الجزء الثالث … الكتاب الناطق – الحلقة ١۳٧ – لبّيك يا فاطمة ج٥٤ – ملامح المنهج الأبتر في الواقع الشّيعيّ ق٢١ – ضعف البراءة ج١٥ – الشيخ الوائلي ق٥

صور

فيديو

 

 

يوتيوب

 

 
 

اوديو

 

 

مطبوع

 

 

ملخـّص الحلقة

تاريخ البث : يوم الإثنين 24 ذو الحجّة 1437هـ الموافق 26 / 9 / 2016م

  • الحديث لازال في ملامح المنهج الأبتر الذي يتحرّك بنشاط شديد وفاعلية كبيرة في الوسط الشيعي خصوصاً في المؤسسة الدينية الشيعية. والحديث في هذه الحلقة والحلقات السابقة القريبة منها في السبق في أجواء الشيخ الوائلي (المثال النموذجي الذي تتجلّى فيه بشكل واضح ملامح المنهج الأبتر الذي تقدّم الحديث عنه)

  • بعد أن أكملت الحديث في الوثائق المئة السابقة، مع الوثائق الأخرى التي لم أرقّمها، عرّجت على نماذج من مؤّلفات الوائلي وبدأت بكتابه [هويّة التشيّع] وأسميته بحسب قناعتي (هويّة التشيّع الأبتر). في هذه الحلقة سأواصل حديثي من حيث توقّفت في الحلقة الماضية، وسأتناول كتاب آخر وهو كتاب [تجاربي مع المنبر] والذي يبدو أنّه آخر كتاب كتبه الوائلي، والذي يُهديه إلى خطباء المنبر الحسيني وإلى الأجواء الحسينية بشكل عام كما أشار في المقدّمة.

  • عرض لقطات من هنا وهناك من كتاب الشيخ الوائلي [تجاربي مع المنبر] تعكس لنا أبعاداً مهمّة من شخصية الشيخ الوائلي الفكرية.

