعُلمائنا وأساساً هو مأخوذٌ من الثَّقافة المخالفة، فالحديثُ عن عصمة أهل البيت لهُ دلالةٌ ومعنىً أعمق وأوسع. رجاءاً أعيدوا علينا بث المقطع الَّذي تحدث فيه الشَّيخ الوائلي عن العصمة: [هسه ترى العصمة عند بعض إخواننا ماخذه بعبع يعني مو اتخطر متصوريها فد شكل ماد شنو هي شلون العصمة؟! أنا اتخطر أول العام بالإمارات بحثت هذا الموضوع، ابحثته وجاءني واحد من كبار المسؤولين، قال لي: والله يا فلان دخلتها بذهني ما كانت تدخل بذهني، قلت له: اشلون؟ لأن أنا اسألت سؤال قلت لهم: الآن احنا يسعنا ننقد واحد من أصحاب النَّبي نقول أنَّه غلط؟ طبعاً ما يقبلون الإخوان، زين، لأنَّهُ إذا نقدناه وقلنا واحد من الصحابة غلط، يقول: لا الصحابة ما يغلطون ابداً، ما يمكن يصير منه غلط، هو هاي عصمة، ما يمكن يصير، ﭼا والغلط شنو؟ ﭼا ما يصدر منه غلط شنو هي هذي العصمة هاه، أنَّ عنده نمط من التربية العالية بحيث لا يصدر منه القبيح، لا يترك واجب ولا يفعل محرّم، تنبه للعصمة اشلون يعرفوها فقهائنا؟ يقولون: لطفٌ يفعله الله بالمكلف لا يكون معهُ داعٍ إلى ترك الطاعة وفعل المعصية مع وجود القدرة عليهما، يقدر يفعل المعصية ويقدر يترك الطاعة لكن ما يسويهن عنده نوع من التربية العالية، هذا هو مو أكثر، يعني الآن نحنُ بالوجود أكو عندنا ناس بالوجود تلﮕى سيرته سيرة المعصوم، أخلاقه، تهذيبه، استقامته، ورعه، تقواه، هاي هي العصمة، وما بيها الجاء مو تفرض فرض، إذا صارت تُفرض فرض ما بيها فضيلة، إنما نوع من التهذيب العالي]. العِصمةُ نوعٌ من التهذيب العالي، نوعٌ من التربيةِ العالية، نَمطٌ مِن التربيةِ العالية، هذا الكَلام أنا ذكرتُهُ قبل قليل ولكن كي يتواصل البحث ويتَّسقُ الحديث كي أُكمل ما لم أستطع إِكمالَهُ بسببِ فاصل الأذانِ والصَّلاة، فها هو شيخنا أبو سمير الوائلي رحمةُ اللهِ عليه يتحدَّثُ عن العصمةِ وهذا في ليلة النِّصف من شعبان، نمطٌ من التربية العالية، نوعٌ من التربية العالية، نوعٌ من التهذيب العالي، والأنكى من ذلك يقول: عندنا في الوجود شخصيات سيرتهم كسيرة المعصوم في أخلاقهم وسلوكهم!! هذا المنطق ترتضونه أنتم؟! يرتضيه آل مُحَمَّد؟! وذكر تَعريفاً للعصمة شائعاً بين علمائنا ومراجعنا وهذا التعريف في أُسسهِ وأُصُوله إذا أردنا أن نبحث عنه فقد جاءنا من المخالفين. الشَّيخ الوائلي في كتابهِ (هويَّة التشيُّع)، طبعة مؤسَّسة دار الكتاب الإسلامي، الطبعة الرَّابعة، 2008 ميلادي، في صفحة 143، هُناك عُنوان العصمة في صفحة 144، يذكر نفس هذا التعريف، يقول:- أمَّا في الاصطلاح الكلامي – يعني في علم الكلام – فالعصمةُ لطفٌ يفعلهُ الله تعالى بالمكلَّف لا يكون معهُ داعٍ إلى ترك الطاعة وارتكابِ المعصية مع قُدرتهِ على ذلك – وهذا التعريف وهذا الفهم مأخوذٌ من الثَّقافة المخالفة، وهذا التعريف يتبنَّاهُ الكثيرون إنْ كان بهذهِ الألفاظ أو بِما يُقاربها وفي بعض الأحيان بِما هو أسوأ منها. كما مرَّ علينا عند الشَّيخ الطوسي: المعصوم ينسى ويسهو وينسى الكثير من مُتصرَّفاتهِ، وينسى مِمَّا جرى عليه في سالفِ الزَّمان. وكذاك عند الشَّيخ الطبرسي: في مجمع البيان يسهو وينسى إلى الحدِّ الَّذي لا يكون هناك اختلال في عقلهِ. وعند السيِّد الخُوئي: إنَّهُ يسهو في كلِّ الموضوعات الخارجية من دون استثناء، هو لا يسهو فقط في دائرة التبليغ!! تعريف العصمة بهذا المستوى وبهذا الحدّ هو أسوأ من هذهِ التعاريف، الجميع يشربون من آنيةٍ واحدة، فما يذكرهُ الشَّيخُ الوائلي كما تُلاحظون في مجالسهِ يُكرِّرهُ وقد لاحظتم ذلك، القضيَّة الواحدة عَرضتُ عليها ولأجلها عدَّة وثائق يكرِّرها، وفي كثير من الأحيان يُكرِّرها بنحوٍ أسوأ، ويُكرِّرها في شِعرهِ وفي نثرهِ، وفي كتبه وتلاحظون هناك توافق بين ما قاله في أوَّلِ حياتهِ وفي آخرِ حياته، بين ما كتبهُ في شعرهِ وفي نثره، بين ما قالهُ في مجالسهِ وما ثبَّته في كُتبه، هذهِ منهجيَّة، وليست حالة من التقيَّة مثلما أجاب المرجعُ الكبير في السؤال الَّذي وُجِّه إليه، هو حتَّى السؤال كان سؤالاً غبيَّاً، السائل يسأل عن تَرضِّي الشَّيخ الوائلي على أبي بكرٍ وعُمر وكأنَّ هذه القضيَّة هي المشكلة!! الشَّيخ بشير يقول: الشَّيخ الوائلي خطيب عالَمي فهو يُراعي مسألة التقيَّة. هي المشكلة في الترضّي على فلان وفلان أو المشكلة في كُلِّ ما طَرحهُ من أوَّله إلى آخره، لكنَّ الشِّيعة لا تستشعرُ المنهج الأبتر فيما طرحهُ الشَّيخُ الوائلي، لأنَّهم مشبعون بالفكرِ الأبتر، والمراجعُ كذلك، لذلك يذهبون إلى هذهِ الجُزئيات القشرية، أنَّ الشَّيخ الوائلي ترضّى على فلان وفلان! هذه القضيَّة أهمّ أم الأهمّ أنَّهُ يُفسِّر القُرآن بتفسير النَّواصب وينقض بيعةَ الغدير في كلِّ مجلسٍ من مجالسهِ، لكنَّ هذا الأمر ليس مُهماً إذْ أنَّ المراجع أنفسهم قد نقضوا بيعة الغدير حينما ألّفوا التفاسير وشجّعوا النَّاس على كتبِ تفسيرٍ تعتمدُ الفكرَ النَّاصبي، وكتبوا البرقيات دِفاعاً عن المفسِّرين النَّواصب، وقالوا ما قالوا، ونشروا الفكر الناصبي وهذا هو الواقع الَّذي نحنُ نعيشُ فيه، وهنا الشَّيخ الوائلي بعد أنْ يُعرِّف العِصمة بهذه التعاريف يدخل في بحثٍ لا يعلو مستواه على المستوى الكلاميّ الأبتر. ماذا يقول إمامنا الرِّضا؟ وهذا هو الجزء الأوَّل من كتاب الكافي، صفحة 222، بابٌ نادرٌ جامعٌ في فضلِ الإمام وصفاته، الحديثُ الأوَّل، هكذا يُحدِّثنا إمامنا الرضا: (وَكَيْفَ يُوصَفُ بِكُلِّه – يتحدَّث عن الإمام المعصوم، والشَّيخ الوائلي يقول هناك في الوجود عندنا أناس سيرتهم سيرة المعصوم! مَن هم هؤلاء؟! شيخكم الوائلي سمعتم ما يقول وإمامنا الرِّضا هكذا يقول:- وَكَيْفَ يُوصَفُ بِكُلِّه أَوْ يُنْعَتُ بِكُنْهِهِ أَو يُفْهَم شَيءٌ مِنْ أَمْرِه أَو يُوْجَدُ مَنْ يَقُومُ مَقَامَهُ وَيُغْنِي غِنَاه، لَا كَيْفَ وَأَنَّى وَهُو بِحَيثُ النَّجْم مِنْ يَدِ الْمُتَنَاوِلِين وَوَصْفِ الوَاصِفِين فَأَيْنَ الاِخْتِيَارُ مِنْ هَذَا وَأَيْنَ العُقُولُ عَنْ هَذَا وَأَيْن يُوجَدُ مِثْلُ هَذَا، أَتَظنُّون أَنَّ ذَلِكَ يُوْجَدُ فِي غَيْرِ آلِ الرَّسُول مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عليهِ وآلِه – إلى آخرِ حديث الإمام الرِّضا. هل ينسجمُ حديث الشَّيخ الوائلي مع هذا المنطق؟ هذا هو مَنطقُ آل مُحَمَّد، ولكن هذهِ الرِّواية أيضاً بحسب قذارات علم الرِّجال وقُمامةِ مُعجمِ رجال الحديث لسيِّدنا الخوئي رحمةُ اللهِ عليه، هذهِ الرِّواية ضعيفة، ولكن هذا المنطق هو منطق آل مُحَمَّد. عصمةُ آل مُحَمَّد ليست هذه الَّتي يتكلَّمون عنها في علم الكلام، علم الكلام هذا حتَّى اسمهُ أُخِذ من النَّواصب، حتَّى هذا الاسم ما يُسمَّى بعلم الكلام أُخِذ من النَّواصب، لماذا سُمِّي بعلم الكلام؟ لأنَّ عُلماء النَّواصب اختلفوا في أنَّ الله مُتكلِّم أو ليس بمتكلِّم، وما معنى أنَّ الله مُتكلِّم؟ فحين اختلف علماء النَّواصب في هذه المسألة ووقع الجدل فيها سُمِّيت هذه الطريقةُ في الجدال بعلمِ الكلام، هذا العِلمُ من اِسمه من أوَّلهِ إلى آخرهِ بقواعدهِ وبتفاريعهِ وبتقسيمهِ على أساس أصول الدِّين أُخِذ من النَّواصبِ من أعداء مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد، من أوَّل حرفٍ فيه إلى آخره، وقد حثّ الأَئِمَّةُ بعض أصحابهم على تعلُّمِ طرق الجدال الكلامية لأجل مُحاججة القوم، لا لأجل أنْ تكون مصدراً لمعرفة العقائد الشِّيعيَّة الحقَّة. عصمةُ آلِ مُحَمَّد هي هذه الَّتي يتحدَّثُ عنها إمامنا الصَّادق، لا زلت أقرأ من الكافي، صفحة 164، الحديث الرَّابع، باب النَّوادر بِسَنَدِه: (عَنْ مُعُاويَة ابْنِ عمَّار، عَنْ أَبِي عَبْدِ الله، فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿وَلِلَّه الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ قَال: نَحنُ وَاللهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى الَّتِي لَا يَقْبَلُ الله مِن العِبَادِ عَمَلاً إِلَّا بِمَعْرِفَتِنَا) عصمتهم عصمةُ الأسماءُ الحُسنى، هذهِ هي عصمةُ آل مُحَمَّد. هذا [الخرط] الَّذي يتحدَّث عنه الشَّيخ الوائلي ومراجعنا في كتب علم الكلام هذا [الخرط] جيء بهِ من أعداءِ أهل البيت، وإذا إشارت إلى ذلك بعض الرِّوايات فقد جاءَت على سبيل المجادلةِ والمناقشة، عصمةُ أهل البيت هي عصمةُ الأسماء الحُسنى، الإمام يقول: وَللهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى..!! الأسماء الحسنى هل هناك من حدود لكمالِها؟ لا حدودَ لكمالِها، عصمةُ أهل البيت هي أكملُ الكمال. عصمةُ آل مُحَمَّد إذا أردتم أنْ تبحثوا عن تفاصيلها فتعالوا معي إلى دعاء السَّحر، إلى دُعاء البهاء، هذه هي عصمة أهل البيت… اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُك مِن بَهَائِك بِأَبْهَاه – الإمام يقول، مرَّت علينا الرِّواية قبل قليل إمامنا الصَّادق، قال: (وَاللهِ نَحنُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى)، البهيّ من أسمائهِ ومن صفاته البهيّ، والبهيّ هو أصلُ البهاء، فحين يتجلَّى في أبهى البهاء فمن هو أبهى البهاء؟ إنّه مُحَمَّدٌ وآل مُحَّمَّد – اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُك مِن بَهَائِك بِأَبْهَاه، مِنْ جَمَالِكَ بِأَجْمَلِه – أبهى البهاء، أجملُ الجمال – مِن جَلَالِكَ بِأَجَلَّه، مِن عَظَمَتِك بِأَعْظَمِهَا، مِن نُوْرِكَ بِأَنْوَرِه، مِن رَحْمَتِكَ بِأَوْسَعِهَا، مِنْ كَلَمَاتِكَ بِأَتَمِّها، مِنْ كَمَالِك بِأَكْمَلِهِ، مِن أَسْمَائِكَ بِأَكْبَرِهَا – أكبرُ الأسماء هُم، (نَحنُ وَاللهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى)، هذا الدعاء بكلّهِ هو تعريفٌ لعصمتِهم. تعريفٌ آخر، تعريفٌ آخر لعصمتهم دعاء كميل، مقدمةُ دعاءِ كميل:- اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُك بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيء – الرَّحمةُ الَّتي وَسِعت كُلَّ شيء هي نفسُها الَّتي تحدَّث عنها دعاءُ البهاء: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُك مِن رَحْمَتِكَ بِأَوْسَعِهَا)؛ الرَّحمة الأوسع هي الَّتي وَسِعت كُلَّ شيء، هي نفسُها الَّتي تحدَّث عنها دعاء البهاء، (مِن أَسْمَائِكَ بِأَكْبَرِهَا)؛ الاسمُ الأكبر هو نفسهُ الرَّحمةُ الأوسع، هو نفسهُ النور الأنور (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُك مِنْ نُورِكَ بِأَنْوَرِهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُك مِنْ كَمَالِك بِأَكْمَلِهِ)؛ أكملُ الكمال، أنورُ النور، أكبرُ الأسماء، أوسعُ الرَّحمة، أوسع الرَّحمة هي الرَّحمة الَّتي تسعُ كُلَّ شيء – اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُك بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيء وَبِقُوَّتِكَ الَّتِي قَهَرْتَ بِهَا كُلَّ شَيء – في دعاء البهاء: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُك مِنْ قُدْرَتِكَ بِالقُدْرَةِ الَّتِي اِسْتَطَلْتَ بِهَا عَلَى كُلِّ شَيء)؛ وَبِقُوَّتِكَ الَّتِي قَهَرْتَ بِهَا كُلَّ شَيء وَخَضَعَ لَهَا كُلُّ شَيء وَذَلَّ لَهَا كُلُّ شَيء – كيف نخاطبهم في الزِّيارة الجامعة الكبيرة؟ (وَذَلَّ كُلّ شَيءٍ لَكُم)، ما هي هي المعاني، الزِّيارة الجامعة الكبيرة تعتقدون بها أم لا؟ ماذا تقولون، أيُّها الشَّافعيَّةُ الأباترة القطبيَّةُ ماذا تقولون؟ تعتقدون بالزِّيارة الجامعة الكبيرة أم لا؟! (وَذَلَّ كُلّ شَيءٍ لَكُم) ما هو الفارق بينها وبين هذه العبارة: (وَبِقُوَّتِكَ الَّتِي قَهَرْتَ بِهَا كُلَّ شَيء وَخَضَعَ لَهَا كُلُّ شَيء وَذَلَّ لَهَا كُلُّ شَيء، وَبِجَبَرُوتِكَ الَّتِي غَلَبْتَ بِهَا كُلَّ شَيء وَبِعَزَّتِك الَّتِي لَا يَقُومُ لَهَا شَيء وَبِعَظَمَتِك الَّتِي مَلَأَت كُلّ شَيِء) ؛ (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ عَظَمَتِك بِأَعْظَمِهَا)، نفسُ المعاني الَّتي مرَّت في دعاء السحر: (وَبِسُلْطَانِكَ الَّذِي عَلَا كُلَّ شَيء وَبِوَجْهِكَ البَاقِي) ؛ (أَيْنَ وُجْهُ اللهِ الَّذِي إِلَيهِ يَتَوجَّهُ الأَوْلِيَاء) – وَبِوَجْهِكَ البَاقِي بَعْدَ فَنَاءِ كُلِّ شَيء، وَبِأَسْمَائِك – هِيَ هِيَ المعاني كلّها، هِيَ هِيَ تجلّياتٌ، مراتبٌ، ظهورات – وَبِأَسْمَائِك الَّتِي مَلَأَت أَرْكَانَ كُلِّ شَيء – وقبل قليل قرأنا في الزِّيارة الجامعة الكبيرة: (وَأَرْكَانَاً لِتَوْحِيدِه – وجعلتَهم – وَتَرَاجِمَةُ لِوَحِيِك وَأَرْكَاناً لِتَوْحِيدِك) – وَبِأَسْمَائِك الَّتِي مَلَأَت أَرْكَانَ كُلِّ شَيء وَبِعلْمِكَ الَّذِي أَحَاطَ بِكُلِّ شَيء – في دعاءِ البهاء: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُك مِنْ عِلْمِكَ بِأَنْفَذِهِ) – وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَضَاءَ لَهُ كُلُّ شَيء – في دعاء البهاء: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُك مِنْ نُوْرِكَ بِأَنْوَرِه)؛ أنور النُّور هو الَّذي أضاء له كُلُّ شيء، ﴿اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ﴾، المشكاة مُحَمَّد، إنَّهم آلُ مُحَمَّد، الحقائقُ هِيَ هِيَ. هذه إشاراتٌ عن معنى عصمتهم، تعريف العصمة بشكل مختصر في هذه العبارة، من الَّذي يُعرِّفها؟ الوائلي؟ الخوئي؟ علماء الكلام؟ الماوردي؟ الشَّافعي في الأحكام السلطانية؟ من الَّذي يُعرِّف الإمامة؟ الحُجَّةُ ابن الحسن هو الذي يعرّفها، أنا أقرأ من مفاتيح الجنان، اذهبوا إلى أدعية شهر رجب، الدعاء الَّذي يرويه نفسُ الشَّيخ الطوسي في كتابه مصباح المتهجد وسلاح المتعبِّد، يرويه عن السَّفير الثاني مُحَمَّد ابن عثمان، عن صاحب الأمر:- فَجَعَلْتَهُم مَعَادِنَ لِكَلِمَاتِك وَأَرْكَانَاً لِتَوْحِيدِك – نفس هذه الأركان الَّتي تحدَّث عنها دعاء كميل وتحدَّثت عنها الزِّيارةُ الجامعةُ الكبيرة يتحدَّث عنها دُعاء شهر رجب المروي عن صاحب الأمر – فَجَعَلْتَهُم مَعَادِنَ لِكَلِمَاتِك وَأَرْكَانَاً لِتَوْحِيدِك وَآيَاتِكَ وَمَقَامَاتِك – هنا يأتي تَعريفُ عصمَةِ آل مُحَمَّد – لَا فَرْقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا إِلَّا أَنَّهُم عِبُادُكَ وَخَلْقُك – هذا تعريف، وتعريف العصمة عند السيِّد الخوئي؟! حينما يقول: (القدر المتيقَّن أنَّهُ لا يسهو في غير الموضوعات الخارجية)، أو تعريف الوائلي: (نوعٌ من التربية العالية، نوع من التهذيب العالي)، هذا هو تعريف صاحب الأمر للعصمة: (لَا فَرْقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا) هو نفسُ المضمون الَّذي تحدَّث عنهُ الإمام الصَّادق في الكافي الشريف: (واللهِ نَحنُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى)؛ لَا فَرْقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا إِلَّا أَنَّهُم عِبُادُكَ وَخَلْقُك – المضامين الواردة في الزِّيارات: (مَنْ أحَبَّكُم فَقَد أَحَبَّ الله، مَنْ أَبْغَضَكُم فَقَد أَبْغَضَ الله، مَن وَالَاكُم فَقَد وَالَى الله، مَنْ عَادَاكُم فَقَد عَادَى الله، مَنْ أَطَاعَكُم فَقَد أَطَاعَ الله، مَنْ عَصَاكُم فَقَد عَصَا الله، مَنْ اِعْتَصَمَ بِكُم فَقَد اِعْتَصَمَ بالله، مَنْ تَوجَّه إِلَيْكُم تَوَجَّه إِلى الله، وَمَنْ قَصَدَه تَوجَّه إِلَيكُم، مَنْ ذَكَرَكُم فَقَد ذَكَر الله، مَنْ نَسَيكُم فَقَد نَسِي الله). هذه المضامين الواردة بالألفاظِ وبالمعاني في زياراتهم، في أدعيتهم، في خُطبهم ماذا تعني؟ تعني هي هذه العبارة – لَا فَرْقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا إِلَّا أَنَّهُم عِبُادُكَ وَخَلْقُك – ولذلك حُبُّهم حبُّه، بُغضُهم بُغضه، لا فرق بينك وبينها، وبين هذهِ الأسماء والآيات، الإمام يقول: (نَحنُ واللهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنى) – لَا فَرْقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا – وبين الأسماء الحسنى الَّذين هم آل مُحَمَّد – إِلَّا أَنَّهُم عِبُادُكَ وَخَلْقُك – تلاحظون تركيب الجملة – لَا فَرْقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا – بينها هذا الضمير يعود على ماذا؟ يعود على الآيات، يعود على الأسماء الحسنى الَّتي تحدّث عنها الإمامُ الصَّادق، لكن هذه الأسماء أين تتجلّى؟ أين هي؟ إنَّها هم – إِلَّا أَنَّهُم عِبُادُكَ وَخَلْقُك – لو كانت هذهِ العبارة تتحدَّث عن غيرهم لقالت العبارة إلَّا أنَّها عبادك وخلقك، إلَّا أنَّها إماؤك وخلقك، إلَّا أنَّهم – لَا فَرْقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا – (نحنُ واللهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى) – هذا التعريف هو التعريف الموجز للعصمة:- لَا فَرْقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا – أمَّا هذه التعاريف [الخرط] إذا أنتم تريدونها براحتكم، بالنسبةِ لي هذهِ التعاريف الَّتي يذكرها الوائلي، العلَّامة الحلي، السيِّد الخوئي، فلان فلان فلان، بالنسبةِ لي هذه التعاريف [خرط، لماذا خرط؟] لأنَّني أؤمن بتعريفٍ من إمام زماني. هذا هو تعريف إمام زماني، حين أقيس هذه التعاريف أجدها لا معنى لها:- لَا فَرْقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا – يعني أنَّ هذهِ الذوات أفعالها، أقوالها، صفاتها، هي أقواله وأفعاله وصفاته. فهذا [الخرط] المذكور في هذه التعاريف: نمط من التربية العالية، نوع من التهذيب العالي، لطف بحسب ما يذكرهُ هنا، وهذا هو فهم المخالفين للعصمة، حين يتحدّثون عن عصمة الأنبياء يتحدَّثون بهذا المستوى. حتَّى هو الشَّيخ الوائلي، من أين نَقل التعريف؟ – أمَّا في الاصطلاح الكلامي فالعصمةُ لطفٌ يفعلهُ الله تعالى بالمكلَّف لا يكون معهُ داعٍ إلى ترك الطاعة وارتكاب المعصية مع قدرتهِ على ذلك – عصمة العقيلة زينب أعلى من هذهِ العصمة بمليون مرّة، بمليون مرّة، فما بالك والحديث عن عصمة مُحَمَّد وآل مُحَمَّد، عصمةُ العقيلة وعصمةُ أبي الفضل العبَّاس وعصمةُ عليٍّ الأكبر أرقى بمليون مرَّة من هذا التعريف، من أين أخذ هذا التعريف؟ المصدر (توفيق التطبيق للكيلاني، صفحة 16)، [اقبضوا من دبش]!! هذا هو تعريفُ العصمة عند الحُجَّة ابن الحسن:- لَا فَرْقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا إِلَّا أَنَّهُم عِبُادُكَ وَخَلْقُك – هذا هو التعريف المجمل للعصمة! أمَّا التعريف التفصيلي فعليكم بالزِّيارة الجامعة الكبيرة، هذا هو التعريف الكامل المفصَّل: (عَلَّمني يَا ابن رَسول الله قولاً أقوله بليغاً كاملاً إذا زُرتُ واحداً مِنْكُم)، ذلك هو التفصيل، الزِّيارةُ الجامعةُ الكبيرة شرحٌ لهذه العبارة، الإمامُ الحُجَّة اختصر الزِّيارة الجامعة الكبيرة في هذهِ الكلمات الصَّغيرة، في هذه الجملة القصيرة: (لَا فَرْقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا إِلَّا أَنَّهُم عِبُادُكَ وَخَلْقُك)، هؤلاء هم أئمَّتي، هذا هو الحُسين الَّذي أعرفه، هذا هو عليٌّ، أمَّا الحُسين الَّذي يُحدِّثني عنهُ الوائلي فلا أعرفه، ولا أدري مَن هو، ابن مَن؟ أُمّهُ مَن؟ لا أدري، هذا هُم سمُّوه بِحُسين، هذا رجل هم سمُّوه بحسين وهو تابع للمنهج الأبتر، أمَّا حُسينٌ الَّذي أعرفه هو هذا، الَّذي لا فرق بينهُ وبين الله إلَّا أنَّهُ عبدٌ مخلوق، إلَّا أنَّهُ عبدهُ وخلقهُ، هذا هو الَّذي أعرفه، هذا هو الحُجَّة ابن الحَسن الَّذي أعتقدُ بإمامتهِ، أمَّا هذا الهُراء، هذا هراء المنهج الأبتر، هؤلاء هم آلُ مُحَمَّد صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهم أجمعين. بهذا يكمُل حديثي في مئة وثيقة، مئة وثيقة واضحة وصريحة وجلية، قدَّمتُها ليست للصَّنميين ولا لأولئك المعاندين ولا للذين يريدون أنْ يُحرِّفوا الحقائق مهما كانت واضحة، ولا أعبأ بكلِّ هؤلاء وبكلِّ ما يفعلون وما يقولون، قدَّمتُها للَّذين يبحثون عن طريقٍ يُوصلهم إلى إمامِ زمانِهم، قدَّمتُ هذهِ الحقائق والوثائق وعرضتُها بين يدي الَّذين يُحبُّون أن يسمّوا أنفسهم بالزَّهرائيِّين، وإنْ كُنت لا أعتقدُ بوجودٍ حقيقيٍّ للزَّهرائيِّين على أرضِ الواقع، ولكن هناك من يحبّ أن يصف نفسَه بهذا الوصف، قدَّمت هذه الحقائق لأنَّنا من دون أنْ نعرف الموانع ونُزيلها من الطريق لنْ نستطيع أنْ نصل إلى أهدافنا، وهدفنا هو مَعرفةُ إمامِ زماننا، لأنَّهم هم الَّذين قالوا، قالوا: (ذِرْوَة الأَمْر وَسِنَامُه وَبَابُ الأَشْيَاء وَمِفْتَاحُه – هذه المرتبة العالية لن نصل إليها حتَّى نُزيل الموانع من الطريق والمانع الأكبر هو المنهجُ الأبتر، إذا أردنا أنْ نصل إلى أهدافنا – ذِرْوَة الأَمْر وَسِنَامُه وَمِفْتَاحُهُ وَبَابُ الأَشْيَاء ورِضَا الرَّحْمَن تَبَارَكَ وتَعَالَى الطَّاعةُ للإِمَامِ بَعْدَ مَعرِفَتِه)، الطاعةُ للإمام بعد معرفته للإمام الَّذي عرَّفتُ عصمتَه لكم قبل قليل، لا للأَئِمَّة الَّذين يتحدَّثُ عنهم الوائلي بهذا المنطق الأبتر وهو منطقُ المؤسَّسة الدِّينيَّة الشِّيعيَّة الرَّسميَّة، لأنَّ المراجعَ بقضِّهم وقضيضهم يُقدِّمونَ الوائلي لكم باباً ومنهجاً وسبيلاً لمعرفةِ آلِ مُحَمَّد، وهكذا هي الحسينيات والفضائيات، وهكذا هُم خُطباء المنبر الأبتر يقومون بنفس هذا الدور، هذا هو الواقع الشِّيعيّ!! أذهبُ بكم إلى فاصل وأعود إليكم بعد الفاصل كي أكمل حديثي معكم. كما بيَّنتُ لكم فيما تَقدَّم في الحلقاتِ الماضية من أنَّني اِخترتُ الحديث عن الشَّيخ الوائلي رحمةُ اللهِ عليه باعتبارهِ في نظري، قد توافقونني قد تُخالفوني، أنا حرّ فيما أعتقد وأنتم أحرار فيما تعتقدون، بحسب قناعتي اخترتُ الحديث عن الشَّيخ الوائلي لأنَّني أعتقد أنَّ الشَّيخ الوائلي هو المثال النَّموذجي والتطبيق العملي للمنهج الأبتر الَّذي تتجلَّى فيهِ الملامحُ الَّتي تَقدَّم الحديثُ عنها فيما سلفَ من الحلقات، وقد تحدَّثتُ في الحلقات المتقدِّمة عن مَلمح الصَّنميَّةِ وعن ملمحِ ضَعفِ عقيدة البراءة بل اِنعدام البراءة الفكرية، والصَّنميَّةُ في الواقع الشِّيعيّ للشَّيخ الوائلي تتجلَّى بشكلٍ قوي جدَّاً، واِنعدام البراءة الفكريةِ عند شيخنا الوائلي انعدامها في أكثرِ مساحاتهِ الفكرية والعقائدية، والضَّعفُ الشَّديد والأكيد فيما بقيَ مِن مِساحةِ مَدرستهِ البتراء بخصوصِ عقيدة البراءة، وأعتقد أنَّ الوثائق المئة الَّتي قدَّمتُها وقد أضفتُ إليها ولكنَّني ما رقّمتُها، أضفت إليها نماذج، آخر أنموذج وهو حديثهُ عن العصمة ما أعطيته رقماً، وإنَّما جعلتُه تابعاً للوثيقةِ المرقَّمةِ بالرقم مئة، وقبلها أيضاً، الوثائق المئة تكشفُ بشكلٍ مؤكدٍّ وجليٍّ وواضح مَا أَشرتُ إليهِ قَبل قَليل وما ذكرتُهُ في بداية هذهِ الحلقة، هذهِ الوثائق المئة تُحدِّثكم عن سِماتِ شخصيَّة الوائلي الفكرية. أنا لا أتحدَّث عن الجوانب الانسانية والاجتماعية، لا شأنَ لي بهذا الموضوع، وإن كَانت الجوانب الإنسانية والاجتماعية هي انعكاسٌ للحالة الفكرية، لكنَّني لا أُريد الخوضَ في هذهِ القضيَّة وإنَّما حديثي عن هذهِ الجهة: عن الجهة الفكريةِ والمعرفيَّةِ والعقائدية، فهذهِ الوثائقُ المئة وهي واضحةٌ لا يُوجَد فيها تَحريف ولا قصّ ولصق ولا إِخفاء للحقائق، وإذا احتُمِل في بعضها فلا يُحتملُ في كلِّها، وإذا ثَبت بعضها ثَبت المدّعى، مئة وثيقة، كم تُكذِّبون؟! كم تُحرِّفون؟! كم تُرقِّعون؟! وبإمكاني أنْ أستمرّ، لكنَّني لا أُريد أنْ أقضي عمري في هذا الموضوع، فهناك ما هو الأهمّ منه والَّذي سيأتي، الحلقات القادمة أهمّ من هذا الموضوع، هذا الموضوع يتحدَّث عن الموانع، يعني عن الأوساخ والقاذورات الَّتي في الطريق الَّتي لابُدَّ أن تُزال! أمَّا الهدف فسيأتي الحديثُ عنه في الحلقات الآتية، كُلُّ ذلك في ضمن هذه المجموعة، مجموعة حلقات: لبَّيِك يَا فَاطِمة..!! كما قُلت لكم: تُريدون أنْ تعرفوا معنى (زهرائيُّون)، اصبروا معي إلى نهاية حلقاتِ مجموعة: لبَّيكِ يا فاطمة، وما بقي منها الكثير، بقيت مجموعة من الحلقات وأُغلِقُ الحديثَ في هذا العنوان: لَبَّيكِ يا فَاطِمة، كي أنتقل إلى عنوانٍ جديد يتفرَّعُ على هذا العنوان، فاطمةُ بالنِّسبة لنا هي الأوَّلُ والآخر وهي الظَّاهر والباطن، منها نبتدئ وإليها نعود، بداياتُنا نهاياتُنا عند فاطمة صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليها، فكُلُّ المضامين الَّتي تحدَّثت عنها هذهِ الوثائقُ المئة الَّتي تُخبرنا عن الشَّخصيةِ الفكرية للشَّيخ الوائلي وعن منهجيَّة مَدرسة الوائلي الَّتي ضَربت بأطنابها في ساحة الثَّقافة الشِّيعيَّة وفي الجوِّ الحُسيني التبليغي، وبين الشَّباب الشِّيعيّ وفي وسائل الإعلام الشِّيعيّ، كُلُّ ذلك مُتأتٍّ من أين؟ من دراسة الفِكر المخالف، ومن التشبُّع بالثَّقافةِ المخالفةِ لأهل البيت، ومن المكتبة الوائلية الَّتي تَذهبُ إلى الحضيض يوماً بعد يوم، فبعد أنْ كانت بدرجة تسعين بالمئة في الحضيض وصلت وهو يفتخر بذلك إلى درجة خمسة وتسعين بالمئة في الحضيض، أليس هو الَّذي تحدَّث عن نسبة كتب النَّواصب في مكتبتهِ بدرجة تسعين بالمئة وبعد ذلك ارتفعت هذه الدرجة بخذلانٍ من الإمام المعصوم له، بخذلان الإمام الحُجَّة للوائلي، وإلَّا لو كان صاحبُ الأمر يُوفِّقُ الوائلي لوفَّقهُ أن يأتي بكتب حديث أهل البيت وترتفع نسبةُ كتبِ حديثِ أهلِ البيت في مكتبتهِ، لا أنْ ترتفع نسبة كتب المخالفين والنَّواصب إلى درجة خمسة وتسعين بالمئة من لسانهِ هو وقد مرَّ الحديثُ عن ذلك. فمن دراسة ناصبية ومن ثقافة ناصبية ومن مكتبة ناصبية، من هذه العيون القذرة الكدرة جاءت هذه الثقافة البتراء الَّتي صبَّها على رؤوسكم، وصرتم بهذا الحال السَّيء، لا تفقهون شيئاً من أسرارِ آل مُحَمَّد وتُشكِّكُون في مَعارفهم الحقّة، أيُّ حظٍّ أسودٍ هذا الحظ؟! وحتَّى حينما تُحاولون الخروج لنْ تستطيعوا لأنَّهُ قيَّدكم كما قيَّد آباءَكم من قبل، أجيال، أجيال يُقيِّد بعضُها البعض، حتَّى ارتكست ساحة الثَّقافة الشِّيعيَّة في حياضٍ من القاذوارت النَّاصبية، وفي مُستنقعٍ من الفكر الأبتر والعقائد المشوّهة، وحديثُ أهل البيت بجانبكم، والزِّيارةُ الجامعة الكبيرة في بيوتكم لا تفقهون دلالتَها وتحفظون الأحاديث الناصبيّة، والوقائع والرِّوايات والأخبار والتفاسير الَّتي يَصبُّها عليكم الوائلي وأمثالُ الوائلي، ومنطقُ أهل البيت بجانبكم لا تفقهون منهُ شيئاً، حتَّى متى تبقون على هذا الحال؟! أفلا تنظرون إلى المصادر الَّتي يعتمدها، الفخرُ الرَّازي وأمثالهُ، أفلا تنظرون إلى الكُتُب الَّتي يوصيكم أنْ تقرأوها، البيان للكنجي الشَّافعي وأمثاله، أنا هنا لستُ في مقام الحصر والاستقصاء والاحصاء لأنَّ القضية تصل إلى خمسة وتسعين بالمئة من كتبه، فماذا أذكر وماذا لا أذكر؟ ولو ذهبنا إلى كتبهِ فكتبهُ أدلُّ دليلٍ على هذا المنهج النَّاصبي الَّذي علَّمكم إيَّاه!! سآخذُ أمثلة من كُتُبهِ آخذ منها لقطات، فأنا لا أُريد أنْ أطيل الحديث أكثر وأكثر في هذا الموضوع، وأعتقد أنَّ الوثائق المئة كافية للَّذين يُريدون أنْ يعرفوا الحقيقة، وبإمكانهم أن يتتبَّعوا المصادر الأصلية لهذهِ الوثائق إذا شكّوا فيها فهي موجودة على الإنترنت وتُعرَض دائماً على الفضائيات. سآخذ من كتب الشَّيخ الوائلي هذا الكتاب (هُويَّة التشيُّع): إنَّهُ يكتب لكم هويةً لتشيُّعكم، في الحقيقة هي هُويةٌ لتشيُّعهِ، هل تقبلون هذهِ الهوية؟ بالنِّسبة لي أرفضها جُملةً وتفصيلاً، هذهِ هي هُويَّة التشيُّع الأبتر، العنوان بحاجة إلى كلمة، مثل ما هو أضاف كلمة للآية القُرآنية وما اعترضتم عليه، وستجدون لهُ مئة ترقيع، أنا أُضيف كلمة إلى العنوان: (هُويَّةُ التشيُّع الأبتر)، الدكتور أحمد الوائلي، مؤسَّسة دار الكتاب الإسلامي، وأدلُّ دليل على كلامي أليس يُقال من أنَّ المكتوب يُقرأُ من عنوانهِ، وأئِمَّتُنا يقولون يُعرَفُ عَقْلُ الرَّجُل مِنْ كِتَابهِ، هذا هو كتابُ الرَّجُل، والكتابُ والمكتوب يُعرَفُ من عنوانه، مُقدِّمة الطبعة الأولى، هذه هي الطبعة الرَّابعة، 2008 ميلادي، قمَّ المقدَّسة، المطبعة مطبعة ستّار، صفحة 5، مقدمة الطبعة الأولى:- بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحَيْم – هذا شعار موجود على هويّة التشيُّع، الكتاب اسمه هوية التشيُّع، أنا ماذا قلت هوية التشيُّع الأبتر، هذه المقدِّمة: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحَيْم والصَّلاة وَالسَّلام عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلهِ الطَّاهرين وصحبهِ المنتجبين – هل هذا شعار شيعيّ؟! أوَّلاً: هذه بدعة، الصَّلاةُ على مُحَمَّد وعلى آل مُحَمَّد فقط، اللَّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّد وآل مُحَمَّد، هذهِ (وصحبهِ المنتجبين) هل أوصى بها النَّبي؟ من الَّذي يفعلها؟ يفعلها النَّواصب لأجل الاِنتقاص من آلِ مُحَمَّد، يريدون أنْ يقولوا بأنّه لا خصوصيةَ لآلِ مُحَمَّد، فيلحقون الصحابةَ بهم، طريقة شيطانية خبيثة، هل الشَّيخ الوائلي مُجبر على هذا؟! يعني لو كَتَب: (والصَّلاة والسَّلام على مُحَمَّد وآله الطَّاهرين)، ما الَّذي سيحدث؟ والصَّلاة والسَّلامُ على مُحَمَّدٍ وآله الطاهرين، والمفروض أن يُلحق ذلك باللَّعن، تقولون لماذا؟ أقول القُرآن هكذا فعل..؟! تعالوا معي نذهب إلى سورة الأحزاب، أنتم تحتجّون بالقُرآن، تريدون؟ تعالوا نذهب إلى سورة الأحزاب وهي السورة الَّتي ذُكِرت فيها آيةُ الصَّلاةِ على النَّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، الآيةُ السَّادسةُ والخمسون، ماذا تقول الآيةُ السَّادسةُ والخمسون؟ ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾، الرِّوايات في كتب القوم في الصواعق المحرقة الَّتي دائماً يحتجُّ بها الشَّيخ الوائلي، فليرجع إلى الصواعق المحرقة في معنى هذه الآية ليجدَه هكذا: (اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد)، الآية الَّتي بعدها مباشرةً: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً﴾، فالطريقة الَّتي يتّبعها الشِّيعة هي طريقة قرآنية 100% حين يُتبِعون الصَّلاةَ باللَّعنِ على أعداءِ مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّد، هذا هو القُرآن، هذه سورة الأحزاب، أقرأ لكم الآيتين السادسة والخمسين والسَّابعة والخسمين: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ۞ إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً﴾، فأين الصَّحابةُ في ذلك؟! هناك صلاة على مُحَمَّد وآل مُحَمَّد وهناك لعَنٌ على أعدائهم. هذا هو عنوان هويَّة التشيُّع الأبتر، مُحقٌّ أنا أو لا..؟! ما هي هذه المقدِّمة؟ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحَيْم والصَّلاةُ والسَّلام على مُحَمَّد وآله الطاهرين وصحبهِ المنتجبين وبعد – النقطة الخامسة، ماذا يقول الشَّيخ الوائلي في هذه المقدِّمة؟! – ومِمَّا يُهوِّنُ الخطب – هو يتحدَّث عن هويّة التشيُّع – ومِمَّا يُهوِّنُ الخطب أنَّ مواطن الخلاف بين فِرق المسلمين مُنذُ كَانت لم تصل إلى الأصول – يعني الإمامة ليست من الأصول، وطبعاً هذا يقوله المراجع، يقولون بأنّ الإمامة من أصول المذهب وليست من أصول الدين – ومِمَّا يُهوِّنُ الخطب أنَّ مواطن الخلاف بين فِرق المسلمين – ومرَّ علينا هذا الكلام نفسهُ في بيان السيِّد السيستاني الَّذي قرأتُهُ عليكم في الحلقات المتقدِّمة، من أنَّ الخلاف بين السنة والشِّيعة هو في المسائل الفقهية، كالخلاف بين أبناء المذهب الواحد – ومِمَّا يُهوِّنُ الخطب – وهذا الكلام هو نفسهُ يُردِّدهُ السيِّد البروجردي، وآخرون كثيرون كثيرون – ومِمَّا يُهوِّنُ الخطب أنَّ مواطن الخلاف بين فِرق المسلمين مُنذُ كانت لم تصل إلى الأصول، وإنَّما هي في نطاق الفروع، وإنْ حَاول كثيرٌ منهم أنْ يُوصلها إلى الأصول عن طريق عناوين ثانوية ولوازم تُحاول الدخول من أبواب خلفية – ولكنّ الأَئِمَّة هكذا فعلوا، فهل الأَئِمَّةُ يدخلون من أبواب خلفية؟! – لكنَّها وبشيء من التأمُّل والتحليل تَرتَد عن الأصول إلى الفروع وما دام الإسلامُ في روحهِ الكريمة يفترضُ الصحّة في فعل المسلم ابتداءاً فعلينا معالجة هذهِ الأمور بوحيٍ من هذا الروح – مثل ما يتكلَّم عن النظريات الناهضة، ومثل ما يتكلَّم عن الآراء الَّتي سببُ الخلاف فيها هو فهمُ الدليل، مثل ما يتكلَّم من أنَّهُ ما عندنا مذهب منصوص، عليه أبو حنيفة، الشَّافعي، البقيّة، الإمام مالك، كلُّهم إنَّما ينطلقون من الدليل ويختلفون في فهم الدليل، عمر ابن الخطاب له نظرية وعليُّ ابن أبي طالب لهُ نظرية، وعلى هذا الوزن، ويبدو أنَّ نظريّة أمير المؤمنين نظرية جيِّدة لأنَّ هذا الرَّجل [اشكثر عبقري، اشكثر موضوعي]..؟! مقدِّمة الطبعة الثانية أسوأ وأسوأ وأسوأ، تلاحظون الرجل ينتكس وينتكس، مثل ما تنتكسُ مكتبتُهُ ينتكس، مقدِّمة الطبعة الثانية ماذا كتب فيها؟ – بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحَيْم والصَّلاةُ والسَّلام على سيِّدنا مُحَمَّدٍ وآلهِ الأطهار وصحبهِ الأبرار ومن تَبعهم بإحسان – [يعني هذي ﭼماله!]، المقدِّمة الأولى: (وصحبه المنتجبين وبعد)، مقدمة الطبعة الثانية: (وصحبهِ الأبرار ومن تبعهم بإحسان وبعد)، في الصفحة 3 من الكتاب، من كتاب هويَّة التشيُّع الأبتر، أنا على حقّ في هذه التسمية أم لا؟ حينما يكون الشِّعار في الهوية هو هذا، الكتاب من أوَّله إلى آخرهِ هو بنفسِ هذهِ الروح، مثل ما قال هو، قال: – فعلينا معالجة هذه الأمور بوحيٍ من هذا الروح – فهو عالج المسائل بنفسِ هذهِ الروحية، بنفسِ هذا المنطق، المنطق الأبتر!! موضوع العصمة أشرتُ إليه قبلَ قليل، هو تحدَّث عنه وذكر تَعريف العِصمة في هذا الكتاب، في صفحة 144، فلا أُريد أنْ أعيد الكلام مرَّة ثانية، وتحدَّث أيضاً عن أنَّ شخصية عبد الله ابن سبأ شخصية وهمية ومرَّ الكلام عن ذلك، وهذا في صفحة 129، إلى صفحة 140، حيث قال:- وبعد هذه الجولة من الآراء اتّضح أنْ لا وجودَ لابن سبأ لأنَّ تسليمنا بوجوده يُفضي إلى إلغاءِ عقولنا – كيف نلغي عقولنا والأَئِمَّة يتحدَّثون عن وجودهِ؟! فأين معنى التَّسليم لحديثِ آل مُحَمَّد؟! على أيِّ حال. في صفحة 40، يتحدَّث الشَّيخ الوائلي بحديث بعيدٍ جدَّاً عن آل مُحَمَّد، الفصل الرَّابع عنوانهُ: (الشِّيعةُ غير الرَّوافض) وهو كلامٌ مخالفٌ مئة بالمئة لمنطق أهل البيت، الرَّوافض اسمٌ للشِّيعةِ يحثُّنا أهلُ البيت على الاِفتخار به، الرَّوافض اسمٌ يحبُّهُ أهل البيت لشيعتِهم، لا أُريد أنْ أقف طويلاً على هذهِ القضيَّة وأعتقد أنَّ الكثير من محبِّي أهل البيت يعرفون هذهِ الحقيقة، هكذا أعتقد، وإنْ كان الَّذين تربُّوا على الثَّقافة البتراء أنّى لهم أن يعرفوا هذه الحقيقة. لقب الروافضُ هديَّةٌ من الله لشيعةِ لأهل البيت، عنوان الرَّوافضُ تشريفٌ من مُحَمَّد وآل مُحَمَّد لشيعة أهل البيت، الرَّوافضُ اسمٌ وعنوان لنا نفتخرُ به، أمَّا هذا النَّاطقُ الرَّسمي الأبتر هكذا يقول، يقول: الشِّيعةُ غير الروافض! فهل هذا الكتاب هويَّة التشيُّع أم هويَّة التشيُّع الأبتر؟ محقٌّ أنا أم أنَّني لست كذلك؟ من صفحة 40، إلى صفحة 42، ويستشهد بأبياتٍ للشَّافعي، ويستدلّ بأبيات الشَّافعي أنَّ الشِّيعة شيء والرَّافضة شيء آخر، وما علاقة الشَّافعي بالشِّيعة أو بالرَّافضة؟ أين أحاديثُ أهل البيت؟ لم يُشِر إلى كلمةٍ واحدة من كلماتِ آل مُحَمَّد، أحاديثهم موجودة في معنى الرَّفض وفي معنى الرَّافضة، فهو هنا كأنَّهُ يُدافع عن حقيقةٍ واضحة أنَّ الشِّيعة شيء والرَّوافض شيءٌ آخر، لماذا؟ لأنَّ المخالفين يُبغضون الرَّوافض، هو يريد أنْ يقول: الشِّيعة ما هم برافضة، عمّي نحن رافضة! نحن رافضة! نحن روافض! أئمَّتنا سمّونا بذلك ونحنُ نفتخرُ بذلك، نحنُ الرافضة، وحين نادى المنادي على الجسر لَمَّا جيء بجنازة إمامنا الكاظم نادى المنادي: (هذا إمام الرَّافضة)، هذا هو إمامُنا، نحنُ الرَّافضة وهذا إمامُنا، يا إمامَ الرَّافضة يا بابَ الحوائج أولائي نحنُ الرَّافضة، أولائي نحنُ الرافضة. الفصلُ الرابع الشِّيعةُ غير الرَّوافض – من كُلِّ ما ذكرتهُ – هذا هو المنطقُ الأبتر – من كُلِّ ما ذكرتهُ يتَّضِحُ أمرٌ آخر وهو أنَّ ما دأب عليه بعضُ الكُتَّاب من رمي الشِّيعة بالرَّفض وتسميتهم بالروافض نشأ مؤخراً وبأسبابٍ خاصَّة سنذكرها، إنَّ هذا الزَّمن الَّذي نشأ فيهِ نعتُ الشِّيعةِ بالروافض هو في أيَّام الأمويّين – الرَّجل جاهل، جاهل بتمام معنى الكلمة، إنَّهُ يأخذ هذهِ المعاني من كُتب التأريخ!! والغريب هو أنّه قبل قليل كنَّا نسمع حديثَه بأنَّهُ يُريد أنْ يضرب التأريخ بالحذاء ويُلقي بهِ في المراحيض، هو هذا التأريخ الَّذي لابُدَّ أن يُضرب بالحذاء وهذا الحديث هو الَّذي لابُدَّ أنْ يُضرب بالحذاء ويُلقى به في المراحيض، إلى أن يأتي بأبيات الشَّافعي: إن كان رفضاً حُبُّ آل مُحَمَّد فليشهد الثقلان إني رافضي إنَّ تعبير الإمام الشَّافعي: (إن كان رفضاً حبُّ آلِ مُحَمَّد)، يدلُّ على أنَّ هناك إرادة لسحب اللقب وهو رافضي على كُلِّ شيعي مبالغة في التشهير بهم، وشحن المشاعر ضدهم – ما هذا الكلام الهزيل، أين حديث آل مُحَمَّد؟ ثُمَّ يقول:- قد يُقال إنَّهُ لا شكَّ في وجود جماعةٍ شتَّامين للصَّحابة، فما هو السَّبب في كونهم من هذا الصَّنف في حين تدَّعون أنَّ الشَّتم لا تُقرُّه الشِّيعة ولا أئمَّتُهم – إلى آخر الكلام. الشّتم والسّباب هو لون من ألوان التعبير قد يكونُ ضرورياً في بعض الأحيان لبيان الحقائق، الشَّتم والسُّباب ما هو؟ الشَّتم والسُّباب هي تعابير وصِيغ لفظية تصدرُ من الإنسان تشتملُ على ذكر أوصافٍ، وهذهِ الأوصاف في بعض الأحيان تكونُ فِعلاً موجودة في هذا الشَّخص أو في هذا الشَّيء، فحينئذٍ سيكون السُّباب والشَّتائم مُوافقاً للواقع، غايةُ ما في الأمر هل من المناسب أنْ تُذكَر هذه الأوصاف بهذهِ الطريقة أم لا؟ في بعض الأحيان يكون من الحكمةِ أنْ تُذكَر هذهِ الأوصاف بهذهِ الطريقة، وهناك سُباب وشتائم لا حقيقةَ لها على أرض الواقع، أنْ يُسبّ شخصٌ تذكر لهُ أوصاف ليست موجودةً فيه، هذا أيضاً سُباب ولكنَّهُ سُباب افترائي، هذا كذب، أمَّا السُّباب والشَّتائم الَّتي تشتملُ على ذكر أوصافٍ وهذهِ الأوصاف موجودة في ذلك الشَّخص أو في ذلك المكان أو في ذلك الشَّيء فهذا سُبابٌ صادقٌ وشتيمةٌ صادقة، غاية ما في الأمر هل أنَّ التعبير بهذهِ الطريقة يتناسب مع المقام؟ يتناسب مع الملابسات؟ مع الظرف الموضوعي أم لا؟ في بعضُ الأحيان لابُّد من استعمال السُّباب والشَّتائم ولكن لا بالنَّحو الاِفترائي بل بالنَّحو الحقيقي، شخص كذَّاب، فتصفهُ بأنَّهُ كذَّاب، وبطريقة الشَّتم يا كذَّاب، مرَّةً بطريقة الإخبار فتقول: فُلان كذَّاب، ومرَّةً يأتي بصياغة الشَّتم لأجلِ بيان الحقائق، أمَّا أنْ يكون القول هكذا هذراً من دون حكمة فذلك قد يكونُ مُخالفاً للأعرافِ وللآدابِ في بعضِ الأحيان ولكن الضَّرورة قد تحكُم في بعض الأحيان فيكون السُّبابُ والشَّتيمةُ أمراً واجباً لابُدَّ من ذكرهِ وإنَّ التجنُّب عنه سيكون خِلافاً للحكمةِ ومُوجباً للمفسدة. القُرآنُ مليءٌ بالسُّباب والشَّتائم فماذا يقول الوائلي؟ القُرآنُ فيه سُبابٌ وشتائم، فهل أنَّ السُّباب والشَّتائم في القُرآن الكريم مخالَفةٌ للحكمة ومخالفةٌ للذوق؟ هناك غايةٌ لأجلها يُعبِّرُ القُرآن بهذا التعبير، آتيكم ببعض الأمثلة: إذا ما ذهبنا على سبيل المثال إلى سورة مُحَمَّد صلَّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلَّم إلى الآيةِ الثَّانيةِ بعد العاشرة، ماذا تقول هذهِ الآية؟ ﴿إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾ ثُمَّ ماذا تقول الآية: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا﴾ في الدنيا ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا﴾ الذين كفروا هم أكثر النَّاس ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ﴾، هذا التعبير فيه معنى السُّباب والشتيمة أم لا؟ يأكلون كما تأكل الأنعام، كما تأكلُ الأبقار، كما تأكل الحمير، الأنعام ما هي؟ الأبقار، الحمير، سائر الحيوانات الأخرى، يعني الآن إذا شخص يقول لشخص أنت تأكل كالبقرة، يُعدّ شتيمةً هذا أم لا؟ هذه شتائم، هذا لون من ألوان الشَّتائم ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ﴾. إذا ما ذهبنا إلى سورة الفرقان إلى الآيةِ الرابعةِ والأربعين: ﴿أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ﴾ الحديث عن الأكثرية، الآية الرابعة والأربعين في سورة الفرقان ﴿أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً﴾ إذا كانت سورة محَّمد صلّى اللهُ عليه وآلِه وصفت الَّذين كفروا أنَّهم يأكلون كما تأكلُ الأنعام وأنَّ النَّار مثوىً لهم، سورة الفرقان وصفت الأكثرية: ﴿أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً﴾، هؤلاء أسوأ من الحمير، أسوأ من البغال..!! إذا نذهب إلى سورة المدثِّر، في الآيةِ التاسعةِ والأربعين وما بعدها ﴿فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ﴾ لماذا لا يقبلون التذكرة؟ لماذا لا يقبلون الحقائق؟ ﴿فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ ۞ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ ۞ فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ﴾ هؤلاء حمير، حُمُر، هؤلاء حمير وحمير مجنونة خائفة مرعوبة ﴿كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ ۞ فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ﴾. إذا نذهب إلى سورة القَلم، والحديث عن شخصيَّةٍ مُهمَّةٍ في مكّة في قُريش، عن الوليد ابن المغيرة المخزومي، شخصيَّة بارزة كان نجماً لامعاً في قُريش وهو والد خالد ابن الوليد، في سورة القلم، في الآية العاشرة وما بعدها ﴿وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ ۞ هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ ۞ مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ۞ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ﴾، زنيم هذا، هذا شخصٌ قذر وسخ، سُباب وشتائم هذه أم لا؟! ماذا تقولون؟! أم هذا مديح؟! عن أيِّ شيءٍ يتحدَّث هذا الوائلي وأمثاله؟! ﴿وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ ۞ هَمَّازٍ مَّشَّاء بِنَمِيمٍ ۞ مَنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ۞ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ﴾ هذه شتائم أم هذه مدائح؟! ماذا تقولون أنتم؟ إذا نذهب إلى سورة الجمعة، الحديث عن العلماء هنا: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ﴾ والحديث عن بني إسرائيل كمصداق، هذا الكلام ينطبق على كُلِّ العُلماء الَّذين يحملون نفس هذه الأوصاف، خصوصاً وأنَّ الرِّوايات دائماً تقارن بين علماء الشِّيعة وعلماء بني إسرائيل، ورواية التقليد الطويلة في تفسير الإمام العسكريّ تُقارن بين مراجع التقليد الشِّيعة ومراجع التقليد عند اليهود أحبار اليهود، في الآية الخامسة: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾؛ هذا غَزَل؟ مديح؟ حماسة؟ أليس هذه شتائم؟! هذه شتائم للمراجع للعُلماء: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا﴾. وحين أقول للمراجع لا تتعجبَّوا، إمامنا الكاظم والرِّوايات موجودة عندنا قال للبطائني، والبطائني كان مرجعاً كبيراً، أكبر من مراجع الشِّيعة المعاصرين، قال للبطائني: (أَنتَ وأَصْحَابُكَ أَشْبَاهُ الحَمِير)، أنت والذين يتابعونك ويقلّدونك أشباهُ الحمير، الإمام يُشير إلى هذا المضمون الذي ورد في سورة الجمعة، أكثر من مرَّة قال لهُ هذهِ القولة قبل أنْ يُسجَن الإمام الكاظم، والشِّيعةُ مع ذلك بقيت تُقلِّدهُ وتتابعه، وبعد ذلك تبعوه وتركوا الإمام الرِّضا وأنكرو إمامةَ الإمام الرِّضا، والإمام الكاظم قال لهُ ذلك قبل أنْ يُسجَن، قال له: (أَنتَ وأَصْحَابُكَ أَشْبَاهُ الحَمِير)، والشِّيعة تبعتهُ وبقيت معهُ وأنكرت إمامةَ الإمام الرِّضا، أكثرُ الشيعة ذهبوا معه وتركوا الإمام الرِّضا، قليلٌ من الشِّيعة الَّذين سُمّوا بالقطعية رجعوا إلى الإمام الرِّضا، نعم بعد ذلك رجعت بعض الواقفة، لكنَّ كبار عُلماء الشِّيعة آنذاك ذهبوا مع البطائني، الرِّوايات تقول هكذا، ارجعوا إلى كتب الرجال واقرأوا أسماء الذين وُصِفوا بالوقف، كبار رواة الحديث،كبار العُلماء في ذلك العصر اصطفّوا مع البطائني، مع المرجع الأعلى، والإمام الكاظم قال له: (أَنتَ وأَصْحَابُكَ أَشْبَاهُ الحَمِير)، وغُيِّب الإمامُ الكاظمُ في السجن وبعد أنْ استُشهد نهبوا الأموالَ وأنكروا إمامةَ الإمام الرِّضا ووقفوا في وجههِ. هل هناك تشابه بين زمان الغيبة وذاك الزَّمان؟ الرِّوايات تقول: نعم، فإنَّ العُلماء والفُقهاء سيقفون في وجه الإمام الحُجَّة حين سيظهر، وسأُورد لكم هذه الرِّوايات حينما يصل الحديث إلى عاقبة المنهج الأبتر، إلى أين يذهبُ المنهج الأبتر بالشِّيعة، إلى أي جهة؟! فهذه شتائم أم مدائح؟! ﴿كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً﴾. حتَّى في سورة لقمان، الآيةِ التاسعة بعد العاشرة، في جملة نصائح ووصايا لقمان لولدهِ: ﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ﴾ إلى أنْ يقول له: ﴿وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾ يعني أنت يا ولدي إذا رفعت صوتك فحالك حال الحمير، هو هذا المعنى، هذا تعريض واضح وهو في مقام النصيحة ﴿وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ﴾ هذا لقمان الحكيم، وهم ينصح ولده ﴿وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾. وإذا ذهبنا إلى سورة الأعراف، الحديث هنا عن شخصيةٍ تحملُ الأسرار في الرِّوايات: إنها من حملة الاسم الأعظم، عن بلعم ابن باعوراء، في الآيةِ الخامسةِ والسَّبعين بعد المئة والَّتي بعدها: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا﴾ الرِّوايات تقول المراد هنا الاسم الأعظم ﴿فَانسَلَخَ مِنْهَا﴾ ماذا تقول الآية الَّتي بعدَها؟ ﴿فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا﴾ هذا المثل عامّ وليس خاصَّاً ببلعم ابن باعوراء، لكلِّ الَّذين يُكذِّبون بآياتنا، هؤلاء الَّذين يُشكِّكون بأحاديث أهل البيت ويُكذِّبون بمقاماتهم ينطبق عليهم هذا المثل! آياتُ الله هُم آلُ محَّمد، وهذا ما هو بتفسيري هذا تفسيرُ آل محَّمد في رواياتهم، في العشرات والعشرات والعشرات من رواياتهم وأحاديثهم، آياتُ الله هُم آلُ محَّمد، ماذا تقول الآية؟ ﴿فَمَثَلُهُ﴾ هذا بلعم ابن باعوراء، هذا العالم الكبير الَّذي أطاع الشَّيطان، جعلهُ الشَّيطان ناطقاً ينطقُ عنه: ﴿وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ﴾ الغاوون هم الَّذين ينطقون عن الشَّيطان، وهذا عالم كبير من كبار العلماء، ماذا وصفه القرآن؟ ﴿فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ﴾ هذه القضية ليس خاصّة ببلعم ﴿ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا﴾ الَّذين يُكذِّبون بآياتنا هؤلاء مَثَلُهم مَثَل الكلب، هذا غزل؟ نسيب؟ مديح؟ غناء؟ ماذا تسمّونهُ؟ هذا سُباب وشتيمة، ولكن سباب حقيقي، هذا سُباب يتحدَّث عن أوصاف حقيقيَّة موجودة على أرض الواقع. الكتاب الكريم مشحون من مثل هذا، هذه أمثلة أنا ما استقصيت كل ما جاء في الكتاب الكريم، بإمكاني أنْ استقصي ذلك لكم الآن، أنْ أستخرج بقيَّة الآيات ولكن ماذا أفعل للوقت؟ وهذا نهجُ البلاغة: في الخطبة الشقشقية وهي الخطبة الثَّالثة في نهج البلاغة، ماذا قال أمير المؤمنين عن عثمان ابن عفان؟! – إِلَى أَنْ قَامَ ثَالِثُ القَوم نَافِجَاً حِضْنَيه بَيْنَ نَثِيلِه وَمُعْتَلَفِه – يعني بين روثهِ، الرَّوث والفضلات الغائط، وبين المكان الَّذي يعتلفُ منه كما تعتلفُ الحيوانات، هذا هو معنى كلامه، المعتلَف للبشر؟ المعتلَف للحيوانات، والنَّثيل هو الرَّوث، للحيوانات أيضاً، هذا مديح وغزل؟ ماذا تسمّونه؟ هذه الخطبة الشقشقية – إِلَى أَنْ اِنْتَكَثَ عَلَيهِ فَتْلُه وَأَجْهَزَ عَلَيهِ عَمَلُه وَكَبَتْ بِه بِطْنَتُه – هذا مديح أم شتائم هذه وسباب – وَكَبَتْ بِه بِطْنَتُه – وهذا المعنى مؤكَّدٌ في أدبِ آلِ مُحَمَّد مَن كان هَمُّهُ بطنهُ، يتحدَّث عن البطنة، فقيمتُه ما يخرج منها، هذا هو كلام عليٍّ، هو نفسه من كلام أمير المؤمنين. في نفس نهج البلاغة، الكلام المرقم 73، لَمَّا جِيء بمروان ابن الحكم أسيراً يوم الجمل، وأراد أنْ يعتذر للأمير وأنْ يُجدِّد البيعة، الأمير صلواتُ اللهِ وسلامهُ عليه رفض بيعتَهُ، رفض تجديدَ بيعتِه، ماذا قال؟ – أَوَلَم يُبَايِعنِي بَعْد قَتْلِ عُثْمَان، لَا حَاجَة لِي فِي بَيْعَتِه – فلماذا خَرَج عَلَيَّ في البصرة؟ لماذا نكث البيعة؟ – إِنَّها كَفٌّ يَهُودِيَّة – إنَّها كفٌّ يهودية، هذا سباب أم لا؟ ولكن لنستمرّ – لَو بَايَعَنِي بِكَفِّه لَغَدَرَ بِسُبَّتِه – السُّبَّة يعني فتحة الدبر، راجعوا كتب اللغة، المعاجم اللغوية موجودة، صحيح هذهِ الكلمة الآن لا تستعمل لكن في زمان أمير المؤمنين كانت مستعمله ويعرفون معناها، السُّبَّة فتحة الدبر، ماذا قال عن مروان؟ – إِنَّها كَفٌّ يَهُودِيَّة – وهذا بمشهد من مروان أمام النَّاس – لَو بَايَعَنِي بِكَفِّه لَغَدَرَ بِسُبَّتِه – بفتحة دبره، لأن أمثال هؤلاء لابُدَّ أنْ تُبيَّن حقائقُهم وإلَّا كيف يهتدي النَّاس؟ أنا أقول لكم: أحاديث الشَّيخ الوائلي هذه في الوثائق المئة، الكثير يسمعها ولا يتحسَّس شيئاً من ذلك لأنَّهُ تعوَّد على هذا الفكر الأبتر، لابُدَّ من بيان مساوئها، ولابُدَّ من استعمال عباراتٍ قاسية كي تتّضح الحقائق، وإلَّا كيف يلتفتُ الشِّيعةُ إلى هذهِ المشكلة الكبيرة، من دونِ وخزِهم، من دون إثارتِهم، هذا اللَّون من التعبير ضروريٌ، السُّباب والشتائم ضروريَّةٌ مثل ما فعل القُرآن، لابُدَّ من أُسلوبٍ مُنبِّهٍ، حين يكون النَّاس سادرين ونائمين ومبَنَّجين ومُثوَّلين تثويلاً مغناطيسياً، فلا يُميّزون بين المنطق الكوثري وبين المنطق الأبتري، لا يميزون بين منطق الرَّحمن ومنطق الشَّيطان..!! من خطبةٍ لأمير المؤمنين، مرقمة 84، في نهج البلاغة، يذكرُ فيها عَمْروَ ابن العاص، يقول:- وَيَخُون العَهَد وَيَقْطَع الإِلْ – الإِلْ؛ يعني القرابة، الرحم – فَإذَا كَانَ عِنْد الحَرْب فَأيُّ زَاجِرٍ وَآمِرٍ هَوَ مَا لَم تَأخُذُ السُّيُوف مَآخِذَها – في مُقدِّمات الحَرب يُرعِد ويُبرِق – فَإذَا كَانَ عِنْد الحَرْب فَأيُّ زَاجِرٍ وَآمِرٍ هَوَ مَا لَم تَأخُذُ السُّيُوف مَآخِذَهَا فَإذَا كَان ذَلِك – إذا أخذت السيوف وبرزَت الأقران وزَحف ابنُ أبي طالب – فَإِذَا كَانَ ذَلِك كَانَ أَكْبَرُ مَكِيدَتِهِ – أكبرُ حيلته، ماذا يفعل؟ – أَنْ يَمْنَحَ القِرْمَ سُبَّتَه – أن يكشف عن فتحة دبره، هذهِ وسيلتهُ الدِّفاعية الستراتيجية! والَّتي علَّمها للشَّاميين في قصيدتهِ الجُلجلية يقول لمعاوية: وعلمتكم كشفَ سوءاتِكم لردِّ الغُضنفرةِ المقبلِ ماعندي مجال وإلَّا القصيدة جميلة وفيها كثير من الحقائق: معاويةُ الفضل لا تنسى لي وعن منهجِ الحقِّ لا تعدلِ يقول: وعلمتكم كشفَ سوءاتِكم لردِّ الغُضنفرةِ المقبلِ أيها الشَّاميون … إلى هذا يُشير أبو فراس الحمداني في قصيدته: أراكَ عصيَّ الدَّمعِ شيمتك الصبرُ أما للهوى نهيٌ عليك ولا أمرُ يقولون لي بعتَ السلامة بالردَّى فقلت أما والله ما نالني خُسرُ ولا خيرَ في دفعِ الرّدى بمذلَّةٍ كما ردٌها يوما بسوءتهِ عَمْرُو فَإذَا كَانَ عِنْد الحَرْب فَأيُّ زَاجِرٍ وَآمِرٍ هَوَ – ابنُ النابغة – مَا لَم تَأخُذُ السُّيُوف مَآخِذَها فَإذَا كَان ذَلِك كَانَ أَكْبَرُ مَكِيدَتِهِ أَنْ يَمْنَحَ القِرْم – القِرم، الفارس الشُّجاع – أَنْ يَمْنَحَ القِرْمَ سُبَّتَه. هو يقول: وكشَّفتُ عن سوءتي أذيُلي فستَّر وجهَهُ وانثنى يُشير إلى أمير المؤمنين، إنْ شاء الله في مناسبة أخرى اقرأُ لكم هذه القصيدة. صفحة 278، الكتاب المرقم 17، باعتبار أنَّ نهج البلاغة مُقسَّم إلى خطب وإلى كُتب، فقبل قليل كنت أذكر الأرقام من قسم الخُطب والكلام، هذا هو قسم الكتب، الكتاب المرقم 17، هذهِ الطبعة هي طبعة دار التعارف للمطبوعات، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1990، من كتاب لهُ إلى معاوية، ماذا يقول لهُ؟! – وَلَا الْمُهَاجِرُ كَالطَّلِيق وَلَا الصَّرِيحُ كَاللَّصِيقْ – الصَّريح هو صاحب النَّسب المعروف الَّذي لا شكَّ في أبيه، أمَّا اللصيق فهو النَّغل، يعني لصيق بالنَّسب، هذا الكتاب من سيِّد الأوصياء إلى ابن هند، إلى معاوية، كلمة معاوية تعرفون ما معناها؟ معاوية، وما معاوية إلَّا كلبةٌ عوت فاستعوت الكلاب لها، أصلُ الكلمة: أُمُّ عاوية، الكلبة العاوية، لكثرة الإستعمال قيل معاوية، فَمِن عَلِيٍّ الصَّرِيح إِلَى مُعَاويَة اللَّصِيق – وَلَا الْمُهَاجِرُ كَالطَّلِيقْ ولَا الصَّرِيحُ كَاللَّصِيقْ – يقول لهُ أنت نغل، أنت مُلصَق بالنَّسب ما أنت من قُريش … وقِصَّة أُمِّه، الآن لستُ بصدد الحديث عن هند وماذا كانت تفعل من نشاطات مُهمَّةٍ جدَّاً لخدمة الأُمَّة العربية …!! هذا هو كتاب (كمال الدين وتمام النعمة): طبعة مؤسسة النشر الإسلامي، قم المقدسة، بحسب التبويب الجزء الثاني، صفحة 375: – عَنْ سَدِير الصَّيرَفي، قَال: سَمِعتُ أَبَا عَبدِ الله – إمامنا الصَّادق يقول، إلى أنْ قال، أذهب إلى موطن الحاجة الوقت يجري سريعاً وعندي مطالب أخرى لابُدَّ من بيانها، فقال لي، الإمام الصَّادق يُحدِّث سديراً الصيرفي – فَقَالَ لِي: مَا تُنْكِرُ ذَلِك مِنْ هَذِهِ الأُمَّة – يتحدَّث عن الإمام الحُجَّة لماذا ينكرونه – مَا تُنْكِرُ ذَلِك مِنْ هَذِهِ الأُمَّة أَشْبَاه الخَنَازِير – يبدو هذا مديح! هذا كلامُ الإمام الصَّادق، الرِّواية الحادية والعشرون، ما روي عن الإمام الصَّادق في النَّص على القائم صلواتُ الله عليه، كمالُ الدِّين وتمام النعمة، للشَّيخ الصدوق، صفحة 375، الحديث الحادي والعشرون – مَا تُنْكِرُ ذَلِك مِنْ هَذِهِ الأُمَّة أَشْبَاه الخَنَازِير. هذا هو: (تفسير إمامنا الزَّاكي العسكريّ)، وإمامنا العسكريّ يَحدِّثنا عن أمير المؤمنين:- يَا مَعْشَر شِيعَتَنَا وَالْمُنْتَحِلِينَ مَوَدَّتَنَا – مُنْتَحِلين، يعني المعتقدين المعتقدين بشكلٍ صحيح – يَا مَعْشَر شِيعَتَنَا وَالْمُنْتَحِلِينَ مَوَدَّتَنَا إِيَّاكُم وَأَصْحَاب الرَّأي – يعني أمثال الوائلي، الَّذي يدلي برأيه في كُلِّ قَضيَّةٍ من دون معرفةٍ بحديثِ آلِ محّمد!! ويُظهر استغرابه واستنكاره هُناك، ويُشكِّك في الحقائق وهو لا يعلم ماذا يقولُ آلُ مُحَمَّد في ذلك، ويطرح الآراء المخالِفة، وهذا هو ديدن المؤسَّسةِ الدِّينيَّة الشِّيعيَّةِ الرَّسميَّة، ومعذورة في ذلك لأنَّها تَركت حديثَ آلِ مُحَمَّد، فإلى أين تلجأ؟ إلى النَّواصب وإلى أرائهم الخرقاء، وهذا هو الَّذي يتحدَّثُ عنه أمير المؤمنين – يَا مَعْشَر شِيعَتَنَا – صفحة 33، حديث 26، هذه الطبعة منشورات ذوي القربى، الطبعة الأولى، قم المقدسة، أمير المؤمنين ماذا يقول؟ – يَا مَعْشَرَ شِيعَتَنَا وَالْمُنْتَحِلِينَ مَوَدَّتَنَا إِيَّاكُم وَأَصْحَاب الرَّأي فَإِنَّهُم أَعْدَاءُ السُّنَن – أعداءُ الرِّوايات – تَفَلَّتَتْ مِّنْهُم الأَحَادِيثُ أَنْ يَحْفَظُوهَا – ما عندهم القدرة على حفظ الحديث وعلى فهمهِ ودراسته – وَأَعْيَتْهُم السُنَّة أَنْ يَعُوهَا فَاتَّخَذُوا عِبَادَ الله خِوْلَاً – عبيداً – وَمَالَه دُوُلَاً – يتصرَّفون به كيفما يُريدون – فَذَلَّت لَهُم الرِّقَاب وَأَطَاعَهُم الخَلْقُ أَشْبَاهُ الكِلَاب – مديح هذا؟ غزلٌ هذا؟ هذا كلامُ الأَئِمَّة، وهذا حديثُهم، وهو يتحدَّث هنا عن أهل العلم، يتحدَّث عن المؤسَّسة العلمية، إنْ كانوا من أهل السنّةِ أم من أهل الشِّيعة. روايةُ مراجع التَّقليد: ماذا قال إمامنا الصَّادق عن مراجع التقليد، عن الأكثرية، لأنَّ الأقليَّة هُم الَّذين مدحهم – فَأَمَّا مَنْ كَانَ مِن الفُقَهَاءِ صَائِنَاً لِنَفْسِهِ حَافِظَاً لِدِينِه – ماذا قال عنه؟ – وَذَلِكَ لَا يَكُون إِلَّا بَعْضْ فُقَهَاء الشِّيعَة لَاجَمِيعَهُم – هؤلاء القِلَّة الممدوحون، الأكثرية من فقهاء الشِّيعة وَصفهم بأنّهم نُصَّاب، حين تصف فقيهاً شيعياً بأنَّهُ ناصبيّ فهل هذا مدح؟! – وَمِّنْهُم قُومٌ نُصَّاب – وحين تحدَّث عَن تلامذة هؤلاء وعن أتباعهم – وَيَنْتَقِصُون بِنَا عِنْدَ نُصَّابِنَا – سمَّاهم نُصَّاب، إنَّهُ يتحدَّث عن الواقع الشِّيعي، هذه الرِّواية تُقارن بين مراجع التقليد عند الشِّيعة وبين أحبار اليهود، وقد قرأتُها عليكم فيما مرّ من حلقات البرنامج، إلى أن يصفهم بأنَّهم:- أَضَرَّ عَلَى ضُعَفَاءِ الشِّيعَة مِن جَيْش يَزِيد عَلَى الحُسَين وَأَصْحَابِه – حين تصفُ فقيهاً ومرجعاً للتقليد بأنَّهُ أضرّ من جيش يزيد هذا مديح أو سُباب وشتائم؟ لكنَّهُ بلسان الحقيقة ولبيان الحقائق، إلى أنْ يقول الإمامُ الصَّادق:- لَاجَرَم أَنَّ مَنْ عَلِم اللهُ مِنْ قَلْبِه مِنْ هَؤُلَاءِ العَوَامّ – من عَوامِّ الشِّيعة – أَنَّهُ لَا يُرِيد إِلَّا صِيَانَة دِينهِ وَتَعْظِيمَ وَلِيِّه لَم يَتْرُكهُ فِيْ يَدِ هَذَا الْمُلَبِّس الكَافِر – الإمام يتحدَّث عن مرجع تقليد شيعي، يصفهُ بأنَّهُ مُلبِّس، ملبّس يعني [كلاوچي]، مُلبِّس أي كافر، هذهِ شتائم أو مديح؟! والقضيَّة طويلةٌ جدَّاً على هذا المنوال، الحديث هنا عن مراجع تقليد شيعة، الإمام يصفهم بأنَّهم نُصَّاب، يصفهم بأنَّهم أسوأ من جيش يزيد، يعني أسوأ من حرملة، ألعن من شمر، يصفهم بأنَّهم مُلبِّسون وكُفَّار، هؤلاء مراجع تقليد شيعة، وكذِّبوني، كذّبوني، هذه أمامَكم روايات صريحة وواضحة جدَّاً. لماذا يتحدَّثُ الأَئِمَّةُ بهذا اللسان؟ هناك ضرورة لبيان الحقائق، فهذا المنطق الَّذي يتحدَّثُ بهِ الوائلي ويريد أنْ يقول: بأنَّ الشتّامين هؤلاء فئة خارجة عن الجادَّة الصَّحيحة، هؤلاء يخرجون عن الجادة الصَّحيحة إذا كانوا يشتمون خلافاً للواقع، وإذا شتموا وشتيمتهم صادقة ولكن ليس في وقتها وليس في محلِّها فهم لم يخرجوا عن الصِّراط الصَّحيح ولكنَّهم أساءوا التصرُّف، فارق كبير، هناك شتَّامُ وشاتمٌ وسابٌّ يسبُّ وسُبابه ليس صحيحاً، لأنَّ السُّباب هو وصف، هو وصفٌ للَّذي سُبَّ، للمُسبوب، فإذا كان السُّباب ليس صحيحاً ولا وجودَ لهُ على أرض الواقع فهذا خروج عن الصِّراط، أمَّا إذا كَان السُّباب مطابقاً للواقع فهذا سُبابٌ صادق، لكن الكلام هنا هل جاء في الوقت المناسب؟ هل وُظِّف بالطريقة الصحيحة؟ هل جاء وفقاً لنسق الحكمة؟ إذا لم يكن كذلك فإنَّ السَّاب لا يكونُ خارجاً عن الطريق، ولذلك الإمام ماذا قال؟ أمير المؤمنين، الإمام قال لأصحابهِ حين سبُّوا الشَّاميين: إِنِّي لأَكْرَهُ لَكُم أَنْ تَكُونُوا سَبَّابِين – سَبَّاب، يعني كثير السَّب، لا يعرف الموطن المناسب الَّذي يُظهِرُ فيه السب – إِنِّي لأَكْرَهُ لَكُم أَنْ تَكُونُوا سَبَّابِين – وليس سابِّين، السبَّاب، الذي ينشرُ سُبابَه في كلِّ مكان، في الموضع المناسب وفي الموضعِ غير المناسب، أمَّا السابّ، فهو كالقُرآن، كنهج البلاغة، كهذهِ الأحاديث والرِّوايات، عن إمامنا الصَّادق، عن أمير المؤمنين، هؤلاء سابُّون يعرفون كيف يستعملون السُّباب في موضعهِ، لأنَّ السُّباب تصريحٌ وبيانٌ وكشفٌ للحقائق كما هي، ولكنَّهُ نحوُ أسلوبٍ مثلما القاضي، القاضي قبل أنْ يُصدر الحكم، يُقال للشَّخص مُتَّهم، ولكن إذا ثبت عليه هل يقال له متَّهم؟ يُقال: هذا قاتل، يُقال: هذا سارق، تُذكَر الجريمة، لماذا؟ لأنَّ المقام يقتضي أنْ تُذكَر هذه الأوصاف، ولكن قبل أنْ تثبت، القاضي لا يصف الشَّخص وإنَّما يقول: بأنَّهُ مُتَّهم، ولذلك القاعدة معروفة: (المتهم بريء حتى يُدان)، حتى يُدان بشكل حقيقي، حتى تثبت جريمتُه، أعتقد أنَّ الصورة صارت واضحةً وجليةً. الغريب في الأمر أنَّ الشَّيخ الوائلي هو نفسهُ يستعمل أسلوب السُّباب. رجاءا الكنترول روم اعرضوا لنا الوثيقة المرقمة برقم 96: [مو هو هذا التأريخ لو غيره؟ هاه، مو تلزم الحذاء وتدگه للتاريخ كله بالحذاء وتشيله تذبه بالمرحاض، مو هو هذا التأريخ لو غيره، مو هو هذا التأريخ لو غيره؟ هاه، مو تلزم الحذاء وتدگه للتاريخ كله بالحذاء وتشيله تذبه بالمرحاض هاه، مو هو هذا التاريخ لو غيره]. الشَّيخ الوائلي هنا يسبُّ التأريخ يُريد أنْ يضربه بالحذاء ويُلقيه بعد ذلك في المراحيض، التأريخ ما هو؟ التأريخ عبارة عن معلومات، عن صُوَر، هذه المعلومات تحكي عن أشخاص، تحكي عن فرق ومجموعات، هذا سُباب أو ليس بسباب؟! الشَّيخ الوائلي يستعمل هذا الأسلوب وهذا اللون من السُّباب والشَّتائم لأنَّ السُّباب ليس للأشخاص فقط، يمكن أنْ تسبَّ شيئاً جماداً، يمكن أنْ تسبَّ شيئاً نباتاً، يمكن أنْ تسبَّ حيواناً من الحيونات، السُّباب هو لونٌ من ألوان التعبير لبيان وصفٍ قبيحٍ في شخصٍ أو شيء، هنا الشَّيخ الوائلي يسبّ التأريخ، لماذا؟ يُريد أنْ يبيّن قبح التأريخ برأيه، وإن كان هو من المتمسّكين بكتب التأريخ، ولكن بالنتيجة هو الآن يستعمل هذا الأسلوب، فيريد أنْ يضرب التأريخ بالحذاء، ثُمَّ بعد ذلك يُلقي بهِ في المراحيض. رجاءا أعرضوا لنا الوثيقة برقم 75: [كان عندهم عزم هالسنة هما مصرّين أن يشترون لهم بعيرة ويركبون عليها واحد يسوّوه عليل ويمشون بهايد بارك بلندن، تنبّهلي زين، يطلعون العليل، لا انا مو دا أحچيلك قصة أنا لا، أحچيلك واقع هاه تنبّهلي، مو دا أحچيلك لطيفة، لا واقع هذا، تنبّهلي شوية زين، هذوله انت تتصوّر ذوله على رسلهم، أبداً لا لا مو على رسلهم بلا كلام، هذا اللي يريد يحولّلي الحسين، يحوللي الحسين إلى مسخرة مهزلة، يريد يحولّلي الحسين، فرد قاتل ملبّسيه ما ادري شنهو مرّة تهلهل وأربعة ايذبّن ملبّس، ولك نعاج أنتو بأي عصر بأي تأريخ أنتو ليش دا ترگصون على جراحنا تلعبون على جراحنَا، إحنا وين بياحالة الآن، وشنو الوضع هذا من وراكم إنتو، گلت له: والله أنا لو اظفر بهؤلاء أدفنهم ابّلوعة وهمَّ أحياء]. هذا سباب أو ليس بسباب حين يتحدَّث مع مجموعةٍ موجودة فعلاً؟! مجموعة من النَّاس موجودة فعلاً في مدينة لندن، فحين يُخاطبهم بإنَّهم نِعاج، النِّعاج سُباب أو ليس بسُباب؟ وحين يقول من أنَّهُ لو تمكّن لدفنهم أحياء في بالوعة، لا أدري لماذا يريد أنْ يدفن التأريخ في المراحيض؟ ويُريد أنْ يدفن خَدَمَة الحسين في البالوعة؟ ما علاقة الشَّيخ الوائلي بالمجاري؟ لا أدري! فلماذا يدفن التأريخ في المراحيض؟ وخدمة الحسين يُدفنون في البالوعة؟ على أيِّ حال هذا سباب أو ليس بسباب؟ هو في نظره هذا سباب صحيح، يريد أنْ يُبيِّن نفرتَهُ، لكن المشكلة هو يُبيِّن نفرتَهُ من شيعة أهل البيت، ولكن مع أعداء أهل البيت لا يظهر هذا الأمر!! رجاءاً اعرضوا لنا الوثيقة برقم 17: [الرأي الثاني: لا، هذا ينسبوه إلمن؟ إلنا، هما اش اكو عندهم الحقيقة شكو زبالة يذبّوها عالشيعة، شايف، في كل شيء، إيش تتصوّر أكو زبالة، أحياناً زبالتهم إلهم هاه، مع الأسف، ليش، هذا ظلم، شايف، هذا الواقع يقول الشيعة يقرون الآية هكذا: فإذا فرغت فانْصِب، يعني انصب الإمام رأساً مباشرةً انصب الإمام، زين أنا قرأت الرِّواية قلت خل ارجع لتفاسيرنا، الله يعلم، قلت خل أرجع لتفاسيرنا أدوّرها أشوف أكو عدنا هيچي رأي ولو رأي مخرّف، أرد أشوف هالرأي هذا موجود عندنا، أجيت إلى تفاسيرنا تفضل: عندنا أمهات، التبيان للشَّيخ الطوسي، مجمع البيان للطبرسي، مثلاً، أفرض تفسير السيِّد الطباطبائي، مثلاً تفسير الكاشف أفرض من التفاسير المحدثة، تفاسير اللّخ مرّيت بما تيسّر عندي من التفاسير أبداً، الله وكيلك ولا إلها أثر الحچاية بالمرّة، منين ما أدري؟!]. الآن حينما وصف هذا الرأي بأنَّهُ زبالة، بغضِّ النَّظر هذا هو كلام أهل البيت أم لا، حين يصفُ رأياً من الآراء بأنَّه زبالة، هذا سُباب وشتيمة أم لا؟! ما هو رأي من الآراء، فما بالك وهذا الكلامُ كلامُ الأَئِمَّة، كلام الإمام الصَّادق، وهذا هو الكافي الشَّريف، هذه الطبعة طبعة دار الأسوة، إيران، الطبعة السَّادسة، 1428 هجري قمري، صفحة 326، باب الإشارة والنَّص على أمير المؤمنين، الرِّواية الثَّالثة، عن إمامنا الصَّادق، وينقل الحديث عن رسول الله صلّى اللهُ عليهِ وآلِه وسلّم:- فَقَالَ اللهُ جَلَّ ذِكْرُه: ﴿فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصْبَ وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ﴾، يَقُول: إذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ عَلَمَك وَأَعْلِن وَصِيَّك، فَأَعْلِمْهُم فَضْلَهُ عَلَانِيَةً، فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِه: مَنْ كُنْتُ مَوْلَاه فَعَلِيُّ مَوْلَاه اللَّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالَاه وَعَادِ مَنْ عَادَاه ثَلاث مَرَّات – إلى آخر الرِّواية والرِّواية طويلة. هو لا يعلم، هو من جهلهِ بالرِّوايات وَصَف حديث رسول الله، ووصَف حديث الإمام الصَّادق في أوثق كُتب الطائفة، في الكافي الشَّريف الَّذي يتهجَّمُ عليه وهو لم يقرأهُ، دائماً يتهجّم على الكافي، الدليل هذا الرِّواية موجودة في الجزء الأوَّل، الَّذي يقرأ كتاباً أوَّل ما يبدأ بالجزء الأوَّل، وهي في النصف الأوَّل من الكتاب، المفروض أنَّهُ إذا كان قد اطّلع على الكافي ودائماً يبدي آراءَه في تضعيفه أنْ يطلّع على هذه الرِّواية، الرجل لم يقرأ ولا يقرأ حديث أهل البيت، الرَّجل مشبع بالفكر النَّاصبي، وإذا قرأ قرأ كتب العلماء الشِّيعة الّتي هي مشبعةٌ بدورها بالفكر النَّاصبي، هذا هو الواقع، وقولوا لي إنَّ الواقع ليس كذلك، فحين يستعمل هذا الوصف: (زبالة)، لرأي من الآراء العلمية، كان هذا الرأي سُنيَّاً، شيعيَّاً، هذه شتائم وسباب أم لا؟ شتائم، فما بالك وهذهِ الشتائم تذهب إلى حديث رسول الله وحديث الإمام الصَّادق، وهذا من سوء توفيق الشَّيخ الوائلي، لو كان الشَّيخ الوائلي مُوفَّقاً لمنعهُ توفيقُهُ عن أنْ يصفَ حديثَ أهل البيت بأنَّهُ زبالة، والشَّباب الشِّيعة يتعلَّمون هذهِ المعاني ويعتقدون أنَّ فهم الآيات بهذهِ الطريقة وهو فَهمُ أهل البيت زبالة، لأنَّ الوائلي جناب الوائلي هو الَّذي يقول ذلك. رجاءا اعرضوا لنا الوثيقة المرقمة 51: [انت قد تلقى لك فد مفسر يجي يقول لك: كهيعص، الكاف كربلاء، والهاء هلاك العترة، والعين مادري شنو، ويقوم يسطر لك من هالحجي مدري شلون هذا، لا هاي تفاسير هوايا بعيدة عن روح القرآن، القرآن هالعطاء الضَّخم ما يجي بهالمحاولات هذه المادري شلون هالبسيطة يعني، هاي عقلية واحدة عندها مغزل عجوز مخرفة، مو هالكلام ما يقبل بحال من الأحوال أبداً، هاللون من التفسير لايقبل بحال من الأحوال]. حديثُ الإمام الحُجَّة، وهو يعلم أنَّ هذا الحديث منقول عن الإمام الحُجَّة، بالنِّسبة للرِّواية الأولى الَّتي وصفها بأنَّها زبالة لا يعلمُ بها، ولكن هو يعلم أنَّ هذه الرِّواية منقولة عن الإمام الحُجَّة، لكنَّهُ لا يعتقد بذلك، باعتبار أنَّ الرِّواية بحسب القُمامة والقذارة الموجودة في رجال النَّجاشي ومُعجم رجال الحديث للسيِّد الخوئي الرِّواية ضعيفة، فحين نعود إلى رجال النَّجاشي ونطلِّع على القُمامة والقَذارة الموجودة في هذا الكتاب ونعود إلى مُعجم رجال الحديث للسيِّد الخوئي، ونطلّع على الزبالة الموجودة في هذا الكتاب نجد أنَّ الرِّواية هذه ضعيفةُ السَّند جدَّاً كما يقول السيِّد الخوئي، ولذا جناب الشَّيخ الوائلي يتحدَّث عن كلام الإمام الحُجَّة في تفسير القُرآن يقول: هذا كلام عجوز مُخرِّفة! هذا سُباب أم ليس بسباب؟! بغضِّ النَّظر عن قول الإمام الحُجَّة، حين تقول عن رأي من الآراء بأنَّ هذا الكلام كلام عجوز مُخرِّفة، ولا أدري ما علاقة الوائلي أيضاً بالتخريف، فهو قبل قليل حين تحدَّث ووصف حديث الإمام الصَّادق بأنَّه زبالة، قال: إنَّني بحثت في تلك التفاسير الشِّيعيِّة ولو عن رأيٍ مُخرِّف، تُلاحظون المنطق هُوَ هُوَ، التكرار هُوَ هُوَ، فحين يصفُ كلاماً منسوباً للإمام الحُجَّة، لنفترض أنَّ الوائلي لا يعتقد بصحَّة هذهِ الرِّواية، لكن هذا موجود في الكُتُب، هناك احتمال أنَّ الإمام قال ذلك، فلماذا يتجرَّأ بهذهِ الطريقة؟! أمَّا في كتابهِ (نحو تفسيرٍ علمي)، وقد قرأت ذلك عليكم وهو يستندُ في كلامه إلى تفسير الفخر الرَّازي، كلام الفخر الرَّازي كلام صحيح ويعتمد عليه ويبني تفسيرَهُ للقُرآن على تفسير الفخر الرَّازي، ويسمي تفسير الإمام الحُجَّة بأنَّهُ عبثيّ وبعد ذلك يستهزيء فيقول: لماذا لا نقول الكاف كلام والهاء هراء؟ هراء استهزاء أم ليس باستهزءا؟! والياء يروى، والعين عيٌّ، والصاد صفصطائي، هذا سُباب وشتيمة لهذا الرأي أم لا؟ وهذا هو كلام الإمام الحُجَّة، سوء التوفيق هذا أنَّ الوائلي: يَسبُّ خَدَمة الحُسين يصفهم بالنِّعاج ويُريد أنْ يدفنهم في بالوعة وهم أحياء! يصف كلام الإمام الصَّادق وكلام رسول الله بأنَّه زبالة! يسبُّ كلام الإمام الحُجَّة وهو عالم بأنَّهُ كلام الإمام الحجة فيقول هذا الكلام كلام عجوز مُخرِّفة، عجوز عندها مغزل. وأنا لا أتصوّر كيف عجوز مخرِّفة وعندها مغزل؟! هذا لا يجتمع مع هذا، ولكن هذا هو الوائلي! ويصفهُ بأنَّهُ صفصطائي! وبأنَّهُ عيٌّ! وبأنَّهُ عبثٌ، ويعتمد على كلام النَّواصبِ في بُنية رأيهِ هذه، يعود إلى تفسير الفخر الرازي وقد بيّنت لكم ذلك. ولكنَّه حين يأتي إلى النَّواصب يتبدّل إلى شيء آخر، يصبح الرَّجل صاحب أفق واسع، وَسِّع أفاقك كُن مهذّباً!! اعرضوا لنا رجاءاً الوثيقة برقم 70 وهو يتحدَّثُ عن نجاسة دم سيِّد الشُّهداء: [الأن الحُسين انقتل اله 1340 سنة تقريباً، زين، هذه 1340 سنة شكثر جاي ينگلون الشِّيعة ترب يصلون عليها، ما تقول لي دم الحسين شنهو هو المحيط الأطلسي يعني هالگد ما يخلص؟ ما تفهٰمني أنتو هالعقلية هالذهنية يعني الواحد يتكلّم من يحچي يحچي بأذنه لو يحچي بعقله، غريب والله، غريب مع الأسف، ثُمَّ بعدين هذهِ كتبنا بين أيديكم كلها تقولُ بحرمة الدم، أن الدَّم نجس، زين، ما ممكن واحد عنده شيء يُلطّخ بدم ويسجد عليه، زين، انتوا لَمَّا تجون تگولون أن بيها لأن بيها دم، لا ما عندنا هالشكل بأن بيها دم الحسين اطلاقاً ما يم هالمعنى].. أيّ سوء اعتقاد هذا؟ يعني إذا كان هُناك تربة على سبيل المثال، إذا كان هناك تربة فيها دم الحسين هذا التربة بالنِّسبة للوائلي لا يسجدُ عليها، أين هي هذه التربة؟ دلّونا على هذه التربة ليس نسجد عليها، نسجدُ لها وقولوا ما تقولون، التربة الَّتي فيها دمُ الحُسين نسجدُ لها، وليس نسجدُ عليها! هذهِ تُربة كربلاء نحن نُقدِّسها لأنَّ حوافر حيوانات وخيول ودواب ركبتها عائلة الحُسين ومن كانوا يخدمون الحُسين نُقدِّس هذه التربة لأجل هذا، وإلَّا تُربة فيها دماء الحُسين نسجدُ لها ولا نسجدُ عليها..!! أين هي هذه التربة؟ وهذا الكلام بإمكاني أنْ أُبيّنه وأنْ أفُصِّله وأن أتحدَّث عنهُ بالتفصيل، ولكن المقام ليس منعقداً لذلك وحين يأتي الحديث عن معاني الصَّلاة سنتحدَّث ونتحدَّث في الحلقات القادمة، كي لا يتصوَّر أحدٌ أنَّني مُنفعل وقلتُ هذا الكلام بانفعال أو لانفعال، أبداً. هذا الكتاب الذي بين يدي: (بداية المجتهد ونهاية المقتصد)، من الكتب الَّتي يُحبُّها الشَّيخُ الوائلي لابن رشد القرطبي، من كُتُب المخالفين المعروفة، هذهِ الطبعة طبعة مؤسَّسة الرِّسالة ناشرون، الطبعة الأولى، 2010 ميلادي، أعدَّهُ سالم الجزائري، صفحة 219، الفصل الثَّاني: فيمن يجب غُسله أو غَسله من الموتى، ماذا يقول؟ – فأمَّا الشَّهيد أعني الَّذي قَتَلَهُ في المعترك المشركون، فإنَّ الجمهور – جمهور فقهاء السُنَّة – فإنَّ الجمهور على تَركِ غَسلهِ – لا يُغسَّل، يعني أكثر فقهاء السُنَّة هكذا يعتقدون، أنَّ الشَّهيد الَّذي يُقتل في المعركة لا يُغسَّل، لماذا؟ لأنَّ دِماءهُ طاهرة، هذا صفحة 219، الفصل الثاني: فيمن يجب غَسله من الموتى: – وأمَّا الأموات الَّذين يجب غسلهم – إلى أنْ يقول:- فأمَّا الشَّهيد أعني الَّذي قَتَلَهُ في المعترك المشركون فإنَّ الجمهور على ترك غَسله لِمَا رُوي أنَّ رسول الله صلّى اللهُ عليه وسلّم أمر بقتلى أُحُد فَدُفِنوا بثيابهم ولم يُصلَّ عليهم – بغضِّ النَّظر عن هَذا الكلام ولم يُصلَّ عليهم، مُرادي أنَّ جمهور فقهاء السنَّة كما يقول ابن رشد القرطبي في كتابه: (بداية المجتهد ونهاية المقتصد)، أنَّ الجمهور من فقهائهم يقولون بعدم غسل الشَّهيد المقتول في المعركة لماذا؟ لطهارة دمائه. والوائلي ماذا يقول؟ يقول عن دماء الحسين إنَّها دماء نجسة، كلامهُ واضح وكان صريحاً جدَّاً، وأنَّ التربة لو كان فيها شيء من دماء الحُسين لا يُسجد عليها، أنا لا أُريد أنْ أتحدَّث عن المراجع الَّذين يقولون بنجاسة دم المعصوم في حياته، وقد مرَّت الإشارة إليهم، ولكن هذهِ شتيمة أم ليست بشتيمة؟ حين نقول بنجاسة دم الحسين بعد شهادته هذه شتيمة أم ليست بشتيمة؟! إمَّا أنَّ الحُسين ليس شهيداً وإمَّا أنَّ الحُسين ليس مُسلماً!! فلماذا دماؤه نجسة بعد شهادتِه؟! لماذا دماء الحُسين نجسة بعد شهادتهِ؟ لأنَّهُ ليس مسلماً؟ فالمسلم إذا استشهد في المعركة دماؤه طاهرة، لأنَّهُ ليس شهيداً؟ هذا سُباب أم لا؟ قطعاً الوائلي لا يقصد هذه المعاني، إنَّه يهذي، الرَّجل يهذي، ولأنَّ الرَّجُل دائماً يلقى الإعجاب والتصفيق من السُنَّة والشِّيعة وقد سمعتم أصوات التصفيق من السنّة لهُ حين قال: ماكو مانع أنْ نقول أشهدُ أنَّ أبا بكرٍ ولي الله، أشهد أنَّ عمر وليُّ الله، وعلا التصفيق لشيخنا الوائلي لعميد المنبر الحُسيني!! ماذا أقول؟! القضايا في بعض الأحيان تتجاوز التَعبير، ولكن حين يقولُ عن دم الحُسين إنَّهُ دَمٌ نَجس هذا سباب أم ليس بِسباب؟! ماذا تقولون أنتم؟ الآن يؤتى بقتيل من الحشد الشَّعبي ويقال لأهلهِ هذا ولدكم دمهُ نجس ما هو بشهيد ولا هو بمسلم، وهو من عامَّة الناس، من عامة الشِّيعة، ماذا سيقولون؟ هذا الكلام يُقال للحُسين!! أنتم، أنتم ماذا تقولون؟ هل هناك من علامة على سوء التوفيق أنَّ شخصاً يقضي عُمره في خدمة الحُسين ويتحدَّث عن الحُسين بهذه الطريقة؟! هل هناك من علامة أوضح على الضَّلال وعلى الابتعاد عن منهج الحقِّ عن شخصً يقول عن الحُسين بأنَّه يُقاتل تحت راية يزيد؟! مرَّ هذا الكلام علينا ومرَّ الكثير، ألم يتحدَّث الوائلي أنَّ الحسين في سنة 49، كان يقاتل مع المسلمين في اسطنبول، من هو قائد هذه المعركة؟ يزيد ابن معاوية، عودوا إلى كُتب التأريخ، هذا سباب أم ليس بسُباب حينما يُقاتل الحُسين تحت راية يزيد وبقيَّة الكلام على هذا المنوال؟! لماذا يعترض الوائلي على أنْ يسبّ الشِّيعةُ أعداءَ عليٍّ وآلِ علي؟! إذا كان ذلك السُّباب في حدود المنطق وفي حدود الواقعية وبحسبِ قواعد الحكمة، كما مرَّ الكلام قبل قليل أنْ لا يكون افتراءاً، كما هو في الأسلوب القُرآني، كما هو في أسلوب نهج البلاغة، كما هو في كلمات المعصومين الّتي أشرتُ إلى أمثلة عديدة منها قبل قليل، هذا حال الوائلي، في السباب والشتائم، في جهة أهل البيت وحديثهم وأشياعهم وأوليائهم، أمَّا في جهة أعداء أهل البيت ماذا يتحدَّث الوائلي؟! اعرضوا لنا الوثيقة المرقمة 76: [أنا بالصدفة قريت العدد الأخير من مجلة الآداب زين الإسلامية، هذي المجلة مال الجمعية الخيرية تصدّرها، فد واحد يسأل عن هالطقس المتَّبع يعني أنَّهُ واحد بروحه درباشة مثلاً أو يضرب زجاج، يقول شنو هذا؟ يقول هذه معجزة للأولياء، بعض الأولياء الله يثبِّت وجوده عن طريق المعجزة، طيب أنا ما أنقدك بهذا أبداً، أبداً ما أنقدك لما تقول أن هذا يستعملها بدعاء ولي والولي ها يريد يظهر وجوده يبرهن على أنَّهُ متصل بالله بدليل أنَّ هالأشياء متضرّه وتضرّ غيره، أگول ممكن الها وجه مقبول] لا يعترض الشَّيخ الوائلي ولا يُبدي أي لونٍ من ألوان الاِستهزاء أو السُباب أو الشَّتائم الَّتي اِنهال بها على خَدَمة الحُسين وعلى حديثِ أهل البيت وعلى أهل البيت، فأين سُبابه وشتائمه الَّتي مرَّت قلبل قليل؟! رجاءاً اعرضوا لنا الوثيقة المرقمة 77: [هسه وسيلة العبادة، شنو وسيلة العبادة؟ وسيلة العبادة عند هذا شيء وعند هذا شيء آخر، لا أجي أنا أصير بذيء هاه، أكو عندنا بعض ناس يقول ذولا شنو مسطولين گاعدين يهزّون بروسهم يسوّون هيچي الله الله هاه؟ هذا عنده وسيلة توصّله إلى الله هكذا، خلّيك أنت عندك تهذيب أعلى من هذا، احترمه، لأن هذا الآن دا يتحرّك باتجاه الوصول إلى الله، كما انت هم عندك مثله، وعندك أشياء وأشياء هاه]. لا تكن بذيئاً خلّيك مهذّب عندك تهذيب أعلى، هؤلاء يريدون أنْ يصلوا إلى الله، هذه وسائل عبادة، لماذا لا يستعمل هذا الأسلوب مع شيعة أهل البيت ومع حديث أهل البيت؟! الأدب يكون فقط في هذه الجهة لماذا؟ هذا هو منطق المنهج الأبتر، أليس الأمور تُعرَف من خواتيمها؟! هي هذه الخواتيم والنَّتائج. طال عليكم البرنامج لأجل أنْ أكسر حِدَّة الجدية هذهِ على نفسِ هذهِ النَّغمة، على هذه النَّغمة الرُّومانسية أنْ لا تكون بذيئاً، أنْ نكون من أصحاب التهذيب العالي. نشاهد معاً هذا الفيديو، هذه المشاهد من طقوس أتباع الطريقة القادرية..!! تقبَّل الله من الجميع يا ليتنا كنَّا معكم، هزّة حلوة أرى المصوّرين أو بعض المصوّرين وكأنَّهُ يتحفَّز [حتَّى يدبﭻ ويّاهم، بس يبدو كان ياخذه الخجل من زُملاءه، دبﭽة جميلة حلوة، خلّيكم على تهذيب عالي] مثل ما يقول الشَّيخ الوائلي رحمهُ الله، آفاقكم واسعة وهذه وسائل للوصول إلى الله سبُحانه وتعالى. فيديو آخر جميل أيضاً رقص ديني مثل هذا الرَّقص لليهود في إسرائيل رجاءاً أعرضوا الفيديو: هذا الأخير كان متألقاً جداً يتحرَّك [برهدنة] وذوق عالي جدَّاً، هذه كُلَّها وسائل للوصول إلى الله، يعني آل محّمد وسيلة للوصول إلى الله، وهذهِ أيضاً وسائل..!! وقت البرنامج صار طويلاً جدَّاً ولا أعتذرُ من ذلك من يريد أنْ يطلب الحقيقة عليه أنْ يصبر وعليه أنْ يتعب..!! بقيَّة الحديث تأتينا في حلقة يوم غد إنْ شاء اللهُ تعالى.. أَتْركُكُم فِي رِعَايَةِ القَمَر … يَا كَاشِفَ الكَرْبِ عَنْ وَجْهِ أَخِيكَ الحُسَين إكْشِف الكَرْبَ عَنْ وُجُوهِنَا وَوُجُوهِ مُشَاهِدِينَا وَمُتَابِعِينَا عَلَى الإنْتَرْنِت بِحَقِّ أَخِيكَ الحُسَين … مُلتقانا غداً على نفسِ هذهِ الشَّاشة … أَسأَلُكم الدُّعَاء جَميعاً … في أمَانِ الله … ملخـّص الحلقة تاريخ البث : يوم الأحد 23 ذو الحجّة 1437هـ الموافق 25 / 9 / 2016م الوثيقة 89، مقطع 1: (للوائلي يتحدّث فيه عن ابن الزنا وما يدور في الوسط الشرعي حول ابن الزنا، ويُبدي حيرته في حال ابن الزنا وأنّه ضحيّة أبويه، وليس له ذنب فيما صنع والده، فلماذا يزيده المجتمع عذاب ومرارة بحرمانه من حقوقه، فلا يكون إمام جماعة مثلاً؟ لماذا يُعامله المجتمع كمجرم؟!) هذه القناعة التي تحدّث بها الشيخ الوائلي هنا تكشف عن عدم فهم وعدم اطّلاع على موقف العترة من أبناء الزنا. هناك روايات أخذت بنظر الاعتبار الجانب الاجتماعي وهذا لا ذنب للذنب فيه، مثل نظام العبودية، فليس الدين هو الذي أوجده، بل كان موجوداً وحينما جاء الإسلام سعى للقضاء عليه تدريجياً، إذ لم يكن من الممكن القضاء على نظام العبودية دفعة واحدة. ما يرتبط بأحكام ابن الزنا منه ما له علاقة بالمجتمع، فهذه إسقاطات المجتمع البشري، ولا يستطيع التشريع إلغاءها دفعة واحدة لعميق وجودها في داخل البناء المجتمعي وحتى في مداخل النفوس البشري، فما جاء في الروايات جانب منه ينظر إلى هذه القضيّة.. يعني لو تغيّرت النظرة الاجتماعية فإنّ هذا الجانب سيزول من الوجهة الشرعية، وهناك جانب آخر في الروايات ناظر إلى الواقع الحاصل، إلى جهة لا علاقة لها بالدين (كعملية تكوّن هذا الجنين وظروف تكوينه) فليس الدين هو الذي كوّن هذا التكوين لهذا المولود.. وإنّما الروايات تصف حقيقة تكوّنت على أرض الواقع، فتصفها كما هي وتتحدّث عن الآثار المترتّبة عليها. موقف أهل البيت بيّنوه من ابن الزنا، ولكنّ المؤسسة الدينية وناطقها الرسمي لا علاقة له بحديث أهل البيت حتّى يرجع إلى كلامهم صلوات الله عليهم.. فالرجل مغموس في الفكر المخالف لأهل البيت! ● وقفة عند حديث الإمام الصادق في [الكافي: ج8] والذي يُبيّن الموقف النهائي لأهل البيت من ابن الزنا (عن ابن أبي يعفور قال: قال أبو عبد الله: إنّ ولد الزنا يُستعمل – حاله على البقيّة فهو مكلّف يُطلب منه العمل -، إن عمل خيراً جُزي به، وإنْ عمل شرّاً جُزي به). هذا هو موقف العترة بعيداً عن إسقاطات المجتمع، وبعيداً عن حالة التكوين التي تكوّن بها ومنها ابن الزنا، فلا دخل للعترة الطاهرة في تكوينه، فإذا وصفته الروايات بأوصاف في أحاديث أخرى، فهي إنّما تحدّثت عن واقع حال موجود على هذه الأرض،.. ومن هنا يتّضح أنّ الأحاديث التي وردت في ابن الزنا بعضها ناظر إلى الاسقاطات والتقاليد والأعراف الاجتماعية، ولا دخل للدين في ذلك، والبعض منها ناظر إلى توصيف الحالة كما هي على أرض الواقع. أمّا الموقف النهائي هو هذا الذي تُبيّنه أحاديث العترة الطاهرة، وعندنا أحاديث واضحة أنّ ابن الزنا يُمكن أن ينال درجات ودرجات في القرب من أهل البيت، فيكون من أوليائهم.. وأمّا ما جاء في الأحاديث (لا يُبغضك يا علي إلّا ابن زنا) فالمقصود أنّ الذين يُبغضون عليّاً هم أبناء زنا، ولكن هذا لا يعني أنّ كلّ الذين يُبغضون علياً هم من أبناء الزنا، فهناك من أبناء (الحلال العرفي) من هم نواصب، وفي نفس الوقت هناك ممّن تولّدوا بطريقة غير شرعية (بحسب الموازيين الظاهرية للأحكام) يعني من أبناء الزنا ولكنّهم يُحبّون أهل البيت.. (وهذه المعاني لن تتضح إلّا جمعنا كلّ المعطيات في هذا الموضوع). ولكن هذه الرواية المختصرة للإمام الصادق يُمكن أن تُبيّن هذا المطلب. ● هذا التساؤل الذي أثاره الوائلي في المقطع هو تساؤل منطقي، ولكن هذا التساؤل يكشف عن جهل بثقافة العترة الطاهرة، ولذلك بقي حائراً! إضافة لثقافته الناصبية التي اكتسبها من الجوّ الناصبي الذي يختلط به، ومن مكتبته الناصبية. الوثيقة 90، مقطع 2: (للوائلي على نفس النغمة في المقطع السابق يتحدّث فيه عن ابن الزنا وأنّه قنبلة، ثمّ يُوضّح كلامه بالحديث عن حال زياد ابن أبيه، وأنّه صار قنبلة انتقاماً من المجتمع، لأنّه يشعر أنّ المجتمع اعتدى عليه فيريد أن ينتقم!). وهذا التحليل من الوائلي تحليل خاطىء، وفهم بعيد عن الواقع.. هو يتحدّث في المقطع عن زياد ابن أبيه، وابن زياد ليس بعيداً عن حاله أبيه أيضاً. لو كان الوائلي دقّق في سيرة زياد ابن أبيه الذي يتحدّث عنه ودقّق في أوضاعه، وفي موقف أمير المؤمنين منه لاتّضحت الحقيقة التي تحدّثت عنها قبل قليل. زياد ابن أبيه كان محبّاً لأمير المؤمنين، وفي محاورة بينه وبين حجر بن عدي، كان يقول لحجر أنّ قلبه كان مملوءاً بحبّ أبي تراب، ولكن بعد ذلك تبدّلت الأمور وتغيّرت! وجود الحب في قلبه لأمير المؤمنين وبشكل مؤكّد وقوي هذا تطبيق لنفس الحقيقة التي تحدّث عنها الإمام الصادق (إنّ ولد الزنا يُستعمل إن عمل خيراً جُزي به، وإنْ عمل شرّاً جُزي به) لو كان مستمرّاً في طريق الخير سيُجزى خيراً، ولكنّ الأموال والسلطة وشياطين الجن والإنس هو الذي فعل ما فعل بزياد بن أبيه. ● وهذا الإشكال الذي يرد دائماً وهو: لماذا استعمل سيّد الأوصياء زياد بن أبيه رغم كونه ابن زنا؟ فإن سيّد الأوصياء استعمله وفقاً لهذه الرؤية التي تحدّث عنها الإمام الصادق، أمّا ما جاء في التشريعات في قضية أنّ ابن الزنا لا يُمكن أن يشغل بعض الوظائف فهذه القضيّة أخذت فيها الإسقاطات الاجتماعية، لا في أصل التشريع، وهي من جملة الأحكام التدريجية كالعبودية. فأمير المؤمنين استعمل ابن زياد، واحترمه وقرّبه، وكانت الشيعة تحترمه وتجلّه (هذا هو منطق عليّ وآل عليّ). ولكن زياد بن أبيه هو الذي مال إلى معاوية، وغطس في الضلال وفي الجحيم. الوثيقة 91، مقطع 3: (للوائلي يتحدّث عن عبدالله بن عبّاس، وأنّه حبر الأمّة) هذه مصطلحات المخالفين.. هم الذين وضعوا هذه الألقاب لعبدالله بن عباس ولغيره في مواجهة آل محمّد، لحرف الأنظار عن آل محمّد، ولكن الشيخ الوائلي معبأ بهذه المصطلحات، والأنكى من هذا أنّ هناك إصرار من الشيخ الوائلي على إطلاق مصطلح (ترجمان القرآن) على ابن عباس! ● مصطلح (ترجمان القرآن) خاصّ بمحمّد وآل محمّد، ولا يجوز إطلاقه على أي أحد غيرهم.. فلا أدري لماذا الوائلي يسلب هذه الأوصاف من أهل البيت ويُسبغها على ابن عبّاس؟! ثمّ لماذا هذا التمجيد الكبير لابن عبّاس؟ إنّه الذوق المخالف لأهل البيت. ● عبدالله بن عباس ليس معدوداً في أولياء أهل البيت المقرّبين، ولا معدوداً في أعدائهم.. رابطة ابن عباس في آل محمّد الغالب عليها هو الجانب الأسري والقبلي وليس الجانب العقائدي، ولذا لا يوجد في أحاديث أهل البيت ما يُشير إلى منزلته العقائدية. الوثيقة 92، مقطع 4: (للوائلي يتحدّث فيه عن ابن عباس، ويقول عنه أنّه ترجمان القرآن، وحامل القرآن، وأنّه إلى لحظاته الأخيرة كان موضع رضى أهل البيت.. ويُضيف الوائلي لقب جديد لابن عباس من عنده وهو أن ابن عباس (حبر القرآن)! علماً أنّ أهل البيت لا يُسمّونه بهذه التسمية. ● في زيارة آل ياسين التي نزور بها إمام زماننا نقرأ (السلام عليك يا تالي كتاب الله وترجمانه) ترجمان الوحي في زماننا هو واحد فقط وهو الحجّة بن الحسن.. وأمّا ابن عباس فليس من تراجمة القرآن، فهذا افتراء من الوائلي. علماً أنّ زيارة الإمام الحجّة واجبة وليست مستحبّة كما يقول المراجع، بل هي أمر واجب أوجب من الصلاة والصيام، فهي واجب عقائدي أصلي.. ويُشير إلى ذلك حديث الإمام الرضا عليه السلام: (إنّ لكل إمام عهداً في عنق أوليائه وشيعته وإنّ من تمام الوفاء بالعهد زيارة قبورهم) ● من أفضل النصوص في زيارة الإمام الحجّة هو زيارة آل ياسين، ففي هذه الزيارة الشيعي يعرض عقيدته على إمام زمانه، وعرض العقيدة على الإمام الحجّة أمر واجب (هذا هو ذوق آل محمّد). ● وفي الزيارة الجامعة الكبيرة نقرأ (وأيّدكم بروحه ورضيكم خلفاء في أرضه وحُججاً على بريّته وأنصاراً لدينه وحفظةً لسرّه وخزنةً لعلمه ومستودعاً لحكمته وتراجمةً لوحيه وأركاناً لتوحيده) فأهل البيت هم تراجمة وحي الله بنصّ الزيارة الجامعة.. فهو مصطلح خاص بآل محمّد وإطلاقه على غيرهم خيانة لهم صلوات الله عليهم. الوثيقة 93، مقطع 5: (للوائلي تحدّث أولاً عن اختلاف المذاهب، ويقول أنّ هذا الاختلاف منشؤه ودوافعه فهم الأدلة، والنتيجة هو التساوي بين الرؤوس! فآل محمّد والبقية على حدّ سواء، وأنّ الجميع يبحثون عن فهم الدليل! ثمّ تحدّث عن عمر بن الخطاب وسيرته في تقسيم الأموال وبعد ذلك قارن فيما بينها وبين ما سمّاه بـ(نظرية أمير المؤمنين) وكأنّنا في عالم من النظريات، وأنّ سيّد الأوصياء عنده نظرية، وغيره عندهم نظريات! وبعد ذلك اعترف بالكتاب الشديد الّلهجة من أمير المؤمنين لابن عباس، في حين أنّه في الوثائق السابقة أنكر القضيّة بالكامل، وقال أنّهم أرادوا تشويه سمعة ابن عباس فنسبوا إليه السرقة، وفي نهاية المقطع يُصرّ على أن يُسبغ صفة ترجمان القرآن على ابن عباس، بل أنّه يفتري على ابن عبّاس ويقول أنّ ابن عباس يقول عن نفسه أنّه ترجمان القرآن!) ● هناك كتاب شديد اللّهجة وجهه أمير المؤمنين لابن عباس عن سرقة ابن عباس لأموال بيت المال في البصرة، وأمير المؤمنين كان قد جعله عاملاً وأميناً له هناك، فحين رأى أن الظروف السياسية لأمير المؤمنين قد تغيّرت سرق الأموال ورجع إلى المدينة، وهنا الشيخ الوائلي ذكر كتاب الأمير لابن عباس بالمُجمل، ثمّ برر الأمر وحلله بطريقة غريبة، وكذب على ابن عبّاس وقال أنّ ابن عبّاس قال عن نفسه أنّه ترجمان القرآن! وحتّى التفاصيل الأخرى التي ذكرها على لسان أمير المؤمنين هي من عند الوائلي، ولم يقلها الأمير. ● أدرجت هذا المقطع لأبيّن أنّ الوائلي يُصر على سلب أهل البيت صفة (ترجمان القرآن) وإسباغها على ابن عباس وهو لا يستحقّها حتّى بدرجة واحد إلى ترليونات الترليونات تحت الصفر. الوثيقة 94، مقطع 6: (للوائلي يتحدّث عن مضمون ومعنى الآية الكريمة {إنّ الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} فيذكر قصّة لسبب نزول الآية مأخوذة من حديث المخالفين، وسأذكر لكم ما يقول أهل البيت في هذه الآية. الوائلي في سبب نزول الآية الذي ذكره في المقطع رجع إلى تفسير الفخر الرازي [التفسير الكبير: ج10] ● وقفة عند تفسير الفخر الرازي للآية 58 من سورة النساء، ثمّ قارنوا بين الرواية التي ذكرها الفخر الرازي في تفسيره للآية وبين الإضافات التي يُضيفها الوائلي من عنده على الرواية. في تفسير الفخر الرازي (روي أن رسول الله لمّا دخل مكة يوم الفتح أغلق عثمان بن طلحة بن عبد الدار- وكان سادن الكعبة -باب الكعبة، وصعد السطح وأبى أن يدفع المفتاح إليه – أي رسول الله -، وقال لو علمتُ أنّه رسول الله لم أمنعه، فلوى علي بين أبي طالب يده وأخذه منه وفتح، ودخل رسول الله وصلّى ركعتين، فلمّا خرج سأله العبّاس أن يعطيه المفتاح ويجمع له السقاية والسدانة، فنزلت هذه الآية، فأمر علياً أن يردّه إلى عثمان ويعتذر اليه، فقال عثمان – العبدري – لعلي: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمّداً رسول الله، فهبط جبريل وأخبر الرسول أن السدانة في أولاد عثمان أبداً) أمّا قول الوائلي بأن أمير المؤمنين قال لسادن الكعبة أنّ الكعبة دار عبادة، فهذا من إضافات الوائلي وليس من الرواية. ● وقفة عند ما يقوله آل محمّد في معنى الآية {إنّ الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} في [تفسير البرهان: ج2] ● (عن بريد العجلي قال: سألت أبا جعفر – الباقر- عن قول الله عزّ وجل {إنّ الله يأمركم أن تؤدّوا الأمانات إلى أهلها..} قال: إيّانا عنى، أن يؤدي الإمام الأوّل إلى الإمام الذي بعده الكتب والعلم السلاح) ● (عن أبي بصير عن أبي عبد الله في قول الله عزّ وجل {إنّ الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} قال: هي الوصية، يدفعها الرجل منا إلى الرجل) مصطلح الأمانة في القرآن مرتبط بالإمامة والوصية، والقرآن نزل بأسلوب (إياكِ أعني واسمعي يا جارة) فالخطاب في الآية لأهل البيت والمعنى لنا. والمراد: أنّه يجب علينا أن نؤدّي واجب الولاية في أعناقنا، وأوّل واجب للولاية هو الوفاء لها بأن ننصر من ينصر هذه الولاية، وأن نحافظ على هذه الأمانة بتشديد معرفة فضلها وقيمتها وأن نسعى بكل جهدنا للتمسك بها ولخدمتها.. نحن مكلّفون بحفظ هذه الأمانة ورعايتها وأن نوصل هذه الأمانة سليمة محفوظة بعيدة عن هذه الثقافة البتراء، نوصلها لمن يستحقّها من الأجيال التي وظيفتنا أن نبعد هذه الأمانة عن القذارات والقمامات، وأن نشخّصها بالنحو الذي يُريده أهل البيت. الوثيقة 95، مقطع 7: (للوائلي يقول أنّ بعض الروايات التي تقول: (أنّه لما ولد الإمام الحجّة، حرص أبوه على إبعاده عن الأنظار) هذه الروايات حين كان يقرؤها كانت تبعث فيه الريبة، فلم يكن يتصوّر أنّ الملاحقة لأهل البيت من قبل السلطة تصل إلى هذا الحد.. ثمّ غيّر قناعته بعد الأحداث السياسية التي جرت في العراق! لو كان الشيخ الوائلي على اطلاع تفصيلي بسير ة الأئمة وأحوالهم وعلى اطلاع تفصيلي بسيرة الأنبياء السابقين بحسب ما حدّثنا الأئمة وكيف ولدوا وما هي الأحداث التي صاحب ولادتهم كولادة النبي إبراهيم وموسى وغيرهم، وكان مطلعاً على أحاديث أهل البيت التي أخبرونا فيها عن الملابسات والأحداث التي أحاطت بولادة النبي الأعظم وسائر المعصومين لما وجد ذلك غريباً. ● الأحاديث الشريفة تخبرنا أن أمر إمام زماننا كأمر رسول الله، فرسول الله حينما ولد، فإنّ عبد المطّلب كان يُحاول أن يبعده عن أنظار الناس، وهذه القضية موجودة على طول تأريخ المعصومين. الوائلي غيّر قناعته في تلك الروايات بعد ذلك ليس لأنّه اطّلع على حديث أهل البيت، وإنّما غيّر قناعته من خلال ملابسات حدثت على أرض الواقع، من خلال المعايشة الشخصية! هذه ليست طريقة سليمة لمعرفة أهل البيت، ومعرفة العقائد الصحيحة. فهل يشترط في كل إنسان أن تمرّ عليه ظروف مشابهة لتلك الظروف التي مرّت على الوائلي حتّى يدرك مصداقية تلك الروايات؟! فهذه قناعات خاطئة لا تمتّ بصلة إلى المنهجية العلمية الصحيحة. (لابأس بدراسة الواقع، ولابأس بالانتفاع من التجارب التي تمرّ على الإنسان، فقد تكون معايشة الواقع عاملاً لتأكيد المعاني ولكن ليس من الصحيح أن نجعل معايشة الواقع وسيلة لفهم حقائق الدين.. معرفة العقائد الصحيحة، ومعرفة ما جرى على آل محمّد عليهم السلام لابدّ أن نأخذه من أهل البيت، لا بهذه الطريقة الخاطئة). الوثيقة 96، مقطع 8: (للوائلي يشتمل على قناعة أخرى من قناعاته وهي أنّه حين يغضب على التأريخ يريد أن يضرب التأريخ بالحذاء وبعد ذلك يُلقي به في المراحيض). ربّما يستحق التأريخ ذلك ولكن أقول: إذا كان التأريخ هكذا حاله، فلماذا يقتل الوائلي نفسه على كتب التأريخ لكي يُحدّثنا عن أهل البيت من خلال هذه الكتب، ويترك حديث أهل البيت! الوائلي يهجر حديث أهل البيت ويركض مهرولاً نحو كتب النواصب إلى الحدّ الذي تكون نسبة كتب المخالفين في مكتبته تصل إلى 95%! ● هذا الفكر الأبتر الذي يطرحه الوائلي على المنابر هو الأولى أن يُضرب بالحذاء، ثمّ يرمى به في المراحيض. ● وقفة عند عنوان آخر أسميته: (قراءة وائلية). (وسأعرض وثيقة واحدة تحت هذا العنوان). الوثيقة 97، مقطع 9: (مقطع يفتتح فيه الوائلي أحد مجالسه بقراءة آية قرآنية بشكل خاطىء، وهي قوله تعالى {وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُّه بكلمات فأتمهُنّ قال إنّي جاعلك للناس إماما..} فالشيخ الوائلي يُضيف كلمة من عنده في الآية فيقول {فأتمهُنّ عليه} ليست المشكلة أنّ الشيخ الوائلي يُخطىء في قراءة الآية، فكلّنا نُخطىء وليس فينا معصوم.. ولكنّي جئت بهذه الوثيقة مثالاً أريد أن ألفت به أنظاركم، فأقول: مثلما يُخطىء الشيخ الوائلي في آية قرآنية معروفة، ويُضيف من عنده كلام لفظ للآية ليس من أصل الآية، فمثلما يقع في هذا الخطأ والاشتباه من دون قصد، فقطعاً سيقع في أخطاء أخرى واشتباهات أخرى. ومثلما لاحظتم في عنوان (قناعات الوائلي) لاحظتم شخصية مضطربة تعاني من عدم الوضوح، ولاحظتم استغرابات وتعجّب في غير موطنه بسبب جهله بالحقائق.. فهناك اضطراب في قناعات الوائلي وعدم وضوح.. وهذا يكشف لكم أنّ الصورة الكاملة التي وُضعتْ للوائلي ليست في محلّها! وأقول لأولئك الخطباء الذين ينقلون مجالس الوائلي (copy) بحيث ينقلون مجالس الوائلي بأخطائه واشتباهاته والإضافات التي يُضيفها على الروايات التي يستشهد بها من عنده من دون أن يلتفتوا! أقول: دونكم المصادر التي ينقل منها، ارجعوا إليها، وستجدون أنّه يُضيف على النصوص التي يستشهد بها إضافات من عنده – بحسب ما يفهم من تلك النصوص – لكن النقطة المهمّة التي أريد لفت أنظاركم إليها: أنّه مثلما يوجد خلل عند الوائلي في الجهات التي أشرت إليها، فهناك أيضاً خلل في الجانب المعرفي العقائدي. ● حين أوّجه انتقادي لكبار علماء الشيعة، فإنّ ردّة الفعل لا تكون بحجم ردّة الفعل في الواقع الشيعي حين أوجّه انتقاداً للوائلي، والسبب: أن الواقع الشيعي العربي تربّى على منهجية الشيخ الوائلي البتراء.. فالشيعة كانوا ينهلون من هذا المصدر، والخطباء يتابعون هذا المصدر، وللمرجعية يد طويلة في ذلك، فمراجع الشيعة في النجف كانوا يحثّون الناس على متابعة الشيخ الوائلي، حتّى صار الوائلي فريداً وحيداً، والخطباء في ساحة التبليغ في فترة مِن الفترات كانوا يخطبون ودّه ويطلبون رضاه، وانتشر الفكر الوائلي الأبتر حتّى غطّى كلّ ناحية من ساحة الثقافة الشيعية! ● حين أتحدّث عن الشيخ الوائلي فإنّي أعرف سعة الساحة التي يُؤثّر فيها الوائلي، وأعرف حالة الصنمية التي عصفت برؤوس الشيعة في الوسط العربي (في العراق، الخليج، ولبنان) والمناطق الأخرى التابعة لهذا الوسط الشيعي، وهو بالنتيجة الناطق الرسمي عن المؤسسة الدينية. مقطع 10: فيديو لمرجع من مراجع النجف الأربعة الكبار (الشيخ بشير النجفي) يقرأ آية من القرآن بشكل غريب (وهذا المقطع موجود على موقعه الرسمي) مقطع 11: فيديو لمرجع من مراجع النجف الأربعة الكبار (اسحاق الفياض) يأتي بآية كاملة من جيبه الخاص! ● وقفة عند كتاب [التّنقيح في شرح العروة الوثقى: ج1] للسّيد الخوئي – الجزء الأوّل من مباحث الطهارة، تحت عنوان (كشف اشتباه في كلمات الأصحاب) يتحدّث السّيد الخوئي فيه عن تحريف آيتين من آيات القرآن من قبل سلسلة طويلة من مراجع الشّيعة لأكثر من قرنين من الزّمان نتيجة الجهل المركّب، وعدم التّحقيق