  • ● تحت عنوان: حصيلة تجاربي مع المنبر يتحدّث الشيخ الوائلي عن أمور وعن ممارسات مرّت في حياته الخطابية المنبرية العلمية، فيتحدّث عن نوعين من الأمور:
  • ● الأولى: أمور لم يعملها وندم على أنّه لم يعملها، فيبدأ بالأمور التي ندم على أنّه لم يعملها فيقول وهو يتحدّث عن الدراسة الحوزوية وعدم إكماله للدورات الدراسة في الحوزة:
  • (الأول: هو أنّي لم أكمل الدورات الدراسية المتعلّقة بالعلوم الإسلامية: الفقه وأصول الفقه والفلسفة وكل مشتقات العربية إلخ. فقد كان ينبغي عدم الإكتفاء بدورات عادية غير مكثّفة، بل لابد مِن إحاطة تامة بتلك العلوم التي تعتبر أساساً ضروريّاً للمنبر..).
  • فهنا يتحدّث عن عدم إكماله للدورات الدراسية للعلوم الحوزوية، وهذا الأمر أخذ منه مأخذاً كبيراً، فقد ذكر نفس الموضوع في موطن آخر من كتابه، يقول فيه: (وقد عانيتُ كثيراً ممّا أسعى الآن إلى تلافيه وهو عدم إكمال دورات كاملة في الفلسفة وأصول الفقه وقواعد الفقه وذلك لتعذّر التوفّر على إكمالها مع الإيفاء بمتطلّبات الخطابة الأخرى. ولكنّي أعترف أنّ هذا خطأ..) فهو هنا يؤكّد نفس المطلب السابق الذي مرّ ذكره، لأنّ الأمر أخذ منه مأخذاً كبيراً.
  • ● وفي الفصل الذي عنونه بهذا العنوان: خطواتي في المنهج، يقول في نهاية هذا الفصل وهو يُلفت أنظار الخطباء إلى بعض الّلمحات التي يدعوهم إلى الاعتزاز بها، فيقول لهم أنّ السلف الصالح يأتون بعد الأئمة في المرتبة ليكونوا روّاداً لنا في إحياء أمر الحسين، وذكرى الحسين، ثمّ يذكر أمثلة لهؤلاء السلف الصالح فيذكر: الشافعي وأحمد بن حنبل!
  • يقول: (ويأتي بعد أئمّتنا سلفنا الصالح سَدَنة الإسلام وحَمَلة علوم الشريعة وفقهاء الأمّة ليكونوا من روّادنا في طريق المنبر بإحياء ذكرى أبي الشهداء كتاباً وشعراً وممارسة وعلى سبيل المثال لا الحصر: الشريف الرضي، والإمام الشافعي، والإمام أحمد بن حنبل وهكذا يتسلسل استعراض الواقعة من العصور الأولى إلى هذه العصور)! مسكونٌ الشيخ الوائلي بهذه الأسماء، وهاجسه هذا الذوق إلى آخر لحظة من لحظات حياته!
  • ● وتحت عنوان: المصيبة في المجلس الحسيني، يقول وهو يتحدّث عن المصيبة في المجالس الحسينية في المجالس التي كان يُقيمها، ويبيّن رؤيته وما يعتقد به، يقول:
  • (وأختم هذا الفصل بموقفي مِن هذا الموضوع، لقد درجتُ في بداية قراءتي في المجالس على الأسلوب السائر والنمط الدارج في ذكر المصيبة بغثّها وسمينها، بل ربّما أكّدتُ بعض القضايا في ذلك وهي ممّا إذا ذكرته الآن أشعر بعدم الرضا منه، وسبب ذلك – أي سبب اتّباعه للطريقة التقليدية في ذكر المصيبة:
  • أولاً: غَلَبة التيّار السائد وعدم وجود النقد في هذا المضمار، لأنّ النقد يتأتى من الناقد نفسه ويستنكره عليه الوسط المندمج في عالم المجالس. وليستْ مسألة النقد موجودة عندنا ولو وُجدتْ لأسهمتْ كثيراً في تنظيف الساحة من الشوائب والطفيليات ولكنّها مع الأسف معدومة لأسباب كثيرة.
  • وثانياً: لأنّ مستوى وعيي كان محدوداً ومساحة ممارستي للمنبر كانت ضيقة وحتّى لو اتسعتْ فإنّ الوقت آنذاك كان المستوى فيه ليس بالمطلوب. وحينما أخذتُ أتدرّج بالوعي وأتفاعل مع أجواء أوسع نسبياً – حين اختلط بشخصيات علمانية أمثال جعفر الخليلي- بدأتُ ألمس المُفارقات وأتعرّف عليها، كما عرفت الوجه الآخر لكثير من الناس الذين لا يظهرون معارضة علنية لذلك ولكنّهم ينقدونها بشدّة إذا كانوا في وسط يهضم ذلك. وحين وصلتُ إلى هذا الحدّ وقفتْ أمامي عقبة الطفرة – أي مسألة ترك المصيبة من دون تدرّج – فليس من المُمكن تقليص موضوع المُصيبة بطفرة بل وحتّى بالتدريج فضلاً عن الطفرة. ولنأخذ مثلاً لذلك موضوع عرس القاسم بن الحسن، فإنّه فضلاً عن كونه لا أساس له فإنّه لا موضوع له لأنّ القاسم آنذاك لم يبلغ بل هو صبي، ولأنّ الزوجة التي تُذكر له كانتْ متزوجة، ولأنّ الأجواء يوم العاشر ليست أجواء عرس ولأنّ ولأنّ إلخ. ولكن مع ذلك كلّه ما زالت هذه المسألة حيّة تقام لها طقوس خاصّة في الثامن مِن المحرم ويؤكّد عليها كثير مِن القراء لأسباب كثيرة، وكلّما أكّدنا على ضرورة الإبتعاد عن مثل هذا ازداد بفعل عوامل متعددة.
  • إذاً فالمسألة في تقليص المصيبة في المجلس الحسيني كمّاً وكيفاً لا ُيمكن مُعالجتها بطفرة، كما أنّنا لا نريد إلغاءها كما أسلفت وإنّما نريد تهذيبها. فشرعتُ أجسّد نسبياً ذلك الأمر، حيث أقلّل مِن طول المدّة بذلك، كما أختار للمصيبة والمصاب ما لا يهبط بهما. وتعرّضتُ من أجل ذلك إلى كثير من الحثّ ومن الطلبات بتطويل المدّة وتكثيف الكميّة حتّى من جماعة من المُثقفين الذين درسوا في أوربا. وأعتقد أنّ لذلك علاقة بالواقع الإجتماعي لهذه الطائفة، وما تتعرّض له من ضغوط ممّا يدفع على طلب التنفيس الذي هو الحزن والبكاء، وحيث أنّ البعض قد يرى أنّ مِن الضعف والركّة أن يبكي فينتقل إلى غطاء البكاء على الحسين، ففيه بالإضافة للتنفيس وعدٌ بالثواب والجزاء الكريم. وعلى كلّ حال فإنّ كلاً مِن الزمن ومستوى الذهنية العامّة والعوامل الإجتماعية الأخرى هي التي ستُعطي الفصل في ذلك، نسأل الله أن يجعل مقاصدنا سليمة واتّجاهنا لخدمة مقام آل محمّد).
  • هذا ما ذكرته في الحلقات المتقدّمة من أنّ مجالس الوائلي باستثناء المقدّمة وأبيات النعي، فإنّ المضمون المتبقّي من مجالسه مُشبع بالحديث الناصبي! أساس المجالس الوائلية هو تفسير القرآن، والرجل لا علم له بتفسير أهل البيت للقرآن! الرجل غارق في كتب تفسير النواصب، وإذا أراد أن يقرأ كتاباً شيعياً فهو يرجع إلى الكتب الشيعية المكتوبة بالذوق الناصبي! وقد برهنت على ذلك في حلقات سابقة بالوثائق. وحتّى هذا النعي وهذا الأسلوب الشيعي الذي جاء الحث عليه من قبل الأئمة، فالشيخ الوائلي من أواسط عمره بدأ لا يرغب فيه، في الفترة التي توثّقت علاقته فيها مع مجموعة العلماني (جعفر الخليلي)!
  • ● قول الشيخ الوائلي: (ولو وُجدتْ – أي مسألة النقد – لأسهمتْ كثيراً في تنظيف الساحة من الشوائب والطفيليات) فهل يقبل الشيخ الوائلي بهذه النقود التي أبيّنها وأطرحها؟!
  • ● قول الوائلي وهو يتحدّث عن إنكاره لعرس القاسم (ولأنّ الزوجة التي تُذكر له كانتْ متزوجة) هذا من افتراءات المخالفين التي تعوّد الوائلي أن يعبّ منها! مِن افتراءات أبي الفرج الأصفهاني وأضرابه، فالسيّدة سكينة ما تزوّجت.. هذه افتراءات الزبيريّين.
  • ● ثُمّ إنّ الوائلي يُضعّف رواية عرس القاسم، وهي رواية شيعية موجودة في كتب علمائنا مثل كتاب فخر الدين الطريحي، ولكنّها يُضعّفها لأنّ المراجع يُضعّفونها، ولا شأن لي بتضعيفه للرواية ولكن أقول: لماذا يقبل الوائلي بكلام المخالفين ورواياتهم التي تقول بأنّ السيّدة سكينة كانت متزوّجة؟! لماذا لا يُشكّك بهذه الروايات؟! لماذا يقبلها ويجعل منها دليلاً لتضعيف الروايات الشيعية؟! علماً أنّ هذا الكلام أورده الوائلي في سياق استنكاره ورفضه لذكر المصيبة والنعي، ولكنّه كان يذكر المصيبة والنعي مجاراة للوضع العام، وفي السنوات الأخيرة من حياته بدأ يقلّص ذلك إلى أبعد الحدود!
  • ● أنا شخصياً أعتبر أنّ هذا الكتاب أهم كتب الوائلي، لأنّ هذا الكتاب فيه المفاتيح وفيه الشفرة الكاملة لمعرفة أسرار المدرسة الوائلية.

  • وقفة عند (ديوان الشيخ الوائلي). الشيخ الوائلي من الشعراء الذين تميّزوا بحلاوة في سبك الشعر، وطلاوة في بيان المضامين الأدبية التي يلتقطها من هنا ومن هناك، ويرصفها في قصائد وأبيات محبّبة إلى النفس. شاعر حاول التجديد في التعبير والأسلوب ولكن ضمن المدرسة القديمة في الشعر العمودي الموزون المقفّى.

  • ● الشعر يتحدّث عن وجدان الإنسان، وربّما يتحدّث بصدق أكثر إذا أردنا أن نبحث ما بين كلماته وما وراء سطوره أكثر ممّا يظهر في النثر، والسبب: أنّ النثر يخرج باختيار من الناثر، أمّا الشعر ففي كثير من الأحيان هو الذي يفرض نفسه على الشاعر، ويخرج بشكل قسري رغماً عنه.. الشعر يُفسّر ويُبيّن ويشرح الخلجات النفسيّة للشاعر، فما يجول في مشاعره يظهر على شعره، وما يهتم به يتدفق من بين كلمات قصائده، وبعبارة أخرى: الأولويات الحاضرة في ذهنه (ولأجل ذلك سلّطت الضوء على ديوان الشيخ الوائلي).
  • ● الشيخ الوائلي أهدى كتابه [تجاربي مع المنبر] إلى الخطباء، وهنا يُهدي ديوانه إلى صغاره فيقول: (إلى صغاري الذين ألهموني الحبّ الكبير، أهدي هذه المشاعر النابضة بالحب). في الفهرست، الديوان مقسّم إلى أقسام (القسم الديني، الاجتماعي، الوجداني، الشعر السياسي، شعر الرثاء، قسم الإخوانيات) وعدد القصائد 121

  • عرض لقطا مختلفة ممّا جاء في ديوان الشيخ الوائلي:

  • ● قصيدة تحت عنوان: رثاء ضرس. (يبدو أنّه فقد ضرساً من أضراسه فرثاه بقصيدة من 60 بيت – قراءة سطور من القصيدة)
  • ● قصيدة بعنوان (الخوف من المجهول) نُظمت في لبنان في مناسبة لم يذكرها. (يصف فاتنة خرجت في الليل – قراءة سطور من القصيدة)
  • ● قصيدة بعنوان (مصرع كبّاية أو گلاص) قصيدة كتبها في كأس من الشاي كُسر، وكان يشرب فيه الشاي نحو 10 سنوات، فكتب قصيدة يرثيه من 75 بيت. (قراءة سطور من القصيدة)
  • ● قصيدة تحت عنوان (جنون البقر) من 25 بيت. (كتبها حين كان في لندن، وشاع خبر انتشار مرض جنون البقر)
  • ● قصيدة في العمل الفدائي أُلقيت في الكويت في حفل دعم العمل الفدائي
  • ● قصيدة كتبها في سناء محيدلي، وهي لبنانية فجّرت نفسها في جموع الاسرائليين في لبنان. (القصيدة من 41 بيت)
  • ● قصيدة عنوانها (الذبابة المسافرة) قالها في ذبابة ركبت على كتفه وهو في طريقه لركوب الطائرة، وكلّما دفعها عادت مرّة أخرى، حتّى نزلت معه على أرض المطار المقصود. (القصيدة من 56 بيت).
  • ● قصيدة عبارة عن محاورة جميلة مع الشاعرة العراقية نازك الملائكة تحت عنوان (أسرار الحج)
  • ● قصيدة ذكرى وهي في القسم الوجداني.. ومن القصائد التي أضيفت لاحقاً للطبعة.. قراءة سطور منها، يقول فيها:
  • أأنسى وما في الظلام البهيم إلاّكِ والنجمُ سمّاريه أُصلّي وتَرفع كلتا يديَّ وردي لطلعتكِ الساميه وأسجد إمّا اعتراني الخشوع وما غير ذكركِ محرابيه وكم مِن صلاةٍ وتسبيحةٍ تظلُّ النجوم لها راويه.
  • أنا لا أشكل على الشيخ الوائلي في هذه المعاني، ولكنّني أقول للشيخ الوائلي، وأخاطب وجدانكم أنتم يا من تُدافعون عن الشيخ الوائلي، وأقول: لو أنّني نظمتُ شعراً أو كتبتُ نثراً، وضمّنتُ هذه المعاني في آل محمّد، هل يقبلون بذلك؟!
  • ● قصيدة (محاورة مع النيل- 82 بيت) نظمها في القاهرة وهو يُخاطب فيها نهر النيل، ويذكر في القصيدة المطربة أم كلثوم، ويذكرها بإسم الدلع الذي يعرفه المصريون (قراءة سطور من هذه الأبيات).
  • ● قصيدة تحت عنوان (رسالة الشعر) أُلقيت في مؤتمر الأدباء العرب في بغداد. (قراءة أبيات من آخر القصيدة يؤكّد فيها على الوحدة الإسلامية).
  • ● قصائد الوائلي في القسم الديني 36 قصيدة (إلى الكعبة الغرّاء) إلى قصيدة تحت عنوان (من وحي شهداء عذراء) وهي قصيدة عن حجر وأصحابه وما بين هذين العنوانين قصائد مختلفة (في النبي والزهراء وأمير المؤمنين وفي الأئمة).
  • ● هذه نماذج من مختلف الأقسام (فمن محاورة مع نازك الملائكة، ومن رثاء للشيخ المفيد، ورثاء للسيّد محمّد باقر الصدر، ومجموعة قصائد في زوجته التي رحلت، وقصائد أخرى في أولاده، وقصيدة في جعفر الخليلي، وقصيدة في نهر التايمز، وغيرها..) ولكن برغم أنّه نظم في عناوين مختلفة إلّا أنّه لا يوجد ولا قصيدة واحدة في الإمام الحجّة! بل لا يوجد بيت واحد في الإمام الحجّة!
  • ● لو كان هاجس الإمام الحجّة يعيش في قلب الشيخ الوائلي دائماً لنظم في إمام زمانه.. فهو قد رثى ضرسه الذي فقده، ورثى كأس الشاي الذي فقده وكان قد اعتاد الشرب فيه لسنوات!
  • فأين إمام زماننا من شعر الشيخ الوائلي؟ ولماذا لا يذكر الإمام الحجّة في دعائه في خاتمة مجالسه الحسينية؟!
  • ● قصيدته بغداد التي مدح فيها قتلة الأئمة (هارون العباسي، والمعتصم، والمأمون) لعنهم الله – قراءة سطور من هذه القصيدة.. وقد تحدّثت عنها في حلقات سابقة من هذا البرنامج أيضاً.