والتّدقيق، والنسخ والّلصق! فيقول: (لا يخفى أنّ الأصحاب قدّس الله أسرارهم نقلوا الآية المتقدّمة في مؤلفاتهم بلفظة «إن لم تجدوا» «فإن لم تجدوا» وهو على خلاف لفظة الآية الموجودة في الكتاب، بل لا توجد هاتان الّلفظتان في شيء من آيات الكتاب العزيز، فإنّ ما وقفنا عليه في سورتي النّساء والمائدة «فلم تجدوا» كما أنّ الموجود في سورة البقرة (ولم تجدوا كاتباً … )، فراجع . وظنّي أنّ الاشتباه صدر من صاحب الحدائق قدّس سرّه وتبعه المتأخرون عنه في مؤلفاتهم اشتباهاً ولا غرو فإنّ العصمة لأهلها)! يعني أنّ التحريف في الآية القرآنية في كتب علمائنا بحسب تتبّع السيّد الخوئي لكتبهم بدأ هذا التحريف من عصر الشيخ يوسف البحراني، يعني أكثر من قرنين من الزمان وكبار المراجع ينقل بعضهم من البعض الآخر بهذا التحريف، ولم يلتفتوا إلى التحريف! وهذا من سوء التوفيق! ● سؤال: هل يُمكن أن يُنصّب الإمام الحجّة نوّاباً لا يعرفون القرآن، أو يُحرّفون القرآن؟! ● وسؤال آخر وهو سبب طرحي لعنوان (قراءة وائلية) وما عرضتُ تحت هذا العنوان من وثائق، وهو: إذا كان المراجع والخطباء، وعميد المنبر لا يحسنون في اختصاصهم، فهم لا يحفظون كتاب الله وهذا أوّل اختصاصهم، إذا كانوا بهذا الحال.. فلماذا الدول الكبرى والمخابرات والاستعمار، لماذا يخافون منهم وهم بهذا الحال؟! هذا الذي لا يُحسن في اختصاصه، ما الذي يستطيع أن يصنعه حتّى تخاف منه الدول الكبرى والاستعمار والمخابرات؟! هذه أكاذيب ودعايات بتراء خرجت من نفس هذه المؤسسة البتراء، فهم يضحكون بها على عقولكم! وقفة عند عنوان آخر: مجالس وائلية. تحت هذا العنوان سأسّلط الضوء بشكل إجمالي على بعض مجالس الشيخ الوائلي. الوثيقة 98، مقطع 13: (مجلس للشيخ الوائلي يفتتحه بهذه الآية {وعلّم آدم الأسماء كلّها} يُمكنكم أن تجدوا هذا المجلس على الانترنت في المواقع الخاصّة بالشيخ الوائلي، وهذا المجلس من المجالس المعروفة والمشهورة (طول المجلس 61 دقيقة تقريباً، مجالس شهر رمضان 1414) ● في هذا المجلس الشيخ الوائلي يتعرّض لبيان معنى الأسماء، ويذهب يميناً وشمالاً ويغطس في الفكر المخالف، لكنه لم يُشر لا من قريب ولا من بعيد إلى أنّ هذه الأسماء هي أسماء أهل البيت! وهذا نقض واضح لبيعة الغدير! ● الغريب في نفس المجلس هو يتحدّث ويقول: أقسم أنّي لو عثرت على نظرية ناهضة عند أحد المذاهب الإسلامية فإنّي أعتزّ بها غاية الاعتزاز! وأنا أقول: لماذا لم تعتز بحديث أهل البيت ورواياتهم التي تقول بأنّ المراد من (الأسماء) هي أسماؤهم عليهم السلام؟!علماً أنّ في هذا المجلس أيضاً الوائلي يمدح فيه أبا حنيفة! مقطع 13: (فيديو للوائلي يتحدّث فيه عن سيّد الأوصياء ويقول عنه (اشكثر هذا الرجل عبقري! اشكثر هذا الرجل موضوعي!). هذا الّلحن وهذا الّلسان الذي يتحدّث به الوائلي عن سيّد الأوصياء، وهذه الأوصاف هل هي لسان الزيارة الجامعة الكبيرة؟! أهل البيت – كما في رواياتهم الشريفة – لا يُقاس بهم أحد.. أمّا هذا التعبير وهذا المنطق الذي يتحدّث به الوائلي في المقطع فهو يقلّل من شأن عليّ وآل عليّ عند المتلقي.. ولذلك حالة التقديس لأهل البيت سُلبت من الشارع الشيعي، وصار التقديس للعلماء، وهذه مشكلة كبيرة! علماً أنّ المؤسسة الدينية تسعى لإبقاء هذه الحالة (أن يكون التقديس متوجّه للعلماء وليس لأهل البيت) والسبب هو أنّ الشيعة لو قدّست أهل البيت بنفس الطريقة التي تقدّس بها المراجع، لأصبح أهل البيت ميزاناً عند الشيعة، وحينئذٍ يزن الشيعة المراجع بميزان أهل البيت. أمّا الآن صار التقديس للمراجع وصار المراجع ميزاناً للشيعة، وأهل البيت بقيت أسماؤهم على الحاشية (هذا هو الواقع في الساحة الشيعية)! وأحد العوامل التي أدّت إلى ذلك هو هذا التبليغ الأبتر، فحينما نتحدّث عن أمير المؤمنين نتحدّث عنه بهذه الألفاظ الذي نتحدّث بها عن أيّ أحد. ● نقطة أريد الإشارة إليها: حينما كانت قناة المودة مفتوحة وقدّمت فيها برنامج (الملف المهدوي) وفي هذا البرنامج لأوّل مرّة في ساحة الإعلام الشيعي يُنتقد الوائلي بالوثائق والحقائق.. من جملة الأمور التي ذكرتها في البرنامج، قلت: إنّني تتبعتُ مجالس الوائلي فلم أجد مجلساً من المجالس يدعو الوائلي في ختام المجلس للإمام الحجّة! المجالس الحسينية لا معنى لها من دون المشروع المهدوي.. المحرّك وخزّان الوقود للمشروع المهدوي هو: عاشوراء، والمجالس الحسينية لا معنى لها من دون ارتباطها بالمشروع المهدوي! ● أضف أنّنا نعتقد أنّ مجلس الحسين كقبّة الحسين، والدعاء مستجاب في هذه المجالس، والشيعي الحسيني المخلص حين يدعو في مثل هذه المواطن أليست الأولولية الأولى الواجبة عليه هي الدعاء للإمام الحجّة؟! ● في توقيع إمام زماننا لاسحاق بن يعقوب والذي يشتمل على هذه العبارة (وأمّا الحوادث الواقعة…) في نفس هذا التوقيع الإمام الحجّة يأمر الشيعة بالإكثار من الدعاء لتعجيل الفرج، فيقول: (وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج) فالإمام لم يقل عليكم أن تدعو بتعجيل الفرج، وإنّما أمر بالإكثار من الدعاء بتعجيل الفرج، وهذا أمر واجب وليس مستحب، والذين يقولون أنّ هذا مستحب هؤلاء من أصحاب المنهج الأبتر (هؤلاء يضحكون عليكم). ● النبي الأعظم يقول (أفضل العبادة انتظار الفرج) ومصداق من مصاديق انتظار الفرج هو هذا الأمر الواجب (وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج) وحتّى لو فرضنا أنّه ليس بواجب، فهو على أضعف الاحتمالات مستحب مؤكد.. وأفضل المواطن للاتيان بهذا المستحب المؤكّد – بالنسبة للشيخ الوائلي ولأمثاله – هو المجلس الحسيني. لو كان الشيخ الوائلي دائماً يؤكد على هذه القضية ويقوم عملياً بالدعاء لتعجيل فرج الإمام الحجّة في نهاية كل مجلس، فهذا الأمر سيُشدّد العلاقة بين الشيعة والإمام الحجّة، وهذا جزء من وظيفة المُبلّغ (التمهيد لإمام زماننا) ولكن هذا من سوء توفيق الوائلي. ● حين قلت على قناة المودّة أنّي ما سمعت الشيخ الوائلي يدعو في نهاية مجالسه لإمام زماننا، فإنّي كنت أتحدّث عن منهجية وسيرة عامّة للرجل، يعني أنّ الوائلي ليس من سيرته أن يدعو في نهاية مجالسه للإمام الحجّة وأن يربط الشيعة بالإمام الحجّة.. فحتّى لو وُجد في مجالسه مجلس واحد أو مجلسين أو ثلاثة يدعو فيها للإمام الحجّة فهذا لا يُغيّر في القضيّة شيئاً، ما دامت السيرة العامّة للشيخ الوائلي أنّه لا يربط الشيعة بالإمام الحجّة. الوثيقة 99، مقطع 14: (مجلس الوائلي افتتاحيته هذه الآية من سورة هود {بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين..} طوله 57 دقيقة تقريباً، من مجالس شهر رمضان 1421 الشيخ الوائلي شرّق وغرّب في معاني بقية الله، وكلّ الذي جاء به من الفكر المخالف! وذكر أيضاً منقبة لعمر تتحدّث عن شدّة الرجل في مواقف حكمه العادل! الشيعي المنتظِر أوّل مضمون يتبادر إلى ذهنه حين يسمع هذه الآية هو صاحب الأمر، الشيخ الوائلي شرّق وغرّب ولم يُشر إلى الإمام الحجّة لا من قريب ولا من بعيد، ودليله الذي استند إليه في بيان معنى الآية هو تفسير الفخر الرازي! ● السلام على إمام زماننا بالصيغة العقائدية المعروفة هي أن نقول له: (السلام عليك يا بقية الله). الوثيقة 100، مقطع 15: (مجلس للوائلي افتتاحيته هذه الآية {ونُريد أن نمنّ على الذين استُضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين} هذه الوثيقة هي مقدّمة لمجلس للشيخ الوائلي في حسينية الأربش في الكويت 15 شعبان 1413، طول المجلس 41 دقيقة تقريباً في القسم الأوّل من المجلس يتحدّث عن ولادة الإمام الحجّة، وبعد ذلك يتحوّل إلى زيارة الحسين، والمقطع الذي قال فيه أنّه حين يزور الحسين لا يزور عظام بالية هو من هذا المجلس! وفي هذا المجلس أيضاً أشار لكتاب البيان للكنجي الشافعي المليء بالضلالات! وفي هذا المجلس تحدّث عن العصمة، وحين تحدّث عن العصمة في هذا المجلس تحدّث عنها بنفس الفهم المخالف لأهل البيت، وعلماء الشيعة كلّهم هكذا! ● ملاحظة: هذا المجلس برغم أنّه في ليلة ميلاد الإمام الحجّة، إلّا أنّه حين ختمه لم يدعُ فيه للإمام الحجّة وهو مجلس حسيني! والسبب لأنّه تعوّد أن لا يذكر الإمام الحجّة عقيب مجالسه، ولذلك لم يدعُ للإمام الحجّة! مقطع 16: مقطع من مجلس الشيخ الوائلي في ولادة الإمام الحجّة يتحدّث فيه عن العصمة، والمقطع من نفس مجلس ولادة الإمام الحجّة. هكذا يتحدّث الشيخ الوائلي عن العصمة، يقول أنّها نوع من التربية العالية ونوع ونمط من التهذيب العالي! والأنكى من هذا أنّه يقول بأنّ عندنا في الوجود شخصيات يتصرّفون في سلوكهم الأخلاقي كالمعصوم! وذكر تعريفاً للعصمة شائعاً بين علمائنا ومراجعنا. ● وقفة عندما يقوله إمامنا الرضا في [الكافي: ج1] يقول: (وكيف يُوصف بكلّه أو ينعت بكنهه، أو يُفهم شيء مِن أمره، أو يُوجد مَن يقوم مقامه، ويغني غناءه؟ لا، كيف وأنّى وهو بحيث النجم من أيدي المتناولين ووصف الواصفين، فأينَ الاختيار من هذا، وأين العقول عن هذا، وأين يوجد مثل هذا؟) ● وقفة عند كتاب [هوية التشيّع] للشيخ الوائلي لنرى كيف يعرّف الوائلي العصمة في كتابه. يقول: (أمّا في الاصطلاح الكلامي فالعصمة: لطف يفعله الله تعالى بالمكلّف لا يكون معه داع إلى ترك الطاعة وارتكاب المعصية مع قدرته على ذلك) وهذا التعريف أخذه من المخالفين فهم الذين يُعرّفون العصمة بهذا التعريف حين يتحدّثون عن عصمة الأنبياء! ● عصمة أهل البيت ليست هي هذه التي يتحدّثون عنها في كتب علم الكلام (الذي هو من أوّله إلى آخره بقواعده وتفاريعه وتقسيمه من النواصب) عصمة أهل البيت هي عصمة الأسماء الحسنى، فليس هناك من حدود للأسماء الحسنى، هي أكمل الكمال. (إذا أردتم أن تعرفوا عصمة أهل البيت فهي في دعاء البهاء “اللهم إنّي أسألك من بهائك بأبهاه..) فهم عليهم السلام أبهى البهاء، وأكمل الكمال، وأجمل الجمال، وأوسع الرحمة، وأكبر الأسماء… ● وهناك تعريف آخر لعصمتهم في الفقرات الأولى من دعاء كميل تعضد عبارات دعاء البهاء وعبارات الزيارة الجامعة الكبيرة. (قراءة سطور من دعاء كميل تبيّن هذا المعنى). ● وهناك تعريف إمام زماننا للعصمة يتجلّى في دعاء إمام زماننا في شهر رجب (قراءة سطور من هذا الدعاء تُبيّن العصمة الراقية لآل محمّد في حديث إمام زماننا وهي تتفق في مضمونها مع حديث الإمام الصادق في الكافي الشريف حين قال: نحن الأسماء الحسنى). حتّى عصمة العقيلة وعصمة أبي الفضل العبّاس وعصمة عليّ الأكبر عليهم السلام هي أرقى بكثير وكثير من هذه العصمة التي يذكرها المراجع في كتبهم! ● وقفة عند لقطات وأمثلة من كتب الوائلي: سأقف عند كتاب [هوية التشيّع] للوائلي والذي يتحدّث فيه عن تشيّعه هو (تشيّع الوائلي). يقول الوائلي في مقدمة كتابه (هويّة التشيّع) الطبعة1: (بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على محمّد وآله الطاهرين وصحبه المنتجبين وبعد)!ويقول في مقدمة كتابه الطبعة2: (والصلاة والسلام على محمد وآله الأطهار، وصحبه الأبرار، ومن تبعهم بإحسان وبعد)! فهل هذا شعار شيعي؟ النواصب هم الذين يصلّون على الصحب المنتجبين انتقاصاً من آل محمّد، حتّى يقولوا أنّه لا خصوصية لآل محمّد! كان من المفترض بالوائلي أن يُلحق الصلاة على النبي وآله بالّلعن فهذا هو منهج القرآن كما في سورة الأحزاب آية 56 (وقفة عند هذه الآية من سورة الأحزاب تُبيّن أنّ الطريقة التي يتّبعها الشيعة حين يُلحقون الّلعن بالصلاة على النبي وآله هي طريقة قرآنية) ● أيضاً يقول الوائلي في مقدمة كتابه في النقطة5: (ومما يهون الخطب أن مواطن الخلاف بين فرق المسلمين منذ كانت لم تصل إلى الأصول وإنّما هي في نطاق الفروع، وإنْ حاول كثير منهم أن يوصلها إلى الأصول عن طريق عناوين ثانوية، ولوازم تحاول الدخول من أبواب خلفية، لكنّها وبشيء من التأمل والتحليل ترتد عن الأصول إلى الفروع، وما دام الإسلام في روحه الكريمة يفترض الصحة في فعل المسلم ابتداءً فعلينا معالجة هذه الأمور بوحي من هذا الروح..) ● أيضاً في هذا الكتاب [هوية التشيّع] تحدّث الوائلي عن شخصية عبدالله بن سبأ، وقال عنه أنه شخصية وهمية، وقد مرّ الكلام عن ذلك في هذا البرنامج. ● أيضاً هناك حديث للوائلي في هذا الكتاب بعيد جداً عن آل محمّد تحت عنوان (الشيعة غير الروافض) الروافض اسم للشيعة يحثّنا أهل البيت على الافتخار به وهو اسم يحبّه أهل البيت لشيعتهم، وهو تشريف من أهل البيت لشيعتهم، أمّا الوائلي يقول (الشيعة غير الروافض!) لأنّ المخالفين يُبغضون الروافض، لذلك هو يحاول أن يُبعد وصف الروافض عن الشيعة. (قراءة سطور من كتابه يقول فيها أنّ رمي الشيعة بالرفض وتسميتهم بالروافض هو مبالغة في التشهير بهم وشحن المشاعر ضدّهم) ثم يقول: (إنّه لا شك في وجود جماعة شتّامين للصحابة..)! الشتم والسباب هو لون من ألوان التعبير، قد يكون ضروري في بعض الأحيان ولازم لأجل بيان الحقائق.. (فالقرآن الكريم مليء بالسباب والشتم، فماذا يقول الوائلي؟ هل أنّ السباب والشتائم في القرآن مخالفة للحكمة ومخالفة للذوق؟!) ● وقفة عند جملة من الآيات القرآنية، وكلمات أهل البيت عليهم السلام التي ورد فيها سُباب وشتم لأجل بيان الحقائق، وإيقاظ الناس وتنبيههم من غفلتهم، ● الغريب في الأمر أنّ الوائلي نفسه الذي يعترض في كتابه (هوية التشيّع) على ظاهرة السبّ والشتم، هو بنفسه يمارس السباب والشتم في حديثه عن أشياع أهل البيت، وعن حديث أهل البيت! (وأنا لا أقول أنّه يمارس ذلك بنية سيئة، ولكنّه بالنتيجة في الوقت الذي ينتقد السباب والشتم هو يُمارس ذلك أيضاً) (وقفة عند مجموعة من الوثائق السابقة للشيخ الوائلي، والتي كان فيها سباب من الوائلي). ختام الحلقة مع مقطعين: ● مقطع 17: مقطع فيديو لطقوس أتباع الطريقة القادرية ● مقطع 18: مقطع فيديو لرقص ديني لليهود في إسرائيل.