  • مقطع 1: إعادة عرض الوثيقة (32) وهي مقطع للوائلي يمدح فيه المأمون العبّاسي قاتل الإمام الرضا، ويقول عنه أنّه روعة، وأنّه نموذج رائع جدّاً ومُشرّف!

  • مقطع 2: للوائلي يتحدّث فيه عن عمر بن عبد العزيز، ويقول عنه أنّه كان نموذج رائع!

  • مقطع 3: للوائلي يتحدّث فيه عن سعد بن أبي وقّاص، ويقول عنه أنّ له مواقف نبيلة! وأنا أتساءل: ما هو الموقف النبيل لهذا الصُلب الذي يُنتج عمر بن سعد؟!

  • ● أنا جئت بهذه الأمثلة والنماذج لأقول لكم أنّ القضية لا تقف عند الوثائق المئة.. فلو نبقى مع الشيخ الوائلي لجمعنا المزيد والمزيد من الوثائق، هو مُشبع بالفكر المخالف.

  • مقطع 4: فيديو مأخوذ من برنامج بُثّ على قناة كربلاء، وفيه لقاء مع كريمة الشيخ الوائلي وهي تُحدّثنا عن الحادثة الشهيرة المعروفة التي معها حين انكسر في البيت قدح زجاجي، وأثناء كنسها لأجزاء الزجاج، دخلت قطعة كبيرة من الزجاج المتطاير في عينها، ومزّقت العين، وأخذها الشيخ الوائلي للمستشفى، وذهب هو إلى الكاظمية متوسّلاً بالإمام الكاظم لشفائها.. وبالفعل شُفيت عينها ببركة الإمام الكاظم.

  • ● ربّما يتصوّر من يتابعني وأنا أنتقد منهجية الوائلي أنّي أكذّب بمثل هذه الحقائق، وأنا أقول: ما عندي شك ولا واحد من الترليون في مثل هذه الحادثة ولا في غيرها لو حدثت للشيخ الوائلي أو لأي أحد من شيعة أهل البيت. فعطاء أهل البيت عطاء مفتوح، والأئمة يقولون: شيعة أهل البيت ما زلّت لهم قدم إلّا وثبتت لهم أخرى.. لذا لا تستعجلوا في البراءة منهم. (ابرؤوا من أقوالهم الخاطئة، وأفعالهم السيئة ولا تبرؤوا منهم). إذا أُشبع قلب الشيعي بحبّ عليّ، فإنّ حبّ علي يُعطيه حصانة من الخروج من دائرة الولاية والتشيّع.

  • (مرور سريع على شخصية هشام بن الحكم التي تحدّثت عنها في الحلقات السابقة)

  • ● وقفة عند رواية الإمام الصادق في [الكافي:ج1] (عن يونس بن يعقوب قال: كنتُ عند أبي عبد الله عليه السلام فورَدَ عليه رجل مِن أهل الشام فقال: إنّي رجل صاحب كلام وفقه وفرائض وقد جئتُ لمناظرة أصحابك… قال: فورد هشام بن الحكم وهو أوّل ما اختطتْ لحيته – في أوّل شبابه في السادسة عشرة من عمره – وليس فينا إلّا مَن هو أكبر سنّاً منه، قال: فوسّع له أبو عبد الله وقال: ناصرنا بقلبه ولسانه ويده) وبعد النقاش قال له الإمام: (يا هشام لا تكاد تقع، تلوي رجليك إذا هممتَ بالأرض طرْت – يعني أنّ رِجلاك لا تطأ أرض الخَيبة في النقاش -، مثلكَ فليكلّم الناس، فاتّقِ الزلّة، والشفاعةُ مِن ورائها إنّ شاء الله) هشام وقع في زلّات وزلّات، إلى الزّلة الأخيرة التي قال عنها إمامنا الرضا: (لقد كان شريكاً في دم موسى بن جعفر) ومع ذلك الإمام الرضا ترحّم عليه، والإمام الصادق وعده بالشفاعة.
  • ● قول الإمام الرضا عن هشام أنّه شريك في دم الإمام الكاظم (ليس المقصود أنّه شريك في دم الإمام بالمعنى العمدي، ولا بمعنى المشاركة الفيزيائية)
  • ● هشام انحرف عقائدياً وتأثّر بالفكر الناصبي، حين ذهب إلى القول بالتجسيم وقد بيّنت ذلك في الحلقات السابقة. (راجع الحلقة 119)
  • ● حين نُقل للإمام الكاظم أنّ هشام بن الحكم يقول أنّ الله تعالى جسم، قال الإمام: (قاتله الله، أما علم أنّ الجسم محدود والكلام غير المتكلّم؟! معاذ الله وأبرأُ إلى الله مِن هذا القول) فالإمام لم يتبرأ من هشام، وإنّما تبرّأ من قول هشام، وهذا ما أردّده دائماً.. نحن أناسٌ خطّآؤون، فأنا حين أنتقد الشيخ الوائلي إنّني أبرأ من أقواله ولا أبرأ منه، فهو شيعي محبّ لأهل البيت. هذا هو منطق آل محمّد. فإنّ هشام بن الحكم أيضاً يُحبّ أهل البيت، ولكنّه انحرف فكرياً لأسباب، ورجع إلى الطريق بعد ذلك. ولكن بالنتيجة هذا الانحراف العقائدي قاده أن يكون شريكاً في دم الإمام الكاظم – وإن لم تكن شراكة بالنحو العمدي، وإنّما بسبب تصرّفاته غير الحكيمة الناتجة عن انحرافه للاتجاه الفكري الناصبي
  • ● أنتم بسبب الصنمية حينما تختلفون مع شخص، مباشرة تضعون عليه علامة وهذا ليس منطق آل محمّد.. منطق آل محمّد أنّ الشفاعة لأهل الكبائر وأنّ الشفاعة للخطّآئين. أنا في الوقت الذي أنتقد ما أنتقد من منهجية الشيخ الوائلي وأتبرأ من منهجه الأبتر، لكنّي لا أستطيع أن أتبرأ منه، فهو شيعي (وهذا هو منطق آل محمّد).

  • مقطع 5: إعادة عرض الوثيقة 10 وهي آخر لقاء مصوّر للشيخ الوائلي، والذي قال فيه أنّه كان في كليّة الفقه يُدرّس فقه المذاهب الأربعة وفقه الإمام الصادق على حدّ سواء. هو يقول أنّه كان في الصميم من ذلك، وأنا أبرأ من هذا المنطق، أبرأ من هذا المنهج الأبتر.

  • مقطع 6: تسجيل للسيّد منير الخباز يتحدّث فيه عن الساعات الأخيرة من حياة الشيخ الوائلي، وينقل تفاصيل عن الشيخ باقر رشيد القرشي يصف فيها وضع الشيخ الوائلي الصحّي، وأنّه كان في وضع صحّي متدهور جدّاً، ويقول أنّه رأى الإمام الحسين وطلب منه أن يأخذه معه، فقال له الإمام أنّه سيأخذه معه إذا دخل في الصلاة، ولهذا أصرّ على أبنائه أن يُوضئوه للصلاة، وفارق الدنيا في الركعة الثانية.

  • ● هذا الكلام أيضاً الذي ذكره السيّد منير الخبّاز نقلاً عن الشيخ باقر رشيد القرشي أُصدّقه بالكامل وبكلّ تفاصيله، وهذا الكلام يدخل إلى وجداني من دون الحاجة إلى دليل. (هذه هي عقائدنا، وهذا هو منطق آل محمّد، وهكذا فهمت أسلوب آل محمّد في التعامل مع شيعتهم) قد يكون هذا الكلام مُستغرباً لناقد ينقد بشدّة وبحدّة وبقوّة ما يطرحه الشيخ الوائلي.
  • ولكن أقول: انتقادي لما يقوله الشيخ الوائلي شيء، وإيماني بألطاف أهل البيت معه شيء آخر. ما يطرحه الشيخ الوائلي عائد إليه، أمّا ما يفيضه آل محمّد على شيعتهم فهذا عائدٌ إلى آل محمّد.
  • ● قوانين آل محمّد مبنية على النيّة، والنية هم يعرفونها، ولهذا هم يقولون عليهم السلام: (ما خلد أهل الجنان في الجنان إلّا بنيّاتهم، وما خلد أهل النيران في النار إلّا بنيّاتهم)
  • ● الشيخ باقر رشيد القرشي يقول أنّه في زيارته للوائلي في ساعاته الأخيرة وهو على فراش المرض، رآه كومة من العظام لشدّة المرض العضال الذي فتك بالشيخ الوائلي لمدّة ليست بالقصيرة، إلى الحدّ الذي صار أهله لا يستطيعون أن يُحرّكوا أي جزء من بدنه.
  • ● نحن هكذا نعتقد في ثقافة أهل البيت أنّ أهل البيت إذا أحبّونا فإنّ أخطاءنا تُكفّر عنّا في حياتنا وهناك طرق عديدة لهذا التكفير منها: الأمراض الشديدة والآلام القاتلة، خصوصاً تلك الأمراض التي تصيب المؤمن في آخر حياته قبل موته، والروايات في ذلك كثيرة جدّاً. أنا لا أريد هنا أن أقول أنّ المرض الذي ابتُلي به الوائلي كان عقوبة، أنا لا أعلم الغَيب ولستُ ناطقاً عن الغيب، ولكنّي أتحدّث بما هو موجود في روايات آل محمّد. فأنا تعلّمت من آل محمّد أنّ الشيعة الذين يحتطبون الأوزار والخطايا على ظهورهم إذا قبلهم أهل البيت، فهم شيعة، أمّا إذا لم يقبلوهم فهؤلاء سيموتون على ملّة أخرى، وسيُحشرون مع أئمة آخرين من أئمة النار!

  • وقفة عند قصّة دعبل الخزاعي أطرحها للتفكّر والاعتبار. مثلما اخترت لكم (الشيخ الوائلي) مثالاً ونموذجاً عملياً وتطبيقيّاً على المنهج الأبتر الذي يتحرّك بقوّة وفاعلية في الوسط الشيعي، أذكر لكم الآن حكاية (دعبل الخزاعي) فهي في نظري وقناعتي مثال نموذجي لنفس الأمر الذي أتحدّث عنه الآن فيما يرتبط بعاقبة الشيعي.

  • ● دعبل الخزاعي من أسرة شيعية وجو شيعي.. في بداياته (منذ صغره وفي أيّام شبابه وإلى أن كبر) كان دعبل مُشبع في باطنه بحبّ عليّ، ولكنّ الدنيا أخذته يميناً وشمالاً. كان دعبل شاعراً، وبسبب شعره الرائق (الشديد في بنيته الّلغوية، والعذب في معانيه، والسلسل في ألفاظه، والناعم في صوره وتناغمه مع موسيقى الروح – بسبب ما يتّسم به شعره، ذاعت بعض أبياته لجمالها، ووصلت إلى المغنّين.. وكان دعبل آنذاك شابّاً في بدايات شبابه، حين وصلت أبياته للمُغنّين والمغنّيات ونفذتْ إلى داخل قصر هارون العباسي، طرب لها طرباً شديداً وسأل عن شاعرها، وأرسل هارون برسوله إلى دعبل يحمل الأموال والهدايا، وقال لرسوله بأن يُخيّر دعبل إن أراد أن يأتينا إلى القصر فليأتِ، وذهب رسول هارون يبحث عن دعبل، فحمل إليه الأموال وجاء دعبل مسرعاً إلى قصر الخلافة العبّاسية، وصار دعبل شاعر الأغاني لهارون العبّاسي! فعاش بين المعازف والقيان والجواري الفاتنة على شواطىء دجلة حيث يسمر السامرون، وتُدار الكؤوس وتُعقد مجالس الطرب، هكذا عاش دعبل في مثل هذه الأجواء.. وفي فترة من حياته كان عاملاً من عمّال العبّاسيين في بعض مناطق مصر، كان يعيش في الأجواء العبّاسية بكلّ تفاصيلها، وقد بقي على هذا الحال إلى زمان موت هارون العباسي. (وتلك الفترة فترة عصيبة، فهي الفترة التي سُجن فيها إمامنا الكاظم، والفترة التي قُمعت فيها الشيعة وشُرّد الهاشميون، وبعدها جاءت فتنة الواقفة بكلّ تفاصيلها المريرة، ولكن دعبل كان في عالم آخر).
  • ● في زمان الإمام الرضا ثبتت قدم دعبل التي كادت أن تزل، فبدأ شوطاً جديداً.. ومنذ ذلك اليوم حمل خشبته على ظهره وهو يقول: حملت خشبتي على ظهري 50 سنة أبحث عمّن يصلبني عليها. بدأت قصّة دعبل حين ركب سفينة النجاة وتمسّك بأذيال إمامنا الثامن وولينا الضامن، وحين قبله الإمام، فاضت شفاه دعبل: مدارسُ آياتٍ خلتْ من تلاوةٍ.. وإلى اليوم تُردّد هذه الأيّام، وهذا علامة القبول من الإمام الرضا. من شاعر تُغنّي المُغنيّات بأشعاره، إلى نادب ينعى الحسين.. وإلى اليوم تائية دعبل تُثير الأحزان وتحرّك مشاعر القلوب، لأنها كانت علامة للقبول حين أقبل دعبل بكلّ إخلاصه، ودخل بوابّة الهدى، أعطاه الإمام علامة القبول. دعبل كان الصوت الواقف في وجه السلطة الناصبة.. طال عمره ومات وعمره 98 سنة،
  • ● وقفة تأمّل واعتبار في الكيفية التي مات بها دعبل. لقد عانى ما عانى في موته، وسأنقل لكم صور ثلاث بشكل مختصر تُبيّن لكم شدّة المعاناة التي عانها دعبل في آخر حياته.
  • الصورة 1: أمسك به الوالي العبّاسي في البصرة، وأراد أن يقتله بسبب ما قال من هجاء ومن شعر، ودعبل أنكر ما نُسب إليه من شعر وأراد الوالي أن يقتله بسببه، وحلف الأيمان – وكان آنذاك شيخاً كبيراً – فأعرض الوالي عن قتله، ولكن أمر بضربه بالعصي! فضربوه ضرباً شديداً بالعصي حتّى أُصيب بالإسهال! فأمر الوالي العبّاس أن يُجعل على ظهره، وأجبره أن يأكل غائطه!! وفتحوا فمه وأدخلوا غائطه في فمه وأجبروه أن يبتلع كلّ غائطه!
  • الصورة 2: بعد ذلك تركوه وفرّ منهم خوفاً من أن يُقتل، فرّ إلى الأهواز.. وتبعه من تبعه لاغتياله فطعنه بعكّاز نهايته حديدية مدبّبة مسمومة، طعنه في رجله وتورّمت رجله وبقي أيّاماً يُعاني من ألم شديد جدّاً إلى أن قضى ومات. (هذا الغائط الذي أجبروه على أن يبتلعه لربّما كان جزاءً وتكفيراً لكلّ أشعار الأغاني الذي قالها وكان هارون يطرب عليها والإمام الكاظم في طوامير السجون)!
  • الصورة 3: حين فرّ دعبل إلى الأهواز كان معه ولده علي، فبعدما طُعن وبقي أيّاماً يتألّم وعاش في معاناة شديدة.. الّلحظات الأخيرة من حياته اسودّ وجهه اسوداداً شديداً! فيقول ابنه عليّ: شككتُ في أمري وفي أمر أبي.. صحيح أنّ أبي فعل ما فعل، ولكنّه منذ عقود في خدمة أهل البيت وقد عانى ما عانى، فلماذا اسودّ وجهه هذا الاسوداد؟! أصابت ابنه حيرة شديدة، ودخله هم، وهجمت عليه الشكوك، ولكنّه بعد أيّام رأى والده في عالم الرؤيا بشكل آخر، رآه على أحسن حال يختلف عن الحال الذي كان عليه أبوه في الدنيا. فسأل أباه: أين أنت الآن؟ وما الذي جرى عليك عند الموت؟ أجابه دعبل: اسوداد وجهي كان بسبب شرب الخمر، كان كفّارة لهذا الأمر.. وقد وردتُ على رسول الله فقال لي: أنشدني قصيدتك (لا أضحك الله سن الدهر إن ضحكت * وآل أحمد مظلومون قد قهروا) أنشدته القصيدة فخلع عليّ ثيابه وأسكنني في مسكن في جواره، أنا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله.
  • ● مثل هذا الذي جرى على دعبل، جرى على شخصيات أخرى كانت نادبة للحسين عليه السلام، كالسيّد الحميري.

  • مقطع 7: فيديو مقتطع من برنامج على قناة العراقية عنوانه (مهمّة عراقية) عام 2007، البرنامج يتناول شخصية الشيخ الوائلي إلى وفاته وتشييعه. يتحدّث المقطع عن معاناة الشيخ الوائلي في آخر حياته، والمرض العضال الذي أصابه وهو مرض السرطان، وقد عانى بسببه كثيراً إلى أن قضى وفارق الحياة.

  • ● نوع السرطان الذي أُصيب به الشيخ الوائلي (سرطان الحنجرة) ولا أريد أن أعلّق أكثر من ذلك.
  • ● سؤالٌ وجّه لي عدّة مرّات عن زيارة قبر الشيخ الوائلي.
  • وأقول: زيارة قبره كسائر الزيارة لقبور بقية الشيعة، فهي جائزة.. وقد تكون مستحبّة إذا كان لأجل الاعتبار، أو لأجل إهداء عمل من الأعمال الصالحة للميت كقراءة القرآن أو زيارة عاشوراء، أو الترحّم على الميت والاستغفار له. (إذا كانت الزيارة بهذه النية فهي جائزة).
  • ● أمّا إذا كانت الزيارة لقبر الوائلي تثبيتاً أو استجابة أو دعوة للصنمية المقيتة، أو لتشييد أركان المنهج الأبتر، فهي محرّمة قطعاً من دون أيّ نقاش، وتكون وبالاً على الزائر من دون أيّ نقاش، بل ربّما تعود بالأذى أيضاً على الميّت.. وهذا الأمر يجري على قبور جميع شيعة أهل البيت خاصّتهم وعامّتهم.
  • ● من البداية قلت إنّني أتحدّث في ملامح المنهج الأبتر الذي يتحرّك بفاعلية في الواقع الشيعي، وقد قسّمت الواقع الشيعي إلى 3 أقسام:
  • 1- المؤسسة الدينية الشيعية بواجهتها المرجعية وبمؤسستها الحوزوية العلمية وبسائر شؤوناتها وتفاريعها.
  • 2- أتباع هذه المؤسسة (سواء تمسّكت بالمنهج الأبتر أم لم تتمسّك).
  • 3- الزهرائيون.
  • الحديث في كلّ الحلقات الماضية في القسم الأوّل من الواقع الشيعي وهو (المؤسسة الدينية).
  • ● بالنسبة للقسم الثاني من الواقع الشيعي وهم (أتباع المؤسسة الدينية) فإنّي لا أجد حديثاً أتحدّث به عن (الاتباع) لأنّ مصير الاتباع هو مصير المؤسسة الدينية، لأنّهم يمتثلون بأمر المؤسسة الدينية ويقتدون بما يقوم به قادتها وزُعماؤها.. فالحديث عن المؤسسة الدينية هو بعينه حديث عن الاتباع وهم (عامّة الشيعة) فهو ينطبق على الاتباع بالتمام والكمال، لأنّ هؤلاء هم الذين ربطوا مصيرهم بمصير المؤسسة الدينية.
  • ● أمّا القسم الثالث: الزهرائيون.. فهذا القسم افتراضي لا وجود له على أرض الواقع. نعم هناك مَن يُحبّ أن يُصنّف نفسه تحت هذا العنوان، ولكن على أرض الواقع لا وجود لهذا العنوان إلّا بنحو شبحي. هناك أناس يصفون أنفسهم بهذا الوصف، ولكن في الحقيقة إذا أردنا أن نزن الأمور بميزان دقيق، فإنّهم لا يعرفون أساساً مال المراد من تسمية (زهرائيون) التي يُطلقونها على أنفسهم. وما حلقات (لبيكِ يا فاطمة) إلّا لتفهيم هؤلاء الذين يُريدون أن يكونوا وجودات تحت هذا الوصف.
  • ● أقول لهؤلاء الذين يُحبّون أن يتسمّوا بالزهرائيين: أنّ مجموعة الحلقات الأخيرة من برنامج (لبيكِ يا فاطمة) تمثّل زبدة الحديث، وستبدأ من حلقة يوم غد إلى نهاية شهر ذي الحجّة. وأعتقد على سبيل الظن أنّ هؤلاء الذين يُحبّون أن يتسمّوا بالزهرائيين – إذا ما فهموا المطالب والمضامين وتفاعلوا معها – يمكن أن تكون هناك بداية لنشاط زهرائي. (علماً أنّني هنا لا أتحدّث عن نشاط سياسي، ولا عن تجمّع عشائري، ولا جمعية خيرية، ولا منظّمة ولا نقابة..) إنّني أتحدّث عن التشيّع بحسب الزهراء.
  • ● الزهرائي: هو الشيعي الذي تُريده الزهراء.. فمن أراد أن يتّسم بهذه السمة عليه أن يعرف معنى هذا العنوان (زهرائيون)

  • النقطة الأخيرة التي أختم بها الحديث في ملامح المنهج الأبتر في الواقع الشيعي هي الحديث عن: عاقبة المنهج الأبتر!

  • إذا أطبق المنهج الأبتر على المؤسسة الدينية الشيعية وتسلّط عليها بشكل كامل، وكانت هذه المؤسسة قد فرضت هذا المنهج على كلّ الشيعة والشيعة وافقوها على ذلك، فإنّ العاقبة تُبيّنها الروايات. (علماً أنّه لا شأن لي بالمؤسسة الدينية الحالية، ولا بالشيعة الحاليين قد تنطبق عليهم هذه الروايات وقد لا تنطبق، أنا هنا أريد أن أعرض الحقائق.. أمّا تطبيق هذه الروايات على أرض الواقع فالأمر راجع إليكم).

  • وقفة عند جملة من أحاديث أهل البيت التي تدور حول أحوال الشيعة في زمان الغَيبة وفي زمان الظهور، ومَن الذي ينجو منهم وكيف ينجو، ومَن الذي تكون عاقبته سيئة، (هذه الروايات بمجموعها تُرسم لنا صورة عن عاقبة المنهج الأبتر إذا استمرّ في تحرّكه ونشاطه في الواقع الشيعي).

  • ● وقفة عند حديث الإمام الصادق مع المُفضّل بن عمر في [الكافي: ج1] (عن المفضل بن عمر قال: كنتُ عند أبي عبد الله وعنده في البيت أناسٌ، فظننتُ أنّه إنّما أراد بذلك غيري، فقال: أما والله ليغيبنَّ عنكم صاحب هذا الأمر وليخملنَّ هذا حتّى يقال: مات، هلك، في أي واد سلك؟ ولتُكفأُنَّ كما تُكفّأ السفينة في أمواج البحر، لا ينجو إلّا مَن أخذ الله ميثاقه وكتب الإيمان في قلبه وأيّده بروح منه، ولترفعُنّ اثنتا عشرة راية مُشتبهة – لأنّها قد غطّت باطلها بالحق ولكن الباطل موجود في جوفها فهي مُشتبهة – لا يُدرى أيٌّ مِن أي، قال: فبكيتُ، فقال: ما يُبكيك يا أبا عبد الله – كنية المُفضّل -؟ فقلتُ: جعلتُ فداك، كيف لا أبكي وأنت تقول: اثنتا عشرة راية مُشتبهة لا يُدرى أيٌّ مِن أي!؟ قال: وفي مجلسه كوّة – أي نافذة صغيرة – تدخل فيها الشمس فقال: أبينةٌ هذه؟ فقلتُ: نعم، قال: أمرنا أبينُ مِن هذ الشمس)
  • ● وقفة عند حديث أمير المؤمنين في [عوالم العلوم: ج26] (أنّ أمير المؤمنين خطب بالكوفة: أيّها الناس الزموا الأرض مِن بعدي، وإيّاكم والشذّاذ مِن آل مُحمّد، فإنّه يخرج شذّاذ آل مُحمّد فلا يرون ما يُحبّون لعصيانهم أمري ونبذهم عهدي، وتخرجُ راية مِن وُلْد الحُسين تظهر بالكوفة، بدعامة أُميّة، ويشمل الناس البلاء، ويبتلي الله خير الخلق حتّى يُميّز الخبيث مِن الطيب، ويتبرّأ الناس بعضهم مِن بعض، ويطول ذلك حتّى يُفرّج الله عنهم برجل مِن آل مُحمّد – إشارة إلى إمام زماننا- ومَن خرج مِن وُلدي فعَمَل بغير عملي وسار بغير سيرتي – سار بمناهج النواصب – فأنا منه بريء، وكلّ مَن خرج مِن وُلْدي قبل المهدي فإنّما هو جزور – أي أنّه سيُذبح – وإيّاكم والدجالين مِن وُلْد فاطمة فإنَّ مِن وُلْد فاطمة دجّالين، ويخرج دجّالٌ مِن دجلة البصرة وليس منّي، وهو مُقدّمة الدجّالين كلّهم)!
  • ● وقفة عند رواية الإمام الباقر في كتاب [الإرشاد] للشيخ المُفيد (إذا قام القائم عليه السلام سار إلى الكوفة، فيخرج منها بضعة عشر ألف نفس يدعون البترية عليهم السلاح، فيقولون له: ارجع من حيث جئت فلا حاجة لنا في بني فاطمة، فيضع فيهم السيف حتّى يأتي على آخرهم، ويدخل الكوفة فيقتل بها كلّ منافق مرتاب، ويهدم قصورها، ويقتل مُقاتلتها حتّى يرضى الله عزّ وعلا).
  • ● رواية الإمام الباقر [منتخب الأنوار المضيئة] للمحدّث النيلي (إذا ظهر القائم على نجف الكوفة خرج إليه قرّاء أهل الكوفة قد علّقوا المصاحف في أعناقهم وأطراف رماحهم، فيقولون: لا حاجةَ لنا فيك يا ابن فاطمة، قد جَرّبناكم فَما وَجدنا عندَكم خيراً، إرجعوا مِن حيث جئتُم، فيَقتُلهم حتى لا يَبقى مِنهم مخبر).
  • ● مقطع من رواية للإمام السجاد عليه السلام في [البحار: ج52] (ثمّ يسير – أي الإمام الحجّة – حتّى ينتهي إلى القادسية، وقد اجتمع الناس بالكوفة – أي شيعة النجف وما حولها – وبايعوا السفياني)!
  • ● رواية الإمام الصادق في [البحار: ج52] (يقدم القائم حتّى يأتي النجف، فيخرج إليه مِن الكوفة جيش السفياني وأصحابه – أصحاب السفياني من الشيعة – والناس معه – أي عامّة الشيعة-، وذلك يوم الأربعاء فيدعُوهم، ويُناشدهم حقّه، ويُخبرهم أنّه مظلومٌ مقهور، ويقول: مَن حاجّني في الله فأنا أولى الناس بالله، إلى آخر الخطبة.. فيقولون: ارجع مِن حيث شئت لا حاجة لنا فيك، قد خبرناكم واختبرناكم فيتفرّقون مِن غير قتال – الإمام يُعطيهم فُرصة – . فإذا كان يوم الجمعة يُعاود فيجئ سهْم فيُصيب رجلاً مِن المسلمين فيقتله، فيُقال إنّ فلاناً قد قُتل فعند ذلك ينشر راية رسول الله، فإذا نشرها انحطّتْ عليه ملائكة بدر، فإذا زالتْ الشمس هبّت الريح لهُ فيحمل عليهم هو وأصحابه فيمنحهم الله أكتافهم ويُولّون، فيقتلهم حتّى يُدخلهم أبيات الكوفة، وينادي مٌناديه: ألا لا تتّبعوا مُولّياً ولا تُجْهزوا على جريح ويسير بهم كما سار علي يوم البصرة)
  • ● رواية الإمام الباقر في [البحار: ج52] (لكأنّي أنظر إليهم مُصعدين مِن نجف الكوفة ثلاثمئة وبضعة عشر رجلاً، كأنّ قلوبهم زُبَرَ الحديد جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره، يسير الرعب أمامه شهراً وخلفه شهراً، أمدّه الله بخمسة آلاف مِن الملائكة مُسوّمين – يلبسون عمائم ذات ذؤابتين – حتّى إذا صعد النجف، قال لأصحابه: تعبّدوا ليلتكم هذه فيبيتون بين راكع وساجد يتضرّعون إلى الله حتّى إذا أصبح، قال: خُذوا بنا طريق النُخيلة، وعلى الكوفة خندقٌ مُخندق قلت: خندقٌ مُخندق ؟ قال: أي والله حتّى ينتهى إلى مسجد إبراهيم بالنُخيلة، فيُصلي فيه ركعتين، فيخرج إليه مَن كان بالكوفة مِن مُرْجئها – مرجئة الشيعة – وغيرهم مِن جيش السفياني، فيقول لأصحابه: استطردوا لهم – أي فرّوا أمامهم من باب الخدعة – ثمّ يقول كرّوا عليهم – عودوا إليهم)
  • ● مقطع من رواية الإمام الصادق في كتاب [نور الأنوار] للمحدّث المرندي. (فإذا خرج القائم مِن كربلاء وأراد النجف والناس حوله، قتل بين كربلاء والنجف ستّة عشر ألف فقيه! فيقول الذين حوله مِن المُنافقين: إنّه ليس مِن وُلد فاطمة وإلّا لرحِمَهم، فإذا دخل النجف وبات فيه ليلة واحدة فخرج منهُ مِن باب النُخيلة مُحاذيَ قبر هود وصالح استقبله سبعون ألف رجل مِن أهل الكوفة يُريدون قتله، فقتلهم جميعاً فلا يُنجى منهم أحد).
  • ● رواية الإمام الباقر في [البحار: ج52] (ثمّ يأتي الكوفة فيُطيل بها المكْث ما شاء الله أن يمكث حتّى يظهر عليها – أي حتّى يُصفّيها من هؤلاء المنافقين والبترية -، ثمّ يسير حتّى يأتي العذرا – مرج عذراء التي فيها قبر حجر – هو ومن معه، وقد أُلحق به ناس كثير، والسفيانيُّ يومئذ بوادي الرملة، حتّى إذا التقوا وهم – أي التقى المهدويّون مع السفيانيّين – يوم الأبدال، يخرج أُناس كانوا مع السفياني فهم من شيعة آل محمّد، ويخرج ناس كانوا مع آل محمّد إلى السفياني، فهم مِن شيعته حتّى يلحقوا بهم، ويخرج كلّ ناس إلى رايتهم، وهو يوم الأبدال..)

تحقَق أيضاً

أسئلةٌ وشيءٌ من أجوبة … – الحلقة ١٣

يازهراء …